آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9699Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-05-22, 01:48 AM   #371

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
Elk


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
اللهم صل و سلم على نبينا محمد خاتم الأنبياء و سيد المرسلين❤❤❤❤❤


مساء المسك و العنبر غاليتى 😊😊

بانتظارك متى استطعتى 🌹🌹

حبيبتي الله يسعدك 😍


شكراً يا نوّارة🌹


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-05-22, 08:31 PM   #372

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا صديقاتي العزيزات😍

الفصل طويل شوي عشان هيك رح أنزل ان شاء الله في منتصف الليل قسم والقسم الثاني بكرا اذا الله راد بس ما بعرف أي وقت لانه لسة ما انتهيت منه❤👍🙃

القاكن على خير بإذن الله 🌺😘


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 01:15 AM   #373

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون (( معاهدة سلام ))



توقفت xxxxب الساعة عند هذه اللحظة وخُسف القمر بهذا المكان تحديداً.....لا تتحرك ولم تعُد ترى الّا دماءً ورائحة الموت تنتشر حولها.....ظلام دامس من التشاؤم يحيط بها....ورجفات الخوف تتملكها....ما زالت مكانها تفترش الارض دون أن تبعد عينيها عن الجسد المطروح أمامها وكأن كل شيء غدا حالكاً الّا ضحيتها لم يختفِ الضوء عنه كي لا تنسى فعلتها....كي تتقلب بجحيم جريمتها.!!...أهذا جسداً ساكناً أم اصبح جثماناً ؟؟!.....هي لا تعرف ما الأنسب لوصفه !!....أفاقت من هلوساتها ناظرة حيث صوت ألتي شهقت وهي تنهض عن الأريكة بوجل تنظر لما تطال عيناها من آثار لخدوش تُرسم على بشرتها وتحاول نفضها بكفيها معاً من هنا وهنا لعلّها تنجح في محوها!!....تئنّ متألمة ...كتفاها محمران وخطوط أظافره كبصمات لفعلته الشنيعة وتحرقانها كأن أحداً سكب الملح والفلفل عليها والقسم العلوي مما كانت ترتدي ممزق بطريقة وحشية كأنها تعرضت لهجوم ذئاب!!...وعند زاوية فمها نقطة دماء سببها محاولته الهمجية العنيفة باقتناص قبلة رغماً عنها..!!...قطعتها الداخلية هي من تسترها مع قماش الفستان الذي يغطي فقط جزءاً من بطنها....لم تُفلح بمسح العلامات عنها وضاقت أكثر أنفاسها بسبب همومٍ جمّة مختلطة تجثم على صدرها ...!!...لا تدري بما تسمي حالتها ولا تدري كيف تنعى روحها ؟؟!...حاولت سحب الفستان للأعلى علّها تستر نفسها وبملامح منهزمة احتضنت جسدها المرتعش وكأن موجة صقيع هجمت عليها !!.....ارتفع طرفيّ حاجبيها الداخليين وهي تحملق بالجسد الوحشيّ المُلقى عند قدميها!!...اتسعت عيناها بذهول بينما كانت تنقل حدقتيها عليه وعلى صديقتها التي اتخذت الأرض سنداً لها .....ابتلعت ريقها كي ترطب حلقها الأشبه بالصحراء الجافة وعادت بخطواتها الواهية الى الخلف تريد الهروب من الحقيقة التي عاشتها !!...كلبٌ مات ومستقبل ضائع ؟!...لم تكُن سوى ثلاث خطوات لتصطدم بركن قائم قرب باب المطبخ فسمحت بانهيار حصونها وهي تنزلق مستسلمة تضم ساقيها لصدرها وتحيطهما بذراعيها وتدفن رأسها عليهما والصقيع ما زال يحوم حولها جاعلاً الجسد النحيل يهتز ارتجافاً أكثر وأكثر وكتفاها يهتزان من نحيبها بينما الأخرى بدأت تبحث عن حقيبتها وهي مكانها بعد أن شعرت بوعيها يعود تدريجيا!!....اهتدت أخيراً اليها حيث كانت خلفها مباشرة وسحبتها ثم أخرجت هاتفها الذي كان يرقص بكفها على أنغام دقات الرعب بقلبها....فتحته بصعوبة بسبب تنمّل اصبعها...كانت تبسمل وهي تتحرّى عن رقم مجهول يساعدها !!....تبحث من غير هداية !!...ألا يوجد من ينشلها من مصيبتها !!؟؟...أتتصل بشقيقها أم بوالدها ؟!...حارت تائهة حتى فكّرت ان والد صديقتها هو الأولى بأن يعرف بهذه الكارثة التي حلّت في بيت ابنته !!.....وجّهت بصرها للتي تنزوي على بُعد أمتار قليلة عنها وكابدت لتُخرج صوتها :
" ألـ...ألمى....مـ....ما هو رقم والدك ؟؟!!..."

رفعت تلك رأسها ونظرات الضياع تغشى سماءيها ثم هزّت راسها الى اليمين واليسار بحركة لا اعرف....هي تعرف لكن كل ما تعرفه طار من عقلها !!....روحها مصدومة....وقلبها ملتاع..!!....فقط تفكّر أن مستقبلها هي وصديقتها أصبح عدم رغم يقينها أنه لم يستطع اتمام نيته الوسخة لكن ما وصل اليه حالها جعلها ترى أن شرفها هُتك وكرامتها ضلّت...و...حياتها معي انتهت!!....لقد عظّم لها الشيطان طامّتها !!...وصديقتها ما ذنبها ؟!..لِمَ تلقّت عنها وزرها ؟!...بين أروقة أفكارها البشعة انتفضت تعيد عينيها للتي صرخت بها صامدة في أرضها :
" ألمى كــفى....أفيقي واعطني الرقم بسرعة !!..."
ثانية تتلوها أخرى تسجل دقيقة تتبعها أختها حتى استطاعت لمّ شمل عقلها وجمعت الأرقام الضائعة لتمليها عليها بصعوبة وجهد لتتصل صديقتها بوالدها ....!!!
×
×
×

" من الجيد أنهم أبلغونا قبل الابتعاد عن مدينتي.!!..علّه خيراً..."

قلت جملتي لصديقي(احمد ) الذي ورده اتصال من المطار ليخبروه عن الغاء رحلة الطيران الي عاصمة الوطن بسبب سوء الأحوال الجوية هناك وغياب الرؤية في المجال الجوي من شدة الضباب!!...
" أرى أن نستمر في طريقنا للعاصمة وننتظر في المطار لأن موعد الرحلة البديلة غداً في الثانية عشر ظهراً... ما رأيك؟!..؟؟!"

" هل جننت؟؟!....الآن الساعة السابعة والنصف وحتى نصل العاصمة ستكون العاشرة...ماذا سنفعل في المطار حتى وقت اقلاع الطائرة ؟...المقاعد ليست مريحة!!...سنذهب الى بيتي ونبيت هناك وفي الصباح بإذن الله نتوجّه الى العاصمة مجدداً !!.."

" أوصلني لأي فندق...غير لائق مكوثي في بيتك!!.."

" لا أريد أي اعتراض....أولاً لدينا غرفة ضيوف وثانياً مؤكد زوجتي ستذهب الى بيت والدها لتنام هناك بما أنني مسافر وإن لم تفعل سأرسلها بنفسي !!...اطمئن يا صاحبي !!.."

فقط ربع ساعة كانت المسافة التي ابتعدناها عن المدينة الساحلية ومن مدخل المدينة الى حيّنا نستغرق حوالي عشرين دقيقة !!....لمّا اقتربنا من البيت رفعتُ حاجبيّ متأهباً عند رؤيتي البوابة الكبيرة مفتوحة....فتحتُ نافذتي لأفهم الصورة أكثر فالمفروض أن المدللة في حفلتها ....أو أنها يا ترى طلبت من الخادمة العودة الى البيت كي تبقى معها والأخيرة جاءت الآن مع شقيقها البواب خاصتنا ؟!!...دلف السائق الى الساحة فاتسعت عيناي مصدوماً عندما وقعت على سيارة البغيض في ساحتي !!....مستحيل!.!..ماذا يجري هنا؟!...ماذا يفعل ذلك الحقير في بيتي ؟!...أنا أفكر ودمائي تغلي...الوساوس تلعب بي ذات اليمين وذات الشمال وأنفاسي تشتعل !!....وما إن وقفت سيارتنا حتى وصلني من خلفها اضاءة مصابيح لسيارة أخرى تدخل ساحتنا !!...استدرتُ برأسي فلمحتُ سيارة النجس !!...سقط قلبي!....ترجّلتُ في عجلة وبذات الوقت ترجّل (عاصي رضا) من سيارته يسير بهرولة نحوي ووجهه ممتقع !!...دون أن انطق حدّجته بنظرات متسائلة ثم صوّبتُ حدقتيّ على مدخل البيت المفتوح ولم أقرر هل استفسر منه قبل أن أُصدَم بشيء في الداخل أم أطير بلمح البصر واكتشف بنفسي ؟؟!.....بين هذا وذاك سحبتُ قدميّ قاصداً البيت وصديقي تبعني على أقل من مهله تاركاً لنا الخصوصية !!...وصلتُ الباب بحذر والخائن يخفق بسرعة يكاد يفضح توتري !!...وبنفس اللحظة وصلني والدها!!....لم أجرؤ على التقدم أكثر...لا أريد رؤية شيء يجعلني قاتلاً ومقتولاً في آنٍ واحد !!....توقفنا كلينا عند المدخل من الخارج فسألت بصوت جديّ وهواجس تعصف داخلي :
" ماذا يجري سيد عاصي ؟؟!..وماذا تفعل سيارة البغيض في بيتي ؟؟!....هل هي مع كرم أم ماذا ؟!...ليس ذاك هو من في بيتي أليس كذلك ؟!!...أين ألمى ؟!...ألم تذهب للحفلة ؟!.."

كانت اسئلتي متتابعة ولم يردّ عليّ حتى انتهيتُ منها قائلاً بوجهه الممتقع:
" صدقاً لم افهم من ميار جيداً.....اتصلت بي وطلبت مني أن آتي بسرعة الى هنا !!...أغلقتُ الهاتف وأتيت في الحال دون أن اعرف بالضبط ماذا حدث لأني قلقتُ من نبرة صوتها وانقبض قلبي...!!"

كان من البديهي أن نندفع وندلف الى الداخل لنطمئن عليها ...لا أن نتحاور بأريحية لكن لأول مرة بالصدفة نتشارك بنفس المشاعر وهي الخوف عليها وكأن أحدنا ينتظر ويريد من الآخر الدخول ليتلقّى الصاعقة والصدمة الأولى !!....في النهاية بنفس الخُطى ولجنا معاً لتقع أعيننا على الفوضى في البيت ثم لأبعد من ذلك حيثُ تجلس على الأرض (ميار) ...وجسد البغيض يرتمي أمامها....وأرضي بدأت تنادي على سمائها بصَمت حتى لمحتها متوارية في عامود يحجبنا عن بعضنا ....تحتضن نفسها في الزاوية خلفه!!...فصرختُ هادراً دون ان اتقدم أكثر:
" ماذا يحصل هنا ؟!؟.."

صوتي جعل صديقي يدخل الينا بسرعة ....وماذا؟!...جعل (ألمى) ايضا ترفع رأسها وبحصانة وافتها وإقدام هبّت من مكانها تُقبل نحوي شبه راكضة ثم تستّرت خلفي تحضن ظهري متشبثة بي وتحاول أن تخفي نفسها عن أنظار الجميع....صديقي....صديقتها....ا لجسد المُلقى أرضاً...و..والدها !!...همست بنشيج اخترق عظام جسمي ليحرق فؤادي:
" يـَ...يامن....لا تتـ...تتركني مرة أخرى....أنا خائفة...استرني أرجوك !!..."

هالني ما رأيتُ وآلمني ما سمعتُ....كنتُ أقف مكاني قاطب الحاجبين من غضبي وعيناي تقدح شرراً وكدتُ اسحق اسناني من شدة ضغطي عليهم ....لم اتحرك قيد أنملة وأنا احثّ كل خلية في جسدي أن تنقضّ على النجس لأقتله مئات المرات !!...الصورة لا تحتاج لفطنة وبصيرة....أصبح هذا حالي لمّا أقبلت نحوي مرتجفة خائفة.....مرتعشة تائهة....محتاجة راجية....جسدها من فوق شبه عاري...حاولتُ ابعاد الفكرة عني...فكرة أن حبيبتي أُعتُديَ عليها !!..." يا رب انا استودعتك قطعة من قلبي وانا عند حسن ظني بك ..".....لقد اختارتني !!...لجوؤها اليّ واحتجابها بي وتفضيلي على والدها هذه الساعة جعل ينبوعاً من الرأفة والحنان يتفجر داخلي ....استعدتُ تركيزي وحاولتُ كبح جماح نفسي أمامها ....استدرتُ برقة وحوطتها بذراعيّ أشدّها إليّ كأني أزرع جذورها في ارضي وادفن جسدها لأسترها وأحميها بصدري.....كانت العبرات تنساب من السماء وصوت البكاء كالرعد يصمّ أذنيّ...أغمضتُ عينيّ بعد ان ابتلعتُ ريقي وهمستُ بارتياب:
" هل آذاك ألمى ؟!..هل...هل..؟؟"

لم استطع اكمال سؤالي ولو اكملته لن أتحمل سماع الإجابة لكنها أراحتني وأزاحت جبلاً من الهم والغمّ عن عاتقي عندما حرّكت رأسها نفياً في حضني .....حمدتُ الله في سري لأنه لم يتمكّن منها !!....لم أمعن النظر بها من قبل لأني كنتُ أشعر بالرهبة مما سأجد عليها ....كنتُ أحاول أن أتناسى واضحك على نفسي انه لم يؤذها فعلاً....ارخيتُ ذراعيّ شيئاً فشيئاً عنها ثم أمسكتُها من عند كتفيها أبعدها عني منحنياً قليلاً متأملاً وجهها الباكي وهمستُ:
" ششش....اهدئي الآن....لا تخافي حـَ....أنا هنا معك !!.."

ثم خلعتُ معطفي دون أن احقق معها وألبستها إياه لأسترها جيداً ولمّا استدرتُ نحو المجرم رأيتُ أن صديقي كان يقرفص جواره ..يفحص نبضه على عنقه بينما كان يحاول جاهداً الّا ينظر للمرعوبة المرتجفة على الأرض بالقرب منه بعد أن....مرّت تاركة أثراً في الماضي على تراب قلبه !!....كان على حاله واستدار براسه نحوي من يساره الى الخلف بعدما سألت بخشونة:
" ما وضع الحقير ؟!.."

أعاد وجهه إلى الأمام ثم باستدارة خفيفة على يمينه للتي تمتمت مختنقة مذعورة :
" لقد قتلته....أنا قاتلة!!...لكـ...لكنه يسـ...يستحق...كاد يغتصب صديقتي!!.."

لمَ لمْ تكُن حلاله ؟!!..هذا ما جاء في باله هذه اللحظة عندما اوجعته بصوتها وبوجهها الشاحب المرتاع ...أراد بشدة احتضانها ومواساتها !!...كيف سحرته ؟!...متى أصبحت تهمه ؟!..دون النظر اليّ رغب بطمأنتها مجيباً بنبرة مرحة على سؤالي مع شبح ابتسامة :
" نبضه شبه منتظم ونفسه طبيعي....يبدو أنه فاقد الوعي فقط بسبب ضربه من يدٍ محترفة.!!...أظن أنه كان ثملاً...فرائحة الخمور تفيح منه !!..يعني ربما لذا لم يستيقظ بعد !!.."
مع انهائه لجملته كنتُ قد قصدتُ المطبخ لجلب وعاء فيه ماء لأسكبه عليه بينما الوغد الآخر كان يحضن ابنته ويسألها اسئلة عمّا جرى فيما بينهما !!..عندما عدتُ أرقتُ ما أحمل على وجهه..فتململ متحركاً في الحال وبدأ يسعل واتضح ان الدماء كانت بسبب جرح في رأسه من المزهرية فوق اذنه بعيداً عن الوريد غير عميق لكنه كان كفيلاً بتدفق دمائه بغزارة خارجاً....أعطيته الوقت القليل ليعود الى وعيه جيداً كي أفعل به العجائب بحق !!...أما صديقي تجرأ ووقف مقابلاً للتي ما تزال على الأرض من غير حراك وكأنها لم تعد تقوى على السير أو الوقوف وكانت تبكي بصمت وتحضن نفسها تحاول البحث عن الأمان والطمأنينة بعدما عرفتْ انه لم يمت ولكن التأثير قائماً عليها فكانت ترتجف تشعر بالبرد الشديد مع أن فستانها كان بكمين طويلين ومفتوحاً قليلاً عند الصدر ويصل لتحت ركبتيها بشبر وليس عارياً بشكل مبالغ كصديقتها ثم همس لها بصوت خفيض ولطف رجولي :
" لا تبكي...ها هو لم يمت....هيا انهضي واجلسي على الأريكة وارتاحي..!!.."

رفعت رأسها ونظرت اليه نظرة عابرة ثم عادت وأخفضته وهي تهزّ رأسها كأنها تنفض من عقلها كل ما حدث معها....لم تستجب لما قال وكانت تحاول حصر بكائها..لا تريد أن يخرج صوتها!!...اشاح وجهه جانباً مقهوراً يودّ مساعدتها لكن ما باليد حيلة!!...هي غريبة عنه!!...ألقى عينيه مجدداً نحوها قبل أن يبعدهما مرةً أخرى وهو يفكر ماذا يستطيع أن يقدّم لها؟!...بدافع الانسانية...و....بدافع بصيص الميل لها والاعجاب بها الذي احتلّ جزيئاً من قلبه وعقله!!..قرر أن يساعدها على النهوض من مكانها واخراجها من حالتها فخلع جاكيته الأسود الجلديّ الفاخر الغارق في عطره ثم استدار خلفها ووضعه على مهل وبحذر على كتفيها كي لا يلمس بشرتها في الخطأ وليجعله حائلاً سميكاً بينهما وبينما كان منحنياً اتجاهها خفق نابضه رهبةً لأنه لم يفعل آنفاً مثل ذلك متعمّداً مع أي جنس أنثى ومع اقترابه أكثر نحوها تحولت الخفقات لشعور لذيذ سرى في منابعه لم يجرّبه سابقاً عندما اخترق عبيرها أنفه !!...... لُطفك يا رب بقلب هذا الثائر !!.....أغلق جفونه ضائعاً متردداً بين الاستغفار في سرّه وبين....واجبه الانساني...و..بداية عشق جاء دخيلاً لم يكن في حسابه !!...ظنّ أنه يستطيع التحكم بقلبه...ظنّ أن الاختيار بيده....ظنّ وظنّ لكن ذاك الإحساس الرائع عندما يزورنا لا يمكننا السيطرة عليه وعلى أنفسنا...وعلينا فقط...أن نعيش الحُب في حلوه ومرّه..!!...وقد أقرّ في قرارة نفسه كم كان مخطئاً ...يسيء الظنون!!!....حاول منع الرجفة عن قبضتيه القويتين وهو يضعهما برفق على طرف كتفيها من فوق جاكيته وبدأ يسندها ويساعدها للنهوض هامساً:
" هيا انهضي..مَيَـ....آنسة ميار..."

اتكأت بكفها على الأرض وبمساعدته اللطيفة الدافئة ودعمه لها نجحت بالوقوف ولكن وجهها كان مكفهرّاً ربما ينقصه الأوكسجين!!...بدأت تهفّ بيدها عليه كأنها تحرّك الهواء في فضائها لتتنفس وخرجت منها شهقة عميقة لم تسيطرعليها ...شهقة شقّت روح الواقف خلفها لشطرين فهمس بعطف:
" ما رأيك أن تذهبي للخارج وتستنشقي هواءً طبيعياً كي تعيدي ضبط نفسك ؟!.."

لم ترفض هذا العرض المغري فالأجواء في الداخل تخنقها والرائحة تشعرها باضطراب معدتها!!....سارت بخطى واهية تنقل قدميها ببطء وكأنها تعدّ خطواتها وهو يتبعها ينظرْ ارضاً يرغم نفسه على غض البصر عنها ولكن مجساته مستيقظة لردة فعل سريعة إن لزم الأمر..!!...وصلا الى المدخل وهي تشبك ذراعيها تمسك طرفيّ جاكيته لتضمهما لبعضهما تلتمس الدفء منه.....لم تفتها رائحة عطره المنعشة للروح!!...كان الطقس شتوياً فيه نسمات باردة ولكن ليس لدرجة ارتجاف فكيها وشفتيها...شعر برعشتها وهو يقف جوارها ومتراً يحول بينهما....فقال دون النظر اليها :
" ارتدي الجاكيت جيداً واغلقيه ليحجب النسمات الباردة عنك!!.."

اومأت برأسها توافقه دون كلام وارتدته بمشقة بسبب ضعف أطرافها ولمّا جاء دور اغلاق السحّاب خانتها يدها ....الخوف لم يفل عنها مما جعلها أن تفقد الإحساس في اناملها....حاولت مرة واثنتان وأكثر وفشلت محاولاتها فبدأت تسكُب دمعاتها سامحة لصوت انفاسها الباكية أن تلفت انتباهه ....رمقها بنظرة جانبية وهو يحارب رغباته يمنع نفسه من التحديق بها والضياااع!!...فشلها الذريع الذي ابكاها قبض قلبه رحمةً بها....ما به اصبح هشّاً لا يتحمل بكاء فتاة لا صلة له بها ؟؟!...أم ان عقله الباطني يرسم لشيء أعمق واثمن ؟؟!..أيا ترى عثر على جوهرة فريدة بين ركام فتن الحياة وعليه الاعتناء بها وصقلها حتى تنال رضا خالقها ومن ثم رضاه ؟!!...نسيَ نفسه ووقف قبالتها ...أخفض عينيه لموضع قدميه وهمس بصوته الرجولي الثابت :
" اسمحي لي أن اساعدك!!.."

كان يعاني اشياءً كثيرة داخله...صراعات من رغبات ورهبات...ما بين الاستقرار والشتات...ما بين الدين والعادات...ما بين التسليم للأمر ومحاربة الذات...ماذا فعلت به هذه الصغيرة؟!..كيف لعبت بمبادئه وعبثت في عقله من اعدادات؟!...لمْ يرغب بالزواج يوماً!!.. وإن جاء الأمر المحتوم لتطبيق سُنّة الحياة كان يريدها مستسلمة مطيعة وليست متمردة عنيدة... يريدها صامتة لا ثرثارة...يريدها محجبة لا متبرجة... يريدها ابنة بلده وليست من دولة أخرى....يريدها ناضجة قريبة من سِنِّه وليست صغيرة عابثة !!.....كيف انقلبت الموازين في حياته لدرجة شعور يستحوذه أن هذه التي تحمل عكس طلباته.....لا يريد غيرها زوجة له وأماً لأولاده !!...لمَ هي ؟!..ما المميز بها ؟!..هل استطاع معرفتها من لقاء غابر ؟!...أم أن الله يضع الانجذاب والقبول دون شروط ومن غير سابق انذار؟؟!....
دنا منها مع محاولته الحفاظ على الحدود بعدما اعطته موافقتها وبرقة سحب سحّاب جاكيته الذي أخفى الكثير بسبب قياسه الكبير نسبةً للناعمة ضئيلة الحجم ولمّا وصل نهايته وكأن رباط يربطهما ويتحكّم بعقلهما ليرفعا رأسيهما بتزامن معاً ثم يضيعان لثواني عديدة يتأملان بعضهما ليندمج سواد عينيه الحادتين الجادتين اللتين تخفيان نهراً من العاطفة بِبُنِّ عينيها الشقيتين البريئتين اللتين يغلفهما الخوف بعدما تغيّب العقل وهزمه شيطانه هذه الدقيقة التي.....تمنّى أن تكون دقيقة لعلاقة شرعية سرمدية...!!..

لم يخرجهما من وضعهما الدافئ الّا صوتي الكاسح الهادر الذي جلجل القصر بينما كنتُ أمسك الحقير (صلاح) من تلابيبه بعد ان عاد لوعيه جيداً وأُخضّهُ بين يديّ وكأنه لا شيء يذكر:
" كيف تتجرأ على دخول بيتي يا حقير؟؟."

أسديتُ لفكّه جانباً لكمة بقبضة من حديد مع جملتي جعلت الدماء تتجمع في فجوة فمه بينما بالأخرى ما زلتُ ممسكاً أهزّه كالإعصار الذي يريد اقتلاع الأشجار وتابعتُ بغضب متفجراً وأنا أقبض ساعده بيدي التي لَكَمَتْهُ لألويه وأكسره له :
" هل هذه يدك التي لمست ما ليس لك ؟؟!..هل هذه التي تعدّت حدودها ووضعت نجاستها على جسد زوجتي ؟؟!.."

وبعدها انتقلتُ لشبك اصابع يسراي بأصابع يمناه أشدّ عليهم بقوة مضاعفة تملّكتني....كان متألماً موجوعاً بينما كنتُ مواصلاً بضغطي عليهم حتى كدتُ أن اسمع طقطقة عظامه وأنا أسحقهم له.....تقاسيم وجهه...حاجباه الملتصقان وعيناه الخائفتان تفضحان الرعب وما يعانيه بسببي لكنه مستفز يريد المكابرة والتحدّي فرسم ابتسامة ميتة يلملم بها كبرياءه المسحوق أمام من كانت تحتمي تحت جناح والدها وتنظر خلسة الينا بفزع دون تدخّل منهما وكأنهما يشاهدان مشهداً تصويرياً من وراء الكواليس....استشطتُ غيظاً بشكل مبالغ وصل القمة وكل شيء بي يدفعني لأنهي حياته....حاول تسديد لكمات لي بيده المحررة يدافع بها عن نفسه ولكن حظاً أوفراً يا سافل....أتلعب معي ؟!...أتجتاز خطوطي الحمراء؟!....أتريد هتك عرضي ؟؟!...أتريد الاستحواذ على ملجئي الوحيد في الغربة والشتات؟؟!..أتريد التحليق في سمائي ؟؟!..كلا يا نجس!!....يبدو أنك لم تفقه ولم تستوعب أي شرش في جسدي لامست ...أي خطر وصلت وتخطيت !!...كل تساؤل يمر في ثنايا عقلي يزيدني حقداً وصلابة وبثانية سددتُ لكمتي الأخيرة الحاسمة بمنتصف وجهه ومن قوتها ارتدّ خطوتين للوراء ليسقط على الاريكة خلفه وأنفه يقطر بالأحمر وتبعتُ الثانية بثانية مستديراً وبراكين الغضب تتفجر داخلي متجهاً الى مكتبي ولم أغب عنهم الّا دقيقتين حاملاً مسدسي بيدي التي ترتجف سخطاً من الغليان الذي أحدَث فوران لدمائي وأغرق عروقي بينما بالأخرى سحبتُ زلّاقته بمهارة أهيئه لوظيفته التي وجد لأجلها وهي حمايتي وحماية كل من يخصني....كيف وإن كانت روحي ....حبيبتي ألمتي ؟؟!...وبخطوات واسعة ثابتة تقدمت منه وبخفة جذبته من ياقته ليقف امامي وصوبتُ فوهته على صدغه مستعداً لإنهاء حياته دون أن يرف لي جفن ودون أن تهتز شعرة في جسدي وجزء من الثانية حال بين حياته وموته عندما منعني من تهوري هذا ولم أشعر بوصوله إليّ وهو صديقي(أحمد) الذي أمسكني من ذراعي بكامل قوته رافعه الى الأعلى وصارخاً بقهر تزامناً مع زئيري من قعر السخط الذي صاحبه الطلقات والتي اخترقت السقف محدثة ثقوباً عدة:
" توقــف!!...هل جننت ؟!...مثل هذا خسارة به الرصاصة....أتريد تلطيخ يديك واضاعة مستقبلك من أجل حثالة ؟؟!...سلمه للشرطة ليتعفن في السجن وحسب !!.."

بعدما أفرغتُ الطلقات مع الصرخات وشعرتُ بهدوء نسبي كأني فرغتُ شحنات سالبة من داخلي وجّهتُ وجهي للوغد الواقف دون أي ردة فعل منه بينما عيناي أبعدهما عنه وعن ابنته التي كانت ترتجف وتغمر وجهها في صدره وتغلق أذنيها بإصبعيها من أزيز الرصاص وقلتُ بصرامة :
" اتصل بالشرطة حالاً.."

لم ينبس بكلمة ولم يخرج هاتفه!!...كررتُ طلبي بقسوة أكبر واستحقار فأخرجه وقال بارتباك يكسوه الهدوء :
" سأتصل بوالده ليأتي ويتصرف مع ابنه وسنرى ما القرار..!!"

واستأنف متأتئاً :
" يعـ...يعني بما أنـ...أنه كان ثملاً وفعل...ذا...ذلك من غير وعي!!.."

يوجد بينه وبين السيد (رائد السيد) مشروع جديد فأراد انهاء الموضوع بعقلانية بعدما اطمأن أن ذاك لم ينل من ابنته شيئاً كما أراد التكتم عن الحادث كي لا يحدث ضجيجاً في غنى عنه إن تسرّب طرف خيط للإعلام وكل هذا نابع لخدمة مصالحه فقط دون أن يعير للجانب النفسي الذي مرّت به صغيرته أي اهتمام مقتنعاً بداخله أن هذا سيمر والأيام كفيلة بمعالجتها دون تهور يسبب لخسائر..!!...عند انتهاء جملته لم ينتبه للتي تحررت منه مبتعدة قليلاً عنه بعدما اطمأنت من توقف اطلاقي للنار ورمقته بنظرات مخذولة بسبب ما صدر منه ثم همست مستهجنة رده بوهن:
" أبي!!؟."

هي من ذاقت الرعب...هي من استنجدت ولا من مجيب..هي من أنّت وجعاً....هي من رأت مستقبلها ضاع....كيف ستسمح بالتغاضي عن الجريمة الغير مكتملة وتمر عليها مرور الكرام ؟!!!...اعتقدت أنها وحدها من عانت ما عاشت....ولا تعلم بالنار التي تضرم بأحشائي من أجلها!!....

تطلّع عليها برجاء وراءه الأنانية وقبل أن يبرر لها صوّبا أعينهما نحوي عندما صرختُ آمراً:
" قلت اتصل بالشرطة حالاً قبل أن اقتله ...وإن كان والده الذي لم يعرف كيف يربيه يريد رؤيته فليذهب إليه الى الجحيم....بيتي لا يستضيف الأنجاس!!.."

املتُ زاوية فمي ساخراً من شدة غيظي وقهري منه واضفتُ:
" كان الأولى ان تتصل به قبل أن اطلب منك من اجل ابنتك....يا...سيد عاصي..!"

شحب وجهه محرجاً وازدرد ريقه ورفع صوته بتصنع يواجهني :
" هل كنتُ سأنتظر أن اتصل بالشرطة لو أنه آذاها فعلاً؟؟....كنتُ أطلقتُ عليه في منتصف جبهته دون ان أفكر!!....لكن بما انه لم يتم الأمر علينا تدارك الموقف كي لا ندخل بمشاكل شائكة لا وقت لها وبغنى عنها وأولها سمعة صغيرتي التي ستؤثر عليها أكثر من الآن.!!."

ثم بتردد وضع رقم الشرطة مجبراً لأنه كان الحلقة الأضعف بيننا فلا أحد يؤيد اقتراحه الأول ولا يستطيع اقناعنا بشيء مهما حاول فهو بنفسه لا يصدق ما تفوّه به الآن خصوصاً أنا من أقف أمامه بعينيّ الثاقبتين اللتين تركزان على كل حركة وهمسة تصدران منه وبإصراري وعنادي الذي لم يفته على مر الشهور من يوم ما عرفني...!!"

قبل مجيء الشرطة سألني صديقي عن المطبخ ليجلب كأس ماء للتي استولت على حيّزٍ ضئيلٍ في سطور حياته ثم عاد إليها يمدّه برفق حيثُ كانت تقف جانباً وهمس بحنوٍ:
" اشربي الماء لتستجمعي قواك.."

تناولته منه بضعف ورمشت بعينيها ممتنة شاكرة وشربته كله ثم جالت بحدقتيها تبحث عن أي سطح تضعه عليه فأخذه مبتسماً هامساً بهدوء :
" صحة وعافية "

بابتسامة ضعيفة ونظرة بريئة ردت:
" على قلبك...سلمت"

كلمتها اللطيفة والتي خرجت بصوت رقيق انساب من بين شفتيها أخافه هذه اللحظة !!.....أمامه فتاه تحيطها هالة غريبة عجيبة ..هالة كلها لطافة وطاقة ايجابية تُرغم الجميع على الانجذاب لها !!.....لقد أدرك أنه بدأ يساق الى عالم غريب ....ما به أرخى حباله ؟!!....ليس هكذا يتم الأمر ...عليه أن يضع حواجزاً لنفسه على الأقل ....هي ما زالت غريبة عنه حتى لو خطط لأشياء في مخيلته ..مثلا كالذهاب الى الوطن وتبشير أهله بالكنة التي طال انتظارها !!......كبح جماح عواطفه يريد أن يتريّث ويتصرف بالمنطق ....لا يرغب بالانجراف للمجهول معها ....ربما هي لا تنظر اليه كما هو ينظر اليها !!.....حسناً هي الآن مسالمة بحُكم الظرف الذي مرّوا به جميعاً....ولكن ماذا إن كان قلبها وفكرها في وادٍ بعيد ؟!....فتاة لطيفة وجميلة وابنة أناس محترمين والأهم تتمتع بحرية كاملة ما المانع ألَا يكون لها صاحب وحبيب وخصوصاً بهذه البلد المتحررة !!.."..سُحقاً..".هذا ما تمتم به لنفسه .....حاول تدارك تصرفاته الرؤوفة قبل أن تنتبه لها !....عليه أن يعرفها أكثر قبل أن يضع نفسه في مواقف محرجة ....أعاد فوراً شخصيته الجامدة مع جنس حواء فهذا أكثر وجه يتفنن في اتقانه!!...ملامحه باتت أكثر جدية ومشدودة ...ولّاها ظهره مستغفراً دون أي ابتسامة أو استئذان وعلى أقرب منضدة وصلها وضع الكأس الذي أصدر رنيناً قوياً بعد ارتطامه بسطحها كأنه بحركته تلك يؤنب قلبه على دقاته الدخيلة ....أم أنه بمجرد الفكرة التي تراءت في عقله أن لها حبيباً أشعل حميّته ؟!...أخذ جانباً حيادياً يلهي نفسه بالهاتف الذي أخرجه من جيبه يعبث به دون هدف يُرصد بينما التي تركها خلفه رفعت حاجبيها مع اتساع بعينيها بعد ان اجفلت من صوت الكأس وقد لاحظت حركته الشبه عنيفة فتمتمت بتيه :
" ما به تحوّل الى باب مجدداً ؟!..هل قلت شيئاً خاطئاً ؟!.."

ثم تنهّدت بحيرة وسارت بخطى واهية حتى وصلت أريكة منفردة في بهو القصر ..جلست عليها تتكئ بمرفقها على ذراعها الخشبيّ وبوجنتها تتوسد قبضتها ثم شردت تعيد الأحداث في دماغها منتظرة إلى حين مجيء الشرطة..!!

×
×
×

في هذه الأثناء كان البغيض ( صلاح) يجلس على الأريكة وملامحه حاقدة متألمة ويصدر تأوهات رغماً عنه وهو يمسّد ذراعه تارة ويقبض أنامله المسحوقة تارةً أخرى والوغد الآخر ورده اتصال فابتعد عن ابنته جانباً ليردّ عليه وكنتُ قد استدرتُ على صوت نغمة هاتفه لتقع عيناي على عينيها الغائمة ولأنها بعيدة عني استطعتُ أن أتأمل جيداً ماذا كانت ترتدي أو الأصح لم استطع الوصول لملابسها إذ أن معطفي الطويل كان يغلّفها ويصل لركبتيها يخفي ما تحته فاستوعبت قُصر فستانها وبقهر واستسلام هززتُ رأسي بحركة رافضة محوقلاً واتخذتُ يميني متوجهاً للمطبخ وما إن وصلت بابه حتى لحقتني تمسكني برقة من معصمي هامسة بنبرة متحشرجة :
" يامن...اسمعني!.."

ثبتّ مكاني دون النظر اليها ثم مسكتُ صدغيّ بطرفي الوسطى والإبهام ضاغطاً بقوة واستغفرت لأتحكم بانفعالاتي كي لا أكسرها فليس هذا ما وعدت نفسي به ....كابدت أن اكون هادئاً وليّناً معها لأقصى درجة استطعتُ وصولها عندما استدرتُ اليها هامساً:
" أجل ألمى...أسمعك!."

نظرتْ الى خلفها ثم أعادت نظرها إليّ ومعصمي ما زال اسير قبضتها الرقيقة وهمست بضعف:
" لندخل الى المطبخ ونتحدث.."

اومأتُ موافقاً دون كلام وسبقتها حتى وصلنا منتصفه ...سحبتُ كرسياً من تحت الطاولة التي تتوسطه وأشرت لها هامساً بصوت جاد إنما فيه اللين:
" اجلسي هنا..."

لبّت طلبي وعدت أنا خطوة الى الوراء مستنداً بجسدي على خزانة المطبخ والسطح الرخامي مكتفاً ذراعيّ وقلت بجدية هادئة:
" ابدئي معي من البداية ...."

حررتُ يمناي مشيراً بسبابتي عليها بينما الأخرى ثابتة على صدري وأضفت وأنا ألوي شفتيّ مستنكراً بلا مبالاة:
" أي من اختيارك لفستانك!!..."

طأطأت رأسها محرجة وهي تلعب بأناملها المتوترة في حجرها وأجابت بخفوت خائفة دون أن ترفعه :
" معك حق....انا ارتديتُ عكس طلبك !..."

ثم سرعان ما علت نبرتها لتصبح أقوى مع انتصاب ظهرها وكتفيها ناظرة اليّ:
" قسماً لم اتعمد ذلك ....أنا....أنا حاولت ايجاد شيء ساتر لكن معظم فساتيني بتصميمات متشابهة هكذا و...وكان هذا الوحيد الذي لا يحتاج للكيّ لذا اخترته اختصاراً للوقت ..!!.."

لم أعلق فسألت بضياع وتمنّي:
" أنت تصدقني ....أليس كذلك ؟!.."

تطلعتُ عليها مفكراً للحظات ثم قلت :
" أصدقك !!.."

انشرح صدرها وانفرجت اساريرها ونهضت بحماس وحبور تقترب مني وتضع يدها على ذراعي المكتفة تحدّق بعينيّ كأنها تريد أن تتأكد من نظرتي قبل كلمتي وهمست ببراءة:
" حـ..حقاً أنت تصدقني ؟؟!..."

عدّلت وقفتي مستقيماً وبقبضتيّ أمسكتُ ذراعيها عند الكتفين .....انحنيتُ لأوازي وجهها وهمست اؤكد لها :
" طبعاً أصدقك ألمى....أجمل ما فيكِ أنك لا تستطيعين ولا تفلحين بالكذب !!.."

برقت سماؤها بفرح وطمأنينة مع ابتسامة خجولة راضية فاستأنفتُ سائلاً السؤال الأهم بريب :
" ألآن اجيبيني ....الحقير...كيف وصل الى بيتنا ؟!.."

دون تردد قالت:
" أنا اتصلتُ بكرم كي يوصلنا لأن سائقنا في اجازة ولا يمكننا الذهاب بسيارات اجرة بهذا اللباس الرسمي ..."

قلت بنبرة خافتة حادة:
" ألم اقل لكِ ان احتجتِ شيئاً اتصلي بأهلي ؟!...قلت ام لا ؟!.."

وتابعت بنبرة اهدأ قبل ان تجيب محاولاً الاستمرار بالتحكم في اعصابي معها !!:
" حسناً...إنسي ....كيف وصل الى هنا ؟!.."

كنتُ بهدوئي أختبر نفسي !!...أحاول أن انجح....بل يجب ان انجح ....عليّ وضع حد للحروبات التي تحصل بيننا ....وسأقوم بتوقيع ....معاهدة سلام !!.....سأبعد الغضب عني معها ....كي أفهمها...لأحتويها....لأقربها مني....ولأعيش الحب معها مهما كلفني الأمر !!...والأكيد لأغرقها في بئر عشقي الذي لا قرار له......عسى أن تعود لي يوماً..!!

اخفضت رأسها بانكسار وازدردت ريقها مردفة بينما بدأ قلبها يخفق بشدة وصدرها يعلو ويهبط منفعلاً بقساوة:
" كـُ....كنتُ انتظر ميار وكرم ...ولـَ...ولمّا فتحتُ الباب تفاجأت مثلك بوجوده هنا ...وقال لي أنه سيقوم بإيصالنا بدل كرم.."

سألتُ متمنياً أن يكون جوابها ايجاباً:
" طبعا أنت رفضتِ الذهاب معه...أليس كذلك ؟!.."

لم ترد وألهت نفسها تجول بحدقتيها في انحاء المطبخ حتى انتفضت مجفلة عندما علا صوتي بسبب الحرارة التي بدأت ترتفع في دمائي:
" رفضتِ أم لا ؟؟!.."

ثبّتت وجهها وعينيها نحوي باستسلام ثم رفعت حاجبيها كإجابة بديلة لـِ كلا فبردة فعل سريعة مني دفعتُ ابريقاً فيه ماء موضوع على السطح الرخامي ليسكب على السطح مع انكسار بسيط من فوهته تعبيراً وتنفيساً عن غضبي وشتمت مبعدا نظري عنها قاطب الحاجبين :
" تباً لكِ ...تباً...إلى متى ستظلين تستفزينني وتعاندينني؟؟. !!.."

ورمقتها بنظرة خالية دون مغزى مردفاً:
" ألا نهاية لهذا كله ؟؟...أنا تعبت!.."

وعزمتُ على الرحيل من المطبخ فاستوقفتني تسد طريقي متوسلة بصوت باكي وهي تمسك بكلتا يديها قبضتيّ بتوتر :
" يامن ارجوك اسمعني...لا تغضب دون ان تفهمني !!... "

سالت دمعتان من عينيها مسحتهما بظهر كفها وهمست بينما كانت تصوب بصرها ارضاً وهي قابضة على قبضتي اليمنى بقوة لترغمني على البقاء:
" أنا لم أكن لأطلب منه لو كان آخر شخص في العالم...والسبب أنت...هل تظن أنني أريد جلب المشاكل لنفسي معك؟!..لقد أخذتُ منك درسي سابقاً بشأن ما يخصه."

رفعت رأسها وسلّطت سماءيها اللتين تخبئان الكثير من الآهات والامنيات على وجهي واستطردت :
" إن كنتَ أنتَ تعبت فأنا انتهيت ....لم يتبقّ بي طاقة للقتال ...متى سأرتاح ؟!...متى سأعيش حياة مثل باقي البشر ؟!...أهذا كثيرٌ عليّ ؟!...كل قريناتي ينعمن بحياة مستقرّة هادئة الّا أنا....دائماً أشعر أنني اجلس على فوهة بركان سينفجر في أي لحظة !!...أنام على شيء وأصحو على شيء مغاير....."

اختنقت كلماتها واستدارت نصف استدارة تبتعد عن مواجهتي وتغطي وجهها بكفيها الرقيقتين وأخذت تبكي بصوت مختنق بلا حول ولا قوة وأضافت وهي على وضعها هذا:
" أنا لم ارفض خدمته ومعروفه لي لأني خجلت كيف ارفضه وهو كان رفيق دربي ؟!...افهمني ارجوك...لطالما اعتبرته اخي وصديقي كما لم امنح كرم هذا الشعور ..قبل أن اعرفك سنين وهو بجانبي....كنتُ محرجة ولم اهتدي لطريقة لبقة كي أرفض عرضه !!.."

أعادت جسدها بالكامل إليّ ومقلتاها غارقتان ببحر من العبرات وتابعت وأنا مصغي لها بكل جوارحي :
" قسماً شعرتُ في تلك اللحظة عند رؤيتي له بانقباض شديد في قلبي وارتباك في معدتي ....ربما كانت اشارة لم افهمها الّا بعد فوات الأوان ..."

وشرعت في قصّ كل ما حصل معها وما مرّت به وأنا اراقب تعبيراتها وردود افعال جسدها الذي كان ينتفض ووجهها الشاحب المذعور ...وعينيها اللتين كاد أن يختفي لونهما بسبب حالتها التي كانت عليها وهي تسترجع كل شيء ....أنفاسها متعاقبة ...تشدّ على قبضتيها وترتجف وما إن انتهت بآخر مشهد عاشته وهو استسلامها بعد ان خارت قواها ورؤية نهاية حياتها باغتتني ترتمي على صدري وتحاوط خصري بتملّك شديد مجهشة بالبكاء مرتعشة, هامسة بنحيب ووجل :
" احتاجك....ضمني إليك!...عانقني....لا تتركني وحدي !...أنا خائفة ...خائفة كما لم أخف من قبل!.."

كل كلمة تخرجها تجعل خائني ينزف وجعاً عليها ....كل نفس تزفره يصفع روحي التي كانت قاسية عليها ومجحفة في حقها...لمَ نعاني ؟!..ماذا سنأخذ معنا من هذه الحياة ؟!...من أجل ماذا نحرم بعضنا من السعادة والعيش في هدوء ؟!...ألم يئِن الأوان لنرسو على بر الأمان ونترك الأحزان دون انتظار ساعة الطوفان التي يعلمها الغيب فقط؟!...ألا حق لنا أن نحيا ؟...لمَ لنجبر أنفسنا على خوض الموت مرتين ؟!...مرة الموت في الحياة فاقدين الأمل نسيرُ كجسد بلا روح وهو بأيدينا.... والآخر هو بيدِ مالك الملك ليس لنا سلطة عليه.....كم فرصة وهبنا الله لنُحسن اختياراتنا ونستمتع فيما يرضيه ؟!...نعمهُ التي لا تعد ولا تحصى كيف نصدّها ونلقيها بإرادتنا بينما الكثير مَن تمنوها ....الكثير حُرموا منها !!...كم إنسان مشرد يتمنى سقف يأويه ؟؟ وأنا أملك هذا القصر بفضل الله ....كم شابٌ أعزبٌ يتعذّب لأنه لا يستطيع الزواج ؟؟!..وأنا أملك حلالي حبيبة قلبي....حوريتي !! ....كم يتيمٌ سكب دموعاً تغرق العالم بينما أنا أملك أهل هنا وهناك ؟!...يا أكرم الأكرمين يا الله.....سامحني لأني تمرّدتُ على عطاياك بحماقتي ....امسح ذنبي واصفح عني لأني بدل أن اشكرك كنتُ أجحد هذه الأرزاق بإرادتي ....رباااه كم كنتُ بحقك شحيحاً مُفرطاً لكنك تبقى أنت الرحيم الحليم الذي ايقظتني من غفلتي ....أللهم لك الحمد حتى ترضا ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا....!

كنتُ أعيش في دوامة داخلي أصارع مشاعري وأقرّ بذنوبي ولم أكن أشعُر بذراعيّ اللذين كانا يشددان باحتضانها باستحواذ وعنف رهيب!! ...إنما كان عنفاً قوياً بضعف...قاسياً بليونة ....خشناً بنعومة....ثقيلاً بخفة....حارقاً ببرود....صاخباً بسكينة....مُرّاً بلذة....ومحارباً بسلام..!!......تركتها تبكي تفرغ آلامها...كنتُ متمهّلاً عليها ....ما عدتُ أريد أن افتح أي تحقيق معها !....بعد وقت قصير رفعت رأسها عن صدري بعدما أغرقت بلوزتي بدمعاتها المالحة واهدتني ابتسامة كلها نقاء وبراءة .....يبدو أنها ارتاحت !!...ألا ترتاح وأنا أعطيها حضني ؟!..يا رب اجعلني درعاً لها من غدر البشر ....طوق النجاة من بشاعة الحياة ....أمناً وأماناً من كل خطر يقترب منها !!.....ابعدتها قليلاً عني وأنزلتُ ذراعيّ الى خصرها نهاية ظهرها اشبك أناملي ببعضهما من خلفها منحنياً اواجهها وابتسامة حنونة تطفو على ثغري وعواطف جياشة تلمع على أرضي وهمست بصوت هادئ رخيم:
" كيف أنتِ الآن ؟!...هل تشعرين أنكِ أفضل ؟!...."

اومأت برأسها بـ نعم مع ابتسامة رقيقة على محيّاها بينما مياه السماء تنحدر على ثلوج وجنتيها...فأكملتُ بهمسي ونظرتي الحنونة التي تبث لها السكون:
"..سيمضي كل شيء.....سيمضي بإذن الله وكأنه لم يكن ..."

ورفعتُ يمناي برقة وبإبهامي بدأت أمسح الدمعات بينما يدي الأخرى ما زالت على ظهرها تدعمها لتقرّبها نحوي وكنتُ أنقل حدقتيّ اقرأ كل خلية في وجهها هيماناً بها تائهاً في حبها وهي كانت بالمثل ترفع رأسها وتجول في زرقاوتيها على تقاسيم وجهي ...للحظة نسينا أنفسنا وما وضعنا والذين يتواجدون في قصرنا فانحنيتُ أكثر وقبّلتُها بين خدّها وشفتيها بعد حيرتي أيهما أختار ثم نزلتُ لأقبّل ذقنها الصغيرة الناعمة ولمّا طمعت لأرتفع قليلاً حتى أدمغ القبلة الأقوى ابتعدت قليلاً هامسة بارتياب :
" يـ...يامن.."

غضنتُ جبيني منتظراً مع حركة تشير بـ ماذا ؟!...فهمست بتلعثم :
" عليّ أن أَ...أخبرك شـَ..شيئاً !!.."

انتصبتُ بوقفتي وعدتُ اطوّق خصرها برفق وهتفت بهدوء :
" اخبريني ..ما هو ؟!."

ابتلعت لعابها وشعرتُ بارتباكها من حركة حلقها وهروب حدقتيها كأنها ستعترف بشيء عظيم وهمست:
" أنا....يعني..."

وقبل أن تتابع حررتها ناظراً لخلفها حيث اقترب صديقي من باب المطبخ متنحنحاً وهاتفاً :
"عفواً.!!.. لقد جاءت الشرطة....هيا تعال !!..."

تركتها ولحقتُ بصديقي بينما هي تمتمت هامسة من خلفي قلقة بحزن :
" عليك أن تعرف مني عن غلطتي الشنيعة عسى أن تصفح عني !!."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كان يجلس في غرفته يراجع بعض الأوراق المهمة التابعة لما سيُقبل عليه وفنجانه القهوة بيده بينما في غرفة أخرى حيث تستلقي جدتي المحتضرة التي غابت عن الوعي كاملاً منذ ساعات قليلة ...تتجمع نساء العائلة كزوجته عمتي (لبنى) وشقيقتيه وبناته الثلاث المتزوجات وأمي التي كانت تجلس عند رأسها تتلو عليها بصوتها الشجيّ الحنون *سورة يس* وما تيسر من الذكر الحكيم أما (دنيا) كانت تبكي بصمت بأنفها المحمر وتمسك كأس ماء وقطعة من القطن تغمسها فيه ثم تمسح شفتيّ جدتي لترطّبها لها لصدور بعض الحشرجات منها وتقطر قطرات قليلة في حلقها لتساعدها على الذكر ونطق الشهادة وهي تردد بخفوت قرب أذنها .." لا اله الا الله.." وكان أخي الصغير يجثو أرضاً على ركبتيه ويمسك كفّها التي جار عليها الزمن راسماً تجاعيده بوضوح وينحني من حين لآخر يقبّلها لها والدموع تسكب من عينيه رغم أنه لم يعش معها كثيراً الّا أن المحبة الفطرية وحنين الدماء لبعضها جعله يتألم على فراقها ....!! .....وبينما كان السيد ( سليم) غارقاً بهمومه ومساعيه ورده اتصال من صديقي (سامي) الذي كان يتواجد في عمله بالمركز بعيداً عنهم في مدينتنا الجبليّة وبعد التحيات قال بتوجس :
" أجل بنيّ....هل من جديد ؟!.."

تنهّد صديقي بعمق وأجاب:
" وأخيراً استطعنا ايجاد آلة تصوير مناسبة للشريحة....ليتنا لم نشاهده رغم أهميته بقضيتنا!!..كم كان مشهداً قاسياً .."

مع أن هذا دليل قوي لفعلته الشنيعة ذاك الخسيس النجس وعليهم أن يفرحوا لذلك الّا أن فحواه العنيف لم يترك المجال لأي فرحة تذكر باحتوائهم على دليل ضده !!....

" أخبرني ماذا يحتوي بالضبط ؟!..وإلى أي مدى ممكن أن يخدم قضيتنا ؟!.."

بألم وأسى شرح له كل شيء فيه لينهي حديثه عن هذا الموضوع بزفرة أقوى متأثراً مما شاهد وحكى.. فردّ عليه الآخر بوجع محوقلاً :
" لا حول ولا قوة الا بالله.....احرص على ألّا يشاهده هادي !!...لا تنسَ أن تجلبه معك لأراه..."

" أكيد ان شاء الله...على الأقل ليس قبل الإمساك به !!...أنا أعرَفُ بصديقي....إن شاهده لن ينتظر محاكمنا إنما سيحقق ويقضي ويقرر وينفّذ الحُكم بنفسه دون الرجوع الينا ...إن كنتُ أنا قد وصلت ذروتي في الانفعال وتمنيتُ لو كان الحقير أمامي كي أمارس عليه أبشع أنواع العقاب فكيف بصاحب الشأن؟!! ....كم كان مؤلماً حقاً!!....اسأل الله أن لا يشاهده هادي بتاتاً!....حتى بلال لم يستطع اكماله معي !!..."

" آه يا سامي وما خفي أعظم!!......حسناً حالياً لا تخبره أنك وجدت آلة تصوير كي لا يصر عليك فإن كنتَ انت عنيداً ذاك يكون مصدر العناد وسيغلبك ويجعلك تسلّمه إياه....أنت تعلم غداً إن شاء الله سيأتي عندنا ...اقفل على الموضوع ونبّه بلال كذلك !....وما بشأن الملف الآخر الخاص بالمشفى ؟!.."

ضحك ضحكة خفيفة وأجاب:
" الملف رسمي لا غبار عليه لكن المشفى تغيّر كلياً ...أصبح باسم آخر ومالكه طبيب من بلدة في الشمال حتى الكادر الطبي معظمه تبدّل ولم يبقَ الّا أقلية قليلة منهم وللأسف صاحب التقرير رئيس المختبر لم يكن بينهم!!..."

" اذاً ؟...ما العمل ؟!.."

"..قمتُ بإنشاء مجموعة من خيرة المحققين المعتمد عليهم كي يصلوا للرجل ومع ذلك أخذنا احتياطاتنا إن أنكر او حصل أي شيء ...أي من جهة اخرى سنسعى حتى يكون قانونياً ومعترف به بالدولة والمحاكم وهذا يحتاج لوقت لأن علينا الرجوع لأرشيف المشفى في ذاك الزمن أي منذ حوالي عشرين سنة تقريباً.."

تأففَ محبطاً يريد أن يسير كل شيء بسرعة فقد وصل السيل الزُبى ولا وقت لديه لأنه يحضّر نفسه للانتخابات القادمة بعد أن نجح الشعب بإسقاط الحكومة الحالية والتي كان وراءها حزب العنكبوت (عاصي رضا) والذي هو الآخر بدأ يتجهّز بقوة للعودة الى البلاد كي يترأس هذه المرة الحزب بنفسه متأملاً النجاح وطامعاً بأن يصبح رئيساً للحكومة !!...فهنا كان على السيد (سليم) تجهيز القنبلة التي ستنفجر في وجه الخائن الكبير عندما يصل أرض الوطن وعليه أن يحمل بيديه جميع الأدلة التي تسقطه بالحفرة دون نهوض لذا أراد تعجيل أمر ملف المشفى وهو من الأدلة القوية التي تزجه بالسجن على الأقل لسنوات كثيرة إن تم اثبات ذلك بجدارة !!....
كان السيد(سليم) يسعى دون كلالة أو استسلام لإنجاح حزبه ولم نكُن نعلم لما يخطط بالضبط وماذا يرسم في عقله ؟؟!... فهو رجل صارم يفعل أكثر مما يتكلّم بشخصية غامضة لا يمكننا توقع نواياه وما هي طموحاته !!.....


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

استقبلتُ فريق الشرطة ثم توجهنا الى الصالون أنا والمحقق والضابط أما العنصران المساعدان حرصا على التواجد بجانب البغيض (صلاح) بعد أن اشرتُ عليه بصفته المتهم !!.....انضم الينا والدها بينما هي وصديقتها وصديقي ظلّوا خارج الغرفة وبعد توضيح الصورة لهم بشكل موسّع طلب المحقق اللقاء بها ليسمع منها ...رافقته بثقة وأشرتُ له على غرفة العائلة ليسبقها ثم توجّهت إليها هامساً بهدوء :
" إذهبي للمحقق.. يريد أن يسألك بعض الأسئلة !!.."

دنت مني خطوة وجلة وقالت بفزع:
" وأنت؟.. ألن تأتي ؟!.."

" لا داعي لوجودي ...هو يريدك أنتِ !.."

اقتربت أكثر وأمسكت كفي بكلتا يديها وهمست برجاء وهي تنظر لعينيّ:
" إبقَ معي !!...لطفاً يامن !."

تنهدتُ ببطء وبسطتُ يدي أمامها هاتفاً:
" هيا ..تفضلي سيدة ألمى!.."

سرنا معاً نحو غرفة العائلة وهي تلتصق بي كأنها تلتمس الأمان وتنكس رأسها ولما دخلنا جلستُ قبلها مقابلاً للمحقق على الطقم المغربي الكريميّ الواسع ....ورغم الأماكن الفارغة الّا أنها اختارت قُربي حتى كادت تجلس في حجري من شدة التصاقها ...احترقتُ غيرةً عليها بسبب ساقيها المكشوفين للغريب ففززتُ من مكاني وتناولت غطاءً خفيفاً من صندوق خشبي جانبي معدّ لذلك وسترتها برفق وجلستُ مكاني!!.. وضعتْ يمناها على فخذي تنشد السكينة والطمأنينة مني فوضعتُ يسراي فوق كفها أغلّفها لها وبين الحين والآخر اداعبها بإبهامي بحركة دافئة تبث الوصال والسلام !!..وبعدها التفتتْ مصغية للجالس أمامنا بعد أن باشر بفتح تحقيقه ...!!

×
×
×

كان صديقي يجول بهو القصر بضجر !!...يحارب مشاعره كي لا يلتفت للتي أحدثت تغييرات في اعداداته....كان يشعر في حرارة تجتاح جسمه أدت لاختناقه...بدأ يتأفف محدّثاً نفسه .." متى ستنتهي هذه الليلة ؟!..الى متى سأستطيع التحكم بأعصابي ومشاعري قبل أن يزلّني الشيطان؟؟...استغفرك يا رب....أعنّي يا الله على الثبات !!..."

كانت (ميار) ما زالت تجلس على الأريكة مكانها وقد اصابها الدوار وهي تلاحقه في حدقتيها مع حركته السريعة ذهابًا واياباً وبكل الاتجاهات دون استقرار ....لقد أثار فضولها وأحست بقرب يسير منه لاهتمامه بها فنهضت متجهة نحوه ولما وصلته مع استدارته توقف فجأة يكبح قدميه عن التقدم لئلّا يصطدم بها فسألت باستغراب:
" أهناك شيء ؟!...ما بك لا تثبت في مكان ؟!.."

هذه المرة نجح في الاستغفار بسرّه خوفاً من أن تسمعه ويعيدا الكرّة كلقائهما السابق بين الصد والرد....لكن لم يأخذ مفعوله عليه كفاية بسبب عطرها الذي يحاصره فنصب مدرعاته الدفاعية مجيباً بنبرة فيها الجفاء وهو يبعد نظره عنها:
" لو سمحتِ عودي مكانك واتركيني....أريد أن أكون وحدي!!.."

ابتلعت ريقها مصدومة من جوابه الفظ حتى ندمت لأنها شعرت لوهلة بأُلفة اتجاهه وخاصةً من يوم اعتذاره بلباقة في بيتهم وبناء علاقة مع شقيقها والتي تظهر بقوة على مواقع التواصل والتي تتابعها بخفية دون أن يمسكا بها الاثنان...أو هكذا تظن ؟!..إذ أن فضولها جذبها لسبر أغوار هذا الزلزال الذي اقتحمها بقوة وكذلك بسبب الفراغ الذي تشعر به بوقتها ...و....قلبها .!!..هي لا تحبه بالطبع لكنها تحب التسلية فأرادت أن تشغل نفسها بتقييمه ليكون مهمة تلهيها اثناء ضجرها لذا وضعت علامات من عشرة لترى أي درجة سيحصل عليها في نظرها والآن أخرجت دفتر التقييم في عقلها وسجّلت في سرها ...."...حسنا رقم واحد الوسامة والأناقة لا شكّ فيهما...أخذ عشرة منذ اليوم الأول....رقم اثنان الاهتمام...ممم...سأعطيه سته لأنه وقف بجانبي اليوم....لكنه لا يستحق أكثر !!...ورقم ثلاث لباقة الحديث مع الجنس اللطيف لو بإمكاني سأعطيه تحت الصفر هذا الباب الصدئ الفظ !!...لكن الذنب ذنبي أني ظننت بأنه تغيّر....أعان الله المسكينة التي سترتبط به !!...لا بد أن قلبه لا يعرف سبيل الحُب ولسانه لا يجيد الغزل الذي تعشق الأنثى ....يعني لا أعلم الى أي حد ستشفع له وسامته عندها !!....الآن فهمتك صديقتي ألمى عندما نعتِّ زوجك بالحائط لأنه خالي المشاعر!!...حقاً إنه لشيء مستفز!..."......
تأففت محبطة وقررت أن تتوقف عن تقييمه لكن لا بأس من متابعة صفحته الحيوية والتي تعج بالأصدقاء الكثر والمتابعين والذين لا ينفكون عن مديحه وخاصة بالتسجيلات التي ينشرها له عندما يشرح بسلاسة وهو يربط الحياة بالدين بصورة رائعة تتلقّاها منه أي فئة عمرية او اجتماعية!!....يكفيها أن تأخذ منه علمه !!.....ولا مانع من غسل عينيها أيضاً بوسامته كما تفعل مع أي زلزال يقع في طريقها سواء مشاهير وغيرهم !!.....عادت لأريكتها تجرّ أذيال خيبتها وخلعت جاكيته تضعه على ظهرها واستقرّت عليها تنتظر الانتهاء من التحقيق كي تعود الى حضن عائلتها الحبيبة !!....

×
×
×

خِلال جلستنا المنهكة للأعصاب والنفسية بسبب الأسئلة المتواصلة كانت (ألمى) تشرح له ما حدث وكانت قد بدأت الانفعال من أول سؤال ولما وصل لسؤاله الأخير :
" لأي درجة آذاكِ ؟!...أنا أرى الخدوش على عنقك والجرح قرب فمك ...لكن عليّ معرفة النسبة التي تضرر بها جسدك ؟!..."

صمتَ برهة ثم أكمل بنبرة اهدأ:
" لا داعي للخجل ...قولي الصراحة ...هل عرّى جسدك بالكامل ؟!...وهل ترك اثار عميقة عليه ؟!.."

عند هذا السؤال ضاقت أنفاسها بل وصلت درجة الانقطاع وبدأت تشهق بقوة غير متحكمة بحركة صدرها وبنبضات قلبها العنيفة المؤلمة والعبرات تركد في عينيها تجعل رؤيتها ضبابية والتي لم يهتم لها ذاك المحقق ...بل كرر سؤاله فانتصبتُ واقفاً تاركاً هدوئي وأدبي ...ناصباً كفي أمامه وهاتفاً بصلابة وغلظة :
" يكفي الى هنا....توقف عن اسئلتك !!....ألا ترى حالتها ؟!....ماذا تريد أكثر من أنه اقتحم بيتي ؟!....من فضلك احمل المجرم والله معك !!....انتهى التحقيق !!.."

وانحنيتُ نحوها أساعدها على الوقوف وهمست بعطف وأنا امسك يدها ويدي الأخرى أضعها على صدرها:
" اهدئي واسحبي نفس عميق وازفريه بتروّي ....ها قد انتهينا.!!..يا ألمتي !!..."

كان يعطينا وقتنا دون تدخّل او تعليق على كلامي ولما شعر أنها راقت قليلاً انتصب واقفاً وقال بجدية :
" المتهم سنأخذه لكن الحُكم يكون حسب الضرر الذي تعرضت له ...لذا علينا عرضها على طبيبة لتقيّم حالتها !!..."

قبضتْ بقوة على كم بلوزتي وارتفعت حرارتها وهزت رأسها بحركة رافضة فقلت من فوري :
" لا حاجة لطبيبة أو غيرها....زوجتي لن يلمسها أيٍّ كان وسأحرص على وضع محامي يجعله يأخذ جزاءه وأكثر !!....شكراً لكم....أتعبناكم معنا !!.."

حرّك رأسه غير مقتنع بقراري بينما كان يحذو نحو باب الغرفة ثم توقف ملتفتاً نحونا ومشهراً سبابته :
" أنت حر....لكن عدم وجود أدلة قوية ستضعف ادعاءاتكم وستكون نسبة نجاح قضيتكم ضئيلة !!..أي انه من الممكن أن يُخفف عنه الحُكم......قد أعذر من أنذر !!.."

أجبته بثقة وكبرياء ومبتسماً بمجاملة :
" شكراً على النصيحة ....لكن اطمئن فبإذن الله لن أتركه أبداً حتى أراه وراء القضبان وبالحُكم العادل الذي يستحقه هو وأمثاله !!..."

والتفتُّ ببطء وسكينة نحوها مضيفاً بهمس عاشق:
" هذا وعدي لزوجتي..!!.."

ثم أمسكتُ يدها برقة ولحقتُ به خارجاً من الغرفة وانحرفتُ بمشيتي الى يساري صوب الحمام ....أدخلتها إليه وفتحتُ حنفية الماء...حوطتُ ظهرها بذراعي وقربتها للحوض وبكف يميني شرعتُ بتغسيل وجهها بحنية علّني اطفئ توهّج وجهها والنيران التي أحرقتها وأحرقتني معها..!!

عدنا الى بهو القصر حيثُ يتجمع الجميع بمسافات متباعدة ...كان كلٌّ منهم يتخذ مكانه الذي اختار الانزواء به ...فقد كانت صديقتها تقف جوار الأريكة التي كانت تجلس عليها بعدما رأت خروج الضابط والمحقق من الصالون فور انتهائهما من نقاشهما بالقضية والعنصران ما زالا يحيطان بالمجرم عند الأريكة التي كانت مسرح لجريمته وفي المساحة التي تفصل الشرطة مع (عاصي) عن (ميار) كان يقف صديقي بثبات ينتظر الخطوة القادمة مركّزاً بالضابط الذي وجّه وجهه نحوها هاتفاً بعدما أرشده والد صديقتها كونها الشاهد الوحيد :
" أنتِ يا آنسة....عليك مرافقتنا للتوقيع على بعض الأوراق !!.."

لم يتمكّن الضابط من رؤية شحوب واصفرار وجهها بعد أن حال بينهما (أحمد) دون تردد وبثقة هاتفاً:
" لا يمكنك اصطحابها للمركز حضرة الضابط !!...تستطيع انهاء المسألة هنا كما بدأتها "

كنا نتابع حوارهم بصمت بينما أنا كدتُ أفلت ابتسامة لا تناسب الظرف سببها مرور صورة الأشقر الغليظ في عقلي لو كان هنا ورأى العازف عن الزواج وهو يدافع عن فتاة بغيرة واضحة للعيان لا صلة له بها بل كانت عكس ظنوننا بشأنه وبشأن ما كان يريد من صفات تحملها شريكة حياته المستقبلية !! ....أو أنه يا ترى رأى بها ما لم يرهُ أحد قبله ؟!!..

ردّ الضابط عليه باستنكار وتساؤل :
" عفواً يا سيد ...بصفتك من تتخذ هذا القرار عنها وتتدخّل في سير عملنا؟!.."


" خطيبها !!.."

كلمة واحدة ووحيدة كانت الجواب الذي فاق توقعاتنا جميعاً والذي أدى لجحوظ أعيننا بذهول بما فينا التي كانت تقف خلفه مباشرة والتي سرعان ما ارتخت ملامحها تطلق ضحكة بصوت من هول صدمتها أدت لاشتعال المعني بسبب ما صدر منها أمام الغرباء والذي أدار وجهه إليها يرمقها بنظرات تحذيرية لتتوقف عن ضحكتها التي رأى فيها ميوعة لم تقصدها ثم أعاد وجهه للأمام مرة أخرى بعد أن هتف الضابط وهو يرفع حاجبه كأنه لم يقتنع ولم يصدق جوابه :
" خطيبها ؟!...وما المضحك بهذا الجواب ؟!.."

تجمدت الدماء في عروقه وكاد جسده يتبخر من السخونة التي شعر بها بعدما دنت منه ودسّت يمناها تحت إبطه على غفلة لتحيط ذراعه بدلع مسرحي مع استدارة قليلة نحوه وهي شبه ملتصقة به وترفع كفها الأيسر بعفوية لتضعها على صدره ولم تفكر أنها ستلامس عضلاته البارزة من بلوزته الرمادية الضيقة وكانت الوحيدة التي لسعتها حرارته وآلمتها ضربات قلبه العنيفة التي كادت تقفز من بين ضلوعه بينما هو نجح بالثبات على ملامحه التي كان عليها وكأنه لم يتأثر وكأن لا يتلظّى بنارها وكأنه ليس على حافة الانهيار بسبب المشاعر الجارفة التي يتخبط بها ويعيشها الآن باختلاف أنواعها بين النفور والحُب....الغضب والفرح....الاشمئزاز واللذة....التهور والحكمة.....مشاعر مشتتة يتذوقها بين حلوها ومرّها ..مشاعر لم يدرسها الّا على يد الاستاذة (ميار)....!!..كان لا يدري على أيهما يرسو؟!!.....لم يقوَ على اصدار أي ردة فعل بل استمع بإذعان للتي أكملت بضحكاتها تكلّم الضابط دون أن تبدّل حركتها :
" أجل خطيبي !....وضحكت لأني اعتقدت أنه سيقول زوجتي .."

ورفعت رأسها تتأمله بهيام تمثيلي أتقنته مضيفة:
" لأنه منذ اقتراب موعد زفافنا وهو يناديني زوجتي ...."

وبجرأة وجسارة أكبر رفعت يدها تمسك ذقنه برؤوس اناملها تداعبه بغنج مصطنع متابعة:
" أليس كذلك حبيبي ؟!.."

حبيبها؟؟!!!....أقالت بشفتيها الرقيقتين حبيبها ؟؟!..ألا تعي ماذا تفعل بذلك المغلوب على أمره ؟؟..ذاك المجاهد الذي كان يحارب بعدة جهات بثبات لكن لمْ يتبقَّ منه الآن ....لا الجهاد ولا الثبات !!...

لم يستطع اخفاء حركة حلقه عنها عند ابتلاعه لريقه بعد الجفاف الذي المّ به رغم أنه كان يشبه التمثال بصموده وبعد سؤالها رمش بعينيه كإجابة.. " بَلى." ....بلى؟؟...اسمها بلوى لا بلى.....هذا أنسب اسم يصف موقفه الحالي ...هو الآن يقع في بلوى ..اسمها (ميار)....بينما هي غدرتها قشعريرة مسّت نابضها وهزّت أوصالها عندما كانت بهذا القرب تحفر بذاكرتها كل لمحة في وجهه الوسيم من شعره الفحميّ وصولاً لطابع الحسن الذي لمسته ويزيّن ذقنه النابت بجاذبية ورائحة عطره المختلطة برائحة جسده ....يا ويلها!!....الآن استوعبت احتكاكها به ولمسها لعضلاته التي تسحر أي انثى من بعيد!!....وقد أدركت أنها وقعت في حفرة نتيجة زلزال أرسلته الطبيعة إلى أرضها بعد أن هدم جدران قلبها ..!!...أغمضت عينيها فور تأكدها أنها الآن في الموقع الخطأ لعبت.. ومع أي مجنون قد عبثت... وفقط تمنت هذه اللحظة الاختفاء من المجرّة كلها قبل أن تبدأ رحلة عذابها معه وعقابها منه لأنها تعدّت حدودها وتجاوزت خطوطه الحمراء لسماحها لنفسها بملامسة مدير العلاقات العامة....شيخنا الثائر الوسيم...!!

ولأنها (ميار) الشقية القوية أكملت مسرحيتها بعزيمة قبل حلول الكارثة وهي تتحرر شيئاً فشيئاً منه هاتفة للضابط :
" سندعوك بالتأكيد سيادة الضابط لعرسنا !!....أما الآن يمكنك أخذ أقوالي وتوقيعي إن شئت هنا لأنه لا يمكنني كسر كلمة خطيبي المحق بها فأنا مثله أرى أنه ما من داعي لذهابي للمركز بينما يمكنكم انهاء الموضوع هنا !!.."

كانت اجابتها واثقة لأنها استمدت قوة من بعد ضعف من الزلزال الشامخ جوارها رغم معرفتها بما سيحلّ بها على فعلتها !!.....وافق الضابط ولم يجادل وقد سمع لشهادتها وقام بالإجراءات المترتبة عليه وعليها ثم أمر عنصريْه بسحب المتهم للخارج لأخذه للمركز ومباشرة التحقيق المكثّف معه هناك فلحقنا بهم للساحة لأخذ بعض الأوراق الرسمية... فاسحين المجال من غير قصد لتبدأ معركة في الداخل بين اثنين فسخا هدنة الصلح والاعتذار الماضية ...!!

لمّا رأت السكون عمّ المكان بعد تلاشي أصواتنا امتقع وجهها وازدردت ريقها وحرّكت رأسها بتوجس كأنها تبحث عن بر أمان بعد أن لمحت خطيبها الوهميّ يقف منتصباً مكتّفاً ذراعيه ينتظر تفسيرات لحركتها تلك فببراءة استدارت ببطء تولّيه ظهرها مقنعة نفسها بنفسها .."...الهروب ثلثيّ الرجولة !!....عليّ أن أختفي من أمام عينيه في الحال أو الرحمة لروحي ..!!.."....

ما إن رفعت قدمها لتتقدم بتسلل حتى أتاها صوته الجهوري الآمر:
" انتظري.... يا آنسة !!.."

وقفت مكانها من غير حراك لثواني وبعدها قررت المجازفة فهي بجميع الحالات ستستشهد وعلى الأقل لتمت بشرف وهي تقاتل بنزاهة حتى الرمق الأخير لذا عادت تواجهه وتقف أمامه مثله كأنها مرآة لوقفته ورفعت رأسها بزهوٍّ مزيّف وقالت :
" نعم !!....تفضل أسمعك!!.."

حرر ذراعيه المكتفين وزلف منها خطوتين واسعتين جعلتاها تعود للخلف لا ارادياً كردة فعل دفاعية وقال بكل برود حارق ونبرة رجولية بحتة وهو يشير اليها من رأسها لأخمص قدميها:
" لباسك هذا ستغيرينه...!!.."

ما دخل هذا بموضوعنا ؟؟!...يبدو أن صديقي يعاني من الحُمى...!!

يتقدم ويتابع بالإشارة عليها مردفاً يملي أوامره بتسلّط بينما هي تخطو للخلف بحذر:
" عطرك ستخبئينه حتى حين... !!.."

خطوتان أخرتان متجانستان بينهما..!! وهو مردف:
" ضحكاتك المائعة ستسيطرين عليها أمام الرجال.."

حاجبيها وصلا الى منبت شعرها بسبب ذهولها مما تسمع ..!!

" ستذهبين الى البيت وتبدئين التدريب على طريقة لفّ الحجاب...!!.."

أخيراً ارتطمت بجدار خلفها لتنهي رحلتها !!....
خفق قلبها بتسارع وأنفاسها متوترة لاهثة واغمضت عينيها تنتظر حتفها فاقترب منها ملقياً مبادئه ودفاعاته بعرض الحائط هذه اللحظة عندما همس بصوت رخيم وهو يتأمل المزيج الخارق المذهل في تقاسيم وجهها بين الشقاوة والبراءة مضيفاً فارضاً بسيطرة:
" وستنتظرينني في بيتكم يا ابنة كمال زيدان الأسبوع القادم ان شاء الله ..!!.."

فتحت عينيها باتساع وسألت بتعجّب:
" ماذا ستفعل في بيتنا ؟!....هل ستشكوني لأخي ؟!.."

كان نصف متر يفصل جسديهما لكنه انحنى انحناءة صغيرة يقرّب رأسه جانب رأسها دون أن يلمسها ليهمس بأذنها همسة كادت تذيبها :
" كي تكوني لي ......على سنة الله ورسوله ..!!.."

استجمعت قواها الخائرة بعد دهشة وقالت باستنكار:
" هيـه أنت...ما هذا الذي تقوله ؟؟.."

عاد يستقيم في وقفته وابتسم ابتسامة رجولية راكزة أدت لكهربتها وأجاب:
" ما كان عليكِ أن تلمسيني أو تقفي في طريقي....سنتزوج بإذن الله !! هذا الحل الوحيد.."

هتفت بعفوية مصدومة :
" الحل الوحيد ؟؟!...يا إلهي هل أنا تسببتُ بفضيحة لك وتريدني أن استر عليك ؟؟...."

وبنبرة رقيقة متمهّلة مضادة لصدمتها أكملت:
"يا حـَ..ضرَ..ة الشيْـ...خ .....أحمد..!!.."

تباً لها كيف نطقت حروف اسمه بطريقة عذّبته وجعلته يتمنى لو أنه من هذه اللحظة يصك ملكيته عليها...!!.....هي ظنت منذ لحظات أنها لعبت في منطقة الخطر ولم تدرِ أنها بلمستها كانت الجانب الأقوى إذ انها هزمت حرس حدوده ووطئت على أرضه كالمحتلة ...و...تربّعت على عرش قلبه لتكون الزعيمة الوحيدة وأول وآخر أنثى يستسلم لها (أحمد) رافعاً الرايات البيضاء المدموغة بروعة الحُب...!!

رفعَ يديه وحرر لفحته الصوفية المماثلة لبلوزته وبهدوء تام وضعها على شعرها يلفها لتحيط وجهها دون أن تمس يده أي ذرة منها ليرى البدر في أوج طلّته عندما زيّنه الحجاب ليلتقط لها صورة لا تُنسى بين حنايا عقله..!!

تركها على حالها وأعاد أتزانه وقد جاء وقت الجد ثم قال بكل هدوء ووقار :
" اسمعيني آنسة ميار ....أنا الآن جاد في كلامي ..."

نصتت له ملبية بامتثال فأكمل :
" إن كان في حياتك أي رجل ....أرجوك اخبريني لأنسحب بهدوء وأرضى بنصيبي .....أنا لا أحب اللف والدوران....لا أحب المماطلة....أنا أفكر وأقرر بالحال ...هذا طبعي...لا ازهق وقتي دون فائدة ترجى .!!...لذا رجاءً إعلميني ....ليس تدخّلاً في خصوصياتك طبعاً...استغفر الله....إنما من حقي أن أعرف كي اتصرف بالمنطق!!.."

يا الله...أول مرة تقف هكذا موقف....سأل عنها الكثير لطلب يدها لكنها لم تكن تهتم وكانت تأخذ الأمور بروح الفكاهة والسخرية ....إنما الآن تشعر أنها عالقة في نقطة لا تستطيع التقدم ولا التراجع ....نقطة موجودة في مركز قلبها جعلتها تفكر وتفكر لكن عليها اولاً اعطاؤه الحقيقة فأجابت بحياء :
" لا يوجد شخص في حياتي..!!.."

كم تجيد هذه الفتاة التنقل حسب الظرف الذي أمامها ...إنها ليّنة تمشي مع التيار !!...تستطيع أن تغيّر أسلوبها بلحظة وِفق الحالة التي تقابلها !!....والأهم أن قلبها كبير يتسع الكون من طيبتها ...وفقط تريد مَن يفهمها !!..

تبسّم برضا وراحة وهتف:
" كنتُ سأفاتح شقيقك قصيّ بالموضوع اولاً ...أنا لا أدخل الّا من الباب لكن ما عشنا اليوم بعثر افكاري ومشاعري .....أريد منك منحي الفرصة لتعرفي الوجه الآخر لأحمد ....لا يعرفني جيداً الا من يخصني ...لا يفهمني الا من كان بالقرب مني!!....نحن التقينا بمواقف لا نحسد عليها وأصبح بيننا فجوة سببها سوء فهم بعضنا !!..."

ابتسم بخجل رجولي واضاف:
" لا بد أنك لا تقيّميني الّا كإنسان فظ وغليظ !!....أعدك إن ارتبطنا سأجعلك تغيرين أفكارك بشأني .....الخطوبة لا تعني الارغام على الزواج....أريد خطوبة شرعية لنعرف بعضنا أكثر ...إما يضع الله في قلبينا القبول وإما تفرقنا الطرقات...لا تظني ارتباطك بي سيوقف سير حياتك التي ترسمينها أي أنه اذا تم الاتفاق لن نتزوج رسمي قبل انهاء تعليمك إن لم ترغبي بذلك !...وكذلك لديك الفرصة بإكمال دراستك في بلادي الأم....يوجد في مدينتي من أقوى جامعات الهندسة !!...لا تقلقي !!....على كل حال هذا سابق لأوانه.....أنا سمحت لنفسي بالحديث معك واسأل الله ان يسامحني لكن حقاً وددتُ وضع النقاط على الحروف لأفهم الصورة ومن أين ابدأ !!..وخيرُ البرِ عاجله ..!!.."

رغم دقاتها السريعة بسبب عدم تصديقها أنها تقف أمام زلزال مثلما تمنّت الّا انها حاولت الحفاظ على ثباتها واسئلة كثيرة تدور في راسها فقالت:
" حسناً ...كل ما قلته منطقي ومقنع....لكن هل فكّرت مثلا بإمكانية رفض اهلي لك بسبب انهم لا يريدون تزويجي غريبة ؟!.."

أجاب بهدوء:
" أذكُر يوم زيارتنا لكم أن والدك أخبرني بأن جدتك أي والدته من بلادي وأمك من بلادي...أخوالك كلهم في بلادي يقيمون ...وأنتم معتادون على تبادل الزيجات بين البلاد...."

تبسّم وقال مازحاً:
" أخذتم من عندنا ابنتين...لا بأس إن تنازلوا لنا عن واحدة بالمقابل !!.."

ارتسمت ابتسامة على ثغرها وهتفت بفضول:
" أنت أمليتَ عليّ طلباتك بتسلّط وإجبار...اقصد بشأن ملابسي والعطر والحجاب !!....من أين تثق أنني سأنفذ طلبك وهل أنا مجبرة على هذا ؟!!.."

تنهّد براحة وردّ بثقة:
" أنتِ قلتها سابقاً ..* ربما أنا ضالة عن طريقي واحتاج لمن يمسك يدي ويوصلني الى بر الأمان لا ليحكم عليّ ويهينني !!..*.....هذه جملة لا تخرج إلّا من فتاة معدنها طيب وفطرتها سليمة ...مجبولة على الاسلام تعرف الصحيح لكنها مشتتة بين فتن الحياة ....أنتِ تضعين في بالك الموضوع لكنك تؤجلينه وأنا اجزم تأجيله هو بسبب تأثرك بالبيئة حولك من زميلات وقريبات ولأن الفتيات بجهلهن يعتقدن أن الحجاب يزيد من عمرهن ويؤثر على شكلهن ولكنهن لا يعلمن أن حياء المرأة واحتشامها والتزامها بدينها هو الجمال الحقيقي الذي لا يراه ويقدّر قيمته الّا رجل حقيقي يستحقه !!....وأنا أريد لكِ النجاة في الآخرة وحتى بالدنيا....رأيتِ بنفسك ما كان سيحصل لصديقتك.!!...أنا شاب واعرف ...صدقيني نصف الذنب بمثل هذه الحالات يقع على الفتاة بتبرجها السافر والذي يسبب بتجمع مرضى الشهوات عليها كالذباب على الحلوى ...ما أجمل ديننا الذي كرّم المرأة بالستر لحمايتها من الذئاب البشرية...!!....أثق أنك ستفعلينها يوماً وأرجو أن يكون هذا قبل فوات الأوان ...آنسة ميار...ووعد لنفسي من قبلك إن كنتِ من نصيبي سأمسك بيدك وأوصلك الى بر الأمان بإذن الواحد الأحد.."

ما هذه الراحة التي سكنت قلبها ؟؟!...لمَ تشعر بوقع كلماته الساحرة عليها ؟؟!...لقد رأت به كل معالم الشهامة والرجولة التي تتمنى !!....

تنحنحت وهمست بحياء :
" لمَ اخترتني أنا بالذات لأكون شريكة حياتك ؟!.."

أرخى ملامحه وعضلاته لينهي الحديث مجيباً بابتسامة لطيفة :
" سأجيبك عليه إذا شاء الله أن يربطنا بميثاق غليظ قريباً.."

وأضاف وهو يوليها ظهره مدبراً نحو المدخل تارك لفحته تحاصرها:
" فكري بما قلت ولا تخبري أحداً من اهلك لأني سأعلِم أهلي بالموضوع اولاً وبعدها سأكلّم قصيّ ليفتح الموضوع مع والديك ووفق ذلك سنتصرف....أي أن القرار والرد سآخذه من شقيقك!!.."

زفرت أنفاسها ووضعت يدها على صدرها الذي يرفرف به نابضها بسعادة وانشراح وتمتمت بعد اختفائه :
" أهذا يا ترى هو الذي أريد؟؟!...أهذا من طال الشوق لانتظاره ؟؟!...أهو الذي إن قال لي اللبن أسود سأقول له من الأعمى الذي قال غير ذلك؟؟!.....هل هو الذي سأهديه نبضات قلبي ؟!..."

جذبت جزء من لفحته الموجودة تحت ذقنها وقرّبتها لأنفها مغمضة العينين تستنشق عطره الصاخب ثم فتحتهما مع لمعة تفاؤل تضيئهما وتبسّمت ابتسامة عريضة وتنهدّت مرةً أخرى بنكهة أجمل وأضافت دون استخارة او استشارة ودون أن تنتظر من عقلها أي اشارة :
" ورب الكعبة زلزلني بجدارة ....أرجو أن يكون من نصيبي يا الله.......أحمد...شيخي الوسيم!!.."

ومن هذا اللقاء أصبح بينهما معاهدة سلام....!!

×
×
×

كانت آخر نظرة نلقيها على البغيض (صلاح رائد السيد) لنخرجه من حياتنا نهائياً والذي قبل جلوسه بسيارة الشرطة وهو مكبّل اليدين رسم ابتسامة ثعلبية حقيرة وقال كلماته الأخيرة أمام الجميع والتي قسمت ظهري بعد اختفائه من أمامي واستقراره على مقعده:
" ألمى لي وحدي ...سأخرج وسترى.....أنا أعلم أن كل واحد منكما ينام في غرفة ولم تلمسها بتاتاً لأنك تعاني عجزاً وتُعد شبه رجل أيها المسكين ..!!..."

لوهلة لم اتحرك ساكناً....وفكرت في سري..."...ما الذي يهذي به ؟!....لكن هي الحقيقة...أنني لم ألمسـ.." ...ثم قطعتُ حديث النفس ملتفتاً للتي بجانبي أرميها بنظرة حادة شرسة فابتلعت ريقها والرهبة تسيطر عليها وهمست بخفوت وصعوبة وهي تسدل أهدابها :
" لم...أخبره بأي شيء ....صدقني!.."

أما والدها الوغد كان يقف متسمراً مكانه للحظات وهو ينقل حدقتيه بيني وبينها بذهول ثم خطى اتجاهنا موجهاً سؤاله لها:
" ما هذا الذي يقوله صلاح؟!...هل..هل؟.."

ظلّت على وضعها تحجب عينيها فضيّق عينيه ينظر اليّ يحاول قراءة أفكاري وتابع:
" هل هذه الحقيقة ؟!.."

تبسّمتُ ساخراً والأسى يخيّم على قلبي بعد هزّها ثقتي بها ولشعوري بالغدر منها وقلت:
" ها هي أمامك اسألها....أنا مثلك انتظر اجابتها !!.."

يجب أن تكون قوية !!...شجّعت نفسها !!...عليها أن تصلح ما دمر البغيض أو الأحرى اصلاح نتائج فعلتها بعد البوح في أسرارنا ...فرفعت الستائر عن سماءيها التي أوشكت على هطول أمطارها من قهرها وقلة حيلتها ثم اقتربت من والدها بشجاعة ابتدعتها وهتفت رغم نبرتها المهزوزة الواضحة لي :
" صلاح ثمل ويهذي..."

نصف استدارة أدارت جسدها نحوي وأمسكت معصمي ترمقني بنظرات عطوفة راجية واستطردت بابتسامة واهية:
" أنا زوجة يامن منذ أول يوم لنا معاً..."

ثم نظرت للأرض بحياء هامسة:
" ربما ستصبح جدّاً قريباً أبي.....سأذهب للطبيبة لأتأكد !!.."

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" ربما ستصبح جدّاً قريباً أبي.....سأذهب للطبيبة لأتأكد !!.."

تبسّمتُ وأنا اتذكر جملتها التي لمست شعور الأبوّة داخلي أثناء سفرنا في السيارة متجهين الى مطار العاصمة في اليوم التالي .....كذبة بريئة خطرت على بالها !!...ربما تستغربون...كيف لم أثُر أو أغضب ؟!...كلمات البغيض صدمتني جداً !!...شيء حساس وخاص مثل هذا كيف وصل له ؟!....لكن صدقاً أنا تعبت من لعب لعبة القط والفأر بيننا...والأهم أنني صدقتها ....فبعد رحيل الشرطة أصرت على الحديث معي وأنا أعلم لو أنها ليست مظلومة لما أصرّت لهذه الدرجة فهي شفافة لا تتقن التمثيل ....شعرتُ أنها مثلي تريد أن تنتهي حروبنا لنمضي نحو المستقبل وننعم بالاستقرار والسلام.!!...خلال حديثنا اعترفت لي أنها أخبرت صديقتها وخالتها ....ويا للعجب....كنتُ كالمخدّر من مشاعر الغضب ولم أعنّفها على اعترافها رغم تحذيري لها في ليلة الزفاف وتهديدي الواضح!!..كأن كل خلية بي تناشد الهدوء والاسترخاء بعد أكثر من سنة أي منذ خطوبتنا عشناها نتقلّب على الجمر ....بالطبع مستحيل أن تزل احداهما أي (ميار) وخالتها وخاصة أن كلتيهما لا تطيقان (صلاح) لذلك قمتُ باتصال سريع للسيدة (فاتن) لأستفسر منها ولم يأخذ معها وقت للإدلاء بتوقعها باتهام الأفعى (سوزي) وابنها لأن احدى هواياتها وعاداتها القبيحة هي استراق السمع على مر السنين التي عاشتها معها وعرفتها بها..!! فيبدو وضع (ألمى) المتألمة آنذاك انساهما أن تأخذان الحيطة والحذر اثناء حديثهما ....وبهذا حلّ اللغز وتركتها ترحل مطمئنة الى بيت والدها للمبيت هناك بعد أن أوصلا صديقتها ....!!

كسر شرودي بما حدث أمس اتصال من والدتي أثناء دلوفنا بوابة المطار لتخبرني أن جدتي فارقت الحياة..." إنا لله وإنا اليه راجعون.."...دمعة تحمل حنيناً وألماً هاجرت عيني .....ذهبت نبع الحنان...رحلت رمز العطاء تاركة لنا في زوايا عقولنا مشاهد جميلة عشناها معها..!!...سنشتاق اليها مع كل رشفة قهوه...سنشتاق إليها مع رائحة الخبز....سامحيني جدتي....الحياة اشغلتني عن برّك وزيارتك !!.....لا شيء يستحق...لا تؤجل شيئاً تحب فعله الى المستقبل المجهول...لا تلغي لقاءك مع شخص عزيز عليك لأجل أمور فانية!!....فكلنا راحلون ...
سيأتي يوم وتنظر حولك تجد نفسك وحيداً...الكرسي على جانبك فارغ!!....بيت كامل أُغلق...أنواره تعطلت...يسوده الظلام.....أصبح مجرد ذكرى تمرّ من أمامه...تذرف دمعة وتمضي في طريقك لتبحث عن صورهم الخالية من الأرواح .!!...أعظم شيء تقدمه لهم هو دعوة بصدق أو صدقة تنير قبورهم....
"..رحمك الله يا جدتــي...!!.."

×
×
×

ألقيتُ النظرة الأخيرة على وجهها السموح ...قبّلت جبينها وأغلقتُ كفنها لنصلي عليها صلاة الجنازة في مسجد مدينتنا الجبلية لنواريها الثرى في بلدها ومسقط رأسها بالقرب من قبر أبي رحمه الله حسب وصيتها من يوم رحيلها الى مدينة السيد (سليم الأسمر)..!!
قضيتُ ثلاثة أيام في الوطن بعد مراسم الدفن والعزاء قبل عودتي الى تلك البلاد...!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~

يتبع....




اعتذر عن اخطائي...


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 01:21 AM   #374

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
B5

توقفت عــقارب الساعة *

يا ريت الاشراف يعدّلها ...نسيت أعملها مدّة عشان تظهر .....شكلها مش حلو هههه

****

يا رب الفصل يعجبكم


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 02:16 AM   #375

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7x( الأعضاء 5 والزوار 2)‏
ألحان الربيع, ‏شهد شايع, ‏زهراء يوسف علي, ‏بيكهيون, ‏هدى الحسني



منورات ❤
قراءة ممتعة للجميع ان شاء الله🌹


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 02:40 AM   #376

بيكهيون

? العضوٌ??? » 459193
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 242
?  نُقآطِيْ » بيكهيون is on a distinguished road
افتراضي

شكرا يا لحون على الفصل الجميل بانتظار التكملة على ةحر من الجمر
بظن انو ثنائي احمد و لمار صار من مفضليني بعد هادي و لمى مع انو طريقة احمد شوي مستفزة حتى لو بدو ينصحها النصائح ما بتكون هيك انا شخصيا لما ينصحوني على طريقة الامر بعاند و بحجر راصي حتى لو كانت النصيحة فيها فائدة الي بس ما بحب هاي الطريقة للنصائص...
تخيل مظهر احمد و هو رايح جاي يستغفر الله و يحاول يضبط نفسه عشان ما يغره الشيطان و بعدين بحركة من لمار صار جامد و كل شيء مارسه من ضبط النفس صار عباءا منثورا جابلي الضحك
حتى لمار كانت تقول لاحمد يا حضرة الشيخ احمد بطريقة ساخرة و بعدين فجأة صار شيخها الوسيم🤣🤣🤣🤭🤭 هثنائي دخلي قلبي بدون مكابح

لما قرأت انو امى بتخبي شيء عن هادي كمان عقلي صار ك ..خلي الولد يتنفس شوي شوفي كمان مصايبك ما بتنتهي😒
بس ردة فعل هادي كثير اعجبتني انو حاول يحتويها حتى لو كانت على خطأ بس هداك مو وقت العتاب يا عملي وقف بجنبها و ضمها..🥺🥺منيح يلي ادرك انو الدنيا فانية ويلزم للمرأ يعتني بأحباءه و عائلته
رد لمى انو عاصي رح يصير جد ينطبق عليه المعنى ^جئت لتكحليها فأعميتها^ ياخي هاد البنت متهورة زيادة عن اللزوم الله يعين هادي عليها و يرزقه طول البال


بيكهيون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 10:15 AM   #377

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,547
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا.صباح الورد والجورى لألحان الإبداع

☆رياح الغضب☆
المشاهد الاولى جاءت واقعية جداx بمقدم عاصى بناء على إتصال ميار وكأنه على موعد مع هادى بصحبة أحمد

وصفك لما إنتابهما من قلق ووجل خاصة مع البوابة المفتوحة وسيارة صلاحx جاء طبيعيا جدا
فكان للظنون أن تعصف بهما كما تشاء

بينما إلتجاء ألمى للإحتماء وراء ظهر هادى فهو تصوير جميل جدا حددت به ألمى لمن تنتمى
هذا السلوك اللاإرادى منها يجب أن يذكره هادى عندما تخبره بسبب تجرأذلك الصلاح عليها
لكى يهدأ ولا ينتابه الغضب عليها

لقد تصورت أن ثائرة هادى ستحرق ألمى قبل الجميع
ولكن كان جميلا منك جدا وموفقة فيه وانت تصبغين عليه الهدوء ومحاولة التعامل بحكمة وروية
وكما ألبسها البالطو خاصته يجب أن يلبسها الامان والسكينة أيضا
وقد منحها ذلك بالفعل وهي تقص عليه ما حدث وتبرر خطأها

أبدعتى حبيبتى في الحوار الذى دار بداخل نفس هادى
وهذا ما كان يجب أن يتعامل وفقا له مع ألمى بالرضا بما منحه الله له من عطايا كثيرة ويترك هواجس المستقبل فهو بيد الله

☆إعلاء المصلحة☆
عاصى يثبت في كل الاحوال كم هو دنئ لا يهمه سوى المال بالمقام الأول
ومن الجيد أن وصلت تلك الادلة الدامغة عليه لأيدى سامى وفك شفرتها حتى ينال جزائه العادل وهو يدعى الوطنية ورغبته في الحصول على منصب جديد
فالحق لابد ظاهر وإن بدا للطغاة انهم يستطيعون تزييف الواقع بأباطيلهم

إذ رغم حبه لألمى فهو يعلى مصلحته مع والد صلاح فلا يريد الاتصال بالشرطة

والذى كان ينبغى لنخوته كأب أن يسارع بذاك
واخشي مع مقدم الشرطة أن يقلب صلاح الحقائق ويدعى على ألمى بانها من دعته لديها لما علمه عن تجمد العلاقة بينها وهادىx وأيضا يستند انه لم يكن بوعيه بفعل تاثير الخمر
وهذا بالفعل هو ما سيثير الرياح السموم في اجواء هادى وألمى والتى بدأت يلفها الهدوء

☆سؤال..وإجابة☆
للاسف فإن التحقيق في قضايا الإغتصاب أو محاولته تحتوى على إجراءات وتفاصيل قد تضر الفتاة أكثر مما تفيد نفسيا وعضويا
وكثيرا ما يلجأ المتهم لقذف المجنى عليها بالباطل بإتهامات تسئ لسمعتها او أنه لم يجبرها وان بينهما علاقة برغبتها
واشياء كثيرة لا تسهم في كثيرx من الاحيان في إثبات الجرم
غير تعرضها للكشف الطبي لإثبات الواقعة
واحيانا تندم الضحية لانها أبلغت الشرطة

وقد كان ما توقعت بإلماح صلاح لتجمد علاقة هادى وألمى
وقد استطاع هادى تدارك الموقف امام عاصى وايدته ألمى
ولهذا يبقى عليه ان يدخض دليل صلاح وهذا ماكان عليه فعله من البداية فلن بستمر كثيرا زواج بالشكل الذى انتهجه أولا لأن زواجه صحيحا

ثانيا لوجود المشاعر المتبادلة بينه والمى فلا يجب ان يظل كحائط الصد بسبب ذلك العاصي الذى ليس من ورائه أى خير

وبالفعل لقدإندهشت من هدوء هادى وعدم إندفاعه لانها افشت سره وقد قصت له لمن أفشته فلم يكن صعبا التكهن بأنها الشيطان سوزى


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 10:21 AM   #378

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,547
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

☆مقاليد القلب☆
ما خفف من وقع الاحداث المؤلمة هو ميار وأحمد عصفورى الكناريا مع أن احمد كان يجب تشبيهه سابقا بالغراب لتعتنه الشديد ورفضه الزواج
بينما الحوارات التى دارت بينه ونفسه
اجدتى التعبير عنها بكل مهارة
كما لو كان إنقسم لشخصين كلا منهما يحاور الآخر ويفند حجته فى صراع بين القلب والعقل
ولكن القلب ما دامت نبضاته تسارعت واختل توازنها فلينتحي العقل جانبا
فهو بالفعل ذلك الشعور الذى يؤلف الله له القلوب علي بعضها حتى لو إختلفت المواصغات تماما عما يضعه أحمد من شروط لمن سيتزوجها إن فعل نظرا لإلتزامه الدينى الشديد

فجاء رفقه الشديد بميار مخالفا لطبيعته وإستطاعته إخماد صوت العقل ليخفف عليها وطأة الصدمة
ووصوله إلى رغبته للزواج بها هذا قمة الإعجاز

المشهد الخاص بهما حبيبتى ألحان ليس قصيرا بل ملائم جدا وأستطعتى فيه أن تحللى المشاعر بنظرة خبير ثاقبة وبأسلوب راق وحساس
وأنت تنتقلين في وصف تقلباته لعدم الظهور بمظهر الضعيف المتيم

بينما ميار العسل وهي تقيمه اضحكتنى في عز الاجواء المشحونة
فعلي الرغم من نقمتها من فظاظته إلا انه يظل زلزال حتى لو كان باب صدئ وهى لا تدرى عن الصراع القائم في جنباته بسببها...ماذا اقول ألحان عل القادم خير ونوفق رأسين في الحلال

☆ اوله شرط ..آخره نور☆
هكذا انت حبيبتىx لحونة.. مادام الوضع بين احمد وميار بدأ يأخذ الخطوات الرسمية

ورب ضارة نافعة وهنا نافعة جدا وبشرى خير وشربات وحلويات للمدعوين

الحديث الذى دار بين ميار واحمد وهو يؤكد رغبته بالزواج فعلا ليجعل إدعائه انها خطيبته حقيقة واقعة

وليس عيبا أن يوضح كلا الطرفين ما يرغبه في الآخر وشروطه التى هي ليست شروط
فما يرغبه أحمد بميار كان يجب ان تفعله هى من نفسها فحجاب الفتاة هو صيانة لها وواجبا ان تفعله ما إن تبلغ السن المناسب له وليس بعد وهى طفلة كما يعمد البعض لذلك

ويبدو أن الزلزال الشيخ الوسيم قد احتل قلب ميورة الجميلة وتم توقيع إتفاقية الخطبة ووضع أول بنودها
وما أجملها من معاهدة علي الحب برباط مقدس ميثاقة الوفاء والإخلاصx

لينتهى الفصل بموت الجدة الطيبة ولا تثريب على هادى فحياته لم تسر يوما كما أرادها بل فرضت عليه تفاصيل كثيرة باعدت بينه ومن يحب
وحتي اللقاء كما الفراق نصيب
وكما قلت يستطيع بر جدته ووصلها بالدعاء والصدقة

سلمتى حبيبتى علي الفصل لن اقول نصفه فهو طويل بالفعل ويحتوى الكثير والكثير من الأحداث التى صغتها مخالفة لتوقعاتنا ولكن أسعدتنا
صياغتك جاءت جميلة جدا واجمل من التوقع نفسه
وتجلى واضحا قدرتك علي الإبداع سردا وحوارا واحداث متجددة شكلا ومضمونا رغم المصاعب الكثيرة التى واجهتك في كتابة هذا البارت
بارك الله في مصداقيتك وموهبتك الجميلة

بإنتظار باقى الفصل
لك كل المودة والمحبة الخالصة أختى ألحان


shezo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 03:56 PM   #379

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12x( الأعضاء 7 والزوار 5)‏
ألحان الربيع, ‏مكاويه, ‏شهد شايع, ‏هتاف عبدالله, ‏هامتي عتيبه, ‏بيكهيون, ‏نفووولي

منورات احلى اخوات😍❤🌹


ان شاء الله تتمة الفصل سأنشرها في الليل ...
طبعا هي قصيرة لكن لاني لم اتمكن من انهائها في الأمس مع الباقي اضطررت لتأجيلها ولم يكن بامكاني الاستغناء عنها كي تكون الختام للفصل....🌺🌺


ألحان الربيع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 10:43 PM   #380

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 3 والزوار 2)
‏موضى و راكان, ‏ألحان الربيع, ‏شاكرة


مبدعة ومتميزة و صاحبة أنامل ذهبية كما تعودنا منك يا ألحان

ربنا يزيدك موهبة و تألق يا جميلة 🌹


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:11 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.