عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-20, 06:02 PM   #1

الكاتبة ايمان جمال

? العضوٌ??? » 476288
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » الكاتبة ايمان جمال is on a distinguished road
افتراضي وطأة اللمسات (6) .. سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة *مميزة ومكتملة*






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وطأة اللمسات







انا سعيدة بوجودي ومشاركتي فى مكان رائع زى منتدى روايتي ومع قُراء على قدر عالى اوى من الرقي والذوق والتفهم ذي أعضاء المنتدى.
بشكر المشرفين على المنتدى واللى سمحولى أكون بكلماتي المتواضعة بينكم.
بشكر كل حد وقف جنبي لحد ما النوفيلا دى شافت النور وعلى رأسهم كانوا حبيباتى
مني لطيفي نصر الدين

ضحى حماد

Libyan Voice Almaghrabi

وكتير بصراحة نفسي اذكرهم واحده واحده.

أتمنى تعجبكم وطأة اللمسات وأتمنى تقبلوا وجودي بينكم من خلالها بإذن الله.
الجزء السادس من سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة

النشر ان شاء الله من السبت ليوم الخميس الساعة 5 عصرا




المقدمة :

المقدمة...
اقترب مني..
لااااا، ابتعد...
خذ بيدي..
لاااا، لا تلمسني..
ساعدني..
لاااا، وهل من أمل في النجاة ؟؟!!
**
لا تحاول أن تجعلني سعيدة ، فقط حاول أن لا تؤذيني
خفت من مجهول لا أعلمه ، وكان المعلوم وحشا أجهله
ظننته بستان من زهور، فانتفض الشوك يعلمني الدروس
رغبت ليلة في أن ألمس السحاب، ولم أعلم عن وطأة اللمسات..

****************************************

تتطلع وداد إلى ابنة خالتها بابتسامة صغيرة غير متعجبة، فهي ومنذ فترة طويلة استطاعت أن تتقبل تصرفات ' سلسبيل ' العجيبة و اللا منطقية بالنسبة لها على الأقل. .
في قرارة نفسها تعترف بأن سلسبيل فتاة تثير إعجابها بجانب تعجبها. .
كم تتمنى لو تكن يوما رائقة البال ، متحررة ومنطلقة في مشاعرها وتصرفاتها مثلها تماما. .
تحلم بأن تعود إلى وداد التي كانتها يوما ..
تضحك وتمرح، لا تعرف الهم ولا يعلم هو لها مكانا. .
تتصرف بعشوائية دون تلكما المنطقية و العملية التي تغرق بينهما..
...
هذا تحديدا ما دفعها إلى أن تأتى إلى منزل خالتها هنا في هذه الدولة التي احتاجت إلى بضعة ساعات بالطائرة حتى تصل إليها. .
ابتسمت بتهكم من حقيقة أن عائلتها تجمع عدة جنسيات عربية ، غير ابن عمها الذي حصل مؤخرا على الجنسية الإنجليزية..
خالتها ' والدة سلسبيل ' أحبت السيد عبد العظيم و وافقت على الزواج منه والسفر معه رغم أنه من دولة عربية مختلفة عن دولتهم.
جميل أن تنتقل سائحة بين مجموعة من الدول العربية كل فترة من أجل زيارة أقاربها من ناحية، ومن ناحية أخرى تتعرف على معالم و عادات تلك البلاد..
هذه المرة قررت أن تأتى إلى منزل خالتها و تقضى معهم إجازتها التي ارغمت نفسها على أخذها بعد أن أدركت إلى أي حد وصل انغماسها في تلك القصص التي تستمع إليها منذ عدة أشهر. .
غلالة من الدموع هاجمت عينيها فجأة..
تتذكر الويلات التي عشنها تلك النساء..
تشعرهن وكأنهن لؤلؤات يختبئ بريقهن بداخل صدفات مشروخة قبيحة..
تحاول أن تكون عملية و هادئة للغاية عندما تجلس مع كل واحدة منهن لتسمع حكايتها ،لكنها الآن ستسمح لنفسها أن تبدى بعض التأثر.
ستترك لعواطفها العنان الآن ..
تتخيل نفسها مكان أي واحدة منهن فيتألم قلبها بقوة.
استفاقت من ذكرياتها الحزينة على صوت سلسبيل وهي تهتف لصديقتها بحماس عبر الهاتف
" حقا؟!!
هل قالت ذلك حقا ؟
يا إلهي، ستقوم حرب نارية بينهما الليلة.
أعشق جرأة جناح، كم أتمنى لو أقابلها يوما.."
صمتت تستمع إلى صديقتها ثم أجابتها بضيق
" نعم ، طلبت منه أن أزورها في السجن لكنه لم يوافق ولا حتى وافق على ان يخبرني اسمها الحقيقي "
تعجبت وداد مما تسمعه ' عن أي سجن تتحدث سلسبيل ومن تلك جناح التي تتحدث عنها؟؟! ..
انتظرت حتى انتهت من اتصالها و بادرت بسؤالها بفضولها الصحفي الذي يهاجمها دائما
" من جناح هذه يا سلسبيل ، ولماذا تريدين زيارتها في السجن ، بل ولماذا هي بالسجن من الأساس؟!"
تحمست الفتاة و أسرعت تحكي لها بلهفة شديدة
" جناح الحرية ' هذا هو اسمها الذي نعرفها به
ليس اسمها الحقيقي بالطبع، فنحن جميعا نعلم بأنه اسم مستعار تستخدمه في نشر رواياتها عبر الإنترنت وعبر مدونتها الشخصية .."
سألتها وداد متفاجئة
" هل هي كاتبة و روائية؟!! "
أجابتها الأخرى بحماس أكبر
" نعم ، كاتبتي المفضلة..
بسببها خاصمتني أمي شهر كامل تريدني أن أتوقف عن متابعتها و قراءة رواياتها عندما علمت بخبر القبض عليها ودخولها إلى السجن ، وقبل أن تسألي سأخبرك بما أعلمه عن قصتها فأنا أعلم شغفك بهذا الأمر "
انتبهت وداد و أولتها كامل تركيزها بينما تحكي سلسبيل بحماس
" جناح بدأت الكتابة والنشر الإلكتروني منذ عدة سنوات لكنها اشتهرت و بدأ الكثير في متابعتها مع أول رواية لها ..تحدثت عن مواضيع مثيرة وشائكة "
اقتربت برأسها لتكمل بإثارة
" منذ ما يقرب الخمس سنوات انقطعت عنا أخبارها فجأة و توقفت الرواية التي كانت تنشرها وقتها، لنتفاجئ بها بعد بضعة أشهر تطل علينا من جديد عبر الشبكة العنكبوتية وعبر حساب آخر غير الذي نعرفه لتخبرنا بأنها ارتكبت جريمة في حق أحدهم و قد ألقي القبض عليها ..
أخبرتنا بموافقة مدير السجن على توسلاتها له بأن تواصل نشر رواياتها من داخل السجن. "
قاطعتها وداد بفضول و تعجب
" لا تقولي بأن مدير السجن وافق على ذلك !!!!!
هل هذه معجزة؟؟!! "
أسرعت سلسبيل تهتف
" وافق يا وداد وافق، و إحذري من هو مدير السجن؟؟!!
أبي نفسه ، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي أن تكون جناح من مدينتنا ، فهي لم تخبرنا أبدا بمدينتها و مكان وجودها..
والدي ذات يوم كان يحكى لأمي عن السجينة التي طلبت منه أن تواصل الكتابة وتنشر ما تكتبه أثناء وجودها في السجن ..
أخبرها أنه وافق لكن بشروط محددة .
إشترط أن يقرأ هو أولا قبل النشر حتى يرى المحتوى و إن كان يليق .
كما أخبرني أن النشر من حاسوب السجن أمر غير مقبول أبدا، فتطوعت إحدى العاملات بالسجن لعمل حساب إلكتروني باسم جناح تنشر من خلاله كل ما تريده.
بناء عليه أصبح هذا هو الوضع منذ سنوات ، جناح تكتب على ورق ،و تلك الفتاة تعيد الكتابة الكترونيا وتنشر ما تكتبه .
تلك الفتاة تحب قراءة الروايات الإلكترونية لذلك تحمست للأمر بشدة ،هي من أخبرتنا بكل ذلك فور أن أنشأت حساب باسم جناح.
جميعنا الآن يعلم بأن تلك الفتاة تنشر ما تكتبه جناح ،ونحن ننتظرها في مواعيد محددة. "
دلف اللواء ' عبد العظيم ' إلى الشرفة مبتسما ..
تطلع إلى ابنته ثم إلى وداد قبل أن يجلس على المقعد بجوارهما ويخبر وداد بهدوء
" وعندما حكت نجاح عن الأمر عبر ذلك الحساب أدركت سلسبيل الشقية أنها نفس السجينة التي تحدثت أنا عنها منذ فترة "
أكملت سلسبيل الحديث بتذمر
" ومنذ ذلك اليوم وأنا اتوسل إليك يا والدي أن تخبرني عن اسمها الحقيقي أو سبب سجنها لكنك ترفض بشكل قطعي "
ضربها عبد العظيم على رأسها بخفة وتحدث مؤنبا
" حياتها الشخصية و من المستحيل أن أخبرك عنها يا فتاة، يكفيك أنني وقفت بجانبك ضد والدتك وأقنعتها أن تواصلي القراءة لها "
تذمرت سلسبيل بطفولية رغم أنها في التاسعة عشر من عمرها
" وقفت بجانبي و جعلتني أواصل متابعتها لأنك أعجبت بها وبقصة كفاحها وبما تكتبه يا والدي "
اتسعت ابتسامته فهو يحب عناد ابنته ..
اجابها بمشاكسة لترد هي عليه بمشاكسة أكبر وكل ذلك أمام عيني وداد التي أخذ خيالها يرسم لها عدة سيناريوهات عن ' جناح الحرية.
تعجبها هذه التركيبة..
أكثر ما يثير إعجابها في المرأة هو أن تكون قوية محاربة، وهذا ما تشعره تجاه هذه الجناح ، فكم من سجينة قد تحاول مثلها حتى تحصل على الموافقة على الكتابة من داخل السجن ، و النشر عن طريقه أيضا ؟!!
أيضا تريد أن تقرأ ما كتبته جناح خلال فترة وجودها بالسجن
ترغب بشدة لأن ترى كيف أثر السجن عليها وعلى خيالها و قدرتها على الكتابة..
...............................................
بعد ساعة في غرفة سلسبيل..
بعد أن حكت لها عما تعلمه عن جناح ،زاد حماسها فجأة وهي تخبرها بإثارة
" جناح الآن تتزعم حملة ضخمة ضد كل الروايات التي تنصر البطل الشرير او العنيف او المغتصب "
ضيقت وداد عينيها فأسرعت سلسبيل تشرح
" هناك العديد من الروايات تجعل من البطل العنيف الذي يضرب البطلة او يغتصبها او يحبسها ويعذبها، تجعله يتزوج البطلة في النهاية بعد أن تحبه البطلة وتعشقه برغم كل ما فعله فيها "
اتسعتا عينا وداد باستنكار
" كيف تحبه وتتزوجه بعد كل ذلك ؟! "
هتفت الأخرى
" هذا تحديدا ما أقامت جناح حملتها بسببه..
منذ عدة أشهر و هي تهاجم تلك الروايات .
صديقتي اخبرتني منذ قليل أنها أعلنت اليوم تناولها لواحدة من أشهر الروايات الإلكترونية التي تحدثت عن الأمر و جعلت البطلة تحب البطل برغم عنفه وقسوته و طريقته الغير آدمية في التعامل معها ..
صاحبة وكاتبة هذه الرواية هي واحدة من أشهر الكاتبات و لها العديد من المحبين و المتابعين، وبالطبع لن تصمت هي و محبينها عندما تبدأ جناح الهجوم ضد الرواية..
الكل متحمس للغاية وفي انتظار منشور جناح اليوم ..
أنا شخصيا احب جناح وأحب الكاتبة الأخرى ولا أعلم كيف سينتهي الأمر بينهما الليلة "
صمتت وداد تفكر قليلا ثم سألتها
" وهل جناح لا تكتب في هذه الموضوعات؟
ولماذا لم تقم بهذه الحملة سوى بعد أن تم القبض عليها؟
ما طبيعة تهمتها؟ "
مطت سلسبيل شفتيها بحنق
" لا أعلم، هي لم تخبرنا عن سبب دخولها السجن و والدي لم يخبرني عندما سألته.
بالنسبة إلى ما تكتبه فهي ومنذ أول قصة لها وقبل أن تدلف إلى السجن وهي تتحدث عن التحرش و مدى بشاعته و بشاعة من يتحرش بأي أنثى أو يستقوى عليها ..
ولها بضعة روايات رومانسية تتحدث عن أحلام الفتيات بزوج مثالي وحياة هادئة جميلة.. كتبت روايتين خلال وجودها في السجن و كلتاهما عن التحرش والعنف ضد المرأة "
بدأت وداد تجمع الخيوط في عقلها .
بدأت الصورة تتكون أمامها..
' التحرش '؟؟!!!!!!!
هل تعرضت جناح إلى التحرش مثلا فتسبب ذلك في دخولها إلى السجن ؟!!!
الأمر الآخر الذي يلهب عقلها الآن هو ' هل حقا السجن بيئة مناسبة للكتابة و الإبداع؟!!!!!!
هل استطاعت جناح هذه أن تتغلب على ظروفها ،بل و استطاع خيالها أن يبقى على ثرائه و خصوبته رغم سجنها؟؟!!
شعرت بحرارة الإثارة و اندفاع الفضول يسرى في جسدها فعلمت أنها لن تترك هذه القصة أبدا سوى بعد أن تعلم كل شيء يخصها..
تعشق المرأة القوية ..
بدأت تحب جناح من قبل أن تراها ، فكم من سجينة قاومت و بحثت عن نفسها و ظلت وراء هواياتها رغم كل شيء ؟!!
........
بهذه الكلمات كانت تحاول وداد أن تقنع اللواء عبد العظيم زوج خالتها عندما انتظرت عودته إلى المنزل مساءا و طلبت الحديث معه ، وها هي تحاول معه منذ ما يقرب الساعة ..
تشرح له فكرة كتابها الذي تجمع بداخله قصص العديد من السجينات .
" صدقني يا عمي ، فكرة الكتاب ستعجبك للغاية..
سيضم عدة حكايات عن عدة فتيات أو نساء تم سجنهن.
أجلس مع كل واحدة منهن ،أستمع إليها وأكتب حكايتها في كتابي.
قصة جناح تثير فضولي بطريقة غريبة .
تخيل أن تكون قد دخلت إلى السجن بسبب قضية تحرش ورغم ذلك تظل تكتب و تنشر أعمالها!!
تقنع إدارة السجن و تحصل على موافقتهم على أن تستمر في الكتابة والنشر!!
ستكون مثال قوى ورمز مميز ضمن حكايات كتابي خاصة إن كانت بريئة و سجنها كان بسبب دفاعها عن نفسها وشرفها "
ابتسم عبد العظيم و احتفظ بصمته للحظات قبل أن يتحدث بهدوء
" أعجبتني فكرة الكتاب يا وداد و أحييك عليها أما بالنسبة إلى جناح ..........."
انتظرت حديثه بترقب شديد حتى أتاها صوته بنبرته الرخيمة
" حكايتها أثارت فضولك رغم أن الجزء الأعظم و الأكثر إثارة لم تعرفيه بعد "
ابتسم عندما رأى بريق عينيها و الفضول يقفز من نظراتها فاستطرد يحكي لها فهو يحترم شخصية جناح و فخور بصمودها
" هل تعلمين أنها يتيمة؟ نشأت في ملجأ للأيتام منذ صغرها "
اتسعت مقلتاها باهتمام واضح لكنها التزمت الصمت
" ساءت حالتها النفسية و لازمتها الكوابيس العنيفة منذ أول يوم لها بالسجن..
تضررت شهيتها كثيرا و أخبرني طبيب السجن احتمالية إصابتها بالاكتئاب الشديد إن استمر وضعها على هذا الشكل..
فوجئت بها ذات يوم تطلب مني بتوسل أن تستخدم حاسوب السجن و أخبرتني أنها تكتب روايات وتنشرها الكترونيا..
أخبرني الطبيب أنها فرصة جيدة حتى تخرج من اكتئابها فبدأت بمساعدتها و أقنعت الإدارة المركزية بالأمر و بدأت بالفعل في الكتابة و معاودة النشر لكن تحت إشرافي وبعد أن أقرأ كل منشور قبل أن تبثه عبر الإنترنت..
توقعت أنها ستعود للكتابة مرة أخرى لكني فوجئت بها تكتب منشورات لتوعية الفتيات حول التحرش و آثاره السلبية قبل أن تعود وتستطرد كتابة الروايات "
انتبهت وداد بكل حواسها وقد قوى يقينها بأن جناح قد تعرضت بالفعل للتحرش
انتبهت إلى زوج خالتها وهو يكمل
" بمرور الوقت تحسنت حالتها بشكل ملحوظ تعجب منه الطبيب وكأنها كانت تقوى نفسها بنفسها..
أخبرتني أنها تريد أن تعمل لتحصل على المال و علمت منها أنها تتقن إحدى الأعمال اليدوية و تفاجأت من طبيعة تلك الأعمال فهي تشغل خيوط الصوف لتصنع منها كل ما يخص الأطفال الصغيرة من ملابس و أحذية خفيفة و قبعات للرأس وغيرها..
أحضرنا لها ما يلزم و بدأت في العمل بالفعل وكان ما تصنعه يتصدر مبيعات معروضات السجن كل شهر ، فنحن نقوم بعرض ما تصنعه السجينات من مشغولات في معرض ثابت بالمدينة بأسعار مخفضة ..
بدأت جناح في تعليم بعض الفتيات أيضا و زاد عدد ما تنتجه خاصة بعد أن زادت مبيعاتها و أصبح الكثير يطلبون مشغولاتها وينتظرونها..
كل ذلك تفعله بهمة و نشاط مثيران للإعجاب و التعجب أيضا لذلك أنا أعتبرها حالة خاصة و أحاول مساعدتها دائما "
استقامت وداد و اقتربت منه تتحدث برجاء شديد فهي الآن لا تفكر سوى في أن تقابل جناح تلك..
لا تصدق حقا أن توجد فتاة مثلها بكل هذه الإرادة!!!
بداخلها إعجاب كبير للغاية تجاهها
" أريد أن أقابلها يا عمى أرجوك ساعدني.
هي حقا حالة متفردة
هي تعتبر ظاهرة خاصة وانا أشك في أنها تعرضت للتحرش وهذا ما أدى إلى سجنها ، هل أنا محقة ؟؟
ما هي طبيعة التهمة التي وجهت لها؟
كم تبقى لها في السجن ؟
وما هو اسمها الحقيقي؟ "
ظل عبد العظيم على صمته قليلا قبل أن يخبرها بهدوء
" جناح شخصية صعبة يا وداد ، لن توافق على مقابلتك ولا أن تكون قصتها ضمن قصص كتابك ..
ظلت قرابة الثلاثة أعوام ترفض زيارة زوجها ولم توافق على مقابلته سوى يوم أن طلبت مني أن اهاتفه و أنهي الإجراءات القانونية حتى يستطيع أن يتسلم ابنهما و يأخذه معه إلى خارج السجن "
فغرت فمها بصدمة قبل أن تسأله بذهول
" هل هي متزوجة و لديها أطفال؟؟!!!!!!!! "
أومأ موافقا
" نعم ، القبض عليها كان بعد زفافها بثلاثة أشهر ، حتى أنها اكتشفت حملها داخل السجن و كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها "
متزوجة....متزوجة ....متزوجة....
ظلت الكلمة تتردد بداخلها بقوة ..
أصبحت مشتتة للغاية ..
لم تظنها متزوجة عندما فكرت في أمر التحرش..
والآن هي تحاول أن تضع بعقلها تصورا جديدا عما يمكن أن يكون قد حدث لها..
" من يكون زوجها ؟
ولماذا رفضت زياراته لها؟
هل هو شخص سيء؟"
صمتت قليلا ثم هتفت بارتياع
" هل يمكن أن يكون زوجها هو من اعتدى عليها بأي طريقة مثلا؟!
ارجوك اخبرني عن طبيعة تهمتها، سأجن بسببها "
اجابها عبد العظيم
" زوجها يدعى ' رُحيم ، ولا أظن أن يكون له أي دخل بما حدث معها او أي سوء قد يكون واجهها.
عندما أحاطني الفضول بشأنها سألت عنه فهو يسكن في مدينتنا هذه .
شاب ممتاز ، يلقبونه ب ' الشيخ رحيم ' بسبب التزامه و أخلاقه العالية رغم صغر سنه ..
تعليمه متوسط فهو لا يملك شهادة جامعية .
بدأ عمله بمتجر صغير لبيع العطور وعندما اشتهر بجودة ما يبيعه و أمانته في المعاملة، توسعت تجارته و قام بشراء متجر أكبر و أفخم لكنه لم يترك السوق الشعبي للمدينة و اختار أن يكون المتجر بداخل السوق كما هو ..
لم يفوت زيارة واحدة لم يأت بها إلى السجن رغم رفض جناح لرؤيته..
يضع لها النقود وترفض هي أخذها حتى أصبح المبلغ كبير و نحفظه لها لدينا..
يأتي لها بالطعام و الملابس وترفض أخذها أيضا.
يطمئن عليها من خلالي و يؤكد عليّ في كل مرة أن أخبره عن أي شيء يحدث معها إن كان مرض أو غيره..
حتى أنه جاء لها بأكبر و أشهر المحامين في المدينة من أجل الدفاع عنها و حاول مع المجنى عليه بكل الطرق حتى يعوضه ليسحب الشكوى لكنه رفض للأسف فتم الحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات ،و أوشكت أن تنهيها "
تستمع إليه وعقلها يعمل سريعا في محاولة منها لأن تفهم او تستوعب كل هذه الحقائق
" ما طبيعة جريمتها؟؟ "
أخبرها عبد العظيم بعد تنهيدة قصيرة
" صدمت أحدهم بالسيارة و تسببت في بتر ساقه "
شهقت بقوة و صدمة
" يا إلهي ..هل هو من .....تحرش بها أو اعتدى عليها ؟؟ "
هز كتفه قبل أن يجيبها
" لا أعلم ..
الشهود أكدت على أنها صدمته رغم صراخ من حولها و التلويح لها حتى تنتبه لطريقة قيادتها الغريبة للسيارة لكنها صدمته في النهاية "
صمت وصمتت هي تفكر بجنون وتهمس لنفسها بتيه شديد
" إن كان هو من اعتدى عليها وصدمته انتقاما، فلماذا ترفض زيارة زوجها؟!!
ولماذا لم تخبرهم لتبرئ نفسها؟؟! "
ظل عبد العظيم على صمته فهو نفسه قد سأل نفسه نفس الأسئلة من قبل ولم يجد لها إجابة..
بعد قليل كانت تلح وداد بطريقة غريبة على مقابلة جناح حتى وعدها بأنه سيحاول ..
التفتت نحوه وسألته قبل أن تغادر الغرفة
" ما اسمها الحقيقي يا عمى "
ابتسم يهز رأسه بيأس من عنادها ليخبرها بعدها بقلة حيلة
" شهلاء.. اسمها شهلاء يا وداد لكن لا تخبري سلسبيل "

ويتبع بالفصل الأول :




روابط الفصول

المقدمة.... اعلاه
الفصل الأول .... المشاركة التالية

الفصل الثاني والثالث نفس الصفحة
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع والخاتمة








التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-09-20 الساعة 08:20 PM
الكاتبة ايمان جمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس