آخر 10 مشاركات
تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          موضوع مخصص للطلبات و الاقتراحات و الآراء و الاستفسارات (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree14642Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-22, 11:31 PM   #1031

زلزال العالم

? العضوٌ??? » 500596
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » زلزال العالم is on a distinguished road
افتراضي


الرواية رائعة لسا أنا في البداية

زلزال العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 12:42 AM   #1032

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جميعًا
موجودين أنزل الفصـل 👀؟


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 12:53 AM   #1033

ارجوان

? العضوٌ??? » 422432
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 450
?  نُقآطِيْ » ارجوان is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريم ناصر مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جميعًا
موجودين أنزل الفصـل 👀؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نزليه من بدري ننتظره والي ماهو موجود لاجاء يلقاه


ارجوان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 01:00 AM   #1034

تغريد&

? العضوٌ??? » 458904
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 245
?  نُقآطِيْ » تغريد& is on a distinguished road
افتراضي

موجودين جعلك سالمه
🌹🌹🌹🌹


تغريد& غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 01:13 AM   #1035

ريفونا

? العضوٌ??? » 501180
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » ريفونا is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الريم ناصر مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جميعًا
موجودين أنزل الفصـل 👀؟
سؤالك شوقنا أكثر
موجودين وعلى نار


ريفونا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 01:22 AM   #1036

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الواحد والعشرون

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
،
انتِ التي لأجلها دمعتي وضحكتي
‏ألفَ مرةٍ ومرة.
،
الفصل الواحد والعشرون
(1)
،

،
يتصاعد صوت المطرب في السيارة وهو يتمايل مع اللحن وعلى شفتيه ابتسامه عابثة ، أمسك هاتفه وّ قهقه بتسلية " الحين بدأ وقت الجد "
دخل على رقم ما . . وكتب بخبث " القلب حنّ لك ولإيامك . . ما حنيتي؟ "
أرسلها وهو يزيد من سرعته في الشارع العام ، وّ هو يشعر بالإنتصار بدأ يدنو منّه . . وهو يتذكر وجهه ماجد !
أنعطفت سيّارته إلى طريق بيتهم ، وهو يدندن مع الإغنية بصوت عالي .. فجأة أتت سيارة من خلفه وصدمته . . شهق بفزع ونظّر من خلال المرآه الجانبية ووجد سيارة سوداء خلفه ، عادت السيارة تصدم به مرةً أخرى !
أوقف سيارته جانبًا وترجل وهو يسب ويلعنه بصوت عالي !
" هييييييه خييييير وش قاعد تسوووووي؟؟؟؟؟"
نزل من السيارة شخص يرتدي ملابس سوداء و لا يظهر منه شيئًا . . اقترب منه بقلب قوي " وش قاعد تسوي ؟ مجنوووون مجنووووون "
وأخرج هاتفه ينوي تصوير اللوحة وّ التبليغ عليه . . ولكن الرجل رفسه برجله حتى ارتد أرضًا !
حاول إن يستوعب وهو يلعنه . . وأنهل عليه الرجل بركلات قوية ورمى هاتفه بعيدًا !!!
كادت إن تزهق روحه بين يديه ، ابتعد الرجل عنه عندما رأى أنوار سيارة قادمة وألتقط له صورًا عدة . . وأسرع للركوب إلى سيارته . . وهرب أمام ناظري فيصل المصدومة !
.................................
،

يسجد لله شاكرًا أنه لم يُخيب ظنه به ، ولم يزيد إبتلاءه أكثر وهو الذي يعلم جيدًا إنها حُبها ماهو إلا إبتلاء !
إبتلاء عانى منه لسنوات كثيرة ، تارة يدعو إن ينزعه من قلبه وتارةً يدعو إن يجعل الخير بقربها منها ، وتارةً يسخط على هذا الأبتلاء !
ولكن ربه العالم بحاله ، أكرمه وّ أستجاب دُعائه . . وّ هي الآن ملكه !
شرعًا وقانونًا . . قام من سجوده وهو يكرر الحمد في خفوت ، وهو جالسًا في المسجد بعد أنتهاء صلاة الفجر ، الليلة السابقة كانت أشبه بحلم لم يستفق منه إلى الآن ، حلم حُلو المذاق . . وّ حلم طال به التمنّي !
قرأ أذكار الصباح بخشّوع وتأني ، وبعدما انتهى وقف متجهًا إلى الخارج وّ سار إلى الفندق . . بخطوات سعيدة و خفيفة . . دخل إلى الفندق ومن ثم إلى جناحهما . . وإلى الغرفة ، خفق قلبـه بعدم تصديق وهو يراها تتدثر بالغطاء باكملها وهي نائمة . . توجهه إليها بخطوات متمهلة . . وهو يراقبها بنهمّ ، سيمتع ناظّريها بها . . لن يسهو ولو لحظة عنها . . سيعوض عينيه وقلبه عن كل ما فات !
كم عانى وهو يصد بناظريه عنّها ، أو ينظـر لها بنظرة تخفي ما يجوب ما في قلبه من حُب !
تمعنّ ببشرتها السمراء الجميلة ، وّ تلطخ باقي مستحضرات التجميل عليـها ، وخصلات شعرها المتشعبة على جبيّنها . . أنحنى ببطء وقبل جبيّنها قبلة طويلة وهادئة ، وابتعد وهو يتنفس بصوت مسموع !
يعلم جيدًا إن الطريق معها لن يكون ممهدًا ، وأول عقبه هو قلبها . . قلبّه الذي يحب أخيه ، انقبض قلبه وجعًا . . لابأس يا ماجد . . أنت تعلم جيدًا لما هي تقف على أطلال حب موسى ، وتعلم إن حبيتك تحتاج إلى رجّل يغدقها باهتمام لم تعطيه إياها والدتها ، سيغدقها باهتمامه وّ يطبطب على جروحها المتفرقة الذي يعرفها كخطوط يدّه ، سيحاصرها مع جميع الإتجاهات حتى تتنفس هواه ، سيغلق عليـها جميع المخارج . . سيحبسها في سرداب قلبه حتى تتيقن إنه هو مكانها الأبدّي ، و سيمسح على آلامها وسيُبدل حزنها إلى سعادة بإذن الله !
وثاني عقبة هو تخطيها لحدود الحلال والحرّام ، هو طوال حياته كان يتمنى امرأة متدنية تشبه تدّين عماته وّ خصالهن الحميدة ، وكان يرسم مخططاته إن سيتزوج من بنات أعمامه .. ولكن كل شيء أنقلب رأسًا على عقب عندما شاهدها أول مرة
لذلك هو لنّ يشد عليـها كثيرًا . . سيكون لها الملجئ الآمان وبعدها سيحاول إن يعيد تقويمها بهدوء وروية
والعقبة الإخيرة . . هل لها علاقات متعددة ؟
هو عندما كشف أنها تقابل فيصل ذهب إلى كميرات المراقبة وحذف ماحدث تلك الليلة ولم يجد لها مقابلات مع غيره . . ولكن لا يعلم قد يكون لها مقابلات في عملها
لذلك هو سيتقصى عندما يعود . . ولن يتعب نفسه بالتفكير كثيرًا
والأهم أنها الآن هي له وحدة
وعند هذه النقطة تنفس بصوت مسموع مرةً أخرى ، وشعر إن الكم الكبير من هذه المشاعر تخنقه . . ابتعد عنها وألتقط هاتفها الموضوع فوق المنضدة ولمعت عيّنيه وهو يرى رسالة سيف " بردت حرتك "
وبعدها أرفق صور له وهو مضجر بالدماء
غلت الدماء في عروقه وزادت حدة عيّنيه ، ذلك الحقيّر "فيصل " شكوكه لم تكن سُدى . . يعلم ماهي شخصيته وسيترك موسى يتلقى منه صفعة توقضه ..لن يحذره مرةً أخرى ، وسيرى ماذا تفعل الإيام بهما ، شخصيه أخيه مغفلة وّ متساهله . . ويعلم جيدًا إن فيصل عكس ذلك !
لا يزال يذكر عندما كشف العلاقة التي كانت بين علياء وفيصل هجم على علياء أولًا وأخبر موسى ووالده، وّ ذهب إلى فيصل وأبرحه ضربًا مع موسى . . لأول مرة في حياتهما يكونان هو وموسى صف واحد على فيصل . . وكانت علياء تختبىء خلف والده . . لم يمنعه ذلك من تعنيفها وتعنيف والده ، عاقبها والده أيام قليلة لم تبرد ما في جوفه ، وفيصل ذلك الحقير أخبر الجميع إنهما تهجما عليه بدون سبب ، ذهب إلى بيته وّأخبر الجميع بالحقيقة وضربه مرةً أخرى . . وتم طرده من بيت خالته من قبل فيصل ووالده . . استمرت المشكلة أيام قليلة وبعدها أتى فيصل طالبًا يد " علياء !
لم يتدخل ووجد علياء تناسب فيصل كثيرًا ولكن ما صدمه إن علياء رفضت رفضًا قاطعًا . . وبعدها خطبها " سبهان" خال أبناءً عمـه " سعود " من والده ووافقت هي ووالده ببساطه ، لم يروق له الأمر علياء لا تناسب رجلًا كـ"سبهان " ولكن صمّت على مضض ، ولكن والده أراد إبعاد " علياء " من ضغط خالاته وجدته
و بعدها بكل بساطة أتى فيصل معتذرًا منهما وكأن شيئًا لم يكن ، وكأنه سيصدق اعتذاره الواهي . . رفض إن يقبل الإعتذار . . فكرامته هي أهم ما عنده وّ عادت علاقة موسى مع فيصل . . وفجأة قرر فيصل إن يُدخل " موسى" شراكه مع في شركته . . لم يمر هذا الأمر مرور الكرام عليه ، هو ليس مغفلًا ليصدق إن " فيصل" نسى الأمر بسهولة . . وهاهي الأيام كشف له قذارته ، وتشكيكه بها ، نظِر إليها بقهر . . لو إنه لم يكشف الأمر لكانت لعبة مسليه لفيصّل . . ولو أن أيضًا لم يتأخر في خطبتها لم يتجرأ فيصل بالإقتراب منها . . ولكن قد تكون خيرة من رب العالمين ، لو إنها خطبها عندما أتت لكان قبولها مستحيلًا . . وخطبها في وقت هي مشتته وضائعة وّ مجروحة مما حدث بسبب " حامد " القذر !
تنهد بصوت مسموع ، بفضل ربه حفظها من فيصل وحامد ، وبفضله هو من حفظها من شر نفسها والشيطان ، ومن رحمته ربه بها .. إن وضع حُبها في قلبه !
......................

واقفة بفستانه الأبيض بوسط عائلتها وهي تودعهم بدموع مُناسبة ، تحتضن والدتها تارةً وحسناء تارة وشيخة تارة وّحنين ورحاب ، لا تتخيل إنها ستعيش بعيدًا عنهم منذ هذه اللحظة ، ومعاذ يلقى تهكمات ساخرة " وش دعوى والله لو بتموتين على هالمناحة "
وهو يجاهد إن يخفي غصته ، ومشعل يمسح دموعه بطرف شماغه ، وبينما متعب الذي أتى لأجلها يقف بعيدًا بعض الشيء وهو يشعر بغصة بقلبه ، اقتربت من معاذ واحتضنته عنوة وقالت " بروح خمس سنين بالظالم وماتبي اصيييييييح "
" نفتك منك "
ضربته على كتفه وابتعدت وهي تحتضن مشعل وتودعه وتقترب من متعب وتسلم عليه سلام حار ، لم تستطع احتضانه فمتعب ليس كمشغل ومعاذ . . دائمًا ماكانت هناك حدود بينهم وبينه ، قالت بتأثـر " شكرًا ياخوي عشان ما خيبت ظني " وتابعت بحزن" بس بتبقى غصة بقلبي عشانك ماحضرت زواجي "
قال بخفوت " حاسبي أبوك لا تحاسبيني "
ابتعدت بجرح أكبّر ، ووالدها يقف مع جاسر بالخارج ، احتضنت والدتها مرة اخرى ولطيفة تبكي بقلب موجوع على فراقها أولًا وعلى كسرة حسناء التي تحاول إخفاءه ، وعلى متعب الذي لم يحضر بسبب والده !
حاولت به هي أيضًا .. أنبح حنجرتها .. ساومت رضاها على حضوره .. واقسمت إنها ستغضب منه .. ولكن بجملة واحدة جعلها تصمت .. وتحقد على سند أكثر !
" الرّجال اللي جيت من صلبّه .. قهرني .. وترى قهر الرجال ماهو بسهل "
شهقت شهقات متتالية وهي تدعوى لسلمى بالتوفيق ، وقالت المصورة التي تقف بعيدًا " صورة أخيرة مع العروسة؟"
" تعال متعب صور معنا "
وقفوا جميعها بجانب سلمى . . وّ دخل والدهم يستعجلها ولكنها قالت " يبه تكفى صورة اخيرة"
تأفف " الرجال يتحراتس وانتِ تصورين !!! "
" تكفى يبه !!!"
تأففت والدهم ، وعندما اقترب .. ابتعد متعب ناويًا الخروج !
قالت سلمى برجاء " تكفى متعب عشانننني تكفى بس هالصورة طاااالبتك"
توقف لوهلة . . كانت والدته تتوسله بعيّنيها ، وسلمى كذلك !
عاد من أجلهما فقط .. ووقف مكانه بجانب والدته .. التي تقف بجانب سلمى !
وأُلتقطت الصورة . . بتعابيرها الحزينة على وجهوهم !

................................................

،
أصدرت أنينًا خافت وهي تشعر بإن كل عضلة من جسدها تؤلمها ، فتحت عيّنيها ببطء . . وعقدت حاجبيها تستوعب إين هي ؟ ، ووصل الأدراك إلى خلايا عقلها واعتدلت بهلع وزاد هلعها وهي ترى الرجل الراقد بجانبها ، زادت نبضات قلبها . . ونزلت من السرير بهدوء خشيةً إن يستيقظ هذا الرجل . . وهي تربت على قلبها المفزوع . . اتجهت إلى حقيبتها وهي تشعر بالدوار اخذت ملابسها واتجهت الى دورة الميّاه لتغتسل ، عندما أنتهت من الاغتسال . . جلست على طرف الحوض وهي تحتضن نفسها بتعب . . هي متعبة من خطبتها تقريبًا . . من الأفكار المزدحمة في عقلها ومن الذهاب إلى الاسواق وترتيب جناحها . . وبالأمس كان أشدهم تعبًا ، لم تستطع النوم قبل العرس ، ومنذ الصباح الباكر ووالدتها فوق رأسها تخبرها إن خبيرات التجميل سيحضرن في وقت مبكر .. وما بين عمل على وجهها وعلى شعرها ووالدتها ترهقها بتعليقاتها و ترغمها " الزفة " وهي ترفض ، حتى أتت رغد أخيرًا واقنعت والدتها ، وعندما ذهبت إلى القاعة شعرت بالغثيان عندما أتوا جميع عائلة سامي للسلام عليـها والتصوير . . وبعدها جلسة التصوير وحدها .. وأخرى مع ... ماجد !
اغمضت عينيها وهي تشعر برعشة تتسرب إلى عامودها الفقري . . تشعّر إنها ماحدث ماهي إلا دوامة تسحبها إلى أعماق مظلمة . . انتفضت يدّيها تنبأها عن موعد أبرتها ، بصعوبة استقامت وهي تتمايل .. خرجت واتجهت الى حقيبتها لتخرج الأبرة ولكن الصوت الكسول أوقفها وزادت رعشة يديها " لا تطقين الأبره وانتِ ما افطرتِ"
تركت الحقيبة الصغيرة باضطراب ، ونزل من السرير بثوبه . . وقال " بطلب فطور .. تعالي "
وخـرج . . جلست أرضًا وهي تتنفس بصوت عالي . . يا الله !
وقفت سريعًا ولا تزال تشعر بالدوار .. ازالت المنشفة على شعرها ووقفت امام المرآه .. كانت شكلها كارثي .. بشرتها شاحبة وّ باقي الكحل تلطخ على عيّنيها
وّ عينيها وشفتيها متورمة .. شعرت برغبة بالبكاء وصوت والدتها يأتي خافتًا" انتبهي تخرجي لماجد وانتِ ما تزبطتِ بعدها يمل منك ويطلقك "
نظرت عينيها وقالت " هو شافني أسوأ من كدااا! "
وآمالت رأسها تؤكد على نفسها " صح يابتّول !! خلي يتحمل مايجيه ولو طلقني احسن احسن محد قاله يتزوج وحدة مثلي "
مسحت باقي المكياج وتركت وجهها صافيًا . . وسرحت شعرها وتركته حرًا . . واخذت ابرتها وتوجهت إلى الخارج !
وهي تشعر بالتوتر . . ماحدث بينهما بالأمس لم يكن بالحسبان . . شيئًا غريب .. وّ كانت تبتعد عن طوال لأن والدتها مرةً قالت لها " كل حاجة ولا الشرف يابتّول .. الرجال اللي يبغاكِ يتزوجك بس "
مسكت وصية والدتها في الغربة ، وكانت تمنّع نفسها بصعوبة . . وحتى فيصل لم تفكر ان تسلم نفسها حتى يكون هناك عقد . . وفرحتها بحامد إنها اخيرًا سيكون هناك رجّل يربطها به عقد . . !
ولم تكن تتخيل . . إن العقد الذي ستوقع عليه سيكون اسم ماجد فيه !
وجدته جالسًا على الأريكة وعندما رأها قال " نعيمًا " بابتسامه واسعة جفلت منها " ينعم عليك"
قالتها بهدوء وجلست بعيدًا عنه . . وبعدها بدقايق رن الجرس وقال " ادخلي جابوا لفطور "
تأففت بخفوت . . ودخلت إلى الغرفة .. يبدو إن ماجد لن يتوانى إن يشد الخناق عليها !
ولكنها سترفض . . هو من تزوجها عليـه القبول بشخصيتها كامًلا . . هي حذرته وّ اخبرته إن يتراجع . .
.................
،
،
يجلسـان على الطاولة المتوسطة والأطباق تتوسطها ، يأكلان بصمت وهي تتهرب من عينيه . . قال لها " جدتي ودها تكلمك "
مدّت شفتيها " من جدتك ؟ مزنة حضرت وتصورت معايا"
" لا جدتي الزين اللي بحايل ماتقدر تسافر وتحضر "
واخرج هاتفه من جيب ثوبه وهي تتساءل بداخلها هل عادته ينام وهو مرتديًا ثوبه ؟
قالت بعد صمت " بدري كدا !! الساعة 10"
ابتسم وقال " هذا الوقت المناسب لجدتي .. تراها تغليني امدحيني عندها "
رفعت حاجبيها بذهول ، ولم تعلق . . ووضع الهاتف على إذنه " هلا والله بتس يمه وشلونتس وشخبارتس "
زادت ذهولها من تغير لهجته .. اللهجه التي تشبه لهجة " رغد " أحيانًا . . " هذي هي زوجتي قدامي .. وصيها علي"
ارتسمت بسمة تعجب على ثغرها ومدّ إليها الهاتف ، اخذته ووضعت على اذنيها وقالت " الو"
" هلا هلا والله حي الله بتول وشلونتس ياعمري وشخبارتس تبررررركووووون تبرررركون يانظر عيني والله يوم المنى اللي اشوف ماجد متزوج يارحـ..."
جفلت من صوتها الذي انقطع ببكاء مسموع ونظّرت إلى ماجد ببفزع وقال بابتسامه " ماقلت لك تغليني ومن غلاي بكت الله الله فيني عشان تحبك "
رفعت حاجبيها اكثر واتى صوت جدته " معي يابتول ؟ "
وقفت بتوتر وقالت " ايوا .. انا الحمدلله كويسة انتِ وش اخبارك ياجدة ؟؟"
" بخير جعلتس تسلمين .. وتبركون يانظر عيني "
"يبارك فيك "
" وسامحيني ياوليدي ماحضرت العرس والله ماقوى على الطريق "
" لا عادي ياجدة عااادي "
" ولازم تجووووون واشوفتس مبطيةً ما شفتس خبري بتس يوم أنتِ صغيرة"
كانت تدور حول الصالة وعينيه تراقبها بلعمة واضحة غافلةً هي عنها ، أتى صوت جدته " ترى مااااااجد غااااااالي غاااالي الله الله الله فيه يابتووووووول حطيه في عيونتس وّ ارضيه تراه رجال ينحط على الجرح يبرى "
توقف في منتصف الصالة ونظرت له ، هي حقًا ليست مستعدة ولا متهيئة لإرضاه ولا حتى وضعه في " عيونها " مثل قولها ، هي منهكة وهو الوحيد الذي يعرف بحقيقة ذلك ، جاوبتها على مضض " إن شاءالله "
" مع السلامة ياوليدي الله يسعدكم ويجمعكم على الخير والسعادة والرضا "
" اللهم امين مع السلامة"
اغلقت منها ، واقتربت تعطيه الهاتف .. وعادت تجلس في مقعدها ولاتزال عيّنيه تتفحصها سألها " وش قالت لك جدتي "
مدّت شفتيها " توصيني .."
ابتسم" علي ؟"
قالت بنفور" ايوا "
زادت ابتسامته "عاد عساك تمسكين وصاتها "
عقدة حاجبيها بتعجب ، هل هذا ماجد حقًا ؟ هذه الإبتسامه التي تزين ثغره والإشراقة التي تتضح بملامحه وهذه الكلمات اللطيفة . . .. لاتليق بماجد
مدّت شفتيها وقالت " ماجد أنت ليش تزوجتني ؟"
ورفعت كتفّيها وهي تتابع " يعني أنا فكرت أن عمي قالك .. بس تقدر ترفض .. تقول لأ ! "
استند ظهره على المقعد ولا تزال الابتسامه تحتّل ثغره ، شعرت بتوتر يحتل أطرافها بسبب ابتسامته المريبة وقال" ما قلت لك الأجوبه مصيرك بتعرفين جوابها !!! بس توها شوي "
وانصب فجأة وقال " لا تنسين الغداء اللي مسويه أبوي لازم 12 نكون هناك "
ضاقت ملامحها بعبوس واضح وقال" ماودك تروحين ؟"
رفعت ناظّريها له ، ما بال هذه النظرة العميقة التي تزعزع نبضات قلبها ، إلا تعرفين نظراته يابتول ؟
أنتِ تعرفينها جيدًا النظرة التي تعرف أدق جروحك ، شعرت بنفور عميّق وقالت " لا عادي .. ماما حترسل ليّا الهير ستايلز "
مد شفتيه وقال " متى ؟"
" اكيد شوي وحتتصل عليا "
قال بعد صمت " هي .. عزيمة عاديه تحتاج يجون عندك ؟"
قالت بتأفف" تُعرف ماما !"
" طيب أنا راح اطلع عشان تاخذين راحتك .. وّ الساعة 11 ونص تصيرين جاهزة عشان بجي ألبس .. "
واستقام وهي تتابعه بنظراتها وهو يضع بقايا الأكل في صحن آخرى ، ووضعها جانبًا وقال " بناديهم يشيلون الحوسة أدخلي "
اطاعته بصمت ودخلت إلى الدّاخل
.....................

،
كعادة والدتها تهتم بإدق تفاصيل أناقتها ، أتت خبيرة التجميل برفقة واحدة أخرى وخادمة أرسلتها ومعها حقائب السفر ، ما عرفته إن سيسافرون بعد الغداء !
سلمت نفسها للخبيرات وهي تفكـر . . بماجد !
وحديثهم العفوي منذ ساعات ، هي لا تستطيع إستيعاب هذه الشخصية الجديدة عليـها ، تنهـدت . . تنهيدة طويلة ، أيضًا ليست مستعدة لمقابله الناس مرةً أخرى ، انتهت طاقتها حرفيًا . . هي أيضًا خائفة من رؤيته علياء تخشى إن تكون أجمل منها !
بالإمس سلمت عليها برفقة أعمام ماجد ويبدو إنها مرغمة ، ونظّرت لها باستعلاء اعتادته . . وهزها كثيرًا !
بعدما انتهن من تزينيها . . ودعتهم وهي تشكرهن .. وعادت لإرتداء ملابسها المُنقاة بعناية ا
كان الفستان يليق بمأدبة غداء . . وحتى المكياج بدأ جميًلا عليها ، وقفت أمام المرأة لثواني طويلة . . تعالى رنيـن هاتفها رفعته وكان " ماجد "
يا الله . . ما يحدث لها ضربًا من الجنون !
أجابت وأتى صوته هادئًا " راحوا ؟"
" ايوا .."
أغلقت منّه واسرعت لارتداء عباءتها .. وجلست في الصالة ، دخل بعدها بدقائق .. ووقف ينظّر لها وعلى شفتيه هذه الابتسامه الغريبة .. التي تشعرها بالنفور !
هذه الابتسامه لا تليق بك ياماجد ... أستفق ، قال بعد صمت " أرفقي بقلبي "
تصلب جسدها وارتجف اطرافها ، وشعور غريب أشبه بـدغدغة أحتلتها باكملها ، شتت ناظّريها عنّه .. وهو أكمل سيّره إلى الداخل .. تنفست الصعداء .. وهي تضع يدها على قلبها .. يا الله .. هي حقيقةً في بعض الأحيان تسمع اطراءات . . ولكن .. إن يخبرها رجّل ما .. بالترفق بقلبه .. هذا .. شي يفوق تصورها !
ومن ماجد !
تنفست بصوت عالي ، وبعدها خرج .. إن كانت ستصفه بهو حقًا .. مُبهر !
وهو يرتدي الثوب الأبيض والغترة وساعة فاخرة على يد اليُسرى ورائحة عطره تسبقه
وقفت وهي تشتت ناظّريها وقلبها يخفق بعنف ، أقترب منها .. ودواخلها تهتف برجاء أرجوك ياماجد ابتعد .. ابتعد !
وقف أمامها وّ قال " غطي شعرك كله "
عبست ونظرت إليه . . وتابع " وانسفي الطرحة على وجهك يابتّول "
شعّرت بغضّب يزحف إلى قلبها وقالت " راح يخرب شكلي "
تنفس بصوت عالي .. وأنفاسه الحارقة صهرتها وقال بصبر " أمشي قدامي يلا "
تقدمته بخطوات سريعة وخـرجت قبله ، وعند خروجه بعدها ووقوفه بجانبها .. أمسك يديها !
قالت بنفور" أنت من جدًك .. تبين نسوي تمثليه العروسين ؟"
رمقها بنظرة قوية ، وابعدت يدّها بتمرد وتقدمته حتى المصعد . . لحقها وأُغلق المصعد عليهما قال " ليش ماهي عاجبتك تمثليه العروسين ؟"
" ايوا ما تعجبني خلك على طبيعتك لو سمحت "
صدحت ضحكـاته الطويلة في أروقة قلبها ، شعرت إن قلبها يهتـز ، لسبب ما .. تشعّر بقوه غريبة تحتل كل ذره من كيّانها .. قوة تمرد أو قوة مجابهه هذا الرجل الذي يعرف ماهي ندوبها .. لا داعي .. للتمثيل .. ولا داعي للتزيف .. هو أكثر شخص يعرفها .. قال بتسلية" والله أنا عزابي لي 29 سنة !! ماراح أحرم نفسي وأنا متزوج بالحلال "
صعقت وشل لسانها ، وفتح المصعد وهو يتقدمها ويقول " يلا يازوجتي تعالي "
لحقت به حتى خرجا خارج الفندق وقال " بجيب سيارتي من المواقف "
بعد دقائق توقفت سيارته السوداء أمام الفندق وتوجهت إليها ولكن أوقفها خروجه ودورانه حول السيارة وفتح الباب لها وقال وهو يميل رأسه ويغمز لها " عاد لازم ندلل العروس "
...............................................
،
،
طوال الطريق كانت صامتة ، تبحث عن تلك القوة المتمردة التي كانت تحسَها منذ قليل ، لم تجدها وهو يباغتها بتصرفاته . . يشل لسانها وتفكيرها !
كان طوال الطريق يمسك بيدها وعندما همّت إن تبعدها قال " قلت لك إني محروووووم 29 سنه ! مالك حق تحرميني الحين"
وهو يطبع قلبـه عميقة على كفّها ، ضاقت انفاسها وّ غاص قلبها تعجبًا وخجًلا !
توقف سيارته أمام البيت ، ضيّقت عيّنيها وهي تتذكر عودته من المطار برفقته ، نظّرت نحوه خاطفة وّ رأت ضيّق واضح على ملامحه . . كانت السيارات كثيرة قال لها وهو يترك يدّها حرةً الآن ، احتضنتها تربت عليها بعد تلك القبلة التي جعلتها ترتجف " غطي وجهك وسكري عبايتك وأدخلي يابتّول "
قالت بعدما شعرت إنه تلك القوة بدأت بالعودة إليها " أنت وافقت تتزوجني يا ماجد بنفسك !!! يعني وافقت تتزوج بتول بشكلها وطبعها وكل حاجة فيها"
وآمالت رأسها " وبتول هادي ماراح تتغير ! "
همت إن تفتح الباب ولكن أجفلها عندما حرك السيارة وارتدت للخلف وهي تكتم صرختها ، درات سيارته حول البيت وتوقفت عند باب خلفي " أنزلي الحين "
رفعت حاجبيها " ليش أنزل هِنا ؟"
ادار وجهه كامًلا نحوها ، مماجعلها تتراجع وقال بنبرة جذابة وهادئة" ندور حلول لزوجتي العنيدة "
رفعت حاجبيها وفلتت منها ضحكة قصيرة ، قال بعدها " يلا يا زوجتي أنزلي .. وراح أمرك 4 العصر طيارتنا 9"
فتحت الباب وترجلت وقال " لا تكثرين حلا وخذيتي أبرتك؟ "
هوى قلبها . . حتى شعرت به يسقط تحت قديمها ، هذه النبرة التي تحمل أهتمام تزعزعها وتجعلها على جرف منّ بكاء وعويل ، يوم واحد قضته معه .. وفعل بها هذه الأعاجيب .. ماذا عن بقية الأيام ؟
ابتلعت ريّقها وقالت " ايوا "
أغلقت الباب بهدوء ، وسارت بكعبها العالي حتى دّخلت
.................................................. ........
يتبع


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 01:49 AM   #1037

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(
2)
.


دخل إلى المجلس بحضوره المميز و هيبته وجميع الإنظار تطلعت عليه وهو يلقى السلام بصوت جهوري ، وجلس بجانب والده وعمه فهد ، وسامي يشعر بفخر وإعتزاز إن هذا الرجّل هو أبنه ، لم تفته لمعة الإعجاب في أعين الرجال وّ عيني رؤساؤه الذي دعاهم لحضور مأدبة الغداء ، وهو في قرار نفسه يعتقد إن ماجد يستحق أمرأة أفضل من بتول ، أمرأه أصلها " حايلي " تربت كتربيته ، وللأسف قلبٍ ماجد لم يقع صريعًا إلا لها ، لا يزال يذكر عندما دخل عليه هائجًا وّ هو يصرخ بوجهه إن يبعد " بتول " عن " موسى " رجح السبب أولاً إن ماجد رجّل غيور ، . . مع إن غضبه وّ هيجانه كان مريب . . لم يعطي للأمر أهمية . . ولكن عندما أتصلت عليه في غربتها .. كان ماجد معه في مكتبه يناقشه عن دخوله للعسكرية واستعداداته !
لن ينسى مهما حيّ تغير وجهه و لا انفعاله !
" وش تقول يبه ؟ هي بالسجن بالسجن "
نظر إليه سامي بصمت وتعجب وقال" ايه بالسجن المقرودة ! بدق على السفارة نشوف الوضع ولا بروح لها"
كانت متوترًا وهو ينتفض بصوت عالي " طيب وش اللي خلاها تدخل السجن ؟؟؟ وشو ؟؟؟"
" ماقالت لي وشو بالضبط ياماجد .. بس شكلها الدعوى ماهي كبيرة "
"أنا بروح يبه !!!"
صعق سامي وقال " وش صفتك تروح ؟؟ مهبووول ؟"
قال بنبرة جافة " اي مهبول مهبووول !!"
زاد تعجب سامي " ودورتك ترى بقى لها اسبوعين ! "
" تتأجل إلى السنة الجاية"
انربط لسان سامي ، واقترب ماجد منّه قائًلا " ادري يايبه انك مستغرب .. بس والله مايهنى لي نوم اروح العسكرية وهي هناك والله !! تتأجل العسكرية تتأجل "
قال بعدم تصديق " وش سالفتك أنت ياماجد ؟"
قال بقلة حيلة " سالفتي .. قلبي .. "
وقف سامي ودار حول المكتب حتى صار أمامه وهو مذهولا من اعترافه " وش قاعد تقول ياماجد ؟ وش فيك قلبك ماني مستوعب !!! تتأجل دورتك اللي بقى لها اسبوعين عشان بتول ؟؟؟؟ ليش ليش ؟؟؟ "
نظر إلى عيني والده وقال بضعف وهو يشير إلى صدّره حيّث موضع قلبّه الذي ينبض برعب " عشان هالقلب يرتاح "
" يبه تكفى ... تكفى !!!! "

،
وعندما سافر إليهما كان " ماجد " في حاله كارثية وّبتول كذلك . . وجلسا وحدهما وقال " من متى ياماجد ! ؟"
وتابع سامي " بتّول ما تصلح لك ياماجد !! شيلها من بالك !!!"
قال ماجد وهو يطرق برأسه ويهز قدمه اليسرى " أدري آنها ماتصلح لي .. أنا ما أبيها يا يبه ما أبيها !! بس قلبي قلبي هو علتي "
قال سامي " ارجع ارجع .. فيه واحدًا اعرفه قلت له ان عندك ظرف وقبلوا تجي لو ببداية الدورة بشهر .. ارجع وانسى بتول لا هي تصلح لك ولا تصلح لها !"
" ماراح أرجع لمين .. اتطمن عليها "
وهكذا اتفقا على مكان جلوسها ، وعاد ماجد إلى الوطن ، وكان يسأل عنها بلهفة كل ذا حين . . وّ عندما عادت ذهب لاستقبالها بنفسه مخبرًا والده إنه سيتأكد من مشاعره ، وليلتها أخبره إن سيتقدم لخطبتها لا محال !
أخبره إن يتريث حتى تعتاد على الأجواء ، رفض ولكن أتاه بعد حين وهو يخبره إن عجز عن ذلك . . عليه هو يقول لها ولا يخبرها بحقيقة مشاعره ، كان يأجل الموضوع وهو يراقب تصرفات أبنه . . كان يمر بحاله سيئة هو وحدة من يراها . . ويوم عرس علياء أتى هائجًا مرة أخرى يرغمه إن يخطبها ولكنه رفض حتى تنتهي مهمته . . وخطبها حامد . . في ذلك الوقت .. شعّر إن ماجد غضب منّه . . شعّر بالندم يغزو قلبه حتى لو كان يعتقد إن " بتول " لا تصلح لماجد ولكن أبنه يعيش تعيسًا . . وعند فسخها للخطوبة أتاه ماجد وأخبره إن يخطبها ولا يرفض !
نظر إلى ملامحه المستبشرة وهو يتحدث مع اخيه فهد ، منذ زمن بعيد لم يرى ماجد سعيًدا ومرتاحًا . . هو يوقن إن ماجد يستطيع ترميم بتول . . ولكن بقرار نفسّه ماجد يستحق الأفضل . .
صرف ناظرّيه إلى موسى ، وشعر بثقل يهبط على قلبه . . هو يعلم إن السبب الآخر لجفاء ماجد له بسبب بتّول ، وعندما رأه بالأمس بعد العرس حذره إن يقترب منها أو يحادثها ، وشعّر ببصيص أمل عندما ذهب ماجد لدعوته وقبوله . . تنهدّ بخفوت .. وعلياء هي الإخرى تتعبه ارغمها على الحضور ..
.................
،
،
"حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل "
يتصاعد صوت أم فيصل بعبرة وهي تراه مستلقي على سرير المشفى والكدمات تخطي ملامحه !
وتابعت بقهر " جعل يدينه الكسر اللي تهجم عليك جعله ما يربح !!! الدنيا فوضى يجي يتهجم جعله الماحي "
قال هو بارهاق " واضح ناس متقصدين علي واااضح !"
قالت والدته بتعجبّ " من من ؟ وأنت النملة ما تأذيها !"
عبس يضيق " مادري مادري "
قالت ريما " طيب ما شفت اللوحة ؟ ولا وجهه"
" ال@@@ مغطي كل شي !!!"
" طيب ما شفت كاميرا الجيران يمكن احد مصور شي نقدر ينمسك !!!"
" خليني اطلع بالسلامة والله ثم والله إني لا اطلعه من تحت الأرض !"
تعالى رنيـن هاتف والدته وقالت " هذي خالتك أكيد أنها ضيعت بروح اجيبها "
خرجت من الغرفة واغلقت الباب ، وعند خروجها قال فيصل " قربي ريما"
اقتربت منه بوهن وسأله بخفوت" وش بينك وبين موسى ؟"
عقدت حاجبيها " ما بيننا شي !!"
" لا تكذبين على أخوك !!! تراني حاس بس عشانك ما قلتِ لي ! بس يوم دريت عن السبب ماظنتي أسكت"
انتفض قلبها بوّجل " وش سببه !"
ضيّق عينه وهو يتفحص ملامحها " من عطاك العلم إن موسى يحب بتول ؟"
شهقت بفزع " وش دراك ؟"
" دريت .. من اللي قالك ؟؟؟"
سألته هي بدورها " عمره هو جاء قالك ؟ ولا جاب طاريها ؟ تكفى يافيصل طمن قلبي ! "
" أبي افهم أنتِ وش دراك ؟؟؟ والله لو الامر صدق إني لا اخذ حقك منه وينقلع ولا تنزل دمعه من دموعك"
قالت بغصة " أنا أشوف وأحس إذا شافها يشاهق من الفرحة وينكت وحالته لله ! وفوق كذا علياء قالت لي انهم كانوا يحبون بعض ! يوم هم صغار ! "
رفع حاجبيه فيصل بتعجب وقال بعد صمت " أنا اوريك فيه واطلع الكلام منه غصبن عليه خليها على أخوك !!
قالت بعبرة" وش بتقول له ! وانا هددته بالطلاق وعلطول جاء يعتذر ويقول مقهور من ماجد ماقصدي هي ! وقمت أنا قلت له اذا تبي ما ننطلق ما نعيش عندهم اذا جينا هنا وتحضر العرس وتروح للعزيمة الغداء "
" خليها على اخوك !! ولا تثقين فيه كل الثقه ياريما ! لمين نتأكد ! هو يحبها ولا لا !"
" طيب شلون بتتأكد !"
" خليها على أخوك صح هو صديقي وأعزه ! بس عندك لا والف لأ "
فتح الباب ودخلت والدتهم برفقه خالتهم ، وعادت ريما إلى مكانها وهي تشعر بالاختناق ودموعها تنذر بالهطول !
.................................................. ..........
،
،
،
هي عاجزةً عن وصفها احاسيسها ، و لا تستطيع وصف الإيام السابقة . . إلا إنها إيام غير قابلة للوصف ، قضت ثلاثة أيام بأحدى الدول العربية برفقته . . يُبهرها بتصرفاته وّ مفاجأته التي لا تنتهي . . بلطف كلماته وّ إنتقاء ألفاظه . . ويغرقها في غموضه !
هي تعرف نظراته الناقمة وّ حدة كلماته ، لم ترى منه إلا نظّرة إستعلاء . . وكانت تتوقع إن تكون أيامها هكذا معه
ولكنّه صدمها .
لا تستطيع التنبؤ بدوافعه خلف هذه الواجهة الرائعة !
نزلت برفقته من الطائرة وهو يحتضن كفّها كعادته ، أصبحت كلما سارا بجانب بعضهما تنتظر منه إن يحتضنها . .ولكنه في كل مرة تبعدها ويصرّ على احتضنها حتى يتعاركان بالإيدي وينتصر هو في كل مرة !
توجهها لإخذ الحقائب . . وهمّا صامتّان . . منذ خروجها من " قطر " الدولة التي أحبتها وأحبت شعبها وّاجواءها حتى وصولهما إلى " حائل "
فهو أخبرها إنها سيمر على جدته وّ أعمامها بالإمس فقط ، مماجعلها تضطرب
ترتدي عباءة سواء وحجابها مهمل كعادته . و عندما يأتي صّوته وهو يأمرها إن تغطي شعرها أو تغلق عباءتها تخرج من أعماقها شخصيّتها التي لا تخشى شيئًا، شخصية لا تظهر إلا برفقته ،
وعندما يعاملها بلطف أو يداعبها . . هنا تختفي هذه الشخصية وتظهر شخصية آخر جديدة ! وعندما يتحدثان بشكل طبيعي تجادله وّ تناكفه وهو يذهلها باستجابته !
هي تشعّر بإنها مُصابة بمرض الانفصام معه . . هي لم تستطيع الإعتياد على شخصية الجديدة ، ولن تستطيع الوثوق به .. حتى تعلم المخزى خِلف زواجه منها !
وهي جازمةً . . انها سيطلقها يومًا ما !
فرجلّ كماجد . . يملك جميع المواصفات الملائمة لكي يتزوج بفتاة أفضل منّها
فهو لم يترك صلاةً واحدة ، وّ يحثها على ذلك بهدوء ولكنها تجد اعذار واهية . . ويغض الطرف بطولة بال ، وأحيانًا كثيرة تعتمد إن تضايقه بهذا الموضوع لكي تثبت له إنهما لا يتناسبان !
فوجودها معه .. غير مُريح بتاتًا !
" مشينا "
سبقها إلى خارج المطار وهي تلحقه بخطوات سريعة .. خرجا ورأته يستنشق الهواء وهو يقول " اخ يازين ريحة حاااايل "
كانت هُناك نسمات لطيفة تداعب وجنتيها ، استنشقتها وشعرت بالاختناق ، كيف تقابل أعمامه مرة أخرى ؟
عبسّت بوجوم واضح ، واحتضن يدّيها وهمّت يسيران " افا ما أعجبك جو حايل ؟"
هذه النبرة التي يتخللها مرح . . تسبب لها تقلصات غريبة في معدتها . . منذ متى يملك ماجد جانب مرح كهذا ؟
ابتعدت يدها متعللة بتعديل حجابها ولم تعلق . . ركبا سيارته استلمها من احدهم ويبدو إنها مستأجرة
وسارت السيارة وهو يقول " ما عجبك جو حايل ؟؟؟ لا تقولينها تكفين "
رفعت حاجبيـه الايسر وقالت " وش فيه شي جديد كله هوا "
تهادت ضحكـاته العالية في أروقة قلبـها وقال " كله هووووا !!! حرام عليك ! والله لو ينشرى بذهب شريته"
وتنهد تنهيدة عميقة بصمت ، كان الساعة تتجاوز الخامسة والنصف عصرًا والشمس على وشك المغيب وّ السيارة تسيّر بالشوارع بسرعة متوسطة جعلها تشعر بالإسترخاء وانساب صوته وكانها معزوفة هادئة " حايل عروس الشمال كلّن يتقصد فيها ، جوها بالشتاء مافيه مثله وحتى بالصيف ماهو حرّ . . وسيعة صدر وتشرح البال والخاطر .. أهلها انعرفوا بالكرم والطيّب . . شوفي جبالها وشلون منظرها يسرّ العين "
تأملت الجبال البعيدة والغيوم تجاورها في البعد وهو يسير في الطريق السريع ، تابع وصوت يتهجد "إذا شفتي جبالها لنفوذها لجوها لناسها وطيب أصلهم .. ماعمري جيتها مضايق إلا وصدري ينشرح !!! ولا يمكن يمر عيد إلا وانا معيد هنا بين اهلها !!! "
نظرت له نظرة خاطفة وهي ترى عينيه تلمع وهو يقول " تدرين وش يقول الشاعر ؟"
هي كانت تشعر إنها تسير في الغيوم البعيدة من وقع صوته على قلبها ، وّ نبرته الآسرة . . نست خوفها من مواجهة أعمامه وقالت " اش يقول ؟"
" يقول حايل واراضيها هنوفٍ بها غي من شافها لو هو غريبٍ عشقها "
وألقى عليها نظرة خاطفة هزتّ قلبها المهترئ من تصرفاته ، واردف بعمق صوته " يعني تراك بتعشقينها "
استفاقت من حالة السكّر التي كانت تعيشها وقالت بعناد " ومن قال ؟"
ضحك بخفة "الشاعر "
" والشاعر ايش رسول ولا إيش ؟"
تعالت ضحكـاته مرة أخرى وقال " والله راح تعشقينها يابتول !! وحطي في بالك يوم من الايام راح نسكن هنا"
تطلعت به بصدمة ،واهتزت فكرة إنها سيطلقها يومًا ما " ايش تقصد ؟"
" قصدي واضح بنعيش بحايل بعد سنة بعد سنتين او حتى بعد عشرة سنين "
قالت بنفور" وش يضمن إني راح اعيش معك عشرة سنين؟"
عقد حاجبيـه وقال" وش هالتشاؤم بإذن الله ربي بيطول باعمارنا ونعيش مع بعض سنين "
رفعت حاجبيها حتى قمة رأسها وقالت بعدم تصدق " أنت من جدّك ؟ تستهبل ! يمكن ننطلق "
أرتد قلبها في أضلعها رهبة وهي ترى تبدل ملامحه " وليش ننطلق يابتول ؟؟؟؟؟ "
قالت بتوتر " مُعرف .. أنا ما اناسبّك .. بس أنت مو مقتنع
وقفت السيارة أمام الإشارة وقال بنبرة واثقة وّ جازمة " أنتِ بتبقين زوجتي لأخر يوم بعمري ... وزوجتي بالجنة بإذن الله "
.................................................. .........
،
،
دخلت معه الفندق وهي تشعّر بدوار يعصف برأسها بسبب حدّيثه الواثق ، وقلبها بدأ يعزف لحن جديد معه !
مالذي ترمي له ياماجد ؟
أرجوك . . اخبرني لكي ارتاح !
فا أنا بتول التي كلما حطت قديمها لعلاقة ما تأتي أنت لتقطعها بكل بساطة ، وينتهي المطاف بي زوجتك أنت ؟
وأنت الوحيد الذي تعرف ماهي أدق جروحي
أخبرها إن تتجهز سريعًا للذهاب إلى أعمامه . وعاد هلعها وارتباكها يكسوها من جديد . . وتلك الرهبة التي تصاحبها منذ صغرها تعربد بقلبها المسكين ، بدأت تتجهز تحت توصيات والدتها التي تراسها كُل ذا حيّن وتوصيات رغد التي تخبرها إن ترتدي رداء " ساتر " وإن جدّتها لن تمسك لسانها لو رأتها بغير ذلك ، حدّيثها زاد توترها ووجوده حولها وهو يرتدي ملابسه يخنقها أكثر ، كانت نظرات تحرقها ، نظّرة رجّل .. تعرف معناها جيًدا
ارتدت ملابسها ووقفت امام المرآه لتزيين وجهها ، والدتها لم تغفل عن نقطة إنها لا تجيد وضع المكياج عليها لذلك جلبت لها خبيرة تجميل تعلمها الإساسيات قبل زواجها ، كان يقف بجوارها وهو يغلق أكمامه .. وهي تحاول وضع كحل داخل عينيها ويديها تهتز .. كانت نظرات مصوبة عليها أتى صوت الهادئ والعميق " كيف لعينكِ إن تكون سماءًا وبحرًا في آن واحد ؟"
سقط الكحل من يدّيها وأدار وجهه بسبابته وهو يتابع ونظراته الهادئة تتفحصها "وكيف لي أن أحِلق وأنا أغرق ؟"
نبضات قلبها تدوي في أنحاء جسدها وّ قشعريرة سّرت في عامودها الفقري ، تتمنى إن تختفي من عمق نظراته .. أو أن تتحول إلى منضدة زينة أو مقعد .. ولا تكون امامه هكذا . . نفسها تشعر إنه يختنق بين صدرها وعبرة تتصاعد بحلقها !
واستطرد بعد صمت طويل " ما جاوبتي ؟"
نظرة له نظرة خاطفة وهي تدرك أنه يعرف معناها جيدًا !
نظرة تساؤول عن المعزى خلف تصرفاته وأقواله ، بدأ لها أكثر غموضًا وهو يبتسم ابتسامه هادئة " استعجلي ينتظرون من لهم ساعة "
بقوله هذا . . أعاد لها توترها والتقطت الكحل ويديها ترتجف وهو ابتعد بعد قوله ليكمل ارتداء ملابسه . .
أنتهى هو أولًا وتعالى صّوت آذان المغرب قال لها وهو جالسًا على السرير الكبيـر " توضيتي عشان نصلي ونقصر ؟"
انعقد لسانها ماهي الحجة التي ستقولينها الآن يا بتول ؟
كانت تشتت ناظّريها عنه وهو يصرّ" عشان بعدها نروح علطول "
" أنت صل وبعدها أنا أصلي "
" تمام صلي المغرب ثلاث والعشاء ركعتين "
أعتصر قلبها بين أضلعها وهي تتساءل لما تصلي العشاء ركعتان؟
ولكن فضلت الصمت . . أخـرج سجادة من حقيبته والتي لازمته طول سفرهم . . وفرشها وبدأ بالتكبير وهو يصلي بخشّوع وتأني . . جعلها تترك مابيدها وتتأمل الهالة من الروحانية التي تحيط به . . وعندما رأته يريد السلام بدأت بالعمل على وجهها وانتهت بنتيجة لا بأس بها !
تركت شعرها القصير حرًا وهمت إن تتعطر ولان أوقفها " لا تتعطرين !"
" ليش ؟"
راقبته وهو يأخذ شماغه ويضعه فوق رأسه بطريقة جذابة ويتحدث " أخاف يشمونك الرجال إذا دخلتي عند الحريم تعطري "
ضيقت عينيها بضيّق وتابع وهو يصوب نظراته نحوها " تدرين لو شمك رجال وأنتِ متعطرة تعتبرين زانية "
شهقت شهقة عميقة وقشعريرة تصيب جسدها وهي تتذكر المرات الكثيرة التي تعطرت عمدًا وسهوًا للخروج !
قالت بعد تصديق " ايش دعوا كله عطر "
رفع كلتيا حاجبيه وقال " لانه من أسباب الفتنة وربي مايحرم شيء إلا لحكمة سبحانه "
قالت بضيّق " وانا ما أبغا افتن أحد ابغا اتعطر لنفسي !!"
" تعطري لنفسك في بيتك بوسط نساء لزوجك لكن للرجال إللي ماهو محارم لك يثير في نفوسهم ما الله به عليّم ! حتى لو كانت نيتك تتعطرين لنفسك والرسول يقول " ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"
وبنهاية محاضرته كان قد أنهى ارتداءه الكامل وقال وهو يخرج " يلا صلي وخلصي انتظرك بالصالة"
خـرج وهو يغلق الباب خلفها ، وتنفست الصعداء وهي تفكـر بحديثه . . هل المرات التي خرجت فيها تعتبر زانية !
لـ هذه الدرجة !
دب الخوف في أوصالها ، وهي تكمل تحضيراتها ووالدتها تصرّ إن تصور نفسها لكي تراها . . وكانه تتجاهلها ستعللّ بالنسيان لاحقًا !
وقفت أمام المرآة أخيرًا . . هل ما ترتديه جيد؟
هل المكياج ناسب ماتردتيه من فستان ساتر حرفيًا فهو طويل وأكمامه طويلة . . هل تبدو جميلة لكي تواجهه مجتمع مبهر ؟
تنهدّت بغصة وفتح الباب حين غرة " ماخلصتي ؟"
" ماجد شكلي حلو ؟"
قالتها هكذا بسرعة وعندما استوعبت عضت لسانها بندّم وهي تذهب لترتدي عباءتها وهو لا يزال واقف بطلته البهية ، بدأت نبرتها مهتزة وفاقدة الثقة . . لا تقلقي يا بتول هو يعلم جيدًا ما تكونين ويعلم ماحجم النقص الذي يعربد في داخلك !
ارتدت عباءتها وحجابها . . وعباءتها هذه المرة سوداء !
بتوصية من " رغد " أيضًا
وهو صامت . . يبدو إن شكلها قبيح . . لرجّل رائع كماجد !
" ترفقي بقلبي "
سقطت على اذنيها مرةًً أخرى . . تريثي يابتول ماقاله تلك المرة بسبب جهود خبيرات التجميل . . بينما أنتِ بعملك الركيك لن تصلي إلى أعجابه وهو الذي شاهدك في أسوا حالتك !
تنهـدت تنهيدة عميقة واتجهت نحوى الباب وكان هو لايزال بوقفته نظرت له نظرة خاطفة تخشى إن تتعلق عينيها بعينه وتغرق أكثر " خُلقت في الحُسْن فردًا
‏فمَا لحُسنكَ ثانِي
‏كأنّما أنتَ شيءٌ
‏” حوَى جمِيع المعَانِي




........................................
،
،
توقفت سيارته أمام منزل كبير وترجلا بهدوء حتى دخلا إلى الداخل وهي لا تزال بتأثير كلماته الشعرية ،
كانت المنزل أشبه بقصر كبير كمنزل سامي وأكبر ، وقبل دخولهما همس لها بخفوت " ترى كلهم بيستقبلونا لا تنصدمين .. وكلهم فازين فيك وفرحانين .. لا تتوترين"
" لم تعلق ، وعندما داخلا إلى الداخل كان في استقبالهم العائلة باكملها مثل قوله ، شعرت بالدوار للحظة وألقى عليه نظرة إطمئنان خاطفة ..
كانت أحداهن تمسك بالمبخرة وهي ترحب بهما وتحتضن ماجد وتبارك له والأخريات كذلك
" حيا الله العريس "
" أسفرت وانورت "
" توها ما نورت حايل "
" حي الله بتول "
" ياهلا ومرحبا ومسهلا"
تسمع هذه العبارات وهي تسلم على هذه وتلك وهي خلف ماجد كتلميذة نجيبة !
حتى دخلا إلى صالة كبيرة كان يتوسطها جلوس الجدة وهي ترحب بصوت عالي " ياهلا ياهلا بروحي ياهلا باللي جيته تشفي العلة ياهلا ومرحبا "
أتجه ماجد نحوها واحتضنته بقوة وهي تقبل وجهه وعنقه وتشم رائحته وهي تردد" ياعساني ماخلا من هالريحة ياعساك تدفني ولا أدفنك !! "
" والله الود ودي ماتغيب عني ولا لحظة "
كانت تحضنه حتى سقط عقال ماجد ، وهي تشعر بالتأثر من هذا المنظرة الغير متوقع . .أبتعد عنها وهو يقبّل رأسها وكفيها ويحضنها مرة أخرى
حتى قالت إحداهن" بتول له ساعة تتحرى تسلم عليتس يايمه تعبت من الوقوف "
صدحت ضحكات الجميع وهي تشعر بالحرج والتوتر ، ابتعد ماجد أخيرًا ليفسح لها المجال للسلام عليها وهو يعدل من عقاله . . اقتربت نحوها وفاجأتها باحتضان مماثل ، كانت احضانها دافئة وحانية . . لم تجرب مثلها في حيّاتها . . شعّرت بالطمأنينة والعبرة تتصاعد في حنجرتها ولكنها تماسكت والجدة تقول " والله بيصير غلاتس من غال ماجد الله حيي بتول الله حيلها"
ابتعدت اخيرًا وهي تتنفس الصعداء وتلقى نظرة نحـوى ماجد الباسم !
" الله حيهم توها مانورت حاااايل ! اجلسوا اجلسوا يانظر عيني وين القهوة ضيفوه الغالي ومررررته "
كانت واقفة بالنص حقًا لاتعلم إني تذهب ، حتى قادها هو بهدوء وجلسا بجانب بعضهما !
وقالت احداهن " الله يعين اليوم ماجد وبكرى الوليد وديما وحنا وعيالنا رحنا بلووووشي ياخواني "
ضحك ماجد وهو يقول " أنتن كل يوم عند أمي ما قلنا شي "
اقتربت احداهن وهي تمد له الفنجـان" بس ولو نغار نغار نغار "
وصبّت لها ايضًا وهي تراقبهم بتوتر وهي صامتة ، ضيفتها أحداهن بالتمر الفاخر والشكولاته وقال" ترى مرتي به سكر لا تنشبون بحلقه ويرتفع به ويخرب شهر عسلنا"
كادت تشرق بقهوتها ولكنها تماسكت وقالت الواقفة" عشتوووو ياماجد صرنا من الحين نخاف !! من الحين اقولك والله أمي حاطة العين عليها ماتطلع إلا وهي زايدة 10 كيلو"
ضحك ماجد وهو يبعد التمر " ادري ادري ما اقوى الا عليك عاااد"
وتحركت المرأة وهي تضيف الجميع وتحدثت جدته " وشلونكم يانظر عيني والحمدلله على السلامة عسا ماتعبتوا بس؟"
" الله يسلمتس يابعد حيي لا والله الحمدلله قطر ماهي بعيدة وما تعبنا "
قالت جدته بنبرة حانية" والله وجهه مريتك أصفر شكله تعبانة "
فجأة كل الإنظار حطت عليها وشعّر بحرج يكتم على أنفاسها وقال هو " لا الحمدلله ماعليها لاتخافين يايمه "
" والله مدري غديها اذا كلت يروح صفار وجهه .. وشلونتس يبتول وشنوحتس ما تاكلين ولا تحتسين "
زاد احراجها وقالت " لا ماعليك ياجدة جالسة أكل "
ومدّت يديها إلى التمر الموضوع فوق الطاولة الصغيـرة أمامهما وبدأت بالإكل ، وقال هو " الا صدق الكلام بيجي الوليد ؟"
قالت الجدة بسعادة" اي بيجون على الاسبوع الجاي"
" حسافة مايمدينا نشوف الوليد "
سألت إحدى عماته " ليش متى بتمشون .."
" يمكن بكرى بالليل .. ورانا دوامات وحالة مانقدر "
قالت عمته " تعالوا بعيد الاضحى ونشوفه ولا غديه هو يجيكم"
" إن شاءالله "
ووقف فجأة وهو يقول " بروح لعامي بسلم عليه وامانتكم مرتي لحد يضايقه بشي " وهو يغمز لأحدى عماته " وصيتس ياعمتي مريم بتول "
قالت عمته " أبشر بعززززززك لا تشيل هم "
عندما ذهب شعرت بفراغ والاضطراب يعود إلى قلبها ، اقتربت إحداهن وهي تقول " تعالي معي افصخي عبايتس "
....................
،
كانت تقف أمام مرآة كبيرة تعدل من شعرها وفستانها ووافتها رسالة منه" أدري ان جدتي بتعصبك على الإكل جامليها عشاني صح خايف يرتفع السكر بس ماودي أقول شي لجدتي "
اجترعت ريّقها مرات عدة .. مالذي تفعله بي يا ماجد ؟
دخلت على رغد وهي تقترب لاحتضانها " ياهلا ياهلا ياهلا والله ماني مصدقة انتس صرتي منا وفينا خلاص "
بادلتها الأحضان بمحبة " والله توي ارتاح يوم شفتك !!!"
" كان ودي استقبلتس بس يوم دريت ان ماجد بيدخل هونت "
" الله الله يابتول وش هالفستان الكشخة ؟ اهم شي سمعتي وصيتي هاه؟"
ضحكت بخفة " خُفت على نفسي .. وماجد برضو مايخليني "
غمزت بعينها " يغار أبو الشباب "
شتت ناظرّيها " ايش يغار مايغار"
" اممم علينا ! بشريني شلونك معه مستانسة "
قالت بحيرة" معرف يارغد كل شي غريب عليا !! كأني في حلم راح اصحى منه وارجع لحياتي القديمة"
" لا مو حلم يابتول .. استمتعي ترى أيام ماراح تنعاد والرجال يجيب كل طبلونه أول العرس بعدها نطلع المشاكل "
رفعت حاجبيها بادراك وقالت " يعني كل الرجال يسوى كدا؟"
ضحكت رغد " وش يسوووى"
قضمّت شفتيها بحرج" ماقصد حاجة قليلة أدب .. لا يعني كلهم يكونوا تعاملهم حلو ورايق .. ماجد زمان كان يعاملني بجفاف "
" أكيد حبيبتي أول ماراح يعاملك زين وأتِ مو زوجته ! أمًا الحين اختلف الموضوع .. انتِ زوجته وحلاله "
وتابعت وهي تسحبها " تعالي أعرفك على البنات كلهم "
......................................
،
عادت بنفس الصالة وجلست بجانب رغد وهي تعرفها على الجميع وبينما هي تطرق برأسها والوجوه تمّر عليها كلمحات خاطفة ، والجدة لا تتوانى إن ترغمها على الأكل وترغم بناتها كذلك على تقديم الضيافة لها وهي تسايرها بصمت ، تأملت الوجوه حولها وهي تشعر بألفه غريبة . . وراحة لا تعرف مصدرها !
كان الجميع يلقيّها انتباهه . . وكان الجو عامةً يشعرها بقيمة نفسها ،
وكان الجو يغلبه المرح بين الجميع والتواضع ، بعكس ما كانت تعتقده عنهم . . هي لم تقابلهم إلا مرات قليلة !
وكانت كل مرة تشعر بالنقص والرهبة
أهو . . بسبب تغزله في جمالها ؟
أو بسبب إنه نظرته الخاطفة التي فعلت بها الأعاجيب !
لأول مرة تحصل مثل هذه النظرة في حياتها !
وكأنه يؤكد لها إنه يعرف مايجوب في خاطرها وإنه معها
أم بسبب عدم تواجد .. علياء !
بهذه اللحظة تلك الوجوه التي كان تلقيها اهتمامها تطلعت بدخول أحدهم ولم يكن سوى " علياء "
بهذه اللحظة أتت لكي تهدم عليها كل ما شعّرت به !
ولكن للغرابة تحول الضجيج إلى صمت مطبق والجميع يقف للسلاّم عليها ، حتى وصلت إلى جدّتها وهي تنهرها " مساايير آهل الشرقية ما نبيهم هالحين بنحط العشاء وتوتس تجين !!!"
" وشفيك عليي ياجدتي .. والله تعبانة من الحمل "
شهقت الجدة بسعادة وتحول نبرتها " تقولينها صادرة "
" ايييه"
احتضنها وبدأ الجميع يبارك لها ، وأكملت السلام حتى وصلت إليها . . كانت النقيض منها في كل شي !
من لون وشعر وفستان وّ حتى طلة !
وكأنها بدأت أمامها لا شيء !
هذا الشعور الذي يشبه بطرق النوافذ بليلة شتوية باردة تشعر به في داخلها وهي ترى " علياء "
سلمت عليها سلام بارد . . واكملت السلام وجلست بجانب إحداهن وارد تقول " والله من شوفة النفس .. شوفيها جلست بجنب مرت خالي سعود الله يرحمه اصير أخت سبهان"
لم تقوى على النظـر نحوها ، هالتها الكماليه تحرقها !
حادثتها إحدى عمان ماجد " وشوله قطر يابتول ؟ يقولون صايرةً تهبل "
" مرة حلوة .. ومريحة وشعبها طيب "
ظهر صوتها . . متقطع و مرتبك !
" وشلون مطاعمها والكوفيهات حقاتها ؟ "
" كلها حلوة "
"
همت إن تكمل ولكن الجدة قاطعتها " تعالي يابتول بجنبي "
وقفت وهي تتجه نحوها وجلست بجانبها " عساتس مستانسةً مع ماجد "
أجابت بمجاملة" ايوا الحمدلله "
" الحمدلله يابنتي أنتِ يقولون أنتس أول حياتس بجدة ونصه عند سامي والباقي ببلاد الغرب وانا الصدز ماجاز لي يوم قال لي ماجد .. بس يوم شفت وجهه وليدي مرتاح ارتحت اعرف ماجد وانا اللي مربيته الشي اللي مايبه يوضح على وجهه والشي اللي يبي يتضح بعدّ ! الله الله بـ ماجد تري رجالًا مامثله راعي دين وصلاح وحافظ القران كله على صدّره بسم ربه عليه وكان بيصير أمام مسجدنا بس سامي قال يجي عنده ولا ألومه ولده !!! بس مادرى انه خذا قطعةً كم قلبي "
تلقت حديثها كصفحات على وجهها ، ماجد حافظًا للقران !
يا الله . . بينما هي أخر مرة فتحته كان في رمضان !
وتابعت الجدة " ربيته على يديني وعمامه كل واحد يعتبره ولده ماعمرهم بدوا عيالهم عليه . . بس عاد سامي الله يهديه يوم تعلقنا فيه وشب ركب راسه العقل وقال ابيه يدرس عندي "
وتنهدت بضيّق " ولا أنا بلايمته والله !!!"
وتابعت وهي تضع يديها الحانية فوق كفها " عاد الله الله بماجد يابتول حطيه في عيونتس وطيعي كلامه .. واوصيتس ترى ماجد ينشرى بالذهب !! وحليل وطيبّ بس ماظن يحب المرة اللي تتزلط ولا تتغطى صيري مرتن سمعة وطيعي شوره ترى ربي يرضى عليتس من سابع سماه"
سايّرتها" ابشري ياجدة"
" الله يبشرتس بجناته ياعيني .. والله قليبي ارتاح لتس "
ابتسمت وقالت بصدق " وأنا بعد ياجدة حبيتك "
تعالت ضحكات الجدة بسرور وحاوطتها بذراعها وهي تحضنها " حبتس ربي وملائكته "
اقتربت رغد منهن وهي تقول " الله الله شكل بتول دخلت من القائمة المحبوبة عندتس يالزين"
قالت الجدة " هذي مرت الغالي شلون ماتصير من الغااااالين "
جلست ما تبقى من الوقت بجانبها ، وهي تحتضن كفّها بيدها المزينة بالحناء والذهب الخالص . . وهي مستمتعة والجدة تارةً تصبّ في إذنيها نصائح لأول مرة تتلقها في حيّاتها ، وتارة تسألها عن لون عينيها وشعرها هل هو طبيعي أم إنها من الفتيات اللاتي يضعهن عدسات ويصبغن شعورهن وتصفهن بخفة العقل ، وتارةً تمدح فستانها الساتر وكلما مرت واحدة من حفيداتها وكان فستانها قصير بدأت بتوبيخها أمام الملئ . . وللعجب لم تكرهه نبرتها بل وجدًتها حانية ومهتمة وهي تذكرهن إن الإحتشام ضروري لهن . . ومن ثم تعود لمدح خصائل ماجد . . وقالت أخيرًا " ماجدّ وليدي حليمّ بس به طبع أقشر لا زعل وعصب ماودتس تناطحينه يرمي لسانه ولا يهتم لحد"
أعرف هذه النقطة جيدًا إيتها الجدة ، فقد نالنّي الكثيـر من سوط لسانه . .
وبعدها قالت بنبرة حزينة " الله بس يصلح مابينه وبين أخوانه ! يحسبون مادري إنهم مايتدانون وهالعلياء والله من قواة الرأس عسا سبهان بس يدق راسها "
نظّرة إلى علياء الجالسة بخيلاء بجانب أخت زوجها ، ولم تعقبّ الجدة وهي تستغفر بصوت خافت !
اقتربت إحدى العمات وقالت لها" يمه قومي العشاء ..."
وقالت الجدة " قومي قومي ياوليدي تعشي .."
ساندتها حتى وقفت وهي تسيّر بجانبها على أنظار الجميع " العشاء على شرف مرت الغااااالي حيييااااكم حييييااااااكم"
كانت تسير معها وهي تبحث عن رغد الباسمة ، وأشارت لها إن تأتي خلفهن . .
حتى دخلت إلى صالة الطعام الكبيرة، وكان العشاء موضوع على الأرض . . جلست بجانب الجدة وهي تحثها" سمي بالله وكولي “
كانت هناك أربعة صحون عليها الأرز واللحم وحولها مالذ وطاب من المؤكلات التي تعرفها والتي لا تعرفها . . جلست بجانبها رغد وهي تقول " شكلتس ماتعرفين وشو اكلنا .. هذا كبيبة حايل ذوقيها تجنن"
" قصدك ورق عنب ؟"
ضحكت رغد " لا هذا ولد عمه !"
بدأت بالإكل والجدة تحثها على المزيد وتقطع لها اللحم حتى شعرت حقًا بالإكتفاء ، وعندما كفّت ملعقتها قالت الجدة " تري ماكليتي شي يابتول كولي كولي .."
" لا ياجد..."
" اقولتس كولي .. ذوقي الجريش تعجبتس"
كانت رغد تكتم ضحكاتها وهي تهمس " والله جدتي ماتخليك "
قالت هي بدات الهمس " انقذيني وربي شبعت خلاص "
" عساي انقذ نفسي "
ضحكت بخفوت ، وهي تأكل . . و الجدة بنفسها اكتفت وهي تحمد الله وقالت هي بدعابة" ياجدة كولي ماكليتي حاجة"
" لا الحمدلله شبعت أتِ كولي "
نظرت إلى رغد وتبادلن الضحك بخفوت
.........
،
بعد العشاء عادت لنفس الصالة وإحدى العمات توزع الشاي والمكسرات ، همست لرغد " غريبة مافيه عاملات يضيفون ؟"
قالت رغد " العاملات ينظفون بس ولا الطبخ ولا الضيافة على عماتي "
" ياجوزاء صبي لمرت الغالي نعناع كثرت من اللحم "
همست بغيض " من أسبابه كثرت "
" هذا طبع جدتي كلنا تغصبنا وبس قولي له كولي تلعن خيرك مشوين عشانك جديدة فرش ولا كان تقول شدخلتس بي "
أخذت شاهي النعناع وهي حقًا تشعر بالإكتفاء ولكن نظرات الجدة مصوبة نحوها ، وراقبتها وهي جالسة بوسط الصالة بثوبها القاتم وشيلتها التي تحيط وجهها السمين والذهب الذي يزين يديها ، حقًا هي أحبتها . . قالت لرغد " الحمدلله سمعت كلامك ولا لبست قصير ولا كان صرت مسخرة"
وأمام من ؟ علياء
وحتى علياء ترتدي رداء ساتر . . و رائع !
لا يقارن حتى بلباسها !
" هذا طبع جدتي وكلنا نعرفه بس مافيه أحن من قلبها وأطيب منها . . نضحك ونسولف معها وتهاوشنا ولا عمرنا زعلنا .. وكلنا تسأل علينا بالإسم وتهتم لنا وإذا مرت جمعة ماجيت مثلًا تدق علي وتقول شنوحك وتسأل عني "
واعقبت رغد بنبرة محبة " جدتي مامثلها أحد هي اللي ربت خالي سامي يوم ماتت أمه وّماقالت هذا ولدي ضرتي وش علي منه ! بلعكس شوفي خالي الحين يعتبرها أمه ! خلته كل خوالي قلوبهم على بعض من فضل ربي مستحيل يمر يوم ولا أحد مر عليها حتى لو كانت بيوتهم بعيدة . . وهالبيت هذا بناه خالي فهد وهي عايشةً مع خالي فهد .. وخالي ياروحي هو يستقبلنا بكل جمعة عنده ولا عمر مرته رفضت ولا تأففت "
واشارت إلى وحدة تِجلس أمامها " هذي مرت خالي فهد .. اسمها حصة .. ذهب هالمرة ! عدها من خالاتي من طيب اصلها !"
وتابعت بحزن " وشفتي أخت سبهان فوزية .. مرت عمي سعود الله يرحمه .. مات وجدتي مابرى حزنها على خالي عبدالعزيز "
قالت بحزن " كيف ماتوا ؟"
" اولها خالها عبدالعزيز مات وترك أصغر عياله بنت توها ماكملت السنة وبعدها بفترة طويلة عمي سعود مات وأصغر عياله مادخل الثانوي "
وتابعت وهي تراقب جدّتها " كل عيد تصيحهم وتصيحنا معها .. وبس اللي كسرها اخر مرة اللي صار للوليد ولد خالي عبدالعزيز "
" ايش صار فيه ؟"
" سوا حادث وفقد ذاكرته وامه ماتت بنفس الحادث .. وحالته صعبة الحين هو عايش برى وراح يجون هو واخته قريب .. جدتي بعد اللي صار شوي وكانت بتجيها جلطة بس ربي ستر عليها .. وتشوفين الحين فرحانة انهم بيجون قلبها ماكلها عليهم وبذات ديما .. اخت الوليد فقدت ابوه بعمر صغير وأمه وهي كبيرة ..
رق قلبها من أجلها وهي تنظر لها وهي تتحادث إحدى بناتها ، وتابعت رغد " عاد التوب عندها ماجد والوليد وعيال خالي سعود .. همّ التوب "
ضحكت بتول بخفة ورغد تستطرد " حنا بعدهم "
ابتسمت بتول بانشراح وهي ترتشف من النعناع كثير السكّر ، وهي تراقب ماحولها وتتحدث إلى رغد بصراحة " تعرفي كنت مرة متوترة عشان بجي هنا وخايفة مرة بس معرف يوم جيت حسيت براحة .. والصورة اللي ماخدتها عنهم تغيرت "
ابتسمت رغد وهي تسألها "وش الصورة اللي خذيتها؟"
وضعت الشاهي فوق الطاولة الصغيرة التي انهكهم وقالت "شوفي انا ماشفتهم الا قليل وكنت كُل مرة اشوفهم كنت احس بخوف .. يعني معرف كيف اوصف لك الصورة اللي في بالي .. بس تغيرت اليوم فجأة "
" يمكن تشوفينهم بمناسبات كبيرة وتحسبين انهم بمستوى عالي من اللبس والكلام وكل شي .. لايغرك مافيه أكثر تواضع من خوالي ... بسطاء جدًا وروحهم حلوة .."
وفجأة تعالى صوت الإغاني من مكان ما وقالت رغد " بحدود إسلاميه !! يعني كل الللي تسمعينه بدون موسيقى "
لمعّت عينيها بتعجّب ، و وبدأ الجميع يتوافدون على الرقص وهي تتطلع بهم بانبهار . . الفتيات الصغيرات يرقص بشعورهن وكذلك البقية ، شعرت بتقلصات بمعدتها عندما اقتربت احداهن ترغمها على الرقص قالت بحرج" والله معرف "
" لا لا لازم مرت الغالي ترقص مع امييييي قومي قومي "
نظرت لرغد باستنجاد وضحكت رغد وهي تقف " انا معك معك لا تخافين "
وقفت مرغمة واتجهن إلى الجدة ، ووقفت الجدة وهي تمسك بيدها وهي تتمايل على ألحان " الشيلة" بسعادة
ورغد تمسك بيدها الآخرى وترقص بشعرها ، كانت تضحك بمسّرة اتضحت على وجهها ، كانت طول حياتها تسيّر وفق برتوكولات والدتها وتعليماتها الدقيقة . . هذه المرة شعرت بخفة والبساطة التي تحفّ ارواحهم لم تختفي حتى مع فخامة المكان !
وفجأة سقطت عينيها على علياء وهي ترمقها بنظرات ناقمة
هذه النظرة . . التي تلقتها منذ أول يوم دخلت فيها تذبح كل سعادة كانت تحسّها منذّ إحدى عشرة سنة إلى هذا اليّوم . .
نظرة إستعلاء وسخرية تمزق داخلها إلى قطع دقيقة !
...........................
يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة الريم ناصر ; 06-07-22 الساعة 02:29 AM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 01:55 AM   #1038

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

(3)
،
،
،
يجلس بكل أريحيه في وسط أعمامه وأبناءهم وأزواج عماته وكذلك ابناءهم ، بعد ذهاب جميع المعازيم التي تم دعوتهم من قبل أعمامه على شرف حضوره ، يتحدث بكل ثقة تظهر بوضوح على جلسته المرتاحة ، وسقطت عيّنيه على " سبهان " الجالس بعيدًا عنه ويتحدث مع أبن عمه " سعود " عامر . . والذي يكون سبهان خاله
يتساءل مانوع الحياة التي يعيشها مع علياء ؟ وهو يعرف جيدًا تناقض شخصيتهما !
سبهان ذو دمّ حار . . شديد البأس وّ هناك تعقيدات كثيرة برأسه لا يتوافق معها إي أحد . . فكيف بعلياء ؟
قد يكون هذا التناقض هو نقطة وصلّ بينهما !
مع إنه لا يظن ذلك !
تنهد بخفوت وهو ينظّر لهاتفه التي وصلته رسالة مع والده" شلون حايل وأهله .. أختك هناك لا تنسى تسلم عليها "
تغضن جبينه انزعاجًا . . والده يجاهد إن يغطي الجفاء الواضح للجميع مع أخوته !
وكإنها يريد تغطية الشمس بغربال !
وعلياء بكل صفاقة عندما سألتها جدتها لما لمّ تحضر عقد القرآن كان جوابها مستفز " اروح للعرس مرة وحدة ولو علي ماحضرت حتى العرس "
ماقالته سبب ضجة كبيرة بين أعمامهم والجميع يسأله هل هناك خلاف بينكم !
وكان جوابه إنه هناك خلاف بسيط وتم حلّه ، وّ أخبر والده إن يتصرف معها . . هو حقًا لا يضمن نفسه معها!
وأخبره إن تمسك لسانها عن أعمامه . . وحتى عدم حضور موسى كان صعبًا جدًا إيجاد عذر !
وهكذا اصحبت التجافي بين إخوته ظاهرًا للجميع . .
تنهدّ بثقل . . هل يذهب ويسأل سبهان عن حياته مع علياء ؟
اغمض عينيه لثانية . . وهو يسئل نفسه !
لما ياماجد ؟
هل تريد أن يعتقد سبهان إن علاقتكما جيدة ؟
أم إنك حقًا قلقًا على أختك ؟
ألست أنت من تؤكد لها مرارًا إنها ستأتي مطلقة !
شعر بمراره بحلقه . . هو حقًا عاجزًا عن حل هذه المعضلة المتشكلة على شكل جفاء بين اخوته !
قلبه مكتض بالشوائب ، الذي يجاهد إن يزيلها بالتقرب من ربه وكثرة الإستغفار !
هو مليء بالحقد وّ الضغينة ، لا يستطيع إن يصفح عنّ قلة أدب علياء معه ولا تصرفاته ، ولا يستطيع إن يفصل مشاعر بتّول عنّ موسى
عند هذه النقطة . . ضاق نفسه .. وهو يستغفر بصوت عالي ! شخصيته مُتعبه
مع وجودّ الكثير حوله ، لاحد يفهمه يرونه واجهه لشخص " مثالي " بينما هو يتعارك مع سوءه !
رفع هاتفه ووجد رسالة من بهجة روحه وهي تسئله" متى حنروح ؟"
نبضات قلبه تعالت بلهفة وهو يقول " طفشتي ؟"
" لا .. بس تعبت "
تغضن جبينه قلقًا وسألها " كثرتي سكر ؟؟؟"
" مو قلت لي سايري جدتي "
وقف وهو يقول " عمامي ماتبون تدخلون لـ جدتي ؟ بسلم وعليها وودي أمشي !"
قال عمـه فهد " رح أنت سلم عليها واجلس معها شوي وحنا جاينك "
استأذن من الجميع وتوّجهه إلى قسم النساء ، وهو يتصل على إحدى عماته لكي يفضى له الطريق !
دّخل إلى نفس الصالة وبحث عيّنيه عنها بصمت وتوجه لجدته وجلس بجانبه وهو يقبّل رأسها" كثر الله خيرتس وطول بعمرتس على هالعشاء الزين "
قالت بلهجتها المحببة" ياعسا عافيةً عليكم ياكريم .. وياعسا نسوي تمايم أول عيالك "
أبتسم وقال " أمين أمين .. إن كانها بنت تراها على اسمتس"
" لا والله وش تبي باسمي سمها سارة على ميمتك "
" لا والله أول بنت بسميها زينة عليتس "
ضحكّت وهي اقول " مدام حلفت مانقول لأ "
سألها بخفوت" وشلون مرتي ياميمتي ؟جازت لتس ؟"
قربت رأسها من إذنيه وهي تقول " والله مواريها على وجهها وشكلها ماهي قوية راس مثل أختك .. "
واعقبت وهي تبتعد " والله انها دخلت قليبي .. وشكلها استانست كلت ووضحكت ورقصت مع هالبني "
رفع حاجبيه بسعادة ظاهرة ، وهـو يتساءل هل حقًا فعلت كل هذا ؟
ابتسم بسعادة وهو يتخيلها حقًا سعيدة !
وتابعت جدته بضيّق " ولا خيتك كان على راسها ريشة ولا تضحك ولا تاكل ماغير مكشرة"
انتقل له العبوس وقال " مار وينها بسلم عليها "
" مدري داخل مع هالبني "
بهذا الإثناء دخلت عليهم بتّول وهي ترتدي عباءتها وانقبض قلبّه بقلق وهو يرى تعابيرها المتعبة وقال لجدته" نستأن حنا ياجدتي .. تبين شي توصين على شي "
ووقف وهو يُقبل رأسها ، احتضنه وصوتها يتهدج" مابي الا سلامك وسعادتك يانظر عيني .. "
احتضنته و شعر إنه عاد طفل صغيرًا عندما تدسه رأسه في حضنها ، ابتعد عنها وهو يقبل كفّها . . وقال لـبتول " تعالي سلمي على جدتي "
راقب سيّرها الهادئ وملامحها المتعبة ، مع إنه قلق عليـها ولكنّه سعيد . . سعيد . . بهذا المنظر الذي يحدث أمام ناظرّيه وهي تقبل جدته وتحضنها
ابتعدت عند جدته وقال لأحدى عماته " أبي علياء بسلم عليها "
وهو يلقى نظرة خاطفة نحّوى جدته المسترة عندما طلب علياء . . خرجا من الصالة إلى الرواق وهو ينتظر علياء . . وهو راقب بتول بتدقيق . .
وهي صامتة . . ملامحها الآن تنافي ماقالته جدته !
هل جدته تبالغ ؟
بلل شفتيّه وعندما هم إن يسألها ظهرت علياء من الرواق ، وراقب ملامحها وهي تتجعد عن رؤيه علياء !
هل علياء ضايقتها ؟
اقتربت علياء منهما ونظرة الكبر تظهر بوضوح من عينيها مدت يدها للسلام عليه وهي تقول باستفزاز " بغيت أقول لعمتي وهي تناديني اسلم عليك ترى بالبيت ماعمر طل بوجهي بس عشانكم يسوي نفسه وااو"
كتم غيضه وهو يصافحها وقال بصبر " شلونك ؟"
ألقت نظرة ممتعضة على كليهما وقالت " بخيـر "
وقبّل إن تذهب قالت وهي تضيق عينيها " ياربي أبد مو لايقين على بعض "
قال بغّضب مكتوم " محد طلب رأيك !"
وذهب من أمامها وهـو يسحب بتول خلفه ، هذه المستفزة تخرج أسوأ ما فيه !
وعندما هما إن يخرجا كان أبناء اعمامه المراهقين يقفون بالخارج استدار لها وهو يقول بضيّق " غطي وجهك أنتِ الثانية "
سمع تأففها وعدم تواجبها ، هل هي متعبة لهذه الحد ؟
لم يجادل أكثر ووضع الطرحة على وجهها ، وهو يسير قبلها حتى السيارة
.....................................
،
،
ما أن دخلا الفندق حتى اسرعت إلى دورة المياة وهي تتقيأ ، وهو واقف بجانبها يمسد ظهرها ويتنهد مرات عدة ، يعلم إنه لم تعتاد على أكل الطعام الملئ بالدسم كالحلم والمأكولات الأخرى ، يذكر أقصى ما تأكله كان لقيمات بسيطة !
ويعلم جيدًا ماهو طبع جدته !
رفعت رأسها لتلتقط انفاسها وسألها باهتمام " تحسن أنك اشوى ؟"
عادت تتقيأ من جديد وهو يقول " بروح أجيب لك دواء من الصيدليه "
وعندما هم إن يذهب أمسكت ذراعه ، وقلبه خفق بمسرّة !
لو تعلم ماهي به فاعلة ، حتى هذه اللمسة العابرة تثير به من مشاعر الله أعلم بها !
" لا مايحتاج أحس معدتي خلاص طابت "
اعتدلت بجسدها وهو بجانبها تمامًا ، يراقبها وهي تغسل ثغرها ويديها وتقول " خلاص روح حغسل وأجي "
لم يطيعها وعيّنيه تتأملها ، قالت بعبوس" عاجبك شكلي وأنا كدا ؟"
أبتسم وقال " اي عاجبني فيها شي "
نظرت له وتقابلت ناظّريهما للحظة فقط ، فهي جبانة لا تستطيع مجابة نظراته هذه !
" مو صاحي "
ضحك بسرور " إي والله مو صاحي أنا صدق مو صاحي "
هي تشعر بإنها تحترق من تأثير كلماته ، وقدميها تتمايل تخشى إن تنزلق أمام ناظّريه ، وهو مستمتع وهو يرى الخجل يظهر جيدًا على بشرتها السمراء !
قالت " طيب كيف أُخرج ؟ ممكن تبعد " وتابعت بارهاق " مو قادرة أوقف "
أتت نبرته القلقة " يمكن منخفض السكر "
وهو يساندها حتى خرجا من دورة المياه ، وساعدها إن تستلقي على السرير وتركها يبحث في حقيبتها عن مقايس السكر ، وهي تراقب وقلبه ينبض باضطراب !
" وين المقياس ؟"
اغمضت عينيها باحراج هل سيفتش باغراضها ، أعتدلت وهي تقول " أنا حدـ..."
" والله ماتقومين قولي لي وينه ؟ "
بللت شفتيّها " على جنب "
أمرها بحزم" انسدحي "
اطاعته وهي تراقب وهو يبحث عنه ، ووجده اخيرًا وأقبل نحوها ، شعرت بتقلصات قوية في معدتها عندما جلس بجانبها ، أخذ اصبعها الأبهام وغرز الأبرة الصغيرة حتى سقطت قطرات الدم على الجهاز ، وهي حقًا تختنق بعبرة من تأثير لمساته واهتمامه ، ظهرت النتيجة وقال بضيّق " مرتفع .. "
التقطت المحارم الورقية ومسح على اصبعها وقالت بضيّق "من بركات جدتك ! "
أبتسم بتسليه " جدتي تقول دخلتي قلبها ! "
بادلتها ابتسامه صادقة ولم تعلق ووقف هو يحضر الإبر الموضوع فوق المنضدة ، أخذ واحده وعاد إليها وهو يقول " افسري يديك"
قالت بتوتر " عطني أنا حطقها "
قال بصبر " يلا بتول "
اعتدلت بجلستها وكان هو ملاصق لها لدرجة مُريعة ، رفعت اكمامها حتى عضدها .. وغرز الإبرة بتمهل .. هي معتادة عليها لذلك لا تشعر بالإلم ولكنّه سألها بنبرته مهتمة" توجع؟"
ابتلعت ريقها وقالت" لأ"
انتهت المهمة ، وعادت للإستلقاء سألها " ماراح تغيرين ملابسك ؟"
اغمضت عينيها " مافيني حيل "
" ومكياجك ؟"
" ايش فيه؟"
" ماراح تمسحينه "
تمللت وهي تقول " مافيني حيل "
وران صمت طويل عليها وهي تسمع إنتظام انفاسه القريبة ، أرجوك ابتعد ياماجد .. قلبي لا يستطيع مجابهة ما تفعله بي
" استانستي اليوم ؟"
واعقب وهي يمسد العقدة المتكونة بين حاجبيها " جدتي تقول رقصتي واستانستي مع البنات "
" ايوا "
" علياء قالت لك شي ؟"
فجأة ودون سابق إنذار انفجرت ببكاء عميّق ، وكأن بسؤاله هذا لامس جرح عميق . . عميّق مستأصل منذ الطفولة ، وهي في كل مرة تعود من مناسبة كبيرة تخوض هذا البكاء وحدها . . بسبب جمّال علياء و رونق علياء ومقارنتها بعلياء !
بينما هو صمت للحظة واحدة . . يستوعب انفجارها وبعدها سألها بغضّب " وش قالت لك !!!؟"
اعتدلت وتركت ظهرها على السرير وهي تغطي وجهها بكفيها وتنشج بعويل فتت قلبه المُيتم بها !
سألها مرة أخرى " وش قالت لك ؟"
هي لم تقل شيئًا . . وجودها يكفي إن يهدم إن ذره ثقة تصلب طولي . . جمالها يدمرني . . !
ابعدت يديها وهي تشعر بالحرج ، انفلتت سيطرتها على الأمور أمامه !
قالت وهي تشتت ناظّريها " ماقالت حاجة !"
" أكيد ؟"
" ايوا "
وبعدها سألها بحنان " طيب ليش الصياح ؟"
عينيها التي تجوب الغرفة توقفت عند نقطة معينة وماهي إلا عيّنيه التي تظهر ألقًا يجعلّها تعاود البكاء ، ولكنها تماسكت لأخر قطرة وقالت " ماعرف "
وعادت لتشتت عينيها عنه مرأى عيّنيه ، امسك كفيّها وقبلها بحنّو وقال" قولي لي .. وش اللي صار وخلاك تصحيني .. فضفض لي وأنا راح اسمعك "
شعرت بخدر في اطرافها ، وقالت بعبرة " أنت تعرفني "
ارتفعت حاجبيـه بذهول من قولها ، واضطرب قلبـه بهيام وقال بحزم" حتى لو اعرفك تكلمي !"
ضيقت عينيه وهمّت إن تسحب كفّها ولكنه رفض ، وبعدها قالت بشتات" ماجد أنت ليش تعاملني كذا ؟ "
وتساقطت دموعها على خديها " أنت تتمسخّر عليّا ؟"
لم يُعلق وهو يتأمل عينيها الدامعة وهي تتابع " معرف أنا يمكن أنت نسيت اللي صار ليًا !! واللي أنت شاهد عليه .. ونسيت لما كنت تزعق عليا وتشدً عليا .. نسيت أنت بس أنا مو ناسيه !! إذا اللي تسويه دحين عشان بداية الزواج بليز أنا ما أبغاه ! " وابتلعت ريّقها وهي تردف " رغد تقول كل الازواج بالبداية يسوى كدا !.."
قاطعها وهو يقبل كفيّها وقال بهدوء " أنا الحين زوجك حطيها في بالك ولا تقارنيني بفعايلي قبل الزواج والحين تسمعين ؟"
وبلل شفتيه وهو يراقب تفاعل وجهها وهي تقول " ايش يعني فهمني "
" يعني ياعمري .. قبل كنت رجال غريب عنك مستحيل راح اطبطب عليك وأنتِ مو مرتي ! وأمًا الحين حضني أوسع لك من كل شي "
وعند نهاية حديثه كانت هي بين احضانه ، وهو يربت عليها بحنان . . لم . . تتلقاه طول حياتها !

.................................................. ....
‏"ولا تبكين يا ضيّ العمر كلّه ولا تبكين
‏ولا يطري عليك الدّمع يا أوّل و آخر أحبابي"

،
تم


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 01:59 AM   #1039

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,336
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

،
،
قراءة ممتعة واعذروني على التأخير
فصل مليان مشاعر
واظن هو أول فصل تتطمنون فيه على بتول 🤣❤
وحتى فيصل بردت حرتكم فيه 🤣❤
أنتظر تعليقاتكم بحماس
وموعدنا بعد العيد إن شاءالله
،


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-22, 02:42 AM   #1040

لطيفة.م
 
الصورة الرمزية لطيفة.م

? العضوٌ??? » 491554
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 366
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
?  نُقآطِيْ » لطيفة.م is on a distinguished road
افتراضي

فــظيع الفصل 😍 ابدعتــي 👏🏻👏🏻👏🏻
لي رجوع بتعليق مفصـل 🌷


للمشرفات تعليقي السابق جا في نفس الفصل فـاذا تنقلوه أو تحذفوه 🥲


لطيفة.م غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.