آخر 10 مشاركات
على ضِفَّة قلبِكِ ظمآن.. سعاد محمد *مكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          محاربة الزمان - فيوليت وينسبير - روايات ديانا*إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          [ تحميل] من تحت سقف الشقى أخذتني للكاتبه نـررجسـي?? ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          شفاة حائرة -حصرياً عبير دار الحسام** (الكاتـب : Just Faith - )           »          شلالات القمر - جانيت غرين - قلوب عبير الجديدة(0) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          نيكولو (53) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الرابع من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-10, 02:56 PM   #31

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


رشفت كيلي جرعة كبيرة من شرابها , ثم قالت:
" حدثني عن بعض الأمكنة التي زرتها خلال أعمالك!".
بدا أندرو مسرورا ,وهو يتساءل:
" هل يهمك الأمر حقا؟".
ردت بحماس حقيقي:
"| طبعا.... طبعا, أنا شخصيا سافرت كثيرا , لكن مع أهلي في معظم الأحيان".
حدثها طويلا عن رحلاته وأسفاره , وأخيرا عن وسط أفريقيا حيث عمل لأطول مدة , وظلت كيلي جالسة تستمع بتمعن وأهتمام ... الى أن توقف للحظات قبل أن يتابع:
" يا له من قدر غريب... أن يلتقي الأنسان بفتاة أحلامه ليجد أنها مخطوبة أو متزوجة!".
حبست كيلي أنفاسها لوقع هذه المفاجأة , وحتى لو كان أندرو لم يقصد بكلماته ما فهمته هي, فأن عينيه فضحتا مشاعره الحقيقية , وظلت للحظات عاجزة عن الرد ,أذ ماذا يمكن أن تقول لشاب ترى فيه صفات أفضل من صفات خطيبها , وأخيرا قالت:
" القدر غريب حقا".
ثم عمدت الى تغيير الموضوع فسألته" هل المؤتمر على ما يرام؟".
تردد بدوره قبل أن يجيب:
" ممتاز جدا".
" وكم سيستغرق من الوقت؟".
" حوالي أسبوع, فهناك الكثير من التطورات في هذا الحقل ".
وسرت كيلي لأن أندرو أستطاع أن يتجاوز الأحراج الذي ولدته عبارته تلك, وتابعت تقول:
" هل تزور هذا الفندق كثيرا؟".
حول أندرو عينيه الى الجبال الشاهقة قائلا:
" أنها المرة الأولى , هذه المنطقة رائعة الجمال , أليس كذلك؟ وذلك يضفي على المؤتمر طابعا حيويا أكثر".
ثم أستدار ناحيتها فجأة وقال:
" أنا آسف لما قلت قبل قليل ا كيلي , فأنا أعرف أنك مخطوبة , لكن هل عندك مانع في التنزه سويا عندما يكون الوقت مناسبا؟".
ردت بصدق وهدوء:
" أنني أتمنى ذلك , غير أن ماري ستعود في وقت ما هذا اليوم , وعندها سأعود فورا الى دوربان".
وفجأة أشتدت ملامح أندرو , وقال بحدة:
" ربما ليس من حقي أن أقول ما أود قوله , لكنني لا أفهم كيف أستطاع خطيبك الموافقة على عودتك الى هنا وحيدة؟".
أجابت كيلي وهي تحاول أن تبدو طبيعية قدر الأمكان كي لا تفضحها مشاعرها المتألمة لكونها مضطرة للدفاع عنه مرة أخرى :
" القصة سهلة للغاية".
ولم تفت كيلي علامات الأشمئزاز التي ظهرت على ملامح أندرو وهو يقول بتهكم:
" طبعا... طبعا, كان مشغولا بأمور أهم في دوربان!".
قالت بأنزعاج :
" أرجوك يا أندرو, دعنا من هذا الموضوع الآن".
أجابها وهو يهز رأسه بأذعان:
" حسنا جدا , لا أستطيع التظاهر بأن غاري سلون يستحقك , ومع ذلك فلن أعود الى سيرته أبدا".
ووجدت كيلي نفسها تمسك يده بحركة لاشعورية قائلة:
" أنت لطيف جدا يا أندرو".
وقبل أن تدري , أمسك بيدها بحزم وهو يقول:
" لطيف؟ هذه الكلمة منك تجعلني أبدو مثل أبيك, أنني أفضل أية صفة أخرى على هذه!".
أعترضت بحرارة:
" أبدا, لم أقصد ذلك".
أشتدت قبضته على يدها وهو يقول:
" أثبتي لي صدق نيتك ورافقيني في نزهة الآن... أنا على أتم الأستعداد للغياب عن المؤتمر من أجلك".
أبتسمت بتردد :
" أنني أتمنى النزهة فعلا!".
لكن صوتا قاسيا جاء ليفسد عليهما خلوتهما:
" هل نسيت واجباتك يا آنسة ستانويك؟".
وأستدارت كيلي بعنف لتجد نيكولاس واقفا خلفها وعيناه مسلطتان عليها بغضب, لكنها تمالكت وقالت:
" لقد أنهيت واجباتي كلها".
أجابها بصوت بدا هادئا:
" كلا لم تنتهي منها ... وعليك أن ترافقيني فورا".
" أنني ذاهبة في نزهة مع السيد لانغ".
" أعتقد أنك لن تذهبي يا كيلي... فهيا بنا كي لا نتأخر على الفندق".
قفز أندرو من مقعده والدم يغلي في عروقه غضبا , وقال:
" هذا سخيف جدا , لقد كنت قاسيا مع الآنسة ستانويك منذ البداية".
ولم يتأثر نيكولاس بأنفعال أندرو , بل أجاب بهدوء وهو يلتفت الى كيلي:
" من المشهد الذي رأيته قبل لحظات , يخيل اليّ أنك لم تتركي وقتك يذهب سدى!".
قاطعه أندرو غاضبا:
" هذا ليس صححا , فهي لم تشك أطلاقا , ومع ذلك فأن الأمور واضحة ولا تحتاج لشرح .... وأعتقد أنك يجب أن تعرف مع من تتعامل في هذه المسألة!".
رد نيكولاس بصوت لا يحمل أية مشاعر:
" طبعا أعرف... وأخبرتك بذلك من قبل , أنها كيلي ستانويك أبنة الثري روبرت ستانويك".
ثم أضاف بعد تردد:
" وبالنسبة الي! يا سيد لانغ أن الثروة لا تصنع الناس ,والغنى لا يعني لي شيئا أكثر مما يعنيه لي الفقير".
قلبت كيلي نظرها بين الرجلين وهي تلاحظ حدة التوتر التي قد تفجر الموقف وتؤدي الى مواقف محرجة للغاية , فهذه ليست المرة الأولى... وربما لن يكون أي منهما قادرا على ضبط أعصابه أكثر.لذلك قالت:
"السيد فان ميجدين على حق... هناك أشيئا كثيرة تنتظرنا في الفندق".
قال أندرو دون أن يرفع عينيه عن نيكولاس:
" هل ذلك لأن السيد فان ميجدين يحاول فرض الأمور عليك؟".
أسرعت كيلي تقول:
"أنا أريد أن أقوم بها تنفيذا لوعد قطعته أمام ماري".
أجابها أندرو بهدوء:
" أذا كان هذا ما تريدين ... فليكن".
أبتسمت بلطف:
" أجل... وسوف أراك قبل أن أرحل يا أندرو".
أرخى أندرو قبضتيه المشدودتين وقال وقد زالت مشاعر الغضب من نفسه:
" طبعا".
ثم ألتفت الى ناحية الفندق وأضاف:
" يجب أن أذهب , فأنا أرى الآخرين يعودون الى قاعة المؤتمر".
وبعد أن قطع عدة خطوات بأتجاه المبنى الرئيسي , ألتفت الى الوراء ملقيا نظره بين كيلي ونيكولاس , ثم قال لها:
" سأودعك في وقت لاحق.... عندما تكونين وحيدة".
همست لنيكولاس بعد أن أبتعد أندرو:
" هل يشعرك هذا التصرف العدواني الأرعن بأنك أكبر من الناس الآخرين؟".
" لست بحاجة الى صبيان كي أشعر بالتفوق عليهم يا كيلي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-10, 06:44 PM   #32

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأصرت على مواصلة النقاش علّها تجد طريقها لتخترق الدرع الصخري الذي يضعه حول نفسه , فقالت:
" أنت لا تتصور أن رجلا حساسا ولطيفا يمكن أن يكون مسرورا بصحبتي , أليس كذلك؟ فهذا لا يطابق الأسلوب الذي تراه مناسبا في معاملتي".
علق بتهكم مقصود:
" أنت تخادعين نفسك أذا ظننت في ذاتك القدرة على قراءة أفكاري".
ثم أضاف بحدة:
" لم يطل الوقت بحيث وجدت بديلا لغاري سلون ...و سريعا".
ردت عليه بهدوء لكن بحزم:
ضحك بصوت مجلجل وهو يقول:
" لكن طريقة تماسك الأيدي بينكما تقول العكس , غير أنني لا أستغرب هذا أيضا!".
حدجته بنظرة نارية متسائلة :
" وماذا يعني كلامك هذا؟".
" أنت من النوع الذي يجب تقريعه والتهجم عليه في كل لحظة ".
ثم أضاف وهو يمعن التحديق في عينيها:
" أنت لا تحبين هذه المعاملة , أليس كذلك؟".
أجابت :
" لأن المسألة كلها غير مناسبة ".
علق بغضب:
" كلا؟ أدعاؤك البراءة يا كيلي لا يخدعني".
عضت على شفتيها بمرارة دون أن تتكلم , كل شيء ستقوله الآن يمكن أن يستعمل ضدها , فهذا الرجل لا يردعه شيء , وأمام صمتها المطبق أضاف يقول:
"على الأقل , أنت لا تحاولين النفي الآن".
رفعت رأسها نحوه وقد أعادت السيطرة على أعصابها , ثم قالت:
" وحتى لو نفيت كل ما تقول , فأنت لن تصدقني ... أذن لماذا تعب الرأس من الأساس".
وفوجئت كيلي به يغير الحديث قائلا:
"أنني لا أستغرب ما أذا كان أندرو لانغ يفهمك أكثر من غاري سلون ... فخلف هذه البرودة الظاهرة , هناك أنثى معقدة وطابع ناري".
وفي محاولة للهرب من هذا الموقف المحرج , قالت:
" لقد قلت قبل قليل أننا متأخران عن الفندق , فهلا أخبرتني بما علي فعله الآن؟".
أجابها بلا مبالاة:
" أجراء جولة تفتيشية على غرف النوم ".
سألته بدهشة:
" غرف النوم؟ فهمت من ماري أن هناك وصيفات يتولين هذه المهمة".
" هذا صحيح, لكن من عادة ماري أن تتأكد بعد ذلك من أن الأمور على خير ما يرام".
وعندما وصلا الى الأكواخ الرئيسية ,قالت له:
" أستطيع الآن تدبر الأمور بمفردي ... فشكرا لك ".
أجابها مبتسما :
" لا شك عندي في ذلك , لكنني سأرافقك الى غرفة واحدة... وبعدها تتابعين الجولة على أنفراد".
ردت عليه بسخرية:
" هذا ليس ضروريا , فكوني أبنة مدللة لمليونير كبير أتاح لي فرصة زيارة عشرات الفنادق الفخمة , بحيث بت أعرف كيف يجب أن تبدو غرف النوم , وأعتقد أن أعمال جورج الكثيرة تنتظر منك الأنجاز أيضا".
ظل نيكولاس واقفا دون حراك للحظات , ثم قال:
" حسنا , لكن عليك الأنتباه جيدا, فستكونين مسؤولة أمامي مباشرة عن أية شكوى يتقدم بها النزلاء".
أجابته بتحد ساخر:
" لن تكون هناك أية شكاوى".
وقبل أن يستدير عائدا قال:
" كوني في المطبخ الساعة الثانية عشرة تماما".
ودون أن ينتظر منها جوابا أستدار عائدا الى المكتب تاركا كيلي لمهمتها الجديدة.
كانت كيلي ترتجف وهي تلقي نظرة متفحصة في أرجاء الغرفة الأولى , وأفزعتها على الفور رؤية وجهها في المرآة , أذ ظهرت عليها علامات التوتر والضعف من جراء هذين اليومين الطويلين , لكن أبرز ما لفت نظرها عيناها الممتلئتان أثارة وحيوية , ومهما حاولت التجاهل , فأنها تعلم تمام المعرفة ما هو الشعور الذي ولد في نفسها تلك الأحاسيس.
من غير المعقول أن تجد كيلي ستانويك , الفتاة التي يتمناها أي رجل, نفسها عالقة في شباك رجل فلاح لا يحبها ... ولا يخفي أحتقاره لها , أنها تدرك تماما أن جاذبية نيكولاس أقوى من أن تقاوم , لكنها تقدم تنازلات كثيرة بحيث تفسح له المجال أكثر ... مما يشكل خطرا عليها ,ومن هنا ضرورة أن تمنع ذاكرتها من العودة اليه عندما تغادر هذا المكان كي تتزوج من غاري.
نظرت الى ساعتها وهي تتنهد , ساعات قليلة وتعود ماري , وحتى ذلك الحين عليها أن تتجنبه قدر المستطاع ,وبعدها لن تفكر فيه أبدا, وعلى الرغم من أن الأمر سيكون صعبا في البداية , ألا أنها ببعض الأرادة الفورية ستتمكن من نفيه نهائيا , ويكفي أن تلتقي بغاري حتى يصبح نيكولاس والفندق وكل هذه المنطقة في خبر كان.
أستغرقت كيلي بعض الوقت في تفحص كامل الغرف , وما أن أنتهت من جولتها حتى حان موعد الذهاب الى المطبخ للأشراف على وجبة الغداء , وبينما هي منهمكة وسط العاملين , لاحت منها نظرة عابرة نحو الباب , ففوجئت بنيكولاس واقفا هناك يراقب حركاتها وغدواتها بشكل متفحص , ترى هل جاء عمدا كي يقف بنفسه على مجريات الأمور؟ مهما كان, فهي لن تدع وجوده يزعجها ... لذلك أنصرفت الى الحديث مع أحد الطباخين , وعندما ألتفتت بعد لحظات كان نيكولاس قد أختفى.
أستطاعت كيلي بشكل ما أن تتجنب طعام الغداء معه , فبدلا من الذهاب الى المطعم , طلبت من أحد الخدم أن يحضر لها طعامها الى الكوخ , وأكدت لنفسها بسرور وهي تأكل منفردة :
" فليفسر كما يريد!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-10, 06:49 PM   #33

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أنتهت وجبة الغداء , ولم يعد أمام كيلي أي شيء ملح للأنجاز ... فقط أنتظار عودة ماري كي تغادر هذه القرية الى الأبد, بعد ساعتين تقريبا عليها التوجه الى الشرفة للأشراف على تقديم الشاي, أما الآن فوقتها ملكها.... اللهم ألا أذا جاء نيكولاس يدعوها الى عمل ما غير متوقع.
كانت ترغب في الأستلقاء والنوم تعويضا عن الأستيقاظ المبكر , لكنها لم تفعل ,وبعد دقائق من التجول دون هدى في الكوخ , جاءتها فكرة أن تعمل في الحديقة لتقليع بعض الزهور والأغصان , ودون تردد توجهت الى افندق , وعادت بقفازين وقفص وسكينة حادة , فالزهور المنتشرة حول بركة السباحة بحاجة الى تقليم وتنسيق ,وبما أن هواية أمها الأعتناء بالزهور وترتيبها ... فهي لن تجد صعوبة في أنجاز هذه المهمة , الهدوء يعم الحديقة في مثل هذا الوقت من النهار, فالشمس حادة جدا , لا يلطفها الا بعض النسيم المنعش الذي يهب بين الحين والآخر , وقد شعرت كيلي بالسكينة تهبط على نفسها لعدم وجود أحد يزعج هذه اللحظات الهادئة مع الطبيعة , فالجبال المتناثرة والسهول الممتدة حتى الأفق تجعل المرء يطلق العنان لنفسه متخلصا من كل هموم الحياة اليومية.
وأتجهت أفكار كيلي الى ماري وزوجها , فمما لا شك فيه أن مصاعب هذين الزوجين كبيرة للغاية ,لكن العيش مع هذه الطبيعة الساحرة لا بد أن يعطيهما راحة الباب والقدرة على المواجهة والصبر.
... وطبعا نيكولاس يعيش في هذه المنطقة أيضا ففي مكان ما , غير بعيد من هنا , تقع مزرعته وبيته , وحتى الآن لم تستطع كيلي أن تعرف شيئا عنها ,أذ أن التوتر الدائم بينهما جعل من الصعب قيام حوار طبيعي لتبادل المعلومات , وفكرت أنها قد تغادر الفندق دون أن تراها أبدا , والغريب أن أفكارها تعود دائما الى ذلك المزارع القاسي بالرغم من كل التعهدات التي قطعتها على نفسها بألا تتركه يحتل ذهنها على هذا الشكل.
وعندما حانت منها ألتفاتة الى ساعة يدها , أكتشفت لدهشتها أن موعد تقديم الشاي قد حان, لم تكن تدرك أنها أمضت وقتا طويلا في الحديقة غارقة في أفكارها وتأملاتها , على كل , هناك دقائق معدودة أمامها لكي تغسل يديها وتسرع الى الشرفة التي لا بد أن تكون مكتظة بالزبائن الآن.
كثيرون هم الضيوف الذي يعبرون عن شكرهم بعبارات لطيفة عندما تقدم كيلي لهم الشاي , بالأمس كانت مجرد غريبة طارئة , أما الآن فقد أعتادوا على وجودها وخدماتها ,وهذا الأمر أشعرها بالفرح الغامرة , بأستثناء نيكولاس وأندرو فأن أيا من الضيوف لا يعرف هويتها الحقيقية ... وبالتالي لا يتعامل معها من خلفيات مسبقة.
تناول أندرو فنجانه بأبتسامة لطيفة , وعلى الرغم من توقع كيلي أن يدعوها الى الجلوس معه , ألا أنه لم يفعل , وتبين لها أن المؤتمر أنما فض أعماله لدقائق معدودة يعود بعدها الى الأبحاث والمناقشات والمشاريع.
سألها أندرو:
" ألم تعد ماري بعد؟".
نظرت يلي الى ساعة يدها ,وتنهدت قائلة:
" كلا".
" لا أظن أنك سترحلين دون أبلاغي مسبقا؟".
" طبعا لا".
وعندما أنتهت من خدمة جميع الضيوف, سكبت كيلي فنجانا لنفسها وجلست على طاولة منزوية وهي تشعر بالضياع , لقد عاد أندرو الى المؤتمر , وليس بين كل هؤلاء الناس من تعرفه تمام المعرفة كي تنضم اليه , ولكن فجأة , جاءها صوت باتت تعرف نبرته حق المعرفة:
" ماري ستكون مسرورة لقيامك بتقليم الزهور".
أستدارت كيلي ببطء شديد وقالت:
" أتمنى ذلك".
" أعتقد أنك غسلت ذراعك؟".
للوهلة الأولى لم تفهم كيلي معنى سؤاله , لكنها أستنفرت قواها كي تواجه سخريته المتوقعة:
" لا تقل لي أن هناك بقعة من الوحل لم أنتبه اليها؟".
ولم يكن هناك أي أثر للسخرية في صوته عندما قال:
" لاوحل , لكنك جرحت ذراعك".
ألتفتت كيلي الى أعلى ذراعها , فشاهدت جرحا طفيفا يظهر أنه نتج عن الشوك في الأزهار التي قلمتها , أبتسمت قائلة:
" أنه غير مهم".
" لدى ماري بعض المطهرات ,والأفضل أن ترافقيني الى الكوخ ".
أستغربت كيلي أن يهتم نيكولاس الى هذا الحد بالجرح الطفيف, وفكرت أنه يخطط لأمر ما في نفسه , لذلك قالت بهدوء:
" لا داعي لكل هذا!".
رفع نيكولاس حاجبيه بدهشة وقال بحدة:
" لا داعي؟ أن ماري ترش زهورها بالمبيدات , أما أذا كنت تفضلين التسمم على الثقة بي .... فهذا شأنك الخاص!".
ردت كيلي دون أن تدري سببا يجعلها تطلق هذه العبارة :
" أن أهتمامك بي أمر ملفت للنظر!".
ضحك بسخرية:
" أهتمامي بك يقف عند حد التأكد من عدم أصابتك بألتهاب الذراع , بحيث أضطر الى أخذك الى المستشفى ورعاية الفندق وحيدا!".
عضت كيلي على شفتها لتكبت موجات الغضب في صدرها قائلة:
" وفر أهتمامك وعنايتك لغيري ,ماري ستعود بعد قليل , وعندها لن تظل مسؤولا عني أو عن الفندق".
وفوجئت بأنه لم يرد على ملاحظتها بشأن عودة ماري , فتساءلت بلهفة:
"ماري ستعود بعد الظهر ,أليس كذلك؟".
أجابها بحدة:
" هيا بنا يا كيلي ".
كانت كلماته بلهجة آمرة , وقد تعودت كيلي ألا تعاند متى وصلت الأمور الى هذا الحد , سارت الى جانبه وهي تفكر بماري ,هل من المعقول أن تتأخر؟ وما هي الأسباب الداعية لذلك؟".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-10, 07:55 PM   #34

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

7- القلب المعذب
في الكوخ, كان نيكولاس يعرف مكان كل شيء وكأنه أحد أفراد الأسرة, وأول ما فعل , الأتيان بالمطهرات لتنظيف الجرح قبل تضميده , يداه الخبيراتان عرفت كيف تلمس مشاعر كيلي التي أضطرت الى أغماض عينيها كي لا يقرأ فيهما أحاسيسها المتدفقة.
سألها:
" هل تؤلمك الى هذا الحد؟".
هزت رأسها دون أن تنظر الى وجهه مباشرة:
" نعم".
أنهى مهمته البسيطة , ثم نظر اليها بتمعن وقال:
" يا لك من مزيج غريب عجيب يا كيلي!".
سألته بصعوبة وأحراج:
" ماذا تقصد بذلك؟".
"مدللة ومعقدة أتجاه العالم , وطفلة غريرة في أعماق نفسك ".
أبتعدت عنه في محاولة لأخفاء أضطرابها وقالت:
" لست أدري ما معنى كلامك هذا , أذا كنت تقصد العمل في الفندق , فأنا لست ماري .... لكنني بذلت أقصى ما أستطيع".
أجابها بصوت هادىء:
" لست أتكلم عن ماري أو عن العمل , وأنت تعرفين ذلك تماما... ومع ذلك لا أنكر أنك قمت بواجبك على أكمل وجه ".
" ما كنت أظنك ستقول هذا الأطراء".
ثم قالت بعد صمت:
" نيكولاس.... لم تجب عن سؤالي في الفندق حول ماري , هل ستعود بعد الظهر أم لا؟".
أجابها وعيناه لا تحيدان عن وجهها:
"لا".
شحب وجه كيلي وهي تقول:
" لكننا أتفقنا على ذلك".
" لم تستطع الوفاء بوعدها , وستعود غدا صباحا".
أعترضت بحدة قائلة:
"لا , لن أبقى هنا هذه الليلة".
أجابها بلا مبالاة:
" ليس هناك أي مجال آخر".
" وهل ستنام في الكوخ الليلة أيضا؟".
أبتسم ساخرا:
" يا عزيزتي كيلي.... يا له من سؤال غير ضروري".
حملقت فيه بصمت لثوان قليلة , لا شك أنه يستمتع بهذا الموقف الحرج , لكنها يجب ألا تتركه لغروره ,قالت:
" أذا كان الفندق محجوزا بالكامل , فيمكنك أن تنام في مزرعتك".
" أنت تعرفين الأجابة عن هذا الأقتراح أيضا".
قالت وقد نفذ صبرها:
" أنت لا تفهم الوضع يا نيكولاس ... فأنا لا أريد أن أمضي ليلة أخرى في الكوخ معك".
أجابها بلامبالاة متعمدة:
" أنني لا أفهم ...فلو كنت صادقة مع نفسك يا كيلي لأعترفت بأنك تريدين البقاء معي".
فغرت كيلي فمها دهشة وغضبا وهي تحملق فيه بعينين واسعتين , ولم تستطع أن تطلق من صدرها العبارات المختنقة فيه , بأستثناء صرخة واحدة:
" لا....".
ثم أندفعت أمامه قاصدة الباب في محاولة للهرب منه ومن الحقيقة التي لا يمكن أن تعترف بها أبدا , لكنه أمسك بها فجأة , وضمها الى صدره في عناق قاس طويل , وعندما أستطاعت الأفلات من ذراعيه , قالت برجاء:
" أرجوك يا نيكولاس ... دعني وسأني".
أجابها بصوت متهدج:
" أنت تريدينني كما أريدك يا كيلي".
ولكنها تذكرت أنها مع عدوها , عدوها الذي يحتقرها ويذلها.... والذي يجب ألا تشعر بحوه بأي شيء , وعندما أنتفضت من ذراعيه هاربة الى الخارج لم يحاول أن يقف في سبيلها أو يمنعها .... بل ظل في مكانه غائما في بحر من العواطف والأحاسيس.
لم يسع نيكولاس الى لقائها طيلة بعد الظهر , وبما أن لائحة ماري لا تنص على شيء محدد للعمل , فقد وجدت كيلي نفسها في ذلك الفندق الواسع , لو أن أندرو كان موجودا , لطلبت منه أن يرافقها في نزهة طويلة ... طويلة, لكنه مشغول في المؤتمر , وهي لا تريد أن تظل وحيدة كي لا تعود أفكارها الى .... نيكولاس نفسه.
سواء قبلت أو رفضت , فهي مضطرة للتفكير فيه أن عاجلا أو آجلا , خاصة في المشاعر التي فجرها فيها خلال هذين اليومين , لكن يجب ألا تفعل قبل أن تغادر الفندق , فمن المؤكد أنها سترتكب خطأ فادحا لو تركت العنان لعواطفها , وهي وحيدة معه في هذا الفندق.
والسبيل الوحيد لعدم التفكير فيه هو الأنهماك في العمل ... أي عمل , ففي مثل هذا الفندق من الممكن دائما أيجاد شيء بحاجة الى ترتيب أو أعداد , ومع أن ماري وجورج جهدا للمحافظة على المظهر العام للفندق , ألا أنهما أبقيا الكثير بأنتظار توفر المال الكافي في المستقبل غير المنظور.
كانت كيلي تنهي عدد من الزهريات الفخارية , عندما نظرت الى ساعة يدها لتكتشف أن الوقت قد حان للذهاب الى المطبخ للأشراف على وجبة العشاء , والغريب أنها ظلت تأمل في عودة ماري بالرغم مما أكده لها نيكولاس قبل ساعات قليلة ... وأن كان أملا ضئيلا للغاية .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-10, 08:55 PM   #35

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

هذه المرة لم يأت نيكولاس الى المطبخ , مما أشعر كيلي بالراحة والطمأنينة , ولكن ما أن أنتهى معظم الضيوف من تناول العشاء , حتى جاءها الخادم برسالة تقول أن الآنسة دي ياغر والسيد فان ميجدين يتناولان العشاء معا ويسرهما أن تشاركهما الآنسة ستانويك السهرة , ترددت كيلي للحظات وهي تبحث عن عذر مقبول , لكنها عجزت... ومع ذلك ردت الخادم ليعتذر عنها بالنيابة دون أبداء أية أسباب.‍
فكرت كيلي أنهما سيكونان سعيدين لعدم حضورها وأن دعوتهما ما هي ألا مظهر أجتماعي مجرد أنها لا تستطيع أن تكون معهما , سيرينا الجميلة والحيوية تتبادل الضحكات والنظرات مع نيكولاس الذي يتصرف مع المرأة التي ستكون زوجته بلطف واضح وحنان بالغ , بينما العناد والأحتقار من نصيب المرأة التي مشكلتها أنها أبنة الثري الكبير!
لا يمكن أبدا أن تشاركهما جلستهما الحميمة تلك... ومع ذلك فأن الغيرة العمياء طعنتها مجددا في أعماق صدرها وهي تفكر بالعشلء الثنائي على ضوء الشموع.
مرة أخى وجدت كيلي أشياء كثيرة تشغلها عن أفكارها , بعد تناول الطعام طرأت على ذهنها فكرة الخروج من الشرفة بحثا عن أندرو , لكنها أبعدتها فورا , لأن مزاجها لم يكن في وارد قضاء السهرة مع المهندس الشاب , فهي ستكون مضطرة الى التصنع في أحاديثها وحركاتها , بينما مشاعرها مرتبطة بطاولة مضاءة بالشموع داخل المطعم.
عند الساعة العاشرة ليلا , أنهت كيلي ترتيب خزانة المناشف وهي تشعر بالأرهاق الشديد , أنها المرة الأولى في حياتهاالتي تعمل فيها من السادسة صباحا وحتى ساعة متأخرة من الليل دون راحة على الأظلاق.
سارت بهدوء في ظلمة الليل متوجهة الى الكوخ الغارق في العتمة والسكينة , وعندما وصلت الى غرفة النوم ,خلعت حذاءها وأستلقت على السرير كي ترتاح للحظات قبل تغيير ملابسها أستعدادا للنوم.
فتحت كيلي عينها على صوت خفيف , ثم ملأت رائحة القهوة المنعشة أنفها , كان الضوء ساطعا في الغرفة... فتذكرت على الفور أنها أستلقت كي ترتاح قليلا , ولا بد أنها غطت في النوم دون أطفاء الأضواء.
وفجأة أدركت أنها ليست وحدها في غرفة النوم , وألتفتت لتجد نيكولاس بالقرب منها حاملا فنجان القهوة ... وهو ينظر اليها بتلك الأأبتسامة الماكرة التي تخفي الكثير من السخرية والتهكم.
لم ينبس نيكولاس ببنت شفة , لكن كيلي أسترجعت بلحظات كل ما حدث منذ ليلة البارحة , فقد أنبلج الفجر , وهذا يعني أنها نامت الليل كله , لكن من الذي أدخلهاالى الفراش, وألقى عليها الأغطية الدافئة؟
قالت بحدة :
" لم يكن من الضروري أن تقدم خدماتك غير المرغوب فيها!".
أطلق ضحكة مجلجلة دون أن يجيب , فتابعت تقول:
" هيا أخرج من هنا يا نيكولاس , فأنا أريد بعض الخصوصيية هذا الصباح".
وعادت ماري بعد الأفطار بقليل , كانت شاحبة ومتوترة وقلقة على الرغم من أبتسامة الصداقة التي واجهت بها الجميع , قالت لكيلي ونيكولاس وهي تنضم اليهما على الشرفة أن أصابة جورج أخطر مما كان مقدرا لها من قبل ,فقد أجريت له عملية جراحية , وتبين خلالها أنه بحاجة لعملية أخرى , لكن الأطباء قرروا أجراءها في وقت لاحق ريثما يكون قد أسترد بعضا من قوته.
قالت مخاطبة كيلي كي تغير الحديث:
" لا أستطيع التعبير عن شكري الكبير لك , ولا يمكنك تصور كم كان وجودك هنا مفيدا ومريحا.
ردت كيلي بلطف:
" أنا لا أجاريك في شيء ... لكنني حاولت قدر المستطاع".
قالت ماري مبتسمة:
" فعلت أكثر من ذلك بكثير , ونيكولاس يؤكد أنك كنت على قدر المسؤولية".
ألتفتت كيلي الى نيكولاس غير مصدقة , وقالت:
" نيكولاس قال هذا؟".
كان نيكولاس جالسا بصمت وعلى شفتيه ملامح أبتسامة , ولأول مرة تلاحظ كيلي أن نظرة السخرية غير موجودة , وقد حلت مكانها نظرة لم تستطع لها تفسيرا.
وأخيرا تكلم مخاطبا ماري:
" بعد أن تتناولي طعام العشاء , سأنقلك مرة أخرى الى المدينة يا ماري".
" الى المدينة...لا, فالفندق بحاجة اليّ الآن".
" وجودك في المستشفى أهم... ويجب أن تكوني الى جانب جورج".
في هذه الأثناء كانت كيلي تكتفي بالأستماع , وقد توترت أعصابها الى حد بعيد , قالت ماري بتردد:
" أريد أن أكون مع جورج! لكن هذا غير معقول".
أجابها دون أن يلتفت الى المرأة الأخرى:
" حتى الآن كانت كيلي على قدر المسؤولية , ولا يوجد سبب يمكن أن يعيق أعمالها".
أكتفت كيلي بالأستماع الى الحديث الدائر بينهما , وخفقات قلبها تزداد أتساعا , كانت عاجزة عن أبداء الرأي , مع أنها المعنية أساسا بالمناقشة.
قالت ماري بنفاذ صبر:
" أقتراحك غير معقول يا نيكولاس , أنني أقدر ما قامت به كيلي حتى الآن... لقد كانت رائعة , لكنني لا أستطيع تحميلها أكثر من ذلك".
أجابها بهدوء:
"وما المانع؟".
" السبب... حسنا , ربما كانت لديها خطط خاصة!".
" أبدا... كل مشاريعها يمكن أن تنتظر".
وقبل أن تجد كيلي الكلمات المناسبة للرد على هذه الوقاحة ,تابع قائلا:
" أما أذا أردت أن تقولي أن أبنة روبرت ستانويك يجب ألا تعمل , فهذا رأي سخيف".
ثم أضاف بصوت قاس:
" وبالأضافة الى ذلك , فأن كيلي تتحمل جزءا من مسؤولية المصيبة التي حلت بكما , أنت وجورج".
أجابته ماري بحزم:
"هذا صحيح جزئيا ,جورج رجل بالغ ,ويعرف تمام المعرفة ما هو مقدم عليه ... وكان بأستطاعته أن يرفض كما وأن كيلي قامت حتى الآن بأكثر مما هو متوجب عليها".
وأخيرا تحدثت كيلي مخاطبة ماري:
" أرجوك أن تنظر الى وجودي هنا كعربون صداقة معك....".
أستدارت ماري وهي لا تصدق أذنيها:
" هل تقصدين...".
" هل تقصدين ...".
" سأظل هنا طالما أنت بحاجة الي!".
سألتها ماري بأحراج:
"ألا يمانع خطيبك؟".
" غاري سيتفهم الظروف".
ثم رفعت عينيها ناحية نيكولاس , وأضافت بتحد واضح :
" مكانك الطبيعي الآن مع جورج".
" آه يا كيلي, لا يمكنك....".
ولم تستطع ماري أن تواصل كلامها , وتركت لدموعها المنسكبة بهدوء مهمة التعبير عما تود قوله , لكن من الواضح أنها تكاد تطير من الأرتياح والسعادة.
أحست كيلي بغصة خانقة وهي تراقب ردة فعل ماري , أن هذا يؤكد عمق الحب الذي يجمع بين هذين الزوجين الشابين, الحب العميق الذي لم تعرفه في حياتها أبدا! ذلك أن علاقتها مع غاري تسير على نمط مختلف تماما.
ورغما عنها , تحولت نظرات كيلي الى الرجل الجالس قربها والذي كان يراقبها بتمعن وقد خلت ملامح وجهه من تعابير السخرية والتهكم وعادت ماري لتقول بعد أن تمالكت نفسها:
" لست أدري ماذا أقول... سوى أن أشكركما معا لما تقومان به من أجلنا".
ثم ألتفتت الى نيكولاس وكأنها تذكرت شيئا:
" على فكرة , عندما مرت في المكتب عرفت أن كل الغرف محجوزة ... فهل تخليت عن غرفتك يا نيكولاس؟".
رد بهدوء:
" ليس من عادتي أن أرد الضيوف خائبين".
" لكن هذا يتطلب منك العودة ليلا الى المزرعة!".
حبست كيلي أنفاسها وهي تنتظر ما سيكون عليه رد فعل ماري لدى معرفتها بأن نيكولاس يشاركها النوم في الكوخ , لكن الصوت القاسي رد قائلا:
" لا تفكري بالأمر كثيرا , فعندك من الهموم ما يكفيك".
وألتقت نظرات كيلي ونيكولاس في لحظات خاطفة.... لحظات كشفت لها تعابير لم تفهم مغزاها , وأن أشعرتها بخفقات غريبة في ذلك القلب المعذب!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-10, 11:59 PM   #36

Яєєм
 
الصورة الرمزية Яєєм

? العضوٌ??? » 107114
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 792
?  نُقآطِيْ » Яєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond reputeЯєєм has a reputation beyond repute
افتراضي

يسلمووووو الروايه أكثر من رآئـعه,,
بنتظار التكمله,,

دمتي بـ ود يا الغلآآآ..


Яєєм غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-10, 12:47 PM   #37

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

هذه المرة لم يأت نيكولاس الى المطبخ , مما أشعر كيلي بالراحة والطمأنينة , ولكن ما أن أنتهى معظم الضيوف من تناول العشاء , حتى جاءها الخادم برسالة تقول أن الآنسة دي ياغر والسيد فان ميجدين يتناولان العشاء معا ويسرهما أن تشاركهما الآنسة ستانويك السهرة , ترددت كيلي للحظات وهي تبحث عن عذر مقبول , لكنها عجزت... ومع ذلك ردت الخادم ليعتذر عنها بالنيابة دون أبداء أية أسباب.‍
فكرت كيلي أنهما سيكونان سعيدين لعدم حضورها وأن دعوتهما ما هي ألا مظهر أجتماعي مجرد أنها لا تستطيع أن تكون معهما , سيرينا الجميلة والحيوية تتبادل الضحكات والنظرات مع نيكولاس الذي يتصرف مع المرأة التي ستكون زوجته بلطف واضح وحنان بالغ , بينما العناد والأحتقار من نصيب المرأة التي مشكلتها أنها أبنة الثري الكبير!
لا يمكن أبدا أن تشاركهما جلستهما الحميمة تلك... ومع ذلك فأن الغيرة العمياء طعنتها مجددا في أعماق صدرها وهي تفكر بالعشلء الثنائي على ضوء الشموع.
مرة أخى وجدت كيلي أشياء كثيرة تشغلها عن أفكارها , بعد تناول الطعام طرأت على ذهنها فكرة الخروج من الشرفة بحثا عن أندرو , لكنها أبعدتها فورا , لأن مزاجها لم يكن في وارد قضاء السهرة مع المهندس الشاب , فهي ستكون مضطرة الى التصنع في أحاديثها وحركاتها , بينما مشاعرها مرتبطة بطاولة مضاءة بالشموع داخل المطعم.
عند الساعة العاشرة ليلا , أنهت كيلي ترتيب خزانة المناشف وهي تشعر بالأرهاق الشديد , أنها المرة الأولى في حياتهاالتي تعمل فيها من السادسة صباحا وحتى ساعة متأخرة من الليل دون راحة على الأظلاق.
سارت بهدوء في ظلمة الليل متوجهة الى الكوخ الغارق في العتمة والسكينة , وعندما وصلت الى غرفة النوم ,خلعت حذاءها وأستلقت على السرير كي ترتاح للحظات قبل تغيير ملابسها أستعدادا للنوم.
فتحت كيلي عينها على صوت خفيف , ثم ملأت رائحة القهوة المنعشة أنفها , كان الضوء ساطعا في الغرفة... فتذكرت على الفور أنها أستلقت كي ترتاح قليلا , ولا بد أنها غطت في النوم دون أطفاء الأضواء.
وفجأة أدركت أنها ليست وحدها في غرفة النوم , وألتفتت لتجد نيكولاس بالقرب منها حاملا فنجان القهوة ... وهو ينظر اليها بتلك الأأبتسامة الماكرة التي تخفي الكثير من السخرية والتهكم.
لم ينبس نيكولاس ببنت شفة , لكن كيلي أسترجعت بلحظات كل ما حدث منذ ليلة البارحة , فقد أنبلج الفجر , وهذا يعني أنها نامت الليل كله , لكن من الذي أدخلهاالى الفراش, وألقى عليها الأغطية الدافئة؟
قالت بحدة :
" لم يكن من الضروري أن تقدم خدماتك غير المرغوب فيها!".
أطلق ضحكة مجلجلة دون أن يجيب , فتابعت تقول:
" هيا أخرج من هنا يا نيكولاس , فأنا أريد بعض الخصوصيية هذا الصباح
[خرج نيكولاس دون أبطاء , وتركها وحيدة في غرفة النوم , وحتى بعد أن سمعت صوت أغلاق الباب الخارجي , لم تجد كيلي القدرة على الحركة.
كان شيء ما يطن في رأسها وأطرافها .... شيء هو أكثر من التعب , كانت تشعر بالأحباط الى حد بعيد , ليس مهما أن تتقاتل معه , أو تعجز عن مد حديث ودي ... بل المهم أنها لا تستطيع كبت أحساسها بالرغبة في البقاء معه لأطول فترة ممكنة.
سارت كيلي نحو الفندق وهي تفكر بموعد عودة ماري , أنها لم تعد تحتمل البقاء في الفندق ولو حتى ساعة واحدة , والأمل الباقي أن تعود السيدة أندرسون بأسرع وقت ممكن , فجأة رفعت يدها لتتأمل خاتم الخطوبة , مضى يومان فقط على آخر مرة رأت فيها غاري , ومع ذلك فهو بعيد جدا جدا, بل يخيل اليها أن الخطبة كلها غير موجودة , كما لو أنها لم تعرف غاري في حياتها على الأطلاق , هذه الفكرة أزعجتها كثيرا , لكنها أكدت لنفسها بأصرار أن غاري خطيبها وأن نسيانه في هذه الظروف الصعبة أمر مفهوم... ومقبول.
أن رغبتها في البقاء مع نيكولاس, هذه الرغبة المجنونة التي لم تستطع كبتها , لا تعني أن قيمة غاري قد أنخفضت عندها ,لكن هل كانت غير وفية له خلال أقامتها في الفندق؟ لا... نعم... أذن, ماذا تفسر شوقها ورغبتها أتجاه رجل آخر؟ عندما تعود الى دوربان سوف تستأنف وغاري حياتهما الطبيعية , وسوف تهبه الحب والحنان كما عهدهما منها من قبل , لعل في ذلك تعويضا عن شطحات عواطفها في هذا المكا , أنها لم تخبر غاري عما جرى لها في الفندق , فهذا سيؤدي الى تدمير كل فرصة أمامهما للعودة كما كانا.
هذه الخطة تأخذ بعين الأعتبار مشاعر غاري , لكن ماذا عن مشاعرهاهي؟ فوجئت بهذا السؤال ولم تجد له جوابا , عليها أن تكون صادقة مع نفسها... هل ستكون قادرة على نسيان نيكولاس فان ميجدين والمشاعر التي فجرها فيها؟ هل ستتركها الرغبة المجنونة التي تسري في عروقها كلما شاهدته؟أم ستظل ذكراه شبحا بعينين حادتين وملامح قاسية يطاردها في حياتها؟هتفت بيأس وقد أحاطتها الأسئلة , أرجوك يا ماري عودي بسرعة... وألا فقدت آخر أمل لي!
"/وعادت ماري بعد الأفطار بقليل , كانت شاحبة ومتوترة وقلقة على الرغم من أبتسامة الصداقة التي واجهت بها الجميع , قالت لكيلي ونيكولاس وهي تنضم اليهما على الشرفة أن أصابة جورج أخطر مما كان مقدرا لها من قبل ,فقد أجريت له عملية جراحية , وتبين خلالها أنه بحاجة لعملية أخرى , لكن الأطباء قرروا أجراءها في وقت لاحق ريثما يكون قد أسترد بعضا من قوته.
قالت مخاطبة كيلي كي تغير الحديث:
" لا أستطيع التعبير عن شكري الكبير لك , ولا يمكنك تصور كم كان وجودك هنا مفيدا ومريحا.
ردت كيلي بلطف:
" أنا لا أجاريك في شيء ... لكنني حاولت قدر المستطاع".
قالت ماري مبتسمة:
" فعلت أكثر من ذلك بكثير , ونيكولاس يؤكد أنك كنت على قدر المسؤولية".
ألتفتت كيلي الى نيكولاس غير مصدقة , وقالت:
" نيكولاس قال هذا؟".
كان نيكولاس جالسا بصمت وعلى شفتيه ملامح أبتسامة , ولأول مرة تلاحظ كيلي أن نظرة السخرية غير موجودة , وقد حلت مكانها نظرة لم تستطع لها تفسيرا.
وأخيرا تكلم مخاطبا ماري:
" بعد أن تتناولي طعام العشاء , سأنقلك مرة أخرى الى المدينة يا ماري".
" الى المدينة...لا, فالفندق بحاجة اليّ الآن".
" وجودك في المستشفى أهم... ويجب أن تكوني الى جانب جورج".
في هذه الأثناء كانت كيلي تكتفي بالأستماع , وقد توترت أعصابها الى حد بعيد , قالت ماري بتردد:
" أريد أن أكون مع جورج! لكن هذا غير معقول".
أجابها دون أن يلتفت الى المرأة الأخرى:
" حتى الآن كانت كيلي على قدر المسؤولية , ولا يوجد سبب يمكن أن يعيق أعمالها".
أكتفت كيلي بالأستماع الى الحديث الدائر بينهما , وخفقات قلبها تزداد أتساعا , كانت عاجزة عن أبداء الرأي , مع أنها المعنية أساسا بالمناقشة.
قالت ماري بنفاذ صبر:
" أقتراحك غير معقول يا نيكولاس , أنني أقدر ما قامت به كيلي حتى الآن... لقد كانت رائعة , لكنني لا أستطيع تحميلها أكثر من ذلك".
أجابها بهدوء:
"وما المانع؟".
" السبب... حسنا , ربما كانت لديها خطط خاصة!".
" أبدا... كل مشاريعها يمكن أن تنتظر".
وقبل أن تجد كيلي الكلمات المناسبة للرد على هذه الوقاحة ,تابع قائلا:
" أما أذا أردت أن تقولي أن أبنة روبرت ستانويك يجب ألا تعمل , فهذا رأي سخيف".
ثم أضاف بصوت قاس:
" وبالأضافة الى ذلك , فأن كيلي تتحمل جزءا من مسؤولية المصيبة التي حلت بكما , أنت وجورج".
أجابته ماري بحزم:
"هذا صحيح جزئيا ,جورج رجل بالغ ,ويعرف تمام المعرفة ما هو مقدم عليه ... وكان بأستطاعته أن يرفض كما وأن كيلي قامت حتى الآن بأكثر مما هو متوجب عليها".
وأخيرا تحدثت كيلي مخاطبة ماري:
" أرجوك أن تنظر الى وجودي هنا كعربون صداقة معك....".
أستدارت ماري وهي لا تصدق أذنيها:
" هل تقصدين...".
" هل تقصدين ...".
" سأظل هنا طالما أنت بحاجة الي!".
سألتها ماري بأحراج:
"ألا يمانع خطيبك؟".
" غاري سيتفهم الظروف".
ثم رفعت عينيها ناحية نيكولاس , وأضافت بتحد واضح :
" مكانك الطبيعي الآن مع جورج".
" آه يا كيلي, لا يمكنك....".
ولم تستطع ماري أن تواصل كلامها , وتركت لدموعها المنسكبة بهدوء مهمة التعبير عما تود قوله , لكن من الواضح أنها تكاد تطير من الأرتياح والسعادة.
أحست كيلي بغصة خانقة وهي تراقب ردة فعل ماري , أن هذا يؤكد عمق الحب الذي يجمع بين هذين الزوجين الشابين, الحب العميق الذي لم تعرفه في حياتها أبدا! ذلك أن علاقتها مع غاري تسير على نمط مختلف تماما.
ورغما عنها , تحولت نظرات كيلي الى الرجل الجالس قربها والذي كان يراقبها بتمعن وقد خلت ملامح وجهه من تعابير السخرية والتهكم وعادت ماري لتقول بعد أن تمالكت نفسها:
" لست أدري ماذا أقول... سوى أن أشكركما معا لما تقومان به من أجلنا".
ثم ألتفتت الى نيكولاس وكأنها تذكرت شيئا:
" على فكرة , عندما مرت في المكتب عرفت أن كل الغرف محجوزة ... فهل تخليت عن غرفتك يا نيكولاس؟".
رد بهدوء:
" ليس من عادتي أن أرد الضيوف خائبين".
" لكن هذا يتطلب منك العودة ليلا الى المزرعة!".
حبست كيلي أنفاسها وهي تنتظر ما سيكون عليه رد فعل ماري لدى معرفتها بأن نيكولاس يشاركها النوم في الكوخ , لكن الصوت القاسي رد قائلا:
" لا تفكري بالأمر كثيرا , فعندك من الهموم ما يكفيك".
وألتقت نظرات كيلي ونيكولاس في لحظات خاطفة.... لحظات كشفت لها تعابير لم تفهم مغزاها , وأن أشعرتها بخفقات غريبة في ذلك القلب المعذب!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-10, 03:57 PM   #38

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

8- خطوبة متأرجحة
شعرت كيلي بالأرتياح عندما غادر نيكولاس وماري الفندق الى المستشفى , فرأسها يضج بالأفكار المتضاربة التي تريد أن تقلبها على الأوجه المختلفة بعيدا عن تأثيرات الآخرين.
كانت سعيدة كونها قادرة على مساعدة ماري وجورج في محنتهما الراهنة .... ولكنها أيضا سعيدة للبقاء في الفندق ,وهذا الشعور بالسعادة يتناقض مع تلهفها السابق لعودة ماري كي تغادر هي الى دوربان وتبتعد نهائيا عن نيكولاس ,وأضطرت للأعتراف بينها وبين نفسها أن جزءا كبيرا من تلك السعادة يتركز حول شخصية نيكولاس.
لم تكن لتكذب على نفسها وتنكر أن البقاء في الفندق يريحها , فكل يوم تمضيه هنا عني يوما أضافيا مع نيكولاس , وهذا لبصدق في الأعتارف يشعرها بالأنشراح بقدر ما يشعرها بالألم , وليس من الممكن التعامي عن قدرة ذلك الفلاح القاسي على أثارة عواطفها بشكل لم يستطعه رجل من قبل.
أنها تشعر بالأنجذاب الشديد نحوه , أنجذاب يجد جذوره العميقة في رجولته المتمثلة في كل ما يتعلق به , ترى هل يوجد شيء آخر غير الأنجذاب يجمعها بنيكولاس؟ رفعت كيلي رأسها عن الخزانة التي كانت ترتبها, وأجابت نفسها بهدوء:
" لا, هذا مستحيل".
والى جانب كونها خطيبة رجل آخر , فأن نيكولاس نفسه مرتبط بأمرأة أخرى تعيش قريبة منه , بل يمكن القول أنه مخطوب لسيرينا دي ياغر.
أن مجرد التفكير بسيرينا يجعلها تشعر بالأسى والتوتر , هل أصبحت مجنونة , بحيث تترك لأيام قليلة من المتاعب العاطفي أن تؤدي بها ألى أتخاذ قرار لم يأخذ بعين الأعتبار أرتباطات نيكولاس وأوضاعه الخاصة؟ فبقدر ما تعرف أستحالة وجود مستقبل معه , تعرف أيضا أن البقاء أكثر في الفندق يحمل في طياته أحتمال تحطم مشاعرها الصاخبة , أنها تحمل لنيكولاس عواطف لا يمكن تجاهلها أو كبتها... لكنه ليس بالحب العميق الجارف.
ومع ذلك , وبالرغم من أصرارها على تحديد علاقتها بنيكولاس في أطار الأنجذاب البحت , ألا أنها وصلت الى مرحلة مقارنة كل رجل تعرفه به , فقد فعلت هذا مع غاري وأندرو حتى الآن... والأثنان خسرا المنافسة , أن كيلي لا تريد تمضية بقية حياتها في أجراء مقارنات بين الرجال, بل تريد السعادة الزوجية مع غاري, والبيت الهادىء والأطفال أيضا.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-10, 05:09 PM   #39

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

لكن قرارها بالبقاء في الفندق اليوم وضع مسألة زواجها من غاري في مهب الريح , أنها كمن وقع في الفخ ,لقد ذهب نيكولاس وماري منذ نصف ساعة الى المستشفى وليس بالأمكان أستدعاؤهما للتراجع عن البقاء , المشكلة أن الفخ من صنعها هي ... أذ كان بأمكانها الرفض, خاصة وأن ماري أكدت زوال الخطر عن جورج , لكنها لم تفعل.
سارت كيلي ناحية أحدى الطاولات وأنهمكت في ترتيب المناشف , عليها أن تتجنب نيكولاس , أو على الأقل جعل أجتماعاتهما محدودة قدر المستطاع , فأذا كانت العواطف العمياء قد أوقعتها في الفخ, فأن المنطق العاقل سوف يخفف مخاطر السقوط المريع.
كان النهار قد أنتصف عندما لمحت كيلي سيارة نيكولاس البيضاء تتوقف أمام مدخل الفندق , وفور رؤيته توترت أعصابها بشدة , لكنها عادت وسيطرت على نفسها بجهد بالغ , فلقد أتخذت قرارها وعليها الألتزام به, وهكذا أسرعت الى المطبخ للأشراف على أعداد الطعام , متعمدة عدم النظر ناحية الباب كي لا تفاجأ به واقفا هناك كعادته.
وراحت تفكر كيف يمكنها تجنب تناول الغداء معه ,ولكن الأمور كانت أسهل مما توقعت , أذ يظهر أن نيكولاس كان مشغولا بأمور تعلق بالمزرعة , وعندما أبلغته كيلي بواسطة الخادم أنها غير قادرة على مشاركته الغداء لم يعترض, بل أنهى طعامه بسرعة وغادر الفندق متوجها الى المزرعة.
كان أندرو جالسا على الشرفة عندما أنهت كيلي طعامها, وتساءلت وهي تجلس الى طاولته ما أذا كان ينتظرها عمدا , أم أن الأمر حدث صدفة؟ وقد أبدى سرورا ممزوجا بالأستغراب لقرارها بالبقاء في الفندق وقال:
" هل ضغط عليك فان ميجدين للبقاء؟".
أبتسمت كيلي وقالت:
" نيكولاس؟ لا أبدا, فجورج لم يتحسن بعد , وفي مثل هذه الظروف من الأفضل أن تبقى ماري الى جانبه".
ظل أندرو صامتا للحظات وكأنه لا يصدق ما أخبرته به كيلي , لكنه قال أخيرا:
" لست متأسفا لبقائك , بل أنا سعيد جدا , المؤتمر سينتهي غدا يا كيلي , لكنني أستحق أجازة , وربما أمضيها هنا أيضا!".
كانت كيلي تحدق في الجبال البعيدة , غير أن دفء عبارات أندرو جعلها تلتفت ناحيته فتابع يقول:
" ما رأيك في ذلك يا كيلي؟".
لم تستغرب هذا السؤال المليء بالعبارات والمعاني , فقد أظهر أندرو منذ البداية أعجابه بها , ومحاولة التقرب منها , ألا أنها ليست في وارد أضافة متاعب جديدة الى ما هي عليه الآن , فهناك غاري أولا والخطوبة التي بدأت تشعر بالندم للأقدام عليها , ثم يأتي نيكولاس والأنجذاب الذي فجره في نفسها ,وأخيرا جاء أندرو الرجل الذي تحترمه وتعب به ... كصديق فقط , وكانت ترغب أن تطلب منه ألا يدمر هذه العلاقة الطيبة وهي بأمس الحاجة الى صديق.
لكنه سبقها متسائلا:
" ماذا قلت يا كيلي؟".
ردت بثبات:
" أظنها فكرة جيدة , فقد تعبت خلال المؤتمر , وليس أفضل من هذه المنطقة الساحرة للترويح عن النفس".
أزدحمت تعابير وجهه بمشاعر الأحباط وهو يستمع منها الى ذلك الجواب العام , لكنه سرعان ما سيطر على نفسه وعاد يبتسم بهدوء .... غير أن كيلي شعرت بالأسف العميق لأنها جرحته من حيث لا تعلم.
وعندما أنهت كيلي شرابها , ألتفتت الى ساعة يدها , ثم نهضت واقفة:
" حان وقت العودة الى العمل , شكرا على دعوتك يا أندرو".
" هذا من دواعي سروري".
وكانت كيلي على وشك أن تغيب عنه , عندما قال فجأة:
" عليك بالأحتراز من فان ميجدين".
أنقطعت أنفاس كيلي دهشة وصرخت قائلة:
" ماذا؟".
" أنه رجل صلب يا كيلي , كما وأنه على وشك أن يخطب".
أبتلعت ريقها بصعوبة , ثم قالت:
" وأنا مخطوبة أيضا".
ثم أضافت في محاولة لترطيب الجو:
" شكرا على التحذير يا أندرو , لكن لا داعي للخوف علي أبدا".
تمكنت كيلي من تجنب اللقاء بنيكولاس طيلة ما تبقى من النهار , مع أنها كانت تلمحه بين الحين والآخر بشكل خاطف , وحدث عندما كانت في المطبخ في أحدى المرات أنها شعرت بمن يراقبها ,لكنها تعمدت الأنهماك في أعمالها بحيث لم تنظر اليه أبدا... الى أن رحل.
حان موعد العشاء , وجاءت معه اللحظات الحرجة التي تتطلب منها الأتصال بغاري لأبلاغه بالتطورات الجديدة على صعيد بقائها في الفندق , فهي ما زالت تذكر ثورة غضبه عندما حدثته أول مرة , ولا شك أن ثورته الليلة ستكون أعنف عندما يعلم بأنها ستبقى لمدة غير محددة , لكن كيف أمكنها أن تتخذ قرارها دون التفكير بغاري؟ وكما توقعت تماما ,كان غاري شديد الغضب وهو يقول:
" ماذا تفعلين هناك بحق السماء؟".
" أنني أساعدهم في الفندق..".
" لكنك قلت يومين فقط, أخبريني كافة التفاصيل يا كيلي!".
حاولت أن تحافظ على هدوئها قائلة:
" غاري.... أرجوك حاول أن تفهم".
" كلا يا كيلي لن أفهم, ولا أريد أن أفهم , أن تمثيلية الكرم والأخلاق قد أنتهت , أظن أن المدعو فان ميجدين له علاقة ما بهذا الأمر".
فوجئت بصدق توقعاته , لكنها قالت:
"لا , لست واقعة تحت تأثير نيكولاس .... السيد فان ميجدين ...".
أجابها بعنف صاخب:
" الى الجحيم به....".
جاهدت كي تحافظ على أعصابها وهي تقول:
" جورج أندرسون ما زال بحاجة الى علاج".
" لكنك قلت أنه خرج من مرحلة الخطر".
" لقد خرج من الخطر , لكن ماري يجب أن تظل الى جانبه".
أجابها بنفاذ صبر:
" لست موافقا على بقائك هناك".
ردت بلطف:
" أما كنت ترغب أن أكون الى جانبك لو أصابك شيء؟".
فوجئت بلهجة جديدة في صوته:
" هل أنت متأكدة من رغبتك في البقاء معي مهما كانت الظروف؟".
كان السؤال مفاجئا بحيث عجزت كيلي للحظات عن أيجاد الجواب المناسب , ولم يكن عجزها بسبب الخوف من التخلي عن غاري ,بل من النتائج التي ستنجم عن فسخ خطوبتها في هذا الوقت بالتحديد.
وتابع غاري يقول:
" حسنا يا كيلي, هل أفهم أنك راغبة في فسخ الخطوبة؟".
كان صوته ممتلئا بالمرارة , لكنها واجهته بهدوء:
" طبعا لا".
ثم أضافت بعد تردد:
" لكن يا غاري ربما من الأفضل أن نعطي أنفسنا فرصة أخرى...".
سمعت شهقة خفيفة على الطرف الآخر , ثم جاءها صوته مضطربا:
" أذن أنت تريدين أنهاء علاقتنا!".
أجابته بتردد:
" لست أدري.... أنها... ربما كنا قد أسرعنا في الخطوبة ... أننا.. أننا لا نعرف بعضنا البعض تمام المعرفة".
ثم أضافت بصوت قوي:
" كل ما أقصده هو أعطاء أنفسنا المزيد من الوقت كي نفكر في ما نحن مقبلان علي".
أسترد غاري أعصابه ورد بغضب مكتوم:
" قولي للمدعو نيكولاس فان ميجدين الأبتعاد عن طريقي, وسأفك رقبته أذا لم يفعل!".
لم ترد كيلي على ملاحظته , فهي موقنة أن نيكولاس سيلقن غاي درسا لن ينساه أذا ما تجرأ وتعرض له, وتابع خطيبها الحديث قائلا:
" حسنا يا كيلي, لكن يجب أن نفكر في الموضوع سويا".
" هذا ما قصدته بالضبط".
ثم أضافت في محاولة لأنهاء المكالمة:
" سأتصل بك بعد يوم أو أثنين يا غاري".
قبل هذه المكالمة , كانت فكرة تناول اعشاء مع نيكولاس تؤرق تفكيرها , أما الآن فهي لا تستطيع أحتمال المزيد من المنغصات , فالمسألة باتت أبعد من السخرية التي يواجهها بها , بل وأبعد من التأثير العاطفي الذي يتركه فيها ... فقد أوشكت على فسخ خطوبتها وهنا يكمن الخطر الكبير.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-10, 07:35 PM   #40

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كيلي تدرك تماما أن الخطوبة قد أنتهت بالفعل , وذلك نتيجة الرؤية الجديدة التي باتت تنظر من خلالها الى غاري , فبالأضافة الى أحساسها بأنهما لا يمكن أن يعيشا حياة سعيدة هانئة , برز عامل غير متوقع أسمه نيكولاس , وهناك فرق كبير بين محاولتها أقناع نفسها بكراهية ذلك الرجل وأحتقاره , وبين مشاعرها التي تتحرك بجنون عندما تجده الى جانبها , فأذا لم تكن تحب فان ميجدين فعلا , فماذا تسمي هذه الأحاسيس المتفجرة التي أطلق عقالها في نفسها وقلبها؟
بات عليها الآن أن تجد طريقة ما لللتأقلم مع الظروف المستجدة , فبالرغم من مشاعر الأرتياح الخجولة التي تخفق في صدرها نتيجة ما وصلت اليه وغاري ,فأن هناك عواطف التردد والشكوك والمخاوف , وهناك أيضا أحساسها بأن ما تريده أكثر من أي شيء آخر ليس في متناول يدها أبدا.
أنها لن تجلس الى طاولة العشاء مع نيكولاس مهما كانت الظروف , فهي غير قادرة على أحتمال وجودها معه في زاوية منعزلة حول طاولة تضيئها الشموع الخافتة , ولن تزعج نفسها في أختراع الأعذار الواهية لأحد .... وهكذا , عندما أنهت أشرافها في المطبخ , أنسلت بهدوء دون أن تخبر أحدا عن مقصدها.
كانت الحديقة هادئة في ذلك الظلام الدامس , لولا أضواء خافتة تطل عليها من قاعات الفندق وغرفه , وسارت كيلي مبتعدة عن أصوات الضيوف على الشرفة , وهي تتمتع بالهواء المنعش والسكينة التي أدخلت الى نفسها الهدوء والأرتياح , لكن فجأة , أجفلها صوت جاء من مكان ما في الخلف:
" حسنا يا كيلي!".
أستدارت بخوف:
" نيكولاس... أنني... أنني لم أرك!".
أجابها بسخرية ممزوجة بشيء لم تستطع كيلي فهمه :
" كان بودك أن تلبسي طاقية الأخفاء وترحلي من هنا؟".
سألته بأستغراب:
"ماذا تقصد؟".
" كنت تتعمدين تجنبي طيلة النهار".
قالت بهدوء:
" الواقع أنني كنت مشغولة جدا".
علق بالأسلوب الساخر نفسه:
" لا شك في ذلك , فبالنسبة لفتاة ثرية مدللة , كنت على قدر المسؤولية وقمت بأعمال لم نكن نتوقعها منك".
أجابته بتهكم:
" ألم يكن مقصدك أن تري الفتاة الثرية المدللة كيف يكون العمل؟".
ثم عاد ليسألها بصوت خافت:
" هل تنكرين أنك تعمدت تجنبي طيلة النهار؟".
أبتلعت كيلي ريقها بصعوبة , كان من المستحيل عليها التصرف بشكل طبيعي وهو قريب منها الى هذا الحد ,وقالت بعد تردد:
" كنت مشغولة يا نيكولاس , وربما لم أرك, ويؤسفني أن تعتقد أنني تعمدت التهرب من طريقك".
" معقول جدا , لكن ذلك لن يقنعني يا عزيزتي".
ثم أضاف بصوت حاد:
" أنت لا تكتفين بالكذب عليّ , بل تحاولين الكذب على نفسك أيضا".
ضحكت بتوتر قائلة:
" أكذب؟ ولماذا أكذب بحق السماء يا نيكولاس؟".
" أنت وأنا نعرف تماما لماذا؟".
تقدم منها خطوة , فتراجعت خطوة الى الخلف لتصطدم بجذع شجرة , ثم ألح قائلا:
" أننا نعرف لماذا , أليس كذلك؟".
وأستطاعت من أعماق توترها وخوفها أن تجيب:
" هل تعرف فعلا؟".
" لماذا لم تخبري ماري أنني أشاركك النوم في الكوخ؟".
كانت تتوقع هذا السؤال طيلة النهار , بل أن أحد أسباب تجنبها لقاءه كان خوفا من أن يسألها ذلك, ليس لأنها لا تعرف الجواب, بل لعدم جرأتها على البوح به حتى لنفسها , وها هو نيكولاس ينتزع منها الجواب أنتزاعا .
أنتفضت بغضب وهي تقول:
" لقد جعلت الوضع صعبا بحيث....".
ثم ترددت وكأنها تبحث عن الكلمات المناسبة , وتابعت تقول:
" جعلته غير محتمل , وطالما أن الأمور وصلت الى ذلك الحد , فلم يكن من المناسب أقلاق بال ماري , وكما قلت , لديها ما يكفي من المتاعب!".
جلجلت ضحكته في سكون الليل وهو يقترب منها أكثر:
"أن أدعاء الفروسية لا يناسبك يا كيلي".
أجابت وهي ترتجف:
" كنت أجيب على سؤالك فقط , ولست مسؤولة ما أذا كنت لا تصدق أقوالي!".
" تعجبني محاولتك الأختباء خلف أعمال الخير عندما تريدين أخفاء الحقيقة".
ردت بغضب:
" لست أحاول أخفاء أي شيء".
" حقا؟ أنك مرأة حارة العواطف يا كيلي , وربما كنت تكرهينني , لكنك لا تستطيعين تجنب أنجذابك لي ".
ثم ضمها الى ذراعيه:
" هل من الضروري أن أقول المزيد؟".
همست بصوت خافت:
" أنني أكرهك".
أجابها بلا مبالاة:
" هذا شعور أيجابي في أي حال , وهو أفضل من أحاسيسك الباردة أتجاه أندرو لانغ وخطيبك المذكور...".
دفعته عنها بقوة وهي تصرخ:
" دعني يا نيكولاس".
" لو أنك تريدين ذلك فعلا , لكنت أخبرت ماري عن بقائي في الكوخ معك".
ولم يترك مجالا للتراجع أو الكلام , بل ضمها الى صدره بقوة بحيث أسقط كل مقاومة كانت ترغب في أبدائها , وبعد لحظات خيل اليها أنها ساعات , قال بصوت متهدج:
" قوليها يا كيلي.... هيا قوليها".
أبتعدت عنه وهي تقول:
" أقول ماذا؟".
" أنك تريدينني".
لم يكن هناك مجال للأنكار , فهي تريده بقلبها وأعصابها , وقالت ببساطة:
" حسنا , أنني أريدك ... لكن هذا لا ينفي كراهيتي أتجاهك".
تقلصت قبضته على ذراعيها وهو يقول:
"يجب أن تعرفي أن خيطا رفيعا جدا يفصل بين الحب والكراهية ".
ثم أضاف بعد تردد:
" لكن هذا ليس حديثا يا كيلي , أليس كذلك؟ أننا نتكلم عن الأنجذاب والميل ".
ردت بعنف:
" يا لك من رجل منحط!".
" كي أفتح عينيك على الحقيقة يا كيلي , عليك أن تكوني صادقة مع نفسك ... وعندها ستعرفين لماذا لم تجرؤي على أبلاغ ماري بأنني أنام في الكوخ أيضا".
أنه ينطق بالحقيقة كاملة , ولا مجال للأنكار بعد الآن , فهي تعمدت عدم الأشارة الى الموضوع , كي لا تتخذ ماري ترتيبات تفرقهما عن بعضهما البعض.
ردت بعنف وكأنها تدافع عن ورقتها الأخيرة:
" أنك لا تجرؤ على فعل أي شيء".
" أنت لا تعرفينني تماما يا كيلي , فأنا أجرؤ على فعل كل الأشياء التي أرغب فيها ... ومن حسن حظك أنك في مأمن الليلة".
وخانتها الكلمات هذه المرة:
" أنت غير راغب بي!".
" لنقل أنني لا أحب النساء الطيعات دائما , بل أريدهن أكثر خبرة وتمنعا".
" مثل سيرينا دي ياغر على سبيل المثال؟".
أجابها بشماتة وسخرية:
" لا أحد يستطيع أن يقلل من ميزان سيرينا".
ولم تستطع كيلي أن تجيب , فالطعنة القاسية التي تشعر بها كلما ذكر أسم سيرينا , جاءت هذه المرة أقوى وقعا وأشد أيلاما , وأخيرا أخرجها صوت نيكولاس من ضياعها قائلا:
" تمتعي بنومك جيدا يا كيلي!".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.