آخر 10 مشاركات
تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-23, 07:10 PM   #21

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





.,’:"؟.‘؛..~ فقدان الأمل .,’:"؟.‘؛..~

ليست العظمة أن لا تفشل أبدا و انما هي أن تنهض بعد كل سقوط ،
فطريقنا ليس مفروشا بحشائش ناعمةermm
انما هو درب جبلي مليء بالصخور لكنه يتجه صاعدا و الى الأمام نحو الشمس .
.
.
ابتسامة كاذبة غمرت وجه الأستاذ فريد الذي يجلس في مكتبه بعد
حصـته الطويلة جدا في نظره .
همس لنفسـه :سيظنونها كذبـة ان شاهدوا الملف .
تابع بسخرية : هه ! هل كان ناصع البياض حتى أقلق بشأنه ؟ انه سواد في
سواد .
تنهد و بدأ يلعب بقلم أمامه ،فقاطعه دخول الأستاذ بسـّام والذي هو زميل فريد في القسم
و صاحب مكانة لدى فريد ، اضافة الى أنه تربطهما صلة غريبة بعض الشيء.
ابتسم بسـّام و قال بعد أن أغلق الباب : فريد يا فريد مالذي فعلته ؟
نظر له الأستاذ فريد بصمت ، فتابع بسـّام :
أحد أوليــاء الأمور تقدم بشكوى ضدك .
اتكىء فريد على الكرسي و قال ببرود: و ما الغريب في هذا الأمر ؟
ضحك بسـّام :ههههه ، دائما تكون هذه اجابتك .
فريد بهدوء : و ما نوع الشكوى هذه المرة ؟
بسـّام : يقول بأنك قسوت على ابنه ؟
فريد ببرود : يستحق هذا فهو لم ير ابنه كيف كان يشتت انتباهي أثناء شرح الدرس.
بسـّام بجدية : كن رحيما يا فريد ، فكلّ من تلقاه يخوض معركة قاسية .
غضب فريد و نهض من مكانه منزعجا: و هل جربوا خوض معاناتي ؟
ربـّت بسـّام بهدوء على كتفي فريد : اهدأ و اجلس يا فريد ، لا داعي لكل هذا الانفعال .
أطلق فريد زفرة قوية و جلس .
اتجه بسـّام للمطبخ التحضيري في القسم و أعدّ كوبين من
القهوة الساخنة .
قدّم كوبا لفريد ثمّ جلس : احتسي هذه فوجهك شاحب هذا اليوم ، ستمنحك بعض الطاقة .
جلس بسـّام و قال : بالمناسبة سمعت أنك تقسو على خادمتك في البيت .
فريد باستغراب : أأخبرتك بهذا ؟
بسـّام : لا ، بل أنا من اكتشف ذلك يا عزيزي ، فكما تعلم أن أدرّس مادة العلوم النفسية و
أطبقـها عمليا.
ثمّ أردف : عرفت ذلك من طريقة كلامها و حركاتها ، أرجوك يا فريد لا
تقسو عليها ، أتعلم أنها تخاف عليك أكثر مني ؟
فريد بانزعاج : تصرفاتها الحمقاء تجعلني أقسو عليها .
بسـّام بانزعاج : كل الناس لا تعجبك تصرفاتهم .
ســــــاد الصمت المكان لفترة حتى قطعه فريد قائلا بخفوت :
لقد أخبرت الطلــبة بأني أبلغ العشريـن يا بسـّام .
سعـل بسام القهوة من فمه *
نظر له فريد بهدوء فقال بسـّام و هو يمسح ما انسكب عليه بانزعاج:
آه يا فريد تعرف أنني بالكاد استطعت أن أغيـّر ملفك في الحاسوب،
لقد حاولنا أنا و أنت جاهديـن لنجعل عمرك أكبر .
فريد بقلق : و ما العمل برأيك ؟
بسـّام : أخبرهم بأنك كنت تمزح معهم فحـ..
توقف بسـّام عن الحديث ثمّ قال بسعادة : لحظــة ! هل تحدّثت معهم يا فريد ؟
احتسى فريد قليلا من القهوة ثمّ قال بانزعاج : ليس تماما .
بسـّام : انه شيء جيـد ، هذا يعني أنك شرحت لهم الدرس .
طأطأ فريد رأسه و قال بخفوت : أجل .
ابتسم بسـّام : ولم تبدو حزينــا اذا ؟
رفع فريـد رأسه بقلق : هل تظن أنني ...
صمت ثمّ نهض و هو يقول : لا انس الأمر فقط .
بسـّام : فريد ، الى أيـن ؟
أشار له فريد بيده من الخلف : سأتمشى قليلا .
فريد بداخله : " الشــرطة تريديني غدا لفتح ملف القضية الغبية "
تنهد بسـّام : يجب أن أقول أنك بدأت تتحسـن ، قد أكون من مدّ لك يد العون،
لكن هذه اليد لن تدوم يا صديقي .

------------------------

.,’:"؟.‘؛..~ الصديـق لآ يحاسب .,’:"؟.‘؛..~

مهما كان ما يمر بنا من أزمات أو صعاب فاننا لن نلقي اللوم
على تأخر صديق لنا في مد يد المساعدة ، صحيح أن الصديق وقت الضيق،
الا أننا حتى في هذه الأوقات نلتمس له الأعذار فهو قبل كل شيء لا يزال انسانا .
.
.
غلبت الحماسة على كل من مها و اعتماد اللتان نسيتا تماما
أنهما لا تزالان في حصة دراسية ، كانتا متحمستين لفترة انتهاء الدوام
المدرسي للخروج لرحلة تسوق .
و كان حديثهما يتم عبر أوراق صغيرة ،
مها -كالعادة- هي من كان يبدأ بالدردشة فتقع اعتماد مرآتها
في كل شيء بالمشاكل معها .
رغم أن عيني المعلـّمة لم تستطع ابصارهما الآ أن عين من هي أشد كآنت تلتقط
تحركآتهما .
صرّت " وداد " بأسنانها وصرخت و هي تقف : حضرة المعلـّمة هلاّ رأيت ما يحدث هنا.
أشارت بالسببابة على اعتماد و مها اللتان نظرتا لها بانزعاج .
توقفت المعلـّمة عن الشرح و ضربت المسطرة بالطاولة بقسوة :
What is happenning now ? <<< لا تزال تحت تأثير الدرس
أخذت اعتماد الورقة الصغيرة التي دفعتها لها مها بخفية و وضعتها في كمها .
اقتربت المعلـّمة منهما و هتفت : ماذا هنالك يا وداد ؟
وداد بخبث : مها و اعتماد تشتتان انتباهي بقيامها بارسال الرسائل .
المعلـّمة بغضب : رســائل !!
ثمّ أردفت : و في حصتـي .
اعتماد : أنا أنـــا ...
مها بتوتر : ماذا ؟ رسائل !
ضربت المعلـّمة بالمسطرة طاولتهما : هل هذا صحيح ؟
سقطت اعتماد مغميــا عليها فصرخت مها بقلق : اعتماد ، هل انت بخير ؟
توترت المعلـّمة : يا الهي !
مها : لابد و أنها متعبــة .
ثمّ التفتت نحو وداد و هي تقول : هل كان بامكان شخص متعب أن يرسل رسائل يا وداد ؟
صدّقت المعلــّمة ما يجري و ألبست التهمة على وداد .
المعلـّمة : لنحملها للعيادة .
أومأت لها مها بالموافقة ، و حملتاها .
.
.
غادرت المعلـمة بعد الاطمئنان على اعتماد ، بينما مها جلست
قربها .
نهضت اعتماد بسرعة و هي تكتم ضحكتها : ههه ، كان شكلها مضحكــا .
تفاجئت مها : اعــ... اعتماد !!
ابتسمت اعتماد وقالت و هي تضحك : ما بك ؟ حــاولت أن أفعل شــيئا
لأنقذك بل و أنقذ أنفسنا .
مها باستغراب : أنت بـــارعة حقا !
اعتماد : كان والدي يقول لي بأنني ممثلة في المنزل .
مها بسعادة : هل رأيت وداد ؟
اعتماد بسخريـة تردد ما قالته وداد : >كانتا تشتتان انتبهاي< ، هه! لمِ كنت تراقيبننا اذا ؟
مها : المهم ، سنذهب للتسوق اليوم ، حسنــا .
اعتماد : بالتأكيــد .
.
.

------------------------

.,’:"؟.‘؛..~ أفضل أخ قد حظيت بـه .,’:"؟.‘؛..~
- الجزء الأول

قبل قدوم أستاذ اللغة لفصل عمـر - وكما هي العادة - يجلس الطلبة
يتحدثــون .
كان الجميــع مشغول بالتحدث عن أحدث هاتف خليوي قد نزل
الأسواق ، و ممــيزاته و خصائصه.
كان يبدو أن عمـــر قد راق له هذا الجهاز .
اتفقت مجموعة مكونة من عمر و بعض رفاقه على شراءه
اليوم .
.
.
أمـّا في فصــل سـامر فقد كان المديـر عندهم ليجري تفتيشا عن قرص مسروق
يحوي معلومات عن المدرسة و معلـّميها .
المديـر بغضب : أريد أن أعرف من الذي سرق القرص ، لقد كان على مكتبي قبل دقائق.
رائد بجديـة : أستــاذ ! و لم فصلنا بالذات ؟
المدير بغضب : ليس فصلكم وحده ، سيتم تفتيش المدرسة بكاملها .
كانت الصدفـة أن مـرّ كل من الأستاذ أكرم و الأستاذ فريد الذي وصل في مشيـه الى الفصل ،
رفع الأستاذ أكرم يده مرحبـّا بالأستاذ فريد : مرحبا ، فريد .
ثمّ تقدم عند باب الفصــل و قال و هو يستفسر عن سبب هذه الضجـة :
مرحبــا سيد نظــام .
السيد نظام (المدير)بانزعاج : أهلا
الأستاذ أكرم : ما الذي يحصل ؟
رائد بارتباك: انه يتهمنا بأننا قد سرقنا قرصا من مكتبــه قبل دقائق.
ضحك الأستاذ أكرم : ماذا ؟ و كيف ذلك وأنتم في فصولكم تحت اشراف المعلـّميـن ؟
ضحك الطلبــة : ههههههه ، صحيح كيف نسينــا ذلك ؟
ابتسم حمزة و همس لسامر : لقد أصيب مديرنا بالخرف في آخر عمره .
غضب السيد نظام و احمـرّ: ماذا ؟ اذا من الذي سرقه ؟
الأستاذ أكرم ، عفوا سيد نظام أرجو عدم الؤاخذة لمقاطعة كلامك .
ثم أردف : لا تنسوا أن تخبروا أولياء أموركم بشأن الرحلـة
و أهم من ذلك أمتعتكم احزموها من الآن .
سامربجدية : ماذا عن كتبنا ؟
الأستاذ أكرم : بارك الله بك لقد ذكـرتني بشيء مهم ، أريدكم أن تحضروا دفاترا للملاحظات لأني
سأرسلكم في مجموعات استكشافيـة لاستكشاف الغابة من حولنــا .
ابتسم سامر بداخله : رائع ! مجموعات استكشافية ، ان كان كذلك ستكون رحلة رائعه.
السيد نظام وجدها فرصة لتوبيخ الأستاذ أكرم : اسمع يا أكرم ! أي اصابة مادية ، جسدية أو معنوية
للطلاب بسبب رحلتك التافهة ستقع بين أنياب الطرد من الوظيفة نهائيا .
تهامس الطلبة فيما بينهم عن أسلوب المدير الفظ مع الأستاذ أكرم .
شعر الأستاذ أكرم بأن المدير يقيـّده تماما ، لقد خانه وجهه ليكشف عن ملامح الحزن و النكد .
رآه سامر بتلك الملامح لأول مرة فقال بداخله : " انها المرة الأولى التي أرى فيها الأستاذ هكذا "
ودّع الأستاذ أكرم الطلاّب و غادر .
.
.
كان فريد ينصت لحديثهم ،فانصرف متجها للقسم ، ودخل
ليتفاجىء بـــبسـّام الذي لا يزال جالسا هنا .
فريد باستغراب : بـسـّام ، هل أنت من قام بذلك ؟
بسـّام بارتباك : قام بماذا ؟ أنا لم أخرج بعدك، لقد كنت هنا طوال الوقت.
فريد بداخله:" أمر غريب" .
.
.
انتهى الدوام
المدرسي و عاد الجميع لمنزلـه .
وقف كل من عمر و سامر أمام باب المدرسـة .
عمر بضجر : يا الهي ! أبي لم يأت .
سـامر بهدوء : لنعد سيرا على الأقدام فأنا لم أذهب للنادي منذ فترة ،
ستكون فرصة لنا يا عمر .
عمر بانزعاج : بالتأكيد سنعود فوالدي أصبح مهملا .
سامر : عمر! لا تقل ذلك ، مهما كان الظرف فهو لا يزال والدك .
ركض عمر : هيا بنا يا سامر ، هل تسابقني ؟
سـامر بسعادة : أكييـد ، لكن ما هي الجائزة ؟
عمر : انها الحريـة .
سـامر و هو يتسابق : لكنني حرّ .
ابتسم عمر بخبث : لأن الخاسر سيبقى مع أمل اليوم ؟
ضحك سامر بلطف : هكـذا اذا ، أعدك أنني سأنال حريتي .
ركض سامر بأقوى ما لديه و سبق عمـر .
عمر : لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااا
وصلا للمنزل و هما يضحكان
كانا يلهثان ، فقال عمر : يا لي من أحمق ما كان عليّ أن
اقترح مثل هذا العقاب .
ابتسم سامر و أراد أن يفتح الباب لكنه فـــٌتح قبل أن تصل يده للمقبض،
تعثر فأمسـك به أحدهم ، رفع رأســه و قال بهدوء : سيـ..سيـد زيـاد .
ابتسم زياد : آســف يا سامر كدت تسقط بسببي .
سامر بابتسامة : لا عليك ، شكرا لأنك أمسكتني .
زيــاد : كنت سأذهب لاصطحبكما ، لم أتوقع أن الوقت مبكر .
عمر باستغراب : انها الثانيــة ظهرا ، و تقول مبكر .
نظر زياد للساعة حول معصمه : اذا فساعتي معطلــّة ، أرجو المعذرة .
دخلوا فاستأذنهما زياد قائلا : اعذراني .
ســامر بقلق : البيت هادىء .
ابتسم عمـر : لكنه لن يصبح كذلك .
هتـف بانزعاج : أبـــــــــــــــــــــــ ــــــــي !!
دخل عمر لغرفة جانبيــة ، ليجد والديـه و أمل تشاهد التلفاز بعدم اكتراث .
عمر : أبي !
السيد سامح : أهلا بني .
جلس عمـر : سأذهب اليوم مع أصحابي ، لشراء ذلك الهاتف الخليوي الجديد .
السيد سامح : يمكنك الذهاب لكن لا يمكنك شراؤه .
عمر باعتراض : لماذا ؟
السيد سامح بغضب : لم لا تفهم ، ان كنت ستشتريـه فيجب أن تشتري لسامر
أيــضا .
عمر باستغراب : و ما المشكلــة ؟
تنهد السيد سامح : أنا لا أملك مبلغا كافيا ، يجب أن أدخــره لكم الى حيــن
تسديد مديري الفواتيــر .
عمـر : و ما ذنبي ؟
السيد سامح بغضب : اصمت ! لقد أصبحت كبيرا كفايـة لتحمل المسؤوليــة،
أنا لن أعطيك مبلغا واحدا و أنت لن تتجـرأ على شراءه .
تلألأت عينــا عمــر بالدموع : أ حقــا ما تقول ؟
ثم أردف و هو يشيـرنحو أبيه بسببابته و يصرخ: كله بسببك ، لم وافقت على العمل في
القطاع الخاص و أنت تعرف أن الحكومي أفضل ، لم ؟
صفعه والده بقـوة : قلت لك اصمــت .
تفاجىء عمــر كثيرا ، انها أول صفعة يتلقاها من والده .
صرخت السيدة سميـّة و ضمـّت ابنها ثمّ همست لزوجها : يكفي يا سامح ، يكفي أرجوك .
توتر السيد سامح لم يتوقع أن يضرب ابنه الأكبر يوما من الأيام و يؤذي مشاعره
أو مشاعر زوجتـه .
صرخت أمل الصغيرة و بدأت بالبكـاء وهي تضرب ساقي والديها: أنا أكره أبي أنا أكره أبي .
* كان سامر قد سمع ما جرى حرفيــا .
ترك حقيبته عند باب المنزل و خرج و هو يحاول كتم عبراته التي تخنقه
و تمنع عنه التنفــس .
كان يركض لا يعرف الى أيــن يذهـب ؟
كانت قدماه هما اللتان تحددان طريقه و قلبه غافل تماما .
شهق سامر باكيا : ليتني كنت معكم عندما احترقتم ، ليتني .
و أردف بعبراته المتقطعه : أنا أسبب المشاكل للجميــع ، لقد دمرت حياتهم و علاقاتهم.
لم يكن ير ما أمامه ، حتى كادت تصطدم به احدى السيارات فهتف سائقها
- أنت ألا ترى أمامك ؟
اعتذر له سامر وهو لم يتوقف : آسف .
صرخ بصوت مرتفع في الشارع: الــى أيــن سأذهــب ؟ و من سيؤويني ؟
اتجه للمكان الذي لطالما كان يشكو اليـه همومه .
اتجه للبحر و ابتسامة مصطنعه تعلو وجهه المليء بالدموع .
.
.
وصل للشــاطىء و هو يلهث و كأنه حمل ثقيل .
نزع حذاءه و بدأ يمشي كالتائه على رمال الشاطىء.
جـلـس قائلا بخفوت: هل لك مكان عندي أيها الصديـق ؟ هل تقبل
بشخص فقيــر ذليــل مزعج وغبي ؟
ثمّ أردف كالمجنون : لمِ لا تجيبني ؟ هل تقبل بضيــف ثقيـل ؟ هل تقبل ؟
نهض و رمى حذاءه على الموج و هو يصرخ : لم لا ترد علـيّ ؟
هل لأن لك مكان تؤي اليـه ؟ هل لأن هذا موطنك ؟
لماذا لا تجيبني اذا ؟
جلس مستسلمـا مهزوزا وضمّ نفسه بقوة بوضع قرفصاء و
هو يبكي بحرارة و اختناق .
.
.
لنعد بالزمن للوراء قليلا ، بعد أن خرج سـامر ، كان عمر قد صعد لغرفته، و
الدموع تحفر طريقها بوجنتيـه .
أغلق الباب على نفسـه و استند عليه وهو يجلس منهارا .
.
جلس السيد سامح و هو يدفن وجهه بكفيـه حزنا و ندما : عمـر .
زمـّت السيدة سميـّة شفتيها و قالت بانزعاج : هل يعجبك ما فعلتـه ؟
هل راق لك ذلك ؟
صرخ السيد سامح بوجهها : سميــة ! أنت زوجتي ، يجب عليك أن تخففي
عني لا أن تضاعفيها على رأسي .
السيدة سميـة عتاب : ما قاله عمر صحيح ، كيف وافقت على العمل بالقطاع الخاص ؟
انزعج السيد سامح و خرج من الغرفة فتعثر بشيء.
قال منزعجا : أووه
ثمّ أردف بقلق : هل .... انها حقيبة سامر .
التفت قائلا بارتباك : سميـّة بسرعة يا سميـّة .
اقتربت بقلق : ما الأمر ؟ لم تصرخ ؟
رفع السيد سامح الحقيبة قائلا : هل هي لسامر ؟
هزّت رأسها : أجل انها لــه .
رفع معصمه ليتأكد من الوقت : انها الرابعة و النصف .
ثمّ أردف : سميــة ، أرجوك تأكدي أنه في الأعلى .
اتجهت سميـة للأعلى و هي تهتف باسمه : ســامر بني ..
همس لنفسه : " هل سمع ما جـرى ؟ "
استند على الحائط و هو يشد بكفه ندما :
" لم أوفر لأحد السعادة "
.
.
كانت أمل تطرق باب غرفة عمـر و سامر
أثناء بكاءها :عمــر ، عمر ، أمل لا تحب أبي .
سمع عمر صوتها و ابتسم ، فتح لها الباب فغاصت بحضنه
بسرعة و هي تبكي : أمل ستضع أبي في السجـن .
ضحك عمـر و قال و هو يمسح دموعه :
لا ، فأبي طيـب و هو يحب عمـر .
أمل ببراءه : لكـنّ أبي ضرب عمـر .
وضع عمر كفـّه على خده و قال بداخله :"صفعته كانت قويـة"
وضعت أمل يدها على موضع الصفعة و قالت : أمل طبيبة ، و ستبعد الألم .
تذكـر في هذه الأثناء -بسبب أمل- سباقه مع سامر .
نهض مفزوعا : يا الهي ! هل.. هل ..
لم يستطع النطق بشيء ، بيـد أنه نزل السلالم بسرعة فلاقته والدته تسأله:
هل ســامر هنا ؟
أومأ لها بالنفي ، و اتجه للخارج .
لم ينتبـه عمر على والده و خرج مسرعا .
لحقت به أمه : غيـّر ثيابك يا ع.....
السيد سامح : هل هذا يعني أن سامرا ليس في الأعلى ؟
تنهدت السيدة سمــية و قالت بداخلها : "أرجو أن يكون ما حدث درس لك يا سامح" .
.
.
.

بدأت الشمس رحلت المغيـب ، اللحظات التي يحبها سـامر .
لكن حتى هذه اللحظات لم تمنع عنه بكاءه : لا استطيع تحمـل ألم اليتمة .
توسعت عيناه فجأة و هو يرى ظلا على الرمال يدنو منه ، و يقترب أكثر ،
انه الشخص الذي كان يتبـع سـامر.
جلس ثمّ قال بصوت هادىء : مـرحبـا .
لم يجبـه سـامر ، وظل يحدّق به لفترة .
ابتسم الطرف الآخر و قال : تبدو حزينـا .
سـامر بداخـله : " و هل جربـته يوما ؟ "
قال له : اسمع أيها الفتى ، أنا لا أعرف ما مررت به ، لكن هل ترى تلك
الصخرة الشمـّاء في عرض البحـر ، انها صامدة و راسخة ، لا تهزها الأمواج
العاتيــة .
ثمّ أردف : أنت رجـل ، و الرجال أفضل من تلك الصخرة في صمودها .
ضحـك و قال : قد أكون ضعيفا أمام أختي الصغيرة ، لكنني أبقى رجلا في
تعاملي مع المواقف .
ردّ عليه سامر بيأس: ماذا لو كنت وحيدا في هذا العالم ؟ لا أسرة لك أو حتى بيت ؟
فقال له بجديـة : قبل ذلك أريد أن أعرفك على نفسي ، ادعى أمجد .
( تعرفونه ؟ )
صافح سامر و هو يقول : ما اسمك ؟
( طبعا أمجد عارف انه سامر )
ردّ عليه سـامر ببرود : و أنا سامر.
ابتسم أمجد و قال له :لا مكان في هذا العالم للجبناء .
لابد أن نكون جميعا بشكل أو بآخر على استعداد للكدح و المعاناة و للموت.
سـامر : لم تقول لي مثل هذا الكلام ؟
ابتسم أمجد : أريد أن أساعدك .
سامر باستغراب : تساعدني ؟ أنـــا !
هزّ أمجد رأســه : أجل ،اذا لم يساعد بعضنا بعضا فمن سيساعدنا ؟
ابتسم سـامر و قال بداخلـه : " جيد أنني بكيت هنا و لم أبكـ في أوروبا "
ثمّ أردف بخفوت : على الأقل سأجد من يمدٌّ يد العون لي .
أمجد باستغراب : هل قلت شيئا ؟
سامر بارتباك : لا أبدا .
ثم سأل بتردد : هل لي بسؤال ؟confused
ابتسم أمجد و قال : تفضل .
سامر بهدوء : كيـف يكون الانسان سعيدا اذا كان الحزن يسيطر عليه ؟
نهض أمجد و قال وهو يحرّك يده بطريقة دراميـة :
ذوت السعادة القديمة و ماتت ،لكن..
انظر هناك الى الخضرة التي تغطي الأرض ...
انها بداية لحياة جديدة أفضل ..
ابتسم سامر و قال : و أين تلك الأرض ؟mad
وضع أمجد يديـه على خاصرته و قال بشكل مضحك : يـــاااه أنت يائس بالفعل .
ثمّ أردف : انها حكمة لــبام بروم ، أليست رائعه ؟
اتجه نحو حذاء سامر الذي يلعب الموج به و أحضره و هو يسكب الماء منه.
شعر سامر بالخجل و أخذه منه : المعذرة أنا آسـف .
ابتسم أمجد وقال له : لا عليــك .. فـ ..
* قاطعه رنين هاتفه الخليوي*
استأذن أمجد : عذرا .
ردّ على الهاتف : حسنا ، آها .. و متى بالضبط ؟ هل انتهت اعتماد أيضا ؟
سآتي فورا .
غادر أمجد و هو يقول : تذكر أن السعادة عطر، لا يمكنك أن تعطـّر به الآخرين
دون أن تتعطـر أنت أولا .
نهض سامر و الهواء يلعب بشعره : لقد عـقـّدت الأمور عليّ ، و كيف أصبح سعيدا ؟
.
.
.
وصل أمجد للمركز التجاري حيث شقيقته مها وزميلتها اعتماد .
وجدهما قد خرجتا من مطعم للتو .
هتفت مها : هيــه ! أمجد .
اقترب أمجد : هل انتهيتن ؟
أومأت له اعتماد بينما قالت له مها : هل تساعدني في حمل المشتريات ؟
أمجد : لا بأس و بسرعة لأن والدي غاضب جدا اليوم .
مها ": كم الساعة لديك ؟
أمجد : انها السادسة مساء .
اعتماد : تأخرت كثيرا .
مها : من الجيد أن منزلك قريب .
ابتسمت اعتماد و قالت : الى اللقاء .
ودّعتها مها ثم بدأت تمشي بمحاذاة أخيها أمجد ،
ابتسمت و هي تريــه دفترا صغيرا : انظـر !
أمجد : و ما هذا ؟
مها : انه دفتر يوميــات ، سأسجل موقف اليوم بالتأكـ..
توقفت بحزن * ><
استغرب أمجد وقوفها هكذا : ما بك ؟
قالت بصوت خافت : أمجد لقد كذبت على المعلـّمة أنا و اعتماد اليوم ؟
توقف أمجد بغضـب بعد أن سمع من مها هذا الكلام .
.
.
.
كان عمر قد بحث و بحـث في كل مكان يتوقع أن يجد سامرا بـه ،
لكن بلا جدوى ، حتى السيد سامح و زياد الذي علم بما حدث فيما بعد
لم يجداه .
لم تنفك الاتصالات عن التوقف فيما بينهم لسؤال عن أي شيء
يتعلق بسامر .
سميـّة كانت تجلس قرب الهاتف لتلقي أي اتصال من سامر .
.
.
أما سامر فبعد أن جنّ الليل و أسدل سدوله و جفـّت ثيابـه قرر العودة ، لكن
كيف سيعود ؟ ليس لديه مكان بين أشخاص يثقل عليهم.
تذكـّر أنه لم يخبر عمـّه بأمر رحلـة التخييـم .
كان يمشي على الرصيف بهدوء : لدي مال ادخـرته في أوروبا ،
سأحوّله للعملة العربيـة ، كنت أتمنى أن اشتري به
عدة التخييم لكن - كما قال عمـّي - أصبحنا مسؤولين الآن .
قرر سـامر العودة لكنه كان مترددا .
ركض و هو يقول : " اذا لم يساعد بعضنا بعضا فمن سيساعدنا ؟"
عــــــبر الــشارع و لم ينتــبه لسيارة كادت أن تصطدم به ، لكن سائقها
ضغط على الفرامل بقوة حتى توقفت .
تراجع سامر قليلا و فقد توازنه ، لم يكد يمــيـز أحدا بسبب قوة الضوء
المنبعث من مصابيح السيارة الأمامية في هذا الليل .
اقترب شخص منه و ساعده على الوقوف .
أراد سامر شكره : شكـ..... عمـّي .
توسعت حدقتا عينيه خوفا و قلقا بالوقت نفسه .
تراجع في خطواته قليلا .
نظر له السيد سامح بغضب و أمسك معصمه و قال له مؤنبا:
ماذا لو أنني صدمتك ؟ ماذا لو أنك مـت الآن ؟
طأطأ سامر رأسه : اعتذر .
نظر له السيد سامح بعطف ، اقترب منه و ضمـه بحنان :
بل أنا من يجب أن اعتذر ، لقد كنت مقصرا في حقوقكم جميعا .
بكـى سـامر أكثر و هو يغوص بأحضان والده الآخر : أبــــي !
مسح السيد سامح على شعره و قال له : ابك كما تشاء ، لترتاح فيمــا بعد .
.
.
.
اتصل فيما بعد على سميــة و أخبرها بأنه وجد سامرا .
عاد زياد للمنزل بعد أن وصله الخبر من شقيقته ، و كذلك عمر بعد أن يأس من
البحث الطويــل .
كان سامر قد نام في السيـارة من التعب و الارهاق اللذان
لعبا فيه .
ابتسم السيد سامح و هو ينظر اليــه : انه يشبك يا بدر ، في كل شيء .
.
.
لدى سامرا خطة جيدة لمساعدة عمه في الجزء القادم باذن الله
فماذا ستكون ؟ و هل سيحظى بفرصة الذهاب للتخييم ؟
يا ترى ماذا سيفعل أمجد بشقيقته مها ؟
ماذا ستكون ردة فعله السريعة ؟

.
.

ان شــاء الله ، كان الجزء تمام ؟؟!~
و طويل ~
أي انتقاادات والله مشتاق لها حيــل .
.
.


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 07:14 PM   #22

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




’،‘؛":.~ الصديق لا يحاسب ~.,’،‘؛":.~

-الجزء الثاني

تدلـت النجوم البرّاقة من تلك السماء الداكنة ،

و شعّ ذلك القمـر المستدير،

ليكشف ما هو مستور تحت غشاء هذا الليل الطويل .

كان الطريق بين المنازل مخيفا وسط هذه الظلمة الحالكة ،

و ما جعل المكان أكثر اخافة هو صوت حفيف الأشجار المروّع.

.

.

لحقت تلك الفتاة بشقيقها-في أحد الطرقات- و هي تهتف باسمه بأسف قد بان من صوتها :

أمجد ، أنا آسفـة .

لم يرد عليها أمجد ، فقالت له بحزن : اعلم أنني نادمة على كل شيء ، نادمة.

تابع أمجد بصمت و هو يشد بقبضته على الأكياس التي يحملها ، و كان يزيد سرعته في كل

خطوة يخطوها باتجاه منزلهما .

لحقت به و هي تحاول أن تزيد من سرعتها : أمجد ما بك ؟

توقف أمجد و صرخ بوجهها : أنا لا أعرف لم أسميناك مها ؟

صرّ بأسنانه و صرخ بشكل مرعب : كان من المفترض أن نسميك

آنسة تسـرّع و كذب أيضا .

مها بحزن : أمجد ! ما هذا الكلام ؟

أمجد بجديـة : يؤسفني أنك أختي حقا .

صٌدمت مها مما سمعته : مــ مـاذا؟ يؤسفك .

مها بانزعاج : أوليـس الاعتراف بالحق فضيلة ؟ لقد اعترفت لك .

أمجد باستهزاء : جيـّد ! تعرفين الفضائل اذا .

مها باستغراب : ما هذا الذي تقولــه ؟

وصلا للمنزل فدخل أمجد و هو يقول بتعجـب :

انني حقا مستغرب مما رأيته اليوم ،

أولا فتى يملك حسـا مرهفا لدرجة أنني ظننت فيها أني كنت أخاطب فتاة،

و الآن فتاة تملك مشاعر جليدية لدرجة أظنها رجلا .

صرخت مها بوجهه بعد أن أغلقت الباب : أنا لست رجلا ، و ما دخل تلك المشاعر الآن ؟

وضع أمجد المشتريات و هو يقول بلغة صارمة : تصبحين على خير .

ثمّ توجـّه لغرفته في الأعلـى *

مها بانزعاج و خفوت : تبــا .

خرجت فاتن من المطبخ المجاور و هي تحمل كوبا من القهوة الساخنة :

هه ! مشاكل جديدة ، أليس كذلك ؟

أشاحت مها بوجهها بعيدا

ابتسمت فاتن باستهزاء وصعدت لغرفتها ،

فنزل خالد و هو يقول بانزعاج : يا الهي ! أظنني مصاب بآلام في الرأس .

شاهد مها تقف بلا حراك عند الباب فربّت على كتفها و هو يقول :

مهـــا .

أبعدت يده و صرخت : هذا يكفي سئمتكم و سئمت الحياة معكم .

انصرفت لغرفتها *

خالد باستغراب :كنت أريد أن أسألها عن أيـة حبة دواء

قد تفيدني .

تواجهت مها مع والدها الذي كان يقف عند باب غرفتها ،

توقفت أمامه بصمت فاستهل الحديث قائلا :

عزيزتي ، لم كلٌّ هذا التأخيـر ؟

أشاحت بوجهها بقلق ، فقال والدها بحدة : ابنة الرقيب

جــاسر تحضر للمنزل في أواخر الليالي .

مها بانزعاج : انها الثامنة فقط .

والدها باستهزاء : فــقط ، ها ، هل هذا ما تعلـّمته من اعتماد ؟

مها بضيق : اعتماد ليس لها أي ذنب .

ثم ّ تنهدت و قالت بخفوت : ما هذه العائلة ؟

زفر والدها و قال لها : اسمعي يا ابنتي هذه ستكون المرة الأولى و الأخيرة لك ، هل هذا مفهوم ؟

أومأت له بالايجاب و دخلت غرفتها ، أغلقت الباب و ظلـّت مستندة عليـه بهدوء

أطلقت تنهيدة طويلة ثم اتجهت و

جلست على سريرها و هي

تقول لنفسها بهدوء : عندما أريد أن أبكي و أحتاج للبكـاء لا أجده

والعكس تماما .

ابتسمت بحزن و هي تلعب بخصلات شعرها البنيّة ثمّ قالت بصوت مبحوح : ها هو أمجد بدأ يتغيـر كثيرا عليّ،

لقد أصبح يوبخني بشدة و أبي... أبي لم يعد حنونا كالسابق ،أمي لم تعد تهتم بابنتها الصغرى فأعمال المنزل تأخذ كلّ وقتها

و فاتن لا يهمها غير دراستها ، أمـّا خالد فمنذ استلامه للوظيفة و السيارة

فقد مسحني من ذاكرته ، بقي لدي اعتماد فقط .

جلست بوضع قرفصاء ، دفنت وجهها بوسادة * ><

ثمّ قالت بخفوت : اعتماد ، ليتك هنا لمواساتي .

تذكرت فجأة أمر دفتر اليوميات

توسعت حدقتا عيناها : دفتر يوميّاتي .

فنزلت للأسفل لتحضره مع بقية المشتريات .

شدّت بقبضتها على الأكياس بحزن : كم أنا بائسة !

فنزلت دمعة حارّة على وجنتها و هي تقول بخفوت : أمجد ، هل تكره كونك أخا لي حقا ؟ هل كلّ ما يهمكم هو مصير سمعة هذه العائلة فقط ؟

صعدت الدرجات الأولى من السلّم فتوقفت و هي

تنظر للهــاتف .

.

.

كان أمجد مستلقيا على فراشه بارتباك ،يطلق تنهيدة بعد الأخرى .

اعتدل جالسا و هو يغوص في التفكير : "هل ما فعلته كان صائبا؟"

رمى الوسادة بقوة على الأرض و هو يقول بانزعاج : لكنها كذبت .

ثمّ أردف بخفوت : كيف تكذب ؟ لم تدخل هذه الرذيلة صفوف منزلنا البتة.

( ولد شاطر + محافظ على القيـّم ^^ )

نهض باتجاه الوسادة و أخذها ليعيدها لمكانها بهدوء : يجب أن تتعلّم مها أن

بداية الكذب بداية لما هو أفظع منه .

تنهد بضيق و قال : الفظيع أن "وداد" وقعت ضحية لكذبتهما .

(وداد فظيعة لوحدها )

غيـّر رأيه قائلا : لكنها كانت مخطئة أيــ..

قاطع سلسلة أفكاره هاتفا : لا ، بل هو خطأ مها و اعتماد أولا .

خرج باتجاه غرفة مها ، و كاد يطرق بابها لولا تردده .

همس لنفسه :"مها يجب أن تعتذري لوداد و المعلـّمة ، أنت و اعتماد "

هزّ رأسه نفيا و عاد أدراجه : " ليس الآن يا أمجد "

.

.
.’,،‘؛"،,.~ أفضل أخ قد حظيت بـه.’,،‘؛"،,.~

- الجزء الثاني



تردد سامر كثيرا في وضع يده على مقبض الباب ،

ابتسم عمـّه و فتح له الباب .

السيد سامح : هيـّا بني ، ادخل فالجميــع قلق بسببك .

دخل سامر فاستقبلته السيدة سميـّة الحنون و هي تضمه لقلقها عليــه .

استغرب سامر : خالــ..خالتي ..أنا بخير ..

هزّته سميــة : حمدا لله أنك كذلك ، أقلقتنا يا سامر ، لماذا تبتعد عنـّا كلمـّا تقربنا اليك؟

سامر بحزن و بلهجة مترددة :أنـــا ...
ضحكت السيدة سميـّة ضحكة قصيرة: لا بأس يا بنيّ .

جلس السيد سامح و قال مستغربا : أين عمـر ؟

ابتسم زيـاد الذي كان عند عمـر و قد جلس الآن: سيأتي حالا .

السيـّدة سميـة : أنت لم تتناول غداءك يا سامر ، أليس كذلك ؟

شعر سامر بقليل من الخجل : أ.. أجل .

قدم عمر نحوهم

ابتسم سامر حالما رآه و بادله عمر الابتسامة .

سميـّة بجديـة : اذهبا لغرفة الطعام فكلاكما لم يتناول غداءه .

.

.

اتجها يجلسان في غرفة الطعام لوحدهما.

فقال عمر باستغراب : هل ظننت أننا نكرهك الى هذا الحد يا سامر ؟

سامر بارتباك : ليس كذلك يا عمـر ، لم أكن أريدكم أن تحسوا بوجودي فقط.

عمر : ألهـذا كنت تذهب وحدك و تعود كذلك ؟

صمت سامر و لم يهمس بشيء ،فقال عمـربسعادة :

سامـر ، هل تعلم أنه منذ قدومك -في بدايـة هذا الأسبوع- لنا

تغيـّرت حياتنا ؟

سامر بقلق و خفوت : الى الأفضل أم ..

قاطعه عمر : بالتأكييـد ، أنت فاتحة خير علينا .

سامر بداخله : " أي فاتحة خير هذه ، فأي مكان أذهب اليه تراوده المشاكل فيما بعد "

( هو عارف نفسه )

ابتسم عمر و قال : ان كنت قلقا بشأن أمر الضائقة الماليـة ، فالذنب ليس ذنب أي أحد باستثناء والدي .

سامر بحزن : و لكن لو أنني لم أكــن ..

قاطعه عمر بصرامة مجددا : يكفي ، يكفي يا سامر يكفي .

( هذا الشبل من ذاك الأسد ، يشابه أبووه )

تعجـّب سامر :عمـر !

عمر بهدوء : هل تعلـّم يا سامـر أن أميّ لن تستطيع الانجاب فيما بعد ؟

لقد كان والدي يحب الأطفال كثيرا ، كان يتحدّث دائما عن

الأبناء ، انه يتمنى أن يحظى بعدد كبير منهم .

سامر بهدوء : عدد كبير ، لماذا؟

ابتسم عمر قائلا :أجل لانه يحب ذلك، ثمّ انه يعدك أحد أبناءه ، ولهذا السبب

أنت أخ لي أيضا .

شعر سامر بالخجل و الارتباك قليلا و قال بخفوت : شكرا لك ، عمــر .

ابتسم عمر ابتسامة عريضة و قال بجدية : حتى لو أحبّك والدي أكثر مني

فلن يتغيـّر شيء يا أخي .

.

.

دخلت في هذه الأثناء السيدة سميـة

و هي تحمل أطباق العشاء .

نظر عمر للأطباق و قال : انه عشاء ! لماذا ؟

السيدة سميـّة باستغراب : ألا تعلم أن الساعة الآن هي التاسعة ليلا ؟

ابتسم عمر ابتسامة عريضة :حسنا ، خطأ في التوقيت فقط .

انصرفت عنهما و بدآ يتناولان طعامهما ثمّ اتجها نحو غرفتيهما .

.

.

فتح سامر خزانته و بدأ يبحث عن تلك النقود الأوربية بعملة اليورو.

جلس عمـر على سريره : كم أشعر بالنعاس !

ابتسم سامر عندما وجد تلك النقود : رائع ها هي .

أخذ النقود وأغلق الخزانة ثمّ وضعها تحت وسادته ونام.

تثاءب عمر و اتجه يطفىء الأنوار .

.

.

أمـّا في الأسفــل فكان كل من زياد و السيد سامح و زوجه

يجلس في غرفة المعيـشة ، كلّ يمسك ورقة ما

و كأنهم يتناقشون حول شيء مــا .

زياد و هو يفكــّر : أممم ! ان أردت فهذه الوظيــفة تناسب سميـّة أكثر منك يا سامح.

نظر له سامح بطرف عينـه و قال ببرود : هل ذكرت سميـّة و وظيفة ؟

زيـاد و هو يحاول أن يقنع سامح : أجل ، أظن أن سميّة قادرة على هذه الوظيفة .

ابتسم السيد سامح ابتسامة عريضة و أخذ الورقة من زياد ثمّ قال بلطف مصطنع :

عزيزي زياد ، يؤسفني أن أخبرك أن سمـيّة لن تعمل حتى لو كنـا في أبشع درجة من الفقر .

زياد باستغراب : سامح ، سميـّة قادرة .

السيد سامح بانفعال قليلا : ليست مشكلة مقدرة ، بل أنا الذي لا أريدها أن تعمل .

وبدآ يتجادلان حول هذا حتى أوقفتهما سميـة قائلة بانزعاج :

توقفا ! فلحسن حظكما أنني لا أريد هذا العمل لأنه لا يناسبني ، أنا أحب الطهي و الترتيب، الغسيل ، الكي و أحب أعمال المنزل كثيرا .

ثم حدّت من نظراتها و هي توجهها لزوجها : ذلك لأنني أتعب مقابل سعادة أسرتي .

انصرفت و هي تمـثّل دور الغاضبة *

نهض زياد ليتبعها : سميـّة أختي .

أمسك سامح معصمه بهدوء : أجلس يا زياد ، كان وراء ما فَعَـلَــتَه مقصد واضح .

ثمّ أردف و هو يقلـّب الأوراق : زياد ، سنذهب عصـرا لزيارة هذه الشركة .

أومأ له زياد : لا بأس .

.

.



اشتعلت شمس الصبح نشاطا و أشرقت

بأبهى حلــة على الأرض .

تسللت بعض من أشعتها تداعب عيني سامر

الذي استيقظ بهدوء كما هي عادته .

أزاح الغطاء عنه ثمّ أخذ حماما سريعا وارتدى ثياب

المدرسة .

انها السادسة تماما ~

قال في نفسه قبل أن يخرج من الغرفة : هل أٌيقظ عمـر أم ..

نزع تلك الفكرة من عقله وانصرف .

.

.

نزل الدرجات بهدوء و خرج باتجاه
منزل السيد جـاسر و هو يقول : انه الشخص الوحيد الذ سيساعدني دون أن يصل عمّي أي شيء حول هذا .
كان التوقيت مناسبا جدا فقد خرج السيد جاسر توا من منزله.
قابله سـامر بهدوء : صباح الخيـر .
ابتسم السيد جاسر : آه ، صباح النور ، أهلا بك بنيّ .
تردد سامر قليلا لكنه قال بارتباك : عفوا سيد جاسر هل لي بطلـب ؟
السيد جاسر باستغراب : طلب ، مني ، تفضل علـّني أساعدك .

فقال سامر هو ينحني باحترام : أرجو أن تعذرني و أن لا تأخذ عنّي صورة الاستغلالي يا سيـّـ..
ربـّت السيد جاسر على كتفه ضاحكا : لا بأس يا بنيّ ، فأنا أعلم من أنك لست من ذاك النوع .
ثمّ أردف : قل ما عندك .
سامـر : أنا أبحث عن بنك للصرافة ، فأنا لازلت غريبا عن هذه المنطقة و لا أعرف الكثير عنها .
ضحك السيد جاسر : ههههه ، هذا و حــسب ، اذا اركب معي .
سامر بجدية : لا، فأنا سأذهب سيرا .
السيد جاسر : هل تمازحني ؟ فالمكان بعيد من هنا .
ابتسم سامر ببرود : أستطيع ذلك .
السيد جــاسر : اذا اسمع ، عليك أن تسلك تلك الطريـق و ..
* شرح له كيفية الوصول لهناك *
شكره سامر : لن أنسى فضلك ، و آسف لتطفلي عليك منذ الصباح .
( يعني عارف أنك متطفل )
السيد جاسر باستغراب : لا أبدا فأنت لست بمتطفل ، على الرحب و السعة دوما يا بني .
كرر سامر اعتذاره : اعذرني مجددا ، فقد كنتٌ مضطرا لذلك ، أنا آسف .
ثمّ انصرف بسعادة : رائع !
هزّ السيد جاسر كتفيه : غريــب !
.
.
عاد سامر للمنزل فوجد الجميع على مائدة الافطار .
السيد سامح : اين كنت يا فتى ؟
جلس سامر : لقد كنت أقوم بتمرينات صباحيـة .
( كذبــة من أوّل الصبح )
السيدة سميـّة : تناول رغيف الخبز هذا مع البيض يا سامر فأنت تحتاج
الى البروتينات .
عمـر : أبي ، هل يمكنك مناولتي ذاك الطبق ؟
ناوله والده و نهض قائلا : هيـّا يجب أن أقلكما بسرعة .
* تناولا الطعام سريعا و لحقا بالسيد سامح *
.
.
دخلا لمبنى المدرسة بسرعة حتى لا يجد السيد سامح الوقت ليتحدث مع الحارس
كما في المرة السابقة .
افترق كلا منهما في طريقهما نحو فصليهما .
دخل عمر لفصــله مبتسما : صباح الخير جميعا .
ردّ عليـه الجميع بالتحيـة الصباحية .
سأله وائل -طالب في فصله- باستغراب : أهلا عمر ، لماذا لم تأت البارحة ؟
اعتذر عمـر : آسف كانت لدينا حالة طارئة .
هزّ وائل رأسه : لا بأس ، بالمناسبة لقد اشترى حسام ذلك الهاتف الخليوي.
عمر بفرح : حقــا ! رائع .
وائل بعدم اكتراث : يقول بأنه ليس جيدا .
عمر بضيق : ماذا يعني بذلك ؟
وائل : من الجيد أنني لا أهتم للهواتف ، يقول بأنّ طريقة عمله معقـّدة .
عمـر : و هل التعقييـد يجعل منه ليس جيدا ؟
وائل بانزعاج : و ما أدراني ، أسأله عندما يأتي .
جلس عمر مكتئبا : يا للأسـف فقد أحببته .
جلس وائل قباله : عمـر ، كلّ له رأيه في اختيار الهواتف ، لعلّ ذلك كان رأيه .
أومأ له عمر بالايجاب : أظنك على حـق .
.
.
.
أمـّا في فصل سامر ~
تفاجىء سامر لدى دخوله لفصله بخلوه من أحد غيره ،
وضع حقيبته على كرسيـه و هو يتأمل مقاعد الفصل :
حقائبهم موجودة ، أن يمكن أن يكونوا اذا ؟
قرر أن ينتظر عند باب الفصل ، فمـرّت عشرة دقائق
لكن لا أحد .
تنهد بضيق : أين ذهب أولــئك ؟
قرر سؤال طلاّب الفصول القريبـة ،
و فعل ، فأخبـره أحدهم بأن الطلبــة مجتمعيـن في قسم
العلوم و الأحيــاء .
سامر بداخلـه : " عند الأستاذ أكرم اذا "
توجـّه من فوره الى هنالك فتفاجىء بطلاب فصله
الذين كانوا يحوِطون الباب .
فرح عندما وجد حمزة هنا فسأله : ماذا يحدث هنا ؟
حمزة بانزعاج : أهلا سامر ، يقولون بأن الأستاذ أكرم لن يدّرسنا اليوم
بسبب حالته السيئـة .
سامر بخفوت : حالته السيئة .
حمزة بضيق : بالتأكييـد أصاب بعض الكلمات القاسية من المديـر .
سامر بداخلـه : " تبـا ، عندما أوشكت الأمور أن تتحسن ، كيف سأفاتحه بالأمر ؟ "
خرج أحد الأساتذة - و هو زميل أكرم في القسم- و قال بأسلوب صارم :
انصرفوا لفصلكم لأن الأستاذ لن يدرسكم اليوم .
انزعج الطلبة : أستاذ جواد دعنا نراه فقـط .
الأستاذ جواد : لا ، لا أظن أنه يريد التحدث الآن .
رائد بجديـة : نريد أن نراه فقط ، مجرد رؤيـة يا أستاذ جواد .
الأستاذ جواد بانزعاج : ليست المشكلة في ذلك ، بل في كونه لا يريد رؤيتكم .
عبس الجميــع من كلامه ، و عادوا لفصلهم .
.
.
جلس حمـزة بانزعاج : كم أكره هذا المديــر !
فقال له رائد بخفوت : لقد علمت أن الأستاذ أكرم قد وجد للمديـر القرص المفقود .
حمزة بتوتر : ماذا ؟ و أين وجده يا ترى ؟
رائد :لقد تبيـّن أنه كان على طرف المكتب فسقط تحتــه فيما بعد .
تدخـل -في هذه الأثناء- مهنــّد : أتساءل لماذا يحقد المديـر على الأستاذ أكرم ؟
فلا أظن سببا كهذا قد يحزن و يمرض الأستاذ .
هزّ حمزة رأسه : و أنا معك ، كلامك صحيح .
ثمّ التفت ينادي سامر : تعال و شاركنا الحديث .
اقترب سامر بهدوء و جلس بينهم .
مهنّد : ما رأيكم بأن نزور الأستاذ في منزلـه ؟
أيّدته المجموعة : فكرة رائعة .
حمزة : سنجتمع في عصـر اليوم و نزوره .
سامر بداخله : " لا ، ليس عصر اليوم "
رائد باستغراب : سامر ، لماذا لا تبدي لنا رأيك ؟
سامر بارتباك : قد لا آتي ، فأنا مشغول في هذا الوقت .
مهنّد بابتسامة : لا عليك ، سأدلك على العنوان بنفسي .
سامر بهدوء : شكرا لك ، لكن، لماذا تزورون الأستاذ ؟
نظر له الجميع باندهاش .
حمزة بجدية : هذا واجبنا ، يجب أن نسأل عنه و نزوره .
ابتسم سامر ابتسامة باهتة : انها المرة الأولى التي أرى فيها طلابا يزورون
أستاذهم.
رائد بلهجة مازحة: لا عليك ، فليس كل طالب يفعل ذلك ، نحن حالة خاصة .
سامر ببرود : في مدرستي القديمة كان الطلبـة يستمتعون بالوقت عندما
يتغيب الأستاذ لمرض أو عذر ما .
ربـّت حمزة على ظهر سامر : لا بأس ، فقد قالها رائد
ليس كل شخص يقوم بفعل ذلك ، ثمّ ان تلك كانت ردّة فعل طبيعيـة منهم .
ابتسم سامر : أظنك محق .
.
.
و بينما الطلبة مشغولون بالحديث ، يدخل عليهم الأستاذ فريد .
وقف الجميع معتدلي القامة لتحيـة الأستاذ .
جلس الأستاذ فريد بعد القاء التحيــة و بدأ يتصفح كتابا ما .
فجلس الطلبــة و علامات الاستغراب تعلو وجوههم .
همس حمزة لسامر : لماذا هو هنا ؟
هزّ سامر كتفيـه و قال بخفوت : لا أعلم حقـا .
نهض مهنّد مستأذنا : عفوا أستاذ .
ضبط الأستاذ فريد نظارته و هو ينظر لمهنـّد : ما الأمـر ؟
مهنـّد بتوتر : هل سندرس ؟ أعني هـ ..
قاطعه الأستاذ فريد متنهدا و قال و هو يقلّب صفحات الكتاب الذي يحمله ببرود:
لا ، أنا هنا لأنها احتيــــاط .
جلس مهنـّد ،و قد عرف الجميع سبب وجود الأستاذ هنا
و مضـــت ربع الحصــة و الهدوء كان سيـّد الفصل-كما هي العادة-
حتى رنّ هاتف الأستاذ فريد ، فأجابه بهدوء :
آلو ، نعم .. حسنا ، سأكون هنالك اليوم في العصر .
( طبعا ممنوع احضار الهواتف المحمولة في الحصص لكن الأستاذ فريد يمشي على مزاجـه )
أغلق هاتفه و علامات الانزعاج قد غمرته .
كان سامر ينظر له من حين لآخـر من غير علم الأستاذ .
سأل حمزة سامر : هل جهـّزت أغراض التخييم يا سـامر ؟
ابتسم سامر بارتباك : لا ، ليس بعد .
حمزة : ماذا؟ و متى تنوي ذلك ؟
سـامر : سأشتري اليوم أغراض التخييم ، لا تقلق .
وخزه حمزة بمرفقه : جيـّد فأنا أريدك رفيقا لي هناك .
.
.

لنقم بزيارة لفصل " مهـا "

هنالك حيث حدث شيء لأول مرة في الفصـل .
" اعتماد" متغيّبة و للمرة الأولى في الفصل الدراسي منذ بدايته .
مها بداخلها بانزعاج : "أهـذا وقت الغياب ؟"
التفتت لمقعد احدى الطالبات و قالت بخفوت : وداد متغيـّبة أيضا .
ثمّ أردفت بقلق : ما الذي يحدث يا ترى ؟
كانت قلقة و خائفة من أن تكون هي سبب غيابهما .
همـست لنفسها بندم : ليتني لم أكتب تلك الورقـة لاعتماد
*في هذه الأثناء كانت فاتن تتمشى في الممرات بين الفصـول بهدوء *
اقتربت قليلا بحرص من باب فصل "مها" و بدأت تمعن النظرات بشقيقتها
الحزينـة .
تابعت طريقها و هي تقول بخفوت : لا أعرف لم طلب أمجد مني ذلك؟
ثمّ أردفت : كانت المرّة الأولى لها التي لا تجادلني فيها صباحا
*ذلك لأن مها ذهبت مع فاتن بسيّارتها الخاصة و لم تذهب مع أمجد و والدها صباحا*
.
.
استغرب الطلاّب كثيرا رنين هاتف الأستاذ فريـد المستمـر
و الذي كان الأستاذ فريد يتجاهله .
نظر الأستاذ لعيون الطلبة بقلق و قال ببرود :
ما بكــم ؟
هزّ الطلبة رؤوسهم نفيا .
قرر أخيرا أن يجيب على الهاتف و ليتــه ما فعـل :
ما الأمـر ؟ ألا تتعبون ؟
صرخ بوجـه المتصل بشكل مرعب: قلت لا ، لن أفعل .
ارتعد الطلبة قليلا من صرخته
نظر الأستاذ لهم و علامات الضجر اكتست ملامح
وجهه ، فوقع نظره على عيني سامر اللتان تشعان قلقا.
توسّعت حدقتا عينيه
كانتا تتصارعان و كأنهما تحاولان أن تخرجا من محجرهما
توجـّه ليقف عند باب الفصل الى حين رنين الجرس و قال بداخلـه :
" أشعر بالذنب لما اقترفته يداي "
أطلق زفرة طويلة و أكمل : " ما كان عليّ ضربه "
رفع كفّه و نظر لها قائلا بانزعاج : غبيّ يا فريد غبيّ .
مـرّ بجانبه الأستاذ بسـّام : هيــه فريد !
انتبه له فريد و اكتفى بالنظر اليه صامتا ، فهمس بسّام
في أذنه بعض الكلمات .
أومأ له فريـد و قال بخفوت : لقد اتصلوا قبل قليل .
بسّام : ماذا قالوا لــك ؟
غضب فريد و تماسك قليلا ثمّ قال ببرود : كذب كالعادة .
ربّت بسّام على كتف فريد و قال : تماسك يا رجل ، سنجد لها حلا.
شدّ فريد قبضته و قال بجدية: وجدت الحل ، لا داعي .
بسـّام بقلق : ماذا تعني ؟ هل ستعطيهم تلك الشريحـة ؟
صمت الأستاذ فريد و أخفض رأسـه بهدوء .
بسـّام بانزعاج : و هل ستـٌضيّع تعـب تلك الأيام هكذا ؟
فريد بتردد : أنـت تعلـّم أنني على الأقل سأعـرف مكانه .
بسّام بجدية : ليكن في علمك أنك ما ان تعطهم الشريحة ، ستكون ضحيّتهم على الفور .
الأستاذ فريد بانزعاج : و ماذا تنصحني ؟
بسّام بهدوء : لننتظر تقاريرك الطبيّة يا فريـد ، حتما سيجد الأطبّاء لـك حلاّ.
فريد بحـزن : لا فائدة ترجى منهم ، فذاكرتي لن تعود أبدا و سأظلّ
انسانا لا يعرف غير اسمه فقــط .
حاول الأستاذ بسّام مواساته قائلا : لكنك بتّ تعلم أن لديـك أسرة .
فريد بانفعال : أسرة لم يتبقى منها غير فرد ... فردٌ وحيـد و يجب أن أجده .
ثمّ أردف بخفوت : و الحلّ الوحيد لايجاده هو أن أٌعطيهم الشريحة.
بسّام بغضب : أنت لن تقدم على خطوة مجنونة كهذه ، ثمّ لا تنسى أنها بحوزتي و
لن أمنحك اياها .
فريد بانفعال : و لكــن !
بسّام بجديـة امتزج بها الغضب : و لكن ماذا ؟ هل تريد أن تفتت جهد والدك
الذي تعب لحمايـة هذه الشريـحة ؟
فريد بخفوت : تقول تعب لحمايتها ، لابدّ وانـّه باعنا كلنا من أجل شريحة تافهة .
نظر له بسّام بحزن : فريـد ! كن عاقلا أرجوك .
مرّت لحظة صمت حتى قال فيها
فريد بارتباك : أريدك أن تأتي معي الى مركز التحقيقات في الشرطة اليوم ،يا بسّام.
بسّام باستغراب : و لم ؟ أعني مالذي فعلتــه ؟
تنهد فريد : سأخبرك فيما بعد .
نظر له بسّام بحزن و قال بداخلـه : " انه خطأي ، أظن هذه المهنة صعبـة عليـه
لقد أتعبَته بدلا من أن تساعده "
ثمّ قال له : حسنا ما رأيـك أن ترتاح في القسم و أنا سآخذ هذه الحصـة عنك ؟
لم يجبـه فريد فقال له مجددا : اذا ، فلترتاح و أنا سآخذها .
أومأ له فريــد ، و انصرف .
دخل الأستاذ بسّام و ألقى التحيّة على الطلاب و جلس .
سأل هيثم : أستاذ ! هل يمكنك شرح درس لنا في الكتاب المدرسي ؟ بعد اذنك طبعا .
أومأ له بسّام : أين توقفتم في الدروس مع فريد ؟
هيثم : الخامس .
ابتسم بسّام و قال بداخله : " يبدو أنه بدأ يعمل بجد "
ثمّ أردف : أخبرني عن ذلك الدرس الذي تريدونه.
أحضر هيثم الكتاب للأستاذ : تفضّل انـّه الرّابع .
بسّام باستغراب : الرابع ! و لكنك قلت الخامس .
حرّك هيثم كتفيه قائلا : لقد تركه الأستاذ بلا شرح و شرح الذي يليه .
اتجه الأستاذ للسبورة و كتب العنوان :
{ التخيــّل }
قال بداخــله : " لم قد فوّت هذا الدرس ؟ "
استهل الحديث قائلا :
التخيّل ينقسم الى صور ذهنيـة وأنواع هذه الصور اضافـة الى أنواع
للتخيّل نفسـه .
أومأ له الجميـع بانتباههم .
فتابع الشرح قائلا بمرح : اذا كنت تنظر الى كتاب أمامك ، فالكتاب في هذه الحالة مدرك حسيّ .
ثمّ أردف : انظروا جميعا للكتاب الذي أمامكم ثمّ أغمضوا أعينكم .
فعل الجميع ما طـٌلب منهم ، ثمّ بدأوا الضحك .
ابتسم الأستاذ قائلا : ماذا شاهدتم يا ترى ؟
رفع الجميع يده للاجابـة ، فأذن لأحدهم –رائد- :
لقد شاهدت الكتاب نفسـه يا أستاذ .
حينها قال الأستاذ : اذا ما شاهدتموه في هذه الحالـة يسمّى صورة ذهنيـة بصرية للكتاب .
فأكمل قولـه : أمّا ان كنت تفكّر في صديق غائب فانـّك تستطيع أن تتمثّله في عقلـك و أن تسمع صوته أيضا .
اتسعت شفتيه بابتسامة شفّافة و قال : من يوضّح لي كم نوعا للصور الذهنيـة قد ذكـرت الآن ؟
رفع حمزة يده و أجاب بثقـة : أولاهما بصريـة ، و الثانيـة سمعيـة .
هتف الأستاذ : أحسنــت ّ .
ثمّ أردف : من يستنتج لي شيئا مما تعلّمــه ؟
رفع وليـد يده و أجاب بهدوء : يمكننا القول بأن الصور الذهنيــة عبارة
عن خبرة أو واقعـة ذات طابع حسيّ ، يستحضرها الفرد الى ذهنــه.
أومأ له الأستاذ بالجلوس و قال : ما ذكرته صحيح تماما .
فتدخّل مهنّد سائلا : اذا عندما أقول لشخص ما "تصوّر" فهل يعني هذا
أن أطلب منه التخيّل ؟
الأستاذ بسّام : حسنا سأجيبك ،لكن ما اسمك أولا ؟
أجابه بهدوء : مهنّد يا أستاذ .
الأستاذ بسّام :عندما أقول لــك تصوّر يا مهنّد كم كانت شجرة ضخمة و
يشعّ اللون الأخضر منها بقوة .
ماذا فعلت الآن ؟
مهنّد بارتباك : لقد حاولــت أن أتخيّل الشجرة كما وصفتها .
حرّك بسّام سبباته باتجاه مهنّد قائلا : اذا فأنت قد استحضرت الشجرة
في ذهنـك على هيئة صورة ، و هذا يعني أنك قد تخيّلــت ، هل فهمت الآن؟
مهنّد : أجل .
ختم الأستاذ الدرس قائلا : أريدّ أن أختم الدرس الآن فلم يعد هنالك وقت.
ثمّ أتبع : و سيكمل ما تبقى من الدرس أستاذكم فريد .
هتف حمزة : شرحك رائع أستاذ بسّام .
جلس بسّام و قال بامتنان : أشكــرك ، انّ طلاّب هذا الفصل أذكى
من درّستــ .
ضحك الجميع بسعادة و قالوا : شكرا لــك أستاذ .
همس حمزة لسامـر : ما بك صامت هكذا ؟
سامر ببرود : و ماذا تريد منيّ أن أقول مثلا ؟
حمزة بجديـة : أوليــس شرحه ممتعا ؟ حتى أنّك لم تتجاوب مع الدرس .
سامر بهدوء : ربّما ، لا أدري .
عبس حمزة بوجهه وقال بصوت مسموع : أنت تحب شرح الأستاذ فريــد الممل ؟
انتبه لما قالــه و شاهد الأستاذ بسّام ينظر اليـه باستنكار ، فقال من فوره :
آسف ، أرجو المعذرة .
اقترب بسّام منهما و قال بهدوء : ما هواسم كلّ منكما ؟
ارتبكا ثمّ قالا معا : حمزة – ســامـر .
ابتسم بوجههما قائلا : لا تقلقا فأنا لست من ذلك النوع ، لن أخبر فريدا .
ثمّ قال لهما بلطف امتزج ببعض الحزن : ظروف الأستاذ فريد الصعبـة جعلت منه هكذا ، اعذراه أرجوكما .
.
.
انصرف للقســـم بعد انتهاء الحصة
.
.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 07:16 PM   #23

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


مضت الحصص الدراسيـة الأولى و قد حان وقت الفسحـة .
توجّه الجميــع لساحة المدرسـة ليرتاحوا بعض الدقائق من
عناء الضغوط الدراسية المتتالية .
قرر سامر أن يرى الأستاذ أكرم في المدرسة لأنه سيكون مشغولا حتما في الأوقات الأخرى .
طرق باب غرفة الأساتذة بضع طرقات منتظمة ، ففتح الأستاذ جواد الباب بعصبية:
للمرة المليــون أكرم لن يـ..
توقف عن الكلام عندما رأى سامرا ينظر له ببرود .
اتكىء الأستاذ جواد على الباب و قال : حسنا ، هل جئت من أجل أحد غير الأستاذ أكرم .
سامر بهدوء : هل يمكنني رؤيته ؟
رفع جواد حاجبيـه باندهاش و قال : للأســف لا .
رجاه سامر بقوله : أرجوك .
لكن بلا جدوى فقد هزّ الأستاذ جواد رأسه نفيا .
فقال له سامر : اذا هل يمكنك أن تخبره بأنني موافق على الاشتراك بالمسابقة
العلميـ..
قاطعه صوت الأستاذ أكرم من الداخل : ادخل يا بنيّ .
جواد باستغراب : و لكن !
أكرم : لا بأس يا جواد ، انه مختلف عنهم لن ينشر شيئا .
سمح له جواد بالدخول .
دخل سامر و فوجىء عندما رأى ضمادة تلف نصف وجه الأستاذ أكرم .
علته الدهشة لبرهة فقال له الأستاذ أكرم : اجلس يا سامر .
جلس سامر و انصرف الأستاذ جواد عنهما .
كان الأستاذ أكرم يتكّىء على مكتبـه المتواضع ، فقال له :
حسب ما سمعته قبل لحظات فأنت قد غيّرتَ رأيكَ . أليس كذلك ؟
هزّ سامر رأسه : بلى .
ثم أتبع : لكن لا أظن أنه وقت مناسب الآن للتحدث عـ..
قاطعه الأستاذ للمرة الثانيـة : لا عليك يا بنيّ فأنا سعيد بذلـك .
ابتسم و قال : اصابتي هذه لا تمنعني من الكلام .
وضّح سامر له بأنه قد غيّر رأيه و قرر الدخول في التنافس
في هذه المسابقـة العلميــة .
فسأله الأستاذ حينها : أتساءل عن السبب الذي جعلك تغيّر رأيك ؟
ارتبك سامر و فضّل السكوت عن قول أي شيء .
لكنه قال بداخلـه : " اأنـا أريد تلك الجائزة النقديـة ، أريدها "
الأستاذ أكرم بجديـة : باذن الله سأدوّن اسمك مع المشاركيـن،و أريد أن أقول
كم أصبحتٌ سعيدا بعد زيارتك هذه ؟
سامر باستغراب : سعيدا !
الأستاذ أكرم : تتذكـّر في المرة الأولى التي استدعيتٌك فيها هنا ؟
أومأ له سامر بهدوء : أجل .
أكمل الأستاذ قائلا : حينها كنتٌ قد طلبتٌ منك َ الجلوسَ و لم تفعل ، و
طلبتٌ منك المشاركـةَ في المسابقة و لم تفعل ذلك أيضا و كنتَ تخاطبنـ..
قاطعه سامر قائلا : اعتذر عن وقاحتي السابقة معك .
ابتسامة علت وجه الأستاذ البشوش : لكنك الآن قد فعلت .
سامر بقلق بداخله : " انّه لم ينسَ ما دارَ بيننا "
الأستاذ : لقد قمتَ الآن بعكس ما حصل في السابق ، و أنا سعيدٌ حقا .
تردد ســامر بقولـه : هل .. هــل ..
طأطأ رأسه ثمّ قال بارتباك واضح : هل للمدير سببٌ في ما حصَلَ لــك الآن؟
استغرب الأستاذ و أشار على الضمادة : تعني هذه .
لا أبدا فقد سقطـت زهريـة على رأسي عندما كنتٌ أقومٌ ببحث عن بعض الكتب
في مكتبتي .
وضع كفـّه على رأسه قائلا : هل هذا ما ظننتموه أيها المشاكسون ، فالسيّد نظام ليس مجرما لهذا الحد ؟
أردف بجديـة : لقد خفتٌ أن أرعب طلبتي بشكلي هذا ، كما أنني لا أستطيع الشرح
بعيــن واحدة .
ابتسم سامر ببرود ثمّ نهض: أنا آســف ، فأنا مضطر للانصراف .
.
.
و مضى الــوقــت مسرعا
حتى انتهى هذا الدوام المدرسي .
.
.
ودّع حمزة سامر قائلا : أراك عند الأستاذ أكرم .
أشار له سامر بيده صامتا ثم انصرف مع عمـّه وعمــر .
سامر بداخلـه : " لا حاجة لقدومي هناك فقد انهيتٌ ما أريـد "
.
.
و بينما هو في السيـّارة لمح من خلال المرآة الجانبيــة شخصا يعرفه.
همس لنفسـه : انـه أمجد !
شاهد شخصا آخـر برفقتـه فاندهش قائلا بخفوت :
انها مها !
ثمّ أردف : هل هي شقيته التي تحدّث عنها ؟
.
.
قرر أمجد اصطحاب شقيقته لأنّ فاتنــاً لديها تصحيح لأوراق الامتحان
في المدرســة .
نظر أمجد لمها بهدوء و قال بجديـة : مرحبا .
نظرت له بصمــت فقال : لا أرى اعتماد معــك .
أشاحت بوجهها بعيدا عنه بلا كلمة ، فأطلق زفرة قويّة
متجها للسيّارة و هو يلعب بمفاتيحها .
ركبها و هو ينظر باستغراب لمها التي راحت تمشي باتجاه المنزل لوحدها .
انزعج أمجد قائلا : هل تحاول أن تلقنني درسا أم ماذا ؟
نزل من السيّارة بعد أن أغلقها و بدأ يمشي بمحاذاة شقيقته .
لم تعره اهتماما ، فقال لها بهدوء :
ما فعلته يا مها كان خاطئا ، و كان عليك أنت و اعتماد أن تعتذرا للمعلّمة
اليوم ، و ودادا كذلك .
ثمّ أردف متسائلا : هل اعتذرتٍ يا ترى ؟
لم تجبـه فأكمل : هل تتذكريـن قصة " راعي الأغنام و الذئـب "
و التي كان يرويها خالدٌ لنا عندما كنـّا صغارا ؟
ابتسمت مها بصمـت ، فقال أمجد :
ها قد عدت لطبيعتك ، أنت تبتسميــن !
أزالت تلك الابتسامة بسرعة لتثبت له عكس ما قالـه .
فأردف : لقد سمعناها مرارا و تكرارا منه ، حتى أنك كنت تكتئبين عندما يعيد قراءة هذه القصـة و توبّخينه أيضا .
قالت بخفوت : لكنني نسيتها الآن .
نظر لها و قال : قد تكونين نسيت أحداثها فقــط .
توقف فتوقفت هي الأٌخرى و قال : لكنك لم تنسي الهدف و المغزى منها .
هزّ كتفيـها بقلق : ما بك يا مهـا ؟ لقد تغيـّرتــِ حقا .
أزاحت يديـه و قالت بهدوء : لا تقلق ، فأنا لازلــت مها .
ثمّ أردفت بحزن : و التي تمتلك مشاعر جليديـة كالرجال و يؤسفك أن تكون أخاها.
ابتعد عنها قليلا و قال بداخلـه : " انها لا زالت تتذكـّر ما تفوهتٌ به البارحـة حرفا حرفا "
مها بانزعاج : لقد توضّحت لدي الصورة الآن .
أمجد بارتباك : ما قلتـه البارحــة كان مجرد كلام يا مها لأنني صٌدمت
بفعلتــك .
ابتسمت ابتسامة باهتة و أبعدت خصلات شعرها المتطايرة خلف أذنيها
ثمّ قالت بجديــة : لقد اعتذرتٌ للمعلـّمة اليوم و أخبرتها أن ما جرى كان مجردَ
تمثيليـة رتبتـٌها أنا و اعتماد .
اندهش أمجد فقال متسائلا : و هل ذهبـت اعتماد و اعتذرت معك ؟
هزّت رأسها نفيــا و قالت : انها متغيــّبة مع أنني قد أخبرتها ليلا .
نظر أمجد لها ثمّ قال بسعادة : هذا يعني أنك ذهبت اليها قبل أن
أطرح عليــك فكــرة الاعتذار .
مها بحزن : و لكــن اعتماد لم تأتِ اليوم ، هل كانت تريد مني مواجهة المعلـمة وحدي.
نفى أمجد هذه الفكـرة بســرعة و قال : عزيزتي ، لا تلقي اللوم أو تظني
أو حتى تحاسبي صديــقك ، بل ضعي له الاعذار دوما و أينما كان .
رفعت مها رأسها تنظر لأمجد و قالت : لكن ما من عذر يــٌ..
قاطعها قائلا : لا عليــك ، ضعي لها عذرا افتراضيا و انتظري صباح الغد.
أومأت له بالموافقـــة .
مدّ يديــه بالهواء و قال بسعادة : كم اشتقت لقصص خالد .
ركض أمامها قائلا : هل تسابقينني ؟ و الفائز يحدد قصـّة ليسمعها من خالد .
ثبـّتت حقيبتها على ظهرها و قالت بهدوء : لا فأنا لستٌ رجلا كي أركض هكذا في وسط الشارع .
*وشدّدت على كلمة (رجلا)
ابتسم و قال : اذا تريدين مني أن أتركك وحدك هنا .
هزّت كتفيها بلا مبالاة ثمّ قالت بداخلهــا :
" يبدو أنني أخطأت الظن بأمجد ، كان يريد مصلحتي فقط "
ابتسمت و بدأت تسرع في مشيها و هي تقول بسعادة : انه يهتم بي .
هتف أمجد من بعيــد : هيّا قبل أن أفوز عليك .
صرخت بوجهه قائلة : و هل تظنٌّ أن خالدا سيوافق .
أمجد : سأرغمه بأن يروي لنا .
ضحكــت على ما قالــه فضحك هو الآخــر .



.
.
عادَت الابتسامـة لشفتي مــهـــا
و قد عرفنا جزءا كبيرا من خطـّة ذلك الــسّامـر
أمـّا الأستاذ فريـد فاقد الذاكــرة و الذي يحاول الأطبّاء فعل أي شيء
ليستعيد ذاكرته فقد لمحنا شيئا من مما يخفيــه .
بسّام ، ذلك الزمــيل القريب منه يبدو أنه يٌخفي قصّة حدثت
معه و مع ذاك الفريد .
هذا و أكثر باذن الله في الأجزاء القادمــة .
أتمنى أشوف أي تعليــق أو انتقاد ^^
.
.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 06:32 PM   #24

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



ارتدت السّماء الحلّة الحمراء و جعل ضوء الشمس المشع يختفي شيئا فشيئا ، بيـدَ أنّ النجوم أخذت مكان الشمس بالاشعاع
كالبلورة وسط السواد .
في هذه اللحظات خرج "فريد" من المشفى برفقة زميله بسّام .
اتجها نحو سيارتهما تحت المظلات الكبيرة في آخر الشارع و
هما منهمكان بقراءة التقرير الطبي الذي يحمله فريد .
بسّام بجدية : اني أرى تحسنا ملحوظا يا فريـد .
فريد بنظرة ساخرة : بسّام ! لست طفلا لتكذب عليّ بتلك الطريقة التقليدية .
ضحك بسّام : هاهاها ، هل تعني أنك تريد طريقة جديدة ؟
فريد بانزعاج : لا ، لكنني لا أرى أي تحسّنا .
بسّام : أممم ! هل تعلم شيئا ؟
نظر له فريد بصمت ، فأكمل بسّام قائلا :
المشكلة ليست في ذاكرتك الآن ، بل انها في ملامح وجهك .
تنهد فريد : هه ! محق .
بسّام : فبعد اجراء تلك الجراحة التجميليـة لوجهك بعد الحادث تغيّرت تقريبا .
ركب فريد السيّاره وتمتم ساخرا : تقول تقريبا .
ركب الآخر و أدار المفتاح : لأنك يا فريد قد يبحث عنك أخوك ان علم بوجودك على قيد الحياة ، ستكون مخاطرة كبيرة و فرصة ضائعة ان كان قريبا منك و لا يعرفك .
فريد : حتى ذلك الجرّاح الذي أصرّ أن أصور قبل العملية منعته ،
اذا فالمختصر المفيد لا أمل لك في العثور على صورة لي .
قال بداخله بحزن : " حتى أنا لا أعرف كيف كانت ملامحي "
التفت بسّام لفريد و رأى نظرة باردة غريبة في عينيـه .
قال بداخله بقلق : " بم يفكّرٌ يا ترى ؟ "
مرّت ثلثا ساعة تقريبا و همـا في حالة صمت مطبق ،
حتى قال فريد بلهجة قاسية : تعلم ! لن أبحث عنه ، و الشريحة سأكسرها ، و هكذا نكون قد انتهينا من المشكلة .
بسّام باستغراب : أيّها الأخرق ! هل تنوي قتل نفسك ؟ تظن بكسرك تلك الشريحة سيدعونك و شأنك ، انني أشك بأننا مراقبون حتى في عطاسنا .
فريد : و مــا الحل ؟
بسّام : لنحاول فتحهـا و رؤية ما تحويه .
فريد بلا مبالاة : أظنها مجرد معلومات .
بسّام : ألم تقل بأن الرقيب جاسر قد فتح لك ملفا للقضية ؟
لنتجه لمنزلــه و نطلعه على الأمر .
فريد بانفعال : هل جننت ؟
بسّام : لا و أنا الآن متجه الى هناك .
-أطلق فريد زفرة قويّة –
ابتسم بسّام و اتجه لمنزل السيد جاسر .
.
.
عاد سامر قبل دقائق للمنزل و تسلل بهدوء الى غرفته في الأعلى.
كان قد أتمّ تحويل نقوده الى العملة العربية .
فتح باب الغرفة بهدوء و لم يجد عمرا ، أسرع و أخرج مظروفا
كبيــرا كتب عليـه
" الى السيّد سامح "
دسّ النقود بداخلــه ثمّ خبّأ المظروف داخل قميصه
اختلس النظرات لينزل الدرجات حتى خرج من المنزل بأمان
وضع المظروف داخل الصندوق البريدي ثمّ شرع يعيد المشهد
فدخل قائلا بصوتٍ مرتفعٍ : لــــقد عدت .
خرجت السّيدة سميّة من المطبخ : أووه أهلا سامر . أين كنت ؟
ســامر : كنت أمارس بعض الحركات الرياضيّة في الخارج .
نظرت له غير مصدقة : كل ذاك الوقت !
تلعثم قائلا : لا ، أعني نعم ، ثمّ أخذتٌ جولةَ حول الحيّ .
أومأت له : هكذا اذا .
سأل سامر : أين عمـر ؟
السيّدة سميّة : انّه على ما أظن في المكتبة ..لـ..
قطعت كلامها ثمّ قالت : يا الهي لقد تركت القدر على النار !!
استدار سامر ببطء فـخرج وسمع صوتا يصدر من الفناء الخلفي للمنزل كما لو أنّه ارتطام شيء بالحائط .
اقترب فشاهد عمرا يمارس رياضة كرة القدم
–المفضلة لدى سامر-
اتكىء على الحائط بهدوء و هو يراقب عمر .
تلفّت يمينا فوجد بعض الكتب و الأوراق ملقاة على الأرض ، يبدو أن عمرَ قد ذهب للمكتبة حقّا .
ضرب عمر الكرة بقوة على الحائط فارتدت و وصلت عند قدمي
سامر .
عمر مندهشا : ســامر !
رفع سامر الكرة بطرف قدمه و ركلها الى عمر .
ابتسم عمر قائلا : اقترب ، ان كنت تجرؤ .
اقترب سامر و هو يحاول أخذ الكرة من عمر الذي يخدعه
بحركاته .
.
.
.

.
فاتن ، خالد و مهــا كانا في غرفة جانبيــة
فاتن كما هي العادة متسمّرة أمام الكتب ، خالد أمام التلفاز
و مهــا تثرثر مع اعتماد .
مها بانفعال : اعتمااد ما هذا الغياب الهزلي ؟
صرخت اعتماد : لقد كنت مريضة ، هل في هذا ..
قاطعتها مها : ألا تعلميــن أنني واجهت صعوبة في التحدث مع المعلّمة ؟
شهقت اعتماد : هه ! هل أخبرتها يا مها ؟
مها بتأنيب ضمير : آجـل <<< لم تتب عن فعلتهااا ههه
حزنت اعتماد : و أنا أخبرت أهل ودادا كذلك فقد علمت أن والداها
قد منعاها من التسوق مدة أسبوع كامل .
ضحكت مهــا باستهزاء : أمــر رائع أن لا تخرج.
اعتماد –تبادلها الضحك- : هههه أجل ، تخيلي وداداَ لا تسير مع
الموضة ، هههه تخيليها لا تتحدث عن آخر صيحات الثياب .
قهقهت مها : ههههه ، أجل محقة ، وداعا لمقولتها المشهورة :
" بالأمس عندما ذهبت للسوق " كل يوم عندها أمس .
اعتماد بصرامة : مهـــا كفى ، لننسى أمرها .
مها بجدية : آسفة .
اعتماد : أمممم! يا ترى ما هي فكرة المعلمة عنا الآن ؟
مها ( تضيع السالفة ) : ما رأيك بالتنز..
قاطعتها اعتماد : لا يا عزيزتي فأنا مشغولة هذا الأسبوع .
مها بفضول : و ما هو السبب ؟ ايّاك و الخروج من غيري .
تنهدت اعتماد : انه عقاب ، ا ل ع ق ا ب .. عاقبني والدي بتنظيف المنزل مدة أسبوع .
مها : بسيطة .
اعتماد بانزعاج : مهاااا ! انها أعمال : كي ، غسيل ، تنظيف ، كل شيء تقريبا الا الطبخ لم يقل حتى الآ....
قاطعها والدها : " اعتماد لا تنسي فالعشاء و الفطور سيكون عليك يوميا "
اعتماد و هي تصر بأسنانها : أولم أخبركــ ؟ ها قد فعل .
مها بغباء : آآ ... بلى ..
اعتماد : وداعا فلدي أعمال .. أ ع م ا ل .
مها باستهزاء : ح س ن ا .. حسنا لكن كفي عن التحدث بتلك الطريقة .
- انتهى الاتصال –
مها بسعادة بصوت خافت : كان أمجد محقا ، لن أسيء الظن أبدا .
جلس أمجد قرب شقيقه خالد : يا الهي ألا تكفّ عن مشاهدة التلفاز ؟ ألا تصاب بالملل ؟
خالد بعدم اهتمام : أههممم !
نهضت فاتن : سأعد كوبا من القهوة ، أيريد أحدكم ؟
رفع خالد يده و هو منهمك بالمشاهدة .
نظر له أمجد نظرة غباء جانبية ثمّ قال : آآ.. هل يمكنني الغاء الطلب فهو لن يشعر ما دام متسمرا هكذا .
ابتسمت فاتن و نزلت الدرجات فسمعت صوتا يبدو مألوفا
" انه فريد " قالتها في نفسها
اقتربت أكثر و هي تسترق السّمع
حتى قاطعتها مها و هي تربت على كتفها قائلة :
تحبيــن !
تفاجأت فاتن : لـ.. لا ..
مها –تحاول ازعاجها- : بلى ، أنت تحبيـنه .
ثمّ أردفت : لم لا فالأستاذ فريد وسيم جدا ؟
تماسكت فاتن ثمّ قالت بخفوت : لا ، ثمّ هذا ليس من شأنك .
صعدت مها للأعلى و هي تصرخ :
أمجد ، خالد .... فاتن ... انها فاتن .
نهض أمجد مذعورا : ما الأمـر ؟
لم يهتم خالد البتة .
قفزت مها ثمّ قالت بحماسة : انّ فاتناَ تحب ؟
التفت خالد غير مصدق : تمزحيــن ، تلك الرجل .
دخلت فاتن بغضب طفيف : ما بها تلك الرجل ؟
نهض خالد و هو يقول لمها : أأعني فاتن .
نظرت بعينين حادتين : حسنا ، ما بها فاتن ؟
بدأ أمجد يصطنع البكـاء : آهههه فاتن لقد أصبحت امرأة ناضجة يا أختي .
فاتن بغضب : احفظ ألفاظك ، أنا لست برجل يا أمجد ، ثمّ ليست كل امرأة تحب .
اقترب خالد منها و قال و هو يربت على كتفيها :
لقد كبرت حقا .
ازداد غضبها فأرادت أن تصبه كله على شقيقتها الماكرة :
مها !
ابتسمت مها ابتسامة واسعة : لا تظني بي سوءَ .
نظرت لها فاتن نظرة باردة ، فضحكت مها ضحكة سخيفة
محاولة ابعاد الشبهه عنها .
تنهدت فاتن و قالت : من الجيد أن والدي مشغول هذا الأسبوع و لن يوصلك للمدرسة .
مها باستغراب : و ما دخل هذا الآن ؟
فاتن بصرامة : لن أوصلك معي طوال هذا الأسبوع .
أمسكت مها ذراع أمجد و قالت بذكاء : ههه لا بأس فأمجد سيوصلني .
ابتسمت فاتن بخباثة ، فقال أمجد :
آآ احم احم ... في الآونة الأخيرة كنت أذهب سيرا لانشغال والدي .
ركضت مها باتجاه خالد و هي تقول :
اذا فخالد هنــا .
نظر لها خالد ثمّ قال بانزعاج : لا أستطيع حقا ، فعملي
يحتم علي الخروج قبل وقتكم .
مها بغباء : مـــــــــــاذاااا ؟
رفعت فاتن احدى حاجبيها قائلة بجدية : تعلّمي مني .
-انصرفت-
مها باستهزاء : تعلّمي مني ، هه ! و كأنني سأفعل .
صراع الشقيقات على الدوام ><
.
.
.

" الماضي القريب "
كان الرقيب جاسر يسأل فريد و بسّام بعدما سمع منهما القصّة كـاملـة .
الرّقيب جاسر بجدية و هو يدون معلومات بورقة ما :
اذا اسمك الحقيقي هو " جهاد "
قال في داخله : " يبدو الاسم أنثويا أكثر من كونه رجوليا "
بسّام : حضرة الرقيب ، نريد حلّا للتخلّص من هذه العصابة.
السيد جاسر : تقصد التي ضرب أحد من أفرادها فريدا .
أومأ له بسّام ، فقال فريد : انهم يبحثون عن شريحة تركها والدي .
السيّد جاسر : و ما بها هذه الشريحة ؟ أعني ما الذي يدفعهم لنيلها ؟
بسام : لم نستطع فتحها حتى الآن .
السيّد جاسر : و ما السبب ؟
بسّام : توجد على ما أظن شفرة سرّيـة .
السيّد جاسر : شفرة !
فريد بقلق : لابد و أن ما تحويـه شيء كبير .
السيّد جـاسر : أممم ! لقد قلت أن أسرتك قتلت ،صحيح ؟
أومأ له فريـد : نعم .
السيّد جاسر : من فضلك اروي لي كل ما تتذكّره .
فريد بارتباك : أخبرتك أنني فاقد للذاكرة ، لا أذكر شيئا
الا وجه الأطباء الذين عالجوني في المشفى ، أظنني كنت
بمكان قريب من حادث أسرتي والا كيف عثر عليّ أفراد العصابة بهذه السهولة .
السيد جاسر : تحليلك منطقي ، من فضلك أكمل .
فريد بهدوء : بعد أن تعافيت تقريبا أخبرني الأطباء أن أفراد أسرتي قد حٌرقوا تماما .
السيّد جاسر : هذا يعني أنّهم يعرفون عنك و عن أسرتك .
فريد : لا ، لا أعتقد ذلـك ، فالأشخاص الذيـن اتصلوا بالاسعاف هم من أخبر الأطباء بذلك .
السيّد جاسر : ماذا عن منزلك ؟
فريد : ذهبت اليه بعد أن اخبرني جارنا بالأمر ، لم أجد فيه
شيء يساعد فالمنزل كان محترقا .
السيّد جاسر : جاركم ؟
فريد : نعم ، فقد زارني في المشفى و أفصح عن هويته .
تدخّل بسّام : عندما أتيتٌ لزيارة صديقي بدر الذي هو
والد فريد تفاجأت كثيرا لاحتراق المنزل، دخلته و أنا غير مصدّق لما أرى، كان قد احترق فعلا ، لمحت أحدهم داخل المنزل و كان فريدا الذي أغمي عليـه .
أكمـل فريد : بعد أن أفقت –في المشفى- حدّثني بسّام بأمر رسالة تركها والدي ، لم أعرفه في البداية لكنه أخبرني أنّه صديق والدي و أنا أثق بـه .
السيّد جاسر بقلق : ما محتوى الرّسالة يا ترى ؟
بسّام : لقـ...
قاطعهم طرق باب الغرفـة .
استأذن السيّد جاسر ليفتحـه .

هنــا أقف .. ^^
أعذروني للانقطاع هنا ، كان بودي أن أكمل ،
لكنني أحب فقرة التشويــق .
لن أسألكم من الطارق ؟
لأنها ستكون السيّدة أمينة
تحمل أكواب القهوة .
و لن أسألكم ما محتوى الرّسالة ؟
لأنكم قد عرفتموها فهي تبدو واضحة .
بل سأسألكم : ما هي ملاحظاتكم و انتقاداتكم ؟
انتظروا الجزء القادم ... ^^



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 06:35 PM   #25

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


" أول شعلة أمل "
ان أردتَ شيئا مٌلحا ، بل شيئا في الغاية من الالحاح ، يمكنك انجازه .
ربما تطلب صبرا و جهدا و نضالا حقيقيا و وقتا طويلا ، و مع هذا فيمكنك انجازه .
فالاعتقاد في هذا شرط أساسي لأي انجاز .
طرقت السيّدة أمينة الباب بضع طرقات منتظمـة ، ففتح لها الباب زوجها
و تناول منها أكواب القهوة : شكرا لك أمينة .
أومأت له بهدوء و انصرفت ، اتجه السيّد جاسر
و وضع الأكواب على الطاولـة : تفضلا .
ثمّ قال : صحيح ، لقد سألتك عن محتوى الرّسالـة .
بسّام بهدوء : في الحقيقة كانت غريبة جدا .
نظر له السيّد جاسر نظرة مغزاها " أن أكمل من فضلك "
تابع بسّام : لقد كانت الرسالة تحتوي على رسالة أخرى صغيرة ،
وضع في المظروف الأساسي رسائل كثيرة من بدر ، مختصر ما جاء بها أنه كان يوصيني
بعدم فتح الرسالة الصغيرة الا في حال حدوث شيء سيء له ، و كأنه يعلم بأن مقتله قريب .
السيّد جاسر بانتباه أكثر : و هل قمت بفتحها ؟
بسّام : نعم ، لكن بعدما خرج فريد من المشفى و كان قد
مضى شهر من الحادثة ، احتاج فيها الأطباء لفحص فريد لاسيما أنها كانت اصابة بالرّأس .
السيد جاسر : ماذا عن الرسالة الصغيرة ؟ ماذا وجدتم بداخلها ؟
بسّام : كانت الشريحة فقط .
تنهد السيّد جاسر : انها أصعب قضية أتعامل معها .
تضايق وجه فريد كثيرا و فقد الأمل ، فربّت السيّد جاسر
على كتفه قائلا : لا تقلق ، لم تخرج قضية من بين أنيابي الا وقد
حللتها .
ابتسم بسّام و أحس فريد بقليل من الثقة .
نهض كلا من فريد و بسّام للمغادرة فأصرّ عليهما الرّقيب جاسر
بالبقاء للعشاء حتى وافقا .
.
.
.
الساعة ( 9:25 ) مساء
كان كل من زياد و سامح يذودان عن شركة تقبل توظيف الأخير.
أطلق السيّد سامح زفرة قوية متضايقة و هو خارج من احدى الشركات و قال :
يا الهي ! انها الشركة الخامسة ، لا نصيب و لا حظ البتة .
ضحك عليه زياد : هاهاها ، آه يا سامح بقي الكثير ، ثمّ ان كل مدراء تلك
الشركات يبدون غريبي الأطوار .
ركب السيّد سامح سيّارته : آه ، لا والله فما أراه العكس تماما لكن شركاتهم ممتلئة.
ركب زياد هو الآخر : حسنا ، ما رأيك أن نبدأ جولتنا غدا ؟ فأنا متعب ، كما أنني جائع .
تك تك تكككك كككككك تكتكت تك تك تك
كانت قبلات قطرات المطر على واجهة السيّارة الزجاجية .
ابتسم السيّد سامح : آه ، كم هذا رائع ، أٌحس أنه مضت فترة طويلة لم يهطل فيها المطر .
زياد بارتباك و هو ينظر من خلال مرآة السيّارة الجانبية :
هيــه .. سامح .. هناك من يشير الينا .... هل تعطلت سيارته يا ترى ؟
نظر سامح للمرآة ثمّ قال : أظنك محق .. لنساعده ..
نزلا و اتجها اليــه .
السيّد سامح –صافحه- : مرحبا يبدو أنّك تحتاج المساعدة ؟
هزّ الرّجل رأسه – يبدو في الخمسين من عمره - :
نعم فسيّارتي تعطّلت و لا أعرف السبب .
السيّد سامح: تفضل معي ، سأصطحبك .
الرجل : اعذراني ان كنت سأُثقل عليكما لكن منزلي بعيد قليلا من هنا .
السيد سامح : لا عليـك ، حتى لو كان على القمر ..
ركب زياد في الخلف ليركب الرجل مكانه و توجّه السيد سامح لمنزلــه قائلا :
أرجو أن لا ترفض طلبي ، فالوقت متأخر قليلا و أريد عشاءك أن يكون عندي الليلة .
ثم تابع قائلا : فمن العيب علي أن أوصلك هكذا ...
ضحك الرّجل : هاهاها ، يا لك من رجل غريب ،
في البداية صافحتني و لم أمد يدي قبلك ، و صحبتني معك
الآن و تريدني أن أتناول العشاء عندك ، أمرك غريب .
ابتسم السيد سامح فقال زياد متدخلا : انه هكذا دائما ، طيّب القلب و يحب مساعدة الناس .
ابتسم الرّجل و قال : ادعى "عثمان" سررت بلقاءكم .
عرّف زيّاد نفسه : و أنا زياد شقيق زوجة سامح .
السيد سامح بابتسامة : من يدري لعلها فاتحة خير أن التقيــك ، قد نكون أصدقاء ..
السيد عثمان : تشرفني صداقة أمثالك سيد سامح ..
.
.
.
وصل الثلاثة الى المنزل .
السيّد سامح برحابة صدر : تفضل ، خذ راحتك أرجوك .
أدخله لغرفة الضيوف و جلس زياد معه ،أمّا السيد سامح فاتجه لسميّة :
سميّة أين أنت ؟
خرجت من المطبخ : ما الأمر ؟
سامح : لدي ضيف و أريد أن يكون عشاءه عندي الليلة .
سميّة بقلق : سامح ، ليس لدينا شيء في الثلاجة <<<< فقــر .
سامح بغباء : و لماذا لم تخبريني قبلا ؟ لكنت اشتريت .
سمية بارتباك : و ما أدراني بضيفك ؟
سامح بانزعاج : أوووه ، لقد ظننت أنني سأقتصد لآخر الشهر ،
عليّ الذهاب لأسحب بعض النقود من حسابي .
سميّة : سيستغرق وقتا طويلا هكذا ، فمكان السحب بعيد جدا .
خرج السيّد سامح على عجل ، ثمّ تذكر شيئا ، التفت يعود أدراجه فوجد مظروفا
في صندوقـه البريدي .
فتح الصندوق و أخرج المظروف الأبيض : انه لي .
فتح المظروف : م..مـ...
ابتلع ريقه ثم أخرج النقود : انها نقود ، لي أنا .
قال في نفسه : " سأتصرف بها حاليا ثمّ سأعيدها لمكانها لأعرف صاحبها "
أخذ المظروف و النقود و اتجه لسميّة : سميّة هذه النقود !
من فضلك أعط عمرا ليذهب لشراء ما نحتاجه على العشاء و اكتبي له ما تحتاجينه ، تحركي بسرعة .
سمية بارتباك : حاضر .
ربّت السيد سامح على كتفها : أرجوك ، عصيرا أو قهوة أو أي شيء ريثما يصل العشاء .
هزّت رأسها بقلق ، فهذه المرة الأولى التي يكون السيّد سامح مرتبكا فيها بشكل كبير هكذا .
عاد السيّد سامح لغرفة الضيوف .
أمّا السيّدة سميّة فذهبت للفناء الخلفي لتناديَ عمراً.
السيّدة سميّة : عمر ! أين أنت يا ينيّ؟
تقدّم عمر منها : ما الأمر ؟ أنا هنا .
ناولته النقود : خذ هذه النقود و هذه قائمة بما نحتاجه، أتوسّلٌ اليك أسرع و أحضرها فلدى والدك ضيف .
هرول عمر و قال : سامر ! تعال معي .
أخذ كلاّ منهما دراجته الهوائية و انطلقا لشراء الطلبات .
.
.
.
كان كل من أمجد و خالد و مهـا يلعبون الورق معا .
ضرب خالد كفه بالطاولة : يا الهي لم أخسر دوما .
مها و هي تلعب : هه ! انظر لذكاء الفتيات يا خالد و تعلّم .
التفتت لخالد الذي لم يعرها أي أدنى اهتمام فقد انشغل بالتلفاز بسرعة .
ابتسم أمجد : هه ! فوز آخر ســاحق .
مها بغضب : آآآآآآآآآآآ .. لن ألعب .
انصرفت لغرفتها و هي تقول : سأنام لا تيقظوني على العشاء .
تثاءب خالد : صحيح ! الى متى سننتظر أنا جائع ؟
نهض أمجد : ما رأيكم أن ابتاع لكم عشاء من الخارج ؟
خالد : سيجن جنون أبي ، خاصة و أنه قبل يومين قد ابتاع لنا
العديد من الأغراض و الاطعمة .
أمجد بخيبة أمل : أوووه ، نسيت ذلــك ، اذا سأنام أنا الآخر ،
ان أعدت أمي العشاء أيقظني .
.
.
.
سـامر و عمر كانا يقودان دراجتيهما بسرعة جنونية
عمر بقلق : أخشى أننا سنرتكب حماقة مـا يا سامر ...اننا كالصاروخ الآن .
سامر باصرار : لا تقلق ، فقد وصلنــا ..
ابتاعا الأغراض المطلــوبـة بينما جذب انتباه سامر تلك العدة للتخييـم.
اقترب من واجهة ذلك المحل القريب من الدّكان ، وضع كفيـه على الواجهة وهو يتأمل
ويتذكر صديقه حمزة و أنه أخبره بأنه سيأتي حتما .
سـامر بحزن بداخلـه :" تبا للنقود تتحكم في كل شي في دنيانا"
التفت عنها وانصرف بينما سأله عمر : ما بك ؟
ركب سامر درّاجته وفتح علبة مياه غازيـة وشرب
عمر استغرب : ما الأمر يا سامـر ؟
انتبه سامر : لا ، لاشيء ...
عمـر:اذا هل أسبـقك ؟
سامر بابتسامة : خذ كل راحتك ..!!
نادى شخص ما سامر ، فشرع سامر يلتفت يمنة ويسرة ليعرف من يناديـه.
ابتسم سامـر : ههيــه ! هذا أنت يا حمزة ..مسـاء الخير ..
اقترب حمزة : مساء النور ، ماذا تفعل في هذه الساعة ؟
سامر و هو يضبط دراجته حتى لا تقع : وهل هي ساعة متأخرة ؟ انها التاسعة ..
حمزة بحماسة : دعك من هذا ! هل جهزت أغراضك فالرحلــة اقتربت ؟
ارتبك سامـر : لا ، مازال هنالك وقت ..
حمزة : ماذا تعني ؟ ألم تأخذ موافقة والديك ؟
سامر بهدوء : انهما متوفيان !
صٌدم حمزة : " متوفيان "
سامر : أنا أعيش مع عمّي الآن ، لكن لا تقلق سأطلعه بالأمـر .
حمزة : اعذرني يا سامر لم أكن أعلم .
سامر بابتسامة : لا بأس ..
حمزة : اذا أراكـ لاحقا .
ودّعه سامر و اتجه يقود دراجته ، ففاجأه عمر من خلفه .
نظر له سامر نظرة جانبيـة مندهشا : عمـر!
عمر من غير أن يبعد ناظريه عن الطريق :
اعذرني لم أشأ أن استرق السمع ،لكنك لم تخبر أبي عن الرحلة .
سامر : سأخبره فيما بعد .
عمـر : ألم يقل حمزة بأن الرحلة اقتربت ؟
سامر : انها بعد غـد ..
عمر : لم أرك قد جهزت شيئا .
سامر ببرود : سأفعل قريبا .
عمر : أنت لا تنوي اخبار والدي بالأمر ، صح ؟
زاد سامر من سرعة دراجته من دون اجابـة .
غضب عمـر و حاول اللحاق بسامر و هو يصرخ : هل تشفق علينا يا سـامر ؟
سامر :....................
عمر : أجبني ! نحن لسنا فقراء ، هل تفهم ذلك ؟
سامر:..............
عمر: لم لا تطلب من والدي ؟
سامر بجديـة : عندما يحيـن الوقت المناسب .
عمر : و أي وقت هذا ؟ ثم اننا بخيـر ولسنا بحاجة لاشفاقك .
سامر : ليست مسألة اشفاق .
عمربانزعاج : لا أريد لأحد أن يكره العيش معنا يا سامر ، هل تفهم هذا ؟
سامر بهدوء : أنا متمتع بالعيش معكم ، هل سبق و ذكرت عكس ذلك ؟
عمر : تصرفاتك السخيفة هي السبب .
سامر بجديـة و هو ينظر بحدة لعمر : تصرفاتي ليست سخيفة .
- وصلا للمنزل -
كانت السيدة سمية تنتظرهما من الباب الخلفي ،
ناول كل من سامر و عمر الأكياس للسيدة سميـة و هما يحدقان بالآخـر .
أمّا هي فكانت مستغربـة .
فسألتهما : ما الأمـر ؟
فقالا بآن واحد : لا شيء .
دخلا المنزل : المعذرة !
هزّت كتفيها مستغربة وانصرفت تعدّ مائدة العشاء .
.
.
أمّا السيد عثمان فقد حازت شخصية السيد سامح على اعجابـه .
كان لطيفا في تحدّثه و أسلوبه المهذب و كل شيء فيه قد راق للسيد عثمان حقّا.
استأذن السيد سامح ليرى زوجته .
السيّد عثمان : بالمناسبـة يا سيد زياد ، هل لي أن أسأل عن سبب تواجدكما أمام احدى الشركات .
زياد بهدوء : في الحقيقة كنّا نبحث عن وظيفة لسامح ، لابد و أنك تعلم مشاكل القطاع الخاص الآن .
السيد عثمان بتفهم : اذا فهو يعمل في القطاع الخاص .
زياد : آجل ، و كما ترى فنحن نبحث عن وظيفة له ريثما يستيقظ مديره من غفوته .
السيد عثمان : و ماذا بامكان السيد سامح أن يعمل ؟
زياد -يمزح- : كل ما تريده .
ابتسم السيد عثمان : افهم من كلامك أنه مجتهد .
أومأ له زياد : انه انسان رائع !
السيد عثمان : في الحقيقة اني ابحث عن موظف في شركتي حـ..
قاطعه زياد بعد ان ابتلع ريقه : مممــاذا ؟
انتبه لنفسه : المعذرة .
السيد عثمان : لا عليـك ، كما ذكرت لك اني أبحث عن موظف في شركتي و مع مرور الوقت قد اجعله ساعدي الأيمن .
زياد : هل تعمل في شركة يا سيد عثمان ؟
السيد عثمان : أنا مديـر شركة "عثمان ال****ية"
زياد بدهشة بانت على وجهه : تعني تلك التي احتلت المركز السادس على مستوى الـ..
قاطعه دخول السيد سامح و هو يدعوهم لتناول الطعام على المائدة .
السيد سامح : تفضلا ... ارجوكما ..
.
.
- أمّا في غرفة الأولاد :~
سامر و عمر كل منهما قد أعطى ظهره للآخـر .
عمر : هل ترى بأن تصرفاتنا قد أصبحت تصرفات أطفال ؟
سامر : كثيرا .
عمر : اذا ، هل نتفاهم ؟
التفت سامر بجدية : كم أتمنى هذا حقا !!
عمر و قد طأطأ رأسه : هل تشفق علينا يا سامر ؟
سامر باستغراب : و هل تسمى المساعدة اشفاقا ؟
عمر : ليكن بعلمك ما تفعله لا يسمى مساعدة ، انما عقدة جديدة في حبل القرابة التي بيننا .
ابتسم سـامر : لا تقلق حتى لو عقدت عقدا فأستطيع حلّها بسهولة .
نظر له عمر نظرة غباء و قال بسخرية : واضح ! أنت تصعب علينا المهمة يا سامر فكلما ضننا أننا قد اقتربنا منك
و عرفناك جيدا تثبت لنا العكس .
نظر سامر لعمر قائلا : ألا تحب الغموض ؟
عمر بغضب طفيف : ســــــــــــــــامر كفى مزاحااااا ..
- ضحك سامر -
.
.
.
-في منزل الرقيب جاسر -
كان كل من الرقيب و بسّام و فريد قد أنهوا طعامهم .
الرقيب جاسر : عزيزي فريـد ، متى ما تذكرت شيئا أتمنى أن تطلعني
عليـه حتى ولو كان بسيطا .
بسّام بابتسامة : شيء أكيـد ، أليس كذلك فريد ؟
تنهد الأستاذ فريد : آ ... بلى .. وشكرا لك سيد جاسر ، اتمنى أيضا أن يبقى ما دار بيننا
سرا .
الرقيب جاسر : لا تقلق ، فسرك في بئر .
نهضا وصافحا الرقيب : الى اللقاء اذا .
الرقيب جاسر : الى اللقاء ...قريبا ..
-انصرفا-



صعد الرقيب لغرفة المعيشة في الأعلى فوجد خالدا متسمرا أمام شاشة التلفاز.
أغمض الرقيب عيناه قائلا بغضب طفيف : خالد !
قلق خالد :نننعم ..................يا والدي العزيز(يرقع)..
ابتسم والده : اظن أنّ لديك غدا أعمالا مهمة تتطلب منك نوما كافيا .
نهض خالد رغما عنه : همممم معك حق ...
ثم قال منزعجا : لم يعاملني الجميع كطفل ؟ حتى في اللعب أول شخص يطرد هو أنا ..هه!
ربّت والده على كتفه : عزيزي أنت لست طفلا فأنت من يتحكم في نفسك و ذاتك ثمّ ان المحترف
يمكن أن يهزم اذا ما خٌطط له منافسه جيدا .
خالد متمللا : آه نعم نعم ...
جلس الرقيب جاسر : مشكلتك هي في كونك لا تنصت لمن ينصحك ..
خالد : آسف يا أبي لكن مزاجي لا يسمح لي الآن ..
أومأ له والده : لا بأس ، اذهب ونم ..
انصرف خالد ...
.
.
.
في منزل حمزة
كان قد وضّب أمتعته وقد استعد للرحلة جيّدا
كان جالسا على سريره يفكر في أمر سـامر ..
حمزة بداخله : " يا الهي ! كيف يكون بذلك الهدوء و يقولها بسهولة "
نهض أمام النافذة و أزاح الستائر عنها : انهما متوفيان ، يا لهــا من جملة صعبة ..
دخل شقيق حمزة " وائل" الذي يكبره بعاميـن ..
وائل : حمزة ! أبي يريدك أن تساعده في القبو .
حمزة باستغراب : في هذه الساعة .
أومأ له وائل : أجل ... بما أنك أكثر خبرة مني بالأعمال التي تقومان بها .
أخذ حمزة بيد وائل : هيّا لتأخذ بعض الخبرة اذا ..
وائل بانزعاج طفيف : لكنني أريد أن أنااااام ..
حمزة و هو ينزل من السلّم : لن يأخذ وقتا طويلا ..
.......
وصلا القبو و كان مظلما جداا
وائل بقلق : لا أحب مثل هذه الأماكن .
حمزة بجدية : لابد و أن ثمّة عطل ما في الدائرة الكهربائية و الا لما كان الظلام حالكا .
فتح والده المصابيح بابتسامة : دائما تستعجل الأمور يا بني ، لا تتجه للأشياء المعقدة قبل التأكد .
أشار لمفتاح المصابيح على الحائط : تأكد من عملها أولا ..
حمزة باحراج : ممعك حق ...
والده : كنت أريد مساعدتك لي في اصلاح الأنابيب لا أكثر ..
وائل بانزعاج : اذا هل استطيع الانصراف الآن .. ؟
والده : بالطبع لا ، ستساعدنا ..
وائل : أبي !! انها الثانية عشرة ليلا... لست خفاشا مثلكم .
حمزة بابتسامة باهتة : أبي انه محق تماما ..
والده : اعذراني لم أعلم بمرور الوقت سريعا هكذا ..
وائل : عذرك معك فلم يكن بحوزتك ساعة .
والده : فكرة رائعة ، سأعلّق ساعة جدارية كبيرة هنا .
سمعا صوت "رؤى" تناديهم من الأعلى : وائــل ، حمزة ، أبي .. أمي غاضبة الآن .
صعد الثلاثة بهدوء تام على أطراف أصابعهم و هم يتهامسون : بهدوء ... الى غرفنا ..
ابتسمت رؤى في وجوههم : أمزززززح .... انها نائمة هههههه ...
نظروا لها نظرة ماكرة ... لكنها أمكر ..
رؤى بهدوء : ايّاكم ! و الا سأصرخ فأيقظها ...
أشاروا لها نفيا برؤوسهم ..
رؤى : على غرفكم ..
+ رؤى تبلغ العاشرة من عمرها +
دخل حمزة غرفته و هو يقول لها : شريرة ..
وائل كان النعاس قد طغى عليه تماما فلم يهتم البتة ..
أمّا والدها : رؤى حلوتي ... ما هي حلواك المفضلة ؟
رؤى بخبث : لست طفلة لتخدعني .
والدها بمظهر الغاضب : اذا فلتنصرفي على غرفتك و الاّ سترين ما لا يسرك ..
ركضت لغرفتها و هي تضحك على أشكالهم ...
+..+..+..
+ ... + ... +
في هذه الوقت كان سامرا يراجع بعض المعلومات في
مكتبة عمّه الصغيرة لمسابقة العلوم التي اشترك بها .
كان جالسا و على الطاولة قربـه مصباح صغير و بعض الكتب التي اختارها.
سامر : حسنااا .... لقد أنهيــتٌ هذا ..
طرقت الباب السيدة سميّة : هل يمكنني الدخول ؟
ارتبك سامر : أ.. نعــ ..نعم بالطبع ..
وضعت له كوبا من القهوة الساخنة و جلست قربه وهي تضحك .
أثارت استغراب سامر ، فقالت له : أنت و سامح متشابهان جدا .
ابتسم سامر ، أمّا هي فتابعت بقولها : منذ تزوجته و هو يسهر على الكتب في هذه الغرفة
الا في الآونة الأخيـرة فقد كان مشغولا جداا -كما تعلم-
سامر : المكتبة مكان رائع ! عندما كنت صغيرا كنت أذهب مع جهاد للمكتبـة العامة .
السيدة سميـّة : بالمناسبة ، ما هي الكتب التي تفضّلها ؟
سامر : أقرأ كلّ شي يقع بصري عليـه ..
السيدة سميّة : في الحقيقة أحبّ الروايات و كتب الطهي ..
سامر : أمي كانت شغوفة بكتب الطهي أيضا ..
السيد سميّة : شيء أكيــد فالنساء يحببن هذا النوع من الكتب ..
سامر : لكنني أجد أن الكتب الأدبيـة أكثر من تلك العلميـة هنا .
السيدة سميّة : صحيح ، فعمّك يهتم بهذا الجانب أكثر ...
سامر بارتباك : هل يمكنني أن أطلب منك معروفا .. ؟
أومأت له السيدة سميّة : بالطبع ..
سامر : لـ.. لقد اشتركت في مسابقة علميـة .. و أحتاج لمن يرافقني هناك .
نظرت له السيدة سميّة منتظرة منه أن يكمل ..
سامر : أتمنى أن ترافقيني ... يا خالتي .. ><
ابتسمت السيدة سميّة : لا بأس ، أستطيع ذلك حتما ، لكن أخبرني متى هذه المسابقة ؟
سامر : بعد أقل من أسبوع ...
السيدة سميّة : يا الهي لا وقت لديك اذا ، ... اذا ما رأيك غدا أن نذهب
و نشتري بعض الكتب التي تحتاجها غدا ..
سامر : لكن..
نهضت السيدة سميّة : من دون لكن ، غدا عصرا ... سنذهب كن مستعدا ..
أومأ لها بهدوء و عاد يتابع القراءة ...
.
.
زياد كان يحدّث سامح في غرفة جانبيـة -بعد رحيل السيد عثمان -
زياد : تفضّل يا سامح .. انها ورقة سعدك ..
أخذ السيد سامح الورقة الصغيرة ، كتب بها اسم السيد عثمان و هاتفه ..
السيد سامح متسائلا : و ما في هذا ؟ أعني ما الذي يجعلها ورقة سعدي ..
زياد : السيد عثمان هو مدير شركة ****ية و يبحث عن موظف ...
سامح مرتبكا : مممــ... ماذا تقول ؟ أعني هل هذا صحيح ؟
أومأ له زياد : و يبدو أنه أعجب بك ..
سامح : الحمدلله ... سأتصل به غدا ... لقد فرجت ..
زياد : قال لي أيضا أنه قد يجعلك ساعده الأيمن ..
ابتسم السيد سامح : انه يرد لنا جميلنا عليه بأفضل منا ..
زياد : انك انسان طيّب و تستحق كل ما هو طيب يا سامح ..
.
.

في صباح اليوم التالي كما هو معتاد
يذهب الجميــع لمدارسهم و أعمالهم ..
نزلت مها على السلالم : فاتن أرجوك لا تخذلني انتظري ..
فاتن بعجلة : ان لم تسرعي فلن أوصلك أبدااا ..
مها بتذمر : أوووه ، شعري لم أصففه ... و ملابسي غير مرتبة ..
نظرت لها فاتن : يا الهي حتى حذاءك لم تنتعليــه .. <<< كانت تحمل حذائيها ..
مها : أنت مبكرة جداا ...
استيقظ أمجد للتو و نزل و هو ينظر للساعة في معصمه : يا الهي انها الخامسـة صباحا !
تثاءب و هو يقول : يا الهي هذا ازعاج غير طبيعي ..
نزل الرقيب جاسر : مها أنت مستيقظة .. مبكراا ...
مها بانزعاج : ملل .... انها الخامسة ... بنت شابة مثلي تذهب لمدرستها في الخامسـة .
الرقيب : أممم ! لا بأس في تغيير روتينك اليومي ...
- انصرف لعملــه -
مها : ماذا عن خالد ؟ أريد أن أذهب معه ..
صوت أمجد -من المطبخ - : لقد ذهب من الرابعة فجرااا ...
صرخت مهاا بهلع : ماذا ... ؟ فاتن انتظريني ...
- في سيارة فاتن -
كانت فاتن بكامل نشاطها و حيويتها تستمع للمذياع أمّا مها فهي
ترتب نفسهــا بالمرآة ...
مها : يا الهي نسيت المشط ... لقد نسيته ...
فاتن : هنالك واحد في الخلف ..
مها : جيّد ..!!
المذياع -صوت المذيع - : سيّادتي سادتي صباح الخيـر
يوم جديد غير عادي ..
مها بامتعاض : فعلاا غير عادي و كأنك تعلم أيها المذيــع آآههه..
-صوت المذيع- : مزاجكم اليوم غير عادي أيضا ، هل تشكو من مــ..
غضبت مهاا و زمجرت و هي تغلق المذياع : اخرررررس ...
نظرت لها فاتن نظرة جانبيــة : يا الهي !
.....
..
.
وصلوا للمدرسـة ~
ابتسم الحارس و هو ينظر لساعته قائلا : تأخرتي يا آنسة فاتن 10 دقائق
عن المعتاد ..
نظرت مها لساعتها بهلع : انهــا الخامســـة و الربع .. أي تأخير هذا ؟
تنهدت فاتن و هي تنظر لمهـا : كله بسببك ...
ابتسم الحارس : هل هي شقيقتك يا آنسة ؟
أومأت له فاتن و دخلتااا ...
+... + ... +
أمّا عند السيد سامح
فكان عنده دورية صباحية لايقاظ النومى
أمسك بعصا و بدأ يضرب بها أبواب الغرف مثلما يفعل الشرطي
بالزنزانة ..
السيد سامح أثناء دوريته الصباحيّة بهدوء و رزانة :
هيّا يا أولاد ، انها المدرسة .. هيّا هيّا ...
-صوت زياد - من غرفته منزعجا : ســـــــــــــــــاااامح أرجووووك كفّ عن ذلك ..
السيد سامح : زياد سوف تتأخر عن عملك ... هيّا انهض ..
غضب زياد : لا أريد ،... سأتغيب .. لكن ارحمني ...
ارحمنـــــــــــــــــــا اااا و ليس ارحمني ... <<<< صوت عمــر من غرفته ..
السيد سامح و هو متجه لعمـر : و أنت يا ولد ... انهض ...
نهض سامر من الازعاج : يا الهي ! هل يستخدم مكبر صوت ..؟
السيد سامح : فكـرة رائعــة !! سأنفذهاا .. فيما بعد ..
خرج سامر أولا و بمزاج عكر : صباح الخـ.. الخير ..
السيد سامح : صباح النور و السرووور ..
نزل سامر للأسفل - لا تعليق .. ><
خرج عمر و قد فتح الباب بقوة على مصراعيـه : م،ــ مـرررحبا ..
السيد سامح بغضب طفيف : قل صباح الخير ...
نظر عمر لوالده نظرة مرعبـة : صصــ ....صباح الخـخخخخـــ...خير...
والده بنظرة تحدِ : صباح النور ... يا عزيزي ..
نزل عمـر للأسفل - لا تعليق ><
خرج زيـاد - يبدو النوم في عينيـه - و قال بصوت مرتفع : صبــااااااااااح الخيــــــر !!
السيد سامح بابتسامة : أحبك عندما تكون لبقاا .... صباح النور .
تنهد زياد و اتجه لدورة المياه ..
سميّة لازالت نائمة ، أمّا طعام الفطور فقد تولاّه السيد سامح ..
.
.

- على مائدة الافطار -
كان السيد سامح يتحدث و يتحدث و يتحدث لدرجة أن الشبّان الثلاثة
لم يستطيعوا التركيز في طعامهم ...
السيد سامح يضحك : ههههههه ..... تذكرت أيّامي في الثانويـة .. كم كنت مزعجا آنذاك .
نظر له الثلاثة و قال زياد بحســرة : آنذاااك فقط ..
ابتسم السيد سامح : ههههه ، نعم ... هل تذكر ذلك المقلب يا زياد ؟
زياد بهدوء : سامح عزيزي ذاك لا يسمى مقلبا .. لم يكن شي يذكر ..
السيد سامح : مممحــق ...
- لحظة صمــت -
ارتاحت فيها النفوس و استقرت فيها الأرواح لولا ...
السيد سامح : تتذكّرون ...
ســعل عمـــر : آآآآحححح ...كح...كح... <<<<< حركات
ربّت زياد على ظهره : الماء يا ساممح ...
شرب عمر الماء فقال السيد سامح : هل تدري لم سعلت أيها الولد ؟
حاول الجميـع عدم الانصات لكن ما باليد حيـلة ..
السيد سامح بتأنيب : ذلك لأنك أدخلت الهواء من فمك بالوقت نفسه الذي هضمت به الطعام .
عمـر : هل تريدني أن أختنق يا أبي ؟
تدخل سامر قائلا بجدية : ألا تعرف يا عمـر أن المريء و القصبة الهوائية ملتصقتان ببعض ،
فبالوقت الذي تتناول فيه شيئا تغلق قليلا القصبة الهوائية لئلا يتسرب الطعام الى رئتيك ، أمّا ان دخل الهواء و الطعام
فستطرد القصبة الهوائية الطعام على هيئة هذا السعال ..
زياد : رائع ! تعرف الكثير يا سامر ..
ابتسم سامر : ليس كثيرا ، لكننا درسناه سابقا .. لست متأكّدا مما قلته .. لعلي نسيت شيئا ..
السيد سامح : أحسنت يا سامر ، أنت شبيهي الأول ..
زياد بجدية يتهامس مع سامح : أرجوك ، كونك عاطل عن العمل لا يعني أن تزعجنا .
السيد سامح بجدية : ألا تعرف تغيير الروتيـن ؟ نود أن نغيّر شيئا مما تعودنا عليـه ..
ابتسم زياد ابتسامة مصطنعة : آآ... ااههه ... هكذا اذا ...
عمر و سامر بالآن ذاته : شبعنا ..
- انتظروا ساعة قبل ان يتجهوا لـلمدرسة -
.
.
.
- حال وصولهمـا استقبلهما الأستاذ أكرم الذي كان في طريقه للدخول أيضا -
الأستاذ أكرم بابتسامة عريضة : صباح الخير ! كيف حالك يا سـامر ؟
بادله سامر الابتسامة : صباح النور ، بخير .
الأستاذ أكرم : أمٌستعدّ للرحلة أم لا .. ؟
سامر بارتباك - من وجود عمر - : مستعد أكيد ..
عمر ينظر لسامر و يهمس في أذنه : هل أخبره بأنك لم تجهّز شيئا البتة ؟
سامر بنظرة حاقدة و بصوت منخفض : عمـرررر ... ايّاك ..
ضحك عمر و سبقه الى فصلــه ..
الأستاذ أكرم : ما هي أخبار المسابقة ؟ هل درست جيّدا ؟
أومأ له سامر : انني أقرأ بشكل متواصل ..
ربّت الأستاذ على كتفيـه : بوركت جهودك ! أيّها المجتهد !
- انصرف لغرفة المدرسيـن -
التقى سامر بجمزه و شقيقه في طريقه للفصل
حمزة : سامر صباح الخير ...^^
سامر : أهلا حمزة صباح النور ...
حمزة و هو ينظر لشقيقه : أعرّفك على وائل شقيقي الأكبر
صافحا بعضا ،.
وائل : سررت بلقائك ، حمزة كثير الكلام عنك .
احمرّ حمزة خجلا ، أمّا سامر فابتسم على شكله .
سامر : يسرني أن التقي بشقيق زميلي .. انّ حمزة انسان رائع .
حمزة : هيا قبل أن نتأخر ...
.
.
.
* الجنآح الآخر*
كانت مها في دورات المياه ترتب ثيابها و
تصفيفة شعرها .
دخلت وداد و بسخرية : مرحبا آنسة كذب .
كانت مها تحدّثها بلا مبالاة حيث انها لم تكلف نفسها عناء الالتفات اليها
و التحدث لها وجها لوجه ، بل كانت تنظر لها من المرآة ..
وداد : يا للخزي ! ماذا ستفعليـن لو أخبرت المعلمة بعد ان اعترفت اعتماد لي .
مها بعدم اكتراث : لا أهتم .. افعلي ما يحلو لك .
وداد باستغراب : هل أنت مجنونة ؟
خرجت مها تاركة وداد خلفها .
مها في نفسها : " أيتها المخادعة ! حتى الاعتذار لم ينفع معها "
اتجهت لفصلها ،..
- صوت قرع الجرس -
جلست الطالبات جميعهن بهدوء .
دخلت معلّمة اللغة الانجليزية و ألقت التحيّة .
ابتسمت وداد بخبث و همست لزميلتيها " هند " و " نوّار ":
سأوقع بتلك المتعجرفة ..
ابتسمتا معا بخبث ><
همست مها في اذن اعتماد التي كانت تنام على الطاولة
مها : اعتماد ! اعتماد ... ما بك ؟
اعتماد بصوت منخفض : لقد تعبت من الأعمال المنزليـّة .
مها بحزن : أيعني هذا أنك لن تذهبي للتسوق معي اليوم ؟
اعتدلت اعتماد : نعم ، لن أذهب ..
مها : كله بسبب تلك الثعباان
اعتماد بملل : محقة انها ثعبان حقاا ..
مها : تجاهليها و حسب فهي لن تركنا هكذا..
اعتماد : سأحاول .. ندمت لأنني اعترفت ..
.
.

اعذروني سأنقطع هنااا
لا أدري اذا كان طويلا أم لا ؟!



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 06:40 PM   #26

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



حياتنــا تشبه الحركة الظاهرية للشمس فمن لحظة الظلمة الحالكة يكون الوعد بنور النهار"
وهكذا هي دومــا دنيــــانا ... كربة بعدها فرج و فرح ، لحظاتٌ مٌرّة تليها لحظآت حلوة و سعيدة و العكس صحيح.
ندور كالنقاط المكونة للدائرة الواحدة حول مركزها .. حول مركز واحد"
انهى رائد قراءة الفقرة السابقة ثمّ جلس بهدوء .
ابتسم له أستاذ اللغة العربيــة معبرا له عن مدى اعجابه بقراءته السليمة .
همس حمزة باذن سامر : هيــه سامــر ! انه دورك ..
نهض سامر بهدوء و أكمل : فأوّل عصفور يهلّ علينا في الربيع هو بداية لعام جديد محمّل
بأمل غض ، أمل أكثر يناعة من ذي قبل .. كمــا أنـ....
_ صوت رنين الجرس معلنا نهاية هذه الحصة الدراسية -
الأستاذ : اجلس يا سامر ، سنتابع في الأسبوع القادم ، لا تضيعوا فرصة عطلة نهاية الأسبوع
ابذلوا جهدكم لكتابة "التعبير" ..
حمزة : أستاذ ! سنذهب للتخييم جميعا ..
الأستاذ : لا يهمني ، اكتبوه أينما تكونوا ، أريد أن آراه في دفاتركم ..
الجميع بملل : حسنــــــــــــــــــــــ ـــــــــاااا ...
- دخل الأستاذ فريد كالعادة لا يسمح للجميع بأخذ استراحة -
نظر له الأستاذ مروان بتملق و انصرف يتمتم منزعجا ..
ألقى الجميــع التحيّة عليــه ..
جواد لـرائد بصوت منخفض : ها قد وصل .. البطل ..
استدار الأستاذ فريد فقال و هو يكتب العنوان بهدوء : ليجلس الجميـع .. الا جوادا ..
ارتعد جواد فقال بداخله : " هل ... هل سمعني يا ترى ؟ لكن من الناحية الايجابية فقد عرف اسمي "
- جلس الجميع و هم ينظرون لجواد بنظرات حزينة على مصيره -
الأستاذ فريد بجدية : جواد ! هل كنت تقول شيئا قبل ثوان ؟
هزّ جواد رأسه نفيا : لا ، لا يا أستاذ ...
الأستاذ فريد : اذا فلتجلس ، لكنك ستكون في القائمة السوداء .
رفع ورقة سوداء طويلة و هو يقول بهدوء : حمزة انهض و قم بتعليقها على الحائط .
حمزة يرتجف : الــ... اللل.... الآن ...
تنهد الأستاذ فريد و قال في داخله : " اصبر يا فريد فهم لم يعتادوا على اللطف منك "
الأستاذ فريد بهدوء : أجل الآن ...
ثمّ أشار لجواد : أمّا أنت يا جواد فلتستعد لتكتب اسمك في اللائحة ..
جواد بندم : أرجوك يا أستاذ ، أنا اعتذر لــك ... لن أكررها ..
تمالك الأستاذ فريد أعصابه قليلا ثم التقت عيناه بعيني سامر بالصدفة .
الأستاذ فريد : " يا الهي ! اشعر بالذنب كلّما شاهدته هل هذه هي سخرية القدر أم ماذا ؟"
أشاح الأستاذ فريد بوجهه بعيدا : اذا ستكون انذارا لك يا جواد .. لن تكتب اسمك .
جواد بفرح : شكرا لك ..
- الجميع يستغرب أكثر و أكثر -
رائد بداخله : " هل هو أستاذنا حقا ؟ "
الأستاذ فريد بصوت هادىء : درسنا اليوم عن السعــادة .
همس لنفسه : كم أكره هذا الدرس !
ثمّ قال بصوت طبيعي : ليخبرني أحدكم ما هي السعادة بالنسبة له ؟
رفع الجميــع يده ، فاختار الأستاذ حمزة بما أنه في المقدمة .
حمزة بثقة : السعادة بالنسبة لي هي النجاح في الدراسة.
رمقه الأستاذ فريد بنظرة : آ .. جيّد ، غيره ..
نظر له حمزة باستياء ثمّ همس لسامر : انه ..انه انسان شرير ..
ابتسم سامر ... أمّا الأستاذ فقد صرخ : حمزززة .... اكتب اسمك في اللائحة ...
حمزة بندم : آآآآآســـف .... اااعتذر ، صدقاا لن أكررهااا ..
تنهد الأستاذ مجددا : طلبة فاشلين ... سنتجاوز هذا الدرس ! انه .. انه عادي ..
رائد : أستاذ لقد فوتنا التخيل و لولا الأستاذ بسام لما فهمناه و الآن تريـ...
الأستاذ فريد بانزعاج و بصوت منخفض : اخرس !
- صمت رائد -
استدار و هو يغيّر العنوان الى " بناء الشخصية "
الأستاذ فريد بداخلـه : " كيف تريد من شخص لا ذاكرة له أن يتخيل أو يتذكر شيئا ؟ "
بدأ الاستاذ بالقراءة بهدوء : بناء الشخصية يعتمد على السلوك الظاهري و التنظيم العاطفي ،
أولا لنعرف ما هي الشخصية ، هل لدى أحدكم أدنى فكرة ؟
رفع جواد يده و أجاب بعد أن أذن له الأستاذ : انها سلوك الفرد و صفاته و السمات التي يتميز بها .
التفت الأستاذ و هو يقول : أحسنت !
انتبه لنفسه :"يا الهي يجب أن لا أخسر شخصيتي "
- استغرب جواد : " هل اثنى علي قبل برهة ؟ "
الأستاذ فريد يتابع: مثلا لنعرف شخصية أحد .. نستطيع ذلك من خلال تصرفاته و سلوكه معنا ..
رفع رائد يده : هل يمكنني أن أشرح هذه النقطة ؟
الأستاذ فريد : لا .
ثمّ أكمل : فلو حاولنا -نحن- مثلا دراسة شخصية ما فاننا سنجد من صفاته الظاهرة و المتكررة
"العدوان" ... فعندمــا ..فعندمـــا ...
الأستاذ فريد بداخله بانزعاج : " هذه الدروس كلها ضدي ، من الخطأ أن أدرس هذه المادة "
- الجميع ينتظر أن يتابع الأستاذ -
أطلق الأستاذ زفرة قوية ثم تابع مرغما : فعندما ننظر و نبحث في طفولة هذا الشخص سنجدها
قاسية و مـٌرّّة .. لذلك يلعب المجتمع دورا هاما في بناء الشخصية ..
سامر بداخلـه : " أيعقل أن أستاذنا كانت طفولته قاسية و صعبة ؟ "
الأستاذ فريد بلهجة باردة : لذلك فان أحد أهم بناء الشخصية أثر الطفولة على الانسان .
ثمّ تابع : كما أن الفروق بين الأفراد سبب في بناء الشخصية أيضا ..
صمت فجأة و اكتست ملامح الحزن قسمات وجهه ..
كان السؤال الوحيد الذي يجول في عقول الطلبة هو ماضي هذا الأستاذ و طفولتــه ،
كيف كانت ؟ حزينة أم سعيدة !! أم أنه لم يعاني شيئا في طفولته .. بل عندما .. كبر ..
- صوت جرس انتهاء الحصة -
الجميـع : لقد رنّ الجرس بسرعة لم نستمتع بالدرس ..
فريد بداخله باستغراب : " (نستمتع) و هل هذا ممتع ؟ "
حمزة : أتساءل لماذا رنّ الجرس بهذه السرعة ؟
ســامر - ينظر لساعته في معصمه - و بهدوء قال : أظن أن هنالك تدريب أو امتحان أو ..
ارتاح الأستاذ فريد نفسيا و أخذ كتبه و انصرف +
سمع الطلبة صوت المدير يصرخ : من فعل هذا ؟
عاد الأستاذ فريد أدراجه (الى الفصل )
الطلبـة باستغراب : أ.. أستاذ ..
جلس فريد بهدوء : انه عطل في الجرس لا أكثر .
الجميـع : عطـل ..
فريد -يقلّب صفحات الكتاب - : آجل ... يبدو أن هنالك من قام بالعبث فيه ..
- لا يزال صوت رنين الجرس -
الأستاذ فريد بصوت مرتفع : هيّا افتحوا كتبكم سوف نخطط أهم الأشياء فقط ،
فهذا الجرس لن يكف عن الرنيـن ..
الجميـــع : حـــــــــــــاضر ..
الأستاذ فريد : رائد ! أغلق الباب ... لئلا نسمع صوت الجرس.
.

.
.

][][ في جناح الفتيـــــــــــــات ][][
.
.
كان الجميــع صامتا الا وداداَ و رفيقتاها " هند" و "نوّار"
وداد بانزعاج مصطنع : آه يا الهي الصوت مزعج ...
- بقية الفتيات يشاهدن المشهد -
نوّار : معك حق ! احتاج لأفحص طبلة أذني .. انه مزعج ..
اعتماد بخفوت : هه ! صوتهن أعلى من صوت الجرس نفسـه ..
مهــا بانزعاج : محقّة ، يا للخزي ان نكون معهن ..
اعتماد بهدوء : تمالكِ أعصابكِ يا عزيزتي ، فلابد للحقيقة أن تظهر .
مهـا بخفوت : أي حقيقة يا آنسة كونان .. ؟
اعتماد بخفوت : عاجلا أم آجلا ستنكشف خدع وداد ..
مهـا باستهزاء : هه ! عاجلا ... هذا مستحيـل ..أمّا آجلا فلا يمكنني الانتظار.
- صمتن فترة -
مها باستغراب : انظري الى معلماتنا ! انهن لا ينتبهن اليهن .. انهن يتعمدن ذلك ، لماذا ؟
اعتماد بخفوت : هل نسيتي أن والد وداد ذا مركز مرموق و بامكانه أن يزيح المعلّمة اذا أرادت ذلك ؟
مها بخفوت : و هل أنتي خائفة ؟ ثمّ ... ثمّ انّ والدي الرقيب جاسر .. بامكانــ..
قاطعتها اعتماد : حسنا نحن لن نعود للتفاخر بالانساب و الأحساب ، مفهوم ؟
مهــا بخيبة أمل: مفهوم ...
وداد و هي تدعي الارهاق : يااا الهي ألن يتوقف ؟ لقد تعبت ..
مها و اعتماد ينظرن اليها بانزعاج واضح ..
مها بداخلها : " تعبت !! مم ؟ هل كنتي تحملين الجرس على كاهلك مثلا ؟"
+ و مــرّت خمس دقائق كأنها الدهـر على اعتماد و مهــا +
بما أنّ مها سريعة الغضب فلم تتمالك نفسها
زمجرت بحدة و نهضت و هي تضرب بكفيها الطاولـة : آآآآآآ ... سأريكن
أمسكتها اعتماد : هيييي تماسكي انهن يردن ذلــك ...
مها : اتركيني يا اعتماد .. انهن... المخادعات..الـ
نوّار باصطناع : ماذا ماذا ؟ لم أسمع ؟
ابتسمت مها : أعتقد أنك بحاجة لفحص طبلة أذنك حقا ..
ضحك الجميع فور سماعهم لهذه الجملة فوجهت نوّار نظرة
للجميــع ليصمتن ففعلن ..
نوّار بتحدٍّ : اذا تقولــين أنني أحتاج للفحص ، ها ؟
مها بتحد أكثر : أجل ، ثم أنت من قالتها أولا ،
بصراحة يا نوّار لم أكن لأصدق أنك تعرفين الفضائل ، لكن اعترافك بالحق فضيلة ... أليس كذلك ؟
وداد بغضب : آنسة مها من فضلك ..
قاطعتها مها بحدة : أنت التي من فضلك .. ألم تملّي من النفاق ؟
وداد رأت بأنها فرصة مناسبة : أنا أم أنتي يا من ادّعيتي الكذب أنتي و رفيقتك ..
اعتماد لم تلق بالا بل كانت تكتب بعدم اكتراث لاغاظتها وحسب ..
وداد بانزعاج : أيتها المعلّمة ! هل تذكرين حادث الاغماء الذي حـ..
قاطعتها المعلّمة بحدة : وداد ! اجلسي مكانك و الزمي الصمت ..
التفتت لمهــا : و أنت كذلك يا مهــا ...
ثمّ قالت بانزعاج : كم أكره فصلكم هذا لتواجدكما أنتما الاثنتان !
مها بداخلها و هي تنظر لوداد : " هه ! "
اعتماد تضحك بخفوت : ههههه لابد و أن والد وداد قد استقال فالمعلّمة نطقت أخيراا ...
المعلّمة : هنالك من قام بالعبث في الجرس ، لقد اتصلوا بخبراء ليصلحوا
العطل ...
هند : خبراء ! انه مجرد جرس ...
اعتماد بخفوت : ذلك لأنك مجرد انسانة بلا عقل ..
مها باستغراب : لماذا انه مجرد جرس ؟
اعتماد : سمعت بأنه معقّد التركيب ، يختلف كثيرا عن الأجراس العادية ،
و كما أنه يتحكم في مدرستين ، جناحنا و الجناح الآخــر ..
مهـا بجدية : اعتماد الجرس ليس معقد التركيب أجزاءه سهـلـة ونـ..
ابتسمت اعتماد بخبث مقاطعة لها: كم أتمنى الدخول للجناح ذاك !
مها تذكرت ما حصل معها سابقا : انه مشابـه لجناحنا فيما عدا أنهم ذكور.
اعتماد : ما رأيــك لو نذهـب هناك ؟
مهـا باستغراب : اعتماد ما هذه الفكـرة القبيـحـة .
اعتماد : أرجوك لا تفهميني خطأ ، أريد رؤيـة أخي فقط.
مهـا : يمكنك رؤيته في المنزل .
اعتماد : كنت أعني أنني أريد رؤيته و هو يدرس في الفصـل .
مهـا : عزيزتي ، حتى المعلمــات لا يذهبن هناك الا لحاجـة .
اعتماد : لنخترع قصة و....
شهقت اعتماد بعد أن خطرت ببالها فكرة : ما رأيك لو نذهب
كعمّال نظافـة ؟
مهـا : اذهبي وحدك ، لست مرغمـة على ارتداء ذلك الزي .
اعتماد : أرجوكِ ، فكّري ألن تكون مغامرة .
مها بخفوت : نحن في الواقع ! أفيقي ..
اعتماد : أرجوكِ لن نأخذ أكثر من 10 دقائق .
مهـا و هي تحاول اتخاذ القرار
متسرعة
متسرعة
متسرعة
مها بانزعاج : آآآآآآ لست كذلك ..
اعتماد : ما بك ؟
مهـا : لاشيء مهم .. حسنا موافقة .
اعتماد بحماسة : اذا ! أمستعدة أنــت ؟
مها بقلق : ألن يبدو الأمر غريبا ؟ أ.. أعني ألسنا فتيات ناضجات و نميـز بيـ..
اعتماد : حسنااا ... لكنه الفضول لزيارة ذلك المجتمع .. الغامض .
مها : عندما تشاهدين أفراد ذلك المجتمع كما تقوليـن ستتمنين لو أنك لم تريهم .
اعتماد : هل يعني هذا أنك شاهدتهم ؟
مها : بالطبع ! بعد انتهاء الدوام المدرسي ترينهم انهم .. مرعبون ..
اعتماد : يااااه لديك خلفية سيئة عنهم .
مها بجدية : ليست خلفية و لكنها الحقيقة .. ثمّ ان هذا شيء أكييــد أنّه لا ينطبق على الكــل ..
اعتماد : اظنك محقـة ! لكن أريد رؤيـة طريقتهم هناك .
نهضت مهـا بحماسة : سأريهم ! سأفتتح لجنة للمرأة ضدهم .
-صوت المعلّمة- : ان كنت ستفتتحينها فسأكون أول
من تضعك في قسم التعذيب كما تفعلين بي ، هيّا اجلسي ..
جلست مها محمرة خجلا : آســفة ..
ضحكت الفتيات عليــها و كالعادة صوت وداد يزداد
المعلّمة بغضب : وداد ، الرحمـة !!
ثمّ قالت بغضب : أظنك ستلحقين بمهـا في تلك اللجنة حتماا ..
مها بخفوت : هه ! انها كالظل .. حتى في أماكن التعذيب خلفي .
( جاك الموت يا تارك الصلاة ) هههههه
وداد بنفاذ صبر : " هذه المعلّمة تجاوزت حدودها معي ، ألا تعلم من أكون؟"
- توقف صوت رنين الجرس -
تنهد الجميع عن ارتياح
دخلت معلّمة الفصل
ما ان رأتها مهـا حتى قالت بداخلها بصدمة :" فـــــــــاتن "
و همست للمعلمة الجالسة
ببضع كلمات .
المعلّمة الجالسـة : حسنا آنسة فاتن .
نهضت و هي تقول للفتيات : أرجوكن التزمن الهدوء ستحل فاتن محلّي.
جلست فاتن بهدوء و هي تراقب الفصـل .
- لا أحد غير اعتماد يعلم بصلة القرابـة بين فاتن و مهـا -
وداد تتهامس مع رفيقتيها باستهزاء حول فاتن .
وداد : انظري اليها هههه..
نوّار : يبدو حذائها من النوع الرخيص .
((مراقبات الأحذيـة عدل ))
هند : بل انظري الى تصفيفة شعرها القديمة .
مها كانت تستمع و تحترق غيظا .
مها بانزعاج : أيتها المعلّمــة هنالك فئة تسخر منك خلفنا .
فاتن بهدوء : لتنهض هذه الفئة بسرعة .
وداد بانزعاج : " يا لهذه المتعجرفة !"
فاتن : لا أحب تكرار ما قلت .
نهضت وداد بثقة و رفيقتيها معها (وافق شن طبقة)
فاتن بجدية : هيّا قفوا بالخلف .
وداد : ألا تعلميـن من أكون ؟
فاتن بلامبالاة : لا يهم ، فقط قفي مثل ما قلت .
وداد بغضب اتجهت لتقف .
مها تبتسم لوداد بسخريـة .
فاتن بهدوء : مهـا الحقي بهن من فضلك .
مها بعدم تصديق : مــاذا ؟ لم أفعل شيئا .
فاتن : الفتنة يا عزيزتي شيء سيء و السخرية كذلك .
مها : ولكــن ... لقد كن يتهمسن حولك و
فاتن : كنت أعلم بذلك لكن أردت اعطاءهن فرصة
مهـا : لكنني
أشارت فاتن باصبعها بهدوء
اتجهت مها للخلف : " سأريك أيتها القاسية "
- عمّ الهدوء المكانَ -
انقضت دقائق قليلة ثم عادت المعلّمة و هي مندهشـة
من المنظر في الخلف .
ابتسمت : كالعادة ، هاتان الفتاتان لا تكفان عن الشجار .
قهقهت ثمّ قالت : لكن من الناحية الايجابية منظركن يبدو أجمل على الحائط .
مها بغيظ :" أتت ، ستسرب كل المعلومات عني لفاتن "
فاتن تنظر للفتيات : أظنك محقة هن هكذا أفضل .
.
.
.

.
.
][][ في جناح الفتيـــــــــــــان ][][
كانت حصة الأستاذ أكرم التي يفضلها الجميع
الأستاذ أكرم بمرح : هيّا سنبدأ درسنا يا شباب .
أومأ لـه الجميــع
ابتسم الأستاذ أكرم ثمّ قال بغموض : أريد شخصا يساعدني.
نظر له الجميع بارتباك فنظر الى سامر قائلا : هل يمكنك ذلك ؟
سامر بجديـة : أرجو المعذرة لست ماهرا بأداء التجارب .
الأستاذ أكرم باندهاش : و ... و كيف علمت بذلك ؟ أنا لم أخبر أحدا .
أشار رائد على السبورة : أستاذ لقد كتبت في البند الأول "تجـربة عمليـة"
الأستاذ أكرم بأسف : يا للمفاجأة ! لقد كنت مخطئا بكتابة ذلـك .
- ضحك الطلبـة -
الأستاذ أكرم : عزيزي سامر ، انّه ليس أداء بمعنى الكلمة و انما نريد
أن نجعلك وسيلة تعليـم لا أكثـر و بالتأكييد هنالك مكافأة فيما بعد .
سامر بابتسامة مصطنعة : أعتذر مجددا ..
رفع جواد يده : يمكنني ذلـك .
ابتسم الأستاذ : لا بأس ، تفضل يا جواد .
الأستاذ : من فضلك جواد اجلس بمقعدي ريثما يحضر الطعام.
جواد : طـ طعام .
- طرق أحدهم الباب -
جلس الأستاذ بمقعد جواد قرب رائد : ها قد وصل .
+ أحضر العامل علبا من الفول السوداني المالح و الماء أيضا .
الأستاذ : هل هنالك من يشعر بالعطش ؟
أومأ له الجميع بالنفي
هزّ الأستاذ رأسـه برضا : حسنا لتبدأ يا جواد .
جواد : ماذا يعني هذا ؟
الأستاذ : أريدك أن تشرب 3 علـب من الماء حاليا .
جواد بنظرة غريبة : ماذا ؟ 3 مرة واحدة !
الأستاذ : أجل و ان أردت أكثر يمكنك أن تشرب .
جواد بقلق : حـ.. حـسنا هل أشرب الآن ؟
ابتسم الأستاذ و أومأ له
بدأ جواد بالشرب
الأستاذ : هيّا انظروا اليّ بينما جوادا يشرب فلنتجاذب أطراف الحديث.
رائد : أجــل ، متى سنذهب للتخييم ؟
الأستاذ : غدا في الـساعـة السادسة صباحا ، عليكم التزود بالمتاع الكافي
فهذا اختبار عملي للحياة العامة أيضا .
- جواد لا يزال يشرب -
وليـد : أستاذ !! هل نحضر معنا طعاما ؟
الأستاذ بنظرة مستغربة : بالتأكييد يا وليد .. هل تريدنا أن نأكل طعام أهل الغابـة ؟
وليد بخوف : أهل الغابـة ><
أومأ له الأستاذ : نعم .
تدخل جواد : لقد ارتويـت .
هتف الأستاذ : هل يمكن لجواد أن يصاب بالعطش خلال الساعة القادمة ؟
حمزة : لا أظن ذلــــك ، لقد شرب ما يروي ظمأ شخصيـن .
الأستاذ : اذا لنرى صحة ما تقولــه يا حمزة .
شعر حمزة بتوتر
أشار لجواد : ابدأ بتناول الفول السوداني المـالح يا أيها الجواد .
جواد بامتعاض : لكنني لا أحبه .
الأستاذ : أرجوك هذا لنجاح التجربة .
جواد بخفوت : لو كنت أعلم بوجوده لما أقدمت على هذه التجربة البتة .
بدأ يتناول بعضا من هذا الفول السوداني
الأستاذ : لنكمل حديثنا الى أن ينتهى من الأكـل .
حسـام : أستاذ هل يمكنني احضار آلة التصوير خاصتي ؟
الأستاذ باعجاب : فكرة رائعة ، سيكون من الرائع أن نحتفظ ببعض
الذكريات .
رائد بخبث : سنبعث بصورة للمدير و نحن نلهو هههه .
الأستاذ : أووه ... سيغضب ان كانت الصورة سيئة .
- ضحك الطلاب -
حمزة يحدّث جوادا بخفوت : هيـــه جواد ما الأخبار ؟
جواد و قد أنهى الأكل : آآآه لا أدري ... أشعر برغبة في التقيؤ حقيقة .
حمزة : تمالك نفسك يا رجل .
شرع جواد يشرب بعض الماء فقال له الأستاذ مبتسما : ماذا تفعل ؟
جواد : انني أشعــر ببعض العطـ..
- انتبه الى نفســـه -
صعق الطلبـة : مستحيــل .
صفّق الأستاذ لجواد : أحســـنت ، و أخيرا أثبت لنا التجربة كاد الجرس أن يقرع .
عاد جواد لمكانه بأمر من الأستاذ أكرم فقال الأستاذ و هو يكتب العنوان
على السبورة
" العطــــــــش"
جواد : لا أفهم ، لقد ارتويت قبل دقائق ! لمـاذا أشعر بالعطش الآن ؟
سأله رائد : كم هي الكميّة التي تناولتها ؟
جواد : لا أدري ..
الأستاذ : اذا سأشرح الدرس الآن رغم كونه قد شرح عمليا قبل برهـة .
انتبـه الجميــع
الأستاذ : ان العطش مسبب عن تغيّر نسبة محتويات الملح في الدم ،
اذ هناك نسبة معيّنة من الملح و المـاء في أجسامنا فاذا زاد مقدار الملح
بالنسبة للمــاء في الدم يشعر الانسان بالعطش .
حســام : اذا فاذا حدث بعض التغيـر فان هذا التغير سيرسل رسائل الى
مؤخرة العنق ، و من هناك الى الدماغ .
حمزة : الآن فهمت ، اذا المشاعر التي قد وصلت للدماغ هي المسبب الذي
يجعلنا نقول أننا عطاشى .
رائد : اذا فقد تناولت كمية من الفول أكبر من الماء .
ابتسم الأستاذ : هل توضحت لكم الفكـرة ؟
سامر بداخله : " أي فكرة ؟ لقد شرحت بطريقة رائعة أيها الأستاذ "
وليد : واضحة كاشمس تماما.
رائد يمازحه : للأسف السماء ملبدة بالغيوم اليوم .
- ضحك الجميــع و انتهت الحصّة -
.
.
.
()( انتهى الدوام المدرسي )()
.
.

عاد الجميـع أدراجـه ، كٌلٌّ الى منزلـه الذي يحتويــه .
دخل كل من عمر و سامر المنزل : لقد عدنـأ .
استقبلهم زياد : أووه أهلا ..
عمـر : أهلا .
انصرف -
تبعه سـامر : المعذرة ..
زياد : سميّة لقد عاد الولدان .
- صوت السيدة سمية من المطبخ - : حسنا الغداء جاهز .
+ التفت الأسرة حول المــائدة +
السيد سـامح : في الحقيـ...
زياد بجديـة : سـامح اسمعني ان كان ما ستقوله كما في الصباح
اذا اعذرني فلن أسمح لــكـ..
السيد سامح بابتسامة خبيثة : أحقا ؟ اذا أنت لا تريد مني أن أقول ل
هم عن ما كنت تفعله بشقيقتك سميّة .
زياد باندهاش نظر الى سميّة : هل أخبرتــه ؟
السيدة سميّة بهدوء أثناء تناولهــا الطعام : سامح زوجي و من حقّه
أن يعرف أساليب التعذيب الذي كان يتبعها زميلــه على شقيقته .
ابتسم السيد سامح بوسع شفتيــه : زيـاد !! هل كنت تقول لي قبل برهة أن..
زياد باحراج : تفضل قل ما تشــاء .
عمر بفضول : ما هو هذا الشيء ؟
زياد بنظرة شريرة : كل يا بني قبل أن يبرد الطعام .
سامر وخز عمر بمرفقه : ما الأمر ؟
زياد بنظرة حاقدة : حتى أنـــت !
سامر بهدوء : انه الفضول لا غيـر .
- تابع الجميــع طعامه -
ضحكت أمل فجأة و هي تضرب الملعقة بالطاولة : ههههههه صرصور .
ارتجف زياد : هل ... من ... من أخبرك أيتها اللــ..
عمـر بابتسامة : رائع كشفنا شيئا .
سامر أثناء أكلـه ببرود: صرصور ، أهذا هو ؟
زياد باستسلام : حسنا سأخبركم ، عندما كنت صغيرا كنت أستخدم
الحشرات للهو بالذات ذلك الصرصور اللعيـن ، لقد كنت أرميـه دائما على سميّة ،
انها تخاف الصراصير و دائما ما يغمى عليــها كما الآن ، انظروا .
نظر الجميــع لسميّة ثمّ نظروا لزياد
زياد بقلق : مـاذا ؟
سـامر ببرود : عفوا ، زيــاد ... لكن أمل قصدت ذلك الصرصور الذي كان
يمشي على المائدة و عندما قلتٌ " أهذا هو ؟ " كنت أشير عليـه و لم
نقصد قصّتك البتة .
زياد بندم : يا الهي و قد فضحت نفسي بنفسي .
- صمت لبرهة -
السيد سامح و زياد معا : اذا سميّة قد ... آآآآآآآآآآآآآآآآآآ ...
- اغمي على السيدة سميـة من الصرصور -
أمل تضحك : هههههههههه أمّي نائمة على الأرض .
عمر بغباء : أهذه قصتك يا خالي ؟
سـامر : انها عاديـة جدا ، فلم كل هذا الاحراج ؟
.
.
.
في العصــر (4:00 )
كانت السيدة سميّة قد استيقظت ، و تابعت روتينها اليومي .
سـامر كان يجلس في غرفة المعيشـة و قد استعد للذهاب للمكتبة برفقة
السيدة سميّة التي لا زالت تستعد .
أمل كانت قربـه ترسم و تخربش : سـامر ، اكتب لي رسالة .
سامر : أنا ، هل تريديني أن أكتب لــك ؟
أومأت له نفيا : لا ، أريدها الى أبي .
صنع لها سامر مظروفا صغيرا : حسنا يا أمل ارسمي أيّ شي
و ضعيـه في المظروف أمّا أنا فسأكتب لـك خارج الظرف
" الى والدي العزيز سـامح "
ابتسمت أمل : شـ شكـرا لك .
ابتسم سامر : العفو ..
أتت السيّدة سميّة : هيا بنا يا سـامر .
- خرجــا يبتاعان بعض الكتب المهمـة لمسابقة سـامر -
نزل السيّد سـامح برفقة زياد
زياد : اذا و أنت لا تعرف من هو صاحب هذا المظروف .
السيد سامح : لا ، رغم أن المبلغ لم يكن كثيرا الا أنه أدى الغرض .
جلسا في غرفة المعيشــة ،
السيد سامح : لو كان من شركة مثلا لكتـب اسمها و لطبعت طباعة .
زياد : معك حق فهذا خط يد .
قدم عمـر و جلس عندهمــا ، أمّا أمل لازالت تصمم على المظروف و ترسم
لتزيّنـه .
عمـر : أبي .
السيد سامح : أنا مشغول يا عزيزي .
عمر : هه ! لا بأس سأنتظرك .
زياد : لكـن ألا ترى انه شخص يعرف ما تمر به ؟
السيد سامح : أعتقد بهذا أيضا ، لكن لو كان أحد أصدقائي في الشركة
قاطعه عمـر : أي أصدقاء يا أبي ؟ هل نسيت أنهم يمرّون بما تمرّ به ؟
السيد سامح : محق يا بني .
أتت أمـل و أعطت والدها المظروف : أنا أحبّك .
أخذ المظروف منها و طبع قبلة على وجنتها : أووه هذا كرم منك .
ابتسم و هو يقلّب المظروف : هل صنعتيـه بنفسك ؟
أمل : سامر قام بذلــك .
لفتت الجملـة المكتوبـة على المظروف انتباه السيد سامح
زياد : ما بـك ؟
تنهّد السيد سامح : هه ! يا للخزي يا زياد .
زياد بارتباك : مــا بكـ ؟
رمى السيد سامح المظروف على زياد : قارن بين الخطيــن و لا حظ الفروق .
زياد بجديـة : هل تمزح انهما متطابقان ؟ الخط واحد .
السيد سامح : انه سـامر يا زيــاد ..
زياد باندهاش : غير معقول ! سـامر هو من فعل هذا .
أومأ لــه السيد سـامح
عمـر بجدية : أبي انّ الأمـر يتعلّق بسامر .
السيّد سامح : قل ما عندك يا بنيّ !
عمـر : سيذهـب غدا للتخييــم .
السيد سامح : التخييم ! لكنه لم يخبرني بذلـك .
عمـر : من المفترض أن يخبرك قبل أسبوع ، لكن بسبب ما نمر به فضّل السكوت .
السيد سامح : يا لـه من مغفل ، كان يجب أن يخبرني .
عمـر : يحتاج لعدة التخييــم كي يذهب مع زملاءه ، لقد اتخذ قرارا بأن لا يذهب ، و موافقتك أيضا.
السيد سامح بجدية : لا تقلق سنشتريها غداً .
عمـر بانزعاج : لكن الرحلـة غداً .
نهض السيد سامح : اذاً هيّا يا زيــاد لنذهب و نحضرها الآن.
عمـر : ماذا عنّي ؟
زياد يربت على كتفه : ابق مع شقيقتك ريثما تعود والدتك .
أمل : أريد الذهاب .
زياد يمسح على شعرها : يجب أن تحرسي عمـر لئلا يذهب .
ابتسمت أمل : حـ.. حـاااضـر ..
.
.
- انصرفـا -
ألقى عمر بنفسه على الأريكة بخيبة أمل : كلـه بسببك أيتها المزعجـة !
نظرت له أمل ببراءة : هيّا نلعب .
عمـر بانزعاج : أرجوكِ لست مسعدا نفسيـا .
- ناولتـه احدى الدمى
أمل : خذ أنت الأم و أنــا ابنتها .
أخذها عمـر مرغما : حسنـا ، لنبدأ .
أمل : سوف نلعب في الحديقة .
عمـر : الجو هنا أفضل .
أمل بغضب : لا ، بل خارجــا .
نهض عمر : حسنا حسنـا ..
تأفف و خرج معها .
.
.
][][ في أحد محلّات بيع الكتـب ][][
كان سامر و السيّدة سميّة يتجولان بهدوء يبحثان
عن بعض الكتب .
أشارت السيّدة سميّة على أحد الكتب : انظر انّه رائع سيفيدك حتما .
سامر : لقد قرأته سابقا .
السيّدة سميّة : اذا أنت لاتريده .
سامر : لا ، فمعلوماته ليست شاملـه كما أنني قد وجدت ما هو أفضـل .
رفع أحد الكتب
السيّدة سميّة : دعني أنظر .
.
.

][][ عند السيّد سامح و زيــاد ][][
كانا يتجوّلان أيضـا في أحد المحلّات التجارية
سأل السيّد سامح زيادا : عزيزي زياد ، لو كنت مكان سـامر فماذا ستختار ؟
زياد بدأ يفكر بجديّة : ان سامرا غامض تقريبا فالسوداء ستكون مناسبة .
نظر له سامح بامتعاض : سوداء ! ها .. أخبرني كيف ستكون واضحة في الظلام .
زيـاد : اذا لم وضعوا خيمة سوداء بين كل تلك الألوان ؟
السيّد سامح بابتسامة : الأحمــر !
زياد بصدمة : أووه .
السيّد سامح : انه لون فاقع و رائع .
زياد بخفوت : و يفجـّر العيون أيضا .
السيّد سامح : هل قلت شيئا ؟
زياد (يرقع) : كنت أقول أنه سيؤذي العينيـن حتما فمـا رأيك لو نختار
السوداء فهي أفضل .
السيّد سامح : الحمراء أفضل منها .
زياد : بل السوداء .
- أتاهما صاحب المحلّ -
الرّجل : لو سمحتما لي سأختارها لكما بنفسي لكن لمن تريدانها .
السيّد سامح : لشخص يبلغ السادسة عشر .
زياد بداخلـه : " هه سيختار السوداء فذوقه يبدو كذوقي "
السيّد سامح بداخلـه : " هـهه أظنها الحمراء "
صاحب المحلّ : لقد أتى كثير من مَن هم في مثل عمره في الآونة الأخيـرة و اشتروا هذا اللون .
زياد : يبدو جيّدا .
السيّد سـامح : أمممم ! اذا أردت رأيي فانه يبدو ملائما بالفعل .
زياد : الأزرق الداكن ! انه رائع !
صاحب المحلّ :الأولاد في مثل عمره يفضّلون هذا اللون كثيرا .
السيّد سامح : اذا سنبتاعها .
- خرجا من المحلّ -
زياد : جاء دور الحقيبة ، أرجوك يا سامح فأنا خبير حقائب لذلك لا تتدخل .
السيّد سامح : هل تمزح ؟ أنت لست أكثر خبرة مني فأنا و الحقائب أصدقاء .
- دخلا محلاً آخـرَ -
زيـاد : تلك السوداء تبدو مدهشة .
السيّد سامح : لم تقحم اللون الأسود معنا دوما ؟
زيـاد : و مـا أدراني ؟ انه يبدو جذابا .
السيّد سامح : لكن ألا تظنّ أن تلك الحمراء تبدو أفضل ؟
زياد بخفوت : هه ! لم أقحم اللون الأسود ؟ أسأل نفسك تريد للون الأحمر
أن يحلّ محلَّ الأسود على الدّوام .
السيّد سامح بانفعال : باللهِ عليك يا زياد ! هل الأسود يليق بسامر ؟
- زياد يتخيّل سامر بالحقيبة السوداء -
زياد : ستبدو رائعه !
السيّد سامح : الأحمــر أفضـل ، انّه يسيطر على تفكيري .
زياد : هه ! يا للرومانسيّة .
السيّد سامح بخجل : زيـااااااااد .
زياد بابتسامه : هيــه ! انظر لنفسك لقد احمررت خجلا .
السيّد سامح بانزعاج : زيــااااااد .
ربّت زياد على كتفـه : افرح فاللون الأحمر يغطي وجهك .
تنهد السيد سامح : هه !
زياد : اذا ماذا كنّا نقول ؟ الأسود ..
قاطعه السيّد سامح : بل الأحمر ...
- أتاهما صاحب المحلّ : مرحبا ! تحتاجان المساعدة ؟
زياد : نعم ، نريد حقيبة لابني .
نظر له السيّد سامح بغباء و هو يكتم ضحكتـه
زياد محرجٌٌ من نظرات سـامح : أ.. أأ.. أي لون ستراه مناسبا لـه ؟
صاحب المحلّ : هل ابتعتم خيمة لـه ؟
زياد : صحيح ، و ما أدراك بذلـك ؟
صاحب المحلّ : لابٌدّ و أنّ ابنك في فصلِِ ِابني فهو سيذهب في رحلـة
غدا للتخييم .
السيّد سامح بفضول : و ماذا اختار ابنك ؟
صاحب المحلّ : بالطبع لون مشابه للون الخيمة ، هل لّي برؤية الخيمة التي
ابتعتماها ؟
السيّد سامح : انه الأزرق الدّاكن .
أخرج صاحب المحلّ لهمــا تلك الحقيبة الزرقاء
زياد : شكـرا جزيلا لـك .
ابتسم له : العفو في الخدمـة دومـا .
السيّد سامح : ما اسم ابنـك - ان لم يكن لديك مانع -؟
صاحب المحلّ : انه حسـام .
- صافحاه ثمّ خرجا -
زياد باحراج : سـامح أرجوك كدت أموت بسبب نظراتك .
السيّد سامح بجديّة : زيـاد ! تريد حقيبة لابنك ، ها ؟
ابتسم زياد ثم بدأ يضحك هو و السيّد سامح
.
.
][][ في المنـــزل ^^ ][][
عادت السيّدة سميّة و سامر بعد أن ابتاعا كتبا
كثيرة .
استقبلتهمــا أمل : أمي أهلا .
احتضنتها والدتها
سـامر ينظر لعمر باستغراب
عمـر : ما الأمـر ؟
عمر كان جالسا على الأريكـة و وجه محمرٌّ بشدّه
السيّدة سميّة : عمر بني ما بـه وجهك ؟
أطلق عمر زفرة قويّة : لقد كنت ألهو مع أمل في الحديقة تحت حرارة الشمس الحارقة .
سـامر : لماذا لم تأخذ المظلـة ؟
عمر بانزعاج : بل قل لم أطعتها و خرجت للهو .
اتجهت السيدة سميّة للمطبخ : سأحضر لك مكعبا من الثلج .
عمر : لا داع لذلك .
جلس سامر قربـه : أين زياد و عمّي ؟
عمـر : لقد خرجـا ، ماذا عنك ؟ ما هي الكتب التي أحضرتها ؟
سامر : المفيدة طبعا ، كما أنني أحضرت لك واحدا .
عمر بفضول : و مـا هو ؟
سـامر بابتسامة : تاريخ الفنون القتاليـة .
عمر بسعادة : رائــــــــــــع .
سامر باستغراب : لم أكن أعلم أنك مهتم بمثل هذا النوع ، أنت غريب .
عمر : لكن ليس أشد غرابة منك .
سامر بنظرة غامضـة : أيها المـاكـر .
نهض و نظرات عمر تسأله الى أين ؟
سامر : أريد أن آخذ قيلولة .
أمل : ماذا يعني ققوليولة ؟
ضحك عمر و سامر
عمر : انّها قيلولة و ليس ما قلته ، قـيـلولـة .
سامر بهدوء : انّها تعني النوم يا أمل .
اتجهت أمل لأمّها
-صوت أمل من المطبخ - : أمـّي أريد ققوليولة .
-صوت السيّدة سميّة - : لا أفهمك يا عزيزتي .
.
.
.
][][ في منزل الرقيب جـاسر ][][
كانت العائلــة بأكملها متواجدة في غرفة المعيشة
خالد يراجع أوراق مــا ، أمجد يراجع دروســه
السيّدة أمينة و فاتن تتبادلان الحديث
السيّد جاسر يشاهد التلفاز
أمّا
مهـــــا
فتجلس بارتباك و نظراتها لفاتن
مها بداخلها : " الشريرة ! ان أخبرت أبي عنها ستقع على رأسي
في النهاية "
أمجد بجديّة : لقد أرسلت أوراقي و ملفاتي الشخصية لكليّة الطب.
السيّد جاسر : اختيار صائب .
خالد : أمي قهوة من فضلـك .
نهضت فاتن : أنا من ستعدّها ، هل يريد أحدكم شيئا آخر ؟
السيّد جاسر : ماء من فضلك .
اتجهت فاتن للمطبخ فلحقت مها بها
و تواجهتا هناك
مها بانزعاج : لماذا أنت قاسية هكذا ؟
فاتن أثناء اعدادها القهوة : لم أتوقعك مشاغبة حتى في المدرسة .
مهـا بارتباك : مشاغبة ! ألم تري وداد ؟
فاتن : لا أريد الحكم عليها مبكرا ، لكنكما تشتركان في كثير من الصفات .
مها : صفات ! أي صفات تقصديــن ؟
فاتن : قلّة الاحترام ><
مهـا : لكنني ..
قاطعتها فاتن : أسبوع واحد فقط .
مها باستغراب : أســ.. ماذا تعنين ؟
فاتن بجديّة : أسبوع واحد فقط كوني فيه مثاليـة ، أرجوكِ .
مهـا : هل أنتِ جادة ؟
فاتن : لم أكن أكثر جديّة من الآن ، بالتأكيد سأحقق لك رغباتك بعد هذا الأسبوع .
مها : أيّ رغبـة ؟
فاتن : نعم .
مها : حتى لو كانت تغيير أسلوبك معي .
أومأت لها فاتن
فاتن بداخلها : "كان عليّ أن أعاملها هكذا منذ زمن "
مها بعد أن راقت لها الفكرة : حسنا و كيف أكون مثاليـة ؟
فاتن بهدوء : سهل جدا ، الأدب و الأخلاق العاليـة كالحلم
و الأناة و عدم الاكتراث للأشياء التافهة .
مها : لم أفهم جملتك الأخيرة .
فاتن : وداد !
مها : ما بها ؟
فاتن : كوني رقيقة و طيبة معها .
مها : هذا الطلب مستحيل .
فاتن : اذا لن أغيّر أسلوبي معـك .
مهـا بانزعاج: حسنا حسنا ، لكن كيف ؟
فاتن : عامليها بلطف و لو بتصنع .
مهـا : و ما الفائدة من ذلك ؟
فاتن : ستتغير ، ستصبح أفضل في معاملتك .
مهـا : هل تمزحين انها وداد ؟ وداد التي لا تخفض رأسها لأحد .
جلست فاتن : اسمعيني يا مهـا ، كل شخص في هذه الدنيا يملك اسما يميّزه
عن غيـره ، هل تعرفين لماذا ؟
مهـا : لا أدري لست في مزاج يسمح لي بالتفكير .
فاتن : هل تساءلت يوما عن معنى اسمك ؟
مهـا : لا .
فاتن : اذا ماذا عن اسم وداد ؟
مها تفكّر : يبدو قادما من الود .
فاتن : صحيح ، كل شخص يحمل اسما و هذا الاسم يحمل صفاته و
طبيعته أيضا .
مها : من المستحيل أن تكون وداد ودودة .
فاتن : بلى ، لكن ربما الظروف جعلت منها هكذا ، لماذا لا تكونين أنت
الظروف الجديدة التي ستعيدها ، لابد و أن كثيرا من الفتيات يكرهنها .
أومأت لها مها : هه ! و أنا أولهن .
فاتن : أرجوكِ تجاوبي معي ، أنتِ تصعّبين الأمور ، مهما تفتعل المشاكل
و الشجارات كوني المعتذرة و تماسكي .
مها : هل تريديني أن أكون ضعيفة أو منكسرة الشصية أمام الفتيات ؟
نهضت فاتن : ستنتزعين اعجابهن بهذا يا مها ، المثالية في كل شيء .
خرجت تحمل أكواب القهوة و الماء و هي تقول : حتى في دراستك
و معاملتك مع المعلّمة كوني مثاليـة .
جلست مها محتارة
أمّا فاتن التي كانت تضع أكواب القهوة على الطاولـة
فاتن بداخلها : " أرجو أن تأخذ النصيحـة "
السيّد جاسر : ما الأخبار ؟ هل نجحت الخطة ؟
فاتن بهدوء : لاشيء ، انها صعبة ، نحن نفّذنا الجانب السهل أمّا العبء الأكبر فعليـها .
أمجد بابتسامة : لا تقلقي ، هي هكذا دائما ، لا أظن أنه بامكانها تغيير شخصيتها في أسبوع ، لكن قد تفعل العجائب .
السيّدة أمينة : لم أكن أعلم بوداد هذه .
السيّد جاسر : حسب ما أذكر أنني قد قابلت والد وداد ذات مرّة .
خـالد : سمعت أنه أحد أهم كبار الشخصيات في البلاد .
السيّد جـاسر : نعم هو كذلك ، لكنّه سيء الطباع .
فاتن : كما توقعت فالابنة مغرورة بشكل ملحوظ .
السيّد جاسر : لا تلوميها يا ابنتي ربما قد تكون ذات شخصيتن ،
في بيتها فتاة و في المدرسة أخرى ، أعرف كثيرا من مَن هم في
مثل عمرها يعانون من ازدواج في الشخصية بسبب ما يمرون به داخل المنزل .
أمجد : اذا هل يمكن أن يكون والدهـا السبب ؟
خالد : ربّمـا لأنه كثير السفر .
فاتن بهدوء : ربّمـا .
السيّدة أمينة بجديّة : لكن بما أنها تعاني بازدواج في الشخصيـة هذا يعني
أنها لا تريد أن تكون ضعيفة أمام أحد ، ألا يدل ذلك على قوّتها ؟
السيّد جاسر : ربما نعم و ربما لا ، فقد يتحوّل الازدواج الى مرض يا أمينة .
خالد : أمجد عزيزي ، ذلك الكتاب الذي أردته في سيّارتي .
فاتن : قدّمه لها بحذر .
أمجد بابتسامة : لا تقلقي أحضرت كتبا أخرى للتمويـه ههههه .
+ أحضر أمجد مجموعة من الكتب لمهـا من بينها كتاب يتحدّث
عن المثاليــة في كل شيء ، لتتضح الصورة أمامها فهي بلاشك لم تفهم
كل ما قالته فاتن +
.
.



" المثاليـة في كل شيء "
خطة العائلـة لمساعدة مهـا خشية أن تتدنى بعيدا
هل تستطيــع مهـا أن تكون مثاليـة ؟
هل سيغيّر هذا من وداد ؟
ما هي الحقيقة التي تخفيها وداد خلف قناع شخصيتها المتكبّرة ؟
رحلـة التخييم الشيقة و أكثر من ذلك
في الأجزاء القادمـة باذن اللــه
.
.
مبارك عليكم الشهـر <متأخر>
كل عام و أنتم بخيــر
هالمرّة مبكــررر حيـــل ^^
بانتظار تحسّن أوضاع النــت ..



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 06:46 PM   #27

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


رِحلَةٌٌ تَخييمٍ ^^
السّاعــة ( 3:00 )
رنّ منبـه جرس الساعة المزعج الذي يبدو أنه قد
نجح في ازعاج أحدهـم ، فنهض مرغمـا ليسكتــه ، اتجه نحو الخزانة ليخرج الساعة .
تذكّر أنه قد أقفلها البارحـة : يا الهي !! نسيت ذلك تماما .
اتجــه يحضر المفتاح من الأسفل ، لكنّ الرنين توقّف فجأة .
عاد أدراجـه ثمّ قال بدهشة : سميّة .
كانت السيّدة سميّة قد نهضت من الفراش لأنها انزعجت من صوت الرنين .
السيّدة سميّة بانزعاج : سامح أرجوك انها العطلـة .
السيّد سامح : أعلم ذلـك ، لكن ألن تعدّي لنا الفطور ؟
السيّدة سميّة بغضب :أيٌّ فطور ؟ حتى الديكة لم تستيقظ .
السيّد سامح بارتباك : و لكن اليوم الرحلـة و على سـامر ..
قاطعته و هي تنهض : سامر المسكين يجب أن يأكل قبل أن يذهب.
ابتسم السيّد سامح و قال بخفوت : كان عليّ أن ألفظ اسمه منذ زمن .
اتجهت السيّدة سميّة و السيّد سامح الى غرفة عمر و سامر .
السيّد سامح بصوت مرتفع : استيقظوا يا أولاد .
- صوت زياد من غرفته - : ســــــــــــــــــــــــ ـــامح.
نهض عمر و هو يتثاءب ، نظر الى الساعة ثم قال بفزع :
الرحمة انها الثالثة فجرا ، لاشك أنكما الوحيدان المسيتقظان على الكرة الأرضيـة .
السيّد سامح بداخلـه : "هذا الولد أفظع من والدته "
أطلقت أذنا السيدة سميّة صفيرا فالتفتت لزوجها بنظرات حادة :
هل ذكرتني بســوء ؟
ابتسم السيّد سامح : أبدا .
السيّدة سميّة : عمر من فضلك أيقظ سـامر ريثما أعدٌّ الفطور .
نظر عمر لسامر : لا أظنه سيستيقظ فقد كان يقرأ الكتب طوال الليل.
السيّدة سميّة : لابد و أنه تعب ، أرجو أن ينجح .
السيّد سامح باستغراب : ينجح ><.
اتجهت السيّدة سميّة للمطبخ : أجل فقد اقتربت المسابقة الدوليـة .
لحق بها السيّد سامح : سميّة لا أفهم شيئا .
أخذت المئزر و هي تقول بهدوء : انه مشارك في مسابقة للعلوم ،
حقيقة أظنها معقّدة فهم لم يحددوا كتبا معيّنة بل يريدون ترك الطّالب
في حيرة من أمره فيما يختاره ، لذلك ذهبنا أنا و سامر البارحة و أحضرنا
الكثير من الكتب ، انها مسابقة لمعرفة قدر المعلومات التي يختزنها الطالب.
جلس السيّد سامح على الكرسي و هو يقول بانزعاج : و لماذا أنا آخر من يعلم بهذا ؟
ضحكت السيّدة سميّة و لم تجب على سؤاله بل قالت: لقد وجدتـه يقرأ في
مكتبتك يا سامح ، انه يشبهك كثيرا حتى في جلستـه .
ابتسم السيّد سامح و أغمض عينيـه يتذكّر شقيقه الأكبر بدرا ،
و كيف كان يحبّ تقليده في صغرهما .
قاطعته سميّة : سامح ! ما أخبار السيّد عثمان ؟
السيّد سامح بجدية : لقد وقّعت العقد للعمل في شركتـه ،
لقد اقترح عليّ البدء بالعمل منذ تلك اللحظة لكنني أخبرته أنني سأبدأ بعد يوميـن .
السيّدة سميّة : و متى قمت بتوقيع العقد ؟ فأنا لا أذكر أنك قد أخبرتني .
نهض السيّد سامح : قبل عودتنا للمنزل البارحـة ، فقد اتصل علي و طلب مني القدوم اليـه .
- خرج -
.
.
.
عمر يحاول ايقاظ سـامر
عمر بانزعاج: سـامر هيّا.
تثاءب وهو يقول : أريد أن أنام أرجوك استيقظ .
أزاح سامر الغطاء عنه : أرجوك يا عمـر انها الثالثة .
غطّى عمر نفسـه و ارتاحت نفسيته بعد أن أيقظ سامر
عمر بخفوت : أبي يريدك في الأسفل اذهـ...... خ..خخخ
- نام -
سامر و هو ينظر لعمر : وماذا يريد والدك ؟
تنهد و اتجـه يغيّر ثيابـه
.
.
- صوت السيّد سامح من أسفل السلالم -
: زيـــــــــــــــــــــــ ـــاد عمـــــــــــــــــــــــ ر ســــــــــــــــــامر
زياد و هو على فراشه يكاد يموت من الغضب: أصبحت أكره وقت الاستيقاظ بسببك .
عمر كان يغط في نوم عميق فلم يسمع شيئا بالطبع
أمّا سامر فقد نزل اليـه : لقد استيقظت لا داعي للصراخ يا عمّي .
السيّد سامح : صباح الخيـر يا بنيّ .
سامر بهدوء : صباح النور .
خرجت السيّدة سميّة :هيّا أنتما الاثنان ، لقد أعددت الفطور لكما .
أومأ لها السيّد سامح : هيا يا سامر أريدك في شيء .
جلسا على المائدة
سامر بداخله باستغراب : " ما به ؟ هل نسي أن اليوم عطلـة ؟ "
السيّد سامح بداخله بارتباك : "ابدأ الحديث يا سامح ابدأ هيّا "
سامر بداخلـه : " أتساءل عمّا يحدث "
السيّد سامح بجديـة : سـامر تفضّل .
رفع سامر بصره على الشيء الذي أعطاه له عمّه
سامر بخفوت : مـ.. مـا هذا ؟
السيّد سامح بجديّة : انه المظروف الذي تركته لي في الصندوق البريدي .
سامر يحاول ابعاد الشبهه : انه ليس لي .
- تابع طعامه -
تنهد السيّد سامح ثمّ قال بجديّة أكبر : سامر بنيّ،أعرف كم كنت تودّ مساعدتي لكنني حقّا لم أصل لتلك الحال التي قد خطرت ببالك،
فمن غير المعقول أن لا يحتفظ شخص بمال احتياطي لوقت الأزمات،أنا لازلت غنيّا حتى الآن و كان بامكاني رفع شكوى ضد
مديري ليعيد لي أموالي لكن مراعاة لظروفه قررنا أنا و الأصدقاء منحه فرصة حتى يعيد بناء ما خرّبـه .
سامر كان مستمعا فقط
السيّد سامح : أنا أقدّر صنيعك يا سامر فأنت شهم كوالدك تماما، لكن لو كنت حقا تود تقديمه لي كان عليك أن تقدّمه بنفسك ، سأكون فرحا بذلك حقا .
سامر بداخلـه : " ألهذا السبب أيقظني ؟ لكي يقول لي أنني اكتشفتك "
السيّد سامح بابتسامـة : هيّا كل جيّدا حتى تستطيع العمل بجد .
سامر بداخله :"انه غريب اليوم ، أحس أنني غبي لا يفهم ما الذي يحدث بحق ؟"
السيّد سامح بهدوء : بنيّ ، استمع لما أقولـه جيّدا .
سامر ببرود : كلّي آذانٌ صاغيـة .
السيّد سامح بجديـة : مهما يحدث لا تبتعد عن المجموعة ، أعرف كم تحب العزلـة لكن عليك أن تخرج من طورها ، الغابـة مكان خطـر .
سامر باندهاش : الغابــة !
دخلت عليهما السيّدة سميّة : سامر بني لقد أعددت لك غداءك و وضعته في الحقيبة ، أرجو أن تأكل جيّدا .
سامر بهدوء :اعذراني أنا لا أفهم شيئا .
السيّد سامح بانزعاج : أووه ذلك العمـر .. أولـَم يٌخبرك ؟
هزّ سامر كتفيـه : لا أعرف ان كان قد أخبرني بشيء.
السيّد سامح : بني كان عليك أن تخبرني بأمر رحلة التخييم هذه .
سامر بداخلـه : " هكذا اذا ، فقد فعلها عمــر و أخبره "
السيّد سامح : أريدك أن تعدني الآن أنه مهما يحدث ستخبرني بكل شيء حتى لو كان صغيرا .
صمت سامر
السيّد سامح بنفاذ صبر : ســـامر !!
سامر بتردد :"يا الهي ما هذا الوعد ؟ "
السيّد سامح : هيّا يا سامر أريد أن أسمع .
سامر بجديـة : حسنا ، أنا أعدك .
السيّد سامح : آه ، جيّد أمّا الآن فقد جهزت لك بعض الأشياء
المهمـة .
اتجه السيّد سامح ليحضر بعض الأشياء
جلست السيّدة سميّة : لقد بقي طوال الليل ساهرا يعدّ لك ، حتى أنه ضبط المنبه على الساعة الثالثة ليستطيع الاستيقاظ .
أحضر له حقيبته : تفضّل يا بني .
سامر بداخلـه : " ماذا يجب علي أن أفعل ؟ ما هذا الموقف المخجل؟"
أخذها سامر و بارتباك قال : شكـ..شكرا لك ، عمّي .
ابتسم السيّد سامح بوجهه : هيّا اضبط الحقيبة جيّدا ، يجب أن تعرف كيف .
السيّد سامح بجديـة : بني أرجوك كن حذرا ، لا تكن متهورا .
السيّدة سميّة بخفوت : انظروا من يتحدّث عن التهوّر .
السيّد سامح (يرقع) : آآ احم احم .. حسنا كما أخبرتك .
سامر بهدوء : أليست ثقيلـة قليلا ؟
السيّدة سميّة صرخت بوجه سامح : ماذا وضعت بها ؟
السيّد سامح بارتباك : أأأ... لا ، لاشيء ..
السيّد سميّة : أمتأكد ؟
أومأ لها سامح : سيحتاج كل تلك الأشياء يا عزيزتي .
أخرج السيد سامح ورقة طويلة
سامر باستغراب : مـ.. مـا هذه ؟
السيّد سامح : هذه ستقرأها عندما تكون في الطريق .
ثمّ أعطاه ساعة
سامر : لم هذه السّااعة ؟
السيّد سامح : ستحتاجها لتيقظك في الوقت المناسب.
سامر : حسنا .
.
أخذ السيّد سامح يعطيه بعض النصائح و الخبرات التي بحوزته
ليفيد بها سـامر .
حتّى حـان موعد المغادرة
السّاعة ( 5:30 )
نزل زياد : آ سامر ... كن حذرا .
- صافحه -
أومأ له سامر و انصرف برفقة عمّه
السيّدة سميّة باستغراب : أتساءل عن الذي اختار هذا اللون لسامر.
جلس زياد و قال بملل : آه ... انه صاحب المحل .
السيّدة سميّة : كما توقعت فلو كان سامح سيختار الأحمر .
زياد يضحك : هههه تعرفينه جيّدا .
السيّدة سميّة : انه غريب ، ألا ترى أن أغلب أثاث المنزل بهذا اللون .
زياد : معك حق ، أتذكره منذ أيام الثانوية ، منذ ذلك الدرس المشؤوم عن الألوان .
السيّدة سميّة : أي درسٍ هذا ؟
زياد : كان الأستاذ يتحدّث عن الألوان و فوائدها و أن الأحمر يهدىء الأعصاب و يريحها .
السيّدة سميّة : لابد و أنك تمزح .
زياد بوجه عابس : و هل يبدو لك وجهي كذلك ؟
اتجهت السيّدة سمية للمطبخ و هي تقول : لا ، لكن غيّر ثيابك
لتأكل ، هيّا و أيقظ عمر في طريقك .
.
.
.


><<وصل السيّد سامح و سامر للمدرسة بالوقت المحدد>><
السادسة صباحا
رحّب الأستاذ أكرم بهما كثيرا
و اتجه سامر لأصدقائه المجتمعيـن قرب الحافلـة
صافح السيّد سامح و هو متبسّم كالعادة : أنت والد سامر أليس كذلك ؟
السيّد سامح بابتسامة مرتبكة : لا ، أنا عمّه .
الأستاذ أكرم : تشرّفنا ، كم كنت توّاقا لرؤية والده لأخبره كم أن
ابنه رائع .
السيّد سامح بهدوء : لقد توفيّ والده منذ زمن.
صعق الأستاذ أكرم من هذا الخبر: يا الهي ! اعذرني على تطفلي يا سيّد .. أأ..
السيّد سامح : اسمي هو سامح ، أرجو أن تهتم بسامر فهو أمانة في عنقي .
الأستاذ : ههه لا تقلق يا سيّد سامح فهو في أيدٍ أمينة .
السيّد سامح : كم هي المدة التي ستبقون فيها هنالك ؟
الأستاذ : يومان باذن الله .
- انصرف السيّد سامح و قلبه يخفق خوفا على ابن أخيـه -
أمّا الأستاذ أكرم فقد كان يعطي الطلبـة التعليمات
رائد بتساؤل : أستاذ لم يحضر غيرنا ، لماذا ؟
الأستاذ : لقد اتصلت بذويهم ، منهم من أخبرني بأنهم غير موافقين وغيرهم صادفهم ظرف صعب .
جواد : اذا نحن العشرة لا غير .
الأستاذ : نعم ، سأنادي بالأسماء الآن .
الجميـع : حاضر .
الأستاذ : حسّان ، حمزة ، وليـد ، جواد ، سـامر ، رائد ، حسام ،
لؤي ، مهنّد و شجاع .
ثم أتبع : هل الجميـع حاضر ؟
الجميع بصوت واحد : نعم .
الأستاذ بحماسة : اذا الى الدّاخـل .
- ركبوا الحافلـة و الحماسة تلعب دورها -
أخذ الأستاذ مكبّر الصوت بعد أن جلس كل شخص في مكانـه
الأستاذ يقوم بتجربة المكبّر : أكرم .. احم .. أكرم الوسيم .. احم ..
- ضحك الجميـع -
الأستاذ أكرم بابتسامة : هل تسخرون مني ؟ ألست وسيما ؟
رائد : بلى يا أستاذ .
الأستاذ : ما دمت كذلك اذا سأبدأ بتقسيمكم الى مجموعات .
- الجميع منتبــه -
الأستاذ : أولا مجموعة السيوف.
الجميـع باستغراب : سـ.. سيوف ؟؟
ابتسم الأستاذ : كنت أعني حسام و مهنّد فاسميهما أحدا اسماء السيوف.
حسام و مهنّد معا : حاضر .
جواد : ماذا عني يا أستاذ ؟
رائد بحماسة : و أنا .. أنا يا أستاذ .
الأستاذ : رائد و جواد كنت على وشك ذكر اسميكما معا ، أنتما
في مجموعة السرعة .
جواد : اسم جيّد لكن لماذا ؟
الأستاذ : كنت سأضع التسرع لكن رحمة بكما و رأفة أيضا لئلا أحبطكما اخترت السرعة .
رائد بمزاح : لكنك اعترفت بذلك ، لقد أحبطتنا .
الأستاذ : مجموعة السرعة جاهزة .
رائد و جواد معا : نعم .
الأستاذ : شجاع و وليـد
شجاع و وليد معا : نعم .
الأستاذ : أنتم هي مجموعة الحياة
شجاع بخفوت : ما هذا الاسم العجيب ؟
الأستاذ : احم احم .. سمعتك ..
شجاع بارتباك : المعذرة .
الأستاذ : ستعرفون لم اسم مجموعتكم بهذا الاسم بعد توزيع الوظائف .
وليد بداخلـه : " أظنني عرفت "
الأستاذ : مجموعة العدالـة هما
- الجميع متحمس -
الأستاذ بابتسامة : حسّان و لؤي
حسّان : رائع .
لؤي : اسم يناسبنا ههههه .
الأستاذ : أمّا المجموعة الأخيرة فهي ستكون من نصيب
سامر و حمزة .
حمزة : ما اسم مجموعتنا ؟
الأستاذ : لا تستعجل يا حمزة ، فأسم المجموعة هو
العزيمـة .
حمزة : العـ.. العزيمة !!
سامر : يعجبني هذا الاسم ، يبدو غامضا .
الأستاذ : أمّا الآن فهو دوركم لتعرفوا وظائفكم .
شجاع : من فضلك أفصح عن وظيفة مجموعتنا أولا فهو يبدو غريبا .
الأستاذ : لك ذلـك ، "الحياة" أنتم المجموعة الطبيّة للمعسكر الذي سنقيمه ، فأنتم مسؤولين عن حياة أفراد المجموعات الأخرى .
وليد : لا تقلق فمن كثرة عدد المرّات التي أذهب بها الى المشفى أظنني المؤهل رقم صفر قبل الواحد ، لا أحتاج لدخول كليّة الطّب .
أومأ له الأستاذ بابتسامة واثقة .
شجاع بداخلـه : " تورطت "
الأستاذ : مجموعة السيوف اختصاصكم هو حراسـة المعسكـر .
حسام و مهنّد بحماسة : مفهوم .
الأستاذ: انني أثق بكما .
رائد : السرعة ، مجموعة السرعة يا أستاذ .
الأستاذ : الصبر الصبرَ يا رائد .
جواد : نعم الصبر .
ابتسم الأستاذ على تعليق جواد ثمّ قال : السرعة أنتم اختصاصكم مهام متنوعة .
رائد بسعادة : أمر رائع ! انني كالنينجـا .
جواد : محــــق ^^
الأستاذ : أمّا العدالـــة ففي حال حدوث مشاكل بين الأفراد أو المجموعات ستتدخّل تلقائيا .
ثمّ أكمل مازحا : أرجو أن لا تكون العدالة طرفا في المشكلة .
- ضحكوا -
حسّان : لا تقلق يا أستاذ ثق بنا فحسب .
الأستاذ : لك ذلك يا حسّون .
ابتسم حسّان
حمزة وسامر متصلبين ينتظران وظيفتيهما
نظر الأستاذ لهما نظرة جانبية : مـ.. مـا الأمــر ؟
حمزة : هيّا يا أستاذ أكمل .
الأستاذ : فهمت ، "العزيمة" مهمتكم هي ..
سامر و حمزة : نعم ، أكمل من فضلك .
الأستاذ و هو يشير عليهم بالسبابة : مهمتكم هي الادارة .
حمزة بهلع : مزحـة ! أخبرني أنّها كذلك .
ابتسم الأستاذ و هو يغلق مكبّر الصوت : لا لحسن حظيكما .
سامر بهدوء : و ماذا تعني بهذه الكلمـة بالضبط ؟
جلس الأستاذ أمامهما فالتفتت عليهما و قال : أمور ادارة الفريق و التوجيـه و كل شيء ستكونان مسؤولان عنه .
حمزة بارتباك : ماذا عنك ؟ أعني ألست أستاذنا ؟
الأستاذ بجدية مصطنعة : الحيــاة كفاح يا بنيّ .
حمزة بذعر : لكنك تعلم أنني لست أهـ..
قاطعه الأستاذ بثقة : بل أنت أهل لها يا حمزة و الاّ لما اخترتكمــا.
- ابتلع حمزه ريقه -
سامر بتوتر :" انها المهمة الأصعب "
تذكّر سامر أمر الورقة التي أعطاه اياها عمّه و بدأ يقرأ التوجيهـات .
شاهده الأستاذ فقال بداخلـه :"يبدو منهمكا في القراءة "
قاطع قراءته عندما قال له : سامر كن مستعدا لالقاء كلمة القائد
لجميــع المجموعات .
حمزة بتوتر : أيضا .
سامر بصدمـة : لكن !
الأستاذ : شكرا للموافقة ، انني أنتظرها بشوق .
سامر بداخله بارتباك :"ما هذه المصيبة ؟"
الأستاذ : هل أحضر الجميع دفاترا للملاحظة ؟
الجميــع : أجل .
رائد : كما أنني أحضرت واحدا اضافيا للطوارىء .
الأستاذ : أحسنت .
ثم قال لســامر : انتبـه للطريق و الأماكن يا سامر فأنت من سيختار أفضل مكان للتخييم في الغابـة .
سامر بقلق : أيضا >< .
الأستاذ : حمزة أنت نائب القائد ، مفهوم .
صرخ حمزة بذعر : مفففففهوووووم .
- ضحك عليه زملاؤه -
حمزة بداخلـه :"من الجيد كوني نائب القائد "
الأستاذ : عليكم الانصياع لكلام القائد ، هل هذا مفهوم ؟
الجميـع : مفهوم .
سامر كان يسجّل ملاحظاته حول أي شيء سيفيده ، أمّا الأستاذ فقد كان يظن بأن لدى سامرا طاقات لكن كبتها الزمن فهو يحاول
اخراج تلك الطاقات و القدرات ، و كذلك فعل بالبقيّة فقد قسّمهم لمجموعات سيستفيدون منهـا حتمـا و لو بالمستقبل البعيد.
الأستاذ : " أرجو أن أكون صائبا في اختياري لك يا سامر "
.
.
استغلّ سامر الوقت بقراءة بعض الكتب التي ابتاعها مع السيّدة سميّة مؤخّرا .
.
.
بعد فترة بدأ سامريسمع أصدقاءه خلفه يتهامسون
مهنّد بخفوت : أشعر بالجوع .
حسام : معك حق .
رائد يمزح : ها! قال مجموعة السيوف قال ... أنتم مجموعة الجوع .
أصدرت معدة رائد صريرا فخجل وضحكوا عليـه
سامر للأستاذ بهدوء : أستاذ هل يمكن أن نتوقّف في مكان قريب لتناول الغداء ؟
أومأ له الأستاذ فأخبر السائق ليتوقف
توقّفوا في مزرعــة كبيــرة
سامر متسائلا : لكن أليس لها أصحاب ؟
الأستاذ : بلى .
سامر : يجب علينا أن نستأذن أوّلا .
الأستاذ : لتذهب سأنتظرك .
سامر بارتباك : لكنك ... أعني لكنني ..
الأستاذ : هيّا هذه احدى مهام القائد .
صرخ الأستاذ : نائب القائد ، نـــائب القائد ..!!
أتى حمزة مهرولا : حاااااااضرر ..
أومأ الأستاذ لسامر بالانصراف .
سامر بتوتر : حمزة هيّا بنــا .
- اتجها ليأخذا الاذن من أصحاب المزرعة -
الأستاذ : سنجلس قرب الحافلـة ريثما يعود القائد .
لؤي : ألا تظنون أنها أصعب مجموعة ؟
حسّان : ظنّك في محلّه فالقيادة ليست بالأمر السهل .
رائد يخرج هاتفه المحمول وهو يخبّؤه عن عيني الأستاذ : انظروا .
لؤي : أيها المغفّل ! أحضرت هاتفك .
رائد بثقة : أريدٌ أن أتصل على والديّ من وقت لآخـر .
حسّان : لكننا لن نغيب طويلا .
رائد بابتسامة : أحضرته للطوارىء فكما تعلم أصبحنا مجموعة السرعة
و على النينجا أن يكون جاهزا .
جواد : معك حق .
حسام بفرح : لقد أحضرت آلة التصوير خاصتي ، سنلتقط الكثير من الصّور .
ابتسم له الجمـيع بسعادة
.
.
حمزة بانزعاج : لماذا نحن بالذات ؟
سامر بداخلـه :"هذا الأستاذ فيه السيء و فيه الجيّد "
حمزة : هيــه سامر .
سامر : أرجوك يا حمزة اهدأ لا تكن جبانا .
حمزة بانزعاج : لست جبانا .
سامر : اذا ما بك ؟ نحن القادة ، انتبه لنفسك فاذا كان القائد جبانا فأتباعه سيصبحون مثلـه و ان كان العكس فهم سيكونون كذلك ..
حمزة بجديـة : فهمت ، لكن أليست مهمة صعبة ؟ نحن لن نستمتع هكذا .
ابتسم سامر و هو يشدّ قبضته : اذا فلنستمتع بأداء هذا الدّور .
حمزة : ما ... ماذا تعني ؟
وصلا عند أصحاب المزرعـة كانا عجوز و زوجها الطاعن في السنّ أيضا .
اقترب سامر و حمزة منهما
سامر بهدوء و ابتسامة واسعة : مــرحبا ، و عذرا على المقاطعـة.
أومأ له الرجل المسن : أهلا يا بنيّ .
سامر : في الحقيقة نحن طلبـة من مدرسة "الأمل الثانويـة" نودّ استخدام مزرعتكم لأخذ قسط من الراحة و تناول الغداء ان لم يكن لديكم مانع .
الرجل : و أيـن أستاذكم ؟ هل كان عليه ترككم هكذا ؟
سامر بهدوء و ثقة : لقد أوكل الينا مهاما و مهمة القائد تقع على عاتقي ، لذلك كان عليّ محادثتكما .
الرجل : آ... هكذا اذا ..
سامر : بامكاننا استئجارها اذا..
قاطعه الرجل و هو يضحك : هههههههه ...لا يا بني يمكنكم ذلك مجانا ههههه .
ابتسم حمزة و انحنى هو وسامر شكرا له
- عادا أدراجهمـــا -
أشار لهم حمزة بيديه بحركة ما فهموا على الفور أنّها الموافقـة .
( الظهيــرة ) ><
تمدد الشبّان على الأعشاب
جواد : لقد تعبت من الجلوس .
رائد يتسابق مع وليــد
رائد بصوت مرتفع : يا عيني على السرعة يا عيني .
وليد و هو يركض بتعب : لقد تـ..تعبت .
رائد يضحك : مجموعة "الحياة" ساعدي نفسك .
الأستاذ لسامر : احم عمل جيّد أيّها القائد !!
ابتسم سامر بقلق
الأستاذ : لكن ألا يجب على القائد الاطمئنان عليهم في فترة الغداء.
نهض سامر و قال بداخلـه :"هل هو كسول و يلقي كل شيء عليّ؟"
سامر بصوت مرتفع : سنجتمــع هنـا .
سامر بداخله بانزعاج :"يا الهي ! لست معتادا على هذا "
سامر : سنكوّن حلقة كبيرة و نبدأ تناول الطّعام .
كونوا حلقة و بدؤوا تناول طعامهم باستمتاع.

.
.
.

رائد يمزح : لقد فزت عليك يا وليد مجموعة "السرعة " نقطة و "الحياة" لاشيء .
وليد : لكنك ستحتاج "للحياة" فيما بعد أيها المتسرع .
الأستاذ : الهواء هنا رائع ، أليس كذلك ؟
جواد : بلى يا أستاذ ، ستكون هذه أروع رحلة على الاطلاق .
ابتسم الأستاذ و هو يربت على كتفي حمزة و سامر :
ستكون كذلك مادامت مجموعة العزيمــة هنـا .
ابتسما بلطف مع بعض الارتباك قليلا ، لا يعلم بأنه بهذه المسؤوليــة الكبيرة زاد
الثقل على كاهليهما .
حسام بصوت مرتفع : ما رأيكم أن نلتقط صورة هنــا ، فالمكان رائع .
الأستاذ بسعادة : معك حق ، فالطبيعة بهذا المكان جميلة و تبث الهدوء و الراحة .
تجمّع الجميـع في مكان واحد ، و وقف الأستاذ خلفهم ، ثبّت حسام التوقيت الآلي
لآلة التصوير بعد أن ثبّتها على الحامل .
ثمّ عاد مسرعا : هيّا ابتسموا .
ابتسم الجميــع لولا مرور بعض الشاحنات التي أثارت بعض
الغبار على عدسة آلة التصوير فكان عليهم أن يلتقطوا صورة من جديد .
حسام : أرجو المعذرة .
تنهّد شجاع : الذنب ليس ذنبك .
عاد حسام لمكانه بعد أن ثبّت التوقيت الآلي مجددا
فجأة
بدأ الحامل يميــل بسبب الهواء القوي و المفاجىء <<<اعتبروها صدفة هههه
فما كان منهم الاّ أن يميلوا مع الحامل حتى تصلّبت أقدامهم .
حمزة و هو يبتسم ابتسامة كشّرت عن أسنانه : لقد تعبت .
وليد بنفس الوضعية : ماذا تقول ؟ لا أفهم شيئا يا حمزة .
صرخ حمزة منزعجا : ما بك لا تفهم ؟ ها أنا ذا ...
قطع الجميـع صراخ حمزة بصراخهم معا : حمـــــــــــزة الصورة .
- التقطت آلة التصوير الخبيثة صورتهم لحظة صراخهم -
( يعني اعتبروها صدفة ثانيـة على راحتكم هههههه )
ذهب حسام يتفحّص الصورة
جلس الجميع من التعب على الوضعية التي كانوا بـها
ضحك حسام بصوت مرتفع فأثار انتباه الجميـع
التفوا حوله
لؤي : دعني أرى الصورة يا حسام .
حسّان : هل هي مضحكة لهذه الدرجـة ؟
حمزة و سامر كانا بعيدين عنهم
سامر : هيّا لنرى الصورة يا حمزة .
حمزة بخجل : لا ، يكفي أنني من أفسدها .
رفع حسام يده و هو يقبضها رافعا ابهامه فقط : حمزة انها رائعة بفضلك .
غطّى حمزة وجهه بكفيّه : يا الهي !
ابتسم سامر و انصرف : سأراها .
حمزة : خائن ، اذهب .
ضحك سامر عندما شاهد الصّورة
مضت ساعة كاملــة على جلوسهم
سأل حمزة الأستاذ بجديّة : هل نعلن موعد الانصراف ؟
الأستاذ : سؤالك في الوقت المناسب تماما .
حمزة لسامر : هيا يا سامر .
نهض سامر من مكانه : حمزة ! سأذهب وحدي لصاحب المزرعة
لأشكره قم أنت بِـِعـَدّ الطلبة و لتدخلوا الحافلة و تنتظروا ريثما أعود .
أومأ له حمزة : حاضر ، و اشكره بالنيّابة عنّي .
- فعل حمزة ما طٌلب منه -
أمّا سـامر فقد تأخّر كثيرا
جواد بملل : ألم يتأخّر ؟
رائد : بلى .
هتف الأستاذ : انتظروا سأذهب لرؤية سامر
حسام : حمزة أنت لم تشاهد الصّورة ، أليس كذلك ؟
حمزة بانزعاج : بــلى ، و لا أريد ذلك .
حسام بابتسامة : لا تقلق فسأحضر نسخا لنا جميعا .
- ضحك الجميع الاّ حمزة -
( ستعتاد على ذلك يا حمـّووز )
.
.
كان سامر قد عاد للتو بعد أن شكر الرّجل لكن في منتصف الطريق
صادفته فئة تصحب معها بعض المشاكل .
كانوا ثلاثة أشخاص يبدون في عمر سامر أيضا
قال الأوسط باستهزاء: قال أنا القائد قال.
سامر بهدوء قام بالمشي من أمامهم و لم يعر أي أحد اهتمامه
- صوت أحدهم - : عصام هل تركته يذهب ؟ أنت لا تصلح قائدا من بعد راجح.
فقال الآخر : لولا أن كٌسِرت يدٌه لما جعلك تأخذ القيادة أيها الأحمق !
غضب عصام و لحق بسامر ثمّ سدّد له لكمة بوجهه أطاحته أرضا
مسح سامر آثار تلك اللكمة بذراعه ثمّ نهض بهدوء و تابع طريقه
غضب عصام : هيـــه ! أيّّها الجبان .
تابع سامر بصمت
سامر بداخله : " مهما بلغت الامور لا يجب أن أتعثّر بمشاكل في بداية الطريق "
( لا تكذب علينا يا سامر نحن نعرفك )
تبعه عصام و أمسكه من ياقة قميصه : لماذا تتجاهلني ؟
سامر ببرود : لأنّك تستحقّه .
غضب عصام جدا فسددّ لكمة أخرى استطاع سامر تفاديها بمهارة،
و أعاد له لكمته الضعفين بقبضة يده بقوّة .
سقط عصام
- شاهد الأستاذ أكرم لحظة سقوط عصام و لم يفهم شيئا -
سامر بغضب : كنت أسقط أكواما منكم أيّها المغفليـن.
سامر بداخله :"قررت ترك عادة العراك السيّئة لكنّها تتبعني دوما"
ضرب عصام بقدمـه بغضب : غبّي !! أنت من دفعني الى ذلك .
فحاولا الآخران الهجوم على سامر لكن لولا قدوم الأستاذ بل والأهم
من ذلك لولا ذلك الصوت الذي طلب من الشابين التراجع .
تراجع الشّابان بقلق و خوف و هما يبتعدان عن عصام
عصام و هو يفتح عينيـه ببطء : ر ... راجـح !!
رفع راجح عصام من الأرض و هو يشدٌّ عليه بياقة قميصه
نظر له باشمئزاز ثمّ قال بغضب و هو يرميه بقوّة : هل تحاول
اثبات قوّتك على من أنت أضعف منهم ؟
عصام بخوف : أنــا .. أأ..
راجح بانزعاج : اخرررررس .
أمّا الأستاذ فكان أوّل شيء يفعلـه هو تلك الصفعة القوية على خدِّ سامر .
- كانت كالصاعقة على رأس سامر -
الأستاذ بغضب : ننتظرك طويلا و أنت تفتعل المشاجرات ،
لقد أخطأت حينما أعطيتك هذه المهمـّة التي لا تستحقّها ،
ألم تعرف كم كان عمّك قلقا عليك و هو يوصيني ؟
و أنت ....... أنت...لا تبالي .
سامر كان صامتـا
راجح ينظر اليــه من بعيد
انحنى سـامر و قال بتردد : أنـ.. أنا أعتذر .
تنهّد الأستاذ : هيّا بنا ، لقد تأخّرنــا .
راجح بداخلـه :" لقد كنت أراقب ما حدث، لم تكن مخطئا أيّها الفتى بل تابعي السفيـه"
راجح بلهجة جافّة : هيــه ! عصام أسأل العجوز و زوجها من أيّ مدرسة ذاك الفتى .
عصام : لا تقل لي بأنك تريد الانتقال اليها .
راجح و هو ينصرف : لا شأن لـك ، أسألها فحسب .
تمتم عصام بغضب و اتجه للعجوز
عصام بداخلـه :"عادته السيّئة لابٌدّ و أنّها المدرسة العاشرة "
عاد سامر للحافلــة
جلس بانزعاج أمّا حمزة فقد كان قلقا
حمزة بتوتر : ما هذا يا سامر ؟
- الجميع تبدو عليـه الدّهشة من أثر الصفعة و اللكمة -
نظر له الأستاذ و قال و هو يرمي عليه منديلا :
خذه ، فأنفك ينزف .
ثمّ قال بانزعاج: مجموعة الحياة هيّا أحدهم يحتاجكم .
وليد بارتباك : لكننا لم نحضر معدّات طبية مـ..
قاطعه سامر ببرود :لقد أحضرت معي لا داعي لذلك .
نظر له الأستاذ بصمت ثمّ قال بعد فترة :
وليد ! المعدّات الطبيّة في المقاعد الخلفيـة ، هنالك علبة اسعافات
أوّليـة .
حمزة : دعني أساعدك .
سامر ببرود : أستطيع ذلك .
صمت حمزة
وضع سامر شريطا لاصقا مكان اللكمة
و وجّه وجـهه للنافذة يمعن النظر بهدوء .
.
.
الأستاذ بداخله :" هذه البدايـة و هو بهذه الحال "
أطلق الأستاذ زفرة قويّة
حمزة يهمس لسامر :ما بك ؟ ما الذي حدث ؟
لم يجبه سامر بل اكتفى بالنظر من النافذة
الأستاذ بداخله :" هذا السّامر ..يكاد يصيبني بالجنون "
بعد فترة من الزمن
الجميـع بفرح : لقد وصلنا للمكان.
الأستاذ : هيّا بنا ، سنعسكر هنا .
نزل الجميع بسعادة و حماسـة
و أخرجوا خيامهم و بقيّة أمتعتهم
اتجـه الأستاذ ليخبر السائق بأن يأتي اليهم غدا مساءَ
حمزة لسامر : انّه وقت كلمتك يا سـامر .
أعطى سامر لحمزة ورقة : خذها ، أنت من سيقرأها .
حمزة : لكن ..
سامر بخفوت : اعتبره أمرا من القائد ، أنت من كتبها.
حمزة : لكنني لم أكتبها .
سامر : اعتبر ذلك الآن .
وقف حمزة أمامهم جميعا و اصطف سامر مع البقية
الأستاذ باستغراب و خفوت : ماذا ينوي ؟
حمزة بارتباك : أأ... حقيقة لا أعرف ما أقولـه كوني قائدكم أأأ أعني نائب قائدكم ..
- ضحك الجميـع -
حمزة باحراج : يا الهي !
- نظر لسامر و هو لا يعرف ما يقولـه أو ما سيقولـه .
أخذ سامر الورقـة و مزّقها
- الجميع أصيبوا الاستغراب -
سامر بابتسامة باهتة و هو ينظر للأرض بهدوء : لم أكن أعلم أنني سأستطيع التعبير في يوم من الأيّام من دون ورق.
رائد يحاول (الترقيع لحمزة و سامر ) فقال : أووه ذكّرتنا بالتعبيــر الذي طلبه منّا أستاذ مروان .
وليـد : آآآ....لماذا تٌصِرَّ على أن تٌذكّرنا .
رائد ممازحا : الأشياء السيّئة لا تٌنسى يا بٌنيّ .
الأستاذ مقاطعا : هيّا لنستمع لسامر فقد تعب من الوقوف .
نظر سامر للأستاذ نظرة غامضة لم يستطع الاستاذ تفسيرها و لا (أنا)
سامر وهو ينظر اليـهم و بجديّة : لا أحتاج لورقة لتوصية أحد ، كل ما كنت
أنا و حمزة - نظر لحمزة - نحاول قوله هو أن نكون جميعنا يدا واحدة ،
ليست المجموعات سببا لتفريقنا كل في مهمة، يمكننا جميعا أن نشارك بعضنا في كل المهام ، نحن مجموعة واحدة .
أنهى سامر كلمته بعد أن قال : أتمنى أن تهتمّوا بأنفسكم .
رفع حمزة قبضة يده عاليا : أجل ، نحن مجموعة واحدة .
فعل الجميـع الشيء ذاته ، فتدخّل الأستاذ قائلا : اذا هل نطلق على المجموعة الجديدة اسما ؟
رائد يمزح : الأستاذ يحب هذا الجزء "جزء اطلاق الأسماء"
الأستاذ باحراج: هههه تعرفني يا ولد .
شجاع : مجموعة "التعاون" ستكون رائعة .
لؤي باستهزاء : لا ، فهو يذكرني بالجمعيـة التعاونيـة ، انه مضحك!!
حمزة بحماسة : لا ، ثمّ انّك تجد ما تحتاجه دوما في الجمعيـة ، اذ انها تزوّدك بكل ما تريد ، و نحن كذلك .
أومأ له الجمــيع
حمزة بسعادة : أحببت هذه المجموعة "التعاون"
لؤي ينظر له نظرة جانبيـة حاقدة :حمزززززززة
- ضحك الجميــع -
حمزة ببراءة : ما بك ؟
جواد بصوت مرتفع- ينظر لـلؤي بخبث- : و نحن العاملون في الجمعيـّة .
تنهّد لؤي : هذا ما كنت أخشاه .
جواد بابتسامة : كنت أمزح فحسب .
سامر بجديّة : اذا مجموعة "التعاون" فلننصب خيامنا .
هتف الجميـع بقوّة : هيّــــــاااااا
.
.
بدأ الجميــع بنصب خيامهم على شكل حلقـة
هتف حسام بسعادة : الأوّل ! لقد انتهيت من نصبها .
الأستاذ بانتصار : لا يا حسام أنت الثاني ، فالأوّل لي .
حسام : لكنك لست من المجموعات .
الأستاذ (يرقع): أأ.. بل أنا في مجموعة "التعاون" .
زفر حسام ثمّ صرخ بخيبة أمل : حسنا أنا الثاااااااني .
ضحك عليـه الجميــع ><
حمزة بسرور : أنهيتها أنــا الثالث .
-صوت رائد داخل خيمته التي لم ينصبها حتى الآن -
: يا الهي ! ما هذا ؟ آآآي ..
اقترب جواد منه : ما بك ؟
رائد بصوت منخفض : ساعدني لا أعرف كيف أنصبها !!
ابتسم جواد و جعل يساعد رفيقـه
لؤي : الرّاااابع .
حمزة يمزح : عفوا ، المراكز هي الأوّل و الثاني و الثالث فقط .
لؤي بامتعاض : حمزززززة .
(اليوم حمزة حاط على لؤي )
الأستاذ : هيّا يجب أن تنهوا نصب خيامكم قبل المغيــب .
الجميع : حاضر .
رنّ هاتف رائد المحمول
وضع الأٌستاذ يده في جيبه يبحث عن هاتفه
الأستاذ : أووه ، لابد و أنني نسيته .
انتبه لنفسه ثم قال بصوت مرتفع :
من أحضر هاتفه معه ؟
رائد باستسلام : عادل الأحمق ! أنا أكرهه ، هل هذا وقت مناسب
يتصل فيه ؟
الأستاذ بجديّة : من الذي أحضر هاتفه ؟
رائد و هو يسلّمه للأستاذ : تفضّل .
الأستاذ بابتسامة : أحسنت ، مجموعة السرعة نقطة .
( طبعا هو يرقع غلطته أنه نسى موبايله )
جواد بسعادة : أحقا ما تقول ؟
الأستاذ : بالتأكييد فنحن بحاجة لهذا الهاتف .
رائد بحماسة : لقد قمت بشحن مدّخرته كذلك .
الأستاذ بحماسة مصطنعة : أحسنت .
.
.


كان حمزة و سامر يتجولان حول الخيام
حمزة لسامر : ماذا تفعل ؟
سامر بهدوء : أتأكّد من المكان .
حمزة : شكرا لك يا سامر .
توقف سامر في مكانه قائلا باستغراب : على ماذا ؟
حمزة : لأنّك قرأت الكلمـة .
سامر ببرود : أنا آسف ، فقد ورطتك معي .
ابتسم حمزة : لا بأس ، لكن هل كان شكلي مضحكا حقا ؟
ضحك سامـر
حمزة بغضب مصطنع : أيّها الماكر ! حتى أنت .
سامر بجديّة : انس الأمر يا حمزة ، أنت رائع !
حمزة باستغراب : "رائع" و هل أنت سامر حقّا ؟
سامر بهدوء : أجل .
حمزة : صحيح ، ما سبب تلك على وجهك ؟
سـامر بانزعاج : لقد دخلت في مشاجرة .
حمزة متسائلا : و ما السبب ؟ بل ضد من ؟
جلس سامر على العشب و حمزة
سامر بهدوء : انّهم ثلاثة أشخاص ، و يبدو أنّ قائدهم الرّابع.
حمزة بخوف : لا تخبرني أنّهم من تشاجرت معهم .
ألقى سامر بنفسه متمددّا على
العشب و قال بغرور مصطنع: حاولت جاهدا أن لا أفتعل أي شيء ،
لقد كنت في طريق العودة لكم و فجأة اعترضوا طريقي .
- كان مهنّد و الأستاذ يناديان كل من سامر وحمزة -
مهنّد : ســـااامـــ..
الأستاذ : صصــه !
مهنّد باستغراب : ما الأمـر ؟
الأستاذ : عد الى المخيّم و أنا سأتبعك .
- انصرف مهنّد -
كان الأستاذ يسترق السّمع
حمزة : اذا من الجيّد أنّك لم تبدأ .
سامر : معك حق ، لكنني ضربته بقوّة ، ذلك الساذج !
حمزة : أنت ترعبني بهذه النبرة الغريبة يا سامر .
ابتسم سامر
حمزة :ماذا فعل قائدهم حسب ما تقول ؟
سامر : النظر .
ثمّ أكمل : لقد كان يمعن النظر بما يحدث بيننا ، ادّعى التدخل
لحظة قدوم الأستاذ .
حمزة : يا لـــه من شخص .
سامر بانزعاج : ان كان هذا قائدهم فماذا تتوقع من أتباعه .
سأل حمزة : هل تدخّل الأستاذ حقّا ؟
سامر بنبرة ساخرة : نعم ، قام بتسديد صفعة لأحد الحمقى .
حمزة : الأستاذ أكرم قوي .
نهض سامر و هو يقول ببرود : و شرّيرٌ أيّضا .
حمزة : ماذا ؟ ماذا ؟ ما الذي أسمعه ؟
سامر : لا شيء .
الأستاذ بداخلـه :"(شرير) ما الذي يقصده هذا الفتى ؟ "
حمزة : اذا هل نعود ؟
سامر : انتظر قليلا ، أودٌّ مشاهدة شيء مــا هنــا .
حمزة باستغراب : و ما هو ؟
سامر بابتسامة هادئة : انظر !
أشار بسبّابته الى الغـروب
حمزة : أهذا الذي تنتظره ؟ أنت مغفل بلا شك يا صديقي ؟
سامر لم يهتم له بل قال : أليس منظرا غريبا ؟
حمزة باستهزاء : المنظر لا ، أمّا أنت فبلى .
سامر : أمعن النظر ، لا أعرف لم يقولون عن الغروب بأنه يبث الحزن.
حمزة و هو يفكّر : ربما لأن أشخاصا مثلك يحبّونه فاذا غادر يحزنون عليـه .
جلس سامر و قال باستهزاء : أرجوك ، كفّ عن استنتاجاتك الباطلة .
جلس حمزة : يااه ، أنت لا تنوي الرحيل بلا شك .
الأستاذ بابتسامة : ماذا تفعلان ؟
نهض سامر و حمزة
سامر لم يجب أما حمزة فقد قال : كنا نتفحّص المكان .
الأستاذ بشكّ : هكذا اذا ، هيّا بنا لنعد الى المخيّم
- عادا الى المخيّم -
رائد : هيّا انهـا حكاية المساء .
التفّ الجميع حول النّار
و بدأ رائد يحكي بهدوء و فجأة يقفز ليفزعهم ثمّ يضحك على
وجوههم المرتعبة فيعود ليروي من جديد و هكذا .
الجميع كان متحمّسا و يضحك الاّ حمزة
حمزة بداخلـه :"أكره الأشياء المرعبـة "
أغمض حمزة عينيـه
رائد بخبث: أحسنت يا حمزة ، فاغماض العينين يساعد على التخيّل.
حمزة بهلع : لالالالالالاااااااا ..
ضحك عليـه الجميع
سامر يهمس له بخفوت : كن ثقيلا يا نائب القائد .
أومأ له حمزة و هو يبتلع ريقه
نهض مهنّد : أستأذنكم - لدورة المياه.
رائد بنبرة امتزج فيها بعض التشويق : هل أخبركم عن قصة ذلك الشبح المتجوّل ؟
ابتسم الأستاذ و هو يرمي بعض الحطب على النار .
جواد بسعادة : أحبٌّ هذا النوع من القصص .
رائد بشكل مرعب : لكنها حقيقية ، و لا تتواجد الاّ في الغابات .
صرخ و هو يقول : هناااااااااااااااااااااا .
فزع الجميــع
سامر بهدوء : لا أؤمـن بهذه القصص .
صرخ رائد و هو يشيـــر بسبّابته خلف سامر
أصيب الجميــع بالذعــر
الاّ حسّان و سامر كانا هادئيـــن
حمزة بخوف : انظر خلفك ، انّه ...
حسّان بجدّيـة : انّه مهنّد ، لم الخوف ؟
نزع مهنّد الزيّ الذي كان يرتديـه و قال بانزعاج : تبّا !!
رائد بخيبة أمل : لم لم تخافا ؟ حتى الأستاذ أصيب بالذعـر ؟
الأستاذ (يرقع) : لقد كنت أساعد في المشهد فقط .
نظر له الجميــع ثمّ التفتوا عنه بعدم اهتمام
الأستاذ بداخلـه :" يا لي من مسكيــن "
حمزة بقلق : لماذا فعلت هذا يا مهنّد ؟
جلس مهنّد : أمرني رائد بذلك كي تصدّقوا قصّة الشبح .
حمزة : رائد أيّها الماكــر !
ابتسم رائد بثقة : انها أحد خدع الماكر يا حمزة ، هنالك الكثيــر .
لؤي للأستاذ : ماذا سنفعل غدا ؟
الأستاذ : سنقوم بجولـة في المكان .
حسام بانزعاج : ماذا ؟ هذا فقط .
الأستاذ : سوف نقيم مباريات تنافسيّة أيضا .
رائد : ررررااااائـــع ..^^
الأستاذ : لكن عليكم أن تخلدوا للنوم مبكّرا .
جواد : يا الهي هذه الجملة تلاحقني حتى هنا !
الأستاذ : للنوم المبكّر فوائد كـ..
قطع الأستاذ كلامه بعد أن شاهد الجميـع مشغول بالحديث
انتبه لسامر المنعزل عنهم و الذي كان ينظر للساعة في معصمـه
سامـر بداخله :"أتساءل ماذا يفعل عمر و البقيّة الآن ؟"
.
.
.

~()+((+() في منزل السيّد سامح ()+((+()~
(8:05) مساءً
كان الجميع يشاهد التلفاز بهدوء و ملل
أطلقت السيّدة سميّة تنهيدة
زياد بانزعاج : ما هذا البرنامج الفاشل ؟
عمر بجديّة : أتقول هذا بعد أن أنهيت مشاهدته ؟
زياد : و ما أدراني ؟
عمـر بملل : أتساءل ماذا يفعل سامر الآن ؟
السيّدة سميّة : رغم أنه ليس ثرثارا مثلك الاّ أنني أحس بفقده .
عمر : لابدّ و أنّه مستمتع الآن .
ثمّ أتبع بانزعاج : بالتأكيد سوف لن يذكرني البتة .
زياد : لقد ذهب للتخييم و المتعة، فلم يتذكّر شيئا يجلب التعاسة له؟
السيّدة سميّة بتأنيب : زياااد ! انه ابني .
زياد بجديّة : لقد كنت أمزح ، ألا تتحمّلون المزاح ؟
السيّد سامح بهدوء : قهوة من فضلك .
زياد ببرود : هه ! نطق الحجــر أخيرا .
كان السيّد سامح مشغولا بتقليب بعض الأوراق
نهضت سميّة : شيء غيره .
أمل بانزعاج طفيف : أمّي ! أين سامر ؟
السيّدة سميّة : انه خارج المنزل الآن .
.
.
~()+((+() في منزل السيّد جـاسر ()+((+()~
.
.
كان الأستاذ فريد قد وصل قبل عدة دقائق مع الأستاذ بسّام
لمنزل السيّد جاسر بعد أن اتصل بهم الرّقيب و أمرهم
باحضـــار الشريحــة .
رحّب بهم و جلس في غرفة جانبيـة
الرّقيب جاسر : اعذراني لدعوتكما هكذا فجأة .
أومآ له بأن لا بأس
الرّقيب : أردت أن نبدأ الآن فأمر تلك الشريحة يقلقني كثيرا .
بسّام بابتسامة باردة : معك حق .
الرّقيب : أخبرتني أنّ والدك قد قتل بسبب مقالات كتبها عن عصابة
مـا .
أومأ له فريد بهدوء
وضع الرّقيب جاسر أوراقا على الطّاولــة بهدوء و هو يقول بجديّة :
تفضّل انها مقالات والدك التي كتبها ، استطعت سحبها من الشبكة .
أخذ بسّام المقالات و بدأ ينظر فيها هو و فريد
الرّقيب : هل لديك أشّقاء يا أستاذ فريد ؟
فريد بهدوء : أجل ، أخت صغيرة و أخ أصغر مني كذلك .
الرّقيب : هل تستطيـع التعرف عليهم ان شاهدتهم ؟
فريد بانزعاج : لا .
الرّقيب يحاول تهدئته : لا تقلق ، لكن ما هي أسماءهم ؟
فريد : آسف لا أذكر ، لكنني علمت عندما كنت في المشفى أنّهما احترقا
مع والدي في سيّارته.
ثمّ أكمل : لكن ! تلقّيت اتصالا من أحدهم يخبرني فيه أن أخي لا يزال حيّا .
الرّقيب : اذا ، من كان صاحب الاتصال ؟
فريد : قد يكون أحد أفراد العصابة ، قال بأنّه يعرف كلّ شيء عنه .
الرّقيب : و هل تصدّقه ؟
فريد بحيـرة : لا أعرف ، لكنه خيط الأمل الوحيد و يجب أن أتمسّك به جيّدا.
الرّقيب : ما رأيك لو نجعل هاتفك مراقب من قبلنــا ؟
فريد و قد بدا عليه عدم الرّضا : أنـا .. أ..
قاطعه الرّقيب و هو يربّت على كتفـه : لا بأس ان لم ترغب .
فريد بحزن : أنا فقط لا أريد أن أوسّع هذه الدّائرة أكثر من ذلـك.
الرّقيب بتفهّم : لا تقلق فالأمر في نهايته عائد اليـك .
بسّام : عفوا ، ألم تجري بحثـا عن زميلي بدر و بياناته الشخصيـة ؟
الرّقيب : بلى ، و الاّ لما سألت عن اسم ابنيه لأتأكّد من صحة البيانات .
ثمّ سأل : لكن من الغريب أنّك لا تعرف شيئا عن عائلة بدر .
بسّام بابتسامة : أنا لم أكن أرى بدرا الاّ في مرّات قليلة ، كان التواصل بيني
وبينه بواسطة الشبكة العنكبوتيـة ، صحيح أنّه صديقي لكن افترقنا بعد المتوسطة ، و كما تعلم أنا في دولة و هو في أخرى .
الرّقيب : ألم تتحدّثا عن عائلتيكما في أيّ من المرات ؟ ألا تعرف شيئا ؟
بسّام و هو يحاول التذكّر : في الحقيقة كانت كل مناقشاتنا و حواراتنا عن
العمل في الصحيفة و جمع المعلومات و هكذا ، نادرا جدا ما نتحدّث عن الأمور الخاصة ، تقريبا كانت علاقتي شبه رسمية.
تذكّر بسّام شيئا : لا أعرف ان كان سيفيد ، لكن عندما كنّا صغارا اتفق كل واحد منّا أن يختار اسما لابنه اذا كبـر .
الرّقيب باهتمام : أكمل من فضلك .
بسّام : أظن أن بدرا اختار اسما اضافة الى اسم جهاد ، انه ...أمممم ...لقد كان ...سـ ..سمير .. أو ربما سسـ ..
قطع تفكيره : لا أظنني سأتذكّر ، اعذراني فالأمر حدث منذ مدّة طويلة .
فريد بخفوت :سمير ..
بسّام (تعقّد) : أممم .. ليس سمير سمير ، انه تقريبا مشابه له سمر هههه لا انه اسم فتاة هههههه ..
الرّقيب و فريد ينظرون اليه بغباء
بسّام : ما بكما انها الحقيقة !
الرّقيب : و هل حقّا أطلق السيّد بدر هذا الاسم على ابنه ؟
بسّام : نعم ، كما أنني فعلت و اطلقت الاسم على ابني أيضا ، كنت أٌحبّ اسم
رائد كثيرا و قد أسميت ابني بهذا الاسم .
أغمض فريد عينيــه و قال بخفوت : رائد الثرثار ، ابنك .
بسّام بجديّة : اعتذر ، لكنني لم أرد له أن يعامل معاملة خاصة ، أبقيت الأمر سرّا .
ثمّ أتبع بترجّي : أرجو أن لا تخبر أحدا ، يكفي تلك المشاهد التمثيلية بيني و بينه
على أننا لا نعرف بعضا فقط أستاذ و تلميذه .
فريد : عجيب أمرك يا بسّام ، يبدو أن ابنك يتقن دوره .
بسّام بهدوء : آسف فأنا لا أتحدّث عن حياتي الخاصّة أو أهلي الاّ نادرا ثمّ ان الابن سر أبيــه .
الرّقيب : بدأت أصدّق أنك لا تعرف شيئا حقّا .
بسّام - يمزح - : و هل كنت تشٌكٌّ فيّ بالأساس ؟
أومأ له الرّقيب : بالطّبع لا .
أخذ الرّقيب هاتفه و اتصل على ابنه أمجد
ردَّ عليه أمجد بأدب : أهلا أبي .
الرّقيب : أمجد بني ، أحتاجك الآن في غرفة الضيوف .
أمجد : حسنا سآتي .
و مـا هي الاّ ثوان ليسمع الثلاثة صوت أمجد من خلف الباب
نهض السيّد جاسر و فتح لابنه
ارتبك أمجد عندما شاهد الأستاذ بسّام و فريد
السيّد جاسر : أعرّفكما بابني أمجد .
- صافحهما -
.
.
.

أمجد بتوتر : تشرّفنا .
الأستاذ بسّام : هل أنت حقّا أمجد ؟
أومأ له أمجد : بشحمه و لحمه .
ضمّه بسّام : لقد كبرت ! هل نسيت أستاذك بهذه السرعة ؟
فرح أمجد كثيرا : مستحيل !! أنت الأستاذ بسّام .
بسّام يمازحه : بشحمه و لحمه .
أمجد بسعادة : اعذرني لم أعرفك لقد تغيّرت كثيرا .
بسّام : هل أبدو لك طاعنا في السنّ مثلا ؟
أمجد بارتباك : ههههه لا ... انّما شعرك قد غيّرك .
بسّام لفريد بخفوت : لقد كنت أصلعا آنذاك
- عندما كان يدرّس أمجد في صغره -
الرّقيب : في الحقيقة وفّرت عليّ العناء .
جلس أمجد قرب والده
كانت نظرات فريد تسأل عن سبب وجود أمجد ، و لماذا أحضره
الرّقيب ؟ هل سيسرّب شيئا ؟
عرف السيّد جاسر شيئا من نظرات فريد القلقة
السيّد جاسر بجديـّة : ابني أمجد هو أكثر شخص أثق به من أبنائي .
وتابع : انّه أعقلهم و في أغلب الأحيان أحفظ بعض الملفات السريّة عنده
و التي لا يمكنني حتى أن أخفيها في قسم الشرطة نفسه ، لذلك لا تقلقوا .
- نظر لفريد بابتسامة واثقة مغزاها "أن لا تخف و لا تقلق "
ابتلع فريد ريقه ثمّ قال بارتباك : و لم أحضرته الآن ؟
أمجد نظر لوالده ليعرف شيئا
الرّقيب بهدوء : ليفك الشفرة .
انزعج فريد كثيرا : و لكن !
الرّقيب : قلت لا تقلق ، أمجد سيفتحها لك .
فريد بداخله :"هل يستطيع شخص مثله أن يفتحها ؟"
أمجد فرح كثيرا بثقة والده به فقال بسعادة و هو يقف : سأحضر حاسوبي .
- انصرف -
بسّام للرّقيب : هل يستطيع ذلك ؟
الرّقيب : حتى لو لم يستطع اليوم ، فسيفعلها غدا .
+ اتجه أمجد لغرفته ليحضر حاسوبه المحمول ، فتفاجىء بـمها تجلس
في غرفة المعيشــة و تقرأ كتابا مــا .
مها بصوت متملل :يقول فيثاغورث .. هه لم يكتف بنظرياته بل صار يعطي حكما ...
لنرى ما يقولـه ..كثرة حسّادك دليل على نجاحك هه و أنا لديّ حسودة واحدة فقط و هي وداد .
نظرت لأمجد بهدوء ثمّ قالت باستنكار : هل يعني هذا أنني لست ناجحة ؟
- لم تنتبه لوجوده ، كانت تحدّث نفسها لا أكثر -
عادت لتكمل لولا أن أمجد وضع يديـه على خاصرته ثم قال بأسلوب حاد :
مهــا .
اقشعرّ بدنها من صوته فقالت بخوف : أمجد ماذا تفعل هنا ؟
أخذ أمجد الكتاب منها ثمّ قرأ عنوانه : " دليلك للنجاح "
أخذت مها الكتاب منه : ألم تعطني مجموعة من الكتب ؟
أمجد ببراءة : بلى ، و لكن ..
قاطعته : اذا ها أنا ذا أقرأها .
أمجد يريد منها قراءة ذلك الكتاب الذي اشتراه خالد و الذي يتحدّث عن "المثالية"
كانوا يريدون منها أن تنتبــه له .
أمجد بخفوت : ما كان عليّ احضار كتب للتمويــه .
مهــا بهدوء : قرأته .
التفت عليها : كلــه .
مها و هي تقضم تفاحة - حرّكت حاجبيها لترفع ضغطه قليلا -
أمجد بانزعاج : مهـاااا .
مها ببراءة مصطنعة خلف قناع الخبث: صحيح ، ماذا يريد والدي منك ؟
تذكّر أمجد : يا الهي !
- أحضر حاسوبه المحمول و اتجه لوالده -
تنهّدت مهــا : هه ! لقد قرأته ... المثاليــة .. هل سأصل اليها يا ترى ؟
ثم قالت و هي تضيق عينيها : سأغيّرك يا فاتن ، سأغيّرك .
جلست فاتن قربها و هي تحتسي كوبا من الشاي ثمّ قالت لها باستهزاء:
لا أعرف من يريد أن يغيّر من ، هل هي أنا أم أنتِ ؟
مهـا : أنت بالطبــع !
فاتن : أرجو أنك قد قرأت الكتب .
مهـا : تعتقدوني غافلـة عمّا يحدث ، أهي خطة مـا ؟ فالجميـع يعلم بأمر
قصّة المثالية تلك .
فاتن تحاول أن تلتقط كلماتها : أأ.. بالطبع ، يجب أن نتعاون لـ.. لــ..
مهـا نظرت لفاتن نظرة رحمة : لا بأس فقد فهمت .
فاتن بترجّي : أرجوك يا مهـا كوني طيّبة .
ابتست بخبث ثمّ قالت لها : أعرف أنك طيّبة و تحبّين أحدهم .
مهـا بـصدمة : ماذا ؟ أهي اشاعة ؟
فاتن بجديّة : لا .
مها بقلق و توتر بدأت تقلّب صفحات الكتاب
فاتن : أخبرني أمجد .
سقط الكتاب منها و بخوف : و بمــاذا أخبرك ؟
فاتن بهدوء : بما حدث سابقا .
مها - قلبها يكاد يطير من مكانه - : و ماذا حدث سابقا ؟
فاتن ببرود : مع ذلك الفتى .
مهـــا بهلع : آآآآآآآآآآآآآ.... و ماذا قال ذلك الأمجد .
فاتن : عزيزتي ، لماذا تدّعيـن أنك تكرهينه ؟
مهـا بانزعاج : و من قال لك أنّني أحبّه ؟
فاتن بجديّة : يقولون ان كنتَ تكره شخصا ما بشدّة فقد كنتَ تحبه بشدة أيضا .
مهـا و هي تفكّر بهدوء : أمممم ربّما أحببته .
فاتن : أرأيتِ ؟
مها ببرود : لكن الآن ...
فاتن تسألها : و ماذا الآن ؟
مها بصوت مرتفع : أكرهه !!
ربّتت فاتن على كتفها : أعرف شعورك .
مهـا : و منذ متى أصبحتي ثرثارة هكذا فجأة .
- مها تضع يدها على جبين فاتن تتلمّس حرارتها -
مـها : ياااه ، انها الحرارة الطبيعيـة لكن ماذا حدث فجأة لك ؟
فاتن بحزم : لا تغيري الموضوع .
مها بخجل : و أي موضوع أنتِ ؟
فاتن : لقد أخبرني أمجد أنه وجد ذاك الفتى و استطاع التحدّث معه .
مها باهتمام : و عن ماذا تحدّثا ؟
فاتن بخبث : أنت تكرهينــه فلم السؤال .
مها بانزعاج : أآآآآآآآه ....
ضحكت فاتن : هههههه أنت تحبّينه ، اعترفي .
مها : و لماذا تودّين معرفة ذلك ؟
فاتن : أريدك أن تتعلّمي و تفهمي ، فذلك الفتى حسب ما سمعته من أمجد فتى رائع.
مهـا : و لماذا تقولين هذا لي ؟
أشارت فاتن بسبابتها على قلب مهـا
مهـا : و ما به قلبي ؟
فاتن : أريده أن يكون نقيا ، و خاليا من ذلك الكره .
مهـا : حسنا لست أكرهه الآن فقد مرّ على تلك الأحداث زمن .
فاتن بجديّة : انني أتحدّث بجديّة يا مهـا ، فنقطة كره يمكن أن تتحوّل لبقعة فيما بعد.
مهـا : لم أفهم شيئا .
تنهدت فاتن ثم قالت : عزيزتي ، عندما تضعين نقطة حبر في كأس ماء ،
ستأتين بعد فترة و ترينها قد غمرت الكأس بكاملـه و انتشرت .
مهـا بابتسامة : هكذا اذا ، أنت معلّمة بحق ، فشرحك ممتاز ، لقد فهمت تماما !!
وضعت يدها على قلبها تتحسس نبضاته : انّني سوف لن أكره بالتأكييد من الآن وصاعدا .
فاتن بابتسامة قالت لنفسها :"أرجو كذلك يا مها "
أمّا الأستاذ فريد و بسّام كانا متوتريــن
دخل أمجد : المعذرة !
الرّقيب : بني ، هنالك شريحة صغيرة أريدك أن تحاول فتحهــا .
- أخرج بسّام الشريحة بحذر -
أخذ أمجد يقلّبٌها بهدوء : انّها غريبة .
فريد بداخله باستهزاء:"هذا الذي سيفكهّا "
أدخلها أمجد في حاسوبـــه لكن ما ان شرعت بالعمل حتى
بدأت الشاشة تعطي ألوانا مختلفة .
أمجد بقلق : هـ.. هل هي محميّة ؟
أصدر حاسوبه صوتا ثمّ توقّف فجأة عن العمل
بسّام بدهشة : هذا ما يحدث معي كلّما حاولت تجريبها .
تنهد فريد
الرّقيب : ما الأمر يا بني ؟
أمجد بدهشة : انها غريبة !
- عاد الجهاز يعمل -
أمجد بندم : لاااااااا ، لقد مٌحِيَت جميع ملفاتي .
بسّام بخفوت : لا تندم ، حصل معي الشيء ذاته .
أمجد : و لم لم تخبرني بذلك ؟
بسّام بابتسامة واسعة : النسيان ، لقد نسيت .
وقعت عينا الرّقيب على فريد الذي يبدو أنّه قد فقد الأمل كليّا
همس لابنه بنبرة حزينة: أرجوك يا بني ، أرجوك ابذل كل جهدك .
فهم أمجد كم أنّ والده لا يريد أن يؤذي مشاعر فريد لسبب ما .
أمجد بثقة : لا تقلق ، سأفتحها لـــك ، و هذا وعد .
رفع فريد رأسه عندما سمع ما قاله أمجد
فريد بهدوء : هل تستطيع ذلك حقّا ؟
أمجد بابتسامة : بالطبع ، لكن امنحوني بعض الوقت .
ارتاح الرّقيب قليلا :اذا أرجو أن لا تتأخّر .
أمجد : امنحوني يومين على الأقل .
بسّام : أرجو أن تنجح .
أمجد : ما دمت تليمذا لأستاذ مثلك فسأنجح .
ضحك بسّام : هههههه يا لك من شاب ماكر.
.
.
.

ماذا سيحدث في المعسكر غدا ؟ هل سيتمتعون أم سيحدث عكس ذلك ؟
راجح ، ماذا يريد بانتقاله لمدرسة سـامر ؟
هل سيكون عقبة جديدة في طريق سامر أم سيكون سندا و عونا له ؟
هل سينجح أمجد في فتح تلك الشريحة و معرفة محتوياتها ؟
ماذا عن مهـا ؟ ما الأحداث التي تنتظرها فيما بعد و هل نجحت
فاتن معها كما ترجو ؟
كل هذا و أكثر باذن الله في الجزء القادم ^^
طبعا ما له داعي اسطوانة التأخير أكيد حفظتوها حفظ .



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 06:52 PM   #28

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الجٌزءٌ الثّامِنَ عَشَر

يجب أن تكون عندنا مقبرة جاهزة لندفن فيها أخطاء الآخريــن
و كما تعلّمنا فخطأ شخص ما هو الاّ درس لشخص آخر .
رنيــن هاتف أحدهم منذ الفجـر قد قطع أحلام البقيـة و نومهم كذلك .
همـس أحدهم داخل خيمته : الرنين مجددا ، هل لحق بي عمّي سامح هٌنا أيضا ؟
هذا كان المؤدب أمّا البقيــة فقد خرجوا من خيامهم و ليس غير الغضب
في أعينهم ، اتجهوا لخيمة صاحب ذاك الرنيـن .
تجمهروا أمامها علّ الرنيـن يتوقف لكن بلا جدوى
فتحوا عليـه خيمته و هم يصرخون بصوت واحد : رااااااااائـــــــد !! الهاتف أرجوك .
رائد و هو يفتح عينيـه ببطء : أستـاذ ! ماذا ؟ أنتم أيضا !! ماذا تفعلون ؟
ازداد غضب الأستاذ : سأريك يا رائد .
اتجه و أحضر سبورة سهر على كتابة أسماء المجموعات و الأعضاء فيها
فقد كوّن جدولا كبيرا ليملأها بالنقاط جزاء ما يفعلوه .
- وضع السبورة الصغيرة على الحامل -
هتف الأستاذ بصوت مرتفع : رائد ، هل تذكر النقطة التي
منحتها لمجموعتك البارحة من أجل الهاتف ؟
رائد و هو يغوص في فراشه أكثر و بعدم اكتراث تثاءب ثمّ قال ببرود : نعم ، ما بهــا ؟
الأستاذ بابتسامة شريرة أخافت الطلبـة : سلّم عليـــها .
مهنّد لم يستيقظ لأنه كان يحرس طوال الليل مع حسام أمّا حسام فقد
كان يحرس من قبل أن يستيقظ الأستاذ .
نهض رائد بذعـر و خرج ليتفاهم مع الأستاذ : أستــ...أستاذ ماذا تفعل ؟
لقد أوقفت الرنين ... أرجوك ...
قاطعه الأستاذ و هو يدخل خيمته قائلا بهدوء : عدد النقاط حتى الآن هي صفر .
رائد و هو يرجوه عند باب خيمته : أستااذ ألم تقل بأنك في حاجة لهذا الهاتف ؟
الأستاذ : كنت بحاجته و ليس لازعاجـه .
حسّان و هو يمسح على شعره : في الحقيقة صوته كان عاليا جدا ، لم أتوقعه هاتفا أبدا .
شجاع بجديّة : الهواتف الجديدة كلها أصبحت ذات صوت مرتفع.
رائد يرجو أكثر و أكثر حتى أنه تعثّر فسقط على خيمة الأستاذ و أسقطها معه .
الأستاذ بغضب : صفررررررررررررررر مرّة أخرى .
رائد باحراج : صفريـــن مرة واحدة .
التفت للجمــيع بخيبة أمل ، أما هم ابتسموا له ابتسامة واسعه مصطنعة
- سامر كان يكتم ضحكته : من الجيّد أنّ حمزة من النوع الهادىء.
ثمّ أكمل بثقة : لا عجب في ذلك البته فهو نائب القائد.
لؤي لــجواد : الحق على رفيقك و الاّ ذهبت مجموعة السرعة للهاويـة .
جواد بتفهم : محق .
وليد بمكر : قال "السرعة" نقطة قال هه !
- كان يتذكّر أمر سباقه مع رائد -
سحب جواد رائدا لخيمته بانزعاج : أرجوك نم فقط ، أنا من سيتدبر الأمر .
رائد بندم : عـــــــــاااااادل سأمسحك من قائمة الأسمااااااء .
- عادل هو شقيق رائد الأكبــــر -
أرسل له رسالة قال فيها : امسحني أرجوك .
- طبعا عادل ابتسم بخبث فأرسل له :" سأمسحك جيّدا عندما تعود ، لديّ منشفة جديدة "
رائد بانزعاج : آآآآآآآآآآآآآآآآآآ .
اعتذر جواد للأستاذ بالنيابة عن رائد و ساعده في نصب خيمته .
ابتسم حسام بخبث : أستاذ أنت لم تنصب خيمتك جيدا ، اذا فأنا المركز الأوّل هيييييييي .
حمزة بحماسة : و هكذا أكون الثاااااني .
ابتلع سامر ريقه : اسحب ما قلته عن نائب القائد فهو سيطبع لنا صفرا من البدايـة .
نظر لهمـا الأستاذ نظرة أسقطت جلديهما
حمزة بتأنيب مصطنع لحســام : حسام كيف تقول ذلك ؟
( يعني بدااا يرقع )
حسام باستغراب : حمزة أيها الماكر !
الأستاذ : احم .... لازلت موجودا .
نظرا للأستاذ نظرة جانبيـة
أغلق الأستاذ باب خيمته بهدوء و هو يقول : الاستيقاظ الساعة السادسة.
- الآن الساعة الرابعة -
جواد بخفوت : لم أتوقع الأستاذ سيغضب بسرعة .
حسام يربّت على كتفه : أرجوك ! من الذي سيستيقظ
مبتسما ان قطعت عليه نومه ؟
ابتسم جواد ثمّ عاد لخيمته .
عاد الجميــع لخيامهم ، و ناموا بهدوء و راحة خاصة حمزة
و حسام لأنه لم يتم وضع صفر لمجموعتيهما .
أمّا سامر فقد رمى ورقة صغيرة لخيمة حمزة وكتب بها
( كٌنتٌ سأقتٌلٌك ...... المخلص سامر)
حمزة بامتعاض بداخله :" المخلص "
رمى حمزة الورقة داخل خيمة سامر و قد كتب بها ممازحا
" أتمنى من كل قلبي أن تقع في شر أعمالك "
ابتسم سامر بثقة : و ماذا سيحدث أكثر من الذي قد حدث ؟

- هدوء تام لا تسمع غير زقزقة العصافيـر -
حسام كان مشغولا بالتصوير <<< حارس ممتاز
يتلفت بين الحين و الآخر ليتفقد المخيّم و يعود ليمارس هوايته .
نظر للساعة في معصمــه : يا الهي ! متى سيأتي موعد نومي ؟
مرّت نصف ساعة بخيـر ، لكن !!
( ما دمت أنا الكاتب فتأكدوا أن الخير لن يستمر <<<مزحة ^^ )
لكــن ! صوت رنينٍ مرّةًَ أخرى
استيقظ الجميــع و اتجهوا تلقائيا لخيمة رائد
الأستاذ بنفسيّة متعبـة : رائد أرجوك لا تعذبنا أكثر ، النوم نعمة أريد أن أشعر بهـا .
فتح رائد خيمته و هو يضع هاتفه بين عيني الأستاذ و قال بارهاق :
أرجووك أمعن النظر لقد وضعته على وضع "صامت" .
ثمّ قال بنبرة غامضة : ان بعض الظن اثم يا أستاذ .
التفت الأستاذ ناحية الصوت الذي لا يزال مستمرّا: جيّد لأنني كنت سأخترع رقما مكونا من مليون صفر لأجلك .
خرج مهنّد من خيمته منزعجا و متثاقلا : مـا الـ..
ابتسم بوجهه حسام و ربّت على كتفه : حان دورك في الحراسـة.
مهنّد بصدمة : ماذا ؟ لكـ...
- اتجه حسام لخيمته -
تنهد مهنّد : أووه !!
الأستاذ بصوت مرتفع : سســـامررر ..
- صوت سامر من خيمته بارتباك - : أنــ.. أنا آسف لكنني ..
- فتح الجميـع عليه خيمته - : ماذا هناك أيضا ؟ هاتف آخر .
سامر يبدو مذعورا مثلهم
شجاع بسخريـة : هل أحضرت مكتبتك كلّها يا سامر ؟
- كانت الكتب منتثرة في كل زاوية -
الأستاذ : اطفىء هاتفك بسرعة .
سامر و هو يبحث في حقيبتــه بذعر : حـ ..حسنا لكنني لا أعرف أين هي؟
سامر بداخلـه :"لابدّ و أنّها السّاعة "
الأستاذ بنفاذ صبر : أيّها القائد !! ...( ثمّ صرخ ) : نائب القائد .
أتى حمزة مسرعا : ما الأمر ؟
الأستاذ : ساعده .
بدأ سامر و حمزة يبحثان في الحقيبة
حمزة بخفوت : سامر ما هـ..
سامر بانزعاج : انها ساعة يا حمزة ! لا أعرف أين وضعها عمّي .
رمى كلّ ما في الحقيبة
حسّان باستهزاء أيضا : مكتبــة أٌخرى هههه .
أخرجها حمزة بانتصار : هييييييييي وجدتها .
- أطفأها بسرعة -
الأستاذ بابتسامة خبيثة
سامر بندم : أرجوك لا تقل بأنه صفر .
حمزة بخبث : يستحقه ... انه مخلص .
و شدّد على كلمة مخلص .
سامر يهمس لحمزة بخفوت : أنا في مجموعتك ! هل نسيت ؟
حمزة بذعـــر : لا ... لا أستاذ كنت أمزح ..
رائد و جواد معا بخبث: لا يمكن التراجع عمّا قلتــه .
- كٌتِبَ الصفرٌ -
أطلق الأستاذ تنهيدة عن ارتياحه و كان الجميــع سيعود للنوم
لولا ما قاله الأستاذ .
الأستاذ : قفوااا .
التفوا عليــه
الأستاذ : لن يخلد أحدكم للنوم .
الجميــع باستغراب : مــاذا ؟ لمــاذا ؟
حسام من خيمته : أستـــ...
قاطعه الأستاذ : لا تقلق ، لقد كنت تحرس عذرك معك .
- بالتأكيد طبعت نقطتيــن أمام اسم مجموعة السيوف بفخر -
استيقظ الجميــع عدا حساما .
الأستاذ : سوف نكمل يومنا و الشعور بالنعاس يحوم حولنا .
- كان الأستاذ ينوي تعذيبهم فقط -
الجميــع يبدو حالما بما يقوله الأستاذ نظرات النوم واضحة في أعينهم
الأستاذ و هو يتمشى بثقة : لن تناموا بذلك الفراش الدّافىء ، لن تغوصوا
فيه أبدا مثلما كنتم تفعلون دوما .
الجميــع بانهاك : اذا ماذا سنفعل ؟
ابتسم الأستاذ : سنبدأ بالرياضة .
حمزة : لنتناول فطورنا أوّلا .
أومأ له الأستاذ و بدؤوا بتناول الفطور





قاطعهم الأستاذ : بلا شك أنكم أنتهيتم .
الجميــع بملل : نعم .
الأستاذ : أوّلا قبل الرياضة سأتحدّث معكم .
جلس الجميــع أمامه و هو واقف كأنما يشرح درسا
الأٌستاذ بجديّة : أحبابي ، لقد جئنا هنا لكـي.. نستفيد ، أخرجوا دفاتر
ملاحظاتكم بسرعة .
رائد بخفوت : أحبابك يريدون النوم .
الأستاذ بهدوء : عزيزي رائد ! هل قلت شيئا ؟
رائد : لا ، أبدا .
- ابتسامة مخادعة من رائد الذي يظن أنّ الأستاذ قد صدّقه و واحدة
أخرى من الأستاذ الذي لم تنطلي ابتسامة رائد المخادعة عليه .
- الجميع بدأ بتسجيل الملاحظات -
الأستاذ : لنكمل ، في هذه الغابــة جئنا لنتعلم كيف هي الحياة مختلفة،
انظروا لتلك الحيوانات و الطيور و...
الجميـــع يتلفت يحاول ابصار أي حيوان و لو كانت حشرة
جواد بجديّة : أستاذ ! لا أرى شيئا .
- كتم الجميــع ضحكته -
الأستاذ باحراج : تخيّل !! ألم تسمع بما قاله آلبرت آينشتاين أنّ التخيل أهم من المعرفة .
أومأ له جواد بتفهم
تابع الأٌستاذ : انّ كل حيوان يتكيّف في بيئتــ....
كان الأستاذ يتحدّث و البقية يتهامسون بملل
كان الجميــع ينظرون للأستاذ و اذا أرادوا حديثا فيما بينهم وضعوا أيديهم أمام أفواههم .
حسّان : من منكم يستطيع أن ينقذنــا من هذه الورطة ؟
شجاع بخفوت : المرّة الأولى التي لا أحب فيها أن استمع لشرح الأستاذ أكرم .
لؤي : بالتأكيد فالنعاس يسيطر عليــنا .
حسّان : من سينقذنا اذا ؟
سامر بخفوت و من دون أن يغير وضعيته أمام الأستاذ : أستطيع ذلك .
حمزة بخبث : انتبه يا حسّان ! ما المقابل ؟ فمجموعة العزيمة ستنقذك و
تنقذ الجميــع .
شجاع : يا للطمع .
- الأستاذ لا يزال يتحدّث -
حمزة بذكاء : سنأخذ نقاط مجمـ...
قاطعه سامر : لا ، فبما أن حسّان و شجاع هما اللذان نطقا فيكفي أن أريهمـا كيف هي "المكتبـة " التي شاهداها في خيمتي .
شجاع و حسّان باستغراب : اذا من دون مقابل .
سامر : المقابل هو أنني سأعطيكما كتابا ستقرآنه كاملا .
مهنّد : تحاول أن تكون قائدا ذكيّا يضرب عصفورين بحجر .
حسّان باستهزاء : تقصد كتابا و ليس حجرا .
سامر بخفوت : اذا ، ماذا قلتما ؟
حسّان و شجاع : موافقان .
سامر ببرود : يقول جلاسو : التصفيق هو الوسيلة الوحيدة التي نستطيع أن نقاطع بها أي متحدث دون أن نثير غضبه .
حمزة : تعني أن نصفّق كلما سنحت لنا الفرصة .
سامر ببرود : بالضبط . <<<تكيّف مع الأصحاب
- و الأستاذ لا يزال يتحدّث -
ابتسم ثمّ قال بثقة : هل رأيتما فائدة الكتب ؟
الأستاذ ينظر اليهم باستغراب : ما بكم ؟ تتبادلون الابتسامات .
ابتسم له الجميـع : لا ههههههه .
الأستاذ : كما أخبرتكم فمثلا سمكة من مياه الأنهـار ، و كلنا
يعلم أن مياه الأنهار عذبة تقريبا ، فاذا أخذنا هذه السمكة ووضعناها في
مياه البحر فستموت بلا شك لأن...
قاطعوه و هم يصفّقون بحماس
رائد : كلام رائع .
جواد : سنستفيد .
و جعلوا يسجلون ما قاله لهم في دفاتر الملاحظة تمويها لخدعتهم .
ابتسم الأستاذ بثقة و تابع : فالسمكة ستموت لأن البيئة تغيّرت عليها .
-صوت - باستهزاء : ما اسم تلك السمكــة ؟
- أصيب الجميـع بالصدمـة >< -
الأستاذ بانزعاج : من الذي قال ذلك ؟
صمت الجميـع و ظلّوا يتبادلون نظرات الاستغراب
الأستاذ بانزعاج أكبر : من منكم قال ذلك ؟
رائد و جواد أومآ له بالنفي
كذلك فعل حسّان و شجاع
و البقيّة أيضا .
الأٌستاذ : اذا من هو ؟
- الجميـع مستغرب مثل الأستاذ -
صرخ الأستاذ : القائد .
نهض سامر بارتباك : ننــ ...نعم .
الأٌستاذ بجديّة : ستتحمّل المسؤوليّة كاملـة ان لم تخبرني حالا .
سـامر بجديّة : أنا لا أعرف من هو ؟
الأستاذ بغضب : هل تمزح معي ؟
سامر بانزعاج واضح : أنا لا أعرفه حقّا ، ماذا أفعل لكي أثبت ذلك لك ؟
الأٌستاذ بغضب : اذا أنا من قالها ، هل تستهزؤون بي ؟
نهض حمزة : أستاذ بامكاني أن أقسم لك بأنّه ليس سامر .
أغمض سامر عينيـه و قال بلهجة باردة :إذا كنت صادقا فلماذا الحلف؟ هكذا قالها شكسبير ، و أنا أقولها لك .
الأستاذ بشك : اذا أنت تعرف من هو ؟
حمزة : لا بالطّبع .
الأستاذ بندم: و أنا الذي أردتٌ أن أٌمتّعكم ،كم كٌنتٌ مخطئا .
أشاح سامر بوجهه بعيدا عن الأستاذ و هو يضع يديه في جيبيه
أمّا الجميــع فقد اعتذروا للأستاذ : نحن آسفـون .
سامر بانزعاج قال بداخله :" دائما أنا الملوم في كٌلّ شيء"
الأٌستاذ : صدقا سينقص هذا من مٌعدّل مستواكم الدراسي .
الأستاذ بحدّة : سأمنحه في السّلوك صفـرا .
حمزة بشجاعة : أيها الأستاذ ! صدقا لا أعرف من قالها لكنني سأتحمّل
المسؤوليـّة كاملــة ، فأنا ..
قالها بثقة : نائب القائد .
تلك اللهجة الغريبة و الثقة الغريبة من الشخص الغريب أيضا قد أثارت سامر
نحّاه سامر جانبا و قال بنبرة متألمة : أنا القائد لذلك المسؤوليّة أتحمّلها أنا .
حمزة بحزن : سـ..سامر .
الأستاذ :اذا ، أنت من قالها يا سامر ؟
سامر بجديّة : لا .
الأستاذ بجديّة : اذا ستتحمّل المسؤولية كاملة .
سامر و هو يشدّ بقبضة يده : نعم .
تأثّر الجميـع و حقدوا كثيرا على صاحب تلك الجملـة التي عكّرت صفو مياههم الراكدة .
فمن صاحب تلك الجملة يا ترى ؟
صفّق الأستاذ : اذا سوف نبدأ بالرياضة ، خذو دورة حول المكان وعودوا في أقلّ من ربع ساعة .
أومأ له الجمــيع و انصرفوا
أمّا هو فجلس محتارا
الأستاذ بداخله :" أصبحتٌ أٌسيء الفهم هذه الأيّام كثيرا ، لم أعد أكرم السابق"
خرج حسام من خيمته بعد ان انتعل حذاءه و يبدو أنّه سمع كل ما جرى
وقف قرب الأستاذ ثمّ قال بقلق : أنا متيقن بأنّه ليس سامر يا أستاذ .
الأٌستاذ : لا أعرف ما الذي يحصل معي .
ابتسم ثمّ قال : لو أنك نمت لما عانيت .
حسام بجديّة : أٌستاذ لقد كان سامر يتفقّدٌنا أنا و مهنّد كلّ ربع ساعة منذ
بدأنا الحراسـة .
تابع : هل تظنٌ أن شخصا مثله بامكانه الاستهزاء بك كهذا؟
- لحق حٌسام بهم -
الأستاذ : الى أين تذهب فأنت لم تنل قسطك من الرّاحة ؟
أشار له حٌسام دون أن يلتفت : يجب أن أٌشاركهم العقاب ، فنحن مجموعة واحدة .
ابتسم الأٌستاذ بوسع شفتيـه : أصبحتم تشرحون لي دروسا في الآونة الأخيرة.
.
.


[ في منزل السيّد سامح ]
( 6:44 )
كان السيّد سامح قد غادر المنزل منذ دقائق بعد أن أنهى فطوره
أمّا عمر و أمل و زياد فهم لازالوا يتناولون فطورهم
برفقة السيّدة سميّة
السيّدة سميّة : عمـر ! متى ستبدأ امتحاناتك ؟
عمر و هو يتناول بملل : الأسبوع القادم سنأخذ الجدول التافه .
زياد ممازحا : تافه ! و تنسخـه في كل جدار في البيت و لا تنسى تلك الحملة التي يقوم بها الآباء و الأٌمّهات بمصادرة الأجهزة من حولك و بعد كل هذا
تقول تافه ! - اعذرني - لكن لا تافه غيرك .
عمر بانزعاج : زياااااد .
زياد بغرور : قل "خالي زياد" .
عمر باستغراب : و كيف تعرف كل هذا و هذه المرّة الأٌولى لك هٌنا .
ارتبك زياد : أعرف و حسب .
السيّدة سميّة و هي تطعم أمل : انتبه يا بني فزياد كانت تفعل والدتنا به كل ما ذكره لك و أكثر.
عمر بنظرة جانبية خبيثة لخاله : و ماذا أيضا ؟
نهض زياد : شبعت .
لا يستطيع ايقاف سميّة فيهرب أفضل له
السيّدة سميّة بخبث لتدعم ابنها : اهرب يا عزيزي ، اهرب .
زياد و هو يحمل طبقه للمطبخ : ثلثي الشجاعة الهرب .
ابتسمت فقاطعها عمر : ماذا يا أمي ؟ أخبريني ..
السيّدة سمية : لا يا بني هذه أسرار العائلة .
أمل : أسرار ... ممنوع عن عمر .
عمر بملل يحاول تقليدها باستهزاء : ها ها ها .. ممنوع عن عمر .
.
.
.
~}}{{ في منزل الأستاذ فريــد }}{{~
كان جالسا في غرفة المعيشة برفقة بسّام يشاهدان التلفاز
بسّام ممازحا : من الغريب أن لا تكون ثرثارا كوالدك .
فريد بملل : أحب أن أكون مختلفا .
ثم قال بسخرية : المشكلة أنني لم ألحظ تشابه حركات رائد بحركاتك .
ابتسم بسّام : الابن سر أبيه .
فريد ليرد له ما قال : حتى الثرثرة يبدو أنه قد اكتسبها منك .
- اكتفى بسّام بالابتسام -
نظر له بسّام بهدوء ثمّ قال : لازلت تفكّر بأمر الشريحة .
تنهد فريد : أجل ، أشعر بأنها ستبين لي كل شيء .
بسّام : معك حق ، لكنني لو...
قاطعه رنين هاتفه : مرحبا .
بسّام : أهلا عادل !
عادل : أبي هل يمكنني قيادة سيّارتك ؟
بسّام ممازحا : في هذا الصّباح الباكر ، حتما ستزعج اشارة المرور .
ضحك عادل : هيّا أبييييي ...
بسّام : حسنا قدها ، لكن بحرص .
عادل : شكرا لك .
فريد : أهذا هو عادل ؟
بسّام : انه ابني الذي في مثل سنّك .
فريد باستغراب : أليس من الغريب أنهم لم يتصلوا ؟
بسّام : دعنا من الأخبار السيئة و لنستمتع بالوقت .
فريد : و أين الجيّدة تلك ؟
بسّام بجديّة :عدم وجود أخبار هي أخبارطيبة و جيّدة يا فريد .
تناول فريد بعضا من الكعك على الطاولة و هو يقول : مشكلتك كونك قنوعا. .
.
.

||| في منزل الرّقيب جاسر |||
كانت السيّدة أمينة تعلّم ابنتيها الطهي في المطبخ
فاتن كالعادة تعمل بجد ، أمّا مهـا لا تزال تحاول .
السيّدة أمينة بجديّة : أولا خذي المقلاة و ضعي الزيّت بها .
( معاكم الشيف طيّار الليلة ) <<ترى فنان بالطبخ ههه
فعلت فاتن ما طلب منها بمهارة أمّا مهـا
مها بانزعاج : أميّ ، هل أيقظتيني لتعلميني هذا ؟
السيّدة أمينة : لقد كبرتِ و أصبحت مسؤولة الآن .
تأففت مهـا : لكــن عمل هذا سهل جدا ، دائما ما كنت أطهو لأمجد فطوره .
- حرّكت مها المقلاة بهدوء لكن فجأة تصاعدت النيران منهـا
صرخت مهـا تاركة مقبض المقلاة : آآآه ، أنظري .
تنهدت السيّدة أمينة ثمّ قالت : عزيزتي ، لابد و أنّك لم تمسحي الماء من
المقلاة بعد غسلها .
مهـا باستغراب : صحيح ، لكن لماذا ؟
نظرت لها فاتن بهدوء ثمّ قالت : أنت دائما ما تطهين لأمجد فلماذا تتعبين
نفسك بالسؤال ؟
مهـا بادلتها بابتسامة واثقة : لن أقع في فخاخك ، فأنا مهذبة .
مهـا بأدب مصطنع و هي تنظر لفاتن : أمي ، لماذا حدث ذلــك ؟
.
.
الرٌقيب جاسر كان في غرفة أمجد ، يجلسان أمام شاشة الحاسوب
الرقيب : ألم يفلح أي برنامج في فتحها ؟
أمجد بجديّة : ليست مشكلة برنامج ، انها شفرة .
أكمل : على الأقل ليست كلمة سريّة فالشفرة تحتاج لذكاء قليلا .
الرّقيب بسخريــة : ماذا ؟ ذكاء !! هل تعني أن الكلمة السريّة تحتاج غباء ؟
نهض الرّقيب و قال أثناء توجهه للباب : أتمنى أن تحلّها يا بنيّ ..
ابتسم أمجد بثقة مصطنعة
- خرج الرّقيب -
تنفّس أمجد الصعداء : آآآه .. كيف سأحلّها كيف ؟
.
.
- اتجه الرّقيب أو السيّد جاسر لغرفة ابنه الأكبر -
فتحها بهدوء بعد أن طرق الباب و لم يسمع ردّا
وجد خالدا يجلس أمام نافذته بهدوء
جلس قبالته و سأله : ما بك ؟
خالد بارتباك : أ... أبي ... أهلا .
السيّد جاسر : تبدو شارد الذهن ؟؟
خالد بعد ان اعتدل في جلسته : لا ، انها مسألة في العمل لا أكثر.
السيّد جـاسر بشك : أكييد .
أومأ له خالد بهدوء
- دار حوار بينهما عن العمل و أشياء كثيرة -
اطمأن والده و خرج قائلا : لقد كبرت و تستطيع تحمّل مسؤولية أي قرار.
ابتسم خالد و عاد غارقا في تفكيره
.
.
طبعا اليوم هي جولة السيّد جاسر التفحصيّة في المنزل
وصل للمطبخ ، ابتسم و سعد كثيرا بهذه العائلة .
جلس قربهم على الطّاولة و هو يمعن نظره بابنتيـه
كانتا ملطختيـن بالغبار
( انفجارات عنيفة داخل المطبخ )
السيّد جاسر لزوجته : ما الذي حدث قبل لحظات ؟
السيّدة أمينة و هي تجلس بقهر : انظر لهما ، لا تعرفان شيئا .
مها و فاتن يتبادلن الابتسامات (ترقيع)
فاتن بجديّة : أمي ! أنا لا أعرف غير الأشياء العاديّة .
السيّدة أمينة بسخرية : قهوة ، قهوة ، قهوة ... هذا ما تعرفينه فقط .
السيّد جاسر و هو يقلّب صحيفة كانت على الطّاولة قال بهدوء :
لا بأس يا أمينة أنهما صغيرتان ، كما أنّ القهوة لذيذة .
ابتسم لفاتن
السيّدة أمينة بانزعاج : صغيرتان ! ابنتا جارتنا أم ميسون تطهوان أفضل
منهمــا بكثير رغم فارق العمر .
السيّد جاسر و هو لا يزال يقلّب الصحيفة بتأنيب طفيف : كم مرّة قلت لك أن جارتنا هذه تبالغ في كلامها .
تنهّدت فاتن : ربما يجب أن نهاجر عن منزلنا فهذه التي تسمّى أم ميسون
تٌحرّضٌ والدتي على كثير من الأشياء .
ابتسم السيّد جاسر أمّا مها فقالت : اذا هل يمكننا الانصراف الآن ؟
اتجهت السيّدة أمينة خارجا لتحضر شيئا ثمّ تعود
السيّد جاسر ممازحا : اقتربا سأخبركما شيئا مهمّا .
اقتربتا منه : ماذا هناك ؟
السيّد جاسر بجديّة : سأخبركما بسر .
مها بفضول : و مــا هو ؟
السيد جاسر :أحسن طريقة لتجعل المرأة تغير رأيها ... هو أن توافق عليه.
فاتن بجديّة : تعني أن نوافق على كل ما تقوله .
أومأ لها
مها بحيرة : ماذا لو لم تنفع الطريقة مع والدتي ؟
السيّد جاسر : طيلة عمري و أنا أجربّها معها ، ستنجح .
عادت السيّدة أمينة : ما رأيكما لو نستيقظ كل يوم في مثل هذا الوقت لأدرّبكما ؟
مها و فاتن معا : موافقة .
السيّدة أمينة بتوتر : كنت أقول رأياً ، لكن ماذا لو ...
- تٌفَكِّر -
السيّدة أمينة بارتباك : حسنا انسيا ذلك .
التفتت مها لوالدها بامتنان
أمّا فاتن فاكتفت بالابتسام
فاتن بداخلها : " فكرة رائعة ، سأستخدمها مع رئيسة القسم في المدرسة"
.
.


|| المخيّم ||
نظر الأستاذ أكرم للساعة في معصمه و تساءل كثيرا عن سبب تأخير
الطّلبة .
بعد أقلّ من خمس دقائق عاد الجميــع
الأستاذ بفرح : و أخيرا ، لقد تأخرتم كثيرا .
رائد بلهجة متحمّسة : كٌنّا نكتشف المكان .
جواد ممازحا: لقد اكتشفت بحيرة كبيرة ، سأسميّها " بحيرة جواد".
- ضحك زملاؤه -
الأستاذ بقلق : انتظروا ، لا أرى حٌساما معكم .
التفت الجميع ليروا الحاضرين .
حمزة بقلق : ألم يكن نائما ؟
الأستاذ بتوتر : لقد لحق بكم .
رائد : لم نره مطلقا يا أستاذ .
أصيب الأٌستاذ بالصدمــة
الأستاذ بقلق : هل هو مقلب جديد أم ماذا ؟
شجاع بجدية : بالطبع لا .
حمزة لسامر : ماذا سنفعل ؟
عاد سامر من حيث أتى : سنبحث عنه بالتأكييد .
تبعه مهنّد : انتظرني .
أوقفه سامر و قال بتردد : لا ، أنا من سيذهب .
مهنّد : ما بك ؟ هل تحاول أن تكون بطلا ؟
سامر بانزعاج : تبّا .
ثمّ قال بداخله : " دائما ما يهتمون بصغائر الأمور "
لحق بهما الجميــع
سامر و هو ينظر لزملاءه قال بداخله : " رائد سريع جدا سنحتاجه "
التفت و وقع بصره على شجاع : " كما أنّ شجاع قويّ البنيّة "
سامر بجديّة : رائد ،شجاع هيّا بنا .
مهنّد : هيييـــه !! سامر ... أريد الذهاب .
سامر بنفاذ صبر : ما بك يا مهنّد ؟ ألا يجب أن تحرس المكان ؟
حاول مهنّد أن يتماسك
سامر لحمزة ببرود : اهتم بالأمور يا حمزة .
حمزة بجديّة : حاضر .
مهند بانزعاج : ماذا عني ؟
أخذ الأستاذ بيده: اهدأ يا مهنّد .
مهنّد : و لكن حسام .
الأستاذ بقلق : سننتظرهم .
.
.
.
- بدأ الثلاثة بحثهم -
كل يصرخ باسم حٌسام في جهة
سامر لرائد : رائد ! هل أحضرت هاتفك ؟
أجابه رائد بحماسة : بالتأكييد ..
- مضت نصف ساعة -
الجميــع كان صامتا في المخيّم
نظر الأستاذ لساعته : لقد تأخّروا ..
حمزة بقلق : يا الهي !!
نظر الأستاذ للجمــيع بتوتر و قال بداخله :
" يبدون متعبين لأنهم لم ينالوا النوم الكافي ، كم أنا قاسٍ "
هتف الأستاذ بصوت مرتفع : انها الظهيرة لابدّ و أنّكم تشعرون
بالجوع .
أومأ الجميــع له
و شرعوا يأكلون عدا حمزة الذي ظل ينتظر بقلق
لؤي : لم لا تأكل يا حمزة ؟
حمزة بابتسامة مصطنعة : سأفعل عندما يعودون .
ترك لؤي طعامه
و بدأ يفعل الجميـع الشيء ذاته
حمزة بتوتر : ما بكم ؟ يجب أن تتناولوا فهم سيعودون .. ما هذه النظرة
التي تعلو وجوهكم ؟
جواد بقلق : أخشى أن لا يعثروا عليه ، المكان هنا كبير .
- أصيبوا بالاحباط -
حمزة بجدية : حسام ليس طفلا .
ثم قال ممازحـا : صفر للمرّة الثالثة لمجموعة السرعة لتأثيرها السلبي
على بقيّة المجموعات .
- ضحكوا -
ابتسم جواد ثمّ قال : لا يمكنك فعل ذلك .
التفت حمزة للأستاذ : ألست بمثابة القائد يا أستاذ ؟ كما أنني أستطيع ذلك.
أومأ له الأستاذ بابتسامة
جواد بخيبة أمل : سيقتلني رائد .
لؤي : لا تقلق ، فالمفترض أن تقتله أنت .
.
.
أمّا سـامر و رائد و شجاع فقد
توقّفوا في منتصف الطريق
بخوف
هنالك من يعترض طريقهم
شجاع بانزعاج : هيــه ابتعدوا .
كانوا أربعة أشخاص مقنّعيـن ><
رائد بقلة حيلة : ألم تسمعوا ما قاله ؟
سامر بصدمة قال في نفسه : "ان لم يخب ظني
فهم أولئك الذي التقيت بهم سابقا ؟"
قال أحدهم بسخرية : أخفتني حقا .
سامر ببرود : ماذا تريدون ؟
قال آخر : انظروا له كيف يتحدث ؟
سامر بجديّة : إننا نطيل الكلام عندما لا يكون لدينا ما نقوله .
ثمّ أردف بغضب أخاف رائد و شجاع : ماذا تريدون ؟
( طبعا هو عامل نفسه بطل ألحين )
تقدّم أحد الأربعة ثمّ قال بلهجة ساخرة : نريدك .
- ضحك زملاؤه بسخرية -
نظر له سامر من غير أن يهمس بشيء
أمّا ذلك الشخص فقد اقترب من سامر ثمّ قال له بهدوء :
نازلني .
استغرب سامر كثيرا من هذا الطلب لكنه قال ببرود : لن أفعل .
فقال مجددا لكن بخفوت و استهزاء : ما اسم تلك السمكة ؟
ثمّ ضحك بشدّة
سامر بداخله بصدمة :"أنت أيها اللئيم الذي عكّرت مياهنا "
ثمّ قال بخفوت : و جعلت الأستاذ يشكٌّ بي .
سمعه رائد فقال بداخله :" مستحيل ، لقد كان هو ، سامر ليس له ذنب اذا"
ابتسم سامر ابتسامة ساخرة مصطنعة ثمّ قال : ان لم يكن لديك مانع فسأطلق عليك لقب اللئيم فهو يليق بك كثيرا .
- شجاع و رائد ابتلعا ريقهما -
رائد بداخله :" هذه ستهوي بنا الى الهاويـة "
أمسك ذلك الفتى سامراً من ياقة قميصه وشدّها بقوّة ثمّ قال بخفوت :
لي اسم أيّها التافه الجبان .
حاول شجاع التدخل لكن سامرا سبقه و أبعد ذلك الفتى عنه
ثم قال بنفاذ صبر : لم تبعت جبانا و تافها مثلي اذا ؟
انعقد لسان ذلك الفتى و حاول ضرب سامر بحركة مفاجئة لكن سامراً استطاع تفاديها .
سامر بهدوء : لن أنازلــك .
ثمّ أتبع بابتسامة ساخرة مجددا : أيّها اللئيم !!
انزعج ذلك الفتى كثيرا فقال لسامر : سترى أيّها الجبان .
سامر بهدوء : أهذا رأيك فيَّ ؟
الفتى و هو يهزّ كتفيه باستهزاء : بل و رأي الجميـع أيضا .
التفت سامر عنه قائلا بلا مبالاة : رأيي بنفسي أهمّ من رأي الآخرين بي .
غضب الفتى كثيرا و لحق سامر غاضبا : أوَ تستهزىء بي ؟
سامر بداخله :" الفضل لكل تلك الكتب التي أقرأها "
التفت سامر له بسرعة لكنّ قبضة ذلك الفتى المحكمة كانت أسرع
فأسقطت سامر أرضا
شجاع و رائد معا بخوف : سســامر ..
وضع سامر يده على أنفه الذي بدأ ينزف
سامر بداخله :" يجب أن أجد حسام أوّلا لأتفرّغ لهؤلاء الحمقى "
أغمض عينيه ثمّ قال بقهر :" فالأستاذ لن يثق بي بعد الآن "
أخرج رائد منديــله : خذه يا سامر .
تناوله سامر منه و هو يحاول النهوض : شـ..شكرا يا رائد .
- عيناه لا زالتا تنظران لذلك الفتى بمقت -
رائد بتوتر : العـ..ـفـو ..
سامر بهدوء مصطنع كاتما غيظه : هيّا بنا لنبحث في جهة أخرى .
أومآ له : حسنا ..
أمّا الفتى فقد ثارت أعصابه : هل تتجاهلني ؟
التفت سامر اليه و قد بدا عليه الغضب : نعم ! أنا أتجاهلك لأنك طفل .
و شدّد على كلمة طفل
ثمّ أردف بانزعاج : أم أنّك تريد أن تلعب معنا لعبة القطّ و الفأر ؟
الفتى بحقد : أريد أن ألعبها معك حقّا .
تنهد سامر ثمّ قال بغموض : سأنازلك ، لكن ليس الآن .
الفتى بانزعاج : هل تظنني سأصدّقٌك ؟
سامر بجديّة : أنا ... لا أكذب .
زمّ الفتى شفتيه ثمّ قال باحتقار واضح : اهممم ! حسنا سأنتظرك .
- اتجه كل من رائد و شجاع و سامر لبقعة أخرى -
أمّا الفتى فقد جلس مستندا الى شجرة
تقدّم منه أحد الثلاثة و قال باستنكار : راجح ! هل صدّقته بهذه السهولة ؟
راجح بهدوء : اخرس يا عصام فأنت جبان لا أكثر ..
انتزع عصام قناعه و رماه أرضا بل و بدأ يسحقه بشدّة وو غضب : تبّا.
- أمّا رائد و شجاع فقد كانا يتساءلان عن ان كان سامر سيعود لمنازلته بالفعل -
رائد بتردد : سـ..سامر !
سامر ببرود : نعم .
رائد بجديّة : هل حقا ستعود لمنازلته ؟
انتصب شجاع واقفا ليسمع ردّ سامر
سامر بانزعاج : نعم ، سأعود .
رائد : لكــ...
قاطعه سامر : لكن أرجوكما ابقيا الأمر سرّا .
شجاع بجديّة : سامر هؤلاء أكثر عددا منك ، أنت شخص واحد فكيـ..
سامر بهدوء : قد أستطيع اقناعه بعدم منازلتـــه .
رائد بغباء : و.. ماذا أيضا ؟
شجاع بجديّة و شراسة: اذا خذني معك ، سأقضي عليهم .
قاطعه سامر بابتسامته عندما قال بصوت مرتفع : حٌسام ! انّه حٌسام ...
وجدوا حساما متمددّا على العشب
جعل رائد يهزّه بقلق : حٌسام ، حسام يا صديقي ما بك لا ترد ؟
فتح حسام عينيـه ببطء ثمّ قال و هو يتثاءب : ما بكم ؟ ألا يمكنني أخذ قيلولة مثل بقيّة البشر ؟
ضمّه رائد بسعادة : أكرهك يا حسام .
شجاع بانزعاج : في النهاية بعد المتاعب كلها نكتشف أنّك كنت نائما .
نهض حسام و قال بلهجة غير مبالية : أين البقية ؟ هل ستعودون للمخيّم ؟
نظر الثلاثة له بغباء
حسام باستغراب : ما بكم ؟
أصدرت معدة رائد صريرا قويّا
رائد بخجل : آآآه منك يا معدتي ، لا تعرف غير رائد كي تحرجه .
- ضحك البقيّة عليه -
سامر بابتسامة : لنعد قبل أن يفوتنا الغداء .
تقدّمهم شجاع و قال مازحا : كي لا تحرج رائدا معدته .
رائد باحراج : كفى يا شجاع .
- عادوا الى المخيّم -
.
.
فرح الجميع بعودتهم ونهضوا فور وصولهم
الأستاذ بسعادة غامرة : حمدا لله .
ابتسم حمزة : أهلا بعودتكم .
أحاط الجميع بهم
بالتأكيد وبّخ الأستاذ حٌسام بعد أن علم بأمر القيلولة
و فرح لأنهم سالميــن .
الأستاذ : لنتناول طعامنا ثم نأخذ قيلولة كما فعل حسام .
ضحك الجميع الا حساما .
حسام بانزعاج طفيف : لقد سيطر النعاس عليّ فما ذنبي .
كان الجميع مستمتعا الا سامر الذي يفكّر بتلك الورطة
سامر بداخله بقلق :" لم أكن أعلم بأنني سأصل الى هذا الغباء يوما "
تذّكر بعد ذلك "أمل" كيف كانت تقولها (ققليولة)
و ابتسم ضاحكا
وخزه حمزة بفضول : هيه ! أخبرني ما الذي يضحكك ؟
سامر بهدوء : لا ، انّه شيء غير مهم .
- انصرف الجميــع لينام -
رتّب سامر فراشـه بحيث يبدو أنّ ثمة شخص نائم
ابتسم و قال ببرود ممتزج ببعض السخرية: كالأفلام تماما .
فتح رائد عليه الخيمة فجأة و قال بهلع : سامر!!
سامر ببرود : لم لا تستأذن أوّلا ؟
جلس رائد قبالته و قال بقلق : هل ستذهب ؟
حاول سامر أن يتهرّب من نظرات رائد التي تلاحقه ثمّ قال بلهجة قاسية :
و ما شأنك بي ؟
رائد بخوف : سامر ! أنت لست ندّا لهم .
سامر بعدم اكتراث : و من قال هذا ؟
رائد بجديّة : اذا سأخبر الأستاذ .
أمسك سامر رائدا من ياقة قميصه و هو يصر بأسنانه غاضبا :
ايّاك ثمّ ايّاك أن تحاول حتّى ، هل فهمت ؟
رائد باستغراب : سامر ! لماذا ؟
سامر بانزعاج : الأستاذ ! الأٌستاذ ! الأٌستاذ ! لقد سئمت .
خرج سامر من خيمته بهدوء : انه لم يعد يثق بي .
رائد بانزعاج : و هل تظن بتصرفك هذا سيثق بك ؟
سامر بحزن : انه يشكّ بي ، دائما الأوّل في وجه المدفع .
ثمّ أردف باستنكار: هل يفعل هذا بكلّ طالب جديد ؟
رائد : سامر أرجوك ، لا تذهب .
سامر بلا مبالاة : لا تخبر أحدا ، أنا ذاهب .
رائد بتوتر : سأذهب معك اذا .
تنهد سامر ثمّ قال : اسمع ، ان لم أعد بعد ساعة ، يمكنك اخبار
الأستاذ ، و الأفضل أن لا تفعل .
رائد : يا سلام ، حينها ستكون تحت الضربة القاضية .
سامر بانزعاج : لم لا يثق بي أحدكم ؟ لماذا ؟
رائد : ليست مسألة ثقـ...
قاطعه سامر : أنا لست جبانا مثلك .
.
.

صٌدم رائد بما سمعه ،(جبان) !!
رائد بداخله :" جبان ، نعم أنا جبان و خائف الآن أيضا "
- اتجه سامر حيث الأربعة أولئك تاركا رائد مكانه .
سامر و هو يحكم قبضته ندما : أنا آسف يا رائد ، لئلا تتبعني فقط .
- عاد رائد لخيمته حزينا -
جلس ثمّ قال بسخرية : للأسف فهذه حقيقتي ، فأنا أكره العراك ، أكرهه و أخافه .
أمّا سامر فبعد عشرة دقائق وصل للفتيان الأربعة
كان يحاول أن يمثّل دور الشجاع باتقان و يبدو أنه قد نجح
نهض ذلك الفتى الذي يدعوه سامر باللئيم (راجح) و البقية في صدمة
لقد وفى سامر بما قاله
سامر بهدوء : ماذا الآن ؟
ارتدى عصام قناعه بسرعة
سامر بسخرية : أعرفك ! لا داعي للتخفي .
عصام بانزعاج : اصمت فأنا سأرد لك الصاع صاعيـ..
قاطعه راجح : اخررررس .
تمتم عصام بغضب و قال : هه !
راجح باستغراب : لماذا عدت و أنت تعرف أنني سأهزمك ؟
سامر ببرود: من أمنك فلا تخنه ، ولو كنت خائنا .
ثم تابع و هو يشير الى ذراع راجح :
ذراعك ! لقد كسرت من قبل ، أليس كذلك ؟
راجح باستغراب : بلى .
سامر : سأكسرها لك مجددا ، و أنا لا أشك بمقدرتي .
راجح باعجاب : أنت غريب حقا !
سامر متظاهرا بالهدوء : أخبرني الآن ماذا تريد ؟
راجح بابتسامة خبيثة : سأكون لك كالظل حتى أقتلك .
قلق سامر من طريقة كلامه : ماذا تقصد ؟
راجح : ستعرف الاجابة غدا .
سامر بهدوء : اذا ستدعني انصرف .
راجح : بالطبع لا ، سنبدأ النزال الآن .
سامر : ان كسرت لك ذراعك سأكون المنتصر .
ثمّ قال بداخله بتوتر :"كنت أنوي استخدام أسلوب التعذيب النفسي ، هه يا لي من حالم "
أغمض عينيه و قال بخفوت :" على أهلها جنت براقش "
يبدو أن راجح قد أعجبته الشروط
راجح : أمّا أنا فسأقطع ذراعك الى أشلاء .
سامر بداخله بقلق :"حتى أنا أصبحت لا أثق بنفسي مؤخرا "
ابتسم عصام بخبث : قطّعه يا راجح .
أومأ له راجح ثمّ أمره : هيّا قم بالعدِّ حتى الثلاثة .
عصام : 1........2..........3 ابدآ .
ضرب سامر راجحا ضربة في بطنه
فاختل توازن راجح : لست سيّئا .
اعتدل ثمّ هجم مجددا و ضربة في بطن سامر أيضا.
فسقط مرميا و نهض و هو يقول ببـــرود : واحدة بواحدة اذا .
ابتسم راجح بخبث : اقترب لتعرف .
تقدّم سامر ناحيتـه و كل منهما يتفادى ضربة الآخر بمهارة
لقد كان النزال متكافئا تقريبا .
عصام أثناء مراقبته للنزال : انهمــ...انهما متشابهان .
فقال آخر : ألا يبدو راجح سعيدا ؟
عصام : بلى ، لقد كان ينتظر نزالا كهذا .
راجح يلكم سامر بحماسة : خذ هذه .
أصابت سامر اللكمة التي سددها راجح على وجهه
سقط سامر و هو يتلوّى ألما : آآه ..
اقترب منه راجح و بغضب بدأ يستمتع في ضربه بقدمه
راجح : أكره الذين يدّعون أنهم واثقين من أنفسهم ، أكرههم .
ضربه مجددا : خذ هذه .
سامر يحاول جمع قواه لكن راجح منعه من أي فرصة : آآه.
راجح بقسوة : و هذه أيضا ..
سامر بألم : آآه ..
تذكّر راجح شيئا ثم انخفض و هو يمسك ذراع سامر :
تذكّرت أنني سأقطّعها لك .
ضربه سامر بحركة غير متوقعه على أنفه : اذا استمتع بهذه .
ابتعد راجح و هو يشدّ على أنفه من الألم : آآآآه ، ماذا فعلت ؟
و استطاع سامر النهوض و هو يلهث : تبا لك .
(( معكم المعلّق طيّار ))
راجح وصل لمثل حالة سامر تقريبا : ألم تضعف بعد ؟
مسح سامر الدم الذي يسيل من فمه بذراعه و قال بثقة :
الضربة التي لا تقتلك تقوّيك .
ازداد غضب راجح : ماااااااااااااذااااااااا ؟
سامر بهدوء : كما سمعت .
.
.
العصر (3:48 )
كان رائد جالسا في خيمته : لقد مضى الوقت ، تأخر سامر ، لقد تأخّر .
خرج من خيمته فوجد حساما يقظا
حسام بجدية : ماذا ؟ ألم تنم ؟
رائد بهلع : حسام !!
قلق حسام من لهجة رائد : ما بك ؟
- روى رائد ما حصل لحسام -
نهض حسام مفزوعا : و ماذا تنتظر؟ لنذهب .
أومأ له رائد و اتجها لسامر
.
.
لا زال النزال بين راجح و سامر قائما لكن يبدو أن
نهايته اقتربت فقد بلغ التعب منهما ما بلغ .
كل أمسك بذراع الآخــر
راجح محاولا أن يلتقط أنفاسه : سأكسرها لك .
سامر - نفس وضع راجح - : بل أنا من سيــ..
- وصل كل من رائد و حسام -
رائد بخوف : سامر !!
انتبه سامر لصوته فانتهز راجح هذه الفرصة ليتمكن من الاطاحة بسامر
انتبه سامرأيضا فضربه بقدمه ليبعده و نجح في ذلك ؟
سامر بغضب لرائد: ماذا تفعل هنا ؟
حسام بعتاب : انظر الى الحال التي أنت بها أيها الأخرق ؟
سامر بداخله :" لو كان بيدي لما وصلت لهذه الحال ".
عصام باستهزاء : يا للصداقة المتينة ، لقد جاؤوا لينقذوا فأرهم الصغير.
غضب حسام : أغلق فمك رجاءً .
عصام بغضب : ماذا ؟
سرت قشعريرة ما في جسد رائد من الذعر
استفزّه حسام بكلامه : و هل أصابك الصمم ؟ ألم تسمع ما قلته ؟
عصام بغضب : أيّها اللــ....
- دخل نزالا مع حسام -
سامر التفت لحسام و قال بقلق : حسـ..
قاطعته ضربة قويّة من راجح .
راجح بسخرية : لا تسرح أثناء النزال.
نهض سامر بصعوبة : شكرا على النصيحــة .
ابتسم راجح بخبث : العفوو ...
رائد كان لا يعرف أين ينظر ؟ .... لحسام أم سامر
كان قلقا على الاثنين معا
رائد بداخله :"هل أعود للمخيّم ؟ أم ... أم ماذا ؟"
ثمّ قال بخفوت : هل أخبر الأستاذ ؟
أمسك سامر ذراع راجح في اللحظة نفسها التي أحكم راجح قبضته على ذراع منافسه .
راجح بسخرية : يا للتفكير المتشابه !!
- كل بدأ يضغط على ذراع الآخر لتلتوي
و فجأة !!
.
.
.
صرخ كل من راجح و سامر صرخة قويّة بالآن ذاته .
- هدأ الجمــــيــع -
رائد بذعر : غيــ... غير معقول ، أي قلوب قاسية يملكان هذان الأحمقان ؟
توقّف كل من حسام و عصام بخوف
اتجه كل منهما لزميلــه الذي سقط يتلوّى ألما من ذراعه التي كٌسرت.
حسام بقلق : سـ..سامر !
اقترب رائد و وضع يده على ذراع سامر : هل ..
سامر بغضب و ألم معا : ابتعد آآآ..
الحال نفسها مع راجح الذي يحاولون رفعه
راجح بغضب و ألمٍ أيضا: بهدوء آآآآ لقد حطّم ذراعي ذلك الأخرق .
عصام و رفيقيه بذعر : راجح لقد كٌسرت ذراعك ، هل أنت بخير ؟ .
راجح بانزعاج : أعرف ذلك ، أعرف ..
ابتلع رائد ريقه ثمّ أخذ هاتفه و اتصل على أحدهم .
رائد بخوف : أرجوك أجب أرجووووووك .
الطرف الآخر : مرحبا .
رائد بقلق : أرجوك يا أبي ، ان زميلي ... تعال بسيّارتك ...سيهلــ..
قاطعه والده : اهدأ ، أنا لا أفهم شيئا ، ثمّ ان السيّارة عند عادل .
صرخ رائد : أبـــي سيهلك ان لم تأت فورا .
والده بخوف : حسنا قادم قـــادم ، لكن أخبرني أين أنت بالضبط ؟
- أعطاه رائد كل التفاصيل -
.
.
أمّا والده "بسّام"
بسّام بقلق : فريد هيّا بنا بسيّارتك .
فريد : الى أين ؟
بسّام : رائد !! لا أعرف ما الذي حصل معه ؟
ركبا بالسيّارة و انطلقوا بالسرعة القصوى
- في السيّارة -
فريد بهدوء : تبدو متوترا .
بسّام : أعرف رائد جيّدا ، انه لا يتصرف هكذا الاّ ان حدث معه شيء.
فريد : لا تقلق سيكون بخير .
بسّام : لقد حصل شيء لهم في المخيّم .
تنهد فريد: أليسوا بصحبة أكرم ؟
بسّام : بلى ، لكن لا أعرف ما الذي جرى لهم بالضبط .
.
.
.
.
- في المخيّم -
فتح حمزة باب خيمة سامر و قال باستغراب :
أين هو ؟
عاد الى الأستاذ : ليس في خيمته .
الأستاذ بتوتر : و أين ذهب ؟
أتاهم جواد مفزوعا : رائد أيضا ، انه غير موجود .
الأستاذ بهلع : ماذا ؟
مهنّد : حسام كذلك ، لم أجده .
الأستاذ بارتباك : و أين ذهبوا ؟ صدقا لأقتلنهم حال رؤيتي لهم .
شجاع كان القلق و الارتباك واضحا على ملامح وجهه و كأنه
يخفي شيئا ما .
الأستاذ بشك : شجاع ! هل تخفي عنّي شيئا ؟
شجاع بتردد : لا يا أستاذ .
الأستاذ : اقترب ضع عينيك في عينيّ و أخبرني الصدق .
شجاع بارتباك و استسلام أيضا : لا داعي لذلك ، سأخبرك .
- روى أيضا للأستاذ و أصحابه ما حدث معهم -
زمجر الأستاذ : آآآآآه ، اذا سامر مجددا .
شجاع : أستاذ ، لقد رفض سامر النزال لكـ..
الأستاذ بقلة صبر : فهمت لا داعي ، سنتورط أعرف هذا .
.
.
.
.
حملَ راجحاً أصدقاؤه و ابتعدوا عن المكان
أمّا سامر فقد أسنده رائد على شجرة ما ريثما يصل والده
و حسام الذي دخل في آخر اللحظات نزالا أيضا قد ملأت الاصابات
وجهه.
- نظر حسام لرائد الذي يبدو قلقا جدا و حاول تهدئته عندما قال :
هيــه ! كنتٌ سأشبعه ضربا .
نظر له رائد بصمت
حسام ممازحا : كان علينا احضار مجموعة "الحياة" معنا .
ابتسم رائد ثمّ قال ببرود : اهتم بنفسك أرجوك .
حسام : أنا بخير .
نظر حسام لسامر قربه : أ أنت على ما يرام ؟
أحّس سامر كذلك بقلق رائد فحاول أن يتماسك أمامه
سامر بهدوء مصطنع : بخير لا تقلقوا .
رائد بجديّة : أيٌّ خير أيها الأحمق ؟ لقد اتصلت بوالدي ليحضر .
حسام و سامر معا : ماذا ؟
رائد بابتسامة هادئة : على الأقل لتكسب مجموعة السرعة نقطة من بعد
الصفريـــن .
ابتسم حسام أمّا سامر فقد أشاح بوجهه بعيدا
.
.
.

اتصل بسّام بهاتف رائد
أجابه رائد بسرعة : أبي !!
بسّام بارتباك من ردّ رائد السريع : أأأ...بنيّ أين موقعك الآن ؟
لا نستطيع ادخال السيّارة في مكان كهذا .
رائد : لا بأس نحن من سيأتي ، حدد موقعك أرجوك .
بسّام بانزعاج : لا تكن كالفتيات يا رائد ، تماسك قليلا .
وبّخه قائلا : على الأقل تذكّر أنك رجل .
رائد بهدوء : أنا آسف ، سأتذكّر .
- أغلق الهاتف -
التفت لزميـــليــــه : هيّا بنا .
نهض حسام و مدّ يده ليساعد سامرا على النهوض
نهض سامر بنفسه بارهاق : لا داعي ، أستطيع النهوض .
حسام بارتباك : حسنا ..
رائد : هل يمكنكما السير ؟
حسام : أرجوك يا رائد نحن بخير .
نظرا لسامر الذي أشار لهما أنه بخير غير أنها لم تكن سوى كذبة
- أوصلهما رائد الى مكان وقوف السيّارة بدقة
رائد بسعادة : كم أنا رائع !!
-أشار لوالده -
رائد باستغراب : هذه ليست سيارة أبي .
حسام بتعب - يلهث - : أرجوك لا تقل بأنه ليس والدك .
رائد : لا تقلق انه هو ، انما كنت أعني السيّارة .
اقترب منهم الأستاذ بسّام
و نظر لحالهم
حسام باستغراب : أستاذ بسّام ! ما الذي تفعله هنا ؟
الأستاذ بسّام بقلق : ما الذي حدث ؟ هل استحممتم في بحيرة دماء ؟
سامر بداخله :"يا لدمك الخفيف "
رائد و هو يسند سامر اليه : هيّا يا أبي ! فقد كسرت ذراع سامر .
بسّام : هيا بنا .
- ساعد حسام -
حسام باستغراب بداخله :"الأستاذ بسّام هو والد رائد "
نظر الأستاذ فريد من نافذة السيّارة الأمامية
و قال مستغربا : انه سامر .
أشاح بوجهه بعيدا ثم قال بهدوء : هه ! كالعادة مشاكل جديدة .
ابتسم باستهزاء
- ركب الثلاثة السيارة -
لم يعرهم فريد انتباهه
رائد : مرحبا أستاذ فريد ! اذا هذه سيارتك ؟
الأستاذ فريد بجديّة : أهلا ، نعم انها سيّارتي !
شعر سامر بالسعادة رغم ألمه - لسبب لا يعرفه - برؤية الأستاذ فريد
اكتفى بابتسامة باهتة بالكاد رٌسمت على شفتيــه
بسّام بانزعاج : أريدٌ أن أعرف سبب كل هذه الفوضى .
رائد و هو ينظر من خلال النافذة : قصة طويلة لا أكثر .
بسّام : قصة طويلة !! و تقول لا أكثر .
رائد بعدم اكتراث : أرجوك يا أبي ليس الآن .
فريد بجديّة : أين هو أكرم ؟ لو يعلم المدير..
حسام بتوتر : انه ...أعني لقد ... نحن .. أرجوك لا تخبر المدير .
فريد : لا تقلق فأنا لا أطيق المدير .
الجميع عدا فريدا بداخله : " أنت لا تطيق أحدا "
رائد بهدوء : أبي يجب أن أعود للمخيّم .
الأستاذ فريد بداخله :" هل يظنني سائقا لــه ؟"
بسّام بقلق لأنه فهم فريدا : حـ..حسنا .
التفت لفريد بارتباك : هل يمكننا ذلك ؟
فريد ببرود : بالطبع !!
رائد : شكرا لك أستاذ فريد ، لقد أتعبناك معنا .
فريد بعدم اهتمام : لا بأس ..
- أوصله فريد لنقطة معينه قريبة من مخيّمهم -
حٌسام و هو يحاول النزول من غير علم أحد
حٌسام بداخله :" يجب أن أهرب قبل أن ..
قاطعه صوت رائد : حســام !!
حٌسام بابتسامة يائسة : ضعنــاااا .. ><
رائد لحسام : ماذا تفعل ؟
حسام بخفوت : أرجوك يا رائد دعني اذهب معك .
رائد باصرار : لن تعود بهذه الحال يا حسام .
حسام باستسلام : مجموعة"الحياة" ستعالجني .
رائد باستهزاء : هل تمزح ؟ بالكاد يساعدون أنفسهم .
حسام : على الأقل لنساعدهم ليكسبوا بعض النقاط .
أغلق رائد باب السيّارة و هو يقول : ما كان عليك الدخول في مشاجرة .
- أومأ للجميع مبتسما -
حٌسام بداخله :" أكرههٌ المستشفيات "
.
.
- مرَّ الوقتٌ -
بسّام : ما بك يا فريد ؟
فريد بهدوء : لا شيء ، أودّ أن أملأ السيّارة بالوقود .
- اتجه فريد لمحطّة الوقود و نزل ليملأ سيّارته -
نظر حسام لسامر و قال له بخفوت : لا تكابر .
سامر بانزعاج و خفوت أيضا : و ماذا فعلت لتقول لي ذلك ؟
كان حسام يشير لسامر بحركات غريبة
- لم يفهم سامر شيئا -
سامر لحسام بهدوء : هل أنت بخير ؟
التفت بسّام للفتيـان : ما هو اسمك يا فتى ؟
سامر : حسام .
( كان ينادي حساما لا أكثر )
الأستاذ بسّام : اذا أنت حسام ماذا عن الآخر .. ؟
سامر بارتباك : لا ، أعني كنــ....
- عاد فريد بعد أن ملأ السيّارة -
فقال له بسّام : انهم طلبتك ، أليس كذلك ؟
الأستاذ و هو يدير المفتاح بابتسامة : بلى ، انهما حسام و سامر .
لاحظ الجميع ابتسامة الأستاذ فريد
حسام بسعادة :" هل يحبنا يا ترى ؟"
( حلم ابليــس بالجنة )
بسّام و هو ينظر لحسام : اذا أنت ســـامر !!
حسام بقلق : في الحقيقــ...
- تذكّر الأستاذ أمر اسم سامر ، لقد كان هو الاسم الذي سيطلقه بدرا على ابنه -
بسّام بتوتر : و ما هو اسم والدك ؟
- الأستاذ فريد لم ينتبه لهم (((للأسف)))
فيبدو أنّ الطريق قد صرف انتباهه عن الاستماع اليهم
حسام بارتباك : انه .. انه...أسعد .
بسّام بخيبة أمل : يااااه ... كم كنتٌ حالمــا !!
بسّام بداخله :" كيف فكّرت بالأساس ؟ أنا لا أعرف ان كان قد عاد من
أوروبا "
فريد باستغراب : أليس من المفترض أن يكون هنا مستشفى ؟
بسّام و هو ينظر لحال سامر و حسام
ابتسم باصطناع ثمّ همس لفريد : هل تريد قتلهما ؟ أسرع أرجوك .
- حٌسام و سامر كانا يكبتان ألمهما خشية أن يثقلا أكثر على بسّام و فريد
فيكفي بأنهمــا من تكفّلا بهما الى المشفى .
فريد بجديّة : لقد كان هنالك مستشفى ، كيف لـ..
قاطعه بسّام : سأتولّى القيادة ، يبدو أنك مثل عادلَ تماماً.
تولّى بسّام القيادة و هو يقول بجديّة : يدّعي عادل أنه يعرف الطرق جيّدا ..
قاطعه فريد : لم أفعل شيئا كهذا .
حٌسام بداخله :" أظنٌّ الأستاذ فريد يبلغ العشرين حقّا - كما قال - "
.
.
.

|||| المخيّم ||||
عاد رائد مهرولا للمخيّم الذي خيّمت عليه سحابة الملل
شاهد مهنّد رائدا قادم فهتف بصوت مرتفع لزملاءه :
انه ! انه رائد ...
نهض الأستاذ بفرح و غضب بالوقت ذاته
فرحا لعودة رائد و غضبا من اختفاءه فجأة
اقترب رائد منهم و هو يحاول أن يلتقط أنفاسه
ضمّه جواد بفرح : أين كنت أيها الأخرق ؟
رائد بارتباك : لقد ... أ...
قاطعه الأستاذ : أخبرني أين كنت أنت و هذان المزعجان ؟
رائد بتوتر : تعني سامر و حٌسام .
صاح الأٌستاذ بغضب : و من غيرهما ..
رائد بارتباك : اهدأ يا أستاذ ، اهدأ أرجوك ، ألم تنم ؟ لمَ أنتَ غاضب هكذا .
حمزة نظر لرائد بقلق : أين هما ؟
رائد : انهما بخير ، من فضلك دعني أشرح لك أوّلا .
تنهد الأستاذ : حسنا .
رائد ممازحا : ستمنح مجموعتنا بعض النقاط لأني شرحت لك .
الأستاذ بقلّة صبر : هذا يعتمد على ما ستشرحه .
ابتسم رائد و جعل يشرح موقفه و موقف الاثنيــن -سامر + حٌسام-
و أنّ ليس لهما أي شأن بما حصل ، انما بسبب المجموعة التي أوقفتهم .
الأٌستاذ و قد أغمض عينيه حفاظا على رائد من غضبهما : اذا أنت تروي لي هذه الروايـة الطّويلة ظنّا منك أنني سأسامحكم .
أومأ له رائد تلقائيا
ضحك الأستاذ قهرا : آآآه.... لقد أخرجتم شيبة في رأسي .
- التف الجميع حوله ليروا تلك الشيبة -
جواد باندهاش: انها حقا شيبة !!
رائد بجديّة و هو يربّت على الأٌستاذ : أرجوك ! تلك ليست مني بل من المدير .
- ضحك البقية و الأستاذ أيضا -
همس رائد للأستاذ : لقد عرفت من قاطع شرحك اليوم بتلك الجملة الساذجة.
الأٌستاذ بفضول : و من هو ؟
رائد بجديّة : لقد كان أحد أولئك .
الأستاذ : ماذا ؟
أومأ له رائد ثمّ قال بملل : لقد سمعته يقولها لسامر بخفوت ليستفزّه .
تذكّر الأستاذ : صحيح أين رفيقيــك ؟
رائد - يحاول التهرّب - : انهما .. انهمــا ..لقد ... أأ.. جواد ساعدني ..
نظر له جواد بغباء : ........................
الأستاذ بشكّ : هل حصل شيء عزيزي رائد ؟
رائد بابتسامة مصطنعة تظهر البراءة : أأ... لقد أصيب حٌسام ببعض الكدمات و الجروح و...
الأستاذ ينصت بقلق : (و) .... هل هنالك المزيد ؟ ..
طأطأ رائدٌ رأسه و قال بخفوت : و كٌسرت ذراع سامر فقط .
الأٌستاذ بصدمة : و تقول فقط .
- وضع يديه على رأسه -
الأٌستاذ بحزن طفيف : يا الهي !! كان مع المدير حق في رفض هذه الرحلة.
رائد باحراج : أحاول أن أطمئنك ، لكنك لا تعطيني فرصة .
تنهد الأستاذ و تماسك قليلا: أنا آسف ، أين هما الآن ؟
رائد بهدوء : لقد اتصلت بوالدي و هو في طريقه للمشفى .
الأٌستاذ بداخله :"يا الهي ! لماذا كٌسرت ذراعه هو بالذات ؟ هل لأن عمّه أوصاني عليه بشدّة ؟"
شجاع بخفوت : هيــه رائد ، هل حقا دخل سامر و حسام نزالا معهم ؟
أومأ له رائد قائلا بتشويق : لم أتوقعمها شرسين قط ؟
مهنّد بحماسة : كيف بدأ أخبرني ؟
اجتمعوا حول رائد الذي كان يقصٌّ عليهم ما جرى
حسّان بهدوء : و هل تشاجرت معهم أيضا ؟
ابتسم رائد بحزن و قال بخفوت : و ماذا سيفعل جبان مثلي ؟
(( لست جبانا يا رائد ))
.
.
||-|| المستشفى ||-||
كان الأستاذان جالسين على المقاعد بانتظار كل من حسام و سامر
بسّام بهدوء : لقد عرفت الاسم يا جهاد .
الأستاذ فريد بفضول : و ما هو ؟
بسّام : انه سامر .
الأستاذ فريد بداخله :" هذا السامر سيلاحقني للأبد "
بسّام : سأٌخبِرٌ الرّقيب جاسر .
فريد بهدوء : هل تظن أن ذلك سيساعدنا ؟
بسّام : بالتأكيــد ، كل شيء يا جهاد .
فريد بجديّة : اذا اتصل به و أخبره بذلك فـ..
رنّ هاتف الأستاذ بسّام : أووه ، لا داعي فها هو يتصل بي الآن .
أجاب الأٌستاذ : مرحبا سيّد جاسر .
السيّد جاسر بسعادة : أهلا ، اتصلت لأٌبشّركما فقد استطعنا فكّ الشفرة .
نهض الأٌستاذ بسّام فرحا : أحقّا ما تقول ؟
- نظر لفريد -
السيّد جاسر : أرجوكما لا تتأخّرا ، سأكون بانتظاركما .
الأٌستاذ بسّام : بالتأكييد ، كما أنني تذكّرت ذلك الاسم .
السيّد جاسر بفرح : رائع ! انه يوم سعدكما .
بسّام بسعادة : أجل ، ساعِد تٌساعد .
- يقصد أنه ساعد الشّابيّن (سامر و حٌسام) -
ضحك السيّد جاسر : هههههه .
بسّام بجديّة : اسمه سامر .
السيّد جاسر : سامر !! صحيح أعرف واحدا بهذا الاسم .
بسّام بفضول : هل أعرفه أنا ؟
السيّد جاسر : انّه الذي تورّط مع فريد ، كما أنّه في فصل فريد نفسه .
بسّام بخيبة أمل : أوووه ، لقد سألته عن اسم والده فقال اسمه أسعد .
السيّد جاسر : يا للأسف ، اذا ليس هو ؟
- خرج حسام و سامر -
شاهدهما بسّام فاستأذن من الرّقيب و أغلق الهاتف
نهض فريد : ما الأمر يا بسّام ؟
بسّام : لقد .. تمّ فكٌّ الشريحة يا فريد .
ابتسم فريد قائلا : هل أنت جاد ؟
أومأ له بسّام ثمّ قال : هيا بنا يا شباب ..
التفت اليهما : اعذراني ، لكن هل أنتما بخير الآن ؟
سامر بهدوء : شكرا لكما أستاذ بسّام و فريد .
ابتسم له فريد : العفو ..
نظرا لبعضيهما للحظات ، ثمّة شعور غريب بينهما
لا يوجد له تفسير عند أيِّ منهما
سامر بداخله مستغربا : " هل هو أٌستاذ فريد حقّا ؟ انه يبتسم لي "
بسّام و حٌسام باستغراب : هيــه شباب !!
انتبها لنفسيهما
اصيب الأٌستاذ فريد بالاحراج قليلا
((( فبدأ يرقع )))
فريد : اذا سنذهب الى هناك على الفور .
بسّام : يجب أن أعيد هذين الشّابين أوّلا .
.



هل استطاع أمجد حقّا فكَّ الشريحـة ؟
لا نعرف ، ربما نعم و ربّما لا .
ما تبّقى من مغامرة المخيّم و أكثر
باذن الله في الجزء القادم
.
.
ملآحظآتكم و انتقآداتكم ^^
أعرف أني قد خلفت الكثير الكثير ><



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 06:58 PM   #29

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




الجٌزءٌ التّاسِعٌ عشَرَ
سعادة
العظيم هو وحده الذي يحوّل أصوات العاصفة الى أغنيّة تصبح أحلى
أغنية بفضل الحب الذي يملأ نفسه . " جبران خليل جبران "
أسرع كل من الأٌستاذ فريد و بسّام لمنزل السيّد جاسر بعد اتصاله
بهما في المشفى و اخبارهما بأنه تمّ فكٌّ الشفرة .
لكن قبل ذلــك كان عليهمــا ايصال حٌسام و سامر للمخيّم .
- في السيّارة -
الأٌستاذ بسّام بهدوء : أرجو أن تنتبها في المرّة القادمة ، لا نريد اصابات كهذه .
حسام و سامر بهدوء : حاضر .
فريد بجديّة : لو يعلم المدير بما حدث ، ستكون هذه نهاية الأستاذ أكرم .
حٌسام بجديّة : لا تقلق سنخترع كذبة ما .
بسّام بابتسامة : و تقولها لنا بسهولة .
حٌسام بهدوء : هههه أنا واثق بكما ، فأنتما لن تشيا بنا .
تنهّد فريد لكنه رغم ذلك ابتسم
بسّام ممازحا : ما هذه الابتسامة المفاجئة ؟
فريد بسعادة : أشعر بالاثارة قليلا لمعرفة محتويات الشريحة .
بسّام : معك حق في هذا .
نظر الأستاذ فريد لسامر الذي كان يحدّق بالنافذة
الأستاذ فريد بداخله :" ما هذا الشعور الغريب الذي أشعر به ؟ "
بسّام : انتبه للطريق يا جهـ..
- صمـت بقلق -
نظر له فريد نظرة جانبية محذّرة
انتبه بسّام لنفسه : اعذرني يا فريد .
ارتاح فريد لأن الشابين لم ينتبها
بسّام : أين يعمل والدك يا سامـر ؟
- طبعا كان يقصد حسام لكنه أخطأ -
كان سامرا سيجيبه لولا حٌسام الذي همس لسامر
حٌسام بخفوت : انه يقصدني فقد أخطأ في المرة السابقة .
سامر بخفوت : أخبره بأنّك لست سامر .
حٌسام : يعجبني اسمك أريد تجربته .
ابتسم سامر : يمكنك استئجاره .
حٌسام : لن أمنحك أي نقاط من مجموعتنا .
سامر بهدوء : لستٌ جشعا .
بسّام : احم ... سامر ..
سامر و حسام بالوقت ذاته : نعم !!
حسام بخفوت لسامر : صـــّه ! انه يقصدني .
سامر بصوت منخفض : آسف ، فقد خرجت مني لا ارادياً .
نظر لهما بسّام : ما بكمــــا ؟ حسنا انسيا الأمر فقط .
- اقتربوا من المخيّم فنزلا من السيّارة -
الأٌستاذ فريد : انتبها على نفسيكما .
أومآ له ثمّ شكراه هو و الأٌستاذ بسّام
.
.
.
|||| المخيّم ||||
(6:34 ) مساءً
كان الجميــع ملتفّا حول النّار
و يضحك و يمرح و يثرثر الاّ الأٌستاذ
صامت
الأستاذ بداخله :" يا الهي ! لقد أسأت للفتى كثيرا "
جواد ممازحا : أستاذ ! أرجو أنك لم تنس أمر النقطة .
رائد بجديّة : ما بك يا جواد ؟ لا مزاح في أمر كهذا .
الأٌستاذ بابتسامة على تصرفات ثنائي "السرعة"
رائد بجشع : نستحقٌّ خمس نقاط .
الأٌستاذ باندهاش : هل تمزح ؟
رائد ممازحا : سنرضى بأربع نقاط .
هتف لؤي بخوف : انتبهوا هنالك ظلال خلف الخيام .
- كانا سامر و حسام -
حٌسام بخفوت : هيّا أريد أن أرعبهم .
سامر بهدوء : أرعبهم وحدك .
حٌسام :يا لك من شخص جامد .
- ابتلع الجميـع ريقه -
الأٌستاذ بشك :" هل هم تلك المجموعة التي تحدّث عنها رائد ؟"
و فجأة خرج حٌسام بشكل مرعب
- يكفي تلك الضمادات التي جعلته كمومياء - و هو يصرخ : بوووووووو >< ...
صرخ الجميـــع ثمّ أفاقوا من رعبهم بعد أن ضحك حٌسام
رائد بفرح : حٌسام !! أهلا بعودتــك ..
اتجه الأصدقاء له
خرج بعده سامر بهدوء : مساءٌ الخير .
اندفع حمزة نحوه و قال بتأنيب : سامر أيّها المغفل !
سامر مجددا : مساء الخير .
ابتسم حمزة و قال بتأنيب : مساءٌ النّور .
- نظر الى ذراعه التي تلفّها ضمادة -
حمزة بتوتر : ألست من قال اذا كان القائد جبانا فأتباعه سيكونون مثله ؟
سامر بقلق : و هل كنتٌ جباناً ؟
حمزة بامتعاض : بل مغفّلا .
سامر ممازحا : اذا هل كنتم كذلك من بعدي ؟
حمزة بتفاخر مصطنع : لا بالطبع ، فقد كنتٌ قائدا ممتازاً .
تقدّم الأٌستاذ من سامر و حمزة
انتبها له فتنحّى حمزة قليلا أمّا سامر فقد أخفض رأسه بارتباك
سامر بداخله :" هل هي صفعة جديدة غير تلك ؟ "
أطلق الأٌستاذ تنهيدة
ثمّ استهلّ الحديث قائلاً :حمدا لله على سلامتكَ ، هل أنتَ بخير ؟
شعر سامر بارتباك و قلق فحاول أن يتجنّب نظرات الأستاذ و حمزة
و قال بهدوء : أجل .
الأٌستاذ بجديّة : ما بك أيّها القائد ؟
سامر بخفوت : لا شيء .
وضع الأٌستاذ يده على كتف سامر برفق ثمّ قال بابتسامة :
عظمة الإنسان تقاس بمدى استعداده أن يرحم أولئك الذين أخطأوا في حقه
ثمّ أردف بحزن مصحوبٍ بابتسامته المعتادة : هل سترحم من أخطأ في حقّك يوما ؟
سامر بداخله :" هل يطلب مني أن أٌسامحـه ؟ "
الأٌستاذ بهدوء : اعتذر يا بنيّ عمّا قلته لك مؤخّراً ، لقد أعمى الغضب بصيرتي .
تفاجأ سامر كثيرا لكنه أحسّ بالسعادة
ابتسم و قال ببرود : اعتذر عن أي تصرف أزعجكَ أيضاً.
بادله الأٌستاذ الابتسامة و قال بامتنان : اذا هل يعني هذا أنك قد سامحتني؟
سامر ممازحاً : ان سامحتني بدوركَ أيضاً .
الأٌستاذ : لقد سامحتك مذ اللحظة التي أخبرني رائد فيها بما حدث .
نظر سامر لرائد -الذي يثرثر- نظرة جانبية و قال بداخله :" ثرثار "
سأل الأٌستاذ سامرا باهتمام : هل تعرف تلك المجموعة التي تشاجرت معها؟
سامر ببرود : لا .
أومأ له الأٌستاذ ثمّ قال له : فلتذهب و تسترح ريثما نبدأ اللعب قليلا .
سمعه حمزة : لعــــــــب !!
الأٌستاذ و هو يتجه لخيمته : لكن ليس لعب أطفال .
- نشر حمزة الخبر بسرعة -
فرح الجميــع بهذا الخبــر
خرج الأٌستاذ من خيمته و هو يقول : من هذه اللحظة ستجمعون النقاط ؟
جواد و رائد معاً : ماذا عن نقاطنا الأربع ؟
الأٌستاذ بغضب طفيف : أنتم منحتموها لأنفسكم ..
رائد : و لكــن !!
الأٌستاذ بجديّة : من دون لكن ، سنبدأ الآن .
وليـد متسائلاً : ماذا سنلعب ؟
الأٌستاذ : سنبدأ بمسابقة الأسئلة .
جواد بملل : أسئلة !!
الأٌستاذ بخبث : ليست أسئلة فقط و انما سوف نضع لها شروطاً بسيطة .
الجميـع : شروط !!
رفع الأٌستاذ علبــتين مليــئتين بالأوراق الصغيرة و المطوية ثمّ قال مبتسماً :
هنا توجد أنشطةٌ ما ستقومون بها وهنا - رفع العلبة الأخرى - توجدٌ الأسئلة .
رائد : لم أفهم !!
تنهد الأٌستاذ و قال : ستفهون بعد أن نبدأ اللعب ، هيّا لتنفصل كل مجموعة عن غيرها .
جواد&رائد حٌسام&مهنّد شجاع& وليد حسّان&لؤي سامر&حمزة


الأٌستاذ بحماسة : السؤال الأوّل لمجموعة "السرعة".
رائد وجواد بدآ يصفّقان بحماسة : سنفووووز >< ..
أخرج الأٌستاذ ورقة ما : لنرى ، انه سؤال سهل .
- ابتلع رائد ريقه -
الأستاذ : ممَ يتركب مركّبٌ الماء ؟
" H2O "
جواد يهمس لرائد : هل يستخفّ بنا بهذا السؤال ؟ انه من ذرتي هيدروجين
و ذرة أوكسجيـن .
رائد بخفوت : لكنني اعتقد انه يتكون من ذرتي اوكسجين و ذرة هيدروجين .
جواد بجديّة : هل تمزح ؟ انه يتكون من ذرتي هيدروجين و ذرة أوكسجيـن .
رائد بعناد : و هل تظن أنك صائب ؟
جواد : لكنني ...
قاطعه رائد و هو يرفع يده للاجابة قائلاً : انه من ذرتي أوكسجين و ذرة هيدروجين .
ابتسم له الأستاذ و قال : اجابة خاطئة .
نظر له جواد بحقد : راااااااااااائـــــــــــ د frown
رائد بقلق : ما بك ؟
الأستاذ لرائد : هيّا يا رائد فلتقترب و تسحب ورقة .
- سحب رائد ورقة ما فأمره الأٌستاذ بفتحها -
رائد بصدمة و هو يقرأ : اقفز حتى المئة .
التفت للأٌستاذ : و لكـــن !!
الأستاذ لجواد : هيّا فأنتما فريق واحد و يجب عليكمــا أن تتشاركـا في العقاب .
نهض جواد و هو يرمق رائد بغضب طفيف
وقفا بقرب بعض
الأٌستاذ : ابدآ القفز ...
مذ اللحظة التي قفزا فيها و الجميـــع يضحك عليهما
جواد و هو يقفز : هل يعجبك يا آينشتاين ما حدث ؟
رائد و هو يقفز مستمتعاً : بغض النظر عن كون الاجابة خاطئة ، لكن أليس هذا ممتعاً ؟
حٌسام لرائد بسخرية: أحسنت يا رائد قفزك رائع .
الأستاذ بخبث : انتبها فالتوقف ممنوع و الا ستبدآن من جديد .
جواد بانزعاج أكثر : مممممــاذا ؟
- انهت مجموعة السرعة عقابها بعد فترة -
و عادا لمكانهما
جلس رائد : آآآآآآي يا ساقاي .
جواد بتعب : الفضل يعود لــك ..
الأستاذ مبتسماً : أمّا الآن فمجموعة " السيــوف".
حسام بحماسة : و نحن لهــــاااااااا ..
سحب الأستاذ سؤالاً جديداً فتبسّم ضاحكاً : انه سهلٌ جدّاً .
حٌسام - تنهد - : جيّد .
الأٌستاذ : Republic كلمة انجليزيـّة فما معناها ؟
حسام بقلق : أولــم تقل بأنه سهل جدّاً ؟
الأٌستاذ باستغراب : ماذا ؟ أحقّا لا تعرف معناها ..؟
مهنّد - يعصر مخـه - : أمممممم !!
حٌسام لمهنّد : ماذا يا مهنّد ؟
مهنّد : انتظر لقد قرأتٌ هذه الكلمة ذات مرّة في كتابٍ ما .
" حمزة لسامر بخفوت frown؛؛جمهوريّة؛؛) أليس هذا هو معناها ؟ "
أومأ له سامر بهدوء : أجل !!
حسامٌ و هو يهزّ كتفي مهنّد : هيا هيا يا مهنّد هيّا أرجوكَ .
مهنّد بارتباك : انتظر ، دعني أفكّر قليلاً .
الأٌستاذ و هو ينظر للساعة في معصمـه : تبقّى أقلٌّ من دقيقة ..
انزعج حسام و عاد يهزٌّ مهنّدا أكثر : أرجوك لا نريد أن نقفز كما فعل رائد أرجوك .
رائد ينظر له بامتعاض فوخزه جواد قائلاً : تستحقّ أن تكون مضرب للمثل بعد فعلتك.
الأٌستاذ : انتهى الوقت ><
تحطّم حٌسامٌ : آآه لاااااا ...
الأٌستاذ : انها تعني جمهوريـة ..
ضرب مهنّد كفّيه ببعض : يا الهي كيف نسيتٌهاااا ؟
الأستاذ : هيّا حان وقتٌ العقاب ..
- اقتربا و سحب حٌسام ورقة ما ثمّ فتحهــا -
أخذ مهنّد منه الورقة و قرأها بسعادة : لا يوجدٌ عقــاب ..
حٌسام بسعادة : رائــع ..
جواد لرائد : لماذا لم تسحب تلك الورقة لكان أفضل لنا بكثيـــر ؟
- ابتسم رائد بحسرة -
شعرَ الجميـعٌ بالسّعادة لعودة طبيعة الأٌستاذ أكرم
وعوّضوا كلّ ما فاتهم من ازعاج و ملل.


الحـَقـِيقَة ٌالمٌرّةٌ
[ في منزل الرّقيب جاسر ]
في غرفة جانبيــة كان يجلس أولئك الأربعة
الأٌستاذان و الرّقيب و ابنه أمجد
فريد بفضول : ماذا تحتوي الشريحة يا تٌرى ؟
أومأ له أمجد بالنفي : لا أعرف فأنا لا امتلك الحقّ في رؤية ما تحويـه .
- نظر له فريد باستغراب -
ابتسم أمجد ثمّ قال : لكن يمكنك رؤيتها الآن .
- خرج أمجد بعد أن أخذ الاذن من والده -
ابتسم الرّقيب بهدوء و هو يدير شاشة الحاسوب باتجاه بسّام و فريد
- ضغط بسّام زر الفتح و صادفته مجموعة من الصّور -
* كانت هنالك مجموعة من الصّور و مجموعة أخرى من الملفات *
نظر لصورة ما فتوسعت حدقتا عيناه تعجّبا ، التفت لفريد بارتباك و هو يقول : جــ...جهاد ..انّه.. انّه...
لم يفهم فريدا شيئا رغم أنه ينظر الى الصّورة نفسها
- كانت صورةٌ ما لمجموعة من الأشخاص يزيد عددهم عن العشرة -
انعقد لسانٌ بسّام و هو يقلّبٌ الصّور
- ابتلع ريقه -
استغرب الرّقيب كثيراً من ردّة الفعل هذه
فسأل بحيرة : ما الأمرٌ يا أٌستاذ بسّام ؟
بسّام بقلق : انه ... انّه والدٌ بدرٍ ..
التفت لفريد قائلاً : انّه جدٌّك يا جهــاد .
فريد و هو يمعن النظر بالصور : حسناً و هل هذا شيء يجعلٌك ترتبك هكذا؟
بسّام لا يزال يقلّب الصّور يتمنى لو أن ما قد خطر بباله مجرد افتراض و خاطىءٍ أيضاً.
انزعج فريد : بسّام ما الأمر ؟
بسّام بخفوت : انهـا صٌورٌ أفراد العصابــة يا جهاد .
الرّقيب بقلق : و ما أدراكَ أنت بأنها تخصٌ العصابة ؟
بسّام بهدوء : شاهدتٌ مقالاً ذات مرّة عن أحد أفراد العصابة الذي ألقوا القبض عليــه .
صمت برهة ثمّ تابع : انه ... انه موجود هنا معهم .
فريد بتوتر : و مــاذا يعني هذا ؟
بسّام بقلق و هو يحدّق بشاشة الحاسوب : هذا يعني أن هذه صور أفراد العصابة .
فريد بحيـرة : و ماذا يفعل جدّي معهٌم ؟
نظر له بسّام ثمّ قال بخفوت و بلهجة بطيئة: يبدو انه واحدٌ منهم .
عقدتِ الصدمَةٌ لسان فريد و الرّقيب كذلك
- مرّت لحظات و الصمت كان سيّد المكان -
بسّام - لا يزال يقلّب الصّور - : يبدو أنّهم يصورون كل ما يسرقونه .
أشار الرّقيب جاسر على ملفٍ ما قائلاً : من فضلك لنرى هذا الملف .
أومأ له بسّام : انه يحتوي على بعض النصوص .
الرّقيب جاسر : يجب أن نقرأها أيضاً .
فريد بداخله :" يا للسخف ، ظننتٌ بأنني سأجد أيةَ معلومةٍ عن شقيقي "
- زفر بقوّة -
الرّقيب و هو يقرأ من هنا و هناك : فريد اقترب أرجوك .
اقترب فريد منهم و هو ينظر للمقالات الكثيــرة و النصوص
التي تخصّ أفراد العصابــة هذه .
فكّر فريد قليلا ثمّ قال : الشريحة لا تحوي أشياءً مهمّة ، فلمَ كانوا مٌصرّين على أخذها ؟
بسّام بجديّة : أنتَ مٌحق ، لكن ماذا يعني هذا ؟
الرّقيب بعد تفكيـرٍ عميق : لكنني متأكّدٌ بأنها تحوي شيئاً مٌهمّاً .
فريد بنبرة غامضة : كملفات مخفيّة مثلاً .
- نظر الاثنان له و قالا معا بهدوء : صحيح .
بسّام : لمَ لا ؟
الرّقيب : لنجرّب فلن نخسـر شيئاً .
- و فعلاً جعلوا يبحثون عن الملفات المخفيّة بطريقة ما -
.
.
.
.
~ في غرفة السيّدة أمينة ~
كانت السيّدة أمينة تجلس برفقة ابنتيها فاتناً و مها
يشاهدن التلفاز بهدوء بعد أن التففن حول الطّاولة.
السّيّدة أمينة و هي تجري بحثا بين القنوات الفضائية :
هذه الأفلام لن تفيدكما ، سأبحثٌ لكما عن شيءٍ مفيد .
مها و هي تتمدد على الطّاولةٌ بانزعاج طفيف : هل ذهبتِ
الى جارتنا أم ميسون مجدداً ؟
السّيدة أمينة : لا .
مها برجاء : أرجوكِ سيسألنني صديقاتي غدا عن الفيلم و لن أستطيع اجابتهن هكذا .
السيّدة أمينة باصرار : قلت لا ؛ فهذه الأفلام وٌضِعت لتلهيكن عن دراستكن.
فاتن تحتسي كوبَ القهوة بهدوء
مها بملل : منزلٌ كئيــبٌ جدّاً ، أكرههٌ.
فاتن بجديّة : هل أنجزتِ فروضك أيّتها المثالية ؟
مها بجديّة : آجل .
التفتت لفاتن و هي تقول بتحدٍّ : لكن لا تنسي أنكِ ستغيّرين من طريقة معاملتك لي .
أومأت لها فاتن
اتجـهت مهـا لغرفتها و هي تتذكّرٌ أمر دفترِ اليوميّات ذاك.
جلست على مكتبها الصّغير و بدأت تكتٌب ما حدث لها
منذ لقاءهـا بسامر .
يقال بأنّك ان كنتَ تشعٌرٌ بالضجر و الحزن أو حتى الملل يمكنك ازالةٌ هذا
كٌلّه بالكتابة ، امسك قلمك و ممحاتك و اكتب كل ما يجول بخاطرك .
ستنفذ كل همومك من خلال القلم الى الورقـة ، جرّب بعد ذلك أن
تكتب موضوع - أيّ موضوع - ستجد نفسك تكتب موضوعا متناقضا
كل التناقض عمّا كتبته سابقا ، لذلك فمهـــا تحاول بهذه الطّريقة .
كانت ملامح وجهها تتغيّر كل ثانية ، فمرةً تبتسم و مرةً أخرى تعبس .
خطرت ببالها فكرة و هي تكتب : فكرة !!
اتجهت بسرعة لغرفة خالد ، و طرقت الباب ثمّ دخلت
مها بهدوء و هي تنظر في غرفة خالد : خالد ! هل أنتَ هٌنا ؟
ربّت أمجد على كتفها من الخلف و قال بجديّة : لقـد ذهـ...
اقشعرّ بدنها من الخوف و التفتت تصرخ : آآآآ...
أمجد بارتباك : صـّه ! ما بك ؟ انه أنا أمجد ..
تنفست الصعداء ثم قالت بهدوء : جئت في وقتك .
نظر لها بشك : ما الأمر ؟
نظرت له نظرة حزينة تكادٌ تقطّع قلب أي شخص يقف أمامها
و هي تقول بداخلها :" قرأتٌ ذات مرة أنه عندما تبكي المرأة ؛تتحطم قوة الرجل" .
أمجد بهدوء دون أن يؤثر ذلك بمشاعره : ما بال هذه النظرة الكاذبة ؟
عادت مها لطبيعتها فمهما اصطنعت سيكشفها أمجد : أمجد ! أرجوك ساعدني .
أمجد بجديّة : حسنا لكن ما الأمر ؟
مها بخفوت : أريد قطّة !
أمجد بقلق : ماذا ؟ قطّة !!
مها و هي تحاول تبرير موقفها : أنت تعرف أن منزلنا كئيب جداً،
لا صوت لا مشاكل لا أحداث لا شيء يستحق الـ ...
قاطعها أمجد : و هل تتمنّين حدوث مشكلة مـا ؟
ثمّ أردف : ألم تسمعي بالمثل الصيني الذي يقول البيوت السعيدة لا صوت لها .
مها بجديّة : لا ، لكنني مللت من الجوّ أريد بعض التغييرات أو الاثارة ..
أمجد بحزم : كم مرّة نبّهتٌك أن تبتعدي عن مشاهدة تلك الأفلام ؟
مها بجديّة أكثر : أمجد افهمني أرجوك ، أنا أشعر بالكآبة فقط .
أشار أمجد عليها قائلاً : ياااه !! هذه الأفلامٌ قد لعبت بعقلك حقّا.
نظرت له بـــشرّ
فتنهد ثمّ قال : أنت تعلميــن أن لدى خالداً حساسية ضد القطط .
مها بهدوء : كان ذلك منذ زمن ، لقد كبر الآن .
يبدو أن أمجد اقتنع كثيرا فقال : حسنا سنذهب غداً لنشتريها .
فرحت مها كثيراً : رائــع ! أنت أفضل أمجد في الكون كٌلّه .
أمجد ممازحاً : أكون الأفضل عندما يكون الأمر لمصلحتك .
ابتسمت ابتسامة مخادعة و هي تعود لغرفتها : لا تنسَ الموعد .
أومأ لهـــا و اتجه يشاهدٌ التلفــاز
.
.
.


[ في منزل السيّد سامح ]
كان كلّ من زياد و سامح يشاهدان مباراة لكرة القدم على شاشة التلفاز
أمّا السيدة سميّة فمشغولة بأعمال المنزل ، و اذا أردتم معرفة ماذا تفعل
أمل الصغيرة فهي مشغولة أيضا ، بماذا ؟ سنعرف الآن .
كانت قد خرجت للتو من غرفة والديها بخطوات بطيئة و هي تحمل آلة التصوير بيدها .
- التصوير فيديو - جآري التسجيـل -
دخلت على خالها و والدهــا اللذانِ يحدّقان بالشاشة
فبدأت تٌعلّق أثناء التصوير : أبي !! أبي!!
غضبت و بدأت تشتم و تسب
ثمّ قالت بلطف : ز زيـــاد ... زياااد ...
غضبت مرّة أخرى لأنه لم يجبها أيضاً :أنا لا أٌحبّك ..
زياد بصوت مرتفع و هو يشير للتلفاز : انظر كيف قام بتسديدها انظر .
سامح بانزعاج : هذا فريق محتال و الحكم ضد فريقنا .
زياد بانزعاج : ماذا ؟ تقول هذا لأن فريقي سيهزم فريقك .
سامح (يرقع) : لا بالطبع ! انظر فقط لتعرف النتيجة ، فالعبرة في النهاية.
زياد بحماسة : ركّز فقط ، هذا اللاعب هو ورقتنا الرابحة .
سامح بانزعاج : هذه الورقة الرابحة ، لو تكسر قدمه سنكون بخير .
زياد بحسرة : هل تتمنى حقا أن تكسر قدمه يا سامح ؟
سامح بانزعاج : انه غشّاش !!
زياد : أرجوك لا تقل ذلك عنه .
اتجهت أمل لوالدتها التي يبدو أنها كانت تغسل الثيّاب
فلا الأبٌ و لا الخال يبدوان متفرغين لها .
بدأت أمل بالعبث في أزرار آلة التصوير و هي تقوم بتصوير
والدتها و تظهرها آلة التصوير بشتى الأوضاع فمرّة تجعلها سمينة جدا
و أمل تضحك .. و مرة تجعلها نحيفة .. طويلة و قصيرة و هكذا ..
أمل : هههه أمي كبيـــرة ..
( تقصد سمينة )
شكّت السيّدة سميّة بنفسها و بدأت تنظر لنفسـها بقلق
أمل بابتسامة : أمي صغيرة ... هههه...
( تقصد نحيفة )
زمّت السيّدة سميّة شفتيها قائلةً بعتاب طفيف : ويلك يا أمل ! أهكذا
تلعبيــن بعقل بوالدتك ..
لم تجب عليها أمل لأنها كانت مشغولة بأزرار آلة التصوير فقد بدأت تكتشف أوضاعا جديدة ..
اكتفت السيّدة سميّة بالابتسام
اتجهت للحديقة حيث يلعب عمر كرة القدم بغضب
- لم ينتبه لوجودها -
كان يصرخ أثناء رمي الكرة : الرّمية الــقاضية .. آآآآ..
طبعا اختل توازنه و لم يسدد الكرة بل سقط
و أمل تلتقط أفضل اللقطات على الاطلاق
أمل بصوت مرتفع : عمــــر لا يعرف كيف يلعب .
نظر لها عمر و هو ممدد على العشب و قال بغضب طفيف :
من قال ذلك ؟ أستطيع تسديد مئة تسديدة و...
قاطعته باصرار : لا ، فأنت لا تعرف كيف تلعب .
عمر بانزعاج : بلى أعرف ...
أمل باصرار أكثر : لا ، فأنت لا تعرف كيف تلعب .
نهض عمر و هو يقول بانزعاج أكثر : قلت لك اصمتي فأنا أستـ..
قاطعته بهدوء و باصرار : لا ، فأنت لا تعرف كيف تلعب .
كاد عمر أن يجن لولا انصراف أمل للداخل و هي تقول بغضب طفولي :
عمر لا يعرف كيف يلعب .
عمر بامتعاض : آآآآآآآآآآآآآآ حسنا أنا لا أعرف كيف ألعب لا أعرف .
زفر بقوّة
.
.
.
[ أصدقاء المخيّم ]
فقد ركبـوا الحافلــة جميعا استعداداً للعودة فقد حلّ المساءٌ
جلس الجميع بهدوء بعد أن قام الأٌستاذ بعدِّهم .
أعطى السائق هاتف الأستاذ أكرم له
نظر الأٌستاذ أكرم فوجد رسالة ما في هاتفه
قرأها ثمّ ابتسم
رائد بسعادة : لا أظنٌّ أن هنالك من يستطيع افساد سعادتي .
جواد : معك حق ! انني أكاد أطير من الفرحة .
حمزة ممازحا : الغريب أنكما أكثر فريق يحصل على عقاب مهلك .
ابتسما بفرح : ههههه .. ><
الأٌستاذ : حسـ...
رائد بتحدّ : هل تستطيع أن تفسد علينا متعتنا يا حمزة ؟
حمزة بفرح : لا فقد اكتفيت .
الأٌستاذ بجديّة : أنا من سيفسد عليك متعتك يا رائد .
انتبه له رائد و الجميــع
رائد باستغراب : حقا .
ابتسم الأٌستاذ أكرم و قال : لقد استلمتٌ رسالة من الأٌستاذ مروان
يقول فيها لا تنسوا كتابة التعبيــر .
صاح رائد بنبرة مزعجة : آآآععععععععع ...
- ضحك عليه الجميــع حتى سائق الحافلة -
رائد بغضب طفيف : هذا الأٌستاذ يلاحقني حتى في أحلامي .
ثمّ أردف بغضب : انه كالكابوس .
ابتسم لؤي و قال : ها قد نجح الأٌستاذ مروان و أفسد متعتك .
صمت رائد و لم يعلّق
الأستاذ : سأوصلكم لمنازلكم بنفسي .
أومأ له الجميع شاكراً
.
.
[ وصلت الحافلة أمام منزل حمزة أوّلاً ]
نظر الجميــع من النافذة و هم يحدّقون بالمنزل باستغراب
كانت الأنوار تطفىء ثمّ تعود للعمل و هكذا
سامر ببرود : يبدو أن هنالك ثمّة مشكلة .
حمزة باحراج : لابدَّ و أنّ والدي قد عبث بالمولّد مجددا .
ضرب رائدٌ حمزةًعلى ظهره ممازحاً : حظّا موفّقا في كتابة التعبير تحت ضوء الشموع .
خرج حمزة محرجـــاً و ضحك عليه صحبــه
دخل المنزل بانزعاج طفيف و هو يقول : أبي هل عبثت بالمولّد مجددا ؟
خرج والده من القبو و هو يقول بسعادة : أهلا بعودتك .
حمزة بضيق طفيف : شكراً .
أتى وائل مهرولاً من القبو : لا تتركوني وحدي أرجوكم .
والده : ما بك ؟
صدم وائل بوجود حمزة فقال مبتسماً : كنت أقول يجب أن لا تتركوني
لأنكم في حاجة لي و لخبرتي .
ضمّه حمزة : لقد اشتقت لك و لجبنــك .
- طبعا الأضواء لازالت تطفىء و تعود للعمل -
وائل و هو ينظر للمصابيح : لما لا نشتاق للضوء ؟
والده : لا تقلقا فالأمور على ما يرام .
حمزة بحيرة : أتساءل لمَ آل الحالٌ لما هي عليه الآن ؟
ابتسم وائل : في الحقيقة كان والدي ينوي تعليق ساعة جدارية على
أحد الأسلاك فثقب السلك من شدّة الطرق عليـه.
شمّر حمزة عن ساعديه قائلاَ بحماسة : لابدّ و أنّ نائب القائد سيتدبّر الأمر .
وائل بسعادة : اذا لن تحتاجانني ، أليس كذلك ؟
أومآ له و نزلا القبو
عاد وائل لغرفتــه و هو مرتاح البال ففوجىء لحظة فتح الباب بشقيقته
الصغرى "رؤى" قد قلبت الغرفة رأسا على عقب .
انعقد لسانه ؛ فنظرت له بابتسامة خبيثة :
أمي قالت وائل يجب أن يرتّب غرفته .
وائل بقهر : لكنها مرتّبة و نظيفة .
رؤى بهدوء : لذلك قمت بتغييرها لك حتى تنفّذ ما قالتهٌ لك .
حاول أن يمسكها : أيتّها الخبيثة !
هربت منه و هي تضحك
حاول اللحاق بها لكنها استطاعت الافلات منه
صرخ : لستِ طفلةً أبداً .
- أغلق باب غرفته بقوّة و غضب -
صاحت والدتٌه فجأة: ســــــــــــــــــــــــ ــــــــــعد !!
خرج وائل مذعوراً و اتجه لها : ما الأمرٌ يا أٌمّي ؟
لم تستطع أن تنطق بشيء بعد تلك الصرخة القويّة
لكنها أشارت - و الدموع متجمّعة في عينيها - على بطنها
فهمها وائل و أسرع للقبو بهلع
صرخ : أبي !!
والده بقلق : ما بك يا وائل ؟
وائل بذعر قال جملة لم يستطع ترتيب كلماتها:
المٌستشفى ... أميّ .. المستــ..... انه ..
ابتسم حمزة و صعد السلالم و هو يقول :
أبي ! أمي ستلد هيّا الى المشفى .
فرح سعد أو والدٌ وائل بهذا الخبر السّار و اتجه لزوجته بسرعة
أطلق وائل تنهيدة عن ارتياحه
و لحق بهمـــــا ^^
.
.
[ وصلت الحافلـة أمام منزل حٌسام ]
كالعادة رائد و جواد لا يتركان أحداً بسلام
جواد بابتسامة : اتصل بي ان كنت تحتاج شمعة .
حٌسام بجديّة : لا ، انه ليس كما تظنون ، لكن والدي معتاد أن يغلق الأنوار ليلا .
رائد و هو يدفعه : هيّا أرجوك أسرع فقط ..
- رافقه الأٌستاذ أكرم ليعتذر لوالد حسام عمّا أصاب ابنه -
قام حٌسام بالتغطية على ما حدث و أخبره أن سقط من منحدر صخري
و لم تنطلي الكذبة على والد حٌسام لكنه قرر تصديقه حالياً .
.
.
[ وصلت الحافلـة أمام منزل رائد ]
استغرب الأٌستاذ أكرم و قال بداخله :" انه منزل الأٌستاذ بسّام "
نظر لرائد الذي لا يزال يثرثر و قال بداخله :" كيف لم أنتبه ؟"
الأٌستاذ : رائد ! رائـــد !
التفت رائد : حاضر ، ها أنا ذااااا ...
ودّعه جواد من النافذة : لا تنس كتابة التعبيــــر .
رائد بانزعاج صرخ بقوّة ممازحا: أكرهٌـــــــــــــك لتذكيري بذلك .
خرج شقيقه عادل و هو يقول ببراءة : لقد اشتريت منشفة جديدة لأمسحك عزيزي رائد .
مرّ رائد من غير أن يهمس بشيء
لكنه توقّف عن المطبخ و هو يقول بصوت مرتفع : لقد عٌدت يا أمّي .
- صوت والدته - : أهلا بك يا بني ، هيّا خذ حمّاما ساخنا بسرعة .
رائد بملل : حــــاضر ..
أغق عادل الباب قائلا باستغراب : أووه لقد نضجت خلال هذين اليومين حقا .
نظر له رائد بامتعاض : بسببك أنت نلنا صفريـــن .
ابتسم عادل و هو يجلس : الجزاء من جنس العمل .
- تنهد رائد و انصرف لغرفته -
و بعده بدقائق عاد الأٌستاذ بسّام و هو يجرّ أذيال خيبة الأمل خلفه
استقبلته زوجته السيّدة ليلى بهدوء : مرحباً بعودتك .
جلس قرب عادلَ و قال بهدوء أيضاً : أهلاً .
عادل بداخله :" هل أٌخبرٌه بأنني صدمتٌ عمودَ الانارة مجددا بسيّارته الجديدة ؟"
جلست قبالته و قالت بتساؤل : ما بك ؟ تبدو مكتئباً !!
تنهّد و قال لها بابتسامة : لا انها مسألة بسيطة لا أكثر .
ثم أردف بداخله :" ليتها كانت كذلك يا ليلى "
ابتسمت له بود ثمّ قالت : هل تريد أن أٌعدّ لك شيئاً تأكٌلٌه ؟
أومأ لها ثمّ قال بجديّة : هل عادَ رائد ؟
أجابته : نعم ، انّه يأخٌذٌ حمّاماً الآن .
- انصرفت تٌعدٌّ لزوجها طعام العشاء -
.
.

[ وصلت الحافلة أمام منزل السيّد سامح ]
رافق الأٌستاذ أكرم سامراً للمنزل
سامر بهدوء : ليس هنالك داع يا أستاذ .
الأستاذ باصرار : بل هنالك ..
كان عمر لا يزال يلعب الكرة بالحديقة
ما ان أبصر سامراً حتى تهللت أساريره فرحا
اندفع لسامر بسعادة و هو يضمه : لقد تاخّرتَ كثيراً .
ابتسم سامر و بادل عمر الشعور ذاته فغيابه القصير كان كالدهر بالنسبة
له ، لم يعد يصبر على فراق هذه العائلة التي أصبح جزءاً منها و أصبحت جزءاً منهٌ أيضاً.
سامر بسعادة : لكنني وصلت .
عمر و هو ينظر لسامر : ما بال ذراعك ؟
سامر بهدوء : كسرٌ بسيط .
انتبه عمر للأستاذ : عفواً ، ألست الأٌستاذ أكرم ؟
أومأ له الأٌستاذ أكرم و قال : أين والدك ؟
رافقهم عمر للدّاخل
عمر بهدوء : أبي لقد وصل سامر .
زياد بحماسة : لقد فعلهاااا سامر .
انتبه لنفسه فقال : هل ذكرتٌ سامر ؟
عمر باحراج : "أستاذ سامرٍ" هنا يا أبي .
نهض السيّد سامح و فرح بعودة سامر ، رحّب كثيراً بالأستاذ و
أرادَ أن يضيّفه لكن الأستاذ أكرم تحجّج بأنه يجب أن يوصل بقيّة الطلبة .
لذلك أصرّ السيد سامح أن ينزل الطلبة و يضيّفهم لكن الأٌستاذ أكرم تحجّج
مرة أخرى بأنه قد تأخّر على ذويهم .
((( لـزقة )))
الأستاذ أكرم باحراج : اعذرني حقا ، فلم أستطع حماية سامر كما يجب .
سامر متدخّلاً ببرود : أنا بخير .
نظر السيّد سامح لسامر ثمّ ابتسم في وجه الأٌستاذ قائلاً : لا تقلق ،
و أيضا أنت تعرف بأنه تحدث حوادث أفظع من هذه في رحلات كهذه .
ربّت على كتف الأستاذ أكرم و قال بسعادة : أشكرك لاهتمامك بسامر .
أومأ له الأٌستاذ أكرم متفهما و عاد للحافلة
صافحه زياد : أهلا بعودتك ^^
ابتسم سامر : شكراً ..
ضمّت السيّدة سميّة سامراً بحنان : لقد تركت فراغا في المنزل يا بنيّ .
شعر سامر بالخجل و كم كانت التقاطة رائعة من أمل التي تصوّر المشهد
أمل بخفوت :هيـه سامر ، ان عمر لا يعرف كيف يلعب؟
أمسكها عمر من الخلف : وجدتٌكِ ، هاتِ آلة التصوير .
هربت أمل : لا فأنت لا تعرف كيف تلعب .
شعر عمر بالاحباط
تفحّصت السيدة سمية سامراً بنظراتها : بنيّ ما بها ذراعك ؟
سامر بارتباك : كسر بسيط .
السيّد سامح معاتباً : لقد أقلقت أستاذك عليك أيّها الأحمق !
سامر بهدوء : أنا آسف .
- نظرت له السيّدة سميّة نظرة جانبية محذّرة فارتبك السيّد سامح -
ابتسم السيّد سامح و قال بجديّة : لا بأس عليك ، هيّا خٌذ حمّاما
منعشا وسريعاً لأنّك ستخبرنا عن ما فعلته في الرحلة .
أومأ له سامر و قال ممازحاً : لقد نلنا صفراً بسبب ساعتك يا عمّي .
السيّد سامح باستغراب : أي ساعةٍ تقصد ؟
سامر بابتسامة : سأخبرك بعد قليل .
السيّد سامح : اذا أسرع .
- أمل لا زالت تٌصوّر ؛ لذلك تبعت سامر فهو الوحيد الذي لم تصوّره جيّداً-
فتحت باب غرفة عمر بهدوء و هي تصوّرٌ قائلةً :
سامر يخلعٌ قميصه .
ثمّ أردفت بصوتٍ مرتفع : يجب أن لا أنظر .
شاهدها سامر و أسرع ليأخذ آلة التصوير منها
قال بداخله بخجل :" لقد تعبت من المواقف المحرجة "
أمل بابتسامة : سامر سأخبرك بشيء .
سامر بجديّة : حسنا لكن أعطني آلة التصوير أوّلاً .
- ناولته آلة التصوير فقام بمسح المشهد الأخير و صوّر أمل -
أمل بخفوت - طبعا سامر نسي أمر التسجيل الذي كان يعمل -:
سأٌخبرٌك بسرّ عن عمـر .
ابتسم سامر و قال بفضول : و مــا هٌو ؟
أمل : لكن لا تٌخبر عمر ، عمر سيغضب مني .
ضحك سامر : لا تقلقي سرٌّكِ في بئر ، هيا ما هو ؟
أمل بخفوت : عمر لا يعرف كيف يلعب الكرة .
ضحك سامر و قال و هو يمسح على شعرها بلطف: حسنا سأحتفظ بهذا السرّ الخطير .
.
.
.
[ في المشفـى ]
كان وائل و حمزة مذعوريــن و يمشيان في الممر- قبالة غرفة العمليات - باتجاهين متضاديين
و القلق و التوتر حتى الخوف يلثمهما لثماً .
أمّا رؤى فكانت تجلس بهدوء على الكرسي بقرب والدها الذي يقرأ مجلّة ما
كٌتِبَ عليها " الكهرباءٌ في حياتنا " و تلعق بعض الحلوى .
يبدو أنّ والد حمزة يحب الأشياء التي تتعلّق بالكهرباء و الدليل هو العبث المستمر و المحاولات الفاشلة في اصلاح المولّد في كلّ مرّة .
حمزة بداخله :" أرجو أن تخرجَ بالسّلامة "
لم تختلف أفكار وائل عن شقيقه البتة !
أمّا رؤى فكانت سعيدة جدّاً و حزينة جدّاً في الآن ذاته
رؤى بسعادة : أرجو أن تكون بنتـــاً جميلة لكن بالتأكيد ليس بمثل جمالي .
والدها بهدوء و هو يتصفّح : لكنني أتمنى أن يكون ولداً حتى يستطيع مساعدتي في القبو في غياب حمزة .
رؤى بجديّة : معك حق فوائل غيرٌ مفيـد .
- نظر لها وائل بحقد -
أمّا رؤى فقالت بحزن : سأكرهها !! ان أحببتماها أكثر مني .
السيّد سعد بابتسامة : ها قد بدأت تغاريـــن .
رؤى و هي تزمّ شفتيها للأمام بانزعاج : لو أنني لست بحاجة لرفيقة لي لتلعب بالعرائس معي لما تمنيّتٌها بنتــاً .
ضحك والدها ثمّ قـال : لا تقلقي فأنتِ ابنتي الأٌولى و المدللّة .
وائل بامتعاض : تعني المزعجة .
- استطاعت رؤى اغاظته بتجاهله و التحديق في أظافرها -
التفتت لوالدها قائلة : أبي هل تريد بعض الحلوى ؟
وائل و هو ينظر لها بحدّه : أيّتها الـ..
قاطعه حمزة عندما قال لوالده بتأنيب : لم تبدو مرتاحـا هكذا و أمّي هناك ؟
السيّد سعد بجديّة : بنيّ ، أنا والدٌكم لذلك يجب أن أكون قويّاً لتكتسبوا منيّ القوّة أيضاً .
نظر لحمزة ثمّ قال باستنكار : هل تظنٌّ أنك أشدٌّ قلقا عليها منّي ؟
ابتسم حمزة و جلس قرب والده قائلاً بهدوء : أعتذر تسرّعت كالعادة .
ناولهٌ والدٌه المجلّة قائلاً : انها رائعة .
تناول حمزة المجلّة من والده و هو ينظر لها بهدوء
أطفأت لوحة مضاءة معلّقة فوق باب غرفة العمليات اشارة الى انتهاءِ
العمليّة .
خرجت والدةٌ وائل و الأطبّاء يجرّونها على ذلك السرير المتحرّك
هرول وائل اليــها و الدموع متجمّعة في محجريه
أمسك يدها بقلق ثمّ رفع بصره للأطبّاء فأومأوا له بأنّها بخير
مرّت من أمام أسرتها الذين ينظرون لها بسعادة بعد أن حمدوا الله
على سلامتها .
و أدخلوها غرفتها الخاصّة
أمّا رؤى فكانت تشٌدٌّ بطرف قميص والدها قائلة بخفوت : أين شقيقتي يا أبي ؟
ابتسم لها قائلاً : سيحضرونها عند والدتك ، لنذهب اليها هيّا .
وائل بانزعاج لحمــزة الجالس بهدوء : هه ! توقّعاتها صائبة ، فقد
رٌزقنا بطفلة جديدة .
ابتسم حمزة و ربّت على كتف شقيقه : على الأقل لنأمل أن تكون أفضل من رؤى .
وائل بيأس : هل سمعت ما قالته ؟ انها تريد أن تلهو معها ، هذا يعني أنها ستكون تحت اشراف رؤى و تربيتها.
ضحك حمزة و انصرف قائلاّ : يجب أن أٌخبرَ سامراً بالفرد الجديد .
- أخذ هاتفه و بدأ ينتظرٌ الردّ بعد اتصاله -
--------------- مشغول ---------------
أبعد حمزة الهاتف عن أٌذنه و هو يقول : لا بأس ،سأخبره غداً .
.
.
.
[ في منزلِ السيّد سامح ]
تعالت أصواتٌ ضحكاتهم بعد أن سمعوا ما جرى مع سامر
زياد و هو يضحك : سامح خبّأ لك الساعة كذكرى يا سامر.
سامر بابتسامة : لم أتوقّعها سترنٌّ مبكّراً هكذا .
السيّد سامح بجديّة : اعذرني فقد سلبت النّجاح من مجموعتك .
سامر بهدوء : لا فقد ربحنا في النهاية .
عمر بسعادة : حقّا ..!!
أومأ له سامر بهدوء
بينما تقدّمت أمل منهم و هي لا تزال تحملٌ آلة التصوير
ثمّ قالت بجديّة : أبي و زياد و سامر و ..
ثمّ قالت بخفوت : و عمر الذي لا يعرف كيف يلعب .
عمر بانزعاج طفيف : لمَ لا تذكرين اسمي أيّتٌها المصوّرة الفاشلة ؟
أمل بغضب : لستٌ فاشلة .
ابتسم السيّد سامح و هو يضمٌّها اليه ثمّ قال بجديّة :
خذ يا زياد آلة التصوير و ثبّت تلك الأسلاك بها و أشركها مع شاشة التلفاز.
ثمّ أردف قائلاً : أريد أن أرى ما أبدعته أنامل أمل .
ابتسمت أمل ابتسامة نصـــــر
- فعلَ زيادٌ ما طٌلبَ منهٌ -
ابتسم عمر و هو يقول : دعوا أمرَ التشغيل لي فأنا أعرف كيفية عمل هذه
الآلــة .
- بدأ عمر يضبط الشريط في الآلــة -
دخلت السيّدة سميّة للمجلس بعد أن أنهت مكالمة ما و جلست قرب زوجها
صاح زياد : قف هنا يا عٌمر .
عاد عمر لمكانه و فجّأة
السيّد سامح باستغراب : انهما أنا و زياد لكن ... متى حدث هذا ؟
السيّدة سميّة بعتاب : هه ! سامح كنتَ تشاهدٌ المباراة و تركت أملاً وحدها .
زياد و هو يحدّقٌ بالشاشة : انظروا الي ! لقد ازداد وزني كثيراً .
سامر ببرود : لا ، قد تكون أبعاد هذه الآلــة فقط .
- طبعا تعرفون تصوير الأطفال ، يصوّرون حتى الأرضية غير
دوران آلة التصوير رأساً على عقب و استخدام زر التكبير في حدّه الأقصى.
عمر بانزعاج : ياااه أمل انّ تصويرك متعب ، أنت لا تعرفيـن ..
قاطعته بغضب : بل أنت لا تعرفٌ كيــ....
قاطعها عمر مزمجراً : حسنا سأخرس هممممم ..
ابتسم سامر فهو يعلم ما كانت ستقوله أمل
"المشهد"
- لحظة خروج أمل للحديقة و تصويرها لعمر لحظة سقوطه أيضا-
شهق عمـــــر: هــــــــــــــــــــــــ ـــــــه!
-صوت أمل و هي تٌعلّق- : عمر لا يعرف كيف يلعب .
نظر عمر لشقيقته بانزعاج و غضب : أمللللللللللل !
نظرت له بخوف و تمسّكت بوالدها أكثر
أمّّا البقيـة فكانوا مندمجيـن تماماً مع التلفاز
بدأت السيّدة سميّة الضحك بشدّة و عمر ينظر لها بحسرة
ابتسم السيّد سامح و قال : أحسنت يا أمل ! أنت مصوّرة ناجحة .
كانت قدم عمر تضرب الأرض بتوتر
زياد يرمق عمر بنظرات غامضة : هل قلت مئة تسديدة ؟
عمر بانزعاج : هذه الأمل تستحق الضرب .
ما دامت أمل في حماية والدها القلعة المحصّنة فتستطيع أن تكون قويّة
لذلك قالت له بشجاعة : بل أنت ، عمر الذي لا يعرف كيف يلعب .
نهض عمر باستسلام : حسنا أنا لا أعرف كيف ألعب ، هل هنالك ما يزعجك
الآن ؟
أمل و هي تنفي ما قاله بهزّ رأسها : لا لكنّك لا تعرف كيف تلعــب .
سامر بداخله :" ماذا قصد راجح بقوله (ستعرف الاجابة غدا) ؟"
فكّر قليلا و قال بخفوت : ماذا قصد بـ " سأكون لك كالظل حتى أقتلك " ؟
تساءل سامر كثيراً عن السبب الذي يجعل هذا الرّاجح مهتمّاً به
.
.

[ في صباحِِ اليَومِ التّالي ]
حيث اندفعت حشودٌ الطٌّلاّب الى الطّابورِ الصباحيّ
يصطفّون بانتظام حيث يقف المدير "نظام" ^^
أخذ مٌكبّرَ الصّوتِ ثمّ ألقى التحيّة على الجميع
بما فيهم من طلبة و طالبات و معلّمين و معلّمات
فقـــال بهدوء : أعزّائي، انني أجمعكم اليوم لتوضيح
بعض الأمور التي ستتغيّر في ثانويّتنـا .
- أبدى البعض الملل مما سيقولـه المدير -
المدير بجديّة : سوف يتم اغلاق جناح الفتياتِ مٌؤقّتاً .
صرخ الفتيان اعتراضاً ظنا منهم بأنّ الفتيات لن يدرسن
خلال هذه الفترة .
أمّا الفتيات فهن تحت تأثير الصدمة المؤقّتة
كان المدير ينظر لأعينهن بقلق : آآآ.... بالتأكيـــد لن تتوقّف الدّراسة .
- نظرت المعلّماتٌ له بحقد -
المدير بجديّة : سبب اغلاقه هو لاعادة الصيانة للجناح بأكمله .
هتفت احداهٌن بانزعاج : و لمَ الفتيات بالذّات ؟
تمالك المدير أعصابه قليلاً ثمّ قال : لا تقلقن فجناحٌ الفتيان بعدكٌن .
ثمّ أردف قائلاَ : كما أننا سندمٌجكن في فصول الفتيان .
ثم صرخ بسرعة حتى لا يعطي أحدا فرصة للكلام : و هذا وضعٌ مؤقّت .
- هتف بعض الفتيان المشاغبين بحماســة : راااااااائــع !!
أمّا الفتيات فمنهنّ من تأففت وخافت و غيرهنّ التي راق لها الوضع
السيّد نظام بداخلــه :" انه أمرٌ قادِمٌ من مدير المنطقة الأعلى ليعرف مدى
تجاوب الفئتيــن معاً ، انه ينوي تدميرنــا بالفعل "
ابتسم السيّد نظام باصطناع قائلاً : منذ الغد سيبدأ توزيع الجميــع في فصول جديدة ، هل هذا مفهوم ؟
الجميــع : مفهوم ^^ .
السيّد نظام بانزعاج : و ابتداءً من الغد سنشددّ الرقابة على فصولكم، كما أننا سنراقب التدني في المستوى الدراسي و سيعاقب من يتدنى مستواهٌ
الدراسي أمام الجميــع .
- أصيب البعضٌ بخيبة أمل -
* فجعل السيّد نظام يعطي بعض النصائح و الملاحظات للجميـع ثمّ انصرفوا
لفصولــهم *
السيّد نظام بداخلــه :" هذا المدير سيهوي بنا حتماً ، كان عليّ اختراع عذر
الصيانة "
اقتربت منه احداهن قائلة باستغراب : أبي !
التفت السيّد نظام لابنته التي تعمل معلّمة هنا و قال بهدوء : حنان .
حنان باستغراب : أبي ما هذا الذي تقوم به ؟
السيّد نظام بضيق : ليس بيدي يا ابنتي .
حنان بانزعاج : أنتَ تعلمٌ أنّ ثاويتنا هذه الوحيدة في المنطقة التي
لا يطبّق فيها الاختلاط .
بدأ والدها يمشي أمامها ببطء قائلاً ببرود : أعلم ذلك ، لكن ما باليدِ حيلة فهو أمر قد جاء من المنطقـة .
حنان : اذا ما رأيٌكَ لو انتقلتٌ لمنطقة أٌخرى ؟
والدها بضجر : سيكونٌ من الجيّد ذلك من ناحية أن أكرم لن يراكِ.
حنان بتأنيب : ألم تزل ذلك الحقد عنك يا أبي ؟
والدها بانزعاج : لو أنّه لم يتقدّم لخطبتك لما حقدتٌ عليه .
حنان بابتسامة : و هل هذا سبب يجعلٌكَ تحقدٌ عليه ؟
والدها بانزعاج و قد قطّب حاجبيه : نعم و الأكثرٌ من ذلك أنّه
من أٌسرةٍ مقطوعة من شجرة .
حنان بلطف : أووه يا أبي ! لديه والدان لطيفان .
والدٌها : والدان فقط ! لا جد لا عم و لا حتى خال ، لابدَّ و أنّ هنالك ثمّة عيب في أٌسرتِه .
انصرفت حنان عنه و هي تقول بهدوء : لكنها تبقى أٌسرةٌ لطيفة ؛ أنت تعقّدٌ الأمر بنفسك.
التفت والدها اليها و قال و هو يراها من بعيد : آه منكِ يا حنان .
.
.
[ جناحِ الفتيَاتِ ]
* في فصل مهــا *
كانت مها جالسة قرب زميلتها اعتماد و بالها مشغولٌ حول
المصيبة - في نظرها - التي اسمها " المثالية" .
مها بداخلها :" من الجيّد أن وداد و رفيقتاها متغيّباتٍ اليوم "
ابتسمت بخبث و قالت بخفوت : هه ! وفرن عليّ .
اعتماد كانت قلقة على مها التي تثرثر لوحدها
اعتماد بخفوت : مها ، مهـــا ، مهــا .
مها بخفوت : ما بك ؟
اعتماد : أنا من تسأل هذا السؤال ؟
مها بارتباك من وجود المٌعلّمة : سأخبركِ لاحقاً .
أومأت لها اعتماد و كانت تلاحظ تعمّد تجاهلها من قِبَلِ مها
استغربت كثيراً فهذه ليست من عاداتها ثمّ تناست الأمر
بعد أن التمست لها عذراً
اعتماد بداخلها بقلق :" ما بها ؟ انها تتجاهلني مذ بداية الحصّة "
.
.
.
[ جناحٌ الفتيانِ ]
* في فصل ســامر *
كانت حصّة الأٌستاذ مروان الذي عاقب بعض الطّلبة
الذين نسوا كتابة التعبير
ضرب الطّاولة بالعصا التي أحضرهــــا
ثمّ صرخ : قفواااااااااااااااااااااا ا .
- فعلوا ما طٌلب منهم -
اقترب من أوّلهم قائلاً باندهاش : حمزة ! أنتَ يا حمزة تفعلٌ ذلك .
حمزة بقلق : في الحقيـ...
قاطعه و هو يضرب الطاولة : اخررررررررس .
ثمّ أردف و هو ينظر لعيني حمزة و كأنّه في قسم التحقيقات :
هل نسيت ارتداء ثيابك ؟ هل نسيت تناول فطورك ؟ هل نسيـــ..
قاطعه حمزة بجديّة : أستاذ كيف لي أن أنسى ثيابي ؟ أنت لا تتوقع مني القدوم عارياً .
- ضرب الطاولة بالعصا مجدداً -
سرت قشعريرة في جسد حمزة و قال : أستاذ لديّ عٌذري فأنا رغم أنني لم أنسَ الاّ أنّ عٌذري قويّ .
ابتسم الأٌستاذ ابتسامة مصطنعة ثمّ قال بعدم اكتراث : تفضّل.
حمزة بسعادة : في الحقيقة لقد كنت طوال الليل في المشفى فقد أنجبت والدتي طفلة .
ابتسم الأٌستاذ بخبث و قال بسعادة مصطنعة بوضوح : و ماذا أسميتموها ؟
حمزة بابتسامة : أسميناها " صفاء " .
ثمّ ابتسم و هو يمسح على شعره ممازحاً : حتى لا تكون مشاغبة مثل شقيقتي "رؤى" نريدٌها صافية هههههه.
- ضحك زملاؤه -
أمّا الأستاذ فزمجر قائلاً : هل تعرف أين الباب ؟
حمزة بجديّة و هو يشير: هناك يا أٌسـتـ..
قاطعه و هو يصرخ : اذاً فلتــــــــــــــــــــــ ـــخرج و تقف قربه .
- انصرف حمزة و هو يجرٌّ أذيال الهزيمة فقد انتصر الأٌستاذ -
شاهدَ سامر زميله حمزة و لم يرد له بأن يكون وحده
فرفع يده قائلاً : أٌستاذ أنا لم أكتب التعبيرَ أيضاً فقد كتبـه لي عمر ابن عمّي.
نظر له الأٌستاذ ثمّ قال بهدوء : لا بأس فذراعك قد كٌسرت .
- أصيب سامر بخيبة الأمل -
أمّا الآخر فهو حٌسام ، اقترب الأٌستاذ منه و هو يقول له بجديّة :
ماذا عنك ؟ هل رزقتٌم بــ"صفاء " أيضاً ؟
ابتسم حٌسام بتوتّر : لا ، لكنّ الكهرباء قد انقطعت في المنزل .
رائد لحٌسام : ماذا ؟ ألم تقل بأنّ والدك معتادٌ على اغلاق الأنوار ليلاً ؟
أومأ حٌسام له ثمّ قال : بلى ، لكن بالفعل قد قطعت الكهرباء البارحــة .
جواد ممازحاً : ألم أقل لك بأنني سأرسلٌ لك شمعة ؟
ابتسم حسام بارتباك
أمّا الأٌستاذ : لا بأس فعذرٌكَ قويّ ، لتجلس .
ثمّ اتجه للبقيّة قائلاً : ماذا عنكما هيثم و وليد ؟
هيثم ببراءة مصطنعة : لقد نسيت هههههه .
أومأ له الأستاذ : الحق بحمزة .
- اتجه ليقف قرب حمزة -
وليد بخفوت : لقد كنت أتعالجٌ في المشفى يا أستاذ .
تنهّد الأٌستاذ ثمّ قال : لا بأس لكن هذه المرّة ستقف حتى لا تنسى احضار تقريرك الطبّي .
أعطاه وليد ورقة من جيبه : تفضّل فقد أحضرتٌه معي .
أخذ الأٌستاذ يتفحّصٌه ثمّ أذن له بالجلوس .
عاد الى موقعه و هو يقول : رائد تفضّل و اقرأ لنا تعبيرك .
ابتسم رائد بارتباك : ها ، أأعني نعم ...
نهض و هو يقرأ بتوتر : لا تعتبر السعادة سعادة إلا إذا إشترك فيها أكثر من شخص ، فالسعادة كالقبلة لا نظفر بها إلا بالمشاركة ، و أسعد الناس أقلهم إنشغالا بالناس فمن تسبب في سعادة إنسان تحققت سعادته ، كما أنّ كٌلَّ شخصٍ تختلف عنده السعادة فـالـ...
قاطعه الأستاذ و هو يقول له : أحسنت تعبيرٌ ممتاز ، لكن لا وقت لدينا للاستماع للجميــع لذلك جواد ثمّ شجاع بعده هم من سيقرؤون .
أصيب جواد بالصّدمة : أأأأأ.... أأنــــا ...
و أصيب شجاع بالاحباط
نظر الأستاذ لجواد : من فضلك ابدأ القراءة .
بدأ جواد بالقراءة :أسعد الناس أقلهم إنشغالا بالناس ، و السعادة لا تعتبر سعادة إلا إذا إشترك فيها أكثر من شخص ..
قاطعه الأٌستاذ بخبث : فهمــــــــــــــــت .
- ابتلع رائد و جواد ريقهما -
الأستاذ : رائد قف .
نهض رائد : ما الأمر يا أٌستاذ ؟
الأٌستاذ : هنالك من نسخ من الآخر ، فمن هو ؟
صمتا
فأعاد الأٌستاذ السؤال : أخبراني من هو ؟
رائد و جواد معاً : لقد نسخناه من شجاع .
الأستاذ بصرامة : فلتخرجا اذاً هيّااااااااااااااااااا .
جواد باستسلام : دائما مصير " السرعة " هو الفشل .
ربّت رائد على كتف جواد ممازحاً : الفشل هو مجموعة التجارب التي تسبق النجاح ، فلتفرح .
الأستاذ بصوت مرتفـــــــــــــــع : لن تنجحا ما دمتٌ حيّاً .
- اصطفّا بالقرب من هيثم و حمزة -
حمزة بحزن : أهلاً بكما .
جواد ممازحاً : أهلا بك ، أصبحنا كلوحة على الجدار .
رائد : آه لو يرانـــا المديـــر ستكون النهاية .
جواد : سنريه الصورة التي التقطناها في المخيّم ليرتفع ضغطه قليلاً .
- صوت أحدهم - : ماذا تفعلون هٌنا ؟
ما ان رأوهٌ حتى تصلبّوا أكثر في مكانهم
حمزة بخفوت و هو ينظر بارتباك : السيّد نــ...نظام .
رائد ممازحاً بخفوت : أيٌّ نظام أنت ، انّه دمار .
ابتسموا له ابتسامة عريضة
اقترب المدير منهم و هو يسألهم بصرامة : ماذا تفعلون هٌنا ؟
الجميع معاً : واقفون .
- نظروا لبعضهم باستغراب لتشابه الأفكار -
المدير بانزعاج : أعلم بأنكم واقفيــن ، ماذا تفعلـ...
قاطعه خروج الأٌستاذ مروان و هو يقول : أهلا بك حضرة المدير نظام .
المدير : ما بال هؤلاء ؟
الأٌستاذ مروان : انّهم معاقبيـــن .
قطّب المديــرٌ حاجبيــه دون أي كلمة
الأٌستاذ مروان و هو ينظر للطلبة الذين أخفضوا رؤوسهم
: انّهم لم ينجزوا الفرض الذي أوكلتٌهٌ اليهم .
المدير بغضب : لو كنتٌ متفرّغاً لكنت أشبعتكم كلاماً سيعجبكم حتما .
و قال الكلمتيـن الأخيرتيـن وقد صرّ بأسنانه
الأٌستاذ مروان : أهنالك ما يشغلٌك ، أستاذ نظام ؟
- طبعاً الطلبة داخل الفصل يستمعون لما يجري خارجاً -
السيّد نظام بهدوء : آجل ، فهنالك طالب جديد قادم الى هنا .
رائد بفضول : و من هو يا أٌستاذ ؟
السيّد نظام بجديّة : انّه في فصلكم أيّها الفضولي ، لذلك ستعرفه قريباً .
انصرف المدير و هو يقول : سيأتي برفقة الأٌستاذ بسّام .
شهـق رائـد : هــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــه !
نظر له الأٌستاذ بغرابة : ما بك ؟
رائد يرجو الأٌستاذ : أرجوكَ يا أٌستاذ ، سأفعل لك أيّ شيءٍ تريدٌ ، حتى لو اضطررتٌ لكتابة تعبير من مئة صفحة أرجوك أدخلني .
ابتسم الأٌستاذ بخباثة : و ان قلت لك ستكتب ، هل أنت بفاعل ؟
ابتلع رائد ريقه : أجل .
ثمّ قال بداخله :" أهم شيء أن لا يراني والدي بهذا المنظر "
الأٌستاذ للجميـــع بهدوء : حسناً فلتعودوا لأماكنكم .
- عادوا -
جلس حمزة فابتسم سامر بوجهه ببرود : مرحباً بعودتك .
حمزة بسعادة : شكراً لك .
سامر بفرح : مباركٌ لك الفردٌ الجديـدٌ .
حمزة بسعادة : شكراً لك يا سامر .
سامر بخفوت : بالمناسبة شقيقتك "رؤى " التي ذكرتها كم تبلغ من العمر ؟
حمزة بخفوت : عشر سنيــن .
ابتسم سامر : أظنٌّ أنني أستطيع ايجاد رفيقة لهــا .
حمزة باستغراب : و من هـي ؟
سامر ببرود : انها شقيقة عمر الصغرى و اسمها "أمل".
حمزة : رائع !!
سامر بابتسامة جانبية : ما رأيٌك لو نأخذهما بنزهـة قصيرة اليوم ؟
كاد حمزة أن يجيبه لولا ضربة العصا القويّة
صرّ الأٌستاذ بأسنانه : حمزززززززة ســـــــاااااامــر.
طأطآ رأسيهما
الأٌستاذ بقهر : أرجوكما قفا خارجاً .
حمزة : لكنني قد جلست توّاً .
سامر يعلم خطأه لذلك فضّل الصمت
أشار الأٌستاذ على الباب بدون كلمة
- وقفا خارجـــاً -
حمزة بملل : آآآآآآه مرة أخرى .
كان سامر ينظٌرٌ لجهة غير التي ينظر فيها حمزة
حمزة لسامر باستغراب : ما بك ؟
لم يقل سامر شيئا بل لم يستطع سماع حمزة
هزّ حمزة كتف سامر قائلاً بخفوت : سامر .
التفت سامر لحمزة مذعوراً : ما الأمر ؟
حمزة باستغراب : ما بك ؟
سامر باندهاش : ر ... راجح !!
نظر حمزة الى حيث ينظر سامر ثمّ قال بهدوء :
تقصد ذلك الفتى قرب الأستاذ بسّام
سامر و الدهشة لازالت تعلو ملامح وجهه : أجل .. انّه هوَ ..
.
.
.

يبدو أنّ راجح قد انتقل فعلاً لثانوية سامر ><
و يبدو أنّ الأٌستاذ نظام يكره "أكرم" لسبب عرفناه
و يبدو أنّ جدّ فريداً هو أحدٌ أفرادِ العصابة
و يبدو أنّ الأحداث القادمة مشحونة بالمفآجآت
لذلك انتظروني ..
و عيدكم مباركــ



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 06-06-23, 07:03 PM   #30

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجٌزءٌ العِشرٌونَ
*
*
لم يستطع سامر- الذي يقف على الحائط معاقباً -
النطق بشيء بعد كلماته الأخيرة eek
" راجح .... انّهٌ هٌو ... "eek
شدّ حمزة طرف كم قميص سامر قائلاً بخفوت : هل تعرفه ؟
أومأ له سامر و همس : قليلاً جدّاً .
- اقتربَ الأٌستاذ بسّام منهما برفقة راجح -
- تلاقت عينا راجح بعيني سامر -
بسّام بجديّة : ماذا تفعلان ؟
لم يجبهٌ سامر أمّا حمزة فقال : معاقبان .
استغرب الأٌستاذ ثمّ قال لسامر : ان لم تخنِّ الذّاكرة فأنت حٌسام .
أومأ له سامر نفياً ثمّ قال ببرود : بل ســامر .
بسّام : عجيب !! انّ ذاكرتي سيّئة ..
لم يرد سامر أن يوضّح له بأنّه تبادل اسمه مع حٌسام في المرّة السابقة ،
فهو لا يريد الاطالة بالكلام .
راجح بخفوت لسامر : ها قد عرفت الاجابة !
سامر بمقت : ظلّي !! هــا ..
راجح بابتسامة جانبيّة : أجل فقد أخبرتٌك بأنني سأكونٌ لك كالظلّ.
ثمّ قال بنبرة مرعــبة : لأقتٌلــَك ..
شعر سامر بقليلٍ من الخوف لكن ذلك لم يظهر عليه البتّة
- دخل الأٌستاذ بسّام الفصل برفقة راجح -
و لحظة دخوله استطاع كٌل من رائد و حٌسام معرفتـَه فقد كان
راجحاً الوحيدٌ بين أفراد مجموعته الذي قد خلع قناعه آنذاك.
رائد باندهاش : ماذا يفعلٌ هذا هٌنــا ؟
نظر حٌسام لرائد الذي بدى الاندهاشٌ واضحاً عليه ثمّ قال بداخله :
" يا لسخرية القدر ! "
بيــدَ أنّ كلام الأٌستاذ بسّام قد أجاب عن تساؤلاتهما بعد قولـه :
انّه الطّالبٌ الجديد .
ضرب سامر قبضة يده بالجدار خلفه و هو يقول بيأس بداخله :
" هل يريدٌ مني أن أرجع لعادتي السيّئة ؟ ماذا يريدٌ منّي ؟ "
حمزة بقلق : تبدو متعبــاً ؟! هل أنت بخير ؟
أومأ له سامر : لا تقلق ربما بسبب ذراعي .
حمزة باستغراب : بالمناسبة ، ذاك الطّالبٌ الجديد قد كٌسرت ذراعه أيضاً .
ابتسم سامر باستهزاء ثمّ قال بخفوت : هـه ! ذلك لأنني من كسرها له .
نظر حمزة للساعة في معصمه و قال بتذمّر : لا يزالٌ الوقتٌ طويلاً .
تنهّد سامر و قال ببرود : و ما الشيء الجميل في العودة للداخل ؟
حمزة باستغراب : ما هذا الذي تقوله ؟
سامر بانزعاج : انسى الأمر يا حمزة ..
- مضى الوقتٌ كالدّهر و هما متصلبين في مكانهما
حمزة بابتسامة : أخبرني كم هو عمر "أمــل" ؟
سامر ببرود : ربما هي في السّادسة الآن .
حمزة : ربّما ؟ ألا تعرف عمرها ؟
سامر بحزن : أعرفه لأنّها كانت تقريباً بعمر شقيقتي " لمـى " .
حمزة بفرح : ما رأيٌك اذاً أن تٌحضرها أيضاً ؟
لم يعرف سامر ما يقولــه ، لكنه نطق بعد فترة
بنبرة بائسة : لقد ماتت !!
أصيب حمزة بالصّدمة ثمّ قال بداخله :" ماتت ! من أنتَ يا سامر ؟ أ
وّلاً أعرف بموت والديك ، أمّا الآن فشقيقتٌك الصغرى "
طأطأ رأســه ثمّ قال بعد فترة بحزن : أنا آسف ، لن أسألَك مٌجدّداً .
ابتسم سامر باصطناع : لا عليك ، فلديّ " أمل " و "عمر" الآن .
ابتسم حمزة بوجهه بارتباك
- رنّ الجرسٌ -
خرجَ الأٌستاذٌ لهما و قال بجديّة : ايّاكما و الثرثرة مجددّاً .
أومآ له و دخلا الفصل
كان نصف طلبة الفصل ملتفّين حول ذلك الطّالب الجديد
أمّا سامر فجلس في مقعده
اقترب منه حٌسام و قال لسامر بخفوت : أرأيتَ من هو الطّالبٌ الجديدٌ ؟
تقدّم منه رائد و قال باستغراب : هل يريدٌ العراك مٌجدّداً ؟
>>>>ما سأل الاّ المتخصص في الشجار هههه
كان حمزة ينظرٌ لهما باستغراب : ما بكما ؟ عمّ تتحدّثان ؟
أومآ له بابتسامة واسعة مصطنعة أن لا شيء
أجابهما سامر بلا مبالاة مصطنعة : لا شأن لي به .
حٌسام بانزعاج : لا شأن لك به !! أليس هو الذي
ثمّ قال بخفوت : كسر ذراعك .
سامر ببرود : و أنا من كسر له ذراعه أيضاً، اذاً فنحنٌ متعادلان .
رائد بجديّة : من الآن فصاعداً سنكون معك.
سامر بجديّة : لا .
رائد : هل أنت أحمق ؟
سامر : ما بكما ؟ نحن لسنا في فيلم مطاردة ؟
حٌسام : على الأقل لو كٌنّا مجموعة تذهب مع بعضها و تعودٌ مع
بعضها كذلك لن يستطيع أن يمسّ أحداً منّا .
سامر ببرود : لا تعقّدوا الأمر ، لازلنا لا نعرف لم هو هٌنا .
تنهّدَ حٌسام و عاد لمكانه أمّا رائد فقال له بانزعاج :
أنتَ أنانيٌّ يا سامر ؟ ألا تقبل مساعدتنا ؟ ألسنا أصدقاء ؟
أشاح سامر بوجهه بعيداً و قال بداخله :
" ليست هذه المشكلـة أيّها الحمقى ، أصدقـاء "
شدَّ قبضته و قال بحزن بداخله :" لا أٌريد أن يكون لأحدٍ ديّنٌ عليّ ،
أخشى أنني لن أستطيع ردّهٌ اليــه يوماً "
عاد رائد لمكانه عندما يأس أن يسمع من سامرٍ شيئاً
- دخل الأٌستاذٌ أكرم و هو يلقي التحيّة على طٌلاّبه -
.
.
.


[ في جناح الفتيات ]
* في فصلِ مهـا *
اعتماد لمـها بانزعاج بعد خروج المعلّمة : لمـاذا تتجاهلينني هكذا ؟
مها بملل : ليس بيدي ، لا أستطيع أن انقض العهد مع فاتن .
اعتماد باستغراب : و أيٌ عهد هذا ؟
- أخبرتها بقصّة المثاليــة -
اعتماد بتفهّم : هكذا اذاً ، لكنّك تتصرفين بغرابة ، لم لا تكوني على طبيعتك؟
مها : و كيف ذلك ؟
اعتماد : ابتعدي عن الأشياء السيّئة التي تقومين بها .
مها بانزعاج طفيف : و هل أملك أشياءً سيّئة ؟
اعتماد : لا ، لكن حاولي أن لا ترتكبي الأخطاء .
زمّت مها شفتيها : فهمــت !
ابتسمت اعتماد و قالت بلطف : شخصيتك العادية رائعة يا مها .
ابتسمت مها : أعلم ، و أعلم أنّها تتغيّر عندما ترى عيني وداداً .
اعتماد بسعادة : سأٌساعدٌك .
مها بفرح : حقّا !!
أومأت لها اعتماد : أجل ... ^^
مها : و كيف ذلك ؟
اعتماد : بسيطة ، كلٌّ واحدةٍ منّا تنتبه لأخطاء الأخرى و تنبّهها بلطف .
ثمّ أردفت بمرح : أهمّ شيء الأسلوبٌ اللطيف ، حسنا .
ابتسمت مها قائلة : يعجبني ذلــك !!
.
.
.
[ في مكتب الأساتذة ]
كان الأٌستاذ فريد يجلس بحيرة لوحده
جلس بسّام قربه كما هي عادته
تنهّد فريد ثمّ قال بهدوء : هل أنا في حٌلٌم مرعب يا بسّام ؟
التفت الى بسّام و نظراتٌه الحائرة تسألٌه لكن لا اجابة
بسّام بحزن : فريد ! أرجوك اهدأ فلكـ..
قاطعه فريد بحزن : أجبني أوّلاً ، هل أنا في كابوس ؟
بسّام بهدوء : لا يا فريد ، انّك في الواقع .
فريد بجديّة : توقّعتٌ كلّ شيء يا بسّام الاّ هذا ..الاّ هذا ..
لم يستطع بسّام قول شيء الاّ أنّ فريداً تابع بعدم تصديق
: انّه لص و سارق و .. وأحدٌ أفراد عصابة كبيرة .
وضع بسّام يده على يدِ فريد حزناً : ربّما نكون مخطئيــن .
هزّ فريد رأسه نفياً : لا بل هي عين الصواب ، فجدّي لص .
نظر لعيني بسّام و قال باستسلام : تعلم ، انّ ماضيي هذا يبدو لي غير
مشرّفـــاً ، أنا لن أبحث فيه أبداً.
بسّام بقلق على حال فريد : حسنا لن نتحدّث في هذا الموضوع الآن .
فريد بانزعاج : ليس الآن و حسب بل للأبد .
بسّام بحيرة : ماذا عن شقيقك ؟
فريد بيأس : أوَ تريدني أن أفاجأه و أخبره بأنّ جدّنــا لص ؟
بسّام : لا تخبره بذلك ، على الأقل وجودك و وقوفك بجانبه ستكون أفضل
مفاجأة .
فريد : سأتّصل بالرّقيب ليغلق ملف قضييّتي السوداء .
لم يكن باستطاعة بسّام سوى الموافقة
بسّام بهدوء : هل تريدٌ أن تشرب شيئاً ؟
فريد بهدوء أيضاً : لا .
ثمّ أردف باحراجٍ واضح : أشكرك لوقوفك بجانبي يا بسّام .
بسّام : العفو ، لكن هل لي بطلب ؟
فريد : سأنفّذ ما تريدٌه ، على الأقل لأرد لك الديّن .
ابتسم بسّام قائلاً : هل يمكنك ممارسة حياتك الطبيعية مثل بقية الناس ؟
فريد باستغراب : هـ.. هذا فقط .
بسّام :و هل تجد هذا سهلا ؟
ابتسم فريد : لا تقلق ، سأحاول ..
و هكــذا سينقطع خيط الأمل الوحيــد في ايجاد سامر
لكن أتساءل ان كانت هنالك خيوط مخفيّة أخرى ؟
.
.
.
[ في فصل الفتيان ]
أنهى الأٌستاذ أكرم شرح درسه و بدأ يتحدّثٌ مع الطلبــة
رفع حٌسام يده : أستاذ لقد أحضرت نسخة لك .
استغرب الأٌستاذ و قال : نسخة ماذا ؟
رفع حسام صورة ما و قال : انّها الصورة التي التقطناها .
أطلق حمزة صوتا متألماً : آآه لاااااااااااا .
- ضحك عليه الجميع -
فرح الأٌستاذ : شكــراً جزيلاً يا حٌسام ، سأٌعلّقٌها في مكتبي .
ناوله حٌسام الصّورة
ابتسم الأٌستاذ ثمّ قــال : لديّ خبرٌ مفرحٌ لكم .
رائد بحماسة : غير خبر دمج فصول الفتيات معنا فلا يوجد.
ابتسم الأستاذ باستهزاء : هه!
سأل راجح فجأة : ما هو هذا الخبرٌ المفرح ؟
التفت الجميع ناحيته
أمّا سامر فلم يفعل
الأٌستاذ باستغراب : هل أنت طالبٌ جديد ؟ أنا لم أرك هنا من قبل !
نهض راجح و قال بثقة : أجل و اسمي هو راجح .
ابتسم الأٌستاذ و هو يشير له بالجلوس ثمّ قال : لقد أوكل الى فصلكم
العملٌ التطوعي .
لم يبد أي طالب أي تجاوب كما توقعه الأستاذ
الأستاذ باستغراب : ألا تحبّون الأعمال التطوعيّة ؟
جواد بملل : بالنسبة لي .... نعم فأنا لا أحب مثل هذه الأعمال .
الأٌستاذ : لقد أجرينا قرعة في القسم و كان صفّكم هو المختار .
نظر لسامر و قال : ما هو رأيك أيّها القائد ؟
ارتبك سامر و قال : لقد انتهت قيادتي ، اعتذر .
رفع راجح حاجبه و قال باعجاب بصوت منخفض : أووه انّه القائد حقا !
هيثم بانزعاج : صفنا دائماً بوجه المدفع ..
الأٌستاذ بحماسة : سأختار اذاً بنفسي .
سأل حمزة : ما هو نوع العمل يا أستاذ ؟
ابتسم الأٌستاذ و قال : أخيراً سأل أحدكم .
ثمّ أردف بجديّة : سنقسّمكم لأقسام ، قسم سيعمل في توزيع الصحف.
هتف شجاع : اذا كان كذلــك ، فهذا العمل يعجبني .
فرح الأٌستاذ لأن هنالك من يتجاوب معه .
الأستاذ : هنالك أيضا من سيعمل في توصيــل الحليب .
ضحك الجميــع استهزاءً
رائد بسخرية : هل تريد منا أن نكون بائعي الحليب ؟
الأٌستاذ ممازحاً : ستركبون درّاجات أيضا .
جواد : حقّا ً ، لأنّ الفكرة أعجبتني .
ابتسم الأٌستاذ : اذا كنت تريدٌ ذلك فلا بأس .
جواد لرائد : ما رأيك يا رائد ؟
أومأ له رائد باستسلام فهو لا يستطيع رفض طلب صديقه المفضّل
الأٌستاذ : هنالك من سيساعدٌ في المشفى .
رفع وليد يده : أنا ... أنا... أنا يا أستاذ ..
ابتسم الأستاذ و قال : حسنا كنت أعلم ذلك مسبقاً .
ثمّ أردف : و هنالـك من سيساعد في فريق الاطفـاء .
لؤي و حسّان : نحـــــــــــــــن أرجوك اخترنااااا ..
الأٌستاذ بجديّة : لن أستطيع الاختيار اليوم لأنّ الفتيات سيرافقننا كذلك .
- صمت الجميــع -
رائد باستغراب : لكن هل تستطيع الفتيات أن يعملن يا أستاذ ؟
ابتسم الأستاذ : هنالك أعمال مناسبة لهن .
ثمّ قال بجديّة : و أيضاً لتـعلموا بأنّ هذا العمل التطوعي قادم من المدير نفسه .
جواد باستغراب : هل حقاً السيّد نظام هو من أمر بذلك ؟
رائد ممازحاً : لابّد و أنّ هنالك من يبتزٌّه ...
- ضحك الجميــع -
الأٌستاذ بابتسامة جانبية : كفى يا شباب ، لا يجوز أن نغتاب أحداً .
رائد ممازحاً مجدداً : انّه ليس "أحداً" انّه الأستاذ نظام .
و في هذه الأثنـــاء ، بينما الجميع مشغول بالضحك و الحديث
كانت عينا راجح مشغولتان بسامر
راجح بداخلــه :
" اسمك ســامر اذاً "
سامر بالوقت ذاته لم يكن يشعر بالراحة أيضاً
سأل أحدهم راجحاً : كيف كسرت ذراعك ؟
راجح بخبث : تشاجرت مع أحد الحمقى و كسرها لي .
حسام كان يكتم غيظه أمّا سامر فلم يهتم به
نظر رائد نظرة جانبية لحسام
رائد بداخله :"هل يحاول اشعال شجار آخر ؟"
أومأ له حسام بأن تجاهلــه فقط !
.
.
.

[ في جناح الفتيات ]
* في فصلِ مهـا *
اعتماد لمـها بانزعاج بعد خروج المعلّمة : لمـاذا تتجاهلينني هكذا ؟
مها بملل : ليس بيدي ، لا أستطيع أن انقض العهد مع فاتن .
اعتماد باستغراب : و أيٌ عهد هذا ؟
- أخبرتها بقصّة المثاليــة -
اعتماد بتفهّم : هكذا اذاً ، لكنّك تتصرفين بغرابة ، لم لا تكوني على طبيعتك؟
مها : و كيف ذلك ؟
اعتماد : ابتعدي عن الأشياء السيّئة التي تقومين بها .
مها بانزعاج طفيف : و هل أملك أشياءً سيّئة ؟
اعتماد : لا ، لكن حاولي أن لا ترتكبي الأخطاء .
زمّت مها شفتيها : فهمــت !
ابتسمت اعتماد و قالت بلطف : شخصيتك العادية رائعة يا مها .
ابتسمت مها : أعلم ، و أعلم أنّها تتغيّر عندما ترى عيني وداداً .
اعتماد بسعادة : سأٌساعدٌك .
مها بفرح : حقّا !!
أومأت لها اعتماد : أجل ... ^^
مها : و كيف ذلك ؟
اعتماد : بسيطة ، كلٌّ واحدةٍ منّا تنتبه لأخطاء الأخرى و تنبّهها بلطف .
ثمّ أردفت بمرح : أهمّ شيء الأسلوبٌ اللطيف ، حسنا .
ابتسمت مها قائلة : يعجبني ذلــك !!
.
.
.
[ في مكتب الأساتذة ]
كان الأٌستاذ فريد يجلس بحيرة لوحده
جلس بسّام قربه كما هي عادته
تنهّد فريد ثمّ قال بهدوء : هل أنا في حٌلٌم مرعب يا بسّام ؟
التفت الى بسّام و نظراتٌه الحائرة تسألٌه لكن لا اجابة
بسّام بحزن : فريد ! أرجوك اهدأ فلكـ..
قاطعه فريد بحزن : أجبني أوّلاً ، هل أنا في كابوس ؟
بسّام بهدوء : لا يا فريد ، انّك في الواقع .
فريد بجديّة : توقّعتٌ كلّ شيء يا بسّام الاّ هذا ..الاّ هذا ..
لم يستطع بسّام قول شيء الاّ أنّ فريداً تابع بعدم تصديق
: انّه لص و سارق و .. وأحدٌ أفراد عصابة كبيرة .
وضع بسّام يده على يدِ فريد حزناً : ربّما نكون مخطئيــن .
هزّ فريد رأسه نفياً : لا بل هي عين الصواب ، فجدّي لص .
نظر لعيني بسّام و قال باستسلام : تعلم ، انّ ماضيي هذا يبدو لي غير
مشرّفـــاً ، أنا لن أبحث فيه أبداً.
بسّام بقلق على حال فريد : حسنا لن نتحدّث في هذا الموضوع الآن .
فريد بانزعاج : ليس الآن و حسب بل للأبد .
بسّام بحيرة : ماذا عن شقيقك ؟
فريد بيأس : أوَ تريدني أن أفاجأه و أخبره بأنّ جدّنــا لص ؟
بسّام : لا تخبره بذلك ، على الأقل وجودك و وقوفك بجانبه ستكون أفضل
مفاجأة .
فريد : سأتّصل بالرّقيب ليغلق ملف قضييّتي السوداء .
لم يكن باستطاعة بسّام سوى الموافقة
بسّام بهدوء : هل تريدٌ أن تشرب شيئاً ؟
فريد بهدوء أيضاً : لا .
ثمّ أردف باحراجٍ واضح : أشكرك لوقوفك بجانبي يا بسّام .
بسّام : العفو ، لكن هل لي بطلب ؟
فريد : سأنفّذ ما تريدٌه ، على الأقل لأرد لك الديّن .
ابتسم بسّام قائلاً : هل يمكنك ممارسة حياتك الطبيعية مثل بقية الناس ؟
فريد باستغراب : هـ.. هذا فقط .
بسّام :و هل تجد هذا سهلا ؟
ابتسم فريد : لا تقلق ، سأحاول ..
و هكــذا سينقطع خيط الأمل الوحيــد في ايجاد سامر
لكن أتساءل ان كانت هنالك خيوط مخفيّة أخرى ؟
.
.
.
[ في فصل الفتيان ]
أنهى الأٌستاذ أكرم شرح درسه و بدأ يتحدّثٌ مع الطلبــة
رفع حٌسام يده : أستاذ لقد أحضرت نسخة لك .
استغرب الأٌستاذ و قال : نسخة ماذا ؟
رفع حسام صورة ما و قال : انّها الصورة التي التقطناها .
أطلق حمزة صوتا متألماً : آآه لاااااااااااا .
- ضحك عليه الجميع -
فرح الأٌستاذ : شكــراً جزيلاً يا حٌسام ، سأٌعلّقٌها في مكتبي .
ناوله حٌسام الصّورة
ابتسم الأٌستاذ ثمّ قــال : لديّ خبرٌ مفرحٌ لكم .
رائد بحماسة : غير خبر دمج فصول الفتيات معنا فلا يوجد.
ابتسم الأستاذ باستهزاء : هه!
سأل راجح فجأة : ما هو هذا الخبرٌ المفرح ؟
التفت الجميع ناحيته
أمّا سامر فلم يفعل
الأٌستاذ باستغراب : هل أنت طالبٌ جديد ؟ أنا لم أرك هنا من قبل !
نهض راجح و قال بثقة : أجل و اسمي هو راجح .
ابتسم الأٌستاذ و هو يشير له بالجلوس ثمّ قال : لقد أوكل الى فصلكم
العملٌ التطوعي .
لم يبد أي طالب أي تجاوب كما توقعه الأستاذ
الأستاذ باستغراب : ألا تحبّون الأعمال التطوعيّة ؟
جواد بملل : بالنسبة لي .... نعم فأنا لا أحب مثل هذه الأعمال .
الأٌستاذ : لقد أجرينا قرعة في القسم و كان صفّكم هو المختار .
نظر لسامر و قال : ما هو رأيك أيّها القائد ؟
ارتبك سامر و قال : لقد انتهت قيادتي ، اعتذر .
رفع راجح حاجبه و قال باعجاب بصوت منخفض : أووه انّه القائد حقا !
هيثم بانزعاج : صفنا دائماً بوجه المدفع ..
الأٌستاذ بحماسة : سأختار اذاً بنفسي .
سأل حمزة : ما هو نوع العمل يا أستاذ ؟
ابتسم الأٌستاذ و قال : أخيراً سأل أحدكم .
ثمّ أردف بجديّة : سنقسّمكم لأقسام ، قسم سيعمل في توزيع الصحف.
هتف شجاع : اذا كان كذلــك ، فهذا العمل يعجبني .
فرح الأٌستاذ لأن هنالك من يتجاوب معه .
الأستاذ : هنالك أيضا من سيعمل في توصيــل الحليب .
ضحك الجميــع استهزاءً
رائد بسخرية : هل تريد منا أن نكون بائعي الحليب ؟
الأٌستاذ ممازحاً : ستركبون درّاجات أيضا .
جواد : حقّا ً ، لأنّ الفكرة أعجبتني .
ابتسم الأٌستاذ : اذا كنت تريدٌ ذلك فلا بأس .
جواد لرائد : ما رأيك يا رائد ؟
أومأ له رائد باستسلام فهو لا يستطيع رفض طلب صديقه المفضّل
الأٌستاذ : هنالك من سيساعدٌ في المشفى .
رفع وليد يده : أنا ... أنا... أنا يا أستاذ ..
ابتسم الأستاذ و قال : حسنا كنت أعلم ذلك مسبقاً .
ثمّ أردف : و هنالـك من سيساعد في فريق الاطفـاء .
لؤي و حسّان : نحـــــــــــــــن أرجوك اخترنااااا ..
الأٌستاذ بجديّة : لن أستطيع الاختيار اليوم لأنّ الفتيات سيرافقننا كذلك .
- صمت الجميــع -
رائد باستغراب : لكن هل تستطيع الفتيات أن يعملن يا أستاذ ؟
ابتسم الأستاذ : هنالك أعمال مناسبة لهن .
ثمّ قال بجديّة : و أيضاً لتـعلموا بأنّ هذا العمل التطوعي قادم من المدير نفسه .
جواد باستغراب : هل حقاً السيّد نظام هو من أمر بذلك ؟
رائد ممازحاً : لابّد و أنّ هنالك من يبتزٌّه ...
- ضحك الجميــع -
الأٌستاذ بابتسامة جانبية : كفى يا شباب ، لا يجوز أن نغتاب أحداً .
رائد ممازحاً مجدداً : انّه ليس "أحداً" انّه الأستاذ نظام .
و في هذه الأثنـــاء ، بينما الجميع مشغول بالضحك و الحديث كانت عينا راجح مشغولتان بسامر
راجح بداخلــه :
" اسمك ســامر اذاً "
سامر بالوقت ذاته لم يكن يشعر بالراحة أيضاً
سأل أحدهم راجحاً : كيف كسرت ذراعك ؟
راجح بخبث : تشاجرت مع أحد الحمقى و كسرها لي .
حسام كان يكتم غيظه أمّا سامر فلم يهتم به
نظر رائد نظرة جانبية لحسام
رائد بداخله :"هل يحاول اشعال شجار آخر ؟"
أومأ له حسام بأن تجاهلــه فقط !
.
.
.

.
[ في جناح الفتيات ]
* في فصلِ مهـا *
اعتماد لمـها بانزعاج بعد خروج المعلّمة : لمـاذا تتجاهلينني هكذا ؟
مها بملل : ليس بيدي ، لا أستطيع أن انقض العهد مع فاتن .
اعتماد باستغراب : و أيٌ عهد هذا ؟
- أخبرتها بقصّة المثاليــة -
اعتماد بتفهّم : هكذا اذاً ، لكنّك تتصرفين بغرابة ، لم لا تكوني على طبيعتك؟
مها : و كيف ذلك ؟
اعتماد : ابتعدي عن الأشياء السيّئة التي تقومين بها .
مها بانزعاج طفيف : و هل أملك أشياءً سيّئة ؟
اعتماد : لا ، لكن حاولي أن لا ترتكبي الأخطاء .
زمّت مها شفتيها : فهمــت !
ابتسمت اعتماد و قالت بلطف : شخصيتك العادية رائعة يا مها .
ابتسمت مها : أعلم ، و أعلم أنّها تتغيّر عندما ترى عيني وداداً .
اعتماد بسعادة : سأٌساعدٌك .
مها بفرح : حقّا !!
أومأت لها اعتماد : أجل ... ^^
مها : و كيف ذلك ؟
اعتماد : بسيطة ، كلٌّ واحدةٍ منّا تنتبه لأخطاء الأخرى و تنبّهها بلطف .
ثمّ أردفت بمرح : أهمّ شيء الأسلوبٌ اللطيف ، حسنا .
ابتسمت مها قائلة : يعجبني ذلــك !!
.
.
.
[ في مكتب الأساتذة ]
كان الأٌستاذ فريد يجلس بحيرة لوحده
جلس بسّام قربه كما هي عادته
تنهّد فريد ثمّ قال بهدوء : هل أنا في حٌلٌم مرعب يا بسّام ؟
التفت الى بسّام و نظراتٌه الحائرة تسألٌه لكن لا اجابة
بسّام بحزن : فريد ! أرجوك اهدأ فلكـ..
قاطعه فريد بحزن : أجبني أوّلاً ، هل أنا في كابوس ؟
بسّام بهدوء : لا يا فريد ، انّك في الواقع .
فريد بجديّة : توقّعتٌ كلّ شيء يا بسّام الاّ هذا ..الاّ هذا ..
لم يستطع بسّام قول شيء الاّ أنّ فريداً تابع بعدم تصديق
: انّه لص و سارق و .. وأحدٌ أفراد عصابة كبيرة .
وضع بسّام يده على يدِ فريد حزناً : ربّما نكون مخطئيــن .
هزّ فريد رأسه نفياً : لا بل هي عين الصواب ، فجدّي لص .
نظر لعيني بسّام و قال باستسلام : تعلم ، انّ ماضيي هذا يبدو لي غير
مشرّفـــاً ، أنا لن أبحث فيه أبداً.
بسّام بقلق على حال فريد : حسنا لن نتحدّث في هذا الموضوع الآن .
فريد بانزعاج : ليس الآن و حسب بل للأبد .
بسّام بحيرة : ماذا عن شقيقك ؟
فريد بيأس : أوَ تريدني أن أفاجأه و أخبره بأنّ جدّنــا لص ؟
بسّام : لا تخبره بذلك ، على الأقل وجودك و وقوفك بجانبه ستكون أفضل
مفاجأة .
فريد : سأتّصل بالرّقيب ليغلق ملف قضييّتي السوداء .
لم يكن باستطاعة بسّام سوى الموافقة
بسّام بهدوء : هل تريدٌ أن تشرب شيئاً ؟
فريد بهدوء أيضاً : لا .
ثمّ أردف باحراجٍ واضح : أشكرك لوقوفك بجانبي يا بسّام .
بسّام : العفو ، لكن هل لي بطلب ؟
فريد : سأنفّذ ما تريدٌه ، على الأقل لأرد لك الديّن .
ابتسم بسّام قائلاً : هل يمكنك ممارسة حياتك الطبيعية مثل بقية الناس ؟
فريد باستغراب : هـ.. هذا فقط .
بسّام :و هل تجد هذا سهلا ؟
ابتسم فريد : لا تقلق ، سأحاول ..
و هكــذا سينقطع خيط الأمل الوحيــد في ايجاد سامر
لكن أتساءل ان كانت هنالك خيوط مخفيّة أخرى ؟
.
.
.
[ في فصل الفتيان ]
أنهى الأٌستاذ أكرم شرح درسه و بدأ يتحدّثٌ مع الطلبــة
رفع حٌسام يده : أستاذ لقد أحضرت نسخة لك .
استغرب الأٌستاذ و قال : نسخة ماذا ؟
رفع حسام صورة ما و قال : انّها الصورة التي التقطناها .
أطلق حمزة صوتا متألماً : آآه لاااااااااااا .
- ضحك عليه الجميع -
فرح الأٌستاذ : شكــراً جزيلاً يا حٌسام ، سأٌعلّقٌها في مكتبي .
ناوله حٌسام الصّورة
ابتسم الأٌستاذ ثمّ قــال : لديّ خبرٌ مفرحٌ لكم .
رائد بحماسة : غير خبر دمج فصول الفتيات معنا فلا يوجد.
ابتسم الأستاذ باستهزاء : هه!
سأل راجح فجأة : ما هو هذا الخبرٌ المفرح ؟
التفت الجميع ناحيته
أمّا سامر فلم يفعل
الأٌستاذ باستغراب : هل أنت طالبٌ جديد ؟ أنا لم أرك هنا من قبل !
نهض راجح و قال بثقة : أجل و اسمي هو راجح .
ابتسم الأٌستاذ و هو يشير له بالجلوس ثمّ قال : لقد أوكل الى فصلكم
العملٌ التطوعي .
لم يبد أي طالب أي تجاوب كما توقعه الأستاذ
الأستاذ باستغراب : ألا تحبّون الأعمال التطوعيّة ؟
جواد بملل : بالنسبة لي .... نعم فأنا لا أحب مثل هذه الأعمال .
الأٌستاذ : لقد أجرينا قرعة في القسم و كان صفّكم هو المختار .
نظر لسامر و قال : ما هو رأيك أيّها القائد ؟
ارتبك سامر و قال : لقد انتهت قيادتي ، اعتذر .
رفع راجح حاجبه و قال باعجاب بصوت منخفض : أووه انّه القائد حقا !
هيثم بانزعاج : صفنا دائماً بوجه المدفع ..
الأٌستاذ بحماسة : سأختار اذاً بنفسي .
سأل حمزة : ما هو نوع العمل يا أستاذ ؟
ابتسم الأٌستاذ و قال : أخيراً سأل أحدكم .
ثمّ أردف بجديّة : سنقسّمكم لأقسام ، قسم سيعمل في توزيع الصحف.
هتف شجاع : اذا كان كذلــك ، فهذا العمل يعجبني .
فرح الأٌستاذ لأن هنالك من يتجاوب معه .
الأستاذ : هنالك أيضا من سيعمل في توصيــل الحليب .
ضحك الجميــع استهزاءً
رائد بسخرية : هل تريد منا أن نكون بائعي الحليب ؟
الأٌستاذ ممازحاً : ستركبون درّاجات أيضا .
جواد : حقّا ً ، لأنّ الفكرة أعجبتني .
ابتسم الأٌستاذ : اذا كنت تريدٌ ذلك فلا بأس .
جواد لرائد : ما رأيك يا رائد ؟
أومأ له رائد باستسلام فهو لا يستطيع رفض طلب صديقه المفضّل
الأٌستاذ : هنالك من سيساعدٌ في المشفى .
رفع وليد يده : أنا ... أنا... أنا يا أستاذ ..
ابتسم الأستاذ و قال : حسنا كنت أعلم ذلك مسبقاً .
ثمّ أردف : و هنالـك من سيساعد في فريق الاطفـاء .
لؤي و حسّان : نحـــــــــــــــن أرجوك اخترنااااا ..
الأٌستاذ بجديّة : لن أستطيع الاختيار اليوم لأنّ الفتيات سيرافقننا كذلك .
- صمت الجميــع -
رائد باستغراب : لكن هل تستطيع الفتيات أن يعملن يا أستاذ ؟
ابتسم الأستاذ : هنالك أعمال مناسبة لهن .
ثمّ قال بجديّة : و أيضاً لتـعلموا بأنّ هذا العمل التطوعي قادم من المدير نفسه .
جواد باستغراب : هل حقاً السيّد نظام هو من أمر بذلك ؟
رائد ممازحاً : لابّد و أنّ هنالك من يبتزٌّه ...
- ضحك الجميــع -
الأٌستاذ بابتسامة جانبية : كفى يا شباب ، لا يجوز أن نغتاب أحداً .
رائد ممازحاً مجدداً : انّه ليس "أحداً" انّه الأستاذ نظام .
و في هذه الأثنـــاء ، بينما الجميع مشغول بالضحك و الحديث
كانت عينا راجح مشغولتان بسامر
راجح بداخلــه :
" اسمك ســامر اذاً "
سامر بالوقت ذاته لم يكن يشعر بالراحة أيضاً
سأل أحدهم راجحاً : كيف كسرت ذراعك ؟
راجح بخبث : تشاجرت مع أحد الحمقى و كسرها لي .
حسام كان يكتم غيظه أمّا سامر فلم يهتم به
نظر رائد نظرة جانبية لحسام
رائد بداخله :"هل يحاول اشعال شجار آخر ؟"
أومأ له حسام بأن تجاهلــه فقط !
.
.
.
[ بعد الدّوامِ المدرسي ]
كان كل من عمر و سامر قد ركب دراجته ليعودا للمنزل
و حسام و رائد و حمزة قربهما
ابتسم رائد و قال باندهاش : أحقا تستطيع قيادة هذه الدراجة بيد واحدة؟
أومأ له سامر قائلاً : و هل هذا شيء صعب ؟
حمزة بابتسامة : بالتأكيـد !
ابتسم سامر و قال : حسنا أنا أحبٌّ الأمورَ الصعبة .
عمر بجديّة : انّه يتعب نفسه بنفسه ، لقد رفض بأن يوصلنا والدي.
ثمّ أردف بانزعاج : ألــن يكون هذا أفضل لنا ؟
رائد يحاول تقليد سامر فقال ببرود مصطنع : بلى .
ابتسم سامر أمّا عمر فقال : أنت تعرفه حقّاً فهو يحبٌّ اختصار الكلام .
رائد بجديّة : لا أظنني أعرفه .
ثمّ اقترب من سامر بشكل مرعب و هو يقول بغموض : أليس كذلك يا سامر؟
حرّك سامر دراجته و هو يقول : بلى .
تبعه عمر بعد أن ودّعهم
هتف حمزة : لا تنس موعدنا يا سامر .
حسام لرائد : ألن نتبعه ؟
أومأ له رائد بالنفي : لا ، فراجح ليس هنا ، رأيته يركب درّاجته النارية قبل قليل .
حمزة باستغراب : ما بكما ؟ منذ فترة و أنا أحاول أن أفهم ما يجري لكن بلا جدوى .
تهرّب حسام من الاجابة و هو ينصرف : أراكما لاحقاً .
شاهد رائد والده في سيّارته فاستأذن حمزة مسرعاً : عن اذنك .
.
.
.
[ في طريق العودة ]
سأل عمر سامراً : منذ متى لم تذهب للنادي ؟
سامر ببرود : مذ فترة طويلة .
ثمّ أردف بابتسامة : لا تقلق سأذهب عندما تشفى ذراعي ، لكن لم تسأل ؟
ابتسم عمر و قال : لأنني أفكّر بالذهاب الى هنالك أيضاً .
سامر : من الرائع مجيئك يا عمر .
فرح عمر : حقاً !! أنت لست سامر أبداً .
زاد سامر سرعة دراجته باحراج و تقدّم عمراً
عمر : هيــه ! لا تسبقني يا ولد .
.
.
.

[ في منزل الرقيب جاسر ]
وصلت كل من فاتن و مها معاً
وضعت مها حقيبتها على الطاولـة في غرفة المعيشة أما فاتن فاتجهت لغرفتها .
جلست مها على الأريكة بملل لكن ما ان سمعت صوت أمجد حتى قفزت
بحماســة .
أمجد بهدوء : لقد عدت .
استقبلته مها فرحـة : أهلاً .
أمجد باستغراب : ما هذا الترحيب المفاجىء ؟
مها بجديّة : انّه ترحيب الأٌخوّة .
اتجه أمجد لغرفته و هو يقول : ان كنت تريدين قطة حقاً فسنذهب عصراً .
مها بانزعاج : و لمَ ليس الآن ؟
أمجد : أشعر بالنعاس حالياً .
ثمّ التفت ينظر اليها قائلاً : كما أنّك لم تغيّري ثياب المدرسة حتى الآن .
ضمّت يديها و قالت بملل : حسنا نسيت ذلـك .
سبقته للأعلى أمّا هو فابتسم بخبث و هو يحرّك حاجبيه : هه ! أٌحبٌّ السيطرة .
.
.
[ في منزل السيّد سامح ]
على مائدة الغداء
كالعادة السيّد سامح هو المتحدّث الرسمي عن جميع الأشخاص
السيّد سامح بهدوء : كما تعلمـون فاننـّ...
قاطعهٌ زياد متعمّداًً و هو يقول بصوت مرتفع: أأ..سميّة الملح من فضلك ..
ناولته الملح : تفضّل .
السيّد سامح : كٌنتٌ أودٌّ .. أن ..أٌخـ...
قاطعه عمر بغير قصد : أمّي ! أنت تعلميـن بأنني لا أٌحبٌّ تناول السمك .
السيّد سميّة بغضب : السمكٌ مفيد لكل عظمة في جسمك ، أم أنّكَ تٌريدٌ أن تٌصبح مثل سامر تتكسّرٌ عظامه بسرعة .
سامر بجديّة : آسف ، لكنني لا أٌحبٌّ السمك أيضاً .
ازداد غضب السيّدة سميّة و هي تنظر اليهما : انتبها ! فمن لا ينهي طبقه
سأضاعف له السمكة سمكتين و العدد في زيادة .
- ابتلعا ريقهما -
لازال السيّد سامح يحاول أن يكمل جملة ما
نظر له زياد نظرة جانبية ثمّ قال : كيف حالٌ دراستك يا عمر ؟
ابتسم السيّد سامح بخبث و قال : و منذ متى أصبحت تسأل مثل هذه الأسئلة؟
زياد بخبث : منذ بدأت تتحدّث .
السيّد سامح بجديّة : في الحقيقة كنتٌ أودٌّ اخباركم بشأن...
- كان الجميـع مشغولاً -
قطّب السيّد سامح حاجبيــه ثمّ أطلق تنهيدةَ و انصرف
السيّدة سميّة معاتبة : زياد ! دع الأطفال و شأنهم .
عمر و سامر بالآن ذاته ببرود : الأطفال .
نظر زياد لهما و هو يقول : أطفال ! انظري انهما بمثل طولي تقريباً .
- أمل تضرب الطّاولة بالملعقة -
انزعج زياد : أملللل ...
زمّت شفتيها بعد صرخة خالها زياداً وبدأت بالبكاء
انزعجت السيّدة سميّة : زياد ! باللهِ عليك ما الذي فعلتهٌ هذه الصغيرة ؟
زياد ببرود : انها تشبه والدها في الازعاج .
السيدة سميّة بجديّة : بل أنتَ الذي أصبحتَ مٌزعجاً مؤخّراً .
نهضت من على المائدة و هي تقيّد معصم أمل بيدها
ابتسم عمر بسعادة : رائع ! لن آكل السمكة الآن .
التفت الى سامر ثمّ قال مندهشاً : لقد أنهيت طبقك !
سامر بهدوء : لقد بدّلتٌه مع طبق أمل .
عمر بخيبة : أووه ليتني فكّرتٌ قبلك .
اتجه سامر الى أمل فوجدها تلعب بالماء و الصّابون
أغلق صنبور المياه و هو يقول بلطف : ستغرقين المنزل اذا تركتِ الصنبور مفتوحاً .
أمل بجديّة : هذا أفضل ، أريدٌ أن أٌغرق زياد .
ابتسم سامر : حسنا ، دعينا من زياد .
نظرت له بهدوء أمّا هو فأردف قائلاً :
هل تريديـن التعرف على صديقة جديدة ؟
أمل بسعادة : صديقة .... لي أنـــا .
أومأ لها سامر
ابتسمت و أومأت له بالموافقة
سامر بجديّة : حسنا بعد ساعة سنذهبٌ للحديقة لتتعرفي عليها .
أمل بسعادة : أنا جاهزة ! لنذهب .
ابتسم سامر : ليس الآن لكن بعد قليل .
اتجهت أمل لغرفتها و هي تغني : صديقة جديدة ... صديقة جديدة .
أمّا هو فاتجه لغرفته
.
.
.
[ بعد ساعة و نصف ]
خرج سامر برفقة أمل -بعد أن أخذا الاذن من السيّدة سميّة-
للحديــقة التي سيلتقي فيها بحمزة و شقيقته .
سـارا مشياً بمحاذاة الشارع حتى وصلا الى الحديقة
ابتهجت أمل بمناظر الأطفال الذين يلعبون بالألعاب
شدّت أمل يد سامر : هيّا لنسرع ..
سامر بجديّة : يجب أن ننتبه للشارع يا أمل .
نظر اليها و هو يتذكّر شقيقته "لمى" كيف كانت تمسكه بنفس الطريقة
أمل بفرح و هي تشير على أحدهم : انّه .انّهٌ .. أنا...سامر أنا أٌريدٌ المٌثلّجات .
ضحك سامر بسبب طريقة كلامها
و قال لها بلطف : حسنا ، هنالك الكثير .
هرولت أمامه الى بائع المثلّجات
تبعها سامر و ابتاع له و لها أيضاً
بدأت أمل تلعق المثلّجات و هي جالسة على أحد المقاعد في الحديقة
عيناها لم تملّا النظر الى الأطفال الذين هم بمثل عمرها و كيف هم سعداء باللعب و جسدها يريد أن يقفز بينهم كشيء ينجذب للمغناطيس باضطراب .
سامر بجديّة : تريّثي قليلاً .
أمل بجديّة - مدّت يدها - : أٌريدٌ منديلاً .
أخرج سامر من جيبه منديلاً و نظّف بقايا المثلّجات التي علقت بوجهها
ابتسمت ثمّ ركضت لتلعب .
بينما سامر لم ينفك ينظر الى الساعة في معصمه فقد تأخّر حمزة كثيراً.
- بعد عدّة دقائق -
أتى حمزة برفقة رؤى التي استحقرت هذه الحديقة
رؤى لحمزة بجديّة : لن أجلسَ هٌنا .
حمزة باحراج : رؤى أرجوك الزمي الصمت .
تقدّم ناحية سامر و صافحه ثمّ قال لرؤى :
هيّا صافحيه ، انّه سامر .
صافحته رؤى بعدم اهتمام و هي تقول : أهلاً .
ضرب حمزة كفه بجبينه و هو يقول بغضب : انّها غيرٌ طبيعيّة .
نظر له سامر بشك و قال بخفوت : هل هذه رؤى ؟
حمزة بخفوت : نعم انها هي ، أنت لم ترها كيف تجعل وائل ينفجر غضباً بسرعة .
سامر بجديّة : لا تقلق فشقيقتي كانت أدهى و أمَر .
ابتسم حمزة : لقد رفعت معنوياتي .
نظر لرؤى ثمّ قال بهدوء : انّها تظنّ أنّها أعقلنا .
سامر بهدوء : ما رأيك لو نستدرجها ؟
حمزة باستغراب : ماذا تقصد ؟
سامر : سنجعلها تظهر على حقيقتها الطفوليـة .
حمزة بشك : يستحيل ازالة الغرور و التكبر من رؤى .
سامر : انتظر قليلاً سأحضر أملاً .
حمزة : اجلسي هنا يا رؤى .
رؤى بانزعاج :لا يمكن فالمكان متسخ جدّاً .
حمزة : اذاً فلتقفي أمّا أنا فسأجلس .
- جلس حمزة -
نظرت له بحزن لكنه لم يرها
تقدّم سامر و أمل منهما
نظرت أمل لرؤى و اتجهت اليها و هي تقول : أنتِ صديقتي الجديدة ؟
نظرت رؤى باشمئزاز مصطنع لأمل لأنّ يديها متسختين بالتراب
مدّت أمل يدها لتصافح رؤى
انتبه سامر لردّة فعل رؤى فأخذ منديلاً و نظّف به يدي أمل و هو يقول بجديّة : انتبهي ، لا يجب أن تصافحي أحداً و يداك متسختان .
أومأت له بهدوء
- كانت رؤى تنظٌرٌ لمعاملـةِ سامر لأمل -
ثمّ مدّت يدها لتصافح رؤى التي تصلّبت في مكانها
(رقّع) حمزة و صافح أمل و هو يقول بارتباك : كيف حالٌك يا رؤى ؟
أمل بسعادة : بخير و اسمي هو أمل و ليس رؤى .
حمزة : ههههههه كنتٌ أمزح .
ابتسم سامر و هو ينظر لحمزة الذي ارتبك فجأة
سامر : انّها رؤى المؤدّبة التي حدّثتٌكِ عنها يا أمل .
نظرت رؤى لسامر بخجل
أمل بفرح : مرحبا رؤى أنا اسمي أمل .
رؤى بهدوء : أهلاً .
أمل بجديّة : هل تناولتِ المثلّجات ؟ انّها لذيذة .
رؤى بجديّة : حمزة أحضر لي بعض المثلّجات .
حمزة لسامر بخفوت : أرأيت كل حياتها أوامر .
سامر لحمزة : لمَ لم تحاول حتى أن تقترح عليها بعض المثلّجات ؟
حمزة بشكّ : و هل فعلت ذلك أنت ؟
سامر بجديّة : ذلك لأنّها انتبهت لبائع المثّلجاتِ قبلي .
اتجه حمزة يٌحضر بعض المٌثلّجاتِ لرؤى
جلس سامر و هٌو يقٌول لأمل بهدوء : فلتجلسي هٌنا يا أمل .
أمل بفرح : حـــــــــــــــــاضِر .
ثمّ التفتَ لرؤى و هو يقولٌ لها : ماذا عنك يا رؤى ؟ ألن تجلسي ؟
أشاحت بوجهها بعيداً و هي تقول بخجل : المكان مٌتّسخ .
أمل بجديّة : سامر ، أٌريدٌ منديلاً .
أعطاها سامر منديلاً و هو يضحك على لهجة أمل المفاجئة: تفضّلي .
نفضت أمل الغبار المنتشر على المقعد بالمنديل ثمّ قالت : لقد أصبح نظيفاً .
ابتسمت رؤى ثمّ جلست
كان حمزة ينظر اليهم من بعيد
قال بداخله : " ياااه انّ سامراً يجيدٌ معاملة الأطفالِ حقّاً "
اقترب منهم لكنه اصطدم فجأة بشخص مــا
و أسقط ما بيديـه من مثلّجات
حمزة بجديّة : اعتذر !
أمّا ذلك الشخص فقد قال باستغراب : حمزة ^^ .
رفع حمزة رأسه و هو يقول : حٌســام .
ابتسم حٌسام : آسف .
حمزة بهدوء : لا عليــك ، لكن ما الذي تفعله هنا ؟
حسام بجديّة : اصطحب طارق للتنزه فوالدتي مشغولة جدا .
حمزة : هكذا اذاَ ، لمَ لا تحضره ليلعب مع أمل و رؤى ؟
حسام : أمل !
حمزة : أجل انها قريبة سامر .
حسام بابتسامة : أووه سامر هنا أيضاَ .
حمزة : أجل ، فلنذهب اليــه .
صرخ حسام على أخيه طارق : هيــه طارق تعالَ بسرعةٍ .
قدِمَ طارق بأدَبٍ : ما الأمرٌ يا حسام ؟
حسام : انهم أصدقائي ! أريد أن أعرّفك عليهم .
ابتسم طارق : رائع ! أصدقاؤك ...
.
.
.

[ أمام منزل السيّد جاسر ]
كان أمجد ينتظـرٌ أمام منزله شقيقته مهــا
نظر الى الساعة في معصمه و تأفّف قائلاَ : يالـلنساء ! هل هن هكذا جميعاً؟
تقدّمت مها بسعادة و هي تقول : هيا يا أمجد لنسرع .
أمجد بجديّة : لقد تأخّر الوقتٌ كثيراً .
مها بعجرفة : و ما عساي أن أفعل ؟ لقد هربت من أنياب خـ..
قطعت كلامها وقالت في داخلها : لا يجب أن اذكر له مرض خالد من القطط.
ابتسمت و تأبّطت ذراعه و هي تقول بدلال : هيّا بنــا .
أمجد باحراج : أرجوك اعتدلي .
اعتدلت مها و هي تقول : أريدها قطة بيضآء ، حسنا .
أمجد بجديّة : حسنا .
.
.
.
في منزل السيّد سـامح ]~
كانت السيّدة سميّة تقوم بحملة التنظيف اليوميّة في المنزل ،
زيــاد يجلس بملل أمام التلفاز ، أمّا السيد سامح ...
سأل زيـاد : أين سامح يا سميّة ؟
السيّدة سميّة بانزعاج : لقد أغضبته ، فلتذهب و تعتذر .
زياد بنظرة شاحبة : ماذا ؟ أليس هو من يثرثر على الدوام ؟
السيّدة سميّة : انظر الى نفسك الآن ! ألست تثرثر كثيراً ؟
زياد بجديّة : هيــه سميّة ! أنا أخوكِ .
السيّدة سميّة بجديّة : سامح زوجي أيضاً .
زياد بانزعاج : ماذا ؟ و ما ذنبي ؟
السيّدة سميّة باستغراب : لم أر في حياتي شخصا سيئا مثلك ، أنت الآن
في منزل سامح و تشتمه .
زياد بهدوء : لم أشتمه ، أنا فقط أحتاج بعض الهدوء .
السيّدة سميّة بهدوء أيضا : عزيزي زياد ، ما تفعله يسمّى تعدًّ على حقوق غيرك .
انتبه زياد لسميّة فتابعت : ان كنت تريد الهدوء حقا فافعل كما يفعل سامر ،
انه دائما يخرج اذا شعر بحاجته للتغيير ، لا أن يغيّر من حولـه .
زياد بصوت منخفض : و ما المطلوب ؟
السيّدة سميّة بجديّة : نحن معتادين على سماع ثرثرة سامح كما تسمّيها أنت .
زياد : حسنا ، ماذا أيضا ؟
السيّدة سميّة : المسكين كان يودٌّ أن يخبركم بوظيفته الجديدة فقد عٌيّن .
ابتهج زياد : حقا ! هل بدأ اليوم ؟
السيّدة سميّة : انّه في المكتبــة ، يمكنك سؤالـه اذا أردت .
أشاح زياد بوجهه بعيداً : هه !
ثمّ اتجه الى غرفة المكتبة في منزل السيّد سامح
أمّا السيّدة سميّة فابتسمت بسعادة .
.
.
اتّكـىء على الباب و هو يطلق زفرة قويّة
رفع السيّد سامح -الذي كان منشغلا بالقرآءة- رأسه وهو ينظر لزياد
سحب زياد كرسيا مقابل لكرسي السيّد سامح و هو يقول ببرود : مرحبا .
ابتسم السيّد سامح و لم يجبه بل تابع القرآءة .
زياد بانزعاج : هيــه ! سامح ... ســامح ..
قلّب السيّد سامح الصفحـة بعدم اكتراث
زياد : هيـه سامح ، أنا أتكلّم معك ..
تنهّد السيّد سامح و هو يقول : للأسف لست مثلك ، لذلك لن أدعك تجرّب دوري حين أتكلّم و لا أحد يستمع اليّ .
نظر زياد بحقد مصطنع لسامح : هكذا اذاً .
ثمّ أردف بخجل طفيف : أعتذر .. أنا أعتذر عمّا بدر منّي ..
ابتسم سامح : و مــاذا لو لم أقبله ؟
أشاح زياد بوجهه بعيداً : فعلت ما عليّ .
ضحك السيّد سامح فجأة و زياد يخيّمٌ عليه الاستغراب
زياد بانزعاج : ماذا ماذا ؟!
أومأ له السيّد سامح نفياً.
.
.
.
[ في الحديقة ]
كان طارق و أمل ورؤى يتسابقون في الحديقة بينما الآخرين
جالسين يراقبونهم بصمت .
نطق حٌسام بهدوء بعد ذلك الصمت : لقد أحضرت طارقاً الى هنا لأنه أصبح خاملاً في المنزل فجأة.
حمزة : معك حق ، فهذه أوّل مرّة أراهٌ هكذا .
سامر بهدوء : هل كنتما تعرفان بعضاً من قبل ؟
حمزة بسعادة : يـــااااه ! انّنا أصدقاء مذ أيّام الطفولــة .
حٌسام : لدي صور كثيرة لك يا حمزة .
- أصيب حمزة بالاحباط -
ابتسم سامر وقال : هل يمكنك أن تحضرهــا ؟
حٌسام : لمَ لا تأتيــان الى منزلي بعد أن ينهوا لعبهم ؟
حمزة : فكرة رائعة ! لا بأس .
سامر بارتباك : لكنني لم آخذ الاذن لذلك .
أخرج حسام هاتفه الخليوي : تفضّل ، لا شيء مستحيل مع رجل المستحيل.
ابتسم سامر و أخذ الهاتف ليتصل على منزل عمّه ، فأجابه عمر الذي أيقظه رنين الهاتف المزعج : ماذا ؟
سامر بهدوء : عمــر ! هل يمكنك أن تخبر عمي أنني سأذهب لمنزل صديقي مع أمل .
عمر بهدوء : ماذا ؟
سامر بجديّة : عمر ! هل أنت نائم أم ماذا ؟
تثاءب عمر و هو يقول : حسنا سوف ..
صرخ سامر بوجهه : عمــــر أفــق أرجوك .
عمر بانزعاج : حسنا سأخبره ..
أغلق سامر الخط وقال بانزعاج : أرجو أن لا ينام .
- تابع عمر نومه الذي قطعه عليه الهاتف -
سأل حمزة : ما بك ؟
سامر : لست متأكّداً من أنّ عمر سيخبرهم ..
حسام : لا تقلق ، سيخبرهم حتماً .
نهض من مكانه و هو يقول : هيّا بنا اذاً ، فأنتم في ضيافتي الليلة .
اتجه الجميــع لمنزل حســام
سامر : هل منزلك قريب يا حسام ؟
أجابه حمزة : أجل ، ليس بعيداً .
أمسكت أمل كفّ سامر و هي تسير معه أمّا رؤى فكانت تنظر لمعاملة سامر
لها .
ابتسم سامر و قال : هل تريديني أن أحملك يا أمل ؟
هتفت أمل : آجل ... أرجوك أرجوووك ..
رفعها سامر على ظهره و هو يقول بسعادة : هكذا صحيح .
نظرت رؤى لأخيها حمزة بحقد مصطنع
شعر حمزة بالقلق : ما بك ؟
انتبه لها سامر فقالت أمل : سامر احمل رؤى أيضاً .
سامر باستغراب : ممـ...ماذا ؟
أمل : هيّا يا رؤى تعالي معي .
سامر بخفوت لحمزة : انقذني وافعلها بنفسك أرجوك فقد أصبحتٌ دابّة .
فهمه حمزة فقال لرؤى بانزعاج : هل تودين الصـ,...
قاطعته رؤى عندما ركلت قدمه بقوّة : لا .
شعر حمزة بالألم فصرخ بوجهها : رؤى !!
شعرت بالحزن ، لكن الجميع تابع سيره .
رؤى بداخلها :" أنا أعرفه انه يكرهني مثله مثل وائل "
.
.
مرت دقائق حتى هتف طارق فجأة باسم رؤى
التفت الجميــع لطارق : ما الأمر ؟
اتجهت رؤى ركضاً للشارع ، أصيب حمزة بالذعر : هيــه ! رؤى .
رؤى بعدم اكتراث : لن تهتم لك رؤى يا حمزة .<<<ممثلة الدراما رقم واحد
حسام بصوت مرتفع : قفي مكانك !
ركض سامر خلف حمزة : ماذا تفعل يا حمزة ؟ أســـــرع .
صرخ حمزة : رؤى عودي ، الشارع خطــر .
رؤى بخوف : ما بهم يركضون هكذا ؟
تعالت أصوات أبواق السيّارات "."
تجمّدت رؤى بمكانها وسط السيّارات
أمسك سامر معصمها بسرعة و شدها نحوه على رصيف الشارع
جثى حمزة على ركبتيه من الخوف : حمدا لله .
اصيبت رؤى بالخوف مما حدث لهـا فارتمت في أحضان سامر
استغرب سامر ردة فعلها هذه ، فقد قال بداخله بحزن :
" أنا من يحتاجٌ للأحضان ، لم أتوقع أنني سأكون حضنا يرتم اليه أحد "
ربّت على شعرها قائلا بهدوء : ما فعلته كان خاطئاً يا رؤى .
لم تقل رؤى شيئا غير بكاءهاا
اقترب حمزة من سامر بعد أن شدّ حسام أزره
تنهّد حٌسام : آه ، لم يحدث شيء سيء .
قهقهت أمل بصوت مرتفع : هههه هههه ههه ، انّ سامر سريع .
التفت سامر لأمل التي لا تزال متعلّقة بظهره و قال باندهاش : أ.. أأمــل .
أمل بسعادة : مرة أخرى يا سامر .
ضحك حسام : ههه ، لقد نسيت أن أمل على ظهرك يا سامر .
ابتسم سامر و قال ممازحاً : لابدّ و أنّها كانت الوشاح الذي يضعه البطل على كتفيه .
- ضحك الجميـع على التعليــق -
* تحرّكوا بعد أن هدأ الوضع عند رؤى التي أمسكت يد سامر هي الأخرى
ورفضت المجيء مع حمزة .
بدأت الغيرة على أمل التي كانت تشد يد سامر من الجهة المعاكسة
شعر سامر بهما فقرر أن يتجاهل ذلك
والحركات الطفوليــة مستمرّة حتى وصلوا لمنزل حســام .
.
.

[ عنــد مها & أمجد ]
رفعت مها القطّة البيضاء -التي قامت بشراءها قبل دقائق- عاليــاً و هي تدندن.
أمجد بجديّة : أرجو أن لا تزعجنا قطّتٌك يا مها .
ضمّتها مها بقوّة : لا تخف ، فالاثارة قادمة الى البيت الكئيب .
أمجد ببرود : كئيــب .
مها بجديّّة : آجل ، و هل تظنه غير ذلك ؟
ثمّ أردفت : كما أنّ منزل اعتماد رائع ، بل و أٌسرتها رائعة ليست كمثلنا نحن .
أمجد : انّ بيتهم دائم الازعاج .
ضحكت مها قائلة : معك حق فهي دائما تقول أنّها تتمنى العيش في هدوء .
أمجد ممازحـا ً : لم لا تتبادليــن الأدوار معها اذا ً ؟
مها بانزعاج طفيف : شريــــر >< .
.
.
.
[ في منزل اعتماد ]
كانت اعتماد تنظّف غرفة المعيشة بينما يقوم شقيقاها التوأم بالقفز على الآرآئك .
صرخت اعتماد : هيــه ، كمال ! مأمون ! يكفي ما فعلتماه الى الآن .
كمال + مأمون = شقيقا اعتماد التوأم = 6 سنوات...
مأمون و هو يقفز بشغب : هيــه كمال ارمي تلك الأوراق عليها .
كمال بسعادة و هو يطبّق ما طٌلب منه : حسنا يا مأمون .
تحاول اعتماد أن تصطاد احدهما لكنهما سريعان بالهرب
اعتماد بغضب : أٌممممممـــــــــــــــــ ـــي ..
-صوتٌ والدة اعتماد من المطبخ- : لا بأس عزيزتي انهما مجرد طفلين .
اعتماد بقهـر : مجرّد ...... مجرّد طفلين ..
ثمّ صرخت : هل تمزحيــن ؟
قفز مأمون على الطّاولــة فسقطت الزهرية على الأرض و كسرت .
شهــــــــــــــــقت اعتماد : هـــــــــــه ! أأٌمممممممــــي ... ><
-صوتٌ والدة اعتماد من المطبخ- : لا بأس عزيزتي نظّفي البقايا .
بدأت اعتماد بذرف دموع اليأس : الى متى ؟
صرخ كمال : اعتماد .
رفعت اعتماد رأسها و هي تقول بحسرة : مـاذا أنــ......
ططططططشششش طططططااااخ
ابتسم مأمون و هو يقول بنصر : تمّ تصويب الوسادة على الهدف تماماً .
عاد للتو من الملعب شقيقها الذي يصغرها بسنتيـن ’"’يــزَنْ ’"’
جلس على الأريكة بارهاق و رمى جواربه على الطاولــة ثمّ خلع قميصه
ورماهٌ على الأريكة قربه .
انزعجت اعتماد : ما الذي يحصلٌ لي بحق ؟
يزنْ بارهاق : ياااه لقد كان فريقاً ساحقاً .
اعتماد بغضب : ماذا ؟
يزنْ : هل تصدّقين لقد تمكنوا من اصابة كابتن فريقنا لكنهم لم يتمكنوا مني؟
اعتماد بانزعاج : أٌممممممممـــــــــــــي ....!!
-صوتٌ والدة اعتماد من المطبخ-: لا بأس عزيزتي ، اصبري قليلا .
اعتماد بداخلها :" الى متى تردد هذه الكلمة "لا بأس" ؟"
.
.
.


[ في منزل حٌســـام ]
رحّب والدٌ حٌسام بأصدقاء ابنه ترحيباً حارّاً ، كما أنّ والدة حٌسام قد
أحبّت كل من رؤى و أمل .
و أثناء جلوسهم في غرفة المعيشة كانوا يتجاذبون أطراف الحديــث
فيما بينهم .
والدٌ حٌسام : أسعدني حقا أن التقي بأصدقاء ابني .
-ربّت على ظهر ابنه بابتسامة-
بادله حٌسام الابتسامة بسعادة وفخر
ثمّ سأل والدٌ حسام حمزة : مضى وقتٌ طويلٌ لم نرك يا بنيّ .
حمزة بجديّة : لقد كنتٌ منشغلاً جدّاً ..
والدٌ حٌسام : فرحتٌ بكونك نائباً للقائد يا حمزة ، لقد كانت صورتك رائعة.
أصيب حمزة بالاحباط : آآه ليست هي مجددا .
حٌسام : سأحضر صورنا القديمة يا حمزة انتظر ..
- اتجه لغرفته -
هتفت والدةٌ حٌسام لأمل و رؤى لتسلّيهم
سامر لأمل بخفوت : هيّا يا أمل انها مثلٌ أمّك ..
أمل بجدية : كيف ذلك ؟ أمي الحقيقية في المنزل ؟
رؤى بجديّة : ياللذكاء انها بمثل منزلة الخالة ..
ابتسمت والدةٌ حسام : حسنا اعتبريني خالتك ..
أمل : أمممم ! اذاً بماذا أٌناديكِ ؟
والدة حٌسام : ناديني بـ"خالتي" .
أومأت لها أمــل
.
.
.
[ في منزل الرّقيب جاسر ]
.
.
كانت مها تركض خلف القطة التي أبت الجلوس في غرفتها
قفزت القطة فوق الأريكة ، و مها تحاول الامساك بطرف ذيلها.
مها بانزعاج : أيتها المشاكسة ، عودي هيّا ..
كانت القطة تنظر لها بشراسة : ممميــــــااااااوووو ....
مها بانزعاج : قلت لك عودي ، هذا و أنا لم أطلق عليك اسماً بعد ..
خرجت القطة لغرفة المعيشة و هي تموء .. فتبعتها مها و هي تنظر
للمكان حولها ..
ما ان أحكمت مها قبضتها على القطة حتى خرجت فاتن من غرفتها و هي تقول بحدة : ما هذا الازعاج ؟
التفتت مها بقلق فأفلتت القطة منها
ابتسمت بنصر و هي تقول : نعـم !
فاتن باستغراب : ماذا جرى لــك ؟
مها بسعادة : لقد قلتِ "ازعاج" ..
فاتن بقلق : هل أنت بخير ؟
مها بجديّة : نعم ، أنا فقط سعيدة لأن الجوَّ الكئيب بدأ يتغيّر .
فاتن بهدوء : لماذا أحضرتي القطة الى هٌنا ؟ أنت تعلمين بأنّ خالد لديه
حساسيّة شديدة تجاه القطط .
مها بخفوت : لكنها لن تنام في حضنــه ، ستكون برفقتي ..
فاتن وهي تنصرف : حسنا ، لكن ان حصل مكروه لخالد فأنت المسؤولة .
مها بانزعاج : أكرهك عندما تكونين هكذا ..
فاتن : هل يعلم والدي بهذه القطة ؟
مها : لا طبعاً ..
فاتن و هي تنظر للقطة التي تلهو بالخيوط التي تنسدل من الأريكة :
سوف تخرّب هذه الأرآئك يا مها ..
أمسكت بها مها و هي تقول لها بحب : هيّا لأضع ربطة العنق حولك .
القطة بانزعاااج : ممميــــااااااو <<<الترجمة = ما هذه المصيبة ؟
فاتن : خبّئيها جيّداً .
مها : لكن من سيطعمها اذا ذهبتٌ للمدرســة .
فاتن : أمّي تستطيعٌ ذلــك ..
مها بانزعاج : لاا فهي تخاف القطط ..
- صوت خالد من الأسفل - : لقـد عٌدت أيــ.... آآآآآآتشــــووووو ...يا الهي!
نظرت فاتن نظرة جانبية لمها : أووبــس ، يبدو أن هنالك ثمّة مشكلـة .
أسرعت مها نحو غرفتها : أراكِ لاحقـــــــــــــــاً .
.
.
.
[ في منزل السيّد سامح ]
كانت السيّدة سميّة قلقة جدّاً فقد حلّ المسـاء و لم يعد أي من سامر أو أمل
جلست على الأريكة بتوتر : " يا الهي ! أين ذهبا ؟ "
اتجه زياد للخارج و هو يقول : سأتمشى قليلاً ..
كانت تودٌّ أن تخبره لو يبحثٌ عنهما لكنها طمأنت نفسها بأنّهما بخيــر .
جلس السيّد سامح قربها و هو يقول بتساؤل : صحيح ! لم أرَ سامر اليوم .
ابتسمت وهي تقول: انه يأخذٌ أمل في نزهــة .
فرح السيّد سامح : آه حقاً ، و منذ متى هم خارج المنزل ؟
ابتسمت بارتباك : ههه ، لقد خرجوا بعد الغداء بفترة قصيرة .
السيد سامح بقلق : ماذا ؟ هذا يعني بأنهما تأخّرآ ..
نهض و هو يقول : سأذهبٌ لأبحث عنهما لكن الى أين ذهبا ؟
السيّدة سميّة بجديّة : انهما في الحديقة العامّة ، لكن أليــ...
قاطعهما تثاؤب عمر الذي استيقظ من على الأريكة : آآآآه ..
نظرا له بهدوء فقال عمر : ما بكما ؟ تبدوان منزعجيـن .
السيّدة سميّة : لقد تأخّرَ سامر كثيراً .
اتجه عمر لدورة المياه و هو يقول : يا الهي اذا اتصاله قبل فترة لم يكن
حٌلٌماً .
نظرا لــهٌ بشك : عٌمــر ^^ .
عمر بهدوء : ما الأمر ؟
السيّد سامح : هل تلقيّت اتصالاً من سامر ؟
عمر بهدوء : نعم ، أذكٌر أنّهٌ قال سيذهب لمنزل صديقه لفترة .
تنهدت السيدة سميّة عن ارتياح
ثم قالت : ألستما جائعين ؟
أومآ لها فانصرفت تٌعدٌّ العشاء
.
.
.

[ في هذه الأثناء ]
كانت سامر و حمزة في طريق العودة لمنزليهما
سامر كان يحمل أمل التي نامت على ظهره و حمزة كان
يمسكٌ بيدِ رؤى التي كانت تتعثّرٌ مع كل خطوة بسبب النعاس.
توقّف سامر فجأة و هو يقول لحمزة : احملها أرجوك ، انها تكاد أن تقع .
حملها حمزة : أووه ، اعذرني .. لكن ما كان عليك رفض دعوة والد حسام
بايصالنا بالسيّارة .
سامر بجديّة : انّه أمر محرج ، يكفي أن منازلنا ليست بعيــدة .
حمزة بحسرة : آآآآه ..
ابتسم سامر : لكنّ صورك القديمة كانت رائعة جدّا .
حمزة باحراج : المشكلة بأن الصور جميعها محرجة ، لم أعثر على
واحدة أقف فيها بسلام .
سامر : محق .. فتعبيراتٌ وجهك مثيرة ..
حمزة : ما الذي تعنيــه ؟
سامر بهدوء : لا شيء ..
ثمّ أرد بسعادة و خفوت : لقد أحببتٌ عائلة حسام كثيراً .
حمزة : هل قلت شيئاً ؟
أومأ له سامر نفياً
أخذ حمزة طريقه و افترق عن سامر الذي أخذ طريق منزل عمّه أيضاً
.
.
.
[ وصل سامر لمنزل عمّه ]
طرق الباب فدخل بهدوء
كانت العائلة ملتفة حول مائدة العشاء
تقدّم سامر منهم و قال بهدوء : مساءٌ الخير .
الجميع : مساءٌ النور .
السيد سامح : هيّا يا بنيّ ، اجلس لتتناول العشاء .
سامر ببرود : لقد تناولت العشاء مسبقاً ، سأذهب لأضع أمل في سريرها .
-اتجه لغرفة أمل -
ابتسمت السيّدة سميّة : يبدو أنّ أمل قد حظيت بيوم ممتع ، انها تبدو سعيدة.
.
.
.
.
" الى هٌنــا أقف "



في الجزء القادم ، حيثٌ اليومٌ الأوّل
المختلطٌ في المدرسة ، ما الذي ستفعله
مها في فصلها الجديد؟
بل و ما هو وضع ســامر أيضاً ؟
ما أخبارٌ القطّة ؟ هل سيكون لها دورٌ مهم ؟
ماذا عن فريد و بسّام و الجميــع ؟
باذن الله كل ذلك و أكثر في الجزء القادم
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
اعتذر عن التأخر بشدّة
لم أكن في مزاج جيّد للكتابة
أمّا الآن فقد عادَ المزاجٌ في وقت
غير مناسب الأ و هو وقتٌ الامتحانات
و مآ شآء الله الانترنت عندي مخادع
كل يوم عطل جديد ... <<<الله يعين ..
^^
سأحاول أن لا أتأخر باذن الله
شكرآ لمتابعتكم ، اعذروني لن أستطيع الردّ حالياً .
^^



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:58 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.