آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          287 - كذبة العاشق - كاتي ويليامز (الكاتـب : عنووود - )           »          284 - أنت الثمن - هيلين بيانش _ حلوة قوى قوى (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          275 - قصر النار - إيما دارسي (الكاتـب : عنووود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هو تقييمك لمستوى الرواية ؟
جيد جداً 85 88.54%
جيد 11 11.46%
سيء 0 0%
المصوتون: 96. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree9707Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-22, 12:56 AM   #391

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكون ليلة مشاهدة المشاركة
إفتتاحة الفصل رائعة رااائعة ، الفصل بالمجمل جميل لا يقل عن الفصول السابقة ، وأرى أيضًا أنك أصبحت تتبعين نهج جديد في القفلات الحماسيية ، ومتشوقة للفصول القادمة ، سلمت أخت ألحان ❤️
انت الأروع اختي سكون😍😍😍

لا تدري كيف لامست قلبي كلماتك هذه حقاً💖💖
لما بشوف كلماتكن الجميلة بخاف أكثر ..بخاف اتراجع واخفق ...بحس اني بحمل مسؤولية ومش عارفة اذا رح اكون قدها ولا لا......مثل كل مرة بقولها لنفسي قبلكن انا ما بهمني نجاحها او شهرتها بس اللي بهمني انتن اللي تابعتن من البداية وأخذت من وقتكن وبالآخر اخيّب ظنونكن لا سمح الله....يعني خوفي عحسابكن فقط لا غير 💞

بالنسبة للقفلات الحماسية هي عادة بتيجي كيف ماشية الاحداث وكيف مكتوبة عندي ...يعني فصول كثيرة كانت نهايتها هادئة..... عادة وينتا بيخلص بانزيني بوقف الله وكيلك 😆😆😆....لكن مع غوصي أكثر بعالم الروايات واستيعابي لفكرة انه تكون قفلة مشوقة🙃 يمكن استفدت شوي عشان اعرف اختار وين انتهي 🤭.....لازم اتعلم اكثر ان شاء الله مع انها جاهزة كمسودة 🥲


سعيدة بوجودك معنا يا غالية 😍🌹
وأنتظر الفصل القادم من روايتك الجميلة ( ثأر الخناجر)👍🥰

ليلتك سعيدة🌸


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 01:36 AM   #392

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الفل والياسمين ألحان
فصل جميل جدا
تسلم اناملك ويعطيك الف عافية
بانتظار احداث الفصل القادم بفارغ الصبر




لبنى البلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعظم الارزاق ♡
دعوة رفعت بإسمك في ظهر الغيب ★
لاأنت طلبتها.... ولا حتى تعلمها ☆




رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 10:32 AM   #393

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان مشاهدة المشاركة

مساء الفل والياسمين ألحان
فصل جميل جدا
تسلم اناملك ويعطيك الف عافية
بانتظار احداث الفصل القادم بفارغ الصبر



يا هلا بالعزيزة لبنى😍اشتقتلك

وجودك بيننا هو الأجمل تسلمي 💞🌹

الله يسعدك ويعافيكِ❤❤


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 10:02 PM   #394

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع و مريح😊 و رد فعل هادى كان غير متوقع بصراحه بعد ما فعله 👈صلاح👀💢 كنك مش مظبوط ياض💢 😂😂
عكس توقعى انه سيؤلم المى وسيأخذ الموضوع فترة ليمر بس الحمدلله مر على خير🙏

اما أحمد و ميار 💞فخلقوا جو جميل بعيدا عن ترقبنا لللحظه الحاسمه إلى أن جاءت القفله إللى جعلتنا فى قلق 😳

لننتظر و نرى هل المى ستخبر والدها ام لا😌
يا حركاتك يا ألحان الربيع 😍دخلتى بجو الكاتبات و كده 👌👏👏

واحده واحده ستجدى ما يرضيكى ككاتبه و يرضى متابعينك مع الوقت بتزداد الخبره 📝

احسنتى كعادتك بالتوفيق بالقادم🌹🌹


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-22, 11:21 PM   #395

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobosty2005 مشاهدة المشاركة
فصل رائع و مريح😊 و رد فعل هادى كان غير متوقع بصراحه بعد ما فعله 👈صلاح👀💢 كنك مش مظبوط ياض💢 😂😂
عكس توقعى انه سيؤلم المى وسيأخذ الموضوع فترة ليمر بس الحمدلله مر على خير🙏

اما أحمد و ميار 💞فخلقوا جو جميل بعيدا عن ترقبنا لللحظه الحاسمه إلى أن جاءت القفله إللى جعلتنا فى قلق 😳

لننتظر و نرى هل المى ستخبر والدها ام لا😌
يا حركاتك يا ألحان الربيع 😍دخلتى بجو الكاتبات و كده 👌👏👏

واحده واحده ستجدى ما يرضيكى ككاتبه و يرضى متابعينك مع الوقت بتزداد الخبره 📝

احسنتى كعادتك بالتوفيق بالقادم🌹🌹

حبيبتي اختي بوبوستي.....الله يريح بالك😍

ههههه هادي قلت بدنا يتدلل شوي قبل القصف الكبير ههههه لهيك لازم هدنة صغنونة يتفضوا فيها ليعيشوا الحب🤭😉ضروري 😌

أحمد وميار شيزو حضّرت شرباتهم 🤣🤣.....هنشوف شو بده يصير معهم 😎😌


((يا حركاتك يا ألحان الربيع 😍دخلتى بجو الكاتبات و كده 👌👏👏))

اسكتي يا بنتي هو انت متعرفيش اني بنافس نجيب محفوظ والبقية؟؟ 🏃‍♀️🤣🤓هههههه

الله يرضا عليكِ ويسعدك يا غالية❤❤
شكراا عالتشجيع الحلو مثلك 🌺🥰

ليلتك سعيدة🌷


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-22, 04:11 PM   #396

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي

.................................................. ...

هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-22, 08:35 PM   #397

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هالة الذكرى مشاهدة المشاركة
.................................................. ...
أهلاً🙂

🌷🌷🌷🌷🌷


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-22, 09:35 PM   #398

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
روايتك جميلة يا ألحان
عذرا لأني سأعلق على ألمى فقط
تشبه الكثيرات ممن نقابلهم سليلات النسب.
تنظرين نحو ملابسهن فتشعرين بعدم الراحة
كيف تستطيع الواحدة الخروج بهكذا شكل من داخل منزلها للخارج
ليس جميعهن سيئات النوايا قد تكون العادات والإتيكيت هي المحرض الأول مع عدم إستشعار أهمية الحجاب.
تقول لك إحداهن إنني أرتدي ملابس أنيقة لأجل العمل والصراحة أنها أناقة كاجوال لاتمت للعمل بصلة بل لا أستطيع بأن أصفها بحجاب
لأن الحجاب ليس فقط غطاء رأس كما إنتشر كثيرا في هذا الزمن.
أتسائل ماهي الطريقة المثلى لإخبار حالمة كألمي عن وجوب حجابها مع تعقيدات النسوية المعاصرة ونظرات المجتمع الضيقة بكونها تتشدد. أحببت شخصياتك جميعها حتى الشريرة ههه
أن تتخلى مدللة والدها عنه بزعمه قاتلا ليس سهلا على شخصيتها
أشفق عليها حقا.
هادي ثائر ويفتقد الحكمة.


هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 02:30 AM   #399

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون (( زوجتي الجاسوسة ))




تجلس على طرف السرير المكسو بغطائه الصوفيّ المُحاك حياكة يدوية بلونه الكموني تلوح بساقها بالهواء بينما تراقب بسماءيها حركة خالتها بضجر وهي تعيد توضيب خزانتها بعد أن كانت منهمكة منذ الصباح بتعزيل ملابسها التي تنوي التنازل عنها للمحتاجين فتأففت قائلة:
" يا الله يا خالتي....لقد استغرقتِ وقتاً طويلاً بهذا....كنتُ أودّ أن نذهب لنتناول مشروباً ساخناً بإحدى المقاهي بعيداً عن الأفعى حتى يعود أبي من عمله !!.."

دون أن تنظر اليها وضعت آخر قطعة بكيس بشكل مُرتب بعد أن عطّرتها برائحة طيّبة كسابقاتها اقتداءً بالسيدة عائشة رضي الله عنها عندما كانت تعطّر الدراهم قبل التبرّع بها وأجابت بهدوء مع ابتسامتها الحنونة التي لا تفارقها عندما تكون صغيرتها في محيطها :
" اجلسي بصمت يا مشاكسة ...هذا بدلاً من ان تساعديني !!.."

" آه خالتي أنت تعلمين كم أنني أكره ترتيب الأشياء فلولا أن يامن حرمني من وجود الخادمات أول زواجنا لكنتُ الى الآن لا أرتب سريري .....لقد حاصرني ووضعني تحت الأمر الواقع !!.."

" من واجبي أن اشكره إذاً ويا حبذا لو انه يربيكِ من البداية بما لم استطع أنا فعله.."

أجابت وهي تزمّ شفتيها بعبوس طفولي:
" خالتي لمَ أشعُر أنه خطف حبك لي مني ؟!.."

هزّت رأسها وابتسامتها ترافقها وقالت:
" هل تغارين من زوجك ايتها الشقية ؟...يجب أن تفرحي لأنه حصل على حب خالتك بل تفخرين بذلك !!...ليس كل صهر ونسيب يكون محبوباً عند أهل زوجته ..!!"

لم تُجب بل شردت قليلاً بالموضوع الذي ستفتحه مع والدها حال عودته من عمله بعدما ذكرت أمامها أن يكون الصهر محبوباً عند أهل الزوجة....!!.."

" أين شردتِ صغيرتي ؟؟!.."

" أنا معك خالتي !!.."

ردت عليها ثم وقفت تتمطّى في مكانها ....ألقت نظرة على ملابس خالتها المرتبة بشكل أنيق بينما كانت تزلف نحو النافذة ....ابعدت الستارة قليلاً ونظرت الى الأمطار الخفيفة ثم أعادت عينيها لخالتها وهي تقول:
" خالتي أنت فنانة في ترتيب الملابس وكأنك تعملين في أحد المحلات الراقية ...اعملي حسابك فور عودتك من ألمانيا أن تزوريني لترتبي لي ملابسي ...أخشى أن يفتح زوجي يوماً الخزانة وتنهال عليه ملابسي وأفضح....عليه أن يرتدي خوذة على رأسه قبل فتحها!!..."

تنهدت واضافت:
"..آه لو أنك رأيتِ النظام في خزانته....قسماً منظمة أكثر من حياتي !!...كيف لرجل أن يكون بهذا الترتيب والعناية بأغراضه الخاصة؟!.....لولا العيب لطلبتُ منه أن يرتب ملابسي !! لكني لن اعطيه الفرصة ليسخر مني بسبب الفوضى التي أعيشها ..!!....لا تنسي سأنتظرك .....مؤكد لا تودّين لصغيرتك أن تقع في موقف لا تحسد عليه مع حائطها المغرور.."

" يا بنت !!...احترمي زوجك ....أما زلتِ تنعتينه بهذا اللقب ؟!...لو كنتُ مكانه لقصصتُ لسانك ...يجب على الزوجة الّا تتعدى حدودها بما يخرج من فمها لزوجها....عليها احترامه صغيرتي.."

"اوه خالتي هذا نوع من الدلال ....لا تظلميني!!.."

هتفت بجملتها وهي تضحك بدلع متهرّبة من خطابات خالتها ثم غيّرت الموضوع متابعة:
" أرى أنكِ انتهيتِ.....هيا لنذهب للخارج الآن !!.."

تنحنحت السيدة (فاتن) وقالت:
" صغيرتي اعذريني....عليّ الخروج لمشوار مهم وبعد عودتي ان شاء الله سنرى ماذا سنفعل !!.."

سألت بفضول:
" ما هو هذا المشوار ؟!."

" ممم...عليّ المرور الى المخيّم....سأبعث ملابسي هذه للسيدة فاطمة كي توزّعها على اللواتي يتوافقن مع مقاسي ثم إني أحتاج الحديث مع السيد خالد بشأن الجمعية....سأسلمه شؤونها الى حين عودتي بإذن الله....فأنا لا أعلم مدة مكوثي هناك بالضبط!!."

جحظت عينيها غير مصدقّة ما سمعت وكأن هذا ما تحتاجه الان بسبب ضجرها وسألت مشدوهة:
" المخيم المخيم ؟؟!...يعني مخيم أمي ؟!.."

" أجل صغيرتي !!.."

صفقت بيديها مسرورة وهتفت:
" يا للروعة....سأرافقك!!.."

" وإن رفض زوجك ؟!.."

هزّت رأسها يمنة ويسرة بـ لا وردّت واثقة:
" كلا كلا لن يرفض .."

وأردفت:
" الحمد لله أنني على ذمة رجل مسؤول عني هذه اللحظة فلو كان الأمر متوقفاً على أبي لمنعني الذهاب الى هناك مؤكد...أما يامن رأيت بنفسي اهتمامه واحترامه للفقراء!!.."

تبسّمت برضا وهمست:
" حسناً اتصلي به وخذي الإذن حالما أجهّز نفسي.."

×
×
×

" ياااه خالتي منذ أشهر لم أزره !!.."

" تقصدين منذ سنوات ..!!"

بعفوية مطلقة قالت:
" ذهبت اليه منذ حوالي ثلاثة اشهر تقريباً..!!.."

اتسعت عيناها بصدمة....خشيت أن يكون الموضوع نفسه يشغل بالها الى الان وسألت بتوجس:
" من أجل ماذا ذهبتِ ؟!.."

هربت بعينيها للنافذة بجانبها وتمتمت بعد أن استوعبت أنها كشفت نفسها :
" لا شيء.."

" ألمــى!!..لا تتملّصي"

نهرتها بحدة فأدارت وجهها نحوها بتوتر معترفة :
" حسناً...ظننتُ أنني سأجد عائلة السيدة عائشة ..يعـ..يعني أم..أم هادي لأطمئن عليهم!!..ليس إلّا.."

اسندت ظهرها للخلف مستسلمة محوقلة وهمست:
" آآه ..أما زلتِ هناك ؟؟!!...لا اعرف ماذا سأقول لكِ صدقاً؟؟....لكن لا تعيدينها كي لا يغضب زوجك إن علم نواياك !!"

أسدلت أهدابها بامتعاض فتحتها وردّت:
" أخذني الحنين خالتي لتلك البقعة وأصحابها ... لمَ تبالغين لهذه الدرجة ؟!..أناس عرفناهم بالماضي وكانوا لطفاء جداً.. ما الخطأ بذلك ؟!..... "

اشرأب عنق السيدة (فاتن) لتتطلع على الساحة فور توقف سيارتها أمام المخيم دون أن تردّ عليها ..!!

بعد أن ترجلتا من السيارة ونزل السائق يفتح الصندوق ليتناول الأغراض التي جلبتها خالتها ....توقفتا أمام البوابة الكبيرة حيثُ يزيّنها صورة والدي مع الاسم فتأملتها للحظات ثم هتفت مستنكرة بتعالٍ :
" لا أعلم لماذا سميّ المخيّم على اسم هذا ؟؟!...محيي الدين الشامي!!.."

اطلقت ضحكة هازئة مبتورة وأضافت:
"..كان من الأولى أن يسمّى باسم أمي ...اليس كذلك خالتي ؟!..."

انزعجت من اسلوبها المتهكّم وأجابت:
" ليس كذلك !!....أمك رحمها الله كانت تأتي على مدار ثلاث سنوات لمساعدتهم قدر استطاعتها وأنا أكملتُ بفضل الله من بعدها ....لكن ماذا فعلنا غير تقديم الطعام والملابس والعلاجات وفرص عمل البسيطة جداً ؟!..وفقط كنا نخصص يوم واحد بالسنة !!....لا مجال للمقارنة....أتعلمين من هذا ؟؟!.."

لوت فمها بعدم اهتمام أقرب للازدراء:
" ها هو يُكتب القائد الشهيد محيي الدين الشامي ....من سيكون هذا وما الذي قدّمه يعني ؟؟!......هيا خالتي....شخص مات وشبع موت ما سيهمني من سيرته ؟!...لمَ أشغل بالي بجثة لا تعنيني قابعة تحت التراب ؟! ...أكاد أجزم أن حتى أهله نسوه ولا يتذكرونه .."

" هذا يكون حماكِ الحقيقي حبيبتي "

فقط لو أنها تستطيع قولها لها بكل اريحية ...تشفق عليها كونها المخدوعة بالقصة والأدهى بسببها !!...لكنها ملجمة عن الاعتراف بالحقيقة ومجبرة على الاستمرار بهذه التمثيلية حتى موعد لا يعلمه الّا الله.....

ردّت بحزم مقهورة من جهلها ومن عدم اكتراثها بما يخص موطنها الأصلي:
" يجب أن يهمك من يكون وتاريخه.....اقرئي عن بلادك وابعدي الجهل عنكِ....كان القائد محيي الدين رحمه الله من أكبر القادة في الثورة والذي دافع حتى آخر رمق بحياته عن أرضنا وشعبنا وديننا.....كان يقود الثوّار ويقاتل بائعي الوطن ومن قبلها كان عميداً في الجيش قبل اكتشافه خيانة الأنجاس آنذاك....حافظ على الحدود من المخرّبين الذين كانوا سيستولون على الأراضي هناك ...فعل الكثير مما لا يفعل غيره!!...وهب نفسه وعائلته وماله فداءً للوطن!! ...وتقولي لي من سيكون ؟!...ترحّمي عليه أفضل لكِ من الكلام الفارغ!!..."

وأضافت في سرّها.." ويلك يا صغيرة إن سمعك هادي تتكلمي عنه بصفاقة وبهذه الطريقة الغير لائقة !!....سيعمل منكِ عجيناً وسنترحم عليكِ!!..أرجو الّا تقعي بشرّ حماقتك!!.."

" حسناً ...وماذا فعل لهؤلاء ليطلقون اسمه على المخيم ؟؟!.."

" بماله وأموال اصدقائه المقربين عُمّرَ هذا المخيم ....انظري للوحدات السكنية ....انظري للمدرسة والعيادة الطبية ....زوري الأرامل اللواتي يدفعون عنهن الكهرباء دون أن يسألوهن عن قرش واحد....قاموا بتأسيس جمعيات لتمدّهم بالمؤونة والغذاء على مدار السنة....يعطون منحاً للطلاب الجامعيين ويقومون بتوصيات من أجل المتخرجين...يحاولون قدر الامكان مساعدتهم لنيل حقوقٍ كمواطني هذه الدولة.....المخيم أصبح وكأنه كيان مستقل بحد ذاته....طموحهم بشأنه لا ينضب والأهم انهم يسعون جاهدين حتى هذه اللحظة دون كلل أو ملل عسى أن يعيدونهم للوطن.....كل هذا التطور حدث من بعد فضل الله.. بفضل اصدقائه ...و...وابنه!....لذا قرر اصدقاؤه تسمية المخيم على اسمه!!...وهذا أقل الواجب بحقه بنيتي!!...رحمه الله.."

×
×
×

انتهت زيارتهما للمخيم بعد ساعتين من الزمن ....سلّمت السيدة فاتن على المقربات منها من النساء كالخالة (فاطمة) وغيرها.....سارتا بين أزقة البيوت بينما كانت السيدة (فاتن) تلتقط بعينيها كل زاوية وكل حجر...تمر من جانب عجوز وتحييه باحترام ...تصطدم بطفل وتمسح على رأسه...توزّع ابتساماتها بوجهها البشوش ومع كل هذا الّا أن شعوراً بعدم الرضا كان يصحابها ....أيا ترى أدت الأمانة على أكمل وجه.؟!.هذا جل ما يؤرقها !!....هكذا من يترعرع على العطاء يظن أنه مقصرٌ مهما سعى وقدّم..لا يزكّي نفسه ولا يفتخر بإنجازاته أو يمنّ بعطاياه..وهو يعلم علم اليقين أنه هو من يحتاج هذه الصدقات ليجدها عند بارئه وتكون له سبيل السعادة في الدنيا والفوز بالآخرة وليس الفقراء هم المحتاجون حقاً لمساعداته وإنما وضعهم الله سبباً لاختبارنا !!.....
توقفت خارج البوابة....تأملت الصورة فوقها ...وضعت يدها على قلبها ثم تنهّدت كأنها تهبهم رائحة أنفاسها الطيبة وابعدت عينيها جانباً بأسى لتنزل دمعة تعانق ابتسامتها ...مسحتها قبل أن تنتبه لها التي سبقتها بخطوتين متجهة للسيارة....تمتمت بصوت محشرج وكأن أوتارها الصوتية تحارب الّا تخرج بنغمة باكية :
" سأشتاق لكم....سامحوني على تقصيري بحقكم.....إما أن تنتظروني....وإما أن تذكروني بدعاء من قلوبكم النقية !!.."

ثم استدارت قاصدة سيارتها تسير بتثاقل ..تجرّ قدميها جرّاً..يا الله تشعر وكأن روحها ستنتزع في هذه البقعة....وكأنها تأبى ترك هذا المكان ...ما هذا الانتماء وهذا الوفاء؟...لطالما كانت هذه الأرض بناسها كنموذج مصغّر يحمل عبق الوطن بالنسبة لها...لطالما انتظرت العودة راغبة بسجدة على أرضه وبضمة أخيرة تحت ترابه...لقد حرمها بلادها بسبب جشعه...لم يتبقَّ لها من عائلتها سوى شقيقتها لذا اضطرت لمرافقتها وبعد موتها لم تستطع ترك أمانتها الصغيرة خشية من ضياعها بسبب جشع (عاصي) وأنانيته وجرائمه التي لا تغتفر ..لأنها كانت تؤمن أن زواله قريب لا محالة مهما طغى وتجبّر كزوال الشمس ساعة الغروب ..هذه قوانين الكون لا اعتراض عليها ...كل ظالم سيحاسب بأفعاله إن في الدنيا أو الآخرة...ما طار طائرٌ وارتفع الّا كما طار وقع...لا تتكبّر فالله أكبر!!...وكذلك خشيت أن تتركها لزوجة أب ما هي الّا مجرد أفعى رقطاء بصورة آدمية !!......ألقت نظراتها بكل حب وحنين آملة بالعودة إليهم بأسرع وقت ولم تدرِ أنها لربما كانت الزيارة...هي زيارة......الوداع..!!.."


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


تجتمع العائلة حول مدفأة الحطب التي تحتل زاوية غرفة العائلة في قصر العنكبوت بجو شتوي يوحي للبعيد بدفئه لكن صقيع العلاقات المزيفة والقلوب الحاقدة على بعضها هو من ينتشر في الأرجاء...!!.....تجلس(ألمى) جوار خالتها برباطهما الوحيد النقي الصادق وتتناولان الفشار من نفس الطبق!!...أما (عاصي رضا) كان منشغلاً بتقشير حبة برتقال ومع انتهائه منها مدّ يده لصغيرته ليطعمها على مرأى زوجته الأفعى التي كانت تفيض غيرتها الواضحة من نظرة عينيها فهي التي لم تنعم يوماً بكأس ماء من تحت يده.....هي تعلم أنها مجرد صورة زائفة أمام مجتمعه المنافق وأن لا قيمة لشأنها عنده....حتى علاقته الحميمية بها أصبحت في الآونة الأخيرة باردة وغير طبيعية لدرجة أنها باتت تشك بخيانته لها !!....وماذا يريد من امرأة إن غفلت يوماً عن وضع زينتها ستغدو كسائقه الأمين أو كالمومياء فمنذ ارتباطه بها الى يومنا هذا وهي تلاحق العمليات التجميلية التي زادتها بشاعة لدرجة أنها باتت لا تتعرّف على شكلها الأساسي غير أن قباحة روحها تنعكس عليها ايضاً !!....جشعه ربطه بها دون أي فائدة ترجى !!...كانا مثل طنجرة ووجدت غطاءها ولكن شخص مثله يستطيع الزواج بامرأة في سن ابنته ...ليس لوسامته وحسناته إنما لمكانته الاجتماعية في عين أقرانه وكثرة أمواله!!..والأوفر له أن يستمتع ويفرّغ رغباته دون أن يتزوج ودون أن يدخل بمسائل شائكة ومعقّدة ما دام أن قائمة الحلال والحرام ليست موجودة في جدول حياته..!!... وأيضاً رغم تقصيره بابنته الّا انها تحتل الصدارة على سلّم اولوياته العائلية وليس عنده فقط بل عند خالتها التي تتحول الى لبؤة من أجلها ولم تكتفِ بنيل قلبيّ هذين بل ذاك البغيض(صلاح) احتلّت قلبه ولم ينل من عشقه لها الّا السجن ...ما زال موقوفاً تحت التحقيق حتى اصدار الحُكم ووالده يبذل قصارى جهده ويحاول فعل المستحيل لإثبات براءته بأي وسيلة!!..ولم تنسَ أنها حصلت على زوج ثري ووحيد أهله ومستعد أن يشعل حرباً من اجلها !!.. .كل هذا يجعل حقدها يزيد على (ألمى) يوماً بعد يوم ....كانت تراقب بحسد جليّ وتدور بين أروقة عقلها!!. ...تشتمها بسبب حُسن حظها وحُسن شكلها وكيف نفدت من فعلٍ شنيع !! فها هي لم تتأذى لا نفسياً ولا جسدياً يوم حادثتها وسرعان ما عادت للحياة وكأن شيئاً لم يكن!!..تقول في سرها.."..البغيضة!!..كالقط بسبع أرواح!!.."....لقد سعت بخطتها الأخيرة كي تكسر غرورها وعنفوانها هي ووالدها ..تريد أن تراها بقايا أنثى...أن تعاني صدمات نفسية!!..انتظرت اللحظة التي ستعلو بها راية شماتتها...لكن دون جدوى!!....وصلت بجشعها وهي تفكر حانقة عليها ...ماذا لو مات (عاصي) ؟...بالطبع النصيب الأكبر لها من الورثة ولن تحصل هي وابنها الّا على فتات فقط....إن حصلت !!.....ضحكت في سرها ساخرة من نفسها.!!...وهذا ما لن ترضاه اطلاقاً ....وعليها أن تضمن مستقبلها وابنها معها!!....بالتأكيد ستفكر لاحقاً أما الآن خرجت من جلستها الشيطانية مع نفسها لتبث القليل من سمومها في هذه الجلسة هامسة بفحيحها:
" غداً اجازة...ما لنا لا نرى زوجك!؟..لمَ لمْ يأتِ لزيارتنا؟!.."

تسأل وكأنها مهتمة حقاً ..!!

قضمت من قطعة البرتقال وهي تنظر الى التلفاز منحنية الى الأمام ..متكئة على مرفقيها وأجابتها بفمها الممتلئ بنعومة:
" هو يفضل قضاء وقته مع أهله ليلة اجازته..."

نصبت ظهرها وتطلعت عليها مردفة بثقة:
" يعني كما فعلت أنا !!.أقضي وقتي بينكم..."

أكملت الأفعى بسمومها:
" ألا تلاحظين أنه لا يزورنا بتاتاً؟!....حتى من ايام الخطوبة لا يهتم ....لا أعرف كيف تسمحين له بتجاهل أهلك؟....المفروض أن تضعي قيمة لنفسك وتجعلينه يقوم بواجبه اتجاهنا سواء بالحُسنى أو.."

قاطعتها السيدة (فاتن) قبل أن تكمل جملتها:
" عليكِ احترام زوجها وخصوصياته ....تتدخّلين بأمور لا تخصك!!.."

ردّت الأفعى:
" هي لم تدافع عنه وأنتِ ما شأنك؟."

وأكملت في سرها.." من الجيد انك غداً ستنصرفين الى ألمانيا من أجل مؤتمراتك الفاشلة!!...عسى أن يكون ذهاباً دون عودة لنتخلّص منكِ أيتها العالة!!..."

أجابتها وهي تجذب صغيرتها لتضمّها إليها:
" لي كل الشأن عندما يتعلّق الأمر بألمى.."

صرَخ من لم يشارك حديثهن وهو واثباً من مكانه كأن دبوراً لسعه:
" كـــفى....اووف...لا تتركون أحداً يرتاح في هذا البيت...!!."

وخرج مغتاظاً متجهاً الى مكتبه ليحل بعض الأمور سريعاً ثم ليطير الى شقته المستأجرة حيثُ تنتظره بها ....عشيقته القريبة لسن ابنته !!....
وبينما كان واقفاً يلملم أوراقاً تخصه التفت للتي دخلت بهدوء من خلفه بعد أن همست:
" أبي...أريد اخبارك شيئاً.."

مدّ يده بحنان يضعها على كتفها هاتفاً:
" أجل صغيرتي لوما....أسمعك!..."

بعد أن أفرغت ما في جعبتها تركته وعادت الى غرفة العائلة لتسلّم على خالتها....الوقت متأخر نسبياً وحان موعد عودتها الى البيت!!...لمّا لم تجدها صعدت تلحقها الى غرفتها ..طرقت الباب ثم فتحته تلج الى الداخل سائلة:
" كنتُ ابحث عنك...لمَ صعدتِ الى غرفتك؟!.."

أجابتها بملل:
" لقد تركتيني مع الأفعى لوحدي وغبتِ عني...لذا صعدت!!.."

دنت منها تجلس على السرير جانبها... تضع ساقاً تحتها والآخر تهزّه على الأرض وابتسمت هامسة:
" أجل ذهبتُ لأخبر أبي شيئاً يهمه وله علاقة به....سمعته من زوجي !!.."

بهتت ملامحها بعد شعورها بانقباض قلبها...ما هو يا ترى الشيء الهام ؟! وسألت بثبات :
" ممم هل ستخبرينني ما هو هذا الشيء؟؟!!.."

رفعت ساقها ألآخر وكمشت جسدها وهي تنزل ببطء لتضع رأسها في حجرها هامسة:
" داعبي شعري اولاً..."

هزّت رأسها وابتسامة عطوفة على ثغرها رغم ارتباك نبضاتها وقالت:
" متى سيستلم هذه المهمة عني زوجك؟!..هل عليّ أن اوصيه بفعل هذا لكِ وهو يضعك في حضنه؟!.."

حلّقت الفراشات في صدرها لتدغدغ روحها وهي تتخيّل المشهد ثم همست بحياء:
" خالتــي...كفى!.."

" حسناً كفى....اخبريني الآن عن الشيء المهم"

تنهدت وهتفت وهي مسترخية بين يديّ خالتها:
" اولئك الأوغاد الذين يقفون ضد أبي ويسمّون بكتيبة الفهد الأسود ...اتضح لي أن يامن يعرفهم ...لقد سمعته صدفة عندما نزلتُ للمطبخ في ساعة متأخرة لآكل شيئاً...وقد كان غاضباً !!.."

بالكاد استطاعت ابتلاع ريقها وكان من الجيد أن التي على حجرها لم ترَ تلوّن وجهها الذي بدا عليه الذعر وهمست بصوت مختنق:
" أجل صغيرتي...تابعي...ما بهم ؟!.."

تململت تضبط جسدها لتمدّه براحة وشرعت تحكي لها ما سمعت..!!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


بعد خروجي من بيت أبي (ابراهيم) وركوبي سيارتي لاحظتُ أن رسائلاً صوتية عديدة وصلت هاتفي الخاص بـ (هادي) والذي تركته بها وما أثار رهبتي أنها جميعها من السيدة (فاتن)...إذاً لنرى فحواها!!....فتحتُ لاستمع للأخيرة وكانت:
[ هادي أرجوك...لا تغضب منها....لقد فعلت ذلك بحُسن نية ]

ازداد قلقي من فحوى الرسالة التي لم أفهم ماهيتها....مما أغضب وممن يا ترى؟؟!!...حقاً لم أفهم ماذا تقصد!!...اوف... لأستمع لغيرها وأرى !!... حركتُ الشاشة للأعلى لأبدأ من البداية وكانت:
[ هادي احذر...ألمى سمعت بعضاً من حديثك عن كتيبة الفهد الأسود وأخبرت والدها بذلك ]

لوهلة...تجمّدت الدماء في عروقي..وتوقف نبضي!!.يا ترى ما الذي سمعته بالضبط ومتى ؟...كيف لم الحظ وجودها ؟؟!..وماذا قد فهمت أصلاً؟...زفرتُ أنفاسي بقوة....عدتُ بذاكرتي أحاول تذكّر ما بدر مني البارحة بمكالمتي الوحيدة بهذا الشأن !!.....رباه....لا تضيّع لنا تعباً !!....انتقلت لأخرى :
[ لحُسن حظنا أن ما فهمته أنك تقف ضد الفهد الأسود مثل والدها وفقاً لجملتك الآمرة بأن يدمّروا الكتيبة!!...طبعا أنا لم أفهم مغزى كلامك لكني متأكدة أن وصلها بشكل خاطئ...قدر الله ولطف بنا على الأقل بعدم فهمها لكونك منهم ]

تباً لها...تباً لها....عقلها الصغير سيوقعني بالهاوية!!...بل تباً لحماقتي ..منذ متى لم آخذ حذري بهذه الأمور ؟!.....آآه يا زوجتي الجاسوسة الحمقاء...

وكانت آخر رسالة سمعتها طويلة :
[ افعل شيئاً أرجوك واصلح فعلتها...لا نريد المزيد من الخسائر بالأرواح....ثق أنه لن يواجهك بالمسألة كي لا يوقع ابنته بمأزق نقلها لكلامك والأهم أنه لن يتسرّع وسيفكر بتروّي قبل أن يسألك بطريقة ملتوية....أنت تعرفه ذكياً وليس مندفعاً ويبحث عن المسألة من كل الجوانب رغم أنه مؤكد سيُسعد بما أن صهره عدو عدوّه لتتكاتفا وتتعاضدا كما رغبت ابنته فأنت بالنسبة له مصدر قوة في السوق والمجتمع وهذا يخدم مصالحه.....لقد كان هدفها من وراء ذلك كله هو سد الفجوة بينك وبين والدها وايجاد قاسماً مشتركاً يجمعكما لتتقاربا أكثر....فقد أخبرتني كم هي منزعجة من علاقتكما الجافة المكهربة والتي ترى بها عدم تقبلكما لبعضكما وخاصة شعورها أنك تكرهه لكنها تجهل السبب !!....المسكينة تبحث عن ذرة أمل لتوطّد علاقتك بأبيها ]

طموحك عالٍ يا مدللة...ألا تلحظين أي درجة وصلت بكرهي لوالدك ؟!...ألا تدركين أنني أعدّ الثواني من يوم معرفتي الحقيقة كي أمسك به لينال أشد العقاب ؟!....مسكينة!!...لو تعلمين أي دناءة والدك منغمس بها ؟...لو تعلمين الحقارات التي قام بها ليصل الى مطامعه؟....والدك جمع كل مصطلحات اللغة العربية التي تصف الشر!!...إنه عبارة عن شيطان خبيث...حقود...نجس....خائن...عاص? ?...نذل...ومجرم يا صغيرة !!...نعوذ بالله منه ومن شر اعماله!!......باع الوطن وباع نفسه ....ولا استبعد يوماً إن كنتِ أنتِ وهو في دائرة الخطر... أن يبيعك دون تردد !!..لن أشكّ بهذا أبداً.....أعلم لِكم هو مؤلم حبيبتي بأن تعرفي هذه الحقائق ....لكنها ستنجلي يوماً ما لنعلّي رايات الحق ونطمس رايات الباطل بإذن الواحد القهّار...!!....اتركي نواياك الطيبة داخلك ولا تحلمي بما لا ولن يتحقق .....فأنا وهو كالشمس والقمر لا يمكننا أن نجتمع معاً بذات اللحظة حتى الأزل ولو ركع ذليلاً آسفاً تحت حذائي..!!

صحيح أن عدم ربطها لي بالكتيبة كان كخروجنا لنتنفس من تحت الماء الّا أن صعوبة الأمر ومقدار الكارثة التي ممكن أن تحلّ لن تتغير فما وصله من كلامي واستطاع ربطه بالمنطق هو أنني كطرف آخر عدوّ للثوّار وأريد مسحهم والتخريب عليهم اثناء محاولتهم احباط الصفقة الكبيرة التي ستتم بداية الشهر أي بعد يومين رغم عدم علاقتي بها فهو يعلم تماماً لمن تابعة ولكن الذي استنبطه أنني ربما أكنّ الكره لهم بسبب تدخّلهم في بعض أعمالي الغير قانونية المربوطة بالوطن حسب اعتقاده فهكذا الخونة والأوغاد يظنون أن الجميع يسير على خطاهم ولا يؤمنون بوجود الشرفاء ولهذا طلبت تدميرهم وقد فهم من خلال ما نقلت له ابنته أن الثوار علموا بالصفقة القادمة وسيترصدون لها كالعادة وهنا تكمن مهمته بتحذير أصدقائه لانكشاف مخططهم وبهذا إما أن تؤجل الصفقة تمويهاً لكتيبة الفهد الأسود حتى موعد آخر وإما أن تكون مواجهة مسلّحة عنيفة ستودي بالكثير من الأرواح من كل الأطراف..!!

×
×
×

[[ أهلاً بكم في موجز الأخبار....لقد اعلن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية الحالية عن نجاح عناصر من جنود الدولة ومخابراتها وبمساعدة جيش الثوار وتحديداً الكتيبة الخاصة بالفهد الأسود والمتواجدين على الحدود بالقبض على عصابة تخريبية مدسوسة من جهات خارجية هدفها زرع الفتنة بين التابعين لحكم الدولة و التابعين لحكم الثوار من أجل اشعال الحرب بينهم واشغالهم في بعضهم مما يخدم طرفاً ثالثاً مجهول الهوية والذي يسعى لمسك زمام الأمور سياسياً واقتصادياً..]]

أُغلِقَ المذياع مع اغلاقي لمحرك سيارتي أمام بيتي وتنهّدتُ مبتسماً وهامساً:
" لقد فعلها أبطالي البواسل...أشبال الفهد الأسود.."

في حدود الوطن الداخلية مع هذه البلاد جيش كامل من كتيبة الفهد الأسود يسيطر على تلك المنطقة وهي التي كانت تحت حماية أبي وجنوده في الماضي وقد أكمل على نهجه تلامذته المخلصين والذي يسيّرهم الآن عن بعد دون التواجد بالميادين السيد ( سليم الأسمر) أما الحدود الخارجية لها أي الداخلية لبلاد اللجوء تتنوّع الكتائب والفصائل وبغض النظر عن اختلاف انتماءاتنا الّا أن هذا لا ولن يؤثر بإذن الله على اهدافنا السامية والتي تنحصر تحت اسم واحد متفق عليه وهو الوطن الذي يجمعنا مهما تباينت وتضاربت آراؤنا ..فمصلحته تأتي قبل كل شيء وفوق الجميع..!!

فتحتُ باب البيت بعد هروبي من الأمطار الغزيرة محتمياً بمعطفي الذي استخدمته كالمظلة عند نزولي من سيارتي وكان الوقتُ متأخراً وكنتُ متحمساً لأشاهد إعادة المقابلة الخاصة بالمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية في وطننا إذ أنني لم أشفِ غليلي من موجز سريع متناسياً المصيبة التي اوقعتنا بها سفيرة النوايا الحسنة!!....أساساً ستكون في سابع نومة وعليّ أن اتظاهر وكأن شيئاً لم يكن وأنني أجهل انجازاتها وجهودها الجبارة في اصلاح ذات البين!!...وعند اغلاقي لباب المدخل وإذ بضجيج صاخب يزعجني ..مصدره غرفة العائلة حيث كنتُ أنوي التوجه ...!!...وقفتُ على عتبة بابها ....يا الهي...ستُثقب طبلية أذني لا جدال !!....
هل أصابها الطرش؟!....كانت ترتدي منامتها السكرية الدافئة بأزرارها التي على شكل حبة التوت وتشاهد مسلسلها المفضل منذ طفولتها....كرتون(سالي)....وتتن اول من الطبق الساكن في حجرها حبّة من الكستناء المشوية!!..ليتني الطبق لألامس جسدها وليتني الكستناء لأغوص بين شفتيها!!.....دمّرت الكائنات وجالسة ترفّه عن نفسها تلك الجاسوسة الحمقاء!!......لم تكن بصورة مغرية إنما ساحقة لروحي التي تعشق براءتها وعفويتها ...تقدّمتُ نحوها متسللاً كي لا تحس ....أصلاً كيف ستحسّ ومكبرات الصوت الخاصة للأجواء السينمائية تصدح في زوايا الغرفة.؟!....لو أنها وضعت أغاني لظنّ العابر من أمام منزلنا أنه نادي ليلي خاص بالمنطقة !!...استغفر الله....بخفة ومهارة لص محترف سحبتُ جهاز التحكم من يدها وجلستُ على الطاولة في اللحظة التي انتفضت مجفلة وهي تضع كفّها منتصف صدرها هامسة:
" يا أمي....متى جئت؟؟!."

أجبتها بتهكّم بينما كانت عيناي تركّزان على التلفاز لأبحث عن قناة الوطن بعد أن اخفضتُ الصوت:
" لو لم يصبك الطرش لعرفتِ متى جئت ...ما هذا الصوت الصاخب الذي يصل الشارع ؟!.."

زمّت شفتيها بالطريقة التي تحفّزني لالتهمهما لها ولم تجب بل سألت بقلق:
" أين كنت ولمَ تأخرت؟!..أهلك ينامون باكراً"

اووه....يا حلاوة....لقد بدأنا بالأسئلة الروتينية للزوجة النكدية..!!....صدقاً رقص قلبي ...زوجتي تفتقدني!!......عفواً زوجتي الجاسوسة نسيتُ أخذ إذنك..!!

قلت ببرود وأنا ضائع اتابع بحثي بين القنوات الكثيرة والتي معظمها بلا فائدة ويجب افراغ نفسي لحذفها:
" هل اشتقتِ لي يا قطة ؟!.."

ردت بعفوية ونبرة خوف:
" كلا...كنتُ خائفة من صوت الرعد لذا رفعتُ التلفاز ريثما تأتي!!.."

متى سنحل مشكلتها مع الأصوات؟؟!...يبدو أنه عليّ المباشرة بعلاجها بعد أن تستقر حياتنا ان شاء الله!!...غداً سأتركها مع اولادي ..كيف ستتصرف حينها ؟!...هل ستتركهم وتهرب لتختبئ بجبنها لتجعلهم مثلها ضعفاء ؟!...يا ويلي إن جاء ابني ناعماً مثلها ويخاف من كل شيء....سأكسر رأسه ورأس أمه معه...هذا ما ينقص !!...أما ابنتي حبيبتي دميتي فلتكن نسخة عنها كي تُخرِج هي الأخرى ما تبقّى من عقلي!! ...آه منكم احبائي....كم أتشوق لرؤيتكم أمام عينيّ وبين يديّ !!.... أملتُ زاوية فمي بابتسامة جريحة لوصولي الى البعيد البعيـــد متخطياً حدود المعقول!!....متى يا ربي سأرى هذا اليوم ؟!!..أو هل سياتي من الأساس؟!.....
نفضتُ عني اليأس بعد تذكري الآية الكريمة..
{{ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }}

عليّ عدم الاستسلام للهموم والأحزان والتشاؤم وأن أضع أملي كله بالله سبحانه وتعالى فهو صاحب الفضل والرحمة والكرم....وسأنتظر يوم اللقاء الأبدي بها بروحٍ راجية وبهمّة عالية ونفسٍ راضية ....يااا رب !!

لمّا رأتني لم أعلّق على جملتها تذكّرتْ أنني قاطعتها وسط اندماجها بالمسلسل فقالت حانقة وهي تهبّ من مكانها تدنو مني لتسحب جهاز التحكم الذي ابعدته عنها :
" هاته ...لمَ أخذته مني ؟!"

وقعت عيناي على طبق الكستناء البعيد فأشرتُ لها بحاجبيّ وهتفت:
" هاتي حبة كستناء لأعطيه لكِ.."

بكل طاعة وحماس نفّذت طلبي وما إن قضمت أولها وابتلعته رغماً عني قلت باشمئزاز دون ان انهيها كلها:
" يع ..كيف تأكلينه هكذا؟....ما زال نيئاً !!.."

بملامح محرجة أجابت:
" لم اصبر عليه حتى ينضج بعد سماعي اشتداد الأمطار ...لقد أخرجته من الفرن قبل أن يداهمني الرعد وانا بالمطبخ وهربتُ الى هنا عند التلفاز..."

ضحكت وقلت:
" جبانة..!!.."

قالت في سرّها وهي تتأملني .." ..تباً لضحكتك.." ثم كررت طلبها وهي تمد يدها:
" هيا اعطني جهاز التحكم..!!.."

رفعتُ حاجبيّ بـ كلا وقلت وانا ابعده عنها لأشاكسها:
" ان استطعتِ أخذه....مبارك عليك !.."

دنت مني أكثر وأصبحت شبه ملتصقة تقف بين ساقيّ بقلة ادراك منها بينما كنت أبدله من يد ليد وهي تتمتم مغتاظة:
" يا الله منكَ...اعطني...سينتهي مسلسلي !.."

قلت وأنا اتابع حركاتي :
" أوَتظنين أنك تشبهين سالي حقا؟!.."

لقد اخبرتني مرةً أن والدتها كانت ستسميها (سالي) لأنها تشبهها...!!

لا داعي لبذل جهد لاستفزازها وهذا ممتع جداً لمشاكستها ..إنها تثور بسرعة البرق ...ليت عقلها ايضاً يستوعب ما يدور حولها بسرعة البرق !!...فها هي قد توهّج وجهها فوراً بحمرة الغضب وهتفت وهي تعاركني لنيل الجهاز:
" لا احتاج شهادتك....يكفيني رأي أمي رحمها الله!!.."

ومع انتهاء جملتها بحركة خفيفة من ساقي دفعتها لتقع جالسة عليه وساقيها محاصران بين ساقيّ وتستند بيديها على كتفيّ ووجهها يعلو وجهي بقليل فهمستُ لها بصوت رخيم وهي بهذا القرب:
" أنتِ أجمل منها ....يا قمري..!!.."

ازداد التوهّج على وجنتيها بسبب ارتفاع حرارتها وتسارعت نبضات قلبها ...لقد تفاجأتْ!!...كان غزلي الأول الصريح لها دون مراوغة واختباء!!.... رفعت احدى يديها تفكّ الزر الأول من منامتها لتحرر أنفاسها المشتعلة تأثيراً مما سمعت ومن تواجدها على حجري وبدأت تهفّ بكفها على وجهها علّها تبرّد من سخونتها فقلتُ بمكر :
" هل أعجبتك الجلسة على حجري يا ألمتي؟!.."

فزّت واقفة مبتعدة وهي تشتمني محرجة:
" أنتَ وقح....لم انتبه!.."

ومع الاضاءة القوية التي اخترقت النافذة بفعل البرق ليتبعها دويّ الرعد قفزت عائدة الى ملجئها متشبثة بعنقي وتدفن وجهها على كتفي!! ...عادت الى حضني الذي ما إن اجتاحته موجة قطبية من البرد حال تركها له حتى انقلب بجزء من الثانية الطقس عنده ليسوده الجو الصحراوي الحارق...شديد السخونة !!....ماذا تفعلين بي أيتها الجاسوسة الصغيرة ؟!!...لم أتحمل ولم أطق صبرا...ضممتها بتملّك يهدد لاستسلام جسدينا وحسيس أنفاسي مع أنفاسها تحوّل لعزفٍ يطربُ قلبينا ...رفعتُ يدي أمسّد على شعرها حتى وصلت مستوى عنقها وأمسكته بحُب عنيف لأبعدها عني وأرى وجهها...وبظهر أنامل يدي الأخرى حسستُ على خدّها حتى توقفتُ عند مقبرتي المتواجدة في ثغرها ثم مررتُ ابهامي برقة لأرسم حدود شفتيها بينما نظراتي العاشقة الولهانة لم تفارقها...ثواني تأملتها ثم جذبتها من عنقها نحوي لألتهم رحيق هاتين الورديتين المغريتين!!...ثواني تتبعها ثواني ...كنتُ مستلماً القيادة وهي خانعة بلذة ومن لهيب ناري تعاني....حررتها ذائباً ..مخدراً وهمست لاهثاً :
" قتلتني يا فاتنة ..!!.."

كان حالها أسوأ من حالي...كانت مستسلمة صاغرة...تطوف في عالمها حتى همست بعذوبة صوتها:
" حرام عليك!...لمَ اخترت هذه اللحظة لتفعل بي هذا ؟!.."

أجبتها هامساً بينما كنتُ أنقل عينيّ المسحورتين براحة على وجهها:
" بل حرام عليكِ بمَ تفعلين بقلب زوجك...ارأفي بالمسكين!."

انتصبتُ واقفاً احملها على ذراعيّ كطفلتي المدللة وهمست:
" أظن أنه آن الأوان يا ألمتي لنتمم زواجنا..... وتصبحين حقاً زوجتي!!.."

وطار حماسي وتحوّل هيجاني من الرغبة للنقمة على حالي وقد هُدمت أركاني لما تململت في حضني لتنزل حتى وصلت ثابتة بقدميها أرضاً ونكست رأسها بحياء هامسة لتبشرني :
" ألم أقل لك لمَ اخترت هذه اللحظة ؟!.."

صمتت برهة...ابتلعت ريقها وتابعت مطأطئة رأسها حياءً ومسدلة أهدابها هروباً من رؤية ردة فعلي:
" يامن أنا...يعني أنا آسفة.... لديّ عذر...دورتي الشهرية!!..."

تمتمتُ حانقاً على حظي العاثر وأنا أحدّج بها رغم يقيني بـ عساه خير لكن ما هي الّا مشاعر تتحكم بنا وتغيّب عقولنا:
" سحقاً ليامن وغبائه وسحقاً للدورة الشهرية المتطفلة اللئيمة .."

ووليّتها ظهري خارجاً لأصعد الى كهفي البارد لأطفئ حرائقي وأنا اكمل بشتائمي بعيدا عنها:
" وسحقاً لكِ ولمن وضعك في طريقي من ألأساس.....لمَ تعبثين معي إذاً؟..لم تقتربين مني يا ساحرة وتستفزين رغباتي؟...أنا وصلتُ آخري في مقاومتك !!..طفح الكيل عندي وانكسر الميزان....اللعنة على اللعنة التي تلاحقني بكِ...اوووف....سحقاً لكل شيء يقف في طريقي......"

مررتُ كفي على شعري عند صعودي السلالم ثم مسحت وجهي علّني أهمد من ثورة غضبي على حظي وتمتمت:
" استغفرك ربي وأتوب إليك.."

إذاً عدوٌّ جديد أُضيفَ الى قائمتي!!......دورتها الشهرية !!....يجب أن تحمل في أسرع وقت لتغيب عنها تسعة شهور على الأقل!!....ضحكتُ للفكرة بعيدة المدى....لكنها راقت لي....سأفعلها ان شاء الله لاحقاً وقريباً...بل قريباً جداً.....نفذ صبري عليها!!

أما هي كانت صامدة مكانها بعد ردة فعلي ...رفعت كتفها ولوت شفتيها وهمست للهواء:
" ما ذنبي أنا ليغضب؟!..هل أنا دعوتها لتأتي ؟!.."

نظرت لجهاز التحكم على الطاولة....انحنت تحمله لتضع على مسلسلها وجلست مكانها متابعة بحديثها مع الفراغ:
" ثم هل فطن اليوم ليراني زوجته ؟!...أكثر من شهر عنده وأنا أتوق للمسة وهمسة وهو لا يبالي.....فليتحمل نتيجة غروره حائطي الوسيم!!.."

ضحكت وتذكّرت صديقتها (ميار) فحملت الهاتف لتبعث لها الرسائل وتبشّرها بآخر المستجدات...
[ هل أنت نائمة ؟!..]

[ كلا يا حمقاء...أنت تعلمين أن هناك من سرق نومي منذ أسبوع تقريباً]

[ باركي لي..!!..( مع رمز تعبيري المفتخر)..]

[ هل فتحتما الطريق للهاشمي الصغير ؟!... ( مع رمز تعبيري المصدوم)..]

[ لقد قال لي أنني أجمل من سالي وقال عني قمر...لا أصدق....قد تغزّل بي أخيراً بعد شهور من القحط والجفاف...( رمز السعيد مع قلوب)..]

[ أهذا هو يا غبية ؟!...ظننتُ أنكما اجتمعتا أخيراً وسننتظر الهاشمي المرتقب!!..( رمز الغاضب)...]

[ آه صديقتي ...الدورة الشهرية البغيضة حالت بيننا لكني متأكدة أن هذا سيكون أقرب مما تتصوري....لقد اعترف بنفسه أنه لم يعد يتحمل !!...( رمز الخجول)...]

[ وكأنك أنت من تتحملين يا ملهوفة!....لكن لن ألومك لأنه صعب مقاومة سحر الزلازل ]

[ وأنتما أين وصلتما في موضوعكما؟!..]

ثواني وأرسلت لها صورة ذاتية فردّت (ألمى)..
[ يا الهي هل تحضنين لفحته وأنتِ نائمة يا معتوهة ؟!..وتقولين عني الملهوفة!؟!...أشك أنكِ أنت من ستدخلين عليه ليلة الزفاف يا وقحة !!..أعانه الله...]

[ آااه يا صديقتي منذ اسبوع وأنا أتنفس عطره الخارق..]

[ كأن الرجال يتعمّدون سحرنا بعطورهم !!.اليس كذلك ؟!....المهم لم تجيبيني ...ماذا حصل بشأن موضوعكما؟...قلتِ لي أنه اخبرك أن تنتظريه بعد اسبوع !!..]

[ أجل...ألاحظ كثرة الهمس منذ ثلاثة ايام في بيتنا....وأنا متأكدة أنه كلّم شقيقي وعائلتي يتناقشون الموضوع فيما بينهم قبل اخباري به...فأنا لا استطيع كشفه وعليّ ادعاء جهلي التام بالمسألة مثلما اوصاني!!....اتظاهر بالبراءة والغباء وانتظر....واكيد لن يأتي قبل أن يسمع كلمة ترحيبية من شقيقي قصيّ!!...اسأل الله ان يأتي بما فيه خير للجميع!!..]

[ ميار هل أنتِ متأكدة أنه يمكنك الابتعاد عن اهلك والعيش في دولة أخرى ؟!..ألن يكون صعباً ؟!..]

[ أكيد ليس سهلاً...لكن برأيي رجل حقيقي يصونني ولا يحرمني أهلي ولا التواصل معهم ولا يشعرني بغربتي ويكون الحامي لي ومصدر الدفء والأمان ويمسك بيدي لنسير معاً على طريق الصواب في بلد بعيدة أفضل بكثير من أشباه رجال يطوفون حولك وسط أهلك ولن تشعري بالأمان معهم!!.....كم فتاة تزوجت غريبة وعاشت بسعادة وكأن أهله هم أهلها؟...وكم فتاة كانت قرب أهلها سواء بزواجها من ابن عمها او خالها او احد الجيران وحياتها جحيم لا تحتمل وعاشت بغربة الظُلم والاضطهاد وعلى العكس لو بقيت عزباء معززة مكرّمة وحتى لو ظلّت وحيدة من بعد أهلها أفضل من العيش تحت رحمة ذَكر لا يرحم ولا يمتّ للرجولة بصلة!!...وأنا أثق بحدسي ان شاء الله....أشعر أن أحمد هو مَن سيكون أماني وسعادتي وطوق نجاتي في هذه الحياة ....]

[ على خير عزيزتي ميار...لكن الحقيقة أنني أنانيه وأطمع بان تكوني بقربي دائماً...لا أعلم ماذا سأفعل من بعدك ؟!...أرجو الّا تنسيني ونبقى على تواصل طول العمر إن تمّ الأمر !!..]

[ من قال أني سأتركك يا معتوهة ؟!...وعلى العكس هكذا تصبح علاقتنا أقوى....صديقتان متزوجتان من صديقين...كم هو رائع!!.... لن نسمح للمسافات أن تفرقنا حبيبتي ألمى....!!..]

انهت حديثها الالكتروني مع صديقتها وصعدت الى غرفتها هروباً من مداهمة الرعد لها ...كي تحتمي بسريرها تحت لحافها....تبسّمت بحُب ورضا وهي تسترجع بشرود الحركات اللطيفة التي حصلت بيننا...وضعت يدها على صدرها كأنها تربّت على دقات قلبها المبتهجة بحماس بعد ان لاح في بالها قراري بإتمام زواجنا ...توّردت حياءً وهي ترسم الصورة المستقبلية لنا...همست في سرها ...." ...أخيراً سنتشارك سريراً واحداً كأي زوجين طبيعيين ...أخيراً سأنام وأصحو وهو جانبي ولن أخاف من أي شيء حتى لو قامت القيامة !!..سيكون هو ملاذي واماني ...لن أكون وحيدة بعدها لأصارع مخاوفي التي لا يعلم بها أحد! !!....آآه جاء الوقت لأنعم بدفء احضانه في لياليّ الباردة ...جاء الوقت الذي سأجد به من يستمع لي وأنا أبوح له بأكبر أفراحي وأدنى أحزاني آخر الليل!...سأذوب كل ليلة بعطره مُسكري...وسأسرق منه أنفاسه لتكون لي وحدي !!...سأستحق كل هذا لأني صبرت ولم أجزع...رباااه لو لم يكن لديّ عذرٌ بغيضاً لكان الآن ينام جواري وكنتُ أنا أتأمله هذه اللحظة براحة وأقبّل له رموشه وحاجبه الذي اتعذّب توقاً لملامسته وتقبيله...وماذا عن التحام ظهري بعضلات صدره دون أن تحول بيننا الملابس الوقحة !!...يا ويلي....سيغمى عليّ من مجرد التخيّل بالإحساس بها.!!.....من الجيد أن لا أحد يستطيع الاستماع لأفكارنا المنحرفة...هذه نعمة!!..والّا لفضحت امامه !!..."...
ونامت دون أن تشعر بنفسها....!!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~


الثامنة صباحاً في بهو مطار العاصمة جاءت لحظة الوداع بين السيدة (فاتن) وصغيرتها ...كنا نقف جانباً أنا وخالتي (مريم) والسيدة (ايمان) ونراقب... ألسنتنا صامتة وأرواحنا تتكلم وقلوبنا تتألم ونحن نرى هذا المشهد المروْع بين اثنتين هما كروح بجسدين ..كانت اللتان بجانبي تسكبان العبرات عليهما فهكذا الاناث يعبرن عن مشاعرهن!!....أما انا كنتُ صامداً رغم تعاطفي وشعور بشع يلازمني أدّى لانقباض فؤادي.....!!
ما أصعب الفراق !!...والأصعب اخفاء الحقائق ....فبينما كانت (ألمى) تعانقها لم يكن في فكرها الّا المؤتمرات التي اعتادت عليها خالتها...كانت تبكي تهدر دموعها بسخاء لفراقها ..دموعاً تروي الحقول...ماذا لو انها كانت تعلم بالحقيقة ؟!..ماذا ستكون ردة فعلها حينها ؟؟!!..هل الدموع ستكون طوفان والهدوء سيكون بركان بعد معرفتها بخسارة من كانت لها الأمان ومن أغرقتها بحنان ليس بعده حنان ؟؟!....رباه لا استطيع تصوّر حالتها وأنا الذي سأتلقّاها وحدي بعد أن تعطيني السيدة(فاتن) الاشارة لإخبارها !!...لا اريد أن افكر بالموضوع الآن...فمجرد التفكير يؤرقني ويؤلمني!!...أسال ألله أن يعينني على تخطيه بسرعة وقتها!!....شعور متعب ومرهق ويستنزف الطاقات أن لا يكون لك حول ولا قوة بحل الأمور...وماذا بإمكاننا أن نفعل بما كتبه الله علينا؟!...لا اعتراض على حكمته!!....هذه أقدارنا !!.....بينما كانت خالتها تشدد باحتضانها بوجل... بفقدان الأمل.... بفراق لم ترغب به قط !!.....أساساً متى سرنا جميعنا وفق رغباتنا ؟!....كانت ملامح الأسى تعتريها وشهقاتها التي تلت سكبها لدموعها مدراراً كانت كسكاكين تغرز بأجسادنا...!!...كانت تبعدها عنها تارةً لتتأمل كل خلية فيها كأنها تريد طباعتها بذاكرتها ثم تعود وتعانقها وتقبّل شعرها وتقاسيم وجهها...تقبّل عينيها وتهمس بصوتها المتحشرج المخنوق:
" سأشتاق لهاتين العينين...سأشتاق لهاتين السماءين !!.."

مسّدت شعرها ..استنشقت رائحته الأناناسية وقبّلته مرة أخرى ثم رفعت وجهها الذي اختفى لونه خلف ستارة بلون الدماء وبملامحها المنهزمة المستسلمة لمصيرها وجّهت كلامها إليّ:
" عزيزي يامن....صغيرتي أمانتك!!...ضعها في عينيك ..."

أمسكتْ يدها وسَحَبَتها نحوي تقربها وتابعت بعد أن داعبت لها شلالها الليليّ أمامي بابتسامة مترددة مكلومة وكانت كأنها ليست على الدنيا وكأنها ليست الانسانة القوية الشامخة الصبورة التي نعرفها .....صدقاً لم أرها قط بهذه الحالة :
" انظر....ألمى تحب أن أداعب لها شعرها...في غضبها وفي فرحها...في حزنها ووحدتها....فقط افعل مثلي !!...لا تبخل عليها لطفاً..."

قلت بصوت ثابت أخفي اضطراب مشاعري:
" ألمى في عينيّ سيدة فاتن ...لا توصي حريصاً....وأنتِ لا تتأخري علينا وعودي بأسرع وقت لتكملي مهمتك معها....فأكيد هي تفضّل أن تفعلي هذا لها وليس أنا بيدي الخشنة .."

وألقيت نظري لسمائي مضيفاً بابتسامة عطوفة:
" أليس كذلك ألمى ؟!.."

تورّدت وجنتاها حياءً بينما كانت تكفكف دمعاتها وهزّت رأسها بـ نعم دون أن تخرج صوتها .....عادتا لتتعانقا مجدداً ولم يفصلهما عن بعضهما الّا السيدة (ايمان) وهي تفكّ ايديهما هامسة :
" هيه أنتما....هيا...كفاكما عناقا....علينا التقدم أكثر من أجل الاجراءات كي لا تفتنا الطائرة!!.."

وغمزت (ألمى) مستطردة بمزاح:
" أنتِ يا صغيرة لديكِ زوجك ...اذهبي وعانقيه حتى الصباح لا احد يمنعك واتركي فتّون لي..!!....أعانني الله عليكِ وعلى خالتك ايتها المدللتين!!.."

ودعناهما متمنيين لهما السلامة وخرجنا الى موقف المطار ومن هناك عادت خالتي وهي مع سائقنا الى المدينة الساحلية بعد أن اخبرتهما بضرورة ذهابي لمقابلة عمل ولربما تحتاج لغيابي يومين وقد كان السيد (ماجد) بانتظاري خارج المطار بعد اتفاقنا للذهاب الى الحدود إثر طلبي المفاجئ والذي يجهل اسبابه وما كان الّا لأرقع عن أفعال جاسوستي الصغيرة !!...لتلافي القدر الأكبر من الكارثة القادمة الينا..!!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~


بجهود جبّارة حرصتُ على اخفاء الطريقة التي عرفتُ بها كيف وصل للوغد(عاصي) عن ترصد (الفهد الأسود) لعصابة الأسلحة الدولية من اجل احباطها....لا يمكنني فضح فعلتها الحمقاء بل مستحيل ولو على قطع رأسي...لا ينقصني الضغط مجدداً على علاقتي بها من قِبَلِ السيد(سليم) والسيد(ماجد) وخصوصاً بعد قراري النهائي بالمضي في زواجي مهما واجهنا نهاية الطريق!!..أساساً ماذا ستفيد معرفتهم بهذا بعد ان وقعت الواقعة ؟!.....كانت هذه المرة اليتيمة التي أخفي عن القادة في المعسكر خبراً مثل هذا....أي مصدر معرفتي!!...لكني مقتنع أنه لا يهم ممن عرفت والمهم أنه وصلهم بالنهاية!!..هذه ليست خيانة لهم إنما اغلاق باب للمشاكل بغنى عنه...والأكيد بإذن الله سأتعلم أن اكون اكثر حرصاً وتيقظاً ما دام الجاسوسة البريئة تنام تحت سقفي ...!!....رغم أنني لم أنْوِ التدخل بهذه الصفقة والمهمة مثلما اخبرت السيد(ماجد) الّا انني بطريقة أو بأخرى وجدتُ نفسي داخلها وكان هذا نابعٌ عن شعوري بالذنب اتجاههم بسبب حماقة زوجتي....اجتمعنا وقمنا بتغيير الخطة التي وضعوها بالكامل وقررنا أن نتحد مع كتيبة (النسور) لتمويه الأعداء...فما يعرف على مر السنين ان تلك الصفقات كانت دوماً من اختصاص (الفهد الأسود).....رسمنا الخطة سوياً بإحكام وكان علينا التعاون لنتصدّى لأعداء الوطن والانسانية!!...

×
×
×

أشرفتُ على المهمة عن كثب دون المشاركة العملية بالعملية....كانت وظيفتي توجيههم عبر الاجهزة اللا سلكية ....نحن نمتلك اسلحة واجهزة متطورة لذا كان كل عنصر يثبّت آلة تصوير خاصة به على خوذته الواقية لتوثّق الاحداث وكان هذا يساعدنا لنراقب كل صغيرة وكبيرة عبر الشاشات الكثيرة في غرفة المراقبة الحديثة في مقرّنا ..وكأننا نتواجد معهم على أرض المعركة!!.....لم يلغِ الاوغاد صفقتهم لأن الخبر وصلهم متأخراً ففضلوا خوض اشتباك مسلّح محاولين اجتياز الحدود بعربدة رغماً عنا لإيصال الأسلحة...!!....حدثت معركة عنيفة استمرت لساعات طوال...اضطررنا إمدادهم بالمزيد من أشبالنا ...فقد كان اولئك يتراوحون ما بين الثلاثين والاربعين وغْداً وأسلحتهم آخر طراز.....لا يدخل الانسان حرباً دون أن يخسر أكثر مما يربح...وما الخسارة الأعظم من أرواحنا الغالية التي وهبنا الله اياها امانة ؟؟!....مع غروب الشمس تم احباط الصفقة بالحصول على جرحى بإصابات متفاوتة من كلا الطرفين وعلى سبعة جثث من العصابة والامساك بخمسة وهروب الآخرين.....وببالغ الحزن والأسى فقدنا أربعة عناصر من (النسور) واثنين من أشبالنا وثالثهم كان قائدنا الشهم ليسمو اسمه بين القمر والنجوم في أعالي السماء القائد المغوار الخلوق ( عبد الله يونس ) شهيداً مع موكب الشهداء.....رحل الغالي تاركاً خلفه زوجة حامل وابنة في عامها الرابع.!!....
أمثالنا حين نضع قدمنا في المعسكر وننطق القسم نضع أمامنا الكفن والعلم لنكون على يقين أن طريقنا نهايته إما الموت في سبيل الله ثم الوطن على أرض المعركة وإما تكون النهاية رافعين العلم ليرفرف بحرية على قمم المجد والإباء بعد أن نذوق النصر والقضاء على الأعداء.....هكذا حياتنا تمضي بين تضحيات وهِبات ...نسقط ونعلو ...نُهزم ونربح...وما أجمل أن يكون خلفنا أهل يدعموننا ولا يثبّطون من عزيمتنا ...ما أروع أن نجد زوجات ينتظرن عودتنا بقلوب صابرة ووجوه بالحق ناضرة.!!...
في كل مرة تودّع الزوجة فارسها المغوار وكأنه لن يعود وكأن هذه الساعة الأخيرة لهما معاً....تُرسل معه حبها ودعواتها....فمنذ ارتباطها به وعدته أن تبقى على العهد وألّا تُخلف الوعد.....وهكذا كانت زوجة بطلنا (عبد الله يونس ) مثلها مثل المئات ...صبرت واحتسبت ورضيت بقضاء الله....إنا لله وإنا اليه راجعون!!..

×
×
×

مفاجآت كثيرة لم ننتظرها تعطنا اياها الحياة ....من كان يعلم أن الشخص الذي تولّى مهمة انقاذها من عصابة تجار الاعضاء البشرية هو نفسه الذي وشت عنه دون قصد منها وبنيّتها النقية وعقلها الصغير البريء ليصبح في لحظة جسداً ننتظر أن نواريه الثرى ؟!...أيا ترى هل سأجد الفرصة يوماً لإخبارها بهذا ؟!...لا لأعذّبها بتأنيب ضميرها بل لأريها الأعمال الحقيرة لوالدها ...لأثبت لها أن كل نفس يتنفسه والدها هو سمٌّ للآخرين وأن كل يوم يمر عليه يكون به حراً طليقاً هو خطر على البشرية ......هل ستستمع وتكون عادلة بحقنا كلنا أم ستنكر بغباء بعد أن تُعمى بصيرتها ؟!....لا أحد يتوقع ردة فعلها وقراراتها.....لكن أرجو من ربي أن يريَها الحق حقاً ويرزقها اتباعه ويريَها الباطل باطلاً ويرزقها اجتنابه.....!!.....أمضيتُ يومين بالمعسكر بعد أن شيعنا جنازة ابطالنا الأبرار لنواريهم الثرى بمقبرة الشهداء الحدودية سائلين الله لهم الرحمة والمغفرة ونحن نحتسبهم عنده من الشهداء وراجيين لذويهم الصبر والسلوان....!!
تركتُ (هادي ) بآلامه وأحزانه مع رفاقه واصدقائه وعدتُ مع السيد (ماجد) الى مدينة اللجوء الساحلية وأنا أحمل شخصية (يامن) رجل الأعمال الذي لم يعش أي بؤس أو مآسي وإنما أكبر همومه هي صفقة مربحة تدر بالمال أمام مجتمعه الزائف....!!


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


" آااه"

تنهدتُ بعمق لأطرد همومي....!!
حمامٌ دافئ وفراش مريح هو جلّ ما أتمناه لحظة دخولي بيتي كي ألملم خلايايَ المبعثرة وأعيد ضبط أعصابي واراحة عضلاتي.....البيت ساكن فالجاسوسة المدللة تنام عند خالتي (مريم) ..لقد أوصيتها عليها لتأخذها عندهم رغماً عنها.....فبعد رحيل خالتها الى ألمانيا مؤكد لا ترغب بالمكوث في بيت العنكبوت وخاصة أن والدها يتنقل بين المدن ولا يعود الا بساعات متأخرة!....هل ستذهب الى جحر الأفعى (سوزي) بقدميها ؟؟!...كلا بالطبع!!.....ولا أريدها البقاء في بيتنا حتى لو استعانت بالخادمة الوفيّة السيدة (خولة)...فبعد حادثة البغيض بتُّ لا أؤمِّنُ عليها أيّ أحد...أقلق عليها وتشغل بالي!!....اللعنة عليه كاد يدمّر مدمّرتي ويدمّرني معها !!....ضغطتُ على أسناني بغيظ بعد أن جاء في بالي هذه اللحظة....لو اني مزقته ارباً ارباً ذاك الحقير.!!....بالمناسبة ...عليّ اعلامكم...لقد اتصل بي والده السيد (رائد السيد) قبل يومين......طبعا هذا جاء بعد حديثه مع صديقه.....حماي المبجّل!!....ذاك الكريه العاصي (عاصي)....ظناً منه أن له كلمة عليّ كوني صهره ولكن لم ينله الّا الخيبة به!!.....حاول بكل عجرفة وغرور رشوتي واغرائي لأتنازل عن القضية...أراد بيع الماء في حارة السقاة.!!..هل سيخدعني بالمال الذي ادفنه به بفضل الله ؟؟!...بعد أن باءت محاولاته بالفشل ارتدى قناع الذل والمسكنة وتوسّلني لدرجة كان بها سيبكي من أجل ابنه الوحيد....ها هي نتائج سوء التربية!!....ابنٌ يسوّد وجه والديه ويهينه وينزل قدره!!... فلينم ويحلم وعليه أن يتغطّى جيداً....أنا هادي أساعده لتبرئة ابنه المجرم ؟؟!...لينتظر ويتلقّى نتائج أفعاله سواء هو أو ابنه !!...نجوم السماء أقرب له..!!
وبعد محاولاته اليائسة قرر انتظار قرار المحكمة الذي سيصدر بعد شهر على نية العودة الى استراليا ليعود الى اعماله هناك بعد أن كانت هذه البلاد أشبه باللعنة عليهم وكأن وجهيّ (عاصي) وزوجته كانا نذير شؤم لهم !!...
صعدتُ غرفتي ودلفتُ الى الحمام ...خلعتُ عني ملابسي لأتحرر وملأت حوض الاستحمام لأسترخي داخله وأدخلتُ معي هاتفي الخاص بـ (يامن) لأراجع أعمالي....فتحته فقفزت رسالة صوتية من ألمتي هامسة بعذوبة:
[" يامن!..متى ستعود؟!...أنا انتظرك في بيت والدك!.."]

عدتُ لها بمثلها:
[ " أنا في البيت....أتودين العودة أم البقاء هناك لأن الوقت متأخر"]

بعد قليل رجعت بانشراح ظهر في طيّات صوتها..:
[ " حقاً عدت؟....الحمد لله على سلامتك!....أريد العودة ...هل ستأتي لتأخذني ؟!.."]

حقيقةً كنتُ مرهقاً وفكرت بالقيادة واحبطت وانا افكر بالمشوار ...يا الهي ذهاباً وجيئة!!.....بما أني سألتها عليّ تحمّل اندفاعي والذهاب لإعادتها لبيتي....وربما.....لحضني!....من يعلم؟!...لا أحد يعلم!!..

[ "حسناً يا قطة...سأنهي حمامي وأصلي ومن ثم آتي ان شاء الله"]

[ " حسناً...انتظرك...رافقتك السلامة " ]

×
×
×


كانت غرفة النوم الخاصة بالضيوف في شقة أبي(ابراهيم) بأثاث عصري وتصميم تركي والتي تحوي على سرير زوجي ظهره مخمل رمادي فاتح وخشبُه درجات أغمق وأريكة جانبية سوداء تزيّنها ثلاث مخدات رمادية عليها نقشات وخزانة خشب كلون السرير...ارسلت رسائلها لي وهي تحبس نفسها بها فقد كانت تشعر بالخجل وهي بين ابي وخالتي ولم تكن تخرج الّا بعد دعوة الأخيرة لها للطعام والتسلية وما شابه ذلك....كانت تخشى ازعاجهما وتشعر أنها متطفلة عليهما بمكوثها في بيتهما رغم أنها استطاعت من يومين استشعار ورؤية اهتمامهما بها وتوجيبهما لها .....!!
خرجت من غرفتها بحبور لتبشّر خالتي بعودتي والتي كانت بالمطبخ منشغلة بتحضير طعام العَشاء المتأخر لهذا اليوم وكان أبي (ابراهيم) في المسجد ليصلّي العِشاء....
" سيدة مريم...يامن على الطريق !.."

سكبت الصلصة البيضاء داخل الصينية التي تحوي على المعكرونة بمختلف اشكالها والممزوجة بشرائح رفيعة من صدور الدجاج والفطر المقطّع وهتفت بسعادة بينما كانت تصفّ مربعات الجبنة الصفراء على الوجه قبل ادخالها الفرن:
" يبدو أن ابني حماته تحبه ....سنكسبه على العشاء معنا..!!"

اقتربت منها بعد أن لمعت عيناها بحنين لوالدتها التي خطفها الموت قبل أن تشبع منها ومن حنانها كونها حماته وهمست:
" كانت ستحبه لو كانت بيننا....لأن خالتي فاتن تحبه.. وهي وامي كانتا تتفقان على كل شيء....هكذا حكت لي خالتي!!.."

التفتت نحوها تهديها نظراتها العطوفة بعد أن لامست حزنها الدفين وخاصة وهي تعرف وضع خالتها الصعب ورفعت يدها تمسّد على وجنتها بحنوٍ وهمست:
" ونحنُ نحبك صغيرتي...أي أنا وعمك ابراهيم....لم يرزقنا الله بابنة لتكوني أنتِ ابنة لنا .....تأكدي من ذلك حبيبتي!!.... "

لقد شعرت أن واجبها إغداقها بالحنان والطمأنينة وقد نبع كلامها من صميم قلبها ...لا تمثيل ولا خداع...فها هي الحقيقة...هما يحبانها ويتعاطفان معها وعندما تكون المشاعر صادقة تصل للطرف الآخر بسلاسة كنسمات ربيعية لطيفة تبرّد الروح المتعطشة للاهتمام والحنية ...لذا بعفويتها الفطرية ونقاء سريرتها واحتياجها مع هروب دمعتين كانتا أسيرتا رموشها الكثيفة ارتمت لتحتضن الواقفة قبالتها وكأنها معتادة عليها وعلى هذا القرب وهمست برقة وبراءة:
" وأنا احبكم...سيدة....خـ...خالتي مريم "

طبطبت على ظهرها وشدت باحتضانها ولم تستطع منع عبراتها من مفارقة مقلتيها ولم تفلتها حتى تحررت منها بنفسها هامسة بابتسامة وهي تمسح وجنتيها لتخفي بكائها :
" بماذا اساعدك خالتي ؟!.."

ردّت عليها لتشعرها أنها ببيتها ولتدخلها بالأجواء العائلية مع المزاح:
" رتبي الأطباق والشوَك والسكاكين على طاولة السفرة خارج المطبخ....فبما أننا ازددنا نفراً هذه لن تكفينا وخاصة ما شاء الله أنت ترين بنفسك الأب وابنه بجسديهما الضخمين ...لن يتركا لنا مكاناً أنا وانتِ!!.."

ضحكت بحياء وبدأت تنفذ مهمتها ولما قرع الجرس اندفعت بحماس لتفتحه وابتسامتها المشرقة تنير وجهها .!!...ومع ظهور أبي (ابراهيم) يحمل علبة فيها كنافة للتحلية بعد الطعام خبُتَ حماسها محرجة وردت بتردد بعد القائه السلام :
" وعليكم السلام عمـ..عمي...إبراهيم "

غمرته السعادة لسماعه لقبه الجديد فهي لم تنادهم يوماً الّا بالألقاب الرسمية فمدّ ما يحمل نحوها وقال يمازحها:
" خذي هذا بنيتي...اعلم أنني خيبتُ ظنك....فتحتِ على أمل أن تجدي ابني الوسيم فاصطدمتِ بالعجوز القبيح..."

تلوّن وجهها وتناولت منه ما بيده وهمست بتلقائية وصوت مختنق من حيائها:
" لا تقل هذا عمي....أنت وسيم ويليق بك أن تكون شقيق يامن وليس أباه.."

ضحك يجاملها وقال بمزاح مختلطٍ بالحنان:
" رضي الله عنكِ بنيتي....سأصدق نفسي...هذا قوليه أمام مريم ولا تقوليه أمام ذاك الغيور.."

اومأت برأسها ورمشت بعينيها توافقه وأغلقت الباب خلفه فقال وهو يولّيها ظهره متوجهاً للجلسة المفتوحة في الشقة:
" الوسيم خاصتك يصفّ السيارة في الموقف....لقد وصل اطمئني!!.."

رفرف قلبها وبدأت ترتب ملابسها وشعرها بعشوائية وصارت تحوم قرب الباب منتظرة بشوق وما إن قرعت الجرس حتى فتحته بسرعة لتستقبلني متهللة الأسارير تسلّط سماءيها على وجهي وظلّت واقفة ببلاهة تسدّ المدخل بجسدها النحيل وذراعها الرقيقة التي تسندها على اطاره الى أن قلت بهدوء:
" هل سننتظر كثيراً؟!.."

أنزلت يدها وأرخت جسدها ثم اخفضت رأسها بخجل وهمست:
" حمدا لله على سلامتك..."

لتلحق بكلماتها على حين غرة قبلة ناعمة تدغدغ بها خدّي وقلبي بعد أن جالت بعينيها يمنة ويسرة لتتأكد من خلو المكان وهي ترتفع على رؤوس اصابعها ...فحاصرتها فوراً بذراعي الذي حوّط ظهرها لأجذبها اليّ حتى التصق جسدها بجسدي ثم طبعت قبلة دافئة على جبينها وهمست:
" سلّمك الله لي يا ألمتي "

بقيتُ محاصرها فبدأت تتململ تحاول التحرر محرجة وخجلة لشعورها بالحركة خلفها مصدرها خالتي التي كانت تنقل الطعام وتهدينا ابتسامتها الحنونة بعد أن رأتنا متقاربين ولمّا لم تنجح بالهرب مني وضعت كفّ يسراها على كتفي خاضعة وتطلعت عليّ بحياء ورجاء بوجنتيها المحمرّتين وهمست:
" يامن...اتركني...لقد فضحتني....ماذا سيقولان عنا؟!.."

ارتسمت ابتسامة على ثغري ودعمتُ ذراعي الأيسر الذي يحيط ظهرها بالأيمن وهمستُ وأنا أتأملها بحُب :
" سيقولان زوجان مشتاقان لبعضهما ...أم أنك لم تشتاقي لي ؟!.."

نسيت نفسها ومكان تواجدها ورفعت يمناها لتضعها هي الأخرى على كتفي هامسة بعذوبة ورقة بعد أن أذبتها بأنفاسي وهمساتي وحرارة جسدي:
" بلى...اشتقتُ لك...بل اشتقتُ كثيراً..."

يا الله...كانت كمن تنتظر حتى أفتح لها الطريق لتبوح بمشاعرها اتجاهي ....كم كنتُ فظاً غليظ القلب معها....!!...سنموت جميعاً ومع أننا نعلم أن هذا آتٍ لا محالة الّا أننا لا نترك أذية بعضنا وبأصعب وأشدّ طرق الأذى ...لمَ لا نعطي أنفسنا الفرصة لنعيش بسلام ؟؟!!..لمَ نستسهل خوض الحرب والخصام؟؟!!...
من اهتمام بسيط صدر مني أطلقت العنان لنفسها....ما اغباني كيف حرمتُ نفسي قبل حرمانها من العيش لحظات دافئة هنيّة.....كنتُ في غفلة وصحوتُ منها وكل هذا بسبب مخاوفي من مصير علاقتنا التي لربما ضخّمتها وهوّلتُ من حجمها دون داعي.....زارني الأمل وسأتشبث به ولن أتراجع ابداً....سأصدقه وأصدّق حبي ونوايا قلبي....ألمتي لن تتركني وستفهمني....إن كان اليوم أو غداً...ألمتي كانت وستكون دوماً لي ....وسنعيش معاً كأننا في دنيا الخلود...!!
اجتمعنا على مائدة طعام العشاء ولمّا رأيت ثلاثة أنواع بأطعمة مختلفة من المعكرونة قلت مازحاً بينما كنتُ أشير بيدي وأجول في نظري على الأطباق:
" معكرونه ...ومعكرونه.....وأخرى معكرونة....يا الهي....هل جئت من سفري لتملؤوا معدتي بالعجين ؟!...ما كل هذا ؟...ألم يكفِ نوعاً واحداً..؟؟.."

ردّت خالتي ضاحكة:
" هذا اليوم الثالث على التوالي أحضّر معكرونة لها فأنا علمت أنها اكلتها المفضلة وأن الأكل الايطالي بشكل عام عشقها..."

أشارت لأحد الأنواع وأردفت:
" هذا طبخته أمس وقمتُ بتسخينه مجدداً.."

حدّجتُ التي تجلس جواري من فوق لتحت وقلت متهكماً:
" من يراها يظن أنها تعاني من مجاعة ولا يدرون أنها تأكل أكل غير صحي وبكميات تكفي لعشرة أنفار.."

وضعت شوكتها في طبقها بانفعال ورمقتني بنظرتها الغاضبة التي تأتي بعد استفزازي لها وسألت مستنكرة:
" أنا يا يامن آكل كميات تكفي لعشرة؟؟...حرام عليك...سيصدقونك الآن !.."

تدخّلت خالتي لتهدئتها مع ابتسامة ترسم على محيّاها:
" لا تهتمي لما يقول بنيتي وتابعي طعامك"

بعبوسها الطفولي همست لها:
" أخبريه ألّا يتدخل بطعامي يا خالتي ...أنا لا اتدخّل بطعامه!!.."

لسماعي كلمة خالتي انشرح صدري....هذا دليل على أنها بدأت تنخرط بيننا وتشعُر بالألفة والقرب من عائلتي....كم أسعدني هذا الأمر...حمداً لله.!!

اقتربتُ منها هامساً قرب أذنها:
" إذاً لا تترجيني بمنتصف الليالي لأطبخ لكِ معكرونة ادوارد صديقي الايطالي !!.."

فعلت بالمثل واقتربت تحرقني بأنفاسها وهي تهمس:
" بتُّ أعرف مكانه....سأذهب وحدي ....لا تمنّ عليّ.."

ضحكتُ وعدّلت جلستي ثم وجّهت نظري وسؤالي للذي يراقبنا صامتاً:
" أبي ...هل ضحكتا عليك وخدعتاك بالعجين ؟!.."

ضحك ضحكة جهورية وأجاب مفتخراً :
" مريوما طبخت لي على الغداء ورق العنب وقطع من الدجاج المحمّر.....أنت تعلم لو لم تفعل لوضعتها وفوقها زوجتك وتغدّيت عليهما....لا مزاح بالطعام عندي!.."

شهقتُ مصدوماً وقلت:
" خيانة...ورق عنب؟!.."

ثم نظرتُ لخالتي معاتباً:
" سامحك الله....هل بسرعة نسيتِ أنها أكلتي المفضلة؟؟!....لمَ لمْ تتركي لي حصّتي ؟؟!..."

بابتسامة حنونة شقت ثغرها أجابتني:
" أيعقل يا عزيزي ؟!...لقد وضعتُ لك جانباً نصيبك بعلبة كبيرة لتأخذها معك وتتغدا عليها غداً إن شاء الله ..."

تنهدتُ بارتياح وضحكتُ وقلت ممتناً:
" أجل ...هكذا عهدتك خالتي.....لكني أريد أن آكله الآن وليس غداً..."

ثم همست لزوجتي:
" بعد انتهائك من طعامك ....سخّني لي عشقي ...أي ورق العنب!..."

تململت لتقوم بالحال فأوقفتها خالتي قائلة:
" اكملي طعامك....سأسخنه أنا حالاً في الفرن الموجي (ميكروويف).."

انهينا طعامنا..تناولنا الكنافة وبعدها احتسينا الشاي مع إكليل الجبل...وقفتُ أتمطّى ..كنتُ اشعر بجسدي مرهق ...والحقيقة كنتُ مرهقاً ومنهكاً نفسياً ايضاً....من قلة النوم ومن الحزن في عمق فؤادي على رحيل صديقنا القائد وعناصرنا ولكني تمكّنت من اخفاء هذا واستمريّت بمسرحيتي كـ(يامن)...!!
قالت خالتي(مريم):
" لو أنك تبقى هنا الليلة....الوقت متأخر والجو ماطر وعاصف في الخارج....وبيتنا الآن ادفأ من القصر....ما رأيك؟!.."

أجبتُ متثائباً:
" ومن قال أنني لن أبقى ؟!...في الحقيقة خرجتُ من البيت وانا عاقد النية على ذلك....سيغمى عليّ من التعب والنعاس ولا حيل لدي لمحاربة أزمة المرور في الشارع!!.."

وقفت (ألمى) متفاجئة واقتربت مني مشيرة بعينيها على ملابسي:
" ألهذا جئت بملابس البيت ؟!.."

كنتُ أرتدي بنطالاً اسوداً رياضياً على جانبيه خطين ابيضين وبلوزة سوداء يكسر سوادها شعار الماركة الابيض في منتصفها ..!!

قرصتها من خدها وأجبت بمداعبة:
" لهذا يا زوجتي!!.."

تورّد وجهها وهربت بعينيها خجلاً من أهلي...!!.....

×
×
×

دلفنا الى غرفتنا او الأصح غرفة الضيوف لننام....سبقتها متجهاً نحو السرير وارتميتُ عليه واضعاً كل ثقلي من شدة اجهادي....وقفتْ أمامه عند موضع القدمين وسألت ببراءة:
" وأنا؟...أين سأنام؟!.."

وضعتُ ذراعي على جبيني لأحجب الضوء عن عينيّ واجبت بخفوت:
" السرير بحجم عائلي....يمكننا النوم عليه مع اولادنا إن اردتِ!."

قطبت حاجبيها ...يبدو أنها لم يعجبها جوابي !!...وقالت في سرها...." كيف سننام هكذا جوار بعضنا على طول؟...نحن لسنا معتادين!!...يا الله اشعرُ بالحرج...على الأقل من باب الذوق كان عليه انتظاري لأنام أنا اولاً ثم اسمح له بمشاركتي السرير....لكن ماذا سأقول وزوجي...حائط...حااائط..."...تبس? ?مت وتمتمت دون ان اسمعها:
" حائطي المغرور الوسيم "

دخلت الحمام لتبدل ملابسها.....ارتدت منامة قطنية خمرية والتي كانت ببنطال ضيق وبلوزة متسعة بعض الشيء....دنت بخطوات مترددة الى جهة اليسار من السرير...فكّرت قليلاً....ووضعت احدى مخدتيها في منتصفه بعد أن ابعدت الغطاء قليلاً....جاسوستي تبني جداراً عنصرياً فاصلاً بيننا!!...لم تفقه المسكينة كمية العتاد التي بحوزتي من مدرّعات ومدافع لأنسفه إن رغبت باحتلالها !!...دسّت نفسها تحت الغطاء والتصقت بالطرف الأقصى من السرير مستلقية على جانبها الأيسر تتوسّد يدها وشردت بستار النافذة المقابلة لها.....جحظت عينيها بذهول واحمرّ وجهها بالكامل عندما سألتها بغتةً ومن غير مقدمات ودون ان احرك شيئاً بي وذراعي ما زال على جبيني:
" هل انتهيتِ منها أم لا..؟؟!."

بصعوبة حتى ازدردت لعابها وتملّكها الغباء سائلة بصوت مختنق رغم معرفتها فحوى سؤالي :
" انتهيتُ من...من ماذا ؟؟!.."

" الدورة الشهرية..!!.."

كادت تقع وهي تدنو اكثر من حافة السرير هاربة من شدة خجلها مني وأجابت بنبرة خفيضة:
" ليس بعد!.."

" آه أجل...حسناً...هل كلمتِ خالتك ؟!"

" كلمتها ظهراً....كانت تتنزّه هي والسيدة ايمان في احد المجمعات الكبيرة الموجودة في مدينة فرانكفورت..!!.."

حبيبتي !!...تظنّ أن خالتها تتنزّه بينما كانت تخضع لفحوصات شاملة قبل اجراء العملية التي ستكون بعد ايام قليلة !!....لقد تعاونتُ مع صديقي الألماني (آرثر) والذي يقيم في هذه المدينة وهو الذي أخبرني عن شهرة ونجاح هذا المشفى المتخصص بالأورام الخبيثة ومنها ورم الراس لذا كان اختيارنا وتوجهنا الى هناك ..!!..وبالطبع (ألمى) تجهل كل هذا وكل هذه الاجراءات !!......
آمل أن يتم كل شيء على خير وأن تعود لنا سالمة معافاة ولصغيرتها اليتيمة ..!!..

" جـيد....أتمنى أن توفق في رحلتها وتعود بالسلامة .."

" شكراً لك.."

" العفو...لكن من الأولى أن تقولي ان شاء الله او يا رب يا ألمى.....يا حبذا لو أنك تعتادين على هذا الكلام الذي يريح القلب....ارفقي دائما بحديثك اسم الله ...رطّبي لسانك بذكره ولا تنسي أن كل شيء يجري معنا هو بمشيئة الله وارادته وليس بقوتنا ...علّقي كل شيء سيحصل بالمستقبل الذي نجهله به وحده لأنه كله مقدّر ومكتوب عنده.....اتفقنا ألمى ؟!.."

بالنعومة التي تزيّن صوتها ردّت بطاعة وقبول:
" اتفقنا....ان شاء الله .."

تبسّمتُ راضياً منها منشرحاً لأجلها واستدرتُ لجانبي الأيسر اتأمل شلالها الليليّ الذي ينساب على مخدّتها بشكل مبعثر وهمستُ بنبرة مرحة:
" غداً الأعمال تنتظرني ان شاء الله أي أنني لا استطيع الانشغال بكِ بعد أن تسقطين من السرير إذا آذيت نفسك...ككسر عامودك الفقري...او عنقك او يدك مثلاً.....لذا اقتربي للمنتصف وابتعدي عن الطرف فها انتِ ما شاء الله وضعتِ مخدة ونصبتِ مضادات الصواريخ.....لن أفعل لكِ شيئاً !!...هيا يا قطة...اقتربي!!.."

تحركت مكانها واقتربت بضع سنتمترات ضئيلة وكأنها لم تتزحزح فمددتُ يدي وسحبتها على غفلة بعد أن ألقيتُ المخدة أرضاً وحاصرتها من بطنها بذراعي حتى الصقتها بصدري وهمست :
" نامي ولا تتحركي....أريد أن انام !!.."

تململت وهمست :
" هلّا تركتني لو سمحت ؟!...لا استطيع النوم بهذا الشكل !!.."

حررتها فابتعدت قليلاً واستلقت على ظهرها شاردة بالسقف ولم أدرِ كيف نمت وكيف هي نامت ؟؟!!...

في الصباح استيقظت قبلي فوجدت يدي الضخمة مركونة على خصرها الأيسر لأن وجهها ازائي.....لا يمكنها اتهامي لأني كنتُ مكاني وهي التي التصقت بي من غير وعي وادراك اثناء نومها ...لمّا رأت أنها داخل حدودي امتقع وجهها حرجاً...ارادت التسلل والهروب قبل أن امسك بها ....عدّلتْ نومتها لتصبح على ظهرها فغدت يدي على بطنها...استرقت النظر إليّ لتتأكد إن كنتُ نائماً وبيديها الاثنتين حاولت ازاحة ذراعي المصبوب بثقله عليها ...حاولت جاهدة الزحف وهي ترفعه ولما تململتُ لأقلب على بطني...عجّلتْ بحركتها بتهور حتى أضحت على الأرض تسقط على مؤخرتها مع اصطدام كوع يدها بخشب السرير!! ...فتحتُ نصف عين بعد أن تأوهتْ وقلت:
" ماذا استفدتِ من هروبك سوى مؤخرة مضروبة يا قطة ..!!...أرجو أن لا يترك سقوطك الحر آثراً وبقعاً زرقاء على جسدك يا بيضاء الثلج !!..فنحن نحتاجه نظيفاً وبجودة عالية قريباً.....لا يمكننا ارجاع البضاعة بعد مدة.. "

غضنت جبينها وكمشت ملامحها من وجعها وحرجها وتمتمت تعتقد لم اسمعها وهي تمسّد كوعها:
" يا الله كم أنّه رجلٌ وقحٌ وقليل أدب....وحائط بلا احساس...يثرثر بدلاً من أن يساعدني ويداويني..!!.."

" سمعتك!!...أنا لديّ طرق خاصة بالعلاج وما متأكد منه أنك لا تريدين معرفتها ولا تجربتها هذه الفترة !!....يعني انهضي بهدوء واستخدمي الحمام لأني اريد الدخول ...هيا يا حلوة !!....علينا العودة الى البيت حالاً لأجهز نفسي !!.....لا يمكنني التأخر عن الشركة ....لديّ موعد مع احد العملاء المهمين !!.."

×
×
×

أصرّت خالتي علينا لنتناول الفطور معاً....أفطرنا وعدنا الى البيت ومن بعدها اوصلتها لجامعتها وتوجّهتُ الى شركتي....أنهيتُ أموري كلها بحلول العصر....قبل دخولي القصر وصلتني رسالة على هاتف (هادي)...فتحتها ولم أكن اعلم أنها ستكون من أجل مهمة هي من أصعب المهمات التي وُضعت على عاتقي ...

[ السلام عليكم هادي...أنا ايمان ....خرجت نتائج فحوصات فاتن....الحمد لله على كل حال....ادعوا لها وكثّفوا الدعاء....حالتها شبه ميؤوس منها لكنهم سيجرون لها العملية بكل الحالات لربما تسرق أياما او شهوراً أخرى من عمرها حسب التقديرات الطبية وبالطبع كله بيد الله .....المهم هي تبعث لك سلامها وتقول لك ...يمكنك الآن اخبار ألمى بحقيقة مرضها .....سهّل الله أمورك ...نحن نعلم أننا نسلّمك دوْراً يفوق طاقتك وقدرتك على تحمل ردود أفعالها ولكننا نثق أنك ستجتازه بإذن الله....كان الله في عونك....سلام ]

يا مغيث اغثنا....تقطّع قلبي على هذا الخبر الأليم....مسكينة سيدة (فاتن)....كنتُ اتمنى أن يفاجئونا بأخبار سارة وليس بشيء يغمّ البال ....يا الله...ما لنا غيرك يا الله....!!
ستبقى آمالي في خالقي كبيرة.....رحمتك يا رحيم.....!!....

نفثتُ أنفاسي بقوة كأنني أطرد ضعفي ....سمّيتُ بالله مستعيناً به...فتحتُ الباب وولجتُ بعد أن تسلّحت بالقوة والصبر والهدوء التام عكس العواصف والأعاصير التي تدور في داخلي.....وجدتها في غرفة العائلة تفتح التلفاز وتفترش الأرض قرب طاولة الجلسة هذه وتفرد عليها كتبها ودفاترها وكان هاتفها على أذنها تكلّم صديقتها بينما بيدها الأخرى ترسم خربشات مع اطلاق ضحكات بسعادة من ثغرها الرقيق.....تألمتُ من أجلها....ستتحول هذه السعادة الى كارثة والضحكات الى صرخات ....ألقيتُ التحية فاستدارت بوجهها البشوش وهمست للتي تكلمها:
" أكلمك لاحقاً ميار.."

ثم ردت على تحيتي:
" وعليكم السلام....اهلاً.."

تبسّمتُ مجبراً...كنتُ أحثُّ قدميّ حثّاً لتتقدّم...جلستُ بهدوء ...وهي تراقب تحركاتي دون أن تنبس ببنت شفة....تنحنحتُ هامساً بصوتٍ لم استطع السيطرة على اهتزازه :

" أريد التحدثُ معك في موضوع هام إن كنتِ شاغرة ..!!.."




**********( انتهى الفصل الخامس والعشرون )**********





أتمنى لكم قراءة ممتعة...


ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي...



ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-22, 03:08 AM   #400

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,297
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هالة الذكرى مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله
روايتك جميلة يا ألحان
عذرا لأني سأعلق على ألمى فقط
تشبه الكثيرات ممن نقابلهم سليلات النسب.
تنظرين نحو ملابسهن فتشعرين بعدم الراحة
كيف تستطيع الواحدة الخروج بهكذا شكل من داخل منزلها للخارج
ليس جميعهن سيئات النوايا قد تكون العادات والإتيكيت هي المحرض الأول مع عدم إستشعار أهمية الحجاب.
تقول لك إحداهن إنني أرتدي ملابس أنيقة لأجل العمل والصراحة أنها أناقة كاجوال لاتمت للعمل بصلة بل لا أستطيع بأن أصفها بحجاب
لأن الحجاب ليس فقط غطاء رأس كما إنتشر كثيرا في هذا الزمن.
أتسائل ماهي الطريقة المثلى لإخبار حالمة كألمي عن وجوب حجابها مع تعقيدات النسوية المعاصرة ونظرات المجتمع الضيقة بكونها تتشدد. أحببت شخصياتك جميعها حتى الشريرة ههه
أن تتخلى مدللة والدها عنه بزعمه قاتلا ليس سهلا على شخصيتها
أشفق عليها حقا.
هادي ثائر ويفتقد الحكمة.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة ❤

تسلمي كلك ذوق...أنت أجمل 😍🌷


علّقي كما شئتِ اختي هالة 👍🥰

الجهل في الدين وضعف الإيمان وفتن الحياة بكل أشكالها والبيئة برأيي الشخصي هي من الأسباب التي تجعل الفتاة تتبرّج ......


صراحة أنا اقهر من التي ترتدي الملابسة الضيقة مع الحجاب مثلما قلتِ اي الذي انتشر في هذا الزمن....اسأل الله لهن الهداية.....يتخذن اللون الرمادي ...حجاب وتبرج....والدين ليس فيه هذا اللون...يا ابيض يا اسود.....الكثيرات يضعنه كزينة وموضة لا اكثر ولا اقل وقسم منهن من يجهلن بشروط اللباس الشرعي الكامل ويعتقدن ما دام غطيتُ شعري اذا اصبحت محجبة........
برأيي التوعية في الدين بأسلوب يحاكي القلوب وتكون قريبة من لغة الشارع وبطرق تحببية وترغيبية من أهل العلم او الاصدقاء الصالحين هي من الطرق النافعة التي تجذب من يضل عن دينه ليمشي في الطريق الصحيح قدر الامكان....وطبعا في حالات يتعرضون لحادث او موقف يؤدي لهدايتهم.....وجميع هذا لن ينجح ما دام الشخص لم يرغب بذلك ولم يكن نابع من صميمه.....إنك لا تهدي من أحببت إنما الله يهدي من يشاء...ومن شاء الهدى أنار الله طريقه ليصلها.......🌴🌴

أما ألمى هي فتاة لا تفقه شيئا عن دينها والأصعب انها لا تسعى لأن تفهمه ...لن اضع لها الاعذار لكن اعترف ان اسلوب حياتها وبيئتها وعدم احتوائها بالشكل الصحيح جعلها تحمل هذه الشخصية.وسنرى الى اين سيصل بها الحال ان شاء الله....😊


حبتك السعادة يا نوّارة😍اسعدني رأيك بابطالي❤ ههههه .....أما اشريرة لا تقوليلي حبيتي عاصي هههه...يعني سوزي رح اهضمها اذا حبتيها بس عاصي لااااا🤣🤣

هادي يفتقد الحكمة فقط بما يخص ألمى ووالدها ...يصبح انفعالي ومتهور والسبب المعاناة التي يعيشها بين الحب والانتقام ...يتخبط بمشاعره وقراراته...ليس سهلاً أن يعيش بشخصيتين مختلفتين


نورتينا وشرّفتِ الرواية...اهلا بك🌺💕


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:11 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.