|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-10-09, 10:50 PM | #34 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| " سنخرج من هنا مع أول أضواء النهار , وفي غضون ذلك سوف نحتاج الى بعض النوم". فقالت وهي تتنهد: " سوف أنام , فأنني أشعر بأرهاق تام". فرقدت على مقربة من طرف المعطف وأسندت رأسها على ذراعها وقالت: " أنني أنام عادة ووجهي لليسار , طابت ليلتك". " طابت ليلتك يا جولي". وسمعته يتحرك دقيقة أو أثنتين بينما كان يدق جدران القبو بأصابعه , وكأنه يتفحص البناء , ثم أنطفأت الشمعة , وأستقر بجسمه ألى جوارها على مشمع المعطف , ولكن ظهره لم يكن نحوها , وقال: " أستمعي أليّ , في مواقف كهذه على الأنسان أن يضع الأدراك السليم قبل التقاليد , أن الليلة باردة وليس لدينا أغطية صوفية , وعلى كل منا أن يبعث الدفء في الآخر". ثم أحاطها بذراعه اليمنى . أحست برعدة شديدة وخوف عندما قربها من جسمه في المرة السابقة أما الآن , فكيف تقضي الليلة بين ذراعي رجل لم تلتق به الا منذ خمسة أيام , أنه شيء لا يمكن أن تتقبله بهدوء. صحيح أن الأدراك السليم يتطلب أن يناما متقاربين , ولكن ذلك لم يقلل من ثورة أعصابها , وأحس بتوترها فقال ساخطا: " بحق السماء أسترخي يا فتاة , لم أنم غير أربع ساعات في الليلة الماضية وأشعر بتعب وجوع شديدين , ولهذا يمكنك أن تنسي أية أفكار غريبة قد تكون جيزيلا غرستها في رأسك, والآن هيا الى النوم, طابت ليلتك". عندما هزها سيمون ليوقظها في الصباح ظنت أنها في بيتها بجزيرة سوليتير , وأخذت تحدق بعينيها فيه وهي ما زالت تحت تأثير النوم وتتساءل ماذا يفعل بغرفة نومها. ثم تذكرت ما حدث , وسرعان ما جلست في أجفال. وقدم لها سيمون قدحا من الشاي الساخن , وبعد أن أخذت رشفة تنهدت في أبتهاج فقال لها: " هناك أنباء طيبة , أن سيفيرار لم يصب بأي تلف , ويمكننا العودة الى سوليتير خلال نصف ساعة". " ما أروع ذلك يا سيمون". " أخشى أن الأنباء ليست طيبة بالنسبة لك , فقد تحطم قاربك تماما". " أنه في أي حال قارب قديم لا يساوي كثيرا , أما زورقك فلا بد أنه يساوي ثروة , أنني أشكرك يا سيمون على حضورك , كنت ليلة أمس في فزع شديد!". وجمع سيمون لفافة الطواريء التي كانت معها , ومعطفه البحري ووضعه مع الزجاجة في كيس من القماش علقه على كتفه وقال: " سيكون الخروج من هنا مسألة تحتاج الى بعض الحذر , أذ يبدو أن الشجرتين الساقطتين قد أستقرتا بشدة في مكانهما". وبعد أن صعدا الدرجات وأخذا يدوران في متاهة الأغصان التي تسد المدخل , شاهدت جولي ماذا فعل الأعصار بالجزيرة التي تحمل أسمه , لم تكن هناك شجرة واحدة واقفة , وكأن آلة بولدوزر عملاقة أطاحت في ثورة جنون بكل ما في الجزيرة , وسحقت كل شجيراتها البرية الجميلة , وخلفت وراءها دمارا وفوضى , وأنهارت البقايا الأخيرة لجدران البيت القديم تحت وطأة هجوم الأعصار , وأختفى الموقع كله تحت الأغصان المحطمة. ساعدها سيمون على التسلق فوق جذوع الأشجار الساقطة حتى بلغا الشاطىء الشمالي , وقد أبهجها قليلا منظر سيفيرار وهو يرسو في البحيرة الهادئة. وفي الوقت الذي أوشكت فيه على الأنتهاء من أعداد الأفطار والشاي بدأت محركات الزورق تهدر , وأنطلقا بسرعة صوب سوليتير . وبينما كانا يقتربان من جزيرة سوليتير قال لها: " يبدو أن سوليتير قد نالت هي أيضا نصيبا من الأعصار , ولكن البيت ما زال قائما". وكانت العمة لو وهرقل والأطفال في أنتظارها على الرصيف البحري عندما أخذ الزورق ينزلق من خلال القناة الى البحيرة , وأستبد الفرح بالعمة لو حتى أنسابت الدموع على وجنتيها وهي تمد ذراعيها وتضم جولي الى صدرها وتتمتم : " يا حبيبتي , ظننت أنني لن أراك مرة أخرى". وقال هرقل وهو يعتصر يد سيمون في يده: " أنت رجل شجاع يا كابتن ,كنت أعرف أنه لن يستطيع غيرك أعادة جولي من تلك الجزيرة بعد هبوب الأعار". " لا داعي للقلق يا عمة لو , فجولي لم يصبها أي أذى , هيا نرى ما حدث من خسائر هنا". وبرغم أن سوليتير قد نجت من الدمار الذي أصاب أوراغان , ألا أنها لم تفلت تماما من آثار الأعصار , أذ أن بيت آل تمبل الذي كان يبدو من البحر سليما , طار جزء من سقفه وأصبحت غرفة نوم جولي مكشوفة للسماء وأبتل الفراش تماما بماء المطر , كما فقدت غرفة عمل أبيها جزءا من سقفها , وتناثرت لوحاته وعدة الرسم على أرضها , أما غرفة النوم الرئيسية فقد فقدت بابها ونوافذها وسقطت خزانة ملابس جيزيلا... ومع أن المطبخ الذي يقع في مؤخرة البيت كان لا يزال قائما فأن كوخ العمة لو أنهار , وعندما نظرت اليه جولي في هلع , قالت لها العمة لو : " أنها ليست مأساة يا حبيبتي , وسرعان ما سيبني هرقل مكانا جديدا , ولكن بعد أن يرمم منزلكم أولا". وقال سيمون الذي كان يتحدث خلفهما مع هرقل: " أهم شيء هو أبلاغ أبيك في نيويورك أن الجميع هنا في أمان , سأتصل به من سان فنسانت مباشرة , وأعلمه بالأمر". فقالت جولي موافقة: "أجل ,سوف يستبد القلق بأبي عندما يعلم نبأ الأعصار , ولكن لا أريده أن يهرع عائدا وتضيع عليه فرصة المعرض الفني , أذهب أنت الى سان نسانت في طريق عودتك الى بربادوس". فقال وقد قطب جبينه: " ليس بهذه السرعة , فأنت لا يمكنك البقاء وسط هذه الفوضى , أن ترميم المنزل يستغرق عدة أيام , فضلا عن أنك بدون القارب ستكونين معزولة تماما". " وماذا تقترح؟". فجذبها من ذراعها جانبا وهمس: " لعلك نسيت أن والدك قد يبيع هذا المكان ,فأذا فعل ذلك فسوف أعيد بناء المنزل بالأحجار , ولذلك لا داعي للبدء في الأصلاحات حتى تتم تسوية الأمر , أقترحت على هرقل ووافق هو , على أن أفضل خطة للعمل , الى أن يعود والدك , هي أن آخذ أسرته الى أقاربهم الذين يعيشون في بيكويا وتأتين أنت معي الى بربادوس". ومضى يقول: " سيساور والدك القلق بالتأكيد أذا عرف أنك هنا وحدك وسط هذه الفوضى ,ولكنه سيعرف أنك في أمان مع أسرتي في بربادوس". " ولكننا لا نستطيع ترك الأمور كما هي هنا". " نستطيع أن نأخذ معنا الأشياء القيمة". وبدأت جولي تقتنع بمنطقه , فقالت بعد لحظة: " حسنا , سأبدأ في حزم أشياء أبي". وفي العاشرة , كان كل ما تريده قد نقل الى الزورق , ووقفت جولي على سطح سيفيرار بساورها أحساس مخيف بأنها قد لا ترى سوليتي مرة أخرى , وعند الغروب , كان الزورق ما زال قابعا أتجاه كنغستون , المدينة الرئيسية لجزيرة سان فنسانت البريطانية التي أفلتت من الأعصار بعد أن أنحرف عنها نحو الشمال. أما سيمون فتوجه الى الشاطىء وحده لأرسل برقية أطمئنان لآل تمبل في نيويورك , ولدى عودته قال في أيجاز أنه سينام بضع ساعات , وأنهم سيصلون الى بربادوس التي تبعد 95 ميلا نحو الغرب بعد حلول الظلام. وقضت جولي فترة العصر جالسة بمفردها على السطح الأمامي , وعندما غربت الشمس سمعت صوت سيمون يأخذ حماما , فهبطت الى المطبخ لتعد القهوة والبطاطا. وكان الزورق قد تحرك عندما حملت أناء القهوة وصعدت به الى غرفة القيادة , وسألته: " متى نصل الى بربادوس؟". " مع أضواء النهار الأولى تقريبا , ولو كنت مكانك لأويت الى فراشي ,فأنت تبدين مرهقة". كانت لهجته مؤدبة تماما , ولكنها كانت تعرف ماذا يقصد , لقد ضاق بصحبتها ويريد الأنفراد بنفسه , لا شك أنه في أعماقه يلعن أضطراره الى رعايتها , ولولا الصفقة التي يسعى لعقدها مع أبيها لما أهتم بأمرها , ولكنها لن تفرض نفسها عليه , فقد ترك والدها مبلغا كبيرا في الخزانة الحديدية الصغيرة , وبمجرد وصولهما الى بربادوس , سوف تنزل في فندق وتنتظر عودة أبيها . وقالت بلهجة حادة: " طابت ليلتك". فقال بدون أن ينظر اليها : " طابت ليلتك". | ||||
29-10-09, 06:58 PM | #37 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| وفي فراشها الصغير بقمرتها لم تستطع النوم , ظلت تفكر في ليلتها السابقة , وعندما أفترشت الأرض الصخرية الصلبة , وكانت هناك ذراع رجل قوي حول خصرها , وأنفاس دافئة تنفث في مؤخرة عنقها . وعندما أستيقظت , عرفت على الفور أنهما بلغا وجهتهما , فقد سكتت المحركات , وسمعت خليطا من أصوات غير مألوفة على مقربة. وأزاحت ستائر النافذة جانبا , ثم نظرت الى ساعتها , لقد جاوزت الساعة التاسعة. ودفعت جولي أغطية اسلرير عن جسمها , ثم زحفت للأمام لتنظر من كوة المقصورة , كان اليخت سيفيرار يقف قريبا من رصيف ميناء , ولم يكن في أستطاعتها أن ترى غير مجموعة من السيقان السمراء , وبعض الأقدام الحافية ,وبعض النعال التي تعلوها بنطلونات قصيرة أو قمصان زاهية الألوان , وقالت لنفسها أنها لا بد أن تكون هذه بريد غتاون عاصمة بربادوس. وسمعت طرقا على الباب ثم صوتا يقول : " طاب صباحك , أنني شارلوت تيرتان". دخلت الفتاة المقصورة وهي تبتسم وبدت نحيلة ترتدي ثوبا جميلا , ولها شعر أحمر وعينان عسليتان وقبل أن ترد تحيتها , لاحظت جولي شيئين , وهما أنها لم تكن تحمل أقل شبه بسيمون , وأنها تضع في أصبعها خاتم خطوبة رائع من الزمرد , وخاتم زواج من البلاتين. وقالت لنفسها : " كيف لم يخطر لي ذلك , أنه متزوج , وهذه هي زوجته.!". | ||||
29-10-09, 07:39 PM | #38 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 4- المخالب القذرة كانت شارلوت تحمل حقيبة وضعتها على الفراش قائلة: " يقول سيمون أن كل ثيابك قد أتسخت خلال الأعصار , وقد أحضرت لك بعض الثياب يمكنك أستعارتها حتى يتم غسل وكي ثيابك ,وأعتقد أنها ستناسبك جدا". حاولت جولي أن تجمع شتات نفسها وقالت: " شكرا يا سيدة تيرتان". " أرجو أن تناديني شارلوت , فالكل يفعل ذلك , أذ أن سيدة تيرتان تخلط بيني وبين حماتي , سأقوم بأعداد بعض الطعام للأفطار ريثما ترتدين ثيابك". وخرجت ولكنها عادت بعد لحظة لتقول: " نسيت أن أقول لك أن سيمون طلب أبلاغك أنه أخذ جواز سفرك وشهادة التطعيم عندما كنت نائمة , وقد أنهى أوراقك مع الجمارك وهو مشغول الآن بعدة أشياء وسوف يعود ليأخذنا ظهرا". وغادرت جولي الفراش وأتجهت نحو الحمام , وعندما أنتهت كانت رائحة الطعام تتسلل الى أنفها , وسمعت صوت شارلوت وهي تترنم ببعض مقاطع أحدى الأغنيات. وقالت جولي لنفسها لعله كان بعيدا عنها بعض الوقت , وهي سعيدة بعودته . وبعد أن أرتدت ثيابها الجديدة , توجهت نحو المطبخ , فأخذت شارلوت تنظر اليها من أعلى الى أسفل , ثم قالت: " لو قطعت رأسينا لوجدت أننا توأمان , أن الفستان يبدو جميلا عليك". فقالت جولي في خجل: " سأعيد هذه الأشياء بأسرع ما أستطيع , هل أشتريتها خصيصا أم أنها كانت عندك؟". قالت شارلوت بأبتسامة: " كانت عندي , أن الثياب الداخلية هي نقطة ضعفي , كنت أرتدي أي ملابس عتيقة قبل زواجي , أما الآن فأنني أنفق كل ما معي على قمصان النوم , ولو تزوجت أحدا من بلادي لكان الأمر مختلفا , فأغلب غرف النوم الأنكليزية باردة جدا كالقطب الشمالي!". " بلادك؟ ألم تولدي في بربادوس؟". " كلا , أنني أنكليزية مثلك , وقد جئت هنا في رحلة مع أبي وأمي". " منذ متى تزوجت يا سيدة تيرتان؟". " منذ عامين , وأرجو أن تناديني شارلوت". وعندما جلستا للطعام قالت شارلوت: " كنت لا أزال في الفراش عندما أتصل سيمون تلفونيا , ولهذا لم أكن قد تناولت أفطاري بعد , حدثني بكل شيء عنك في الليلة التي أحضر فيها والدك وزوجة أبيك الى هنا , وذكر لي ما حدث خلال الأعصار , يا لها من تجربة مخيفة لك , ومن حسن الحظ أنه قرر العودة الى سوليتير لو كنت مكانك لمت رعبا". " أجل , لم يكن شيئا مبهجا ". وصبت شارلوت قدحين من القهوة وقالت: " أنني لم أقابل والدك وزوجته عند وصولهما لأنهما جاءا قبل رحلة الطائرة بوقت قصير , فلم يتناولا العشاء معنا , ولكننا نأمل أن يتوقفا ليلة في طريق العودة , لأن حماتي تعرف الكثير في اللوحات وتتلهف شوقا لمقابلة أبيك , وبهذه المناسبة قررنا أن تقيمي في الكوخ الموجود بساحة البيت , لأن سيمون يعتقد لأنك جئت من مكان مثل جزيرة سوليتير قد لا تحتملين الأقامة وسط أسرة كبيرة صاخبة , فهناك أحد عشر منا هنا كما ترين وأخشى أن نكون أشبه بمنزل مجانين!". " ولكنني لن أستطيع الأقامة لديكم , وسأحصل على غرفة بفندق". " كلا , بحق السماء , لن يسمح سيمون بذلك , لقد أعدّ كل شيء, وأعتقد أنك أكتشفت بالفعل أي شخصية مستبدة هو , أنه طاغية رهيب , ولكنني أحب الرجل المسيطر ولا أستطيع أحتمال الأنواع المائعة". وكان واضحا أن رغبات سيمون هي بمثابة قوانين لزوجته الأنيقة ذات الشعر الأحمر المشوب بسمرة خفيفة. وبعد أنتهاء الأفطار قالت شارلوت: " لقد رتبت لك موعدا مع رجلي الصغير , ولا داعي للقلق من أن يفعل أي شيء عنيف , فهو مطيع تماما , ويقص بطريقة رائعة". لم يكن لدى جولي أية فكرة عما تتحدث عنه , وقبل أن تتمكن من سؤالها , أقتادتها الى سيارة أجرة , وتبين أن رجل شارلوت الصغير هو حلاق فرنسي قصير القامة , وقد عهدت بجولي الي وقالت أنها ستشتري بعض الأشياء وتعود اليها بعد تسعين دقيقة. وهكذا بدأت جولي تمر بالطقوس التي تحدث في صالون حلاق راق. ولكنها كانت خلال ذلك لا تزال تحت تأثير الصدمة التي واجهتها , عندما أكتشفت أن سيمون متزوج , وكانت الصدمة الأكثر عمقا , هو مواجهة مشاعرها الحقيقية حياله! عندما عادت شارلوت , كانت جولي تنتظرها في قاعة الأستقبال وقد تغير مظهرها , وطلت أظافرها بلون رمادي فاتح كما وضعت بعض الطلاء الأحمر على شفتيها بعناية. وهتفت شارلوت: " يا ألهي , أنك تبدين جميلة حقا , وسوف يتهافت الشبان عليك". " الشبان؟". " شباب آل تيرتان , وستقابلينهم على مائدة الغداء , والآن سنذهب الى القاعة المرجانية لأنتظار سيمون". وجاء سيمون بعد عشر دقائق , وكان رائعا , وليست هناك كلمة أخرى يوصف بها . وعندما تذكرت أنه زوج شارلوت أحمر وجهها , قال هو : " آسف أذا كنت قد جعلتكما تنتظران , شكرا لقدومك يا شارلي ورعايتك جولي". وجلس على الأريكة بجوار شارلوت التي قدمت له خدها ليطبع قبلة عليه , ثم نظر الى جولي ومع أنه لا يمكن أن يكون قد فاته ما حدث في مظهرها من تغيير , فأنه لم يدل بأي تعليق مباشر , ولكنه قال: " كنت أتحدث مع أبيك تلفونيا , وقد حجز مكالمة في الساعة الثالثة , وهكذا يمكنك التحدث معه بنفسك , كان يريد أن يطير عائدا على الفور , ولكنني قلت له أنه لا ضرورة لذلك". وأستأذنت شارلوت لأصلاح زينتها , وبعد خروجها قال سيمون: "أن ثوب شارلوت هذا يناسبك". " كان كرما من زوجتك أن تعيرني ثيابها , ولكن أود أن تسمح لي بالنزول في فندق , فقد سببت لكم ما يكفي من المتاعب". ولم يجب على الفور , ثم قال: " على العكس , أن شارلوت سوف تتمتع بصحبتك , وأعتقد أنكما سوف تتفاهمان جيدا". وبدا كأن دهرا قد مضى قبل أن تعود شارلوت من غرفة الزينة , وكان المكان قد أمتلأ بالناس , وأغلبهم يلوحون لسيمون أو يحيونه ,ورغم أنهم كانوا ينظرون الى جولي بفضول غير خفي , فأن أحدا لم يقترب من مائدتهم. وقال سيمون : " أن بربادوس مكان صغير , الجميع يعرف بعضهم بعضا , والوجوه الجديدة تثير الأهتمام دائما , فلا داعي للشعور بالخجل". فقاطعته شارلوت: " قابلت ماغي برانت في غرفة اللعب , وقد أكّد لها الطبيب أنها حامل هي أيضا , وهكذا يمكننا أن نحيك معا الثياب الصغيرة". وألتفتت لجولي قائلة: "أنني أنتظر طفلا ". فقالت وقد تجمدت شفتاها: " حقا ؟ ... ت ... تهنئتي". وقالت لنفسها: " وكان هذا أذن هو سبب ترك سيمون لزوجته عندما قام برحلته بالزورق , فربما أمرها الطبيب بألتزام الهدوء. وقال سيمون بلهجة عابرة: " ولكنني لست أب الطفل!". وحدقت كل من جولي وشارلوت نحوه , بينما مضى يقول في سخرية: " لا بد أنك كنت تتحدثين عني بأسلوب عاطفي جدا يا شارلي , حتى أن جولي أعتقدت أننا متزوجان". فهتفت شارلوت بدهشة: " ماذا؟". ثم أنفجرت ضاحكة وقالت لجولي: " ما الذي أوحى اليك بهذه الفكرة؟". وقبل أن تتمكن من الرد عليها قالت وهي تنظر الى سيمون بخبث: " ألم يذكر لك سيمون أنه أعزب؟ حسنا ,أن سيمون بطبيعة الحال أشبه بالحمل , ولكنه لا يقارن بزوجي روب وهو شقيقه وستقابلينه على الغداء ". وأحست جولي بموجة عاتية من الفرح والأمل والأرتياح تملأ قلبها , وقال سيمون بعد قليل: " لقد حان وقت مغادرتنا". | ||||
30-10-09, 10:23 PM | #39 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| كانت سيارته التي تقف على مقربة من المكان , فضية اللون , وقد أجلس جولي في المقعد الأمامي المجاور له بينما جلست شارلوت في المقعد الخلفي , وكان سيمون قد ترك الحديث لشارلوت , موجها كل أهتمامه للمنعطفات والمنحنيات الكثيرة في الطرق الريفية الملتوية , وأخيرا قال: " لا بد أننا الآن في وقت الغداء , سوف ترين مكانك بعد ذلك يا جولي أذ ستنزلين في كوخ وسط الحديقة , حيث لا يزعجك الصخب والضجيج الذي هو طابع مميز لأسرتنا". ولاح منزل الأسرة للأنظار , فتمتمت جولي في سرور , وسألتها شارلوت: " أليس جميلا؟". فقال جولي لنفسها : " أن كلمة جميل لا تكفي لوصفه , فهو أجمل منزل شاهدته". كان قصرا ريفيا فاخرا على الطراز السائد في جورجيا , تحيط به حديقة جميلة تنتشر فيها الزهور الأنكليزية . وبينما كانت السيارة تتوقف أمام المدخل , أقبل الأطفال والكلاب مسرعين لتحيتهم. وأنكمشت جولي في مقعدها في خجل , بينما كان الأطفال يسألون عن الأشياء التي طلبوها والكلاب تنبح وتهز أذيالها من حولهم , وبعد أن نجح سيمون في أسكاتهم , وثب من سيارته وأستدار حولها ليفتح الباب لجولي. وقال وهو يمسك ذراعها ويسير بها نحو المنزل: " هيا لتقابلي أمي". كانت أمه أمرأة نحيلة ذات شعر أبيض ترتدي ثوبا من القطن , في حوالي الخمسين من عمرها , ذات عينين زرقاوين , وعلى شفتيها أبتسامة ودية دافئة , وهي تهبط الدرجات المقوسة. وبدون أن تنتظر حتى يقدمها أبنها , قالت: " أنا آن تيرتان , مرحبا بك في روزهول يا جولي , نحن سعداء جدا بوجودك معنا". ووضعت يديها على كتفي جولي وأنحنت للأمام لتقبلها في وجنتها وقالت: "الطعام جاهز , لا بد أنك تشعرين بجوع شديد بعد كل ما مررت به". وفي غرفة طعام تطل على المروج الخضراء المخملية , قام ساق من أبناء بربادوس بتقديم الطعام ,وكانت السيدة تيرتان تتحدث برقة طوال تناول الطعام , وبمجرد الأنتهاء منه , صحب سيمون جولي الى الخارج لمشاهدة كوخها , وسألها وهما يسيران في طريق تكسوه الحشائش : " ما رأيك في مجموعة وحوش آل تيرتان ؟". " أعتقد أنه من الأشياء الممتعة أن يكون الأنسان جزءا من عائلة كبيرة , وأن كنت لم أتخيّل أن لك كل هؤلاء الأخوة والأخوات". فقال في سخرية: " خيل لي أنك أحسست بهزة في مشاعرك عندما ظننت خطأ أن شارلي زوجتي؟". فردت في حذر: " أهتزت مشاعري؟". " هل كنت مضطربة؟". " ولماذا أضطرب؟ لقد دهشت , أذ كنت اعتقد أنك أعزب , ولكنني لم أشعر بأي أنزعاج , يا لها من فكرة غريبة!". " لا أراها كذلك , لأنني أعرفك". كانا قد بلغا مكانا يتشعب فيه الطريق , وتوقف سيمون , وتوقفت معه جولي لأنها لا تعرف أين الطريق الذي يؤدي الى الكوخ , وسألته وهي تتظاه بتفحص بعض الزهور: " ماذا تعني بقولك أنك تعرفني؟". فقال ببطء: " أنت مثالية , ففي الليلة الماضية قلت أنك تخاطرين بالعالم كله من أجل الحب , ومع مثل هذه الآراء , يخيل لي أنك سوف تشعرين أنه ليس من حق رجل متزوج أن يضع ذراعين حول أي شخص غير زوجته مهما كانت الظروف , كما أن أشتراكنا في النوم فوق المشمع في أوراغان يثير وخزا لضميرك الرقيق أليس كذلك؟". وأحست بوجهها يزداد أحمرارا , وظلت تشيح ببصرها بعيدا وهي تقول: " لم أشعر بأرتياح كثير بالطبع , لعلك تعتقد أن هذا أسلوب تفكير عتيق أحمق". " كلا , الواقع أني أجد مثل هذا الأحساس القوي بالأمتلاك منعشا". "أهذا هو الطريق؟". فلمس ذراعها , وأشار الى الطريق الأيسر. وبعد أن سارا بضع ياردات عاد يقول: " كان واضحا أن شيئا ثقيلا قد أنزاح عن ذهنك عندما عرفت أن شارل ليست زوجتي". ونظرت اليه مذعورة ,وقالت لنفسها هل كنت شفافة الى حد أنه خمن السبب الآخر لأرتياحها؟ | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|