آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree585Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-22, 05:17 AM   #1

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي عاطفة على المحك *مميزة ومكتملة*














عاطفة على المحك

المقدمة
دخلت الى متجر الملابس بخطوات متثاقلة مقاومة إحساس السئم والملل الذي يغلفها وقابلت عبارات الترحيب ونظرات الاهتمام من قبل موظفي المتجر بابتسامة متكلفة شاردة غير مكترثة لملاحظاتهم وتلويحاتهم وارشادهم لها على البضاعة الجديدة وكأنها في عالم اخر وكل همها ان تنتقي كمية من القطع لا على التعيين وتضعها في العربة لإشباع حاجتها لأن تؤدي عمل او تنجز مهمة في الأربعة وعشرون ساعة رتيبة الدوران!
جذبت ما رأته امام عينيها السوداوين المثقلتين بالكحل والظلال الكثيف الذي اعتادت وضعه في الآونة الأخيرة كنوع من التمرد او الرغبة بجذب الانتباه وزجت بالفساتين بالعربة وتناولت حذاء اسود من على الدرج وقبل ان تضعه بالعربة التفتت عندما قالت لها الموظفة بدهشة: "انه ليس مقاسك سيدتي!"
رفعت ريهام يدها المزينة بأسورة ماسية ومررتها على جبينها ثم اعادت الحذاء على الدرج ومضت نحو الكاشير وبحلقها غصة ليس لمرض او إصابة بل لكونها تقاوم مشاعر قوية وتحبس دموع على وشك النزول
اقتربت الموظفة من أخرى قائلة بهمس وهي تراقب ريهام عن كثب: "ان حالتها تزداد سوء .... الله وحده يعلم ما بداخل هذه السيدة"
الأخرى وهي ترتب وتصفف قطع الملابس وبحسرة: "لو كنت مكانها لطرت بجناحي الذهب والماس وحلقت على رؤوس الحاسدين ولما ضيعت ثانية من يومي بذلك الحزن الساذج بعينيها .... بكل الأحوال مهما كان ما تعانيه فهي تستحقه انسانة متعجرفة مغرورة"
.................................................. ................
توقفت سيارتها الباهظة امام منزل صغير متواضع وقبل ان يفتح لها السائق الباب ضغطت على المقبض ودفعت الباب وتمنت ان تصرفه لساعات او تأمره ان يغرب عن وجهها لكنها اكتفت بالصمت وهالة الاستسلام وبدل من ذلك اشارت له لينزل العلب والاكياس ويتبعها
عندما دفعت الباب الحديدي وأطلت على الحديقة الصغيرة الدافئة نزل بشار عن دراجته بسرعة ولهفة وهرول نحوها وهو يهتف بفرحة عارمة: "ريهام أتت .... ريهام أتت"
غزت ملامحها نظرة ارتياح وارتسمت على محياها ابتسامة نقية وداعبت شعره البني الكثيف وهو يحتضن جسدها البارد بذراعيه الناعمين وسرعان ما تطلع الى السائق وكأنه يعرف ما جاءت به وبالأحرى اعتاد على ذلك
سلمته العلبة التي تحوي طائرة واستمتعت بنظرة الفرحة التي تراقصت بوجهه البريء وركض بلعبته امامها الى الداخل وهو يهتف بلهفة: "امي .... امي"
بدت علامات عدم الرضا على وجه نضال وهي تتطلع بالأكياس على طاولة مطبخها الصغير المتواضع وبادرت بالقول: "تعرفين موقفي من ذلك يا ريهام وتعلمين جيدا رأي طارق"
جلست ريهام على الكرسي وشبكت يديها على الطاولة قائلة بنبرة عميقة: "لا تستكثري علي الراحة التي التمسها من فرحة الصغار بقدومي .... انها من مصروفي الخاص ارجوك"
وتطلعت الى الباب حيث وقفت هناك نور ذات الثلاثة أعوام وهي ترفع قدمها الحافية الصغيرة وتدعك بها ساقها وكأنها خجلة
اشارت لها ريهام لتأتي اليها وبالفعل تقدمت الصغيرة خطوات بطيئة حتى التقطتها ريهام من الأرض واجلستها في حجرها وبقيت تلاعب جدائلها الناعمة بحنان
راقبتها نضال بنظرة آسى ولمست الكم الهائل من الحنان والرغبة المكبوتة بداخلها وتمنت ان يرزقها الله ما تصبو اليه ويفرج عنها ضيقها
رفعت ريهام اهدابها الكثيفة وقالت بنبرة باردة عندما قدمت لها نضال فنجان القهوة: "اسوء شعور يمر به المرء الإحساس بانه فارغ من الداخل وحتى الخارج .... انه بلا هدف بلا حلم بلا غاية يشبه البهيمة تماما كل ما يستطيع فعله الأكل والشرب والنوم وأحيانا الجلد بسياط باردة لا صوت لها .... هذا بالضبط ما اعيشه حاليا"
خفقت نضال اهدابها البنية وساد صمت قصير لكنه عقيم وحاولت ان تخفف عنها وتغير مزاجها باختلاق مواضيع مرحة وجديدة لأنها لا تستطيع ان تجاريها وتؤيدها لان ذلك ليس بصالح أحد
تظاهرت ريهام بالتفاعل والاصغاء والاستغراق فقط ليمضي الوقت وسرعان ما أوقف حديثهما الهادئ وصول طارق اذ دخل المطبخ وبيده أكياس الفاكهة والرغيف وراقبت ريهام هرولة الصغار والتفافهم حوله وحيوية نضال وهي تتبادل معه قبلة سريعة وتأخذ منه الاكياس وسرحت وعلى شفتيها ابتسامة ودودة لقد تجلت لها غريزة السعادة التي تجمعهم وابعدت بصرها بالتدريج مع تنهيد تهادى من حنجرتها وتمنت لهم حياة هانئة رغم ظروفهم المادية الشحيحة التي اثبتت ان السعادة لم تتجلى بالمال والغنى انما بالحب والاحتواء
قال طارق بعد ان ابتعد بنضال خارج المطبخ وبهمس وضيق: "الا تخبري اختك ان تتوقف عن التصدق علينا .... كم مرة اخبرتك اننا لسنا بحاجة الى أموالها وانني قادر ان اكفي عائلتي وموقفي الصريح من مصدر تلك الأموال"
نضال وهي تغلق فمه بأناملها: "اششش .... كلانا يعلم ظروفها ارجوك لنؤجل الكلام بذلك الامر الان"
أسدل اهدابه واومأ موافقا فقط من اجل زوجته وسرعان ما استغرقت نضال بتجهيز وجبة الغداء وطارق بتحضير طبق السلطة بينما ريهام انشغلت بملاعبة الأطفال قربهما ومضى الوقت حتى رفعت ريهام اهدابها عندما شعرت بطارق يقترب من زوجته ويقف خلفها مباشرة بينما تقلي شرائح البطاطا ويحيط خصرها بذراعيه ويهمس بأذنها ويضحكان تارة ويهمسان تارة لتتلاشى ابتسامة ريهام بالتدريج وتناولت حقيبتها وانسحبت بهدوء من المطبخ وعند الباب قالت ببرود: "عن اذنكم .... لقد تأخرت"
وعندما انصرفت مسرعة تبادلت نضال النظرات مع زوجها الذي بدى عليه الحرج وقالت معاتبة: "كان لا بد لنا ان نراعي مشاعرها .... قلت لك ذلك مرارا"
خرج مسرعا خلفها لكنها صعدت السيارة وأمرت السائق ان ينطلق ولا تعرف لماذا أصبحت بهذه الحساسية في الآونة الأخيرة .... كأنها بدأت تحرج نفسها؟ .... كأن الكأس قد فاض وطفح الكيل؟

انتظروني احبتي والفصل الأول من (عاطفة على المحك)


روابط الفصول

المقدمة .. اعلاه
الفصول 1, 2, 3 .. بالاسفل

الفصل 4
الفصل 5
الفصل 6
الفصل 7
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18 الأخير ج1
الفصل 18 الأخير ج2


























التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 13-02-23 الساعة 02:13 AM
هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 14-11-22, 06:42 AM   #2

مرمر1
alkap ~
 
الصورة الرمزية مرمر1

? العضوٌ??? » 200309
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,068
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond reputeمرمر1 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا اختي الف مبروك على رواية الجديدة

مرمر1 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 14-11-22, 07:15 AM   #3

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرمر1 مشاهدة المشاركة
مرحبا اختي الف مبروك على رواية الجديدة
اهلا عزيزتي شكرا جزيلا

زهرورة likes this.

هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 15-11-22, 02:08 AM   #4

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewitysmile20 عاطفة على المحك .... الفصل الاول

عاطفة على المحك

الفصل الأول....

دخلت السيارة الفخمة المرآب الكبير وبقيت ريهام في داخلها مترددة لدقائق قبل ان تنزل وكأنها لم تكتف من مشوارها
او بالأحرى تريد ان تبقى خارج المنزل أكثر وقت ممكن باحثة عن أي حجة او مبرر يبعدها عن ذلك المكان الذي بدى لها كالقلعة المظلمة الباردة
لكنها ككل مرة تضطر ان تستسلم لواقعها وتنزل مغلفة ملامحها الحزينة بقناع من العجرفة والجفاء كأنها تريد ان تثبت لكل من حولها انها قوية وصامدة وبليدة الاحاسيس بحيث لم يفرق معها كونها زوجة مهمشة!

عندما دخلت الصالة الكبيرة رمت حقيبتها على الاريكة بنفاد صبر وهتفت بلهجة آمرة وغاضبة: "اتصلت بشركة الديكور؟ مالي لا أرى أي تغيير وليس هناك أثر لمهندس ديكور وأي عامل يزيح هذه الارائك القاتمة ويزج بها خارجا! ولماذا هذه الستائر اللعينة ما زالت هنا لم اعد اطيق تلك العتمة؟ الم اخبرك قبل خروجي ان تستعجلي الامر؟ ما بالك!"
جنات وبارتباك: "ارجوك سيدتي لا داعي للعصبية كل شيء سيكون كما تشائين بعد ساعة سيحضر المهندس ماجد ويبحث معك التفاصيل وبالنسبة للستائر هذه المرة الثالثة التي تغيرينها في الشهر ذاته برأيي ان تتمهلي قليلا .... سأجهز لك عصير الليمون"

ريهام وبحدة وتوتر: "ما شأنك انت ان كنت استبدلتها للمرة الثالثة او حتى الالف؟ ربما انت من تنفقين المال من مرتبك وانا لا اعلم! .... لا اريد عصير لا تجلبي لي شيئا قبل ان اطلبه بنفسي .... هيا اغربي"
اسرعت جنات مبتعدة وهي تومأ برأسها وكانت امرأة خمسينية تعرف ريهام منذ زمن بعيد وقد جاءت معها لتخدمها بعد الزواج في هذا المنزل
تهاوت ريهام على الاريكة وجذبت علبة السجائر من علبة الزجاج فوق الطاولة ووضعت سيجارة بين شفتيها المرتجفتين واغمضت عينيها وقد مر بذاكرتها المشهد الحميمي بين طارق ونضال وتذكرت يديه وهما تتحسسان وتحيطان خصرها وجسدها وشفتيه المغمورتين بأذنها وهو يهمس لها بحلو الكلام وسرعان ما فتحت عينيها وحاولت ان تلملم شعث مشاعرها وانتقدت نفسها لأنها بدت مزرية التصرفات .... توقفي يا ريهام ما بك كأنك بدأت تفقدين زمام نفسك! لست مراهقة لتؤثر بك تلك الأمور الساذجة!

جنات وهي تجلس وتجذب طبق الخضروات لتنظمها وبنبرة خافتة: "بمرور الوقت تتخلى عن اتزانها وتدخن بشراهة وتنفق المال بطريقة فاحشة أتمنى ان ترجع الى صوابها قبل عودته أخشى ان يحصل الصدام الكبير"
ليلى وبعدم تعاطف: "لن يحصل شيء اطمئني .... عادة ما تبتلع لسانها بمجرد ان تطأ قدمه عتبة الباب .... انها تنفس غضبها بنا وبمن هو أضعف منها فقط وعلى العموم هناك من ينقل كل ما يحدث هنا خطوة بخطوة"
جنات وبهمس: "أشفق عليها كثيرا .... ان خلف هياجها وجبروتها المفتعل امرأة محبطة هشة لا تقوى على المواجهة"
.................................................. ........................
في اليوم التالي وباكرا غادرت ريهام المنزل وقد قصدت مدينة أخرى تبعد عنها 100 كم تقريبا وكانت طوال الطريق نائمة لكونها لم تذق طعم النوم في الليلة الماضية التي كانت مؤرقة وطويلة وقد فاتها الكثير من جمال معالم الطريق والمروج الخضراء ومناظر الطبيعة الخلابة التي تاقت لرؤيتها مجددا اذ لم تزر تلك الأماكن منذ فترة طويلة
افاقت وامامها عشرة دقائق فقط عن الوصول وتطلعت بساعتها التي اشارت للحادي عشر قبل منتصف النهار وتذكرت اثناء تجولها ببصرها متى اخر مرة جاءت الى هنا ربما مضى عام كامل او أكثر لكونها محظورة عن تلك الزيارة
لكن هذه المرة لم يعد يهمها شيء انها بحاجة ماسة اليها.

بعد ان طرقت الباب الخشبي القديم انتهى الامر بعناق طويل ودموع مترقرقه بين الام وابنتها وعندما انتهيا من العناق أحاطت هناء وجه ابنتها وتطلعت بعينيها قائلة بدهشة: "كم تغيرت يا ابنتي اظنك كبرت كثيرا عن اخر مرة رأيتك فيها! تعالي .... تعالي الى الداخل وأخبري أمك أ ما زلت تكابرين وتدعين نجاح تلك الزيجة ام رفعت الراية؟"
دخلت ريهام بعد ان أخبرها السائق انه سيتجول في المدينة لحين رغبتها بالعودة وقد التزمت الصمت في بادئ الامر لكن لم يطل صمتها حتى انهارت واخبرت والدتها بكل ما تمر به من ظروف ولم تعد قادرة على كتمان البركان الذي انفجر بداخلها وكانت والدتها تستمتع لها ولم يطرأ أي تغير على ملامحها بل بدت كل الوقت مبتسمة ابتسامة هادئة وواثقة حتى قالت أخيرا: "تعرفين موقفي من تلك الزيجة المشؤومة يا ريهام .... كنت واثقة انك ستأتين الي يوما وتنفضين همومك امامي لكنك تأخرت قليلا كنت متوقعة ان تقصدينني منذ فترة لكن يبدو انك كنت تصارعين رغبتك باللجوء الى امك من عدمه اليس كذلك؟"
شبكت ريهام يديها وقالت بحيرة وضياع: "ماذا افعل الان؟ اشعر ان كل الأبواب تغلق بوجهي اشعر بالقهر والمحاصرة .... أصبح الرفض بداخلي يحاصرني ويدفعني للقيام بتصرفات سخيفة ومزرية .... جئت لأطلب النصيحة والعون"
هناء وهي تضغط على يدها وبنبرة وواثقة: "سأضطر ان أقول ما كنت اتوق اليه كل الوقت لكني كنت انتظرك .... انتظر الفرصة التي تؤهلني ان أقوله .... لقد وصلت الى مفترق طرق يا ابنتي .... اعبري النهار قبل ان تتسع الهوة .... اطلبي الطلاق"
خفقت اهداب ريهام وأطلقت شهقة خافتة هامسة: "طلاق!"
هناء وباعتداد: "نعم احصلي على حريتك وتلاحقي ما تبقى من شبابك وكوني واثقة ان ألف رجل يتمنى ان يحظى بك بدلا من حديث النعمة هذا"

ادار عدنان وجهه ببطء وابعد السيجارة عن شفتيه وتحركت اهدابه وهو يتطلع الى الباب الفاصل بين الصالة التي تجلس بها البنت وامها وبينه وقد استمع الى كل الكلام الذي دار بينهما وبأدق التفاصيل واشاح ببصره

اقبل خليل زوج والدتها من الخارج وقد قطع عليهما حديثهما ورحب بوجودها وكان رجل متزن ومتواضع واثناء كلامه معها سرحت وبدت مشتتة .... طلاق!
اقترح خليل ان يجهزوا وجبة الغداء في الهواء الطلق ويقوم بشواء السمك في الحديقة احتفاء بوجودها بينهم وخرجت والدتها لتجهيز معدات الشواء وانهمك خليل بتتبيل السمك في المطبخ بينما بقيت ريهام جالسة امام نافذة الصالة المطلة على مناظر جبلية ساحرة منغمسة بما نصحتها به والدتها ولم تنتبه الى الشاب الواقف عند باب الصالة ويتطلع بها بعمق حتى بدأ يقترب منها لتقول فجأة وهي تعتدل بجلستها: "عدنان!"
.................................................. .............................
قضت وقت مميز وشعرت بالاسترخاء بينهم وعندما شارفت الشمس على المغيب وصل السائق ووقف بانتظارها وخرجت اليه بعد ان ودعتهم
اثناء توجهها الى السيارة التفتت عندما سمعت عدنان يقول: "ريهام .... انتظري"
وقفت بشيء من التحفظ واقترب منها وقال وهو يتطلع بعينيها التي انعكست عليها خيوط الشمس الذهبية: "لماذا زيارتك قصيرة هكذا؟ ليتك تقضين معنا يوم اخر .... اشعر إنك بحاجة الى ذلك"
ابتسمت بتكلف واكتفت بالصمت وتطلعت الى يده التي مدها نحوها ثم بادلته السلام وتغير شيء بملامحها عندما اعتصر كف يدها وضغط على اناملها وقد شعرت بحرارة أصابعه فسحبت يدها بسرعة
تطلع السائق اليهما بنظرة خاطفة ثم أعاد بصره امامه وانطلقت السيارة وسط أجواء ذهبية ساحرة

اثناء الطريق أحاطت جسدها بذراعيه واسندت ظهرها على المقعد ثم انحنت بجبينها على النافذة وشعرت برطوبة الزجاج على جبهتها وابتسمت بمرارة ساخرة من ردة فعلها وتظاهرها بالدهشة عندما نصحتها أمها بطلب الطلاق
الست من ذهب خصيصا من اجل سماع ذلك الست من قضت الليل ساهرة وقد اتخذت القرار مسبقا؟ كانت تعلم بما ستقوله لها والدتها ومن اجل ذلك ذهبت الى هناك لكن لماذا؟ لماذا يا ريهام لا تجرئين على اتخاذ القرار بصورة واضحة وصريحة وتفضلين ان تسمعينه من غيرك وتنفذين بناء على نصيحة؟ تشكين بقراراتك؟ لم تعدين واثقة من رجاحة عقلك؟ ام لا تريدين ان تلقين باللوم على نفسك كما فعلت طوال ثلاث سنوات لأنك اتخذت القرار الخطأ؟
اثناء انغماسها مع نفسها سرقتها غفوة

دخلت الى عيادة الطبيب وكان ردائها مبلل ولا تدري من حبات المطر بالخارج ام من دموعها المنهمرة بغزارة
تطلع الطبيب الى شحوب وجهها الشديد وعينيها الغائرتين الحمراوين وأشار لها لتجلس ولم يشأ ان يسألها عن سبب مجيئها فاختار الصمت وتقديم منديل لتجفف دموعها وكأنه كان يعرف سبب حضورها وكأن ملامحها وارتجاف يديها يعلن عن قرارها

قال فجأة وبتمعن: "انت واثقة من قرارك؟"
هي وبحزن عميق ممزوج بالكبرياء: "انه ليس قراري يا دكتور.... انه لا يريد الطفل وانا .... انا أيضا لا اريده .... ارجوك افعل اللازم انا مستعدة"
الطبيب وبتحذير: "انت بأسبوعك الرابع عشر وذلك قد يعرضك للخطر خاصة وانت بحالة نفسية وجسدية غير مؤهلة بإمكانك ان"
قاطعته وبحزم ممزوج بالوجع: "افعل اللازم من فضلك.... لست مخيرة"

في المستشفى فتحت عينيها بصعوبة لثقل اجفانها وأول وجه رأته كان وجهه وهو واقف يشهد على جريمته وبحياتها لن تنسى نظرة الاستخفاف بعينيه وهي بين الحياة والموت وكانت تعاني نزيف شديد كاد يؤدي بحياتها
"لا تغامري مرة أخرى"
اول ما نطق به بدلا من ان يتحمد لها بالسلامة ما اقساها من عبارة وما اجحفه من تهديد .... لا أستطيع ان أنسى لك ذلك يا رشاد يوسف

انتبهت مفزوعة عندما توقفت السيارة وأخبرها السائق انه توقف باستراحة لعلها تريد قهوة او شاي
وضعت يدها على وجهها المتعرق ووجدت أنفاسها متسارعة .... ابتلعت ريقها وقالت بخذلان: "ماء .... ارغب بقليل من الماء"


عند تمام العاشرة وصلت الى مدينتها وقبل ان ينعطف السائق قالت بحزم: "لا ليس للمنزل .... خذني الى بيت ابي"

: "الم تكتفي؟ الا يجدر بنا ان نفتح صفحة جديدة؟ اليس من الممكن ان تتحول الكراهية الى حب؟"
هو وبنبرة كالصقيع: "الذي عرفته وعشته ان الحب يتحول الى كراهية"
هي وبدموع متساقطة: "الحقد مرض يا رشاد"
هو وبنظرة حادة ثاقبة: "الغرور هو المرض .... التلذذ بإهانة الكرامة هو المرض الحقيقي"
ابتسمت بمرارة وهي تدخل الى منزل والدها وكل تلك الذكريات كانت تقطع خيوط التردد وبقايا البراءة والمودة بداخلها
استقبلتها زوجة والدها بترحاب وقبل ان تدل الى غرفة والدها اوقفتها قائلة: "انه متعب اليوم ونام قبل قليل .... تعالي وأخبريني ما هو القرار الذي اتخذته وجئت لتبلغي به والدك؟"

شهقت بصدمة وكأنها تلقت ضربة قائلة بذعر؟: "طلاق؟ أي هراء هذا؟ .... معنى ذلك انك حررت صك دفننا بالحياة"
رفعت ريهام بصرها وبقيت تتأمل تعابير البؤس على محياها وابتلعت ريقها عندما واصلت منى مخاوفها: "انت تعين ما قلته؟ كيف وصلت بك القسوة ان تنهي مستقبل اخوتك وتقطعي العلاج عن والدك المشلول؟ من أقحم تلك الفكرة الغبية في رأسك؟ اكيد أمك .... أمك وراء ذلك لأن يدها بالثلج لأنها لن تتضرر بطلاقك من رشاد يوسف بمقدار شعرة .... كل البؤس سيقع على رؤوسنا نحن .... فكرت بمصاريف اخوتك فكرت بالراتب الشهري الجاري لإقامة أعمدة هذا البيت الذي يملكه بالأساس رشاد ام نسيت انه اشتراه عندما عرضته الدولة بالمزاد؟ فكرت بأختك المخطوبة وتجهيزها؟ فكرت بي انا ماذا سأفعل عندما تنقطع عنا كل سبل الرزق و"
ريهام وبعبرة: "سأعمل واتكفل بكل شيء سأ"
منى وبرعب: "تعلمين ان ذلك هراء ومن المستحيل ان تعملين وتسدي كل نفقاتنا تعرفين لماذا؟ .... لأن كل أبواب العمل والرزق ستغلق بوجهك وانت تعرفين جيدا من سيكون وراء ذلك .... رشاد .... رشاد الذي جعلك تسبحين بالخير والترف دون ان يملكك قيد شعرة كل ذلك كي نبقى جميعا تحت رحمته"
تطلعت ريهام الى باب الصالة بحزن عندما وجدت اخيها جاسر البالغ ثلاثة عشر عام متكأ على الباب ويتطلع بها بعمق واختها سارة تنصت الى كلامهما بدموع وهي بعامها الأول بالجامعة واختها مريم التي لم تكمل الثانوية جالسة عند السلم والخوف بعينيها من كلام والدتها عن كوابيس العوز والبؤس الذي ينتظرهم
كادت ريهام ان تنهار امام موقفهم واخفت وجهها ثم نهضت مسرعة واقتحمت غرفة والدها وجلست امامه على الكرسي قائلة بعينين دامعتين: "جئت لأخبرك انني فكرت ان اطلب الطلاق"
اتسعت عينيه واخذ يهز برأسه وكأنه يريد ان يقول لها كل ما اخبرتها به زوجته لقد فهمت ذلك من عينيه دون ان يتكلم لذلك استسلمت قائلة بإحباط: "حسنا .... حسنا فهمت .... لا بأس .... لا تخشوا جميعا .... كل شيء سيبقى على ما هو عليه .... مجرد فكرة سخيفة خطرت ببالي وسأقمعها من الأساس"
هز والدها رأسه موافقا وعادت الدماء الى وجوههم وابتسمت ريهام بحزن وداعبت يد والدها مطمئنة
لا تستطيع ان تلومه ولا تقف ضده مع الزمن الذي خانه وقلب الموازين ليجعل واطيها عاليها

لا بد ان القدر جمعني برشاد يوسف عنوة وشد الوثاق على معصمي بقوة واحكم قبضته على فمي لتكميم ارادتي
كل ذلك تعرفينه مسبقا يا ريهام لكنك اردت ان تثبتي لنفسك انك قادرة على اتخاذ قرار وانك لست مستعبدة .... تجربة فقط اردت ان تخوضينها عبثا
.................................................. ............................
وضعت رأسها على وسادتها الناعمة الوثيرة وابت ان تنزل دموعها هذه المرة .... كفى ذل وخيبة وعليها ان تغير مصيرها بيديها ولا تنتظر من الاخرين تغييره
بما ان الحصول على الطلاق أصبح مستحيل لتجاهد اذن لتصلح حياتها وتغير مجرى التيار المؤدي بها الى الهلاك .... لتسعى بمختلف الطرق لتقويم اعوجاج مسار حياتها الزوجية .... كل شيء قابل للتغيير حتى .... رشاد
اول خطوة ستقوم بها تذهب الى اخته عاتقة.
.................................................. ...............................
كان قصر عاتكة فخم للغاية وحديث الطراز وتملأ حديقته التماثيل والرسومات على الجدران ويبدو انها تبالغ بتوظيف أموالها لإظهار مدى الترف الذي تعيشه
عندما سمعت ان ريهام جاءت لزيارتها استغربت لأنها لم تعتاد على ذلك فمنذ تزوجها رشاد لم تفكر ان تأتي اليها!

عندما جلست امامها تأملتها ريهام بعفوية لكنها للأسف قابلت عفويتها بنظرات صارمة جافة وقالت بأسلوب بارد: "لا بد ان هناك خطب ما جعلك تفكرين برؤيتي"
كانت عاتكة في أواخر الاربعينات ممتلئة القوام سمراء البشرة وتبالغ بارتداء ثياب غالية ومتكلفة وترتدي المجوهرات النادرة ولم يكتب الله ان تتزوج ويبدو انها كرست كل جهودها لتدليل نفسها واشباع نقصها حتى انها تبنت بنت قبل سنوات وأصبحت البنت شابة هيفاء جميلة
قالت ريهام بنبرة ناعمة: "نعم اصبت .... انا بحاجة اليك .... جئت اطلب المساعدة"
لم تمضي ربع ساعة حتى تسمرت نظرات عاتكة وبدت جامدة وكأن لم يعجبها ان تشتكي لها عن اخيها حتى انها قاطعت ريهام التي بدت كالغريق المتمسك بقشة قائلة بنبرة باردة: "ماذا فعل بك اخي حتى تصفين لي حياتك بالجحيم وتحكمي عليها بالفشل؟ اجبيني على اسئلتي وبعدها احكم ربما أستطيع ان اتدخل"

تطلعت بها ريهام باستسلام وبادرت عاتكة بالسؤال السخيف: "اخي يجوعك؟"
هزت ريهام رأسها بالنفي ولحقتها بسؤال سطحي اخر: "يحرمك من المال؟ يحرمك من الخروج متى تشائين؟"
تجهمت ريهام وهزت رأسها نفيا ببطء لتواصل: "يضربك؟ حرمك من زيارة اهلك اخوتك؟ بخل عليك بملبس او اثاث او سكن؟ طلبت منه مال لك او لأهلك ورفض؟ اليس هو من يصرف على اهلك واخوتك؟ ومتكفل بسكنهم ومأكلهم وملبسهم ومصاريف مدارسهم وتعليمهم مع انه في غنى عن ذلك!"
تحركت اهداب ريهام بارتباك وارادت ان تقول شيئا لكن عاتكة قالت بصرامة: "اذن بما انك اعترفت بأنه لم يفعل كل ذلك بماذا استطيع ان اخدمك؟ .... اذن انتفى السبب الذي يدفعني ان اتدخل وأكلمه"
خفقت اهداب ريهام وشعرت بالذل ورفعت بصرها بسرعة عندما قالت عاتكة بشيء من الاستهزاء والسخرية: "اما إذا كان مقصر بأمور خاصة لا اعرفها فلا اعتقد ان من المناسب ان أتكلم معه بخصوص أمور شخصية .... ام تجدين ان من اللائق ان تتكلم اخت مع اخيها بأمور حساسة كتلك؟"
امتقع وجه ريهام وشعرت بالحرج ونهضت قائلة بغصة: "عن اذنك"
انصرفت مسرعة وما ان وصلت الى الباب الخارجي حتى أطلقت لدموعها العنان وندمت لأنها لجأت الى تلك المرأة السمجة

ابتسمت عاتكة وتطلعت بفتاة تجلس على الاريكة في الناحية الأخرى تداعب قطتها لتبادلها الفتاة الابتسامة الوقحة.
.................................................. ......................
تطلعت جنات بالتقويم المعلق على جدار المطبخ ومررت يديها على تواريخ الأيام حتى هتفت: "غدا سيعود سيد رشاد لقد اتم شهرين وانعقد المؤتمر صباح اليوم وطائرته عند السابعة صباحا"
ثم سرعان ما اسرعت وجمعت اعقاب السجائر من الطفايات المنتشرة بكل مكان وأمرت بتجهيز غرفة رشاد الخاصة وعندما عادت ريهام بخطوات متهالكة اخبرتها جنات بالأمر لتشيح ببصرها ولا تعرف تفسير للشعور الذي يعتريها كلما سمعت بموعد عودته انه شعور غريب جدا ومبهم.


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 16-11-22, 01:47 AM   #5

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewitysmile23 عاطفة على المحك .... الفصل الثاني

عاطفة على المحك

الفصل الثاني....


تطلعت جنات بالتقويم المعلق على جدار المطبخ ومررت يديها على تواريخ الأيام حتى هتفت: "غدا سيعود سيد رشاد لقد اتم شهرين وانعقد المؤتمر صباح اليوم وطائرته عند السابعة صباحا"
ثم سرعان ما اسرعت وجمعت اعقاب السجائر من الطفايات المنتشرة بكل مكان وأمرت بتجهيز غرفة رشاد الخاصة وعندما عادت ريهام بخطوات متهالكة اخبرتها جنات بالأمر لتشيح ببصرها ولا تعرف تفسير للشعور الذي يعتريها كلما سمعت بموعد عودته انه شعور غريب جدا ومبهم.

.................................................. .......................

انتزعت اقراطها من اذنيها ببطء قائلة بندم: "ليتني ما ذهبت اليها .... استقبلتني بمنتهى الجفاف والعجرفة واسمعتني كلام سخيف وبارد وكأنها نثرت الملح على جروحي"
علقت جنات ملابسها في الخزانة وناولتها قميص النوم قائلة باستنكار: "لو كنت ذهبت الى عدوك لكان اغاثك أكثر منها .... تلك المرأة فاقدة الإحساس والرحمة وفاقد الشيء لا يعطيه .... يبدو إنك نسيت انها كانت المعارض الأول لزواجكما وبالتأكيد انها ستزيد النار حطبا لو وصل الامر اليها .... واعذري جرأتي .... الأمور لا تسير هكذا ان كنت ترغبين بإصلاح علاقتك بالسيد رشاد .... لا تطلبي وساطة من هم خارج بيتك لأن ذلك سيزيد الطين بلة ويزداد الامر تعقيدا.... الحلول موجودة بداخلك وصلاح الامر يجب ان يكون نابع من اعماقك لأنه سيكون أكثر صدق وإخلاص .... تقربي منه وتكلمي معه وأخبريه عما يزعجك وتخلي عن الكبرياء الذي يكاد ان يدمر مشاعرك"
التفتت اليها قائلة بمكابرة: "من قال لك انني ارغب بالتقرب منه؟"
نظرت اليها جنات بحزن لانها تعلم جيدا انها متمسكة بالعند والكبر والحقيقة واضحة ان هجره لها يكاد يوصلها الى حافة الهاوية ولا تستطيع ان تلومها فالذي يفعله تعسف كبير بحقوقها واستهتار بمشاعرها وانوثتها وشبابها
نهضت ريهام قائلة بانهيار: "كلكم تعتقدون انني اتوق الى قربه لكنكم مخطئين كلما اريده ان يتوقف عن معاملتي كأنني زوجة ليس لها قيمة ولا مكانة ولا وجود .... يتوقف عن اهانتي امام المجتمع واحتقاري .... يتوقف عن اعتباري جزء من ممتلكاته المنسية المهجورة التي لم يعد بحاجة اليها شأني شأن مقتنياته العتيقة البالية المخزونة في قبو المنزل"
جنات محاولة التخفيف عنها: "لا اظن ذلك انت زوجة معززة مكرمة ولا اظنه يتعمد اهانتك انه"
وتوقفت عن مواصلة كلامها عندما جذبت ريهام الصحيفة ورمتها على الأرض قائلة بانفجار: "لم يتعمد؟ وهذا ماذا تسمينه؟"
تطلعت جنات الى مقالة تتضمن صورة يظهر بها رشاد في موقع العمل برفقة سيدة غنية عن التعريف تدعى سيلدا زكي
وسرعان ما جذبت ريهام بقية الصحف المكدسة على منضدة مرآتها تتضمن صور مشاريع ومؤتمرات ودعوات عمل ومناسبات وسهرات يظهر بها رشاد برفقة السيدة ذاتها وكأنها ظله وملاكه الحارس
جنات وهي تجمع الصحف وبنبرة خافتة: "طبيعي ان يحدث ذلك فهي شريكته ومديرة اعماله و"
ريهام وبأنفاس متلاحقة وباستهزاء: "شريكته انها شريكة حياته حتى انها تعرفه أكثر مني والناس الفت وجودهما معا وكأن ذلك الوضع هو الطبيعي وانا المهمشة المتوارية ال"
جنات وبعبارة اوقفتها عند حدها: "تغارين عليه!"

هدأت ثورتها وساد صمت قصير ثم تهاوت جالسة على السرير قائلة بخفوت وتعب: " لا .... فقط كرامتي"
.................................................. .........................

في اليوم التالي ازاحت ريهام ستارة الصالة وزمت شفتيها بعد ان تلقوا مكالمة من سكرتيرة مكتبه تخبرهم ان عودته تأجلت وسيتأخر يومين اخر وقالت ببرود: "ارفعي سفرة الغداء يا جنات سيدكم لن يأت"
بدأتا جنان وشوق ترفعان الاطباق من مائدة غرفة الطعام وهما تتطلعان بها بخيبة خاصة انها كانت متوترة كل فترة الصباح وتجهز لقدومه وأمرتهم بتحضير الأصناف التي يحبها واهتمت بتزيين المائدة وبنفسها أيضا لكن كل ذلك عبثا فهو معتاد على تأجيل مواعيد عودته
تهاوت جالسة على الاريكة وشبكت يديها وهي تشعر بفراغ قاتل ولا تعرف ماذا تفعل ببقية يومها وبينما هي هكذا رن هاتفها وابتسمت بدهشة عندما شاهدت اسم صديقتها بيلا لأنها لم تتصل بها منذ فترة طويلة
: "الليلة! بالتأكيد سآتي .... لا تعلمين كم اسعفتني بتلك الدعوة .... انا بحاجة لذلك وكثيرا"
.................................................. .................................
في المساء تزينت بماكياج ثقيل وارتدت فستان سهرة اسود مكشوف الصدر والظهر وبينما هي تنثر رذاذ العطر حول عنقها دخلت جنات وسرعان ما قطبت جبينها قائلة بنبرة تنبيه: "الا ترين ان الفستان خليع بعض الشيء ويظهر مفاتنك بوضوح؟ أخشى ان يكون ذلك غير مناسب خاصة وان الوقت متأخر فضلا عن إنك سيدة معروفة ويمكن ان يستغل بعض ضعاف النفوس الفرصة للتنكيل بك"
تناولت ريهام حقيبتها وكأنها لم تكترث او تبالي بكلامها
اشاحت جنات بصرها بقلق ما الذي تفعله بنفسها هذه الأيام وما هذا اللبس الخليع لم تعتد منها على ذلك لطالما كانت محتشمة ومعتدلة لكن يبدو انها أعلنت تمردها حتى على نفسها ....
حتى السائق استغرب لبسها واسدل اهدابه بتفكير .... معقول حرم رشاد يوسف تظهر بهذه الهيئة امام المجتمع!
.................................................. ............................
عند دخولها الى قاعة الحفلات استقبلتها بيلا بالأحضان واطرت على جمالها كثيرا واجلستها في طاولة تم تخصيصها مسبقا
كانت تعرف بيلا من أيام المعهد ورغم انها لا تتفق معها بكثير من المبادئ والأفكار سابقا الا انها ترتاح لرفقتها وتأنس لمرحها وخفة دمها .... لم تتزوج بعد وحياتها منفتحة أكثر مما ينبغي اذ دخلت بعلاقات غرامية فاشلة أكثر من مرة لتقرر بالآخر الا ترتبط وتبقى تنعم بحريتها واستقلالها لانها تعتبر الزواج مشروع فاشل .... لن تعمل باختصاصها لأنها تظن انه لن يلبي متطلباتها ولن يعود عليها بمردود مادي جيد خاصة انها فتاة طموحة وتسعى خلف احلامها
اتجهت مؤخرا للعمل جليسة لرجل مسن معروف بثرائه ويبدو انه يغدق عليها بالمال اذ تغيرت حياتها وأصبحت تمتلك سيارة حديثة وترتدي ملابس غالية
جلست معها وتبادلتا الحديث وشعرت ريهام بضيق وتوتر عندما تطرقت بيلا لحياتها الزوجية قائلة: "الاشاعات كثرت حول رشاد يوسف حتى انهم قالوا انه متزوج سيلدا زكي .... اكيد تلك إشاعة مغرضة الهدف منها ازعاجك اليس كذلك؟"
امتقع وجهها وقالت بتبرير: "طبعا .... رشاد رجل اعمال ناجح والشائعات تحوم حوله دائما"
ابتسمت بيلا وتطلعت بخاتم زواجها قائلة: "حتى انه لم يرتدي خاتم الزواج بأصبعه يبدو انه يريد ان يظهر بمظهر الرجل الحر الطليق وعادة ما يظهر بالمناسبات العامة برفقة سيلدا زكي وربما ذلك ما جعل الناس تتكلم"
قالت ذلك ونهضت ترحب بضيوفها تاركة ريهام مكسورة الفؤاد وقد تغير مزاجها كليا وبيد متوترة جذبت علبة السجائر ووضعت السيجارة بفمها وقبل ان تمسك القداحة اشعلت سيجارتها يد رجالية!
رفعت بصرها بارتباك لتتسمر نظراتها بوجهه .... عدنان!
ابتسم وسحب الكرسي قائلا وهو يجلس: "اراك مستغربة وجودي! .... نسيت ان بيلا صديقة مشتركة لنا من أيام المعهد؟"
تحركت اهدابها وبدت غير مرتاحة خاصة وانه انزل بصره ببطء على فستانها متأملا وقال بجدية: "صدفة رائعة جعلتني أرى أجمل امرأة بالقاعة بل ببيروت كلها"
اشاحت ببصرها ولا تعرف ان كان كلامه أزعجها فعلا ام أرضى غرورها؟ كلما عرفته انها ترغب بالرحيل
عادت بيلا وجلست بينهما قائلة بعفوية: "أخيرا جمعنا عيد ميلادي ليذكرنا بأيام جميلة مضت"
عدنان وبتفكير: "أيام البراءة والصبا والاحلام الوردية .... للأسف سرقتنا الأيام وفرقتنا"
بيلا وبمرح: "ريهام وحدها التي سرقت من بيننا .... سرقها رشاد يوسف وادخلها أسيرة بقلعته"
خفضت ريهام بصرها وتمنت ان تتوقف بيلا عن تلميحاتها بينما واصلت بيلا: "اما انا وانت مازلنا نتمتع بالحرية والبراءة"
وابتسمت وهي تطلع بريهام المقطبة الجبين ثم التفتت الى عدنان قائلة بدهشة: "صحيح لماذا لم تتزوج لحد الان يا عدنان؟"
عدنان وهو يتطلع بريهام وبنبرة جادة: "لم أجد المرأة التي يهواها قلبي طوال الأعوام الثلاثة التي مضت .... كنت ابحث عبثا"
فتحت ريهام حقيبتها بتوتر واخرجت علبة حمراء صغيرة وقدمتها لبيلا قائلة بانكماش: "جلبت لك هدية أتمنى ان تعجبك وتكون ذكرى مني .... يبدو اني سأذهب .... أ .... اشعر بالصداع"
بيلا وبسرعة: "مازال الوقت باكرا .... ابقي ارجوك .... انتظريني فقط سأجلب لكما الضيافة"
ونهضت واسرعت مهرولة بينما ريهام نهضت قائلة بضيق: "عن اذنك"
ووجدت نفسها تسرع كالهاربة حتى انها ارتطمت ببعض الأشخاص واعتذرت وواصلت طريقها لتخرج من القاعة التي بدت لها خانقة وما سارت في الحديقة الخافتة الانوار حتى توقفت مصدومة عندما قال عدنان من خلفها: "لا تهربي مجددا"
تسمرت بمكانها وشعرت به يدنو منها حتى وقف امامها وقال بهمس: "سبق وتهربت مني عندما خطبك رشاد يوسف"
رفعت بصرها وقالت بارتباك: "عدنان .... انا اليوم امرأة متزوجة"
هو وبسرعة: "لقد سمعت كل شيء قلته لأمك .... لست سعيدة يا ريهام وزواجك يكاد يكون اسميا فقط .... اتفقت مع والدتك على طلب الطلاق .... ستكونين امرأة حرة وسنعود كما كنا سابقا .... حبيبين"
هزت رأسها برفض قائلة بخفوت: "مستحيل"
هو وبتأمل: "ما زلت احبك .... وانت كذلك"
هي وبسرعة وقلق: "ماذا تقول؟ الماضي انتهى بالنسبة لي منذ زمن بعيد .... انا اليوم احمل اسم رجل اخر"
هو وبجدية: "تزوجته من اجل المال فقط .... عندما خسرتم كل شيء وسقطتم بضائقة مادية كان هو بمثابة طوق نجاة بالنسبة لك كي تحافظي على مستواك ولا تعيشي كابوس الفقر والعوز .... انتشلكم من القاع لكنه لم يستطيع انتشال قلبك .... اكتشفت انه حقير ولم يقدر النعمة التي بين يديه وندمت .... الندم واضح بعينيك بنبرة صوتك بأنفاسك بارتجاف يديك"
وعندما لمس يدها انتزعتها بسرعة قائلة برفض: "ارجوك"
وارادت ان تذهب لكنه امسك ذراعها وادارها قائلا بغضب: "قولي ان كلامي غير صحيح .... اثبت لي خطأي .... اثبت لي انك أحببت رشاد الذي سبق وان رفضته من اجلي"
حاولت التحرر منه لكنه جذبها بقوة وهو يهمس بغضب: "انت بحاجة ماسة الي لا يمكنك انكار ذلك ولم تتوقفي عن حبي"
وحاول تقبيلها وبهذه الاثناء ظهر موبايل من بين الشجيرات والتقطت لهما صورة!
صفعته بقوة وهربت راكضة.
.................................................. ............................
كانت دموعها تنهمر طوال الطريق وشعور الندم يلسعها يبدو انها أخطأت كثيرا كعادتها وتصرفاتها بالفترة الأخيرة جلبت لها اللعنة وعرضتها للمتاعب .... عليها ان تستعيد رشدها وتتوقف عن التخبط
تطلع بها السائق عبر المرآة وزمم شفتيه .... ذلك الرجل مجددا.
.................................................. .......................
دخلت المنزل وقبل ان ترتقي السلم التفتت وركزت عبر عينيها الدامعتين الحمراوين بجنات التي قالت لها بهمس وقلق: "اين انت ولماذا هاتفك مغلق؟ .... السيد رشاد هنا"
تراجعت ريهام خطوة عن السلم واتسعت عينيها قائلة بتلعثم: "ر .... رشاد؟ كيف؟ الم .... الم يخبرونا ان موعد عودته تأجل؟ انه هنا بالفعل؟!"
اومأت جنات قائلة بقلق بالغ: "اذهبي وغيري ملابسك واغسلي وجهك هيا ارجوك"
ارتقت السلم مسرعة وقد دب الذعر بأوصالها وكأنها طفلة خائفة من عقاب ولي امرها!
عندما دخلت الى غرفتها وضعت يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط ثم اسرعت الى الحمام وغسلت وجهها وخلعت فستانها وارتدت روب الحمام ثم ارخت جبينها على باب الحمام المغلق واغمضت عينيها
تزوجته من اجل المال فقط
الندم واضح بعينيك بنبرة صوتك بأنفاسك بارتجاف يديك
اثبت لي انك أحببت رشاد الذي سبق وان رفضته من اجلي
انت بحاجة ماسة الي لا يمكنك انكار ذلك ولم تتوقفي عن حبي

أبعدت جبينها ورفعت رأسها فجأة وابتلعت ريقها عندما سمعت خطوات بغرفتها تقترب من باب الحمام
استدارت والصقت ظهرها على الباب وعضت على شفتها عندما طرق الباب عليها وتطلعت بمقبض الباب الذي تحرك وهمست بسرها
"اول مرة اشعر بالخوف منك .... ربما لأنني مذنبة هذه المرة"


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 16-11-22, 08:14 AM   #6

Wafaa elmasry

? العضوٌ??? » 427078
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 233
?  نُقآطِيْ » Wafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond repute
افتراضي

عودا حميدا مع رواية جديدة مشوقة و مميزة كجميع رواياتك
بالتوفيق


Wafaa elmasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-11-22, 08:33 PM   #7

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafaa elmasry مشاهدة المشاركة
عودا حميدا مع رواية جديدة مشوقة و مميزة كجميع رواياتك
بالتوفيق
شكرا غاليتي
ذوقك المميز 😌


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 18-11-22, 04:42 AM   #8

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي عاطفة على المحك .... الفصل الثالث

عاطفة على المحك

الفصل الثالث ....
أبعدت جبينها ورفعت رأسها فجأة وابتلعت ريقها عندما سمعت خطوات بغرفتها تقترب من باب الحمام
استدارت والصقت ظهرها على الباب وعضت على شفتها عندما طرق الباب عليها وتطلعت بمقبض الباب الذي تحرك وهمست بسرها
"اول مرة اشعر بالخوف منك .... ربما لأنني مذنبة هذه المرة "

تكرر الطرق الخافت حتى التفتت ببطء وبشيء من خيبة الامل عندما جاءها صوت جنات الهامس من خلف الباب: "سيدتي"
فتحت الباب وتطلعت بوجه جنات بصمت ساخرة من نفسها لأنها توقعته هو من كان خلف الباب!
كان الاجدر بها بعد كل تلك السنوات الا تتمنى او تتوقع منه اهتمام ومبادرة وتكون معتادة على بروده وعدم اكتراثه بما تفعله بحياتها
جنات وبسرعة: "وجدتك لست على ما يرام وجئت لأطمئن عليك .... لا تعلمين كم خشيت ان يراك بالهيئة التي عدت بها فالكل يعرف واولهم انت كم السيد رشاد رجل محافظ!"
خرجت من الحمام قائلة بنبرة باهتة: "متى عاد؟ عرف انني خارج المنزل؟"
اجابتها بنبرة خافتة: "وصل قبل رجوعك بساعة تقريبا وحاليا بغرفته لا اظنه عرف لأنه لم يسألني عنك .... ما ... ما بك؟"

امسكت ريهام جبينها وسارت ببطء وهي تشعر بإعياء مفاجئ وقشعريرة برد مما جعلها تلجأ الى السرير وتقول بخفوت: "اجلبي لي أي مسكن وشراب ساخن ارجوك لا اعرف ما دهاني اشعر بألم بكل انحاء جسدي"
عندما اسرعت جنات خارجة رفعت ريهام ركبتيها واحاطت ساقيها بذراعيها واحساس من الإحباط مسيطر عليها
شعرت ان الضغط كثر على مشاعرها الجريحة فظهور عدنان بحياتها من جديد من جهة وعودة رشاد من جهة اربكاها وأضعفا قوتها المتفاوتة بين انهيار وصمود
لا تتظاهري ان عودته ووجوده بالمنزل لن يفرق معك ولا يعني لك
كل مرة عودته تحدث بداخلك خلل وعطب ويخلق بأعماقك احاسيس متضاربة
غيابه يستفزك ورجوعه أيضا!
.................................................. .............................
عندما خرجت جنات من المطبخ توقفت فجأة عندما فاجئها رشاد بتجوله بالرواق بملابسه المنزلية وكانت بيدها صينية تحوي كوب اعشاب ساخن واقراص مسكنة وبادرت بالقول عندما وجدته يتأمل ما بيدها: "سيدة ريهام تعاني اعراض برد وحرارتها مرتفعة"
قالت ذلك متعمدة لعلها تسترعي انتباهه وتجذب اهتمامه لعله يذهب ويطمئن عليها لكن الذي حصل انه تجاهلها وجال ببصره بالأرجاء وقال بنبرة هادئة: "ما كل هذه التغيرات التي طرأت في كل اركان وزوايا المنزل؟ ما الداعي لكل ذلك التغيير؟"
جنات وبنبرة لينة: "لا اعلم يا سيدي اسأل السيدة ريهام فهي التي ارتأت ذلك"
قلب شفتيه وهو يتأمل التحف واللوحات الثمينة ثم اومأ ببطء وعندما ادار لها ظهره وسار خطوات تبعته قائلة بشيء من القلق: "سيدي"
لم يتوقف وبقي يسير ويداعب تحف الكريستال في الصالة بينما جنات تسير خلفه
قالت بنبرة خافتة وحزينة محاولة مساعدة ريهام: "اعذر جرأتي لكن ينبغي ان اخبرك بصراحة تامة عما يجري بغيابك .... وضع السيدة متأزم للغاية وأخشى ان تخرج الأمور عن زمامها تبدو مضطربة على الدوام وحزينة"
راقبته وهو يرفع تمثال كريستال صغير ويتأمله دون ان يوليها اكتراث مما جعلها تتراجع قائلة: "عن اذنك سيدي"
حالما ارتقت السلم ادار وجهه ناحيتها ببطء ثم وضع يديه في جيوب روبه الرمادي وسرى بريق مبهم بعينيه الحالكتين.

كان رشاد في منتصف الثلاثينات ناجح على صعيد العمل يتمتع بشخصية قيادية مؤثرة اكسبته جاذبية خطيرة تبدو عليه الجدية ومعروف عنه عدم التسامح مع الاعذار غير المنطقية سواء بمجال العمل او الحياة الاجتماعية ويبدو ناجح بكل المجالات عدى الزواج فحياته الزوجية مكللة بالفشل وذلك واضح للجميع
والذي جعل اسمه يلمع ويصبح محط الاهتمام كونه رجل مكافح وذكي بدء من الصفر شق طريق المجد بأقصر المسافات كرس مهاراته وخبرته ليصنع خلال فترة محدودة اسم معروف في السوق وجمع ثروة كبيرة في غضون سنوات قليلة بعد ان كان مهندس بسيط يعمل في شركات معروفة بشركات النخلة يرأسها جمال سالم الرأسمالي الكبير الذي ضربت تجارته بصورة غامضة وتعرض لخسارات فادحة على إثرها كثروا دائنيه وخانه الصديق قبل العدو وبعد صراع مضني أشهر افلاسه وحجزت الدولة املاكه والغريب في الامر والمفاجئ ان رشاد يوسف هو من اشترى أغلب اسهم شركات النخلة واصبح المالك الرسمي لها!




.................................................. .....................
في غرفة ريهام قالت جنات بتنبيه: "الأفضل لك ان ترتدي ملابسك الان وترتبي مظهرك وتهبطي .... الاجدر بك ان تستقبلينه بعد سفره لئلا يعتبرك جافية له وتزداد الأمور تعقيد"
ريهام وهي تحتسي اخر جرعة من الأعشاب: "المفروض هو من يبادر لرؤيتي او يسأل عني على الاقل"
جنات وبتشجيع: "هيا ضعي الكبر جانبا وقومي بواجبك اتجاهه كي لا يقصرك .... ان كان هو مخطئ كوني انت على الصواب .... اكسري الحواجز ارجوك .... صدقيني تصرفك لن يقلل من قيمتك بالعكس"

بعد ان انصرفت جنات فكرت بكلامها مليا وبعد نصف ساعة نهضت بتردد
الم توعد نفسها ان تجاهد لإصلاح حياتها؟ ربما عليها ان تتخلى عن كبريائها هذه المرة وتذهب لكسر الحاجز بكلمتين لن تكلفاها الكثير وأيضا لتثبت له عكس ما يتوقعه لتبدو متماسكة وصامدة كي لا يشعر بانكسارها ويحقق الزهو والنصر الذي يرومه بجفائه وهجره
ارتدت فستان ازرق غامق متوسط الطول وصففت شعرها وتزينت لتغطي شحوب بشرتها وتعطرت واتجهت الى باب الغرفة مترددة الخطى ثم وضعت يدها على مقبض الباب مستجمعه ثقتها متظاهرة بأن كل شيء طبيعي ولم يفرق معها شيء

حالما فتحت الباب امتقعت وبان عليها اضطرابها عندما وجدته واقف عند بابها!
تراجعت خطوة قائلة بعفوية: "لقد اخفتني .... أ .... الحمد لله على السلامة .... تفضل"
قابل كلامها بابتسامة متكلفة لا علاقة لها بأي مشاعر صادقة بل بدت ملامحه متغطرسة ودخل الغرفة تاركا الباب مفتوح قائلا بنبرة باردة مجردة من الشوق: "كيف حالك؟"
هي وبنبرة محبطة امام لقائهما البارد: "بخير"
جال ببصره حتى رمق طفاية السجائر المليئة بالأعقاب بنظرة خاطفة ثم استقرت نظراته عليها قائلا بهدوء: "كيف جرت الأمور معك اثناء غيابي؟"
استغربت سؤاله واجابت بعفوية: " كل شيء على ما يرام"
اومأ ببطء وشعرت بتوتره وبريق قاتم بعينيه رغم الهدوء البادي عليه حتى اسدلت اهدابها عندما قال فجأة وبلهجة استجواب: "اول أمس كنت في طرابلس؟"
شبكت يديها قائلة بشيء من الاستسلام: "نعم .... ذهبت .... ذهبت لزيارة امي"
هو وبتفحص: "سبق واخبرتك انني لا احبذ تلك الزيارة ولا ذلك اللقاء .... هل لي ان اعرف لماذا ذهبت اليها؟ اكيد هناك سبب والا فهناك موبايل يختصر بينكما المسافات؟"
شعرت بالارتباك من أسلوبه ولأنها تعرف ان وجود عدنان هناك هو السبب برفضه وقالت بدون تفكير: "كنت اريد استشارتها بموضوع .... هذا كل ما في الامر"
شعرت بنفسها علقت معه عندما رفع حاجبه قائلا: "موضوع؟ .... بخصوص ماذا؟ لا بد انه موضوع مهم لتقطعين مسافة لمجرد الاستشارة! .... ما هو الموضوع؟"
خفقت اهدابها واجابت بتسرع: "فكرت .... فكرت ان اعمل .... اشعر بالفراغ وفكرت ان اشغل وقتي"
ساد صمت وهو يتطلع بها بوجه خال من التعابير ثم اومأ برأسه موافقا وتنفست الصعداء عندما اتجه الى الباب لكنه توقف وادار وجهه قائلا باستخفاف: "هذا على أساس ان أمك من ستتدبر لك فرصة عمل!"
بقيت تتطلع به بتعابير باهتة وواصل بنبرة احتقار: "عندما تكذبين حاولي ان تنتقي مبررات ذكية قابلة للأقناع .... على العموم سأعتبر الامر غلطة لا يجب ان تتكرر"
اسدلت اهدابها واغمضت عينيها عندما خرج وقد احمرت وجنتيها من الاحراج لماذا اضطرت ان تتفوه بالسخافات الغبية كان الاجدر بها ان تكون أكثر لباقة ولا تضع نفسها بذلك الموقف الضعيف
..................................................
خاب امل جنات عندما رأته خارجا من الغرفة بعد ان ظنت ان قلبه رق لها بعد كل هذا الغياب وسيقضي الليلة معها ويرد لها اعتبارها لكن للأسف يبدو ان لا مشاعر لديه نحوها
.................................................. ...................

وضع عدنان يده على جبينه في غرفة الفندق الذي نزل به لتوه وزمم شفتيه
"ماذا تقولين هل جننت؟ معقول تفعلين بي ذلك يا ريهام؟ وحبنا واحلامنا ووعودنا لبعضنا؟ كيف بلغت بك الجرأة لتقولين لي انك ستكونين لرجل غيري بعد كل هذا الحب والمشاعر!"
"يجب انقاذ المركب من الغرق .... زواجي من رشاد يوسف الحل الوحيد لكل المشاكل التي نواجهها .... لقد أعلنا افلاسنا يا عدنان وتحالف الأعداء والتجار على ابي وخرم الدائنين وجهه وصادرت الدولة املاكنا .... ارجوك ابتعد عن طريقي واتركني .... أنسى ما بيننا لم نعد نصلح لبعضنا"
أشعل سيجارته ثم نفث الدخان ببطء وتتطلع من نافذة الغرفة: "يجب ان تحصلي على الطلاق وبأسرع وقت .... لأن اتركك له"
.................................................. .................................



بقيت ريهام تلوم بنفسها طوال الوقت لماذا لم تخبره الحقيقة؟
الم تعلم انه يزرع لها جواسيس بكل مكان لينقلوا له خطواتها؟ لماذا لم تكن مستعدة؟
لماذا لم تتهيأ لسؤاله قبل ان يفاجئها وتجهز إجابة مناسبة بدل من ان تضطرب وتتلعثم وتكذب!
لا تحب ان تظهر امامه على انها كذابة وجبانة عليها ان تصلح ذلك الخطأ وتعترف له بالحقيقة
يجب ان تخبره انها فكرت بطلب الطلاق لانها لم تعتد تحتمل تلك الحياة التي يفرضها عليها
يجب ان تقول له انها ترغب بحل ينهي معاناتها اما الإصلاح واما الطلاق وتعلن له عن ترجيحها لإصلاح الوضع بينهما وطوي صفحة سوداء وفتح أخرى نقية خالية من الأحقاد والضغائن
تسلحي بالقوة يا ريهام واذهبي اليه هيا.


بحثت عنه في الصالة وبأنحاء المنزل ولما اخبروها انه في غرفته ارتقت السلم وارادت العودة الى غرفتها لكنها توقفت مترددة ثم اتجهت الى غرفته يبدو ان الأوان قد آن لتتخلى عن ضعفها واستسلامها
طرقت عدة مرات ولم تسمع سوى رنين الهاتف بالداخل مما دفعها لفتح الباب والدخول
تأملت الغرفة الخالية وهي مضطربة جدا يبدو انه في الحمام لانها سمعت جريان الماء
كان الهاتف ملقى على السرير وما زال يرن فاقتربت لتلقي نظرة وعندما رأت اسم سيلدا على الشاشة امتعضت وشبكت يديها ثم تناولت الهاتف ولا تعرف لماذا تولدت لديها رغبة ان ترد عليها وتفهمها ان ذلك المنزل فيه زوجة وخصوصية
رغبة فقط لكن ليس لها القدرة على التنفيذ والمواجهة ارادت ان تلقي بالهاتف مكانه عندما توقف الرنين لكن استوقفتها الرسالة التي تلت الرنين
" كان المفروض نكون غدا على متن الطائرة المحلقة الى سماء اليونان لنقضي شهر العسل لكن .... ظروفك .... على العموم كانت ليلة لا تنسى كان ختامها مسك .... اشكرك رشاد"
اتسعت عيني ريهام على اشدهما وشعرت بارتجاف شفتيها وقاومت الدموع التي حبست بين اجفانها ثم وضعت يدها على صدرها المبعثر النبضات وهزت رأسها وهي تسترجع تلميح بيلا
" حتى انهم قالوا انه متزوج سيلدا زكي .... اكيد تلك إشاعة مغرضة اليس كذلك؟"
لا تعرف ماذا جرى لها تريد ان تغادر الغرفة لكن ساقاها خذلتاها وتمسكت بحافة السرير بصعوبة لتوازن نفسها وبهذه الاثناء فتح باب الحمام وظهر لها رشاد وهو يجفف شعره وحالما تلاقت عينيهما انزل المنشفة عن رأسه وبدى وجهه خال من التعابير
شعرت بجفاف حلقها ووجهها اصطبغ بحمرة الغضب ورغما عنها لم تعد قادرة على ضبط انفعالاتها وهي تتطلع بعينيه الباردتين النظرة فتناولت الموبايل ورشقته به لتضرب صدره وصرخت بهيستريا: "أيها الحقير النذل كيف تفعل بي ذلك؟ كيف تطعنني هكذا بعد ان افنيت ثلاث سنوات من شبابي وانا اتحمل ظلمك؟ كيف تخونني؟ طلقني .... طلقني لم اعد احتمل جحيمك"
اقترب خطوات قائلا باهتمام ودهشة: "ما بك؟"
انتبهت وتطلعت بالهاتف الذي ما زال بيدها ثم تطلعت بوجهه وقالت بتلعثم: "هات .... هاتفك يرن"
وضعت الهاتف على السرير وخرجت من الغرفة وتدفقت دموعها عند الباب ثم اسرعت الى غرفتها واجهشت بالبكاء ليتني أستطيع ان اواجهك لكن لا أقدر لا اريد استفزاز الوحش الراقد بداخلك كي لا يدمرنا جميعا
لست غبية ولا ساذجة للدرجة التي انزهك اعلم انك تخونني من زمان يا رشاد لكني لا استحق منك ذلك كنت مخلصة لك على الدوام رغم اجحافك لحقوقي وحرماني من طفلي ومحاربة رغبتي بالأمومة .... يبدو ان استمرار الحياة معك مستحيل .... سأطالب بالطلاق


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 18-11-22, 08:42 PM   #9

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 3 والزوار 4)
‏هند صابر*, ‏سحاب الحربي, ‏شيخهه


هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس
قديم 18-11-22, 09:13 PM   #10

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

عودا حميدا دوما متجددة

Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.