02-08-22, 09:25 PM
| #11 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام 
|  عادت له ذكرى مريرة من ماضيه مع والده والذي يتوق لمحو اسمه الذي يلي اسمه بالهوية.. ذكرى وضيعة كحال صاحبها والذي لحسن حظه فارق الحياة قبل مواجهته فلم يكن بقلبه ذرة ألم واحدة على حاله والذي أوصل نفسه له بيديه تاركا إياه ووالدته قديما حتى غادرت والدته الدنيا وتركته يتيم الأم والأب معا. تشوّشت الرؤية أمامه وهو يرى المدعو شاكر واقفا يهين والدته ابنة الشيوخ كما اعتاد مقلّلا منها مهينا كرامتها حتى امتدت يده عليها كحاله منذ فترة ووالدته صامتة لا تنطق بحرف فقط تغمض عينيها وكأنها تحاول إيهام نفسها أنها بكابوس سرعان ما سينتهي ما إن يغادر زوجها والذي اختارته بمحض إرادتها ووقفت أمام قبيلتها ووالدها رحمه الله من أجله ولكنها للأسف خسرت الرهان عليه وتبيّن أن رأي والدها كونه وضيعا وطامعا بأموالهم حقيقة واقعة وليست من نسج خيال والدها كما قالت له ذات مرة. تغمض عينيها وتبحر بعالم آخر تتخيّل نفسها به تزوجت ممن يحبها حقا ويصونها كما ظنّت بشاكر إلا أنها استيقظت على صوت الصفعة التي لسعت وجنتها بقوة جعلتها تفتح عينيها بغتة وهي ترمقه بنظرة غريبة أشبه بالمجاذيب! وبالطبع استغلّ والده الفرصة كي ينعتها بالجنون وهو يكمل شجاره اليومي ويطالبها أن تذهب لوالدها وتطلب منه مالا لأجل الطفل.. أما الطفل المعني بالأمر ظلّ واقفا يراقب ما يحدث ودموعه تسيل ومعها كرامته تُهدَر وهو يرى والده يهز والدته بقوة وهو يملي عليها ما ستقوله لوالدها حتى يعطف عليها ويعطيها بعض المال ويؤكّد أنه لم يتزوجها سوى من أجل المال وأنها صفقة خاسرة لذا سيتركها لو لم تستطع جلب المال الذي يريده هذه المرة أيضا وسيجد لنفسه صيدا آخر أكثر مالا وهذه المرة سيتأكّد أنه سيكون صيدا فاخرا يحقق له طموحاته وأحلامه. خرجت والدته لا تلوي على شيء ولا تعلم حتى إلى أين تذهب فلم يكن لديها الجرأة لتذهب لمنزل والدها شيخ قبيلتها بعد زواجها رغما عنها بمن أذلّها وأهانها مرارا وتكرارا خلال سنوات لا يعلم حتى كيف احتملتها والدته! خرج حاتم خلفها يخشى عليها من الحالة التي كانت بها ولا يعلم ماذا عليه أن يفعل وهو ابن الثامنة بين أب يخشاه ويكرهه وأم تسيل دموعه من أجلها ولكنه ظلّ يتبعها ليجدها ذهبت لمنزل أختها زوجة الشيخ صالح بني خالد والتي ولدت فتاة كالقمر أسماها والدها ألماسة ووعده أن تكون له ما إن تكبر . توقّف على مقربة من المنزل وكان في الجهة المقابلة له كوالدته والتي ما إن خطت لتعبر الطريق حتى كان قدرها بانتظارها فجاءت سيارة مسرعة وانتشلتها من بؤسها والعذاب الذي تعيشه بحياتها أمام عينيه فوقف للحظات لا يقوى على التحرّك نحوها والتأكد هل هي على قيد الحياة أم فارقتها! ولم يفق سوى على صرخات بعض المارة والذين شاهدوا الحادث الأليم والذي كما توقّع كان نهاية عهد والدته بالإهانة والظلم ففارقت الحياة تاركة خلفها طفلا كل ذكرياته عن والديه ذكريات مظلمة يتوق لنسيانها والتخلّص من شوائبها العالقة بقلبه وذاكرته. إلا أنه أبى إلا أن يترك له إرثا يتكون من شابين ووالدتهما ليكون مسؤولا عنهما وبالرغم أنه ظنّ نفسه لن يستطيع الاقتراب منهما أم حتى الشعور بحبهما إلا أنه غرق بحبهما كأنهما ولديه وليسا أخين من أب لا يُمَت للأبوة بصلة وكانا هما عمّين لطفليه مشاري وإيلاف اللذين أنارا حياته تباعا منذ فترة ليست بالطويلة. **** يتبع | |||||
|
|
02-08-22, 09:27 PM
| #12 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| وأخيرا انتهت الجراحة وخرجت جوزال إلى غرفة عادية وهدأ جنون بتّار إلى حد الذي جعل الجميع يرمقون هدوئه بغرابة بعد ما أثاره من جدل حول زوجته وهي بغرفة العمليات بعدما فشلت ولادتها الطبيعية وتحوّلت إلى أخرى قيصرية وهو يصرخ بكل مَن يقابله حتى كبّله شقيقاه بالقوة واصطحباه إلى مكتب راكان الذي علم جيدا أن مشاعر ابن عمه صاخبة في الحب والغيرة وحتى في الخوف لذا منحه بعض العذر لما فعل إلا أنه حاول الحدث معه بهدوء فلم يتقبّل منه بتّار أي شيء فتركه برفقة شقيقيه وذهب ليطمئن على جوزال علّه يستطيع تهدئة زوجها المجنون. "بتّار, ألن تدخل لجوزال؟ إنها تسأل عنكَ منذ استيقظت! أنتَ حتى لم ترَ طفلتكَ أخي!" بادره قسورة بقلق وهو يراه صامتا بطريقة أخافته عليه بعد كل الجلبة التي افتعلها قبلا لتتحرّك مقلتا بتّار تجاهه وهو يقول: "هل انتهى كل شيء؟" رفع قسورة حاجبيه بدهشة قبل أن يومئ بصمت وهو يشير إليه أن يذهب إلى زوجته ليطمئن عليها وعلى ابنته فنهض بتّار بصمت وسار إلى الغرفة التي أخبره عنها شقيقه قبل أن يدخل بهدوء جعل الجميع ينظر إليهمترقّبا لحظات الجنون التي ستندلع قريبا إلا أنه فاجأ الجميع بذهابه إلى جوزال وحملها بين ذراعيه برفق على الرغم من العنف المرتسم بعينيه ثم جلس على الفراش وأجلسها فوقه قائلا بنبرة مشدودة تخفي الكثير من الخوف والقلق:"لن نحضر طفلا آخر يا جوزال, لا أستطيع تحمّل ما مررت به قبل قليل مرة أخرى فقد ظننت أنني فقدتك وكدت أهدم المشفى فوق رؤوسهم جميعا, ربما عليّ ألا أقربكِ مرة أخرى حتى لا أعيش ما عشته ثانية" تلاعبت الابتسامات على الوجوه الذكورية فيما شهقت الفتيات وكل منهن تشيح بوجهها وتغادر الغرفة سريعا أما جوزال فلم تعلم هل تبتسم وتطمئنه عليها أم تبكي الألم الذي عاشته أثناء الولادة قبل أن يقرروا تحويلها لولادة قيصرية أم تخجل من الجمع الذي سمع كل كلمة نطق بها زوجها وحبيبها المتهور! ولكنها وجدت نفسها تغمض عينيها وهي تستكين بين أحضانه هامسة: "أحبك جدا بتّار, وأحب مراد وريفال فقط لأنهما منكَ" وإلى هنا كان الجمع قد اكتفى وغادر تاركا إياهما بمفردهما وعلى شفتي كل منهم ابتسامة وتفهّما لما يمرّان به. ***** يتبع | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:34 PM
| #13 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بأنفاس ساخنة بوجهها لا تستطيع تمييز الملامح بسبب التشوش الذي تعانيه بعد العملية التي خضعت لها إلا أنها استطاعت بسهولة تمييز الرائحة الحبيبة التي غلّفتها من اقترابه منها لذا دون تفكير رفعت ذراعيها وأحاطت بعنقه وهي تقرّب رأسه منها هامسة باسمه بنعومة:"قسورة.." شعرت بأنفاسه تزداد حدة وهو يهمهم بالحمد لله قبل أن تسمعه يقول: "أخيرا أفقتِ يا قلب قسورة وروحه" ابتسمت بحب وهي تقول: "كنت معي بأحلامي" شعرت بابتسامته ثم قبلته وهو يقول بتنهيدة طويلة:"أما أنا فعذابي وأنتِ بالداخل فاق كل عذاب شعرت به ومنحت أخي بتّار كل العذر على ما فعله بولادة زوجته" فتحت عينيها برفق حتى أبصرته هذه المرة دون تشوّش ثم ارتسمت ابتسامة حنونة على شفتيها وهي تملأ روحها من ملامحه الحبيبة ثم قالت:"إذا كيف حال الطفلين؟" "لا أعلم فلم أرهما" أجابها قسورة برمقته بذهول وهي تقول: "ماذا؟ ألم ترَ الطفلين حتى هذه اللحظة؟ لِمَ قسورة؟ وأين هما؟" جاءها صوت شموخ من خلفها وهي تقول: "هنا بخير حبيبتي, إلا أن ابن عمي لم يرَ إلّاكِ حتى هذه اللحظة مؤجّلا كل شيء حتى استيقاظكِ والاطمئنان عليكِ" شعر قسورة بقليل من الإحراج من شموخ وعابدة اللذان رافقاهما على الرغم من ولادة شموخ بالتوأم دياب وداغر قبل فترة قليلة قبل أوانها وتعبها الكبير إلا أنها لم تترك بينار لحظة واحدة بل أصرّت أن تدخل معها الولادة حتى تطمئن عليها وتطمئنه أما بينار فقد شعرت بالذهول لوجود شموخ جوارها وهي التي تحتاج للراحة أكثر من الجميع فهتفت بعدم تصديق: "يا إلهي شموخ! لِمَ أنتِ هنا أختي؟ أنتِ بحاجة للراحة شموخ ألا نهاية لقرارات عقلكِ الصلدِ هذا؟" ابتسمت شموخ وهي تنفي بهزّة من رأسها فيما قالت عابدة:"كم ألححت عليها ألا تترك الفراش ولكن ماذا أفعل أمام عقلها الذي لا يقتنع بشيء سوى ما يريده, كان الله بعون سلطان وأعانه عليها" قهقه قسورة قبل أن يقول بامتنان: "بل أعانها الله على قلبها الكبير والذي تحتوي الجميع فيه أمي, أنا ممتن لابنة عمي كثيرا لما فعلته فلولا وجودها مع بينار بالداخل لانهرت خوفا عليها" ربّتت بينار على وجنته بحب وحنو قبل أن تقول لعابدة:"شموخ هي أمي الأولى والتي علّمتني كل شيء, في الواقع أدين لها بالكثير ولولاها لضعنا أنا وجوزال منذ زمن بعيد.. شموخ هي حجر الأساس ليس فقط للقبيلة بل لحياتنا جميعا أمي.. ربما الحسنة الوحيدة التي فعلها رشيد بحياته هو إحضار شموخ لتعيش معنا فلولاها لما كنّا هنا الآن" ذكرى رشيد جعلت قشعريرة باردة تشري بجسد شموخ فقد عادت منذ فترة بعدما صفّت كل أعماله بالخارج وقسّمت الأموال بالتساوي بينهن جميعا على الرغم من ترك رشيد كل شيء لها وحدها وباسمها. "ألا تريدين رؤية طفليكِ أختي؟" قالت شموخ تغيّر مجرى الحديث الذي يؤلمهم كثيرا فاستجابت لها بينار وهي تومئ وقسورة يساعدها على الاعتدال بالسرير المستلقية عليه لتحمل شموخ الطفلة وعابدة الطفل ويقترب كلاهما من الفراش لتبتسم بينار وهي تهمس: "غزل وليث.." رمقها قسورة بارتياع وهو يقول: "ألازلتِ مصرّة على هذين الاسمين؟" أومأت بينار بمرح وهي تتبادل مع أختها نظرة ذات مغزى قبل أن تقول: "هل لديك اعتراض حبيبي؟" كادت شموخ تقهقه على نظرة قسورة لأختها والتي تقول (أعلم ما تفعلينه يا ماكرة) إلا أنها لملمت ضحكتها ثم التفتت لتغادر قائلة:"لابد وأن سلطان يحترق بالخارج سأذهب قبل أن يحرق المكان فوق رؤسنا جميعا" "نادي عمّكِ حبيبتي" قالت عابدة فأومأت لها شموخ قبل أن تخرج لتجد سلطان جالسا مع عمها الشيخ سديد وعلى ما يبدو وجود عمهما كبح الكثير من مشاعر سلطان الحادة والموجهة لها بعدما أصرّت على التواجد مع أختها الصغرى وهي لم تبرأ بعد من ولادتها للتوأم دياب وداغر. "يطلبونك بالداخل عمي" ابتسم لها سديد وهو يربّت على وجنتها بحنو قائلا:"أتعبناكِ اليوم يا قلب عمكِ" ابتسمت له بحب وهي تقول: "ليت كل التعب يسفر عن طفلين جميلين كحفيديك عمّي" "اذهبي وارتاحي شموخ فمازال أمامكِ الكثير ابنتي" قال الشيخ سديد قبل أن يدلف إلى الغرفة فيما التفتت شموخ لسلطان الهادئ بريبة وهي تقول:"هل أنتَ بخير سلطان؟" "هيا شموخ فقد نفد صبري اليوم ولا أريد أن أغضبكِ منّي" بادرها سلطان فزمّت شفتيها بحنق قبل أن تسير جواره بصمت ثم تفتعل تعثّرا واهيا ليلحقها سلطان وهو ينتفض خوفا عليها فابتسمت داخلها بمكر قبل أن تهمس له وهي بين أحضانه بالقرب من سيارتهما: "هل تخاف عليّ يا شيخ؟" رمقها سلطان بحنق قبل أن يقول وهو يدخلها السيارة ببعض الغيظ: "تتلذّذين بخوفي عليكِ يا شموخي, لقد تعلّمتِ مكر النساء بسرعة تدعو للإعجاب" رمقته بنظرة غامضة وهي تقول بصوت متألّم:"اعذر أنثى قد عانت الكثير لتتذكّر أنوثتها, أنثى عندما تبتعد عنكَ تنسى أنها أنثى وتتحوّل لرجل يحمي الجميع كما اعتادت منذ نعومة أظافرها" ضمّها بصدره غير مهتم بمَن قد يراهما وهو يقول بخفوت:"لازلت أشعر بالذنب تجاهكِ يا شموخي ولا أعلم ماذا أفعل حتى تنسي كل ما مررتِ به بسبب خطأ غبي قمت به في فورة غيرة من الأميرة التي خطفت قلبي وعقلي وأنفاسي" استكانت بين ذراعيه وهي تقول بخفوت: "فقط ضمّني وكن بجانبي دوما, لا أحتاج سواكَ بهذا العالم" **** يتبع | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:36 PM
| #14 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| تململ بنومه وهو يشعر بشيء يداعب أذنه فشعر بالغيظ وهو يهتف:"أفنان أريد النوم, كفى لعبا" رمقته أفنان بغيظ قبل أن تقول لاوية شفتيها بشكل مضحك:"لقد تركتكَ تنام طويلا قيس, لقد اقترب أذان الفجر لذا أوقظكَ حتى تلحق الصلاة بوقتها" فتح عينيه بغتة وهو ينظر لها بذهول قائلا: "حقا اقترب الفجر؟" أومأت له وهي تعطيه هاتفه لينظر به للحظات بعدم تصديق قبل أن يستلقي مرة أخرى قائلا:"لقد مرّ الوقت سريعا" "ألا ترى أن حياتكَ مؤخرا تمحورت حول النوم والطعام يا سيد قيس؟ ألا ترى أن هناك أنثى بحياتك تحتاج للاهتمام قليلا أم أنك تزوجتني لتزيّن بي جناحكَ؟" قالت أفنان بغيظ وبعض الحزن يتسلل رغما عنها إلى صوتها وقد وصل حزنها لقيس وآلمه كثيرا فاستوى على الفراش وهو يضمها له قائلا:"أجل أفنان لاحظت كل ذلك وهو يشعرني بالحزن مثلكِ حتى أنني فكّرت أن أستقيل من العمل بالجامعة وأركّز بالمشفى فقط حتى أكون مع راكان فهو يحتاج مساعدتي وبنفس الوقت حتى أكون معكِ وقتا أطول" اتسعت عيناها بدهشة وهي تقول: "هل حقا فكرت بذلك قيس؟ ولكن.. ألم يكن حلمك هو التدريس بالجامعة لماذا تتخلّى عنه؟" ابتسم لها قيس بحب وهو يربّت على وجنتها بحب قائلا:"هناك الحلم الأكبر بحياتي يا قلب قيس وهو أنتِ ولا يضاهيه حلم أبدا لذا الجلوس معكِ وقتا أطول والاهتمام بكِ هو أفضل ما قد أفعله بحياتي, لا أريد أبدا أن أرى الحزن بعينيكِ مرة أخرى أو حتى أسمع نبرة الحزن هذه منكِ أبدا.. ستظلّي لدي أهم من أي شيء بهذا العالم" ابتسمت بحب ظهر على ملامحها التي أضاءت بسبب كلماته البسيطة هذه.. هي حبيبته وزوجته, كلمات بسيطة ترضيها وتجعلها تنسى حزنها بلحظات ولكن الله يشهد أن كل كلمة قالها كانت من قلبه وحقيقة واقعة وليست فقط حتى تهدّئها لتنسى حزنها منه. "ولكني لن أظل بمفردي قيس, هناك أحد آخر سيشاركك بي بعد عدة أشهر" قالت أفنان بترقّب لينظر لها قيس بعدم فهم وهو يقول:"لا أفهمَ مَن سيشاركني بكِ؟" زمّت شفتيها بحنق قبل أن تمسك بكفه وتضعه على بطنها لتتسع عيناه بصدمة وهو يهتف:"أنتِ حامل؟ كيف؟!" "ماذا؟" هتفت بصدمة ثم تابعت ساخرة: "هل أخبركَ كيف يا قيس؟ أم أنكِ تذكّرت أنك غرّرت بي بعقر دارك وعلى مقربة من أهلكَ؟" ارتبك وهو يقول:"أقصد منذ متى؟ كيف عرفتِ و.." ثم عقد حاجبيه وهو يرمقها بغيظ هاتفا: "غرّرت بكِ؟ ألستِ أنتِ مَن كانت تتذمّر منذ قليل أنني لا أفعل شيئا سوى تناول الطعام والنوم؟!" ضحكت بخجل وهي تشيح بوجهها عنه فابتسم بحب قبل أن يضمها له قائلا: "أريد طفلين أفناني.. لن يتفوّق عليّ سلطان بشيء" لم تستطع سوى الضحك عاليا وهي تهتف: "يا إلهي إن ابن عمكَ وزوج أختك جعلك مهووسا به حقا" *** يتبع | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:38 PM
| #15 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| (الباشا) "إلى أين يا حمدة؟" سألتها والدتها وهي ترمقها بغير رضا فارتبكت حمدة للحظات قبل أن تعتدل بوقفتها وهي تقول: "سأذهب لعمتي أمي لأرى الطفلة الجديدة" زمّت والدتها شفتيها وهي تعلم داخلها أن ابنتها لا تذهب إلا من أجل غازي الباشا ابن الشيخ ناصر الباشا والذي لمحتها معه عدة مرات ولولا معرفتها لابنتها جيدا لكانت حبستها وأخبرت والدها إلا أنها تعلم جيدا الحب النامي بين حمدة وغازي رغم صِغَر عمرهما لذا تفرض القيود والتي لا تمنع هذا الحب من النمو ولكن تضع الحدود حتى لا تكون كمَن يضع النار جوار البنزين "حسنا حمدة, نصف ساعة وتعودي قبل عودة والدكِ, أنتِ تعلمين أنه يحب أن نأكل معا جميعا" أومأت حمدة وهي تخبرها ألّا تقلق وذهبت سريعا لملاقاة غازي قبل خروجه من المنزل للمجلس. *** يقف بانتظارها بالقرب من باب المجلس الداخلي للنساء يعلم أنها تأتي بهذا الوقت دوما ليتبادلا عدة كلمات معا قبل أن يذهب هو لوالده وأعمامه في المجلس وتصعد هي لزوجة عمه الأصغر سليم والتي ولدت طفلتها الثانية عود منذ فترة بعد عامين من ولادتها للطفلة الأولى رُبى, كاد يفقد الأمل بمجيئها إلا أنه وجدها تدلف بهدوء من الباب فابتسم تلقائيا وهو يقترب منها ينتحي بها جانبا بعيدا عن الأعين وهو يسألها:"لماذا تأخرتِ حمدة؟" "جعلتني أمي أفعل عدة أشياء قبل أن توافق على مجيئي لعمتي عِطر.." صمتت للحظات قبل أن تتابع بخجل: "هل كنت تنتظرني؟" ابتسم غازي وأجابها بوله فتى بالحادية عشرة من عمره بالكاد خطى ببداية مراهقته: "أنتظركِ طوال الوقت حمدة" صمت عندما ازداد احمرار وجنتيها الخمريتين ثم قال بوعد:"فقط عدة سنوات أنهي دراستي وأطلبكِ من والدكِ وقبلها ربما يكون هناك خطبة حتى لا تكوني لأحد غيري أليس كذلك حمدة؟" رفعت عينيها لا تفهم ما يطلبه منها فأعاد طلبه للوعد بإصرار:"لن تكوني لغيري أليس كذلك؟" ورغم علمها أن كل ذلك بيد والدها وليس لها رأي أمامه إلا أنها وعدته أن تكون له وهي تومئ برقة تعده دون حديث أنها ستكون له وحده لتتسع ابتسامته ويتركها وهو مطمئن على حياتهما المستقبلية بوعدها الذي لا يعني شيئا أمام العادات والتقاليد. **** يتبع | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:40 PM
| #16 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| (الزهرانية) "هل توافقين على الزواج بي وَهَج؟" قالها مراد ذو الأحد عشر عاما فأومأت وَهَج بخجل موافقة فأمسك بيدها وجذبها خلفه ذاهبا لعمه ووالده في المجلس الداخلي للرجال والذي يجتمعون فيه أغلب الوقت ووقف أمام الجميع يعلن: "عمي سلطان أريد الزواج من وَهَج وهي موافقة لذا فلنقرأ الفاتحة الآن وأعمامي جميعا موجودين قبل سفر عمي راكان وعمي قيس" اتّسعت عينا سلطان بقوة فيما كتم الباقين ضحكاتهم وأمسك بتّار بابنه مراد وهو يوبّخهه:"ما هذا يا مراد هل يصح ما تفعله الآن؟ لو أردت طلب فتاة فلتطلبها من والدها أولا قبل أن تسألها رأيها ثم تختار الوقت المناسب" "والعمر المناسب أيضا" قال سلطان بغيظ قبل أن يجذب وَهَج ابنته له يبعدها عن مراد وهو يقول: "ابتعد عن ابنتي يا مراد, ابنتي لن تتزوج فاختر أخرى لكَ بعيدا عنّا" تذمّر مراد وخرج وهو يهتف: "سأذهب لعمتي شموخ, هي مَن ستزوجني وَهَج ولن تستطيع منعها وقتها" انتفض سلطان واقفا بحدة فيما انفجر الجميع بالضحك وفيصل يغمزه: "يبدو أن الولد يعلم ضعف عمه أمام شموخه" رمقه سلطان بنظرة قاتلة فازداد ضحكه خاصة مع كلام قيس:"ما بك يا سلطان إنه طفل يا أخي.. اتركه يحلم" "ابنتي لن تتزوج, ستظل معي طوال العمر ولا أريد لأحد منكم أنتم أو أولادكم أن يطلبها مني مرة أخرى" قال سلطان بحزم وهو يضم ابنته له والأخيرة تبتسم له بحب لا تدرك أن والدها يكتب مصيرها ويبعدها عمَن يميل له قلبها وربما كان السبب بكسر قلبها فيما بعد. نهاية الفصل هستنى آراءكم وتشجيعكم لحد الفصل اللي جاي بعون الله دمتم بفضل الله وعنايته | |||||
|
|
|
07-08-22, 07:29 PM
| #17 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقتباس من الفصل الثاني "الليلة سأفاتح أبي وأمي حتى أخطبكِ يا خنساء" قال حرب بسعادة لخنساء التي توهّجت من الفرحة قبل أن تختفي فرحتها وهي تسأله بوَجَل:"هل سيوافقان؟" عقد حرب حاجبيه متسائلا: "ولماذا سيرفضان؟" ابتلعت ريقها ببطء وقالت وعيناها تنحنيان لأسفل بخجل:"لأني من أسرة فقيرة و.." قاطعها حرب بتأكيد:"كُفّي عن هذا الحديث الغريب خنساء.. وكأنكِ لا تعرفين أمي جيدا.. إنها تحبكِ وستفرح كثيرا عندما أخبرها أنني أريد الزواج منكِ" (أجل تحبني فتاة تساعدها في المنزل بين الفينة وأخرى ولكنها لن توافق على فقيرة مثلي, فبكل تأكيد تريد فتاة من عائلة ذات جاه ومنصب مثلكم) يا ترى هيحصل ايه وعيلته هتوافق وال لا؟! | |||||
|
|
|
09-08-22, 06:49 PM
| #19 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| الفصل الثاني (الماضي) أدخلها سليم بالغرفة التي أشارت إليها زوجة شقيقه عامر ووضعها على الفراش ببطء وكل خلية به تصرخ أن ارحمني يا الله لقد قتلتها بيدي إلا أن ملامحه الجامدة كما نشأ لم تعبّر عن أي شيء أبدا.. تردد بالمغادرة إلا أن صوت زوجة شقيقه الخافت وصله: "لا تقلق عليها سليم, لن أتركها أبدا" أومأ بصمت وخرج من منزل شقيقه رأسا لمنزله المجاور لمنزل شقيقيه ومنه لغرفته ليخرج سلاحه من الخزانة ويخرج من المنزل وكله تصميم على قتل حمدان إلا أنه وجد شقيقه ناصر بوجهه يمنعه من التحرك. "اتركني أخي" قالها سليم بألم وصل لشقيقه الأكبر كاملا وكيف لا يصله وهو من ربّاه وكان له الأب قبل الأخ.. ولأجل ذلك لا يستطيع تركه يلوّث يديه بدم حمدان النجس فبعدما تخمد ثورة الانتقام داخله لن يبقى سوى الندم على إزهاق روح شقيقه حتى لو كانت روحه نجسة لا تستحق أدنى شعور من الندم ولكن سليم بروحه الشفافة الصادقة سيفعل ووقتها لن يفيده القتل خاصة أن حمدان مصيره القتل بأي حال من الأحوال فأعماله غير المشروعة كلها معروفة لدى الشرطة وهو لن يتوانى بتقديم أي عون للشرطة ليأخذ جزاؤه الذي يستحقه حتى لو كان الموت. "لن أفعل سليم فهو لا يستحق أن تلوث يدك بدمائه, زوجتك تحتاجك يا سليم" لاحظ بعض الهدوء يعود لشقيقه عندما ذكر زوجته المسكينة التي عانت من دناءة شقيقهم الأكبر والذي لم يأمن جانبه قط ولكن ماذا يفعل بسليم الذي لم يعرف عنه سوى حديث والده والذي أظهره كالمغدور المسحور بابنة الزهرانية والمظلوم بأيدي رجالهم.. زفر بخفوت وهو يتابع:"ابنة عمك تحتاجك جوارها يا سليم, لا نريد لأحد أن يعلم عما حدث خاصة عمك..زوجتك تنتظرك لتكون سندها ودعمها وليس لديها سواك أخي.." صمت للحظات ثم أضاف: "عامر يتابع الأمر الآخر فلا تقلق واعلم أن حقك وزوجتك سيؤخذ ثق بي ولكن دون أن تلوث يدك به أخي فنحن نحتاجك سليم" أومأ سليم بصمت فأخذ منه السلاح وأخبره أن يستعد لزفافه فمجيء عمه قد اقترب وهو قد استأذنه أن تخرج العروس من بيته خاصة أن والدتها متوفية وليس لديها شقيقات أو أشقّاء وقد وافق عمه. **** يتبع | |||||
|
|
|
09-08-22, 06:51 PM
| #20 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| [b]بمنزل عامر نهنهات خافتة تصلها وهي تقف أمامها تحاول التقاط عدة أنفاس حتى تنفّذ المهمة الصعبة الملقاة على عاتقها "عِطر.." نادتها بخفوت فانتفضت الأخرى بقوة وهي تهز رأسها برفض فأغمضت عينيها للحظات قبل أن تقترب منها وهي تقول:"لقد اقترب الزفاف ولابد أن تنهضي يا ابنة عمي.. عمي سيأتي للاطمئنان عليكِ قبل ذهابه للرجال بالعرس ولابد أن يأتي ليراكِ بأفضل حال" "أبي.." همست عطر بخفوت وبكاؤها يزداد قوة ثم تابعت بهمس:"كيف سأقابله؟! ماذا سأخبره؟! هل أخبره أن ابنته لم تستطع الدفاع عن شرفها؟ أنها ضعيفة و.." قاطعتها زوجة عامر بقوة وصرامة: "إياكِ عطر, إياكِ أن تلومي نفسكِ فلم يكن بيدكِ شيء.. هو الفاسق الذي أجبركِ واستغلّ كرم شقيقه لينتهك عِرضه دون اهتمام أو حتى أدنى شعور بالذنب" صمتت عِطر ترمقها بأمل وكأن حديثها به الترياق لألمها فتابعت زوجة عامر تقول: "أنتِ قوية عطر, لذا ستنهضي وتنفضي هذا الضعف الذي لا يليق بابنة الشيوخ.. انهضي واستعدي لزفافكِ فابن عمكِ وحبيبكِ سليم ينتظركِ فلا تجعلي ظنّه يخيب بكِ" "سليم.." همست عطر باسمه لتومئ الأخرى وهي تقول:"أجل سليم.. ينتظركِ لتكوني قوية وشامخة كعادتكِ يا ابنة عمي.. انهضي عطر وارفعي رأسكِ واثبتِ للعالم كله أنكِ ابنة شيوخ عن حق وأنه لا أحد بالعالم قادر على كسركِ مهما حدث" وقد فعلت.. نهضت واستعدت لعرسها كأن لم يحدث شيء ومرّ العرس بسلام ولم يشعر أحد بما حدث ولا بالنار التي تكوي القلوب والتي لم يغمض لها جفن بتلك الليلة وابتعد بها سليم عن البلدة لعدة أشهر بحجة شهور عسل حتى تمَ معالجتها نفسيا من آثار ما حدث معها ولكن المفاجأة كانت بخبر حملها من تلك الليلة والذي اكتشفوه خلال معالجتها النفسية والتي كاد يسبب لها نكسة كبيرة بعلاجها وأرادت أن تجهض الطفل إلا أن سليم لم يوافق لخطورة الأمر عليها لذا أكملت حملها بشقاء حتى ولدت الفتاة والتي أطلق عليها ربى وبالتبعية كتبت باسم سليم لأنها خلال ولدت خلال زواجهما. في البداية لم تقترب منها عطر ولم تستطع تقبلها إلا أنها بعد متابعة العلاج النفسي تقبّلت أنها لا ذنب لها بشيء خاصة عندما حدث حملها الثاني سريعا وولدت فتاة أخرى أطلق عليها سليم اسم عود وتبعتها الثالثة باسم خزامى.. وأصبحت الفتيات قرة عين لهما حتى ربى والتي كانت أكثرهم صمتا وانطواءا. *** يتبع[/b] | |||||
|
|
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
339Likes
العرض العادي
