آخر 10 مشاركات
خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          79 - قسوة وغفران - شريف شوقى (الكاتـب : MooNy87 - )           »          1 - من أجلك - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-23, 06:45 PM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




غروب بألوان الطيف 6 + 7
.
.
لاصقت أشعة الشمس تلك النوافذ الزجاجية الكبيرة و الواسعة ،
حتى استطاعت أن تسخنها، بل و تحرق من يضع إصبعه عليها،
بلدة عربية متقلبة الفصول ، أمرها غريب ،فما ذنبنا نحن ؟
.
.
قرب إحدى تلك النوافذ، انتصب ذلك الرجل واقفا أمامها،
و عرقه يتصبب على جبينه من شدة توتره ،
قضم اظفر إبهامه و قال بخفوت و حسرة: يا الهي !!
التفت خلفه و وجّه نظره نحو الفتى المقيّــد مع الكرسي ،
و يبدو أنه تلقى ضربا مبــرحا بأداة مــا .
رفع سوطا يمسكه بيده اليمنى بتردد و قال بلهجة متوترة :
هل ... هل ســ ستقول الحقيقة أم لا ؟
أما الفتى فرفع رأسه المنكس ببطـء و قال بوهــن :
لم اقل لــك غير الحقيقة يا أستاذ .
فغضب الأستاذ أكثر و أمسك الفتى من تلابيب قميصه قائلا بحدة :
كفاك خداعا ، فالمسدس كان بحوزتك !
و أردف قائلا : كما أنك كنت ستقتلني ، و شهدت عليك تلك الفتاة .
استغرب الفتى قليلا و قال بهدوء : لم أكن كذلك ، ثم و أي فتاة شهدت بذلك ؟
ضحك الأستاذ بازدراء ثم قال و هو يشد بقبضته على السوط :
إما أن تعترف بالحقيقة ، أو أنك ستلقى حتفك في سجوننا .
فقال الفتى بداخله بألم :" أخبرتك بالحقيقة ، لكنك لا تصدقني "
و رفع رأسه ثم قال بضعف : لم يريدون قتلك أستاذ ؟ هل أنت ملاحق مثلا ؟
نظر له الأستاذ بغضب شديد و قال بصوت مرتفع : أوَِِِ تدعي بأنك لا تعرف أيها
الحقيــر ؟
و قال كلمة (الحقير) و كأنه سينفجر غيظا .
أما الفتى فابتسم رغم كل تلك الكدمات على وجهه ،
و حتى تلك الجروح التي سالت دمائها بأنحاء مختلفة من جسده ،
و هنا جن جنون الأستاذ الغامض ، فرؤية الفتى يبتسم هكذا
تجعله يتمنى لو أنه كان بإمكانه تقطيعه قطعة قطعة ،
فهذا ليس طبيعيا ، قاتل و يبتسم أيضا .
فقال للفتى ببرود : لماذا تبتسم ؟
فأجابه الفتى قائلا و هو لا يزال يحافظ على تلك الابتسامة الطاهرة :
و هل تزعجك ابتسامتي ؟
قطب الأستاذ حاجبيه و قال و هو يرفع ذقن الفتى بمقبض السوط ليرفع رأسه
قليلا : سألتك فأجــب !!
فقال الفتى بابتسامة : صاحب الحق ، يظل يبتسم لأنه على حــق ..
فقال الأستاذ و هو يبتعد عنه ليجلس على أريكة قريبة : هذا سخــف ، مثلك .
.
.
و بعد ساعتيــن تقريبا ( 6:56 ) ،
.
.
رن هاتف المنزل ، فاتجه الأستاذ ليرد عليه قائلا :
أهلا ، فهـــمت ، أرجو أن لا تتأخــر .
ثم عاد يجلس و صرخ على خادمته بقوة ، ليطلب منها عصيرا باردا
يهدئه من قمة ثورانه و غضبه .
و أسرعت الخادمة بإعداد العصير الذي طلبه ، خوفا من
العقاب ، و قدمته على طاولة قريبة منه .
.
.
و لم تمض سوى دقائق حتى وصل ذلك المتصل ،
و الذي لم يكن سوا أحد قادة الشرطة المهميـــن
في البلاد ،
برفقته الشاهد و الذي لم يكن سوى مهــا ،
.
دخل و صافح الأستاذ بينما مهما مطأطئة رأسها بندم،
ثم التفـت على الفتى الذي نكس رأسه من التعب و لم ينتبه على أحد من
حوله ،
و أعاد نظره للأستاذ و قال بجدية : لم ضربته بقسوة هكذا ؟
فأجاب الأستاذ و هو ينظر للفتى بكل حقد : قاتل مثله ، يستحق كل هذا و أكثــر !!
فعقد الرقيب حاجبيه و اقترب من الفتـى ، أخفض جسده و بدأ يفك القيـد .
فصرخ الأستاذ بغضب : أيهــا الرقيب ! ما الذي تفعله ؟
تجاهله الرقيب و رفع رأس الفتى و قال له بهدوء : سامر بني .
نظر له سامر و لم يعرفه لأن الصورة كانت مشوشة عليه من الإرهاق .
و ما إن فك الرقيب القيد حتى سقط على صدره جسد سامر الهزيل .
فربّت على ظهره بلطف و قال له بخفوت: لا تخف، فأنت بخير الآن .
لم يعرفه سامر رغم سماعه لصوته ، لكنه قال و هو يذرف دمعه بخفية و خفوت :
لسـت أنـا ، صدقني .
فابتسم الرقيب و أجابه بهدوء و خفوت أيضا: أعلم ذلك يا بني ، أنت لست كذلك
أبدا .
نظرت مها للرقيب و قالت بداخلها : " أبي ، ما الذي تفعله ؟ "
أما الأستاذ فقال و هو يصر بأسنانه: إلى أيــن ؟
حمل الرقيب سامر و اتجه نحو الباب قائلا بحدة : إلى المشفــى بالتأكيـد ،
فأنت بالغت في ضربه حسب ما أرى.
فتبعه الأستاذ قائلا بغضب : بالغت ! ألم تكــن ابنتك شاهدا على ذلك أيضا.
فرمق الرقيب ابنته مها و قال له بحزم: ابنتي لم تر ما حدث منذ البداية،
لن أعتبرها شاهدا أبدا، ثم انك ستعاقب لأنك عاملت هذا الفتى بأسلوب
الحيوانات.
+ و شدد على كلمة (حيوانات)، كما أنه قالها بصوت مرتفع جدا.
خرج و قال لهما : اتبعاني ، فهناك سيكتمل التحقيـق .
فانصاعا لأوامــره ، و خرج الأستاذ بسيارته الخاصة ،
و أما مها فذهبت مع والدها، حيث جلست في المقدمة ، بينما سامر
ممدد في الخلف .
نظر الرقيب لابنته و قال لها بحــزم : سأعرف كيف أعاقبك أيتها المتسرعة !
ارتجفت و شعرت بالقشعريرة تسري بجسدها و قالت بصوت
منخفض : لكنني رأيته يحمل المسدس بيده يا أبي .
حرك والدها السيارة و قال لها بحده : فلتصمتي ، لن أسمع كلام متسرعة ،
فالولد سيموت بسببك .
خفق قلبها لوهلة فقالت بندم: أنت تعني ما قلت ؟
نزع قبعته الرسمية و قال و هو يزيد سرعة السيارة أكثر: ليس إن وصلنا مبكرا.
فقالت مها بداخلها : " يا الهي ! ما هذه الورطة ؟ "
.
.
أما في منزل السيد سامح فكانت الأحوال طبيعية ،
بسبب رسالة سامر الصغيرة ،
و التي تركها على باب الثلاجة في المطبخ ،
قرأتها السيدة سمية و قالت بانزعاج : سامر و كالعادة بلا فطور .
أتساءل كيف ستستمر حياته هكذا ؟
خرجت لتجد عمرا يرتدي حذائه للخروج ،
فقالت له : خذ هذه يا بني .
أمسكها و قال باستغراب : و ما هذه ؟
فأجابته بعفوية : إنها علبة لغداء سامر ، فهو لم يتناول شيئا .
هز عمر رأسه و قال : حسن فعلتِ ، إلى اللقاء .
ودعته و اتجهت تكمل أعمالها اليومية .
أما هو فاتجه نحو والده الذي ينتظره بالسيارة .
فقال له السيد سامح و هو يخرج يده من النافذة بانزعاج: هيا يا بني ،
تأخرتٌ عن العمل .
ثم أردف بخفوت : و سامر هذا ، لا أعرف لم هو منطو هكذا ؟
ألا يعرف أنني أخاف عليه ؟
فجلس عمر و هو يقول بضجر : سأوّبخه لا تقلق .
و قاد السيد سامح سيارته متجها نحو مدرسة عمر الثانوية .
ليوصله ثم يعود لمكان عملــه . rolleyes


و بسرعة اتجه عمر نحو فصل سامر ، دخل بعد أن ألقى التحية
على الجميع ، ثم أردف سائلا : أين سامـر ؟
فأومـأ الجميع له بأنه لم يأت منذ الصباح ،
و كما أن مقعده فارغ تماما .
خرج عمر مستغربا حتى أن لم ينتبه
على حمزة الذي تسمّر و هو يناديـه ،
فانتبه عمر و قال بعدم استيعاب : ما الأمــر ؟
فرد عليه حمزة و قال بمرح : كيف حالك يا عمــر ؟
هز عمر رأسه قائلا : بخـير ، ماذا عنك ؟
فأومأ له حمزة بالإيجاب ، ثم سأله : سمعت أن سامر أحد أقربائك من زملائي ؟
فابتسم عمر و قال بتوتر : هههه أجل ذلك صحيح ..
فبادله حمزة الابتسامة وقال له : لكنه لم يأت منذ الصباح ، أتساءل عن السبب ؟
فهز عمر رأسه نفيا و غادر قائلا بحيـرة : صدقني لا أعلم !bored
.
.
أما الأحوال في ذلك المبنى الضخم ،
والذي لم يكن غير المستشفى،
فكانت قلقة، متوترة ، و كل أنواع مشاعر الخوف و الرهبة من
النتيجة،
حدقت مها بتلك الساعة الجدارية و هي تجلس على أحد مقاعد الممر ،
و قالت بداخلها بتوتر : " يا الله ارحمنا "
مضت نصف ساعة و الحال كما هي ،
و مضت نصف ساعة أخرى و الحال كما هي عليها ،
و لازالت كذلك حتى بعد مرور ساعة أخرى .confused
.
.
لم تهدأ و لم تنفك قدمها عن ضرب الأرض بقوة ،
حتى خرج الرقيب أو بالأحرى والدها بنفس الوقـت ،
و هو يحدق بها و بذلك الأستاذ الذي يجلس بعيدا عنها تقريبا ،
فأشار عليهما بالدخول بعد أن خرج الطبيب ،
.
.


يتبع..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 06:46 PM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



.
.
فدخلا ليجدا سامرا جالس على كرسي تلف جسده الضمادات، و رأسه كذلك أيضا،
و لم يرفع رأسه لرؤيتهما البتة .
جلس الرقيب قرب سامر بهدوء و أشار لابنته و الأستاذ أن يجلسا ،
ثم بدأ حواره قائلا بجدية : أخبرني سامر بكل ما حدث ،
بداية أنا أصدقه ، و أود لو تفعلا هذا الأمــر أيضا .
فقال الأستاذ بغضب : كيف عينوك رقيبا ؟
ابتسم الرقيب و قال : أنا مـربّ قبل أن أكون رقيبا .
ثم أردف : أولا يا أستاذ سأتهمك أنا بسوء الاحترام و المعاملة ،
فما هكذا يعامل البشـر ، أيها البشري !
و أكمل بجدية أكثر : و ثانيا هل تعلم لو أنه مات ، ستكون قاتلا ،
و ستنعكس الأدوار ، فسيكون القاتل هو الضحيـة ،
أما بالنسبة لابنتي الشاهد الذي لم ير شيئا .
فنهضت هنا مها بغضب و قالت بقلة احترام : لـست كذلك ، فأنا رأيــتــ ...
فقاطعها بصفعة سريعة و قوية ،
نظرت له بحقـد و وضعت يدها على خدها "موضع صفعة والدها "
ثم قالت له و هي تبكي بحرقة : بالتأكيــد كان هذا طلب سامر ..
فنظرت لسامر الذي رمقها بنظرة هادئة و قالت له بكره شديد : أكـرهك ،
أنــا أكرهــك أيها .. الــ
فقاطعها والدها بقوله : متـسرعة دائما باتخاذ القرارات ، في الحقيقة أنا من
اقترح على سامــر أن أصفعك جزاء لفعلتك ، لكــن ..
"توقف الرقيب عن الكلام ، و تحولت ملامحه الجدية إلى طيبة واضحة ، فأدار سامر رأسه و نكســه ، حتى أكمل الرقيب قولــه بعفوية :
لكـن سامــر رفض ذلك ، و هل تلومينني بأنني أطلقت لقب المتسرعة بلا سبب .
نظرت مها لسامر الذي لم يهمس بحرف ، و شعرت بمكانتها ، و كم
أنها غبيــة و حمقاء و دنيئة أمام ذلك المتواضع هنــــاك ،
أو هكذا كما كانت هي بنظرهــا .
فقال الأستاذ و هو يزفـر بحدة : إذا ما هو دليــل أن سامرا ليس الذي كان يريد قتلي ؟
صمت الجميع ، فقد ساد الصمت المكان بل و أخرسه ،
مضت دقيقة ، و لا صوت أو حتى إجابة .
حتى شــرّع أحدهم الباب فجأة ،

كان أول شخص تقع عليه عيناه هو سامــر ،
ركض باتجاه سامر المندهــش ، و قبــّل يديه و هو يبكـي و يردد بندم
و أســف :
أنــا آسف ، صدقني لم أرد أن يصيبك ما أصابــك .. أرجوك سامحني ،
ليرتاح ضميري .
نظر الرقيب لسامر منتظرا منه إجابة، لكن الفتـى قال للرقيب و هو يمد
يديه له و يقول: اقبض عليّ، فأنا من كان سيقتل ذلك الرجل،
نعم انه أنــا.
و أردف قائلا: كنت سأقتله لكنّ هذا الفتى أوقفني،
(( و أشار لسامر )) و تابع قوله :
هذا الفتى منعني من ذلك ، صدقوني ، بصمات أصابعي على ذلك المسدس
أيضا.
فنهض الأستاذ بغضب و اتجه يضرب الفتى، حتى أوقفه سامر
بعد أن قال بجدية امتزجت فيها الحدة: دعـه و شأنه، فالرقيب هنـا.
نظر له الأستاذ بصدمة .
فقيـّده الرقيب و قال له بجدية: سنتحقق من كل شيء في قسم الشرطة.
و في هذه الأثناء كان شرطي قد دخل الغرفة بعد أن أدى التحية العسكرية للرقيب
و قال :
سيــدي إليك التقـرير..
فقال الجميع ما عدا الرقيب و الفتى: تقــرير !!
اقترب الرقيب و أخذه و قال: انه تقرير للبصمات الموجودة على المسدس
و هناك ثلاث أنواع، اثنان نعرفها، و هما لسامر و الأستاذ
و الثالث لا نملك كشفا لصاحبها أو حتــى ملف.
فألقى بناظريه على الفتى و قال له: هيا بنا إلى القسم.
أخذ رجال الأمن المتواجدون في هذه الأثناء الفتى و وضعوه بسيارتهم الخاصة ،
أما سامــر فارتدى قميصه الممزق و المرقع بالدماء من كل جانب .
و انصرف برفقة الرقيب و ابنته، و الأستاذ ركب سيارته وحده.
.
.
وصل الجميع لقسم الشرطة ،
و بدأت التحقيقــات حول الفتــى، حتى تم مطابقة البصمات و بالفعل هي بصماته،
و حاولوا معرفة سبب إقدامه على فعل مثل هذه الجريمــة،
فأجابهم بصدق أنه ليس له علم غير أن هنالك من أحضر له
حقيبة بها أموال مقابل قتل ذلك الشخص، و أنهم أخبروه بأنه رجل
مجرم و قاتل أيضا ، و طلبوا منه تخليص العالم منه .
.
.
فانقض عليـه سامر الذي كان يجلس قبالته في غرفة التحقيقات ،
و أمسكه من تلابيب قميصه و شده بقوة و قال له بعد أن حاول تحمل
ألمه بنبرة منكسرة : هل هذا العمـل الخيـّر الذي وجدته ؟
هل هذا ما وجدته حقـا ؟
كيف تقدم على مثل هذا العمـل ؟ من تحسب نفسـك ؟
لست من يصنع العدالة هنا أو يشرّعها يا رجل ..!!
هـزه سامر بقوة و هو يكاد يذرف دموعه على حال من أمامه فأردف قائلا
بخفوت :
أنا آسف ، فيبدو أن نصيحتي هي السبب !
فرد عليه الفتى و قال له : لا تعتذر ، فأنا من أوصلك على هذه الحال ؟
فقاطعه سامر بوضع شيء في قبضة الفتـى و قال له بخفوت:
لقد.. سقطت منك ..
فتح الفتى قبضته و أدمعت عيناه فورا بعد أن رأى تلك القطعة من النقود
في يده،فقال لسامر بامتنان : لن أنساك أبدا ما حيـيت ، صدقني !
عاد سامر و جلس مكانه و التفت عنه، فقال الرقيب بجدية و خاصة بعد أن انكشفت ملابسات
القضية : و الآن نتائج التحقيــق .
أنصت الجميـع باهتمام ، فقال الرقيب مكملا كلامه :
خرج سامر من هذه القضيـة بـــبراءة، و الفتـى الذي تبيّن لنا أن اسمه
هو "سامي" سيعاقب بالحبس لمدة أسبوع فهو أقدم على فعل جريمة و
كان أداة فيها ليس إلا، أما بالنسبة للأستاذ "فـريـد" معلم العلوم النفسية
في الثانوية، فهو أولا يديـن بحياته للشاب سامر، و ثانيـا سيقفل
ملف هذه القضية، على أن يفتح ملف آخــر للسيد فريــد كوننا علمنا أنه
مطارد من قبل أحدهم لسبب لا نعرفه و ربما يعرفه هــو.
فتنهد الأستاذ فريد و قال بخفوت: يا الهي ! مصيــبة كبرى .. !!
.
.
و أنهى كلامه بقولــه: فلتنصرفوا !!
و اتجه نحو سامر الذي كاد يغادر لولا أن أمسك الرقيب بذراعه بعد أن قال له :
اتبعني .
تبعه سامر بلا مناقشة ، حتى وقفا أمام الأستاذ فريــد و استهل
الرقيب الحديث بقوله :
سيد فريـد أظن أنك نسيت شيئا قبل أن تغادر ، فأنت تدين لهذا الشاب
بمعروفه عليك .
أشاح السيد فريد بوجهه و قال ببرود : اطلب ما تشاء ، مال ، أو حـتــ...
فقاطعه سامر قائلا : أريد .. طلبا واحدا فقط .. إن كان ممكنا..
تنهد الأستاذ فــريد و قال : و ما هــو ؟
فقال له سامر و الرقيب يراقبه باهتمام : طلبي هو أن تكون على قدر مسؤوليتك
في التعليــم .
نظر الأستاذ فـريد لسامر باهتمام و فهم المغزى تقريبا، ثم قال له بإعجاب:
و ماذا تقصــد ؟

بينما نظر سامر بعينين حادتين قائلا : يعاني الجميع بسببك حضرة الأستاذ المبجل ،
من عصبيتك الزائدة ، أسلوبك في التعامل ، نظراتك الحادة بلا سبب ،
تدميرك للممتلكات المدرسية كالـ 45 سبورة ، و كذلك تدخل بلا شرح و تخرج كذلك ،
ألا ترى الكره في أعين الطلاب لك ؟ صدقني أنا لم أكرهك و لن أفعل ذلك أبدا ،
إلا أنك تثير التساؤلات حقا ، لماذا تفعل شيئا بل أشياء كهذه ؟
فأجابه الأستاذ فـريد بخفوت : هل هذا طلبــك ؟ اعذرني فهو سيتأخر حتى تحل مشاكلي الشخصية .
فقال له سامر معاتبا : إذا فلتأخذ إجازة لنفسك حتى تحل هذه المشاكل ،
و اتركنا برعاية أستاذ غيرك .
فرد عليه الأستاذ فريد بعفوية : لكنني أحب المدرسة ؟
سامر بجدية: إن المحب لمن يحب مطيــع ، أنت تعاكس هذا البيت من الشعر
تماما، فلو أنك تحب المدرسة حقا لعملت بمبادئها.
++ كان سامر يتحدث بأسلوب لفت انتباه الرقيب و أعجز الأستاذ فريد عن
الرد ++
سامر و هو يكمل : هل ترى هذا صعب المنال ؟ أليس هذا واجبك ؟
أخبرني ما ذنب أولئك الطلاب الذين يحضرون المدرسة و هم متعبون،
فمنهم المريض و منهم المرهق، أنت لا تعلم ما هي أحوالهم المنزلية،
هناك من لا أب له و لا أم و لا حتى نفقة، يعمل فقط ليحضــر أستاذا
يعلــّمه و لا يهتم إن فهم الشرح أم لا، فهو يعمل بوقت محدد،
أما أنت فأستاذنا نحن ، ملكنــا فقط ، لماذا لا تسعدنا ؟ لماذا ؟
لماذا لا تحاول فتح حوار بينك و بين الطلبة ، صدقني ستلاحظ الفرق ،
مادة العلوم النفسية رائعة ، و تريحنا من همومنا ، حقيقة أنــا ..
أنا لم أجد فرصة كهذه كي أفاتحك بالموضوع ، هذا طلبي فقط ، أرجوك .
.
.

اتسعت حدقتا عيني الأستاذ عجبا ، و تعجبا ، و كذلك الرقيب .
صمـت سامر بعد أن علم أنه أطال بالحديث قليلا و غادر المكان
لولا أن قال الأستاذ فــريد: انتظـر يا سامــر !!
التفت سامر بمكانه فقال الأستاذ فـريد بارتباك : هـل .. هل سيتقبلونني إن تغيـّرت ؟
ابتسم سامر و هز رأسه إيجابا ، فسأل الأستاذ مجددا : و هل سيتقبلون أخطائي
ألن يؤثـر ذلـك .. ؟
فقاطعه سامـر بجدية : حتى القرود تسقط من الشجر يا أستاذ !
(مثل ياباني بمعنى : حتى الخبير بالشيء يخطئ)
ربـــّت الأستاذ على كتفي سامر و قال له بأسف : اعتذر يا بني ، أظنني .. أنا ..أخطأت ..
ابتسم سامر ابتسامة باهتة و قال ببرود :لا بأس عليك ، كلنا نخطىء ...
الرقيب بسعادة و مـرح:
إذا إلى المدرسة يا رفاق ؟ فابنتي قد تكتب في سجل الغياب و هذا لا يجوز بعائلة الرقيب.
.
.
انصرف الجميــع نحو سياراتهم، و اصطحب الرقيب ابنته و سامر أيضا.
الرقيب و هو يقود: هل ستغيّر ثيابك يا بني ؟
نظر سامر لنفسه و قال بمرح: لا أعتقد ذلك، فهو الأول و الأخيـر الذي أملكه.
فقال الرقيب بمرح: بالمناسبة، كنت رائعا و جريئا أيضا يا سامر قبل قليل.
فأجابه سامر بهدوء : لن تستطيع إمساك صغير النمر إذا لم تدخل عرينه.
ثم أردف قائلا: و معناه أنك إذا لم تكن جريئاً لن تحصل على شيء،
و أتمنى أن نحصل على شيء من الأستاذ.
أدار رأسه ناحية النافذة و بدأ يتأمـل ما حوله ..
ابتسم الرقيب و قال بداخله : "فتـى نادر ، لن نرى مثلك أبدا "
ثم سأله بتلهف: و لكن لم اخترت طلبا كهذا، لم لم تطلب المال مثلا.. ؟
فأجابه سامر بهدوء و هو ينظر من النافذة : أحب مصلحة الجماعة ،
ثم أن ترى الشيء الصحيح ولا تقدم عليه يعبر عن افتقارك للشجاعة،
فقد رأيت بأن الصحيح هو هذا الطلب لا غيـر ، و لم أتوانى بذلك .
.
و مها كانت صامتة طوال الوقــت ،
تتأمل سامر تارة و إلى حديثه تارة أخرى .
.
.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 06:48 PM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


.
.
وصلوا إلى المدرسة أخيــرا ، فتوجه الرقيـب ليدخل بصحبتهما
إلى المديـر ،
لكن وصول الأستاذ فريد عرقل دخولهما فقد أصــر على اصطحابهما
بدلا من الرقيب ،
و فلح بذلك ، بعدها توجهوا لمكتب المديـر ، و عندما دخلوا بعد أن استأذنوا ،
صرخ المدير بغضب طفيف : و أخيرا يا أستاذ فريـد ، لقد سببت لنا مشاكل كثيرة
و خرجت .
فانحنى الأستاذ فريد و قال بأدب : أرجو المعذرة ، لكن اسمح لنا بالتحدث عن ذلك لاحقا ،
فأومأ له المدير بالموافقة ، و خاصة بعد أن رأى سامر بتلك الضمادات ،
فتقدم باتجاهه و سأله باهتمام : ما بك يا بني ؟ ما كل هذه الجروح ؟
نظر الأستاذ فريد لوهلة لسامر ثم أشاح بوجهه بعيدا بحزن ،
قلقا من إجابة سامـر ، الذي قال بهدوء : لـقد كادت تصدمني
سيارة و الأستاذ فريد أنقذنـي .
فالتفتت مها نحوه باستغراب و كذلك الأستاذ فريد، و الذي لا يزال يعجب بسامر
ثانية بعد ثانية ،
فقال المدير : حمدا لله على سلامتك بني ، من الجيد أن الأستاذ فريـد كان معك ..
فشطبوا بعد ذلك أسمائهم من الغياب و توجهوا نحو صفوفهم ،
طرق سامر باب فصله بأدب، فالتفت الأستاذ نحوه و قال له بدهشة
من شكله و ملابسه : تــ .. تــففــ .. تـــفضل يا بني ..!
لم يكن الأستاذ هو الوحيد الذي دهش بل و الطلاب أيضا ،
كانوا يتهامسون حول سبب إصابة سامر هذه.
جلس سامر على يمين حمزة و قال له بخفوت: مـرحبا !!
ابتسم حمزة بوجهه و قال له بخفوت أيضا: أهلا بك ..
و عاد الأستاذ لشرحه : و عندمــا نضيف رقم ثمانية هنا ،
بالتأكيد سيتغيـر الرقم ، فعندما نقسمه على ناتج الضـرب و ...
حتـى انتهت حصة الحساب ،
و أتت الحصة التي يحبها الجميــع، و هي حصة السيد أكــرم معلم العلوم و الأحياء
دخل و ألقى التحية على الجميع و هم فعلوا ذلك أيضا،
ثم سأل سامر بفضول : حمدا لله على سلامتك يا سامـر ، ما سبب إصابتك؟
أجابه سامر بهدوء : حادث بسيط ، أستاذ أكـرم !
فقال الأستاذ أكرم بمــرح : آهــا ، ..
فضحك الطلاب على طريقته في الكلام ،
و بدأ يشرح درسه بعد أن كتب على السبورة العنوان و قال بجدية:
العنوان كما هو مكتوب على السبورة "ما هو الإسفنج؟" .
و أردف قائلا بمرح : أتساءل عن الإجابة ؟
و بدأ يشير بإصبعه عشوائيا و هو يقول:
أمممم ! من هو سعيـد الحظ الذي سيجيب عن سؤالي ؟
( طبعا الطلاب متوترين بشدة ) >>>>>>>>>يعني صــف كسالى هههه
فقال الأستاذ أكرم بخبث: لنجرب سؤال طالبنا الجديـد "سامر بـدر"
ثم أردف قائلا بمرح: و طبعا جاوب و أنت جالس، لأننا نهتم بصحتك.
كتم الطلاب ضحكاتهم بينما قال سامر بجدية :
الإسفنج حقيقة ما هو إلا حيـوان بحري .
ثم ّ صمت فابتسم الأستاذ و صفق لسامر بمشاكسة و قال:
أحســنت يا بني، إجابة صحيحة.
ثم اتجه نحو السبورة و كتب ما قاله سامر
الإسفنج حقيقة ما هو إلا حيـوان بحري
و التفت و هو يقول: هل انتبهتم للكلمة التي تحتها خـط ؟

هز الجميع رؤوسهم إيجابا ، فتابع الأستاذ قوله :
أريـد منكم تفسير هذه الكلمة .
فأجابه أحد الطلبة قائلا: أستاذ، بما أن سامر هو من قالها، فلم
لا يفسرها، فلا أظن أن أحدا منّا حظّر هذا الدرس.
هز الأستاذ رأسه و هو يكتف يديه و قال: معك حق يا هيثم ، كله من علاماتكم .
فأشار لسامر أن يفسرها، و لم يمانع سامر حيث قال بثقة:
ذكرت كلمة حقيقي، لأن الإسفنج الذي نشتريه من المخازن في هذه الأيام
و نستعمله في تنظيف المطابخ ، ليس أسفنجا حقيقيا بل هو
مادة مصنوعة من مواد مركبة و هو يظهر و يعمل كالإسفنج و يبدو أنه مفيد جدا.
نظر له الطلاب باندهاش بينما
ضحك الأستاذ و قال لسامر بسعادة: لو لم تكن متعبا يا عزيزي، لجعلتك
تشرح الدرس بدلا مني ، فمعلوماتك وفيرة جدا ، و أظنك تجاوزت ما بالكتاب
قليلا حسب ما أرى .
ثم أردف و هو يتجه ليكتب على السبورة قائلا بهدوء:
بالتأكيـد والدك فخور بك يا بنّي، أتمنى أن يحظر اجتماع أولياء الأمــور قريبا.
نكّس سامر رأسه بحزن واضح و قال بداخله :"سيكون فخورا بي ، لـو كان هنا "
و هاهو الأستاذ أكرم يسأل مجددا: من هو الرجل الذي أثبت أن الإسفنج حيوان،
بعدما كان العلماء متفقين على أنه نبات ليس إلا ؟
فرفع حمزة يده و قال : أستاذ !!
سمح له الأستاذ فأجاب قائلا : بيت هوفن ..
نظر الأستاذ له بغباء و الجميع فعل ذلك أيضا ، و هو ينظر لهم بتوتر ،
فقال بارتباك : مــاذا ؟
ربّت الأستاذ على كتفيه و قال له : لا تقلق ، سأخبر أستاذ الموسيقى بأن يرفع درجاتك.
فهم حمزة أن إجابته خاطئة فقال : إذا انه كولومبس بلا شــك ..
فصرخ الأستاذ: حمزة، كفاك لهوا... لم قـد يقضي كولومبس وقته في مراقبة
الإسفنج بينما اكتشفت أمريكا على يديه ؟
فهــزّ حمزة كتفيه و قال بتوتر: أمم ! لا أعلم يا أستاذ .
تنهد الأستاذ و اتجه يكتب اسم هذا الرجل ليريح نفسه و أنفس الطلبة أيضا.
حتى قاطعه ســامر قائلا ببرود : ( روبرت جــراند )
توقف الأستاذ عن الكتابة و التفت ينظر لصاحب الإجابة و قال:
كان عليّ أن أعلم أنه أنت يا ســـامر، كان عليّ ذلك حقــا !!
جلس على كرسيه و قال باهتمام: من أنــت يا ســـامر ؟
أجابه سامر ببرود : أنــا ســــامر !
فرد عليه الأستاذ قائلا: كيف علمت باسمه يا رجــل ؟
ارتبك سامر فكذب بقولــه : قرأت الـدرس ..
فقال الأستاذ بصوت مرتفع : اكتبــــوا ما على السبورة يا شبــــاب .
ثم ابتسم و اقترب من سامر و همس له بخفوت: لم يذكـر اسمه في الدرس،
لا يليق بك الكذب .
نظر له سامر بقلق، ثم قال له بخفوت: لم تترصدني هكذا، صدقني في المرة
القادمة لن أجيب على أسئلتك أبدا .
حمزة بداخله باستغراب : " يترصد !! من ..؟ لكن .. لكن ..انها مجرد اجابة !!.."
ابتسم الأستاذ و همس له مجددا : ستأتي معي في الفسحـة إن لم يكن لديك مانع !
زفــر سامر بقوة و قال له ببرود : لا بأس .
و عاد الأستاذ لمكانه ، و قال منبها بجدية :
أحبائي ، أرجو أن لا تنسوا الإجابة على السؤال المكتوب أمامكم فهو
واجــــــــب .
أجابه الجميع باحترام : حــــــــــــــاضر أستاذ أكرم ..
و انتهت حصته و جاءت التي بعدها
و هي أبشع الحصص لدى الطلاب.
صرخوا بتململ شديد : أووووووه الأستاذ فريد قادم .
فقال له آخــر : بل عفريـــت .
فقال آخر: ألا ترون أنه وسيم و يزداد وسامة يوما بعد يوم .
فقال له أحدهم باستهزاء: آه، نعم نعــم ، و خاصة حينما يقطب حاجبيه
نظر لهم سامر بينما سأله حمزة: لم لا تنقل نفسك إلى صف آخـر؟ لاسيما
و أن بعض الأساتذة قد تـرصّدوك كما تقول.
فأجابه سامر قائلا و هو يضع كتب المادة على الطاولة: لأنني أريد الأستاذ فـريد.
نظر له حمزة باستغراب و قال متعجبا و هو يرفع أحد حاجبيه : أنت تعلم أنه لن يدرسنا فلم تخرج كتب مادته ؟
ابتسم ســامر و قال بهدوء: الأحوال في تغــيّر دائم يا صديقي .
و سمع الجميع خطوات الأستاذ فريد القوية تقترب منهم، فعادوا لأماكنهم،
و جلسوا بانتظام .
.
.
و عندما دخل الأستاذ فريــد، و خارق الوسامة كما يسميه الطلاب ، للفصل ،
وقف الجميع ليلقوا عليه التحية ، أما هو فوقف أمام طاولته المخصصة
له في زاوية الفصل و نظر لهم بهدوء ، فقال الطلاب بخوف: أستاذ لقد
نسخنــا الجملة ألفي مــرة، و اتجهوا يضعون الأوراق على طاولته،و هو ينظر لهم بصمت
بينما قال أحد الطلبة بقلق : أرجو المعذرة أستاذ لم .. لم أنسخ إلا ألفا و خمسين
مرة لأني كنت أساعد والدي، فنظر له الطلاب بإشفاق خشية من قرار المعلّم.
هنا تذكر الأستاذ فـريد جملة سامر
" فمنهم المريض و منهم المرهق، أنت لا تعلم ما هي أحوالهم المنزلية "
و الجميع ينظر للأستاذ الذي لم ينطق ببنت شفة ،
أما سامر فقد نظر له نظرة مختلفة ، و كأنه يقرأ أفكاره ،
فبادله الأستاذ النظرة ، و كم كان قلقا من قراره الصائب ، فتنهد و
أمسك قلما ثم كتب عنوان الدرس بينما الذهول يعتلي وجوه أولئك الطلبة.
و عاد يجلس و هو يقلّب أوراق النسخ أمامه فقال بهدوء: اجلسوا..
ففعلوا ذلك باستغراب شديــد ، و تابع هو كلامه قائلا بعفوية :
فلتخرجوا دفاتركم، حقيقة درسنا اليوم مشوق جدا،
سأشرح أول درس مقرر عليكم .
فقاطعه هيــثم قائلا: لكننا المفروض في الدرس الثالث عشر الآن.
فأغمض الأستاذ فريد عينيه و قال ببرود : لا تقاطعني من فضلك .
فأخفض هيثم رأسه و قال : أنا آسف ..
الأستاذ فريد : اجلس .
جلس هيثم بارتباك ، و قال الأستاذ بهدوء :
سأبدأ الشرح منذ البداية، و كأننا في أوّل العام الدراسي، و
سأحاول أن ألحق بالدروس حتى نجاري بقية الفصول،
و سنناقش جميعنا هذه الدروس، و بالنسبة للنسخ فسأضاعف درجات
الجميع، فقد كان القصور من طرفي و ليس منكم لسبب شخصي.
فرح الطلاب كثيرا و الأستاذ فريد بدأ بمناقشة درسه
بحرص، - كما أنه يحب مادته – و اهتمام واضح،
فكان يشرح و هو يتمشى بثقة بينهم و يأخذ برأي هذا و ذاك ... و مضت
الحصة على غير طبيعتهـــا .
حتى حان وقــت الفسحة، شعر سامر بقلق قليلا لأن الأستاذ أكرم طلبه
لكنه تحمــّل و ذهب إليه و هو يتمتم : لم و لن أرتاح لهذا المتبجح !
لن يعرف شيئا عني مهما فعل ، هه !
.
.


انتهى الجزء على خيــر ،
لكن ماذا يريد الأستاذ أكرم من ســامر ؟
لا تتساءلوا كثيرا، فالجزء القادم هو من سيجيبنا !!
<<< ما اعطيكم فرصة هههههه ..





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 06:51 PM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



غروب بألوان الطيف 8
.
.
بالتأكيــد كلنـا يعرف أن آلام الجسـد
أهـون من آلام الضميـر، disappointeddisappointed
و أراهن على أننــا كلنـا تهون علينـا شتـى أنواع الجروح ،
و رغم أننــا ندفع الأموال الطائلة مقابل شفاء أجسادنا منــــ
مرض مـا و من آلام تقـطـّعنا أشلاء، إلا أننــا نرضى بهـــــا
مقــابل أن لا يتألم ذلك الضمـير الكائن بداخلنـا ، فلــــــــيس
علاجـه بســهل أبدا ، و ليــــــــــس شفاؤه سريعا بتــــــاتا ،
و لكـن إذا أخطــأنا حقــا فلا يجب أن نتردد في إصلاح الخطأ
قد يكون هذا الإصلاح سبيلا لإصلاح الضميــر المكسور أيضا.
فكــلا الطريقيــن يؤديــان إلى رومـــــــــــا .
و لنعلم أن الألم مصاحب للسرور ، فمادام هنالك سرور ،
سيكون هنالك ألم ، و مادام هنالك ألم فهنالك سرور .
.
.
ضجة و ضجيج و إزعاج و عجيج، هـرج و مـرج في أحشاء تلك
المدرسة الثانوية ، بالأخص ذلك الجناح الذكوري ،
جنــاح الفتيــان، كيف لا و هم في الفسحـة الآن.
فالبعض يخرج كل طاقته المكبوتة فيها،
حتى لو كان ذلك الكسول و المنطوي بالفصل، بالتأكيد في الفسحة
يحدث العكس، و شيء بديهي، ليس الجميـع الجميع !!
.
.
اتجه ذلك الفتى نحو غرفة المعلمين التي دلّه عليها أحد
زمـلائه في الفصـل.
طرق بابها بأدب و دخـل بلا تعبير واضح على قسمات وجهه .
ابتسم ذلك الأستاذ في وجهه و أشار له بالجلوس قائلا بضحكة مرحة:
اجلـس يـا سـامر.
فقال له سامر ببرود : لا أظن أن حديثنا سيطول لأجـلس .
ففاجئه الأستاذ بقوله : أنت محــق !!
تعجـّب سامر بداخله و نجح في عدم إظهار ذلـك و قال له :
لم طلبتني ؟
نهض الأستاذ و الذي لم يكن سوى الأستاذ أكــرم و أعطاه كتابا يخص المادة .
فأخذه سامر و قال بهدوء: ما هذا ؟
ابتسم الأستاذ أكرم قائلا بدعابة: انه كتــاب.. !!
زم ّ سـامر شفتيه و قال: أعلم أنه كتاب، لم طلبتني ؟
تقدّم الأستاذ أكرم منه و فتح الكتاب على صفحة معينة و أشار بسبّابته
على العنوان قائلا: انظر، طلبتك لأجل هذا، انه درس الإسفنج،
الدرس الذي شرحته قبل ساعة تقريبا .
غضب سامر و وضع الكتاب على المكتب و هـمّ بالخروج غير أن الأستاذ أوقفه
عندما وقف بينه و بين البـاب، و رفع حاجبيه بصمت.
أشاح سامر بوجهه بعيدا و قال بخفوت: أبتعد، أريد أن أخرج.
حرّك الأستاذ رأسه نفيـا و قال : أبدا ، ليس قبل أن تجيبني على أسئلتي الـ ..
فقاطعه سـامر بصوت مرتفع frown طلـبـــــــك مـرفوض ) .
الأستاذ أكرم بخفوت: أنت طالب جديـد هنا، لم تأخذ كتبك حتى الآن،
و فوق ذلك شرحت لي معلومات لم تكن موجودة في الكتاب.
حـدّق سامر بعيني الأستاذ و قال له بحدة: و ما العجيب في هذا ؟ قرأت ذلك
في الشبكة العنكبوتيـة .
ابتسم الأستاذ بخبث و قال: لم كذبت عليّ منذ البدايـة إذا.. ؟ لماذا ؟
صمت سامر و لم يعرف ما يقولـه، فأكمل الأستاذ قائلا:
أنا مهتم بـأمرك كثيرا ، أعجبتني يا سـامر.
سامر بانزعاج : و ما الذي أعجبك بي ؟ أنا فتى عادي مثل البقية .
فهـزّ الأستاذ رأسه نفيا قائلا: أبدا، أبــدا لست كذلك، فيبدو أنك قد درست خارج
هذه البلاد العربية، لنقل أمـريكا، أو ربما أوروبـا.
فصرخ سامر غضبا: و ما المثير في الدراسـة خارجــا ؟ لست الوحيد الذي درس هناك !
فقال الأستاذ بخبث: إذا فأنت قد درست خارجا كما توقعـت.
زفـر سامر بقوة و قال: اكتفيت.
ابتعد الأستاذ عن الباب و قال: صدقني سأعرف سبب تصرفاتك هذه.
جلس و أردف قائلا: في الحقيقة ليس هذا ما طلبتك لأجلـه.
التفت سامر بلا كلمة ، و تابع الأستاذ و هو يخرج ورقة مــا :
هنالك مسابقة علميـة في مادة العلوم و الأحياء و كم أتمنى أن
تشــارك بهـا، فمـا رأيـك ؟ كما أن الفائز فيها سيحصد مبلغا ضخما ..
أمسك سامر مقبض الباب بغضب و قال ببرود : لن أشارك .
ضحك الأستاذ بقوة و قال: كمـا توقعـت تماما، يمكنك الانصراف يا بنيّ ،
لكن تذكر ، خلال أسبوع يمكنك مراجعه أمرك و الموافقة عليها .
ثمّ أردف : و تأكد أنني أنتظرك ان غيرت رأيك !!
خرج سامر و اتجه من فوره لدورة المياه،
نزع قميصه الملطخ بالدم و فتح صنبور الماء ليغسله ،
حتى لا يرى عمه أو عمر أي شيء.
و نجح في إزالة البقع و قلـّب قميصه ليتفحصه قائلا بداخله :
" لازالت هنالك بعض البقع الصغيرة ، هه و تلك التمزيقات أيضا "
ارتدى قميصه ببـطء و اقشعرّ جسده قليلا من برودته و غادر.
.
.
فتوسعت عيناه عندما شاهد عمر ينتظره عند باب الفصل،
اختبئ خلف الحائط و قال بداخله :"سأزيل هذه الضمادة التي تلف رأسي ،
سيراها عمر و يخبر عمّي بأني مصاب ، و ستقع على رأس الأستاذ فريد في النهاية"
و أسرع فعلا من تنفيذ خطته،و اتجه إلى الفصل بهدوء و تجاهل عمر و كأنه لم يره
و كاد أن يدخل لولا أن عمـر سحبه من قميصه من الخلف.
و قال له بغضــب : سامر ، لا تتجاهلني .
نظر له سامر بقلق و قال بارتباك :أهلا عمـر ! مـا الأمـر ؟
فقال عمر بانزعاج : كيف تفعل بنا هذا ، لقد .. انك أحمق حقا يا سامر ،
ثم ّ ما به قميصك ممزق و مبلل أيضا .
ضحك سامر باصطناع و قال : ههه لقد سقطت على بعض الطين في الفسحة و ..
فقاطعه عمـر باستغراب : و هل تريدني أن أصدق قصتك ؟
عندها تغيّرت نظرة سامر للـجد و قال ببرود : إذا سأخبرك بالقصة الحقيقة
في المنزل ، لكـن ساعدني أولا .
عمر بارتباك : أســاعدك ، في مـاذا ؟
سامر بجدية: سأذهب قبلكما إلى المنزل، لن أركب مع عمّي اليوم ، أرجوك أخبره
أنني ذهبت قبلكما .
عمر بانزعاج: و لماذا كل هذا ؟
سامر : سأخبرك لاحقــا ، أرجوك .
زمّ عمر شفتيه و قطـّب حاجبيه قائلا: حسنا هذه المرة فقط، و هذا غداءك أعدّته أمي لك .
ابتسم سامر و قال له : شكـرا لك يا صديقي .
و انصرف لفصلـه، بينما اتجه عمر لفصله هو الآخـر و هو يحادث نفسه
قائلا بتعجب: صديقي، هل نسي أنني ابن عمـّه قبل ذلـك ؟
.



و في الجانب الآخــر ، حيث جناح الفتيات .
كانت مهــا صامتة طوال الوقـت ، لا تجيب على أسئلة المعلّمة ،
لا تتناقش مع الطالبات ، أو حتى تتحادث مع زميلاتها كالمعتاد ،
كان كل ما يشغل بالها هـو ذلك الفتى ســـــامر.
.
.
قاطعت أفكارها اقتراب معلمة اللغة الفرنسية منها ،
فرفعت رأسها المنكس بوجه المعلمة الغضوب و قالت
بارتباك: ما الأمر معلمتي ؟
تنهدت المعلمة و قالت بحدة: (مــهــا)، تعلمين أنك إحدى أهم فتياتي في الفصل
فأنت متميزة دائما، تناقشينني و تحاوريني و حتى تسألينني، ما بك اليوم ؟
فنهضت مها بقلق و قالت بتوتر: آســ .. آسفة، أنا متعبة قليلا.
ابتعدت المعلمة عنها و هي تقول بجدية: هذا واضح حقــا.
فقالت مها بداخلها بحزن : " كله بسبب سامر هذا ، لا أعرف لم ورطت نفسي معه"
.
.
مضت بقية الحصص بهدوء، و كالأيام العادية تماما،
أستاذ يدخل، أستاذ يخرج، أستاذ يدخل، أستاذ يخـرج وفسحة تفصلهما و هكذا،
حتى بلغت نهايـة هذا الدوام المتعـب .

و مــع رنيــن الجـرس ،
انصرف الجميـع نحو بيوتهم ملتهبين بشتى أنواع المشاعر،
منهم، سعيد لأنني أنجزت فروضي، و آخر، تعيس فالأستاذ وبّخنـي ،
و بعضهم متعـب ، و غيره السهارى ، كل انقضى لحالـــه ،
و في الحقيقة الذي ارتاح هو الأساتذة،
ارتاحوا من أولـئك الكسالى ، و غير المهذبيـن ،
و بالتأكيد مشتاقين لذوي الفطنة و الدهاء و الأدب.
فلنكــن من فئة المؤدبين نكسب حبهم و رضاهم .
.
.
اتـّجه سامر نحو منزل عمـّه راكضـا لوحده ، و بسرعة هائلة متجاوزا
كل جروحـه و آلامـه .
فقال و هو يركض بقوّة : " يجـب .. أن أصل قبل عمـيّ "
أدار رأســه للخــلف و هو يركض و قال بخفوت :
"أتمنـى حقـا أن ينجح عمـر في تشويش عمـّي و إبطائه قليلا ريثما أصل "
.
.
و بعد دقــائق تصل إلى الربع ساعة، وصل سـامر للمنزل، و بحركة جنونية نزع حذاءه
و فتح الباب بآن واحد، متجها نحو غرفته في الطابق العلوي،
دخـل الغرفة و هو يلهث من الركض ، و فتح خزانته و أخرج بنطالا أزرق اللون ،
و قميصا أسود عليه نقوش حمـراء،
دخل لدورة المياه و أخذ حمـّاما سريعا مدته لا تتجاوز الدقيقة ،
و خرج يرتدي ملابسه >_< .
جلس على أريكـة صغيرة في غرفته و أخذ نفسا عميقا،
و قال و هو يجفف شعـره الأسود اللامع بخـفوت: حمدا لله أني وصلت قبلهما،
شكـرا لـك يـا عمـر.
نهض من الأريكة و أغمض عينيه متألما و هو يضع يده على رأسه،
يبدو أن لإزالة تلك الضمادة تأثير عليه، نظر بضعف للمـرآة أمامه،
و قال و هو يتمالك نفسه: أنــا بخـير، لابد و أن هذا الصداع سيزول.
و فجـأة يدخل عمـر ليجد سامرا على وضعيته السابقة فيقترب منه بقلق: سامر، ما الأمـر ؟
فيقول سامر باصطناع مخفيا ألمـه: كنت ألمس شعري أتحسس إن جـفـّ أم لا !
ثم أردف قائلا: كنت أريد مشـطا، فلم أجده هنــا.
اتجه عمر للطاولـة و أخرج مشطا من أحد أدراجها و قال باستغراب:
بدوت لي متألما، و لم أكن أعلم أنك تتحسس شعرك يا سامر.
نظر له سامر بصمـت ، ثمّ أخذ المشط منه قائلا ببرود : كنت كذلك حقـا .
تنهـد عمـر و قال: لا فائدة ترجى منك يا سامر، لا فائدة.
وقف سامر أمام تلك المرآة الطويلة و بدأ يمشط شعره،
و قال ببرود : كيف استطعت تأخيـر والدك ؟
تمـدد عمـر على سريره بتعب و قال بضحكة قصيرة :
بصراحة، لقد كاد يجـنّ، أخبرته أن منزلنا بحاجة لبعض الطلبات، و كلّمـا أحضرنا
شيئا قلت له أنه لا يكفي و أننا بحاجة للمزيـد، كان يدخل للجمعية و يخرج
مـرارا و تكـرارا ، ههههههه .
ابتسم سامر ابتسامة باهتة و قال بهدوء: لقد عـذّبته..و ماذا لو عرف أننا لسنا بحاجة
لتلك المشتريات.
توقف عمـر عن الضحــك و قال بخوف : هذا مــا نسيــته تماما .
و لـم يـكد ينهي جملته حتى سمع صراخ والده السيد سامح :
(( عمـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــر أيها المخادع ))
ابتلع عمـر ريقه و قال بقلق : انتهيـــــــتــــ ..... ساعدني سامر !!
رد عليه سامر باستغراب: و هل عمـّي مخـيف إلى هذا الحـد.
هزّ عمـر رأسه: أجل أنت لا تعرفه عندما يغضب، تتغيـر شخصيته بالكامـل.
فقال لـه سـامر و هو يخرج : سأبذل قصارى جهدي ..




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 06:52 PM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



نزل من السلالم بهدوء و دخل غرفة المعيشة و قال :
مـرحبا .
كـان السيد سـامح جالسا هناك، وفي قمـة غضبـه أيضا،
و ما زاد غضبـه هو رؤيته لسامر
المختفـي منذ الصبـاح،.
فقال و هو ينفذ الهواء من أنفه بقوة: أهلا أهـلا بالسيد خفـي .
نكـّس سامر رأسـه بتوتر و قال متأسفا : لم أقصد أن أختفي ، لم أرغب في إتعابك
معي فقـط ، يـا عمـّي .
فقـطّب السيد سامح حاجبيه غضبا: انه لمن الغباء أن تتعامل مع غبي ، و هذا
مثل معروف ، أنا لست غبيـا يا سـامر ، لم خرجت منذ الصباح الباكـر ؟
لم ينطـق سـامر بشيء و ظلّ واقفـا بمكانه ،
فتدخـلت السيدة سمـية و قالت بارتباك و هي تـربـت على كتفي سامر بلطف:
لا بأس عليك يا عزيزي فهو لن يكـررهــا مجددا، أسأله بنفسـك.
فهـزّ سامر رأسه إيجابا و قال : أجـل يا عمـّي ، أنـا آسـف حـقا .
فقال السيد سـامح بغضب شديد : أريـد أن أعـرف فقط سبب هذا الكذب .
فقال سامر نافيا عن نفسه هذه الصفة : أنـا لا أكـذب ، أنـا حقـا لم ..
صمـت و لم يكمل كلامه ، و بدا الحزن جليا على وجهه ،
فأردفت السيدة سمـّية : الغضب لا يفيدك بشيء يا سامـح ، فلتهدأ .
نهض السيد سـامح و اقترب من سامر فـحدّق فيه و قال بـتحد :
إذا بالغ الشخص في الأدب، فاعلم أنه غير مؤدب .
توسـعت عينا سـامر مما سمعه ، خاصة مـن شخص ليس أي شخص ،
شخـص اسمـه عــمّ ، شخص بمنزلة الأب .
فقال بشفتيه المرتجفتـين : أنــا غيــر .. غير مؤدب .
التفت عمـه عنه قائلا بجديـة : فلتعتبرها مـا شئت .
كان عمـر يقف عند الباب بصمت و حزن ، يستمع لما يقوله والده ،
فقال بنفسه :" لا أحب والدي عندما يتحدث بجديـة "
ثم أردف بخفوت : لا أريده غاضبا هكـذا ، سيهلك سامر بالتأكيـد ، سأتدخـل .
.
.
و دخـل و هو يقول برجـاء : أبــي ، ما بك ؟ لقد انقلبـت فجأة .
فحد السيد سامح عينيه و قال لابنه : حسابك عسير أنت الآخــر ،
لقد كـذبـت علــي أيضا بشأن المشتريات .
أنهى كلامه و جلس ،
اقترب عمـر من سـامر و همس له : أرجوك انس ما قاله والدي .
فقال سـامر بهدوء : حسنا سأخبر والدك أنني من طلب منك الكذب .
فصاح عمـر : هــل أنت مجنون ؟
انتبه السيد سامح لهمــا و قال بحدة : بماذا تتهامســان يا بينوكيــو ؟
عمــر : لا ، لاشيء ..
و قال بداخله : " هه ، يا للعار ، أصبحت أنا بينوكيو الكاذب ".
فقال سامر بهدوء: هل تسمح لـي بالانصراف، من فضلك ؟
السيد سامح بغضــب : لا اااااااااا ..
عمر بانزعاج : أبــي ! كفاك ..
فقال والده بغضـب : أعد ما قلــت ..
عمر برعشة في جسده: لا، لا شيء أبــدا ..
السيدة سمــية و هي تصطنع الغضب : في الحقيقة إن زوجي سامح لم يقصد
إزعاجكما ، أو توبيخكما بقسوة ، فقد كان يعني بكلامه أن الكلمات الرقيقة لا تملأ المعدة .
هـزت رأسهـا و هي تغمز لهما بخفية عن زوجها و قالت : فهمتــمـــا !!
ابتسم سامــر ، بينما قال عمــر بصوت مسموع :
أمي تغمز لنا بغير علم والدي ،.. هاهاهاها..
ضربته على رأسه برفق و قالت : كفاك استهزاء يا بنـّي .<<<< يعني ترقع خخخخخ ..
عمر بمرح : إذا هل نذهـب ؟
فقال السيد سامح بقسوة : اذهبا و لأعاقبكما اليوم ، لن تتناولا الغداء .
تنهد عمر و غادر قائلا بندم : هه و كأننــي جائع .
و بهذه اللحظــة أصدرت معدته صوتا قويا، فصـرّ على معدته الخاويـة قائلا :
فضحتنـــي .
ضحك سامر و كذلك السيدة سمية و عمـر ، و كاد ينسى عمــّه ،
الذي ضحك بداخله أيضــا .
فقالت السيدة سمـية و هي تجلس قرب زوجها سامح: هيـّا يا عزيزي سامحهما
لهذه المـرة فقط .
فقال السيد سامح و هو يقلـّب صحيفة بيديه: ما حدث مرتين سيحدث للمرة الثالثة،
عليهمــا أن يتعلمــا هذا الدرس.
و انصرف كل منهما، و قرب الباب سمع سامر السيد سامح يقول لزوجته:
سمـيّة عزيزتي، أوصلي لهمـا الغداء في غرفتهما، و أخبريهما أنك أحضرته
بدون علمــي ، فهمــت .
ضحكت و قالت : هاهاها ، كنت أعلم ذلك ، يكفي أن اسمك ســامح ، مشتق من المسامحة .
ابتسم و عاد يكمل قراءة ما بيديه .
ابتسم سامر و كم أسعده أن عمــّه لا يزال يحبـه ، رغم كل شيء ، و تبع عمـر للأعلى .
أما السيدة سمــيّة ذهبــت للمطبــخ تنفذ ما طلبه.
.
.
في منــزل آخــر ، حيث كان الإزعاج سيــد المكان ،
صرخـت سيدة تبدو في الأربعينيات ، اتضح أنها الأمٌّ هنــا ،
و قالت بصوت حاد : يكــفي يا خالد ، صوت التلفاز مرتفع جــدا .
فـــردّ عليــها خالد الذي كان يجلس أمام شـاشة التلفاز بضجـر:
أوووه ، أمـــــــــــــــي ..!!
فقالت له والدتـه: بنـي ، أنت و إخوتك لا تنصتون إلي ، لا أرى طاعة لي في المنــزل .
أغلق التلفاز و اتجه لوالدته التي كانت تقف عند باب الغرفة،
قــبـّل رأسها و قال بلا مبالاة: ها قـد أطعتك، و مـاذا أيضا ؟
تجاهلته و دخلت قائلة بعصبية: أوســاخ و أوساخ... و ..
++ فحملــت أحد القمصــان المرميــة على الأرض بطرف إصبعها
و هي تضع يدها على أنفها باشمئــزاز ++
ثم أردفــت بانزعاج شديــد: و أوســــــــــــــــــــــ ــاخ، خـــالد أيها القـذر،
متى ستتعلم ؟ متى ستفرحني بنظافة غرفتك ؟ .
اتجه خالد بعدم اكتراث و جلس على إحدى الأرائك في غرفته الواسعة.
أما والـدته فقالت بخبــث: تخافون من والــدكم فقــط، سأخبره عنك و عن هذه
المستقذرة المــسمــاة بــغرفــة .
فنهض خوفا و قال لهــا بهلع : مستحيــل ، أنت لن تفعلي خطوة مجنونة كــهذه أبدا .
ابتسمــت بوسع شفتيها و قالت بهدوء: بــلى.
فدخل في هذه اللحــظة شــاب آخــر و اتكئ على الباب بيده ، حاملا كتبه الجامعيـة
باليد الأخــرى.
التفــت خـالد نحوه و قال بصوت مرتفع: مـاذا أنــت الآخــر ؟
تثاءب الشــاب و قال بمرح: لا شيء، فقد سمعت ضجة و عرفت أن والدتي تقوم
بالتفتيش الصحي المعتاد، هــذا فقــط.
اقتربت منه والــدته و نظـرت إلى يده قائلة بقلق: ماذا حـلّ بهـا يا أمجــد ؟
نظر إليها أمجــد ببرود و قال بابتسامـة : حــرقتها أثناء قلي البيض في الصبــاح .
تنهدت ثمّ خرجت حاملــة تلك الأكوام من الملابس غير النظيــفة ،
متجهـة نحو غرفة الغسيــل في الأســفل.
أمــا أمجــد فقال بهدوء لشقيقه خــالد : هل سمعــت بآخـر الأخبار ؟
خالد باستهزاء: نعم، أمي قامت بتنظيـف الغرفة للمرة العاشرة على التوالي في هذا
الأسبوع.
فدخل أمجد للغرفة و جلس قبالة شقيقه و قال : لا يا أيها الأحمـق !
هل يعقل أنك لم تسمع بما قامت به مــهــا ؟
بدا الاهتمام جليا على وجه خالد الذي يبدو أن الموضوع قد أعجبه حقا، فقال
بانتباه : لا ، و أتمنى أن أعرف .
وضع أمجد كتبه جانبا و قال بصوت خافت: لقد كانت شاهدا على جريمة قتـل.
تعـجـّب خالد و قال: معــقول، مــها أختي أنــا.
فضرب أمجد خالد على رأسه برفق و قال مستهزئا: و أختي أنا أيضا، إنها مها بشحمها
و لحمــها .
فتسـاءل خالد و قال : و كيف علمت بهذا ، بعكسي أنا الذي لا أعلم شيئا ؟
نظر له أمجد بغباء ثم قال : لأنك يا عزيزي لم تتحرك من المنزل .
كـتـّف خالد يديه بانزعاج قائلا : معك حق ، فكل أبواب الوظائف أغلقت بوجهي ،
فقد أمضيت طيلة تلك الأسابيع أبحث عن وظيفة و لم ..
قاطعه أمجد : نعلم ، نعلم يا أخي ، لا داعي للشرح .
و تابع : بصراحة لقد أتيــت برفقتهما قبل دقائق .
خالد بخوف: تعني أن والدي هنــا.
هز أمجد رأسه بخبث : أجــل ، و ينتظرك أيضا في الأسفل .
ابتلع خالد ريقه و قال : من فضلك أكمــل .
أمجد بخفوت: كانا يتحدثان بشأن جريمة مـا و اتهمها والدي أيضا ، أوّل مرة أرى
مهـا غاضبة هكـذا، لو لم يكن والدها لالتهمتــه كلــه .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 06:53 PM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


جـلس الرقيــب أو والـد مهـا في غرفة المعيشة و هو يتنفس بعمق ،
خلع معطفه و قبعته قربه و صاح بصوت مرتفع : خــالــد ، خـــالد .
حتى نزل خالد الابــن الأكــبر و الذي يبلغ الـ24 من عمـره و
قبـّل جبيـن والده ثم جلس قربه بأدب .
فالتفـت والده له قائلا بجدية : هل وجـدت وظيـفة ؟
أجابه خالد : لا يا أبي ، حتى الآن ، فآخـر شـركة قدمـت فيها أوراقي لم
تصلني منها أية إجابة .
زمّ شفتيه و قال و هو يهز كتفيه : و أنــا أنتظر .
تنهد والده قائلا : عليك أن تسرع يا بني ، فأنت تعلم أني لا أحب أن أرى أبناءي
متقاعسين عن العمـل.
حـرك خالد رأسه إيجابا، و قال: لا تقلق فأنا مثلك أحـب العمـل.
فسمع صوت والدته السيدة أمينة و هي تقول من بعيــد بقهــر:
صحــيح، تحب العمــل كثيرا.
و انصرفت و هي تتمتم: غرفة قذرة، و ملابس أقذر، و يريد وظيفة محترمة،
هذا و لم يطلب زوجة حتى الآن، أتــساءل كيف ستعيش معـك ؟ يا الله !!
تـحــسـّر خالد بداخله قائلا : " يا الهي إن بدأت والدتي الحديث فلن تنتهي ،
تخرج كل ما بجعبتها أمام والدي لتفضحني "
فقــال والده السيد جـاسر بتعـب : أرجــوك يا أمينة ، عجـلـّي في وضع الغداء فأنا
متعـب و جائع، و كم أتمنى أخذ قسط من الراحـة.
فقالت له بلطف: انه جاهـز، وضعته على المائدة.
ثم دخلت عندهما و قالت لخالد: بني، اذهـب و اخبر إخوتك بأني وضعت الغداء.
اتجه خالد لينادي إخوته بينما انصرف والده للمائدة .
.
و على المائدة كـان الترتيب كالتالي ،
تقابل كل من الأبويـن و ترأســا المائدة، بينما
جلس كل من أمجد و خالد قرب بعض على الجانب الأيمن ،
و فاتن الابنة الكبـرى أخذت الجانب الآخـر قرب والدتها و ظل مقعد مهــا
فارغا.
استغربت السيدة أمينة كثيرا خلو مقعد ابنتها الصغرى مهـا فقالت :
أيـن مهـا يا خــالد ؟
أجابها خالد و هو يأكــل بنهم: إنها لا تريد، ليست جائعة.
فصرخـت: خــــــــــــــــــــالد !!
رفع رأسه ببطء و أجابها ببرود : نعم .
تابعت أكلها قائلة : بني ، كـل بأدب .
هز رأسه و عاد يأكل بنهم مجددا، فرمقه والده بنظرة جانبية،
جعلته يأكل أفضل من المؤدبيـن.
أنهت فاتن طعامها و غادرت قائلة: شــبعت، حمدا لله..
نظر الجميـع لهـا بهدوء حتى غادرت عن أنظارهم .
فقال خالد متسائلا: أبي، تبدو منزعجا اليوم. >>> يعني يسحب السوالف خخخخ
تنهد والده و قال بحزن: أفواه الناس لا تغلق أبداً يا بنـيّ،
صدمتني ابنتي بتسرعها أمام الناس، لكن ما حدث
لها اليوم سيكون درسا مفيـدا لهـا ، فكما تعلمون
خطأ شخصٍ ما هو إلا درس لشخصٍ آخر.
أمجد بتطفل : هل يعني هذا أن مهـا غير مخطـئة .
تجاهله والده و نهض من المائدة متجها لغرفته لينام .
فلحـقت بـه السيدة أمينة ، تستفسر عمـّا حدث .
.
.
أمــّا مهـا فكانت تجلس وحيدة بغرفتها ، اتجهت نحو نافذتها الواسعة و قالــت
و هي تفتحها بهدوء : لقد كـدت أٌدخلـه السجـن بسبب تسرعي ، لحظة لم أنا مهتمة به
إلى هذا الحد ، فما حدث فات و مات و انقضى ، كــلا لقد حدث قبل ساعات قليلة،
لكــن .. أنا رأيته .. ربما لم أره منذ البدايـة .. هل ما فعلته كـان ..
+ و بقيـت تتكلم مع نفسها كالمجنونة +
حتى قاطعها دخول والدتها الغرفـة ، التفتت مها لها و هي تـشد الستائر بقوة
من شدة غضبها و ندمها فقالت بهدوء : أمي ..!!
ابتسمت والدتها و اقتربت منها قائلة بعفوية : أخبرني والدك بما حدث ،
بصراحة أعجبني ذلك الفتـى سـامر ، انه رجل بحـق ، لكنني أظنه أخطأ باختلاسه النظـر.
فقالت مها بغضب : و هل جـئت تمتدحيــنه و تذمـيني ؟
ضحكت والدتها قائلة : لا يا ابنتي ، من يستطيع خدش درّته المكنونة ، أنت
هي درتي يا مهــا .
هدأت مها قليلا و تلألأت عيناها بالدمـوع و قالت بحـزن :
أنــا... لم ..
فقاطعتها والدتها بطيبــة: أعرف يا ابنتي، أعرف ما توديـن قوله لكن كان عليك أن
تعرفي أن القلب أهم من المظهر .
و أكملــت : لطالما رددنا هذه الجملة، و لطالما سمعناها ، لكــننا نسمع من
أذن و نخرج ما سمعناه بالأخـرى، نقول ما لا نفقهه، و كأننا ملزمون بذلك فقط.
ابتسمت مها بعذوبة و انسدلت بعض خصلات شعرها على وجهها المتورد ، و
قالت و هي تضم يد أمها إليها بحنان: شكـرا لك يا أمـي، كم أحـبـّك.
ضمـتها والدتها بحنان و قالت لهـا بلطف: و أنــا أحبك يا ابنتي أيضا،
أحبكم جميعـا .




و كما أقول " ستتـوسع الأحداث أكـثر
تحليلاتكم و آرائكم حول شخصيات القصـة
.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 06:57 PM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



^.^ غروبـٌٌٌـ بألوانــِ الطــّيــــفِِِِ ^.^ -----> قصة هادفة *.* 9
حـلّ المساء خجلا بحليه اللامعة و البرّاقـة،
بصحبــة البدر المكتمل، و تلكمـٌ النجوم المتراقصـة،
أضيئت مصابيح الحـيّ السكني بخفة ، و خفوت ،
هدوء و سكينــــة، أخـرستا الشارع
إلا من بعض تلك القـططـ التي بدأت تجوالها المعتاد،
فهــا نحن نسمع مواءهـا كل ليلة .
.
.
جلـسا في أحد الغرف الواسعة، و الواضح أنها للدراسـة فيما يبدو،
و كـانا يتجاذبان أطـراف الحديث، فقال الأول و هو يكتب:
هل تعلم يا سـامر أنني أفضّل وقت المساء للدراسـة ؟
فأجابه سامر بهدوء: آه ، ربمـا .
بالتأكـيد عرفتم أن المتحدث في البداية كان عمــر ،
و في هذه اللحظـة دخلت أمل الصغيرة و جلست بينهما و هي تقول بمرح :
أريد أن أرسم معكمــا .
عمـر بضجـر : لسنا نرسم ، ابتعدي يـا أمـل من فضلك .
غضبت أمل و ضربت عمر بطرف قدمها على بطنه و اتجهت لسامر و هي تقول
بتدلل : سـامر عزيزي ، هل تعيرني قلما و ورقـة ؟
ضحك سامر برقـة و أعارها قلمه قليلا و قال بابتسامة باهتة :
هل يعجبك هذا ؟
هـزت رأسها إيجابا و أخذته و بدأت تخـربش و هي تقول بخبث :
أنـا أرسم عمــر لوحده و سامر و أمي و أبي و أنــا معـا.
ابتسم عمـر لدى سماعه لجملتها و كذلك فعل سامـر ،
فغمـز عمر لسامر و قال بفضول: و ماذا أيضـا يا أمـل ؟
فأجابته أمل و هي مشغولة بالرسم: أنت سأرسمك في السجـن،
و سـامر هو الشرطي هههههه .
فقام بمداعبتها فورا، بينما سامر تمعـّن بما قالته قبل قليل " سجـن "
قال بداخله بحزن : " لولاك يـا سـامي و لولا اعترافك الصريح لكنت
خلف القضبان الآن "
فقال له عمـر بسعادة: ألم أخـبرك أن والدي سترتفع رتبته في عمله ؟ أي سيترقى .
ابتسم سامر و قال بسعادة هو الآخر: حقـا !!
فأومأ له برأسه موافقا إياه : أجـل ، و هذا يعني أنه أصبح ذا أهمية كبرى .
نهض سـامر قائلا: جيـد .
عمر باستغراب : إلى أيــن ؟
سـامر بتعب : أشعــر بالصداع قليلا ، أريد أن أنـام ؟
فقال له عمر : لا بــأس ، فأنا سأبقى بصحبة هذه المشاغبة .
نهضت أمـل و قالــت : لست مشاغبة أنــا أمـل .
نظرا لهـا بغباء و قال عمـر : حسنا يا أمــل .
+ و شدد على اسم أمــل +
غادر سـامر الغرفة لينام ، و عمر يتشاجر مع أخته ،
.
.
بينمــا السيد ســامح يجلس في غرفة العمل خاصته ، يحتسي كوبا
من القهوة الفرنسية ، و يمـارس عمــله ،
دخلت عليه زوجته و هي تضع طبق الحــلوى قربه و جلست و هي تقول:
ألم تنته بعد من رسم هذه اللوحــة ؟
فقال و هو يرسم بهدوء : لا يا سمــيّة ، لكـن بقي القليل فقـط .
ثم أردف قائلا بجدية : يمكنك الذهاب للنوم ، أنا سأبقى ساهرا هنـا .
قالت له بتململ : أوووه يا سامح ، هل تبيع راحتـك لأجل لوحات سخيفة ؟
سامح بانزعاج : هذه اللوحات السخيفة هي مصدر النقود التي تنفقينها !!
سميـة بانزعاج أكبر : لقد سئمنـا حقــا ، أرجوك ابحث عن غير هذه الوظيفة المتعبة.
سامح بحـزن و هو يخط بريشته: مع أنك أكثر شخص يعلم بمدى حبي للرسم
إلا أنك أول شخص يعارض هذه الهواية المحببة على قلبي أيــضا.
سمية بامتعاض : أعلم ، لكنك تحب القراءة ، اشغل نفسك بها .
رد عليها سامح بهدوء : سمية ، لن أناقش في هذا الأمـر أبدا .
سميـة بخفوت : سـامح ، أنت تقسو على نفسك فقط .
سامح بغير اكتراث : أخبري عمـر أن لا يتكلّم بصوت مـرتفع ، فصوته يؤثـر
على مزاجي .
سميـة بغضب: صاحب هذا الصوت فتى يسمــى ابنك، أم أنك تفضل لوحاتك
السخيفة عليه ؟
سامح بجدية: أنت تعلميـن أن لوحاتي هذه تعرض في الصحف يوميا، فماذا
سيقول القـرّاء إن وجدوا خطأ بها ، ستفشل الصحيفة .
سمية بانزعاج: فلتفشل، تعلم أن الصحـف لا تجلب غير المشاكل،
يكفي أن شقيقك بدر مات بسبب وظيفته، هل تريد أن تذهـب بسهولـة يا
سامح ؟ هل تـريـد ؟
تنهــد سامح و احتسى قليلا من كوب القهوة الساخنـة ثمّ قال بهدوء :
لقد أحببت أخي كثيرا ، و أحببت كل ما يفعله ، أردت أن أكون مثله
ناجح في شتى أنواع المجالات ، لكنه كان أفضل مني .
صمـت فترة ثم تابع بحزن :دخل في مجال الصحافـة و رفع اسم صحيفته التي
لم تكن معروفة عاليــا ، رفعها بفضل قلمه ، بفضل موهبته ، أصبح اسم
عائلتنا يصدح ، كان كالهواء الذي يعرفه الجميع و يتنفسـه.
فقالت سمـية بحـزن : أرجـوك ، أنت عاقل يا سامح ، بل و أكثر تعقلا مني ،
و تعرف مصلحتك جيــدا، أنا لم أقل لك نكــّس اسم عائلتك ، لكن اختر
الوظيفة التي تناسبك .
نهض سامح و هو يقول بلطف: سمـية، عزيزتي ، على المـرء أن يعمل ما يحب،
و لا يحـب ما يعمـل، حتى يتفنن و يتقن عمله، بل ويدعمه بهواياته .
انصرفت سميـة و هي تقول : لا فائدة منك يا سامح ، أظن أن سامر أخذ صفاته منك .
ابتسم سامح بخفة و أغلق الأنوار و خرج من الغرفة ، متجها نحو
عمــر .
دخـل و اتكئ على البــاب ثم ابتسم و هو يرى ولداه عمـر و أمـل معـا .
فقال بداخـله بسعادة : " حمدا لله على نعمـة الأبناء ، كم أحبكما يا ولـداي "
ركزّ هنـا و هنــاك، ثم انتبه على عدم وجود سـامر، فتساءل قائلا:
عمــر ! أين هــو ســامــر ؟
انتبه عمـر لوالده و قال بارتبــاك و هو ينهض : انه ... انــه نائم.
السيد سامح باستغراب: نــائم !! الوقــت يجري بسرعــة حقـا، و لم أنت مستيقظ حتى
الآن ؟
نظر عمـر لنفسه قليلا و قـال بغبـاء: أنــا !!
تنهد والده و انصرف قائلا بخفوت : انــس الأمــر .
ثم قال و هو يصعد السلالم بصوت مرتفع: أمــل يا ابنتي تعالــي لتنامي.
أمـل و هي تخربش: لا، أريد أن أرسم عمـر.
نظر لها عمـر بطرف عينه و قال ببرود : مسكين أنت يا عمــر .
و جلـس معها يتابع مشاكسته، بينما اتجه السيد سامح نحو سـامر، يريد أن
يطمـئن علـيه .
فتح باب الغرفة بهدوء و استرق النظـر، فشاهد سـامرا نائم، اتسعت شفتيه
بابتسامة خفيفة و قال بخفوت: نومــا هنيئا يا بنـيّ، نوما هنيئا .
أغلق الباب و هو يسمــع سعال سامر القوي فقال بداخله بانزعاج :
" الزكام غالباً يؤدي إلى جميع أنواع الأمراض ، بدا لي متعبا اليـوم "
اتجـه نحو غرفته و قال بخفـوت: لابد و أني قسـوت عليـه كثيرا.
.
.
.
نـزلت مهـا من الدور العلوي و جلست في غرفة المعيشة بضيــق ،
كان الدور السفلي مطفأ الأنوار ، الظلمـة طاغية عليه ،
إلا ضوء المـمر الباهت ،
فقالت بنفسها :" سأسلي نفسي بالتلفاز"،
و فتحته ، و شرعت تقلــّب ما بجعبته من محطات فضائية .
حتى فاجئــها صراخ أحدهم من خلفهــا : BBooooooooooo
قفـزت مها و هي تصـرخ : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ،!!
تلفـتت يمنة و يسرة تبحـث عن مصدر الصرخة المرعبــة ،
بدأت شفتيها ترتجفان بشدة ، حتى سمعت صوتا هـٌمـس بإذنها و هو يقول بخفوت
بشكل مـرعب: مـــها، سأقتلـك..!!
فالتفتت ناحيته فلم تجـد شيئا، فاتجهــت تشعل ضوء المصابيح،
و فعــلت، لتــجد صاحب ذلك الصوت يضحــك عليهــا، فصرخت باسمه منزعجـة:
أمـــــــــــــــــــــــ ـــــــجـــــــــــــــــ ـــــــــــد ! أكــرهك ، أكـرهك ..!!
جلس أمجد على الأريكة و هو لم يتوقف عن الضحك، كتـّف يديه حول بطنه من شدة
الضحـك.
حتى اقتربت منه و شدتـه من ياقة قميـصه و قالت بغضــب: لمــاذا ؟ ماذا فعلــت لك ؟
بدت ملامح الجديــة على وجه أمجد الذي قـال : بصراحة حروق يدي سبب وجيـه .
مها بانزعاج : لــست أنــا ، انه إهمالك ، أيهـــا الأحمــق .
أمجد ببراءة: ليتنــي أنعم بالاحترام من قــبلك يا مهــا.
مها ببرود : قـلت شيئا ..
انصـرف أمجد قائلا بخفوت: انسي الأمــر..
فأوقفته عندما قالت بـخجـل و هي تجلس باستسلام: أمجد انتــظر
ثم أردفت بخفوت : أنـا جائعة .
نظـر لها أمجد بلطـف و قال بخبث: و ما المطلوب مني ؟ تعلميـن أنني لست امرأة لتطهو لك.
مـها و هي تنظر للأرض بخجـل: أعلم ، لكنك طاه ماهر ، اطبــخ لي، أي شيـء.
ضحك ضحكة قصيرة و جلس قربهـا قائلا بمرح : أي شيـء ، أحب أن أراك
خجـلة دائمـا .
نظرت له بانزعاج و قالت : ماذا تقصــد ؟
أمجد بابتسامة : أعني ، أنني أشعر عندهـا أنك فتــاة على الأقـل .
فضربته ببطنه بقوة و نهضـت و هي تقول بعجرفة : هه ، غبي ، أكــرهك .
نظر لها و هو يتأوه من الألـم ، فقال بطيبة : إذا لا تريديـن طعاما .
لم تلتفت له و قالت بخفوت : تحـبون إزعاجي دومـا .. الكل حاقد علي ،
مها مهـا مهــا ، هه .
فرد عليها أمجد بلطـف : لا تكوني متسرعــة يا أختي ، أنـا لم أقصد .
مها بحـزن : لا ، أنـا لست متسرعـة ، بل أنتم ..
ثم صرخت : أنتم من يطلق تلك الأحكام المتسرعــة .
اقترب منهــا أمجد و قال بعفويــة : مها ، أختي ما بك ؟
ثم أردف بابتسامة :إذا لا تريدين طعاما .
نظرت له بطرف عينها ببرود : لا أريـد ، ذهب الجوع .
++ فأصدرت معدتها صريرا قــويــا ++
وضعت يدهـا على بطنها بخجــل ، بينما ضحك أمجد بصوت مرتفع و قال :
هيــا بنــا إلى المطبــخ يا مهــا ، أريدك في شيء .
.
.
تناول أمجد مـئزر الطـبخ و بدأ يطهــو الطعــام ، بينما مهــا تجلس بصمـت ،
فقال لها : مهــا ، هل بإمكاني معرفــة ما يشغل بالك ؟
مها بعدم اكتراث : لا ،ثم لا تنسى أنك قلت بأن هنالك ما تريد قوله لي ؟
أمجد بخــبث : هل سامر مهم لهذه الدرجــة ، حتى تشغلي بالك فيــه ؟
مها بانزعاج : لا تأتي بذكر اسمه أمامي ، انه ... انه .. مجرد ساكن في
مقبرة الماضي ، فهمــت .
نظر لها باندهاش ثمّ قال بهدوء: مهــا، لماذا لا تقولين الصــدق ؟
توسعت حدقتا مها تعجبا فقالت متوترة و مترددة: أنــا، إنني ..
فهم أمجد مشــاعر مهـا جيدا ، و أنها تحاول أن تتناسى ما حدث ،
كان يريد مسـاعدتها ، لكنها تغلق جميع الأبواب بوجهه .
نظر لها بحـزن ، فقال لها بغضــب مصطنع : أنــتـ ماذا يا فتــاة ؟
نظرت له و هي تحرك رأسها نفيا و أخرجت حروفها المقطعة قائلة :
أنــ .. أأأ .. أنـــا لا أعرف .. !!
فأفــزعها عندمــا وضع الطبــق بقوة على الطاولــة ، و أردف قائلا بمرح :
انتهيــت من إعداده ..
نظرت له بصمت ثمّ قالت بقلق : أمجد ، هل حقــا أنــا متسرعـة ؟
أومأ لها إيجابا : أجــل يا مها أنت كذلـك ، أنــا لن أكذب عليك أبدا ،
فأنت متسرعة حقـا ، تطلقين دائما أحكامك بسرعـة .
مها بارتباك : لم تقول لي الصـدق ؟
ضرب أمجد بكفه الطاولـة و قال بانزعاج: مهــا، أنت غريبة اليوم،
كيف أكذب عليك ، أنــا شقيقك و لم و لـن أكذب عليــك أبدا مـا حييت ، فهمتي !!
بدأت مها بتناول طعامها و قالت ببرود : شكـرا على الوجبــة ، يمكنك الانصراف ،
فأخشى أن تكسر الطاولــة بكفك الحديديــة .
صرخ أمجد: تحسدينني يــا مهـا ! ألا يكفي أنني أحرقتها بسببك .
فقالت له ببرود : لكنها كانت عكس ذلـك قبل قليل .
تنهد و انصرف و هو يقول بضجر: ها قد عاد الألم مجددا.
ضحكت مها عليه و مـدّت طرف لسانها بمرح.
ثم قالت بداخلها بسعادة : " شكرا لك يا أمجد ، أنت تخفف عني دوما "
.
.

أنهت طبقها و هي تتأمله بهدوء ، تنهدت بضيق و اتجهت تغسله .
خرجت من المطبخ و شاهدت خالدا في غرفة المعيشة يتحدث
بالهاتف ، و المشكلة في وقتـ متأخر من الليل .
اختبأت خلف الجدار و قالت بداخلها بقلق : "خالد يحادث شخصا في منتصف
هذا الليل "
ثمّ أردفت بمكر : " بالتأكيد هي فتاة "
نكـّست رأسها و قالت بحزن : يجب أن لا أتسرع ، فأنا المتسرعة .
غادرت لغرفتها لتنام ، بينما خالد يتحدث بقلق .
خالد للمتصل بانزعاج : افهميني أنـا ... لا أستطيع .
صمـت فترة ثم قال بتوتر : هل تمزحين ؟ قلت أنا لا أستطيع .
غضــب فجأة و أغلق سمـّاعة الهاتف بانفعال ، ثم
ارتشف ماء من الكأس الموضوعة على الطاولة قربه .
و رمـى بنفسه على الأريكة و قال بانزعاج: فتيات اليوم ، كله بسبب
هذا الكأس من الماء .
حرّك الكأس يمينا و يسارا وضحك بهدوء فقال بتعجب:
هه ، تتصل في أواخر الليالي ، و تطلب مني أن أتزوجها .
تمـعـّن بما قاله ثم ضحك بصوت مرتفع .
حتى دخل أمجد الذي خرج بعد أن أزعجته مها و شاهده يضحك بجنون .
جلس قربه و قال باستغراب : تضحك ؟
نظر له خالد ووضع كفه على وجهه من شدة الضحك .
نظر له أمجد بغباء و قال : مجنون .
صعد السلالم المفتوحة على غرفة المعيشة و هو ينظر لخالد
بطرف عينه .
.
.
.
أفاقت شمس اليوم الثاني بنشاط ، و هي تنثر أشعتها
في كل مكان ، لتزرع ضوءها و دفئها حول
الكائنات .
.
.
استيقظ سامر على صوت منبه الساعة المزعج ،
فمدّ يده ليسكتها لكن عمرَِ أخذها قبله و رماها على
الأرض بقوة حتى تحطــمت .
نظر سامر لعمر النائم على سريره و قال له بذهول :
عمــر !!
أزاح عمر الغطاء عنه و قال و هو يجلس بغضب :
ماذا الآن ؟
اتجه سامر نحو الباب و قال و هو يفتحه ببرود : انس الأمر !
فأنت على غير طبيعتك الآن .
عمر بامتعاض : هه .
و كالعادة الروتين اليومي <<< تعرفونه ، فقد ذكرته سابقا .
و بعد ربع ساعة بالضبط ، أي في الخامسة و النصف .
نزل سامر و عمر إلى مائدة الإفطار .
فوجدوا فيها كلا من أمل و والدها فقط .
جلس سامر و هو ينظر لعمـّه باستغراب و قال :
صباح الخير عمـيّ .
ردّ عليه عمـّه و هو يقلّب الصحيفة بهدوء : صباح النور .
فجلس عمـر و شعره منتثر بلا كلمة .
فرماه والده بملعقة أمامه و قال بحدة : أين تحيّة الصباح ؟
عمر بانزعاج : و منذ متى تسأل عنها ؟
السيد سامح بحزم : منذ هذه اللحظة .
زفـرَ عمر بقوة و غادر المكان منزعجا .
بينما سامر كان يشعر بالقلق ، فعمر غاضب ،
بل انه عود ثقاب جاهز للاشتعال .
ضحك السيد سامح بقـوة و قال لأمل بمرح : أمل حلوتي ، نادي
شقيقك المغفل .
أمل و هي تضرب بملعقتها بالطاولة : حااااااااضـــر يا أبي .
غادرت خلف شقيقها ..
تردد سامر و سأل عمّه قائلا بخفوت : ما به عمـر ، يا عمّي ؟
أجابه السيد سامح بعفوية : لا تقلق عليه ، هو خائف و متوتر لا أكثر .
سامر بتوتر: مـمَّ ؟
السيد سامح بمرح : انه دائما هكذا في أيام الفحص الطبي .
سامر باستغراب : فحص طبي .
السيد سامح : أجل ، سيكون في مدرستكم اليوم ، انه يخشى أن يظهر
به مرض لا يعلم به ، فيتوتر بهذا اليوم إلى حد الخوف .
ثم أردف باستهزاء: لم أجد من هو أغبي منه، يخاف من أتفه الأشياء.
ابتسم سامر و بدأ يتناول فطوره حتى تساءل عمه عن سبب ابتسامته تلك .
فأجابه سامر بعفوية : تذكرت مثلا قديما
"الطفل الأغبى في العائلة هو المحبوب أكثر"
ضحك السيد سامح بعد سماعه للمثل وقال ممازحا : انه عمر هههههه .
سامر : هل فصل عمر هو الوحيد الذي سيتم فحصه ؟
السيد سامح و هو ينهض لارتداء سترته :
لا يا بني فالمدرسة كلها سيتم فحصها، تعلم، فقد كان الطلاب قادمين
من عطلة، فلا يعرف أهلهم أو حتى هم إن كان بهم مرض ما أو ما شابه.
صمت و هو يزر قميصه ثم أردف : و سيتم إعلام أهاليهم بالأمر ، ففي
العام الماضي اكتشفنا أن عمـر مصاب بفيروس ، لكنه ليس خطيرا ،
من الجيد أن مناعة عمر كبيرة ، لذلك يخاف أن يتم فحصه هذه السنة .
سامر بداخله بقلق : " إن تم فحصي سيرون تلك الخدوش التي تركها أثر
سوط الأستاذ، سيعلمون بنهاية الأمـر أنه من فعل هذا بي بطريقة أو بأخرى،
بالتأكيد سيتعرض الأستاذ للطـرد "
فقاطع عمـّه شروده و هو يهز كتفه برفق : سامـر بنيّ .
أدار سامر رأسه نحو عمـه و قال بهلع : ماذا هناك ؟
حدق عمـّه به و قال بقلق : ما بك يا بني ، أناديك و لا ترد ؟
نهض سامر و قال بارتباك : اعتذر لم أكن منتبها .
فتقدمت أمل من والدها و قالت بتدلل : أبي أحضر لي قطعة حلوى .
أخفض والدها جسده ليصبح بطولها و قال و هو يربت على كتفيها :
حسنا يا حلوتي ، لكن أين هو شقيقك ؟
أمل ببراءة : ركب السيارة لوحده يا أبي .
والدها بغضب مصطنع: لا تقلقي سأوبّخه .
أمل بسعادة: لا ، لا تفعل ، فأنا سأرسمه في السجن كما فعلت البارحة .
ضحك والدها و قال : إذا انه لك أيتها الشرطية الصغيرة .
ثم اتجه خارجا و هو يقول : هيا يا سامر .
التقط سامر حقيبته و قال و هو يرتدي حذاءه : قادم .
.
.
.
قفــز من أعلى السلالم حتى هبط على الأرض ،
بدا و كأنه يبحث عن شيء مـا ، كان
يدخل غرفة و يخرج من أخرى .
فقالت له والدته التي كانت تحيك وشاحا صوفيا بانزعاج : أمجد . من فضلك كـفّ
عن الركض .
أجابها أمجد بقلق : لا أعرف أين وضعت كتبي الجامعية ؟
السيدة أمينة باستغراب : و كلٌّ هذا الركض لأجل تلك الكتب .
أمجد بارتباك : أنت لا تعلميـن أن أستاذي متوحش ،انه يريدنا
أن ننسى كتبنا فقط ، حتى يتخلص منا بأية طريقة .
تنهدت والدته و تركت الحياكة و قالت بخبث : إذا ابحث جيدا .
اقترب أمجد منها حتى وقف أمامها و هو يقول بانزعاج :
كيف أمكنك البقاء هادئة هكذا ، لم لا تساعدينني ؟
أخذت والدته تحيك و هي تقول له بخفوت : كتبك ، أنت المسؤول عنها .
فقــفز خالد كما فعل أمجد و هو يركض في أرجاء الغرفة بسعادة ، و
كأنه قد سجـّل هدفا للتو .
نظرت له والدته بانزعاج و قالت : ما بال الكبار اليوم ؟ تقفزون من أعلى السلالم .
بدأ خالد يقفز على الأريكة من الفرحة ، حتى غضبت والدته و قالت :
إن لم تنزل و الآن ، فسأجد لك عقابا أيها الابن الأكبــر .
خالد بسعادة : ألن تسألاني عن سبب سعادتي ؟
أمجد باستهزاء : أمي قالت لي لا تتدخل بشؤون الآخـرين .
خالد بعد أن جلس : لكنني لست الآخرين ، أنا خالد شقيقك يا أمجد
و ابنك أنت يا أمي !!
والدته بغضب : أرجوك ، هات ما عندك بسرعة ، فقد رفعتما ضغطي .
خالد و هو يحاول إثارة حماستهما : لقد ... لقد .. لقـد ...
فضربته والدته بوسادة قربها : بسرعة قل ما عندك .
خالد بانزعاج : ألا يجب على الأم أن تستمع لأبنائها ؟
تنهدت والدته و قالت له متأسفة و متظاهرة بالهدوء : أكمل يا بني .
خالد بسعادة : لقد تم قبولي في الشركة ، سأتوظف، أعني لقد توظفت .
فرحت والدته و قالت : رائع ، مبارك لك يا بني .
خالد بابتسامة : شكرا لك يا أمي ، ما بك يا أمجد ألست فرحا ؟
أمجد بانزعاج : هه ، لا أهتم ..
فسأل خالد والدته قائلا بخفوت : ما به ؟
أجابته : أضاع كتبه فقط .
خالد و هو يتذكر: تعنين كتبه التي جاء بها أمس ، إنها على الطاولة في غرفتي .
هنا قفز أمجد و حضـن شقيقه خالد و هو يقول بسعادة :
مبارك لك وظيفتك ، سأحضر كتبي الآن ... هاهاهاها .
و اتجه للأعلى ، ليصادف والده جاسر الذي بدا مستعجلا فقفز من أعلى السلالم هو الآخر
و هبط و هو يهز الأرض لشدة ضخامته .
حتى صرخت السيدة أمينة : هذا غير محتمل ، سألغي هذه السلالم من البيت،
و أضع حبالا ..
و نهضت و اتجهت نحو المطبخ و هي تتمتم :
هه ، و أقول من أين ورثوا مهارة القفز ، من أبيهم ، و كأننا قردة .
.
نزلت مها و هي ترتدي حقيبتها و قالت بصوت مرتفع :
على السيد جاسر ، و الذي هو والدي أن يوصلني فقد تأخرنا .
السيد جاسر و هو يلتهم الطعام بسرعة : قادم ، قـادم .
ثمّ جلست قربه و قالت بداخلها بحقـد : " هه ، فاتن الخبيثة ، ذهبت و تركتني،
ألسنا في المدرسة ذاتها ؟ فقط لأنها معلمة تحاول إيجاد الفروق الألف بيننا"
ثم وقفت و هي تقول بقهر : و كأننا لسنا أختان ، الغبية ، حتى في السيارة
تحاول إيجاد فروووووووووووق.
صفق كل من أمجد و خالد و قالا معا : تمثيل رائع ، إتقان و براعة .
نظرت لهما بعينين مشتعلتين ثم حاولت أن ترفق بهما فقالت :
مبارك لك وظيفتك يا أخي .
خالد بتفاخر : شكرا ، آنسة (لا أٌنزل مكانتي) ..
مها بامتعاض : عدنا لذلك اللقب .
اقترب أمجد منهم و قال:عجيب أمرك يا مها ، لاشك أن ورائك مصلحة من
تهنئة خالد .
مها بتدلل مصطنع: آها ، أمر بديهي أن تطلب فتاة صغيرة و بنفس الوقت أخت
لأخي الكريم خالد طلبا صغيرا بمناسبة توظيفه .
خالد بتفاخر : اطلبي ما تشائين يا أميرتي الصغيرة ، مئة ، مئتين ،
ثلاثة، أربعة.
فقالت بخبث : أريد خمــسة .
خالد بانزعاج: لم أذكر هذا الرقم .
مها و هي تحرك حاجبيها بدهاء : لكنني أريده .
أمجد بنبرة مسكين : طلبت منك خمسة ، طبعا هذا طلب صغير ،
و أنا لا شيء ، غير معقول .
خالد و هو مصدوم : لكن .. لكن أنا لم أوافق .
فقاطعهم والدهم و هو يقول : هدوء أيها الأبناء المزعجون ، أفضلكم فاتن
المجتهدة ، ذهبت منذ الصباح الباكر .
سحب أمجد شقيقته مها و قال : إلى السيارة قبل أن يرن الجرس .
توّجه بعدها والدهم نحوهم و هو يثبّت قبعته الرسمية .
.
.

ركب الثلاثة السيارة ، و كل في حاله صامت إلا أمجد المرعوب .
أمجد و هو يرتجف : تأخرت ، تأخـرت ..
تنهد السيد جاسر و قال له ببرود : بني ، لقد كبرت لتخاف من تلك الأشياء .
بدأ أمجد يأكل أظافره بتوتر: انه أستاذ و ليس " تلك الأشياء " يا أبي !!
رد عليه والده : إلى هذه الدرجــة .
فقاطعه أمجد حين فتح باب السيارة و هو يقول: وصلنـــا.
نظرت له مها من النافذة ثم قالت بخفوت : ذلك المتسرع نسي كتبه .
أدار والدها وجهه نحوها وقال باستهزاء : ماذا ؟ متـسرع !
فتلعثمت مها و (رقعت) لنفسها بقولها و هي تفتح النافذة :
أمجد نسيـــت كتبك .
التفت أمجد لها ثم نظر ليديه الخاليتين فوجه نظره مجددا لها ولطم وجهه قائلا : يا حسرتي
كدت أنسى الكتب .
نزلت مها من السيارة و تقدمت لأمجد و سلّمته كتبه ، فتوجه لداخل الحرم الجامعي ،
و هو يركض بسرعة .
.
عادت مها للسيارة ، و اتخذت المقدمة مكانا لها ، فقالت بضجر:لقد رنّ الجـرس .
حرّك والدها السيارة و هو يقول بانزعاج : في المرة القادمة استيقظي مبكرا ،
حتى تذهبي برفقة شقيقتك فاتن .
مها بغضب : إذا علمنـي القيادة .
أوقف والدها سيارته و التفت لها قائلا و كأنما لم يسمع: أعيدي ما قلته من فضلك.
تنهدت مها و قالت: كنت أقول أنك لحسن الحظ علّمت فاتن القيادة.
هزّ السيد جاسر رأسه و قال بحذر : آها ، هكذا إذا .
.
.
تحبـون مرافقتي لمعرفة كيف هو وضع أمجد في المحاضرة ؟
.
إن كان جوابكم نعم فهيــّا بنا
.
.
قاعة تكفي لـ 200 شخص، كبيرة بما فيه الكفاية لإلقاء كبير الأساتذة محاضرته
براحة.
مليئة بالطاولات المصنوعة من الخشب الفاخر ، و النصف مستديرة ،
ليجلس الطلاب خلفها براحة ، على تلك الكراسي من النوع الطبي .
ضرب الأستاذ عصاه على الطاولة بقوة و قال و هو يخلع نظارته
الشمسية : مـا كلٌّ هذا التأخيــر يا سيـد أمجد ؟
أمجد و هو يحاول تبرير تأخره : آآآ... أأأ .. أنا .. أنا في الحقيقة ..
أشار له الأستاذ بالسكوت و قال و هو يفتح دفتر العلامات بلطف :
أمجد ، طالبي المهذّب ، كم يسعدني أن تنال الصفر الثالث على التوالي لهذا الشهر
في السلوك .
{ الأستاذ يحب طالبه أمجد لذكائه و أدبه ، و دائما يتظاهر بأنه يضع له أصفارا
كي يشــدَّ من أزره أكثر ، لا لتثبيط عزيمته ، لكنه يكره فيه سرحانه الدائم }
. . .
أمجد محاولا إقناع الأستاذ بتردد : لكن ، انظر للناحية الايجابية أستاذ ، فأنا
كنت آخذ ثلاثة أصفار على التوالي في الأسبوع الواحد ، أما الآن فقد تطوّرت .
ابتسم الأستاذ ابتسامة خبيثة بوسع شفتيه و قال : صحيح ، لذلك سأستدعي
والدك غدا ، لأهنئه على مستواك المتحسن .
أمجد بفرح : حقا أستاذ .
تجاهل الأستاذ أمجد و قال للطلبة: هل هناك من نسي كتبه ؟
الجميع : لا ..
الأستاذ براحة : جيد ، سنبدأ المحاضرة الآن ، و سيد أمجد اجلس ، فأنا لن أعاقبك كما
في السابق .
جلس أمجد متعجبا مستغربا و قال بداخله : " عجيب أمر هذه الدنيا و أهلها "
الأستاذ و هو يشرح إحدى النظريات :
هذه النظرية قائمة على أن هذا العدد يكون دائما مضروبا في نفسه ،
على أن ............. الخ .
ابتسم أمجد بينه و بين نفسه و قال بصوت مسموع : كم هذا رائع .
الأستاذ بحماسة: أجل إن هذا رائع بالفعل، فهي أسهل نظرية حتى الآن.
أمجد و هو يتظاهر بالاستماع للأستاذ: أهَ ، أجل .. نعم .
ابتسم الأستاذ و هو يرى تجاوب أمجد معه، و كلاهما مخدوع طبعا .
.
.
أما مها المتسرعة
مها بغضب : كفاك يا طيار ، أنا لست متسرعة .
كانت تنتظر إعطاءها ورقة للإذن لدخول الفصل،
أعطتها المعلـّمة الورقة ثم اتجهت لفصلها لتجد
في طريقها شقيقتها فاتن .
فاتن بحزم : لم كلٌّ هذا التأخير ؟
تجاهلتها مها ثمَّ قالت بعدم اكتراث : الفضل لك .
.
.
سامـر، عمـر، و حمزة و الجميع كانوا يصطفون صفا أمام العيادة
للفحص الطبي.
عمر بقلق : أنا سليم ، أنـا سليم ، لا أشكو من شيء ، لا أشكو من شـيء .
نظر له سامر ببرود و حمزة بتوتر .
التفت عمر لهما و هو يقول: أخبراني هل أنا بخير ؟
حمزة و هو يتظاهر بالشجاعة : أجل .
ثمّ ضرب كتف عمر بارتباك ، ليوحي له بقوته و رباطة جأشه ، و
أشار له بقبضة يده رافعا له إبهامه .
تشجـع عمر قليلا و تنهد براحة ، أما سامر فقال لحمزة بخفوت :
تبدو شجاعا أكثر من اللازم يا حمزة .
تظاهر حمزة بذلك و قال بارتباك: و لــو .... ههه
ابتسم سامر و قال بداخله : " ما عساي أن أفعل "
أخيرا بعد نصف ساعة وصل الدور لعمـر .
دخل عمر الغرفة و هو يقول بتوتر : ادعوا لي .
حمزة بقلق : لا تقلق ، أنت سليم .
جلس عمر قبالة الطبيب بارتباك شديد ، و كان الطبيب عجوزا
طاعنا في السـن .
عمر بتوتر : مرحبا ، أنا عمــر .
الطبيب : ماذا ؟ لم أسمعك جيدا يا بني ؟
عمر بقلق : عمــر ، عمــــر ..!!
فقال الطبيب : آها ، سمــر . أهلا بك يا سمـر ؟
عمر بجدية : عمر ، عمــر يا حضرة الطبيب .
الطبيب : اذا ، يا سمر ، غريب لقد أخبروني أن موعد الفتيات فيما بعد ،لكن
لا بأس .
عمر بغضب بداخله : " كيف عينوه ، كيف ؟ "
.
.
همس سامر بإذن حمزة: هل تساعدني ؟
حمزة: بالتأكيد، لكن ماذا ؟
فهمس سامر مجددا: ستدخل معي و تنفذ ما أقوله لك.
هزّ حمزة رأسه موافقا و بدأ يستمع لسامر .
و بعد أن سمع مطلبه صرخ : مــاذا ؟ هل تمزح معي ؟
سامر بجدية: و هل يبدو لك هذا الوجه كذلك ؟
حمزة بتردد : و لكــن ، أنا ..
سامر بخبث : و أين تلك الشجاعة التي كانت هنا قبل قليل ؟
حمزة بارتباك: إذا، سـ
فقاطعته الممرضة و هي تقول: بعده، الطالب سامر بدر .
خرج عمر و عادت له نفسيته و قال فرحا : هيــه ! شباب ..
أشار له سامر قائلا : فيما بعد يا عمر.
دخلت الممرضة و دخل بعدها سامر و حمزة الذي دخل بخفاء.
عمر بصوت مرتفع : هيــه ! حمــزة إلى أيــن ؟
حمزة بصوت منخفض : صـه!
جلس سامر على المقعـد قبالة الطبيب و أشار لحمزة بالقيام بالمهمة.
كانت الممرضة في غرفة داخلية ، لا تعلم عمــّا يجري .
ذهب حمزة و أخذ ورقة الأسماء التي يكتبون فيها ما إذا كان الطالب سليما أم لا، من على
المكتب القريب من الطبيب ، بينما الطبيب لا يزال يسأل سامرا عن اسمه .
أخذ القلم و وضع علامة صح أما كلمة {سليم} .
ثمّ أشار لسامر بأنه أتمّ المهمة .
الطبيب لسامر : بني ، اقترب لــ ..
فأدار سامر كرسي الطبيب المتحرك بطرف قدمه من تحت ، فبدأ الطبيب
بالدوران على كرسيه ، و انصرف سامر خارج الغرفة بينما جلس حمزة
بسرعة بدلا منه ..
و قال بعفوية: أيها الطبيب ما بك ؟
تدخلت الممرضة و قالت باستغراب : هيـه ! من سمح لك بالدخول ؟
حمزة بتوتر : لأنّ دور الفتى الذي كان قبلي قد انتهى ، و و..
الممرضة بحدة : و ماذا ؟
حمزة : و الفتى أخبرني بأن الطبيب استدعاني .
ارتاحت الممرضة و لكنها قررت التأكد من كشف الأسماء ، و حمزة
يجلس على نار من القلق .
نظرت للكشف و وجدت تلك العلامة قرب اسم سامر و قالت للطبيب :
حضرة الطبيب ، هل كان الطالب الأخير سليما ؟
أومأ لها الطبيب ، و هو لا يعرف شيئا فقد أثرّ فيه الدوران بشدة .
.
و هكذا انقضى الفحص الطبي بسلام .
.
.
خرج حمزة و هو يحضن سامر: لقد كدت أنتهي يا سامر .
هدّأ سامر من روعه و قال له ممتنا : شكرا لك ، يا حمزة ، لن أنسى صنيعك هذا
أبدا .
حمزة متسائلا : و لكــن لمَ كلٌّ هذا ؟
سامر بارتباك : في الحقيقة إنها قصة طويلة .
حمزة بانزعاج : إن كانت كذلك فأنا لست من محبي سماع القصص الطويلة .
سامر بابتسامة: حمزة، هل أنت متفرغ اليوم ؟
حمزة و هو يتذكر: لا ، لا أظن ذلك . لكن لم تسأل ؟
سامر بجدية: إذا نهاية الأسبوع .
حمزة: أجل ، أنا متفرغ .
سامر: أمــر جيد ، لأننا سنخرج جميعا في نزهة . ما رأيك ؟
حمزة بسعادة : و لم لا ، فأنا موافق ، لقد كانت أمي تحثني على ترويح نفسي في نهاية الأسبوع
و ستسعد حتما بخروجي للتنزه ..
.
.
ثمَّ اتجه الجميع بعد ذلك لحصصهم ،
جلسوا بانتظام حتى دخل الأستاذ أكرم و هو يقول بانزعاج :
هيا جميعا اصطفوا اثنين اثنـين خارجا .
تساءل الجميع عن السبب فقال الأستاذ أكرم :
خذوا دفترا للملاحظات فقط ، و اتركوا بقية الكتب ، فهمتم ؟
أومأ له الجميع و فعلوا ما طٌلب منهم .
فاصطحبهم الأستاذ إلى الحافلة و قال و هو يصفق بكلتا يديه بهدوء :
اجلسوا بانتظام ، لا أريـد إزعاجا .
جلس الجميع مستغربين ،فأمر الأستاذ سائق الحافلة بالتحرك ، و فعل .
ثم أخذ مكبّر الصوت و قال بسعادة : أعزائي ، طلابي المجتهدون ،
قررت اليوم بعد عذاب و تعذب في إقناع مدير ثانويتكم أن أشرح درسي عمليا .
صمت الجميع و لم يفهموا ، أما سامر فقال بداخله :
"يريد تطبيق نفس ذلك النظام المتبع في الدول الأجنبية"
فأكمل الأستاذ : من حضـّر درس اليوم ؟
رفع الجميع أيديهم فقال الأستاذ لوليـد : تفضـّل يا وليد ، عمّ يتحدث
درس اليوم ؟
وليد : يتحدث عن الدلافيـن بشكل عام .
الأستاذ أكرم بسعادة غامرة : أحسنت أيها المجتهد .
جلس وليد و مشاعر الفرح تقلب خافقه ، فقال الأستاذ موضحا :
الملخص المفيد هو أننــا سنذهب لزيارة الدلافين عن قرب ،
و نسجل الملاحظات المهمة حولها ، كلٌّ في دفتره .
هتف الطلاب بفرح : هيـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــه !!
فسأل هيثم أستاذه قائلا : لكن ، لم نذهب لزيارة الدلافين ، و
نسجل الملاحظات المهمة حولها يا أستاذ ؟
أجابه الأستاذ برحابة صدر : في الحقيقة أيها الهيثم ، العقل البشري
لديه قدرة هائلة على تخزين الصور أكثر من حفظ المعلومات ، لذلك
ستكون هذه الزيارة خطوة جيدة تسهل علينا حفظ الدرس و استيعابه .
هزّ هيثم رأسه متفهمــا .
الأستاذ و هو ينظر لطلبته : هل هناك أي استفسار أحبتي ؟
ثم أردف بمرح : هيا بسرعة قبل أن أجلـس .
ضحك الطلاب و قالوا له : لا يا أستاذ ، فلتجلس .
جلـس الأستاذ أكـرم و قال ممازحا : أنتم الخاسرون .
.
.
وصل الجميع أخيرا لبحيرة الدلافين في حديقة الحيـوان ،
كان اليوم يومٌٌ مخصص لطلاب المدارس ، لذلك استغل الأستاذ
الفرصة و أتى .
نزل الجميع من الحافلة بانتظام و دخلوا الحديقة و هم يحدقون
في ساكنيها من الكائنات الحية .
فقال لهم الأستاذ و هو يشير لطريق ما : من هنا ، سنصل لمكان الدولفين .
توجهوا حيث طلب منهم الأستاذ و وصلوا إلى مسبح كبير تستعرض فيه
الدلافين مهاراتها ، تحيط به مجموعة من المدرجات للجلوس .
صفـّر الأستاذ بصفارته و قال بصوت مرتفع : اجلسوا بهدوء ، و لا يقترب أحدكم
من هذا الحوض رجاء .
أومأ له الجميع بالإيجاب ، و بدأ الأستاذ يتكلّم مع أحد مدربي تلك الدلافين .
ثم بدأ يطرح أسئلته فاستهل الحديث قائلا : أحبائي اخرجوا دفاتركم ، فقد
حان وقت الحسم .
ثم أردف : في البداية قبل أي شيء ، هل تعرفون ما هو الدولفين ؟
رفع كمال يده و قال بعد أن أذن له الأستاذ : انه ليس سمكة بل حيوانا لبونا ،
ينتمي إلى طبقة الحيتان فهي ترضع صغارها الحليب ، و تتنفس كالحيتان من ثقب
يخرج منه الهواء بشكل نافورة و ..
فقاطعه الأستاذ قائلا: أحسنت يا كمال، معلوماتك جيدة ، فليكمل أحد غيره .
فاستأذن رائد و سمح له الأستاذ: عندما تخرج الدلافين إلى السطح تفتح منخرها و تستنشق
الهواء، و هناك أمـر غريب بالنسبة للدولفين، فذنبه أفقي و ليس عامودي كأذناب السمك و
هذا الوضع يساعد الدولفين على الغطس السريع .






فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 06:58 PM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



في هذه اللحظة صفق مدرب الدلافيــن السيد رمـّاح لطلاب الأستاذ أكرم و قال بسعادة:
طلابك رائعون يا أكرم ، مدهشون و مجتهدون أيضا ، يذكرونني بكـ عندما كنت صغيرا ..
هتف الطلاب بسعادة : هيــــــه !! نريد أن نعرف عن ذلك الصغير سيد رمـّاح ..
ضحك السيد رمـّاح و قال : لا بأس سأخـبـ...
قاطعه الأستاذ أكرم بخجل : يكفي يا أولاد ، لقد جئنا لنتعلم ،..
صاح أحد الطلبة قائلا : أستاذ وجهك أحمــر ..
الأستاذ أكرم بخجل : ماذا ؟ يا ولــد ... انتبه على ما ..
(( و فجأة انزلقت قدم الأستاذ ببعض الماء غير الجاف على الأرض فسقط على ظهره في الحوض ،
و ضحك عليه الطلبة و كذلك السيد رمـّاح ))
أخرجه السيد رمـّاح و قال له بسعادة : هيا أيها المشاغب ، كان علي أن أعرف أنك
ستسقط هنا كعادتك ..
همس حمزة لسامر قائلا : يبدو أن السيد رمـّاح يعرف أستاذنا جيدا ..
هل هما صديقان يا ترى ؟
رد عليه سامر قائلا : انظر !السيد رمـّاح يبدو أكبر بكثير من أستاذنا
ربما يكون صديق والده أو ما شابه ..
هزّ حمزة رأسه متفهما : هكذا اذا ، أظنك على حق ..
السيد رمــّاح :لقد طال العرض عليهم يا أكرم ، هيا ..!!
فقال الأستاذ أكرم ممازحا :أتمنى أنهم أعجبوك ، و أظنهم
يستحقون عرضا رائعا للدلافين بالمجان .
ضحك السيد رمّاح و قال ممازحا هو الآخر : لهم و ليس لك . ما رأيك ؟
فضحك الأستاذ أكــرم و قال : إذا فليبدأ العرض .
اتجه قرب طلابه و جلس بثيابه المبتلة ، بينما ارتدى السيد رمّاح ثياب الغطس و غاص .
و بدأ العرض مع خروج الدلافين للسباحة ، فهي تتحرك برشاقة و تسبح
في سلسلة من الانحناءات الطويلة بحيث تخرج للتنفس و بعدها و حالما تغطس في الماء لا
نرى منها سوى الزعانف الخلفية .
و هنا سأل أحد الطلبة أستاذه قائلا بعد أن سمع صوت الدلافين :
أستاذ أكرم، هل يستطيع الدولفين التكلٌّم ؟
أومأ الأستاذ له بأن يتريث قليلا حتى نهاية العرض .
فتساءل حمزة وقال لسامر بخفوت : ما هذا السؤال ؟ بالتأكيد لا يستطيع !!
فردّ عليه سامر قائلا : لا تستعجل كثيرا ، و اسمع تلك الدلافين جيدا .
حمزة باستغراب : هل أنت عاقل أم مجنون ؟ كيف لحيوان أن يتكلم ؟
لم يجبه سامر ، فقال حمزة : هيه! سيد سامر !!
حمزة بحيرة : كيف لدولفين أن يتكلم ؟ هل يتكلم ؟
همس حمزة لنفسه: إذا سألت ربما سيكون الخجل للحظة، ولكن إذا لم أسأل سيكون
الخجل معي طوال الحياة .
ثمّ سأل سامر مجددا : هل يتكلم حقا يا سامر ؟ هل يتكلم ؟
غضب سامر من طنين حمزة قربه فنهض و قال بصوت مرتفع و هو يشير الى ناحية الدلافين:
ألا تعلم أن هنالك شيء في الحبال الصوتية للدولفين يمكّنه من إصدار الأصوات
التي تشبه صوت الإنسان، كما أن العلماء قد أجروا بعض التجارب لفحص
ذكاءه، و لمحاولة الاتصال بهذه الحيوانات، هل فهمت الآن ؟
جلس سامر و كتّف يديه و هو يتمتم بغضب، أما حمزة فلم يستوعب شيئا
إلى الآن .
بينما الطلاب و الأستاذ وجهوا نظرهم لسامر بصمــت.
ضحك الأستاذ بداخله و قال بخفوت : إنسان غريــب .
.
.
بعد انتهاء العرض و شكر السيد رمّاح عاد الجميع للحافلة، فرحين
بهذه الرحلة القصيرة، فتحركت بهم نحو المدرسة .
و في هذه الأثناء سأل الأستاذ أكرم الجالس قرب السائق طلابه و قال و
هو يثبـت نظارته السوداء باهتمام : هل هنالك أي استفسار يتعلق بالدرس ؟
فقال حمزة بأدب: هل يتكلم الدولفين، أستاذ أكرم ؟
ابتسم الأستاذ و قال: سؤال جيد .
ثمّ التفت و نظر لسامر الذي يجلس قرب حمزة و قال: و أظن أن سامرا قد أخبرك
قبل قليل .
أشاح سامر بوجهه بعيدا و قال بداخله : " هه ، فقط يراقب سامر المسكين "
حمزة : و لكنني لم أفهم شيئا تقريبا .
عاد الأستاذ لوضعه و قال : ما يجب أن تعلمه و تفهمه هو أن هنالك ثمّة شيء غريب
حول هذا الحيوان، و هو أنه عرف عنه أنه يقلّد كلام الإنسان و بالتأكيد هو يفعل
ذلك بطريقته الخاصة .
كان الجميع يستمع باهتمام ، و الأستاذ يشوقهم أكثر بفضل طريقته في التحدث .
هيثم باهتمام : من فضلك أكمل أستاذ .
هزّ الأستاذ رأسه و قال: هنالك حالة رويت عن استوديوهات (المارين) في
فلوريدا ، حيث قيل أن أحد الدلافين بدأ فجأة بتقليد صوت الإنسان ، و قد نجح
لدرجة أن زوجة ذلك الرجل التي كانت حاضرة بدأت بالضحك، فبدأ الدولفين بتقليد
ضحكتها .
استمتع الطلاب بالحديث و بدؤوا بالضحك حول رواية الأستاذ .
التفت الأستاذ أكرم و قال لهم بمرح : ما بكم تضحكون هكذا أيها الرجال ؟
ابتسم سامر عندما سمع كلمة "رجــال" ، و قال بسعادة بداخله :
" كلّما سمعتها تذكـرت والدي "
ثمّ تذكـر موقفا عندما كان صغيرا حيث كان يجلس قرب مكتب والده الذي يكتب
خبرا ما في ورقة، حين قال له والده بابتسامة عذبة: اقرأ لي هذه يا بني .
هز سامر رأسه مبتسما و بدأ يقرأ العنوان: دولفين يتكلم ، قام العلماء بإجراء بعـ ..
{ لطالما كان سامر يقرأ كل ما يكتبه والده من أخبار قبل وضعها في الصحيفة ،
حتى أنه يراجعها بعد والده ، و يقضيان الوقت تسامرا }
.
.



انتهت الرحلة الشيقة و المثيرة ،أتمنى أن يكون انطباعكم عنها
رائعا ، أرجو أن تكونوا من محبي الدلافيــن ، لذلــك أريد طرح سؤال واحد فقط .
هل تؤيدون الرحلات التعليمية بدلا من الجلوس و الاستماع للشرح ؟
أنا لن أقول أننا سنستغني عن الشرح فالأستاذ أكرم عندما يرجع
سيشرح النقاط المهمة و يجمع الأخرى من الطلبة .
هنالك نقطة سلبية ضد هذا التأييـد ، و هو أخذ وقت بقية الحصص ،
لأن الرحلة تستغرق وقتا بالتأكيد ، هذا ما رأيته أنا فماذا رأيتم و ما هو رأيكم ؟
هل أنتم مؤيدون لهذا الشيء ؟
.
.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 07:02 PM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



غـروبــ بألوانــ الطيفــ ...}الجـزء الـ ع ــاشر... (10)..}.
.
.

عادت تلك الحافلة ، التي غادرت لبحيرة الدلافين ،
لأحضان أمها " مدرسة الأمــل الثانويـة "
نزل الجميع منها بانتظام عائدين لفصلهم بسعادة ،
لكن هناك من يفسد عليهم سعادتهم ، و يبدو أنه المديـر ،
الذي كان ينتظرهم عند الفصل و هو يضرب بقدمه الأرض ،
و بدا في قمة غضبه .
تيبـس الطلبة عند الباب و لم يدخلوا ، لأن المدير صرخ بهم :
لم كل هذا التأخيـر ؟ هل تعلمون أنكم أخذتم حصتين من غير حصة الأستاذ أكرم؟
لم يجبه الطلبة بل كانوا يتبادلون النظرات ، فقال هيثم :حضرة المدير ،
أنت تعلم أن الرحلة هذه ليوم واحد في السنة ، و لا يمانع الأساتذة خروجنا
لرحلة تعليمية في هذا اليوم ، و لا أظنها ستؤثر بالدراسة.
المدير بغضب مصطنع : لكن لن تستطيعوا اللحاق بالفصول الأخرى ،
ستتأخر مناهجكم عن البقية .
ثمّ أردف : و أيـن هو أستاذكم أكرم ؟
فأتى الأستاذ أكرم و هو لا يعلم بوجود المديـر : هيا لم لا تدخلون ؟
ثمّ انتبه على وجود المدير فقال :مرحبا أستاذ نظام .
المدير : أهلا أهلا !! لم كل هذا التأخيـر ؟
الأستاذ أكرم : استغرق عرض الدلافين وقتا كثيرا ، و كذلك نقاشنا حولها .
المدير : في المرّة القادمة تذكر أن تبلغ الدلافين سلامي .
الأستاذ أكرم بمرح : لم لا ؟ سيصلهم باذن الله .
نظر له المدير بسخرية و قال : كان عليك أن لا تتأخر ، ثمّ ان كل حركة
ستؤخر ترقيتك لرئيس قسم ، فلا تنسى أنك أحد المؤهلين للرئاسة .
ابتسم الأستاذ أكرم رغم ما سمعه، فتدخل رائد هنا قائلا : حضرة المدير بامكاننا أن
نجتهد أكثر و ندمج درسين في حصة و بذلك نكون قد عوضنا ما فاتنا و
نجاري بقية الفصول .
فهتف بقية الطلبة مؤيدين لرأي رائد .
عبس وجه المدير قليلا ثم انطلق نحو مكتبه .
الأستاذ أكرم بجدية : حضرة السيد نظام .
لم يجبه السيد نظام ، فعاد مع تلاميذه للفصل .
.
.
و في الجانب الآخــر " جانب الجناح الأنثوي "
جلست مها بضجر و هي تستمع لشرح معلمة اللغة الفرنسية ،
فهمست لها صديقتها المقربة "اعتماد" قائلة : ما بك متمللة ؟
أجابتها مها بخفوت : لا أدري ، مزاجي غير طبيعي اليوم .
اعتماد بخفوت أكثر : ما الذي تعنينه ؟
مها بانزعاج : صدقا لا أعرف .
اعتماد بغضب طفيف : حسنا ، لا تعرفيـن .
أشاحت مها بوجهها بعيدا و علامات عدم الاكتراث تمسح وجهها : هه !!
نظرت لها اعتماد باستغراب و قد اتسعت حدقتا عينيها تعجبا و عجبا .
ثم أشاحت بوجهها هي الأخـرى قائلة بعدم اكتراث مصطنع " هه !!
فضربت معلمة اللغة الفرنسية مسطرتها الطويلة بالطاولة
و قالت بغضب : فلتقفا أنتما الاثنتان .
مها بانزعاج : و لكـن ..
المعلمة : مها ، احترمتك أكثر من اللازم .
انزعجت مها أكثر و قالت بصوت مرتفع :و لكنني ..
قاطعتها المعلمة : للخارج أنت و اعتماد ، حاولت التغاضي عن تصرفاتكما بالحصـة،
لكن بلا جدوى .
اعتماد بخجل : سامحينا ، نحن آسفتان .
تنهدت المعلمة و تماسكت أعصابها قائلة : اجلسا ، شرط أن تصحبا
والديكما غدا .
مها بارتباك : والدي ... أنا ..
المعلمة : أجـل .. أنت و اعتماد أيضا .
زفرت مها بقوة ثم أردفت : ما رأيك أن أخرج بدلا من استدعاء والدي .
المعلمـة : و ماذا ان قلت "لا" ؟
مها بضجر : حسنا .
جلست كل من مها و اعتماد ، و كل تنظر للأخرى على أنها هي السبب .
مها بداخلها : تغيرت كل حياتي بعد أن صادفت ذا المشاكل "سامر" ، أكرهه .
اعتماد بداخلها : مها تصبح أشد غرابة كل دقيقة ، أتساءل عن الذي يشغل بالها الآن .
.
.
رنّ جرس انتهاء حصة اللغة الفرنسية و حان وقت الفسحة الأخيرة لهذا اليوم ،
انفجر الطلاب من صفوفهم و انتثروا في أرجاء هذه الفسحة العظيمة بالنسبة لهم .
خرجت مها مسرعة نحو دورة المياه و لحقت بها اعتماد .
دخلت الأولى و هي ترتب شعرها .
نظرت لنفسها بالمرآة ثم قالت بحزن : أبدو كالغبية ، انها المرة الأولى
التي تطردني معلمتي خارج الفصل .
فسمعت صوتا يقول من بعدها : " بل تطردنا "
التفتت مها و قالت بعفوية : اعتماد .
ابتسمت اعتماد و حضنت زميلتها و صديقتها بل و أختها المقربة و قالت :
تذكري يا مها انها المرة الأولى لنا التي طردنا فيها معا في هذه المرحلة .
ابتسمت مها ابتسامة باهتة و قالت : نعم و الثانية في حياتنا ..
ضحكت اعتماد و قالت : تذكـرت أوّل يوم لنا كصديقتيـن ، أتذكرينه ؟
هزّت مها رأسها و قالت بلطف : و كيـف لي أن أنسـى ؟
أمسكت اعتماد معصم مها و قالت : لنخرج في الساحة ، فدورة المياه ليست
مكانا جيدا لاستعادة الذكريات الجميلة.
.
.

جلستا على أحد المقاعد في الفسحة و بدأتا تستعيدان ذكرياتهما
فقالت اعتماد بسعادة و الهواء يلعب بخصلتي شعرها المنسدلتين أمام أذنيها: أتذكرين ذلك اليوم ؟
ابتسمت مها و قالت : كنـّا حينها بالمرحلة الابتدائية .
ضحكت اعتماد قائلة : أجل ، أذكر أننا طردنا معا لأننا تشاجرنا على قلم .
فأكملت مها قائلة : و بدأنا نتعارك عليه فوبختنا المعلمة و طردتنا معا .
ابتسمت اعتماد و قالت : و سنظل هكذا ، نطرد معا ، نبتسم و نضحك معا ، نحيا معا .
أمسكت مها بكفي اعتماد و قالت بجدية : اعتماد ، نحن لن حيا معا فقط ، بل و سنموت معا .
اعتماد ممازحة : اذا لنصنع نهايتنا بأنفسنا ..!!
مها باستهزاء : هيا لنقف أمام سيارة معا كي تصدمنا .
اعتماد بخبث: و ماذا لو حالف الحظ احدانا و لم تمت ؟
ضربت مها اعتماد برفق و قالت و هي تضحك : يكفي تشاؤما .. ههههه..
ضحكتا معا بشكل غريب ، أثار من حولهما ، فكل من شاهدهما تضحكان بطريقة غريبة
ضحك معهما ...... هه أمر غريب ..
.
.
.
انتهى الدوام المدرسي الطويـل و الشاق ،
و عاد كل يشق طريقه نحو منزله الذي اليه ينتمي .
.
.
كالعادة يوقف السيد سامح سيارته عند باب المدرسة مباشرة ،
مما يصـّعب مرور الطلاب ،ههه .
رفع السيد سامح يديه عاليا و هو يهتف باسم ابنه و
ابن شقيقه .
فسمعا صوته قبل أن يشاهداه ، فقال عمر بمرح : اسمع صوت
والدي يا سامر ؟
ابتسم سامر و قال : اسمعه بوضوح ..
التفت سامر لحمزة و قال مودعا اياه : الى اللقاء ..لا تنسى نهاية الأسبوع ..
أومأ له حمزة و هو يبتعد و قال : اذا نهاية الأسبوع .. الى اللقاء ..
سامر بسعادة : هيا يا عمر قبل أن يغضب عمّي سامح .
ركض عمر و هو يقول : محق ههه !!
.
.
ركبا السيارة و مـرت فترة و هما يضحكان ،
فتساءل السيد سامح :هنالك ما يضحك ؟
غمز عمر لسامر و قال :لا شيء مهم ، صح سامر ؟
ابتسم سامر و قال متجاهلا عمر : أأ أأأأ عمــّي انتبه هنالك قطة ستعبر الطريق .
بطـّأ السيد سامح السرعة و قال و هو ينظر من خلال مرآة السائق :حسنا سأنتبه ،
لكن تلك السيارة تتبعنا منذ فترة ، أمرها غريب .
عمر بحماسة : رررررائــع ، سنعيش فيلم آكشن ، أمر رائع .
السيد سامح و هو يحدق بالسيارة من خلال المرآة : لا يا عمر ، انها..
أنهى جملته غير المفهومة و أوقف السيارة ، فتح بابها و نزل متجها نحو تلك السيارة
التي ادّعى أنها كانت تتبعه ، فنحن لم نتأكد من صحة الأمــر ..
.
.
طرق نافذة السائق بلطف و هو يقول : هيـه ! مـرحبا ..
أٌنزلت النافذة ، و انكشف وجه السائق للسيد سامح .
ابتسم السائق و قال : مرحبـا ، هنالك شيء تريده ؟؟
ابتسم السيد سامح باصطناع و قال : لا .
ثمّ أردف بغضب طفيف : و لكنك كنت تتبعنا منذ فترة .
.
.
في السيارة الأخرى
ضرب عمر - الذي كان يشاهد والده من النافذة الخلفية للسيارة - رأسه
و هو يقول :
يا الهي ، أبي لا يحسن التصرف .
سامر بانزعاج : انه والدك يا عمـر .
التفت له عمر و قال له : هل شاهدت في حياتك بطلا في
فيلم بوليسي أو آكشن يكشف غايته أمام عدوه .
سامر بجدية امتزجت بالبرود : عمر! نحن في الواقع ، لسنا في أحد أفلامك .
ابتسم عمر وهو ينظر لوالده و قال بسعادة: يا الهي ، لكمة والدي أطاحت بذلك الرجل أرضا .
سامر باستغراب: يا الهي تبدو كالأطفال في تصرفاتك أحيانا .
ثم تذكر موقفا ما فاحمر خجلا أنه كان كالأطفال فيه . <<< خمنوا ما هذا الموقف ؟
عمر بعفويـة :و لكننا أطفال ، لا داعي لأن نكـبّر أنفسنا ،
لنعش الحياة كما هي .
( كلمات عجيبة خرجت من فيه عمر ، و يبدوأنها أثرت بسامر الذي فضل السكوت على مجادلته )
سامر بداخله : يا الهي ، كانا يتضاربان ، و الآن يصافحان بعضيهما ، هه عمـّي أغرب
شخص أعرفه .
عمر بضجر : هل تصالحا ؟ أتمنى أن لا يكونا كذلك ..
سامر ببرود : لم كل هذه الأنانية ؟
عمر : لست أنانيا ، بل باحثا عن الاثارة .
اعتدل سامر بجلسته و قال بجدية :لأنك تهتم بنفسك
و بمتعتها على حياة الناس و علاقاتها معا . أرجو أنك فهمت .
تجاهل عمر سامر و قال : أريد أن أعرف لم يضحكان يا سامر ؟
سامر بملامح غبية : ماذا؟ لم تسمعني !!
.
.
ركب السيد سامح سيارته و قال بمرح :
هيا الى البيت ، فاليوم لدينا ضيف عزيز .. و قديم أيضا ..
عمر بجدية : لا تقل لي أنه هو ذلك الشخص الذي كان يتبعنا و تشاجرت معه ثمّ ضحـ..
قاطعه والده قائلا : بلى ، لذلك أرجوك كـفـَ عن الثرثرة .
جلس عمر و قد زمَ شفتيه للأمام بحزن مصطنع .
ابتسم سامر و قال لعمـّه : حدثنا عنه يا عمـّي ، نريد أن نعرف عن ضيفنا .
السيد سامح : انه صديق قديم لم التقه منذ خمس سنوات تقريبا ، كان معي أيام الجامعة
قبل أن أتزوج ..
عمر : صدقا بأنني بدأت أحقد عليه بلا سبب ..
سامر بانزعاج : عمـــــــــــــــــر ..
عمر : آآآآســف ، لم أقصد ..
تنهد السيد سامح وقال: هه أطفال ..
سامر مجاملا : تفضل عمـّي أكمل القصة !
هزّ السيد سامح رأسه و قال : كنـّا اذا أردنا أن نسلم على بعضنا تضاربنا برفق ،
و أتذكــر أنه دعاني في ذلك اليوم و الذي لن أنساه أبدا ما حييــت ..
اندمج كل من سامر و عمر بحديث السيد سامح و كانا يهزان رأسيهما مع كل كلمة يقولها .
فأكمل السيد سامح قائلا : لقد التقيــت بالخطأ مع أجمل فتاة في هذا العالم ، كانت أخته ،
التففنا حول مائدة العشاء معا و صدقا لم آكل جيدا ، لأن الطعام كان يهوي على الطاولة بدلا
من بلعومي .. كم كانت رائحة عطرها فاتنة .. كرهت العطر الذي استعمله .
عمر بغضب : سيصل كل ما قلته لوالدتي ، كيف لك أن تقول ذلك براحة و .. وو.. و..
(رقــّع )سامر بسرعة و هو يقول : وصلنـــا ، هيا لننزل .
.
.

دخل كل من الشابين بينما بقي السيد سامح و الضيف خارجا .
رمى عمر كتبه على الأريكة في غرفته و هو يقول : كشفت ماضي والدي .
جلس سامر و هو يفتح أزرة قميصه و قال بضجر : عمر تصرفاتك اليوم كطفل في رياض الأطفال
قد حرم من تناول الحلويات ، فتراه يشاغب أكثر من اللازم .
عمر بغباء : أنا .. أنا لا أعرف ما أقوله ..
سامر بضحكة استهزائية : هه! ألم تعرف بعد ما كان يرمي اليه والدك أيها الغيور ؟
عمر : أبدا ..و لا أريد لأنني سأنزل و أضرب ذلك الرجل الخبيث..
هتف سامر بقلق و توتر : لا ، انتظر ، أنت لم تفهم .. انه ..
نزل عمر للأسفل فوجد والده و ضيفه يضحكان ،
فقال والده : تفضل يا بني و سلـّم علـى..
فقاطعه عمر قائلا : لن أسلــّم عليه مهما حصل .
نظر له والده بغباء ، فقال له : اذا أخبر سمـية بأن تعد لنا العصير و تحضر لرؤية
ضيفنا .
عمر : ماذا ؟أتريــد جرح مشاعرها مباشرة ، و أمام أعين أبنائها ، يا لكــ من ..
نهض السيد سامح بغضب : بني لم لا تفهم ؟
تعالت أصوات الأب و ابنه في أرجاء البيت ، فاستيقظت أمل الصغيرة بخوف ،
و نزلت السيدة سمية للأسفل ، دخلت غرفة المعيشة و هي تقول : متى ستكفان عن ..
صمتت و هي تنــظر لذلك الضيف الذي نهض من فوره لدى رؤيته لسمية ،
اتجهت نحوه بسعادة و هي تقول بفرح : زيــــاد ..
ابتسم زياد و حضنها قائلا : سمــية ، كم اشتقت لك ، لا تعلميــن مدى شوقي
لرؤيتكــ ..
سمية و هي تذرف دموع الفرح : و أنا أيضا يا زياد ، و أنا أيضا .
نزل سامر و وقف ينظر اليهم بسعادة عند الباب ، بينما عمر يتأتىء بكلماته .
عمر : كيف ذلك ؟ لا أب عاقل أو أم عاقلة ؟
اقترب منه سامر و همس له ببضع كلمات فشهق عمـر و التفت لسامر قائلا : هل تمزح ؟
سامر بابتسامة واسعة : للأســف بعد كل الذي أفسدته يا عمــر .... لا ..
اقترب عمر من زياد و بدأ يمعن النظر اليه جيدا ثمّ أشار بسبابته قائلا بارتباك : هل
هل أنتــ من أحد اقاربنا مثلا ؟
حضنه زيــاد بعفوية و قال : بل أنــا شقيق والدتكــ أيها الغيور ..هل تعرف معنى ذلك أم أشرح لكـ ؟
ضحك سامر على منظر عمر الذي بدا كالأطفال و قد اكتمل الآن ..
ابتعد عمر عنه قليلا و قال : اذا بما أنك شقيقها ، فهذا يعني أنك ابن أمها و أبيها ، و بمــا أنكما ..
ابتسم السيد سامح قائلا : سيحتاج لشجرة العائلة حتى يفهم العلاقة ..
ضحك عليه الجميع ثم هتفوا بصوت واحد : انه خالــــــــــــــــك ... خالك .. شقيق والدتك ..
ابتلع عمر ريقه و قال بتوتر :خالي ، صحيح ، أنت خالي .
أجلسه سامر و قال :سيستوعب بعد فترة ، لا عليكم ..
جلس زياد و هو يقول لسمية بلطف : ان عمر يشبه والده كثيرا ، خاصة عينيه .
ابتسمت سميّة و قالت : معك حق ، فهو يشبهه .
ثمّ التفت و قال : اذا أنت سامر ؟
هزّ سامر رأسه قائلا :أجل .
التفت زياد لسامح و قال له : انه يشبه والده و كأنه نسخة عنه ، أتساءل عن أخباره ؟ كيف هو ؟
صمت الجميـع فاستغرب زيـاد قائلا : ما الأمـر ؟ مــا بكم ؟
فـقال سامر ببرود : لقد مات .
أصيب زياد بصدمة فالتفت لسامح و قال له بقلق : هل ما سمعته حقيقة ؟
تنهد سامح و قال بحزن : لقد توفي هو و زوجته ، و حتى ابنته الصغيرة .
توسعت حدقتا عينا زياد فقال بارتباك : و كيف حدث ذلك ؟
لم يرد السيد سامح أن يقول أي شيء لأن سامرا كان يجلس معه ،
لم يــشأ فتح ذلك الجرح الذي انتظر التئامه .
فقال سامر بهدوء :كتب عنهم مقالة أثارتهم ، لأنه اكتشف حقيقتهم فقط ، فنصبوا له فخا و قتلوه.
زياد بتوتر : من هم ؟ من الذين قتلوه ؟ أخبرني ؟
ربـّت السيد سامح على كتف زياد و قال له بخفوت : زياد هذا يكفي .
سامر ببرود : انهم جماعة ، نستطيع اطلاق كلمة "ارهاب"عليهم ، جماعة غربية دنيئة ، حتى
جاك السّفاح يبدو أرحم منهم .
ثمّ أردف بحزن : لازلــت أحتفظ بتلك الصحيفة التي ظهرت فيها سيارة والدي ، تأكلها النيران ،
و لســوء حظه لم يستطع أحد اخراجه ، بل وقفوا متفرجيــن ، و كأنهم يشاهدون أحد أفلامهم التي ينتجونها .
زيــاد بحزن عميق : يا الهي ! و أين أولـئك الأبطال الذين لطالما كنـّا نراهم ، يسارعون في انقاذ الضحايا .
سامر بسخرية : هه ! انهم أبطال بلا شك ، أبطال على الورق ، مجرد صور لا غير
و لأنّه عربيُّ فقط ، تناسوه و تغافلوا عنه .
زياد : و ماذا عنك يا سامر ؟ أيـن كنت حينئذ ؟
سمية بانزعاج : زياد ، أرجوك لا تحمل الفتى فوق طاقته .
سامر بلطف : لا يا خالة ، حقيقة أنا أرتاح ان أخرجت كل ما ينبض به قلبي ، أنا الآن مرتاح أكثر
من الســابق ، لن يؤثـر بيً أي شيء .
ابتسمت و قالت لزياد : لحسن حظك أن محاورك هو " ســامـر " .
تجاهلها زياد و قال لسامر : كيف نجوت يا سامـر ؟ أنا مهتم بمعرفة التفاصيل .
سامر : كنــت قد خـرجت لأنّ والدتي قد طلبت منّي بعض المشتريات من مركز المدينة للتسـوق ،
لم تكن تستطيــع الخروج لأن أعمالها المنزليـة كثيرة في ذلك اليوم ، فـفاجئها والدي بنزهة
جماعيــة ليروح عن نفسها من هموم البيت .
ثمّ أردف : يبدو أنها ارتاحت الآن .
زياد : و كيف علمت بأمر الحادث ؟
سامر بابتسامة باهتة : كنت قد رأيت تجمعا ضخما و بالتأكيد دخانا متصاعدا ،
تساءلت عن السبب كثيرا ، و تفاجئت عندما رأيــت السيارة قد تفحمت ، لم يكن هنالك
أي جثة واضحة الملامح ، حتى تلك الصغيرة قد ذابت .
زيــاد بغضب : و هل كانوا يقفون بلا حراك ، ألم تحركهم مشاعرهم الانسانيـة ؟
سامر بهدوء : لقد كان الذي اتصــل برجال الاطفـاء هـو أنــا .
مــرّت فترة صمت حتى سأل زياد ســامرا حين قال له : و ماذا عن جهـــاد ؟ هل كان معهم ؟
سامر : لا أعرف عنه شيئا ، ربما كان داخل السيارة المحترقة ، و احترق معهم .
زياد بأسى : يا الهي ! هل كل الغرب هكذا ؟
السيد سامح : لا يا زيـاد ، فبالتأكيـد ليس كل العرب متشابهين ، فذلك ينطبق على الغرب .
سامر :الغربيـــون ! هه ، كلهم عندي سواء ، أناسٌ بلا رحمة أو حتى قلب .
تنهدت السيدة سميـة و قالت محاولة الترفيه على قلوبهم : هيـا هيّا بنا لحديقة المنزل ، فالجو يبدو رائعا جدا .
انصرفت و هي تقـول : سأحضر العصير و الكعك ، فلتذهبـوا خارجا .
.
.
.



كشفنا الغطاء قليلا عن سامر و ماضيه ، و انضمت
شخصية زيـاد الى أرفف القصـة ، لكن هنالك
اسم غريب بين تلك الأرفف و قد ذكرته ،
ألا و هو اسم {جهـــاد } ؟
من هو جهاد هذا ؟ و هل مات حقا ؟
البارت كان قصير ، لكنه كان حافلا بالمعلومات ،
و لأني أود اعطاء نفسي فرصة للتنفس ،
فقد انتهت الامتحانات البارحة .
.
.
لا تنسون الانتقادات >_<
.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 07:06 PM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



بداية جديدة ~
+=+=+=+=+=+=+=+=+=
جلسـت عائلة السيد سامح مع زياد في حديقة منزله في الفترة ما بعد الظهيرة حول طاولة متوسطة الحجم ، دائرية الشكل يزينها مفرش منقوش بالأزهــــــار الزرقاء على أطرافه ، و تتوسطها زهرية لطيفة تحمل سيقان أزهار البنفسج بداخلها .
اقتربت السيدة سمية منهم و هي تحمل أطباق الحلوى و أكواب العصير بابتسامة متفائلة جعلت وجنتيها الزهريتين تتكوّران .
وزّعت الأطباق و قالت بمرح : أليس الجو لطيفا اليوم ؟
ابتسم زياد و هو يتناول الطبق منها و قال بسعادة : بالتأكيد فأنا هنا .
ضحك الجميع على ما قاله ، فالتفت السيد سامح لابنه عمر و قال له بخفوت :
ألا زلت مصدوما ؟ و ظننت بي ظن السوء أيها المتسرع ؟!
ابتسم عمر بارتباك و قال بتوتر : لم أسمعك جيدا .
(( حركــــات عمر خخخ ))
نظر له والده بطرف عينه و أطلق تنهيدة تعب : هه ! لا فائدة .
كان الجميع مشغول بتناول أطباق سميّة اللذيذة فاستأذن سامر قائلا بهدوء :
عمّي هل يمكنني التنزه مع صديقي حمزة في نهاية الأسبوع ؟
ثمّ أردف بخفوت : ان لم يكن لديك مانع .
ردّ عليه عمـّه : لا يا بنيّ ، يمكنك الذهاب أينما تشاء .
عمر باستغراب : و لكنك لم تذهب للنادي منذ يومين تقريبا يا سامر ، ظننت أنك ستذهب في نهاية الأسبوع .
سامر و هو يفكّر : أممم ، أنت محق لكن بامكاني القول بانها نزهة اضطرارية لا أكثر .
انجذب الجميع لكلمة قالها سامر فقالوا معا بهدوء : " اضطرارية " .
توقف زياد عن الأكل و قال باستغراب : ماذا تقصد ؟ هل حصل شيء ؟ هل هنالك من يلاحقك ؟
السيد سامح بشك و ريبة : هل هنالك ما تخفيه عني ؟أنت متأكد بأنك بخير ؟
سميّة بتوتر : سامر ، صارحنا من فضلك .
نظر كلا من عمر و سامر لبعضيهما ثمّ أطلقا ضحكة ساخرة .
استغرب الجميع فقال سامر بهدوء بعد فترة من الضحك : كلٌّ ما في الأمر أنني ممتن لصديقي حمزة ، و له جميل عليٌّ ، لذلك أريدٌ أن أردّه اليه بهذه النزهة .
تنهد الجميع و عادوا لأجواءهم الطبيعية .
+=+=+=+=+=+=+=+=+=
الساعة ( 4:35 ) عصرا في منزل الرقيب جاسر ~
كانت فاتن تساعد والدتها في أعمال المنزل ، بينما الأب و ابنيـه خالد و أمجد يلعبون بالورق في غرفة المعيشة .
السيد جاسر و هو يفكر قبل أن يلعب لعبته : أممم ! لن تهزمني يا أمجد مجددا ، عليّ أن أفكّر مليّا قبل أي حركة ضدك .
صرخ خالد منزعجا : ليس عدلا ، لم تتجاهلاني دوما ؟ فأنا بارع في هذه اللعبـة .
السيد جاسر و أمجد بالوقت ذاته : آه نعم نعم أنت كذلك .
نظر لهما بحزن مصطنع : ماذا ؟ هل أنا سيء حقا ؟
في هذه الأثناء قاطعتهم مها و هي تقول بانزعاج و خفوت : أبي .
لم يجبها لأنه كان مشغولا باللعب ، فغضبت و جلست قربه و هي تهزّ كتفه : أبـــــي .
التفت اليها: ما الأمر ؟
ثمّ أردف و هو يلعب لعبته : ألا تريني ألعب الآن ؟
مها باستغراب : كيف لرقيب مثلك أن يلعب هكذا ؟ لا يجوز يا أبي .
السيد جاسر بضحكة : هههه ، يا ابنتي أنا في عملي رقيب ، و في منزلي أب .
مها بانزعاج : أووف ! تتحدث دائما عن الأبوة و أنت لا تستمع لي حتّى .
ثمّ أردفت بغضب : أين واجباتك نحوي ؟ و الاّ سأقول لخالد ما سبب جعلك له يلعب معكما رغم سوءه في هذه اللعبـة .
نظر لهما خالد : ماذا ؟ كما توقعت أنتمــا ...
(( دخل مشاجرة مع أمجد ))
أمجد : افهمني يا أخـ..
خالد بغضب : لن أفهمكــ ..لا أريد ذلك..
تنهّد السيد جاسر و قال لهما ببرود : يكفي يا شباب ، فأنتما معتادين على أن تفسد عليكما أختكما الصغيرة مها كل شيء.
مها بانزعاج : ما بك يا أبي ؟ ما هذه المعاملـة ؟
ربّت على كتفها و قال لها بمرح : أنــا أمزح . أخبريني ما الأمـر يا متسرعتي الصغيرة؟
ابتسمت و قالت : حسنا لكن عدني بأن لا تغضب .
زفر بقوة و قال بهدوء: أعدك .
مها بخفوت و تردد: لقد ... لقد استدعتك معلمتي اليوم بسببي .
ضرب السيد جاسر كفّه برأسه برفق : يا الهي ! ما السبب هذه المرة ؟
دخلت فاتن و جلست ثمّ قالت بجدية : بسبب السرحان أثناء شرح الدرس ، بالاضافة الى الثرثرة و المشاجرة الدائمة مع اعتماد في الحصة .
نظرت لها مها بغضب : ما شأنك أنت ؟
فاتن ببرود : شأني شأن بقية أبناء الرقيب جاسر ، يجب أن لا تفسدي سمعتنا بسبب سرحانك الدائم ، فمك هذا أرجوك أغلقيـه أثناء الشرح .
مها بانزعاج : هه ! انظروا لمن يتكلّم .
كتّفت فاتن يديها و قالت بغضب : و ما بي ؟ على الأقل أنا معلّمة و لا أثرثر
مثلك .
أشاحت مها بوجهها بعيدا : و كأنني لم أسمع .
ثمّ نهضت و صعدت السلالم و هي تقول بعجرفة : متكبّرة .
كان والدهما ينظر لهما باستغراب ، فقال بداخله : " فتياتي المتكبرات "
أشاحت فاتن بوجهها بعيدا هي الأخرى و قالت بهدوء : لقد تحدّثت مع معلمتها و
قررنا بعد نقاش أنه لا داعي لقدومك ما دمت أنا هناك .
ابتسم والدها و قال و هو ينهض : شكرا لك يا ابنتي ، خففت عنّي .
ثمّ انصرف و هو يقول بصوته الرجولي الخشن : أمينة أيقظيني بعد ساعتين ، فلدي أعمال يجب أن أنجزها .
ردّت عليه أمينة من غرفة الغسيل و قالت : حسنا .
صعد السلالم و هو يفرك شعره و يتثاءب من شدة النعاس .
رمى أمجد الأوراق من يده و اتكىء على الأريكة قائلا باستغراب : ألا تلاحظون
أنّ مها تغيّرت قليلا ؟
ابتسم خالد بسخرية و قال : يا لك من شديد الملاحظة ، انها هكذا منذ أن وٌلدت .
أغمضت فاتن عينيها و قالت بهدوء ممزوج بالجدية : أنا اتفق معك يا أمجد ، أظن أن عقلها قد نضج و أصبحت مسؤولة .
" فما ان انهت كلامها حتى سمعوا صوت مها من الدور العلوي "
صرخت مها : لــــــــــــن يهزمني فتـــــــــــــــــــــــ ــى أبدا .
ابتلعت فاتن ريقها و قالت : سأسحب كل كلمة قلتها ، الوداع .
كتم خالد ضحكته : تعرفون أنها تحب التكلم مع نفسها منذ الصغر ، و أنا الذي
ظننت أنها قد تركت هذه العادة .
نهض أمجد متجها للخارج و قال بداخله : " سامر هذا ، دمّر شخصية شقيقتي "
فقاطعه خالد : الى أيــن ؟
أمجد : لا تقلق سأعود بسرعة .
+=+=+=+=+=+=+=+=+=


اتجه عمر لغرفته في الأعلى برفقة سامر الذي شرع يعدّ ثيابه ليذهب للنادي ،

وضع ثيابه في حقيبة الكتف خاصته و نزل الدرجات بمرونة ،

و ما ان انهالت يده على مقبض الباب حتى سمع حديث عمّه من غير قصد

تنهد السيد سامح : هه ! بصراحــة أنا أمر بضائقة ماليـة مؤقتة ، لكنها ستنتهي خلال شهرين .

احتسى زياد كوب قهوة ساخنة و قال : و ما السبب يا سامح ؟ أهي مشاريعك يا ترى ؟

أم أشياء تخص العمل ؟

سامح بهدوء : لا ، بل انها ضغوط العمل ، فمدير صحيفتنا ما ينفك عن اصدار

مشاريعه السخيفة ، لذلك كان عليـه أن يؤجل دفع رواتب الموظفيـن لمدة شهرين

و يدفعها في الشهر الذي يتلوهما .

همس سامر لنفسه : حمدا لله ، ظننت أنها بسببي أنا .

سحب مقبض الباب بقوة حتى يبيّن لهم أنه قد أتى توا ، و اتجه راكضا للنادي .

ركض على محاذاة الشارع ( الرصيف ) ، و نظر لساعة يده قائلا بسعادة :

اقترب الموعد .

انهى جملته و دخل النادي ~

.

.

بعد فترة كان أمجد يتمشى و هو يفكـّر بأن يجعل مها

تهتم بكل شيء ما عدا سامر .

زمّ أمجد شفتيـه و قال بخفوت : هه ! هل هو حقا كما تقول عنه مهـا ؟

( طبعا مها لم تدع شيئا سيئا الا و قالته عن سامر لأمجد المخدوع )

تعثّر أمجد بحجر صغير فركله غاضبا : يا الهي !

و لسبب في نفســه اتجه للشاطىء ، فهو في هذه الأثناء يصبح

خاليا و الأجواء حتما هادئة ، بالتأكيـد ستغير حالته .

فهواء البحر له مميزاته بلا شك .

رمى بنفسه على الرمال القريبـة من الشاطىء ، كانت الشمس تقترب

لتعانق البحــر ، و ألوان السمـاء بدأت تعلن نهاية المسير الصباحي ،

انها تتلون ، نعم تتلون بألوان الغروب ، اقتربت الشمس ، اقتربت و اقتربت حتى

قبّــلت البحر .

شعــّت ألوان الغروب بعيني أمجد ، اعتدل في جلسته ، و ابتسم .

أمجد بسعادة : لا أعرف سبب سعادتي ، منظر بديع ، كيف لم اكتشفه من قبل ؟

( تذكـّر أنه كلّما مرّ من هنا عطـّلته مها و ألهته عن رؤيته ، أو بدأ خالد

ثرثرته معه و كان عليه الاستماع له و النظر اليه بالآن ذاته )

أطلق تنهيدة طويلة و قال بانزعاج : مشكلة أن تكون أخا لأحدهم .

نهض و نفض الغبار عن ثيابه و التفت فوجد سامرا يقف على السور هنـاك .

ابتسم أمجد بخبث و قال : فرصتي .

ركض باتجاه معاكس لسامر حتى يتمكن من الاختباء منه و تتبعه فيما بعد .

كان يحادث نفسه بهستيرية : انهض يا أمجد .. حـرّك جسدك و عظامك .. انتهز الفرصة .

.

.

بعيدا عن توتر أمجد ، يقف سامر - كما هي العادة دوما –

قال بسعادة و صوت مرتفع يطلقه لأول مـرة : جـــهــــــــــــــــــــ ـــــاد

صرخ مجددا : جهـــــــــــــاد ، أيـن أنـــــت يا أخي ؟

.

.

نظر له أمجد بسخرية و قال : هل هو مجنون ؟ أم ماذا ؟

.

.

اتجه عائدا لمنزله ، لكن لسبب ما أراد أن يزور منزل الأستاذ فـريد .

( فضول هذا الولد سيقتله حتما )

سامر : لا أعرف لماذا ينتابني شعور بأن أذهب اليه ؟

حقا ستكون حـرا .. عندما تكون أيّامك غير خالية من الاهتمام بالآخرين ، لكن هل

ما يفعله اهتمام أم فضول ؟ أم الاثنين معا ؟ لنـرى ..

وصل سامر قرب منزل الأستاذ فـريد ، أردا أن يختلس النظر من السور ،

لكنه عدل عن قراره و استبدله بأن يستأذن للدخول .

( مجنون أم مــاذا ؟ )

كانت عينا أمجد تتربصان سامر جيدا : ماذا يفعل ؟ هل هو منزله أم ؟

لا لا ، لم يطرق البـاب اذا ؟

كان سامر يطرق الباب ، لكن لا اجابه .

سامر بداخله : أين سيكـون ؟

التفت متجها لمنزل عمـّه و تساءل كثيرا فقال : هل هو في المدرسـة مثلا ؟

لا و ماذا سيفعل حتى هذا الوقت ؟

.

.

انتهى اليوم بشكل عادي على الجميـع ما عدا أمجد الذي ختم اليوم باكتشاف أين يسكن سامر ، انه انتصار عظيم بالنسبة لــه .

.

.

+=+=+=+=+=+=+=+=+=

أستـاذ فريد ... من أنتــ ؟

في اليوم التالي :~

كالعادة و المعتاد ، فالـصباح في أيام الدوام المدرسي ممل جدا ،

نفس الأحداث تتكـرر ، و كأنها شريط يعاد باستمرار ، الا ان كان فيه

ثمـّة أحداث ، تفجـّر متعة بدل هذا الملل الدائم .

التقى كل من اعتماد و مها أما باب المدرسـة .

مها بفرح: صباح الخير .

اعتماد بسعادة : صبـاح النور .

توقفتا و بدأتا تنظران للأخرى ببرود لفترة ثمّ انفجرتا ضاحكتيـن ، تعانقتا و

قالتا بصوت واحد : هل سيأتي ؟

هزّت اعتماد رأسها نفيا و قالت : لا ، لقد اعتذرت للمعلمـة ، و لم أخبر والدي بما جرى ، ماذا عنك ؟

مهـا بتفاخر : بصراحة ، أبي قال أن فاتن المتكبـرة قد تفاهمت مع المعلمة ، و لا داعي للذهاب .

ضحكتا بانتصار معا حتى قال الحارس عند الباب : الـــــــــى الداخل .

هربتا و هما تصرخان : آآآآآآآآآآآ شــريــر .



.

.

في هذه الأثناء كان السيد سامح قد أوصل الولدان للتو .

أطل برأسه من النافذة و قال معتذرا : عودا مشيا اليوم ، فأنا مضطر أن ابقى ساعات اضافيه في العمل .

ابتسم سامر : لا عليــك .

عمر بانزعاج : و لكـن يا أبــ..

قاطعه سامر و هو يسحبــه : الى اللقاء .

افترقا ، فكل انصرف الى فصلـه .

دخل سامر بهدوء : صباح الخير .

أجابـه الجمـيع : صباح النور .

جلس في مقعده فقال له حمزة : أأ سامر أنا اعتذر لن أستطيع الذهاب في نهاية الأسبوع معك .

تحوّلت ملامح سامر للحزن : و ما السبب ؟

حل الصمت الفصل بكامله ، فقال حمزة و هو يقف بصوت مرتفع : لأننا سنذهب جميعا للتخييم برفقة الأستاذ أكرم .

زفر سامر و قال متعجبا بداخله : هذا الأستاذ عجيـب بالفعل ، أفكـاره تــ...

قاطعه دخول معلم اللغة العربيــة الأستاذ مروان .

و هو متزوج يبلغ الأربع و الأربعون من عمره ،

و أهم ما يميــّزه هو أنه أستاذ لديه خبرة في حركات الطلاب بالفصل .

( يلقبه الطلبــة بــالرادار )

تأفف أحدهم قائلا : ها قد أتى الرادار .

ابتسم الأستاذ في وجهه و قال له بهدوء: للأسف يا بني أنني سمعتك ، فلتقف في الزاوية هناك .

ثمّ صرخ : لأنك معاقب طيلة الحصـة .

الطالب : حااااااضــر أستاذ .

الأستاذ : اجلسوا ، فدرسنا اليوم ممتع ، انه يتحدث عن المفعول به .

تملل الطلبة قائليـن : أستاذ انه درس سهل حفظناه حفظا أبا عن جد .

الأستاذ بمرح : و ماذا عن الحفيـد هههه ؟

- لم يضحك أحد – فخجل الأستاذ بشدة و احمر وجهه و هو ينتظر ردة فعل

من أي أحد

الأستاذ (يرقع) : احم احــم ..

نظر الطلاب لبعض ببرود فنهض حمزة و هو يصفق :

ههههههههه أستاذ دمك خفيــف ، أنت رائــع ههههههه .

( فشلـــه ههههههههههه )

ابتسم الأستاذ و قال : تستحق درجتيــن كاملتيــن يا حمزة .

( مكافأة حمزة هههه )

فنهض بقية الطلبة فيما عدا سامر و نيّف قليل ، و قاموا بالتصفيق :

أستاذ أنت مدهش .

( طمعا في الدرجات )

ابتسم الأستاذ في وجوههم ثمّ عبس بشكل مخيف و قال بغضب : ناقص درجتين في السلوك .

( عقابهم لأنهم ما انقذوا الموقف من بدايته )

و مضت الحصـة كالمعتاد ، مملـة .

.

.

وما ان رنّ الجرس حتى أنه لم ينته من رنينه حتى وصل الأستاذ فريد

و نفسيتــه عند أنفه ، دخل الفصل و مسح السبورة ثمّ بدأ

يكتب العنوان بشكل سريع ، هذا كلـه و السيد مروان لا يزال في الداخل .

( اليـــوم الأستاذ مروان بصراحة يعني كان واحد (( مسكيــن )) )

نظر له السيد مروان نظرة فقير مسكـين بينما الأستاذ فريـد

كان غير مهتما بل كان يضبط نظارته الطبيّة .

خرج الأستاذ مروان و قد تم كسر هيبته ببساطة .

الأستاذ مروان بغضب : من يظن نفسه ؟ ألا يعلـم أنني بعمر والده الآن ؟


.
.
جلــس الأستاذ فريـد يتحدث عن الدرس :حقيقة أنه
لشيء عجيب أن أقوم بتدريس قيم و أشياء أنا لا أقوم بها .
أليـس هذا بالأمر العجيـب ؟
هزّ الجميـع رأسـه : أجل .
نهض الأستاذ و قال بمرح : جيـّد ، لكنني و بما أنني قد تغيّرت قليلا ،
سأقوم بما أدعو اليـه ، هل وصلت المعلومة أم .. ؟
قاطعه الطلبـة : وصلــــت .
هزّ رأسه مجددا : جيــّد .
في هذه الأثناء كتب هيثم رسالة في ورقة صغيرة جدا و رماها على زميله
رائد الذي يبعد عنه طاولتيــن من جهة اليمين .
استقبلها رائد و قرأ :
" أسأل الأستاذ عن عمــره ، ينتابني فضول حول ذلك "
أومأ له رائد و قال : أأأ أستاذ هنالك اشاعة في ثانويتنا تقول بأنك
تبلغ الثالثة و الخمسين .
هيثم بغباء في داخله : ألم تجد غير هذا الرقم ؟
نظر له الأستاذ و قال : و أنا للأسف لا اهتم للاشاعات .
رائد : اذا كم عمرك ؟
الأستاذ فريد : ليس مهما .
هيثم : أرجوك أستاذ .
الأستاذ باستغراب : و ما المفيد في معرفة عمري ؟
ابتسم هيثم بوسع شفتيـه : مجرد فضول .
( أظن أن الفضول صفة مشتركة بين الطلبة )
الأستاذ بجديـة : أنا في العشرين من عمري .
صرخ الطلـــبــة معا : العشريـــــن .
احمرّت وجنتي الأستاذ فقال : و ما في هذا ؟
رائد بفرح : أنت أكبر منــّا بأربع سنوات فقط .
شعر الأستاذ بالخجل الشديد : و الأربعة سنوات هذه قليلة ؟
( اليوم الأساتذة كلهم خجووليـــن خخخخخ )
رائد : لا و لكنك صغير .
الأستاذ فريد بداخلـه : جنت على نفسها براقـش .
سامر بداخله : انه ....
حمزة : هل أنت متزوج أستاذ ؟
الأستاذ فريـد : و هل أنا في تحقيق ؟
هيثم : نريد أن نعرف عنك المزيد أستاذ ؟
الطلبة كلهم : أجل ... أرجوك أستاذ ..
هدّأهم الأستاذ قائلا : أشرح الدرس أولا ، و ان بقي من الوقت شيئا سأجيبكم عن أسألتكم التافه ، مفهوم ؟
الجميـــــــــــــع بسعادة: مفهوووووووووووم .
( لقد تغيّر حقا )
كان الأستاذ فريد يشرح باهتمام و حرص : مع كل ثانيـة تبدأ حياتنا
الجديدة ، لذلك يجب أن ننطـلق بمرح للقيـاها..
فالأفضل دائما أن نتطلع للأمام بدلا من النظر للخلـف .
صمت و هو يتأمل وجوه الطلـبة باستغراب فقال بقلق : ثمة خطب مـا ؟
هز الجميع رأسه نفيـا : لا أستاذ تفضل أكمل الدرس .
شكّ الأستاذ فريد قليلا : أكيـيد ..
فأكمل : طلابي غير الطبيعين ، ان كل شخص منكم محتاج للشجاعة
في دربـه الطويل ، حتى تصل الى بـر الأمان من الصحة و الايمان و الأمـن .
فليست الشجاعة قاصرة على أوقات الشدة أو أوقات الغرام .
استأذن رائد : كيف ذلـك أستاذ ؟
الأستاذ فريد و هو يتجه للسبورة – لأنه كان يتمشى بين الطلاب - :
مداخلة ممتازة أيها الرائد .
ثمّ أكمل : انها تعني أنك تحتاج الشجاعة دائما لأنك ستصطدم و هذا مما لا شك فيه بــعثرات في ..
توقف الأستاذ فجأة و لم يكمل حتى بدأت تتلامع عيناه و كأن الدموع على وشك السقوط .
سامر بخفوت : أستاذ أنت بخيــر ؟
نظر له الأستاذ و هزّ رأسه و عاد يكمل : لأنك ستصطدم ببعض العثرات في هذه الحياة ، مصائب و مشاكل و مخاطر و أشيـاء و أشيـاء .
ثمّ أردف : هل وصلت المعلومة ؟
هزّ رائد رأسـه : أجل ، شكرا أستاذ على التوضيح .
أخذ الأستاذ قلما و بدأ يكتب على السبورة : هيـّا أخرجوا دفاتركم و اكتبوا الدرس.
الجميــع بسعادة : حــــــــــــــــــــــــ ـــاضر أستاذ .





بدآية جديدة للجميـع ، أهم شخص كان أنت ، أنت أيها الأستاذ !
بدآيتك الجديدة تستحق مسمـّى جديدة حقا .
لقد تغيـّرت ، و مع كل لحظة أراك فيها افرح ، و السبب
مجهول ، من أنت أستاذي فريد ؟
طيـّار الكاندام على لسان سـامر ~

أهم شيء الانتقادات نبشوا عدل ههه



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.