آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-23, 09:28 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 غـروبٌ بألوانِ الطّيفِ بقلم / طيار الكاندام (مكتملة ) فصحى






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

غـروبٌ بألوانِ الطّيفِ
بقلم / طيار الكاندام



قراءة ممتعة للجميع ....



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 19-06-23 الساعة 08:04 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:32 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

هنـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــا





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


***


لعلّ العنوانَ غريبٌ بعَضَ الشيءِ ، و ربما لا يعني في قاموسِ خيالكمْ الكثيرَ ،
لكنّه في قاموسِ خياليِ هوَ الأهم . .
منذٌ متى و ألوانٌ الغروبِ التي تشعٌّ بالحٌمرةِ تتحوّلٌ إلى ألوانِ الطيفِ . .
كيفَ لنا أن نرى ألوانَ الغروبِ الثلاثةِ سبعةَ ألوانٍ . . ؟


***


أتوقٌ لطرحِ شتى القضايا في روايتي هذه ، و ظواهرها و أساليبِ علاجها ، كما يقولون َ " نصحٌ غيرٌ مباشر "
أتوقٌ أكثرَ لأرى نقاشاتكم ، انتقاداتكم وتحليلاتكم ، آرائكم . .
و كلّ شيءٍ يتعلّق بها . .


***


[ النقد ]


من أجلي و أجلكم ، و لأجلِ الروايةِ . .
قراءةٌ انتقاداتكم بعدَ أن كانتْ عادة . . صارتْ هواية . .
أستمتعٌ بقراءةِ ردودِ أولئكم الذينَ يلثمونَ النصوصَ أمامهم ، يحيطونها بعلمهم ، و ينبّهونا بأخطائنا ،
فنحنٌ لا زلنا نتعلّم ، و منهم نتعلّم . .
لا أتمنى انتقاداتٍ في الأسلوبِ أو الأخطاءِ النحويةِ أو الإملائيّة أو اللغويةِ فحسب !
بل طبيعةِ ما أكتب . .
صارحوني بشجاعةَ حوَلَ ما أكتبْ ، أخبروني بلطفٍ عمّا ارتكبتهٌ من أخطاءِ في الأحداثِ ،
و في النهاية [ انصحوني ] . .




***


[ روايتي هذه بأسماءٍ عربيّة ، و طابعها عربيّ و حياتها عربيّة بإذنِ الله biggrin فأنا عربيّ zlick ]

" صرتٌ مؤخراً بطيئاً في إنزالِ أجزاءِ الرّوايةِ ، لكنني سأبذل جهدي للأسراعِ "


***




أترككمْ معَ أولى الأجزاءِ الهادئة biggrin
و قراءة ممتعة 3>





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 10-06-23 الساعة 07:10 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:34 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




غروبٌ بألوان الطيف
{ قصة هادفة بأسماءٍ عربيّة }

الجزءٌ الأوّل [1]
عائلتي الجديدة

تبعثرت ألوان الغروب الدافئة على سماء أروع البلدان العربية ،
فبدت و كأنها لوحة صغيرٍ يعبث بالألوان و قد انسكب الماء فوقها ليدمجها معاً ،
و يزيد من منظرها و طلتها روعة و جمالاً ، لكنهـا كانت أجمل ،
فقط لأنها لوحة بديعة من صنع الإلـه العظيم .

تأمل ذلك الشاب طويل القامة منظر الغروب بكل هدوء
- و هو يتكئ بصمت على سور حديدي أمامه ٌ - عندما راحت الشمسٌ تعانقٌ البحرَ ،
لتعلن عن نهاية عملها في هذا النصف من الكرة الأرضية ،
و بداية عمل جديد لها في النصف الآخر .
خصلات ٌ شعرهِ الأسودِ العابثة لم تنفك عن اللعب ، فتذهبٌ يمنةً تارةً و يسرى تارةً أخرى ،
سئمَ من هذا الشعرِ المتطاير وحاولَ مراراً أن يرجعه للوراء دونَ جدوى .
سمع صوت خطوات أحدهم ، فابتسم بشفافية ثمّ قال بخفوت : ها قد أتى .
التفت بحركة سريعة و أردفَ بصوت مرتفعٍ : متأخر كالعادة يا عمر !
اقترب منه المدعو عمر و قال محاولا أن يلتقط أنفاسه وهوَ يشير بيديه بحركات عشوائيّة: هه ، لقد .. انه .. أنا ..
ربت الشاب على كتفيه ضاحكا بلطف و قال : ما بك تلهث هكذا ؟
رفع عمر رأسه بهدوء و قال: لقد أتيتك راكضا، يا سامر..
سامر باستغراب: و ماذا عن عميّ ؟ أمـا كان عليك أن تأتي برفقته و كان عليه أن يوصلـك .
عمر بانزعاج: بلى ، لكن تعرف أن والدي أصبح مشغولا مؤخراً بتلك المزعجة .
ثمّ أردف باستنكار : فهي مريضة اليوم ، كلّ يومٍ تمرض !
ابتسمَ سامر مجددا و قال بهدوء : دعها وشأنها ، و لنرجع للبيت سيرا..
أوقفه عمر قائلا بنبرة حزينة : هل تمزح بالكاد أقف؟
ثمّ جلس و هو يقول بإرهاق: لنسترح دقائقَ فقط .
وضع سامر يديه في جيبيهِ وأومأ له بعدَ أن أطلقَ تنهيدةً قصيرة ، فقال عمر: هل قلت شيـئا ؟
التفت سامر وابتسامة مصطنعة كبيرة تعلو وجهه و هز رأسه نفيا : أبدا .
انتظرا في الطريق ربع ساعة حتى مرت من أمامهما سيارة أجرة ،
فأوقفها سامر بعد أن أشار بيده ، لكن المفاجأة أن السيارة كانت شبهَ ممتلئة ،
لذا عادت السيّارةٌ تكمل طريقها وعاد َ سامر ليجلِسَ قربَ عمرْ الذي نهض بشكلٍ نشيط و هتف : لن ننتظر أكثر ، لنعد سيرا يا سامر .
نظرَ لهٌ سامر بغيظ : و لكنك ..
قاطعه عمر و هو يقف بحماس : أنا بخير ، لقد استعدت طاقتي .
هز سامر كتفيه و همس : لك ما شئت .
كانَ طريقٌ العودةِ ممتعا ً ليسَ إلا بسببِ النقاشات التي تبادلاها كل من الشابينِ ،
فعمرْ يسألٌ سامراً حيناً و سامر يجيبٌ و العكسٌ أيضاً ، وكأنّهما في لعبةِ { أسأل تربحٌ } .
و أوّلٌ سؤالٍ كان من نصيبِ عمرٍ : { لم لا تترك التدريب في النادي يا سامر ؟ }
رد عليه سامر بجديّة : أولا يحق لي التدريب ٌ ؟
ضحكَ عمر بارتباك : ليس هذا ما عنيته .
سامر ببرود : أفهم قصدك يا عمر ، لا داعي للشرح .
ثم أردف قائلا بجديّة : حالما أعتاد على الطريق في هذه المدينة الغريبة ،
بالتأكيد سأرجع و أذهب وحدي ، لن يحتاجَ أحدٌ ليقلّني .
عمـر باندفاع : إنني أخاف عليك فقط من قطاع الطرق يا سامر ، فقط لا غير.
فجّرت جملةٌ عمر الأخيرة ضحكَ سامر الذي قال : أي قطـاع طرقٍ يا عٌمر !
ابتسم عمـر و قال بخجل ( فلا وجود لقطاع الطرق هنا ) : ربما .
سامر بسعادة : لا تقلق ، قبضتي كفيلة بردعهم بعيدا ، مضت فترة لم أستخدمها .
عمـر بخوفٍ مصطنع : لو لم أعرفك جيدا يا ابن عمي لما قلت أن قبضتك قوية حقا ،
و لولا بعض التحفظ لقلتٌ أنّ جسدك يبدو نحيلاً .
سامر وهو يعاينٌ جسدهٌ النحيلَ : ربما لأني طويل كفاية يا عمـر .
عمر بمرح وهو يضربٌ سامر ضربات خفيفة متتالية بقبضته :
كل شيء متوقع من هذا الطول ، سيّد سامر .
حاولَ الآخرْ مجارات عمرٍ فقال : توقع ما لا تتوقعه ، و خاصة من قصيرٍ مثلك يا سيّد عمر .
رمقَ عمر ابنَ عمّهِ بنظرةِ شكّ : أنتَ لا تسخرٌ مني ، صحيح ؟
ركضَ سامر محاولا الهرب منهٌ : افهمها كما تـريد يا سيّد عمر .
تبعهٌ عمر في محاولةٍ فاشلة ليسبقَ سامر وهتف بحماس : سأريكَ ما يستطيعٌ سيّد عمر أن يفعله .
و بقيا طوال الطريق يحاول كل منهما مجارات الآخر
حتى وصلا منهكين ِ - بعد أن حل المساء - إلى المنزل ،
و استقبلهما والد عمـر " السيد سامح " .
دخل عمـر أولا قائلا : مساء الخير أبي ، فردّ عليهِ والدهٌ : مساء النور بني ،
ثم دخل بعده سامر و أغلق الباب هامساً : طاب مساؤك عمي .
تأسّفَ عمٌّه كثيراً وقال : طاب مساؤك بني ، اعذرني لأنني لم آتِ لاصطحابك َ ،
لكنني اضطررت لآخذ ابنتي الصغيرة للمشفى ، فقد ارتفعت حرارتها فجأة .
هز سامر رأسهٌ بتفهّمٍ : أفهمك عمي ، لا داعي للاعتذار .
شَكَرَ له عمّه هذا التفهّم الطيّب بينما اتجه سامر لغرفة عمر، التي هي في الحقيقة غرفته أيضا ،
فهي كبيرةٌ إلى حدّ ما فالمنزلٌ رغم كبر حجمه ِ إلا أنّ غرفهٌ قليلةٌ .
كذلكَ فقد ظنّ السيد سامح أن مشاركة سامرٌ عمرَ الغرفةَ ستجعل كلا الطرفينِ سعيدينِ ،
و يبدو أنّ ظنونهٌ في محلّها ، فعمرْ عالمٌ كاملٌ لوحدهِ ، و لا شكّ أن سامر قد صارَ يستمتعٌ برفقةِ هذا العالَمِ .
وما هيَ إلا ساعةٌ تقريباً حتى جعلتْ " السيّدة سميّة " - زوجة السيد سامح - تطرقٌ بابَ غرفةِ الشابينِ تدعوهما للعشاءِ :
" عزيزاي ، انه العشاء "
ثم أردفت بمرح : إلا إن كنتما غير جائعين فلا بأس .
و ما إن أنهت جملتها حتى خَرَجَ عمر قائلاً بسعادة مصطنعة : وَ منْ ذا الذي يتركٌ طعامَ أمّ عمر اللذيذ !
ضحكت على تعليقِ أكبر أبنائها " عمر " الذي يبدو أنه سقطَ من أعلى السلالم
لأنّه لمْ ينتبهِ كالعادة ، ثم التفت إلى سامر الذي كان مستلقياً على سريره بهدوء ، فانتبه لها ونهضَ
بارتباكِ : أنا قادم يا خالة .
أومأت له بهدوء و اتجها نحوَ مائدةِ الطعامِ ، كان السيد سامح يجلس قبالة زوجته ،
و على يمينه ابنه عمـر و ابن أخيه سامر ، قاطعهم صراخ ابنة السيد سامح الصغيرة قبلَ البدءِ بتناولِ الطعامِ ،فتأفّفَ عمر بينما استأذنت السيّدة سميّة قائلة :
اعذروني ، سأنصرف .
أومأ السيد سامح لها ، بينما نظر عمر بتأنيب ، و سامر بدَأَ الأكل .
عمر بداخله : " مذ قدوم تلك المزعجة و نحن لا نجتمع على المائدة ، لا ننام بارتياح ،
و لا ننعم برؤية والدتنا أو حتى مشاركتها الحديث ، ما هذه الطفلة ؟! "
قاطع أفكاره صوت والده : بني ، بني أَ أنتَ على ما يرام ؟
تابع عمـر تناول طعامه وقال : أجل ، أنا بخير .
عرفَ والده أنه حاقدٌ على الصغيرةِ أمل فقال في نفسهِ : " أظنه يحقد على تلك الصغيرة "
تجاهلَ ذلك والتفت لسامر الذي يأكل بصمت و قال له بمرح : عزيزي سامر ، ما رأيك بمدينتنا ؟
نظر له سامر بهدوء وابتسم قائلا: لم يمض لي هنا سوى يومين ، فكيف أستطيع الحكم عليها !
تابع السيد سامح قائلا : أفهمك ، لكن ما رأيك بها في هذين اليومين ؟
حدق عمر بوجه سامر بضع ثوان منتظرا إجابته ،
و كذلك كان السيد سامح يترقّب ، فوضع سامر ملعقته بهدوء على الطاولة ،
و ابتسم ابتسامة باهتة ثمّ أردف قائلا : أعجبني النادي .
نظر الأب و ابنه لبعضهما بغباء ثم التفتا لسامر بالوقت ذاته و قالا له باستنكارٍ :
هذا مـا أعجبك فقط !!
ضحك سامر بلطف و هو يدفعٌ كرسيه للنهوض و قال : حسناً إنّها تبدو جيدة .
رد عليه عمر بسرعة : أفضّل هذه الإجابة على الإجابة الأولى .
تابع السيد سامح الأكلَ قائلا: و أنا معك يا بني ، لكنني أؤكّدٌ لكَ بأنّها ستعجبكَ كثيراً .
تركهما سامرٌ ليغسلَ يديهِ بينما لا يزالان يتابعانِ الأكل ، واجهتهٌ السيّدة سميّة في الممرِ فقالت بقلق :
مـا الأمر يا بني ؟
رد عليها بأن هز رأسه نافيا و قال : لا شيء مهم يا خالة .
ثم تابع سيره و قال بداخله :
" كم اشتقت لك يا أمي ، و أنت يا أبي أيضا "
تلألأت عيناه بالدموع فمسحها بسرعة خيفةَ أن يكشفهٌ أحد ، وغسلَ وجههٌ ثمّ رفعَ رأسهٌ للمرآةِ
لينظرَ لنفسهِ ، ابتسم بألمٍ وهمسَ لنفسهِ :
أبدو كالفقير دٌونَكٌماَ ، أعلم أن عمي يحاول إسعادي قدر استطاعته ،
وهذا ما شعرتٌ بهِ في هذينِ اليومينِ لذلك أنا لا أظهر أمامه أي شيء ، لكنني حقا أريدكما .
" سامر بنيّ "
سمعَ سامر صوتَ عمّه ِيناديهِ ، فاتجهَ له وجلسَ قربهٌ بعد أن أشار له بالجلوسِ ، و رغمَ إحساسِ
سامرَ بالارتباكِ لم يظهرْ ذلكَ عليهِ أبداً .
فبدأ عمه الحديث معه قائلا بحنانٍ : هل أنت مرتاح هنا يا بني ؟
ابتسمَ سامر فنبرةٌ صوتٌ عمّهِ قريبه من نبرةِ صوتِ والدهِ ، أومأَ له إيجاباً : كثيرا .
أطلقَ عمّه زفرةَ ارتياحٍ و همس : جيـد ، في الحقيقةِ أردت أن آخذ رأيك بأمرٍ ما .
أنصت سامر له بهدوء ، فتابع عمّه قوله :
أريد أن آخذ رأيك في إلحاقك بمدرسةِ عمر ، إنّها تلك المدرسة القريبة من النادي
ليست بعيدة جدا سيراً ، و تأكد بأني من سيقلكما يومياً ، إلا أن حدث مثل ما في هذا اليوم .
ابتسم سامر متفهما عمه الحريص عليه ، فتابع عمه قوله : إذا ما هو رأيك ؟
اكتفى سامر بقولٍ : لا مشكلة أبداً .
مرت فترة صمت حتى قال السيد سامح فيها : متى ستبلغ السادسة عشرة ؟
سامر بتوتر : حقيقة أنا .. أنا لا أعرف ..
تدخل عمـر الذي كان يستمع لهم خلسة و قال : سيكون بعد مرور ثلاثة أشهر و تسعة أيام ابتداء
من اليوم .
فقال السيد سامح بفخر : ها هو ابني الذكـي عمر، انه سريع بالحساب كما تعلم ، و هو ..
ظل السيد سامح يتحدث وحده و يذكر محاسن ابنه بفخر ، بينما همس عمر في أذن سامر :
" بصراحة أنا لا أعرف فقد اخترت رقما عشوائيا "
ضحك سامر بصوت مرتفع و كذلك عمر، و تساءل والده بشكّ عن سبب ضحكاتهم المفاجئة .
السيد سامح بغضب مصطنع : هل بإمكاني معرفة سبب ضحككما ؟
عمر بمرح : أبدا لا يمكنك !!
فغضب السيد سامح و رمى عليه وسادة الأريكة قربه ثم أردف قائلا :
قليل أدب ، تحتاج لتهذيب يا ولـد ..
نظر سامر لهما ، و ابتسم في نفسه و قال :
"العيش معهما ممتع حقا ، لكنني افتقر لوالدي فعلا "
نظر عمر لسامر و قال : لم لا تشترك معنا في المعركة يا صاحبي ؟
تفاجأ سامر من طلبِ عمر فأومأ نفياً ، لكن عمر لم يأبه لجوابِ سامر بل أدخله في معركةِ
الوسائدِ ، فانتشرت الوسائد في الغرفة و عمّتها الفوضى و انفجرَ غضبٌ السيّدة سميّة حالَ رؤيتها
لحالِ الغرفةِ فوبّختهمْ : ماذا فعلتم ؟ إن .. الـ ... لماذا أفسدتم .. الـ..
ثم تمتمت بغضب و هي تحاول ترتيب جملتها ، وصاحت و هم ينظرون لها ببرود : أعيدوا ترتيب المكان .
لم يتحرك أحد بل ظلوا متصلبين أمامها ، فضربت بقدمها الأرض و قالت :
" أعيدوا ترتيب المكان " .
نظر الجميع لبعضهم فقال عمر ممازحاً : أصبحت أمي تشبه أختي الصغير أمل ،
فهي تضرب الأرض بقدمها عندما تغضب .
ضحكَ الجميعٌ على تعليقِ عمر ممّا جعلَ السيّدة سميّة تشعرٌ ببعض الارتباك و الخجل منهم ،
فلم تجد مخرجاً من ذلكَ غير أن تضحك هي الأخرى .
و الغريب في الأمر أنهم سمعوا اختلاط ضحكة غريبة من بين ضحكاتهم فالتفتوا لصاحبها فإذْ
بها أمل الصغيــرة التي تقدمت منهم و هي تحمل دميتها القطنية و تضحك بعفوية .
نظر لها الجميع بسعادة لأنها استعادت صحتها ،
كما أنّها تضحك معهم دون أن تعرفَ السبب ، بينما نظر لها عمر باندهاش ،
فهي تبدو لطيفة و بريئة ، ولا ذنبَ لها فيما يحصل ، فما كان عليه أن يحقد عليها .
و مما أثار الدهشةَ حقا أنها ركضت باتجاه أخيها الكبير عمر و وقفت قربه وهي تضحك ،
فرحت والدتها برؤيتها قريبةً من عمر الذي ينعتها بالمزعجةِ على الدوامٍ و كذلك فعل والدها ،
بينما هو ، فقد اتسعت حدقتا عينيه تعجبا ، فقال بداخله : "أمـل " .
نظر لها سامر بابتسامة باردة و قال بداخله :
" لو لم تمت أختي في ذلك الحادث لكانت مثل عمر أمل تماما ، الخامسة "
أخفض جسده و أشار بيديه لأمل الصغيرة التي خافت منه ، لكنه انزاحَ بعد أن مسح على شعرها
بطيبة ، وربّتَ على كتفها و أتبع ذلك قائلا : هل تشعرين بتحسن يا أمل ؟
هزت رأسها إيجابا ، و اتسعت شفتيها بابتسامة بريئة .
و في هذه الأثناء نظرت السيدة سمية للساعة و هتفت قائلة بصدمة :
إنها العاشرة و البيت كله مستيقظ ! ، فأردفت بجدية : إلى النوم جميعا .
جَلسَ السيّد سامح على الطاولةِ و سحبَ الصحيفةَ و قال بجدية :
هيا فلتذهبوا جميعا لأني سأقرأ هنا ، صحيح يا عزيزتي .
ففاجأته بقولها : أبدا ، فالكلام لك أيضا .
السيد سامح بإحراج : و لكــن ...
قاطعته و هي تأخذ الصحيفة : أنت أولهم ، هيــا إلى النوم حالا .
السيد سامح : اسمعيني يا عزيزتي .
ردت عليه بجدية أكثر : ستنام حالا ، لأنني سأتعذّب في إيقاظك غدا.
السيد سامح: لا، أصدقكِ القولَ سأستيقظ قبلَ الفجرِ إن أردتِ .
قاطعته مجددا : عموما سأغلق الغرفة و لن أفتحها أبدا ، إن أردت فنم هنا .
نظر السيد سامح حوله و قال : أنام هنــا ...
ثم أردف بلهجة متقطعة حزينة منكسرة : و ... بغير غطاء أو ..
قاطعته بصرامة : لذلك ستذهب للنوم .
استسلم أخيرا للقدر و اتجه لغرفته ، فالتفتت السيدة سمية و قالت بغضب : و أنتما !!
فلم تجد أحدا ، غير ابنتها الصغيرة أمل ، تنهدت بارتياح و اتجهت تطفئ الأنوار .
أما في غرفة الشابيـن ، فقد كان عمر يجلس على سريرهِ و يحدث سامر المستلقي
على سريرهِ أيضا بارتباكٍ : أرجو أنك لم تغضب من أمي ، فهي .. فهي ..
قاطعه سامر بهدوء مستغرباً : وَ لمَ أغضب .. ؟ ! لا عليك ، فوالدتك رائعة ،
أحب هذا النوع من الأمهات ، قيادية بشكل ملحوظ .
ابتسم عمر و قال وهو َيشدٌّ غطاءَ سريرهِ : جيد ، خفت أن تكون قد انزعجت ،
لأنك ستعتاد على هذا يوميا .
فسأل سامر عمر قائلا : ما هو نوع مدرستك يا عمر ؟
تمدد عمر بمشاكسة على سريره و قال : بصراحة إنها ليست سيئة.
سامر: إذا فهي جيدة ؟
عمر و هو يركز : أمممم ، نوعا مــا !
سامر باستغراب : ماذا تعني ؟
عمر : بصراحة هي جيدة و لكن من بها عكس ذلك تماما ، ليست كلها يا سامر ،
ثم أنت تعرف أولئك المشاغبين ، إنهم كثــر هنا .
قال سامر بجديّة : لكنهم حتما ليسوا كـطلاب مدرستي السابقة .
سأل عمر بخبث : بالمناسبة يا سامر سمعت أنك قد أطحت بعدد كبير جدا
من الطلبة ، و أنك كنت مشاغبا و محظورا في مدارس أوروبا كلها ، هل هذا صحيح ؟
أدار سامر وجهه للناحية الأخرى و قال بلا اهتمام : ربما .
عرف عمر أن سامر لا يود إجابته عن هذا السؤال فقال له بمرح :
تصبح على خير يا أخي .
ابتسم سامر بسبب كلمةِ { أخي } فرد عليه بخفوت : تصبح على خير .
أطبقا جفنيهما ، لتداعبهما الأحلام ، فغطّا في نومٍ عميقٍ .
دخلت الغرفة بهدوء و أسدلتِ الستائر فضوء الشمسِ سيزعجهم غداً ،
أسرعت نحو الباب و أطفأت الأنوار قبل أن تخرج قائلةً :
" أحلامــا سعيدة ، ولداي . "


سنرى بإذن الله، كيف سيقضي سامر حياته مع عائلة عمه اللطيفة ،
و ما هي الأحداث التي تنتظره في المدرسة ؟
ربما كانت مقدمة القصة جامدة ، و لكن كان لابد منها .
نراكم قريباً ..
،


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:35 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




غروبٌ بألوان الطيف
{ قصة هادفة بأسماءٍ عربيّة }

الجزءٌ الثاني [2]
مدرستي الجديدة
استيقظ ذلك الشاب بكسل و أخذ منشفة قربه متجها نحو دورة المياه القريبة من غرفته ،
طرق الباب و هوَ بالكادِ يفتحٌ عينيهِ من شدّة ِالنعاسِ فالنّومٌ لا يزالٌ يغلبهٌ .
لم يجبه أحد ، فعاود الطرق مجددا ، و كالمرة السابقة ، لا إجابة ، حرّكَ مقبضَ البابِ لكنّه مغلق ،
ففقد أعصابه و نفد صبره ، فزاد من شدة طرقه للباب و هو يصرخ : من هنا ؟!!
مرت بقربه والدته و صرخت : عمــر .
التفت عمر و هو يفتح عينيه ببطء و قال : ماذا ؟
غضبت أكثر و قالت : كيف تتوقع من شخص داخل دورة المياه أن يجيبك !
ثمّ أردفت بغيظ : هل أنت مغفّل ؟
فأجابها عمر بغباء : ليقل شيئا على الأقلّ .
أخذت والدته منشفته قائلة : لن تفهمَ أبداً ، وباللهِ عليكَ أخبرني كم مرة قلت لك أنها ليست منشفتك ؟
إنها المرة العاشرة على التوالي التي تأخذها .
عمر بلا حيلة : و ما عساي أفعل ؟ كانت بقرب سريري ؟
والدته بانزعاج : و من أحضرها غيرك ؟
عمر بغيظ : و ما أدراني ؟ حسنا من في الداخل ؟
السيدة سمية بغضب : اذهب لدورة مياه أخرى ، البيت ممتلئ بها .
في هذه الأثناء خرج والده السيد سامح متثائبا : آآآآآه ، ألا يعرف هذا البيت كلمة هدوء ؟
السيدة سمية : أول مرة تقول الصواب يا سامح فعمر لا يكفٌّ عن افتعال الحماقاتِ .
اقترب منها السيد سامح و نظر لها بطرف عينه قائلا بشكّ : أَ حقاً هيَ أوّلٌ مرّة ؟
ثمّ إنني كنت أعنيك أيضا بهذا الكلام .
شهقت ثمّ زمّت شفتيها باستياء : هكذا إذا .
وما هي إلا ثوان حتى خرج سامر من داخل دورة المياه و أغلق الباب بهدوء قائلاً :
صباح الخير جميعا .
وجدها سامح فرصة فبكى باصطناع على كتف سامر و هو يقول :
آآآآآآآآآآآه ، تصور تصوّر يا سامر أنها تسكب الماء علي لتوقظني ، وأحياناً تضعٌ فلفلا حارا بفمي ،
فكيفَ لي أن أضمّها ضمن دائرة الهدوء في المنزلِ ؟!
تنهدت السيدة سمية قائلة : حتى هذه الطرق لم تعد ذا مفعول كالسابق ؟
ابتسم السيد سامح بنصر و أخرج علبة ما في جيبه و رفعها للأعلى لينظر لها
الجميع ، و قال بلهجة المنتصر : صحـيح !
فقد خبئت علبة سكر احتياطية ، للتغلب على طعم الفلفل الحارق ،
نظر له الجميع بغباء ، فقال عمر للتهرب من والده : لم أعد احتاج لدورة المياه ، الوداع .
تبعته السيدة سمية قائلة : لقد نسيت إعداد الطعام ، سأنصرف .
فلم يتبقى سوى سامر و عمه ، نظر له السيد سامح و قال و هو يحرك علبة السكر :
تحب أن تجرب ؟
حرك سامر يديه بارتباك و ضحكَ بتوتر : ههههه أبدا ، أظنني تأخرت .
انتبه السيد سامح لساعة يده و قال : الوقت يجري ، حسناً غيرٌ مهم .

التف الجميع حول مائدة الفطور بعد أن ارتدوا ملابسهم الرسمية ، و شرعوا بالأكل ،
نهض السيد سامح و ضرب بكفيه الطاولة وقال فكأنما يلقي خطابا في مجلس :
هيا يا شباب ، فاليوم هو يومكم أنتم ، أنتم من سيبني حاضرنا هذا ، و مستقبلنا ذاك .
فقاطعته سمية بابتسامة يشع ّ منها الشرّ : سـامح !!
التفت لها و هو يمسك الشوكة قائلا : ما الأمرٌ عزيزتي ؟
ابتلع الجميع ريقهم ، و التفتوا للسيد سامح ، و قد غطى ذلك الطبق الذي رمته
عليه السيدة سمية وجهه بالكامل .
فالتفتوا للسيدة سمية ليجدوها تأكل و كأنما شيئا لم يحصل ، لقدْ دبّ الرعب في أحشائهمْ .
فابتسمت بوجههم و قالت بلطف : لا عليكم تابعوا تناول إفطاركم ، فكما تعلمون
هو الوجبة الأهم و الأساسية أيضا ، هيا هيــا تناولوا .
فتابعوا طعامهم ليسوا لأنهم جائعين فقد شبعوا ، لكن لأنهم خائفين أن يصيبهم ما أصاب السيد سامح .
عاد السيد سامح للجلوس بعدَ أن غسلَ وجههٌ و قال : أحبائي ، سميّة تحب أن تمزحَ في الصباحِ لتلطيفِ الجوّ ، أينَ وصلنا ؟ آه صحيح .. كنت أريد أن أقول أنّه يومكم الأول في المدرسة الثانوية ،
و أنتم أصغر طلابها ، لذلك ابتعدوا عن افتعال المشاكل ، فهمتم ، لا للمشاكل .
فقال عمر بداخله : " إنني في هذه المدرسة منذ سنة و لا يزال والدي ينسى ذلك "
و قال بجدية بينما اعوجت الشوكة بيد السيدة سمية من القهر :
هيا رددوا معي ..
رفع يده و حركها مثل (المايسترو) : هيا ، لا للمشاكل ، .. لا للمشاكل ؟
فهمس عمر بإذن سامر الذي يجلس قربه بهلع : ستبدأ المشاكل الآن ، فغضب النساء عظيم كما تعلم .
ولا تزالٌ محاولاتٌ السيّد سامح الفاشلة بتلطيفِ الجو تدنو من موتها : هيا أحبتي ، لما لا ترددوا معي ؟
ابتسم كل من سامر و عمر بوجه السيد سامح و قالا : تأخرنا عن المدرسة .
سحبا السيد سامح بسرعة من كرسيه و أخرجاه للسيارة ، تنفسا الصعداء ، و قال عمر بارتياح : ابتعدنا عن المشاكل .
فضحك سامر و قال : نفذنا جملة عمي " لا للمشاكل " .
فضحك هو الآخر ، بينما قال السيد سامح و هو يركب سيارته : هيا ، إنها السادسة و النصف .
هزا رأسيهما و قالا : قادمان .
ركب سامر في المقدمة قرب عمه ، و عمر في الخلف ، و في الطريق قال السيد سامح بجدية :
كما قلت لكم أحبتي ..
فقاطعاه بصوت مرتفع : لا للمشاكل .
ابتسم باصطناع و قال : بالتأكيد ، فأنتم أحبتي من سيبني..
قاطعه عمر و هو يكاد يموت من القهر :
نعلم ، نحن من سيبني الحاضر و المستقبل ، نعلم بذلك ، و نعلم أن هذا اليوم هو يومنا نعلم ،
و نعلم أننا شباب اليوم .
ثم تابع و هو يبكي باصطناع : آآآه ، اقسم لك بأننا نعلم .
فابتسم والده مجددا و قال : إذا فقد فهمت الدرس ، ثمّ أردف بصرامة : احترم والدكَ على الأقل ولا تقاطعهٌ يا عمر .
ضحك سامر بداخله و قال :" عمـّي المسكيـن "
وبقوا طوال الطريق هكذا ، السيد سامح يلقي بعض الكلمات ، فيقاطعه عمر بقهر ،
حتى قال والده جملةً أخرسته طوال الطريقِ .
" هل تريدٌ رؤيةَ وجهيَ الآخر يا عٌمر ؟ "
استغربَ سامر من هذه الجملة لكن عمر لم يستغربها فهوَ يعلمٌ طبيعةَ والدهِ ، ا
رتاحوا جميعا عندما نزلوا من السيارة ، فكان أول الناجين من السيارة هو عمر .
استنشق عمر الهواء بقوة ثم زفر قائلا : آآآآآه الحــرية ما أجملها !
فترجّل َ بعده سامر و قال و هو يمعن النظر بالمدرسة : هذه هي إذا .
اصطحبَ السيّد سامح الشابينِ للداخلِ ، و مروا بجانب الحارس فقال له بلطف :
صباح الخير يا رجل !
صافحا بعض فقال له السيد سامح و كأنه يشرح : أقدم لك ابني الأكبر عمر، و هذا ابن أخي سامر .
الحارس بداخله :" ما الداعي لتقديمهما ؟ "
اصطحبهما لمكتب المدير ، فانتظر عمر عند الباب و دخل سامر و عمه ،
صافح السيد سامح المدير السيد " نظام "، و قال له :
أقدم لك ابن أخي سامر ، حدثتك عنه بالهاتف !
هز المدير رأسه و قد أكل الشيب سواد شعره وقال :
أهلا بك يا بني في مدرستنا الثانوية .
ابتسم سامر بوجهه، فقال له المدير : سآخذك لصفك ، أما أنت سيد سامح يمكنك الانصراف .
انصرف السيد سامح ، و كان قد فعل عمـر الشيء ذاته ، و اتجه سامر مع المدير لفصلهِ .
( كانت المدرسة نظامية جدا ، لبس موحد ، قوانين موضوعة ، تنفذ بانتظام ، و فتيان فقط ،
( هذا في الجناح الأيمن من المدرسة ، أما الجناح الأيسر فهو للفتيات )
و نقطة التقاطع بين الجناحين هي
{ العيادة المدرسية }
دخل سامر بعد المدير للفصلِ الذي سيكون فصلهٌ قريبا ، و كانت حصة أحياء و علوم .
المدير : عفوا أستاذ أكرم ، انه الطالب الجديد .
نظر الطلاب جميعهم لسامر و بدؤا التهامس بشأنه ، وهذا ما يحصلٌ كلّما أتاهم طالبٌ جديد .
المدير بجديّة : تفضل يا بني ، عرفهم عن نفسك .
تقدم سامر و قال : سـامر ، طالب بمثل عمركم .
ابتسم الأستاذ أكرم و قال بمرح : هكذا فقط ، هههه تفضل اجلس هنا .
و أشار على المقعد الثاني
فأكمل الأستاذ أكرم : بالتأكيد لن يمانع حمزة من جلوسك بجانبه .
توردت وجنتا حمزة فقال : لا يا أستاذ ، لا مانع لدي .
اتجه سامر و جلس بينما عينيه تبحث عن عمر ، عله يكون بفصلِهِ .
أخفض رأسه و قال بداخله : " لا وجود له هنــا " .
انصرف المديـر ، فأكمل الأستاذ شرح الدرس و بينما هو يشرح
شاهد عدم اكتراث الطلاب له فضربت عصاه الطاولة : هـدوء يا شباب !
عاد الهدوء مجددا ، و تابع قائلا :
أما السمكة ذات الرئة التي تعيش في أفريقية فإن لها رئة تساعدها على المعيشة خارج الماء ،
و هي تختفي داخل الطين أثناء فصول الجفاف ، و ...... .
و مضى الوقتٌ سريعاً حتى أنهى الأستاذ أكرم درسه فبقي من الحصة بضع دقائق ،
وانتابه الفضول حول سامـر ، فسأله قائلا : بالمناسبة يا سامر ، دعنا نتعرف عليك قليلا ،
فقد تبين لنا أنك هادئ جدا ، أو هذا حالٌ الطلابِ الجدد في بادىء الأمر ، ل
ذا نريد أن نعرف عنك أكثر إن لم يكن عندك مانع .
نظر له سامر ببرود و قال : تفضل ، أسألني .
بدأ الجميعٌ يتهامسونَ حول طريقة سامر بالحديث مع المعلم ، رغمَ ذلك هوَ لم يقصد
إغاظة الأستاذ أبدا ، لكنه لا يحب أن يسأله أحد عن خصوصيّاتهِ على الأقل ليس أمام الجميع .
صفقَ الأستاذ أكرم بيديه ليسكت الطلاب و قال بأدبٍ جمّ : ليست هذه طريقة نبدأ بها التعارف
يا سامر إن كنت مستاءً فلم َ لم ْ تقل ذلك ، و انتهى الأمر ؟
أجابه سامر بأدب : عذراً ، لكنني لم أقصد شيئا غير أنني لا أحب ذلك .
قطب الأستاذ أكرم حاجبيه مصطنِعاً الغضب و قال بهدوء : إذا ، ما هو اسم والدك ؟
أجابه سامر بسرعة : بدر .
ابتسم الأستاذ أكرم و قال : و مـا هو عمله ؟
طأطأ سامر رأسه و قال بخفوت : لا أستطيع القول ، اعذرني .
ندمَ سامر أنه لم يقل أي شيء عن وظيفةِ والدهِ ، وظيفته عادية جداً فهوَ صحفيّ ،
لكنّه يخشى فقط أن يبحثَ الناسٌ عن مقالاتهِ ويستخرجوها من تحتِ الأرضِ ويسخروا منه ،
ربّما ليسَ خوفاً على والدهِ ، بل خوفاً على نفسهِ هوَ ، يراها سامر أنانيّة لكنّه في النهاية فضّل السكوت َ .
رن َّ الجرس و قال الأستاذ : لا بأس يكفي أننا عرفنا أنك سامر بدر .
غمز لسامر و قال بلطفٍ : نقطة لصالحي .
ابتسم سامر بخفة حتى غادر الأستاذ و دخل الأستاذ الذي يليهِ ،
{ أستاذ الوسامةِ الخارقة والأساليبِ الماكرة } كما يسمّيهِ الجميعٌ .
شعر بنيٌّ كثيفٌ منسدلٌ على كتِفَيه ، رموشٌ كثيفةٌ طويلة و بشرةٌ حنطيّة و وجهٌ شبهٌ دائريّ تقريباً ،
ان كانَ للجمالِ العربي وجه فهوَ وجهٌ الأستاذِ فريدٌ ، أو هكذا كما يقولون .
هنا وقف الجميع ليحيوا الأستاذ ، و هو يرمقهم بنظراتٍ ساخرةٍ ماكرةٍ ،
حتى تلك النظارة الطبية التي يضعها تكاد تتحطـّم أشلاءً من قسوةِ هذه النظراتْ .
جلسَ على كرسيّهِ ونظرِ للطلبةِ ورمى كتبه بقوة على الطاولةِ ، و صدر صوت مزعج جعل القشعريرة تسري في جسد الطلبة وسلمتِ الطاولة من التحطّم !
سقطت كتبه ، فأشار على أحدهم و قال بانزعاج وخفوت : أنت هناك ، هيا اقترب .
فقال الطالب و الذي لم يكن سوى سامر ببرود واستغراب : أنـا ..
ابتسمَ الأستاذ بسخرية وقال : أجل ، أنت يا طويلَ القامةِ .
مشى سامر ببطء ، و هذه من عاداته في الحقيقة وقال بداخلهِ :
" البارحة عمر والآن هذا الأستاذ ، ألهذا الحدِ طولي غريب ؟! "
انزعجَ الأستاذ وهوَ يرى سامر يقترب ببطء فقال بجديّة : تَحَرّك .
ثمّ أردف بخفوت بعد تنهيدة ٍ خفيفة : أحضر لي الكتب .
[ هل سيحضرها من تحت قدم الأستاذ ؟ هل سيفعل ؟ ]
و كانت النتيجة كالصاعقة على وجه الطلاب ،
فقد أخفض سامر جسده و قال للأستاذ بهدوء : عفوا أستاذ لكن قدمك على الكتاب .
أبعدها الأستاذ بسخرية و انصرف يتمشى بين الطلبة .
جمعها سامر بهدوء و هو يحادث نفسه : هل هو هكذا على الدوام ؟
ابتسمَ الأستاذ بسخريةٍ على شعرِ أحد الطلبة : ما قصة شعرك هذا ؟ هل تسمّيها قصّةَ شعرٍ ؟!
ثمّ أردف آمراً إيّاهٌ : عليك أن تمشطه ، فهمت .
هز الطالب رأسه بقلق و خوف : فهمت ، فهمت أستاذ .

هل هم الأساتذة هكذا دائماً ؟
أمّ أنّ حظّ سامر دفعه ليبقى تحت ظلّ أسوءِ الأساتذة كما يرى ؟
ماذا سيحصلٌ يا ترى ؟
نراكم قريباً ...



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:36 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


غروب بألوان الطيف 3 + 4

الهدوء يملأ ذلك الصف ، و خفقان القلوب تزداد سرعته ،
خوفا من تلك الإجابة، أو رعبا مما سيفعله الأستاذ ؟
و الفتى يقف مبتسما أمام أستاذه بغير جواب ،
فأعاد الأستاذ الكرة : سألتك ، ما رأيك بي أيها الفتى ؟
سامر بهدوء: انه لمن غير المنطق أن نحكم على الأشياء من أول مرة،
إنها المرة الأولى، بل و اليوم الأول لي معك، فكيف لي أن أحكم عليك
أيها الأستاذ !
ابتلع الطلاب ريقهم ، و منهم من تنهد راحة ،
فابتسم الأستاذ بوجه سامــر مما أثار دهشة الطلاب ،
أما سامر فنظر له بتعجب من مزاجه المتقلب ،
فصرخ الأستاذ بقوة على سامـر : فلــتخرج ، لأنك لم تجب على السؤال !
و يقول لي أنه من غير المنطق ، هه شباب اليوم !!
.
.
خرج سامر و وقف على الحائط ،متعجبا .
فالتفت ليجد هنالك من يشير إليه فابتسم عندما عرف أنه عمر،
أشار له عمر المعاقب على الحائط الخارجي للفصل الذي يبعد فصلين عن
فصلـه .
عمر بابتسامة قال بداخله :" يا الهي طرد من أول يوم بالمدرسة ،
مسكين والدي إن علم بالأمر ، و هو الذي ظل يوصينا طيلة الصباح هه "
.
.
طأطأ سامر رأسه و قال بداخله:" صوت الأستاذ المرتفع يكاد يفجر طبلتي أذني "
ثم أردف قائلا :
" هه ، حتى أنني لا أعرف المادة التي يدرسها "
.
.
أما الأستاذ فكاد يكسر السبورة من شدة قبضته على القلم
و فعل ،حتى أنه ترك ثقوبا عليها من شدة الضغط .
فقد سقطت السبورة حقا
فقال بغضب و هو يرمي القلم بشدة على الحائط :
سبورة غبية ، سقطت ، كم هذا سخف !
نظر له سامر بغباء من الباب و قال بداخله باستهزاء :"السبورة غبية "
أما الأستاذ فصرخ على الطلاب:
هذا ما تريدونه أن أجلس و لا أشرح الدرس، بل أقف أمام وجوهكم
السمحة .
الطلاب بداخلهم :"منذ الفصل الأول و هو يردد هذه الجملة عندما تسقط السبورة"
تنهد الأستاذ بقوة ،
و من قوة أنفاسه كانت كالرياح على الطالبين اللذين يجلسان في المقدمة ،
كاد أن يقتلعهما من جذورهما، eek
( ههههههههه ، هذه قوية شوي ... اعتبروها تشبيه بليغ جدا ههههه )
كان يمثل القوة بالقوة و القوة كلها لله وحده،
الأستاذ بغضب: ليقم أحدكم و يثبت هذه السبورة، يستحسن بي
تسميتها قمامة.
(طبعا السبورة جديدة، لأنهم في الفصل الثاني جددوا كل الأثاث المدرسي )
فقال معاتبا: لماذا لم تغيروهـــا ؟
( هذه السبورة هي رقم 45 ، لأن الـ44 سبورة السابقات تحطمن على يد الأستاذ القدير )
اندفع الطلبة و ثبتوا السبورة، و قاموا بعمل رائع فكانوا كخلية النحل
في تعاونها ،
و ما إن أنهوا العمل صفق لهم بقية الطلبة على العمل الرائع و المتقن،
فصرخ الأستاذ : من أذن لكم بالتصفيـق ،
طأطأ الطلاب رؤوسهم ، فقال لهم :
عقابكم نسخ جملة " أنا غبي " ألف مرة
و من لا يحضر لي النسخ غدا فليعتبر نفسه انتهى،
فقال طالب بنبرة مريضة و مسكينة:
و لكن أستاذ ،
صرخ الأستاذ بوجهه : تغير النسخ إلى ألفي مــرة ،
فأغمي على الفتى، و لم يكن بمقدور أحد أن يفعل شيئا للشاب فقد
يضاعف النسخ أكثر و أكثر .
فقال الأستاذ: و سأزيد مع كل نفس أسمعه، !
فتدخل هنا سامر ، عندما دخل الفصل و اتجه نحو ذلك الطالب الذي أغمي عليه
و تفحصه جيدا فقال للأستاذ بجدية : انه يحتاج للطبيب .
قطب الأستاذ حاجبيه بشدة : من سمح لك ..
تجاهل سامر الأستاذ فقد علم أنه لا فائدة منه ،
و أسند الفتى على كتفه ثم أشار لحمزة بأن يساعده ،
فنظر الأستاذ لهما بغضب ، أما حمزة فتغلب على خوفه ،
و قال بداخله : " مجرد بشر مثلنا ، فلم نخاف منه ؟ "
تحرك باتجاه سامر و ساعده على حمل الفتـى ،
سأل سامر حمزة : هل تعرف مكان العيادة ؟
هز حمزة رأسه : أجل ، هيا بنا .
و أمام دهشة الجميع و دهشة الأستاذ الكبرى ،
خرجوا من الصف ، كما تخرج الشعرة من العجيـن ،
أما الأستاذ فقال : هدوووووووووووووء ، لي تصرف مع أولئك الثلاثة ،
لذلك ســ .....
((( فرن الجرس ، لقد أنقذهم الجرس جميعا ))))
حمل كتبه و خرج من الفصل بغضب عارم ،
و الطلاب بدؤا يتحدثون : هل شاهدتم شجاعة سامر ؟
يجيب آخر: انه مذهل، كيف أجاب الأستاذ،
و آخر: و هل شاهدتم حمــزة أيضا،
يرد عليه آخـر: بدا لي و كأنما يعرفان بعضيهما منذ زمن،
.
.


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:38 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


في عيادة المدرسة التي تقع في المنتصف بين الجناحين
شكرت الممرضة سامر و حمزة بقولها : شكرا لكما ، أحضرتماه في الوقت المناسب ،
ابتسما بوجهها و قال حمزة: اشكري سامر فهو من أحضره،
رد عليه سامر مجاملا إياه: بل اشكري حمزة فهو من دلني على العيادة،
ضحكت و قالت: إذا شكرا لكما أنتما معا،
ابتسما خجلا ثم سألها حمزة: أتساءل ما سبب إغماء وليــد ؟
أجابته: انه مصاب بفقر الدم يا حمزة !
ألا تعلم شيئا عن أبواه، لأنني لم أعثر على ملفه عندنا.
رد عليها حمزة: إن والديه مسافران، فهو يعيش مع جده و جدته، و هما كبيران في السن،
لذلك لا أظن أن هنالك فائدة من اتصالك بهما،
و لاسيما أنه هو من يعتني بهما و ليس العكس.
سامر بداخله بحزن :"لـست الوحيد بالعالم ، الذي يعاني "
.
.
خرجا من العيادة فمد حـمزة يده ليصافح سامر، و لم يتردد سامر،
فقال حمزة: سررت بلقاء أحد مثلك ، أنت شجاع ، و يشرفني مصادقتك !
ابتسم سامر بوجهه و قال : و أنا أيضا ، أحسست أنني أعرفك منذ زمن .
حمزة : هاهاهاها ، الوجوه المتشابه كثيرة يا فتى !
سامر: ربما الطباع أيضا،..
ضحك حمزة خجلا : هههه ، ربما ، من يدري ..
فسأل سامر: يا ترى ما قصة الأستاذ بل ما اسمه و ما هي المادة التي يدرسها يا حمزة ؟


أجابه حمزة : تريد الحقيقة ، لا أعلم ، بل لا نعلم ، لم يفصح عن اسمه ،
أما المادة ، فصدق أولا تصدق ،
سامر باستغراب : ماذا ؟
حمزة : إنها العلوم النفسية !
نظر له سامر بغباء شديد و قال : أتمزح معي ؟ انه يحتاج
لطبيب نفسي ، فيصبح هو الطبيب نفسه .
حمزة بارتباك : هههه ، أخبرتك لن تصدق .
سأله سامر مجددا: و هل تفهمون شيئا من شرحه ؟
هنا ضحك حمزة و قال : ههاهاهاها ، انه لا يشرح شيئا أصلا !
فقط يكتب كلمات بلا معنى و يكسر السبورة و يخرج ملقيا اللوم علينا !
صمت قليلا ثم تابع بحزن: حتى إننا نضطر للاتصال بمدرس منزلي للمادة،
و المشكلة أن أغلب الطلاب يعانون من أزمات مالية.
سامر : و هل تعتقد أن هنالك حلا سلميا للأمر ؟ أعني ألم تخبروا المدير ؟
هز حمزة رأسه نافيا و قال : لم يجرؤ أحد على فعل ذلك ،
انه أمر مستحيل.
سامر بانزعاج: و أين أولياء الأمور عن هذا ؟
تنهد حمزة : هه ، معظمهم لا يعلمون .
سامر : ماذا عن البقية ؟
حمزة: قدموا شكوى للمدير لكن المدير أجابهم.. بـ..
++ فشرع يحكي ما جرى ++
(( أحد أولياء الأمور و هو يصرخ بوجه المدير: أيها المدير
نحن نعاني من ضائقة مالية و أساتذتك لا يشرحون !
رد عليه المدير بجدية : صدقني ، أنا استدعيت
هذا الأستاذ أكثر من عشر مرات ، و لكنه لم يأت .
صرخ ولي الأمر قائلا: الخطأ عليكم، كيف تعينون مثل هذا
الأستاذ ؟
المدير بإحراج : اعذرني يا سيد ، التعيين قادم من الوزارة
و ليس من هنا ! ))
سامر بعد أن استمع لما جرى : يا الهي !
حمزة بضيق: كرهت المدرسة بسببه، كرهتها يا سامر كرهتها.
سامر بهدوء : أتساءل هل هو إنسان عاقل حقا ؟ فتصرفاته كالمجانين !
ابتسم حمزة بسخرية و قال : هه ، على ذكر المجانين ،
أذكر أنه قاد سيارته مغلقة النوافذ أثناء الحر، كي يعتقد الناس
أنها مكيّفة.!!
سامر بحزن: لابد و أن هنالك ثمة سـر !
نظر له حمزة و قال بقلق: أنت لا تفكر بشيء خطير، صح ؟
.
.
وصلا للفصل ، و اتخذا مكانهما ، بينما الطلاب كونوا حلقة حولهما ،
و هتفوا : أحســنتم يا شباب ، كنتما رائعين !
كسرت غروره يا سامر ، انك مدهـش ،..
عقد سامر حاجبيه و قال بعتاب : لم أنوي ذلك أبدا ،
ثم قال بصوت شجي : أظنه مسكينا ، لابد و أن هنالك ما يدفعه لفعل هذه الأشياء
و أردف قائلا بداخله : " يجب أن أعرف ، يجب أن أعرف "
.
.
ثم سأل سامر أحد الطلاب قربه: هل يعرف أحدكم منزل الأستاذ ؟
فأجابه أحدهم: بصراحة لا أعرف،..!!
لأنه يخرج مبكرا، خشية أن يتبعه أحد الطلاب.
ابتسم سامر بخبث و قال: أنا سأذهب لعمل مــا، لن يسأل عني أحد فأنا جديد ،
و لا تأتوا بذكري من فضلكم.
أومئ له الجميع بالموافقة ،
و انطلق سامر بأرجاء المدرسة التي لا يعرف عنها أو الطرقات التي بها أي شيء
.
.
بحث و بحث و بحـث، وصل للعيادة و هو يلهث من التعب،
وتابع حتى وصل للجناح الآخر من المدرسة و
قدماه تقودانه إلى حيث لا يعلم، إلى المجهول الذي
ينتظره ،
شاهد سورا كبيرا يخترق منتصفه باب،
و يحرسه شخص سمين يبدو نائما على كرسيه،
و قبعته الرسمية قد غطت ملامح وجهه العلوية،
تنهد سامر و همس لنفسه: يجب أن أدخل، لعله هناك !
لم ينتبه لتلك الملحوظة المعلقة أعلى الباب و التي كتب عليها
][ الجناح الجنوبي للفتيات ][
.
.


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:39 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


و بحذر سامر و مهارته ، استطاع الدخول ،
و بعد أن أصبح داخل الجناح تماما.
سامر بتوتر : هذا المكان نسخة مطابقة عن سابقه ،!
.
.
أخذ يتمشى بالممرات بحرص ، حتى سمع خطى أقدام ،
تلفت يمينا و يسارا يبحث عن مكان للاختباء ،
فوجد بابا لعمال النظافة ،
دخله بسرعة خاطفة ، و قلبه لا يكف عن الخفقان ،
.
.
مضت دقائق على دخول سامر تلك الغرفة، و بعد أن زال الصوت،
خرج ، و أخذ طريقا فرعيا و هو يمشي بثقة و كأنه عالم بممرات
هذه المدرسة،
و اقترب قرب باب كبير ، بدا له أنه قاعة تمرينات ،
اختلس النظر فيها حتى اكتساه الخجل ،
فقال بعد أن ابتلع ريقه : فتيــات ، أظنني في المكان الخطأ !!
.
.
أراد الانصراف ، لكنه سمع صوتا بدا من حديثها أنها معلمة هنا ،
التفت ليمينه فوجد حقيبة لإحدى الفتيات بالقاعة ،
فأخذهـا ، و ارتدى ملابسا للفتيات كانت موضوعة في الحقيبة على عجل ،
و جد بعض شرائط الزينة فقال و الحسرة تقلبه:
"لو أنني سمعت كلامك يا أمي، كانت تحب الشعر الطويل،
لكان قد نفعني الآن "
ثبت الشرائط بطريقة مضحكة و مشى بالممر ،
و هو يحاول التأقلم مع الحذاء ذو الكعب العالي الذي وجده في الحقيبة ،
كان يرتدي ثيابا رسمية للفتيات ،
قميص أبيض عادي مزخرف ببعض النقوش ،
و تنورة سوداء طويلة ،
أخفض رأسه بقلق و هو يمشي ، و المعلمة تتجه نحوه بسرعة ،
أوقفته قائلة : هـيي ! أيتها الآنسة من سمح لك الخروج من القاعة ،
فلتعودي و بسرعة ،
فقال سامر بنبرة فتاة متوترة: حاضر معلمتي ، و لكنني استأذنت من معلمتي
لدورة المياه .
أمعنت المعلمة بوجه سامر من بعيد و قالت بشك : هل أنت جديدة هنا ؟
هز سامر رأسه : نعم .
حدقت المعلمة بسامر و قالت له : آهـا .
و أخيرا غادر سامر من أمام المعلمة التي تنظر له باهتمام ،
فأوقفته بقولها : " أيتها الفتاة ، قميصك "
توقف سامر و نظر لقميصه ، فضحكت عليه المعلمة و قالت :
ارتديه جيدا أيتها الجديدة انه بالمقلوب .
نظر سامر لنفسه متورد الوجنتيـن ،
فانصرف بعد أن قال : سأنتبه ، شكرا !!
.
.

قهقهت المعلمة بصوت مرتفع حتى دخلت القاعة ،
كانت القاعة ضخمة جدا ، بها جميع الأدوات الرياضية ،
و ملاعب أيضا ،
فتقدمت من المعلمة الأخرى و قالت :
مرحبا آنسة لمى ، أود أن أسألك عن طالبتك الجديدة ،
استغربت جميع الطالبات و بدأن بالتهامس ،
حتى قالت المعلمة لمى : هدوء يا فتيات ، رجاء .
ثم التفتت للمعلمة التي أمامها و قالت:
أي طالبة ؟
أجابتها : التي استأذنت للتو منك لدورة المياه ،!
اندهشت المعلمة لمى و نفت كل ما قالته المعلمة الأخرى ،
و رن الجرس لينهي حديثهما ،
فهتفت المعلمة لمى قائلة : " فتيات لا تنسين حصتنا القادمة "
فأجبن جميعهن و قلن: بالتأكيد.
.
.
و أمام باب القاعة خرجت الفتيات يأخذن حقائبهن لتبديل ثيابهن،
فهمست إحداهن بخفوت و هي تنظر لمحتوى حقيبتها:
يا الهي ملابس فتى ! ثيابي، لقد ..
فقالت لها زميلتها: ما الأمر يا مها ؟
هزت مها رأسها نفيا و قالت : أبدا ، ليس هنالك شيء مهم .
ركضت و هي تقول : سأذهب لدورة المياه ،
فقالت لها زميلتها : و لكن دورة المياه بذلك الاتجاه !
.
.
مها و هي تركض : يجب أن ألحق ذلك الغبي الذي أخذ ثيابي ،
و ترك ثيابه ،!
فركزت قليلا على ما قالته المعلمة : فتاة جديدة ، إذا هو ...
ثم فكرت بشدة حتى اتخذت قرارا مبنيا على تحليلاتها :
إذا هو فتى ، و من المؤكد أنه سيعود بعد أن تم اكتشافه تقريبا ،
و أنا يجب أن أستعيد ثيابي ، فليس لي غيرها ، و كما أن
ملابس التمرينات ممنوعة خارج القاعة .
فتوقفت و قالت بصدمة: يا الهي ! كيف نسيت ؟ إنها ممنوعة .
.
.
عقدت حاجبيها و قالت بخبث: كما تدين تدان !
أخرجت ثياب سامر من الحقيبة بطرف أصابعها و قالت:
كم هو مقزز ارتداء ثياب الفتيان ،
صمتت ثم قالت بغباء : لكن رائحة عطره رائعة ، هههههههه
.
.
خرجت من المبنى حتى شاهدت أحد الفتيات و الذي لم يكن سوا سامر ،
فصرخت : أنــت أيها الفتى أعد إلي ثيابي !
التفت سامر لها و كان قد دخل من ذلك الباب الذي يحرسه الحارس النائم
فأشار لها بيديه أن تصمت و تبقى بعيدة ،
أما مها فلم تعره اهتماما ، كان همها الوحيد هو ثيابها ،
صرخت مجددا و هي تبعد الباب عن طريقها بفتحه بقوة ،
فقال لها سامر بانزعاج : لم أنت غبية ؟ ألا ترين الحارس ؟
اقتربت منه و كان الحارس يتوسطهما ، لكنه كان نائما ،
غضبت و قالت : و لم تكتف بثيابي ، حتى تأخذ شرائطي الجميلة .
فقال لها : و أنت ارتديت ثيابي أيضا !
صرخت غاضبة: ماذا ؟
فصر بأسنانه و قال : اششششش ! سيستيقظ ..
انتبهت للحارس عندما وضح لها سامر حقيقة الأمـر فشهقت ،
و استيقظ الحارس و تفاجئ بهما فقال : أنتما ماذا تفعلان هنا ؟
لا يسمح بلقاءات كهذه هنا ، تعاليا معي إلى المدير !
فلم يكن من سامر إلا أن أشار لها بمعنى فهمت مغزاه ،
فتبادلا الأدوار ، ذهب هو لجناح الفتيات ،
بينما هي لجناح الفتيان .
.
.
و الحارس يصرخ عليهما و احتار فيما يختار ، أيتبع الفتاة أم الفتى ؟
.
.
اتجهت مها لأقرب دورة مياه و اختبأت بها ،
بينما سامر فقد دخل بالخطأ لمرسم ،
فقالت له المعلمة بغضب : لم كل هذا التأخيــر ؟
تلعثم سامر في البداية لكنه أتقن دوره بعد أن أخفض رأسه و قال بخجل
بنبرة فتاة: آسفة معلمتي، كنت في دورة المياه !
ثم قال بداخله ببرود : " كم أكره أن أكون بهذه المواقف "
أومأت له المعلمة بالدخول و أخذ كرسي بين الفتيات ،
فاختار سامر الكرسي الأخيــر .
و الفتيات ينظرن له بالاستغراب ، فقالت إحدى المغرورات : طويلة القامة و ترتدي حذاء ذو كعب عالي هههههههههه..
و قالت أخرى : لا ، بل انظرن لتلك الشرائط المضحكة .
سامر بداخله بضجر : " غبيات "
فقالت المعلمة بانزعاج : هيا لتأخذ كل منكن موقعها و تبدأ برسم لوحة من خيالها .
هتفت الفتيات بسعادة ، بينما سامر صاح بداخله بضجر :"يا الهي "
.
.
كانت مها تتحــسر و هي مختبئة بدورة المياه ،
فقالت بداخلها : " ستفوتني حصة الرسم "
ثم عضت شفتيها قهرا و تابعت : " كم كنت متشوقة لبداية الأسبوع "
.
.
أما سامر الذي لا زال يمثل دوره بإتقان
فكانت اللوحة بجهة و الريشة بجهة أخرى ،
كان أسوء من رسم الأطفال .
.
.
مضت الساعات حتى انتهى الدوام المدرسي على خير ،
فبعد أن خرج الجميع
و لم يبقى أحد في المدرسة ،
كان هناك من لم يذهب
.
.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:39 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



و في مكان آخـر أمام بوابة المدرسة ،
كان السيد سامح ينتظر بالسيارة مع ابنه عمـر ،
عمر بقلق : أين هو ؟
السيد سامح بتوتر : يا الهي أخشى أنه أصيب بمكروه .
التفت عمر لوالده و قال له بتأنيب : أبــي !! madmad
.
.
أما سامر فكان يمشي في الممــر متسائلا أين سيجد تلك الفتاة،
و بما أنه دخل مبنى الفتيان ، قال لنفسه ببرود :
يجب أن أكون حذرا فأنا فتاة الآن..
تفاجئ بذلك الصوت الذي يأتي من دورة المياه فقلق قليلا ،
ثم تحرك باتجاهها حتى خرجت مها بضيق و هي تتمتم بغضــب،
وقف ينظر لها ببرود و هي غير منتبهة ،
و لاسيما أنها مشغولة بتأمل ما ترتديه ،
رفعت رأسها ببطء فشاهدت سامر ،
و اقتربت منه لتصفعه لكنه تراجع و تفادى صفعتها،
ثم قال لها بهدوء: على مهلك يا آنسة !
صرخت بوجهه: أي مهل بعد أن تحولت إلى فتـى ،
بهذه الثياب الطويلة.
فقال لها : أريد ثيابي يا آنسة .
فقالت له بغضب : أولا ثيابك ستعود لك ، و ثانيا أدعى مها ،
لقد سئمت من كلمة آنسة بالفعل و لاسيما حينما تقولها ببرود .
نظر لها بهدوء و قال :هل معك ساعة ؟
نظرت له بغضب و عبست بوجهه ثم أظهرت يدها اليسرى لتنظر للساعة فقالت له:
إنها الخامسـة !
فقال بانزعاج : ماذا ؟ ،..... هيا لنتبادل الثياب بسرعة ، سيفوتني ..

نظرت له باستغراب: و ما شأني ؟ ثم أنت من بدأ بذلك !!
صرخ قائلا : هيا
اقشعر جسدها من صراخه فزمت شفتيها غضبا : هه ، مغــرور و غبي !!
دخلت لدورة المياه و غيرت ثيابها ، بينما انتظر سامر قرب النافذة التي تطل على الخارج،
تقدمت منه بملابس التمرينات و قالت بحدة : المرحلة الثانية !
فاتجه هو الآخر لدور المياه و غير ثيابه ،
و خرج و رمى عليها ثيابها بلطف و قال : دوري و انتهـى ، انه دورك الآن !
فدخلت مجددا و هي تمشي كأنها رجل آلي ، و بدلت ثياب التمرينات
إلى ثيابها الرسميــة ،!
.
.
خرجت و دهشت من سامر الذي انتظرها فقال لها : تأخرت ، سيفوتني المشهد
بسببك .
استغربت قائلة : ماذا تعني ؟ أنت سبب كل هذه المشاكل !
فاتجه نحو باب المدرسة ليتسلقه ، فخافت قائلة : يا الهي !
أنت لن تذهب و تتركني وحيدة ..
و قفز بنجاح إلى الضفة الأخرى (خارج المدرسة) فقال لها : انتظري !
خافت و قالت له و هي تبكي : أحمق ، و مغفل ، لم أتوقعك أنانيا هكذا .
فتفاجأت عندما فتح باب المدرسة الرئيسي و قد دخل سامر بعد
أن عبث بقفله قليلا.
نظر لها بغباء و قال ببرود معاتبا : أناني ، هــا !
ابتسمت بخجل و قالت و هي تخرج : هههه ، هيا بنا الآن .
.
.
أعاد سامر قفل الباب إلى ما كان عليه ،
و اتجه راكضا نحو ذلك النادي الذي يرتاده ،
فلم يكن من مها إلا أن تتبعه بقلق ،
كانت تبعد عنه ميترات قليلة ، فقالت بتوتر و هي تنظر
لقدمها : إلى أين ؟ و ما الذي سيفوتك يا سيد ؟
لم يلتفت سامر خلفه بل قال ببرود : الغروب
نظرت له بغباء و قالت بداخلها : " غبـــاء "
.
.
لم يكن هدف سامر النادي ، بل كان ذلك السور الحديدي
الذي يطل على شاطئ البحر ، و بالوقت ذاته ،
على منظر غروب الشمـس،
.
.
اقترب سامر من السور حتى لامسته أنامله ،
نظر بعينين متسعتين و
ابتسامة واسعة ،
و كأن ذلك المشهد يتكرر ، يتكرر مرة أخرى ،
عندما كان ينتظر عمه و عمر قرب السور بالأمس ،
.
.
اقتربت مها من السـور و تأملت منظر الغروب ،
و كان الصمــت يسود المكان ،
غير أن طيور النورس لم تنفك عن إصدار صوتها
الذي يتناغم مع هدير الموج ،
مكونا نغمة ، تسر لها المسامع ،
.
.
مضت دقائق و سامر لا يزال متصلبا،
و مها ترمقه بنظرات الاستغراب، و الدهشة،
كانت تقول بنفسها :
فتى غريب، تبادل أدوار، هروب، و بقاء بالمدرسة، و
أخيـرا غــروب .
ثم أردفت بخفوت : انه الغرابة بعينها !
بدأت النجوم تتلألأ شيئا فشيئا ، فقد اقترب المساء ،
فاستدار سامر و قال ببرود : ماذا ؟ ألا تزالين تقفين هنا ؟
غضبت و شدة قبضتها و قالت بانزعاج: أولـم تنتبه علي ؟ كنت هنا طيلة الوقت !
تقدمها واضعا يديه في جيبيه و قال : سأذهب ،.
صرخت بخوف: ماذا تعني بذلك ؟ و مـاذا عني ؟
نظر لها و قال بعد تنهيدة قصيرة : إذا سأوصلك ثم ارتاح !
فقالت له بارتياح: جيد.
ثم تقدمته و قالت : سيلعب الشك بوالدي ، و خاصة أنني تأخرت كثيرا بسبب
الغروب السخيف.
نظر لها بطرف عينيه و قال بخفوت : هــه !
فقالت له : أين هو منزلك ؟
صمت و لم يجبها ، و عندما كانت على وشك إعادة السؤال قال لها :
في أوروبــا ..
استغربت قائلة: أوروبا، ليس وقت المزاح..
أما هو فقال بداخله :" أنا صادق ، لن أرغم أحدا على تصديقي ، أبدا "
و مضت دقائق أخرى حتى قالت فيها مها بسعادة : وصلنـــا .
وصلا أمام منزل متواضع ، فدخلته مها و هي تقول : اتبعني أيها الفتى !
لكن سامر بقي واقفا بالخارج حتى عادت مها مجددا فقالت بحدة: هيا يا رجل .
تنهد و قال بخفوت : مشكـلة .
تبعها حتى اجتازا حديقة المنزل الصغيرة و دخلت هي ، أما
سامر فانتظــر خارجا ،
وكان هنالك فتى يسقي الزهور في حديقة المنزل ، نظر لسامر باستغراب و
قال بداخله : "مها ، و فتـى ، ههه سيجـنّ جنون أبي "
فخـرج رجل بدا أنه رب الأسرة ،
و طلب من سامر بعد أن صافحه الدخول ،
تردد سامر كثيرا ، فأرغمه والد مها على الدخول ،
قائلا : تفضل يا بنــي ..
ابتسم سامر بوجهه باصطناع و دخل ، فقاده لغرفة الجلوس .
فقال والد مها : زوجتي ، فلتكرمي ضيفنا !!
حدق سامر بالمكان حوله و قال : عذرا ، أريد هاتفا إن لم يكن لديك مانع .
فقال والد مها الذي يبدو في الأربعينيات من عمره بطيبة : تفضل يا بني ،
البيت بيتك .. redface
فأشار له على مكان الهاتف في زاوية الغرفة ، و استأذنه للمغادرة قليلا .
اتصل سامر على بيــت عمه السيد سامح .. sleeping
.
.
صرخت السيدة سمية من الدور العلوي: عمــــر، فلتجب على الهاتف انه يرن.
فصرخ عمر: إنني في دورة المياه !!
تمتمت بغضب وقالت: قلت له ألف مرة لا تتكلم و أنت في دورة المياه .
ثم صاحت مجددا: سامح ! أجب على الهاتف من فضلك .
فنزل السيد سامح من سطح المنزل عبر السلالم الداخلية و هو يقول :
لا داعي للصياح فقد أصلحت العطل .
السيدة سمية بغضب: كنت أقول الهاتف، الهاتف !
و عندما نزل السيد سامح الدرجات الأولى ، توقف الهاتف عن الرنيــن .
.
.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:41 AM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



أغلق سامر السماعة و قال : تبا ، لا أحد يجيب ..
و التفت عائدا لمكانه ، حتى تقدمت والدة مها و هي تحمل العصير ،
وضعته على الطاولة ، وجلست قائلة :
تفضل يا بني .
هز رأسه شاكرا و قال : أرجو المعذرة فأنا مرتوي ..
فتدخلت مها التي دخلت الغرفة بعد أن ارتدت ثيابها المنزلية :
لا ، أنت لست كذلك .
فنظر لها بطرف عينه بحده ، أما هي فلم تبالي ، بل أخرجت لسانها بمرح ،
و جلست قرب والدتها .
و بعد لحظات دخل والد مها للمجلس و اتخذ مكانا له ثم قال بمرح:
أستميحك عذرا يا فتى إن أزعجتك ابنتي مهـا .
أخفض سامر رأسه بإحراج و لم يقل شيئا، فضحك والد مها بقوة.
ثم تابعت والدة مهــا : ما سبب تأخركما ؟ قلقنا كثيرا على مهـا !
اتسعت شفتا مها بابتسامة متصنعة و قالت: ليس لسبب مهم.
أما سامر فقال:أنـا السبب، و لا دخل لابنتكما أبدا.
والد مهـا : إذا كان بإمكانك أن تشرح لنا ، فنحن مهتمين و بشدة .
فشرح لهمــا سامر ما جرى و مقصده و كيف ورط مها معه.
ضحك والد مها و قال : إذا ارتديت ثياب مهـا ،
مها بإحراج : أبــــــــــــــــــــــي !

فدخلت في هذه الأثناء فتاة تبدو بالعشرينيات و ألقت حقيبتها على الأريكة و جلست ،
حتى أنها لم تنتبه لسامر الذي صدم حال رؤيتهــا .
نهض سامر منحنيا و قال : أرجو المعذرة فقد أثقلت عليكم .
فنهض والد مها قائلا : أرجوك ابق لتتناول العشاء معنا .
لكن سامر أصر على المغادرة و قال : سيقلق أهلي كثيرا ..
فسمح له والد مها و رافقه حتى الباب.
و اقترح عليه إيصاله لكن سامر رفض ذلك بأدب ،
فقال والد مها : إذا أردت بيت ذلك الأستاذ الذي أخبرتنا عنه فإنني أعرفه .
رد عليه سامر بسعادة : حقا و أين يقع ؟
فقال له : انه على بعد شارعين من هنا ، البيت ذو الباب الأسود .
هز سامر رأسه شاكرا و عندما خرج ناداه والد مها قائلا :
بالمناسبة ما اسمــك ؟
فقال له سامـر بهدوء : اسمي هو .. ســــامر !!
.
.
و بينما كان سامر يسير باتجاه منزل عمه ، هطل المطــر .
تأفف سامر قائلا : هذا ليس وقته أبدا ..
لقد تبللت ثيابه و شعره، فهذه ليست أمطارا صيفية.
و ما هي إلا ثوان حتى غمرت الأمطار شوارع الحي السكني ..
سامر بانزعاج : سأصاب بالزكام بسبب هذا البرد ،
ليتني وافقت على طلب ذلك الرجل ..
.
.
و بعد نصف ساعة تقريبا بحلول الساعة العاشرة مساء
في منزل السيد سامح ،
حيث كانوا مجتمعين في غرفة المعيشة حول الهاتف ،
كان عمر يمشي ذهابا و إيابا ، حتى قاطعته والدته :
عمـر كفى !
عمر بتوتر : سامر يا أمي ؟ سامر لم يعد ..
غضبت و قالت: أعلم.. أعلم يا أبله !
ثم التفتت لزوجها و قالت معاتبة إياه: و لم لم تتصل بالشرطة ؟
السيد سامح و هو يدفن وجهه بين كفيه بحسرة و قلق:
الشرطة لا تتقبل بلاغا عن اختفاء إلا بعد 24 ساعة على الحادثة !!
و ساد الهدوء المكان حتى سمعوا رنين جرس المنزل،
فهرول عمر باتجاه الباب و فتحه ،
فسقط عليه جسد سامر ،
عمر بقلق : سامر .. ما بك ؟
رفع سامر رأسه و قال بوهن : وصلت أخيرا ..
ساعده عمر على النهوض و اتجه السيد سامح لسامر الذي نكس رأسه،
و راح يهز كتفيه : سامر بني ، هل أنت بخيــر ؟
رفع سامر رأسه ببطء و قال بخفوت و هو يسعل و يرتجف: لا تقلق، أنا على ما يرام.
تنهد السيد سامح بارتياح و أسند سامر عليه قائلا: و لم تأخرت ؟ أفزعتنا .
تدخلت هنا السيدة سمية التي أحضرت منشفة، و جففت بها شعر سامر و هي تقول بفزع:
انه مبتل تماما بسبب المطر، تعال يا بني سأشعل المدفأة لأجلك.
و ذهبوا به لغرفة جانبية قرب غرفة المعيشة على اليمين .
فأحضرت السيدة سمية غطاء سميكا و غطت سامر الذي جلس يرتجف على الأريكة.
أشفق الجميع على حاله ، فأشعل السيد سامح المدفأة ،
بينما أحضر عمر شرابا ساخنا لسامر ،
و قدمه قائلا بقلق : تفضل ، اشربه !
فأخذه بيده المرتجفة ، و جلس عمر بجانبه ،
و قال له بخفوت و هو يربت على كتفه بلطف : لماذا تأخرت يا سامر ؟
اخفض سامر رأسه و قال ببرود بعد فترة صمت طويلة : لقد ضعت .
نظر له السيد سامح بهدوء ،
عمر بابتسامة: و أنت الذي قال لي بأنه سيعتاد على
الطريق للنادي !
احتسى سامر رشفة من الشراب وابتسم قائلا :
كان ذلك سابقا ..
ضحك السيد سامح فجأة و قال: هكذا إذا،..
ثم نهض من مكانه بينما الشابين ينظران له باستغراب،
و قال بجدية : تحتاجان دروسا جديدة .. و على العشاء ..
فدخلت السيدة سمية قائلة : وضعت العشاء ..
فقال السيد سامح بجدية: ممتازة، أحسنت صنعا يا عزيزتي لأن الدروس ستكون..
قاطعته قائلة : أأ بالمناسبة ..
التفت لها بثقة : نعم ..
فقالت بخبث : وضعت لك عشاء انفراديا ..
اقتربت منه و أردفت قائلة: لك وحدك... فقط ..
فأمسكت أمل الصغيرة طرف ثوب والدتها قائلة: أمي أريد
عشاء انفراديا مع والدي..
حضنها والدها و هو يمثل البكاء: كم أنــا فخور بك يا ابنتي.. أنت من يفهمني فقط ..
تنهدت السيدة سمية و قالت: سيبرد العشاء، هيا جميعا..
.
.
بعد تناول العشاء اتجه سامر لدورة المياه ، يأخذ حماما ساخنا ،
أما عمـر، فبدأ بتحضير كتبه المدرسية و هو على سريره،
.
السيدة سمية كانت مشغولة بغسل الأطباق،
أما السيد سامح فهو يمارس هوايته "القراءة"
.
خرج سامر و هو يغطي رأسه بمنشفة ، مرتديا لباس النوم ،
و دخل الغرفة بعد أن طرق بابها باحترام ،
ابتسم عمر قائلا : مهما فعلت يا سامر ، تأكد بأني أعرف ..
جفف سامر مغمض العينين شعره الأسود اللامع و قال : ماذا تقصد ؟
فأجابه عمر الذي اعتدل بجلسته :
كنت أعني أنك لم تضع فماذا حدث لك ؟
جلس سامر و ابعد المنشفة عن رأسه و قال بضحكة قصيرة :
فضولي يا عمـر ، كعادتك لن تتغير ..!!
هنا ازداد فضول عمر و قال بشوق : أنا متشوق لمعرفة ما حدث !
هيا أخبرني ، أخبــرني ..!!
سامر ببرود : لا ،..
عمر برجاء : أرجوك .. هيا هيــــــا ..
تمدد سامر على سريره و أسدل الغطاء عليه و قال : عمر ، لا تنسى أن تطفئ
الأنوار.
عمر بغضب مصطنع: ماذا ؟ تتجاهل سؤالي إذا ؟!
خخخخخخخخخ خخخخخخخخخ <<<< شخيــر سامر ..!!
اقترب عمر و ألقى نظرة على سامر، ليجده يغط بنوم عميق،
فقال بسعادة : ههه انه نائم حقا ،
ثم أردف بحزن : يــبدو متعبا جدا ،.. حمدا لله على سلامتك ..
.
.
1305831452291
كان الجزء طويلا على ما أعتقد ،
و أظن أن الأحداث بدأت تتسع شيئا فشيئا ،
فقد تعرفنا لعائلة جديدة و لو كان سطحيا ،
إنها عائلة "مهـا"
.
.
يبدو أن مها ستكون شخصية رئيسية ،
و أظنكم لم تخمنوا سبب صدمة سامر عندما دخلت شقيقة مها ،
لقد كانت نفسها تلك المعلمة التي قابلها سامر بثياب مها .
.
.
تابعوا الجزء القادم فالأحداث ستتوسع
باذن الله



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 05-06-23, 09:45 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



غــروبــ بألوانــ الطيــفــ ... 5 ..} جزء قصيــر للتشويق خخخ ...}


قبل موعد استيقاظ تلك الشمس المشاكسة بساعتين ،
أي في فجر اليوم الثاني ، اكتسى اللون الأزرق الباهت
سماء البلــدة الجميلة ، و بدأت تلك الزهور المتمايلة تستقيم ، فموعد تفتحها اقترب ،
و راحت نسمات الهواء العليل تحرك أوراق الشجر ، و
حتى تلك الأغطية التي تركها أهلها ليلا لتجف في الصباح ،
.
.
رن المنبــه بشدة في ذلك المنزل المتواضع ،
في العادة نبدأ بمنزل السيد سامح لكن هذه المرة اختلف،
فقد أضيف للقائمة بطل جديد ،
أو بالأحرى أضيفت بطلة جديدة ،
أظنكم عرفتموهــا !
إنها "مهـا " ،
.
.

استيقظت قبل موعد شروق الشمس لأول مرة في حياتها ،
تتساءلون عن السبب ،
لنسأل مهـا نفسها !
.
.
أزاحت الغطاء عنها بمرح للمرة الأولى ، فالعادة
تستيقظ بصحبة الشتائم بالمدرسة ،
ثم اتجهت لدورة المياه و هي تدندن بمرح و فرح أيضا ،
.
.
خرجت بعد دقائق و اتجهت تنظر لنفسها بالمرآة،
سرحت شعرها البني المائل إلى السواد بقليل ،
و كان يصل لكتفها ،
فقالت و هي تمعن النظر بالمرآة لنفسها بحيرة :
هل أرفعه ، أم أتــركه هكذا .. ؟
لا ، الأفضل أن أتركه ، أممم !
.
.
اتخذت قرارا بأن تتركه هكذا ،
و ارتدت ثيابها المدرسية و نزلت السلالم باتجاه المطبخ ،
كتفت يديها حول بطنها و هي تقول :
كم أنا جائعة !
فتحت الثلاجة و قالت بضجر : أمجد الكاذب !
قال لي لن آخذ علبة عصيرك أبدا .
فأتاها صوت من خلفها يقول ببرود : لست كاذبا .
التفتت مها و هي تقول بخوف : سمعتني إذا ..
أبعدها عن طريقه و نظر لمحتوى الثلاجة و قال و هو يخرج علبة
عصير منها : ها هــي ! لك ..
أخذتها بابتسامة محرجة : هههه ، لم أكن أظن أنك .. أنك ..
تجاهلها و هو يخرج مقلاة من أحد الأرفف في المطبخ و قال لها بينما
يكسر البيض بعدم اكتراث: فهمنا ، يمكنك الانصراف الآن ..
فصرخت بوجهه باصطناع : هه ، أحمق ، ستكمل التاسعة عشرة غدا ،
و لا زلت لا تعرف كيف هي معاملة الأخت الصغيرة .
فقال و هو يقلي البيض بمهارة : أمم ! بالمناسبة سمعت من أبي عن ذلك
الشاب ؟
جلست مها على أحد الكراسي في المطبخ و قالت بخجل: أي شاب ؟
نظر لها بطرف عينه و قال : ما بك متوردة الوجنتين ؟
توسعت عيناها و لم تستطع إخفاء إعجابها بذلك الشاب .
فالتفت لها و قال و هو يتظاهر بالحدة: إياك و أن ..
فقالت بارتباك و خجل : لا ، لا تذهب بعيدا يا أخي !
فعاد هو ليكمل عمله و قال بابتسامة حاول إخفاءها قدر المستطاع و نجح :
بالمناسبة علمت أن ..
قاطعته و هي تضع علبة العصير على الطاولة بقوة: ما هذا يا أمجد ؟
ألا تعرف غير كلمة "بالمناسبة" لقد سئمت ، غيرها من فضلك ..
و بدأت تتمتم بغضب و هي تقول بغباء: بالمناسبة، بالمناسبة، بالمــــناسبة.
فقاطعها بانزعاج : حسنـــا سأغيرها ، أنت و الأستاذ في الجامعة حاقدين علي
بشكل لا يعلمه إلا الله.
تنهدت و قالت : لا ألومه ، فأنت مزعج ..
فتجاهل جملتها هذه عندما جلس قربها و قال بخبث : لم أنت مستيقظة مبكرا هذا
اليوم ،
ثم أردف : و على غيــر العادة أيضا ..
نظرت له بلؤم و قالت بعدم اكتراث : هكذا فقط ..
فقال لها : إذا ليس لرؤية سامر مثلا ..
هنا تصلبت و اكتستها الحمرة ، و كانت ستنفجر لولا أنها صرخــت :
البيــض احترق يا أمجد ..
أسرع أمجد باتجاهه و هو يحاول لمس المقلاة الساخنة :
آي ، آآو ، آآآحح ... إنها ساخنة ، ساخنة جدا ..
فأتت مها و أبعدت أمجد عن طريقها قائلة :
دع عمل الفتيات لــي .
فأخذت منشفة بقربها و أغلقت الموقد ، و قالت
و هي ترفع المقلاة في الهواء بفخــر :
عندما لا تعرف ، فاطلب المساعدة ، و لا تخجل .
لكنه قال بغضب طفيف : لقد احترقت يدي و أنت تهتمين للبيض .
مها : البيض و سآكله ، أما أنت فقل لي ماذا سأصنع بك ؟
التفت عنها و قال : مؤثرة ، و أنانية ..
وصلت لمرحلة غضب شديدة ، فأسرعت باتجاه علبة الأدوية قربها ،
و أحضرت شاشا و مطهرا تلف بها يد أمجد ،
جلسا في غرفة المعيشة ، و قالت هي بداخلها بخبث :
" سأضربك ضربا مبرحا يا مجوودي "
مد لها يده قائلا بألم : هيا ضمديها بسرعة .. فأنا أتألم .
فزادت كمية المطهر في القطن و وضعته على حرق أمجد بقسوة
و هي تنظر له بابتسامة باردة : ما بك تصرخ ؟
رد عليها بخوف : أنت مــرعبة .
فتابعت تضميد يده ، وما إن انتهت مها من ذلك حتى خرج مسرعا و هو يقول بغضب:
يا للنساء ، لــن أتزوج ، لــن أتزوج .... و سأقسم بذلك أن أردتم .. !!
نظرت له مها بغباء و قالت بخفوت : و ما دخل الزواج الآن ..
تنهدت ثم قالت بخفوت: أتوق لمعرفة ما يفعله ذلك الشاب !
.
.
و ليس بعيدا عن بيت مها ،
تحديدا عند ذلك الشاب ،
كان يغط بنوم عميق ، و كأنه لم يذق طعم النوم ،
هل هو التعب يا ترى ؟
كانت الساعة تكاد ترن معلنة أنها الرابعة و النصف فجرا ،
لولا يد سامر المفاجئة ، و التي ضغطت على زر مـا ،
ليوقف الرنين الذي لم يبدأ .
نهض سامر و هو لا يزال على سريره ،
نظر لعمر بهدوء ، و ارتاح أنه لم يفق ،
أبعد الغطاء عنـه ، و قال بداخله :
"سأذهب لبيت ذلك الأستاذ، قبل أن يستيقظ عمر "
تحرك بهدوء دون إحداث أية ضجة تذكر ،
و قام بروتينه اليومي، و هو الذهاب لدورة المياه ، و تبديل ثيابه ،
عدا تناول الفطور، فلم يكن يلق بالا ،
و ترك ورقة صغيرة على الثلاجة كتب فيها
" أنا ذاهب للمدرسة وحدي "
و ختمها باسمه " ســامر "
*
.
.

تنهد تنهيدة ارتياح كبيرة بعد أن أغلق باب المنزل الرئيسي بهدوء ،
اتجه إلى حيث أخبره والد مها ،
تلفت سامر يمنة و يسرة ، و هو يبحث عن باب ذو لون أسود ،
قال بداخله :"مميــز" ، فكل المنازل ملونة بألوان مختلفة عدا هذا اللون الغامض .
و عندما كان يسير شاهد فتى يجلس على حافة الطريق يبدو أكبر منه بقليل ،
يمد يده للسؤال، لم يكن منظرا غريبا على سامر، فقد شبع منه في أوروبا،
لكن هنالك فرق ، هناك من هم بحاجة و هناك من هم ليسوا كذلك .
فسأل سامر أن يعطيه شيئا : أرجوك ، أريد مالا ، أو أي شيء .. أرجوك.
أشفق عليه سامر و قال بداخله :"لم أتوقع أن أجد هؤلاء هنا"
و سأله مجددا : أرجوك ..
تنهد سامر بحزن و أخرج قطعة نقدية و انحنى ليعطيها له،
ابتسم بوجهه و قال بطيبة: خذها، لكنني أعطيتك إياها لأنك ستعمل
من أجل أن تساير هذه الحياة،
تمعن الفتى بكلمات سامر و شعر بعطفه عليه .
أما سامر فأكمل: اعمل، فربما الرجل الذي سيأتي بعدي و تسأله
لن يمنحك قرشا واحدا ،قد يدوسك بقدمه .
تناثرت دموع سامر على وجنتيه فأكمل و هو يكبت شهقاته من بين كلماته
المتقاطعة : أنت من أبناء هذه الأمة ، فلترفع شأنها ، انهم ينتظرون منك أي عمل خيـّر.
أخفض الفتى رأسه و لم ينطق بشيء و ظلت يده مفتوحة و بها تلك القطعة من النقود.
أما سامر فمسح دموعه و قال بعد أن ابتعد عنه قليلا :
صارت عيناي تخوناني بسرعة ، فدموعي تنهمر .
وضع يديه في جيبيه و أكمل طريقه ، و ذلك الفتى ينظر لسامر .
.
.
وجد منزلا يشابه المطلوب ، اقترب منه ، عله ير شيئا جديرا بالذكر ،
اقترب و اقترب ، و اقترب حتى أحكمت قبضتاه على قضبان الباب الحديدية ،
نظر سامر حوله ، فوجد أن هنالك حديقة كبيــرة لدى هذا الأستاذ الغامض ،
مليئة بالأعشاب الضارة، و هذا إن دل، فانه يدل على عدم اهتمامه،
و اكتراثه بهذه الأمور .
عقد العزيمة و قرر الدخول ،
توقف و قال بداخله :" هل أدخل ، و بلا إذن " أم ..
هز رأسه يمينا و شمالا و قال : لا ، أنا لست من ذلك النوع أبدا ..
استند إلى الجدار قربه و قال بخفوت : هه ، أوروبـا الغبية .
و أكمل و هو يضرب الجدار بقبضته بحزن : كم أكرهها ، أكرهها ..
فجلس على الأرض و هو يضم ساقيه لصدره ،
و قال بنبرة قاربت على البكاء : أنـا ، أنــا ... أنا لن أبكي أبدا ،
الماضي انتهى ، سأطوي صفحاته ، أنا لست صغيرا ، لست كذلك أبدا .
.
.
مضى ما يقارب الساعة و النصف و سامر على جلسته ،
بلا كلمة و لا حتى همسة ،
حتى سمع صوت الأستاذ في الحديقة ،
فرح بداخله بلا سبب ، و أراد أن يرى من خلال فتحات السور قربه ،
رفع جسده حتى يختلس النظرات قليلا ،
فقال سامر و هو ينظـر بخفوت : انه هو ...
.
.
في هذه اللحظة كانت مهـا قد قدمت إلى هنا ، بمحض الصدفة فقط .
و عندما شاهدت سامر يختلس النظـر ، اختبأت تراقبه بحذر ،
فقالت بداخلها بدهشة : "ما الذي يفعله ؟ "
.
.
كان الأستاذ يحتسي كوبا من القهوة الصباحية و يقرأ صحيفة اليوم
على طاولته البيضاء المستديرة ،
فاقتربت منه الخادمة لتضع الفطور على الطاولة ، فقال لها :
ألم يتصل ؟
فهزت رأسها نفيا .. !!
أما سامر فقال بخفوت: هناك من يحاول الدخول عبر تسلق السور .
ثم أردف قائلا بدهشة: انه يصوب مسدسا نحو الأستاذ ..
راوده القلق و قال بداخله بتردد : " هل أصرخ و أخبره ؟ " لا سيقول لي
أنني تلصصت عليه ، فهو معقد ، أكيد .
.
.
و عندما شاهد ذلك اللص شعر سامر بالخوف على الأستاذ،
ركض باتجاه السور المقابل محاولا إيقافه ،
و مهـا تتبعه بهدوء ،
و هي تقول بداخلها : " لم أكن أظن أن سامر مخادع "
.
.
أمسكه سامر من خصره و حاول سحبه ، أما اللص
فحاول التحرر من سامر الذي أمسكه بإحكام ،
و كان متعلقا بشدة بسطح السور ،
و قال بانزعاج: اتركنــي ، اتــركني !!
و سامر مصر على إيقافه : لن أسمح لك أبدا .
و بحيلة ما استطاع اللص الهروب من دون أن يلتفت لسامر الذي لهث بقوة من
التعب ، و ذلك بعد أن أطلق اللص النار لكنه أصاب فنجان الأستاذ على أن يصيبه هو ،
فجلس سامر و هو يحاول التقاط أنفاسه ،
التفت ليمينه ليشاهد تلك القطعة من النقود ، و التي لازالت تتدحرج
قربه ، و المسدس أيضا على يساره .
أسرع الأستاذ متجها للخارج فشاهد مهــا المندهشة ،
تقف على زاوية السور ، تراقب سامر ،
.
.
التقط سامر المسدس ، و نظر للقطعة النقديـة ،
و قال بأسف : أهذا هو العمل الخيّر الذي وجدته يا فتى ؟
التفت و لم ينتبه على الأستاذ الذي لكمه ببطنه بقوة ،
فخر سامر مغميا عليه و سقط المسدس من يده ،
أما الأستاذ فتنفس بقوة و قال بغضب :
و أخيرا أمسكت بك أيها الحقيــر !
حمله على كتفه و قال لمهــا :
هل رأيته ؟
هزت مها رأسها بأسف إيجابا و قالت : نعم ، لقد ... المسدس ..
لم تعرف ما تقوله من هول الصدمــة .

1305832639321

هل كان سامر الذي أعجبت به بالأمس أكبر القتلة المأجورين ؟
هل هو كذلك حقــا ؟ هل هو مخادع يا ترى ؟
هل ابتدأ صباح اليوم الثاني بحادثة كهذه ؟
ما الذي سيحدث خاصة إن وصل الخبر لعم سامر ؟
و ماذا سيحل بسامر ؟
من هو ذلك اللص الذي عرفه سامر ؟
أسئلة كثيرة تدور ببالي و بالكم أيضا ؟
.
.
الجزء القادم هو من سيتكفل بإجابتكم عن
كل تلك التساؤلات.
.
أما سؤالي لكم فهو /
+ هل كان تصرف سامر صحيحا ؟
أريد رأيكم في ذلك ، مع التعليل .
<<< طبعا يتشرط الأخ !!cheeky



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.