آخر 10 مشاركات
يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          339 - على ضفاف الرحيل - آن ويل (الكاتـب : سيرينا - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          قبلة آخر الليل(15) للكاتبة: Gena Showalter *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          دانتي (51) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثاني من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-23, 08:42 PM   #91

روهانا

? العضوٌ??? » 482273
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » روهانا is on a distinguished road
افتراضي


جاري القراءة ….


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .

MeEm.M and اليمامـة like this.

روهانا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 02:21 AM   #92

Ghywd

? العضوٌ??? » 438744
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » Ghywd is on a distinguished road
افتراضي

قراءه جديده
تحمست مع الاحداث العربيه عن باقي الروايات المعتاده

MeEm.M and اليمامـة like this.

Ghywd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 02:45 AM   #93

Ghywd

? العضوٌ??? » 438744
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » Ghywd is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ghywd مشاهدة المشاركة
قراءه جديده
تحمست مع الاحداث العربيه عن باقي الروايات المعتاده
قارئه ****الغربيه

MeEm.M and اليمامـة like this.

Ghywd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 05:38 AM   #94

Modhy777

? العضوٌ??? » 334436
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 75
?  نُقآطِيْ » Modhy777 is on a distinguished road
افتراضي

………………………………..
MeEm.M and اليمامـة like this.

Modhy777 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 03:21 PM   #95

Layla884

? العضوٌ??? » 462700
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 290
?  نُقآطِيْ » Layla884 is on a distinguished road
افتراضي

مقدمه جميله متميزه
MeEm.M and اليمامـة like this.

Layla884 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-23, 07:45 PM   #96

فراشة الغيد

? العضوٌ??? » 488426
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 104
?  نُقآطِيْ » فراشة الغيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة meem.m مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
احس بضياع قليلاً بس مستمتعه وأنا اقرأ

MeEm.M and اليمامـة like this.

فراشة الغيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 03:12 AM   #97

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msamo مشاهدة المشاركة
سؤال ليه سيلين ما تجري عملية عملية تجميل الموضوع بسيط ما داموا اغنياء
ترف صعب ترجع الرياض
سؤال جميل سيتم الاجابة عنه في الفصول القادمة بإذن الله
شكرا على المرور أسعدتيني ????



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روهانا مشاهدة المشاركة
جاري القراءة ….


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
قراءة ممتعة ????


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ghywd مشاهدة المشاركة
قراءه جديده
تحمست مع الاحداث العربيه عن باقي الروايات المعتاده
قراءة ممتعة وإن شاء الله تستمرين معنا للنهاية ❤️


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modhy777 مشاهدة المشاركة
………………………………..
شكرا على المرور


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة layla884 مشاهدة المشاركة
مقدمه جميله متميزه
شكرا لك ????


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فراشة الغيد مشاهدة المشاركة
احس بضياع قليلاً بس مستمتعه وأنا اقرأ
بإذن الله راح تتضح كل الأمور قريبا وتفهمين كل شيء.. شكرا على المرور ????

اليمامـة likes this.

MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 03:38 AM   #98

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي



اللهم ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق.
لا تلهيكم روايتي عن الصلاة وذكر الله.
لا إله الا الله.

( الفصل الثامن )



____

الرياض - القرية

ان كانت تعرف بالفعل ان ( حبل الكذب قصير ) كـ مثل ليس اكثر، وذلك الذي جعلها تفلت كل مرة من افعالها، ثم جعلها تُوصَم بذلك اللقب القبيح ( اليان الكذابة )!
فسيريها في اقرب وقت، المعنى الحقيقي لذلك المثل.. بل تطبيقا على ارض الواقع!
خرج بسيارته الى اطراف القرية، حيث المحطة الوحيدة القريبة من هناك، ليستقبل من طلب منهم المجيء على وجه السرعة.
والده المسنّ، شقيقه الكبير مساعد.
ترجل من سيارته حين لمح سيارتهم المقتربة، حينها فقط شعر في اي موقف هو، واين وضع نفسه.
لكنه بالتأكيد لن يتراجع، ولن يعود خطوة إلى الوراء.
سلّم على مساعد وهو يحاول تجاهل نظرته المتعجبة والغاضبة بذات الوقت، خاصة حين اقترب منه مساعد يمازحه ويمسك بتلابيبه:
- ايش المصيبة اللي مسويها وانت ما لك يومين هنا وجايبنا عشانها؟
ابعده قائلا بابتسامة:
- ماني مراهق عشان اطلب جيتكم بسبب مصيبة.
وضع يده خلف رأسه حين قال مساعد رافعا حاجبيه بحدة:
- تكلم اجل قول ايش الشي اللي بغيتنا عشانه؟ احسب فيك بلا ولا صاير لك حادث.
مسعود:
- فال الله ولا فالك، تطمن ما في شي بس.. بغيت اتزوج وتخطبوا لي.
مرّت بهم لحظة صمت غريبة، لم يسمع بها أحد سوى صوت الريح.. ثم صوت والدهم حين صاح بهم من داخل سيارة مساعد:
- وش موقفكم هناك يلا مشينا.
ابتسم مسعود بغباء وهو يحكّ رأسه يحاول تجنب نظراته.
ثم اسرع نحو سيارته قائلا:
- الحقني يلا البيت قريب.
هزّ مساعد رأسه باستياء وهو يركب سيارته ويخبر أباه بما قال مسعود، الذي لا يبدو وأنه يكبر بأعينهم أبدا.
بالرغم من انه ناضج وعاقل للغاية.
لم يعترض الأب ولم يقل شيئا، كون مسعود قد بلغ السن المناسب للزواج بالفعل.. وهو بعيد عن عائلته منذ وقت طويل، غير انه اصبح وحيدا الآن تماما.
لكنه كان قلقا في سره.. الأم!
بالتأكيد ليس لديها اي فكرة عمّا ينتوي ابنها الصغير فعله من وراءها.
ابنها الذي على الرغم من انها ارسلته بعيدا إلا انها كانت تبني عليها آمالا كبيرة، خاصة بعد أن حُظيَت بزوجة ابن طيبة للغاية.. صار طموحها اكبر في أن تحظى بأخرى مثلها لإبنها الصغير أيضا.
كانت تخرج كثيرا في الفترة الأخيرة، تحضر تجمعات النساء وتبحث له عن افضل البنات اللواتي قد تكُنّ مرشحات جيدات لإبنها المحقق.
كيف ستتصرف ان علمت أنه ما إن اصبح بمفرده اختار لنفسه عروسا لا يعرفون عنها شيئا؟

حين ضيّفهم مسعود ورحب بهم في مجلسه، اخبره والده بكل ما دار في خلده.
ليتنهد الآخر قائلا:
- ادري ايش بيصير فيني اذا درت، بس ما عندي خيار ثاني يبه، لازم اتزوج هالبنت.
يسأله مساعد متعجبا:
- ليش لازم؟ مين تكون وبنت مين؟ ليش استخفيت فجأة وبهالسرعة؟
تردد مسعود كثيرا، يعلم انه مخطيء، وانه لا ينبغي عليه فعل ذلك.. سيلومه الجميع ويعاتبه بل ربما يغادرون مجلسه الآن دون ان يحققوا له مراده.. لكنه لن يكذب عليهم، ولن يتراجع أيضا.
بالرغم من ان ما فعلته تلك الـ ( اليان ) ليس مقبولا ولا معقولا، الا انها ودون ان تعلم.. قدمت له فرصة على طبق من ذهب.

نهض مساعد غاضبا حين اخبره بمراده الذي جعل جسده يرتجف غضبا:
- صاحي انت؟ ناوي تستغل بنت الناس بس عشان تحقق مرادك؟ والله اني كنت داري وانه وراك بلا يوم دقيت وطلبت جيتنا.
وقف مسعود أيضا وقد اربكته تلك الفكرة الا انه تجلّد:
- هذا ما هو استغلال، ابغى أحلّ هاللغز وارجع لأمان بنتها وين المشكلة، وهذي البنت هي الوحيدة اللي ممكن تساعدني.. هي الوحيدة اللي تدري وش صار بالمزرعة هذاك اليوم.
اقترب منه مساعد:
- اذا تبي تساعد اختك وترجع لها بنتها تسوي هالشي بطريقة قانونية مو تتزوج عشان تطلع منها كم معلومة يا محقق!
اراد مسعود ان يخبره انه حاول، وأن تلك الفتاة ليست بهينة.. لكنه بدلا من ذلك قال بنبرة قطعت قلب والده حزنا وقهرا على ابنته المكلومة:
- تدري وش قالت أمان، انها حتى لو ماتت ما ندفنها قبل لا ترجع بنتها! وانها ما تقدر تسامح نفسها، ولا تسمح لنفسها تضحك وتنبسط طالما بنتها مو عندها، كيف تبغاني التزم بالطرق القانونية وأنا اشوف اختي تتألم بهالشكل وما هي قادرة تعيش حياة طبيعية؟ انتم كلكم دمرتوا حياتها، وللآن قاعدين تدمروها بسكوتكم وقعدتكم بدون ما تسوون شيء.. انا ما اقدر اطالع فيها واتحمل اكثر من كذا، بسوي كل شي اقدر عليه عشان اريحها.
لم ينتبه مسعود الى وجود والده الا حين نظر اليه مساعد بعتاب.
ليشعر بالذنب ويترك المجلس مثقل القلب من منظر والده، لمعرفته ومعرفة الجميع انه لم يبقَ احد ساكنا.. وأن الجميع حاول ولا زالوا يحاولون فعل أي شيء لمساعدة أمان.
اوقف الأب مساعد حين نوى اللحاق بمسعود قائلا:
- اتركه يا مساعد.
- بس يبه………
قاطعه الأب بصرامة:
- اتركه يسوي اللي يبغاه، مسعود كبير وعاقل ما راح يسوي شي ممكن يندم عليه بعدين.
تنهد مساعد بضيق يجلس بجانب والده، ثم يخرج هاتفه يفتح رسالة مسعود التي وصلته للتو ( ريحوا وناموا شوي، انا مواعد الرجال على الغدا في مجلس بيته.. ما راح أغير قراري لكن انت حر، سواء تبغى تحضر انت وأبوي ولا تتركوني اخطبها بنفسي ).
اغلق الهاتف يزفر انفاسه بحيرة.
هذا ما سيفعله إذن بعد سنوات من النضج ابهرهم به مسعود.

____

ألمانيا - الريف

هانا.. ذهبت ولم تعُد.
لم يسمع منها شيئا، ولم يسمع عنها أيضا من إيما.
في الحقيقة هو من أرسلها إلى هانا، لم يتحمل فكرة وجودها بمفردها مع مارك.
على الرغم من انه لم يكن عليه أن يتطفل ويتدخل بينهما.
وانه فعل ذلك بدافع الغيرة أيضا، الا ان السبب الأكبر لفعله ذلك كان من اجل هانا.. مارك وان كان زوجها ويهتم بها، لا يعرفها حقّ المعرفة، لن يتمكن من التعامل معها.
بعد مرور ثلاث أيام بلياليها، صار يشعر بصدره يضيق أكثر فأكثر.
لا يحتمل بعدها عن أنظاره، كل تلك المدة!
خاصة وانها غابت بعد ان دمّرته وخاطره بذلك الاعتراف، انها تتذكر كل شيء!
الاعتراف الذي يجعل من غيابها أهون وأفضل له من تواجدها أمامه.
لا يعرف حتى كيف سيتصرف، كيف سيضع عينيه بعينيها!
كيف سينظر اليها ويعاملها بطريقة عادية كما لو انه لم يحصل شيئا!
يشعر بالخزي، يشعر بالحرج الذي يجعله يتمنى ان يختفي من على وجه البسيطة.
لكن.. إلى أين سيذهب؟ اين سيهرب منها؟

انتبه من شروده على صوت البستاني:
- سيدي ماذا تفعل؟ ستفسد الزرع.
ترك الخرطوم من يده متأففا وقد ابتلّت الأرض من أمامه والزروع، ليعتذر من الرجل على ما فعله دون قصد ثم يبتعد عائدا إلى القصر.
فزّ قلبه وهو يسمع صوت سيارة تقترب من هناك، ليسرع بخطواته نحو المدخل.
تدلّت كتفيه باحباط حين رأى الشخص المقبل.
وقف بجانب البوابة ينتظر.. لتترجل إيما من سيارتها وهي ترفع نظارتها الشمسية على شعرها، ثم تقترب منه بابتسامة واسعة:
- قاعد أشم ريحة غيرة واحباط.
مال بجسده يتكئ على البوابة:
- وش جايبك هنا لوحدك؟ وين هانا؟ ارسلتك على أساس تظلين معهم لين يرجعون.
- ايش تبغاني اسوي اذا اثنينهم مصرّين يقعدون لوحدهم؟ ترى لحقتهم صدق وقعدت بالفندق يومين والنار تاكل قلبي، لكن هذي الحقيرة طردتني.
- على أساس بترتاحين الحين وانتِ تاركتهم لوحدهم، ليش ما حاولتِ اكثر؟
أجابت مازحة بينما عيناها تنطقان وتصرخان بالحزن:
- دايما كانوا لوحدهم بعيدين عني.. وحاولت كثير قبل كذا وش الفايدة أوس؟
تجاهل تلك النظرات وذلك الحزن، لينطق بقسوة.. علّها تتصرف على الأقل:
- حاولتِ؟ وانتِ طايحة على الفراش مستسلمة؟ كلميني عن محاولة وحدة بس على الأقل تشفع لك، للأسف انتِ اكثر وحدة ضعيفة عرفتها في حياتي، واغبى انسانة.. بعد كل اللي سويتيه عشان تصيرين مع مارك كيف سمحتِ لصديقتك المقربة اللي كانت بمثابة اختك تاخذه ثم تتفرجين وانتِ ساكتة! يمكن الشي الوحيد اللي سويتيه انك بكيتِ ولمتيهم اثنينهم عشان تحسسيهم بالذنب، لكن.. ماحد ينلام في هالموضوع غيرك.

أصابها كلامه في مقتل، جرحها بشدة وأغضبها.
لكنها لم تتمكن من اظهار ذلك الغضب لأنه كان محقا تماما في كل ما نطق.
لتجيب بنبرة هادئة دون ان تنظر إليه:
- طيب وانت؟ ايش سويت عشانك؟ كبرت وكبر حبها في قلبك، ما كنت تشوف بالدنيا إلا هي، ايش كنت تسوي يوم كانت تغوي رجال متزوج ثم تتزوجه هي؟ ليش وقفت تتفرج؟ ليش استسلمت على طول؟ انا على الأقل كنت مريضة وماني بوعيي.. ليش ما وقفتهم؟ ليش ما دافعت عن حبك!
اكملت وهي تبتسم بسخرية تركل حصاة صغيرة برجلها:
- انسى، ايش قاعدة اقول ومين قاعدة الوم بس! كلنا في النهاية مجموعة من الناس المثيرة للشفقة.
قالتها والتفتت عائدة إلى سيارتها، لتبتعد بها وهي تراقب أوس من مقعدها حتى ابتعدت تماما واختفى هو عن عينيها.

كان خائفا، خائفا للغاية.
خوفه ذلك كان أكبر وأعظم من عشقه لها بكثير.
لذا لم يتمكن من فعل شيء.
لن ينسى تلك الليلة، حين دخلت إليهم هانا فجأة وهم يجلسون في صالة منزلهم القادم في وسط العاصمة.
لترفع لهم كفها، وشيء ما يلمع على اصبعها.
كانت مبتسمة، دون ان تصل تلك الابتسامة إلى عينيها.
يذكر كيف قفزت إليها مارثا متفاجئة، تمسك بيدها ثم تخرج الخاتم ترفعه نحو النور، ثم تقلبه في يدها اكثر من مرة تحاول تصديق ذلك، قبل ان تصرخ قائلة:
- ألماس حقيقي!
تهزّ هانا رأسها، ليقف أوس يقترب منهما متسائلا.
فتجيب هانا قبل ان يسألاها:
- انخطبت، وهذا خاتم خطوبتي.
لم تصدر منه أي ردة فعل، ولم يعرف ما حصل بعد ذلك.
قبل ان توقظه صرخة مارثا وقفزها.
ثم وهي تمسك بكتفي هانا:
- هل أنتِ محقة؟
تهزّ رأسها إيجابا وعيناها تصوبان على أوس الصامت، الا انّ مارثا كان لديها رأيا آخر حين رفعت كفها عاليا واطبقته على خدّ هانا بقوة، حتى ان صوت الضربة كان ذات صدى، وصاح هو مستنكرا مصدوما:
- مارثا!!!
كانت غاضبة بشدة، تتنفس بشكل عنيف.. انفاسا تكاد تحرق المنزل بمن فيه، وهانا ترفع رأسها مصدومة وهي تمسك جانب وجهها حيث ضربتها مارثا.

وكانت تلك واحدة من المرات النادرة التي تحدثت بها مارثا بلغتها الأم:
- حقيرة.. كـ **** وعديمة الضمير، ما تستحين على وجهك! جايتنا فرحانة بخاتمك وخطوبتك وأمي طايحة في الفراش وبين الحياة والموت!
كان يتوقع من هانا ردا هادئا عقلانيا كما تفعل دائما حين تهجم عليها مارثا بسبب أو آخر، لكنه تلقى صدمة أخرى وهو يراها تنقضّ على مارثا تخنقها بيديها قائلة:
- عشان كذا! امك السبب في اني انخطبت وبتزوج، عشان ادبر فلوس المستشفى وفلوس معيشتنا، عرضت نفسي عليه وذليت نفسي ودست على كرامتي عشانكم!
ابعدها أوس بقوة خشية ان تموت مارثا بين يديها، حينها كانت عيناه هو الآخر تشتعلان غضبا بينما مارثا تسعل في محاولة لضبط انفاسها وهي تسقط على الأرض جالسة.
اما هانا فقد اتجهت نحو حجرتها وكأنها تهرب بعد ان ألقت عليهم تلك القنبلة، الا انّ اوس اوقفها بسؤاله:
- انتِ صادقة!
- ايه، صادقة.
اجابته دون ان تنظر اليه، ليقول بحرقة:
- اللي قاعدة تقوليه مو معقول وما راح اصدق.. حتى لو كنتِ صادقة.. هذا ما هو حل.
استدارت اليه فجأة واقتربت منه ترفع رأسها بعينيها المحمرتين، واللامعتين بسبب الدموع المتجمعة:
- وش الحل طيب؟ تبغوها تموت؟ لها شهرين بالمستشفى طايحة وماحد راضي يقدم لها العلاج المناسب.. انتوا يا عيالها عاجزين تلاقون وظيفة توفر مبالغ فواتير نص شهر، ايش تبغاني اسوي؟ احط يدي على خدي واراقبها لين تموت؟ جاوبني!
لم يجبها هو، ولم يرِد الاجابة اصلا.
ما نطقته كان محض هراء، مزاح ثقيل.. مقلب سخيف.
او انه في حلم.. اي شيء سوى ان يكون ما تنطقه صحيحا!
سيجنّ بالتأكيد.
تسأل مارثا بصوتها المختنق:
- ومين هالمجنون اللي قبل عرضك ورضى يتزوجك؟ وعطاك بعد هالخاتم اللي يسوى ثروة! ويدري بظروفنا؟
- راح تشوفوه بكرة بيجي ومعاه الشيخ نعقد قراننا، يدري عن ظروفنا.. ويدري بعد انكم راح تشتغلون عنده.

كانت تمزح بالتأكيد، تمارس عليهم حيلة ما.
على آماله تلك.. استلقى أوس على فراشه ونامت عيناه دون ان ينام عقله لحظة واحدة.
واستيقظ صباح اليوم التالي ليجدها حقيقة غير قابلة للتكذيب بعد الآن!
فها هي هانا، تخرج من حجرتها وهي ترتدي فستانا ناعما جعلها كالقمر، بزينة خفيفة.
والباب يُطرق، بل كان قلبه هو من يدقّ بصوت صاخب، خائف مرتعد لا يقوى على تحريك قدميه.
ولا يجرؤ على فتح الباب.. وهو يعلم ان هانا تراقبه وتنظر اليه منتظرة منه استقبال الطارق.
بيتما يتأملها هو بصمت وألم قاتل يكاد يطرحه أرضا.
لينبهه صوت مارثا المتذمر وهي تتأفف وتفتح الباب.
لا زال غير قادر على فعلها، على الالتفات نحو ذلك الشخص الذي ربما سينحره لمجرد تفكيره بهانا.. لكن شهقة مارثا العالية اجبرته على ذلك؛
- مارك! ماذا تفعل هنا مع الشيخ؟ هل ستشهد زواج هانا؟
- لا، بل أنا من سيتزوجها.
أجاب وهو يبتسم ويدخل يده بجيب بنطاله.
شعر أوس وكأن أحدهم سكب عليه ماء باردا.
ولم يتمكن من ابداء اي ردة فعل.

كان يملك تلك الفرصة، لنصف ساعة كاملة، وقبلها نصف اليوم بعد عودة هانا ومفاجأتهم بالخبر.
كان سيتمكن من ايقاف تلك المهزلة، الامساك بيد هانا والهروب بعيدا جدا، او صراخه بوجه مارك مانعا إياه بأي طريقة.
مذكرا اياه بحبه المجنون لإيما وحب إيما له، وان ابتعاد ايما عنه لظروفها الصحية ليست عذرا على الاطلاق.. ليطعناها بهذه الطريقة البشعة.
لكنه لم يستطِع، لم يتمكن من فعلها.. بل وكان شاهدا على زواج هذين الخائنين.
ليدرك في النهاية، بل كان مدركا منذ البداية.. انه لم يفعل ذلك ليس لأنه لم يتمكن، بل لأنه لم يرغب بفعلها أساسا!
لم يُرِد تضييع تلك الفرصة الذهبية، في علاج والدته وانقاذها من الموت!
كان جبانا، جشِعا، حقيرا وأنانيا.
لذا.. إيما محقة، وقف ( يتفرج ) ضياع حبه، لم يفعل أي شيء يستحق الندم سوى جبنه وأنانيته، ليس لديه الحق في لوم أحد!
غير أن تلك الفكرة كانت تدور بخلده مُذ ان اكتشف حقيقة مشاعره تجاهها وأنه يحبها، ( هل ستقبله وهو ابن خاطفها، ابن معْتصبها! ابن من غربتها وابعدتها عن عائلتها ظلما؟ ).
هو.. وبشكل فعلي، باع هانا من أجل أمه.
لذا يستحق ان يعاقب على جريمته أيضا!


____


الرياض

انتصف الليل، وقد شبعت من النوم.
منذ الصباح الباكر وبعد خروج ثائر من منزلهم راضيا منها ومرضيا إليها، نامت مرتاحة البال والخاطر.
ولم تستيقظ سوى لآداء الفروض في اوقاتها.
خرجت من حجرتها حين شعرت بالهدوء الذي عمّ في المنزل.. وقد اتخذت قرارها في ان تتجنبها تماما، تتجنب والدتها!
فهي قد علمت ان ثائر لم يتزوجها من اجل المال، لكنها تأكدت ايضا ان والدتها عرضت عليه عرضا لم يرغب ثائر بأن تعرف هي عنه!
وهذه الفكرة تغضبها إلى حد الجنون.
تدخل إلى المطبخ وتفتح الأنوار، ثم تمشي بكسل تخرج الطعام الجاهز من الثلاجة، تسخنه وتجلس على الطاولة تأكل رغما عنها كي لا تموت فقط.
لا تشتهي شيئا، ولا تشعر بالجوع.. ولطالما كانت هكذا.

حين انتهت رفعت رأسها ببطء وهي تشعر بطيف احدهم بالقرب من باب المطبخ.
وجدت والدتها تقف هناك متكتفة.
لتبعد انظارها عنها سريعا، ثم تنهض وتضع صحنها في حوض المغسلة.. تنوي الهروب من المطبخ.
إلا ان أمها امسكت بذراعها لمّا اقتربت من الباب:
- خلينا نتكلم سيلين.
- ما عندي شي اقوله.
قالتها سيلين ببرود وهي تحاول التملص من ذراع والدتها.
لكن الأخرى امسكتها بقوة أكبر واعادتها الى مقعدها بداخل المطبخ وجلست بجانبها دون ان تترك ذراعها:
- انا عندي، واسمعيني زين سيلين.
رفعت سيلين عينيها المحمرتين من الغضب:
- ايش ودك تسمعيني اكثر من اللي سمعته؟ عن الصفقة اللي عقدتوها مع ثائر؟ عن العرض اللي عرضتيه عليه عشان يتزوجني؟ ولا عن خالاتي اللي يدرون عن كل هذا! كيف تبيعيني بهالطريقة؟ انا بنتك يمه! كيف تسوين فيني كذا؟
- كله لمصلحتك.
صمتت سيلين لبعض الوقت تستوعب ذلك الرد العجيب:
- مصلحتي! وين المصلحة في انك تبيعيني لواحد كأني سلعة؟
والدتها بحدة:
- احترمي نفسك سيلين، ما بعتك لأحد.. وافقت عليه وزوجتك إياه على سنة الله ورسوله، حتى لو عرضت عليه صفقة مثل تقولين تراه رفض وما اخذ مني فلس واحد.
بدأت دموعها تنزل على خديها بألم:
- كثر الله خيره ما وافق لأنه يقدرني ويحترمني وما رضى يعاملني بالطريقة اللي عاملتني فيها أمي! حتى لو رفض تظلين غلطانة بحقي.. قولي ليش سويتي كذا؟ وكيف طاوعك قلبك تعامليني بهالطريقة؟ تكرهيني؟

آلمها قلبها على منظر ابنتها وهي تبكي بتلك الطريقة، ولم تسعفها الكلمات للرد.. بالرغم من انها فكرت طوال اليوم وقررت ان تواجهها وتصارحها علّها تسامحها.
لكنها الآن وهي أمامها، تشعر بأنها بكماء لا تستطيع الكلام!
حتى نهضت سيلين وحررت ذراعها من قبضة امها، وابتعدت بخطوات سريعة.
ليأتيها صوت جريح مليء بالعبرات:
- كنتِ بتموتين، كنتِ بتذبحين نفسك.. ما بغيت انحرم منك يا سيلين، لو ما زوجتك ثائر وخليته يدخل حياتك ما كنتِ قدامي الحين!
اغمضت سيلين عينيها بنفاذ صبر:
- اللي يسمعك يقول اني صدق كنت بذبح نفسي! حرام عليك يمه، اذا تبغين تبررين فعلتك قولي لي شي معقول يصدقه عقلي!
وقفت والدتها امامها:
- ما راح ابرر اكثر من كذا، بس لا زلت مو موافقة على ثائر، انا أمك وأنا أدرى بمصلحتك، مو الحين يا سيلين.. بعدين راح تعرفين الحقيقة، وراح تعرفين ليش تصرفت بهالطريقة.
خرجت والدتها من المطبخ وتركتها بمفردها، تصارع افكارها.. وتحاول ابعاد تلك الحيرة عن عقلها، والتخلص من غضبها بسبب ما قالته امها.
والتي بدلا من أن تخفف عليها زادتها همّا على همها.
مجددا.. وجدت نفسها تفكر به، بثائر.
تريده بجانبها حالا.. ان ترتمي بصدره فيربت على ظهرها يواسيها ويخبرها أن كل شي بخير، وانه لا زال يحبها.
وجدت نفسها تتصل به فور دخولها الى حجرتها.
وتقف بالقرب من النافذة تتأمل القمر وهي تنتظر رده.
على الرغم من انها شعرت بشي من الخجل والذنب وهي تفكر فيما فعلته به.
الا انها ما إن سمعت صوته ونبرته الحنونة للغاية.. حين اجاب وتغزل بها على الفور، نسيَت كل شي، ولامت نفسها على تفكيرها به بسوء.

تسأله مبتسمة:
- تقدر تجيني بكرة؟
يجيبها دون تردد:
- طبعا، بأي وقت.
- مهووسة صح؟
كأنها تراه يبتسم على سؤالها الذي تكرره دائما بقصد سماع اجاباته المختلفة بكل مرة والشافية بذات الوقت:
- أنا المهووس فيك، لدرجة اني ودي أجيك الحين وأخذك ونختفي سوى للأبد وما يزعجنا أحد.
ضحكت بسعادة حتى مع علمها انها مجرد اجابة مبالغ بها.

____



يتبع ..


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 03:50 AM   #99

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي



المانيا - المنتجع

لا زال الوقت باكرا، اصبح الصباح للتو ولم ينجلي الظلام كليا.
الرياح المنعشة والهواء اللطيف يجعله يشعر بالاسترخاء رغما عنه.
يجلس على مقعده المعتاد مريحا ظهره ممددا قدميه متكتفا، ينظر إلى ما أمامه.. اخضرار على مدّ البصر.
ثم من بعيد بعض الأشجار الكثيفة، والتي تجعل المكان ذات هيبة في الليل.
منظر كهذا يستحق ان يتعنى أحدهم لأجله، كل ما رآه تفهم لمَ قد يدفع احدهم مبالغ طائلة للمكوث عدة أيام والاستمتاع في هذا المنتجع.
وسبب آخر، الإدارة الجيدة بل الرائعة طوال السنوات الماضية، جعلت للمكان سمعة منقطعة النظير.
حتى انه اندهش حين رأى سائحين كُثر من بلاد بعيدة، فقط بسبب السمعة الجيدة للمكان.. دون اي جهد اعلامي من اصحاب المكان.

مرّت ٣ أيام تقريبا، لم يراها بها أبدا او حتى يلمح طيفها.
لا يدري ما الذي اشغلها الى حدّ اهمالها للمنتجع، لكنه كان سعيدا بذلك.
رؤية وجهها امرا يجعله يشعر بالمرض طوال اليوم.
لذا بعد ان استيقظ من النوم صباح اليوم واستعدّ للخروج، دعى من قلبه ألّا يقابلها اليوم أيضا.
لكنه بالمقابل دعى أن تشعر الصغيرة ليا بالتحسن، فقد كان يراها تذبل أكثر فأكثر يوما بعد يوم.
يؤلمه قلبه عليها دون أن يعرف ما الذي تعانيه بالضبط وما المرض الذي جعلها بتلك الحالة.
استغرب اهتمامه بها وتفكيره بحالها طوال الوقت، وبحثه عنها في كل حين.. ثم المرور عليها والمزاح معها.
ضحكها وابتساماتها كانت تشعرانه بالحياة.
ليُدرك على الفور سبب عاطفته وشفقته نحوها، كان ذلك لأنها تذكره بسيلين!! اخته الصغيرة وابنة قلبه.
تشبهان بعضهما كثيرا.
ببنية جسديهما الصغيرة، وضعفهما.
غير انه يبدوا ان ليا تختلف عن سيلين بشي واحد، انها لا تتذمر مثل الأخرى كثيرا ولا تبكي لأسباب تافهة!
مع ذلك بالتأكيد لم يُكثر من مزاحه مع ليا، ولم يتعدى حدوده قط.. فهي وان كان جسدها صغيرا وكأنها طفلة، واضح انها قد بلغت بالفعل.
يزعجه هذا الأمر كثيرا، ان يرى تلك الأختين غير محجبتين بعكس لينا.. وآآه من لينا وحب لينا!

لم يكَد يذكرها في عقله ويستحضرها في قلبه حتى تناهت إلى مسامعه نبرة ناعمة ايقظت باقي مشاعره:
- صباح الخير.
فزّ واقفا مرتبكا وكأنه اصبح فجأة امام حشد من الجمهور.
لتضحك لينا قائلة:
- وش هالأفكار اللي نبهتك منها حتى تنفجع بهالشكل؟
لا تضحكي.. انتِ تهلكينني وتهلكي قلبي.. كُفّي عن النظر إليّ بهاتين العينين ارجوك!
كاد يصرخ بهذه الكلمات في وجهها، ونبضات قلبه تتسارع بجنون.
تعجبت لينا من صمته وارتبكت من نظراته؛
- انت بخير؟
ابتسم بهدوء دون ان ينعكس اي شعور على ملامح وجهه:
- طبعا، وانتِ؟ الحمدلله على السلامة.
- الله يسلمك.. شكلها صارت عادة انك تجلس هنا، كل ما جيت لقيتك بنفس المكان.
ليتها تعلم سبب ذلك! وكيف انه ينتظرها كل يوم دون أن يملّ.
ابتسم:
- المنظر يسبب ادمان للواحد خاصة بهالوقت.
تهزّ رأسها موافقة وهي تنظر إلى تلك المساحة الشاسعة تتنهد:
- صادق، امي دايم كانت تقول انه هالمكان كان واحد من الأشياء اللي صبّرها على الحياة، بعد الله طبعا.
- الله يرحمها.
آمّنت في داخلها وقد مرّ بها طيف والدتها فشعرت بالألم مجددا، ليخرجها لؤي من ذلك على الفور:
- جاية بدري اليوم.
التفتت إليه سريعا:
- اوه صحيح ذكرتني، جيت بهالوقت عشان أقدر آخذ منك علب الأكل قبل لا تصيدني ميرا، هي نظيفة صح؟ تقدر تعطيني اياها الحين؟
- طبعا.. ثواني بس.
التفت ذاهبا إلى شقته مسرعا وهو يضحك من تعابير لينا المرتبكة، لم يكن عليها ان تعطيه ذلك الطعام ان كانت تخشى ميرا إلى هذه الدرجة.

في تلك اللحظة.. توقفت سيارة ميرا امام مسكن البنات، وتوترت لينا أكثر.
كيف لم تنتبه ان سيارة ميرا لم تكن هنا!
ومن أين تكون قد عادت في هذا الوقت؟
اتجهت إليها على الفور:
- وين كنتِ ميرا؟
ميرا التي ابصرتها من داخل السيارة ونزلت متجهمة الوجه:
- انتِ اللي وش جايبك هنا؟ وش قلت لك أنا؟
- مو كأنك كنتِ متوقعة اني بسمع كلامك وما عاد اجيكم! راح أجي كل نهاية اسبوع سواء وافقتِ ولا لا.
لو لم تكن ميرا متعبة وفي حالة نفسية مختلفة، لصرخت بها مغضبة.
لكن السهر والاجهاد انهكاها بالفعل، لتقذف المفتاح على لينا:
- سوي اللي يريحك ما فيني طاقة اجادلك، تعرفين تسوقين صح؟ خذي ليا وديها المستشفى وارجعي اشرفي على الموظفين وساعديهم، بنام لليل لا تصحوني.
هزّت لينا رأسها ايجابا وهي تحاول استيعاب كل تلك الأوامر، واستيعاب موافقة ميرا الغير متوقعة.
في اللحظة التي مرّت بها ميرا من امامها دون ان تنتظر ردها، لتصطدم برأسها جسد لؤي الذي كان يهبط السلم مسرعا بينما تصعد ميرا مخفضة رأسها.
توقفت في مكانها تزفر أنفاسها ثم ترفع رأسها بنظرات حادة.
دعى لؤي لنفسه بالصبر وطولة البال وقد أدرك انه واجه للتو ما سينغص عليه اسبوعا كاملا.
لكنه تفاجأ بل اندهش حين تجاوزته دون ان تقول اي شيء!
ثم دخلت إلى المسكن بهدوء واقفلت الباب بعدها.
التفت إلى لينا صامتا متعجبا، ليجد وجهها تعلوه نفس التعابير.
تسأل:
- ايش فيها؟ صار شي خلال الأيام اللي راحت؟
هزّ رأسه نفيا:
- لا، ما صار شي.
شعرت لينا بالضيق حتى قبل ان تعرف السبب:
- سألتها من وين جاية بهالوقت ما ردت علي، ولا عصبت من جيتي مع انها هددتني عشان لا أجي.. اكيد في شي صاير.
اخفض لؤي رأسه باحراج:
- أنا آسف، قلتِ لي انتبه لخواتك بس ما عندي علم ايش قاعد يصير معهم.
ابتسمت لينا:
- لا ما عليك ما في داعي تعتذر، يكفيني انهم بخير وما صار فيهم شي، مانت ملزوم تهتم بحالتهم النفسية.. صحيح وين العلب؟
- سمعت صوت اختك وخفت.. ما طلعتها.
ضحكت لينا من الموقف:
- زين سويت.. عن اذنك بروح اشوفهم.
حملت حقيبتها من الأرض مجددا ثم ذهبت عنه واختفت.
ليتنهد هو الآخر بحيرة.
دعى ليتجنبها، ولم يتوقع ان تشغل تفكيره بعد أن رآها بتلك الحالة.. بعينيها التي رآى فيهما الضياع وشيء آخر لم يتمكن من فهمه.

____

المنتجع - مساءً

تفتح عيناها على صوت الباب وهو يُفتح، لترفع ذراعها تغطي بها عينيها.
لتعرف ليا على الفور انها استيقظت بالفعل.
مدّت يدها إلى المفتاح لتفتح الأنوار، منعتها ميرا:
- لا تفتحين بصدّع زيادة.
ليا التي تفهم العربية لكنها لا تتحدث بها، سارت بخطواتها البطيئة إلى سرير اختها لتجلس بجانبها، ثم تمدّ يدها إلى جبينها وتشهق:
- ميرا، انتِ حرفيا تحترقين.
ابعدت ميرا يدها بلطف تجيبها بهدوء:
- لا تبالغين شوية سخونة.
ليا بقلق:
- لا، انتِ مريضة حقا ميرا، تعجبت حين اخبرتني لينا انك أمرتِها بأخذي إلى الطبيب، انتِ لا تتخلفين عن ذلك دون سبب، ما بك؟ لم تتعبي هكذا حتى حين توفت أمي.
ابتسمت ميرا وهي تجلس لكي لا تقلق الصغيرة اكثر:
- كبرتِ يا ليا وأصبحتِ تقلقين عليّ بدلا من أن اقلق عليك، صدقيني ليس عليك فعل ذلك، انا بخير.. سأتحسن ما إن استحمّ بماء بارد.
تعجبت حين سمعت شهقة خافتة صدرت من ليا، اخذت تلمس وجهها الصغير حتى شعرت بالدموع بما انها لا تتمكن من رؤية وجهها في الظلام:
- ليا! هل تبكين؟
تجيبها بانفعال:
- انتِ توبخينني دائما، وتفتعلين الشجار مع لينا من اجل الاهتمام بصحتنا، لكن الآن.. انظري إلى نفسك، لستِ بخير على الاطلاق، هذه ليست سخونة عادية، عليك الذهاب الى الطبيب.
اجهشت بالبكاء بشكل حزين، لتدمع عيني ميرا وهي تجذبها الى صدرها وتطبطب على ظهرها بينما تكمل ليا:
- نمتِ ١٥ ساعة هل يمكنكِ تصديق ذلك!
- اردتُ ان ارتاح قليلا، اشعر بالارهاق والوهن ومجيء لينا منحني الفرصة للراحة.
ابتعدت ليا عنها قليلا:
- لذا ما زلتِ بحاجة للذهاب الى…..
تقاطعها ميرا وهي تقبل جبينها:
- اعرف نفسي جيدا ليا، انا بخير.. سأستحم واتناول بعض الطعام لأتحسن، ان لم يحصل ذلك بحلول منتصف الليل اقسم اني سأذهب لرؤية الطبيب، هل هذا يرضيك؟
هزّت ليا رأسها ايجابا وعلى مضض.
في اللحظة التي دخلت بها لينا اليهما وفتحت النور:
- بسم الله وش تسوون في الظلام؟
ضحكت ميرا وهي ترى وجه لينا المحمرّ والارهاق بادٍ عليها:
- هاااه؟ وش رايك بالشغل؟ هذا اللي ميتة عشان تساعديني فيه؟
تخلع لينا حجابها وترميه جانبا ثم تسقط على الأريكة نصف جالسة:
- اكرهك، قلت بشتغل واساعدك بس مو اول ما اوصل!
تنهض ميرا:
- تستاهلين، وترى غيرت رايي صدق.. خلاص تعالي كل ويكند وغطي مكاني، ما بكون موجودة من الاسبوع الجاي.
- ليش وين بتكونين؟
- ببدأ آخذ دورات مكثفة للسبا، اللي كنت اعتمد عليها راحت ما عاد تشتغل هنا.. وما اقدر اثق بأحد ثاني لازم اكون المديرة هناك.
تسألها لينا بعد صمت قصير ترددت فيه:
- ضروري؟ متأكدة بتلقين وحدة شاطرة وكويسة مو لازم تهلكين نفسك بهالشكل.
تتنهد ميرا بضيق:
- السبا اهم شيء عندنا بالمنتجع واشهر واحد بالمنطقة، ما اقدر اخاطر واخسر هالسمعة لينا.. اذا راح نخسره بنخسر المنتجع كله.. المهم انتوا اطلعوا بسرعة موعد ليا بعد ساعة بالضبط ما راح تلحقون.
انهت كلامها ودخلت إلى دورة المياه، والاثنتين تنظران الى ذلك الاتجاه بحزن وضيق شديدين.
ترغبان بفعل شيء لمساعدتها، الا ان ذلك مستحيل.

تخرج ميرا بعد ان انتهت من الاستحمام، لتجفف شعرها ثم ترفعه.. وترتدي لباسا ثقيلا على الرغم من أن الجو ليس باردا.
اخذت بيدها خافض حرارة وهي تخرج إلى المطبخ، لينا وليا خرجتا بالفعل وخلا المنزل منهما.
ابصرت وعاء طعام على الطاولة.. لا بد أن لينا احضرت لها شيئا.
ازالت الغطاء.. لم يخِب ظنها، المنظر يبدو رائعا للغاية.
ضحكت وهي تجلس على المقعد وتبدأ بتناول الطعام، لينا.. اكثر فتاة تكره اعداد الطعام، لكنها حين تفعل تبدع جدا.
كان الطبق لذيذا، ورائحته شهية.. يجعل الشبعان يشتهيه.
لكنها حاليا لا تشتهي شيئا ولا ترغب بالأكل، لذا اجبرت نفسها على انهائه لتتناول دوائها، لا تملك طاقة لفعل اي شيء.

بعد مضي بعض الوقت، خرجت من المسكن وتنفست هواء عميقا.. ثم وقفت بجانب الطاولة التي اعتاد لؤي الجلوس عندها.
لحسن الحظ أن موعد ليا في هذا الوقت من المساء، والا لم تكن لتجد فرصة للتحدث اليه.
ذلك الذي ابصرته عند المدخل الفاصل بين مسكنهم والمنتجع، يسير بتعب بعد انتهاء هذا اليوم الطويل.
انتظرته حتى وصل اليها ينظر نحوها مستغربا:
- وشو؟ على ايش بتهاوشيني الحين؟ بعد ما نمتِ طول اليوم تهربتِ من الشغل، وقبلها ٣ أيام ما شفناك.
- لهالدرجة افتقدتني! كنت تعد الأيام؟
بابتسامة ساخرة:
- طبيعي أعدّ الأيام كل شي صار على ظهري.
- مو ذنبي اني خسرت وحدة من اكثر الموظفات موهبة بسبب واحد من الناس، غير كذا اختي غطت مكاني اليوم ليش تشتكي؟
ضحك بغير تصديق:
- لينا! طلعت غشيمة اكثر مما توقعت، تعبت وانا الحقها طول اليوم اعلمها هذا واشرح لها ذاك.
لتجيب وهي تتكتف:
- عموما ما عندك عذر عشان تتشكى! انت جاي بنفسك تتطوع للشغل، وزي ما قلت عندك آلاف الموظفين اللي كنت تتعامل معاهم يوميا هناك، ليش مو قادر تتحمل اللي هنا؟
زفر انفاسه بنفاذ صبر، لا يريد التحدث اليها اكثر فهي تستنزف طاقته حرفيا.
حين نوى تجاوزها والذهاب الى مسكنه، لم يتمكن من ذلك بسبب غيظه ليستدير اليها مجددا:
- ايش اللي مشغلك لهالدرجة ممكن اعرف؟ حتى لو اختك بتغطي مكانك غيابك يوضح لي شكثر انتِ انسانة مهملة وما عندك احساس بالمسؤولية.
- ما تحس انك قاعد تغلط عليّ بكلامك هذا؟
- ابدا، ما سمحت لك تترفهين وتطلعين تتمشين تاركة الشغل، حاليا موسم اجازات وماحد يعرف عن المنتجع كثرك، ايش اللي يخليك تروحين للمدينة يوميا؟ من حقي اعرف كوني مالك المكان وانتِ موظفة عندي.

كانت تلك الحقيقة مهينة اكثر من اتهامها بعدم المسؤولية.. انها بمجرد مجيئه صارت موظفة لديه.
لذا اجابت بهدوء مجددا:
- مسألة شخصية، اتمنى تتفهمني هالمرة وتعذرني.. بإذن الله برجع اشتغل وارجع كل شي زي ما كان بس انتهي منها، اسمح لي آخذ اجازة بكرة بعد.
واكملت تتجاهل شعورها بالاهانة وهي تبتسم:
- مع انه ابدا ما في داعي استأذن منك ولا لك حق تمنعني، ما تقدر تعتبرني موظفة عادية.. انا شريكة لهالمكان اخ لؤي.. حط هالشي في بالك، انا وأمي ماسكين المكان لفترة طويلة ما تقدر تعتبرني مجرد موظفة.
اغمض عيناه بقلة صبر، على الرغم من ان كلامها كان عاديا ومجرد توضيح للحقيقة، الا انها استفزته بثقتها المفرطة، او ربما شعر بذلك لتعبه وارهاقه.
- على فكرة تراك وقحة وانانية، لي ساعة اشرح لك الوضع وانتِ تبغين يوم زيادة اجازة؟
كانت ستجيبه بنفس نبرته، لكن رنين جوالها انقذ لؤي من غضبها.. لتبتعد عنه بعد ان رمقته بحدة، ثم تجيب على المتصل بعد أن هدأت نفسها:
- اخبرتك انني سألتقيك في الغد، لمَ تتصل؟…… حسنا.. كما اتفقنا، سآتيك حيث تواعدنا ان نتقابل، إلى اللقاء.

كان لؤي يستمع الى ردودها بالانجليزية، ثم ابتسم في نفسه بسخرية.
هذا ما كان ينقصه! تريد ان تغيب يوما آخر من اجل تلتقي بشخصٍ ما!
هل هي جادة!
حسنا سيصمت اليوم ويمرر لها الأمر ليرى النهاية، لكنه بالتأكيد.. سيطردها من العمل غدا!
____


اللهم ارحم مارية وأعمامي وأجدادي وجميع أموات المسلمين، اغفر لهم وعافهم واعفُ عنهم، برد قبورهم وأرِهم مقاعدهم في الجنة يارب العالمين، اللهم آمين.
اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-23, 03:53 AM   #100

MeEm.M

كاتبة في منتدى القصص والروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية MeEm.M

? العضوٌ??? » 430513
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 347
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » MeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond reputeMeEm.M has a reputation beyond repute
افتراضي

قراءة ممتعة للجميع
لا تنسوا قراءة سورة الكهف والاكثار من الصلاة على النبي

انتظر آرائكم وتعليقاتكم على الأحداث..
الاخميس موعد ثابت بإذن الله
واذا صار عندي ظرف وما قدرت انزل راح ابلغكم بإذن الله ❤️❤️

اليمامـة likes this.

MeEm.M غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.