آخر 10 مشاركات
106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلسلة فينسينتي... للكاتبة: Angela Bissell (الكاتـب : Gege86 - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الربيع والعالم السفلي (6) للكاتبة: P.C. Cast (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1417Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-22, 03:58 AM   #91

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower مشاهدة المشاركة
روووووعه يا حبيبتي تسلم الايادي ❤
مرورك ديما بيطرب قلبي، ان شاء الله الاربعاء يكون فصلين مع بعض❤


ريما نون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-22, 03:59 PM   #92

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن عشر

لم يحتاج إلى قراءة مذكراتها، يعرف عن ماذا تتحدث؟! زمن مضى ظن أنه قد نسيه تمامًا بداية حياتهما كزوجين، وها هو الآن يذكرها بكل تفصيله.
كان قد قرر أن يطلقها بعد أن تنهي دراستها وتستقر في الخارج، هذا هو السبب الأساسي الذي جعلة يحارب من أجل سفرها للدراسة، وليس لأن سراج طلب منه ذلك خوفًا على فرح، كما زعم هو أمام إياد، لا يستطيع إنكار أن غسق بدأت تحتل مكانة مميزة عنده.
لن يقول حب مستحيل! لا هو لن يحب ابنة مجد أبدًا!
لكنها نضجت أمامه، الفتاة التي كان يراها عديمة الأنوثة، أزهرت وتفتحت بتلاتها، لم تكن خارقة الجمال بل ملائكية الملامح، تلك العينين تذكره دائمًا بيت شعر
(سمراء تكحلت فأربكت قلبي الذي تاب عن الهوى.)
كأنُه كتب لها يقصد قلبه هو، قد تكون عادية بالنسبة لغيره لكنها فاتنه لعينيه، أما روحها العذبة فقد تسللت إلى ثنايا عقله وقلبه، رغم كل الحواجز والأسوار التي بناها حوله، لم تترك فرصة إلا واستغلتها لتقترب منه، عشقت ما يحب، شاركته هواياته، تحملت صده الذي قل مع الأيام ليصبح هشًا، مجرد جدار من ورق يستتر خلفة قبل أن يتلاشى.
لذلك قام بوضع مبلغ مالي في البنك باسمها وأخبرها بأنه ثمن منزل والديها.
انتظر سنوات دراستها وتعمد أن لا يقوم بزيارتها إلا قليلًا، ليتخلص من تأثيرها عليه، رغم ابتعادها عنها إلا أنه عين عليها مراقب، نعم مراقب وليس حارس، ربما تفعل شيء مخل يؤكد كلام والدته ويسهل عليه المسائلة، فبداخله يوجد صراع بين طرفين، طرف يتمنى أن تخطئ والآخر متأكد بأنها لن تفعل.
رغم أن لها زملاء من الجنس الآخر إلا أن ظهور آدم أقلقه، آدم لم يكن زميل عادي، عرف من البداية أنه يكن مشاعر لها ويستغل صلة القرابة بينهما ليتقرب منها، وقتها كثف زيارته لها بحجة أن سراج لدية دراسة وعمل في الوطن، كما أنه يقوم بمساعدتها في التخصص الذي اختارته، في الواقع هو من أغرقه في أعمال المصنع والمزرعة؛ ليجد عذر للسفر، صحيح أن معاملته لها لم تتغير لكنه اقترب منها أكثر وأصبح يعرف أصدقائها وهواياتها، ما تحب وتنبذ، حتى علاقتها بآدم لم يطلب منها إنهائها، فلا سبب مقنع لذلك، ولا يريد إظهار غيرته عليها، فهو ليس زوجها لطالما كرر على مسامعها ذلك، لدرجة أن إياد أخبره في مرة أنه يريد إقناع نفسه لا غسق.
كانت فترة أعياد الميلاد وإجازة من الدراسة، في العادة تقضي غسق إجازتها مع فرح عند أخوالها، أو تسافران إلى إحدى المدن السياحية برفقة سراج؛ يومها سمع بالصدفة حوار فرح وغسق الذي جعله يغير رأيه....
فرح برجاء:
- اذهبي معي أرجوكِ، فأنا أشعر بالملل هناك بعد عدة أيام خاصة أن سراج لن يأتي لينقذني، لا أتحمل زوجة خالي كم هي بغيضة! ولا ابنتها تلك.
- أعفيني هذه المرة من فضلك، وجود سراج كان يخفف عني الحرج، لا أريد أن أكون متطفلة.
- عقدت حاجبها وردت في تذمر:
- أنا أيضًا أشعر بأني متطفلة في منزلهم فلنتطفل معًا.
زفرت وردت بقلة حيلة:
- أعتذر عن العرض الرائع لكن عندي واحد أفضل منه، آدم سيبقي هنا في الإجازة، جهز جدول لاستكشاف المدينة، وأنا وافقت أن أرافقه قد أعرف معلومات عن عمتي وعائلتها.
كان ساجي يجلس في الصالة غير مهتم بحديثهما حتى سمع الجملة الأخيرة، اتسعت عيناه وزاد نبض قلبه، كز على أسنانه ليصدر صوت احتكاك قوي، لا يصدق هذا الوقح، منذ عدة شهور قام بخطبتها منه!
ورغم أنه أخبره بأنها زوجته، لكنه لازال يحوم حولها، هل يعرف بأن زواجهما على الورق فقط! ربما نعم وهو يريد استغلال الفرصة! إذن لن يتركها له.
أمسك هاتفه وقام بحجز تذكرة سفر لها على نفس طائرته التي ستقلع في الصباح الباكر، أخبرها لتتفاجأ ولم يعطيها عذر مقنع، في الواقع هو لم يعطيها أي أعذار من الأساس.
في الصباح الباكر كانا على متن الطائرة، لم يجد لها كرسي بالقرب منه في هذا الوقت الضيق، وهذا أصابه بتأنيب ضمير قليلًا، فهو يجلس في درجة رجال الأعمال أما هي في الدرجة الاقتصادية.
عند وصولهما إلى وجهتهما التي لم تكن الوطن كما ظنت هي، بل مدينة النور (باريس)، مكانة المفضل من زمن، ربما بسبب وجود روبين في فرنسا أحب هو تلك المدينة، لكن روبين تقيم في الجنوب، لم يذهب إلى مدينتها إلا في مرة واحدة فقط، عندما رغب في خطبتها ورفضت هي؛ لأنه دون المستوى.
لا يلومها! هو فعلًا كان في بداية العشرينات، دون المستوى يعيش على راتب بسيط ويدرس بمنحة دراسية، يرفض العودة إلى عائلته، حتى من أجلها هي.
يومها أتى إلى مدينة النور وعشقها، أصبحت مكانه الخاص، سره لا أحد يعرف أين يختفى ساجي لعدة أيام حتى إياد، وها هي تقتحم أهم أسراره بل وتشاركه فيها.
لم تتوقف عن النظر من زجاج السيارة التي نقلتهما إلى الفندق، كانت مثل طفلة صغيرة في مدينة الملاهي، وزاد انبهارها بها وصلا للفندق الذي يقع في الحي الثامن من الشانزليزيه ويدعي(فندق بلازا اتيليه).
كانت تنظر إلى البهو الكبير بعيون متسعة كأنها ترغب في حفظ كل جزء منه، البهو عبارة عن تحفة فنية بحق وليس مجرد فندق ذو خمس نجوم، بل قصر ثم تحويله إلى فندق يطل على برج إيفل، تركها في انبهارها وذهب ليحجز غرفة لها، فهو معتاد أن يقيم به لذلك غرفته محجوزة منذ مدة، وبسبب فترة الأعياد لم يجد غرفة أخرى، فأضطر أن يبقيها في غرفته، عندما دخلا الغرفة أصدرت صوت صفير دليل على اعجابها وانبهارها الشديد ثم ركضت ناحية الشرفة، تطلع إلى المنظر المبهر، باريس في الليل وبرج إيفل يتلألأ من بعيد.
في لهفة واضحة:
- ساجي تعال أنظر لن تصدق روعة المنظر.
رغم جمود ملامحه إلا أنه كان مستمتع بكل ما تفعله، ردة فعله العفوية، حماسها الطفولي، لا يذكر آخر مرة كان هو بذلك الحماس لأي شيء، تابع تورد خديها
وأرنبة أنفها من برودة الجو، ثم التفت ليدخل للغرفة وتركها في عالمها الحالم.
دخلت للغرفة بعد قليل، وضعت ملابسها في غرفة منفصلة للملابس ثم استمتعت بحمام دافئ واستعدت للنوم، كالعادة كان يضع الحاجز بينهما وقد حاول أن ينام قبل أن تأتي هي، كانت ترتدي سروال قصير جدًا بالكاد يغطي أعلى فخذيها مع قميص قطني واسع.
عقد حاجبه:
- كم مرة أخبرتك أن لا تأخذي قمصاني الداخلية؟ لن تكفي عن هذه العادة؟
نظرت إلى نفسها ثم إليه وإجابته في براءة:
- هذا ليس قميصك اشتريته من مدة لأنه مريح في النوم بل قد اشتريت مجموعة منه.
ليس غاضب بسبب القميص بل بسبب ما أسفله، فهذا الذي ترتديه لا يغطي شيء من قدميها، لطالما كانت ترتدي السراويل الواسعة ذات المربعات الكبيرة والألوان الغربية مثل المهرجين، ذلك سهل عليه مسألة النوم بقربها، فقط عليه تحمل عطرها وشعرها الذي تصر على ترك ينسدل بحريته ليضايقه هو، أما الآن كيف سيمضي ليلته بقربها، بل باقي لياليه في هذا المكان الساحر، فليكن الله في عونه.
استيقظ صباحًا على جلبة ليجدها في الشرفة تتكلم بصوت مرتفع والإفطار أمامها، لم يحتاج أن يسألها مع من تتحدث، سمع صوت فرح بوضوح وهي تصرخ، من الواضح أنها غاضبة منها أو تلومها، تركها وذهب ليستحم، غير ملابسه وانضم إليها في الشرفة، لاحظ نظراتها المسروقة إليه كاد أن يبتسم، لا يستطيع إنكار بأن نظراتها له تعجبه، نهرها عنها سابقًا وقد توقفت بالفعل عن تحديقها به، إلا أن نظراتها هذه المرة أرضت غروره.
أمضيا باقي اليوم في التنزه بين معالم المدينة، حتى أنه ركب الباص السياحي لأول مرة في حياته بسبب رغبتها في ذلك، أصرت غسق على أن يجلسوا في الأعلى رغم برودة الجو، كي ترى معالم المدينة بوضوح، سعادتها وحماسها الشديد أسعده رغم أنها زيارتها الأولى للمدينة، إلا أن معلوماتها عنها أذهلته، فهو لم يهتم بمشاهدة المعالم التاريخية سابقًا، فقط التجول في شوارعها والتمتع بمنظرها الخلابة، بعد يوم حافل عادي إلى الفندق متعبين، نامت غسق فور أخذها حمام سريع وتركته ينهي بعض الأعمال في الغرفة الأخرى، أنهى عمله وولج إلى الغرفة ليجدها نائمة في جهته، كان يرغب في حمام ساخن لأنه متعب، لكنها أغضبته بفعلتها.
اقترب منها يهزها بقوة، لتفتح عينيها في فزع بصوت يملأه النعاس:
- ماذا هناك لقد أفزعتني؟
كتف يديه أمام صدره وقد ظهر الغضب على ملامحه بصوت صارم غاضب:
- لماذا تنامين في جهتي؟ كم مرة أخبرتك أن لا تقتربي من مكاني؟
تابع بنبرة من يشمئز منها:
- وجودك هنا لا يعني أنه يحق لك فعل ما تريدين، ألا يكفي أني وافقت على مبيتك بقربي.
شحب وجهها وأنزلت عينيها للأسف؛ شعر بتأنيب ضمير فدخل للحمام يستحم حتى يزيل عنه هذا الشعور، خرج بعد مدة طويلة نسبيًا، ليجد الفراش مرتب وهي غير موجودة في الغرفة، خرج يبحث عنها ليجدها جهزت الأريكة للنوم لكنها ليست موجودة عليها، لاحظ أن الشرفة غير مغلقة فدخل ليجدها تجلس في الظلام وأضواء المدينة تنعكس على دموع عينيها لتجعلها تتلألأ، لا يعرف لماذا؟
أصبحت تؤثر به بهذه الدرجة، اقترب منها يمسح دموعها لتنتفض واقفة في مكانها، التفت إلى الجهة الأخرى لكي لا يرى دموعها، اقترب منها واضعًا يده أسفل خدها لتلفت إليه، فعلت لتلتقي عينيه بخاصتها، ابتلعت ريقها، وفتحت فمها لتعتذر منه، إلا أنه مال عليها يأخذ شفتيها في قبلة لم تتوقعها هي ولم يخطط لها هو.
لا يعرف ماذا دهاه ليفعل ذلك، منظرها واقفة وخلفها الأنوار زاد اشتعال النار بداخله لم يرد أن يضيع الفرصة، فقط قبلة قد تطفئ ناره وينتهي الأمر قبل أن يبدأ.
لتتحول القبلة إلى عناق شاركته فيه على مضض، لم تكن رافضة بل مستسلمة، رغم محاولاتها السابقة معه، فقد قامت بالسابق بعدة محاولات لإغرائه بل تجرأت مرة وقبلته، ليست قبلة بمعنى الكلمة لكنها فعلتها، كان يظن أنها متمرسة، وما يختبره الآن معها يوضح أن لا خبرة لها أبدًا.
ربما هذا ما أثاره أكثر، بعد عناق لم يفصله إلا حاجتهما للتنفس حملها إلى الداخل دون أي كلمة، أزال قميصها ثم وضعها على السرير، نزل يقبلها برقة هذه المرة لتستجيب له وتجاريه في ما يفعل، تعمق في الأمر ونزل بيديه يزيح عنها سروالها ذلك الذي أصابه بالجنون لعدة أيام مضت، شعر بتشنج جسدها بين يديه، عندما تعمق معها، همس بقرب أذنها، لا تخافي فقط استرخي، لم تفعل فورًا فعاد لمداعبتها، وأكمل ما بدأه.
فقط صرختها أوقفته، لم يدرك أنه اخترقها بقوة، ربما لا، بداخله جزء يريد التأكد من عذريتها؟
توقف عما يفعله وضمها إليه بقوة، لم يتركها فورًا، قبلها وهي في حضنه ليسألها:
- هل أنتِ بخير؟
هزت رأسها في علامة نعم.
ليبتسم لها:
- ألا زلتِ تتألمين؟
هزت رأسها بلا، أطلق هنا ضحكة عالية وهو ينظر لها في خبث:
- لا أعتقد أني ابتلعت لسانك أم تراني فعلت دون أن أدري من حلاوته.
احمر وجهها بشدة تدس رأسها في صدره، ثم أجابت في صوت منخفض:
- لا لم تفعل.
أبعدها عنه وحرك سبابته على شفتيها ثم أنزلها على طول رقبتها وهو يقترب منها ليقول في صوت تملأه الرغبة:
- ربما سأفعل الآن!
وأكمل ليلته كما رغب، فقط أصبح أكثر حذرًا ورقة معها، لا يريد أن يؤلمها مرة أخرى، بث لها كل شوقه ومشاعره المكتومة، تلك التي لن يبوح بها لأحد حتى نفسه، هو فقط يرغب بها، هذا ما قاله في داخله وقرر تصديقه.
ليمضي باقي الإجازة بين التنزه في معالم المدينة في النهار والذوبان في حضنها ليلًا، في تلك الرحلة تعود على حمام غسق المميز حتى أدمنه، أكثر ما يذكره أنها لم تشترى شيء غالي أو تطلب منه هدايا كم توقع منها، كل ما اشترت تذكارات عاديه مثل باقي السواح رخيصة الثمن، فقط طلبت منه خاتم زواج عليه تاريخ زواجهما الفعلي، فهي لم تكن ترتدي واحده، أحضر لها واحدًا بعد أن طلب منها تركيب مانع حمل، يعرف أنه أناني في مطلبه، لكن فكرة انجاب طفل مكروه من العائلة قبل أن يولد لم تروق له، كما أنه فكر بما سيلقب بعد أن يكبر، مُنى هانم لن تدعه ينسى عار جدته أبدًا، وهو أكثر من يعرف معنى التنمر وأن تلاحقك وصمة عار مثل تلك، فقد عانى منها كثيرًا في طفولته.
ربما من يدري يومًا ما يجد حل لتك المشكلة، أما الآن فلن يجازف أبدًا.
****
نفض رأسه ليخرج منها ذكرياته، ها هو الآن ينتظر طفل من غسق!
أراد النوم لكن عقله يفكر في المفكرة تُرى ماذا كتبت عن تلك الليلة، فتحها على نفس الصفحة ثم أغلقها قائلًا لنفسه:
- لا يجوز هذا تلصص على أسرار الغير.
تقلب في فراشه لعله ينام، لكن فضوله غلبه، قام من سريره يغلق الباب جيدًا، لا يريد أن تدخل عليه روبي، إذا غفى ونسى المذكرة بقربه، فقد فعلتها سابقًا وكادت أن تأخذها لولا سرعة بديهته وقدرته على إخفائها جيدًا.
جلس بوضعية مريحة على السرير وفتح المذكرة للقراءة منها بالتفصيل.
20-12
(مذكرتي العزيزة إلى الآن لا أصدق أن ساجي قرر أن يأخذني معه لقضاء إجازة الأعياد في الوطن، فرح قالت بأنه سيتركني في منزل المزرعة ويذهب هو إلى العاصمة، من الأفضل أن أرفض وأقضي إجازتي مع آدم.)
عقد حاجبيه في غضب وفكر، إذن فرح مرحبة بعلاقتها هي وآدم، حك جبهته وهو يفكر، هذا مؤشر لا يبشر بخير في هذا الوقت وهي معها هناك، زفر ثم تابع القراءة
(لا يهم حتى لو قضيت معه بعض السويعات فقط، ثم لا بد وأن يقضي رأس السنة مع والدته، إذن سيقضيها معي وهذا هو المطلوب، يكفي أني قضيت رأس السنة لمدة أربع سنوات متتاليه بعيدًا عنه.)
(مذكرتي العزيزة، أشعر بأني أحلم، لم نذهب للوطن بل إلى مدينه النور، في البداية كنت حزينة لأن ساجي لم يجلس بقربي في الطائرة، لدرجة ندمت فيها على السفر معه، إذا كان ينبذني من الآن ماذا سيحدث بعد وصولنا إلى الوطن؟ لكن كل ذلك الحزن تبدد بعد أن دخلنا مطار مدينه النور، في البداية ظننت بأننا سنبدل إلى طائرة أخرى، لكني وجدت نفسي في سيارة تجول بنا في شوارع المدينة الرائعة، يا إلهي في أقصى أحلامي لم أتخيل بأن أزورها يومًا، كم قرأت عنها وشاهدت صور لها، لكن الواقع دائمًا أروع.
هل قلت أن المطار رائع والشوارع جميلة، حسنًا أنا لا أجد وصف للفندق الذي حجز به، يا إلهي إنه تحفة فنية، تلك الزخارف على السقف أو الأثاث الراقي، حسنًا لن أقول أن البهو أروع ما رأيت لأن الغرفة هي أروع ما رأيت، غرفة! أعتذر، إنها شقة صغيرة، الاستقبال به أريكة كبيرة تتسع لثلاثة أشخاص، بلون العاج، مقابل لها كرسين بلون العاج مع مساند لليد من الخشب المطعم باللون الذهبي، في المنتصف طاولة رخامية عليها باقة ورد من أروع ما يكون، كما يوجد مكتب في الجزء الشمالي مع مكتبة صغيرة في الحائط، أما غرفة النوم تحتوى على سرير كبير يشبهه سرير غرفتي في منزل المزرعة، لا بد أن ساجي أتى بالفكرة من هنا.
هناك غرفة صغيره خاصة بالملابس وحمام كبير جدًا، حوض الاستحمام يتسع لي أنا وساجي! أعرف أن هذا خيال منحرف ولن يحدث أبدًا.)
ابتسم هنا ساجي:
- إذن كان لها أفكار منحرفه عني مثلما كانت لديَّ عنها!
أكمل رغم إصابته بالملل من وصفها للتفاصيل
(الأروع لم يأتي بعد، فقد اكتشفت الشرفة التي تطل على أروع منظر من الممكن أن تراه عين، برج إيفل! يا إلهي ما هذا المنظر؟ رغبت بالاتصال بفرح فورًا إلا أن التعب غلبني ونمت لاستيقظ مبكرًا جدًا، كان ساجي لازال نائمًا تسللت من جواره كي أذهب إلى الشرفة الرائعة واتصل بفرح وأخبرها، كم كانت غاضبة مني، فهي تقضي إجازتها مع أقاربها في ملل وأنا في أروع مكان مع حبيبي)
لم يكن يصدق أن غسق تحبه كثيرًا، كان يظن أنه تعود فقط ، ربما ستختار غيره إذا سنحت لها الفرصة، لذلك قطع الطرق على آدم، خاف أن تحبه أو تتعلق به، كم هو أناني لا يرغب بأن يكمل معها وفي نفس الوقت يخشى بأن تكمل مع غيره، زفر وهو حانق على نفسه وأكمل.
(مر اليوم بطريقة لم أتخيلها، بداية عندما ارتدى ساجي ملابس عادية بدلًا من تلك الرسمية التي يرتديها دائمًا، كم هو وسيم في قميصه القطني ذو الكتابة الصغيرة والبنطال الفاتح مع الحذاء الرياضي، وسترة ثقيلة تقي البرد القارس، حتمًا حدقت به كالبلهاء، لأنه ابتسم بسخرية على منظري، كم أنا حمقاء لا زلت أتصرف أمامه مثل المراهقة كأول مرة رأيته، لم يرد إحراجي فسارع لإنهاء الإفطار وذهبنا في جولة حول المدينة، نسيت بها نفسي، لا أذكر آخر مرة كنت بها بهذه السعادة، أعتقد عندنا أخذنا أبي إلى رحلة جبل راشمور قبل سفرنا للوطن بقليل، كم أحب الأماكن التاريخية والأثرية جدًا.)
هذه أول مرة يعرف بأن غسق تحب الأماكن التاريخية، كيف لم يلاحظ ذلك؟ دائمًا يجدها تقرأ في كتب التاريخ والحضارات القديمة، كانت دائمًا تحرص على حضور افتتاح المتاحف، كما أنها سافرت كثيرًا مع سراج وفرح إلى المدن الأثرية في البلاد حتى هو رافقها عدة مرات، صحيح بأنه اختار مكان به بعض الآثار عندما قرر مصالحتها بعد أن هجرته شهرين ورفضت مكالمته سابقًا، لكن السبب الأساسي هو اعجابه به وليس لأن غسق تحب ذلك، كم كان أعمى أو ربما هو ببساطة لا يهتم.
قلب الصفحات ليتجاوز الوصف ويخمد صوت ضميره
(يا إلهي لقد أصبحت زوجة ساجي فعليًا، لا أصدق نفسي.)
وقف عند هذه الصفحة ليتابع بابتسامة.
(عندما أيقظني ساجي وهو غاضب لأني نمت في جهته من السرير، شعرت بأن قلبي سيتمزق من شدة الألم، هل ينفر مني إلى تلك الدرجة؟ لم أكن أقصد النوم في جهته بل غفيت من كثرة التعب، دخل وتركني في أحزاني بعد أن نهاني واتهمني بأني أستغله، رتبت السرير وغيرت الأغطية بتلك الموجودة في غرفة الملابس ثم أخذت الوسادة التي نمت عليها لغرفة الاستقبال، قررت أن أنام على الأريكة فهي واسعة كفاية، لا أريد أن أسمع منه المزيد من الكلام المؤذي، هذه أول إجازة لنا معًا وقد تكون الأخيرة!
حاولت العودة إلى النوم فلم أستطع كَان النوم قد جفاني، خرجت للشرفة لعل المنظر ينسيني ما حدث! لكن ذلك لم يحدث، بل وجدت نفسي أبكي، وفجأة مسحت يد دموعي، لانتفض من مكاني وأجد ساجي يقف خلفي.
حاولت أن أنظر إلى مكان آخر غير وجهه، لم أرغب بأن يراني وأنا أبكي، ليس بعد الآن، توقعت أن أسمع منه كلامًا قاسيًا، حاولت أن أعتذر، لكن ما حدث جعلني أطير فوق السماء.
قبلة تمنيتها منذ زمن طويل حتى ظنت أنها لن تأتي أبدًا، يا إلهي ما أجملها!
لم أستطع مجاراته في البداية، وكم ندمت على أنني لم أسمع كلام فرح وأتدرب على التقبيل حتى من خلال مشاهدتي بعض الأفلام الرومانسية، يا لغبائي كنت أخجل من مشاهدة تلك اللقطات بالذات.
عقلي لم يستوعب ما يحدث إلا عندما وضعني فوق السرير وخلع عني ملابسي بكل سهولة، لا بد بأنني ساعدته على ذلك فقد كنت متلهفة أكثر منه، رقته لا توصف لم أصدق كلمات الغزل التي ألقاها على مسامعي.
شعرت بألم كبير عندما اقتحمني لأول مرة، كنت قد قرأت عن ذلك من قبل، حاولت أن أكتم ألمي لكن الصرخة خرجت رغمًا عني.
توقف فورًا وقتها لخوفه عليَّ، احتواني في حضنه وظل يسألني إن كنت بخير، لم أستطع أن أجيبه من شدة خجلي، أكثر ما أخافني أن يتوقف الآن، كنت أرغب بأن يكمل، حسنًا نحن لم نبدأ فعليًا بعد.
أكمل بكل رقة وعذوبة كأني شيء ثمين يخاف أن يخدشه، شعرت بأني أكثر نساء الأرض حظًا، ليهتم بي زوجي بتلك الطريقة، رغم أننا لم نندم ليلتها إلا ساعة أو اثنتين إلا أنه أعد لي فطورًا رائعًا، فطور يليق بعروس.
كم أتمنى أن تستمر أيامنا هنا أو على الأقل تستمر السعادة التي أشعر بها، صحيح ساجي لم يصارحني بحبه بعد، لكن كل ما يفعل يدل على ذلك، لا داعي لأن ينطقها بلسانه فقد سمعتها بتصرفاته وخوفه عليَّ.)
أغلق المذكرة، كم هي مختلفة ذكريات كل منهما عن تلك الليلة، هو يذكر رغبته بها وهي تذكر رقته معها.
أكثر ما آلمه بأن أمنيتها لم تتحقق، حتى خوفه عليها تلاشى بعد مدة من الزمن وأصبحت الآن مؤمنة بأنه لم يحبها يومًا.
*****
بعد أن تأكدت من كلام زوجها، قررت سما بأن تنفذ خطته، صحيح بأنها لا تعرف كيف ستعود عليهما بالمكاسب لكنها ستفعل على أية حال، أليس هذا ما تفعله دائمًا، بداية يجب أن تصلح علاقتها مع أمها فهي غاضبة منها منذ آخر مرة عندما تهربت منها في السفر إلى البحر معًا.
جهزت نفسها وأطفالها وانطلقت إليها، تعرف آن أمها تحب أطفالها أكثر من باقي أحفادها، رغم أنها تدعي العكس بأن كل أحفادها سواء عندها، إلا أن كل تصرفاتها تدل على أن أطفالها الأهم، حتى سامي وسمر يعرفان ذلك، فهي دائمًا تأخذهم معها لمناسبات عائلتها بينما تتجنب أطفال سمر بالذات، لا تمانع في بنات سامي، أما أطفال سمر من النادر جدًا أن يذهبوا معها، خصوصا ذلك المعاق سعد! أهذا اسم يطلق على شخص موته حتمي قبل أن يبلغ العشرين من العُمر؟!
لقد أخبر الأطباء سمر بأنه لن يعيش ليكمل السنة دون عملية جراحية خطيرة، لكنه فعل وها هي تعاني معه، حسنًا هي تستحق ذلك وأكثر، ربما يقل غرورها قليلًا وقتها.
وصلت إلى منزل سامي لتستقبلها أمها في الحديقة كالعادة، لم تفتعل مشكلة مثل كل مرة عن سبب عدم دخولها منزل سامي، يجب أن تكون هادئة وطيبة أمام الجميع حتى تنتهي المهمة.
أمسكت يد أمها تقبلها في أسف زائف:
- لا تغضبي مني أمي، لم أقصد أن أتهرب منكِ، وسام ذهب قبل الموعد وقد انضم إلينا إخوة وسام وزوجاتهم، لم يكن المكان مريح لكِ على كل حال.
نظرت لها أمها في عتاب:
- لكنه مريح لوسام وعائلته، أليس كذلك؟
نكست رأسها في خزي، ونزلت دموعها، سلاحها الذي لا يخيب أبدًا، ثم ارتمت في حضن أمها وعلت شهقاتها وهي تمتم بكلمات تطلب الغفران والسماح.
كما توقعت لم تستطع أمها أن تستمر في غضبها، بل أخذت تمسح على رأسها وتخبرها بأنها سامحتها.
- لا يهم ما حدث، المهم أن أطفالك قضوا وقتًا جيدًا.
هزت رأسها ومسحت دموعها ثم جلست تتحدث مع أمها في أمور كثيرة لا فائدة منها، فقط تستخرج منها المعلومات التي أوصاها عليها زوجها، بعد وقت طويل اقترحت على والدتها بأن تعزم أختها وزوجة أخيها مع الأطفال في مزرعة عائلة وسام ليقضوا وقتًا معًا فربما تعود حبال الود من جديد.
لم تصدق سميحة أذنيها، سارعت للموافقة بل وأكدت عليها الحضور، كما أعطتها مبلغ من المال لتساعدها في التجهيز لتلك العزيمة.
خرجت سما من عند أمها وهي في قمة السعادة! أيام قليلة وتنقذ انتقامها.
*****
دقت هبة الباب على غرفة سمر تستعجلها، فاليوم يجب أن يذهبوا إلى عزيمة سما، وجدت سمر تحضن سعد فوق سريره، ضيقت بين حاجبيها في استغراب
وقالت:
- ماذا هناك هل هو مريض لا سمح الله؟
قبلت سمر رأس ابنها:
- لا لكني أحلم منذ مدة بأحلام مزعجة، آخرها البارحة، أبي أتى وأخذ سعد معه..
لم تكمل جملتها إلا ودموعها تسبقها وهي تضم ابنها لها أكثر.
شهقت هبة في فزع، ثم قالت:
- استعيذي بالله ما بكِ منذ متى وأنتِ تؤمنين بالأحلام والتخاريف، حثتها على الخروج فربما تغير تفكيرها وتزيل قلقها رغم خوفها شخصيًا من ما سمعته.
- هيا بنا أمك تنتظر منذ مدة لا نريد أن نسمع كلام لا داعي له بسبب التأخير.
نظرت لها وهي ترغب في عدم الذهاب إلى هذه العزيمة المشكوك في أمرها، منذ متى وسما تهتم بها أو بأبنائها؟ تكاد تقسم بأنها لا تعرف أسمائهم حتى، عندما أخبرت أمها بأنها لا ترغب في الذهاب واجهت اتهام أمها لها بأنها متكبرة ولا زالت تحقد على أختها، كم آلمتها تلك الكلمة، أمها لن تتغير أبدًا، حتى يحيى لم يكن راغب في ذهابهم لكنه رضخ تحت تأثير حماته.
هاتف خفيٌ يوعز إليها بأن لا تذهب، هل هي حقًا حاقدة على أختها فقط ؟ ربما شعورها نابع من عدم مسامحتها لها، لن تنكر بأنها لم تسامحها بعد، حاولت لكنها لم تصفى تمامًا من ناحيتها، هي ليست حقودة، لكنها ليست ملاك، في الوقت الذي سرقت فيه سما ميراثهم كانت هي أكثر من يحتاج للمال، عملية لابنها كانت قادرة على تغير حياته كثيرًا في وقتها، لم تمتلك ثمنها ولم يساعدها أحد، سامي لم يكن معه وأمها بدلًا من أن تساعدها أعطت المال لوسام ليرد سما بعد أن طلقها، بعد أن عرفت بذلك لم تستطع أبدًا مسامحة سما ولا حتى أمها، سعد الآن لا يستطيع المشي بطريقة سليمة بمفرده، كما أنه يعاني خلل في الرئة يؤدي إلى صعوبة في التنفس أحيانًا؛ بسب عدم إجرائه للجراحة، نفضت رأسها واستغفرت ربها، ربما إذا كانت تملك المال وأجرت له الجراحة لم تنجح وقتها أو حدث ما هو أسوأ، قدر الله وما شاء فعل، بتلك الكلمات هدأت نفسها وخرجت للتوجه إلى العزيمة بقلب مقبوض، فقط رغبة في إرضاء أمها، وللغرابة نظر سعد للمنزل طويلا ثم قبل والده قبل أن يخرج وقام بوضع لعبته المفضلة في غرفة أخيه الأصغر، عندما سألته سمر عن السبب أجابها
- هو يحبها لا أريده أن يغضب مِني إذا ذهبت مع جدي دون أن أعطيها له!
ليصعق رده سمر ويقع على مسمعها كالصاعقة المدوية، رغبت في التراجع وقتها بل ذهبت وأخبرت أمها بحلمها وأنها خائفة على سعد، فتعتذر لها من أختها، إلا أن أمها غضبت بشدة، وأصرت على ذهابها وإلا لن ترضى عنها أبدًا.
ذهب الجميع إلى المزرعة التي أعطتهم سما عنوانها، دخلت هبة أولًا مع بناتها تليها الأم ثم سمر وأبنائها، رغم الخوف الذي كان يخفق بقلبها مع كل خطوة تخطوها!








الفصل التاسع عشر
منذ أن تركته فرح وهو غارق في أحزانه، لا يصدق ما حدث؛ كيف ضعف أمام غريزته وخانها، لن يجَمل ما حدث خيانة حتى وإن لم تكن جسديه؛ عندما ينظر لامرأة أخرى بتلك النظرات، عندما يتمادى معها، ويسمح لها بالمثل، تكون خيانة.
يقسم أنه لم يكن يتوقع أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه؛ كم هو نادم ويرغب بأن يعود به الزمن، وقتها لن يتساهل معها أبدًا لا يهم أن تغار عليه فرح؛ يعرف بأنها تحبه، فلماذا يجب أن يختبر ذلك الحب؟ لماذا يطالبهاxبأن تُظهر مشاعرها؟ كم xأراد أن يرى في عينيها نظرات الغيرة، لكن بدلًا عن ذلك رأى فيهما نظرت الاحتقار، نظرات إتهام تخبره كم هو خائن لا يستحق حبها وحنانها، نفس نظراتها لوالدها.
مرحى لك يا سراج ها قد فزت بما أردت منها، أخرجت مشاعرها التي تحتفظ xبها في الثلاجة منذ أن خطت قدمها xبيت المزرعة.
ارتفع صوت رنين هاتفه، لم يهتم حتى بأن يعرف هوية المتصل، لا بد أنها أمه أو ساجي، لا يريد أن يتحدث مع أحد الآن، حتى صوت الطرقات على باب الشقة لم تجعله يتحرك من مكانه، إنهار الباب من قوة تلك الطرقات ليدخل كلا من إياد وأيهم.
تقدم إياد ليمسك بقميص سراج يجره منه وهو مستسلم له تمامًا، كانت عيني إياد تشع غضبًا، كما تغير لونهما إلى لون الدم.
- لن أغفر لك ما فعلته بأختي أيها الوغد؟ سوف أجعلك تدفع الثمن، أقسم بأن أجعلك تكره اليوم الذي ولدت فيه.
عالجه بلكمة جعلت الدماء تسيل من فمه، حاول أيهم أن يخلصه من يده بصعوبة، ما جعل الأمر أكثر صعوبة هو عدم مقاومة سراج، كأنه يريد من إياد ضربه أكثر، هو حتى لم يحاول تجنب لكماته التي تركزت أكثرهاxعلى وجهه.
صرخ أيهم في يأس:
- إياد توقف؛ ما هذا الذي تفعله؟ لقد اتفقنا أن نفهم منه ما حدث.
لم يتوقف عن محاولة ضرب سراج، رغم أن أيهم أبعده عنه وهو يصرخ في غضب شديد:
- ما حدث واضح جدًا، ألا ترى كيف هو مستسلمxولم يحاول حتى الدفاع عن نفسه، لو لم يكن مذنب لكان دافع عن نفسه.
بصعوبة استطاع أيهم إبعاده عنه وإدخاله إلى الحمام كي يعالج جروحه، فقد تورمت شفتيه وسالت الدماء منهما، انتفخت إحدى عينيه جراء لكمة أصابتها، ذهب أيهم يبحث عن ثلج يضعه عليها لتخفيف التورم، كل ذلك وسراج لم يبدى أي رد فعل، فقط بعض التأوه البسيط عندما يلمس جروحه، انتهى مما يفعله، ثم خرج مع سراج إلى الصالة ليتحدثوا.
بالكاد استطاع إياد أن يمنع نفسه، عن مهاجمة سراج مرة أخرى، يرغب في أن يمزقه إلى أشلاء صغيرة، لا يصدق أن شقيقته لم تخبره بخيانته لها، الآن فهم سر الألم بداخل عينيها لحظة توديعها بالمطار، لا لن يسكت عن ظلمه لها، ربما كان صغيرًا عندما ظلم والده أمه، ولم يستطع رد ظلمه ولا مواساة والدته والتخفيف عنها، بل اتبع أسلوب الهرب كي لا يراها تذبل أمامه، لكنه الآن رجل ناضج وسوف يأخذ حق أخته من هذا الخائن.
بنبره رزينة قال أيهم:
- سراج نحن هنا لنعرف ماذا حدث بالضبط؟
تحفز إياد في جلسته وقاطعه بصوت غاضب:
- نعرف ماذا؟ كل شيء واضح، لقد خان أختنا ويجب أن يطلقها أولًا، ثم يدفع ثمن ما ألحقه بها من آلام.
لم تفقد نبرته رزانتها، فقط عقد ذراعيهxونظر لهما دون أي مشاعر:
- هل انتهيت! أولًا الفيديو مركب، قام مختص بفحصه، وتأكد من ذلك، تم تسريع بعض اللقطات وإضافة بعض الأصوات.
قاطعه إياد وقد قفز من كرسيه واقفًا:
- لكن الفيديو في حد ذاته ليس مزور بل حقيقي ذلك النذل كان مع امرأة أخرىxوخان فرح أليس كذلك؟
التفت إلى سراج الذى لم ينطق بحرف منذ أن جلس وأمسك ياقة قميصه المبتلة يهزه بقوة:
- طلقها حالًا، لن تبقى على ذمتك بعدما فعلته.
أمسكه أيهم من ذراعيه يبعده عنه بقوة وقد ضاق ذرعًا به؛ منذ متى وإياد متهور بهذا الشكل؟ لطالما كان هادئًا، متحكمًا في أعصابه وانفعالاته إلى أبعد حد، لا يصدق ما يراه أمامه من تصرفات هوجاء وكلام غير موزونxولا حتى محسوب يطلقه دون وعي.
- اهدأ قليلًا ماذا حدث لك؟ ثم من قال لك أن فرح تريد الطلاق؟
عند هذه الجملة توقف إياد عن مقاومته.
ونظر إليه xيسأله وهو لا يصدق ما سمعه منه للتو:
- ماذا تعني لا تريد الطلاق؟ وهل تتوقع بأن نسمح لها بأن تكمل حياتها مع هذا الخائن؟
وأشار بيده الى سراج الذي نمى بداخله أمل فور سماعه ما نطق به أيهم، تسارعت نبضات قلبه وزال كل الألم الجسدي الذي كان يشعر به منذ قليل، هل يعنى هذا أن فرح قد تسامحه؟ هي فعلًا لم تطلب الطلاق إلى الآن، ولم تخبر شقيقيها عن سبب سفرها تلك الليلة، ربما هناك بعض الأمل، لماذا هو يجلس هنا يستمع إلى شجار إياد وأيهم؟ يجب أن يلحق بزوجته ليطلب منها السماح، نعم هذا هو المهم، أسرع إلى غرفته تحت أنظار إياد وأيهم اللذان توقفا عن الجدال كرد فعل على حركته الغريبة، لم يمر وقت طويل حتى خرج سراج يحمل في يده جواز سفره واتجه ناحيه أيهم ليبلغه قراره:
- أنا ذاهب لفرح، يجب أن أخبرها ما حدث وأعتذر منها حتى تغفر لي.
ذُهل إياد، لم يعرف هل عليه أن يكمل ضربه له أم يتركه يذهب إلى أخته؟ كلام أيهم جعله يهتز من داخله، هو غاضب من فرح! هل أصبحت نسخه أخرى من والدتهم؟ تغفر الخيانة بكل سهولة وترفض الطلاق! لكن وضع فرح مختلف، يعرف أن سراج يحبها فعلًا ليس مثل والده، لا يستطيع أن يقرر،xبداخله صراع لا ينتهي، أيهما أهم الحب أم الكرامة؟
أما أيهم الذي كان مرحب بتلك الفكرة بداخله دون أن يظهر شيء على وجهه فقد سأله:
- وماذا عن التحقيقات؟ تعرف أنها لم تنتهي بعد؟ ألا تعتقد أن توقيت سفرك قد يورطك؟
لا يعرف من أين له بكل تلك الثقة؟ لكنه أجاب بصوت حازم:
-لا يهم سوف أعود بها أولًا، ثم نرى ما سيحدث في التحقيقات، هلا أخذتني إلى المطار؟
ارتفع حاجبي كلًا من إياد وأيهم من ثقته الزائدة، نظر كل منهما للآخر، وقد عرف إياد أن أخِيه قرر وسينفذ فلا داعي للاعتراض الآن.
وقف واتجه ناحية باب الشقة وهو يجيب:
- أنا من سيفعل، هيا بنا وأنت يا إياد أبلغ ساجيxوالمحامي بسفر سراج، لنكون على أتم الاستعداد لأي تطورات قد تحدث في التحقيقات.
من دون أن ينتظر رد من إياد خرجxمن الشقة يتبعه سراج وكل ما يفكر فيه كلاهما، الأفضل لفرح.
لم يتحرك إياد من مكانه، لا يستطيع أن يقرر هل انسياقه وراء رغبة أخيه في حل مشكله فرح صحيح أم لا؟ فرح ليست أمك، كرر ذلك في مخه أكثر من مرة، لن تتنازل عن كرامتها، هو أكثر من يعرف ذلك، فهي أكثر من عانى بسبب ما فعله والده بهم، الوحيد الذي نجى من الأمر أيهم، كان كبيرًا كفاية ليتفهم والده أو ربما أناني كفاية، أيهم هو نسخة من والده، حتى أنه انتقل للعيش مع والده منذ سنوات قبل وفاة والدتهم، أحب فريدة واحترمها، كان يناديها أمي لولا غضبه هو وفرح بل وصل الأمر لحد المقاطعة التامة.
فرح الصغيرة لا أحد يعرف كم عانت إلا هو، والده لم يعطيها أي اهتمام طوال فترة وجودها مع والدتهم، هو حتى لم يزرهم إلا مرات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة، بحجة العمل وأنقص عليهم المصروف لأنه دخل به في عمل كبير، عرف إياد بعد ذلك أنه استثمره لصالح عائلة القاسم، ولم يغفر له فعلته تلك، في الوقت الذي كانت أمه تقتصد إلى أبعد حد لتوفير المال اللازم لعلاج جدته، هي حتى لم تطلب المال من إخوتها حفاظًا على ماء وجه بلال وكي لا تضع زوجها المصون في موقف محرج.
بينما كان والده يصرف على عائلة عشيقته، نعم هي كذلك له، كما كانت جدته دائمًا تصفها، عشيقة خطفت ابنها وشردت باقي أبنائها بلعنتها.
*******
بما أن تالين ستذهب مع زوجها اليوم والجو جميل مقارنة بباقي الأيام السابقة، فقررن أن يتناولن الإفطار في الخارج، لم تستطع سارة إلا أن تلاحظ الفرق بين الثلاثة في الملابس، رغم أنهن يتمتعن بذوق xيتراوح بين الجيد والأنيق، إلا أن هناك اختلاف واضح بينهن، فغسق ملابسها ذات طابع مريح، ألوان مريحة وتقريبًا كلها لا تحمل اسم ماركة مشهورة أو مميزة، عكس فرح التي تحمل حقيبة يد ذات ماركة عالمية معروفة، يصل ثمنها إلى عدة آلاف وملابسها غالية الثمن كذلك، أما تالين فإن حقيبتها رغم أنها ذات ماركة أيضًا لكن ثمنها لا يتجاوز مئات الدولارات أما ملابسها فهي أنيقة جدًا، تناسب ملامحها الجميلة.
تنحنحت لتلفت انتباههن، فنظرن لها في وقت واحد لتبادر هي:
- عندي سؤال، رغم أنكن من نفس المستوى إلا أنى xلاحظت أن ملابس فرح الأغلى بينكن؟
أجابت غسق ببساطة:
- لأن فرح هي الأغنى.
لم تستوعب ما سمعت منها، فأغمضت عينيها وهزت رأسها كأنها غير مصدقة أو مستوعبة:
- ماذا؟ لم أفهم!
ابتسمت تالين لتجيب هي هذه المرة:
- xفرح لديها ميراثها من والدتها ووالدها، بعد أن توفي عمي بلال أوصى بأن تقسم أملاكه بالتساوي بين فرح وأخويها بعد أن تأخذ عمتي فريدة نصيبها، أما أنا xفزوجي كما أخبرتك ليس من عائلة غنية، وقد رفض أن آخذ مصروف من أهلي، وأنا لا أعمل فقط زوجي؛ مرتبه جيد جدًا وأحوالنا في تحسن خصوصًا منذ انتقالنا الى هنا.
أكملت غسق تؤكد على حديثها وهي تلوك الطعام في فمها:
- بالضبط، كما أني أتيت إلى هنا بالملابس التي كنت أرتديها فقط، والآن اصرف من مرتبي، بالطبع لن أبذره على الملابس الغالية.
لوت فرح فمها إلى الجنب في امتعاض وارتفع حاجبها:
- لا تصديقها، إنهاxكاذبة، حتى قبل أن تأتي إلى هنا لم تكن تشتري لنفسها الأشياء الغالية أبدًا، الحقائب الغالية التي تمتلكها ساجي أحضرها لها، حتى عندما يكون لدينا مناسبة مهمة تجعلني أدور معها على المحلات عدة مرات كي تقتنع بشراء فستان غالي قليلًا، كثيرًا ما شككت بأنها xبخيلة، لولا شرائها كريمات البشرة الغالية ومستحضرات الاستحمام، وانفاقها على الملاجئ والمساعدات للفقراء التي تجبر ساجي عليها لأجزمت ببخلها.
رفعت تالين حاجبها وأغمضت عينيهاxوهزت رأسها في تأكيد، مما أغضب غسق لترفع إصبعها مشيرة إلى نفسها نافية الاتهام عنها بقوة:
- أنا! غير صحيح لست بخيلة، أنا فقط غير مقتنعة بأن أصرف عدة آلاف على فستان كي ألبسه لسويعات فقط.
ارتشفت تالين من عصيرها ثم ألقت عليها نظرة ذات مغزى:
- تقصدين عندما رفضتِ شراء فستان xجديد لزفاف ابن عمي فريد، بحجة أنكِ لديكِ فستان غالي لم تلبسيه إلا مرة واحدة، أذكر أن تلك المرة كانت قبل زفاف هناء ابنة خالي، زفافها سبق زفاف ابن عمي بأقل من شهر، أمي كادت أن تموت منكِ، تخيلي زوجة ابنها البكر ترتدي نفس الفستان لمرتين، لتكون تلك فضيحة في العائلة.
تحولت نبرتها إلى الغضب وهي تكمل:
- حقًا شعرت بالحنق منك ذلك الوقت بشدة، لا أعرف لماذا تصرين على ذلك، كأن ساجي يمنع عنك المال! لماذا ترضين بالفتات ولا تطالبين بحقك؟
التفتت إلى سارة كأنها أم تشكي ابنتها:
- تعرفين أنها حتى لم تغير غرفتها التي تقيم بها، رغم أن المنزل كبير جدًا ومن حقها أن تنتقل إلى جناح كبير، لكنها لم تطالب بذلك أبدًا اكتفت بغرفتها الصغيرة فقط قام ساجي بتوسيع الحمام قليلًا، يا إلهي أحيانًا أرغب بضربها من شدة استسلامها وتساهلها في حقوقها كزوجة للبكر.
عم السكوت بعد كلمات تالين الغاضبة، حتى سارة لم تستطع أن تجيب، الوحيدة التي كان رد فعلها حاضرًا هي فرح، تركت كرسيها وذهبت لمكان تالين، التي ارتعبت بشكل ظاهر، ظنت أنها قد تؤذيها، لكن فرح لم تعطيها الفرصة لتفكر مالت عليها تحتضنها، ارتفع حاجبي تالين في غير تصديق وتجمد جسدها حتى أنها لم تبادلها الحضن في البداية.
أما فرح فقد قبلت خدها وقالت في سرور:
- تعالى في حضني عزيزتي، لقد أخطأت عندما كنت أنعتك بتمثال الثلج الجميل، يا إلهي أخيرًا وجدت من يتفق معي في سلبية غسق وتقاعسها الشديد في المطالبة بحقها!
عقدت غسق ذراعيها في غضب واضح:
- اتفقتم عليَّ كلكم وأصبحت أنا المخطئة الآن، ثم منذ متى وأنتما صديقتين؟
كانت سارة تتابع الحوار بصمت، تجمع المعلومات كعادتها دون إبداء رأي، إلا أن جملة غسق الأخيرة جعلتها تضحك بصوت عالي:
- هل تغارين على فرح؟
عقدت غسق حاجبها دون أن تجيبها، أما تالين فقد ردت في xصدمة وهي تشير إلى نفسها:
- أنا تمثال ثلج!
شعرت فرح بقليل من الإحراج أخفته سريعًا بداخلها:
- قلت جميل أيضًا، هيا تالين لا تأخذي الجزء السيء فقط من كلامي، قصدت مدحكِ.
لم تجبها فقد رمقتها بنظره ذات معنى واضح.
في شماته واضحة أردفت غسق:
- تعرفين فرخه ولسانها، وبما أنكِ أصبحتِ صديقتها الآن فقد نالك من الحب جانب.
- توقفي عن نعتي بهذا القب، أكرهه كثيرًا ولا أعرف لماذا يصر سراج على مناداتي فرختي؟
انفجرت تالين وغسق وحتى سارة في الضحك من شكل فرح التي احمر وجهها غضبًا، لحظات وشاركتهم الضحك، رغم أن كُلًا منهن تحمل على عاتقها مشكلة لا تعرف كيف ستخرج منها؟ إلا أنهن قررن دون اتفاق أن يستمتعن بلحظاتهن معًا، من يعرف قد لا تجتمعن معًا مرة أخرى!
*******
توجهت إلى منزل سامي لتُقل الجميع معها في باص صغير حديث، حسب الخطة التي وضعها وسام، بذلك تضمن أن لا يستطيع أحد الحركة خارج المزرعة
وإنقاذ الصغير.
مشهد سامي وهو يودع زوجته وطفلتيه أكثر ما آلمها، أخذ يداعب بناته ويغدق عليهن، بالقبل والاحضان، كما فعل مع زوجته، وأوصاها عليهن، وسام لم يفعل ذلك مع أولادهما أبدًا، أحيانا تشعر بأنه لا يحب أطفاله ولا يشعر ناحيتهم بأي شيء.
رفعت عينيها لترى المشهد الأكثر قسوة عليها، يحيى يفعل مثل سامي مع سمر وأبنائه، يا إلهي كم عليها التحمل، هذا كثير عليها جدًا، لا تذكر حتى أن والدها فعل ذلك لها، نعم هي مدللة العائلة الصغيرة، لكن دلالها عبارة عن تنفيذ لأوامرها فقط، لم يكن والدها من النوع الذي يظهر المشاعر، لا تذكر أنه أخذها في حضنه إلا إذا كانت مريضة، أمها هي من كانت تفعل ذلك.
والدتها كانت متسلطة جدًا هي المتحكمة في والدها، لم تكن تطلب بل تأمر، كثيرًا ما قامت بإهانة والدها وتذكيره بالفرق بينها وبينه، وهو لم يجبها يومًا أو حتى يعاتبها، أحيانا تزداد المشاكل لكنه دائمًا المبادر بالصلح، فسرت ذلك على أنه ضعف وأن والدها لا يمتلك شخصية قوية مثل تلك التي تشاهدها في الأفلام أو تقرأ عنها في الروايات، تريد رجل قوي يفرض رأيه عليها، كلما كان متسلط كلما دل ذلك على رجولته وحبه، عندما ذهبت لمقابلة وسام لم تكن تفكر في الزواج منه، كل ما فكرت به أن تفسد الخطبة على شقيقتها، تنشر عنها بعض الأكاذيب وربما تدعي أنها مرتبطة بآخر، لكن وسام رأى بها عجينة سهلة التشكيل، خاضعة بالفطرة، وهي لم تمانع أبدًا بل كانت في قمة السعادة هذا هو الرجل الذي تمنت طوال حياتها، إذن لماذا هي حزينة الآن؟
ما هو الذي تغير؟ لتشعر بكل هذا الألم، لا لن تجعل سامي وسمر يحرمانها من سعادتها الآن، هي التي سوف تحرمهما من السعادة التي يتفاخران بها أمامها.
وصلوا إلى المكان المنشود، عبارة عن مزرعة كبيرة تحتوي على منزل متوسط، خلف المنزل يوجد مسبح وبالقرب منه منطقة مخصصه للأطفال بها ألعاب كثيرة جدًا، أسرع الأطفال يلعبون بها ومن خلفهم هبة وسمر، أما سما فقد تثاقلت خطواتها بحجة أنها تساعد والدتها المقعدة، مرت فترة طويلة xوسما تتصرف بود شديد مما أثار حفيظة سمر وهبة تبادلتا النظرات بينهما دون أن تنطق إحداهما، خصوصًا وهما تريان السعادة المرسومة على وجه سميحة، كما أن الأطفال في قمه سعادتهم فقد قام حارس المزرعة بأخذهم في رحلة على العربة التي تجرها الخيول، لم ينغص عليهم شيء سوى قلب سمر الذي تنتابه قبضات تعصره لا تعرف مصدرها، ولم تستطع إخبار أحد عنها، فقط تتفقد أطفالها باستمرار، وذلك جعل سما تفكر في طريقة أخرى لتنفيذ الخطة، اقتربت من شقيقتها وهي تتدعي الإحراج، تفرك يديها وتنكس رأسها مما جعل سمر تبادر لسؤالها:
- سما هل تحتاجين إلى شيء؟
رفعت عينيها وعلى استحياء وهي تجيب:
- في الحقيقة أنا حامل في الشهور الأولى، وكم أرغب في الكيك الذي كنتِ تعدينه لنا، جربت أن أعده بنفسي لكنه لم يكن بنفس طعم ذلك الذي تعدينه، ووسام يرفض أن يشتري لي من السوق.
ضربت على الوتر الحساس تعرف كره سمر لوسام ، كما تعرف أنها لن ترفض لها طلب وهي حامل، وقد أصابت، وافقت سمر فورًاxوذهبت إلى المطبخ تعد الكيك بعد أن أوصت هبة على أولادها، هذه فرصتها ، لم تحتاج إلى الكثير لتقوم بإلهاء هبة فقد طلبت أن تأخذ أمها في جولة وهي من سيهتم بالأطفال، بمجرد ابتعادهما، بحثت عن سعد بعينيها لتجده يلعب مع باقي الأطفال، تقدمت ناحيته وجذبته من وسطهم بقوة لتلقيه في المسبح وثبتت رأسه بيدها حتى لا يصرخ ثواني ولحقت بها ابنة سامي تحاول إبعاد يدها وإنقاذ سعد، حاولت أن تضربها فأفلت رأس سعد، ليتصاعد غضبها فأمسكت بملك وألقتها في المسبح وقامت بتشغيل المضخة xالكهربائية.
عندما حاولت سمر إشعال الموقد لوضع الكيك أصدر صوت يشبه الانفجار، ارتدت للخلف واضعة يدها على قلبها من الهلع: x
- بسم الله الرحمن الرحيم، لابد أن الموقد قديم، أرجو أن لا أكون أفسدته، أخذت نفسًا وخرجت تبحت عن سما لتخبرها عما حدث، وجدت الأطفال يقفون حول المسبح يصرخون في ذعر، دون حتى أن ترى ما الذي يحدقون به عرفت أنه ابنها، لا تعرف ماذا حدث بعدها، حارس المزرعة قد أخرج جثة ابنها وابنة شقيقهاxوالأطفال يصرخون بأن سما من فعلت ذلك!
*****
في مركز الشرطة، تم حجز سما التي رفضت أن تجيب على أسئلة ضابط التحقيق، ثم بدأ التحقيق مع الحارس:
- أخبرني ماذا حدث بالضبط؟
أجاب الحارس وهو يرتعش في خوف ظاهر:
- أنا بريء xيا حضرة الضابط، لم أفعل شيء، عندما سمعت صوت محرك المسبح ذهبت كي أطفئه حتى لا يتأذى أحد، وعندها وجدت الأطفال يصرخون باسم أحدهم ويشيرون إلى المسبح، بينما السيدة سما تقف تراقب دون أن تفعل شيء.
تابعه المحقق بوجه جامدxوبداخله يستشف الحقيقة ويحاول رسم صورة لما حدث: - أكمل ماذا حدث بعدها؟
ابتلع ريقه ولم تخفى عن المحقق نظرة الحزن في عين الحارس:
- عندما نظرت جيدًا وجدت جثة طفل تطفو، أسرعت وأطفأت المحرك، وجلبت عصاة السحب.
- عصاة السحب!
- إنها عصى أقوم باستخدامها لاستخراج الحيوانات التي تقع في المسبح، عند تشغيل المحرك لا أستطيع لمس الماء أخاف أن أصاب بماس كهربائي.
- هل يحدث ذلك كثيرًا، أعني أن يقع الناس والحيوانات بالمسبح عند تشغيل المضخة؟
- فقط حيوانات برية.
هز رأسه في أسف:
- هذه أول مرة تحدث لبشر بل أطفال.
وضع يديه يسند بها رأسه، رأف المحقق بحاله فسمح له بالجلوس:
- أكمل ماذا حدث بعدها؟
عندما شرعت في إخراج جثة الفتى وجدت أن هناك فتاة صغيرة أيضًا ممسكة به، أخرجتها هي أيضًا، لم تكن قد فارقت الحياة، كانت ترتعش بقوة وبها علامات حروق كهربائية وهي تردد عمتي.
لم يستطع الحارس تمالك نفسه بكي وهو يتذكر حال ملك، لكنه استطاع السيطرة على نفسه واستعادة رباطة جأشه، رفع عينيه بعد أن مسح دموعه بكم قميصه:
- وضعت الطفلين على الأرض الترابية، ثم حاولت الاتصال بالإسعاف، بعد أن وصلت سيارة الاسعاف كانت الفتاة قد فارقت الحياة أيضًا.
- من هو مالك المزرعة؟
- السيد وسام السايح زوج السيدة سما. x
- هل كان من المعتاد على السيدة سما وأقاربها التردد على المزرعة؟
- لا هذه أول مرة لم أكن أعرف أن السيد وسام متزوج من الأساس وأن له أطفال!
أراد أن يضيف شيء ولكنه صمت وقد لاحظ المحقق ذلك فقال:
- تعرف أنك المتهم الأساسي فقد قالت السيدة سما أنك من قمت بتشغيل المضخة عندما نزل الأطفال إلى المسبح.
انتفض واقفًا من مكانة وهو يصرخ وقد نسي أنه في مركز شرطة:
- كذب، أنا أصلا كنت بالخارج انتظر وصول السيارة التي أخبرتني عنها ولم اقترب جهتهم إلا عند سماع صوت المضخة.
أرجع المحقق ظهره إلى الوراء وركز عينيه عليه، واضح أن للقصة بقية:
- أي سيارة لم تخبرني عنها من قبل، أمxأنها كذبة وليدة اللحظة لتداري بها جريمتك.
- أقسم يا سيادة الضابط أني لا أكذب، السيدة سما بعد وصولها بقليل طلبت مِني أن أقف خارجًا انتظر سيارة بها عدة رجال، عند وصولهم أدخلهم فورًا، هذا كل ما حدث.
عقد المحقق حاجبه وهو يفكر هناك نقطه خافية عليه لم يستطيع استكشافها بعد
نظر إلى الحارس:
- ألم تشك في الموضوع عندما طلبت منك ذلك، الطلب غريب ألا ترى ذلك، لماذا تطلب منك امرأة أن تدخل عليهم رجال بسيارة غريبة؟
فرك الحارس يديه، لقد وقع في الفخ xأجابه في صوت منخفض:
- اعتقدت أنها ربما مثل السيد وسام..
ازداد غضب المحقق عندما بتر جملته دون أن يعطي تفسيره لها فضرب بقبضته على المكتب وصرخ به:
ـ هل xشحت منك الكلمات؟ هيا تكلم وإلا لن يتهم أحد في قضيه قتل الطفلين إلا أنت.
- سوف أخبرك كل شيء، أنا فقط حارس وأرجوك لا تؤذيني لدي أطفال أربيهم.
ليسرد على مسامع المحقق كل ما يحدث بتلك المزرعة من أفعال بكل التفاصيل، حتى أنه أخبره أن لديه صور التقطها بهاتفه، لتكون حماية له في حال حاولوا أذيته.
أصابت الدهشة المحقق فعندما ورد إليه البلاغ في البداية أعتقد أنها حادثه عادية، أطفال يلعبون وغرقوا في المسبح، شعر بنوع من الغضب لأنه تم استدعاؤه يوم أجازته فقط لأن والد أحد الضحايا له صلاتxقوية ويجب أن يحقق في موت ابنته أفضل المحققين، بعد أن اطلع على المحضر الأول وأقوال المسعفين والأطفال على حد سواء، ومعاينة مكان الجريمة بدأ الشك يسكنه، لكنه كمحقق مخضرم تعلم أن لا يدع شيء للمشاعر، فقط الأدلة والبراهين، ربما هو قتل خطأ والعمة تشعر بالذنب لذلك ترفض الحديث، ما جمعه من معلومات يقول أن العلاقة بين المتهمة وأهالي الضحايا ليست على ما يرام، لكن ما سمعه الآن من الحارس قضية أخرىxتمامًا، من الواضح أن هذه القضية ستجر خلفها سلسلة قضايا قد تؤدي للمساس بالكثير ممن يطلق عليهم كريمة المجتمع!
******
حان موعد إجراء الفحص لرؤية الشكل التقريبي لأطفال غسق، لم تستطع تالين الحضور لارتباط زوجها بعمل، لكنها اتفقت معهم على أن تجري xمحادثة بالفيديو، أما فرح وسارة كانتا في قمة حماسهما وهما تخمنان ما هو لون عيني الأطفال، وفرح مصممة أنهما فتاتان تشبهانها أما سارة فتقول xفتاة وصبي، وحدها غسق صامتة، في داخلها تتمنى أن يشاركها هذه اللحظة والد أطفالها، منذ بداية الحمل وهو لم يشاركها أي شيء يخص الحمل، هي من ذهبت لإجراء اختبار التحليل لوحدها، بعد أن قامت بعدة تحاليل منزلية، أجرت آخر للدم لتتأكد وللأسف لم يكن معها من يشاركها فرحتها، حتى عندما أخبرته لم تتلقى منه ردة الفعل المنتظرة، لم يحضر معها أي xمن زيارات المتابعة والآن لن يكون معها وهي تعرف شكل وجنس الجنين، بالطبع هناك احتمال كبير بأنه لن يحضر معها الولادة، اعتصر قلبها قبضة من الألم؛xوكزة من فرح جعلتها ترفع عينيها إليها لتخبرها بأن دورها قد حان.
دخلن إلى غرفة الفحص ورغم أن الهاتف ممنوع لكن فرح طلبت تالين وشغلت الكاميرا لتشاهد معهم، وطلبت منها أن لا تنطق، بعد قليل بدأ الفحص لتشاهد الفتيات شكل الأجنة المكتمل نوعًا ما، رغم حزن غسق الذي دخلت به للغرفة لكنها نسيته وسط شجار فرح وتالين فكل منهما تصر أن الطفلين ورثا لون عينها وبشرتها، وأصرت فرح على أن الطفلة لها شعرها، هنا قال الطبيب أنه لا يوجد طفلة بل طفلين، زمت فرح شفتيها ونظرت له ثم التفتت لهن وأردفت بالعربية:
- طبعًا هناك طفلة هو لا يفقه شيء أنا رأيتها.
هنا انفجرن ضحكًا ولم يفهم الطبيب سبب ذلك، خرجن بعد قليل ليجدوا عُمر في انتظارهم خارجًا، رمقت سارة غسق التي رفعت عينها للأعلى كأنها لا تراها
أما فرح فقط دفعتها له، وهي تهمس في أذنها:
- لم أكن أعرف أنه وسيم جدًا هكذا، يا إلهيxكيف طاوعك قلبك في الابتعاد عن قطعة الشوكولاتة هذه!
نظرت له من الجنب وهي تجيبها في حنق:
- مثلما طاوعك أنت على ترك القشطة خاصتك.
لوت فمها في اشمئزاز:
- القشطة وقفت عليها ذبابة ولم تعد صالحة للأكل، هيا اذهبي إلى زوجك. x
لم ينتظر أن تقترب منه بل فعل هو وأخذها بين ذراعيه، واضعًا رأسها فوق مكان قلبه:
- لا تفعليها مرة أخرى لا أستطيع التنفس بشكل طبيعي بعيدًا عنك، اغضبي مِنى لكن لا تتركيني مرة أخرى ولا تهددي بالطلاق أبدًا ممنوع.
رغم أنها أرادت أن تجادل ولا تعود معه لكنها لم تستطع، لماذا المكابرة فقد اشتاقت إليه جدًا؟ اشتاقت لسماع دقات قلبه وهو يغازلها، لا أحد يحبها في العالم مثل عُمر، فلتعيش باقي أيامها المعدودة على حبه وكفى.
****
وصلت فرح وغسق للشقة، لاحظت فرح أن غسق تقوم بالتحدث في الهاتف وإرسال رسائل طوال فترة خروجهما من العيادة، في البداية ظنتها ربما مع آدم أو عمل، لكن ملامح غسق كانت xتنبئ بكارثة!
وضعت حقيبتها على الطاولة والتفتت تسأل في حنق:
- غسق ماذا هناك هل تتحدثين مع ساجي؟ x
ارتفع رأس غسق في صدمة من كلامها ولم ترد بل ظلت تعبث بأزرار هاتفها دون أن ترد عليها.
ازداد غضبها لتصرخ بها:
- غسق أتحدث معكِ هيا جاوبيني مع من تحدثين؟
أجابتها غسق دون أن ترفع عينيها عن الهاتف:
- مع إياد لقد تم إلقاء القبض على سراج عندما أراد أن يأتي إلى هنا للاعتذار منكِ، وهو الآن في السجن!
لم تصدق أذنيها، شعرت بأن قلبها قد توقف عن النبض، شحب وجهها بشدة وترنحت في مكانها، لتقف غسق مسرعة وأجلستها على الكرسي، أحضرت لها كوب ماء، بيد مهتزة أخذت منها الكوب ولم تستطع أن ترتشف منه:
- غسق أنتِ تكذبين على فقط كي أسامحه صح؟
مسحت على وجهها علها تهدأ قليلًا، وهزت رأسها في نفي:
- للأسف لا أكذب، هناك عدة قضايا المتهم الأول فيها سراج، منها ما هو خطير جدًا، لا أعرف ماذا حدث بالضبط؟ هذا ما أحاول معرفته من إياد لكنه لا يجيب كل أسئلتي.
اخذت تبحث عن هاتفها وقامت بفتحه والاتصال بأخيها الذي لم يرد عليها، هنا تأكدت من كلام غسق، قامت فورًا بحجز تذكرة رجوع على أول طائرة متوفرة وقامت بضب أغراضها استعدادًا للعودة، لم تعترض غسق، كم كانت ترغب في ان تكون معها لكنها لا تستطيع للأسف، خصوصًا الآن فما حدث أسوأ من كل السيناريوهات التي وضعت في بالهم.
******
مضى على حبسها أكثر من أسبوع، لم تزُرها أمها أبدًا وبعد يومٍ كامل وهي تفكر في كلام وسام الذي أخبرها بأنه لن يجلب لها محامي فهي من خالفت الاتفاق وما أرعبها أكثر من السجن هو كلماته:
(أنتِ من خالفتِ الاتفاق وتصرفتِ من رأسك؛ تحملي النتيجة وحدك، أما أنا فلن يرتبط اسمي بمجرمة.)
منذ ذهابه وهي تفكر كيف ستخرج من هذه الورطة، لا لن تستطيع أن تتحمل نفور وسام منها، بعد تفكير طويل وصلت لخطة، وقامت بالاتصال بوالدتها عن طريق أحد حراس السجن بعد أن استعطفت مشاعره بحجة أنها تريد الاطمئنان على أولادها.
نداء حارس من حراس الأمن أخرجها من أفكارها ليخبرها بحضور أمها، تبعته وهي ترتعد فما نوت عليه ليس هينًا أبدًا، مواجهة أمها لن تكون سهلة.
دخلت إلى الغرفة الموجودة بهاxوالدتها لتجدها جالسة على كرسيها المتحرك ترتدي الأسود وهي تبكي بحرقة، خرج الضابط والحارس ليترك لهما بعض الخصوصية.
صرخت xسميحة بصوت يحمل نبرة باكية xبمجرد إغلاق الباب:
- لا أصدق أنكِ فعلت ذلك، أوصل كرهك لأخويك درجة أن تحرميهما فلذة كبدهما؟ ما هذه القسوة؟ لماذا كل هذا الحقد؟ كيف استطعتِ فعلها وأنتِ أم؟ كيف؟
لم تكن ترغب في ذلك تقسم بأنها لم تخطط لموتهما، فقط تأديب سمر وسامي، الخطة كانت بأن تقوم بتسبب أذى لسعد يستدعي نقله إلى المستشفى وهنا يتدخل رجال وسام ويقومون بخطفه، والمساومة على حصته بالشركة، لكن ما حدث كان وليد اللحظة، حتى عندما قامت بجر سعد للمسبح فقط للانتقام من سمر، أما ملك فقد أتت لموتها بنفسها، لا يهم، لن تبرر موقفها الآن.
أخذت نفسًا عميقًا وأجابت بهدوء لا يتناسب مع الموقف:
- فعلتها كما فعلتيها سابقًا! أم نسيتِ من تسبب في حالة سعد منذ البداية؟! من الذي قام بكتم أنفاسه حتى يسكت؛ عندما زاد صراخه وهو طفل ثم رمته أرضًا بقوة لتتسبب بكسر في الفخذ؟، لا بل لم تقومي بإخبار أحد رغم ارتفاع حرارته وتركتِ سمر تعاني يومين حتى أخذته للطبيب ليكتشف ما به!
شهقت أمها واضعة يدها على فمها وقد شحب وجهها بشدة دون أن تنطق بحرف، الخوف الظاهر على وجه والدتها عزز الثقة بداخلها، لتستمر في بث سمومها:
- ولن ننسى طبعًا من الذي خطط لموت خالي وعائلته بغرض الاستيلاء على الميراث، ما أنا إلا تلميذة في مدرستك والآن أمامك حلان لا ثالث لهما، إما أن تخرجيني من هنا أو أن أخبر الجميع عما فعلتيه وتدخلين معي السجن!



ريما نون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-22, 01:07 AM   #93

Lautes flower

? العضوٌ??? » 434742
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 480
?  نُقآطِيْ » Lautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond reputeLautes flower has a reputation beyond repute
افتراضي

لا اله الا الله هي سما دي ايه شيطان 👿
ازاي وصل بها الحال انها تعمل كدا في اولاد اخوتها
حتى بلاش انهم ولاد اخواتها لو اغراب عنها مفيش في قلبها رحمه😭 مساقه ورا الحيوان اللي متزوجها 🙄
حسبنا الله ونعم الوكيل
وكمان امها هي السبب في حالة ابن اختها 😭😭😭😭وفضلت انها تعطي الفلوس ل وسام ومتحاولش انها تعالج ابن بنتها اللي هي سبب في اللي حصله
ياريت حد يسمعهم ويتعدموا الاتنين سميحه وسما 👿👿👿وبعد اللي وسام عامله فيها برضه بتحاول انها تبعد عنه الشبهه وهتموا عشان ترجع له 😒😏🙄 بجد سما ووسام وسميحة عايزين الح.ر.ق🔥🔥🔥🔥🔥
تسلم الايادي يا حبيبتي 💖
الفصول رائعه😍

ريما نون likes this.

Lautes flower متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-22, 06:28 AM   #94

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower مشاهدة المشاركة
لا اله الا الله هي سما دي ايه شيطان 👿
ازاي وصل بها الحال انها تعمل كدا في اولاد اخوتها
حتى بلاش انهم ولاد اخواتها لو اغراب عنها مفيش في قلبها رحمه😭 مساقه ورا الحيوان اللي متزوجها 🙄
حسبنا الله ونعم الوكيل
وكمان امها هي السبب في حالة ابن اختها 😭😭😭😭وفضلت انها تعطي الفلوس ل وسام ومتحاولش انها تعالج ابن بنتها اللي هي سبب في اللي حصله
ياريت حد يسمعهم ويتعدموا الاتنين سميحه وسما 👿👿👿وبعد اللي وسام عامله فيها برضه بتحاول انها تبعد عنه الشبهه وهتموا عشان ترجع له 😒😏🙄 بجد سما ووسام وسميحة عايزين الح.ر.ق🔥🔥🔥🔥🔥
تسلم الايادي يا حبيبتي 💖
الفصول رائعه😍
كل سنة وانتي طيبة يا حبيتي
سما فعلا شيطان، لو لاحظتي هي مش مهتمه عيالها خالص ولا عندها حنن الام العادي، هي بس فرحانه انهم ولاد و بيض، يعني عادي عندها تعمل اكثر من كدا، اما امها بقاء عايزه اقولك ان لسه في مصيبة كبيره عملتها زمان حتبان قدام عشان كدا عندها عادي اللي انها تسيب سعد من غير علاج
العقاب بيكون ديما من جنس العمل بس هم لس مطولين معانا شوية
بحب كلامك جدا وحشني الكلام معك جدا💖


ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 08-04-22, 11:33 AM   #95

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,854
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا صديقتي ريما
أنهيت للتو الفصل التاسع عشر سلمت يداك حبيبتي الرواية جميلة ومشوقة
ساجي الغامض غموضه غموض البحر يخفي أكثر مما يظهر
غسق ومعاناة قلبها المتيم بحب زوجها الغامض
فرح هذه شخصية مزاجية متقلبة ولكن مزاجيتها هذه أثرت على علاقتها بسراج غضبت منه فعلا لانسجامه مع تلك العقربة ولكنه انتبه لنفسه قبل أن يغرق في الرذيلة والعياذ بالله
ساره ومرضها المهلك يقهر قلبي معاناة مرضى السرطان مما يعانوه سبحانه وتعالى هو الشافي المعافي ولكن الله سبحانه وتعالى أنعم عليها بزوج صالح ورائع
سما ووسام وروبين شياطين في هيئة انسان يفزعني أحيانًا كيف يتحول الإنسان إلى كتلة من الشر
اريد ان أخبرك أنني أعتقدت ان هذه روايتك الأولى ولكني وجدت أن لديك عدة روايات ماشاء الله من تألق إلى تألق اكبر حبيبتي
شهر مبارك عليك غاليتي ريما
ودمت بخير وصحة وعافية يارب 😘
لك مني كل الود
أديلا روز


Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-22, 06:49 AM   #96

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adella rose مشاهدة المشاركة
مرحبا صديقتي ريما
أنهيت للتو الفصل التاسع عشر سلمت يداك حبيبتي الرواية جميلة ومشوقة
ساجي الغامض غموضه غموض البحر يخفي أكثر مما يظهر
غسق ومعاناة قلبها المتيم بحب زوجها الغامض
فرح هذه شخصية مزاجية متقلبة ولكن مزاجيتها هذه أثرت على علاقتها بسراج غضبت منه فعلا لانسجامه مع تلك العقربة ولكنه انتبه لنفسه قبل أن يغرق في الرذيلة والعياذ بالله
ساره ومرضها المهلك يقهر قلبي معاناة مرضى السرطان مما يعانوه سبحانه وتعالى هو الشافي المعافي ولكن الله سبحانه وتعالى أنعم عليها بزوج صالح ورائع
سما ووسام وروبين شياطين في هيئة انسان يفزعني أحيانًا كيف يتحول الإنسان إلى كتلة من الشر
اريد ان أخبرك أنني أعتقدت ان هذه روايتك الأولى ولكني وجدت أن لديك عدة روايات ماشاء الله من تألق إلى تألق اكبر حبيبتي
شهر مبارك عليك غاليتي ريما
ودمت بخير وصحة وعافية يارب 😘
لك مني كل الود
أديلا روز
اولا كدا انا مش مصدقة انك قريتي الرواية وكمان كتبي عنها ريفيوا😍
غسق الماضي اول رواية اكتبها بعدها كتبت قصص قصيرة في مناسبات مختلفة و رواية طويلة لسه بكتب فيها💖
ساجي مش سيبان قصته لا قدام شوية يمكن وقتها القراءة يقبلوه، غسق مش ضعيفة هي بتحبه بس
فرح برضوا عندها عقده بس سراج مش حيفضل ضعيف قدامها على طول
سما وسميحة و روبين ووسام دول فعلا شياطين
ساره قصتها حقيقة وعمر ملاك بس هو برضوا شخصيه حقيقة وكمان قدام حيظهر حكيم هو برضوا زوج رائع
بجد مبسوطه جدا جدا
كل سنة وانتي طيبة ينعاد عليكي بالصحه والسعادة يارب

Adella rose likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 09-04-22, 11:38 AM   #97

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,854
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير جميلتي ريما
بصراحة انا لما لقيتك منزلة عدة قصص في الصفحة بتاعتك قلت معناها مش اول رواية عشان هيك ضعت😅
انا وعدتك اني اقراها ولقيتها فعلا قصة حلوة ومشوقة ربنا يوفقك يارب 😘
ان شاء الله حتابع معك الفصول القادمة😍
سررت جدًا حبيبتي بالتعرف عليك حبيبتي 😘
دمت بخير وان شاء الله هالشهر الكريم يكون تحقيق لاحلامك وآمالك 😘
مع حبي
أديلا روز

ريما نون likes this.

Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-22, 11:39 AM   #98

Adella rose
 
الصورة الرمزية Adella rose

? العضوٌ??? » 449245
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,854
?  نُقآطِيْ » Adella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond reputeAdella rose has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريما نون مشاهدة المشاركة
اولا كدا انا مش مصدقة انك قريتي الرواية وكمان كتبي عنها ريفيوا😍
غسق الماضي اول رواية اكتبها بعدها كتبت قصص قصيرة في مناسبات مختلفة و رواية طويلة لسه بكتب فيها💖
ساجي مش سيبان قصته لا قدام شوية يمكن وقتها القراءة يقبلوه، غسق مش ضعيفة هي بتحبه بس
فرح برضوا عندها عقده بس سراج مش حيفضل ضعيف قدامها على طول
سما وسميحة و روبين ووسام دول فعلا شياطين
ساره قصتها حقيقة وعمر ملاك بس هو برضوا شخصيه حقيقة وكمان قدام حيظهر حكيم هو برضوا زوج رائع
بجد مبسوطه جدا جدا
كل سنة وانتي طيبة ينعاد عليكي بالصحه والسعادة يارب
صباح الخير جميلتي ريما
بصراحة انا لما لقيتك منزلة عدة قصص في الصفحة بتاعتك قلت معناها مش اول رواية عشان هيك ضعت😅
انا وعدتك اني اقراها ولقيتها فعلا قصة حلوة ومشوقة ربنا يوفقك يارب 😘
ان شاء الله حتابع معك الفصول القادمة😍
سررت جدًا حبيبتي بالتعرف عليك حبيبتي 😘
دمت بخير وان شاء الله هالشهر الكريم يكون تحقيق لاحلامك وآمالك 😘
مع حبي
أديلا روز


Adella rose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-22, 07:29 PM   #99

ريما نون

? العضوٌ??? » 484937
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 802
?  نُقآطِيْ » ريما نون is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة adella rose مشاهدة المشاركة
صباح الخير جميلتي ريما
بصراحة انا لما لقيتك منزلة عدة قصص في الصفحة بتاعتك قلت معناها مش اول رواية عشان هيك ضعت😅
انا وعدتك اني اقراها ولقيتها فعلا قصة حلوة ومشوقة ربنا يوفقك يارب 😘
ان شاء الله حتابع معك الفصول القادمة😍
سررت جدًا حبيبتي بالتعرف عليك حبيبتي 😘
دمت بخير وان شاء الله هالشهر الكريم يكون تحقيق لاحلامك وآمالك 😘
مع حبي
أديلا روز
صباح الورد عليكي
لا غسق الماضي أول رواية طويلة وبعدها قصص قصيرة في مناسبات متفرقة،
بجد مبسوطة جدا انك قريتها وعجبتك 😍
هي طويلة شوتين ونكذ كمان😂 يارب تفضل عجباني للاخر
ده شرف ليا انا معرفتك بجد
اجمعين حبيتي يكون رمضان خير علينا كلنا❤

Adella rose likes this.

ريما نون غير متواجد حالياً  
التوقيع
ريما معتوق رواياتي
غسق الماضي
س وس
سيل جارف
رد مع اقتباس
قديم 17-04-22, 11:36 PM   #100

مشمش مندلينا

? العضوٌ??? » 391422
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,230
?  نُقآطِيْ » مشمش مندلينا is on a distinguished road
افتراضي

روايه جميله وأسلوب رائع

مشمش مندلينا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
#رواية#ماضي#غسق#حب#رومانسية# يتم#خيانه#زواج, #غسق#زواج#رومانسية#خيانة#حب# خداع#إجتماعي#موت#زواج_ثاني#� �م#اقارب

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.