آخر 10 مشاركات
عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          وانفرطت حبات العُقد ( 1 ) سلسلة حبات العقد * مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          [تحميل]أبي أنام بحضنك وأصحيك بنص الليل وأقول ما كفاني حضنك ضمني لك حيل|لـ ازهار الليل (الكاتـب : Topaz. - )           »          فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          فتاة المكتبة(61)-قلوب النوفيلا-للكاتبة فاطمة الزهراء عزوز{مميزة}-[كاملة&الروابط] (الكاتـب : Fatima Zahrae Azouz - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1535Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-22, 11:35 AM   #111

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قسيس مشاهدة المشاركة
غيم متى بينزل البارت ولهنا💔


اليوم بعد الظهر بإذن الله


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 11:49 AM   #112

ام محمد وديمه
 
الصورة الرمزية ام محمد وديمه

? العضوٌ??? » 432976
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » ام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غِيْــمّ ~ مشاهدة المشاركة
رواء لسانها طوييييل ..

ليال بدأت تحس إن فراس أمانها ..
بالضبط أسرار بتفهم لهفة أمها لألإن كلهم محتاجين بعض ..
ما تقبلوا مهره كيفهم ، بس رواء ما بتسوي لهم اعتبار
عبدالإله طماع حبه لـ الفلوس معميه عن كل شيء فالحياة وهو مقهور ويتصرف بقهره

نورتِ يا النور .. الله يسعدك
يعني فراس بالفعل يحب شهد

كنت متوقعه بس يميل لها وصار بعدين يشفق عليها وان الحب الحقيقي بيشوفهررمع ليال 💔💔 عاد انا احب ليال

اتمنى رحلتهم تقرب بينهم ويكتشف فراس فيها ليال وقلبها العذري

بس اذا بالفعل يحب شهد ما اتمنى ان ليال تحبه صعب الحب من طرف واحد


ام محمد وديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 01:03 PM   #113

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام محمد وديمه مشاهدة المشاركة
يعني فراس بالفعل يحب شهد

كنت متوقعه بس يميل لها وصار بعدين يشفق عليها وان الحب الحقيقي بيشوفهررمع ليال 💔💔 عاد انا احب ليال

اتمنى رحلتهم تقرب بينهم ويكتشف فراس فيها ليال وقلبها العذري

بس اذا بالفعل يحب شهد ما اتمنى ان ليال تحبه صعب الحب من طرف واحد

يحبها صدق .. تزوجها لأنه يحبها ..

بنشوف وش بيصير مع فراس وليال وشهد

نورتِ أم محمد


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 01:05 PM   #114

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثامــن





ولكن شخصيتها عميقة جدًا وكأنها عالم واسع بحد ذاته ..






وقفتُ وأنا آخذ الجولة الثالثة في المكان من ربكتي وتوتري .. نظرت لي عُلا دون أن تنطق بحرفٍ واحد حتى .. مسحتُ على وجهي بكلتا يداي ثم عُدتُلأجلس ، كررتُ ما فعلت ٣ مرات وكانت عُلا تنظر دون أن تنطق بحرفٍ واحد ..
في المرة الرابعة التفتُ لها لأقول بعجز ، أسرار : عُلا مو كأن رواء تأخرت ؟
نظرت لي هي ببرود لتنطق بهدوء ، عُلا : لا ما تأخرت أنتِ تجهزتي بدري ، باقي على الساعه ١٠ نص ساعه مدري ٣٥ دقيقة .. اهجدي
جلستُ بغضب ، أسرار : ما أقدر ، أنتوا باردين لأن الموضوع ما يخصكم بس أنا ما أقدر أحس مخنوقه .. (وضعت يدي على رقبتي وبنبرة باكية) : كل شيء متجمع لي هنا صاير يخنقني ما أقدر عُلا ما أقدر .. إما أروح أواجه وأشوف وش يصير أو اتخبى في غرفتي وأجلس فيها باقي عمريلموتي
احتضنتني عُلا .. خبأتني في حضنها وهي تُسمّي عليّ ..
سمعنا صوت رواء قادم من جهة الغُرف ، تنادي بـ أعلى صوتها ، رواء : سريره يلا بنطلع يا قلبي
نطقتُ بـ بحة ، أسرار : هنا تعالي
شهقت وهي تقترب منّا ، رواء : اسم الله وش به صوتك كذا ؟ ليه باكية ؟
ابتعدتُ عن حضن عُلا وأنا أمسح على وجهي .. أسرار : ولا شيء رواء ، ها نطلع ولا باقي ؟
نظرت لي بتفحص وهي تلف حجابها ، رواء : يلا بنطلع كلنا ، ننزلك أنا وعُلا ونروح ناخذ لنا كم لفة حول بيت أهلك
نظرت لـ عُلا مطولًا ، ثم سمعتُ رواء تستعجلنا لنخرج ..
خرجنا معًا وأنا لا أسمع ضجيج أحاديثهم ، لأن حديث عقلي وقلبي كانا صاخبين .. ولأول مرة يتفقان الاثنان معًا ، أي عقلي وقلبي .. كلاهما متوتران وخائفان ومتلهفان لـ لقاء تلك الأم ..
الأم البيولوجية ، لأن ماما آسيا ولمدة 14 عام ، كانت هي الأم بالنسبة لي ..
تنهدتُ بـ شكلٍ ملحوظ ، لـ تلتفت لي عُلا .. ثم نظرت لـ رواء ، وكلتاهما تبادلتا النظرات دون أي تعليق ..

بعد عشر دقائق سمعتُ رواء تقول لي بهدوء : أسرار .. وصلنا يلا ، وقت ما صرتي مستعدة .. انزلي ..

رفعتُ عيني لـ أنظر لـ المنزل ،كان منزلًا فخمًا جدًا ، من 3 طوابق .. كان يبدو على يزيد الغِنا والثراء من مظهره ولكنّي لم أتوقع ما رأيت ..
فُتحت لنا البوابة ، ليخرج أحدهم .. ينطقُ بعربية مُكسرة : السلام عليكم .. أنا رجب سايق مال ماما أم عبدالرحمن ، بابا عبدالرحمن كلام ادخل سياره
رفعت رواء حاجباها لـ تتحرك لـ الداخل ، كانت تلك الساحة كبيرة جدًا ..
كان هناك بناء جانبي ، جهة اليمين ، ليشير السائق جهة اليسار لنتوجهه ، ثم توقفنا أمام المنزل الكبير ..
كان يقف يزيد وبجانبه شاب يكبره عمرًا ، خمّنتُ بـ أنه عبدالرحمن المنشود ..
نظرتُ لـ يزيد الذي ابتسم لي ، همست عُلا : روحي ، مو حلوة واقفين كذا واحنا فرجة لهم
لأسمع سخرية رواء : الظاهر شلعتي قلبه من النظرة الأولى عشان كذا عينه ما طاحت عنك
لتنطق عُلا من بين أسنانها : مو وقتك روووه
ضحكتُ بخفة على تعليقاتها تلك الـ رواء وحركاتها ، قبّلت كليهما ، أسرار : ادعو لي ، يلا سلام
خرجتُ من السيارة بعدما نطقت عُلا بحب : في وداعة الله .. الله يحرسك ..

.
.
.
.
.

استيقظتُ صباحًا .. ليس بالصباح الباكر كانت الساعة تشير لـ 10:34 ، وكان ذلك الوقت متأخر بالنسبة لي ..
التفتُ يساري ، كان فراس هُناك .. يغطُ في نومٍ عميق ..
نهضتُ بسرعة وأنا اغطي نفسي ، نطقتُ بتوتر .. ليال : فراس .. فراس قوم بتصير 11 ما عندك دوام ؟
تحرك في مكانه ، مددتُ يدي بتوتر لـ أهزه ، ليال : فراس .. فراس قوم ..
فتح عينه ، نظر لي مطولًا ثم نطق بنعاس ، فراس : ايش في ليال ؟
اجبته بصوتٍ قصير وخجل ، ليال : الساعة بتصير 11 ، ما راح تداوم ؟
تنهد لينطق بعدها بذات النبرة ، فراس : لا ليال ، أنا إجازة ناسية أنتِ ؟
أومأتُ بـ لا ، لأبرر له: عبالي إجازتك بنفس يوم السفرة
تحرك في السرير ليرفع بعدها الغطاء ، لينطق وهو يوليني ظهره ، فراس : لا ليال ، إجازتي من اليوم لبعد أسبوعين ، أنا بنام وصحيني قبل أذان الظهر بـ عشر دقايق
همستُ له ، ليال : طيب ..
خرجتُ من جانبه ، توجهتُ لدورة المياه – مكرمين – استحممتُ سريعًا وابتسامتي على وجهي ..
كانت ليلة أمس ، جميلة وشاعرية .. أجمل من ليلة زفافي ، أقرّ وأجزم بذلك ..
سمحتُ لـ نفسي لـ أرى فراس على حقيقته ، ليس كما شكلته أنا ..
إنما إنسان عاطفي ، في داخله إنسان هادئ ، متفهم ، ناضج .. وعاقل أيضًا ..
مُحاور جيد ومستمع بـ إنصات .. أحببتُ الجلوس معه والنقاش ..
أحببتُ احترامه لي ، وتقديره .. أحببتُ بـ أنه لم يأتِ بسيرة زوجته الأولى ..
وأحببتُ قوله بـ (أنا لما أكون عندك لك لوحدك ، ولما أكون عندها لها لوحدها .. ما يحق لأي وحده فيكم تجيني في وقت الثانية ، بس برضو ما يمنع إنكم تقولوا لي أجيكم في وقت الطوارئ .. صدقيني ليال ، هي ما راح ترسل ألحين وتقول مريضة تعال لي عشان تأخذ من وقتك ، ومتأكد إنك ما راح تسويها .. في غيابي عنها ، أهلها حولها ويجوها .. وفي غيابي عنك أبوي جنبك .. بس بعد ما يمنع تطلبوني وأجيكم) ..
حديثه هذا ، كدّر قلبي في بدايته ، لم أكن أحب أن اتقاسم أشيائي مع أحد ، فـ كيف لو كان شخصًا ..!
ولكنّ بعد مرور الوقت ، رأيتُ بـ أنه منطقي ، وفراس يفعل لي الكثير .. أعلم بـ أن قلبه مُلكها .. أخبرني ذات ليله بـ أنه يحبها كثيرًا وأنه لا يريدُ قهري أبدًا .. ولكنه يشرح لي سبب زواجه منها سرًا دون علم أحد ، عدا مازن .. كان شاهده ..
وحتى أخبرني الليلة الماضية ، بـ أنه لا يحب الحديث عنها أمامي ولا يحب الحديث عني أمامها .. أخبرني بـ أن وقتنا معًا سيكون لنا فقط دون أي شخصٍ ثالث ..

اغلقتُ الماء عندما سمعتُ صوته يناديني ، أدركتُ وقتها بـ أن استحمامي السريع ، كان طويلًا وبطيئًا أيضًا ..
خرجتُ ، كان ينظر لي بنظرة مختلفة تمامًا عن غيرها ، نظرته التي نظر لي بها ليلة أمس ..
اقترب ليقبل كتفي ، ثم توجه مسرعًا لدورة المياه – مكرمين – لينطق ، فراس : بيذبحني عمك بسبتك .. طولتي وهو مناديني من ربع ساعة
توترتُ من قبلته ، ليال : ههههههههههههه معليش بقول له كنت اتحمم
التفت لي ، فراس : يا حرمة عيب تقولين لعمك كذا
نظرتُ له ببلاهه ، ليال : هاااا !!!
ضحك بصخب ، بسبب ملامح وجهي ، توجهتُ لملابسي لأرتدي .. سمعتُ رنين هاتفي .. توجهتُ له .. كانت عُلا ..
أجبتُ بابتسامه ، ليال : هلا عُلا صباح الخير
عُلا : وأخيرًا رديتي ، أي صباح يا بنت خليتي فيها صباح ! وش أخبارك ؟
ضحكتُ ، ليال : ههههههههههههه العذر ، كنت نايمة إذا اتصلتي قبل ساعة ولما صحيت ما شيكت تلفوني ، طيبة طاب حالك .. وأنتوا ؟ وش سوت أسرار ؟
تنهدت عُلا لتخبرني عن فوضى مشاعر أسرار .. وصلني شعورها ، كان يشابه شعوري تمامًا ..
قلتُ لها ، ليال : يا الله أحس أسرار صغيرة على هالمشاعر ، بس أوقفوا لها ولا تخلوها تستسلم لـ الخوف .. ولا عاشت اللي عشته ..
عُلا : لا إن شاء الله خير ، ما علينا .. وش صار بعشا أمس ؟ هاا
قالت جملتها تلك ، بنبرة غريبة جدًا وترتني جدًا ، سمعتها تنطق لـ رواء التي بجانبها
عُلا : رواء اسمعي ، البنت اسكتت الظاهر في أشياء من ورانا
نطقتُ بسرعة ، ليال : قليلة أدب أنتِ وياها وش بيصير بيني وبينه يعني ؟
ليأتيني صوت فراس من خلفي ، نطق بنبرة بريئة جدًا : عادي أشياء تصير بين كل اثنين متزوجين
شهقت وأنا انطق ببطء ، ليال : فراس ..!
ضحك هو ليخرج لـ والده ، وأسمع أنا ضحكات عُلا من خلف السماعة .. ابتسمتُ بحياء ، وسعادة أيضًا ..
سعادة لصوتٍ عُلا ، قلتُ لها بصدق ، ليال : الله يا عُلا ، زمان ما سمعت ضحكتك كذا ، حسبي الله عليه هالـ عبدالإله ، عيشك بقلق ..
سمعتُ صوت رواء بالقرب تقول : اسمعي ليول فاتك ، أخو أسرار .. بحلق فيها شوي وتطيح عيونه بـ ايده
ليال : ههههههههههههههههههههههههه هه يا ويلي ، صغير ذا
رواء : لاا وين ، في واحد ثاني يُقال له عبدالرحمن أظن ، هذا أكبر مبين من وجهه .. يليق لـ أختك .. عين وعين ، يصيرون عينين
لتجيبها عُلا : عينين يكسرون رأسك إن شاء الله
ضحكنا معًا .. صمتُ أنا لأنطق بهدوء .. ليال : بنات وحشتوني مرّة
نطقت عُلا : تعالي لنا ، قولي لفراسك يجيبك لـ *** ، بندوّر لـ الأخت رواء فستان ونتغدى ونطلع لـ أسرار
سألتها باستغراب ، ليال : فستان ؟ وش المناسبة ؟
عُلا : أخوها بيسوي حفل استقبال لزوجته ، وملزم عليها تجي .. لا وقبلها بـ أسبوع بعد خلاص يبيها تستقر في البيت عندهم
سألتها بهمس ، ليال : طيب وأبوها ؟
تنهدت عُلا لتنطق : والله يا ليال ، ما في أي كلمة من أبوها وهذا اللي كاسرها ومخليها تعييّ
ليال : وينها عنك ؟
عُلا : لا تحاتي راحت تجرب كم فستان .. ودي لو تقنعيها تروح ، بتحل المشكلة لو راحت وجلست هناك
سألتها بتردد ، ليال : طيب وأنتِ عُلا ؟ تبقي لحالك هناك ؟ البيت بيصير موحش
شعرتُ بـ ابتسامتها .. لتنطق بهدوء ، عُلا : غلط ليال ، عمري ما كنت أنانية وافكر بحالي .. ليش أخليها حولي ومعي عشان تحرسني ! وهي عندها أهل وعزوة .. خليها تحل مشاكلها ، ليال .. رواء يجيها يوم وتتزوج ، عندها مشاكل وعقد نفسية كيف بتفتح بيت وتستقر بدون ما تحلها ؟
تنهدتُ أنا لتكمل هي ، عُلا : أنا عشت حياتي وبعيشها .. مردي بكون وحيدة ، أبوي ما جابني هناك إلا لسببين ، عشان ما أكون وحيدة وعشان يبعدني من أحقاد عمي وزوجته اللي ما دروا عني ألحين .. ما راح أجبر رواء تبقى معي وتكبر وتكبر معاها عقدها .. تروح تحل العقدة اللي عندها وتستقر حياتها وتمشي لقدام .. رواء من لما توظفت وحياتها متوقفة ، كم من شخص حبها .. وكم من شخص لاحقها ، وكم من حرمة تمنتها لولدها .. بس في كل مرة ترفض وتبعدهم بسبب عقدتها ، خليها تفكها .. وما راح تفكها إلا إذا صارت هي وأبوها تحت سقف واحد

بعد صمت طويل ، نطقتُ بهدوء : وأنتِ الصادقة ، إن شاء الله تقتنع وتروح
عُلا : ما عليك أخوها ما راح يتركها ، متأكدة .. آآييي ما قلتي لي وش أخبار فراس ها ؟
توترتُ من طريقة نطقها لتلك الكلمات ، ليال : عُلا يا حمارة ، ايش فيك عليّ ؟
عُلا : ههههههههههههههههههههههههه هههه مو ناسيه حركاتك معي ، والله لأردها وحدة وراء الثانيه
ليال : ههههههههههههههههههههههه يلا عاد كنا شوي صغار ونتحمس مع الموضوع والحين كبرنا
عُلا : لا من اللي كبر ؟ أعوذ بالله أكبري بنفسك أنا باقي شابّه في العشرين
ليال : هههههههههههههههههههه أيي كثري منها يا الشابة ، يلا انقلعي بسكر برتب أغراضي ، وترا باكر عندكم من الظهر
عُلا : زين يا قلبي البيت بيتك ارفسي الباب وادخلي
أتاني صوت رواء : يلا يا حرم فراس انقلعي أبي عوعو تقيّم لي الفساتين
ليال : يا ويل حالك يا رواء دام قلتي عوعو صرتي من الأموات
وصلني صوت ضحكاتهن ، ابتسمتُ وودعتهن لأضع الهاتف جانبًا .. التفتُ لـ أرى فراس يجلس بـ اريحية على الكنبة ، ويتأمل وجهي ..
اخفضتُ عيني بـ خجل وارتباك ..
سمعته ينطق بهدوء مُميت ، فراس : وجهك حلو ويجذب وأنتِ ساكتة وهادية ، ويصير مُغري أكثر إذا ضحكتي

اخفضت رأسي وسمحتُ لخصلاتي أن تغطيه .. كانت كلماته موجهه لي بشكل مباشر ..
أقصد غزله ، إن صح القول .. سمعتُ قهقهته ، أعلم بـ أن يستلذُ بـ جعلي هكذا ..
رفعتُ رأسي بعد وقت قصير ، كان ينظر لي وابتسامته على وجهه ..

نطقتُ بحياء ، ليال : فراس بليز لا تسوي كذا ترا وراي شنط أعدلها
فراس : هههههههههههههههه والله ما سويت لك شيء
ليال : طيب ، لا تشوف كذا
ضحك ليلتفت ناحية التفاز ، فراس : طيب ها .. ما راح أطالع خذي راحتك

ابتسمت لـ اتوجه ناحية غرفة الملابس ، اخرجتُ الحقائب .. وبدأتُ أرتب ملابسي وفقًا لخطته ..
كانت وجهتنا سـ تكون لـ تايلاند .. حيثُ تمنيتُ كثيرًا أن أكون ذات يوم ..

.
.
.
.
.


وصلتُ لـ التو لمكتبي بعدما أنهيتُ عملي في مكتب العدل .. أذتُ نفسًا عميقًا وأنا أُحدقُ في أحد اللوحات المُعلقة ، لا أعلم لما رأيتُ عينيّ تلك الفتاة ، في تلك اللوحة التي ما كانت سوى لوحة أثرية .. بعيدة كل البُعد عن جمال العيون ، ولكن هُناك رابط مشترك .. اللوحة وعينيها ، كلاهما أثريين ..
تنهدتُ لـ أرفع هاتفي ، طلبتُ رقم أختي حنان ..
نطقتُ بصوتي البارد ، ذياب : هلا أم تركي ، وش أخبارك ؟
جاءني صوتها الحنون ، أم تركي : هلا بـ الذيب ، الحمد لله يا عيوني أنت وش أخبارك ؟ وينك أنت ما سيرت عليّ من زمان
ابتسمتُ لعتابها اللطيف ، ذياب : أبد حبيبتي مشاغل الدنيا (اعتدلتُ في جلستي لأسألها بجدية) : ما قلتي لي ، وش أخبارك ؟
تنهدت هي ، لتنطق بعدها بهدوء ، أم تركي : وش أقول لك يا ذياب .. الحمد لله على كل حال
قلتُ لها بجدية وحزم ، ذياب : إن كنتِ ما تبغيها في بيتك ، يحق لك تطرديها
أم تركي : لا يا ذياب حرام عليك ، البيت بيتها مثل ما هو بيتي وبيت عيالي .. حرام البنت مالها ذنب ، انرمت في الزاوية .. حرمها أبوها من حقوقها ، انضامت من الدنيا .. لا نصير أنا والدنيا عليها ، ما هقيتك قاسي يا ذياب
ذياب : مو عن قسوة يا حنان
أم تركي : جرحي مو منها يا ذياب ، البنت مالها ذنب .. وبالعكس أنا اللي أصريت على تركي يضغط عليها ويجيبها ، الذنب ذنب أبوها .. ذنبه خيانة ، وذنبه إنه ترك قطعة منه تتخبط بالدنيا وبيته موجود يأويها .. ما تدري المسكينة وش شافت ، ووش عاشت .. ووش سوت بها الدنيا ، الدنيا ما ترحم يا ذياب ربك بس اللي يرحم .. أنا مو نسرة ، ولا إني مرة أبو قاسية ، أنا بأويها في جناحي ، وبعوضها اللي انحرمت منه .. إن كانت تبي العوض مني
ابتسمتُ لـ حنانها ، نطقتُ بحب ، ذياب : يا كبر قلبك يا حنان
ضحكت لي هي ، لتنطق بمداعبة ، أم تركي : طالعه على الذيب
ذياب : هههههههههههههههههههههه كثري منها ، وش عندك على الغداء اليوم ؟ الظاهر إنّي جاي لك
أم تركي بفرحة : كل خير حبيبي ، تعال وأكل اللي يسرك
تنهدتُ لـ أنظر لـ ملف قضية عُلا .. لأتذكر نظراتها عندما جاءت برفقة عُلا .. مسحتُ على وجههي ، تلك الصغيرة لا تتركني أبدًا ، عالقة هُنا ، في عقلي ..
فقتُ من عينيها ، على نداءات حنان .. نطقتُ بهدوء : هلا يا قلبي
أم تركي : والله ما أدري من قلبك بس الظاهر مو أنا ، جاي ولا ؟
ضحكتُ بقهقهه ، ذياب : لا يا الغالية عندي ملف لازم أراجعه بس وعد مني باكر تلاقيني في وجهك
أم تركي : على العشا ولا تراي زعلانة عليك
تنهدتُ لأنطق ، ذياب : خلاص ، العشا يعني العشا ، بعد صلاة العِشا إن شاء الله تلاقيني في بيتك
نطقت بفرح ، أم تركي : إن شاء الله يا نظر عيني ، على خير بنتظرك ..
أغلقتُ منها وعلى وجهي ابتسامة .. علاقتي بتلك الأخت ، أكثر من رائعة .. فـ قلبها الجميل دائمًا يحتويني ، ولا تنشغل عني أبدًا كـ باقي أخواتي ..
تنهدتُ وأنا اسحب ملف عُلا .. ما ان فتحته حتى أطلقتُ قهقهاتٍ عالية ..
تبادرت إلى ذهني أحداث ذلك اليوم ، وصوت ذات العينين الأثريتين الذي كان يرن في أذني ..
همستُ وأنا أحركُ رأسي يمينًا ويسارًا ، ذياب : ملسونة بنت اللذين ..

كانت الابتسامة على وجهي وأنا اتصفح الملف ، كان عقلي متيقنًا يقينًا تامًا .. بـ أن عُلا بريئة .. وعبدالإله يتهمها زورًا ، كان يتضح على وجهها .. يتضح جدًا بـ أنها بعيدة كل البُعد عما يتهمها به ..
ويتضح من العقد الذي بحوزتها ، والذي كان يوضّح كل شيء ، ولكنّ يبدو بـ أن عينيها لم تقع على شرط زواجها ، ذلك الشرط الذي ينص على أنه بعد الزواج كل ما يملكه صقر يكون ملكًا لها .. والشرط موافقٌ عليه من كلا الطرفين .. تلك كانت نقطة رابحة لها .. ولكنّ برائتها وطهارتها ، جعلتها لا تنتبه ..
ابتسمت ، فتاة كـ عُلا ، ستغلبها الدنيا إن كانت لا تعرف قوانين اللعبة ..
اغلقتُ الملف ، لـ ابتسم ابتسامة نصر عندما وردتني تلك الرسالة ، سيتم تقديم المرافعة .. لوقتٍ قريبٍ جدًا .. كـ بعد الغد ..

همستُ بـ الحمد لله وأخيرًا بتفتك منه ..

أرسلتُ لها (مساء الخير أخت عُلا ، أعتذر على الإزعاج بس حبيت أبلغك إن المحكمة وافقت على طلب تقديم الجلسة ، بتكون بعد بكره وإن شاء الله تطلعين منها كسبانة وماخذه حقك)

.
.
.
.
.

أبكر بـ كثير من ذلك الوقت ..

عند التاسعة والنصف ، بعدما ترجلت من السيارة ..
اقترب مني يزيد وكنتُ لم أعتد على اقتراب أحدٍ مني ، مدّ يده ليصافحني ، بقت يده لـ ثوانٍ معلقة في الهواء .. حتى استوعب عقلي ومددتُ يدي ، ولكنّي سرعان ما سحبتها ..
ثم نظرتُ له وأنا احتضن كلتا يداي ، نطقتُ برجفة ، أسرار : ما أصافح ..

نظر هو لأخاه ، ليمد أخه يداه مرحبًا ، عبدالرحمن : حياك أسرار البيت بيتك ، لا تخافي في ممرضتين وخدم موجودين ..
نظرتُ له ، أشار بعينيه .. عبدالرحمن : ادخلي ، حياك .. الخدم بيودوك على طول عند أمي ، وأنا ويزيد باقيين في الصالة
همستُ بـ : تمام ..

دخلتُ مع ماري ، أو لا أعلم ما اسمها هو من اعطاها التعليمات ، دخلت أحد الغرف في الطابق الأرضي ..
كانت تلك الغرفة مجهزة كـ غرف المشفى .. كان هُناك سريرًا طبيًا ، تستلقي عليه والدة يزيد وعبدالرحمن وقد تكون والدتي وأمي أنا أيضًا ..
اقتربتُ لأسمع همسات الممرضة العربية : قرّبي ، بس لا تخليها تنفعل تمام ..!
نظرتُ لها ، ثم أومأتُ بتوتر لأنطق : تمام
ابتسمت هي لي ، لتضع يدها على ظهري وتقربني من والدتي ، أو والدة عبدالرحمن ويزيد ..
نظرت لي لـ تسألني : اسمك أسرار صح ؟
اجبتها برجفة ، أسرار : ايي
ابتسمت : طيب أسرار وأنا رزان ، مُمرضة خاصة لـ العمّة موضي .. شرح لي ولدها عن وضعك معها ، ما راح أترككم عشان أقدر أهديها .. هي عندها انهيار عصبي والانفعال ممنوعة منه ، يعني دكتورتها منعته بس هي أصرت إلا تقابلك ، ورفضت تأخذ المنوم عشان تكون صاحية إذا جيتي .. قربي منها هي صاحية ، لا تتوتري عشان ما توتريها معك .. (تنهدت هي لتكمل) : ما أقدر أمنعك من البكاء أو أي شيء ثاني بس طلبتك ، حاولي كثر ما تقدري ما تنفعلي وتخليها تنفعل ، طلبتك وضعها الصحي شوي تعبان
أومأتُ لها بـ نعم لأتقدم .. وضعتُ كفّي على كفها برجفة كبيرة .. شهقتُ عندما رأيتُ وجهها .. كُنتُ أنا نسخة منها ، لستُ نسخة بنسبة كبيرة ولكن ، كـ نسبة سأقول ، 65 % .. كنتُ أشبهها ..
بلا شعور منّي ، ضغطتُ على كتفها .. لأقول : ماما ، أنا هنا أصحي
لم تستجب لي ، لأكرر فعلتي ، أي ضغطتُ على كفها .. لأسقط بجانبها ..
شهقتُ بـ بكائي الذي أحاول حبسة ، نطقتُ بصوتٍ مخنوق : تكفين افتحي عيونك وشوفيني جنبك ، احضنيني على الأقل طلبتك .. لا تتركيني لما لقيتك ، بليز لا تتركيني
همست هي بـ أنين واضح : أرين
نظرتُ حولي ، ابحثُ عمّا تبحث ، لتهز يدي وهي تكرر : أرين ..
سألتها بوجهٍ عابس ، أسرار : مين ؟ مين تبين مين أرين !
لتكرر هي بنبرة باكية وهي تهز يدي : أرين .. أرين
التفتُ حولي ، نظرتُ لابنها الأكبر الذي دخل الغرفة ، نطق لي بهدوء : أنتِ ، أنتِ كان اسمك أرين
نظرتُ لها ، لأمسح دمعتي ، أسرار : أرين ، ولا أسرار ولا اللي تبين هم كلهم أنا
حاولت رفع جسدها ، ليتقدم ابنها والممرضة يسندانها ، جلست لتسحبني لحضنها ..

وآآآآآآآآآآآههههههه يا لعذوبة حضنها ذاك ، كلفني الوصول لـ هنا 24 عامًا ..
يا لطولها ويا لكثرتها ، كانت شهقاتي تتعالى ، كُلما شدتني لها .. وصوت بكائها وأنينها يصل لـ قلبي ..
كررت كثيرًا تلك الجملة (حرموني منك الله يحرمهم الجنة) ..
كانت دعوتها قاسية ، جدًا ومخيفة .. أيُّ قلبٍ يستطيع أن يدعو تلك الدعوة !
قلب محروم حُرم ظناه ؟ أم قلب أمٍ احترق قلبها على طفلها ؟
رفعت رأسي عن حضنها وهي تتأمل وجهي ، بكت مجددًا ، وهي تثبت أرنبتها على أرنبتي .. كنتُ أبكي معها بصمت ، فقط صوت شهقاتي يعلو ويهبط ..

سمعتُ ابنها يعاتبها ، عبدالرحمن : يمه حرام عليك اللي تسويه بنفسك ، صحتك يا حبيبتي
وضعت رأسي على صدرها لتحتضنني بشدة ، نطقت ببحة : حرموني منها الله يحرمهم الجنة .. تبيني أتركها الحين ! والله مو تاركتها ، هذه بنتي .. هذه أريني واحساسي ما يغلط يا عبدالرحمن ..
قبّل هو رأسها ، كان بالقرب وأخافني قربه .. هي تقول بـ أنني ابنتها وهو أخي ولكنّي خائفة .. خائفة من الحقيقة ، من أن أصحو من غفوتي وأكون قد تجمدتُ أمام سريرها وهي تصرخ بأني لستُ ابنتها ..
سمعته يقول ، بمداعبه : هي بنتك عاد أنا من شفتها قلت مستحيل مو اختنا .. ماخذه الزين منك ومن أبوي
سمعتها تنطق بصوتٍ سعيد ، أم عبدالرحمن : شفتها ! يعني تشابهني وتشابهك .. يزيد بيموت من غيرته
ضحك هو ليكمل لوالدته ، عبدالرحمن : على قولته الزين ما منه اثنين
قبّلت رأسي بحب، ذلك الحب الذي بحثتُ عنه دائمًا .. ابعدتني بخفة عن حضنها وهي تتأمل وجهي مرارًا ، أم عبدالرحمن : أنا وعدتها (نظرت لرزان لتكمل) : أنا وعدت رزان إني آخذ دواي بعد ما أشوفك ، بآخذه الحين وبنام .. بس خليك هنا حولي يمه لا تروحين لمكان ، تمام !
أومأتُ بـ نعم .. أسرار : بجلس جنبك هنا ما راح أطلع لبرا
أم عبدالرحمن : لا يا حبيبتي ، روحي لغرفتك ارتاحي .. بيوريك اياها عبدالرحمن ، وبعدها انزلي لي واجلسي حولي
نظرتُ له بتوتر .. كانت عينيه تنظر لي بابتسامة مُريحة .. لأعود بنظري لها .. أومأتُ بـ لا
نطقتُ بـ ، أسرار : لا أنا مرتاحة هنا جنبك ..
ابتسمت لي هي لتقول : هذول أخوانك يا قلبي لا تخافي منهم ، وهذا بيتك بعد
اخفضتُ رأسي بتوتر لأنظر لها بعدها ، أسرار : لا بس أنا مرتاحة جنبك
ابتسمت لي ، لتمد يدها .. أمسكتُ يدها لأجلس بجانبها .. اقتربت رزان لتغرز الابره ويبدأ الدواء بـ أخذ مسراه في عرقها ..
همستُ لها بعدما خرج عبدالرحمن ، أسرار : عادي أنام بحضنك ؟
تحركت هي بخفة ، أم عبدالرحمن : أكيد يا بعد عيني تعالي
وقفتُ لأخلع عبائتي وحجابي .. تمددتُ بجانبها ، أو بتعبيرٍ أصح ، في حضنها .. دفنتُ وجهي في صدرها .. كانت رائحة العود وخشب الصندل تصلني منها .. لم تكن أمي كبيرة جدًا في السن ، ولكنها ليست بعمرٍ صغير أيضًا ..
سألتها بهمس ، أسرار : مين اللي خذاني منك ؟
أجابتني بصوتٍ ناعس ، أم عبدالرحمن : زوجة عمكم ، حسبي الله عليها
نظرتُ بـ بلاهه ، أسرار : كيف ؟
لم تجبني ، لأنها غرقت في نومها .. ولكنها احتضنتني بشدة ، وكأنها تحتضن الطفلة أرين ولا تريد أن يأخذها أحد من بين يديها ..

.
.
.
.
.

كنتُ وعُلا نجلس أمام بعضنا البعض .. كانت ملامح عُلا تميل لـ الراحة ..
نطقتُ لـ انرفزها ، رواء : ها عوعو بترتاحين من عبود لـ الأبد
رمت ذلك الكوب الورقي عليّ ، عُلا : عوعو في وجهك وبعدين عيب رجال كبير احترميه وش عبود
قلتُ بـ ملامح غير راضية ، رواء : والله الاسم كبير عليه مرة ، ما علينا .. أسراروه السحبة بتجي بكره ؟
ابتسمت عُلا براحة لـ سعادة أسرار : والله مدري ما قالت لي ، بس قالت لا تمروني اليوم بجلس عند أمي وأداريها .. ارتحت إنها تقبلت وخلاص ماتت شكوك قلبها وما بقى في قلبها الا اللي يريحها ..
ابتسمتُ لها وأنا احتسي من كوب قهوتي ، رواء : الحمد لله

لأسرح في حياتي التي لا أعلم ما الذي يخفيه لي القدر بعدها ، أخبرت تركي بـ أنني سآتي بعدما تنتهي محكمة عُلا .. لا أريدُ تركها هُنا لوحدها ويتهجم عليها عبدالإله لاحقًا ، هو رجلٌ سيئ لا محاله سيفعلها ، سيهجم عليها في أيّ لحظة ..

التفتُ لها وكانت هي في حالة شرود .. لم انبهها ، تركتُ تلك الليلة لها لذاتها ولي لذاتي ..
غرقتُ أنا في التفكير في علي ، لماذا لم يُبدي أيّة ردة فعل ! لماذا كان بذلك البرود ؟ لم يقترب ، لم يتحدث ، لم يقل لي شيئً ا.. فقط أكّد بـ أني ابنته ، لا أكثر من ذلك ..
تنهدتُ وأنا أتذكر نظراته لي ، كانت باردة جدًا ، بها الندم والأسف ولكنّه لم ينطق بشيء ، لم يُشعرني بـ أنه أسف وبـ أنه يُريدُ تعويضي ما فات ..
شعرتُ بـ يد عُلا تمسح دمعتي ، ثم سحبتني لـ حضنها ، مِلتُ عليها ولم أتحرك من مكاني ، غرقتُ أكثر وأكثر في تفكيري .. إلى أن شهقت بـ لا شعور ..
لتهمس عُلا بـ : بسم الله على قلبك رواء ..
همستُ لها بـ ألم وأنا أضع يدي على قلبي ، رواء : قلبي مقهور ومحروق عُلا ، بموت من قهري عُلا والله بموت ..
لم تجب بـ شيء ، وضعت رأسها على رأسي وهي تمسح على شعري ..
لا أعلم كم من الوقت مضى علينا ونحن بذلك الحال ، فقنا عندما مرّت بنا نسمة باردة قليلًا ..
تحركتُ أنا أولًا ، رواء : بردت يلا خلينا ندخل
عُلا : مع إن الجو ححرررر ، بس مدري هالبرودة من وين جات
وقفتُ لـآخذ معي القهورة ، نطقت بِـ سُخرية .. رواء : برودة مشاعري خرجت
ضحكت عُلا لندخل معًا ، اقترحت عليّ .. عُلا : تعالي بغرفتي نشوف لنا فلم وننام سوا
رواء : طيب ، أصلي العشا أول ونطلب لنا أكل وبعدها
عُلا : تمام ، الله يتقبل يلا بسبقك أنا وآخذ لنا عشا
همستُ لها وأنا أتوجه لغرفتي ، رواء : زين

.
.
.
.
.

دخلت لـ غرفتها ، كعادتها منذ ما يُقارب الـأسبوعين .. نظرت له بـ زعل ولم تهتم لـ ندائه ..
استبدلت ملابسها بـ لبس نوم ثم استلقت على سريرها ..
سمعته يسألها ، علي : إلى متى على الوضع هذا يا حنان ؟
تنهدت ولم تجبه بـ حرف ، ليسألها مجددًا ، علي : يا حنان ! يعني بتمين على الوضع هذا ؟ حتى ذياب لاحظ وضعك
التفتت لتنظر له ، نطقت بلوم ، حنان : هامك إذا ذياب لاحظ أو لا ؟ واللي سويته في بنتك ، ما همك ربك يحاسبك عليه ؟
تنهدت وأكملت ، حنان : خنتني يا علي ، بقول ما عليه حقك ، من حقك تتزوج اثنين وثلاث وأربع .. انغرّيت بجمالها وتجنبت الحرام ، بس ترمي بنتك تتركها لـ الدنيا ! ما تخاف ربك أنت ؟ ما تخاف تدور عليك الدنيا وتصيبك حوبة البنت هذه ؟ طيب ما خفت إن الشيء اللي صار يصيب تركي ، عبدالله أو ديما ؟
لم يجب هو ، لتجلس حنان على طرف السرير ، اطلقت تنهيدة طويلة لتنطق بهدوء ، حنان : اللي بعيونها كثير يا علي ، واللي بقلبها أكثر .. حرام عليك أنت دمرت البنت
نطق ليبرر ، علي : ما تركتها لحالها ، كنت أراقب وضعها في الميتم ، وبعدها طلعت ما أعرف وين راحت إلى أن لقيتها مرة ثانية بفضل صقر
ضحكت حنان باستهزاء ، حنان : وش فايدة هذا كله علي ؟ أنت سميتها باسمك وما رحت تشوفها
علي : خفت قلبي يتعلق فها وما أقدر أجيبها عندي
نظرت له ، حنان : وليش ما تقدر تجيبها ؟ عبالك بقول لك خذها من هنا ! هذا عشمك فيني يا علي ؟ كل هالسنين وما عرفتني عدل !
تنهد علي ، لتكمل حنان : عدّل غلطتك اللي غلطتها يا علي ، جيب بنتك .. لا تخلي تركي يترجاها تجي ، بادر أنت .. روح لها ، بنتك متلهفة عليك ، مستحيل تسامحك في خمس دقائق ، بس تبيك تبي تجيها تبي تحسسها إنك أبوها وتبيها .. من حقها تحقد عليك ومن حقها تكرهك بعد ، بس أنت محظوظ .. بنتك ورغم كل شيء عاشته بسببك واضح إنها تحبك ومتلهفة عليك ، بتسعدها أي كلمة منك ، بتسعدها يا علي لو قلت لها تعالي لبيتك ..
نظر لها علي مطولًا ، لتكمل حنان وهي تدخل في فراشها : إن كنت تبغى رضاي عليك يا علي ، جيب بنتك لهنا ، كلمها وجيبها لبيتك.. وغير كذا ، ترا بيني وبينك ربك ، مستحيل أسامحك وربي بيسألني وبقول عاقبه يا رب .. تصبح على خير


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 01:06 PM   #115

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 632
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي


.
.
.
.
.


كان طعم صباح هذا اليوم مختلفًا .. استيقظتُ وأنا بين يدي أمي .. نظرتُ لها بـ ابتسامة ..
همستُ لها ، أسرار : صباح الخير
ابتسمت هي لي ، أم عبدالرحمن : صباح النور حبيبتي ، قومي خلينا نصلح الفطور ونفطر
أشرت لها ، أسرار : لا لا لا لا ماما أنتِ ارتاحي وأنا أصلحه ونفطر
سحبتني لقربها ، لتمسح على وجهي وهي تنطق بنبرة جميلة ، أم عبدالرحمن : يا حلو ماما من لسانك يا عيون أمك ، طيب على أمرك صلحي الفطور بروحك ، بس في ماري بتساعدك
أسرار : زين طيب ، بالإذن ..

خرجت وأنا أرتدي حجاب والدتي الكبير ، دخلت لـ المطبخ لـ أرى ماري المنشودة ، واثنتان أخريات ..
كُنّ يسألنني إن كنتُ ابنة سيدة المنزل وأختًا لـ عبدالرحمن ويزيد .. ومن أين أتيت وكيف أتيت ..!
كنتُ أرى في وجههن الفرحة ، وأخبرنني بـ أنهن بـ الأمس رأين والدتي بـ راحة منذ أن أتين ..
لتخبرني ماري بـ أن السيد ، أي عبدالرحمن يُبدل الطاقم كل 5 سنوات ، فقط هي من بقت معهم لـ مدة 15 عام ..
بدأتُ بـ تحضير الفطور ، وهنّ يساعدنني .. بعد ما يُقارب العشرون دقيقة أنهينا عملنا ..
نطقت ماري بـ ابتسامة : ارتاحي آنستي سوف أرتب الطاولة بنفسي
تركتُ ذلك لها لأني لا أحب ترتيب الطاولة ، كانت في منزلنا .. رواء من تتكفل بـ ذلك ..
على ذكرها ، تذكرت بـ أن ليال ستزورنا اليوم .. عليّ اخبار والدتي والذهاب لـ هُناك ..
لا أُريدُ تفويت وداع ليال ..
توجهتُ لـ غرفة والدتي ، سمعتُ صوت يزيد يقول لها : هاا يا أم عبدالرحمن ، جات بنتك ونسيتي يزيد
لتضحك هي وتخبره ، أم عبدالرحمن : عاد اسمح لي يمه ، هالأيام بنساكم وبتذكرها هي وبس .. مو قليل اللي عشته بدون بنتي يا يزيد .. الله لا يذوقه لـ مسلم
يزيد : آمين حبيبتي آمين ، خذي راحتك يا عمري .. دامك مرتاحة ، احنا راضيين لو تهمشينا وتنسين وجودنا
سمعت صوت ضرب خفيف ، علمتُ بـ أنها ضربته .. لتقول له : أنتم عيالي ، لا أهمشكم ولا أنساكم .. أنسى نفسي ولا أنساكم
دخلتُ بعدها ، لتهلي بي والدتي ويلتفت يزيد وهو يبتسم .. اقتربتُ منها لأجلس بجانبها ..
قلتُ بتردد طفيف ، أسرار : ماما تسمحي لي أروح لخواتي اليوم ؟ بتجي أختي ودي أجلس معاهم قبل لا تسافر
تنهدت هي ، أم عبدالرحمن : ما ودي تروحين ، ولا ودي أكسر بخاطرك
نطق يزيد : روحي العصر ، وارجعي لما تروح هي ..!
نظرتُ له ، أسرار : هي بتجي على الغداء ، وما أدري متى بتروح
سألتي باستفسار ، أم عبدالرحمن : بتسافر هي اليوم يعني ؟ ولا شلون !
التفتُ لها ، أسرار : لا ماما ، بتسافر بكره ، بس زوجها بيجيبها اليوم لـ بيتنا
تنهدت والدتي وبقلّة حيلة ، أم عبدالرحمن : زين حبيبتي روحي وقت ما تبين
ابتسمت لأقبل جبينها واحتضنها ، أسرار : وبرجع لك بعدها إن شاء الله ..
ابتسمت هي ، لتقطع حديثنا ماري تخبرنا بـ أن الطاولة جاهزة
خرجنا ثلاثتنا ، لتسأل والدتي : إلى عبدالرحمن وينه ؟
يزيد : طلع بدري يمه عنده شغله
أم عبدالرحمن : أيي زين ، بععد الفطور بتروح توصل أختك وأنا أجي معك
التفتُ لها ، أسرار : لا ماما أنتِ ارتاحي
ابتسمت لي بحب ، أم عبدالرحمن : أنا مرتاحه يمه ، من شفتك والراحة والعافية رجعت لي .. اللهم لك الحمد
يزيد : لا جد بعتينا يمه
ضحكنا معًا ، أنا وأمي بسبب نبرة يزيد الدرامية .. ليبتسم هو لنا ..
أتانا صوتًا من الخارج ، عبدالرحمن : لااااا وش الغدرة ذي ، ولا تنتظروني ولا تقولوا في ولد كبير
ارتبكتُ من وجوده ، كنتُ معتادة على وجود يزيد قربي وبدأت أعتاد عليه ، أما الآخر .. فلم أعتد أبدًا .. كان قد تركني بالأمس على راحتي بعكس يزيد الذي اقتحم الغرفة مساءً وسهر معي لوقتٍ متأخر ، وأذبنا ما بيننا من رسميات ..

اقترب ليقبل رأس والدتي التي قالت ، أم عبدالرحمن : توه يزيد يقول إنك طلعت بدري
عبدالرحمن : ايي طلعت عندي شغله ضروريه ، خلصتها وجيت
اقترب من يزيد ليشد على شعره ، ثم أقترب مني .. ليداعب خدي ، كانت يده بارده جدًا ، وذاك زاد ربكتي ، ولكن ما جعلني استكين ، هو تقبيله لـ رأسي ..
ثم سألني بحنان ، عبدالرحمن : نمتي زين ؟
نظرتُ له لأنطق بصوتٍ مخنوق ، أسرار : ايي الحمد لله
أومأ برأسه وهو ينطق ، عبدالرحمن : ايي زين الحمد لله (ثم نظر لوالدته) : رزان قبل لا تطلع قالت إن كل شيء تمام ، وأفضل من أمس واللي قبله .. (ثم نظر لي وليزيد) : عاد وش رأ]كم نطلع اليوم نتغدى برا ، منها أمي تغير جوها شوي
نظرتُ أنا لوالدتي بأٍف ، كان سيسعدني ذلك .. أصبحتُ بين نارين .. أريدُ أن أجبر خاطرها .. وأريدُ رؤية أخواتي ..
لينقذني يزيد : لا خليها عشا ، عشاننا بنوصل أسرار لـ البيت ، منها تجلس مع البنات وتجيب أغراضها ، وبنزل أمي عند خالتي وأنا بطلع أخلص لي كم شغله
تنهد هو ، عبدالرحمن : خلاص تمام
نظرت له والدتي لتنطق بسخرية ، أم عبدالرحمن : ومن قال لك بروح لخالتك ؟
ضحك هو ، يزيد : أنا قلت ما راح أخليك هنا بروحك ، وأنا تواعدت قبل شوي مع واحد من ربعي ، وعبدو أكيد بيخرج تعرفيه هذا ما يجلس في بيته
ضحكت بخفة لـ اقترح لها ، أسرار : وش رأيك تجين عندنا ؟ بعرفك على البنات ماما بتحبيهم وبيحبونك
وكأن الفكرة أعجبتها ، لتوافق في ذات اللحظة .. أم عبدالرحمن : زين يمه ، بس لا يكون البنات ما يعجبهم ويبون يأخذون راحتهم
ابتسمتُ لها ، أسرار : لا ما عليك ماما ما راح يقولون شيء

أكملنا حديثنا ، وكنتُ أحاول أن أتأقلم على أخي الأكبر ، عبدالرحمن .. لم يكن كـ يزيد ، ليس مرحًا كـ يزيد .. يمتاز بالثقل قليلًا .. مزوحًا جدًا ولكنّه ثقيل أيضًا ..

.
.
.
.
.

فتحتُ عيني على رسالة ، من رقمٍ غريب .. ولكنّي أعرفه جيدًا ..
قرأتُ الرسالة بعدم تصديق ، ارتعش قلبي .. بعد دقائق من تأمل تلك الكلمات ، ابتسمتُ بسخرية .. قررت تجاهلها ، ستأتي ليال ولن أعكر مزاجي ، ولكن شدّني عدد الاتصالات من ذلك الرقم ..
رفعتُ حاجباي ، 10 اتصالات من علي ، وكذلك رسالة يطلب فيها وبرجاء بـ أن أجيب على اتصالاته !
وصلتي رسالة أخرى منه ، يخبرني بـ أنه سيأتي لـ أخذي لـ منزلي ..
ركزتُ على كلمة (بيتك) ، ضحكتُ بسخرية ، ودمعاتي تتسابق مع ضحكتي ..
تنهدت لـ اتوقف عن الضحك ، ثم مسحتُ دمعتي ..
قررتُ أن أتجاهله تمامًا ، سـ أخرج لمساعدة عُلا ..

خرجتُ من غرفتي وجدتها تقف أمام الطباخة ، وتطبخ بـ نفسٍ جميلة ..
اقتربتُ وأنا احتضنها بشدة ، رواء : صباح الخير يا وجه الخير ، وش بتسوي ؟
اجابتني وعلى وجهها ابتسامة ، عُلا : صباح النور ، كبسة .. أسرار قالت أمها بتجي معاها
ابتسمتُ بسعادة ، رواء : واو وناسه خليها تجي ، أحس ودي كذا أجلس مع حرمة كبيرة
عُلا : هههههههههههههههههه يا ويلي شفيها العجيز ! بعدين ترا أم أسرار أتوقع يعني إنها على بداية الخمسين
غمزتُ لها بـ مرح ، رواء : أأييي وولدها الكبير كم تتوقعي عمره ؟
ضربتني بخفة ، عُلا : أنتِ حمارة تعرفين ؟ وش أبغى فيه !
أخذتُ تُفاحة من سلة الفواكة الموضوعة على الطاولة ، رواء : ما لاحظتي نظراته ؟ ابصم لك بـ أصابع ايدي كلها ، والله سأل عنك عند أسرار
انتبهتُ لـ رجفتها ، وهي تلتفت لطبختها ، عُلا : مدري ، ما يهمني .. أنتِ عارفة وجهة نظري اتجاه الموضوع
جلستُ على الكرسي ، لاسكب لي كأسًا من الحليب ، رواء : طيب صقيران مات والله يرحمه ، شوفي حياتك لا تعيشي كذا بروحك
تنهدت هي ، لتخبرني بصراحة .. عُلا : بس أنا ما نسيت صقر ولا تخطيته ، ما أقدر أأسس حياة جديدة وصقر باقي فيني .. صعبة ومستحيل .. إذا تركني صقر ، ذا الوقت بفكر رواء .. مدري ، خليني كذا ألحين أنا مرتاحة ..
تنهدتُ أنا لأخبرها ، رواء : علي متصل لي 10 مرات ومطرش لي إنه بيجي بنفسه يأخذني لـ بيتي (نطقتها بسخرية)
التفتت هي لي وهي ترفع حاجباها .. نظرتُ لها ، وأنا أسحب سلّة الخضار وبدأت بتقطيعها لـ أُحضّر السلطة ..
بلعتُ ريقي بصعوبة لأنطق بصوتٍ راجف ، رواء : ليش توه درى عني ؟ وينه عني من 26 سنه ؟ (ضحكت بسخرية) : باقي شوي ويصيرون 27 ، لو منتظر لين أتم الـ 30 بعدين يسأل عني
لم تجب عُلا ، اكتفت بالصمت وهي تُحرك في طبختها ، تنهدتُ أنا .. لأشهق شهقة آلمت صدري ..
أكملتُ بصوتٍ راجف ، رواء : ما تدرين ، أنا بروحي ما أدري وش صار لي لما شفت اتصالاته الكثيرة .. مدري وش اللي صار وش اللي حركة وخلاه يتصل من الصبح ! شايفني بمنامه ولا ايش بالضبط ، مدري عُلا اتصالاته غريبة ، ورسالته بعد
اجابتني بهدوء ، عُلا : يمكن إنه صحى رواء ، ويمكن في أحد شجعه يخطي الخطوة الأولى .. روحي رواء ، روحي .. وحلّي المشكلة ، عاتبيه واصرخي في وجهه وطلعي كل اللي بقلبك قدامه ، لو برر لك ولا ما برر .. قلبك بيرتاح من كل الأسئلة اللي عندك
نظرت لي ، لابتسم في وجهها من بين دموعي ، تغيرت نظرتها .. لأفهم وامسح دمعاتي واهمس بـ : إن شاء الله
رفعت اصبعها في وجهي ، عُلا بتهديد : والله إن كنتِ تسلكي لي بذبحك .. ردي عليه وقولي له يجيك اليوم بعـ …
قاطعتها بسرعة ، رواء : والله لا ، بروح بكره بعد جلستك وعد ، وعد أروح بكره بس اليوم لا وألف لا
ضحكت عُلا ، لتنطق لي : زين خلاص على هواك ، أهم شيء وعدتيني ..
سألتها ، رواء : زيين ، وش تبيني أسوي بعد ؟
التفتت حولها ، ثم نظرت لي .. عُلا : مدري سوي اللي تبيه ، الكبسة تقريبًا جاهزة .. والحلا اللي سويناه أمس وخلاص ولا !
رواء : إلا يكفي أحس وش ذا التكلف .. بصلح القهوة بعدين عشان تبقى ساخنة
عُلا : أيي زين بقوم اتسبح ، نظفي المطبخ بليز وانتبهي على كبستي
نظرتُ لها بهدوء ، رواء : إن شاء الله
عُلا : يا ويلك يا رواء إن احترقت
رواء : ههههههههههههههههههههه لا تحاتي والله بنتبه لها
قبلت خدّي ثم غادرت ، انهيتُ السلطة ، غلفتها وتركتها .. التفتُ حولي .. كنتُ ابحث عن أي شيء يسليني حتى تمر الـ 10 دقائق .. انتبهتُ لـ خليط كعكة الأناناس .. قمتُ بتحضيرها .. ومن ثم كعكة الشاي التي تحبها أسرار .. حضرتها بعدما أطفأتُ النار عن كبسة عُلا ..
انهكتُ نفسي ، تنفستُ بتعب .. ابتسمتُ بسعادة عندما شعرتُ بـ أنني انتصرتُ على عقلي ..

خرجتُ من المطبخ بعدما تأكدتُ بـ أنني أطفأتُ الغاز وأن كل شيء مُرتب ونظيف ..
استحميتُ وقضيتُ صلاتي ، خرجت لـ أرى عُلا تبخر المكان وليال تمشي خلفها وتسرد لها شيئًا ..
ضحكتُ وأنا أتذكر حالنا منذ أن عشنا هُنا .. كُنّـا هكذا ، إن كان هناك ما يشغلنا .. نمشي خلف بعضنا ونتحدث ..

تنهدتُ لـ أرفع هاتفي ، كتبتُ لـ علي .. بـ أن يأتي لي غدًا عصرًا ..
سـ أقضي يوم غد مع عُلا ، نحتفلُ بـ انتصارها على عبدالإله .. بـ إذن الله ..

جلستُ على الكنب ، لتأتي من خلفي ليال .. بعثرت شعري لتسألني ، ليال : وش أخبارك ؟
رفعتُ قدمي اليسرى لأضعها على اليمنى بعدما وضعتُ كفي الأيمن بينهما ، رواء : والله بخير (غمزتُ لها بخبث) : الأخبار عندك أنتِ ؟
ضحكت هي بتوتر ، ليال : والله إنك ما تستحين ، بنت عيب احترميني أنا أكبر منك
رواء : ههههههههههههههههههههههه العذر ، تراي تربيتك ولا نسيتي ؟
ليال : وججععع ، قليلة أدب
تزايدت ضحكاتي ، لتبتسم لي ليال ..
سمعتُ عُلا تنطق : كأن سروي جات .. في سيارة وقفت قدام البيت ..
اقتربنا منها أنا وليال .. لأنطق بسخرية : تخيلي عاد لو إنه عبود جاي يهدد
ضربتني عُلا بخفة لتضحك ليال .. عُلا بغضب طفيف : ألف مرة قلت لك احترمي اللي أكبر منك
رواء : هههههههههههههه خليه هو يحترم نفسه بـ الأول عشان احنا نحترمه
ليال بهدوء : خلاص أنتِ وياها اسكتوا ، وخلوا عبود .. أقصد عبدالإله وراء ظهوركم
ضحكتُ أنا بخفة لـ تنظر لها عُلا بعتاب .. تنهدت ، عُلا : أشره على رواء وأنتِ يا الكبيرة يا العاقلة تشجعينها !
رواء : ههههههههههههههههههههههههه ههههههه يا قلبي يا المؤدبة ، هذه سوسو افتحي لها الباب تكفين دامك متحجبة ، عاد إن شاء الله جايبها أخوها الكبير عشان يتمقل
عُلا : رواء يا قليلة الأدب
ضحكتُ مجددًا ، لتشاركني ليال الضحك ، تعلقنا أنا وليال بجانب النافذة التي تطل على الباب الخارجي ..
همستُ لها ، رواء : اقسم لك بيكون هو اللي جايبهم على أمل إنه يتمقل فيها ، بتشوفين
ليال : ههههههههههههههه عاد ما ألومه ، عُلا ما شاء الله تطيح الطير من السماء
قلتُ بسخرية ، رواء : عاد هي طيحت الصقر بس الصقر طلع جارح وبقوة
تنهدت ليال : الحمد لله على كل حال .. خلاص بعدي تعالي نستقبل أم أسرار يلا ..

تحركنا لـ استقبالها ، جلسنا معًا .. تحدثنا كثيرًا ، كانت أم أسرار لطيفة جدًا ، ذكرتني بـ حنان .. أقصد عمتي حنان ، كانت عمتي تفوقها لُطفًا ، ولكن ذلك لا يعني بـ أن والدة أسرار ذات قلبٍ أبيض ..

أخبرتني أسرار هامسة ، بـ أن أخاها وكما توقعت سألها عن عُلا .. وكانت تلك نقطة كسبتها ضد عُلا ، لم أتركها أبدًا .. فـ في كل فرصة كنتُ أغمز لها وأرمي لها كلمات تفهمها واضحكُ أنا ..

كنتُ أتسلى كثيرًا بـ تنغيزها ، أقلّه أنسى ما يشغل عقلي في تلك اللحظة ..

ليلًا .. خرجت والدة أسرار دون أسرار التي قررت أن تبيت هذه الليلة معنا ..
لـ تبقى ليال أيضًا ، أخبرتنا بـ أنها ستشاركنا احتفال الغد ، ستكون معنا قبل ذهابها مع زوجها ، فـ رحلتها ستكون ليلًا وقد انهت كل ترتيباتها ..
في تلك الليلة ، نمنا جميعنا معًا ، في وسط منزلنا ..
كانت ليلتنا الأخيرة ، التي سنقضيها معًا ..
فـ بعد الغد ، لكلٍ منا حياتها الخاصة ، بعيدًا عن الأخرى ..
سـ نعيش لـ أول مرة ، بعيدين بالجسد عن بعضنا البعض ..

.
.
.
.
.


استيقظتُ والتوتر أخذ مني الكثير .. نظرتُ لهن .. ليال ، رواء ، وأسرار ..
كانت أسرار تنام على كتف رواء ، وتلك وضعت رأسها على ظهر ليال ، وكنتُ أنا بالقرب منها ..
ابتسمت .. كيف لـ الحياة أن تجمعنا كل هذه السنوات الطوال !
كيف استطعنا الالتحام والترابط بتلك الطريقة ؟
كيف لنا أن نحب بعضنا البعض بهذا الشكل الغريب ، ونضحي من أجل بعضنا .. دون أن تربطنا علاقة دم ..!

ابتعدتُ لـ أجهز ، قررتُ أن أيقظهن بعدما أنتهي من تحضير الفطور ، فهناك وقت ..
خرجت من دورة المياه – مكرمين – بعدما انعشتُ جسدي .. انتبهتُ لـ ذلك الظل يتحرك هُناك ..
ارتديتُ شرشف الصلاة لـ افتح الستارة ، ولكن لا أحد ، تعوذتُ من الشيطان ، لـ أفرش سجادتي ..
قضيتُ صلاة الضحى ، وذاك في بالي ، أقصد الظل ..
كان هُناك منذ فترة طويلة ، انقطع فترة بسيطة ثم عاد .. تزايد وجوده في الفترة الأخيرة ..

سمعتُ صوت خطوات ، لألتفت .. خرجتُ من غرفتي لأرى ليال .. تتوجه لـ غرفتها وهاتفها على أذنها .. ابتسمتُ لها بخبث ..
لتنظر لي بـ تهديد ، ضحكت وأنا اتوجه لـ رواء وأسرار .. ايقظتهن لـ أبدأ بتحضير الفطور ..
ثم صرخت لهن ، عُلا : خليكم جاهزين على 9:30 ترا جلستي 11
نظرت لي رواء التي كانت ما زالت تجلس في غرفة المعيشة ، رواء : وش تتعاطين دام الجلسة 11 وتوها 8:50 ليش تستعجليهم ؟ خليهم على راحتهم
شهقت وأنا اقترب منها ، عُلا : أنتِ يا عفريته قومي بسرعة قومي خلصي
نظرت لي بكسل لأشد يدها وأدفها لـ غرفتها ، كانت تضحك على حركاتي معها ..
دخلتُ بعدها لـ غُرفتي حتى أرتدي ملابسي واستعد لـ الخروج ، في غضون 30 دقيقة ، أصبحتُ جاهزة ..
خرجتُ من غرفتي ورأيتهن قد جلسن على طاولة الفطور ولم يبدأن ..
لتبتسم ليال : يلا تعالي نفطر ، عشان نخلص بسرعة ويمدينا نوصل هناك قبل بـ 10 دقائق ..
نظرتُ لساعتي التي كانت تُشير لـ 9:38 دقيقة ، نظرتُ لـ رواء صاحبة النظرة الساخرة ..
وتوقعت ما ستفعله ، فقد قالت بـ نبرتها الساخرة ، رواء : خليكم جاهزين على 9:30 ترا جلستي 11 (لتتحدث بعدها بنبرتها الطبيعية) : احنا كلنا من 9:28 يعني قبل 10 دقائق بالضبط جينا وتجمعنا على الطاولة
أخذتُ من الخبز وأنا أضحك ، تناولنا فطورنا في هدوء ، كانت هناك كلمات بسيطة فقط .. فـ نحنُ نميل لـ الأكل دون الحديث مع بعضنا البعض ..

انهينا فطورنا ، لـ نخرج في تمام الـ 10:15 ..
سألتُ ليال بتوتر ، عُلا : يمدينا نوصل قبل بوقت صح ؟
ليال بهدوء وهي تضغط على يدي : إن شاء الله ، خليك عادي .. ريلاكس ولا تتوتري .. الله بينصرك عليه ..
همستُ لها ، عُلا : إن شاء الله

خرجنا لـ الطريق ، وأشكر رواء وأسرار على نقاشاتهن السخيفة والساخرة ، التي أشغلنني بها وقهقهاتهن ..
وصلنا هُناك ، رأيتُ ذياب ينتظر بالخارج ، ابتسم لي برسمية لأبتسم له مجاملة ..
ورأيتُ عينيه كيف تبحثُ عن عينيها ، كنتُ قد لاحظتُ اعجابهُ بها منذُ لقائي الأول به ..
وغيرته كانت واضحة عندما وبخها لـ تدخل لـ الداخل ..
ابتسمتُ لـ خيالي الذي وفّق بين الاثنين .. ليوافق عقلي بسرعة ..
لأن لبوة شرسة كـ رواء ، لا يستطيعُ ترويضها سوا ذياب ..

سمعتُ تنبيههم لي ، التفتُ لهم .. وإذا بـ ذياب يشير لي بعينيه أن أدخل معه ..
اقتربتُ لـ أدخل ، ليقف هو ويلتفتُ لـ الخلف .. مشى بخطواته لـ رواء ، وأشار بيده وعلى عينيه نظراتُ تهديد ..
ذياب : شوفي يا بنت علي ، إن طولتي لسانك داخل يا ويلك مني .. خليك ساكتة طول الوقت ، ومهما كان كلامه يسم البدن وكذب بتتمي ساكته فاهمة ! طولة لسانك تحتسب نقطة لصالحه ، وخسارة لصاحبتك
نطقت هي بشراسة ، رواء : اسمي رواء مش بنت علي أولًا .. وثانيًا أعرف حدودي أنا مستحيل انكب أختي ومش صاحبتي يا أخ ذياب ..
همس لها وهو ينظر لعينيها ، ذياب : حلو .. تفضلي ألحين ، قدامي
مشت هي أمامه بشموخ لتنطق ، رواء : طبعًا قدامك ، وطول عمري قدامك أساسًا ما راح أجي من وراك
حرّك رأسه يمينًا ثم يسارًا ، ثم همس .. ذياب : استغفر الله
ضحكتُ بخفة ، لأعتذر منه بلباقة ، عُلا : امسحها بوجهي
أشار بيده كي أدخل قبله ، ذياب : تفضلي ولا تحاتي ما على المجنون حرج
ضحكتُ بخفة مرة أخرى لأدخل لـ الداخل ، وأتمنى من الله أن ينصرني هُناك ..

.
.
.
.
.

كنتُ أنظر له دون شعور .. لا أعلم كم من الوقت مرّ على تلك الجلسة .. وعيناي لم تنزل عنه ..
أغمضتُ عيني وأنا استغفرُ ربي ، لم أفعل ذلك من قبل .. لم أرفع عيني لـ شابٍ بتلك الطريقة ..
قد استرقتُ بعض النظرات سابقًا .. ولكن ما فعلته مع ذياب .. بعيدًا كل البعد عن غض البصر ..
فقد طبعتُ صورته في عقلي ، رسميًا ..

وبعدما خرجنا من هُناك ، مُنتصرين طبعًا .. نظرتُ له أيضًا ، ولكن بغرور ..
لأقول .. ولكنّ عقلي من أمرني أن انطق وأناقره ، رواء : إن شاء الله ما خجلّتك ولا كسرت كلمتك يا أخ ذياب
نظر لي ببرود ، ذياب : ما قصرتي ، عاد ما توقعت منك تحفظي لسانك ، يا ريتك كل يوم كذا
نظرتُ له بفوقية ثم التفت لـ أسرار .. همستُ لها : بليز طلعيني من هنا لا أركب على رأسه وانتفه ..
ضحكت أسرار بخفة : طيب يلا نروح لدورات المياه بعدل شيلتي أحسها اعتفست من الحماس
نظرتُ له ، نظرة أخيرة ، وبفوقية تامة جدًا .. كان يبتسم في وجه عُلا .. وأظنني ، لأول مرة أراه يبتسم ..
استغفرتُ الله كثيرًا من أفكار الشيطان التي رست على عقلي ..
مشيتُ مع أسرار ، ليأتين عُلا وليال بعدها ..
خرجنا لـ نحتفل ، تخلصت عُلا من عبدالإله نهائيًا .. وحصلت على حصتها وورثها من صقر ..
أدهشني صقر ، بل أدهشنا جميعًا ..
كان مهر عُلا ، ليس منزلنا بل كُل ما يملك ..
أيقنتُ بـ أن صقر ، أحبّ عُلا حبًّـا جنونيًا ..
صقر ، مريضٌ بـ عُلا حد النخاع ..


عُدنـا لـ المنزل ، قُريب العصر ولا أكذب .. لم أكن أتمنى أن أعود ..
لأن تلك العودة لها معنىً آخر ، عليّ تجهيز حقييبة بها كل ما أحتاج لـ مدة أسبوع لأنني سـ أغادر لـ منزل أبي ، أقصد علي ..
اتفقتُ معه على أن آتي لـ أسبوع ثم أعود لـ منزلنا وآخذ ما تبقى من أغراضي فـ لا أستطيع جمع أغراض 27 عام في يوم واحد ..
تعمدتُ ذكر تلك الجملة ، لـ أجعله يكره حياته على ما فعله معي ..

تنهدتُ بصوتٍ ملحوظ لأعبر عن مشاعري ، رواء : أول مرة أكره أرجع البيت
ضحكت أسرار لتقول : وأنا بعد ، مع إني حابة أهلي ، بس أول مرة أحس لو ما عرفتهم عادي وبقينا سوا
لتنطق ليال بهدوء : مو لحالكم ، أحس إني أحبكم أكثر من أهلي ، وما ودي أكون بينهم ..
عُلا : ترا طبيعي ، لأن عشنا سوا وذكرياتنا مع بعض .. اخلقوا لكم ذكريات معهم وبتحبوهم بعد
تنهدتُ لأنطق بصراحة ساخرة ، رواء : والله أسرار وليال يقدرون ، في النهاية اللي حصل لهم مو من أمهم وأبوهم ، أنا كيف أقدر واللي رماني أبوي ! وأمي جابتني غصب وعناد وهي عارفة أبوي ما يبيني ، وراحت عند ربها
عُلا : استغفر الله ، أمر ربك لا تقنطي
رواء : ما أقنط والله يغفر لها ، بس لو نزلت حملها كان أفضل
أسرار : أمانة ، زين جابتك لأن غثتك أهون من غثّة الدنيا
ضربتها بخفة ، رواء : والله إنك ما تستحين

ليال : يلا يلا انزلوا ، لحظة ليش الباب مفتوح كذا !
نظرنا لـ باب المنزل ، كان مفتوحًا وأجزم بـ أن عُلا أغلقته جيدًا ..
رفعتُ حاجبي باستنكار ، رواء : أكيد في أحد فاتحه ، ننزل ونشوف
دخلنا خلف بعضنا ، لأنطق : عفوًا الطيب وين داخل أنت ؟ كيف فتحت الباب ..! لحظة يا حقير كاسر الباب أنت يا اللي ما تستحي ..

التفت هو ، لتنطق عُلا بصدمة وخوف : عبدالإله ! أنت وش تسوي هنا ؟ ما كفاك اللي صار
نظر لها بخبث ، لينطق .. عبدالإله : جاي برجع حق أخوي بالشرع
نظرنا له باستغراب ، ليكمل هو .. عبدالإله : جاي أتزوجك على سنة الله ورسوله ، واستر عليك .. أنتِ مننا وفينا ، أرملة أخوي .. الأحسن تصيري في بيتنا ولا تصرفي حلاله على رجال غريب

صرخت فيه ليال : أنت وش تقول ؟ صاحي أنت
لأقف بجانب عُلا ، رواء : أنت هييه ، احترم شيباتك وانقلع من هنا ، شايف وجهك قبل تجي تحط الفكرة ذي في بالك ! انقلع من هنا ما عندنا بنات للزواج
اقترب هو ، ولم يكترث بنا بل ودفعنا جانبًا ، ليمسك بيد عُلا .. سحبها ..
لتبدأ عُلا بالصراخ ، دفعته ولكن قوتها لا تكفي .. ليدفعه هو ، سقطت ..
ليقترب ويرفعها مجددًا ، تحت صراخها وبكائها المفاجئ ..
سمعتها تنطق ، عُلا : تكفى اتركني ، لو إنك تحب أخوك ولو ذرة اتركني .. مستعدة أعطيك كل اللي تبيه بس اتركني
ليضحك هو بسخرية ، عبدالإله : فات الأوان ، دخلتي مخي وأبيك زوجة لي .. لك حقوقك ولي حقوقي
صرخت عُلا برعب : تخسي
رفع يده ليضربها تحت شهقاتنا ونحن نقف متجمدين خلف ليال ، عبدالإله : ما تخسي إلا أنتِ
وقبل أن يلمس كفه خدها الناعم ، أتاه صوتٌ افتقدناه جميعًا : عبدالإله الزم حدودك ، كيف تتزوج وحدة متزوجة ..! ومتزوجة أخوك !

التفت هو بل وجميعنا ناحية ذلك الشخص الواقف ، لتهمس عُلا برجفة وبكاء : صقر ..!
ترك عبدالإله يدها لتسقط ، ولكن هل تسقط عُلا بحضور صقر ؟
أبدًا ..
التقفها مسرعًا ، لتبقى هي بين ذراعيه .. عينيه بعيني أخيه ، وإن كانت عينا ذياب كـ الذئب ..
فـ عيني صقر أخذت من اسمه نصيب ، ونظرته حادة ..
زمجر في أخيه ، صقر : في غيابي تعاملون زوجتي كذا ..! والله إن كنت مسوي لها شيء ، درب المحاكم اللي فاتحه بيصير طريقك للموت
نظر له عبدالإله : أنت عايش ؟
صقر بغضب : ايي عايش ، عايش ما مت .. يا ريتك شديت حيلك شوي ودورت عليّ .. بس همك في الفلوس والورث وكل شيء جمعته أنا صح ؟ جيت وقلت مات وبيجيبون جثمانه ، حتى الجثة اللي جبتها ما انتظرتها
تقدم خطوة ناحية أخيه وما زالت عُلا بين يديه ، نطق وهو يضغط على أسنانه : اطلع من هنا ، اطلع هذا بيت بنات .. اطلع لا يوصل ذياب مع الشرطة وتصير لك فضيحة (صرخ بعدها) : اطلع

خرج عبدالإله مسرعًا ، وكان الغضب يملئ وجهه .. ابتسمتُ بسعادة وأنا أنظر لـ انكساره

عدتُ لأنظر لـ ذلك الـ صقر ، كانت عيناهُ ترانا بـ أسف ..
التفت لـ عُلا التي همست له وهي تمرر يدها على خده ، عُلا : أنت صقر ؟ صقر .. صقر اللي أعرفه
ابتسم لها وهو يسندها لتقف باستقامة ، تنهد .. صقر : ايي ، صقر .. صقر اللي عذبك وتعذب معك
احتضنته عُلا بشدة ، عُلا بنبرة باكية وسعيدة : صقر أنت عايش .. الحمد لله ، أنت عايش
وضع كلتا يديه على ظهرها ، ليسند رأسه على كتفها .. صقر : الحمد لله ، أنا توي أعيش عُلا ..


انتهـــــــــــــــى ~


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 03:37 PM   #116

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 07:58 PM   #117

لينوسارة

? العضوٌ??? » 390438
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 635
?  نُقآطِيْ » لينوسارة is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احلى نهاية للبارت و هو انه صقر ما زال على قيد الحياة

ننتظر البارت القادم لنعرف قصة غياب صقر

مشكورة


لينوسارة متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 09:10 PM   #118

قسيس

? العضوٌ??? » 391086
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 831
?  نُقآطِيْ » قسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond reputeقسيس has a reputation beyond repute
افتراضي

يهببل البارت ويهبل موقف اسرار مع اهلها
صقيران توقعت انه عايش بسبب ان اخوه رعد ما اعطاها وثيقة الوفاة
وايضا موقفه لا هو القوي تجاه عبدالاله ولا هو السلبي بس من بعيد لبعيد يوجه علا
واتوقعه يدري ان صقر عايش برغبه من صقر


قسيس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-22, 09:31 PM   #119

ام محمد وديمه
 
الصورة الرمزية ام محمد وديمه

? العضوٌ??? » 432976
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » ام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond reputeام محمد وديمه has a reputation beyond repute
افتراضي

من الظل اللي دايم توقعت انه صقر
كانت مفاجأه حلوه لعلا
خاصة بعد ما كل وحده من البنات راحت لأهلها وبقت علا وحيده


ام محمد وديمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-22, 02:22 AM   #120

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

بارت جميل وظهور صقر في نهايته اكثر من رائع
مشكورة عليه


mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.