آخر 10 مشاركات
و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الغريقة (الكاتـب : فرح - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخافقي ألوذ عن جواك (4) .. سلسلة لؤلؤة في محارة مشروخة*مكتملة ومميزة * (الكاتـب : ام شیماء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree29Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-12, 07:55 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وبعد برهة صمت ن قال :
" ليس مباشرة ، فأمامنا متسع من الوقت ، لن أتزوج إلا بعد مدة ليست قصيرة ، سوف نعلن الخطوبة اولا بالطبع ، وهناك بعض الأمور يجب ان انهيها قبل أن أدعك تذهبين ، خصوصا موضوع تلك الأرض التي الاحقها وأريد أن أشتريها ، تلك الأرض التي أخبرتك عنها".
" في اليونان؟".
" تماما".
تردد ماكس قليلا ، والانا تنظر اليه بحيرة ،ولكنه تابع:
" الرجل الذي آمل ان اشتري منه الرض ، يعيش في جزيرة كاليمنوس ، بينما مصانعه وكروم العنب ، وغيرها ، وغيرها جميعا في أماكن أخرى من البلاد".
" حسنا ، هل ستذهب الى كاليمنوس هذه؟".
أحنى راسه والقلق باد عليه ، والحيرة التي تكتنفه كانت غير عادية ، وبعد تردد قال :
" نعم سنذهب الى هناك....".
" ماكس ، ماذا هناك؟ أكمل".
" لقد إلتقيت مرة بالرجل الذي أتوقع ان اتعامل معه".
سرى الشحوب في وجه آلانا وقالت على الفور:
" كونون مافيليس".
كانت الحقيقة ، ومعرفتها إسم الشخص ، لم يكن أمرا صعبا ن طالما أن كونون هو اليوناني الوحيد الذي إلتقت به في حياتها.
" نعم ، هذا صحيح ، الرجل الذي أراد مرة ان تتزوجيه ، هل تذكرين؟".
" نعم ، إنني أذكر ".
كان مستحيلا عليها أن تنساه ، شخصيته الساحرة كانت معها في تلك اللحظة ، وكانه في كل مكان من غرفة الإستراحة التي تجلس فيها في الفندق.
وبعد وقفة قصيرة ، تابعت كلامها:
" بالتأكيد ، إنني أذكر ، هل رايته مؤخرا؟".
" لم اره منذ رايته انت، ولكننا نتبادل الرسائل بإنتظام خلال الأسابيع القليلة الماضية.....".
قاطعته الانا بإستغراب:
" تتبادلان الرسائل ؟ولكنني لم أر اية رسالة منه !".
تطلع ماكس بعيدا في الفضاء متفاديا نظراتها ، ثم قال معتذرا:
" إنه هو الذي أراد أن يتم هذا العمل سرا ، وهكذا أجبت على رسائله بنفسي".
نظرت اليه بحيرة ، فقد كان من مهمتها أن تطلع على جميع مراسلاته ، على اية حال فله الحرية أن يخفي عنها بعض الأمور ، إن كان يريد ذلك ".
وتابع ماكس كلامه فقال:
" لقد عرض علي جزءا من اراضيه ، فهو يعرف انه يسرني أن أشتري ارضا في اليونان".
قطبت الانا حاجبيها وإنتابها شعور لم تستطع تفسيره ، فهناك رائحة سر غامض في هذه العملية.
فهي لا تستطيع ان تتخيل انك ونون يعرض ارضا للبيع ، لن في هذا حطّا لكرامته ، بالإضافة الى أن كونون ليس بحاجة الى بيع أرضه.
قالت ألانا:
" إن الأمر يبدو غريبا بالنسبة الي ، هو طلب منك أن تسافر اليه لتعاين الأرض".
" أنا اعرف الأرض ، ورايتها منذ سنوات ، ولكنني ذاهب لأشتري الأرض إذا تم الإتفاق على السعر ، هذا كل ما في الأمر".
لم تقل ألانا شيئا ، ولم تدر لم اخذ قلبها يخفق بسرعة، فاللغز يبدو اكثر عمقا.
وأما ماكس فقد اضاف:
" لقد سال عنك ، فهو يبدو...".
" سال عني؟ كيف عرف أنني لا زلت أعمل معك؟".
" رسالته الأولى كانت تحوي إستفسارا عنك ، فقد سالني إن كنت لا زلت تعملين معي ، وإذا كان كذلك ، فهلا زلت ترافقينني في اسفاري العملية البعيدة ؟ أخبرته أنك لا زلت تعملين معي ، وإنك ستسافرين برفقتي إذا انا ذهبت لمقابلته".
تحذير داخلي جعلها تقول بإندفاع :
" هل يهمك إذا كنت لا اريد ان أرافقك ، ماكس ؟ إنني افضل الا ارى كونون ثانية.....".
ولكنها توقفت مدركة سخف طلبها ، فهو يحتاجها في مثل هذ العمليات.
وعلى اية حال ، فلماذا تخشى لقاء كونون مرة أخرى ؟ولذا تداركت الأمر ، وعادت تعتذر.
" إنني اسفة ، انا لا أدري ما الذي جعلني أقول ذلك ، بالتأكيد سأرافقك".
حدّق ماكس النظر فيها ، وقال :
" من الطبيعي ان أحتاج اليك هناك".
وتردد لحظة قبيل أن يضيف:
" إنها فرصة لا تعوض ، أنت تعرفين ذلك ، لسن كثيران من يجعلن مثل هذه الفرصة تفوتهن ، ويرفضن مثل هذا الرجل".
" كنت معارضة لفكرة الزواج في ذاك الحين".
" في ذاك الحين؟".
ردد ماكس كلماتها ورنة أمل تبدو في صوته .
" تماما كما أنا الان ".
قالت ذلك وكانها تواصل كلامه ، وراته يهز كتفيه بإذعان ، عندما إستدار بناظريه الى القنطرة الواسعة التي بدت عميلته آتية منها في تلك اللحظة، وأصبح أكثر إهتماما بالعمل الذي سيناقشه مع السيدة التي تركته ينتظر مدة طويلة ، اما ألانا فقد عادت في افكارها الى كونون وتساءلت :
" هل هو متزوج؟".
إنطلق السؤال من بين شفتيها قبل ان تستطيع حبسه.
" لم يخطر لي ببال ان أسأله".
أجابها رفيقها بجفاء ، ثم أضاف:
" على أية حال ستكتشفين ذلك عندما تصبحين هناك".
صعد الدم الى وجهها ملونا إياه بلون الورود ، ولحسن حظها تقدمت العميلة منهما في تلك اللحظة وهي تعتذر:
" إنني آسفة ".
بدأت القادمة في الكلام ، عندما هبّ ماكس واقفا لإستقبالها:
" أخشى أن اكون قد تأخرت عليك قليلا ، إنها دقيقتان ، أو ما يقارب ذلك ".
ثم نظرت الى ساعة يدها ، وهي تؤكد :
" لا أكثر ، أليس كذلك؟".
" لا اكثر من ذلك !".
ردد ماكس كلماتها موافقا ، بطريقته الجذابة المعتادة التي يؤثر بها على الزبائن ، ويجعلهم يحسون بالإرتياح ، ثم تابع كلامه :
" على اية حال ، إنه لمن دواعي سروري ان أنتظرك".
نظر الى آلانا وهو يغمز بطرف عينه ، ثم رفع يده يدعو المستخدم ، ويسأل القادمة عما تريد أن تشرب......


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 07:59 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


2-ماذا حل بهذا الرجل الذي وصفته آلانا ذات يوم بانه أجمل من رأته في حياتها ؟ هذا التحول المفاجىء لا يمكن أن يكون إلا نتيجة صدمة عميقة.....


كانت السماء لا تزال تتشح بالظلام عندما بدأت الطائرة رحيلها نحو مطار رودس ، فماكس وألانا إضطرا للسفر على أول طائرة تقلع قبل أن يبزع الفجر ، لأنه لم يكن هناك متسع لهما على الطائرة التالية ، ولذا كان عليهما ان يقضيا في رودس طيلة بعد ظهر ذاك اليوم وليلته.
لم يزعجهما ذاك السفر المبكر مطلقا ، فرؤية جزيرة مثل جزيرة رودس شيء ممتع وجميل.
سارا على طول شاطىء ماندراكي ، وإستمتعا بنسيم البحر العليل ، كما تجولا في الحدائق المليئة بالأزهار ذات الأريج العطر آملين ألا ينزل المطر .
ثم تناولا عشاءهما في الفندق الذي قررا أن يقضيا الليل فيه ، وفي صباح اليوم التالي ، في تمام العاشرة ، ابحرت السفينة بهما الى جزيرة كاليمنوس .
كانت الشمس تتوهج في كبد السماء ، بينما كان ماكس يمضي بعض الوقت في التحدث مع رجل إلتقى به ، أما ألانا فقد جلست على ظهر المركب ، محاولة القراءة.
لكنه كان من الصعب عليها أن تفعل ، فصورة كونون كانت تتراءى أمام عينيها ، فتحجب ما بينهما والصفحة المكتوبة ، فها هي ستلتقي بكونون مرة أخرى ، ولا شك سيشعران بالحرج والإرتباك عندما يلتقيان ، او ربما هي التي ستشعر بعدم الإرتياح لذاك اللقاء.
فهي تذكر ولن تنسى كم كان يتمتع بالثقة ورباطة الجأش ، حتى وهو في الخامسة والعشرين ، مما كان يجعلها وهي في الثامنة عشرة تحس أنها اقل منه شأنا ، ربما لأنها كانت صغيرة ، أما بماذا ستشعر الان فهذا ما تجهله.
إستعادت في مخيلتها ما أصابها من خجل عند لقائها الأول يكونون ، على مأدبة غداء صغيرة اقامها أبوه لبعض رجال العمال ، كان ماكس أحد المدعوين ، وإصطحب معه سكرتيرته ، وهناك وقعت عينا كونون على وجه الانا.
لاحظت ألانا التغيير المفاجىء الذي طرأ على تعابير وجهه ، على نظرته ، فقد كانت ثابتة باردة تلك النظرات التي كان ينتقل بها من شخص الى آخر متفحصا ، حتى تحولت الى نظرات تشع بالحيوية مليئة بالإعجاب .
أغضت الانا حياء ، وقد سرى الإحمرار في وجنتيها آنذاك ، نعم إنها لتذكر ، وتذكر ذلك جيدا ، ولما إتجه نحوها بخطواته الواسعة، إزداد خفرها وإزداد إحمرار وجهها ، وصدرت عنها حركة كمن يريد ان يهرب ، ولكنه كان اسبق اليها قبل ان تفعل.
إبتسم لها بعذوبة ، وأحنى راسه أمامها بلطف محييا ،وهكذا بقيت ألانا حيث كانت ، صامتة ، وكونون ينظر اليها من غير أن تفارق البسمة شفتيه .
جاء ابوه على الفور ،وكذلك فعل ماكس ، وتم التعارف ولكن بعد قليل كان كونون وألانا وحيدين يجلسان في زاوية من غرفة الإستراحة ، في الفندق الذي اقيمت فيه المأدبة ، تحدث اليها بمودة كأنه صديق حميم ،وبعد تناول الغداء ن إقترح عليها التجول في أنحاء الفندق.
سالت هالانا:
" هل لديك من الأعمال ما تقوم به هنا؟".
اما كونون فقدهز راسه وأعلمها أنه جاء فقط كي يبعث الفرحة في قلب ابيه ، غير أنه الآن مطلق الحرية يمكنه ان يفعل ما يشاء ، وأنه لا يستطيع مقاومة الغربة في موافقتها ، ووجدت الانا نفسها توافق على طلبه.
إنها لا تزال تذكر جمال الحدائق التي مرت بها تتالق بألوان الأزهار الغريبة ، واريجها يعطر الهواء ، والأشجار تتمايل بصمت نشوى بتلك الرائحة.
كان لهذه المشاهد الساحرة أثرها على نفس ألانا فهزت عواطفها وشعرت بقلق يخامر صدرها ، فما لاحظته في هذه الفترة القصيرة في كونون انه سريع في إتخاذ قراراته ،ومع أن ما بينهما كان بداية بسيطة لنشوء صداقة ، إلا أنها توقعت ان يطلب منها الزواج ، أذهلتها هذه الفكرة ، وخشيت من نتائجها ، ولذا نجحت في التهرب منه في الأيام القليلة التي تلت ، الى أن قبلوا دعوة أخرى الى إجتماع يبحثون فيه بعض الأعمال.
أراد ماكس ان يصحب ألانا معه ، وكان على ألانا أن تكذب ، فإعتذرت عن الذهاب بحجة مرض ألمّ بها ، وهي تعرف أنه يحسن القيام بالعمل من دونها ، وعند عودته بلّغها سؤال كونون عنها ، وما بدا عليه من قلق عندما علم انها على غير ما يرام.
ضحك ماكس وكان في ضحكه شيء من التلميح ، لم يرق لألانا ، ثم اخذ يحدثها عن كونون ، فعرفت منه ، أنه إبن أغنى رجل من أصحاب المصانع في أنحاء اليونان ، لم تبالي الانا بهذه الأخبار وكل ما يهمها أن يعود بها ماكس سريعا الى أنكلترا ، قبل ان تلتقي بكونون ثانية.
ولكن ما حدث كان غير ذلك ، فإن كونون إتصل بالفندق الذي تنزل فيه يسال عنها، ولما كان ماكس قد خرج مع فتاة يونانية جذابة ، صدف أن إلتقى بها ، دعا ألانا الى العشاء وقضاء سهرة راقصة ، وهكذا قبلت الدعوة ، وبالرغم من أن قوة خفية في داخلها كانت تدفع بكلمات الرفض الى شفتيها إلا ان هاتين الشفتين حورتا الكلام ، وتبدل الرفض بالقبول ، فشخصية كونون كانت قوية جدا ، وجاذبيته لا تقاوم.
لا تنكر الانا أنها إستمتعت بتلك الأمسية كثيرا ، فقد رافقت كونون الى فندق على شاطىء البحر ، حيث تناولا طعامهما تحت السماء المتألقة في ضوء القمر ، وكذلك أخذت النجوم تسترق النظر اليهما وهما يرقصان على شرفة واسعة مزدانة بالأزهار.
خفق قلب كونون فترك له العنان ، ولكنه لم يتكلم ، وظل صامتا ، وبقيت ألانا صامتة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-12, 09:55 PM   #13

ريــ Reem ــم
 
الصورة الرمزية ريــ Reem ــم

? العضوٌ??? » 16872
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 224
?  نُقآطِيْ » ريــ Reem ــم is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ريــ Reem ــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-12, 05:01 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وكان اليوم التالي وظهر كونون ثانية ، وطلب من ماكس أن يصطحب الانا معه ، ولما كان الرد بالإيجاب ، إلتفت اليها ، وبمنتهى الثقة بالنفس وروح التملك قال :
" إذهبي وإستعدي للخروج".
رفع ماكس حاجبيه دهشة ، والانا تقف هناك غير مصدقة ما تسمع ، إن أي إنسان يرى سلوك كونون هذا لا بد أن يظن أن لديه السيطرة الكاملة عليها ، رفعت وجهها اليه ، ولكن بدل أن تنطق بكلمات الرفض التي قفزت الى لسانها ، وجدت نفسها وبطريقة ما ، تقبل دعوته وتحدق فيه بنظرات مليئة بالتعجب وكلمات القبول تخرج من بين شفتيها.
إرتدت ألانا ثوبا أبيض مزركشا بشريط لامع ، وأزرار صغيرة أرجوانية ، لم تزين وجهها بأكثر من قليل من حمرة الشفاه.
خرجا معا وكان الوقت مساء ، والقمر يتهادى في الفضاء ، والنسيم لطيف عليل وشعر ألانا البراق ينساب برقة على كتفيها ، ناعما كالحرير ، اخذ كونون بجماله ، ولم يتردد ، فتناول برفق خصلة منه ثم ضمها بقوة الى وجهه ، وقال:
" ألانا ، أنا أحبك".
قال ذلك بصوت نابض بالحيوية ، وقرّبها منه وهو يردد:
" الانا ، أنني احبك ، فانا أستعيد القليل الذي أعرفه الإنكليزية ، لأقول لك أنني احبك ، هل تتزوجينني؟".
" الانا ! بحق السماء ، أين أنت؟".
قال ماكس صائحا وهو يقف قربها على ظهر المركب ، فاعادها صوته من شرودها العميق في ذكرياتها عن البداية." لقد دق جرس الغداء منذ مدة طويلة ، وبقيت أنتظرك في غرفة الطعام".
نظر اليها بشيء من الإستغراب وتابع:
" ما بك ؟ هل كنت تحلمين؟".
" إنني آسفة جدا ، ماكس".
فضحكت ضحكة عالية بعد الإعتذار المختصر ، ولكنها تابعت :
" حقا ، لقد ذهبت بافكاري أميالا بعيدة كما قلت".
ثم وقفت ، ووضعت الكتاب تحت ذراعيها ، متجنبة التعابير الغريبة التي بدت على وجه رفيقها.
" تفكرين بكونون؟".
تمتم ماكس بهذه الكلمات وهو ينظر اليها ، ومما اقلقها أنها أحست بالدم يصعد الى وجهها يوشيه بحمرة خفيفة.
" أنا.......انا.........".
" إذن كنت تفكرين فيه، أليس كذلك؟ حسنا ، فقد كنت اتوقع ذلك ، وإنه لمن الممتع حقا أن ارى ما سيحدث عندما تلتقيان ثانية".
" لا شك أنه تزوج أثناء هذه المدة".
تحركت آلانا ، وسار ماكس الى جانبها ينزلان الدرج ، ويقودها الى حجرتها ، ومرة اخرى إعتذرت لتاخرها ، ووعدت أن تصرف أقصر وقت ممكن في غسل وجهها وتسريح شعرها ، وقالت:
" أرجوك ان تبدا بتناول طعامك ، حتى لا يبرد".
" لم أطلبه بعد".
وإستمر ينظر اليها نظرات غريبة ، فإصطنعت إبتسامة ن وقالت :
لا تقلق علي ،ماكس ، لن أشعر باي إرتباك عندما التقي بكونون.".
كانت متأكدة مما تقول ، ولكنها أرادت ان تؤكده لماكس ، فهي لا تشعر بأية عاطفة نحو كونون ، فقد مضت مدة طويلة على ذاك اللقاء البعيد الذي لم تسمح فيه لنفسها أن تتخلى عن قرارها ، ان تبقى عزباء ، حقا أنها لا تشعر بأية عاطفة ، حينما تفكر بلقاء الرجل الذي كان غضبه مخيفا عندما رفضت طلبه.
وبعد لحظات تكلم ماكس:
" إن قلقي ليس عليك يا آلانا ، إنه على نفسي".
" على نفسك؟".
سالت وقد علا العبوس جبينها ، ثم أضافت:
" ماذا تعني؟".
تخيل ماكس شيئا من غبار على كمه النظيف ، فنفضه وقال :
" بدأت أحس انه ما كان علي ان أصطحبك معي في هذه المرة....".
فقاطعته وقد زاد عبوس وجهها:
" ماكس... ما الذي تحاول ان تقوله؟".
أجاب وفي صوته رنة الم:
" من الممكن ان أخسرك ، ومن الممكن أيضا ان يكون قد تزوج ، لكن..".
صمت قليلا وهو ينظر اليها ثم تابع:
" اراهن بكل ما عندي ، أنه ليس متزوجا".
إتسعت عينا ألانا ، وقالت:
" اتريد ان تؤكد أنه يعيش وحيدا بسببي ؟ الحقيقة أنك تقول اشياء مضحكة".
أجاب ببطء ولكن بجراة :
" أنا متأكد لو انه صبر قليلا لنجح في إقناعك بالزواج منه".
" انه لا يستطيع أن يفعل لإقناعي اكثر مما فعلت أنت ، ويبدو انك لا زلت تشك بإجابتي القطعية الحازمة ، إنني لن أتزوج من أي إنسان ".
" انت كثيرة الثقة بنفسك ، ألانا ، متأكدة من السلاح الذي يحميك ، ولكنني متأكد ، كما سبق وقلت لك ، انك في يوم من الأيام سوف تلتقين بمن يلائمك وتتزوجين منه....".
إنقطع عن الكلام فجأة ، وسار في طريقه وهو يتمتم بأنه سينتظرها في المطعم.
وقفت جامدة في مكانها ، تنظر الى ظهر ماكس وهو ينطلق ، وتساءلت في نفسها ، ترى ما الذي كان يريد قوله ومن الذي يعنيه؟
لقد عرفت ألانا الجواب ، حتى قبل أن تدخل غرفتها ، لا شك انه كان يريد أن يقول أن كونون هو نصيبها...
اخذت جزيرة كاليمنوس تظهر شيئا فشيئا للعيان ، خلال ضباب البحر الكثيف ، وقفت ألانا وحيدة قرب الحاجز ، تتطلع الى ذاك المشهد الذي يبعث في الكآبة ، لمتر مثله في حياتها من قبل.
جزيرة صغيرة ملقاة وسط بحر غارق في الضباب ، يرتفع أكواما أكواما ، كتلك التي يتخيلها المرء فوق سطح القمر ، وبصعوبة كبيرة إستطاعت ألانا أن تميز الساحل المتعرج ، فقد راته سلسلة من الظلال ، وقد توشح الفراغ بالسواد حتى بدا غامضا للعيان ، أكثر غموضا من المكان الذي كانت تطل منه .
لماذا ؟ سألت ألانا نفسها ، لماذا يختار كونون أن يعيش على جزيرة مثل هذه خالية من الجمال ، بينما يمكنه ان ينتقي أيا من أكثر من مائة جزيرة يونانية غير مأهولة؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-12, 05:46 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" أنه منظر يدعو الى الكىبة ، أليس كذلك؟".
كان صوت ماكس الى جانبها ، فإستدارت نحوه ، وأحنت رأسها موافقة على كلامه ، وقالت:
" إنني لأعجب لماذا إختار كونون هذه الجزيرة لسكناه ، يا ترى ؟".
هز ماكس كتفيه ،وهو يقول:
" لكل إمرىء إختياره ، لا شك أنه يجد في هذا المكان ما يجعله يحبذ العيش فيه ، فمن جهتي أنا قد اعيش قريبا في صحراء!".
منحته ألانا إبتسامة ن ولم تعلق بشيء.
أطلقت الباخرة صفارتها تنذر بوصولها الى المرفأ ، ومن خلال الضباب إستطاعت الانا ان ترى اناسا يقفون الى جانب الرصيف ، وتساءلت ، ترى من يكون هؤلاء الناس؟ أتراهم ينتظرون ليقلعوا على الباخرة ؟ ام أصدقاء واقرباء جاؤوا ليستقبلوا القادمين ؟ ولكن كونون ليس بينهم ، وهي تعرف ذلك ، فقد اخبرها ماكس من قبل ان الترتيبات قد أعدت لتكون المناقشة في منزله.
كانت تفضّل أن يكون اللقاء بينهما في قاعة الفندق مثلا ، ولكن ما دام الأمر ليس كما تريد فعليها ان تذعن للواقع.
إستاجر ماكس سيارة في الحال سارت بهما على طول الطريق المحاذي للميناء قبل ان تبدأ بالصعود الى التلال.
كان السائق يقود بشكل جنوني ، وسط شوارع ضيقة ، حيث المنازل جميلة مزدانة بالأزهار ، وألانا تنظر الى ما ترى بإستغراب.
" حسنا ، الشمس بدات أولى محاولاتها للظهور على الاقل".
القى ماكس ملاحظته تلك وهو ينظر الى بيت ابيض يتربع على سفح التل الذي كانوا يتوجهون نحوه.
ثم تابع حديثه:
" جبذا لو أن السائق يخفف من سرعته حتى استمتع بهذه الرحلة".
فقالت الانا وما زالت علامات الدهشة بادية على وجهها:
" وانا أيضا ، يبدو أنها جزيرة جميلة ، أخيرا....".
في تلك اللحظة ، في اللحظة التي تكلمت فيها ألانا ، اشرقت اشعة الشمس على الجبال العالية ، والغيوم أخذت تنقشع بسرعة عبر السماء ، تاركة وراءها سلسلة من اللوان الزرقاء البراقة.
" جميل ، رائع ، أليس كذلك ؟ فقط ، ألقي نظرة هناك !".
إلتفتت الانا حيث اشار لتحدق بدهشة الى المشهد الذي امامها ، لقد القت الشمس اشعتها برقة على سطح البحر الممتد ، فوشحته بزرقة سماوية اخّاذة ، ولانت قسوت الجبال ، فبدت كأنها تنثني بلطف تحت الخيوط الذهبية التي تتسلل من الشمس فتزيل عنها آخر ما تبقّى من ضباب ، وبينها وبين كل هذا ، الحدائق التي تخلب اللب وتجتذب الأنظار موشاة بأروع اللوان .
تحدثت الانا الى رفيقها وهي ماخوذة بما ترى ومن غير أن تلتفت اليه:
" أي تحول هو هذا ، وفي غضون دقائق قليلة ؟ ترى هل الطقس متقلّب ايضا كما الحال في المناظر؟".
" إنه أكثر دفئا".
اخذت عينا الانا تنتقلان من الجبال الى النهر الجاف الذي كان يرى من تلك البقعة ، يشق طريقه نحو الخليج الذهبي العميق تزين شاطئيه اشجار الدقل بأزهار بيضاء اللون وزهرية ، ثم الى بساتين الليمون والبرتقال تنعكس عليها اشعة الشمس فتبدو وضّاءة نضرة ، تكتنف تلك البيوت البيضاء من كل جانب.
والى اشجار الزيتون التي ولو عبث بها الزمان ، وبدا لونها اقل توهجا ، إلا أنه بقي أخاذا رغم مرور السنين ، وبقيت أوراقها الرمادية الفضية تتراقص تحت ضياء السماء كلما داعبها النسيم.
وإستمرت السيارة بالصعود ، حتى غدت الجبال اقل كثافة ، وبدت الأشجار في اعاليها جرداء تماما.
ثم اخذت السيارة في الهبوط ، فأحسا بشيء من الإرتياح ، ومرة اخرى عادت الأرض تبدو ناعمة رقيقة ملوّنة بالورود على أنواعها ، تتوجها اشجار السرو الشامخة التي تشتهر بها بلاد اليونان.
وهناك في اسفل التلال عبر الطريق التي كانوا يمرون فيها كانت تستلقي مياه بحر إيجه ، تماوج بدلال ، وتمتد نحو الأفق البعيد.
" ذاك هو البيت".
أخيرا نطق السائق ، وهو يشير نحو فيللا كبيرة الحجم تبهر النظر ، تقف بجلال على رابية سهلة نصبت فيها الشجار وفي وسطها جدول ماء صغير عرّج عليها في طريقه قبل ان يصب في شلال صغير ، تتلألأ مياهه تحت وهج الشمس ، فيقف الرائي أمامه مذهولا ، ثم يسكب ماءه في النهر .
أما الفيللا نفسها ، فكانت كلما إقتربوا منها تبدو أكثر روعة وفخامة لا شك أنها فريدة في رونقها وجمالها ، ولا يمكن أن يكون لها مثيل في أنحاء الجزيرة كلها ، زخرفت كما لم تزخرف اية فيللا اخرى ، ولم تتمكن الانا إلا ان تعترف بأن المنزل كان تحفة رائعة.
وفي إتجاه البحر وعلى صخرة شاهقة كان يقوم قصر عظيم غني عن الوصف ، أشار اليه السائق وقال:
" هناك يعيش الثري اليوناني مع زوجته الإنكليزية".
وبالرغم من عظمة القصر وغرابة موقعه ، وسحر المناظر التي تحيط به ، بالرغم من سماعها ان فتاة إنكليزية تسكن هناك فإن إهتمام ألانا كان منصبا على فيللا كونون ، تلك الفيللا التي كان يمكن أن تكون هي صاحبتها ، وهي التي تعيش فيها ، تتمتع بكل هذا السحر والجمال لو أنها فقط قبلت أن تكون زوجة مالكها ، وزوجته المحبوبة ، وتذكرت ، كم أحبها كونون وكم كان حبه صادقا وعميقا.
كان ماكس يتفحصها بنظرة جانبية ، فنحت وجهها عنه لتخفي إحمراره ، متمنية لو أن الصفقة التي جاءامن أجلها ألغيت من أصلها وكانت هي وماكس في طريق العودة الى بلدهما.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-12, 05:50 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


" هنا!".
قاد السائق السيارة ببطء ، ثم توقف وقفز يفتح الباب لألانا كي تنول وعلق قائلا:
" إنه بيت جميل ، أليس كذلك؟".
إبتسمت ألانا وثنت على قوله:
" نعم إنه جميل جدا".
" لقد كلّف السيد كونون مبالغ طائلة من المال ، فهو رجل ثري جدا ، وكذلك جميع ذويه".
كان ماكس يتلمس جبينه ، واعطى السائق أجرته ، ومرة أخرى إبتسمت ألانا عندما لاحظت عينيه تشعان سرورا.
قال السائق:
" شكرا سيدي! هذا هو رقم هاتفي.".
اعطاه الرقم ثم تابع:
" سوف اعيدك الى المدينة عندما تطلب مني ذلك".
" نعم ، ارى أنك أنت ، وانت فقط الذي سيرجعنا الى المدينة".
فقال قبل أن يعود ثانية الى السيارة:
" يوما سعيدا سيدي ، سيدتي!".
فخرج جوابهما معا:
الى اللقاء وشكرا".
وبعد ان ودعته ألانا بنظراتها ايضا إلتفتت لتنظر الى الفيللا من قرب ، بيضاء ، برّاقة ، تستلقي وسط جنائن أخاذة الألوان والرائحة.
إستطاعت الانا أن ترى من خلال شجيرات مزهرة بركة سباحة فسيحة ، ترتفع وراءها أشجار السرو العالية تتمايل بخفة كلما داعبها نسيم البحر العليل.
ومضت السيارة في طريقها تحدث صوتا مزعجا.
فتح باب الفيللا حتى قبل ان تصعد ألانا وماكس الدرجات الرخامية البيضاء التي تؤدي اليه ، حيث كان منعطف يوصل الى فناء واسع مرصوف ، فيه أحواض أزهار تمتد على طول الواجهة الأمامية للفيللا ، كما كانت ترتفع أعمدة عالية بيضاء على جانبي الدرجات ، يلتف حولها نبات غريب المنظر ، رائع الشكل بأزهار بنفسجية اللون.
لا شك أن الرجل الذي فتح الباب كان خادما فإبتسم لهما بلطف، وقال بلغة إنكليزية ممتازة:
" تفضلا بالدخول ، فسيدي يتوقع قدومكما".
وبهدوء دعا ماكس للدخول قبل السكرتيرة ، ولكن ماكس تنحى قليلا ، ولمس كتفيها يقدمها امامه ، مما جعل الخادم يعتذر بلطف:
" إنني آسف سيدتي ، كان يجب علي ان ادعوك الى الدخول أولا ، عفوا ! والآن سآخذكما الى سيدي".
كان المدخل عبارة عن قاعة واسعة ، مؤثثة بأجمل الرياش وافخرها تدل على ذوق رفيع ، وقيمة غالية ، القطع الأثرية النادرة موضوعة في كل مكان مناسب من القاعة ، وفي إحدى الزوايا وعاء كبير فضي وضع على قاعدة واسعة فضية أيضا ممتلىء بالورود الصفراء والحمراء.
وقف رجل عند دخولهما ، وتقدم نحوهما ، ألانا سمّرت مكانها وحدقت فيه ، لا تكاد تصدق اذنيها ، عندما قدم نفسه الى ماكس.
" كونون".
رددت ألانا في نفسها ، كونون ! لا ، لا يمكن أن يكون ، لا يمكن أن يكون كونون هذا الرجل الضخم الخشن ، بهاتين العينين اللتين تشع منهما القسوة ، والخطوط القاسية العميقة التي تبدو على وجهه.
هزت راسها بألم ، وكان عليها ان تصدق ان هذا هو نفس الرجل الذي عرفته من قبل ، الرجل الرقيق اللطيف الجميل الجذاب.
إبتلعت الانا ريقها بصعوبة عندما إستقرت على وجهها تلك العينان النافذتان القاتمتان ، ومد كونون يده ، وهي ناولته يدها ، آلمتها قبضة يده ، فاجفلت ، واخذ ينعم النظر في عينيها الذابلتين.
بدت على شفتيه شبه إبتسامة ساخرة ، فعرفت من دون شك ان تلك كانت علامة ليجعلها تحس بقسوته.
هزت الانا كتفيها ، وحاولت ان ترجع الى الوراء بعيدا عنه ، ولكنه إستبقى يدها بيده ، وضغط عليها بشدة فيها معنى العنف والسيادة.
" هكذا إلتقينا ثانية ، الانا !".
صوته قد تغيّر ايضا ، زال ما كان فيه من لطف ، والقليل من المرح ، وماتت النغمة الحنون التي أعلن لها بها عن حبه ذات يوم.
وبعد لحظة ساد فيها السكون ، تابع كونون كلامه:
" لقد مضى زمن طويل ".
تحركت عيناه الداكنتان ، وأخذ ينقل نظراته من راسها حتى قدميها بسخرية مهينة ، صعد الدم الى وجهها ، مدركة أن عيني رئيسها عالقتان بها ، وإستمر كونون يتفحصها بوقاحة ، ثم قال:
" علينا أن نتحدث معا ، نتبادل الثقة على الأقل ، اليس كذلك؟".
كانت الطريقة التي تكلم بها ، الإهانة بعينها ، وعرفت على الفور أنه مطّلع على زواجها ، ويعرف أيضا من تزوجت ، وأنها إختارت ، وهذا ما كان يعتقده ، إختارت رجلا بدينا بغيضا ، وفضّلته عليه هو.
ايقنت الانا أنه علم بذلك، وهذا هو سر معاملته القاسية البعيدة عن حدود اللياقة ، ولكنها لا يمكن أن تظن ان هذا هو سبب التغيير الكامل في مظهره وسلوكه.
ضج رأسها بالأفكار المختلفة ، وإختلطت عليها الأمور ، وتساءلت ترى هل حدث أمر فظيع في حياته ؟ ام بعث المرارة في صدره فاصبح هكذا ، كما رأته ، قاسيا ، لا رحمة في قلبه......
بدا إختلاف في سلوكه عندما إلتفت الى ماكس ، أرستقراطيا في وقفته، مترفعا في نظرته ، تطلعت الانا الى الرجلين ، وأحست بالإرتباك وهي ترى كونون ، يتفحص ماكس وكأنه اقل منه شانا ، ولاحظت الهوة السحيقة بين كليهما.
وقف كالسيد اليوناني ينقل النظر بينهما بإحتقار ، وكأنه يترفع عن هذين المخلوقين اللذين جاءا ووقفا في حضرته المهيبة.
ومن أعجب العجائب انه عندما تكرّم وتكلم ، تكلم بلطف غير منتظر ، وبدا تغيير طفيف في ملامح وجهه ، فقال:
" أنا آسف لأنني لم اتمكن من الذهاب الى اثينا لمناقشة هذه الصفقة ".
سكت هنيهة وتابع بصوت إزداد رقة:
" ولكن والدتي كانت مريضة في المستشفى هنا ، فلم أتمكن من تركها ".
توقف قليلا قبل أن يتمم كلامه ، ثم قال:
" لقد توفيت منذ ايام ثلاثة ، وكنت منهمكا بالجنازة".
لم تلحظ الانا في عينيه اثرا للحزن ولا في صوته معنى للعاطفة ، ولا في تعابير وجهه شيئا من التأثير ، فعجبت ، ولكنها اسرعت تقول:
" إنني آسفة جدا ، كونون.".
ثم توقفت من غير ان تكمل ، فيده إرتفعت توقفها عن الكلام ... وتكلم كونون:
" لا بأس ، فقد كانت آلامها لا تطاق.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-12, 05:18 PM   #17

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

إستعادت ألانا في ذاكرتها ما قاله لها ذات يوم ، أن من تشتد آلامه ويتعذر شفاؤه ، يجب ان يترك له خيار الموت ، ولصغر سنها في ذاك الوقت لم تناقش رايه مطلقا.
وعلى الرغم من القناع القاسي الذي كان يتقنع به ، كانت تدرك انه حزين من اجل امه ، شديد التأثر لما اصابها ، وتأكدت من ذلك ، عندما سمعته يقول لماكس:
" لقد كانت تعاني آلاما لا تحتمل ، ولذا تقبّلت موتها بصبر ، ليس مهما ما اقاسي من الم لفقدها ، ولكن المهم ان الموت جاء راحة ورحمة لأمي".
يتألم.... رددت ألانا تلك الكلمة في نفسها ، وإستمرت في النظر اليه ، وآليا هزت راسها ، وهي تلاحظ خطوط القسوة عميقة في وجهه وعينيه الباردتين الجامدتين ، خاليتين من كل عاطفة ، وتساءلت : اهكذا بتالم؟
كان كونون يلوي شفتيه ، إذا قال شيئا لا يعجبه ، يلوي شفته بسخرية ، إيماءة الترفع علامة تميزه ، إنه الإحتقار ، تمنت ألانا ان تجد صفات أخرى تنعته بها.
جلست على الريكة وإتكات الى الخلف ، واخذت تنعم النظر فيه ، تفكر في التمثال الحجري البارد الذي تراه ، تمثال من زمن اليونانيين القدامى ، وجهه خال من العواطف ، والخطوط المنحوتة فيه تدل عل القسوة والخشونة.
جلس كونون وماكس ايضا ، أما الخادم فقد كان يحوم عند الباب ، لما سمع سيده يصفق ، اسرع ليستجيب ، ولكنه بقي واقفا عند الباب ، ومن الواضح أنه كان يخشى ان يقطع على سيده النقاش ، تركه كونون حيث هو يقف وينتظر ، وإستمر يتابع حديثه مع ماكس.
شعرت ألانا بالنار تتقد في جوانبها ، فإرتفعت حرارتها ، ولم يمكنها ان تمنع ذلك ، إنها تعلم أن المسالة لا تخصها ، ولكن معاملة كونون للرجل بهذا السلوب ، هو الذي جعل الدم يغلي في عروقها ، وتساءلت : بأي حق يتصرف على هذا المنال؟ ولكنها إحتفظت بالسؤال في نفسها ، ولم تكن تملك غير الصمت.
وأخيرا ، وبعد طول إنتظار ، شمل الرجل بنظرة ، وأمره بقسوة قائلا:
" اخبر كاتينا أن ياتي الى هنا".
" حاضر ، سيد كونون ، انا....".
" وليكن الغداء جاهزا في الواحدة ".
" حاضر ، سيد كونون ".
كان الرجل يهم بمغادرة الغرفة عندما تكلم كونون ثانية :
" ولتكن الغرف جاهزة ".
" حاضر ، سيد كونون ".
كتمت آلانا غضبها في صدرها ، فجملة – حاضر ، سيد كونون- اثارت إشمئزازها ، فوق جميع الأسباب الأخرى.
على اية حال فقد حولت ألانا نظرها نحو ماكس تستوضحه بسكينة ، فهز كتفيه وفتح يديه بإذعان ، إضطرت ألانا ان تسأل :
" هل سنبقى هنا ؟كنت أحسب اننا سنعود الى المدينة للإقامة في الفندق".
إلتفت اليوناني اليها بعينيه الداكنتين وقال لها بصوته الهادىء:
" ولكنني افضل ان تكونا ضيوفي".
وجال بنظره في الغرفة ، وعله بذلك كان يقصد ان يلفت نظرها الى فخامة المكان الذي يستضيفها فيه ، وجالت آلانا بنظرها معه ، كان كل ما في الغرفة من اثاث يدل على الذوق الرفيع ، ألانا تعرف من قبل انك ونون قد زار عواصم أوروبية ، حيث كان يجمع قطعا نادرة تتناسب مع اثاث بيته ، فالشمعدان الفضي الرائع العالي كان من صنع ألمانيا ، أما السجاد فقد كان من السجاد العجمي ، وهناك كثير من التماثيل الثرية وتحف أخرى واخرى لا حصر لها.
وبعد لحظات تكلم كونون:
" كاتينا سيكون هنا على الفور ليقودكما الى غرفتيكما".
عيناه عادتا للنظر الى ألانا ، فأحست ان الإحمرار بدأ يسري بطيئا في وجنتيها ، وايقنت من ذلك مما بدا من رضى في عيني كونون الضيقتين وإلتواء شفتيه القرمزيتين ، وشعرت بالألم يوجع قلبها ، ولكنها مع ذلك توقعت أنها ستعتاد على ذلك أثناء إقامتها في هذا البيت.
وتمنت ألانا ان يتم البيع بسرعة ، حتى تستطيع هي وماكس ان يلحقا بالمركب الذي سيقلع في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم التالي ، فليلة واحدة تحت سقف بيت كونون ، كانت اكثر من كافية وأكثر مما تحتمل.
الغرفة التي خصت لها كانت جميلة ومريحة للغاية ، وان اقل ما يمكن أن يقال فيها ، أنها كانت مفروشة بمنتهى الذوق ، مزينة باجمل الزخارف ، امامها شرفة تطل على البحر.
كان أول ما فعلت انها خرجت الى الشرفة تتنشق الهواء الطلق بعد هذا اللقاء المقيت ، والذي تمنت الف مرة لو أنه لم يحصل على الإطلاق ، لتبقى ذكرى كونون جميلة في مخيلتها.
وقفت هناك تتنفس بعمق ، ثم اخذت تمتع النظر بمرأى مياه إيجه الزبرجدية ، الى الشمال كانت تقع جزيرة ليروس ، بينما إنتثرت جزر صغيرة هنا وهناك بعضها لا يزيد عن صخور ناتئة ، تبدو على شكل حيوانات غريبة رفعت رؤوسها من أعماق البحر تنشد الهواء.
الى جهة اليمين كانت ترتفع الجبال عظيمة ممتدة ، لكنها مجردة من الأشجار ، بينما المنحدرات تموج وتزهو بأشجارها وشجيراتها واعداد لا تحصى من الازهار الفاتنة ، وهناك على الروابي تمتد الجنائن بجمالها الخلاب.
بساتين من الليمون والبرتقال تملأ مساحات واسعة تمتد على طول لجهة الجنوبية من الفيللا ، بينما من الجهة الأخرى حديقة ورود تتوسطها بركة مزخرفة ، يندفع منها الماء في نافورة ، ما عدا العديد من التماثيل الرخامية ، قائمة هنا وهناك ، وترتفع وراء الحديقة أشجار السرو الشامخة تشكل حاجزا في وجه هواء البحر.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-12, 05:21 PM   #18

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


أما وراء الفيللا ، فهناك مرج فسيح ، مخملي ناعم أزرق ، يمتد بعيدا نحو حافة ضخمة من الصبّار ، تكوّن حدودا ثابتة للحدائق ، وبعد ذلك تمتد البراري الوعرة ، والقفار ، الى الجهة الشمالية من الجزيرة ، حيث القصر العظيم الرائع الذي سبق ورأته ألانا وأعجبت به ، يقف حارسا على حافة صخرة شاهقة.
كل ما رأت كان خارقا في جماله ، إلا كونون ، فهو كالنغم الشاذ في أغنية عذبة حلوة ، وتساءلت ألانا في نفسها : ترى ما الذي حدث له ؟ ما هذا التغيير الغريب الذي لا يصدق ؟ ما الذي حل بهذا الرجل الذي كان في غاية الظرف والكياسة ، في غاية اللطف والرقة؟ كان مرحا سعيدا ، فما الذي أصابه ؟ لم تستطع تعليل ما حدث ، ولكنها أحست بألم مفاجىء ، وأسف شديد لهذا التحول ، وشعرت انه لا بد ناتج عن صدمة أليمة وتعاسة عميقة.
هزت كتفيها وقد نفد صبرها من كثرة ما اعملت التفكير في شأن كونون ، وذهبت الى الحمام العاجي لتغتسل ، وايقنت أنها لن تصل الى نتيجة مهما أعملت التفكير في حظ مضيفها التعس على مر السنين ، وأنه من الحكمة ان تطرد هذا الأمر كليا من ذهنها....
وبعد أن خرجت من الحمام ، سرّحت شعرها الذهبي وتركته ينساب على كتفيها ناعما لامعا ، وإرتدت ثوبا قطنيا متموجا وعادت الى غرفة الجلوس ، تماما في الوقت الذي كان ماكس يغادرها مع الخادم الذي يرافقه ليريه غرفته.
" إجلسي ألانا...".
كان صوته ناعما رقيقا وهو يدعوها الى الجلوس ، وتابع:
" فلدينا دقائق قليلة يمكننا التحدث فيها منفردين".
ومع كلماته كان الباب يغلق وراء ماكس.
وأضاف كونون:
" لقد كبرت يا ألانا...".
وأخذ يتاملها وعيناه تنظران في عينيها ،وهو يكمل حديثه بقوله:
" نعم كبرت....... ولكن ليس كثيرا".
إستدارت ألانا لتجلس ، ولكن قبل ان تفعل ، أمسك كونون بمعصميها بيد ورفع ذقنها بالأخرى ، فاجفلت وإرتجفت فقد أمشك بها بشدة.
" زواج!".
لفظ تلك الكلمة ببطء وخشونة مخيفة ، ثم سار بها نحو الأريكة وقال:
" إجلسي ! قلت لك إجلسي".
أطاعت وهي ترتجف وعيناها عالقتان بالباب راجية ان يعود ماكس .ولكن ماكس لم يعد.
واضاف كونون بلهجة الآمر:
" اخبريني عن زواجك".
وقف حيالها كالقاضي وأمامه المتهم ، وهو يتابع:
" هذا...... هذا الحيوان الذي فضلته علي؟ قلت لك اخبريني عنه ".
تعابير وجهه كانت تنبىء بالشر ، عيناه تلتهبان في محجريهما ، وعضلات وجهه تتلوى في خطوط عميقة ، ذاك الوجه الذي وصفته الانا في يوم من الأيام بانه أجمل رجل رأته في حياتها ، أو من الممكن أن تراه....
هل يمكن أن يكون زواجها هو الذي أوصله الى هذه الحالة ؟ هو الذي احدث فيه هذا التغيير الكامل في طبيعته ومظهره؟
إرتجفت ألانا ثانية ، فهناك في صدرها لوعة عميقة وندم يجب ان يبقيا في سرها ، حتى يأتي الوقت المناسب.
فردت عليه بطريقة ملتوية:
" زوجتك .... أين هي الان؟".
" ماتت! قتلت مع خليلها....".
خرجت من صدره آهة حرّى ، وعيناه رشقتا الانا بنظرات لا معنى للرحمة فيها ، ثم أضاف:
" العدالة تمت ! ولكن الأمر لا يهمني ابدا ، فأنا سألتك سؤالا اريد عليه الجواب!".
كان لكونون قوة سحرية عجيبة ، جعلتها تتكلم:
" كان رجلا غنيا ، حيث...".
" انا مدرك تماما أنه كان ثريا ، وأنت حسبت أنه أكثر مني ثراء ، فهل هذا هو سبب زواجك منه وبعد اسابيع قليلة فقط من رفضك الزواج مني ؟ فقط بضعة اسابيع بعد ان اقسمت أنك لن تتزوجي بآخر ، أليس كذلك؟".
" هناك اسباب مختلفة تماما........".
إبتدأت الحديث تريد ان تبرر موقفها ولكنه قاطعها:
" لقد اخفتك ، أليس كذلك ؟ ولذا تحاولين الكذب...".
قاطعته بحزم :
" أنا لست بحاجة الى الكذب".
ثار غضبها ، وتساءلت : ترى بأي حق يسألها هذه الأسئلة ؟ وتذكرت أسلوبه القديم المليء بمعاني التملك والذي سبق وخاطبها به ، وتمر السنون عديدة ، ويعود الى مخاطبتها بنفس الأسلوب....
ولكنها أجابت بثبات:
" زواجي يخصني وحدي ، وأنك تغيظني باسئلتك هذه التي لا شان لك بها".
ضاقت عيناه الداكنتان وقال:
" ليس الإستياء ما تشعرين به وإنما الخجل ، على ما اظن".
صعد الدم الى وجنتيها وقالت:
" سيد كونون ، هل تمانع في إقفال هذا الموضوع ؟ جئت أنا ورئيسي الى هنا في عمل ، ومن الأفضل ان لا تنسى ذلك ، والآن أرجو ان تسمح لي...".
وتابعت وهي تقف وتبتعد عن ذاك الشخص المتسلط:
" أحب أن أعود الى غرفتي ريثما يحين موعد العشاء".
خيم الصمت على المكان ، تحركت ثانية ، ولكن قوتها خانتها ، ورفضت ساقاها أن تحملاها.
" تعالي الى هنا ، ألانا".
قال ذلك بلهجة ىمرة ، عندما كانت قد بلغت الباب ، ووضعت يدها على المقبض لتفتحه.
كرر كونون أمره:
" تعالي الي....".
أحست باللون يفر من خديها وكأن قلبها توقف عن الخفقان ، وقالت تتعثر بالكلام:
" أنا.... أنا أريد أن أذهب الى غرفتي...".
توقفت عن المتابعة ، عندما تقدم نحوها بحركة سريعة كالنمر ، وأمسك بمعصمها ، وقرّبها منه ، وضمّها اليه ، وهو يقول:
" لقد أمرتك أن تأتي الي......".
كان وجهه قريبا من وجهها ، فاحست بانفاسه حارة على خدها.
وتابع يقول:
" لقد كنت اريدك وانت بعيدة ، أكثر من تلك الأيام التي كنت فيها قريبة مني".
كان صوته مضطربا يحترق بلهيب الغيرة ، وألانا لم تستطع ان تفلت من بين يديه ، فهمس قائلا:
" حسنا الانا ، أنت لي ، أنا أريدك الان أكثر من أي وقت مضى ، ستكونين لي ، هل تسمعين ؟ سوف تكونين زوجتي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-12, 01:32 AM   #19

قلبي مملكه و ربي يملكه

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية قلبي مملكه و ربي يملكه

? العضوٌ??? » 188835
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 753
?  نُقآطِيْ » قلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond reputeقلبي مملكه و ربي يملكه has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي حبيبتي ~~
روايه اكثر من رآئعه واختيآر مميز
متابعينك ~


قلبي مملكه و ربي يملكه غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-02-12, 06:26 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


3- المصيدة فتحت شدقيها ، وألانا هي الفريسة مرة أخرى ، يجب ان تكتشف السر الذي سرق النوم من عينيها حتى قبل أن تعرفه......


لم تكن ألانا تعرف كيف يمكنها ان تؤمن لنفسها جوا من الهدوء ، ولكنها فعلت ذلك عندما عاد ماكس الى الغرفة بعد ما يقرب من عشرين دقيقة ، كان يبدو أكثر جاذبية ببدلته الرصاصية الداكنة وقميصه الأبيض.
اخذ ماكس ينقل الطرف بين الانا وكونون ، من غير ان يطرأ أي تغيير على تعابير وجهه ، ثم راح يتحدث الى كونون ، والانا تراقبه وهي تحس بقلبها يكاد ينفجر من شدة الخفقان بسبب تلك الطريقة الموجعة الوحشية التي أمسكها بها كونون ، حتى انها لم تستطع أن تحبس دموعها....
إلتفت اليها كونون وعلامات الفرح والإنتصار بادية في عينيه ، من الخوف الذي سببه لها والإضطراب الذي بدا عليها ولم تستطع إخفائه .
قرع الخادم الباب ، وفتحه بهدوء ، وقال :
" العشاء جاهز ، يا سيد كونون".
" سنكون هناك على الفور".
" حاضر ، سيد كونون ".
إنسحب الرجل ، وألتقت عينا ألانا بعيني كونون ، فرأت نظرات الإحتقار فيهما ، وتذكرت كيف كان يعامل الخدم فيما مضى ، بتلك الطريقة المليئة بالمودة والإبتسام ، كيف إنقلبت الى هذا الأسلوب من القسوة والإحتقار ؟ لا تدري ، لعل المرارة والوهم اللذين يعيش فيهما غيّرا جميع طباعه ، وجعلاه يفقد كل معاني الإنسانية.
كان كونون وماكس يتحادثان أثناء الطعام والانا تسرح بأفكارها الى الماضي البعيد ، ولم تستطع أن تنكر انك ونون في ذاك الحين كان كالنجم المتألق ، يحوم حولها اينما إتجهت ، وإن أنصفت ، كان مدعاة للفخر ان يكون زوجها حيث العيون تحدق بها من كل جانب ، ومع ذلك فإنه لم يكن لديها أي ميل للزواج مهما كان نوعه ، كانت قد إتخذت قرارها بعدم الزواج ولن تلغيه لأي سبب من الأسباب ، غير ان ماكس كان يؤكد لها دوما ، انك ونون لو عاد وكرر طلبه ، لغيّرت رأيها وقبلت به.
وإن كان الأمر كذلك وهناك أية نتيجة من التكرار لأدرك كونون ذلك ، ولحق بها الى أنكلترا ليلح عليها بطلبه ، وتساءلت ألانا : هل كان لدى كونون أمل في ان تقبل به يوما ؟ إذن لماذا لم يتبعها ؟ هل هناك من سبب منعه من ذلك؟ زواجها مثلا ؟ الحقيقة أن زواجها حدث بسرعة بعد عودتها ، غير انه كان هناك الوقت الكافي ليلحق بها قبل ذلك....
مرت هذه الأمور في مخيلة ألانا ، وعند هذه النقطة بالذات وقفت بعصبية متسائلة ..... هل حقا كانت رغبتها أن يتبعها ؟ كتمت أنفاسها عند هذه الفكرة وقطبت جبينها ، يجب أن تعرف ما في اعماقها ، يجب أن تحدد طريقها وفي الحال.
رفع كونون حاجبيه مستفسرا ، إحمر وجهها ، وغزا الألم قلبها ، أكثر مما حصل حدث قبل وقت قصير بينها وبين كونون ، خفضت عينيها ونظرت في صحن طعامها ، وبصورة طبيعية ، ضحك كونون ضحكة قصيرة ، قبل ان يعود ليتابع حديثه مع ماكس.
حاولت الانا أن تستمع الى ما يدور بينهما من حديث ، فسمعت بعضا منه مثلا ، الأرض جيدة وتعطي عنبا من اجود الأصناف ، وتساءلت لماذا إذن يريد كونون أن يبيعها ؟ وبثمن رخيص؟
ثم سمعت ماكس يشير الى أن المبلغ الذي يعرضه عليه هو ثمن محصول العنب لعدة سنين ، وانه يمكن أن يستثمر هذا المبلغ على الفور ، مما جعل كونون يلوي شفتيه ، ويقول:
" لعلك نسيت أنني لست بحاجة الى مال لأستثمره ".
" ولكنك قلت في رسالتك أنك ترغب في البيع ، وإلا لما وجدتني هنا ، أليس كذلك؟".
كان ماكس يتكلم ، ولكن عيني كونون كانتا تنظران الى ألانا التي إتسعت حدقتاها لما تسمع ، فإبتسم ونظر بعيدا.
وتساءلت ألانا : هل من المكن أن يكون كونون قد عرض الرض على ماكس ، ليحضره الى هنا من اجلها؟ وإن كان كذلك ، فلأي غاية؟
هناك في داخله شيء اعمق من أن يتصوره أحد ، كرهها له أخذ يتزايد ، وكل ما كانت تبغيه هو أن تكون بعيدة عنه ، لأنها تعرف ان قوته تدعو الى الخوف ، أحست أن هناك في داخلها شيئا يحذرها من المستقبل ، وغن لم تستمع لهذا التحذير فإنها ستقضي بقية حياتها في لوعة وندم .
نظر كونون الى ماكس نظرة الواثق من نفسه ، وقال :
" أنا اعلم ان طبيعة عملك تضطرك الى السفر في كثير من الأحيان ، وقد تكون الرحلة عديمة الجدوى احيانا !".
حاول ماكس ان يخفي إمتعاضه وقال :
" ارجو ألا تكون هذه الرحلة بالذات عديمة الجدوى ".
إبتسم اليوناني إبتسامة شاحبة وقال:
" لك ، أم لي؟".
نظرت الانا اليه بحدة ، كانت اهدابه الطويلة تظلل عينيه ، فلم تستطع ان تقرأ ما فيهما من معنى .
أجاب ماكس:
" ربما تكون مريحة لكلينا ، فأنا أنوي أن اشتري كل شبر أرض يمكنك ان تبيعني إياه ".
قال كونون وهو يبتسم:
" لا أظنك تريد ان تشتري نصف الجبل مثلا ، جبلا أجرد مثل هذا؟".
رفع ماكس حاجبيه وقال :
" طبعا لا يا سيد كونون ، أنا لست راغبا بشراء الجبال ".
" إذن ما قولك بالأرض التي تريد انت أو عميلك ، أن تبني عليها فنادق؟".
" فنادق أو فيللات كما تسمونها في اليونان ".
" لا شك أن بلادنا مليئة بالسواح ، وستستفيد عندئذ من ذلك".

فوز عزت likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.