آخر 10 مشاركات
هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          موضوع مخصص للطلبات و الاقتراحات و الآراء و الاستفسارات (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-08, 12:53 AM   #41

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي


والأنزعاج. وبعدما شربت القهوة التي احضرها موجاري حوالي العاشرة استأذنت مضيفتها للذهاب الى غرفتها. وبدت روز بدورها أكثر استعدادا للذهاب هي أيضا الى غرفتها. وقالت وهي تهز رأسها:
" آه منهم هؤلاء الرجال! انهم لا يسألون عنا أو يهتمون بنا على الاطلاق "
ولكنها ضحكت وهي تطلق هذا الاتهام الكبير فعلمت هيلين أنها لمتكن جادة في كلامها. ابتسمت لها متمنية ليلة مريحة ونوما هنيئا وصعدت الى غرفتها.
وهناك ارتدت ثياب النوم وقفزت الى سريرها. ولكنها شعرت بالتأكيد أنها لن تتمكن من النوم بسبب الأمور الغريبة والمتعددة التي حملها ذلك النهار. وفعلا لم تنم...أخذت تفكر برحلة جايك المرتقبة مع لوسيان وبحديثها مع ليزا هاردينغ وتصرف جايك الهادئ طوال المساء وأهممن ذل كله...تصرفه قبل بضع ساعات في غرفة النوم! وتنهدت بصوت مسموع. هل من الممكن أن تكون هي المسؤولة عما حدث في هذه الغرفة؟ اثارته فرد عليها بأسلوب اثبت لها بما لا مجال للشك انها لم تعد غير مكترثة أو مهتمة به!
تقلبت في السرير عمدا وحاولت طرده من تفكيرها ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل. ركزت انتباهها على صوت الريح يصفر بين الشجر...صوت الجدول المتدفق...صرخة طائر ليلي وفجأة سمعت أصوات أبواب تفتح وتغلق فعلمت أن كلا من لوسيان وجايك في طريقه الآن الى غرفته. توقفت تماما عن الحركة وعندما فتح باب الغرفة اخذت تتنفس بعمق كي يظن انها نائمة ولكن جايك اضاء النور الموجود بين السريرين. فتحت احدى عينيها نصف فتحة فلاحظت أنه بدأ يخلع ثيابه. اغمضت عينيها بقوة مرة أخرى وانتظرت أن يطفئ النور ويصعد الى سريره.
اطفأ النور بعد لحظات فتنهدت بارتياح. ولكنها شعرت انه يتوجه نحو سريرها بدلا من سريره واحست بأنه يقف قربها ويراقبها في الظلمة. ظلت ساكنة الحركة بعض الوقت ولكن تسارع انفاسها فضح تظاهرها بالنوم.
" ابتعدي قليلا "
شهقت هيلين وشعرت أن قلبها توقف عن الخفقان. قالت له متلعثمة:
" سرير...سريرك...هناك! "
رد عليها بصوت أجش:
" هذا هو سريري "
ولم ينتظر منها تعليقا أو اذنا بل رفع الغطاء واندس تحته قربها و......
وعندما اتى الصباح وغمر نور الشمس الذهبي أ رجاء الغرفة كان جايك قد ذهب.
فقط سريره الذي لم يمس كان شاهدا على أنه امضى الليلة...معها...في سرير واحد.







لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:54 AM   #42

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

8- فراغ الحب


تحركت هيلين متكاسلة ونظرت الى ساعتها لتجد انها تجاوزت العاشرة والنصف. نزلت بسرع من سريرها وتوجهت الى الحمام حيث استحمت وعادت الى الغرفة لترتدي سروالا ضيقا وقميصا فوقه سترة رقيقة. وتوجهت الى غرفة الاستقبال لتجد موجاري وحدة يغذي المدفأة بقطع خشب جديدة.
حياها بابتسامة مهذبة بعد أن احنى رأسه قليلا علامة الاحترام للسيدات. ترددت قليلا ثم سألته:
" أين الجميع يا موجاري؟ "
قطب جبينه قليلا وقال:
" السيدة روز في المطبخ والسيدان لوسيان وجايك في الخارج "
ثم ابتسم مرة اخرى وهو يسألها:
" هل تريدينني أن ابلغ السيدة روز بقدومك؟ "
" لا داعي لذلك يا موجاري فها أنا هنا "
ودخلت روز القاعة بهدوء ثم قالت موجهة حديثها الى هيلين:
" سمعت أصواتا فعلمت أنك استيقظت أخيرا يا عزيزتي. يبدو أنك نمت جيدا. جايك طلب منا عدم ازعاجك "
احمر وجهها بسرعة ملحوظة ولكن روز اكتفت بهز اصبعها في وجه ضيفتها مازحا وهي تقول:
" لا تبدأي بتقديم اعتذارات لي. أنا افهم الوضع تماما صدقيني "
ثم أطلقت ابتسامة عريضة ومضت تقول:
" جايك رجل جذاب للغاية وأنا يمكن أن اقع في شباكه "
لم تعرف هيلين بماذا تجيب ولكنها حاولت الظهور بمظهر عادي وطبيعي فسألت مضيفتها بهدوء:
" أين هما لوسيان وجايك الآن؟ "
فتحت روز ذراعيها كمن يجهل الواقع وقالت:
" ذهبا في نزهة قصيرة للتفرج على القرية كما قالا. أنا شخصيا اعتقد أنهما يتحدثان مرة اخرى عن مشروعهما التجاري. لوسيان متحمس جدا لاقامة معمل من معامل مؤسسة هوارد في ضواحي عاصمة بلادنا لأنه يؤمن عددا كبيرا من الوظائف لعدد كبير من الاشخاص كما أن بلادنا ستجني منه أموالا هي بأشد الحاجة اليها بالاضافة الى المكانة المرموقة التي ستحظى بها بين جاراتها "
هزت هيلين برأسها بدون أن تعي شيئا لأن تفكيرها كان في مكان آخر وقالت:
" آه هكذا! وهل أخبرك لوسيان متى يتوقعان مغادرة لندن؟ "
هزت روز كتفيها وقالت:
" خلال الأيام القليلة المقبلة على ما أعتقد. لماذا تسألين؟ الا تريدين أن يسافر جايك مرة آخرى وخلال هذه الفترة القصيرة أيضا؟ "
حتى الآن لم تجرؤ على التفكير بما تريد. لم تكن تعرف ابدا ماذا سيحدث. كيف يمكنها شرح مخاوفها وتشنجاتها لروز التي من الطبيعي أنها تفترض أن زواج جايك وهيلين طبيعي وسليم! انها تعرف شهرة جايك لدى النساء اللواتي يطالبنه بأي شئ. واكثر من ذلك لم يقل لها أنه يحبها. قال لها أنه...يريدها ولكن الامرين مختلفين الى حد كبير. ولبضع لحظات سمحت لنفسها بتذكر الساعات القليلة الماضية التي امضتها بين ذراعي جايك. كانت تلك بالنسبة اليها اكتشافا على الطبيعة لما يمكن ان تكون عليه العلاقة بين رجل وامرأة. لم تحلم من قبل أنمثل هذه الافآق يمكن الوصول اليها أو أن جاي يمكن أن يكون صبورا الى هذا الحد ليدربها على التخلي عن جمودها و...احمر خداها مرة أخرى وهي تتذكر. وكانت روز تراقبها باهتمام بالغ ثم قالت لها:
" من الواضح انك لا تريدينه أن يذهب. لماذا لا تصحبينه في هذه الرحلة؟ "
حدقت بها هيلين وهي شادرة الذهن وسألتها:
" " ماذا قلت؟ "
" قلت اذهبي معه. لم لا؟ لست مضطرة للبقاء في انجلترا أليس كذلك؟ ليست لديك أي ارتباطات أو التزامات أليس هذا صحيحا؟ "
" صحيح ولكن. . . "
توقفت لحظة ثم تابعت كلامها بتردد:
" ولكن...لا أدري! لا أدري! "
هزت روز كتفيها مرة أخرى وقالت:
" لو كنت مكانك لما ترددت لحظة واحدة لولا هذا. . . "
وربتت بحنان على بطنها واضافت:
" لولا هذا لذهبت مع زوجي بدون تردد "



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:55 AM   #43

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

" هل كنت تذهبين حقا؟ "
وعندما شعرت بأن تساؤلاها في غير محله اضافت بسرعة:
" ولكنك ستذهبين الى بلادك...الى موطنك "
رفعت روز حاجبيها وقالت:
" نعم. ولكني أتيت معه الى هنا. لم اكن مضطرة لذلك. كان بامكاننا أن نظل في العاصمة حيث نعيش. كان ممكنا أن اظل هناك مع الأطفال يأتي لوسيان لزيارتنا بأنتظام "
" ولكن زوجك سفير! يجب عليك أن تكوني معه "
تنهدت روز وقالت:
" ربما نعم وربما لا! ولكني لا أرضى بابتعاده عني! "
ابتسمت هيلين. آراء روز بسيطة وعادية جدا ولكن لم يكن لديها أي فكرة على الأطلاق عن المصاعب والمضاعفات التي كانت تواجهها طوال السنوات الثلاثة الماضية.
عاد الرجلان وقت الغداء وكانت هيلين وحدها في قاعة الجلوس في حين ذهبت روز الى المطبخ لتشرف على اعداد الطعام. دخل لوسيان أولا وهو يفرك يديه بسرعة لتحريك الدماء في الأصابع الباردة. وحيا هيلين بمرح قائلا:
" اسعد الله أوقاتك أيها الجمال النائم! متى استيقظت؟ "
ردت عليه هيلين بهدوء وهي تتوقع دخول جايك بين لحظة واخرى:
" حوالي العاشرة والنصف "
" العاشرة والنصف! يا للفضيحة "
وأخذ يعلق ضاحكا على موضوع النصيحة المشهورة التي تدعو الى النوم باكرا والنهوض باكرا. وفجأة دخل جايك الغرفة نظرت اليه هيلين بأعصاب متوترة ولكنها لم تتمكن من قراءة أفكاره أو فهم أي شيئ من خلال نظراته أو ملامح وجهه. انه ينجح دائما في اخفاء مشاعره ولا يفسح مجالا للتكهن أو الاستنتاج. وشعرت بألم حاد يعصر قلبها وفؤادها. كم كانت سخيفة عندما تخيلت أن ما حدث بينهما الليلة الماضية يعني شيئا خاصا ومميزا بالنسبة اليه! ابعدت نظرها عنه وركزت انتباهها على يديها اللتين وضعتهما على ركبتيها بانفعال وتأثر.
ذهب لوسيان لمساعدة زوجته فتوترت أعصاب هيلين. ماذا سيفعل الآن؟ ماهي التعليقات اللاذعة أو الباردة التي سيطلقها في اللحظة التالية؟ ماذا...؟ ولكن جايك لم يقل شيئا على الفور بل أشعل سيكاره وسار نحو المدفأة وأخذ يراقبها بهدوء واهتمام. وعندما لم تقل شيئا أو حتى لم تنظر اليه تأفف بانزعاج ظاهر وقال لها بانفعال:
" هيلين...يجب أن اكلمك "
ولكن في تلك اللحظة بالذات دخلت ليزا غرفة الجلوس وابتسمت بحرارة لجايك قائلة:
" جايك! واخيرا عدت! السيدة اندانا قالت انك ذهبت في نزهة مع زوجها. يبدو أنني لم أشاهدك الا قليلا خلال هذه العطلة الاسبوعية "
هز جايك كتفيه متظاهرا عدم الاهتمام واجابها بلهجة عادية جدا:
" كانت زيارة قصيرة هذه المرة. لم نصل الا حوالي وقت الغداء أمس وسنذهب فور الانتهاء من تناول طعام الغداء بعد قليل "
ابتسمت ليزا بغنج ودلال وقالت:
" أوه جايك! ولكن ستأتي لزيارتنا مرة أخرى في لندن أليس كذلك؟ لم نتحدث عن الأيام الماضية منذ زمن طويل "
" عن اذنكما "
قالتها هيلين وهي تهب واقفة وقد شعرت فجأة بصداع قوي يضرب مؤخرة رأسها. وعلى الرغم من محاولة جايك الامساك بذراعها فقد تخلصت منه وهرعت الى الغرفة حيث القت نفسها على السرير بدون أي اعتبار لثيابها الانيقة أو لأي شيئ آخر. وتمنت في تلك اللحظة لو أنها...تموت! ولكن ما هي الا دقائق معدودة حتى أرغمها صوت روز على العودة الى الواقع. كانت ربة البيت تناديها لتبلغها بأن الغداء جاهز. فلابد عليها من النزول الى القاعة ومحاولة التصرف بشكل طبيعي وعادي.
بدا لها وكأن الغداء لن ينتهي. ولكن بعد شرب القهوة شعرت بسعادة بالغة عندما شاهدت موجاري ينقل الحقائب الى السيارة. تصافح الرجلان وقال لوسيان بحرارة:
" جايك سررت جدا بحضورك. سأتصل بك صباح الاثنين ان شاء الله عندما أعود الى لندن ونتفق عندئذ على التفاصيل النهائية للرحلة "
" حسنا يا لوسيان. الى اللقاء يا روز وشكرا جزيلا لكما "
" الى اللقاء يا جايك. الى اللقاء يا هيلين. لا تسرع كثيرا يا جايك بحق السماء "
تحركت السيارة بتمهل وظلت هيلين تلوح بيدها حتى غاب المنزل عن ناظريها. وعندها استرخت هيلين في مقعدها ووضعت يدها على جبينها بعد أن اغمضت عينيها وقررت الاستراحة لبعض الوقت. انها مرهقة نفسيا ومتوترة الاعصاب نتيجة الجهود المضنية التي بذلتها للتصرف بشكل طبيعي.
قاد جايك السيارة عدة كيلو مترات بدون أن يتفوه بكلمة واحدة ولكنه بمجرد وصوله الى الطريق الرئيسي قال لها:
" الآن يمكننا التحدث أليس كذلك؟ "
هزت هيلين رأسها متضايقة وسألته بلهجة باردة جدا :
" وهل هناك شئ نتحدث عنه؟ "
شتم جايك بصوت هامس ثم قال لها:
" توقفي عن التظاهر بالغباء يا هيلين أنت تعرفين تماما ما يجب التحدث عنه...ليلة أمس! "
تنهدت هيلين وقالت بتردد:
" أنا...أنا أفضل عدم...الخوض في حديث كهذا ان لم يكن لديك أي مانع. . ."
قاطعها بقساوة قائلا:
" بلى أمانع...بربك يا هيلين اعطني على الأقل فرصة للأعتذار "
حدقت به بضياع ورددت كلمته الأخيرة كالصدى:
" الاعتذار؟ "
" نعم اللعنة عليك الاعتذار! رباه لا أدري ماذا اصابني! وحتى عندما وجدت...انك فعلا لم تشعري من قبل...لم أتمكن من تركك بمفردك "
وشد بقوة على مقود السيارة وتابع لامه قائلا:
" لا أعرف هل ستصدقين أن هذا الأمر لن يتكرر أبدا في المستقبل! "
التقطت هيلين أنفاسها وقالت له:
" جايك أرجوك! توقف عن تحويل ما حدث الى قضية عالمية! أنا...أنا لست طفلة. أنا زوجتك وكنت...كنت اعرف...ما أقوم به "
" هل كنت تعلمينن؟ حقا تعلمين؟ لا تزعجي نفسك بمحاولة التخفيف عن شعوري بالذنب والضيق...أنا اعلم انني حيوان حقير ولكن صدقيني أنا لست فخورا بما حدث "
" أرجوك! هذه سخافة! لا داعي أبدا لهذه. . . "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:56 AM   #44

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

تطلع بسرعة الى وجهها المتعب وقال:
" لماذا لا تشتمينني أو...أي شيئ آخر من هذا النوع؟ أني استحقه. لماذا تواجهين الأمر بهذه الامبالاة الكريهة والمزعجة؟ "
حولت نظرها بسرعة عنه تفاديا لنظراته الثاقبة. انه يعتقد أنها لا تكترث! أوه يا الله لوكان بامكانها فقط أن تشعر هكذا لكانت أرتاحت!
وخيم الصمت بينهما فترة طويلة. وعندما وصلا الى الطريق العريض الواسع اطلق جايك لسيارته العنان وما هي الا فترة قصيرة حتى أقتربا من ضواحي المدينة.
كانت السيدة لايتمر في استقبالهما عندما وصلا الى المنزل وسألتهما انهما تناولا العشاء. هز جايك رأسه نفيا وهو يقول:
" لا لمنتعشى بعد. ولكنلا تزعجي نفسك باعداد أي شئ لي. أنا...أنا سأخرج من لبيت بعد قليل "
توترت أعصاب هيلين فجأة. انه ذاهب. الى أين سيذهب؟ وأرادت أن تطالبه بعدم الخروج من البيت...بالبقاء معها...! ولكنها بالطبع لم تتمكن من التفوه بأقوال كهذه بل اكتفت بتوجيه كلام هادئ الى مدرة المنزل:
" وأنا أيضا يا سيدة لايتمر لا تعدي لي شيئا على الاطلاق. اعتقد...اعتقد انني سأنام باكرا. ربما بعض القهوة والفاكهة "
ذهبت مدبرة المنزل لتحضر ما طلبته سيدتها فيما ظل جايك واقفا بتردد في منتصف القاعة. كان قد أوصل الحقائب الى غرفتي نومهما وعاد يقف بدون حراك وهو يتأملها بدقة وتفحص ثم قال لها بهدوء:
" ان التعب والارهاق باديان عليك...اني آسف "
" أوه توقف عن هذه السخافات! "
قالتها بصوت مرتفع ومنزعج ثم أدارت وجهها عنه وهي تقول:
" بحق السماء يا جايك أذهب واتركني وحدي "
حدق بها جايك وهو لا يدري ماذا يفعل وقال:
" هيلين لا تدعي هذا...يفسد الأمور. . . "
" يفسد الأمور؟ ماذا تقول؟ يفسد الأمور؟ "
وتعمدت صبغ صوتها بألوان التأنيب والتجريح عندما اجابت بعصبية واضحة:
" يفسد أي أمور؟ وهل هناك أي امور يفسدها هذا...الشئ الذي تتحاشى ذكر اسمه أو وصفته؟ بربك يا جايك! في أي زمن تعيش؟ تخيل ما قمنا به على أنه. . . "
" هيلين هذا يكفي "
كانت نبرته آمرة وقاسية ولكن هيلين تابعت هجومها:
" يكفي ماذا؟ يكفي التحدث بتعقل عن أمر يحدث كل يوم بظروف أقل غرابة؟ جايك أنك متزمت جدا لم أكن لاصدق أنك متزمت الى هذه الدرجة! "
" هيلين! توقفي! "
وامسك بكتفيها يهزها بعنف ويقول :
" لا تظني بأنك ستخدعينني بمثل هذه التصرفات! أنا أعرف أكثر من غيري فداحة عملي. كل ما أريده الآن هو أن اكون بمفردي "
ابتعدت هيلين عنه خطوتين وقلبت شفتها قائلة:
" افعل ما تريد فأنا غير مهتمة "
" ماذا ستفعلين أنت؟ "
" أنا؟ "
كانت هيلين تكافح أنهيار دموعها بصعوبة بالغة ثم اضافت قائلة:
" ابلغت السيدة لايتمر انني سأنام باكرا "
احنى جايك كتفيه وقال:
" وهل يمكنني الوثوق بأنك ستكتفين بذلك؟ "
" ولم لا؟ فليست هناك أشياء كثيره يمكنني القيام بها الان "
سرح جايك شعره بأصابع يده وهو يفكر بأمر ما. وشعرت أنه يبدو أصغر من سنه وأقل تحصينا مما يظهره. طردت تلك الفكره السخيفة بسرعة وقوة من رأسها فجايك هوارد يعيش ضمن قلعة حصينة لا يمكن اختراقها.
" حسنا ان كنت متأكدة من انك ستكونين على ما. . . "
رفعت هيلين رأسها بعزم واصرار وقاطعته قائلا:
" طبعا أنا متأكدة! أوه, أوه بالمناسبة! متى ستذهب في رحلتك مع لوسيان؟"
" يوم الأربعاء على الأرجح لماذا؟ الا تريدينني أن أذهب؟ "
مدت هيلين يدها بطريقة تدل على عدمالاكتراث وقالت بلهجة تعمدت فيها الاذلال الى حد ما:
" لا يهمني أبدا ما تفعل "
وكأن تلك الجملة القاسية كانت كافية فقد استدار عنها وخرج من الباب ثم اغلقه وراءه بعنف.


* * * *





لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 12:58 AM   #45

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت هيلين تحلم وكان حلمها مزعجا ومرعبا. انها تركض على طريق موحل والمطر ينهمر بغزارة. وجهتها مزرعة مورغان...ولكنها عندما أقتربت من المكان لاحظت أنه ليس المزرعة بل بيتها في حي كيرسلاند وكأن قوة خارقة نقلته كما هو الى مقاطعة وايلز. توقفت ووضعت يدها على جبينها وأخذت تحدق مذهولة! سيارة جنيفر كانت هناك...تملكها شعور بالغيرة والأنزعاج.
صعدت درجات السلم راكضه ودخلت القاعة وعند ذلك سمعت أصوات ضحك وقهقهة نسائية تصل من الغرف العليا. صعدت الدرج الداخلي بمهل وهي خائفة مما ستجده أو ستواجه به! ومع ذلك فقد كانت تدفعها رغبة جامحة في معرفة الحقيقة. فتحت باب غرفة جايك فجأة...فكان هناكومعه امرأة! وعندما أستدارت المرأة نحوها صعقت هيلين! لم تكن جنيفر...بل كانت ليزا هاردينغ!
" لا! لا! لا! "
انبهت هيلين لنفسها وهي تصرخ بعنف وعذاب غير مصدقة في حين كانت ليزا تهزها وتهزها بقسوة ووحشية. . .
" هيلين! هيلين! مهلا, مهلا! أنت بخير. لا تخافي! أنت هنا...في البيت "
فتحت هيلين عينيها بصعوبة وكان الضوء الأصفر ينير وجه رجل يهزها برفق وحنان لايقاظها. كانت تتنفس بانزعاج وكأنها تكاد تختنق...أو انها كانت تركض أو تقوم بعمل مرهق. وكان وجها مبتلا بالدموع الحارة. اغمضت عينيها وفتحتهما على نحو غير ارادي عدة مرات ثم همست بصوت خافت بعد أن لاحظت ملامح جايك القلقة:
" ماذا...ماذا حدث؟ ما المشكلة؟ "
رفع جايك رأسها قليلا ووضع وسادة اضافية تحته لترتاح بطريقة أفضل. ثمجلس قربها وقال لها وهو يبعد خصلات من شعرها المبتل الى وراء اذنها:
" كنت تحلمين ومما لا شك فيه أنه كان كابوسا مزعجا للغاية. ظننت للوهلة الأولى أن لصا دخل غرفتك "
ولاحظت أن ابتسامته ونظراته كانت أرق وأنعم من أي وقت مضى. وضعت يدها على رأسها وقالت باعتذار:
" اني...اني آسفة! لم...لم يحدث معي من قبل أمر كهذا "
" اعرف. ربما كان هذا نتيجة لتلك الطلة الاسبوعية اللعينة "
ثم هز رأسه وسألها برقة:
" هل أنت بخير الآن؟ "
" نعم...أعتقد ذلك "
كانت عيناها تأكله...تحبه...تراقب أدنى حركه يقوم بها. انه زوجها...ورجلها...وحبيبها. ثم...وقف جايك فجأة وقال لها:
" اذن سأذهب. تصبحين على خير يا هيلين "
" أنتظر! "
قالتها بلهفة وهي ترفع نفسها على مرفقها. ثم امسكت بيده قائلة:
" جايك...لا تذهب "
اندفع الدم الى خدي جايك بقوة وقال:
" اعتقد أنك قلت أن كل شئ اصبح على ما يرام وأن. . . "
وعندما لاحظ تلك النظرات الخاصة في عينيها الزرقاوين الحالمتين تابع حديثه بعد أن غير لهجته قليلا:
" بحق السماء يا هيلين! انك لا تعرفين ما تطلبين "
" بل أعرف "
ورفعت يده الى شفتيها ولكنها سحبها بقوة ومشى بسرعة نحو الباب. لم يتطلع وراءه بل خرج من الغرفة وهو يغلق الباب بقوة. وتردد صدى عميق عمق الفراغ الذي كانت تمر به مشاعرها في تلك اللحظات بسبب رفضه لها. . .


* * * * *


لم تكن محطة السكك الحديدية في سلبي المكان المفضل بعد ظهر ذلك اليوم البارد من أيام الخريف الأخيرة. وكانت هيلين تحمل حقيبة صغيرة وبعد أن اعطت تذكرتها الى الموظف المسؤول غادرت المحطة وأوقفت سيارة أجرة. اعطت السائق المهذب عنوان والدة جايك واستراحت في زاوية المقع الخلفي تتمتع بالدفء وتنتظر الوصول الى ذلك العنوان الذي حصلت عليه نتيجة لبعض المراسلات القليلة بينهما.
من أو ماذا وضع في رأسها فكة الاستعانة بوالدة جايك! هل هو ربما تصرف جنيفر...انها لا تدري فعلا. كل ما تعرفه أنها استيقظت هذا الصباح وكان رأسها يضج بشعور مزعج ينذر بالسوء. وتذكرت بألم ماذا حدث معها في الليلة السابقة واجتاحتها موجة من الاذلال القاسي نتيجة رفض جايك الفوري لها. وعندما لاحظت أنه غادر المنزل شعرت بارتياح كبير. خلال فطورها الذي اقتصر على القهوة والسجائر حاولت هيلين جاهدة تقييم موقفها بأسلوب علمي وموضوعي فتوصلت الى نتيجة واحدة فقط...لا يمكنها بع الآن أن تعيش مع جايك تحت سقف واحد لأنها تعرف أنه يحتقرها...ولأنها تخشى أن يخلق لها ضعفها تجاهه مزيدا من الاذلال والتحقير. طبعا هناك احتمال التقدم منه بطلب الطلاق...هذه نتيجة يمكن التوصل اليها بشئ من السهولة. الطلاق في بلادها لم يعد بمثل الصعوبة التي كان عليها في السابق. كما انه لا يهمها من منهما سيعتبره القاضي مذنبا بحق الآخر كي يتم الطلاق.
ولكن اذا تم الطلاق بسرعة فعليها أن تجد لنفسها مكانا تقيم فيه. أين؟ ومع من؟ فكرة تحولها الى انسانة وحيدة منزوية على نفسها كانت مرعبة ومزعجة. ولكنها لا يصح ان تتوقع منه الأهتمام بها أو رعايتها. فهي انسانة صحيحة الجيم والعقل وليس هناك من سبب منطقي يمنعها من ايجاد عمل تعيش من دخله.
تذكرت رحلته المقترحة الى افريقيا. لو كان بامكانها فقط أن تتجنبه تماما لحين عودته فانها قد تتمكن من السيطرة على أعصابها وتتناسى طلب الطلاق أو الانفصال. أما الأن فشعورها هو أنها غير مستقرة عاطفيا...غير قادرة على تحمل المزيد من الاذلال أو الجدل والشجار. اتصلت بجنيفر وابلغتها بما تنوي القيام به. اصيبت جنيفر بصدمة حقيقية ولكنها لمتتمكن من مساعدتها بشئ لأنها لمتكنلديه أدنى فكرة عن التفاصيل الفعلية للوضع القائم.
" ولكن يا عزيزتي أنت تعرفين جايك وتصرفاته منذ سنين! لماذا القرار المفاجئ بالطلاق؟ كنت أعتقد دائما بأنك غير مهتمة بما يفعل "
بلعت هيلين ريقها بصعوبة وقالت لصديقتها ذلك الصباح بكلمات مختارة بعناية:
" ربما لأنني لم أعد اتحمل مثل هذه العلاقة الاصطناعية! ربما لأنني أريد...زواجا حقيقيا...عائلة "
" رباه هيلين! ماذا تقولين؟ لا يمكن أن تكوني جدية "
" لم لا؟ "
" لم لا! لأنك يا حبيبتي لست من هذا الطراز. لا يمكنني ابدا أن أتخيلك تقبلين ضرورات الأمومة الأقل جاذبية وسحرا! تخيلي نفسك وأنت حامل!...دعيني



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 01:00 AM   #46

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

اسألك أيتها العزيزة من يريد تمضية تسعة أشهر وهو يزيد قباحة على قباحة يوما بعد يوم واسبوع بعد اسبوع وشهرا بعد شهر! "
وتذكرت هيلين وهي نصف نائمة في سيارة الاجرة أن اصابعها شدت بقوة على سماعة الهاتف عندما سمعت تلك الكلمات الحاقده وأنها كانت على وشك أن تصرخ بها قائلة:
" أنا...نعم أريد ذلك...ما دمت أنني أحمل طفل جايك "
ولكنها لم تقل شيئا من هذا النوع وسمحت لجنيفر أن تستمر في محاولة أقناعها بالعودة الى عقلها ومنطقها. ثم اقفلت الخط وظلت مدة طويلة تحدق في سماعة الهاتف الصماء. وبعد لحظات خطرت في بالها فكرة الذهاب الى سلبي بلدة جايك التي ولد وترعرع فيها. تنهدت هيلين بشئ من التحسر والاستغراب فطوال السنوات التي أمضتها معه لم تزر هذه البلدة مرة واحدة من قبل. كيف ستستقبلها والدته يا ترى؟ أنها لم توافق أصلا على زواجه منها ولذلك كان من الطبيعي أن تسر برؤيتها هناك وهي على وشك الانفصال عنه. ولكن هل يمكن لوالدته أن تشعر بقلق هيلين من أن جايك قد يحاول ايجادها في لندن واقناعها بالعودة اليه؟ وهل من الممكن أن تفهم السيدة العجوز أنها الآن أكثر استعدادا بكثير لتلبية هذا الطلب فيما لو قدمه اليها وهي بمثل هذه الحالة من الضعف والأنزعاج؟ وهل ستساعدها على الاختفاء في بيتها لحين وصول جايك الى افريقيا وبالتالي منحها فترة شهرين تقريبا لاعداد حياة جديدة لنفسها؟
كانت السيدة لايتمر تنظر اليها بغرابة ذلك الصباح وخاصة بعد أن خرجت من البيت وهي تحمل حقيبة في يدها. ابلغتها بانها ذاهبة الى المستشفى للتبرع ببعض الكتب ولكنها شهرت أن مدبرة المنزل لم تصدقها. الا انه لم يعد بامكانها القيام بأي ترتيبات اخرى الآن باستثناء التأكد من أن أحدا لم يسمعها وهي تعطي سائق سيارة الأجرة اسم محطة السة الحديدية في كنغز كروس.
عا بها تفيرها الى الوقت الحاضر عندما انتبهت أنها اصبحت على مقربة من المكان الذي تسكن فيه والدة زوجها. أخذت تقرأ اسماء الشوارع وأخيرا برز الاسم الذي تنتظره...هاريسون تيراس. وهاهي السيارة تتوقف خلال لحظات وتنزل هيلين متأملة البيت الصغير الضيق الذي ولد فيهجايك فيما كان السائق يحمل حقيبتها ويضعها أمام الباب.

ضغطت هيلين جرس الباب وأخذت تنتظر السيدة العجوز بقلق وترقب متوتر. وماهي حتى لحظات وفتح الباب وأطلتمنه سيدة في السبعين من عمرها.
" نعم؟ "
قالتها بلطف وهي تفتح الباب بهدوء وروية ثم شهقت وهي تضع يدا على فمها وهي تتمتم:
" رباه! هيلين...أليس كذلك؟ ما المشكلة؟ ما الخبر؟ هل وقع حادث؟ هل جايك مريض؟ "
هزت هيلين رأسها بقو قائلة:
" لا, لا لم يحد شئ من هذا. جايك بخير...ولكنه لا يعرف انني هنا "
عقدت السيده هوارد جبينها محتارة ومستغربة ثم تراجعت خطوتين الى الوراء قائلة:
" اذن اعتقد من الأفضل أن تدخلي! "
" شكرا لك "
اغلقت ربة البيت الباب الخارجي ثم فتحت آخر في نهاية الممر وهي تقول:
" يمكننا الجلوس هنا "
كانت نلك الغرفة على ما يبدو المكان المخصص لاستقبال الزوار الذين ليسوا مقربين الى صاحبة المنزل. وهي غرفة نظيفة جدا ومرتبة جدا ولكنها باردة لا حياة فيها ومن الواضح أنها لا تستعمل الا نادرا.
دهشت هيلين وقالت لها:
" أوه أرجوك أنا متأكدة من أنك لم تكوني جالسة هنا قبل وصولي. الا يمكن أننذهب الى هناك؟ "
ترددت السيدة العجوز وسألتها بصراحة:
" وهل حديثنا سيطول؟ "
تنهدت هيلين وقالت:
" نعم أخشى ذلك "
عضت والدة جايك شفتيها بتململ وقالت بتذمر ولهجة تحمل شيئا من الضغينة:
" أوه حسنا. لنذهب الى المطبخ. أنه بالتأكيد أفضل مكان من حيث الدفء "
كان المطبخ واسعا كالغرفة الاخرى وفيه مدفأة جميلة وكرسيان هزازان. اشارت السيدة هوارد لهيلين كي تجلس على أحد الكرسيين ثم قطبت حاجبيها عندما لاحظت على ما يبدو أن زوجة ابنها تحمل حقيبة سفر في يدها وقالت:
" سأغلي الماء الآن "
ابتسمت هيلين وجلست في ذلك الكرسي المريح بعد أن خلعت معطفها وعلقته الى جانبها. وشعرت فجأة بأنها منهكة ومرهقة وبأن تلك الغرفة المليئة بالدفء والحياة هي أفضل مكان في العالم. أحست بأنها آمنة هنا...ومطمئنة أيضا. عادت السيدة هوارد ووقفت أمامها تفرك يديها بتردد وشك ثم سألتها:
" والآن يا صبيتي! ماذا في الأمر؟ "
تنهدت هيلين وقالت لها بتهذيب:
" ألن تجلسي أنت أيضا؟ "
" لا بأس...حسنا أخبريني الآن ما بك


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 01:02 AM   #47

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

فكرت هيلين لحظة بأفضل بداية لحديثها ثم قالت:
" في بداية الأمر يجب أن أخبر أن جايك وأنا مقبلان على الطلاق "
" ماذا؟! "
قالتها السيدة الرصينة باستغراب وعصبية ثم مضت الى القول:
" ولكنه لم يقل لي أي شئ بهذا الخصوص "
" لا ولكن...تقرر هذا الأم بصورة مفاجئة...في الحقيقة ان جايك لم يوافق تماما. . . "
" ماذا تقولين يا هيلين؟ كيف يمكنك الحصول على الطلاق ان لم يكن جايك موافقا؟ "
" بالفعل يا سيدة هوارد أنا التي تريد الطلاق وهذا قرار نهائي. أنت تذكرين بلا شك أنك لم توافقي في المقام الأول على زواجه مني. كنت على حق يا سيدتي اننا لا نناسب بعضنا مطلقا "
تمتمت السيدة هوارد بكلمات غير مفهومة ثم نهضت لاعدادا الشاي وسألتها:
" ولكن لماذا حضرت الى هنا؟ "
رطبت هيلين شفتيها الجافتين وقالت بتردد:
" ليلة أمس...ليلة أمس حدث...شجار عنيف بيننا. خرجت...خرجت من البيت اليوم...لأني اريد أن أكون خارج لندن الى أن يسافر الى تسابا واعرف أنه لن يفكر أبدا في البحث عني...هنا "
" تسابا؟ "
وعادت السيده هوارد ومعها الشاي ثم سألت مرة أخرى:
" وما هي تسابا هذه؟ "
" دوله افريقية صغيرة يعرف جايك سفيرها في لندن "
قطبت العجوز جبينها لحظة ثم قالت:
" أوه نعم, نعم. أليس اسمه اندانا أو ما شابه؟ انه هو الذي وظف جايك ليزا هاردينغ مربية أطفال لديه "
شعرت هيلين بألمحاد في أمعائها وكأنها طعنت بالسكين. ثم ارغمت نفسها على الرد ولو بصوت مخنوق ومتقطع:
" هذا...صحيح. و...ثم...جايك سيسافر الى تسابا يوم الأربعا على ما أعتقد. فاذا...اذا كان بامكاني...البقاء هنا...لحينمغادرته لندن. . . "
" البقاء هنا؟ "
قالت بدهشة واستغراب بالغين واضافت متسائلة:
" ولكن لماذا هنا؟ من المؤكد أن لك أصدقاءك الذين يمكنهم استضافتك أليس كذلك؟ أنا لم اسمع في حياتي بمثل هذا الأمر! تأتين الى بيتي وتطلبين مني أن أقف الى جانبك ضد ابني! "
ازاحت هيلين فنجان الشاي وقد عيل صبرها ثم ردت بسرعة وعصبية:
" لا, لا ليس الأمر هكذا على الأطلاق. الا ترين! كنت أعتقد أنك ستفرحين "
" لماذا؟ لأن ابني على وشك الأنهيار؟ "
" زواجه مني أنا نعم "
ردت السيدة العجوز بشئ من التأثر:
" كنت أعتقد أن جايك سعيد في زواجه. كان دائما يبدو لي مرتاحا ومسرورا كلما اتى الى زيارتي "
وقفت هيلين فجأة وقالت بعصبية:
" اذن فانك لن تساعديني "
وقفت والدة جايك أيضا بهدوء وروية:
" اهدأي يا ابنت أنا لم أقل أبدا كلام كهذا...ولكن كيف تتوقعين الحضور الى هنا وتفجير مثل هذه القنبلة ولا تحصلين على رد فعل مطلقا؟ بحق السماء يا هيلين نحن لسنا من طبقتكم اللندنية الارستقراطية. هنا في سلبي الزواج يعني أكثر بكثير من مجرد اسطر قليلة على ورقة صغيره! "
احتجت هيلين بسرعة قائلة:
" انه يعني أكثر من ذلك بالنسبة لي أيضا ولهذا أريد الطلاق "
هزت ربة البيت رأسها بتعجب قائلة:
" ولكني لا أفهم. كان لدي دائما أنطباع بأنك تزوجت جايك لأنه...لنقل لأنه يضمن لك حياة لائقة طوال العمر فماذا حدث الآن؟ هل برز شاب أخر يقدم عرضا أفضل؟ "
تضايقت هيلين من هذا السؤال فخجلت السيدة المسنة وقالت:
" حسنا, حسنا اني أسحب كلامي. ولكن عليك الأعتراف بأنك لم تكوني تحبين جايك عندما تزوجته "
جلست هيلين في كرسيها وقالت:
" اعرف ذلك. واعتقد انني تزوجته للأسباب التي ذكرتها قبل لحظات. ولكني أخترته أيضا لسبب خاص جدا...وهو ترويع أقرباء والدي واغضابهم "
ثم رفعت رأسها نحو والدة جايك ومضت تقول:
" عزلوا والدي ونبذوه لأنه لم يكن مثلهم. انهم متزمتون جدا ومن المدرسة الارستقراطية القديمة. جايك كان يمثل النقي التام لكل معتقدات عمي وأفكاره البالية. وهذا هو أحد الأسباب الأساسية لقبولي الزواج منه "
" هكذا اذن! "
وجلست صاحبة البيت أيضا وتنهدت وقالت:
" ولكنك الآن تريد الحصول على حريتك مرة أخرى؟ "
بلعت هيلين ريقها بصعوبةوقالت:
" يمكنك قول ذلك "
" اذن لماذا لمتنتظري ذهابه الى تسابا؟ من المؤكد أن يومين فقط لن يحدثا فرقا كبيرا بعد فترة تزيد عن ثلاث سنوات؟ "
" لا! لا! "
كررتها هيلين بعناد واصرار ثم مضت الى القول بتأثر وانفعال:
" كنت...كنت مضطرة للذهاب. أنا آسفة ولكن...لم يكن ثمة مجال آخر "
وقفت السيده هوارد مرة آخرى وأخذت فنجان الشاي متجنبة الى حد كبير النظر الى وجه هيلين الشاحب الحزين. وعندما عادت كانت هيلين سيطرت على اعصابها وخف انفعالها. تأملتها والدة زوجها مليا ثم قالت لها فجأة:
" يمكنك البقاء...استخدمي غرفة جايك فهو لن يحتاج اليها "
هبت هيلينواقفة وقد لمعت عيناها فرحا وسرورا وقالت:
" أوه شكرا لك! شكرا جزيلا "
هزت السيدة العجوز رأسها بأسى وقالت:
" لا تشكريني. أنا لا أعلم هل أقوم بخطوة سليمة أم لا...من الواضح أنك متضايقة جدا الآن وغير قادرة على مناقشة الموضوع بهدوء وروية. تعالي سأريك الغرفة ثم سأعد القليل من الطعام "
هزت هيلين رأسها بدون أن تتفوه بكلمة واحدة. اعجبتها السيدة هوارد. ففي طريقة تصرفها وسرعةحسمها للأمور شئ من القوة واعادة الطمأنينة. وهي مثل جايك من حيث أن لا وقت لديها للتظاهر أو الادعاء.



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 01:03 AM   #48

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

9- العسل يذوب الليلة


انفجرت الآنسة فرايزر باكية في حين كان جايك يضع مرفقه على مكتبه الخشبي ويسنده رأسه الى يده مفكرا. وبعد تأمل الفتاة بانزعاج هادئ تنهد بضجر وتململ قائلا:
" لا بأس يا آنسة فرايزر, لا بأس. سنعيد الكرة مرة آخرى. هل وصلت الى موضوع التحاليل الكيميائية؟ "
هزت برأسها علامة الايجاب فتابع حديثه بهدوء:
" عظيم لنبدأ اذن من هذا الموضوع "
تفحص الأوراق الموجودة أمامه وعاد يملي عليها بتمهل نص مذكرة هامة يريد ارسالها ذلك اليوم. سكرتيرته ليندا هولند كانت غائبة واضطر بالتالي استدعاء سكرتيرة مساعدة. ومع أن شيلا فرايزر موظفة قديرة وذات مؤهلات جيدة الا أنها ليست بمقدرة ليندا. ولسوء حظها كان جايك يريد أنهاء عمله ومغادرة مكتبه على عجل وبالتالي لم يكن قادرا على تحمل الأخطاء المتكررة. كان يكرر الجملة القصيرة عدة مرات وأسماء المواد الكيميائية بصبر وأناة. ولكنه تضايق كثيرا في احدى الفترات وصرخ بها مؤنبا ومتبرما فانهمرت الدموع غزيرة من عينيها.
عندما انهى جملته الأخيرة أزاح أوراقه بعصبية قائلا لها:
" دعي السيد ماينوارينغ يوقع المذكرة ويرسلها قبل الظهر. ستكونين قادرة على قراءة اختزالك, أليس كذلك؟ "
وقفت شيلا فرايزر حزينة مستاءة وأجابته بصوت خافت:
" أعتقد...أعتقد ذلك يا سيد هوارد. هل هذا كل شئ يا سيدي؟ "
كان شارد الذهن ويفكر بأمور أخرى. وفجأة انتبه لنفسه وقال:
" ماذا؟ أوه, أوه! نعم, نعم هذا كل شئ. يؤسفني أنني اسأت اليك "
ابتسمت الشابة بارتياح ظاهر وقالت:
" لا بأس يا سيد هوارد. شكرا "
هز جايك رأسه واخذ يراقبها الى أن خرجت من الباب المؤدي الى غرفة سكرتيرته واغلقت الباب وراءها. ثم نهض فجأة وتوجه الى نافذة مكتبه الفسيح التي تطل على احدى الساحات العامة في المدينة. استداربعد قليل وراح يتأمل ذلك المكتب الفخم بشئ من الانقباض والأنزعاج. مساحة كبيرة وأنارة مدروسة, سجاد أزرق داكن وأثاث من خشب الماهوغاني المحفور, وأجهزة اتصال سلكية ولا سلكية من أحدث ما توصل اليه العلم. انه ذروة ما يجب أن يكون عليه مكتب كبار رجال الأعمال في العالم. وكان جايك يفخر بهذا المكتب ويعتز به. أما اليوم فما من شئ يسره أو يفرحه. أنه متضايق جدا جسديا ومعنويا...أوجاع رأسه الحادة ليست نتيجة للساعات الطويلة التي امضاها مستيقظا ليلة أمس ولكن لشعوره بأن ثمة شيئا يريده وبدا انه ليس في متناول يده. السلطة, القوة, المركز, النجاح, المال...كلها كانت اهدافا سعى اليها. وحصل عليها الا هذا الشئ!
شتم بصوت عالي والقى بنفسه مجددا على كرسيه متأثرا ومنفعلا. اغمض عينيه بقوة محاولا طرد الصور والتأملات التي كانت تضج في رأسه ومخيلته... ولكندون جدوى. جايك هوارد الذي كان يعتز دائما بانه قادر على مواجهة أي انسان ومعالجة أي مشكلة جعل من زواجه قضية متشعبة لا يمكن تحليلها أو حلها. حاول أن يفهم لماذا لم يدرك أبدا ما كان يحدث له ومعه الا عند فوات الآوان! عندما عاد من الولايات المتحدة ووجد أن هيلين كانت تسهر مع كيث مانرينغ غضب وثار. ولكنه اعتقد أن الأمر أقتصر على ذلك وأن القضية لمتكنأكثر من شعور بالغضب. لم يحلم أبدا أن مسألة كتل كان يمكن أن تشكل منطلقا لعذابه المؤلم الذي يسميه الناس غيرة. ولكن الأمر ازداد وضوحا مع مرور الأيام والأسابيع وتأكد له أن حياته كلها تهزها تلك القوة البدائية المسماة غيره. كان يرفض تلك الفكرة كليا آنذاك. ولكن لماذا؟ كانيتصور دائما أن هيلين متحفظة وباردة وغير مبالية للنواحي الأخرى للزواج. ولكنمشاعره هو بدأت تتحول تدريجيا وبطريقة تتعارض تقريبا مع رغبته وارادته. بدأ يلاحظ انه يراقبها, يريدها, يحتاج اليها. وازدادت تلك المشاعر الى درجة لم يعد يتمكن معها من التصرف بطريقة عقلية ومنطقية. غير أن هذا كله لا يبرر تصرفاته. ما من شئ يبرر مثل هذه التصرفات.
في العطلة الاسبوعية انفجر كل شئ ووجد نفسه في وضع لا يمكن التخلص منه. اعماله وتصرفاته قطعت الخيط الرفيع والضعيف الذي كان يربط أي علاقة يمكن المحافظة عليها. ولما تذكر اللوم والتوبيخ اللذين شاهدهما صباح الأمس في عينيها تجدد احتقاره لنفسه وندمه لتصرفاته. اغرق وجهه بين يديه انفعالا عندما تذكر خوفها ليلة أول أمس. أي كابوس مرعب كان ذلك الذي جعلها تصرخ أثناء نومها؟ لاشك أنه كان الوحش الذي ارعبها وأفزعها! ومما هو أسوأ من ذلك كله انه لم يكن قادرا على البقاء حتى عندما توسلت اليه خائفة ومذعورة. كان يعرف تماما انه لم يعد يثق بنفسه بعد الآن عندما تكون هي صاحبة العلاقة.



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 01:04 AM   #49

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

هز رأسه بعنف وهب واقفا بعصبية بالغة. لم يعد قادرا على البقاء في المكتب. يريد الذهاب الى البيت الى هيلين ليحاول أن يشرح لها ما دفعه لدق اسفين في العلاقة بينهما.هل بامكانه يا ترى أن يفهمها أن تورطها مع مانرينغ يؤذيه ويقض مضجعه؟ وانه بالرغم مما حصل في السنوات الثلاثة الماضية فقد وقع في حبها وأصبحت حياته بدونها تافهة ولا تعني له شيئا على الاطلاق!.
وتذكر بعض النساء اللواتي تعرف عليهن في حياته وعض على شفته سخطا وغضبا. منذ عودته الأخيرة الى لندن لم يعاشر امرأة اخرى حتى أنه لم ينظر الى امرأو اخرى بهذا الهدف. وهاهو جايك هوارد المغامر الجذاب يجد قلبه عالقا فجأة في الشباك ذاتها التي عاهد نفسه على عدم الأقتراب منها أو التورط بها.
نزل في المصعد وكان يرد على تحيات موظيفه المهذبة بطريقة شبه آالية. قاد سيارته بنفسه الى بيته بحي كريسلاند وابتسم بفتور عندما شاهد أزهارا جديدة في الاناء الزجاجي الجذاب الموجود في مدخل القاعة الرئيسية للبيت. وحضرت السيدة لايتمر بمجرد دخوله وابتسمت له بتهذيب وهي تحييه قائلة:
" أهلا يا سيدي. أتيت باكرا اليوم! "
" أهلا بك يا سيدة لايتمر "
وتطلع بسرعة الى ساعة يده الذهبية فلاحظ أن الوقت لم يتجاوز الثانية عشرة بكثير. ثم سأل مدبرة المنزل بتبرم:
" أين زوجتي؟ "
" السيدة هوارد ليست في المنزل يا سيدتي. خرجت حوالي العاشرة "
وتنهد بعصبية فم عاد يسألها :
" هل أخبرتك أين ذهبت؟ أو في أي وقت تعود؟ "
" كانت تحمل حقيبة سفر يا سيدي. قالت أنها آخذة بعض الكتب القديمة الى المستشفى. . . "
قاطعها جايك بعصبية وقد شعت عيناه ببريق حاد:
" أي كتب؟ وأي مستشفى؟ "
" لا أعلم يا سيدي. شاهدتها وهي خارجة فقالت لي ما قلته لك الآن "
" رباه! رباه! "
رفع يديه وأخذ يفرك جبينه وصدغيه بقوة وعصبية. وأخذت مشاعر الترقب والقلق تزحف بسرعة وكثافة الى رأسه وأفكاره وشعر باحساس غريب...وبأنه مريض.
" هل أحضر لك الغداء يا سيدي أم. . . ؟ "
" الغداء! الغداء! لا أريد شيئا على الاطلاق "
ولما لاحظ قلقها وتألمها رق قلبه وقال لها:
" حسنا, حسنا. سأكتفي بثلاث قطع صغيرة من الجبنه والقليل من الخبز المحمص "
" كما تريد يا سيدي "
اخذت معطفه الذي كان قد القاه لدى وصوله بدون أكتراث على مقعد بجانبه وعلقته في المكان المخصص له ثم ذهبت الى المطبخ لاعداد الوجبة الخفيفة. أما جايك فظل واقفا بعض الوقت دون حراك ثم رفع سماعة الهاتف فجأة وبدأ يطلب رقم جنيفر. ردت خادمتها فطلب منها أبلاغ سيدتها بأنه على الهاتف.
" جايك يا عزيزي ما أروع هذا الاتصال! هل تريد دعوتي على الغداء؟ أنا جاهزة "
انتظر جايك الى أن انتهت من ضحكتها ثم قال لها بلهجة جادة:
" هل تعرفين أين هيلين؟ "
" هيلين؟ هيلين؟ أليست معك؟ "
أجابها بشئ من الحدة:
" هل كنت اتصل بك لو كانت معي؟ "
" لا طبعا لا. آسفة يا عزيزي. وبالنسبة الى هيلين أيضا فأنا لا أعرف أين هي. هل اضعتها؟ "
تمالك نفسه وحد من غضبه عندما اجابها:
" يبدو ذلك "
" يا للغرابة! "
قالتها بلهجةوكأنها تريد الايحاء بشئ ما. فسألها بسرعة:
" وماذا يعني ذلك؟ "
" ماذا تعني يا عزيزي؟ "
" اعني ذلك الأسلوب الايحائي بقولك يا للغرابة. ماذا تقصدين من وراء تلك اللهجة؟ "
" أوه, لا شئ "
ثم اضافت قائلة وكأنها تتعمد اثارة فضوله وحب الاستطلاع لديه:
" هناك...هناك بعض الأمور "


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-08, 01:05 AM   #50

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

شعر جايك بغضب عارم وبأنه كان سيخنقها بيديه المتشنجتين لو كانت قربه. وسألها بعصبية:
" وما هي هذه الأمور؟ "
" مجرد أمور حدثتني بها هيلين هذا الصباح "
" هل أتصلت بك هيلين هذا الصباح؟ "
" نعم يا عزيزي الم تخبرك؟ "
رد عليها جايك منفعلا وقد عيل صبره:
" لم اكنهنا هذا الصباح. في أي حال ماذا قالت لك؟ "
" لست أدري ما اذا كان علي ابلغك بالامر يا عزيزي. اعني...أنها ربما لا تريديني أن اكشف لك هذا السر "
" جنيفر انني أحذرك. . . "
ضحكت بغنج ودلال وقاطعته بنعومة مزعجة:
" أوه يا جايك كم أحب تلك اللهجة الآمرة في صوتك "
ثم تنهدت واستعادت جديتها عندما قالت له وكأنها تفجر قنبلة في وجهه:
" في الحقيقة. قالت أنها...تفكر بالانفصال عنك "
لم يصدق ما سمعته أذناه فقال في ذهول:
" تفكر بماذا؟ "
" بالانفصال عنك أيها الحبيب. أنا أيضا أصبت بالدهشة "
شعر جايك بأن حدة غضبه تتصاعد وتتزايد واراد أن يعرف السبب فسألها:
" وهل قالت لك لماذا تريد الانفصال؟ "
ردت جنفير بلهجة من لا يعرف الحقيقةتماما:
" لا ليس تماما يا عزيزي. اعتقد انها كانت تشعر بالانهيار.يبدو لي أن تمضية العطلة الاسبوعية في وايلز لم تفدها كثيرا. ماذا حدث هناك؟ هل كانت عطلة مملة جدا؟ "
شد على سماعة الهاتف وكأنه يريد تحطيمها بين اصابعه وقال:
" ربما "
ثم أشعل سيارة وسألها بلهجةجافة نوعا ما:
" اذن ليس لديك أي فكرة عن مكان وجودها, أليس كذلك؟ "
" لا أبدا...أبدا...الا اذا...الا اذا... "
" الا اذا...ماذا؟ "
" الا اذا كانت في...منزل كيث! "
" مانرينغ؟ مانرينغ؟ "
كرر ذلك لاسم الكريه بسخط واشمئزاز وشعر بأن الألم يزداد في رأسه وسمعها تقول بخبث:
" انه مجرد أحتمال يا عزيزي. انها...مولعة به أليس كذلك؟ "
رد عليها ببرودة أعصاب فائقة:
" هل هي حقا؟ لا علم لي بذلك "
فوجئت بجوابه الهادئ والبارد فقالت لهمشككة معلومتها:
" جايك لا تعتمد على كلامي. اعني انها...ربما ذهبت الى مزين الشعر. أليس ذلك ممكنا؟ "
شاهد جايك السيدة لايتمر تعود بوجبته الخفيفة فتنهد وقال لجنيفر:
" نعم, نعم. أعتقد أنها هناك "
" ستخبرني عندما تعود أليس كذلك؟ "
لم يجب على الفور فتمتمت:
" جايك...جايك! هل سمعت؟ "
" نعم, نعم. حسنا سأخبرك يا جنيفر. وداعا "
وأقفل الخط قبل أن تغريه نفسه بمواصلة الحديث أو قول شئ لا يريده. وضعت مدبرة المنزل الصينية على طاولة صغيرة أمام المدفأة وهمت بالخروج من القاعة ولكن جايك انتبه لمشاعر القلق المنطبعة على وجهها فسألها:
" هل أنت متأكدة تماما أن السيدةهوارد لم تقل أين ذهبت؟ "
نعم يا سيدي. ولكن لا داعي للقلق فهي كثيرا ما تتناول طعام الغداء في الخارج "
قطب جايك جبينه وسألها بايجاز:
" ومع من؟ "
" مع السيدة سانت جونز معظم الوقت ومع...مع السيد مانرينغ بين الحين والاخر "
" أوه نعم! مانرينغ "
وتحولت لهجته الى السخرية الناجمة عم الألم والغضب ثم سألها:
" اخبريني يا سيدة لايتمر ما هو باعتقادك مدى العلاقة القائمة بين السيدة هوارد والسيد مانرينغ؟ "
صعقت السيدة لايتمر وبدت عليها الدهشة والاستغراب فتمتمت:
" أوه, أوه سيدي. . . "
رفع جايك حاجبيه الاسودين وسألها متبرما:
" حسنا؟ "
" أنا لست في مركز يخولني بالتحدث بامور كهذه يا سيدي "
" هذا صحيح ولكن يجب أن تكون لك آراؤك الخاصة بك...اذن؟ "
كان جايك مصمما بعناد وقسوة على معرفة الجواب بغض النظر عن حدود المثل والقيم الاخلاقية التي يتخطاها. اجابته السيدة لايتمر بجدية:
" انها لا تكاد تعرفه يا سيدي "
" عندما كنت في الولايات المتحدة هل امضت زوجتي أي ليلة خارج المنزل؟ "في ويلتشاير فقط يا سيدي مع السيد والسيدة سانت جون وتركت لي آنذاك رقم الهاتف في حال اتصالك من الخارج "
" حسنا "
والقى جايك بنفسه على مقعد قريب وهو يهز برأسه من شدة الألم ثم سألها:
" اذن فأنت تعتقدين انها لا يمكن أن تكون هناك "
" أين يا سيدي؟ "
" مع مانرينغ "
بدا الذهول والرعب على وجهها وقالت:
" مع السيد مانرينغ يا سيدي؟ بحق السماء يا سيدي لماذا تعتقد انها قد تكون هناك؟ "
" لا أعرف, لا أعرف. رباه انني متعب جدا "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
75 - أرياف العذاب - آن ميثر - ع.ق ( إعادة تنزيل ) * فوفو * منتدى روايات عبير القديمة 2088 16-04-24 02:48 PM


الساعة الآن 04:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.