اعزائي قراء قسمنا الرائع
اولا اود ان اشكر مشرفات القسم المجدات على اهتمامهن الملحوظ و الدائم بكل كبيرة و صغيرة في هذا القسم الجميل ... و اعترف اني لم ارى مثلهن في اي منتدى اخر
سأضع بين ايديكم اولى محاولاتي في عالم الكتابة .... رواية اعلم انها غريبة .... و موضوعها اغرب !! .... و هذا ما جعلني اشعر بتردد كبييييير لدرجة اني كتبت حوالي 4 مقدمات و اعدت كتابة الفصول الاولى مرتين .... فتاره اكتبها بالفصحى .... و تاره اخرى بالعامية .... لاستقر في النهاية على ان تكون خليط من كلاهما .... و هذا ما يزيد غرابتها اكثر !!
لن اطيل الحديث .... سأضع الان المقدمة و الفصل الاول ... لانتظر ارائكم و انتقاداتكم بفارغ الصبر .......... رنا
************************************************** **************
إذا اكتشفت أن المتهم مجنياً عليه .....
و مقدم البلاغ هو محاميه ......
القاضي هو الجهل .....
و الظلم دستوره الذي يستند إليه .....
الحكم يتخذ قبل بدأ الجلسة .....
و العقوبة هي الحياة مدى الحياة .....
...... فأعلم أن من يدير هذه الجلسة ............ هو المجتمع !!!!
غلاف باهداء شخصي وتصميم كاردينيا73
شكر لفنانتنا الرائعة roses leaves على توقيع كريم 
************************************************** **************
الفصل الأول
لوحة فنية رسمتها الطبيعة , فاذا نظرت امامك ستجد سيد اللوحة و زعيمها , يفرض سيطرته بامواجه المتلاطمة و الوانه المتداخله , ينبعث من احشائه عبير منعش و يرسل زفراته المحمله بالمياه إلى الرمال المتناثرة على الشاطئ ليساعدها على تحمل تلك الاشعة الحارة المنبعثة من قرص الجوناء الذي يخترق السحب لكي يثبت قدرته على ملئ مساحة لا بأس بها من اللوحة .
اذا تتبعت آثار الأقدام التي شكلت على تلك الكريستالات الصغيرة ذات اللون الابيض المائل الى الأصفر الذابل ستأخذك الى موقع في منتصف اللوحة تشغله فتاة يبدو عليها انها في العقد الثاني من عمرها , تتطاير خصلات شعرها ذو اللون الكستنائي المميز في الهواء , يسيطر الشحوب على ملامح وجهها الرقيقة و تنهمر الدموع الساخنة من مقلتيها لتشعرك و اذ كأن قطرات العسل تتساقط من خلية النحل بداخل عيناها لتقع على وجنتيها المكسوتان باللون الاحمر المشتعل.
و ما يزيد اللوحة غموضا و روعة هو منظر الشفق في حلته البرتقالية المبهره فعما قريب ستنسحب الشمس من اللوحة تاركة المجال امام باقي العناصر ليستقبلوا الزائر الجديد –الليل- الذي سيأتي حاملا معه رفيقا دربه , القمر الذي سيخطف الأنظار من باقي العناصر حوله , و النجوم التي سنراها مبعثرة في ارجاء السماء .
يتداخل صوت دموع الفتاة مع صوت امواج البحر ليعزفوا سويا سمفونية تتماشى مع المنظر المحيط . تلك الامواج التي تدغدغ قدميها بين الحين و الاخر فتوقظها من شرودها في مراجعة احداث ماضيها القريب للحظات ثم ترجع مره اخرى لتغرق في بحر الذكريات من جديد .
احساس مؤلم ..و شعور مزجع ... يفقدها الرغبة في الحياه .. و يسلب منها الاراده و العزيمة .....اهو الوحدة ؟! لا ليست الوحده بمفردها و لكن الخليط السحري بين الوحدة و هذا اللعين ...هذا المرض المجهول ......
********
كانت تشعر كأنها وحدها في هذا العالم .. لم تعطي اهتمام لهذه الأعين التي تراقبها .
حنان : ايه يا محمود ... احنا هنفضل سايبين البنت كده .
محمود : و الله مش عارف اعملها ايه ..... بس شكلها مش طبيعي .. طب حاولي تكلمي معاها .
حنان : حاولت و بتقولي مفيش حاجه .
محمود : طبعا مش هتقولك .... اصل لو انتي ...... و لا بلاش .
حنان : فيه ايه يا محمود ؟
محمود : لو اتكلمت .. كلامي مش هيعجبك .
حنان : يبقى تخليه لنفسك احسن .
محمود : مانا كمان قولت كده .
ثم ابتسم محمود بسخريه و تركها و رحل .
*********
استيقظت صقعاء يوم جديد لترغم الليل على الرحيل و ترفع الستار عن لوحتنا الفاتنة لنجد كل شئ كما كان في الأمس ..و لكن لا ..مهلا..إن امعنا النظر سنجد ان هناك عنصر جديد اليوم ! ذلك الدفتر الملئ بالاوراق التي تحوي الكثير من الكلمات ...انها مذكرات ! ...مذكرات الصبية ...
نعم تلك الاوراق هي مذكرات الفتاة، خطتها منذ فترة ليست بطويلة . و قبل ان تشرعوا في التنبؤ باسباب تجعل الفتاة تكتب يومياتها سأقول لكم السبب ! .......... وجدت آيه في الورق خير صديق تروي له احداث حياتها و تعبر له عن الامها قبل افراحها فلم يمل منها في يوم او يبوح بأسرارها لأي إنسان و أيقنت ان قلمها يستطيع البوح بما لا يقدر لسانها على نطقه لذا قررت ان تجعل قلمها يسرد أحداث يومها لصديقها الوفي -الدفتر- .
فهيا بنا نتسلل إلى هناك لنغوص في بحر الكلمات و نكتشف ما جاء ببطلتنا إلى هنا قبل ان نعود مجددا لنستكمل احداث لم نبدأها بعد !
******
"مرحبا عزيزتي ,
اتتسائلين من انا ؟ انا آيه , لست متأكده و لكنهم ينادوني بهذا الاسم ....هل تعتقدين انني فقدت ذاكرتي ؟ ...لا اخطأتي هذه المره فانا اتذكر كل شئ ....للأسف اتذكر كل شئ . كل ما في الامر هو اني لست متأكده من اي شئ …... حتى اسمي !
كنت اعيش حياة رتيبه , لم أكن ابغضها , و لكن لاكون صادقة معك لم اكن احبها ايضا . فقط ....... كنت احياها .
كانت رغبة والدي منذ نعومة اظافري ان اصبح طبيبة مثله أسير على خطاه و أستكمل دربه و امي كانت توافقه الرأي و لكني كنت أتمنى ان ألتحق بكلية الهندسة . و بالفعل كان هذا –اذا قمنا باستثناء اخيار الوان ملابسي الداخلية و انا طفلة- اول اختيار في حياتي ...او هذا ما احاول اقناع نفسي به ! فقد كان اقناع والدتي اني لن استطيع ان احقق امالها و التحق بالجامعة الالمانيه اذا اصر والدي ان ادرس الطب كافيا لكي يتم تحويلي من علمي علوم إلى علمي رياضة بعد ان قامت والدتي "بعمل الواجب و زياده مع ابي "
وبالفعل بعد اتمامي لمرحلة التعليم الثانوي التحقت بالجامعة الالمانية و بدأت حقبة جديدة من حياتي ..لا , بل حياة جديدة لم اكن اتوقعها !
**********
مر اسبوع على دخولي الجامعة و اختفت اعراض الصدمة التي تمثلت في "ازبهلال و تتنيح في مخاليق ربنا " , لم احتاج اكثر من هذا الأسبوع لكي اتيقن من ان الجامعة تحوي الجيد و السئ , و الحقيقة هي ان السئ اكثر ! فها انا اقف بجوار منة – صديقة الطفولة – و على يميني بعض البنات يتفحصون الكتب , و امامي جماعة من الناس يثرثرون بصوت مرتفع , و بجوارهم مجموعة من الشباب لا استطيع رؤيتهم جيدا نظرا لهذا الكم الهائل من الدخان المحيط بهم , و في الركن يجلس وحيدا , هذا الشاب الذي اتخذ من الفراغ شاشة عرض يصوب انظاره تجاهها و من ال.....
-اييييييييييه هتفضلي تتفرجي على الناس كده كتير
(كانت هذه منة صديقتي الوحيدة , احيانا تكون مزعجة و لكني احبها و لن ابالغ ان قلت انها اقرب شخص لي في العالم )
اجبتها : اصل بصراحة الدنيا هنا غريبة اوي غير المدرسة خالص , مكنتش عمري اتخيل اني اشوف انواع الناس دي كلها .
منة : انتي لسه شفتي حاجة ده رأفت بيحكيلي بلاوي .
-بلاوي اكتر من المناظر دي
منة: و ما خفي كان اعظم
-عندك حق الي يعيش ياما يشوف
**********
كانت تمر الايام متشابهة , كل يوم يمشي على خطى سالفه , و لا جديد ... يتحرك الناس من حولي في رتابة و ملل ماعدا هو , يمر عليه الصباح بنشاطه ...... البكور بنقائه ......الغداة بسناها ...... الضحى بدفئه ....... الهجيرة بحرارتها ...... و الظهيرة , و العصر , و الطفول .....و لكنه لا يتحرك يجلس دائما في نفس المكان , و يحدق في الفراغ ذاته بنفس النظره التي تحمل مزيج من الغموض الغضب .... السخط ........و الحزن ! و إن تحرك , يتحرك في صمت , يتجه إلى احدى قاعات المحاضرات , ليخرج بعد المحاضره و يعود إلى مكانه المفضل في نفس الصمت .
اريد ان اقترب منه و اقتحم عقله لأعلم سر تلك النظره التي تزيد فضولي يوما بعد يوم و هذا الأسي الذي يسيطر علي ملامحه ....اريد ان أذهب اليه و اصرخ في وجهه " تـــــــــــكــــــلـــــ ـــم " ربما سيشبع هذا فضولي .....هذا الفضول الذي تملكني منذ رؤيته في هذه الحاله , او لنقل هذا الشعور الذي تملكني منذ رؤيته. فأنا لم اراه في أى حالة اخرى , كأنه ولد هكذا , بهذا الوجه المتجهم , و هذا الصمت المطبق .
**********
و في يوم من هذه الايام , كنت أراقب المكان كالعاده و لكني لم أجده ! تري إلى اين ذهبت ايها المجهول ؟! ربما في محاضره.....مهلا .....لا....انه هنا ......هذا الكائن ... يتحدث ...... يتحدث مع رأفت !!!
يا فتى ....لقد ظننتك تمثال اخرس اصم ! او ألي يتحرك بالريموت ! و لكنه الآن يبدو إنسان , يسمع , و يتكلم ! و مع رأفت ... ممممممممم... اين انتي يا صديقتي العزيزة ؟!
**********
منة : رأفت اخويا ؟؟
اية : ايوه رافت اخوكي . مين بقى ده الي واقف معاه ؟
نظرت نحوه لبرهة ثم أجابت : اه ... ده كريم صاحبه.
اية : و كريم ده صاحبه اوي يعني ؟
منة : في ايه ؟!
آية : عادي يعني .. بسأل .
منة : اه صحبه من زمان .
آية : .... طيب تعرفي عنه ايه ؟
منة : و ده برضو سؤال عادي ؟!
آية : ............. مممم .... تقدري تقولي فضول .
منة : عالعموم معرفش عنه اي حاجه عدله , عمري ماسمعت حاجه خير عنه ابدا
آية : ييييييي يا منة بتكلم بجد .
منة : و انا كمان بتكلم بجد . مسمعتش عنه اي حاجه كويسه خالص .
آية : ازاي يعني ؟
منة : يعني عيل صايع و ضايع و حصلت مشاكل كتير بين ماما و رأفت عشان مصاحبه.
أخذت أفكر في هذه الكلمات التي غزت عقلي للتو , كيف ..... كيف يمكن ان يكون هكذا ...... كيف يمكن ان يكون الصامت الحزين إنسان سئ .... كيف ؟؟؟
منة : سكتي ليه ؟
آية :هاه .. انتي عارفه انا بتكلم عن مين ؟ عن الي واقف بيتكلم مع رأفت اخوكي
منة : ايوه كريم الفاشل
آية : فاشل ؟!
منة : ده انا كده مقولتش حاجه لسه .
آيه : لأ خلاص مش عايزه اسمع حاجه تاني .
منة : انتي مالك مصدومة كده ليه ؟
آيه : معرفش !
منة : لأ يا آية كريم ده طلعيه من دماغك خالص . انا صحبتك و لازم احزرك , اهتمامك ده قالقني .
آية : لا اهتمام ولا حاجه ... يلا نروح .
منة : يلا .
**********
كم كانت صدمتي كبيرة في ذلك اليوم ....كنت أشعر ان كلمات منه ما هي إلا طوب يقذف علي ... كم تمنيت ان تكون صديقة عمري كاذبة ! .... و لكنها لم تفعلها و نحن في الصف الأول الأبتدائي .... هل ستكذب علي اللآن و نحن على مشارف البدأ في اختبارات منتصف العام لأعدادي هندسة ؟
**********
و بعد تفكير عميق ........ قررت أن أخذ بنصائح صديقتي .... نعم سوف اتجاهله .... لن اشغل بالي به بعد الآن .... فهو ان اخذنا بكلمات منة في الاعتبار , انسان لا يستحق ..... الآن سأتوقف عن التفكير فيه ... لن تؤلمني نظرة الضعف في عينيه .... و لن يجذبني غموضه............................... كم كان الكلام اسهل من الفعل , بالفعل قررت ان اتجاهله ... و لكني لم استطع . كنت أشغل كل وقتي في الذاكرة اثناء تواجدي في المنزل , و لكن ما ان أصل إلى الجامعة حتى أجد نظري يتوجه إلي مكانه المنعزل لا اراديا حتى اطمأن انه به ....... ثم اجاهد لأسرق بعض النظرات إليه من آن لأخر .
**********
مرت أيام الامتحانات على خير , لتأتي هذه الأيام المملة المسماة بالأجازة ..... ياااه كم أبغضها ! ..... هذه الأيام التي اضطر فيها إلى المكوث في المنزل ... اقضي يومي في مساعدة الاء ... اختي الصغيرة ... والوحيدة ..في المذاكرة .......... ليس بأختياري , و لكن بأوامر عليا ... أوامر والدتي ... الآمر الناهي في منزلنا ... التي تمارس علينا مهامها كمعلمة سابقة , بالسيطرة على الفصل .... أقصد بالسيطرة على المنزل .
**********
بدأنا الفصل الدراسي الثاني ..... و كل شئ في الجامعة كما هو .... كل شئ .
اية : منة ....... انتي تعرفي ........ كريم ليه ساكت طول الوقت و مش بيكلم حد ؟
اجابت منة بغضب : تاني .... كريم تاني .... انا مش قولت تفكك من كريم ده خالص .
ايه : انتي ليه بتتعصبي عليا كده , مكنش سؤال .
قالت بنبرة حانية : يا حبيبتي انا عايزه مصلحتك .
اومأت برأسي لكي انهي هذا الحديث الذي على ما يبدو لن يفيد في شئ .
**********
و بعد مرور اقل من اسبوع ..... وجدته ......يتحرك من مكانه ..... قادم باتجاهي .......الصامت ...المجهول ...الغامض .... كريم .
اقترب مني و الشرر يتطاير من عينيه و قال بصوت عالي نسبيا : انتي مش هتبطلي نظرات المراهقين و الهبل الي بتعمليه ده
حدقت فيه .... احاول ان استوعب ما يقول .
فاستطرد قائلا : كفايه حركات التسبيل بتاعة اعدادي ..... عشان بجد خنقتيني .
حاولت استرجاع رباطة جأشي فصرخت فيه : انت انسان قليل الزوق .
يبدو انه لم يستمع الى ما قلته او لم يبالي فقال : تحبي اجبلك صوره احسن .... يمكن تشغلك عني شوية .
حملت ما تبقى من كرامتي ..... ان كان تبقى منها شيئا..... و رحلت مسرعه ...... املا في ان اخفي عنه دموعي التي ما ان استدرت حتى انمرت بشده .
*********
اخذت اهرول في ارجاء الجامعة ... ابحث عن صديقتي .... اول من الجأ اليه في المصائب ...لاجدها بعد بحث دام مده طويله .... في مشهد لم توقعت رؤيته ......لقد كانت تسير بجانب كريم في صمت ..... لم اشعر بقدمي الا و انا اتبعهم بهدوء .... و بقيت اتبعهم حتى وصلوا الى سياره .....استقلها كريم .. و قفزت منه بجانبه .... و انطلقوا .
**********
روابط الفصول
الفصل الأول ... أعلاه
الرواية كاملة ككتاب الكتروني بتصميم واهداء كاردينيا73
المحتوى المخفي لايقتبس
07-04-17, 06:18 PM
85Likes
العرض العادي
