05-06-23, 09:28 AM | #1 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| غـروبٌ بألوانِ الطّيفِ بقلم / طيار الكاندام (مكتملة ) فصحى بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية غـروبٌ بألوانِ الطّيفِ بقلم / طيار الكاندام قراءة ممتعة للجميع .... التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 19-06-23 الساعة 08:04 PM | ||||||||
05-06-23, 09:32 AM | #2 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| رابط لتحميل الرواية هنـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــا السلام عليكم و رحمة الله و بركاته *** لعلّ العنوانَ غريبٌ بعَضَ الشيءِ ، و ربما لا يعني في قاموسِ خيالكمْ الكثيرَ ، لكنّه في قاموسِ خياليِ هوَ الأهم . . منذٌ متى و ألوانٌ الغروبِ التي تشعٌّ بالحٌمرةِ تتحوّلٌ إلى ألوانِ الطيفِ . . كيفَ لنا أن نرى ألوانَ الغروبِ الثلاثةِ سبعةَ ألوانٍ . . ؟ *** أتوقٌ لطرحِ شتى القضايا في روايتي هذه ، و ظواهرها و أساليبِ علاجها ، كما يقولون َ " نصحٌ غيرٌ مباشر " أتوقٌ أكثرَ لأرى نقاشاتكم ، انتقاداتكم وتحليلاتكم ، آرائكم . . و كلّ شيءٍ يتعلّق بها . . *** [ النقد ] من أجلي و أجلكم ، و لأجلِ الروايةِ . . قراءةٌ انتقاداتكم بعدَ أن كانتْ عادة . . صارتْ هواية . . أستمتعٌ بقراءةِ ردودِ أولئكم الذينَ يلثمونَ النصوصَ أمامهم ، يحيطونها بعلمهم ، و ينبّهونا بأخطائنا ، فنحنٌ لا زلنا نتعلّم ، و منهم نتعلّم . . لا أتمنى انتقاداتٍ في الأسلوبِ أو الأخطاءِ النحويةِ أو الإملائيّة أو اللغويةِ فحسب ! بل طبيعةِ ما أكتب . . صارحوني بشجاعةَ حوَلَ ما أكتبْ ، أخبروني بلطفٍ عمّا ارتكبتهٌ من أخطاءِ في الأحداثِ ، و في النهاية [ انصحوني ] . . *** [ روايتي هذه بأسماءٍ عربيّة ، و طابعها عربيّ و حياتها عربيّة بإذنِ الله biggrin فأنا عربيّ zlick ] " صرتٌ مؤخراً بطيئاً في إنزالِ أجزاءِ الرّوايةِ ، لكنني سأبذل جهدي للأسراعِ " *** أترككمْ معَ أولى الأجزاءِ الهادئة biggrin و قراءة ممتعة 3> التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 10-06-23 الساعة 07:10 PM | ||||||||
05-06-23, 09:34 AM | #3 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| غروبٌ بألوان الطيف { قصة هادفة بأسماءٍ عربيّة } الجزءٌ الأوّل [1] عائلتي الجديدة تبعثرت ألوان الغروب الدافئة على سماء أروع البلدان العربية ، فبدت و كأنها لوحة صغيرٍ يعبث بالألوان و قد انسكب الماء فوقها ليدمجها معاً ، و يزيد من منظرها و طلتها روعة و جمالاً ، لكنهـا كانت أجمل ، فقط لأنها لوحة بديعة من صنع الإلـه العظيم . تأمل ذلك الشاب طويل القامة منظر الغروب بكل هدوء - و هو يتكئ بصمت على سور حديدي أمامه ٌ - عندما راحت الشمسٌ تعانقٌ البحرَ ، لتعلن عن نهاية عملها في هذا النصف من الكرة الأرضية ، و بداية عمل جديد لها في النصف الآخر . خصلات ٌ شعرهِ الأسودِ العابثة لم تنفك عن اللعب ، فتذهبٌ يمنةً تارةً و يسرى تارةً أخرى ، سئمَ من هذا الشعرِ المتطاير وحاولَ مراراً أن يرجعه للوراء دونَ جدوى . سمع صوت خطوات أحدهم ، فابتسم بشفافية ثمّ قال بخفوت : ها قد أتى . التفت بحركة سريعة و أردفَ بصوت مرتفعٍ : متأخر كالعادة يا عمر ! اقترب منه المدعو عمر و قال محاولا أن يلتقط أنفاسه وهوَ يشير بيديه بحركات عشوائيّة: هه ، لقد .. انه .. أنا .. ربت الشاب على كتفيه ضاحكا بلطف و قال : ما بك تلهث هكذا ؟ رفع عمر رأسه بهدوء و قال: لقد أتيتك راكضا، يا سامر.. سامر باستغراب: و ماذا عن عميّ ؟ أمـا كان عليك أن تأتي برفقته و كان عليه أن يوصلـك . عمر بانزعاج: بلى ، لكن تعرف أن والدي أصبح مشغولا مؤخراً بتلك المزعجة . ثمّ أردف باستنكار : فهي مريضة اليوم ، كلّ يومٍ تمرض ! ابتسمَ سامر مجددا و قال بهدوء : دعها وشأنها ، و لنرجع للبيت سيرا.. أوقفه عمر قائلا بنبرة حزينة : هل تمزح بالكاد أقف؟ ثمّ جلس و هو يقول بإرهاق: لنسترح دقائقَ فقط . وضع سامر يديه في جيبيهِ وأومأ له بعدَ أن أطلقَ تنهيدةً قصيرة ، فقال عمر: هل قلت شيـئا ؟ التفت سامر وابتسامة مصطنعة كبيرة تعلو وجهه و هز رأسه نفيا : أبدا . انتظرا في الطريق ربع ساعة حتى مرت من أمامهما سيارة أجرة ، فأوقفها سامر بعد أن أشار بيده ، لكن المفاجأة أن السيارة كانت شبهَ ممتلئة ، لذا عادت السيّارةٌ تكمل طريقها وعاد َ سامر ليجلِسَ قربَ عمرْ الذي نهض بشكلٍ نشيط و هتف : لن ننتظر أكثر ، لنعد سيرا يا سامر . نظرَ لهٌ سامر بغيظ : و لكنك .. قاطعه عمر و هو يقف بحماس : أنا بخير ، لقد استعدت طاقتي . هز سامر كتفيه و همس : لك ما شئت . كانَ طريقٌ العودةِ ممتعا ً ليسَ إلا بسببِ النقاشات التي تبادلاها كل من الشابينِ ، فعمرْ يسألٌ سامراً حيناً و سامر يجيبٌ و العكسٌ أيضاً ، وكأنّهما في لعبةِ { أسأل تربحٌ } . و أوّلٌ سؤالٍ كان من نصيبِ عمرٍ : { لم لا تترك التدريب في النادي يا سامر ؟ } رد عليه سامر بجديّة : أولا يحق لي التدريب ٌ ؟ ضحكَ عمر بارتباك : ليس هذا ما عنيته . سامر ببرود : أفهم قصدك يا عمر ، لا داعي للشرح . ثم أردف قائلا بجديّة : حالما أعتاد على الطريق في هذه المدينة الغريبة ، بالتأكيد سأرجع و أذهب وحدي ، لن يحتاجَ أحدٌ ليقلّني . عمـر باندفاع : إنني أخاف عليك فقط من قطاع الطرق يا سامر ، فقط لا غير. فجّرت جملةٌ عمر الأخيرة ضحكَ سامر الذي قال : أي قطـاع طرقٍ يا عٌمر ! ابتسم عمـر و قال بخجل ( فلا وجود لقطاع الطرق هنا ) : ربما . سامر بسعادة : لا تقلق ، قبضتي كفيلة بردعهم بعيدا ، مضت فترة لم أستخدمها . عمـر بخوفٍ مصطنع : لو لم أعرفك جيدا يا ابن عمي لما قلت أن قبضتك قوية حقا ، و لولا بعض التحفظ لقلتٌ أنّ جسدك يبدو نحيلاً . سامر وهو يعاينٌ جسدهٌ النحيلَ : ربما لأني طويل كفاية يا عمـر . عمر بمرح وهو يضربٌ سامر ضربات خفيفة متتالية بقبضته : كل شيء متوقع من هذا الطول ، سيّد سامر . حاولَ الآخرْ مجارات عمرٍ فقال : توقع ما لا تتوقعه ، و خاصة من قصيرٍ مثلك يا سيّد عمر . رمقَ عمر ابنَ عمّهِ بنظرةِ شكّ : أنتَ لا تسخرٌ مني ، صحيح ؟ ركضَ سامر محاولا الهرب منهٌ : افهمها كما تـريد يا سيّد عمر . تبعهٌ عمر في محاولةٍ فاشلة ليسبقَ سامر وهتف بحماس : سأريكَ ما يستطيعٌ سيّد عمر أن يفعله . و بقيا طوال الطريق يحاول كل منهما مجارات الآخر حتى وصلا منهكين ِ - بعد أن حل المساء - إلى المنزل ، و استقبلهما والد عمـر " السيد سامح " . دخل عمـر أولا قائلا : مساء الخير أبي ، فردّ عليهِ والدهٌ : مساء النور بني ، ثم دخل بعده سامر و أغلق الباب هامساً : طاب مساؤك عمي . تأسّفَ عمٌّه كثيراً وقال : طاب مساؤك بني ، اعذرني لأنني لم آتِ لاصطحابك َ ، لكنني اضطررت لآخذ ابنتي الصغيرة للمشفى ، فقد ارتفعت حرارتها فجأة . هز سامر رأسهٌ بتفهّمٍ : أفهمك عمي ، لا داعي للاعتذار . شَكَرَ له عمّه هذا التفهّم الطيّب بينما اتجه سامر لغرفة عمر، التي هي في الحقيقة غرفته أيضا ، فهي كبيرةٌ إلى حدّ ما فالمنزلٌ رغم كبر حجمه ِ إلا أنّ غرفهٌ قليلةٌ . كذلكَ فقد ظنّ السيد سامح أن مشاركة سامرٌ عمرَ الغرفةَ ستجعل كلا الطرفينِ سعيدينِ ، و يبدو أنّ ظنونهٌ في محلّها ، فعمرْ عالمٌ كاملٌ لوحدهِ ، و لا شكّ أن سامر قد صارَ يستمتعٌ برفقةِ هذا العالَمِ . وما هيَ إلا ساعةٌ تقريباً حتى جعلتْ " السيّدة سميّة " - زوجة السيد سامح - تطرقٌ بابَ غرفةِ الشابينِ تدعوهما للعشاءِ : " عزيزاي ، انه العشاء " ثم أردفت بمرح : إلا إن كنتما غير جائعين فلا بأس . و ما إن أنهت جملتها حتى خَرَجَ عمر قائلاً بسعادة مصطنعة : وَ منْ ذا الذي يتركٌ طعامَ أمّ عمر اللذيذ ! ضحكت على تعليقِ أكبر أبنائها " عمر " الذي يبدو أنه سقطَ من أعلى السلالم لأنّه لمْ ينتبهِ كالعادة ، ثم التفت إلى سامر الذي كان مستلقياً على سريره بهدوء ، فانتبه لها ونهضَ بارتباكِ : أنا قادم يا خالة . أومأت له بهدوء و اتجها نحوَ مائدةِ الطعامِ ، كان السيد سامح يجلس قبالة زوجته ، و على يمينه ابنه عمـر و ابن أخيه سامر ، قاطعهم صراخ ابنة السيد سامح الصغيرة قبلَ البدءِ بتناولِ الطعامِ ،فتأفّفَ عمر بينما استأذنت السيّدة سميّة قائلة : اعذروني ، سأنصرف . أومأ السيد سامح لها ، بينما نظر عمر بتأنيب ، و سامر بدَأَ الأكل . عمر بداخله : " مذ قدوم تلك المزعجة و نحن لا نجتمع على المائدة ، لا ننام بارتياح ، و لا ننعم برؤية والدتنا أو حتى مشاركتها الحديث ، ما هذه الطفلة ؟! " قاطع أفكاره صوت والده : بني ، بني أَ أنتَ على ما يرام ؟ تابع عمـر تناول طعامه وقال : أجل ، أنا بخير . عرفَ والده أنه حاقدٌ على الصغيرةِ أمل فقال في نفسهِ : " أظنه يحقد على تلك الصغيرة " تجاهلَ ذلك والتفت لسامر الذي يأكل بصمت و قال له بمرح : عزيزي سامر ، ما رأيك بمدينتنا ؟ نظر له سامر بهدوء وابتسم قائلا: لم يمض لي هنا سوى يومين ، فكيف أستطيع الحكم عليها ! تابع السيد سامح قائلا : أفهمك ، لكن ما رأيك بها في هذين اليومين ؟ حدق عمر بوجه سامر بضع ثوان منتظرا إجابته ، و كذلك كان السيد سامح يترقّب ، فوضع سامر ملعقته بهدوء على الطاولة ، و ابتسم ابتسامة باهتة ثمّ أردف قائلا : أعجبني النادي . نظر الأب و ابنه لبعضهما بغباء ثم التفتا لسامر بالوقت ذاته و قالا له باستنكارٍ : هذا مـا أعجبك فقط !! ضحك سامر بلطف و هو يدفعٌ كرسيه للنهوض و قال : حسناً إنّها تبدو جيدة . رد عليه عمر بسرعة : أفضّل هذه الإجابة على الإجابة الأولى . تابع السيد سامح الأكلَ قائلا: و أنا معك يا بني ، لكنني أؤكّدٌ لكَ بأنّها ستعجبكَ كثيراً . تركهما سامرٌ ليغسلَ يديهِ بينما لا يزالان يتابعانِ الأكل ، واجهتهٌ السيّدة سميّة في الممرِ فقالت بقلق : مـا الأمر يا بني ؟ رد عليها بأن هز رأسه نافيا و قال : لا شيء مهم يا خالة . ثم تابع سيره و قال بداخله : " كم اشتقت لك يا أمي ، و أنت يا أبي أيضا " تلألأت عيناه بالدموع فمسحها بسرعة خيفةَ أن يكشفهٌ أحد ، وغسلَ وجههٌ ثمّ رفعَ رأسهٌ للمرآةِ لينظرَ لنفسهِ ، ابتسم بألمٍ وهمسَ لنفسهِ : أبدو كالفقير دٌونَكٌماَ ، أعلم أن عمي يحاول إسعادي قدر استطاعته ، وهذا ما شعرتٌ بهِ في هذينِ اليومينِ لذلك أنا لا أظهر أمامه أي شيء ، لكنني حقا أريدكما . " سامر بنيّ " سمعَ سامر صوتَ عمّه ِيناديهِ ، فاتجهَ له وجلسَ قربهٌ بعد أن أشار له بالجلوسِ ، و رغمَ إحساسِ سامرَ بالارتباكِ لم يظهرْ ذلكَ عليهِ أبداً . فبدأ عمه الحديث معه قائلا بحنانٍ : هل أنت مرتاح هنا يا بني ؟ ابتسمَ سامر فنبرةٌ صوتٌ عمّهِ قريبه من نبرةِ صوتِ والدهِ ، أومأَ له إيجاباً : كثيرا . أطلقَ عمّه زفرةَ ارتياحٍ و همس : جيـد ، في الحقيقةِ أردت أن آخذ رأيك بأمرٍ ما . أنصت سامر له بهدوء ، فتابع عمّه قوله : أريد أن آخذ رأيك في إلحاقك بمدرسةِ عمر ، إنّها تلك المدرسة القريبة من النادي ليست بعيدة جدا سيراً ، و تأكد بأني من سيقلكما يومياً ، إلا أن حدث مثل ما في هذا اليوم . ابتسم سامر متفهما عمه الحريص عليه ، فتابع عمه قوله : إذا ما هو رأيك ؟ اكتفى سامر بقولٍ : لا مشكلة أبداً . مرت فترة صمت حتى قال السيد سامح فيها : متى ستبلغ السادسة عشرة ؟ سامر بتوتر : حقيقة أنا .. أنا لا أعرف .. تدخل عمـر الذي كان يستمع لهم خلسة و قال : سيكون بعد مرور ثلاثة أشهر و تسعة أيام ابتداء من اليوم . فقال السيد سامح بفخر : ها هو ابني الذكـي عمر، انه سريع بالحساب كما تعلم ، و هو .. ظل السيد سامح يتحدث وحده و يذكر محاسن ابنه بفخر ، بينما همس عمر في أذن سامر : " بصراحة أنا لا أعرف فقد اخترت رقما عشوائيا " ضحك سامر بصوت مرتفع و كذلك عمر، و تساءل والده بشكّ عن سبب ضحكاتهم المفاجئة . السيد سامح بغضب مصطنع : هل بإمكاني معرفة سبب ضحككما ؟ عمر بمرح : أبدا لا يمكنك !! فغضب السيد سامح و رمى عليه وسادة الأريكة قربه ثم أردف قائلا : قليل أدب ، تحتاج لتهذيب يا ولـد .. نظر سامر لهما ، و ابتسم في نفسه و قال : "العيش معهما ممتع حقا ، لكنني افتقر لوالدي فعلا " نظر عمر لسامر و قال : لم لا تشترك معنا في المعركة يا صاحبي ؟ تفاجأ سامر من طلبِ عمر فأومأ نفياً ، لكن عمر لم يأبه لجوابِ سامر بل أدخله في معركةِ الوسائدِ ، فانتشرت الوسائد في الغرفة و عمّتها الفوضى و انفجرَ غضبٌ السيّدة سميّة حالَ رؤيتها لحالِ الغرفةِ فوبّختهمْ : ماذا فعلتم ؟ إن .. الـ ... لماذا أفسدتم .. الـ.. ثم تمتمت بغضب و هي تحاول ترتيب جملتها ، وصاحت و هم ينظرون لها ببرود : أعيدوا ترتيب المكان . لم يتحرك أحد بل ظلوا متصلبين أمامها ، فضربت بقدمها الأرض و قالت : " أعيدوا ترتيب المكان " . نظر الجميع لبعضهم فقال عمر ممازحاً : أصبحت أمي تشبه أختي الصغير أمل ، فهي تضرب الأرض بقدمها عندما تغضب . ضحكَ الجميعٌ على تعليقِ عمر ممّا جعلَ السيّدة سميّة تشعرٌ ببعض الارتباك و الخجل منهم ، فلم تجد مخرجاً من ذلكَ غير أن تضحك هي الأخرى . و الغريب في الأمر أنهم سمعوا اختلاط ضحكة غريبة من بين ضحكاتهم فالتفتوا لصاحبها فإذْ بها أمل الصغيــرة التي تقدمت منهم و هي تحمل دميتها القطنية و تضحك بعفوية . نظر لها الجميع بسعادة لأنها استعادت صحتها ، كما أنّها تضحك معهم دون أن تعرفَ السبب ، بينما نظر لها عمر باندهاش ، فهي تبدو لطيفة و بريئة ، ولا ذنبَ لها فيما يحصل ، فما كان عليه أن يحقد عليها . و مما أثار الدهشةَ حقا أنها ركضت باتجاه أخيها الكبير عمر و وقفت قربه وهي تضحك ، فرحت والدتها برؤيتها قريبةً من عمر الذي ينعتها بالمزعجةِ على الدوامٍ و كذلك فعل والدها ، بينما هو ، فقد اتسعت حدقتا عينيه تعجبا ، فقال بداخله : "أمـل " . نظر لها سامر بابتسامة باردة و قال بداخله : " لو لم تمت أختي في ذلك الحادث لكانت مثل عمر أمل تماما ، الخامسة " أخفض جسده و أشار بيديه لأمل الصغيرة التي خافت منه ، لكنه انزاحَ بعد أن مسح على شعرها بطيبة ، وربّتَ على كتفها و أتبع ذلك قائلا : هل تشعرين بتحسن يا أمل ؟ هزت رأسها إيجابا ، و اتسعت شفتيها بابتسامة بريئة . و في هذه الأثناء نظرت السيدة سمية للساعة و هتفت قائلة بصدمة : إنها العاشرة و البيت كله مستيقظ ! ، فأردفت بجدية : إلى النوم جميعا . جَلسَ السيّد سامح على الطاولةِ و سحبَ الصحيفةَ و قال بجدية : هيا فلتذهبوا جميعا لأني سأقرأ هنا ، صحيح يا عزيزتي . ففاجأته بقولها : أبدا ، فالكلام لك أيضا . السيد سامح بإحراج : و لكــن ... قاطعته و هي تأخذ الصحيفة : أنت أولهم ، هيــا إلى النوم حالا . السيد سامح : اسمعيني يا عزيزتي . ردت عليه بجدية أكثر : ستنام حالا ، لأنني سأتعذّب في إيقاظك غدا. السيد سامح: لا، أصدقكِ القولَ سأستيقظ قبلَ الفجرِ إن أردتِ . قاطعته مجددا : عموما سأغلق الغرفة و لن أفتحها أبدا ، إن أردت فنم هنا . نظر السيد سامح حوله و قال : أنام هنــا ... ثم أردف بلهجة متقطعة حزينة منكسرة : و ... بغير غطاء أو .. قاطعته بصرامة : لذلك ستذهب للنوم . استسلم أخيرا للقدر و اتجه لغرفته ، فالتفتت السيدة سمية و قالت بغضب : و أنتما !! فلم تجد أحدا ، غير ابنتها الصغيرة أمل ، تنهدت بارتياح و اتجهت تطفئ الأنوار . أما في غرفة الشابيـن ، فقد كان عمر يجلس على سريرهِ و يحدث سامر المستلقي على سريرهِ أيضا بارتباكٍ : أرجو أنك لم تغضب من أمي ، فهي .. فهي .. قاطعه سامر بهدوء مستغرباً : وَ لمَ أغضب .. ؟ ! لا عليك ، فوالدتك رائعة ، أحب هذا النوع من الأمهات ، قيادية بشكل ملحوظ . ابتسم عمر و قال وهو َيشدٌّ غطاءَ سريرهِ : جيد ، خفت أن تكون قد انزعجت ، لأنك ستعتاد على هذا يوميا . فسأل سامر عمر قائلا : ما هو نوع مدرستك يا عمر ؟ تمدد عمر بمشاكسة على سريره و قال : بصراحة إنها ليست سيئة. سامر: إذا فهي جيدة ؟ عمر و هو يركز : أمممم ، نوعا مــا ! سامر باستغراب : ماذا تعني ؟ عمر : بصراحة هي جيدة و لكن من بها عكس ذلك تماما ، ليست كلها يا سامر ، ثم أنت تعرف أولئك المشاغبين ، إنهم كثــر هنا . قال سامر بجديّة : لكنهم حتما ليسوا كـطلاب مدرستي السابقة . سأل عمر بخبث : بالمناسبة يا سامر سمعت أنك قد أطحت بعدد كبير جدا من الطلبة ، و أنك كنت مشاغبا و محظورا في مدارس أوروبا كلها ، هل هذا صحيح ؟ أدار سامر وجهه للناحية الأخرى و قال بلا اهتمام : ربما . عرف عمر أن سامر لا يود إجابته عن هذا السؤال فقال له بمرح : تصبح على خير يا أخي . ابتسم سامر بسبب كلمةِ { أخي } فرد عليه بخفوت : تصبح على خير . أطبقا جفنيهما ، لتداعبهما الأحلام ، فغطّا في نومٍ عميقٍ . دخلت الغرفة بهدوء و أسدلتِ الستائر فضوء الشمسِ سيزعجهم غداً ، أسرعت نحو الباب و أطفأت الأنوار قبل أن تخرج قائلةً : " أحلامــا سعيدة ، ولداي . " سنرى بإذن الله، كيف سيقضي سامر حياته مع عائلة عمه اللطيفة ، و ما هي الأحداث التي تنتظره في المدرسة ؟ ربما كانت مقدمة القصة جامدة ، و لكن كان لابد منها . نراكم قريباً .. ، | ||||||||
05-06-23, 09:35 AM | #4 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| غروبٌ بألوان الطيف { قصة هادفة بأسماءٍ عربيّة } الجزءٌ الثاني [2] مدرستي الجديدة استيقظ ذلك الشاب بكسل و أخذ منشفة قربه متجها نحو دورة المياه القريبة من غرفته ، طرق الباب و هوَ بالكادِ يفتحٌ عينيهِ من شدّة ِالنعاسِ فالنّومٌ لا يزالٌ يغلبهٌ . لم يجبه أحد ، فعاود الطرق مجددا ، و كالمرة السابقة ، لا إجابة ، حرّكَ مقبضَ البابِ لكنّه مغلق ، ففقد أعصابه و نفد صبره ، فزاد من شدة طرقه للباب و هو يصرخ : من هنا ؟!! مرت بقربه والدته و صرخت : عمــر . التفت عمر و هو يفتح عينيه ببطء و قال : ماذا ؟ غضبت أكثر و قالت : كيف تتوقع من شخص داخل دورة المياه أن يجيبك ! ثمّ أردفت بغيظ : هل أنت مغفّل ؟ فأجابها عمر بغباء : ليقل شيئا على الأقلّ . أخذت والدته منشفته قائلة : لن تفهمَ أبداً ، وباللهِ عليكَ أخبرني كم مرة قلت لك أنها ليست منشفتك ؟ إنها المرة العاشرة على التوالي التي تأخذها . عمر بلا حيلة : و ما عساي أفعل ؟ كانت بقرب سريري ؟ والدته بانزعاج : و من أحضرها غيرك ؟ عمر بغيظ : و ما أدراني ؟ حسنا من في الداخل ؟ السيدة سمية بغضب : اذهب لدورة مياه أخرى ، البيت ممتلئ بها . في هذه الأثناء خرج والده السيد سامح متثائبا : آآآآآه ، ألا يعرف هذا البيت كلمة هدوء ؟ السيدة سمية : أول مرة تقول الصواب يا سامح فعمر لا يكفٌّ عن افتعال الحماقاتِ . اقترب منها السيد سامح و نظر لها بطرف عينه قائلا بشكّ : أَ حقاً هيَ أوّلٌ مرّة ؟ ثمّ إنني كنت أعنيك أيضا بهذا الكلام . شهقت ثمّ زمّت شفتيها باستياء : هكذا إذا . وما هي إلا ثوان حتى خرج سامر من داخل دورة المياه و أغلق الباب بهدوء قائلاً : صباح الخير جميعا . وجدها سامح فرصة فبكى باصطناع على كتف سامر و هو يقول : آآآآآآآآآآآه ، تصور تصوّر يا سامر أنها تسكب الماء علي لتوقظني ، وأحياناً تضعٌ فلفلا حارا بفمي ، فكيفَ لي أن أضمّها ضمن دائرة الهدوء في المنزلِ ؟! تنهدت السيدة سمية قائلة : حتى هذه الطرق لم تعد ذا مفعول كالسابق ؟ ابتسم السيد سامح بنصر و أخرج علبة ما في جيبه و رفعها للأعلى لينظر لها الجميع ، و قال بلهجة المنتصر : صحـيح ! فقد خبئت علبة سكر احتياطية ، للتغلب على طعم الفلفل الحارق ، نظر له الجميع بغباء ، فقال عمر للتهرب من والده : لم أعد احتاج لدورة المياه ، الوداع . تبعته السيدة سمية قائلة : لقد نسيت إعداد الطعام ، سأنصرف . فلم يتبقى سوى سامر و عمه ، نظر له السيد سامح و قال و هو يحرك علبة السكر : تحب أن تجرب ؟ حرك سامر يديه بارتباك و ضحكَ بتوتر : ههههه أبدا ، أظنني تأخرت . انتبه السيد سامح لساعة يده و قال : الوقت يجري ، حسناً غيرٌ مهم . التف الجميع حول مائدة الفطور بعد أن ارتدوا ملابسهم الرسمية ، و شرعوا بالأكل ، نهض السيد سامح و ضرب بكفيه الطاولة وقال فكأنما يلقي خطابا في مجلس : هيا يا شباب ، فاليوم هو يومكم أنتم ، أنتم من سيبني حاضرنا هذا ، و مستقبلنا ذاك . فقاطعته سمية بابتسامة يشع ّ منها الشرّ : سـامح !! التفت لها و هو يمسك الشوكة قائلا : ما الأمرٌ عزيزتي ؟ ابتلع الجميع ريقهم ، و التفتوا للسيد سامح ، و قد غطى ذلك الطبق الذي رمته عليه السيدة سمية وجهه بالكامل . فالتفتوا للسيدة سمية ليجدوها تأكل و كأنما شيئا لم يحصل ، لقدْ دبّ الرعب في أحشائهمْ . فابتسمت بوجههم و قالت بلطف : لا عليكم تابعوا تناول إفطاركم ، فكما تعلمون هو الوجبة الأهم و الأساسية أيضا ، هيا هيــا تناولوا . فتابعوا طعامهم ليسوا لأنهم جائعين فقد شبعوا ، لكن لأنهم خائفين أن يصيبهم ما أصاب السيد سامح . عاد السيد سامح للجلوس بعدَ أن غسلَ وجههٌ و قال : أحبائي ، سميّة تحب أن تمزحَ في الصباحِ لتلطيفِ الجوّ ، أينَ وصلنا ؟ آه صحيح .. كنت أريد أن أقول أنّه يومكم الأول في المدرسة الثانوية ، و أنتم أصغر طلابها ، لذلك ابتعدوا عن افتعال المشاكل ، فهمتم ، لا للمشاكل . فقال عمر بداخله : " إنني في هذه المدرسة منذ سنة و لا يزال والدي ينسى ذلك " و قال بجدية بينما اعوجت الشوكة بيد السيدة سمية من القهر : هيا رددوا معي .. رفع يده و حركها مثل (المايسترو) : هيا ، لا للمشاكل ، .. لا للمشاكل ؟ فهمس عمر بإذن سامر الذي يجلس قربه بهلع : ستبدأ المشاكل الآن ، فغضب النساء عظيم كما تعلم . ولا تزالٌ محاولاتٌ السيّد سامح الفاشلة بتلطيفِ الجو تدنو من موتها : هيا أحبتي ، لما لا ترددوا معي ؟ ابتسم كل من سامر و عمر بوجه السيد سامح و قالا : تأخرنا عن المدرسة . سحبا السيد سامح بسرعة من كرسيه و أخرجاه للسيارة ، تنفسا الصعداء ، و قال عمر بارتياح : ابتعدنا عن المشاكل . فضحك سامر و قال : نفذنا جملة عمي " لا للمشاكل " . فضحك هو الآخر ، بينما قال السيد سامح و هو يركب سيارته : هيا ، إنها السادسة و النصف . هزا رأسيهما و قالا : قادمان . ركب سامر في المقدمة قرب عمه ، و عمر في الخلف ، و في الطريق قال السيد سامح بجدية : كما قلت لكم أحبتي .. فقاطعاه بصوت مرتفع : لا للمشاكل . ابتسم باصطناع و قال : بالتأكيد ، فأنتم أحبتي من سيبني.. قاطعه عمر و هو يكاد يموت من القهر : نعلم ، نحن من سيبني الحاضر و المستقبل ، نعلم بذلك ، و نعلم أن هذا اليوم هو يومنا نعلم ، و نعلم أننا شباب اليوم . ثم تابع و هو يبكي باصطناع : آآآه ، اقسم لك بأننا نعلم . فابتسم والده مجددا و قال : إذا فقد فهمت الدرس ، ثمّ أردف بصرامة : احترم والدكَ على الأقل ولا تقاطعهٌ يا عمر . ضحك سامر بداخله و قال :" عمـّي المسكيـن " وبقوا طوال الطريق هكذا ، السيد سامح يلقي بعض الكلمات ، فيقاطعه عمر بقهر ، حتى قال والده جملةً أخرسته طوال الطريقِ . " هل تريدٌ رؤيةَ وجهيَ الآخر يا عٌمر ؟ " استغربَ سامر من هذه الجملة لكن عمر لم يستغربها فهوَ يعلمٌ طبيعةَ والدهِ ، ا رتاحوا جميعا عندما نزلوا من السيارة ، فكان أول الناجين من السيارة هو عمر . استنشق عمر الهواء بقوة ثم زفر قائلا : آآآآآه الحــرية ما أجملها ! فترجّل َ بعده سامر و قال و هو يمعن النظر بالمدرسة : هذه هي إذا . اصطحبَ السيّد سامح الشابينِ للداخلِ ، و مروا بجانب الحارس فقال له بلطف : صباح الخير يا رجل ! صافحا بعض فقال له السيد سامح و كأنه يشرح : أقدم لك ابني الأكبر عمر، و هذا ابن أخي سامر . الحارس بداخله :" ما الداعي لتقديمهما ؟ " اصطحبهما لمكتب المدير ، فانتظر عمر عند الباب و دخل سامر و عمه ، صافح السيد سامح المدير السيد " نظام "، و قال له : أقدم لك ابن أخي سامر ، حدثتك عنه بالهاتف ! هز المدير رأسه و قد أكل الشيب سواد شعره وقال : أهلا بك يا بني في مدرستنا الثانوية . ابتسم سامر بوجهه، فقال له المدير : سآخذك لصفك ، أما أنت سيد سامح يمكنك الانصراف . انصرف السيد سامح ، و كان قد فعل عمـر الشيء ذاته ، و اتجه سامر مع المدير لفصلهِ . ( كانت المدرسة نظامية جدا ، لبس موحد ، قوانين موضوعة ، تنفذ بانتظام ، و فتيان فقط ، ( هذا في الجناح الأيمن من المدرسة ، أما الجناح الأيسر فهو للفتيات ) و نقطة التقاطع بين الجناحين هي { العيادة المدرسية } دخل سامر بعد المدير للفصلِ الذي سيكون فصلهٌ قريبا ، و كانت حصة أحياء و علوم . المدير : عفوا أستاذ أكرم ، انه الطالب الجديد . نظر الطلاب جميعهم لسامر و بدؤا التهامس بشأنه ، وهذا ما يحصلٌ كلّما أتاهم طالبٌ جديد . المدير بجديّة : تفضل يا بني ، عرفهم عن نفسك . تقدم سامر و قال : سـامر ، طالب بمثل عمركم . ابتسم الأستاذ أكرم و قال بمرح : هكذا فقط ، هههه تفضل اجلس هنا . و أشار على المقعد الثاني فأكمل الأستاذ أكرم : بالتأكيد لن يمانع حمزة من جلوسك بجانبه . توردت وجنتا حمزة فقال : لا يا أستاذ ، لا مانع لدي . اتجه سامر و جلس بينما عينيه تبحث عن عمر ، عله يكون بفصلِهِ . أخفض رأسه و قال بداخله : " لا وجود له هنــا " . انصرف المديـر ، فأكمل الأستاذ شرح الدرس و بينما هو يشرح شاهد عدم اكتراث الطلاب له فضربت عصاه الطاولة : هـدوء يا شباب ! عاد الهدوء مجددا ، و تابع قائلا : أما السمكة ذات الرئة التي تعيش في أفريقية فإن لها رئة تساعدها على المعيشة خارج الماء ، و هي تختفي داخل الطين أثناء فصول الجفاف ، و ...... . و مضى الوقتٌ سريعاً حتى أنهى الأستاذ أكرم درسه فبقي من الحصة بضع دقائق ، وانتابه الفضول حول سامـر ، فسأله قائلا : بالمناسبة يا سامر ، دعنا نتعرف عليك قليلا ، فقد تبين لنا أنك هادئ جدا ، أو هذا حالٌ الطلابِ الجدد في بادىء الأمر ، ل ذا نريد أن نعرف عنك أكثر إن لم يكن عندك مانع . نظر له سامر ببرود و قال : تفضل ، أسألني . بدأ الجميعٌ يتهامسونَ حول طريقة سامر بالحديث مع المعلم ، رغمَ ذلك هوَ لم يقصد إغاظة الأستاذ أبدا ، لكنه لا يحب أن يسأله أحد عن خصوصيّاتهِ على الأقل ليس أمام الجميع . صفقَ الأستاذ أكرم بيديه ليسكت الطلاب و قال بأدبٍ جمّ : ليست هذه طريقة نبدأ بها التعارف يا سامر إن كنت مستاءً فلم َ لم ْ تقل ذلك ، و انتهى الأمر ؟ أجابه سامر بأدب : عذراً ، لكنني لم أقصد شيئا غير أنني لا أحب ذلك . قطب الأستاذ أكرم حاجبيه مصطنِعاً الغضب و قال بهدوء : إذا ، ما هو اسم والدك ؟ أجابه سامر بسرعة : بدر . ابتسم الأستاذ أكرم و قال : و مـا هو عمله ؟ طأطأ سامر رأسه و قال بخفوت : لا أستطيع القول ، اعذرني . ندمَ سامر أنه لم يقل أي شيء عن وظيفةِ والدهِ ، وظيفته عادية جداً فهوَ صحفيّ ، لكنّه يخشى فقط أن يبحثَ الناسٌ عن مقالاتهِ ويستخرجوها من تحتِ الأرضِ ويسخروا منه ، ربّما ليسَ خوفاً على والدهِ ، بل خوفاً على نفسهِ هوَ ، يراها سامر أنانيّة لكنّه في النهاية فضّل السكوت َ . رن َّ الجرس و قال الأستاذ : لا بأس يكفي أننا عرفنا أنك سامر بدر . غمز لسامر و قال بلطفٍ : نقطة لصالحي . ابتسم سامر بخفة حتى غادر الأستاذ و دخل الأستاذ الذي يليهِ ، { أستاذ الوسامةِ الخارقة والأساليبِ الماكرة } كما يسمّيهِ الجميعٌ . شعر بنيٌّ كثيفٌ منسدلٌ على كتِفَيه ، رموشٌ كثيفةٌ طويلة و بشرةٌ حنطيّة و وجهٌ شبهٌ دائريّ تقريباً ، ان كانَ للجمالِ العربي وجه فهوَ وجهٌ الأستاذِ فريدٌ ، أو هكذا كما يقولون . هنا وقف الجميع ليحيوا الأستاذ ، و هو يرمقهم بنظراتٍ ساخرةٍ ماكرةٍ ، حتى تلك النظارة الطبية التي يضعها تكاد تتحطـّم أشلاءً من قسوةِ هذه النظراتْ . جلسَ على كرسيّهِ ونظرِ للطلبةِ ورمى كتبه بقوة على الطاولةِ ، و صدر صوت مزعج جعل القشعريرة تسري في جسد الطلبة وسلمتِ الطاولة من التحطّم ! سقطت كتبه ، فأشار على أحدهم و قال بانزعاج وخفوت : أنت هناك ، هيا اقترب . فقال الطالب و الذي لم يكن سوى سامر ببرود واستغراب : أنـا .. ابتسمَ الأستاذ بسخرية وقال : أجل ، أنت يا طويلَ القامةِ . مشى سامر ببطء ، و هذه من عاداته في الحقيقة وقال بداخلهِ : " البارحة عمر والآن هذا الأستاذ ، ألهذا الحدِ طولي غريب ؟! " انزعجَ الأستاذ وهوَ يرى سامر يقترب ببطء فقال بجديّة : تَحَرّك . ثمّ أردف بخفوت بعد تنهيدة ٍ خفيفة : أحضر لي الكتب . [ هل سيحضرها من تحت قدم الأستاذ ؟ هل سيفعل ؟ ] و كانت النتيجة كالصاعقة على وجه الطلاب ، فقد أخفض سامر جسده و قال للأستاذ بهدوء : عفوا أستاذ لكن قدمك على الكتاب . أبعدها الأستاذ بسخرية و انصرف يتمشى بين الطلبة . جمعها سامر بهدوء و هو يحادث نفسه : هل هو هكذا على الدوام ؟ ابتسمَ الأستاذ بسخريةٍ على شعرِ أحد الطلبة : ما قصة شعرك هذا ؟ هل تسمّيها قصّةَ شعرٍ ؟! ثمّ أردف آمراً إيّاهٌ : عليك أن تمشطه ، فهمت . هز الطالب رأسه بقلق و خوف : فهمت ، فهمت أستاذ . هل هم الأساتذة هكذا دائماً ؟ أمّ أنّ حظّ سامر دفعه ليبقى تحت ظلّ أسوءِ الأساتذة كما يرى ؟ ماذا سيحصلٌ يا ترى ؟ نراكم قريباً ... | ||||||||
05-06-23, 09:36 AM | #5 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| غروب بألوان الطيف 3 + 4 الهدوء يملأ ذلك الصف ، و خفقان القلوب تزداد سرعته ، خوفا من تلك الإجابة، أو رعبا مما سيفعله الأستاذ ؟ و الفتى يقف مبتسما أمام أستاذه بغير جواب ، فأعاد الأستاذ الكرة : سألتك ، ما رأيك بي أيها الفتى ؟ سامر بهدوء: انه لمن غير المنطق أن نحكم على الأشياء من أول مرة، إنها المرة الأولى، بل و اليوم الأول لي معك، فكيف لي أن أحكم عليك أيها الأستاذ ! ابتلع الطلاب ريقهم ، و منهم من تنهد راحة ، فابتسم الأستاذ بوجه سامــر مما أثار دهشة الطلاب ، أما سامر فنظر له بتعجب من مزاجه المتقلب ، فصرخ الأستاذ بقوة على سامـر : فلــتخرج ، لأنك لم تجب على السؤال ! و يقول لي أنه من غير المنطق ، هه شباب اليوم !! . . خرج سامر و وقف على الحائط ،متعجبا . فالتفت ليجد هنالك من يشير إليه فابتسم عندما عرف أنه عمر، أشار له عمر المعاقب على الحائط الخارجي للفصل الذي يبعد فصلين عن فصلـه . عمر بابتسامة قال بداخله :" يا الهي طرد من أول يوم بالمدرسة ، مسكين والدي إن علم بالأمر ، و هو الذي ظل يوصينا طيلة الصباح هه " . . طأطأ سامر رأسه و قال بداخله:" صوت الأستاذ المرتفع يكاد يفجر طبلتي أذني " ثم أردف قائلا : " هه ، حتى أنني لا أعرف المادة التي يدرسها " . . أما الأستاذ فكاد يكسر السبورة من شدة قبضته على القلم و فعل ،حتى أنه ترك ثقوبا عليها من شدة الضغط . فقد سقطت السبورة حقا فقال بغضب و هو يرمي القلم بشدة على الحائط : سبورة غبية ، سقطت ، كم هذا سخف ! نظر له سامر بغباء من الباب و قال بداخله باستهزاء :"السبورة غبية " أما الأستاذ فصرخ على الطلاب: هذا ما تريدونه أن أجلس و لا أشرح الدرس، بل أقف أمام وجوهكم السمحة . الطلاب بداخلهم :"منذ الفصل الأول و هو يردد هذه الجملة عندما تسقط السبورة" تنهد الأستاذ بقوة ، و من قوة أنفاسه كانت كالرياح على الطالبين اللذين يجلسان في المقدمة ، كاد أن يقتلعهما من جذورهما، eek ( ههههههههه ، هذه قوية شوي ... اعتبروها تشبيه بليغ جدا ههههه ) كان يمثل القوة بالقوة و القوة كلها لله وحده، الأستاذ بغضب: ليقم أحدكم و يثبت هذه السبورة، يستحسن بي تسميتها قمامة. (طبعا السبورة جديدة، لأنهم في الفصل الثاني جددوا كل الأثاث المدرسي ) فقال معاتبا: لماذا لم تغيروهـــا ؟ ( هذه السبورة هي رقم 45 ، لأن الـ44 سبورة السابقات تحطمن على يد الأستاذ القدير ) اندفع الطلبة و ثبتوا السبورة، و قاموا بعمل رائع فكانوا كخلية النحل في تعاونها ، و ما إن أنهوا العمل صفق لهم بقية الطلبة على العمل الرائع و المتقن، فصرخ الأستاذ : من أذن لكم بالتصفيـق ، طأطأ الطلاب رؤوسهم ، فقال لهم : عقابكم نسخ جملة " أنا غبي " ألف مرة و من لا يحضر لي النسخ غدا فليعتبر نفسه انتهى، فقال طالب بنبرة مريضة و مسكينة: و لكن أستاذ ، صرخ الأستاذ بوجهه : تغير النسخ إلى ألفي مــرة ، فأغمي على الفتى، و لم يكن بمقدور أحد أن يفعل شيئا للشاب فقد يضاعف النسخ أكثر و أكثر . فقال الأستاذ: و سأزيد مع كل نفس أسمعه، ! فتدخل هنا سامر ، عندما دخل الفصل و اتجه نحو ذلك الطالب الذي أغمي عليه و تفحصه جيدا فقال للأستاذ بجدية : انه يحتاج للطبيب . قطب الأستاذ حاجبيه بشدة : من سمح لك .. تجاهل سامر الأستاذ فقد علم أنه لا فائدة منه ، و أسند الفتى على كتفه ثم أشار لحمزة بأن يساعده ، فنظر الأستاذ لهما بغضب ، أما حمزة فتغلب على خوفه ، و قال بداخله : " مجرد بشر مثلنا ، فلم نخاف منه ؟ " تحرك باتجاه سامر و ساعده على حمل الفتـى ، سأل سامر حمزة : هل تعرف مكان العيادة ؟ هز حمزة رأسه : أجل ، هيا بنا . و أمام دهشة الجميع و دهشة الأستاذ الكبرى ، خرجوا من الصف ، كما تخرج الشعرة من العجيـن ، أما الأستاذ فقال : هدوووووووووووووء ، لي تصرف مع أولئك الثلاثة ، لذلك ســ ..... ((( فرن الجرس ، لقد أنقذهم الجرس جميعا )))) حمل كتبه و خرج من الفصل بغضب عارم ، و الطلاب بدؤا يتحدثون : هل شاهدتم شجاعة سامر ؟ يجيب آخر: انه مذهل، كيف أجاب الأستاذ، و آخر: و هل شاهدتم حمــزة أيضا، يرد عليه آخـر: بدا لي و كأنما يعرفان بعضيهما منذ زمن، . . | ||||||||
05-06-23, 09:38 AM | #6 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| في عيادة المدرسة التي تقع في المنتصف بين الجناحين شكرت الممرضة سامر و حمزة بقولها : شكرا لكما ، أحضرتماه في الوقت المناسب ، ابتسما بوجهها و قال حمزة: اشكري سامر فهو من أحضره، رد عليه سامر مجاملا إياه: بل اشكري حمزة فهو من دلني على العيادة، ضحكت و قالت: إذا شكرا لكما أنتما معا، ابتسما خجلا ثم سألها حمزة: أتساءل ما سبب إغماء وليــد ؟ أجابته: انه مصاب بفقر الدم يا حمزة ! ألا تعلم شيئا عن أبواه، لأنني لم أعثر على ملفه عندنا. رد عليها حمزة: إن والديه مسافران، فهو يعيش مع جده و جدته، و هما كبيران في السن، لذلك لا أظن أن هنالك فائدة من اتصالك بهما، و لاسيما أنه هو من يعتني بهما و ليس العكس. سامر بداخله بحزن :"لـست الوحيد بالعالم ، الذي يعاني " . . خرجا من العيادة فمد حـمزة يده ليصافح سامر، و لم يتردد سامر، فقال حمزة: سررت بلقاء أحد مثلك ، أنت شجاع ، و يشرفني مصادقتك ! ابتسم سامر بوجهه و قال : و أنا أيضا ، أحسست أنني أعرفك منذ زمن . حمزة : هاهاهاها ، الوجوه المتشابه كثيرة يا فتى ! سامر: ربما الطباع أيضا،.. ضحك حمزة خجلا : هههه ، ربما ، من يدري .. فسأل سامر: يا ترى ما قصة الأستاذ بل ما اسمه و ما هي المادة التي يدرسها يا حمزة ؟ أجابه حمزة : تريد الحقيقة ، لا أعلم ، بل لا نعلم ، لم يفصح عن اسمه ، أما المادة ، فصدق أولا تصدق ، سامر باستغراب : ماذا ؟ حمزة : إنها العلوم النفسية ! نظر له سامر بغباء شديد و قال : أتمزح معي ؟ انه يحتاج لطبيب نفسي ، فيصبح هو الطبيب نفسه . حمزة بارتباك : هههه ، أخبرتك لن تصدق . سأله سامر مجددا: و هل تفهمون شيئا من شرحه ؟ هنا ضحك حمزة و قال : ههاهاهاها ، انه لا يشرح شيئا أصلا ! فقط يكتب كلمات بلا معنى و يكسر السبورة و يخرج ملقيا اللوم علينا ! صمت قليلا ثم تابع بحزن: حتى إننا نضطر للاتصال بمدرس منزلي للمادة، و المشكلة أن أغلب الطلاب يعانون من أزمات مالية. سامر : و هل تعتقد أن هنالك حلا سلميا للأمر ؟ أعني ألم تخبروا المدير ؟ هز حمزة رأسه نافيا و قال : لم يجرؤ أحد على فعل ذلك ، انه أمر مستحيل. سامر بانزعاج: و أين أولياء الأمور عن هذا ؟ تنهد حمزة : هه ، معظمهم لا يعلمون . سامر : ماذا عن البقية ؟ حمزة: قدموا شكوى للمدير لكن المدير أجابهم.. بـ.. ++ فشرع يحكي ما جرى ++ (( أحد أولياء الأمور و هو يصرخ بوجه المدير: أيها المدير نحن نعاني من ضائقة مالية و أساتذتك لا يشرحون ! رد عليه المدير بجدية : صدقني ، أنا استدعيت هذا الأستاذ أكثر من عشر مرات ، و لكنه لم يأت . صرخ ولي الأمر قائلا: الخطأ عليكم، كيف تعينون مثل هذا الأستاذ ؟ المدير بإحراج : اعذرني يا سيد ، التعيين قادم من الوزارة و ليس من هنا ! )) سامر بعد أن استمع لما جرى : يا الهي ! حمزة بضيق: كرهت المدرسة بسببه، كرهتها يا سامر كرهتها. سامر بهدوء : أتساءل هل هو إنسان عاقل حقا ؟ فتصرفاته كالمجانين ! ابتسم حمزة بسخرية و قال : هه ، على ذكر المجانين ، أذكر أنه قاد سيارته مغلقة النوافذ أثناء الحر، كي يعتقد الناس أنها مكيّفة.!! سامر بحزن: لابد و أن هنالك ثمة سـر ! نظر له حمزة و قال بقلق: أنت لا تفكر بشيء خطير، صح ؟ . . وصلا للفصل ، و اتخذا مكانهما ، بينما الطلاب كونوا حلقة حولهما ، و هتفوا : أحســنتم يا شباب ، كنتما رائعين ! كسرت غروره يا سامر ، انك مدهـش ،.. عقد سامر حاجبيه و قال بعتاب : لم أنوي ذلك أبدا ، ثم قال بصوت شجي : أظنه مسكينا ، لابد و أن هنالك ما يدفعه لفعل هذه الأشياء و أردف قائلا بداخله : " يجب أن أعرف ، يجب أن أعرف " . . ثم سأل سامر أحد الطلاب قربه: هل يعرف أحدكم منزل الأستاذ ؟ فأجابه أحدهم: بصراحة لا أعرف،..!! لأنه يخرج مبكرا، خشية أن يتبعه أحد الطلاب. ابتسم سامر بخبث و قال: أنا سأذهب لعمل مــا، لن يسأل عني أحد فأنا جديد ، و لا تأتوا بذكري من فضلكم. أومئ له الجميع بالموافقة ، و انطلق سامر بأرجاء المدرسة التي لا يعرف عنها أو الطرقات التي بها أي شيء . . بحث و بحث و بحـث، وصل للعيادة و هو يلهث من التعب، وتابع حتى وصل للجناح الآخر من المدرسة و قدماه تقودانه إلى حيث لا يعلم، إلى المجهول الذي ينتظره ، شاهد سورا كبيرا يخترق منتصفه باب، و يحرسه شخص سمين يبدو نائما على كرسيه، و قبعته الرسمية قد غطت ملامح وجهه العلوية، تنهد سامر و همس لنفسه: يجب أن أدخل، لعله هناك ! لم ينتبه لتلك الملحوظة المعلقة أعلى الباب و التي كتب عليها ][ الجناح الجنوبي للفتيات ][ . . | ||||||||
05-06-23, 09:39 AM | #7 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| و بحذر سامر و مهارته ، استطاع الدخول ، و بعد أن أصبح داخل الجناح تماما. سامر بتوتر : هذا المكان نسخة مطابقة عن سابقه ،! . . أخذ يتمشى بالممرات بحرص ، حتى سمع خطى أقدام ، تلفت يمينا و يسارا يبحث عن مكان للاختباء ، فوجد بابا لعمال النظافة ، دخله بسرعة خاطفة ، و قلبه لا يكف عن الخفقان ، . . مضت دقائق على دخول سامر تلك الغرفة، و بعد أن زال الصوت، خرج ، و أخذ طريقا فرعيا و هو يمشي بثقة و كأنه عالم بممرات هذه المدرسة، و اقترب قرب باب كبير ، بدا له أنه قاعة تمرينات ، اختلس النظر فيها حتى اكتساه الخجل ، فقال بعد أن ابتلع ريقه : فتيــات ، أظنني في المكان الخطأ !! . . أراد الانصراف ، لكنه سمع صوتا بدا من حديثها أنها معلمة هنا ، التفت ليمينه فوجد حقيبة لإحدى الفتيات بالقاعة ، فأخذهـا ، و ارتدى ملابسا للفتيات كانت موضوعة في الحقيبة على عجل ، و جد بعض شرائط الزينة فقال و الحسرة تقلبه: "لو أنني سمعت كلامك يا أمي، كانت تحب الشعر الطويل، لكان قد نفعني الآن " ثبت الشرائط بطريقة مضحكة و مشى بالممر ، و هو يحاول التأقلم مع الحذاء ذو الكعب العالي الذي وجده في الحقيبة ، كان يرتدي ثيابا رسمية للفتيات ، قميص أبيض عادي مزخرف ببعض النقوش ، و تنورة سوداء طويلة ، أخفض رأسه بقلق و هو يمشي ، و المعلمة تتجه نحوه بسرعة ، أوقفته قائلة : هـيي ! أيتها الآنسة من سمح لك الخروج من القاعة ، فلتعودي و بسرعة ، فقال سامر بنبرة فتاة متوترة: حاضر معلمتي ، و لكنني استأذنت من معلمتي لدورة المياه . أمعنت المعلمة بوجه سامر من بعيد و قالت بشك : هل أنت جديدة هنا ؟ هز سامر رأسه : نعم . حدقت المعلمة بسامر و قالت له : آهـا . و أخيرا غادر سامر من أمام المعلمة التي تنظر له باهتمام ، فأوقفته بقولها : " أيتها الفتاة ، قميصك " توقف سامر و نظر لقميصه ، فضحكت عليه المعلمة و قالت : ارتديه جيدا أيتها الجديدة انه بالمقلوب . نظر سامر لنفسه متورد الوجنتيـن ، فانصرف بعد أن قال : سأنتبه ، شكرا !! . . قهقهت المعلمة بصوت مرتفع حتى دخلت القاعة ، كانت القاعة ضخمة جدا ، بها جميع الأدوات الرياضية ، و ملاعب أيضا ، فتقدمت من المعلمة الأخرى و قالت : مرحبا آنسة لمى ، أود أن أسألك عن طالبتك الجديدة ، استغربت جميع الطالبات و بدأن بالتهامس ، حتى قالت المعلمة لمى : هدوء يا فتيات ، رجاء . ثم التفتت للمعلمة التي أمامها و قالت: أي طالبة ؟ أجابتها : التي استأذنت للتو منك لدورة المياه ،! اندهشت المعلمة لمى و نفت كل ما قالته المعلمة الأخرى ، و رن الجرس لينهي حديثهما ، فهتفت المعلمة لمى قائلة : " فتيات لا تنسين حصتنا القادمة " فأجبن جميعهن و قلن: بالتأكيد. . . و أمام باب القاعة خرجت الفتيات يأخذن حقائبهن لتبديل ثيابهن، فهمست إحداهن بخفوت و هي تنظر لمحتوى حقيبتها: يا الهي ملابس فتى ! ثيابي، لقد .. فقالت لها زميلتها: ما الأمر يا مها ؟ هزت مها رأسها نفيا و قالت : أبدا ، ليس هنالك شيء مهم . ركضت و هي تقول : سأذهب لدورة المياه ، فقالت لها زميلتها : و لكن دورة المياه بذلك الاتجاه ! . . مها و هي تركض : يجب أن ألحق ذلك الغبي الذي أخذ ثيابي ، و ترك ثيابه ،! فركزت قليلا على ما قالته المعلمة : فتاة جديدة ، إذا هو ... ثم فكرت بشدة حتى اتخذت قرارا مبنيا على تحليلاتها : إذا هو فتى ، و من المؤكد أنه سيعود بعد أن تم اكتشافه تقريبا ، و أنا يجب أن أستعيد ثيابي ، فليس لي غيرها ، و كما أن ملابس التمرينات ممنوعة خارج القاعة . فتوقفت و قالت بصدمة: يا الهي ! كيف نسيت ؟ إنها ممنوعة . . . عقدت حاجبيها و قالت بخبث: كما تدين تدان ! أخرجت ثياب سامر من الحقيبة بطرف أصابعها و قالت: كم هو مقزز ارتداء ثياب الفتيان ، صمتت ثم قالت بغباء : لكن رائحة عطره رائعة ، هههههههه . . خرجت من المبنى حتى شاهدت أحد الفتيات و الذي لم يكن سوا سامر ، فصرخت : أنــت أيها الفتى أعد إلي ثيابي ! التفت سامر لها و كان قد دخل من ذلك الباب الذي يحرسه الحارس النائم فأشار لها بيديه أن تصمت و تبقى بعيدة ، أما مها فلم تعره اهتماما ، كان همها الوحيد هو ثيابها ، صرخت مجددا و هي تبعد الباب عن طريقها بفتحه بقوة ، فقال لها سامر بانزعاج : لم أنت غبية ؟ ألا ترين الحارس ؟ اقتربت منه و كان الحارس يتوسطهما ، لكنه كان نائما ، غضبت و قالت : و لم تكتف بثيابي ، حتى تأخذ شرائطي الجميلة . فقال لها : و أنت ارتديت ثيابي أيضا ! صرخت غاضبة: ماذا ؟ فصر بأسنانه و قال : اششششش ! سيستيقظ .. انتبهت للحارس عندما وضح لها سامر حقيقة الأمـر فشهقت ، و استيقظ الحارس و تفاجئ بهما فقال : أنتما ماذا تفعلان هنا ؟ لا يسمح بلقاءات كهذه هنا ، تعاليا معي إلى المدير ! فلم يكن من سامر إلا أن أشار لها بمعنى فهمت مغزاه ، فتبادلا الأدوار ، ذهب هو لجناح الفتيات ، بينما هي لجناح الفتيان . . . و الحارس يصرخ عليهما و احتار فيما يختار ، أيتبع الفتاة أم الفتى ؟ . . اتجهت مها لأقرب دورة مياه و اختبأت بها ، بينما سامر فقد دخل بالخطأ لمرسم ، فقالت له المعلمة بغضب : لم كل هذا التأخيــر ؟ تلعثم سامر في البداية لكنه أتقن دوره بعد أن أخفض رأسه و قال بخجل بنبرة فتاة: آسفة معلمتي، كنت في دورة المياه ! ثم قال بداخله ببرود : " كم أكره أن أكون بهذه المواقف " أومأت له المعلمة بالدخول و أخذ كرسي بين الفتيات ، فاختار سامر الكرسي الأخيــر . و الفتيات ينظرن له بالاستغراب ، فقالت إحدى المغرورات : طويلة القامة و ترتدي حذاء ذو كعب عالي هههههههههه.. و قالت أخرى : لا ، بل انظرن لتلك الشرائط المضحكة . سامر بداخله بضجر : " غبيات " فقالت المعلمة بانزعاج : هيا لتأخذ كل منكن موقعها و تبدأ برسم لوحة من خيالها . هتفت الفتيات بسعادة ، بينما سامر صاح بداخله بضجر :"يا الهي " . . كانت مها تتحــسر و هي مختبئة بدورة المياه ، فقالت بداخلها : " ستفوتني حصة الرسم " ثم عضت شفتيها قهرا و تابعت : " كم كنت متشوقة لبداية الأسبوع " . . أما سامر الذي لا زال يمثل دوره بإتقان فكانت اللوحة بجهة و الريشة بجهة أخرى ، كان أسوء من رسم الأطفال . . . مضت الساعات حتى انتهى الدوام المدرسي على خير ، فبعد أن خرج الجميع و لم يبقى أحد في المدرسة ، كان هناك من لم يذهب . . | ||||||||
05-06-23, 09:39 AM | #8 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| و في مكان آخـر أمام بوابة المدرسة ، كان السيد سامح ينتظر بالسيارة مع ابنه عمـر ، عمر بقلق : أين هو ؟ السيد سامح بتوتر : يا الهي أخشى أنه أصيب بمكروه . التفت عمر لوالده و قال له بتأنيب : أبــي !! madmad . . أما سامر فكان يمشي في الممــر متسائلا أين سيجد تلك الفتاة، و بما أنه دخل مبنى الفتيان ، قال لنفسه ببرود : يجب أن أكون حذرا فأنا فتاة الآن.. تفاجئ بذلك الصوت الذي يأتي من دورة المياه فقلق قليلا ، ثم تحرك باتجاهها حتى خرجت مها بضيق و هي تتمتم بغضــب، وقف ينظر لها ببرود و هي غير منتبهة ، و لاسيما أنها مشغولة بتأمل ما ترتديه ، رفعت رأسها ببطء فشاهدت سامر ، و اقتربت منه لتصفعه لكنه تراجع و تفادى صفعتها، ثم قال لها بهدوء: على مهلك يا آنسة ! صرخت بوجهه: أي مهل بعد أن تحولت إلى فتـى ، بهذه الثياب الطويلة. فقال لها : أريد ثيابي يا آنسة . فقالت له بغضب : أولا ثيابك ستعود لك ، و ثانيا أدعى مها ، لقد سئمت من كلمة آنسة بالفعل و لاسيما حينما تقولها ببرود . نظر لها بهدوء و قال :هل معك ساعة ؟ نظرت له بغضب و عبست بوجهه ثم أظهرت يدها اليسرى لتنظر للساعة فقالت له: إنها الخامسـة ! فقال بانزعاج : ماذا ؟ ،..... هيا لنتبادل الثياب بسرعة ، سيفوتني .. نظرت له باستغراب: و ما شأني ؟ ثم أنت من بدأ بذلك !! صرخ قائلا : هيا اقشعر جسدها من صراخه فزمت شفتيها غضبا : هه ، مغــرور و غبي !! دخلت لدورة المياه و غيرت ثيابها ، بينما انتظر سامر قرب النافذة التي تطل على الخارج، تقدمت منه بملابس التمرينات و قالت بحدة : المرحلة الثانية ! فاتجه هو الآخر لدور المياه و غير ثيابه ، و خرج و رمى عليها ثيابها بلطف و قال : دوري و انتهـى ، انه دورك الآن ! فدخلت مجددا و هي تمشي كأنها رجل آلي ، و بدلت ثياب التمرينات إلى ثيابها الرسميــة ،! . . خرجت و دهشت من سامر الذي انتظرها فقال لها : تأخرت ، سيفوتني المشهد بسببك . استغربت قائلة : ماذا تعني ؟ أنت سبب كل هذه المشاكل ! فاتجه نحو باب المدرسة ليتسلقه ، فخافت قائلة : يا الهي ! أنت لن تذهب و تتركني وحيدة .. و قفز بنجاح إلى الضفة الأخرى (خارج المدرسة) فقال لها : انتظري ! خافت و قالت له و هي تبكي : أحمق ، و مغفل ، لم أتوقعك أنانيا هكذا . فتفاجأت عندما فتح باب المدرسة الرئيسي و قد دخل سامر بعد أن عبث بقفله قليلا. نظر لها بغباء و قال ببرود معاتبا : أناني ، هــا ! ابتسمت بخجل و قالت و هي تخرج : هههه ، هيا بنا الآن . . . أعاد سامر قفل الباب إلى ما كان عليه ، و اتجه راكضا نحو ذلك النادي الذي يرتاده ، فلم يكن من مها إلا أن تتبعه بقلق ، كانت تبعد عنه ميترات قليلة ، فقالت بتوتر و هي تنظر لقدمها : إلى أين ؟ و ما الذي سيفوتك يا سيد ؟ لم يلتفت سامر خلفه بل قال ببرود : الغروب نظرت له بغباء و قالت بداخلها : " غبـــاء " . . لم يكن هدف سامر النادي ، بل كان ذلك السور الحديدي الذي يطل على شاطئ البحر ، و بالوقت ذاته ، على منظر غروب الشمـس، . . اقترب سامر من السور حتى لامسته أنامله ، نظر بعينين متسعتين و ابتسامة واسعة ، و كأن ذلك المشهد يتكرر ، يتكرر مرة أخرى ، عندما كان ينتظر عمه و عمر قرب السور بالأمس ، . . اقتربت مها من السـور و تأملت منظر الغروب ، و كان الصمــت يسود المكان ، غير أن طيور النورس لم تنفك عن إصدار صوتها الذي يتناغم مع هدير الموج ، مكونا نغمة ، تسر لها المسامع ، . . مضت دقائق و سامر لا يزال متصلبا، و مها ترمقه بنظرات الاستغراب، و الدهشة، كانت تقول بنفسها : فتى غريب، تبادل أدوار، هروب، و بقاء بالمدرسة، و أخيـرا غــروب . ثم أردفت بخفوت : انه الغرابة بعينها ! بدأت النجوم تتلألأ شيئا فشيئا ، فقد اقترب المساء ، فاستدار سامر و قال ببرود : ماذا ؟ ألا تزالين تقفين هنا ؟ غضبت و شدة قبضتها و قالت بانزعاج: أولـم تنتبه علي ؟ كنت هنا طيلة الوقت ! تقدمها واضعا يديه في جيبيه و قال : سأذهب ،. صرخت بخوف: ماذا تعني بذلك ؟ و مـاذا عني ؟ نظر لها و قال بعد تنهيدة قصيرة : إذا سأوصلك ثم ارتاح ! فقالت له بارتياح: جيد. ثم تقدمته و قالت : سيلعب الشك بوالدي ، و خاصة أنني تأخرت كثيرا بسبب الغروب السخيف. نظر لها بطرف عينيه و قال بخفوت : هــه ! فقالت له : أين هو منزلك ؟ صمت و لم يجبها ، و عندما كانت على وشك إعادة السؤال قال لها : في أوروبــا .. استغربت قائلة: أوروبا، ليس وقت المزاح.. أما هو فقال بداخله :" أنا صادق ، لن أرغم أحدا على تصديقي ، أبدا " و مضت دقائق أخرى حتى قالت فيها مها بسعادة : وصلنـــا . وصلا أمام منزل متواضع ، فدخلته مها و هي تقول : اتبعني أيها الفتى ! لكن سامر بقي واقفا بالخارج حتى عادت مها مجددا فقالت بحدة: هيا يا رجل . تنهد و قال بخفوت : مشكـلة . تبعها حتى اجتازا حديقة المنزل الصغيرة و دخلت هي ، أما سامر فانتظــر خارجا ، وكان هنالك فتى يسقي الزهور في حديقة المنزل ، نظر لسامر باستغراب و قال بداخله : "مها ، و فتـى ، ههه سيجـنّ جنون أبي " فخـرج رجل بدا أنه رب الأسرة ، و طلب من سامر بعد أن صافحه الدخول ، تردد سامر كثيرا ، فأرغمه والد مها على الدخول ، قائلا : تفضل يا بنــي .. ابتسم سامر بوجهه باصطناع و دخل ، فقاده لغرفة الجلوس . فقال والد مها : زوجتي ، فلتكرمي ضيفنا !! حدق سامر بالمكان حوله و قال : عذرا ، أريد هاتفا إن لم يكن لديك مانع . فقال والد مها الذي يبدو في الأربعينيات من عمره بطيبة : تفضل يا بني ، البيت بيتك .. redface فأشار له على مكان الهاتف في زاوية الغرفة ، و استأذنه للمغادرة قليلا . اتصل سامر على بيــت عمه السيد سامح .. sleeping . . صرخت السيدة سمية من الدور العلوي: عمــــر، فلتجب على الهاتف انه يرن. فصرخ عمر: إنني في دورة المياه !! تمتمت بغضب وقالت: قلت له ألف مرة لا تتكلم و أنت في دورة المياه . ثم صاحت مجددا: سامح ! أجب على الهاتف من فضلك . فنزل السيد سامح من سطح المنزل عبر السلالم الداخلية و هو يقول : لا داعي للصياح فقد أصلحت العطل . السيدة سمية بغضب: كنت أقول الهاتف، الهاتف ! و عندما نزل السيد سامح الدرجات الأولى ، توقف الهاتف عن الرنيــن . . . | ||||||||
05-06-23, 09:41 AM | #9 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| أغلق سامر السماعة و قال : تبا ، لا أحد يجيب .. و التفت عائدا لمكانه ، حتى تقدمت والدة مها و هي تحمل العصير ، وضعته على الطاولة ، وجلست قائلة : تفضل يا بني . هز رأسه شاكرا و قال : أرجو المعذرة فأنا مرتوي .. فتدخلت مها التي دخلت الغرفة بعد أن ارتدت ثيابها المنزلية : لا ، أنت لست كذلك . فنظر لها بطرف عينه بحده ، أما هي فلم تبالي ، بل أخرجت لسانها بمرح ، و جلست قرب والدتها . و بعد لحظات دخل والد مها للمجلس و اتخذ مكانا له ثم قال بمرح: أستميحك عذرا يا فتى إن أزعجتك ابنتي مهـا . أخفض سامر رأسه بإحراج و لم يقل شيئا، فضحك والد مها بقوة. ثم تابعت والدة مهــا : ما سبب تأخركما ؟ قلقنا كثيرا على مهـا ! اتسعت شفتا مها بابتسامة متصنعة و قالت: ليس لسبب مهم. أما سامر فقال:أنـا السبب، و لا دخل لابنتكما أبدا. والد مهـا : إذا كان بإمكانك أن تشرح لنا ، فنحن مهتمين و بشدة . فشرح لهمــا سامر ما جرى و مقصده و كيف ورط مها معه. ضحك والد مها و قال : إذا ارتديت ثياب مهـا ، مها بإحراج : أبــــــــــــــــــــــي ! فدخلت في هذه الأثناء فتاة تبدو بالعشرينيات و ألقت حقيبتها على الأريكة و جلست ، حتى أنها لم تنتبه لسامر الذي صدم حال رؤيتهــا . نهض سامر منحنيا و قال : أرجو المعذرة فقد أثقلت عليكم . فنهض والد مها قائلا : أرجوك ابق لتتناول العشاء معنا . لكن سامر أصر على المغادرة و قال : سيقلق أهلي كثيرا .. فسمح له والد مها و رافقه حتى الباب. و اقترح عليه إيصاله لكن سامر رفض ذلك بأدب ، فقال والد مها : إذا أردت بيت ذلك الأستاذ الذي أخبرتنا عنه فإنني أعرفه . رد عليه سامر بسعادة : حقا و أين يقع ؟ فقال له : انه على بعد شارعين من هنا ، البيت ذو الباب الأسود . هز سامر رأسه شاكرا و عندما خرج ناداه والد مها قائلا : بالمناسبة ما اسمــك ؟ فقال له سامـر بهدوء : اسمي هو .. ســــامر !! . . و بينما كان سامر يسير باتجاه منزل عمه ، هطل المطــر . تأفف سامر قائلا : هذا ليس وقته أبدا .. لقد تبللت ثيابه و شعره، فهذه ليست أمطارا صيفية. و ما هي إلا ثوان حتى غمرت الأمطار شوارع الحي السكني .. سامر بانزعاج : سأصاب بالزكام بسبب هذا البرد ، ليتني وافقت على طلب ذلك الرجل .. . . و بعد نصف ساعة تقريبا بحلول الساعة العاشرة مساء في منزل السيد سامح ، حيث كانوا مجتمعين في غرفة المعيشة حول الهاتف ، كان عمر يمشي ذهابا و إيابا ، حتى قاطعته والدته : عمـر كفى ! عمر بتوتر : سامر يا أمي ؟ سامر لم يعد .. غضبت و قالت: أعلم.. أعلم يا أبله ! ثم التفتت لزوجها و قالت معاتبة إياه: و لم لم تتصل بالشرطة ؟ السيد سامح و هو يدفن وجهه بين كفيه بحسرة و قلق: الشرطة لا تتقبل بلاغا عن اختفاء إلا بعد 24 ساعة على الحادثة !! و ساد الهدوء المكان حتى سمعوا رنين جرس المنزل، فهرول عمر باتجاه الباب و فتحه ، فسقط عليه جسد سامر ، عمر بقلق : سامر .. ما بك ؟ رفع سامر رأسه و قال بوهن : وصلت أخيرا .. ساعده عمر على النهوض و اتجه السيد سامح لسامر الذي نكس رأسه، و راح يهز كتفيه : سامر بني ، هل أنت بخيــر ؟ رفع سامر رأسه ببطء و قال بخفوت و هو يسعل و يرتجف: لا تقلق، أنا على ما يرام. تنهد السيد سامح بارتياح و أسند سامر عليه قائلا: و لم تأخرت ؟ أفزعتنا . تدخلت هنا السيدة سمية التي أحضرت منشفة، و جففت بها شعر سامر و هي تقول بفزع: انه مبتل تماما بسبب المطر، تعال يا بني سأشعل المدفأة لأجلك. و ذهبوا به لغرفة جانبية قرب غرفة المعيشة على اليمين . فأحضرت السيدة سمية غطاء سميكا و غطت سامر الذي جلس يرتجف على الأريكة. أشفق الجميع على حاله ، فأشعل السيد سامح المدفأة ، بينما أحضر عمر شرابا ساخنا لسامر ، و قدمه قائلا بقلق : تفضل ، اشربه ! فأخذه بيده المرتجفة ، و جلس عمر بجانبه ، و قال له بخفوت و هو يربت على كتفه بلطف : لماذا تأخرت يا سامر ؟ اخفض سامر رأسه و قال ببرود بعد فترة صمت طويلة : لقد ضعت . نظر له السيد سامح بهدوء ، عمر بابتسامة: و أنت الذي قال لي بأنه سيعتاد على الطريق للنادي ! احتسى سامر رشفة من الشراب وابتسم قائلا : كان ذلك سابقا .. ضحك السيد سامح فجأة و قال: هكذا إذا،.. ثم نهض من مكانه بينما الشابين ينظران له باستغراب، و قال بجدية : تحتاجان دروسا جديدة .. و على العشاء .. فدخلت السيدة سمية قائلة : وضعت العشاء .. فقال السيد سامح بجدية: ممتازة، أحسنت صنعا يا عزيزتي لأن الدروس ستكون.. قاطعته قائلة : أأ بالمناسبة .. التفت لها بثقة : نعم .. فقالت بخبث : وضعت لك عشاء انفراديا .. اقتربت منه و أردفت قائلة: لك وحدك... فقط .. فأمسكت أمل الصغيرة طرف ثوب والدتها قائلة: أمي أريد عشاء انفراديا مع والدي.. حضنها والدها و هو يمثل البكاء: كم أنــا فخور بك يا ابنتي.. أنت من يفهمني فقط .. تنهدت السيدة سمية و قالت: سيبرد العشاء، هيا جميعا.. . . بعد تناول العشاء اتجه سامر لدورة المياه ، يأخذ حماما ساخنا ، أما عمـر، فبدأ بتحضير كتبه المدرسية و هو على سريره، . السيدة سمية كانت مشغولة بغسل الأطباق، أما السيد سامح فهو يمارس هوايته "القراءة" . خرج سامر و هو يغطي رأسه بمنشفة ، مرتديا لباس النوم ، و دخل الغرفة بعد أن طرق بابها باحترام ، ابتسم عمر قائلا : مهما فعلت يا سامر ، تأكد بأني أعرف .. جفف سامر مغمض العينين شعره الأسود اللامع و قال : ماذا تقصد ؟ فأجابه عمر الذي اعتدل بجلسته : كنت أعني أنك لم تضع فماذا حدث لك ؟ جلس سامر و ابعد المنشفة عن رأسه و قال بضحكة قصيرة : فضولي يا عمـر ، كعادتك لن تتغير ..!! هنا ازداد فضول عمر و قال بشوق : أنا متشوق لمعرفة ما حدث ! هيا أخبرني ، أخبــرني ..!! سامر ببرود : لا ،.. عمر برجاء : أرجوك .. هيا هيــــــا .. تمدد سامر على سريره و أسدل الغطاء عليه و قال : عمر ، لا تنسى أن تطفئ الأنوار. عمر بغضب مصطنع: ماذا ؟ تتجاهل سؤالي إذا ؟! خخخخخخخخخ خخخخخخخخخ <<<< شخيــر سامر ..!! اقترب عمر و ألقى نظرة على سامر، ليجده يغط بنوم عميق، فقال بسعادة : ههه انه نائم حقا ، ثم أردف بحزن : يــبدو متعبا جدا ،.. حمدا لله على سلامتك .. . . 1305831452291 كان الجزء طويلا على ما أعتقد ، و أظن أن الأحداث بدأت تتسع شيئا فشيئا ، فقد تعرفنا لعائلة جديدة و لو كان سطحيا ، إنها عائلة "مهـا" . . يبدو أن مها ستكون شخصية رئيسية ، و أظنكم لم تخمنوا سبب صدمة سامر عندما دخلت شقيقة مها ، لقد كانت نفسها تلك المعلمة التي قابلها سامر بثياب مها . . . تابعوا الجزء القادم فالأحداث ستتوسع باذن الله | ||||||||
05-06-23, 09:45 AM | #10 | ||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة
| غــروبــ بألوانــ الطيــفــ ... 5 ..} جزء قصيــر للتشويق خخخ ...} قبل موعد استيقاظ تلك الشمس المشاكسة بساعتين ، أي في فجر اليوم الثاني ، اكتسى اللون الأزرق الباهت سماء البلــدة الجميلة ، و بدأت تلك الزهور المتمايلة تستقيم ، فموعد تفتحها اقترب ، و راحت نسمات الهواء العليل تحرك أوراق الشجر ، و حتى تلك الأغطية التي تركها أهلها ليلا لتجف في الصباح ، . . رن المنبــه بشدة في ذلك المنزل المتواضع ، في العادة نبدأ بمنزل السيد سامح لكن هذه المرة اختلف، فقد أضيف للقائمة بطل جديد ، أو بالأحرى أضيفت بطلة جديدة ، أظنكم عرفتموهــا ! إنها "مهـا " ، . . استيقظت قبل موعد شروق الشمس لأول مرة في حياتها ، تتساءلون عن السبب ، لنسأل مهـا نفسها ! . . أزاحت الغطاء عنها بمرح للمرة الأولى ، فالعادة تستيقظ بصحبة الشتائم بالمدرسة ، ثم اتجهت لدورة المياه و هي تدندن بمرح و فرح أيضا ، . . خرجت بعد دقائق و اتجهت تنظر لنفسها بالمرآة، سرحت شعرها البني المائل إلى السواد بقليل ، و كان يصل لكتفها ، فقالت و هي تمعن النظر بالمرآة لنفسها بحيرة : هل أرفعه ، أم أتــركه هكذا .. ؟ لا ، الأفضل أن أتركه ، أممم ! . . اتخذت قرارا بأن تتركه هكذا ، و ارتدت ثيابها المدرسية و نزلت السلالم باتجاه المطبخ ، كتفت يديها حول بطنها و هي تقول : كم أنا جائعة ! فتحت الثلاجة و قالت بضجر : أمجد الكاذب ! قال لي لن آخذ علبة عصيرك أبدا . فأتاها صوت من خلفها يقول ببرود : لست كاذبا . التفتت مها و هي تقول بخوف : سمعتني إذا .. أبعدها عن طريقه و نظر لمحتوى الثلاجة و قال و هو يخرج علبة عصير منها : ها هــي ! لك .. أخذتها بابتسامة محرجة : هههه ، لم أكن أظن أنك .. أنك .. تجاهلها و هو يخرج مقلاة من أحد الأرفف في المطبخ و قال لها بينما يكسر البيض بعدم اكتراث: فهمنا ، يمكنك الانصراف الآن .. فصرخت بوجهه باصطناع : هه ، أحمق ، ستكمل التاسعة عشرة غدا ، و لا زلت لا تعرف كيف هي معاملة الأخت الصغيرة . فقال و هو يقلي البيض بمهارة : أمم ! بالمناسبة سمعت من أبي عن ذلك الشاب ؟ جلست مها على أحد الكراسي في المطبخ و قالت بخجل: أي شاب ؟ نظر لها بطرف عينه و قال : ما بك متوردة الوجنتين ؟ توسعت عيناها و لم تستطع إخفاء إعجابها بذلك الشاب . فالتفت لها و قال و هو يتظاهر بالحدة: إياك و أن .. فقالت بارتباك و خجل : لا ، لا تذهب بعيدا يا أخي ! فعاد هو ليكمل عمله و قال بابتسامة حاول إخفاءها قدر المستطاع و نجح : بالمناسبة علمت أن .. قاطعته و هي تضع علبة العصير على الطاولة بقوة: ما هذا يا أمجد ؟ ألا تعرف غير كلمة "بالمناسبة" لقد سئمت ، غيرها من فضلك .. و بدأت تتمتم بغضب و هي تقول بغباء: بالمناسبة، بالمناسبة، بالمــــناسبة. فقاطعها بانزعاج : حسنـــا سأغيرها ، أنت و الأستاذ في الجامعة حاقدين علي بشكل لا يعلمه إلا الله. تنهدت و قالت : لا ألومه ، فأنت مزعج .. فتجاهل جملتها هذه عندما جلس قربها و قال بخبث : لم أنت مستيقظة مبكرا هذا اليوم ، ثم أردف : و على غيــر العادة أيضا .. نظرت له بلؤم و قالت بعدم اكتراث : هكذا فقط .. فقال لها : إذا ليس لرؤية سامر مثلا .. هنا تصلبت و اكتستها الحمرة ، و كانت ستنفجر لولا أنها صرخــت : البيــض احترق يا أمجد .. أسرع أمجد باتجاهه و هو يحاول لمس المقلاة الساخنة : آي ، آآو ، آآآحح ... إنها ساخنة ، ساخنة جدا .. فأتت مها و أبعدت أمجد عن طريقها قائلة : دع عمل الفتيات لــي . فأخذت منشفة بقربها و أغلقت الموقد ، و قالت و هي ترفع المقلاة في الهواء بفخــر : عندما لا تعرف ، فاطلب المساعدة ، و لا تخجل . لكنه قال بغضب طفيف : لقد احترقت يدي و أنت تهتمين للبيض . مها : البيض و سآكله ، أما أنت فقل لي ماذا سأصنع بك ؟ التفت عنها و قال : مؤثرة ، و أنانية .. وصلت لمرحلة غضب شديدة ، فأسرعت باتجاه علبة الأدوية قربها ، و أحضرت شاشا و مطهرا تلف بها يد أمجد ، جلسا في غرفة المعيشة ، و قالت هي بداخلها بخبث : " سأضربك ضربا مبرحا يا مجوودي " مد لها يده قائلا بألم : هيا ضمديها بسرعة .. فأنا أتألم . فزادت كمية المطهر في القطن و وضعته على حرق أمجد بقسوة و هي تنظر له بابتسامة باردة : ما بك تصرخ ؟ رد عليها بخوف : أنت مــرعبة . فتابعت تضميد يده ، وما إن انتهت مها من ذلك حتى خرج مسرعا و هو يقول بغضب: يا للنساء ، لــن أتزوج ، لــن أتزوج .... و سأقسم بذلك أن أردتم .. !! نظرت له مها بغباء و قالت بخفوت : و ما دخل الزواج الآن .. تنهدت ثم قالت بخفوت: أتوق لمعرفة ما يفعله ذلك الشاب ! . . و ليس بعيدا عن بيت مها ، تحديدا عند ذلك الشاب ، كان يغط بنوم عميق ، و كأنه لم يذق طعم النوم ، هل هو التعب يا ترى ؟ كانت الساعة تكاد ترن معلنة أنها الرابعة و النصف فجرا ، لولا يد سامر المفاجئة ، و التي ضغطت على زر مـا ، ليوقف الرنين الذي لم يبدأ . نهض سامر و هو لا يزال على سريره ، نظر لعمر بهدوء ، و ارتاح أنه لم يفق ، أبعد الغطاء عنـه ، و قال بداخله : "سأذهب لبيت ذلك الأستاذ، قبل أن يستيقظ عمر " تحرك بهدوء دون إحداث أية ضجة تذكر ، و قام بروتينه اليومي، و هو الذهاب لدورة المياه ، و تبديل ثيابه ، عدا تناول الفطور، فلم يكن يلق بالا ، و ترك ورقة صغيرة على الثلاجة كتب فيها " أنا ذاهب للمدرسة وحدي " و ختمها باسمه " ســامر " * . . تنهد تنهيدة ارتياح كبيرة بعد أن أغلق باب المنزل الرئيسي بهدوء ، اتجه إلى حيث أخبره والد مها ، تلفت سامر يمنة و يسرة ، و هو يبحث عن باب ذو لون أسود ، قال بداخله :"مميــز" ، فكل المنازل ملونة بألوان مختلفة عدا هذا اللون الغامض . و عندما كان يسير شاهد فتى يجلس على حافة الطريق يبدو أكبر منه بقليل ، يمد يده للسؤال، لم يكن منظرا غريبا على سامر، فقد شبع منه في أوروبا، لكن هنالك فرق ، هناك من هم بحاجة و هناك من هم ليسوا كذلك . فسأل سامر أن يعطيه شيئا : أرجوك ، أريد مالا ، أو أي شيء .. أرجوك. أشفق عليه سامر و قال بداخله :"لم أتوقع أن أجد هؤلاء هنا" و سأله مجددا : أرجوك .. تنهد سامر بحزن و أخرج قطعة نقدية و انحنى ليعطيها له، ابتسم بوجهه و قال بطيبة: خذها، لكنني أعطيتك إياها لأنك ستعمل من أجل أن تساير هذه الحياة، تمعن الفتى بكلمات سامر و شعر بعطفه عليه . أما سامر فأكمل: اعمل، فربما الرجل الذي سيأتي بعدي و تسأله لن يمنحك قرشا واحدا ،قد يدوسك بقدمه . تناثرت دموع سامر على وجنتيه فأكمل و هو يكبت شهقاته من بين كلماته المتقاطعة : أنت من أبناء هذه الأمة ، فلترفع شأنها ، انهم ينتظرون منك أي عمل خيـّر. أخفض الفتى رأسه و لم ينطق بشيء و ظلت يده مفتوحة و بها تلك القطعة من النقود. أما سامر فمسح دموعه و قال بعد أن ابتعد عنه قليلا : صارت عيناي تخوناني بسرعة ، فدموعي تنهمر . وضع يديه في جيبيه و أكمل طريقه ، و ذلك الفتى ينظر لسامر . . . وجد منزلا يشابه المطلوب ، اقترب منه ، عله ير شيئا جديرا بالذكر ، اقترب و اقترب ، و اقترب حتى أحكمت قبضتاه على قضبان الباب الحديدية ، نظر سامر حوله ، فوجد أن هنالك حديقة كبيــرة لدى هذا الأستاذ الغامض ، مليئة بالأعشاب الضارة، و هذا إن دل، فانه يدل على عدم اهتمامه، و اكتراثه بهذه الأمور . عقد العزيمة و قرر الدخول ، توقف و قال بداخله :" هل أدخل ، و بلا إذن " أم .. هز رأسه يمينا و شمالا و قال : لا ، أنا لست من ذلك النوع أبدا .. استند إلى الجدار قربه و قال بخفوت : هه ، أوروبـا الغبية . و أكمل و هو يضرب الجدار بقبضته بحزن : كم أكرهها ، أكرهها .. فجلس على الأرض و هو يضم ساقيه لصدره ، و قال بنبرة قاربت على البكاء : أنـا ، أنــا ... أنا لن أبكي أبدا ، الماضي انتهى ، سأطوي صفحاته ، أنا لست صغيرا ، لست كذلك أبدا . . . مضى ما يقارب الساعة و النصف و سامر على جلسته ، بلا كلمة و لا حتى همسة ، حتى سمع صوت الأستاذ في الحديقة ، فرح بداخله بلا سبب ، و أراد أن يرى من خلال فتحات السور قربه ، رفع جسده حتى يختلس النظرات قليلا ، فقال سامر و هو ينظـر بخفوت : انه هو ... . . في هذه اللحظة كانت مهـا قد قدمت إلى هنا ، بمحض الصدفة فقط . و عندما شاهدت سامر يختلس النظـر ، اختبأت تراقبه بحذر ، فقالت بداخلها بدهشة : "ما الذي يفعله ؟ " . . كان الأستاذ يحتسي كوبا من القهوة الصباحية و يقرأ صحيفة اليوم على طاولته البيضاء المستديرة ، فاقتربت منه الخادمة لتضع الفطور على الطاولة ، فقال لها : ألم يتصل ؟ فهزت رأسها نفيا .. !! أما سامر فقال بخفوت: هناك من يحاول الدخول عبر تسلق السور . ثم أردف قائلا بدهشة: انه يصوب مسدسا نحو الأستاذ .. راوده القلق و قال بداخله بتردد : " هل أصرخ و أخبره ؟ " لا سيقول لي أنني تلصصت عليه ، فهو معقد ، أكيد . . . و عندما شاهد ذلك اللص شعر سامر بالخوف على الأستاذ، ركض باتجاه السور المقابل محاولا إيقافه ، و مهـا تتبعه بهدوء ، و هي تقول بداخلها : " لم أكن أظن أن سامر مخادع " . . أمسكه سامر من خصره و حاول سحبه ، أما اللص فحاول التحرر من سامر الذي أمسكه بإحكام ، و كان متعلقا بشدة بسطح السور ، و قال بانزعاج: اتركنــي ، اتــركني !! و سامر مصر على إيقافه : لن أسمح لك أبدا . و بحيلة ما استطاع اللص الهروب من دون أن يلتفت لسامر الذي لهث بقوة من التعب ، و ذلك بعد أن أطلق اللص النار لكنه أصاب فنجان الأستاذ على أن يصيبه هو ، فجلس سامر و هو يحاول التقاط أنفاسه ، التفت ليمينه ليشاهد تلك القطعة من النقود ، و التي لازالت تتدحرج قربه ، و المسدس أيضا على يساره . أسرع الأستاذ متجها للخارج فشاهد مهــا المندهشة ، تقف على زاوية السور ، تراقب سامر ، . . التقط سامر المسدس ، و نظر للقطعة النقديـة ، و قال بأسف : أهذا هو العمل الخيّر الذي وجدته يا فتى ؟ التفت و لم ينتبه على الأستاذ الذي لكمه ببطنه بقوة ، فخر سامر مغميا عليه و سقط المسدس من يده ، أما الأستاذ فتنفس بقوة و قال بغضب : و أخيرا أمسكت بك أيها الحقيــر ! حمله على كتفه و قال لمهــا : هل رأيته ؟ هزت مها رأسها بأسف إيجابا و قالت : نعم ، لقد ... المسدس .. لم تعرف ما تقوله من هول الصدمــة . 1305832639321 هل كان سامر الذي أعجبت به بالأمس أكبر القتلة المأجورين ؟ هل هو كذلك حقــا ؟ هل هو مخادع يا ترى ؟ هل ابتدأ صباح اليوم الثاني بحادثة كهذه ؟ ما الذي سيحدث خاصة إن وصل الخبر لعم سامر ؟ و ماذا سيحل بسامر ؟ من هو ذلك اللص الذي عرفه سامر ؟ أسئلة كثيرة تدور ببالي و بالكم أيضا ؟ . . الجزء القادم هو من سيتكفل بإجابتكم عن كل تلك التساؤلات. . أما سؤالي لكم فهو / + هل كان تصرف سامر صحيحا ؟ أريد رأيكم في ذلك ، مع التعليل . <<< طبعا يتشرط الأخ !!cheeky | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|