02-08-22, 08:49 PM
| #1 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام 
|  رواية أقوى من السحر بقلمي حنين أحمد بسم الله توكّلنا على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله عدنا والعود أحمد.. اشتقت لأجواء المنتدى ولعضواته ومشرفاته الكرام وسأكون شاكرة كثيرا لو وجدت منكم الترحيب والتفاعل الذي أتمناه وأرجوه عدت إليكم مع رواية جديدة بقلمي بأجواء عائلية قَبَلية ورومانسية أتمنى تحوز إعجابكم موعدنا كل ثلاثاء الساعة 8 بتوقيت أم الدنيا بعون الله فانتظروني وسأبدأ تنزيل الفصل الأول من الرواية بعد لحظات فكونوا بالقرب ((وهج)) وهجكِ يخـطف القلوب فترفّقي بقلبي يا ذات الغمازة واشعري بقلب عاشقكِ الغيور ((شيهانة)) يا حلم صعب المنال أخبريني كيف أزيلك من داخل شراييني كيف أنساكِ ونبضات قلبي كلها تهتف باسمكِ ((غزل)) اسمكِ قصيدة غزلية يحرّك القلوب وملامحكِ البريئة أسـرتني دون شعور فكيف الفكاك من نظراتكِ التي تحاوطني بعشق تغلغل لقلبي دون أدنى مقاومة (ريفال)) عشقكِ عذاب استعذبته رغم قسوته على قلبي الكهل فارحمي قلبا لم يعد يقوى على الألم والخذلان فما بيننا سنوات من الثـأر والعداوة لن يمحيها عشق ((تاليا)) كنتِ لي الوطن بعيدا عن أهلي، فهل تقبلين بقلبي وطنا وحضني سكنا ((شادن)) غزالة شقية ملكت قلبي وقلبت كياني، تُرى هل لي بقلبكِ مكان يا غازية القلب ((آفيندار)) هادئة كنسمة صيفية، وجميلة كزهرة ربيعية، فخطفتِ قلبي كرياح شتوية ((ريّانة)) يفصل بيننا الكثير ويرفض حبنا العالم كله إلا أنني لن أفقد الامل واعلمي أنكِ ستكوني لي مهما طال الأمد ((إيلاف )) كانت صدفة وبعدها وقع القلب بالغرام ولم أعرف له فكاك فيا صبية ارحمي قلبا بالعشق ممتلئ وبالغيرة محترق ((خزامى)) حرّة، أبية، تعاملني دوما بنِدّية فهل ستكوني لي يوما يا شقية ((عود)) ظننت أن الطريق إليكِ مُعَبّدا لأكتشف استحالة الوصال فهل ستعطيني الأمل بوصالكِ يا ساكنة القلب يوما ((ربى)) جذبتني نظرة الحزن بعينيكِ فوجدتني أطالب بكِ فقط لأمحو شجنكِ ولم أعلم أنكِ ستكوني لي العشق الذي لم أحلم به يوما ((نداء)) كنتِ لي الترياق من سم سرى بجسدي منذ مولدي فلا تتركيني وكوني لي السكن والوطن فقد كنت منبوذا طوال حياتي وقلبكِ فقط مَن احتواني ((فداء)) لم أبحث يوما عن العشق ولم أصدق بأحاديث العشاق إلا أنكِ هدمتِ الجدران الصلبة التي أحاطت بقلبي وتربّعتِ داخله بنظرة واحدة من عينيكِ البريئتين ((خنساء)) أحببتكِ كطفلة ترعرت معي فصارت جزءا منّي ثم شابه خطفت قلبي برقتها وعشقها المرتسم بعينيها.. فأين ذهب العشق وأين اختفت حبيبتي[/QUOTE] [QUOTE=hanin ahmad;16054091] (شهم مصعب) تحدّثني عن الغيرة؟ تعال إذا لأحدّثك عن الاشتعال الذي يعتريني كلما غبت عن عيني فأخشى أن تجد مَن تخطف قلبك وتأخذكَ منّي فارحم قلبي العاشق المتلهّف لكلمة حب واحدة منكَ (دياب سلطان) إلى داعمي الأول والأخير, حتى لو لم يُقَدّر لنا أن نكون لبعض ستظل عشقي الذي لن أنساه أبدا مهما مرّت السنون (داغر سلطان) ظننتني وقعت بالحبِ يوما ولكني اكتشفت أنه وهما, وجئت أنتَ فعلّمتني ما معنى الحب فغرقت بكَ واكتشفت أن العشق بمعناه متمثّل بكَ وحدكَ (مشاري حاتم) رأيتكَ نجما بعيدا عن مداري فاعتدت تجاهل أحلامي بكَ وعندما عدتّ من جديد لم أستطع إلا أن أقع بحبك بعمق مرة أخرى فاقتربت واحترقت (ليث قسورة) ظننت الحب يوما بعيد المنال ولكن معك لم أحتاج سوى إلى نظرة وكان على قلبي السلام فاستسلمت رغم ما بيننا من آلام (مراد بتّار) ظننتكَ عقابا فاكتشفت أنك نعمة من الله لي, أحببتني وحنوت عليّ وجعلتني ملكة على عرش قلبكَ ومهما حاولت أن أصف لكَ حبي لن أستطيع أبدا (حيدر الأسعد) حاولت الهرب من حبك مرارا إلا أنني بكل مرة أقابلك أدرك أنني أغرق بكَ أكثر فهل لي من نجاة؟! (قتادة فيصل) افترقنا بسبب العادات وعندما تقابلنا مرة أخرى علمت ماذا كان ينقصني كي أشعر أنني على قيد الحياة, صدق مَن قال لا تبحثوا عن الحب فلقاءات الصُدَف أجمل. (حسن الأسعد) لا أعلم لِمَ تبتعد كلما حاولت الاقتراب منكَ, أحبك كلمة حروفها ترتسم داخل شراييني وفوق ملامحي فمتى ستدرك أن كل هذا البعد لن يجدي معي نفعا؟! (حرب الباشا) صغيرتك التي تبحث عنها ماتت بموتك, وحبيبتك التي تفتقدها وُئِدَت بفقدكَ, وعندما تعود أنتَ على قيد الحياة ستجدها بانتظارك (راشد) أنتَ بشر يا حبيب القلب والبشر خطّاءون, فاغفر لنفسكَ ما فعلت فرب العرش غفّار رؤوم (غسّان الباشا) لم أصدّق يوما أن لكَ قلبا يعشق, أنتَ البعبع الذي يخيفني منذ صِغَري وعندما أصبحت لكَ اكتشفت أنك الملاذ ومالك القلب (عمران الباشا) لا أعلم متى أو كيف وقعت بحبك ورغم كل الآلام التي تفصل بيننا مازال عندي أمل أن أكون لكَ (ساهد راكان) ظننتكَ مغرورا وبغيضا ولكن كلما مرّ الوقت علمت أنكَ هدية القدر لي (غازي الباشا) كرهتك كما لم أكره أحدا بحياتي ورأيتكَ نهاية لكل أحلامي وبالنهاية اكتشفت أن أحلامي كلها تدور حولكَ فيا غازي القلب رفقا بقلبي العاشق الصغير روابط الفصول الفصل 1 .. بالأسفل الفصل 2 الفصل 3 الفصل 4 الفصل 5 الفصل 6 الفصل 7 الفصل 8 الفصل 9 الفصل 10 الفصل 11 الفصل 12 التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-10-22 الساعة 09:32 PM | |||||
|
|
02-08-22, 09:00 PM
| #2 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| أولا سأبدأ بتعريفكم على الشخصيات الذين سيقابلونا بالرواية: قبيلة الزهرانية 😍 ❣شموخ وسلطان👈: دياب، داغر ، وهج ❣مصعب ومزن:👈 شيهانة، شهم ❣بتّار وجوزال:👈 مراد، ريفال ❣قسورة وبينار:👈 ليث، غزل ❣فيصل ولؤلؤة👈: قتادة، شادن ❣راكان وأسرار: 👈 ساهد، تاليا ❣قيس وأفنان:👈 آفيندار ❣حاتم الأسعد وألماسة:👈مشاري، إيلاف ❣اخوات حاتم: 👈حسن، حيدر ** 👈قبيلة الباشا 🙊 💞 الجد: عزيز الباشا 👈الابن الأكبر حمدان: 👈أمجد، ربى 💞الابن الثاني ناصر: 👈غـازي، عمران 💞 الابن الثالث عامر: حـرب، غسّان 💞 الابن الرابع سليم وزوجته عطر: 👈عود، خزامى ** 👈 أشخاص أخرى🎉 🌼 ريّانة 🌼 نداء 🌼 فداء 🌼 خنساء 🌼 راشد معاني الأسماء الغريبة نسبيا👇💃 داغر👈 المهاجم وهج 👈 السطوع، شدة الاشتعال شيهانة👈 أنثى الصقر ريفال👈 صاحبة الشعر الطويل ليث👈أشد، قوي قتادة 👈 شجرة صلبة ذو شوك شادن👈 فرحة، سرور، ولد الظبية ساهد👈 السهد هو الأرق تاليا👈 نور الجنة آفيندار👈 عاشق، محب مشاري👈 مبايع، شورى إيلاف👈 آلف الشيء أي أحبه وألزمه حيدر👈 الأسد، الجميل ريّانة👈 الارتواء ربى👈 الربوة هي التلة الصغيرة غـ. ازي 👈 المجاهد غسّان👈 حدة الشباب أترككم مع الفصل الأول الفصل الأول قبيلة الباشا واقف بمكانه أمام المنزل يراقب أطفاله الثلاثة بفخر يبتسم على مشاكساتهم تارة ويعقد حاجبيه يراقب أفعال كل منهم تارة أخرى لتمر عيناه على ابنه الأكبر حمدان أكثر من يشبهه شكلا وشخصية.. عنفوانه يقلقه قليلا إلا أنه يعلم أنه سيكون خليفته أكثر من إخوته فقد ورثوا رقة القلب من والدتهم أما حمدان فقد ورث منه قوته وجشعه للسلطة وثقته بنفسه حد الغرور وأهم ما ورثه كان حقده على الزهرانية والذين لا يرى أحقيتهم بسيادة باقي القبائل.. عرفان الزهراني شوكة بظهره منذ طفولته فقد قارنه والده دوما به لذا نما كرهه بقلبه منذ زمن بعيد وازداد مع مرور الوقت خاصة عندما رزقه الله بأربعة أولاد وقد ظنّه عقيما بعدما تأخّر بإنجابه عدة سنوات وشعر بتفوّقه عليه. زفر بقوة يزيح عرفان وأولاده من رأسه بقوة وهو ينادي أطفاله ليبدأوا دروسهم. *** بعد عدة سنوات تسير بين ربوع الأرض تبتسم برقة وهي تستنشق الهواء النقي.. كم تعشق أرضهم وتشعر بالفخر وهي تسير بين خضرتها التي تشرح القلب.. اتسعت ابتسامتها وهي تتذكر سببا آخر لعشقها الأرض وهو رجلها الذي يشاركها عشقه للأرض.. الشيخ عبيد برجولته التي أسرت قلبها وجعلتها تقع بعشقه بلحظات هي مدة رؤيتها له تلك المرة والتي تلاها خطبته لها. امتعضت ملامحها عندما تذكّرت خطبة أخرى من رجل لا يَمُت للرجولة بصلة, محض ذكر أوقعها حظها العاثر بطريقه ليعترض طريقها عدة مرات ويرسل لها الهدايا مع قريباته إلا أنها بكل مرة تردّهم وتخبرهن برفضها له ولكل ما يأتي منه إلا أنه لم يرتدع ولولا خوفها من إراقة دماء أُناس أبرياء بسببها لأخبرت الشيخ عرفان بما يفعله حمدان الباشا من فُجر فاق الحد. زفرت بضيق وهي تحاول تجاهل ذِكره بعقلها لتشهق بقوة وهي تجده يتمثّل أمامها يقف بطريقها وهو ينظر لها نظرات جائعة جعلت معدتها تتلوّى من القرف لترمقه بنظرة ممتعضة وهي تتمتم: (اذكر الشيطان يحضر) "مرحبا يا ذهبيتي, ألن تَكُفّي عن عنادكِ هذا وتقبلين الزواج بي؟" بادرها حمدان الباشا لترفع حاجبها بتساؤل هزلي:"ألم يصلك رفضي لك أكثر من مرة؟ أم أنكَ جئت هذه المرة لتسمع رفضي بأذنيك؟" عقد حمدان حاجبيه فبدا أشبه بالشيطان حقا ليخبرها بصوت أثار رعبها رغم أنها لا تخاف بسهولة:"ستكوني لي وإما لن تكوني لسواي يا ذهبية, كلما أدركتِ هذا باكرا كلما أرحتِ الجميع" **** يتبع.. | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:01 PM
| #3 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| ليلة زفاف ذهبية وعبيد دلف الرجل بتردد إلى غرفة المكتب الذي يجلس بها حمدان الباشا وهو يشعر أن نهاية حياته ستكون اليوم على يد حمدان نفسه بما يحمله له من أخبار ستقلب عالمه وعالم كل من يقترب منه. لم يلتفت له حمدان بل سأله مباشرة: "هات ما لديكَ" "ما سمعناه حقيقة يا شيخ" رفع حمدان رأسه عاقدا حاجبيه بقوة وهو ينتظره أن يفسّر ما قاله ليبتلع الرجل ريقه الذي جفّ عندما رأى انعقاد حاجبي الباشا وهذا معناه أن أحدهم سَيُقتَل اليوم لامحالة ثم تابع بصوت بالكاد يُسمَع: "عقد قرانها اليوم على الشيخ عبيد الزهراني.. بعد عدة ساعات ثم يليه الزفاف" هبّ حمدان الباشا من مكانه بغضب حتى أن المقعد الذي كان يجلس عليه سقط خلفه بدوي يشبه دوي القنابل من شدة غضبه وهو يحطّم الكوب الذي كان يشرب منه منذ قليل هاتفا:"الخائنة!" ثم أمسك بتلابيب الرجل الذي نقل له الخبر وهو يهتف بوعيد:"إن لم تأتِ لي بها قبل عقد القران مع رأس عبيد الزهراني سيكون رأسكَ مكانهما.. هل تفهم؟" أومأ الرجل وهو يرتعد فتركه حمدان الباشا ليسقط أرضا قبل أن ينهض وهو يلعن اليوم الذي عمل فيه لصالح قبيلة الباشا. خرج تاركا حمدان يغلي غضبا وهو يحطّم كل ما تطاله يداه هاتفا بوعيد:"ستكوني لي يا ذهبية وعقد قرانكِ لن يكون سوى معي.. ومن رفضتيني لأجله ستكون رأسه هدية عقد قراننا" ***** "ماذا تقول يا مجدي؟ مَن هذه التي نخطفها؟! أجننتَ يا رجل؟ ألا تعلم ماذا سيحدث لو ساعدتك بذلك؟ قتل الشيخ عبيد أمر سهل على الرغم مما سيحدث من انقلاب بقتل خليفة الشيخ عرفان ولكن خطف زوجته ستطير بها الرقاب وأولهم رقابنا, أنتَ لا تعلم قبيلة الزهرانية مثلي.. العِرض والشرف قبل حياتهم!" امتعض مجدي من صديقه وهو يقول ما يعرفه حق المعرفة ولكن ماذا يفعل؟! إما الفتاة ورأس عبيد الزهراني وإما رأسه هو وربما صديقه كذلك.. "ألا تظن أنني أعلم ما تقوله يا أمين؟ ولكن ماذا أفعل بالباشا؟ هو يريدها مع رأسه وإلا ستطير رؤوسنا نحن.. ساعدني لأدخل وأخرج فقط وأي شيء آخر سأتكفّل به مع الرجال" أطرق أمين برأسه للحظات قبل أن يقول بتحذير:"ولكن لو تمّ القبض عليك من الزهرانية سأقطع لسانكَ قبل أن تشي بي" أومأ مجدي وهو يطمئنه أنه لو حدث أي خطأ فهو لا يعرفه ولن يشي باسمه بل سيقتل نفسه أولا قبل أن يقول شيئا. *** يتبع.. | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:04 PM
| #4 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| منزل والدي ذهبية التحضيرات على أشدّها والفتيات حولها بكل مكان يحتفلن بعقد القران والزفاف الذي يقام بعد عدة ساعات وأكثرهن سعادة هي ذهبية العروس التي ستُزَف الليلة لمن خطف قلبها برجولته وأخلاقه وتمنّته زوجا منذ رأته صدفة وهي بزيارة صديقتها المقرّبة زهوة الزهراني ومنذ تلك اللحظة القصيرة التي تقابلت بها عيناهما حتى احتلّ قلبها وخيالها على حد سواء. تركتها الفتيات مع زهوة لتضع اللمسات الأخيرة من الزينة العربية من الكحل العربي الثقيل والذي زيّن عينيها وأبرز لونهما الأسود وأضفى جمالا فوق جمالها العربي الأصيل.. وتخفي خصلاتها الفحمية الناعمة كخصلات فرس عربي أصيل تحت غطاء للرأس مصنوعا خصيصا للعروس من صديقتها زهوة.. "أين شردتِ يا ذهبية؟ أتكوني ذهبتِ برحلة مع الحبيب؟" مازحتها زهوة الزهراني لتبتسم ذهبية بخِفر وهي تقول:"هل حقا سأكون له الليلة يا زهوة؟ أنا لا أصدق حتى هذه اللحظة أنني سأكون امرأته وحلاله كما حلمت" ابتسمت زهوة بحنو لصديقتها وهي تجيبها: "بل صدّقي يا ذهبية.. ستكوني الليلة مع العاشق الذي سقط بحبكِ ولم ينتظر حتى يومين بعد رؤيته لكِ صدفة ببيتنا ليطلب الزواج بكِ من والدكِ بل وكاد يحرّك قبيلة الزهرانية بأكملها لو أبدى والدكِ رفضه خاصة بعدما علم برفضكِ لحمدان الباشا" امتعضت ملامح ذهبية عند ذِكر حمدان الباشا وما يحمله من ذكريات لا تحب تذكّرها أبدا.. فكم من مرة اعترض طريقها وكم من مرة حاول الاقتراب منها وأرسل لها الهدايا مع فتيات يقربنه إلا أنه لم يحظّ بقبول لديها أبدا.. فقد اشتهر بالأذى والعربدة بل والتجارة بكل ما هو ممنوع حتى أن جميع القبائل امتنعت عن التعامل مع قبيلته تماما إلا مَن هم مثلهم. ما أوقفها عن إبلاغ والدها أو الشيخ عرفان بما فعله هو الحرب التي ستُقام بين القبيلتين والدم الذي سيُراق لأناس لا ذنب لهم فيما يفعله ابن الباشا. "حسنا أعتذر حبيبتي أن ذكرت هذا الرجل الآن.. لم أعلم أن ذِكره سيزيل البسمة عن وجهكِ بهذه الطريقة" قالت زهوة الزهراني بأسف لصديقتها لتبتسم ذهبية بحنو وهي تقول:"ليس لكِ ذنب حبيبتي.. فقط لا أستطيع منع نفسي من تذكّر سيئاته كلما ذُكِرَ اسمه أمامي.. هداه الله وأبعده عن طريقنا" ربّتت زهوة على كتف صديقتها قبل أن تتركها وتذهب لوالدة ذهبية بناءا على استدعائها لها من قِبَل إحدى الخادمات بالمنزل ولم تعرف أي منهن أن كل هذا يتبع خطة مجدي وأمين لخطف ذهبية. لحظات وتعالى طرق على الباب لتدلف إحدى النساء ولدهشة ذهبية كانت تغطي وجهها كاملا حتى وهي بجناح النساء وما إن همّت لتسألها مَن هي حتى وجدتها ترش وجهها بشيء علمت فيما بعد أنه مخدرا عندما غابت عن الوعي لتستيقظ وترى نفسها بغرفة نوم حمدان الباشا وحدهما! "وأخيرا استيقظت الأميرة النائمة.. وددت لو انتهزت الفرصة وأيقظتكِ بقبلة أتوق لها ولكني لا أحب تقبيل الجثث بل أحب أن تكون أول قبلة لنا وأنتِ بكامل وعيكِ تشاركيني إياها بكل حب" ظلّت ترمقه للحظات وهي بين الوعي واللاوعي قبل أن تفيق تماما وتعلم أنه تمّ خطفها من قِبَل حمدان الباشا والذي أثبت اليوم أنه لا أمل بإصلاحه أبدا! فتعدّيه على حرمة امرأة خاصة شيء لا يتقبّله أي عقل يعرف دينه ونشأ على دينهم وأعرافهم والتي تجازي فِعلَة كهذه بالموت والموت فقط! "هل أصبحتِ بكامل وعيكِ الآن يا ذهبية؟ الآن ستعرفين الفارق بين رجل حقيقي مثلي وبين ذلك الذي فضّلتيه عليّ" قال حمدان وهو يقترب من الفراش الذي وضعها فوقه عندما أحضرها رجله هبّت واقفة أمامه بكل عنفوانها وهي تهتف: "وهل خطفكَ إياي فِعل الرجال يا باشا؟ أم أن أمثالك ممن يستحلّون الأعراض يعتبرون رجالا من الأساس؟ الرجل الحقيقي هو من سيأتي ليقتلك ويعيدني له.. هل تعرف عمّن أتحدث يا باشا؟" احتدّت عينا حمدان وهو يشعر بالإهانة ولكنه ابتسم ساخرا وهو يقول: "مَن تنعتيه بالرجل ستكون رأسه هدية زفافنا حبيبتي" رمقته باستهجان وهي تقول: "في أحلامك فقط يا باشا" اقترب منها فوقفت بصلابة ترمقه بسخرية وهي تثق أن الشيخ عبيد سيأتي خلال لحظات وسيقتله في التو. لمعت عيناه بالإعجاب وهو يرمق الصلابة بوقفتها وعدم الخوف بعينيها ليهمس لها: "طالما أردت امرأة فريدة مثلكِ.. وعندما رأيتكِ علمت أنكِ لا مثيل لكِ أبدا.. كم سأستمتع بالعيش معكِ يا ذهبية" لوت شفتيها ساخرة وبلحظات تبدّل كل شيء..تم اقتحام الباب من قِبَل عبيد الزهراني فيما تعالى صوت الرصاص والضرب بالخارج وكأن قلعة الباشا الذي كان يتفاخر بها دوما أصبحت ساحة معركة والفائز بها هو عبيد الزهراني لا سواه. التقط حمدان سلاحه وهو يهتف به: "كيف امتلكت القوة لتقتحم منزلي هكذا يا عبيد؟" لم يكد يكمل سؤال حتى أطاح عبيد بسلاحه وأخذ يضربه بغضب شديد وعلى قدر راحة ذهبية أنه حضر بالوقت المناسب إلا أن خوفها أن يقتل حمدان ويتحمل عبيد عبء قتله على ضميره جعلها تهتف به:"اتركه عبيد, لا يستحق أن تنجّس يديك بدمه.. اتركه بالله عليك" ولكن عبيد لم يلتفت لهتافها الخائف بل ربما يبالغ لو قال أنه لم يسمعها من الأساس فكل تركيزه كان مع حمدان والحقد الذي يشع من عينيه وهو يحاول تلافي لكماته وضربه بالمقابل حتى خلّصه شقيقه سديد من بين يديه بعد أن كان على وشك قتله وهذا ساعد حمدان على الهرب ولم يعرف أحد كيف اختفى ولم يصل أحد لمكانه أو يره مرة أخرى وقد خمّنوا أن والده هرّبه خارج البلد خوفا على حياته والثأر الذي أصبح بين القبيلتين. بعد هروب حمدان تدخّل عمه لإنهاء الأمر فأخبر الشيخ عرفان الزهراني أن ابن أخيه تصرّف بمفرده ولم يكن يعرف ما ينتويه ولو علم لقتله بيده جراء تعدّيه على الأعراض.. ووقتها أوقف الشيخ عرفان الزهراني ابنه عن الأخذ بثأره من أي شخص يمت بصلة لحمدان قائلا:"لو بدأنا الدم لن ينتهي بني.. وطالما أن زوجتكَ لم تتعرّض لشيء وهي آمنة معكَ الآن فلنحقن دماء القبيلتين وننسى ما حدث وليكن ثأركَ مع حمدان الباشا فقط لو عرفت مكانه فاقتله ولن أقف بوجهك وقتها". يتبع.. | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:06 PM
| #5 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| "هل جننت يا حمدان؟ تأخذ زوجته بليلة زفافهما؟! ألم تستطع أخذها قبل ذلك؟" هتف الشيخ عزيز الباشا بابنه حمدان بعدما تمكّن من تهربيه من القبيلة وسيكون الليلة خارج البلاد بأكملها بسبب حماقته التي ارتكبها مع قبيلة الزهرانية. رمقه ابنه الثاني ناصر باستنكار وهو يهتف به:"ماذا تقول أبي بالله عليك؟ أما أزعجكَ أنه أخذها ليلة زفافها ولم يأخذها قبل ذلك؟ ألا يضايقك أنه تعدّى على حرمة المرأة وعِرض أبيها حتى لو لم تكن متزوجة من عبيد الزهراني؟" "لم يكن تزوّجها بعد, لقد أخذتها قبل أن يعقد عليها و.." قال حمدان يبرّر فِعلته لوالده الذي يتعاطف معه ليقاطعه ناصر مرة أخرى وهو يهتف به:"ولِمَ لم تتزوجها بطريقة عادية إذا كانت تعجبك لهذا الحد؟ لماذا لم تطلبها لكَ أمي كما يسير العُرف؟" "لأنها رفضته وأكثر من مرة يا ناصر" أجابه عامر هذه المرة الشقيق الثالث والذي رغم صِغَر عمره إلا أنه يمتلك من الشهامة ما يفوق أخيه الأكبر حمدان ووالده معا. "ماذا؟ رفضتك فأخذتها بالقوة؟ يا إلهي لا أصدق أنك تفعل شيء كهذا يا حمدان! لا أعلم كيف ترككَ عبيد الزهراني دون قتلك, لو مكانه لقتلتكَ دون أدنى تردد" هتف بها ناصر بغضب عارم لينهره والده عزيز الباشا:"اصمت يا ناصر وانتبه لحديثك مع شقيقك الأكبر" "لن أصمت مرة أخرى يا أبي, صمتي هو ما أوصلنا لهذه الهاوية التي كادت تأخذ خيرة شبابنا ورجالنا لولا حكمة الشيخ عرفان الزهراني واتفاقه مع عمي جزاه الله كل خير الاتفاق الذي رفضته يا أبي ولولا تدخل عمي لكانت الحرب نشأت بين القبيلتين وقضت علينا جميعا" شعر بالغيظ يتفاقم داخله وهو يرى ولده ناصر يشيد بحِكمة عرفان وأولاده وحتى شقيقه الذي تدخّل بدلا منه حتى لا تُراق الدماء بين القبيلتين فهو يعلم جيدا أن فِعلَة ابنه تطير بها الرقاب ولكنه يشعر بالتعاطف معه رغم ذلك.. لقد أراد تلك المرأة يرى هذا بعينيه واضحا إلا أن رفضها له جرح كبرياءه وهذا ما جعله يُجَن ويخطفها.. لو أخبره هذا الأحمق لكان وجد طريقة أخرى لتزويجها له, لكان أرغم والدها على تزويجها حتى لو رغما عنها إلا أنه فوجئ بما فعله وللحظات شعر بالتشفّي بقبيلة الزهرانية كلها وتخيّل لو انتشر الخبر إلا أنه علم جيدا أنه لو انتشر ستكون رقبة ابنه أول ما يطير بهذا الثأر. "كفى ناصر, الأمر تمّ حلّه وشقيقكَ سيغادر إلى حين" ثم نظر لحمدان الذي يشعر بالقوة لمساندة والده له وأخبره:"هيّا حمدان سيوصلكَ مجدي للمطار وكلما استطعت سآتِ لرؤيتك بني". يتبع.. | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:10 PM
| #6 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| بعد عدة سنوات المكان: البلدة التي تقطن بها عشيرتهم منذ زمن بعيد (بلدة الزهرانية). الحدث: زفاف الابنة الوحيدة لابن عمه والذي كان بمثابة شقيق له.. امتلأ المكان بالمهنّئين من عشيرتهم والعشائر المجاورة.. وصل الجميع ماعدا العريس! كان قد مرّ على موعد وصوله نصف ساعة وقد بدأ يملأهم توتر غير مرغوب به فبكل تأكيد سيأتي العريس ربما فقط هناك ما تسبّب بتأخيره والأمر وارد! تعالت الهمسات أن العريس كان عليه الحضور منذ زمن وقد بدأت نظرات ابن عمه تزوغ وهو يفكّر أمن الممكن ألّا يأتي العريس؟! وكيف سيكون موقف ابنته الوحيدة الآن وقد هرب العريس بليلة عرسهما وقبل عقد القران؟! جال شيخ القبيلة بنظراته حوله فرأى ابنه الأكبر والمتزوّج بالفعل ولديه صبيّين.. أما ابنه الثاني والمتزوج أيضا ولديه طفل بالفعل فقد تخلّف عن العرس بسبب اختبار بجامعته في المدينة التي يقيم فيها مؤقّتا بسبب دراسته فاعتذر عن الحضور فلم يتبقَّ له سوى الثالث المتمّرد والذي يتوق للابتعاد عن العشيرة وربما البلد بأكملها ويرفض الزواج بطريقة غريبة والرابع الذي تزوج منذ خمسة أعوام ولديه طفلين بالفعل.. فلمعت عيناه بقوة والفرصة قد أتت له على طبق من فضة فها هو الزواج الذي سيربط ثالث أولاده بالقبيلة فأشار له خِفية فهرول إليه يسأله فقال له: "نخيتك يا رشيد.." "فداؤك روحي يا شيخ عرفان" أجابه رشيد بحَمِيّة قبلية نشأ عليها وإن لم يفهم مقصد والده حتى أخبره: "اذهب وضع يدك بيد عمكَ واعقد قرانكَ على ابنة عمكَ" اتّسعت عيناه بصدمة قبل أن يقول: "أعقد قراني على العروس؟ولكن العريس؟؟ ألن..؟" نظرة من عينيّ والده الشيخ كانت كفيلة بجعله يصمت ودون نقاش ذهب وجلس أمام عمه مكان العريس المفترض وهو يطلب الزواج من ابنته بصوت هزّ أرجاء القاعة فساد الصمت على المكان والكل يترقّب ما يحدث. رفع عمه عينيه لعينيّ من بمثابة أخٍ له بامتنان قبل أن يرفع رأسه بعِزّة ويضع يده بيد ابنه رشيد قائلا:"وهي لكَ يا ابن الغالي" ولم يفكر أي منهما أن ما حدث كان بداية التمرّد والانفصال فعليا عن القبيلة من الابن الثالث رشيد. ***** فيما بعد اكتشفوا أن ذلك العريس كان مزيّفا وأنه قد أُرسل خِصّيصا لوضع الرجل بل والقبيلة كلها موضع سخرية وقد تمّ معاقبته كأي خائن بعدما علموا أن من أرسله كان عزيز الباشا شيخ قبيلة الباشا والذي يطمع بهز أركان عشيرة الزهرانية عن طريق أضعف حلقاتها حتى تستفيد من أعمال غير مشروعة كان الزهرانية ومازالوا يمنعون ممارستها أو حتى اقترابها من بلدتهم ولكنهم لم يدركوا أن العبث مع الزهرانية وخاصة فيما يخص نساءهم وشرفهم كان بمثابة توقيع شهادة وفاة بحق المتلاعب ولو لم يستطيعوا إثبات شيء على عزيز الباشا فلينتقموا من العريس المزعوم وكل مَن هو مشترك بالأمر. ***** هرب رشيد للخارج تاركا زوجته الحامل بطفلته وهناك في البلد الأجنبي الذي انتقل إليه تزوّج من ابنة صاحب العمل الأجنبية وأنجب منها طفلة أيضا, وقتها قابل صديقه حمدان الباشا والذي طالما نهاه والده عن الاقتراب منه لأنه مثل والده يهوى كل ما هو ممنوع وحتى ما حدث مع شقيقه الأكبر عبيد وتعدّي حمدان على حرمته وعِرضه لم يجعله يبتعد عنه فهو مثله حاقد على عبيد وكل ما يمثّله لوالده وأشقائه بل والقبيلة بأكملها ويرى نفسه أحق بخلافة المشيخة منه. وكل هذا شجّعه على الاقتراب من حمدان وبدء العمل معه خاصة أنه سيساعده بالكثير من الأشياء بالوطن والتي يخطط لها منذ الآن. يتبع.. | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:14 PM
| #7 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| بعد عدة سنوات زفاف سليم الباشا أصغر أبناء الشيخ عزيز الباشا "كيف تسمح لحمدان أن يعود مرة أخرى بيننا يا ناصر؟ ألم يكفِكَ ما فعله منذ سنوات؟ لقد وضع رأسنا بالوحل ووالدك رحمه الله هو مَن أوقفنا عن تسليمه وقتها وقام بتهريبه للخارج.. فلِمَ عاد الآن؟ لو عرفت الزهرانية س.." قال عامر الباشا ليقاطعه سليم الأخ الأصغر والذي لم يعِش معظم الأحداث معهم حيث كان صغيرا جدا وقتها:"جاء ليحضر زفافي يا أخي, لقد أردت إخوتي كلهم معي ولا تقلق لن يعرف أحد عنه شيئا فقد أسكنته بمنزل والدي القديم في أطراف البلدة قريبا من الطريق القديم بيننا وبين الزهرانية" ولم يقل له أن حمدان هو مَن طلب السكن بهذا المنزل فهذا يخدم مصالحه مع رشيد خاصة أنه يستضيف رشيد وزوجته أيضا. رمقه ناصر بقلق وهو يقول بهدوء: "ما يهمني ألّا يعلم أحد عنه شيئا فلا نريد مشاكل مع الزهرانية يا سليم فأنتَ لا تذكر ما عانينا منه قبلا بسببه" "ولا نريد رؤيته أيضا, سامحه الله أبي هو السبب بكل ما فعله حمدان فلم يعنّفه يوما أو ينهاه عن أي فِعل مهما كان خاطئا" قال عامر بحزم فسأله سليم: "ألا تريد رؤية ولده أمجد؟" لوى عامر شفتيه قائلا:"وكيف سيكون سوى نسخة من أبيه بصفاته السيئة قبل الحسنة" "ربما تغيّر عمّا تعرفونه فهو لم يتأخّر عنّي عندما طلبته أن يكون معي بزفافي و..." ابتسم ناصر بتعاطف مع شقيقه الأصغر وهو يقول:"تغيّر أم لا فلنراقبه جيدا حتى لا يفعل شيئا نتحمّل نحن تبعاته كعادته" وأكمل داخله يدعو ألا يخذل حمدان شقيقه سليم وأن يكون تغيّر حقا ولو أنه يشك بذلك. *** يتبع | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:17 PM
| #8 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| "إلى أين أنتَ ذاهب يا ولد؟" بادر حمدان ابنه أمجد وهو يجده يتسلل من غرفته باتجاه الغرفة التي تقطنها شموخ فابتسم أمجد وهو يغمزه قائلا:"سأذهب للحصول على حلواي أبي, هل تظن أنني سأصبر حتى عقد قراننا الليلة؟" بادله حمدان الابتسام وهو يومئ برأسه وهو يخبره: "سأخرج لعمك قليلا قبل بدء الزفاف" وخرج تاركا أمجد لمصيره مع شموخ الزهراني التي ابتزّها والدها رشيد حتى تأتي إليه وتترك قبيلتها حتى لا يتعرّض لهم بأذى مرة أخرى وذهب هو لملاحقة الفتاة التي رآها تلك المرة بالقرب من منزل شقيقه سليم.. لا يعلم أهي إحدى العاملات أم قريبة لهم لم يرها قبلا ولكنها جذبته إليها بقوة خاصة برقتها ونظراتها الناعسة والتي تناديه أن خذني فأنا هديتك التي تستحقها بعد غياب فبالرغم من زواجه بالبلد الأجبني وإنجابه أمجد إلا أن فتيات وطنه متفرّدات بكل شيء فليذق ما أراد وليحصل على إحداهن قبل سفره الأخير. وما إن همّ بالخروج من المنزل القديم الذي يسكن فيه منذ عودته ليحقق مآربه حتى وجدها مع أخرى بوجهه تحملان بعض الصواني وقد فهم أن سليم أرسلهما دونه وحتى دون حراسة حتى لا يلفت الأنظار للمنزل المهجور منذ سنوات لذا ابتسم بوجهها وهو يدعوهما للدخول ونادى لمساعده أن يأخذ منهما الطعام وأشار إليه ليشغل الفتاة المرافقة لفتاته والذي علم اسمها عِطر.. "اسمكِ يليق بكِ فأنتِ نَدِيّة ومنعشة كالعِطر" قال حمدان وهو يقترب من الفتاة ببطء حتى لا تهرب منه ويقودها دون أن تدرك لإحدى الغرف الجانبية القريبة من باب الخروج فابتسمت الفتاة بارتباك وهي تخفي وجهها بخجل وهمّت بقول شيء إلا أنها شعرت بالرعب وهي تجده يدفعها للغرفة القريبة والتي لا تعلم متى وصلت إليها ويغلق الباب خلفهما فهتفت به بوَجَل: "سليم ينتظرني" ابتسم بخبث وهو يقول:"ألم يكن سليم هو مَن أرسلكِ, يبدو أنني سأحب هذا الفتى كثيرا حقا.. فهو يعلم ذوقي بالنساء تماما وربما نتشارك أنا وهو بنفس الذوق" ارتجفت وهي تعي معاني كلماته وصوتها يحارب أن يخرج ولكن من رعبها يحتبس داخلها.. تحاول أن تخبره هويتها علّه يرحمها مما تراه بعينيه ولكنها للحظة أدركت أن هذا الماثل أمامها لا يهمه شرف أو عِرض وكل ما يهمه هو رغباته فقط مهما كانت العواقب إلا أنها حاولت مرة أخيرة فقالت بخوف:"سيأتي للبحث عني لو تأخرت فهو ينتظرني بالقرب من المنزل و..." قاطعها وهو يضمها له قائلا:"إذا سأشكره كثيرا عندما يأتي لهديته غير المتوقعة" ولم يمنحها الفرصة للحديث مرة أخرى أو حتى الاعتراض على ما يفعله على الرغم أنها حاربت كثيرا وقاومت بكل ما أوتيت من قوة وهي تنادي سليم داخلها إلا أن حمدان كان مصرا على الحصول عليها وأمام ناظره كانت ذهبية تتمثّل له وهو يفعل ما تاق لفعله طوال حياته أما عِطر فقد كانت تردد بخفوت وقد خارت قواها: "اتركني, سليم ينتظرني, أنا زوجة شقيقك" ولكن دون جدوى فالرغبة أعمت حمدان حتى عن سماع صوتها المستغيث ومناداتها شقيقه الأصغر سليم. *** يتبع | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:22 PM
| #9 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| *** أما على الجانب الآخر شعر سليم بالتوتر وهو في انتظار عِطر التي لم يستأمن سواها وخادمتها حتى يوصل الطعام لشقيقه وضيوفه ولم يكن يعلم أنه أرسلها للجحيم بيديه! "ما بالكَ سليم تقف هكذا؟ أتريد رؤية عروسك باكرا أخي؟" شاكسه عامر فابتسم له سليم بتوتر التقطته عينا عامر الصقريتين فسأله دون مواربة: "ما بكَ سليم؟ لماذا التوتر يملأ خلجاتك أخي؟ أخبرني" الكلمة الأخير كانت بصوت حازم جعله يخبره:"لقد أرسلت عِطر وخادمتها للمنزل القديم حتى تعطي الطعام لأخي حمدان وتأخ.." ولم يستطع أن يكمل حديثه فقد أمسك عامر بتلابيبه بقوة وهو يهتف به: "أيها الأحمق, ألم تجد سوى عروسك ترسلها لأخيك زير النساء؟! يا إلهي إنه لا يهتم بعِرض أو شرف!" تركه وهو يرفع هاتفه يهاتف ناصر الشقيق الأكبر وشيخ القبيلة بالوقت الحالي بعد وفاة والدهم:"ناصر, شقيقك الأحمق سليم أرسل عروسه بطعام لحمدان بالمنزل القديم وبالطبع تأخرت بالعودة سأذهب إلى هناك وأنتَ تعال مع مَن تثق بهم من الرجال وتكتّم على الأمر قدر استطاعتك خاصة عن عمك ورجاله" ودون كلمة كان يدفع سليم داخل سيارته وهو بالجهة الأخرى ليقود السيارة بسرعة جنونية علّه يلحق الفتاة قبل فوات الأوان ولكن للأسف عندما وصلوا كان البيت فارغ إلا من جسد عِطر المسجى أرضا بين الحياة والموت لا تنطق بكلمة سوى اسم سليم وجوارها الخادمة تنوح على سيدتها وهي تحاول إفاقتها دون جدوى وما إن شاهدت سليم حتى نادته:"يا شيخ سليم, أنقِذ سيدتي فلا أعلم ماذا حدث معها لتكون هكذا" تجمّد سليم لوهلة قبل أن يخلع عباءته ويضعها على زوجته يلفها بها بإحكام ويغادر بصمت تتبعه الخادمة وناصر الذي قاد السيارة لمنزله وهاتف زوجته حتى تقابلهم من الباب الخلفي لمنزله بصمت ولا تخبر أحدا عن مجيئهم أيّا كان وعندما اقترب من المنزل وجد ناصر مع بضع رجال فأشار له أن ينتظر وسيأتي له وأنزل سليم وزوجته وخادمتها أمام باب منزله الخلفي تاركا زوجته تعتني بها بعدما أسرّ لها بما حدث واستنتجه من مظهرها الذي بالكاد لمحه ومن معرفته بحمدان وأفعاله الشنيعة ثم عاد لناصر وأخبره عما حدث وعن هروب حمدان وابنه فأخبره ناصر عن وفاة رشيد وتطويق الشرطة الأرض الفاصلة بين قبيلتهم وقبيلة الزهرانية واشتراك حمدان ورشيد فرعي القبيلتين المسمومين بأعمال مشبوهة والتي توقفوا عنها منذ زمن طويل بعد رفضهم السير على خطى والدهم رحمه الله وغفر له. يتبع | |||||
|
|
|
02-08-22, 09:23 PM
| #10 | |||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام
| بعد سنوات (الزهرانية) منذ عدة أيام تعاني من التعب الشديد ولكنها تحاول إخفاء تعبها عن مصعب ويبدو أنها تنجح بذلك خاصة مع انشغاله بالعمل والذي ألقي على عاتقه بسبب سفر سلطان وشموخ خارج البلد تماما حتى ترى ما يمكنها فعله في تركة والدها والذي تركها لها كاملة باسمها بيع وشراء. وضعت يدها على معدتها تشعر أنها لا تطيق حتى رائحة الإفطار الذي جهّزته ولم تأكل منه لقمة واحدة بسبب الغثيان الذي يتملّكها منذ استيقظت .. هل يمكنها أن تأمل أن يكون كل ذلك بسبب حمل ما؟! برقت عيناها بأمل وهي تدعو الله أن يكون حقا كل ما تشعر به من تعب وغثيان بسبب الحمل فهي تتوق لحمل طفل آخر من حبيبها مصعب والذي عاد إليها بمعجزة إلهية بعدما كانت قد يئست من استيقاظه من غيبوبته التي دامت لعامين كاملين. طرق على باب غرفتها جعلها تهتف بالطارق أن يدخل فغالبا ستكون إحدى الفتيات أو ابنتها شيهانة والتي باتت مؤخرا تتعامل بحساسية شديدة ولا تفهم هل جاءت فترة مراهقتها سريعا أم أن هناك ما يدور بذهن ابنتها ولا تريد التصريح به! دلفت حماتها ذهبية من الباب وما إن رأتها مزن حتى انتفضت تحاول النهوض إلا أن ذهبية بادرتها:"اجلسي كما كنتِ مزن, واعترفي ما بكِ منذ فترة؟" تخضّبت وجنتا مزن بالحمرة فابتسمت لها ذهبية وهي تغمزها بمرح:"هل هو ما يدور بخلدي؟ هل آن أوان أن يأتي شقيق شيهانة؟" أومأت مزن وهي تقول بقلق: "أظنّه كذلك ولكني لم أتأكد بعد أمي" ابتسمت ذهبية وهي تقول: "وبالطبع أخفيتِ الأمر عن مصعب خاصة مع الظروف الحالية!" أومأت مرة أخرى بخجل فأخرجت ذهبية الاختبار الذي جعلت أسرار تأتي به ثم مدّته لمزن وهي تقول:"اذهبي واطمئني قبل عودة مصعب" ونفّذت مزن في الحال وهي تدعو بداخلها أن يتحقّق ما تصبو إليه بكل وجدانها وما إن ظهر الخطّان على الاختبار حتى انهمرت الدموع من عينيها وهي تحمد الله أن حقّق أمنيتها وأمنية مصعب ثم خرجت لذهبية والتي ما إن رأت وجهها حتى حمدت الله وفضله عليهم ثم ضمّتها بقوة وهي تهنّئها ثم همست لها:"الآن عرفت سبب حالة شيهانة, يبدو أنها شعرت بما يحدث قبل حدوثه" اتّسعت عينا مزن وهي تنظر لحماتها سائلة: "هل شيهانة حزينة لأننا نريد أن نأتي بطفل جديد؟" ابتسمت ذهبية وهي تقول:"أي طفل مكانها سيخاف على مكانته بين والديه بوجود طفل صغير لذا لابد وأن نزيد جرعة الدلال والاهتمام بشيهانة وإفهامها أن الطفل لن يأخذ من حبها ومكانتها بقلوبنا أبدا". ***** انتفض من نومه على صوت لؤلؤة التي تئن ألما فهرع إليها بعدما علم أنها خارج غرفة النوم ويبدو أنها مستيقظة منذ فترة ولم تُرِد إزعاجه "ما الذي يحدث لؤلؤتي؟ لماذا أنتِ مستيقظة بهذا الوقت؟" ما إن رأته لؤلؤة والتي كانت تعاني من الألم منذ فترة ليست بالقليلة حتى سالت دموعها على وجنتيها وهي تمد يدها إليه قائلة بألم: "أتألم بقوة يا فيصل, لم أستطع النوم لحظة واحدة" ضمّها له قبل أن تتسع عيناه بقوة وهو يهتف بها:"هل يمكن أن تكون ولادة؟ كيف هو الألم؟! أهو لا يطاق؟" أومأت دون حديث ودموعها مستمرة بالانهمار فابتعد عنها لاهثا وهو لا يعلم ماذا يفعل قبل أن يغمض عينيه للحظات يتمالك أعصابه حتى يستطيع التفكير قبل أن يفتحهما وهو يرتّب أفكاره فتناول الهاتف واتصل بشقيقة قسورة وما إن أجابه الأخير حتى هتف به: "لؤلؤة تلد يا قسورة جهّز السيارة من فضلك" وما إن أغلق معه حتى حملها برفق وأجلسها على الفراش وهو يسدل عليها عباءة واسعة وحجابا لفّه حول رأسها كيفما اتّفق ثم التقط حقيبة الطفل والتي تمّ تجهيزها منذ فترة قصيرة مع غرفة الطفل وحمد الله أن قتادة ينام مع والديه الليلة وما إن همّ بحملهما معا حتى سمع طرق على باب الجناح وتوقّع أن تكون بينار زوجة قسورة وما توقّعه وجده بالفعل فأعطاها حقيبة الطفل دون كلمة واحدة قبل أن يدخل مرة أخرى لزوجته ويحملها برفق وهي تكتم ألمها بقوة حتى أنها عضّت كتفه ما إن حملها فتأرجحت بين ذراعيه من المفاجأة قبل أن يتوازن وهو يهتف بها بحنق:"أخبريني أولا حتى لا تسقطي من بين يدي يا متوحّشة" "أنتَ السبب" عبارتها القصيرة جلبت الحمرة لوجنتي بينار التي نظرت إليهما بخجل فيما لملم قسورة ابتسامته المرحة وهو يشير لبينار أن تصعد جواره حتى يكون شقيقه مع زوجته بالخلف فيما رمق فيصل لؤلؤة بمرح وهو يضعها على المقعد الخلفي للسيارة وهو يهمس لها: "ألم يكن كله برضاكِ يا لؤلؤتي؟ بل هو بإيحاء منكِ أيضا إذا أردنا الصدق" عضّته هذه المرة بقوة أكبر وهي تهمس له: "كفى وقاحة فيصل, حالتي لا تسمح بتحمّل وقاحتكَ.. أنا أكرهك بقوة الآن" كبح ابتسامته وهو يضمّها بحنو وقلبه يرتعش خوفا وقلقا عليها يربّت على ظهرها هامسا لها:" عندما ترين الطفلة سيتضاءل أي ألم شعرتِ به من أجلها" أجل هي تعلم هذا جيدا.. كلما فكرت أنها فترة قصيرة ستمر ثم ستحمل طفلتها بين ذراعيها تضمّها وتشم رائحتها وتهدهدها بحب وحنو تشعر أنها على استعداد لتحمّل آلام كثيرة فقط من أجل ابنتها القادمة. ***** يتبع على هذا الرابط https://www.rewity.com/forum/t487429-2.html التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 02-08-22 الساعة 11:30 PM | |||||
|
|
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
339Likes
العرض العادي
