آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عزيزتى لينا (61) للكاتبةK.L. Donn الجزء4من سلسلة رسائل حبLove Letters كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          عزيزى مافريك(60)للكاتبةK.L. Donn الجزء3من سلسلة رسائل حب Love Letters .. كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سلسلة رسائل حب Love Letters للكاتبة K.L. Donn (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          283 - الحب لا يكذب - كارولين اندرسون (الكاتـب : عنووود - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-13, 07:54 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



البارت السابع والعشرون

..............................


عيناك تقتلني
شفتاك تحرقني
وخوفك مني وارتجافك
يلهب رغبتي أكثر بك
لماذا كلما اقتربت منك لأحقنك
سقطت بين يدي مذعورة
وكلما لا مست يداي يداك
تنتفضين مني بقوة
وكأني ماس كهربائي
أو مرض عضال
تخشين العدوة منه
هل بت لا أمثل لك سوى الخوف
هل بات قربي منك يشعرك بالضجر
لا تعامليني وكأني حثالة
وجب على عامل النظافة التخلص
منها في مكب النفايات
لم يحدث باسم نفسه
بهذه العبارات عبطا بل
لأنه عانى أسبوعين متتاليين
من جوري الأمرين
كانت لا تأكل إلا إذا أجبرها
على ذلك ولا تتكلم معه إلا بالنادر
إن سألها عن شيء هام
حتى الابتسامة غادرت شفتيها الرقيقتين
واختفى بريق عينيها الجميلتين
منذ أن شحب وجهها وبانت
هالات سوداء حول عينيها البريئتين
حتى أنه لو رآها شخصا آخر
لتيقن من إدمانها بالكامل
.........................................

كانت هذه العبارات وتلك الهواجس
تطرق مخيلة

باسم وهو ينظر لصغيرته النائمة

ببراءة الكون على السرير وهي تحتضن وسادتها

كما اعتادت دوما

بعد أن أخذت حقنتها بهدوء


من يده القاتلة كما يسميها


آخ يا جوري لو تدركين كم أحبك

آخ لو تشعرين بما أمر به وأنا قربك


أتمنى لو ليوم واحد لو أحسست ما أمر به منذ سنين
وكم أتمنى أن يكون أنا ذلك الشخص الذي يقتحم
أحلامك الوردية الآن
.................................................. ...............................................

قاطع اتصال من هاتفه النقال


حبل أفكاره رفع هاتفه

وأردف: نعم


جاءه صوت أنثوي تعمدت صاحبته


المبالغة في تغنجه : أهلا باسم اشتقت لك


باسم والفضول يتملكه:


من أنت

المتصلة:


غريب لم تتعرف على صوتي بعد


باسم بإصرار وحزم : بالطبع لا


المتصلة :


يبدو أن فترة غيابي كانت كفيلة لتنسى


هذا الصوت


باسم بحزم :


إذا لم تقولي من أنت سأغلق الخط


المتصلة بضحكة مصطنعة:


كلا لا تفعل أرجوك أنا لم أصدق


بعد أنني وجدتك بد كل هذه السنين


وبذلت جهدا حتى أصل لرقمك الخاص

لتخبرني الآن أنك ستغلق الخط معي


باسم بملل واضح:


ماذا تريدين بالضبط مني


لتبحثي عني كل تلك السنين كما تدعين


المتصلة :


أنا لن أطيل عليك لكن أتمنى أن


تقبل دعوتي على العشاء غدا في


المطعم العائم بالمدينة وحينها سأجيبك


على سؤلك

باسم بغيظ:


لا .. لا أظن

لا أعتقد أن بيننا شيء لأقبل دعوتك


المتصلة بتصميم:


وما الذي يمنعك عزيزي


باسم بتعنيف:


أعتقد أن هذا الأمر لا يعنيك

لكن حتى أنهي مكالمتك معي

سأخبرك بالدافع لرفضي


أعتقد سيدتي المحترمة إن لم تكوني

تعلمي مسبقا وهذا الشيء أنا

لا أظنه لأنك وكما يبدو تعرفين من

أكون جيدا

فأنا ولله الحمد رجل محافظ ومحصن (أي متزوج)


لذلك لا تتعبي نفسك بدعوتي

فأنا لا أقبل الخروج مع جنس النساء


المتصلة بنبرة ثقة:


لكني لست أي امرأة فأنت تعرفني مسبقا


باسم بتأفف:


يبدو أن لديك وقت فراغ كبير

أما أنا ليس لدي الوقت الكافي لأملأ فراغك أستأذنك


وكاد يغلق الخط

لولا جملتها الأخيرة التي استرعت

انتباهه فعاود لينصت إليها بأهمية و قال:


ماذا قلت أعيدي على مسمعي ما قلت


المتصلة :


الم تسمع اسمي جيدا يا باسم أم أن

صغيرتك المدللة جعلتك تنسى علاقاتك المنصرمة

باسم بجدية وغضب:


ماذا تقصدين بصغيرتي لا شأن

لك بها ولماذا تقحمينها في الحوار


المتصلة باستفزاز:


أظنها لا تمثل لك شيئا حتى تخشاها

فأنت زوجها و ولي نعمتها لماذا


إذا تخشاها دعك منها واتركها بين


دفاترها وأقلامها المدرسية

وأقبل دعوتي فأنت لن تندم أبدا


ولا أظن أنه سيمثل عندها فارقا


بدأ باسم يفقد السيطرة على

أعصابه وكيف لا وصغيرته

يستهزأ بها على هذا النحو


وكأن تلك السيد المجهولة تتعمد جرحها ووصفها

بأنها بلهاء وصغيرة حتى يحسب لها حسابا


فقال بحدة :


ومن أنت حتى تصدري أحكامك على حبيبتي

وتستهزأي بها على هذا النحو


لكن يبدو لي أنك امرأة لعوب

ليس لديها من الوظائف سوى استدراج


الرجال

المتصلة بحزم :


كلا يا سيدي أخطأت التقدير

أنا لست امرأة لعوب وإن كنت كذلك

فانظر لمن تعيش معك بمنزلك

و هي تتصنع البراءة أقلها


أنا أخبرتك بما أريد صراحة

أما الباقي أتركه لتلك الساذجة


المدعية للبراءة وهي بعيدة عنها كل البعد


باسم وقد استشاط غيظه:


ماذا تعني؟


إن جوري أطهر

وأنقى من كل داعرة متملقة مثلك

والآن اعذريني سأغلق الخط لق...


المتصلة وهي تقطع جملته :


ستظهر لك الأيام أني أقول الصدق


والدليل بحوزتي وإن لم تصدقني


اسألها عما فعلت مع فارس قبل عام


و أنت غائب ثم ضحكت باستهتار
وتابعت أقصد في الغيبوبة


وأغلقت الخط قبل أن يلفظ جملته الأخيرة


تركته في حيرة وألم


أمن المعقول


أن تكون صادقة فيما تقول

كلا أنا لا أعرفها حتى أصدقها

لكن كيف علمت بعلاقة جوري بفارس


مسبقا

كلا لا بد من أنها إحدى الطالبات


التي تشعر بالغيظ منها
وتعرف كل هذه المعلوات عنها
ثم هز رأسه نفيا وأضاف
وهو يحدث نفسه بشرود :
كلا لا بد من


أنها صديقة لذلك السافل الحقير


وقد تواطأت معه لتشكك بك صغيرتي


الجميلة لكن هيهات لهم أن يعيدوا

الكرة مرة أخرى فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين


فقد فعلوها مرة حينما أرسلوا صورا


ملفقة في عيد مولدك السابق
و أنا بدوري صدقتهم كالأحمق
ولم أثق بنقاوتك ووفاءك لي
ثم عاد ليهز برأسه نفيا
كلا لن أشكك بنزاهتك مجددا مهما كان
فأنت وفية وسبقين كذلك
ولا أعتقد أن تربيتي لك
ونصح أم جيهان لك كل هذه السنين
سيذهب مع أول عاصفة لأعداءي هباء


إلى متى ستلاحقونني يا عائلة عادل


أولم تمنحوني هدنة ولو لعام واحد فقط


أفكار تتلوها هواجس تتسابق

لذهن باسم والسبب تلك المتصلة المجهولة


ماذا تريد منه وما الاسم الذي ذكرته


جعله ينتفض خوفا

......................


مر أسبوع على الاتصال

المجهول الذي ورد باسم وقد بدأ بدوره

ينسى تلك المحادثة لأنه الآن

في تلك المرحلة القاسية التي ستمر


بها جوري كما أخبر بها أم جيهان مسبقا


فالجرعة بدأت تقل وهو لم يعد لديه منها


ما يكفي لاستمرار العلاج لجوري


فقد نفذت الكمية التي زوده بها الطبيب


وبقي أسبوع آخر لكي تستمر

في أخذ الهروين على حسب خطة الطبيب


فتردد لأن يطلب من سكرتيره الوفي


أن يبحث عن له عن أحد المصادر التي


يمكن من خلالها أن يجد المادة المخدرة

لكنه عاد ليقول لنفسه


كلا لن أقحمك يا صديقي العزيز


في مخاطر أنت في غنى عنها


ولم يلبث وهو يطرد فكرة إقحام سمير


في مشكلته حتى ورده اتصال منه


باسم بمرح مصطنع:


أهلا صديقي العزيز كنت أفكر


بك قبل قليل يبدو أن الأفكار متواصلة


سمير ببرود :


أهلا باسم يبدو بالفعل أننا

نتوارد الأفكار


باسم بقلق :


ماذا بك تبدو نبرتك حزينة


ماذا هناك عزيزي؟


سمير بحزن أشد:


لا أدري من أين أبدأ يا صديقي


أنا في ورطة حقيقة

باسم وبدأت نبرته في الجدية:


ماذا أخبرني وأنا سأساعدك

هل الأمر يتعلق بالعمل

سمير بتردد:


كلا بل في عائلتي


باسم بخوف :


تحدث ياسميرواترك عنك الكلمات المتقاطعة


أدخل في صلب الموضوع

سمير وهو يستسلم :


أخي سهيل في مشكلة كبيرة

لا أستطيع أن أخرجه منها دون عونك


ومشورتك وشرع بالبكاء


شعر باسم للمرة الأولى أن صديقه الحميم


في ورطة فهو لم يشاهده


أو يسمعه ينتحب قبل وفاة والده

منذ خمس سنين فأردف قائلا:


أرجوك توقف يا حبيبي عن البكاء

وأخبرني بمشكلتك لعل حلها يكون بيدي


سمير وبدأ صوته يتقطع:


أخي يا باسم أصبح...


ثم صمت برهة قبل أن يضيف :


شقيقي ابن أمي وأبي ضاع مستقبله فهو

يتعاطى ذلك المخدر اللعين

باسم والصدمة ترتسم على ملامحه :


ماذا هو أيضا

تصنع سمير الاستغراب وأردف:


ماذا تقصد بقولك هو أيضا


تردد باسم قبل أن يجيبه بحزن:


لاأستطيع أن أحدثك هكذا على الهاتف


أتمنى أن توافيني في منزلي

الذي أقيم به حاليا سأعطيك العنوان كاملا


لكن عدني أنك لن تخبر أحدا من الموظفين
بمكان إقامتي مهما يكن


سمير بتأكيد :


لا تقلق أنت فقط أخبرني بمكانك ومن الغد


سأسافر إليك بالسيارة إن كنت قريبا


باسم :


كلا إن المدينة التي أسكن بها

بعيدة ونائية عنك وتستغرق

عدة ساعات

سأحجز لك تذكرة طيران


لتصل أسرع فأنا أيضا بحاجة

ماسة إليك ويبدو أن موضوعنا مشترك


سمير بإصرار :
كلا أنا من سوف يقوم


بالحجز فقد أخبرني عن اسم المدينة


باسم بإصرار أكثر :


كلا يا عزيزي أنت لن

تدفع حساب التذكرة أبدا من جيبك الخاص


سمير بملل :


إذا لن أسافر حتى تستمع إلى ما أقول


باسم بحزم :


لماذا تصر أن تكون التذكرة على حسابك


سمير بتصميم أكثر :


هذا شرطي إن كنت تريد مني أن أحضر إليك

باسم باستسلام واضح:


حاضر كما تشاء


أغلق باسم الخط من سمير وبدأ

سمير يتصل بشركة الطيران يحجز تذكرة له


بعد أن أتم الحجز نظر لتلك السيدة


الجالسة أمامه وقال:


إن فكرتك كانت بالفعل جهنمية


بحيث لا تترك مجالا للشك أمام


باسم الساذج والواثق جدا في صداقتي


السيدة باستفسار:


لكن أخبرني لماذا طلبت منه

أن تشتري التذكرة على حسابك و ما الداعي على إصرارك


ابتسم سمير بخبث وأردف :


سوف أخبرك لاحقا أما الآن اعذريني


لقد تأخرت عن الشركة لا تنسي

أني أصبحت المسئول عنها بعد غياب


صديقي الحميم


وأطلق ضحكة استهزاء على جملته الأخيرة

شاركته السيدة الضحك ثم استأذن منها


و صعد إلى سيارته واتصل بشركة الطيران
أخرى


وقام بحجز تذكرتين لنفس المدينة لكنه


طلب منهم أن يتم الحجز للتذكرتين بمواعيد مختلفة


.....................................
وفي اليوم التالي
هاتف باسم لم يسكت عن الاتصال
بينما كان يأخذ حماما دافئا
فاضطر للخروج من الحمام بمنشفته
ورد على الاتصال بخوف:
ماذا هناك لتكرر اتصالاتك على هذا النحو
المتصل:
أرجوك باسم ليس لي الوقت الكافي
للتفسير لكن أريدك بعد ساعتين
بالضبط أن تتوجه للمطار ستجد
هناك تذكرة باسمك لدى الإستعلامات
ستوضح لك وجهتك لكن أرجوك
أسرع فلم يبقى لدينا متسع من الوقت
باسم باستغراب :
ماذا تقول؟
أليس من المفترض أن تكون
هنا بعد ساعتين بالضبط !
لماذا تريد مني أن أغادر مكاني
ولم تخبرني بذلك مسبقا ؟
سمير برجاء:
أرجوك سيدي لا تناقشني الآن
فيما بعد ستعرف السبب أما الآن
وصمت قليلا ثم أضاف :
لم يتبقى على طائرتك سوى ساعة و45 دقيقة
لذلك أسرع سيدي
باسم بإستغراب أكثر:
لكنك لم تعطيني المجال لأفكر
حتى موعد الطائرة لم تخبرني به
إلا قبل مغادرتها بساعتين لماذا
يا سمير مالذي حدث أتوسل إليك
لا تزيدني قلقا
سمير :
سيدي ألا تثق بي
باسم وبكل بثقة:
بالتاكيد
سمير براحة:
إذا إفعل ما آمرك به ولا تناقشني
باسم قبل أن يقفل الخط استوقفه
سؤال مهم فقال:
لكن لماذا تتصل من رقم غريب
فأنا بالكاد تعرفت على صوتك
اكتفى سمير بقول :
حتى لاتتجاهلني
فأنا أعرفك إذا كنت مشغولا
بالحمام لن ترد علي بهذه السرعة
لو رأيت رقمي وسوف تجاهلني
وأنا ليس لدي الوقت لذلك
يا ...يا سيدي
وشدد على جملته الأخيرة
ابتسم باسم من سمير و قال:
فهمت


.................................................. .................................................. .............


ماذا كان يجول في خاطر سمير بتصرفه ذلك؟


وماذا سيفعل باسم مع سمير وكذبته هل صدقها؟


وهل سيستدرجه كما طلبت منه تلك السيدة الغامضة؟
وتلك المتصلة الغريبة من تكون؟


وما هو الإسم الذي نطقت به لباسم جعله يتوتر؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 08:23 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثامن والعشرون


وصل باسم للمطار خلال ساعة من مكالمته مع

سمير وقبل أن يغادر أوصى أم جيهان بمتابعة

جوري وعدم تركها في أي لحظة ولم يخبرها

بسفره لأنه سمير كما وعده حجز له تذكرة عودة

خلال ثلاث ساعات من وصوله ولم يفهم

باسم ما يقصده سكرتيره بهذه الحركة لكنه

كان يثق به ثقة عمياء ولم يشكك أبدا في نزاهته

مع أنه بالسابق قام بخيانته لكنه عفا عنه ونسي

...................................

لم يمضي على وصوله سوى ساعة فقط حتى

ذهب للمقهى الذي ترك عنوانه مع التذكرة التي استلمها

من المطار وتوجه مباشرة إلى الموقع المنشود

وصل ليجد صديق عمره يجلس بانتظاره بالقرب

من إحدى الطاولات بالمقهى

تبادلا العناق والتحية وأشار إليه ليجلس وبدءا

الحوار التالي :

باسم باستفهام:

هل من الممكن أن أعرف لماذا ...

قاطعه سمير بقوله :

سيدي أنا لا أعرف كيف أشرح لك

ما حدث صدقني لم أجد حل سوى هذا الحل حتى

أخبرك

ثم صمت قليلا وأضاف :

سيدي صدقني أنا مجبر لم أكن أقصد أن

أزعجك بهمومي في إجازتك لكن شقيقي

هو من اضطرني لفعل ذلك والظروف المادية

والاقتصادية أجبرتني وأرجوك لا تلمني

أريدك أن تتصل الآن بأم جيهان وتخبرها

بأني سأصطحبها مع جوري لمنزلهم في

المدينة الريفية

باسم باستغراب :

لكن ما دخل جوري و مربيتها بموضوع

شقيقك المد..... ولم يكمل

تابع سمير حديثه:

قلها أنه مدمن لا تتوقف عند هذا الحد

باسم بندم :

لم أقصد أنا آسف لقد كنت استفسر فقط

سمير بابتسامة مصطنعة:

لا تستعجل على رزقك صديقي

ستعرف الآن لماذا أحضرتك إلى هنا

و ما دخل جوري و أم جيهان بموضوع شقيقي

إنها مساومة عزيزي على حياة شقيقي

تسلمني الفتاة والمرأة ويسلموني شقيقي

هل رأيت المعادلة الصعبة

باسم باستغراب شديد:

ماذا تقصد؟

جاءه صوت أنثوي ليجيبه على السؤال :

ألم تفهم بعد يا حبيبي ما أخبرك به سكرتيرك الخاص

التفت إليها ليتأكد من أنها هي لكن غير

معقول كيف لها أن تأتي بعد كل هذه السنين

السيدة:

ألم تتعرف على صوتي بعد أم أنك نسيت

باسم بعدم تصديق :

من مياس !

السيدة :

أما زلت تذكرني اعتقد انك نسيتني

بعد كل هذه السنين

باسم مصعوق مما يشاهده :

ماذا تفعلين هنا وكيف ؟

ألم تموتي تلك الليلة في المستشفى

أنا متأكد لقد أخبرني الطبيب أنك

لفظت آخر أنفاسك وحدد توقيت وفاتك

السيدة :

لكنك لم تنتظر حتى يصل أهلي

ليستلموا جثماني وفضلت الهروب

بمجرد إعلان الطبيب وفاتي

باسم بارتباك واضح:

لكن والدك أحمد اتصل بي ليهددني

بعد وفاتك بفترة بسيطة أنه سينتقم مني

آخ ثم أمسك برأسه وأضاف:

كيف لم أنتبه وأنت يا صديقي العزيز

أما زالت دماء إنكار المعروف تجري

بعروقك الخائنة

سمير وهو يبتسم ابتسامة النصر:

ومن قال لك أن تثق بي مجددا

لقد استدرجتك فقط حتى أتمم انتقامي منك

السيدة :

والآن يا باسم أخبر سمير بمكان

جوري والخادمة لأنه سوف

يتم التحفظ عليهم حتى توقع أوراق

التوكيل الذي سوف تكتبه لحازم

وبعدها ستطلق جوري حتى يتمكن فارس من الزواج

بها لأني اعتقد أنهم مغرمين ببعض منذ زمن

لكنك فرقت بينهم بأنانيتك وجشعك

باسم بحنق :

كلا الموت أهون علي من أن أسلمكم

فلسا واحدا من أموال صغيرتي

وفارس لن يلمس شعرة واحدة منها

إلا في أحلامه الوقحة

تدخل سمير ليقول :

بل سوف تنفذ ما يقولون ودون نقاش

ولا تخف سوف نزوجك بمياس

حبيبتك السابقة فهي لم تتزوج بعد

والمسرحية التي مثلت عليك ليس لها أساس

من الصحة فهي ما زالت بنت لم يلمسها

حازم أبدا بل مثلت عليك الدور

لأنها كانت مجبرة وهي الآن مجبرة أيضا

فوالدها تحت رحمة عادل وأفراد عائلتهم

إن لم تنفذ ما يشاءون فسوف

يتم اغتيال والدها هل رأيت

يا صديقي العزيز أننا عادلون

التفت باسم لمياس الواقفة أمامه ولمح دمعة حزينة

سقطت من مقلتيها فقال والدهشة تعتريه:

أخبريني يا مياس هل ما يقوله سمير صدق

لم تجبه بل استمرت بالنحيب مما جعله

يقترب منها ويمسك بذراعيها ويهزها بقوة

و أردف :

اخبريني الحقيقة يا مياس

مياس بيأس وحزن :

نعم كل ما أخبرك به صحيح

لكن فات الأوان الآن ولم يعد هناك مجال للتراجع

باسم بتوتر :

ماذا تعني بأن الوقت فات .....ولم يكمل

جملته حتى ضربه سمير على رأسه

وأوقعه صريعا

...................................

مرت خمس ساعات على أم جيهان و جوري

وسيد المنزل لم يعد بعد فاضطرت أم جيهان

لأن تتصل بباسم عدت مرات على هاتفه النقال

لكن دون جدوى فقد كان مغلق مما اضطرها

للتصل بسكرتيره سمير وتخبره بغياب باسم

سمير بدهشة مصطنعة :

ماذا مالذي تقولينه أين ذهب باسم

ألا تعلمين اين أتجه

أم جيهان ببكاء واضح :

كلا ياسيدي أخشى أن يكون أصابه مكروه

ففي المرة السابقة دخل غيبوبة

أما هذه المرة لا نعلم إن كان سيعود حيا

وازداد بكاءها مما اضطر

سمير لأن يصرخ بوجهها قائلا :

كلا لن يحدث شيء لصديقي العزيز

وسوف أجده في القريب العاجل وأنا بنفسي

................

انقطع الاتصال لأنه كما يبدو أن هاتف

سمير انتهى الشحن به

عاودتأم جيهان الاتصال مرات عدة بسمير

لكن دون جدوى فجلست تبكي مطولا

حتى دخلت عليها جوري وهي بدون وعي تقريبا

وقالت وهي تضحك وتترنح :

ماذا حل بك لماذا تبكي هكذا

أم جيهان ولم يعد بها روح للقتال بعد مع إدمان جوري

لقد سئمت منها ومن عدم مبالاتها واستهتارها فقالت

بحنق وهي توجه لها إصبع الاتهام :

انت السبب لولا إدمانك لما فقدنا

باسم

ثم أمسكت بيد جوري بشدة وأضافت:

أقسم بالله يا جوري لو فقدنا باسم

لن أسامحك أبدا ولسوف تندمي طيلة عمرك

وأطلقت ذراعها وتركتها في ترنحها

وغيبوبتها عن الحياة

......................

مضى الليل بأكمله على منزل باسم

وجوري و أم جيهان لوحدهم دون أن

يعرفوا شيئا عن باسم

......................................


في الصباح اليوم التالي

طرق أحدهم باب جوري بخفة ليوقظها :

جوري بتثاقل:

من الطارق

الطارق :

أنا أم جيهانهل استيقظت هيا افتحي الباب

لم توصدينه هكذا عليك

جوري بملل:

حاضر انتظري دقيقة

وفتحت الباب لتجد أم جيهان تلبس

استعدادا للخروج

فنظرت إليها بإستغراب وسألتها:

إلى أين يا أم جيهان

أم جيهان بمرارة:

أين اختفت أمي أم أن تلك المادة اللعينة

جعلتك تنسي علاقتنا

جوري بعدم مبالاة :

ماذا تريدين فأنا لست بمزاج جيد لتلقي محاضراتك

عن القرابة والعائلة

سحبت أم جيهان يد جوري ودفعتها

للداخل وأردفت :

وأنا ليس لدي الوقت لأحاضرك

هيا سأساعدك لتجهزي للخروج

جوري بعدم استيعاب :

إلى أين في هذا الصباح

أم جيهان بغيظ واستهزاء:

الحمد لله أنك تميزين الصباح من المساء

هيا ليس لدينا الوقت لقد جاء سمير

ليصحبنا معه لمنزلنا في القرية

الريفية

جوري بعدم اكتراث :

وأين باسم لماذا يصطحبنا هو

أم جيهان بملل :

لأنه أخبرني أن باسم اضطر للسفر

لإحدى المدن المجاورة فأحد أصدقاءه

تعرض لحادث شنيع لذلك اضطر لأن يغادرنا

في تلك الظروف الغامضة

جوري باستفهام:

ولماذا لم يخبر سمير بذلك البارحة

أم جيهان بتأفف :

لا أعلم فقط هيا ولا تضيعي الوقت

استعدت كلتاهما واصطحبهما سمير للمطار

........................


في غرفة مظلمة وضيقة يعلوها

تراب الخوف ويملؤها أثاث الوحشة

استيقظ باسم ورأسه يؤلمه من الضربة بالأمس

حاول أن ينهض لكن هيهات ويداه موثقتين بالحبال

صرخ باسم بأعلى صوته لكن دون فائدة

وظل يحاول مرارا أن يفك قيده لكن دون جدوى

فاستسلم أخيرا وجلس ينتظر لعل الفرج

يأتي قريبا

مرت ساعات قبل أن يفتح باب الغرفة الموحشة

ودخل شخصان لم تكن ملامحهما واضحة

لباسم من شدة العتمة فطلق أحدهم

تصفيقا حارا موجها حرارته لباسم

وكأنه فاز بأحد الميداليات في سباق ما

تطلع باسم بدوره لصاحب تلك التحية المشجعة وقال:

من أنت وماذا تريد مني وأين أنا

الرجل :

على رسلك رويدا رويدا حتى أستطيع

أن أجيبك على أحد أسئلتك

أولا أنا خطيب جوري وزوجها المستقبلي

ثانيا أريد منك أن توقع على هذه الأوراق

ثالثا أنت في مكان بعيد عن الأمان

في مكان يخشى الأسد وأقوى وحوش الغابة

أن ينتموا إليه

باسم بغضب شديد:

ما الذي تهذي به !

جوري لن تكون لك

والأوراق تحلم أن أوقعها لك

أما المكان فأنا لا أخشى وحشته أبدا

الرجل الآخر:

لا شجاع جدا كيف تمتلك كل هذه

القوة لو أني بموقعك لتنازلت عن جوري

ووقعت الأوراق وأخذت مبلغا أعيش منه

ما تبقى من حياتي أما المكان أنا

لا أنصحك أبدا أن تبقى فيه لأنه مليء

بالحيوانات السامة ومن حظك أنها

لا زالت نائمة في وكرها وإلا

لاضطررنا لنقلك لأقرب مشفى لإنقاذك من سمها

هذا إن لحقنا بك في الوقت المناسب

باسم بعزم وثقة وقوة:

أنا لا أخشى مما تقوله شيئا ولو كنت

فعلا تريد قتلي فافعل

ثم أطلق ضحكة استهزاء وأضاف:

لكن لا أظن أتعرفون لماذا ؟

ثم صمت ونظر إليهم بتحدي قائلا:

لأنكم تخشون على أملاك صغيرتي

فلو تم اغتيالي كيف لكم أن

تحصلوا على ما تريدون

الرجل الأول :

يكفي باسم تلاعبا بنا لقد انتظرنا

سنين عدة حتى تقع في قبضتنا

وخططنا كل هذه الفترة وبتسلسل متقن

بدءا من موت حبيبتك السابقة

ثم التفت إلى الآخر وقال باستفهام:

ماذا كانت تدعى ؟

الآخر باستفزاز :

مياس

ثم أكمل الأول حديثه :

نعم مياس وموتها المزعوم فقد كان في صالحنا

وتوصلا لعم سعيد الذي ادعى أنه والد جوري

ووصولا بالحادث الذي أصابك لقد كنا خلفه هو الآخر

كما تمكنا من إيقاع صغيرتك المدللة

في شراك المخدرات دون علمها

بهت باسم من آخر معلومتين لفظ بها ذلك الغريب

فقال مستفسرا :

ماذا !

هل أنتم وراء الحادث وإدمان جوري

الرجل الآخر بتأكيد:

نعم لا تدعوه حادثا فقد كان متعمدا

لكنك نجوت منه بأعجوبة فاضطررنا

لأن نرسل لك سعيد ليمثل الدور وأنت

ببلاهتك صدقته بإدعائه ولولا سكرتيرك الخاص

لما تم إقناعك أيها المتحاذق

أما عن إدمان صغيرتك للمخدر

فقد كانت تتناوله مع العصير في الافطار
في منزل والدها المزعوم


والآن بعد أن علمت بأننا كنا السبب

لماذا لا تستسلم فأنت أصبحت الآن تدرك

مدى خطورتنا فلأفضل لك أن تنصاع

لأوامرنا

باسم بغضب وكره لمن حوله :

كلا لن أستسلم لكم مهما يكن

والأحداث التي ذكرتها لا تخيفني أبدا

مياس وأمرها لا يعنيني مطلقا

وسعيد لن أتركه يهرب بفعلته أبدا

أما سمير الكلب سوف أتصرف معه

بمعرفتي حينما أخرج من هنا

ضحك الاثنان على ثقته الزائدة وقال

أحدهم :

لم أتوقع أبدا بأنك بهذه الشجاعة والثقة

لقد ..........

قاطعه صوت ثالث بقوله :

ها أنتما ماذا تفعلان هنا

لقد أضعتما الكثير من الوقت

وأنت يا باسم كفاك غرور وثقة وهيا

نفذ ما طلب منك دون استعراض

عضلاتك علينا أسرع قبل أن يحين

موعد حقنة جوري فهي الآن قد بدأت

تحك جسدها طلبا للمادة فلا تضيع وقتنا

صرخ باسم بوجه الرجل الأخير قائلا:

إياك أن تلمسها بيديك القذرتين

وتهديداتك أنت وأبناءك لا تخيفني

هيا فك قيدي و واجهني إن كنت رجلا بالفعل

ضحك عادل من موقف باسم البطولي وقال:

أنت لم تتغير منذ سنين مضت ما زلت

متمسكا بمبادئك الواهنة تخلى عنها لكي

تحيا ما تبقى من عمرك

باسم وهو يشدد على كلماته :

كما أنك لم تتغير وما زلت متمسكا

بحقارتك وطعن الغير بخنجر الغدر

لم يتم عبارته حتى تلقى ضربة

قوية من قدم حازم على معدته مما جعلت

باسم يسقط على وجهه متألما وسيل

من الدماء يكتسح أنفه وقال:

اصمت أنت هو الحقير أنا لا أسمح لك بأن تتعدى

حدودك مع والدي

وأراد أن يلقنه ضربة أخرى لولا

تدخل فارس وأمسكه من خصره وسحبه

في اللحظة الأخيرة وقال بتعنيف:

ماذا تفعل أيها الأحمق هل تريد أن نفقده

وبذلك نفقد ثروتنا ومجهودنا طيلة هذه السنين

تراجع حازم عما كان سيفعله وأضاف :

صدقت بذلك وأيضا حتى يسلمك عروسك

فهو من يمتلك الصلاحية في تزويجها لك

ضحك فارس قائلا : صدقت

بينما كان باسم يكتم غيظه منهما وألمه فقال متشجعا:

ها أنت ذا قلت أنكم تحتاجون لوجودي

لكن لن أفعل ما تصبون إليه إلا بشرط

فكما أن لكم مصلحة عندي وتحتاجون عوني

فأنا كذلك أحتاج جسدي وبكامل أطرافه

والآن خلصوني من تلك القيود

وافق عادل وابنيه على ذلك وتم

أخيرا فك قيد باسم واتفق الأطراف

أن تتم الصفقة كالآتي :

أن يوقع باسم على وثيقة تخول عادل

أن يمتلك حقوق جوري وبالكامل

بينما يتنازل باسم عن وكالته لحازم

ويتم فسخ عقد جوري من باسم

ويكتب عقد جديد بموجبه يزوج فارس من جوري

في مقابل أن يسلم باسم تلك المادة اللعينة

حتى يستطيع بدوره أن يلقن جوري

جرعاتها حتى يستكمل علاجها

وافق باسم وتحت ضغوط من عائلة عادل

وأخيرا كتب ثروة جوري لعادل

وتنازل عن وكالة شركة جوري وأملاكها لحازم

ولكنه توقف قبل أن يوقع قسيمة طلاقه

من جوري وسألهم مترجيا :

أرجوكم دعو أمر الطلاق حينما تشفى

صغيرتي وقتها أنا بنفسي من سيزوجك بها يا فارس

رفض فارس وصمم على طلبه

لكن باسم قام بحركة لم يتوقعها

لا فارس ولا عائلته فقد وقع تحت قدمي فارس

باكيا مسترحما وقبل قدميه وقال بصوت

تخنقه العبرة :

أرجوك سيدي أنا لا أريد

منك سوى أن تعطيني فرصة

لأعتني بها حتى تتماثل للشفاء فأنت لا يخلصك أن

تبقى مدمنة وأنا أعدك بعدما تشفى

سوف أقوم بنفسي ب.....

ولم يكمل عبارته لأن العبرة خانته و تقطع صوته بالبكاء وقال

والحرقة والذل والظلم يترجم عباراته :

تسليمها لك عروسا

ضحك فارس من فعلة باسم وقال وهو يرفس

بقدمه وجه باسم:

ألم أقل لك مسبقا أنك سوف تندم

وأنت بنفسك سوف تطلب مني أن أتزوجها

ثم أكمل ضحكته المعلنة لانتصاره وأضاف:

وأخيرا قمت بإذلالك أيها الوضيع حتى لا تتطاول

بعد ذلك على أسيادك

قام باسم من مكانه والخيبة والحسرة تعلوه

وتكالبت عليه الآلآم من كل ناحية

من جهة أعداءه فقد ذاق منهم اليوم

ما يكفي لإذلاله طيلة حياته

وألم خيانة صديقه المقرب للمرة الثانية

وألم الضرب الذي تلقاه من حازم و فارس

أطلق زفرة حارقة وهو في طريقه

لمنزله الذي ترك به أم جيهان و جوري

فقد أخذ عهدا وموثقا من عديمي الضمير

بأنهم سوف يعيدوهم بالسلامة لمنزلهم

فما كان منه إلا أن يصدقهم لأنه لم يمتثل

لمطلبهم الأخير في تزويج حبيبته وحياته

و شريكة عمره لذلك الفاجر

............................................


عاد للمنزل والإعياء والتعب أخذ منه ما أخذ

دخل إلى غرفتها وتحسس فراشها

بيديه الداميتين وقال بحرقة وهو يتذكر أبيات لنزار قباني:

مبللٌ.. مبللٌ

قلبي ، كمنديل سفر

كطائرٍ..

ظل قروناً ضائعاً تحت المطر..

زجاجةٌ..

تدفعها الأمواج في بحر القدر

سفينةٌ مثقوبةٌ

تبحث عن خلاصها،

تبحث عن شواطئٍ لا تنتظر..

*

قلبي يا صديقتي!

مدينةٌ مغلقةٌ..

يخاف أن يزورها ضوء القمر

يضجر من ثيابه فيها الضجر..

أعمدةٌ مكسورةٌ

أرصفةٌ مهجورةٌ

يغمرها الثلج وأوراق الشجر..

قبلك يا صغيرتي..

جاءت إلى مدينتي

جحافل الفرس وأفواج التتر

وجاءها أكثر من مغامرٍ..

ثم انتحر..

فحاذري أن تلمسي جدرانها

وحاذري أن تقربي نوافذها

فكل من لامسها..

صار حجر..


ثم استسلم للنوم بثيابه المتسخة

لأن التعب الذي أصابه

رفض إلا أن ينام إلا على هذا النحو

فانصاع له دون مقاومة

وكان هناك أيضا عامل هام

في تلك الغرفة ساعده على النوم

رائحة جسد صغيرته يكفي لأن يمده

بجرعة تريح أعصابه وكأنها أضحت

كالمخدر أو المهدئ ونام ...ونام ....

في انتظار الغد المشرق لعله يكون كذلك

...................................

انتهى البارت

..................................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 08:26 PM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت التاسع والعشرون



استيقظت جوري في غرفة غريبة عليها


كلية فالتفت يمنة ويسرة علها تجد أمها لجوارها


لكنها لم تجد ما تنشد فنهضت فزعة من فكرة


وجودها وحيدة لكن سرعان ما وجدت


سيدة غريبة تقف إلى جوارها وهو تبتسم

اختبأت منها جوري خلف السرير الذي

كانت تنام عليه

مما جعل السيدة تقترب منها وبصوت حان

قالت: لا تخشي شيئا جوري


أنت بمكان آمن وتحت


وصاية سمير سكرتير باسم


وأنا قريبته فهلا عدت لمكانك

لكن جوري أبت وقالت متسائلة:


أين أمي أم جيهان؟


لم تكمل عبارتها حتى فتح الباب

وولجت منه أم جيهان


ركضت جوري لترتمي بحضنها باكية


خائفة باحثة عن الأمان

أم جيهان وهي تحتضن صغيرتها:


اهدئي حبيبتي لا تخشي شيئا


أن بقربك ولن أتخلى عنك

جوري وبين شهقاتها :


أين ذهبت وتركتني وأين نحن


أم جيهان بأسى:


صدقيني صغيرتي لا أعلم

سوى أن سمير أوصلنا إلى هنا

وأوصى بعض الرجال خارج هذا المنزل

لحراستنا وأنا لا أعلم السبب الحقيقي


لذلك فأنا لم أشاهد سمير بهذا الجمود

والغموض قبل ذلك لكنه طمأنني

أننا سنعود لمنزلنا قريبا


وأعطاني بعض الحقن الخاصة بك

وأخبرني أن باسم سوف يزورنا قريبا

وذلك لأمننا

وبكت أم جيهان واحتضنت صغيرتها التي


بدا عليها هي الأخرى الذهول والشرود


..........................................


وفي مكان آخر في مدينة أخرى

استيقظ باسم بتعب شديد فقد أعياه


أحداث الأمس والصدمات كانت أقوى منه

حاول أن ينهض ليجهز لاستقبال أم جيهان و جوري


كما وعده عادل وأبناؤه فأخذ حماما باردا

ليستعيد نشاط وارتدى ملابسة ورتب شعره


للخلف واتصل على الرقم الذي أخذه من حازم


ليستفسر عن المكان الذي سيستقبل


منه أسرته الوحيدة

اتصل عدة مرات قبل أن يجيب حازم ببرود


باسم بتوتر:


أين أذهب لأستلم أمانتي


حازم بتأفف :

لماذا أنت مستعجل هكذا

فالوقت مازال باكرا


باسم بنفاذ صبر:


أنا استيقظت منذ ساعتين

وأنا انتظر اتصالك بفارغ الصبر


وأنت تتعامل معي بهذا البرود

أرجوك لم أعد أطيق صبرا وأبلغني


أين نتقابل

حازم بملل وعدم مبالاة :


يكفي إلحاحا سأخبرك بعد قليل


فقط دعني أنهي أعمالي التي بين يدي


وسوف أهاتفك فقط اصبر


باسم بقلة حيلة:


حسنا لكن لا تتأخر أتوسل إليك

أغلق الخط بتذمر وقال محدثا نفسه:


لماذا يحدث هذا لي لكن كل هذا لأجلك

صغيرتي سامحيني إن غفلت عن حمايتك


لم يكن بيدي حيلة فأقرب الناس


إلي قاموا بطعني من الخلف بسكين الغدر


مرت نصف ساعة قبل أن يتصل حازم


وحدد موعدا ومكانا للقاء باسم


وغادر بدوره باسم على عجل حتى يستعيد


شمعة المنزل وسراجه


تقابلا في أحد المطاعم العائمة وكان حازم


يبدو عليه الحزم والجدية في جلسته

بينما كان باسم متوترا غير مستقر


وكيف لا وهو لا يعرف مصير جوري


حازم بجدية :


باسم تناول غدائك أولا حتى نستطيع التفاهم


باسم بقلة صبر:


لا أريد ,أنت تعرف سبب حضوري والأكل

أتركه لحاشيتك الجائعة

غضب فارس وعادل من مقولة باسم


وبادلوه بدورهم نظرات الحقد وبادلهم

هو بدوره نظرات الاستهزاء قال حازم


ليقطع الشحنات الغاضبة حوله:


أرجوكم هذا ليس وقت مشاحنات ودعونا


نتناول طعامنا بهدوء و ود


لقد دعوتك يا باسم حتى يكون هذا عربون


صداقة بيننا وقرابة طالما أنك ستكون

صهرنا القادم

باسم باستغراب :


ماذا تقول أي قرابة ستجمعني بكم !


وتذكر جوري وطلب فارس منه

أن يتنازل عنها ليقترن هو بها


وسرت رعشة غريبة بجسده بمجرد تخيل

فكرة أن شخصا آخر غيره سوف يقترب من صغيرته


فانتفض واقفا وأردف:


لكننا اتفقنا مسبقا أنك يا فارس


سوف تتزوجها بعد أن تتماثل للشفاء

وألقى نظرة حاقدة على فارس وقاتلة

بينما ضحك حازم وأردف:


كلا ليس هذا ما كنت أقصد

جوري ليست هي المقصودة بذلك

بل شخص آخر أكثر رقة وجمالا


باسم باعتراض واضح:


قف عند حدك يا حازم فأنا لا أسمح


لك بتشويه صغيرتي وتفضيل

أحدا آخر عليها مهما يكن

فارس بملل :


اتركه يا شقيقي فهو لا يستحق

حبيبته السابقة ويبدو أنه جاحد للمعروف


كعادته فنحن نحاول أن نجمعه بمن


يحبه وهو بدوره يفضل فتاة صغيرة


عليه متجاهلا بذلك فارق السن والطبقية بينهم


وألتفت إلى باسم مشيرا إليه بسبابته :


لا تنسى أنك أصبحت الآن لا تمتلك في شركتنا


أي حقوق وهي صاحبة كل هذه الثروة

وأنت يبدو أنك ما زلت تسعى لثروتها و حقوقها


باسم بحدة:


أنت من يسعى إليها لأجل مالها


فكما يقول الشاعر :


إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه


وصدق ما يعتاده من توهم

فض حازم النزاع القائم بينهم بقوله:


يكفي فنحن في مكان عام والناس

أصبحت تنظر إلينا نظرات التطفل

ليس المكان ولا الزمان مناسب للتشاجر على هذا النحو


والآن سوف نحل المشكلة بيننا

عاد باسم لمكانه وجلس فارس على كرسيه لأنهما


وقفا أثناء مشاحنهما بالكلام


واستعاد كلاهما هدوءه


واصل حازم حديثه قائلا:


سوف نسلمك ما تريد لكن بشرط


أن تقبل عرضنا بالزواج بمن اقترحنا عليك

باسم بذهول :


ماذا ! أنا لم أفهم بعد ؟


تريد مني الارتباط بمياس


في مقابل تسليمي جوري!

اكمل حازم حديثه قائلا:


حتى نضمن أن جوري عندما تستعيد

عافيتها لن تقبل بك وذلك لزواجك بغيرها


فهي لن تقبل أن تكون شريكة لامرأة غيرها فيك


ما رأيك ؟
وحبيبتك السابقة



أنت بنفسك من سيتقدم لها من والدها الليلة

وسيتم عقد نكاحكما في الغد


تدخل فارس باستفزاز:


بدلا من أن تفرح بقرانك بخطيبتك السابقة

تستنكر شرطنا

باسم متجاهلا لحديث فارس:


أنا لم أتحدث إليك


ثم التفت إلى حازم الجالس بهدوء وأردف:


حازم أنا لن أتزوج من مياس


ولن أظلمها معي فقط لتنفيذ أوامرك

أنا لا أريد جرح كرامتها

تدخل أخيرا العم عادل وقال:


بل سوف تنفذ ما نقول دون نقاش

ولا تخشى شيئا لقد طلبت بنفسي يدها

من والدها أحمد فهو أضحى صديقي المقرب

ووافق على الخطبة بحكم معرفتنا بك

باسم باستفسار:


لكن عمي أحمد لا أظن

أنه سيوافق بهذه السهولة لمجرد

معرفتكم بشخصي ولا أظن أن سيرتي

السابقة عنده تشفع لينصاع لمطلبي


عادل بثقة :


أتقصد حديثه معك على الهاتف بعد


أن عدت من المستشفى

لا تخف لم يكن هو المتصل

لقد كان شخصا آخر من طرفنا فقط


أردنا أن نلعب بأعصابك كل هذه الفترة

باسم بعدم تصديق:


أنتم أيضا .....

ثم صمت ونظر إليهم بحنق وقال:


أنا لا أعلم من أي طينة خلقتم !


ضحك حازم من جملته المستفزة وأضاف:


والآن سوف نسلمك صغيرتك بمقابل قرانك بمياس


باسم بتصميم :


كلا وغير ذلك القرار لن أنفذه


لكنه تفاجأ من صوت قاطعه بحدة:


بل ستنفذ ما نقول وإلا لن ترى جوري مجددا


التفت باسم ليتأكد من صاحب الصوت


كان هو ذلك الصديق الذي اتخذه خلا له


ورفيقا ومعينا على شدائد الحياة وصعابها


وأضاف الآخر :


هل ما زلت مصمما على رفضك


باسم بنظرات حقد وضغينة لصديق عمره السابق:


وأنت ما دخلك بجوري


ضحك سمير باستهزاء وأضاف:


بل لي شأن بها فهي تحت رحمتي الآن


وهم لا يستطيعون التعامل معي

فأنا الآن من يتحكم بعودتها وليس هم


والأمر الآن بيني و بينك


ضحك باسم بثقة وقال ردا على سمير:


إذا دعها عندكفأنا لم أعد أرغب بها


على العموم من يريد فتاة مدمنة

لقد مللت منها ومن علاجها ولماذا

أتمسك بها وأنا قد أخذت منها ما أريد

طيلة هذه السنين ولا تعتقدوا أبدا أنكم تضغطون

علي بجوري إن أمرها لم يعد يهم


و مياس لم تعد تعني لي شيئا

حازم بنفاذ صبر :


ماذا تعني ألن تنفذ ما نقول

باسم بثقة:


كلا وكما قلت سابقا

وأنت والتفت إلى فارس الجالس بحقد وأضاف :


أنا أتركها لك لتشبع بها

وهم بالمغادرة لولا أن عادل استوقفه قائلا :


ما هكذا تكون المعاملة مع من أرادوا


الصلح معك نحن فقط أردنا تقديم حبيبتك


على طبق من ذهب والآن تجاهل ما قلنا

لك سابقا وجوري سوف تستلمها لكن أرجوك


لنبدأ بتنفيذ بنود العقد المبرم سابقا


تسلمنا عقود الشركة كاملة ونسلمك جوري


فأنا أعلم جيدا أنك وصي عليها وشقيقي


المتوفى له فضل كبير عليك ما هكذا ترد له الجميل


بترك ابنته في قبضة سمير وتحت رحمته

قاطعه سمير معترضا:


وأنا لن أتنازل عن حقي في الانتقام منك يا....


ثم أطلق ضحكة بغيضة وأضاف :


يا صديقي العزيز


وقف باسم والغيظ يملؤه وقال:


قضي الأمر

انا لن أوقع الأوراق كاملة

وأنت يا سمير لي معك تصرف آخر

حازم وهو يمسك بيد باسم قبل أ يتركهم :


اترك عنك سمير فهو لا يجرأ أن يؤذي

صغيرتك أبدا فقبضته بيدنا ونحن


من يصدر الأوامر و ليس هو

ثم التفت إلى سمير بغضب وقال:


وأنت أغرب عن وجهي وأحضر جوري


حالا فنحن لا نعلم بمكانها لأنك من

أختطفها ولا تلعب معنا على هذا النحو


سمير بحدة وإصرار:


وأنا قلت لا


يعطيني ما أريد وبعدها


ليأخذ صغيرته إلى الجحيم وأنت يا فارس


لماذا تصمم عليها لقد مل منها باسم


وأنا ثم ضحك بخبث ومكر و أضاف:


وأنا أيضا قد أخذت منها ما أريد

قفز باسم حتى وصل لعنق سمير


وأحكم قبضته على ياقته وضربه

بقوة حتى أرداه صريعا


تدخل فارس و حازم لحل الصراع

وقال باسم وهو يلهث :

سوف أقتلع قلبك أيها الحقير

كيف تجرؤ على لمسها


سمير وهو يمسك بشفته فقد تمزق


بعضا منها من أثر الضربة التي تلقاها

من باسم وأضاف :


كما تجرأت على تهديدي مسبقا

بفصلي عن العمل وزجي بالسجن

لا تعتقد أني نسيت ما فعلت مسبقا


أنا لن أسلمها لك و أنتم لا تحلموا


أبدا أن أخبركم عن مخبأها


فأنا لست غبيا حتى أخرج من هذه

المقايضة دون أن أستفيد والعقد المبرم


سوف يتغير صياغته

وأنتم لم يقل لكم

أحد مسبقا أن تثقوا بي لقد كنتم سذجا


مع فائق إحترامي


ما عاد حازم و فارس يطيقون صبرا

فأمسكوا بسمير حتى يشبعوه ضربا

لكن صاحب المطعم تدخل بالآخر

وقال وهو يأمرهم بالخروج من محله:


هذا مطعم محترم له سمعته أيها السادة


وأنا لم أفتتحه حتى يكون مأوى لخلافاتكم

العائلية رجاء غادروا مطعمي


فما كان منهم إلا أنهم غادروا بهدوء


وكل واحد منهم يحمل الضغينة والحقد على الآخر


.......................................


عاد باسم لمنزله صفر اليدين ولم يتحقق

مراده في استرجاع صغيرته لقد كان يظن


أن عائلة عادل هم أعداؤه الوحيدون في هذا

العالم بينما تحول السيناريو ليكون صديقه

المقرب هو الغريم

.............................


مضى اليوم بأكمله على باسم


وهو يروح ويغدو في غرفة صغيرته


دون استقرار والقلق والخوف على


حبيبته يستأصل أعصابه وما لبث


أن جاءه اتصال من رقم غريب

أجاب وفي صوته القلق عله يكون حازم هو المتصل

أو أحد أفراد عائلته


باسم:


حازمأرجوك أخبرني هل اتفقتم

مع ذلك الحقير ليخبركم عن مكان جوري


المتصل :


على رسلك يا باسم لم أنت متسرع هكذا


أنا لست حازم


باسم وقد عرف صاحب الصوت :


هل هذا أنت !


هيا أخبرني ماذا حدث هل توصلتم لاتفاق

رد المتصل قائلا :


..............................................


باسم وهو يطلق زفرة راحة:


الحمد لله أخيرا سأسترجعها


لا تعلم كم اشتقت إليها

سنرى الآن كيف سيتصرف ذلك

المتعالي الخائن الحقير حينما استرد حبيبتي


ضحك المتصل وأضاف:


وأنا أيضا لا أعرف كيف سيتصرف


إن علم انه أصبح خارج الحسبة

وجوري سوف تعود على هودج من الاحترام

باسم بحنق:


وأنا لن أرحم أبدا من تجرأ على لمسها


ورغب بها سوف يندم ذلك الكلب


أغلق باسم الخط وارتخت أعصابه من الاتصال


ودخل إلى الحمام ليأخذ حماما دافئا يرخي


أعصابه من أحداث اليوم الشاق وقال


وهو يصب الماء المتدفق على وجهه:


أخير سوف تعودي لأحضاني صغيرتي


..........................


انتهى البارت

...............................


ما مصير جوري المسكينة من هذه المقايضة ؟
وهل سيسكت باسم عمن تجرأ على لمس صغيرته ؟
ومن يا ترى المتصل الذي كان يحدث باسم على الهاتف ؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 08:29 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثلاثون


وقف أمام طريق طويل هو الذي يفصله عن صغيرته

فكما وصف له المتصل البارحة وصل للمكان المنشود

تردد قبل أن يضرب جرس الباب لكنه فعل

وكأن مع كل رنين للجرس قلبه هو من يرن

طربا وشوقا لها وأخيرا فتح الباب من سيدة

أنيقة وجميلة وابتسامتها تسبقها :

أهلا باسم لقد التقينا مجددا

باسم بعدم مبالاة :

هل بإمكاني الدخول لأقابل جوري

السيدة والابتسامة لم تفارقها بعد:

وأم جيهان ألم تشتاق لها هي الأخرى

باسم بهدوء مصطنع :

طبعا اشتقت إليها هل لك أن توصليني إليهم

السيدة بإيجاب :

طبعا ممكن تفضل

دخل باسم لتلك الفيلا الغريبة المهجورة بعض الشيء

وأشارت السيدة إلى غرفة صغيرة في العلية

وكأنها تخبره بمكانهما

أومأ باسم رأسه امتنانا وطرق الباب

قبل أن يدخل ليجدها نائمة على وجهها

دون أن تشعر بما يدور حولها

وخادمتها المخلصة إلى جوارها تستند

على السرير برأسها وقد وضعت يدها

بيد صغيرته تهدهدها

ابتسم باسم على منظرهما وهما يتشاركا

النوم وأياديهما متشابكة

وانسحب بهدوء وأقفل الباب حتى لا يقلق مضجعهما

ولكنه تفاجأ بوجود سمير يقف خلفه

مبتسما وهو يقول :

هل اطمأننت على صغيرتك و أمجيهان

نظر إليه باسم بأعين دامعة وأردف:

وكيف لا وأنا قد رأيتها بعد كل هذه الفترة

سمير بخبث :

لكن أخبرني كيف استطعت الدخول

بالرغم من وجود الحراس خارجا

باسم بثقة :

لأني أخبرتهم عن الشفرة التي تتيح لي الدخول

سمير وهو يربت على كتف باسم:

ومن أعطاك الشفرة الخاصة بنا

باسم بابتسامة باردة:

شخص لن تستطيع نقود الدنيا أن تشتريه

ليس مثلك لأصغر مبلغ يعرض عليك تلهث خلفه ركضا

ضحك سمير من باسم الذي اتضح

عليه الإعياء والإرهاق فهو لم ينم جيدا منذ غياب جوري و أم جيهان

سمير بثقة :

لا تخشى صديقي العزيز يبدو أننا

نتشارك التعب فأنت تبحث عنهما

وأنا أبحث عن سعادتي وراحتي

باسم بشماتة :

وهل توصلت للسعادة وأنت تخون أعز أصدقاءك

سمير باستخفاف أكثر :

لا يخفى عليك أن النقود أصبحت أعز صديق

أوليس لديك الدليل أم تريدني أن أثبت ذلك أكثر

ضحك باسم بسخرية وأضاف:

أنت لن تتغير أبدا

وفي هذه اللحظة قدم أحد الحراس

ليخبر سمير عن قدوم سيارة غريبة يريد أصحابها مقابلته

سمير بابتسامة خبيثة:

فعلتها إذا يا صديقي العزيز أحضرتهم معك دون إذني

باسم بابتسامة أكثر خبثا :

لم تترك لي المجال أن أفعل غير ذلك صديقي الوفي

أذن سمير للمجموعة التي قدمت إليه

بالدخول لكن بعدما أخضعوا لتفتيش مشدد

سمير بترحيب مصطنع:

أهلا بكم أخيرا التقينا في مملكتي بعد ما حدث ذلك اليوم

عادل بامتعاض:

ليس لدينا الوقت لمجاملاتك المبتذلة

ودعنا ندخل في صلب الموضوع

سمير بموافقة :

حسنا بما أنكم قد حضرتم دون دعوة

مسبقة لكني أعرف جيدا كيف أضيف

الحاضرين حتى لا تقولوا أني لا أعرف

أصول الضيافة

وأشر بيده لأحد الحراس الواقفين

وقال بأمر:

أحضر للضيوف بعض الطاولات

والأقلام ولا تنسى القهوة وبعض الحلوى

ثم أضاف وقال وهو يبسم بمكر:

هذا إن بقي شيئا منها فقد تناولت

الصغيرة كمية كبيرة منه فكما يبدو أنها

تحب الحلوى

وكأنه أراد بعباراته استفزاز باسم

الواقف في الزاوية وفارس الذي ناظره هو الآخر بحقد

أستمر سمير بالحديث متخطيا بذلك

نظرات فارس وتشنج باسم وقال:

كما تعلمون ضيوفي الكرام هذه الأوراق

وشرع يضعها أمامهم على الطاولات التي أحضرها الحرس

تخص الاتفاقيات الجديدة بيننا فأنا

سأتولى صياغتها بنفسي الآن وأنتم

ستخضعون لبنودها دون نقاش

حازم بغضب:

يكفي لقد تماديت كثيرا معنا نحن لن نوقع

شيئا وجوري سوف تسلمها والآن لباسم

و هو بدوره سوف يحرر قيد العقد بتولي

والدي زمام أمور الشركة وأنا بنفسي من

سيكون وكيلا لأعمال جوري

باسم بتأكيد:

وهذا ما سيحدث فأنا لا أريد من هذه

المساومة سوى صغيرتي وأنتم تقاتلوا على الإرث والتركة

كما تشاءون هذا لا يهم فقط سلموني صغيرتي

سمير وهو يرفع صوته متحديا:

يبدو أنكم لم تعرفوني جيدا ؟

العقود وسوف تكون بحوزتي وجوري لن أسلمها لك

حتى تنفذ ما أطلبه الآن

فارس بغضب :

وما دخل جوري بهذه المعادلة هو لن يوقع

شيئا حتى تسلمنا جوري وأنت لن

تستلم فلسا واحدا من الشركة دون شروطنا

ووالدي لن يعيد صياغة العقود حتى

تنصاع لأوامرنا

سمير وهو يضحك بهستيريا :

يكفي لن أستطيع الضحك أكثر من ذلك

واثق من نفسك جيدا ,لا تنسى

أنه من ضغطة زناد واحدة من أحد حراسي

حولكم وستتحول أجسادكم إلى قطع من الدماء

ثم صرخ بصوت عال للحراس:

أيها الحراس استعدوا للمواجهة يبدو أن الضيوف

لم فهموا بعد قوانين هذا المكان

حازم ولم يعد قادرا على التحمل أكثر:

أنت

وأشار إلى باسم الواقف دون حيلة

وأضاف :

لماذا أحضرتنا معك إلى هنا حتى

نشهد ذلنا على يد سكرتيرك الخاص

باسم بحدة:

لم يعد سكرتيري الخاص لقد تم فصله

منذ مدة منذ أن وضع يده بأيديكم القذرة

قطع سمير حديثهما بقوله:

يكفي والآن هيا لنكتب العقود

وبدأ يوزع عليهم الأوراق

وقال وهو يقرأ بنودها :

أولا القسم الخاص بجوري سوف

يبقى كما هو لأني لا أريد أن يشكك

صديقي في وفائي وسيبقى كما هو

حتى لا يطعن في مصداقيته ويقدم

شكوى ضدي أنني قمت باختطافها

وإرغامها على تحويل أموالها لملكيتي

لكن ستكتب لباسم والذي بدوره سوف

يتنازل عن حقوقه لي كاملة حتى

لا أعطيه فرصة ليقدم شكوى أخرى ضدي

لأنه سيصبح بذلك شريكا لي في المؤامرة

أما عن حقوقكم المتبقية في الشركة

والتفت إليهم وأضاف وهو يطلق ضحكة استفزاز:

يا سادة يا كرام سوف يتم البيع والشراء

بينكم وبين باسم حيث أنه سوف يشتري

نصيبكم من الشركة وهو أيضا سوف يقوم

ببيعها لي دون أن يقبض مقابلا لذلك لأني

أحتجز مدللته وبذلك تصبح الشركة برمتها لي
والآن هيا لا تضيعوا الوقت

اعترض باسم كلام سمير :

وأنا لن أوقع أي أوراق حتى

أضمن أنك سوف توفر لها الهيروين

ضحك سمير بخبث وقال:

ولماذا أوفره أنا لك لماذا لا تطلب ممن

أوقعوها ضحية الإدمان أن يوفروا لك

الكمية المناسبة منه

ثم أخذ الأوراق وأضاف :

أنا ليس بمقدوري تنفيذ رغبتك

باسم بحدة :

وأنا لن أوقع شيئا قبل أن أضمن المخدرات

تدخل حازم لفض النزاع قائلا:

حسنا نحن سنوفر لها ما تحتاجه من الهيروين

باسم باستغراب:

وكيف يمكن أن توفره وهو من أجبرها على الإدمان

حازم بثقة:

قلت لك يكفي نحن سنهبك المادة المخدرة

باسم بتصميم:

لكني أريد من تسبب في إدمانها أن يمدني بالمادة

سمير بغضب:

لكني لم أكن السبب في ذلك لقد كان

مخططا منهم للإيقاع بصغيرتك

وأنا لا دخل لي بها

هل كانت تعيش معي مسبقا ؟

باسم بذهول:

كلا

سمير بثبات:

إذا أسأل من كانت تعيش معه

لقد استلمتها وهي على هذا الحال

أي مدمنة سابقة وهم من كان يعطيني الجرعات

اسألهم أن يوفروها لك كما فعلوا معي سابقا

تدخل فارس :

يكفي نحن من أجبرها على الإدمان

يكفي وهيا لكي نوقع العقود ونستلم جوري

نظر إليه باسم بحدة وأضاف:

تقصد أستلمها أنا منه

عادل بنفاذ صبر:

و ما الفرق كل الطرق تؤدي إلى روما

هيا قبل أن يفوت الأوان فنحن لدينا أعمال

معطلة لا تحتمل التأجيل

بدأ الجميع بالانصياع لأوامره دون اعتراض

واستغرب سمير هدوءهم وهو يوقعون الأوراق

دون نقاش تم ما يصبو إليه سمير

ووثقت الأوراق بالبصمة فهو لم يقبل

أبدا أن يوقعوا له لأنهم ببساطة قد يطعنوا

في تواقيعهم أنها مزورة أما البصمة لا يستطيع

أحد تزويرها وبذلك يضمن حقه كاملا

بعدها أمر الحراس بإحضار جوري والخادمة

إلى باسم لكن باسم لم يرضى أن يستلمها

بوجود أعداءه وأخبره أن يوصلها للمطار حتى يضمن

وصولها لمدينتها بالسلامة ومعها أم جيهان طبعا

وافق سمير على ذلك وبمجرد

مغادرة الصغيرة و الخادمة حتى أطلق

باسم ضحكة مدوية شاركه فيها

عادل وأبناؤه استغرب سمير من تصرفهم الغريب

لكنه تبين له بعد ذلك أن جموعا من الشرطة

تطوق المكان ودون استئذان وتقدمهم ضابط

ذو رتبة عالية نحو باسم وأضاف

نشكرك على التعاون فلولا وجودك

لما عرفنا بمكر المخدرات هذا

تنحى سمير جانبا ليتبادل النظرات مع الجميع

هنا تقدم باسم من سمير ومد له يده وقال:

أشكرك صديقي إلى هنا يكفي لقد توصلنا لما نريده

و أشارعليه أن يعطيه العقود التي بحوزته

لكن سمير رفض وقال:

لذلك كنتم هادئين وقت التوقيع لم يكن استسلاما إذا

حازم بثقة :

لا طبعا لم يكن خضوعا بل كمين قمنا

بإعداده لك وأنت بغبائك تناولته بالكامل

....................................

وفي جانب آخر وصلت أم جيهان و جوري للمطار

وتم الإعلان عن رحلتهم القادمة فكما يبدو

أنها قد رتب لها مسبقا

صعدوا لحلتهم وعين أم جيهان على أضواء

المطار والطائرة تقلع وفي قلبها تدعو لباسم

أن ينجو من يد عادل و عصابته

..................................

تم التحفظ على الكميات الكبيرة من الهيروين

والكوكايين وبعض من حبوب الكيبتاجون

والحشيش بالكامل وشرع الضابط بالتأمر على

أفراد الشرطة بإحكام الأصفاد على المجرم الحقيقي

الذي كان يمتلك المكان في وسط ذهول الحاضرين

وما إن تم تقييده حتى صرخ مناديا:

أنا بريء أيها الضابط فلماذا تقبضون علي بينما

المجرم الحقيقي حر اليدين

الضابط بحدة:

اصمت لقد كان كمينا لك أيها المغفل وأنتم

وأشار على البقية أن يتبعوه لسيارات الشرطة

حتى يتم أخذ أقوالهم بالكامل

لكن وقبل أن يغادروا أخرج أحدهم مسدسا

وصوبه نحو باسم وأطلق النار و..............

...................................


انتهى البارت

...........................

أحداث وحقائق سوف تتكشف في البارت القادم إن شاء الله

تقبلوا تحياتي

الكاتبة /

Sweet-smile


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 09:45 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الواحد والثلاثون


الضابط بحدة:

اصمت لقد كان كمينا لك أيها المغفل وأنتم

وأشار على البقية أن يتبعوه لسيارات الشرطة

حتى يتم أخذ أقوالهم بالكامل

لكن وقبل أن يغادروا أخرج أحدهم مسدسا

وصوبه نحو باسم وأطلق النار وما هي إلا لحظات

حتى سقط سمير صريعا ينزف من صدره

ألتفت باسم إلى سمير الواقع هناك فهو لم

يدرك ماذا حدث لكنه أفاق أخير حينما

شاهد رجال الشرطة تقبض على فارس

وتحكم الأصفاد عليه

اقترب باسم من سمير والصدمة لم تفارقه

وأمسك برأسه مقربا إياه من صدره وقال

والدموع تغالبه :

لماذا يا سمير؟ لماذا فعلت ذلك؟

أنا لن أسامحك أبدا على فعلتك

سمير بضعف والدماء تنزف من فمه وأنفه :

لم يكن بيدي يا صديقي العزيز لم أستطع أن

....كح .........كح ..........

باسم والعبرة تسبقها الدموع:

أرجوك لا تتحدث أرجوك حتى يأتي المسعفون

سمير بنفس ضعيف:

لا ...لا أظن يا صديقي العزيز

أنني سأنجو ......كح...كح سامحني ..لقد ..

وتقطع نفسه وغاب عن الوعي

جن جنون باسم وصرخ على الحاضرين

والوجوم يعتريهم :

لاااااااااااااااااااااااا اااااااااااااا أرجوكم

أسرعوا أحضروا الإسعاف حالا

أرجو........... وتقطع صوته بالبكاء

الضابط وهو يربت على كتفي باسم بنبرة حانية :

أرجوك يا باسم لا تنفعل هكذا لا أظن المسعفون

سنحتاجهم لأنه كما يبدو ..........

وتردد قبل أن يضيف

لقد فارق الحياة

:

:


فارق الحياة

:

:

:

فارق الحياة

:

تردد صدى هذه الكلمة على مسمع باسم

وهو غير مصدق بعد لما حدث لصديق

عمره ورفيق دربه كل هذه السنين

تجرعا خلالها مر الأيام وحاربا معا

الظلام والظلم الذي شاهده باسم على أيدي أعداءه

لقد كان له بمثابة الصديق والأخ و الخليل والمعين لقد جسد

له كل معاني الوفاء والتضحية

..........................................


نظر باسم للمرة الأخيرة لجثمان خليله الوحيد

وقبل جبينه وأرخى على وجهه الرداء الأبيض

واستأذن من عائلته لأنه لم يستطع

أن يتقدم معهم لدفن رفيقه فالموقف كان أصعب

مما يحتمله باسم المسكين

أكمل إجراءات الحجز للتذكرة المغادرة لمدينة

صغيرته وحتى يتسنى له أخيرا أن يستريح

من عناء الرحلة الحزينة

ركب الطائرة وعيناه معلقتان من النافذة

على تلك المدينة التي لم تحمل له

سوى الأسى والعذاب وكيف لا وقد فقد

شمعة حياته و نور دربه و معينه بعد الله على مصاعب الحياة

وصل من المطار مباشرة لمنزله وقدماه لا تكاد تحملانه من الإجهاد

والحزن لكن سرعان ما تلاشى شعوره

بالإعياء حينما أدار مقبض غرفة صغيرته

حيث وجدها نائمة كالأميرة في الروايات الخرافية

وعادتها في احتضان وسادتها مازال يلازمها

اقترب منها بخطى مثقلة بالهموم والأسى والحزن

والخوف عليها مما سيحدث معها في الأيام القادمة

حيث سيكون الانقطاع الكلي عن تجرع ذلك

السم القاتل
وقبل جبينها بخفة وغادر غرفتها
وفي طريقه لغرفته قابل أم جيهان

أم جيهان بهدوء وفرح :

حمدا لله على سلامتك سيدي

باسم ببرود قاتل :

شكرا لك أم جيهان

استغربت أم جيهان من نغمة صوته الحزينة

: ماذا حدث يا سيدي هل تم القبض على المجرمين ؟

باسم والدموع تغالبه :

كما أظن

أم جيهان بفرح:

الحمد لله وأخيرا سينال أولئك المجرمون

نصيبهم من العقاب

انتفض باسم بقوة وقال بحدة وعيناه احمرت

من الغضب:

كلا لم ينالوا جزاءهم بعد لم ينالوا جزاءهم

استغربت أم جيهان أكثر وقالت :

كيف أولم تقبض عليهم عناصر الشرطة !

ألا يكفي لينالوا جزاءهم وانتصرنا عليهم

وأنقذنا الله منهم ولم يصبنا أي مكروه

باسم والحنق يخنقه:

يا ليت لو كنا كما تقولين

لكن ليس بأيدينا شيئا في رد القضاء والقدر

يا ليت أن المكروه أخطأه و أصابني

أم جيهان ولم تعد تفهم شيئا مما يقوله باسم :

من تقصد أوضح !

ثم شهقت وقالت :

سمير ماذا حدث له !

هل أصابه مكروه! أخبرني

لم يستطع هنا باسم أن يتمالك نفسه وشرع

بالبكاء في وسط ذهول أم جيهان

وقال باسم ومن بين شهقاته :

لقد مات ... لقد مات

ثم جثا على ركبتيه وهو يقول :

لقد جعل من جسده درعا واقيا ليحميني من

الرصاصة التي كانت تقصدني دون علمي

لقد كان يلفظ أنفاسه بين يدي وهو يقول لي:

سامحني

ثم ازداد بكاء باسم وأكمل بصعوبة قائلا :

وكيف لا أسامحه يا أم جيهان ! كيف !

وبتر عبارته فلم يعد قادرا على إتمامها

أم جيهان وهي تحاول أن تهدأ من روعه

وتواسيه في صديق عمره :

يكفي سيدي أنت تعاقب نفسك هكذا يكفي

و شاركته البكاء هي الأخرى

................................

في صباح اليوم التالي استيقظ باسم وهو لا يشعر

بدفء أو بضوء شمسه

أم جيهان وهي تطرق الباب برفق:

سيدي لقد آن لك أن تستيقظ

باسم بجهد :

حاضر

تناول إفطاره مع أم جيهان بينما صغيرته

حبيسة غرفتها فهي منذ تلقيها العلاج

لم تغادر وكرها الصغير وكأنها بذلك

تختبئ فيه من غدر الزمان

باسم بتأوه وألم موجها سؤاله لأم جيهان :

هل تناولت صغيرتي إفطارها

أم جيهان بتأكيد:

نعم سيدي ولكن الحقنة لم تأخذها بعد

باسم بحدة:

كلا يا أم جيهان يجب أن تتوقفي

عن حقنها فجدول حرمانها من تلك المادة اللعينة

التي تسببت في موت أعز شخص على قلبي

توقفوقام من فوره ودخل غرفتها ليجدها

تلتف حول نفسها كيرقة تلتف بخيوطها الحريرية

وقال بحنان :

صغيرتي هل أكملت إفطارك

جوري بعدم مبالاة:

نعم وما دخلك أنت

باسم بألم وهو يشاهد صغيرته فاقدة للإحساس من حولها:

ما دخلي أنا بك !

ثم ضحك بألم وقبل أن يغادر استوقفته قائلة :

انتظر تدخل هكذا غرفتي وكأنك تأبه بوجودي حتى

أين كنت حينما كنت بحاجة ماسة إليك

و صرخت قائلة :

أعدني لأبي أنا لا أريد العيش معك ثانية

استوقفتها أم جيهان قائلة:

يكفي يا جوري لا تقسي عليه أكثر من ذلك يكفي ما يعانيه

جوري بنظرات استحقار لهما:

وماذا أصابه أنا لا أرى

سوى أنه يقف أمامي بكامل قوته بينما

أنا أعاني الآلام من الجرعات التي يحقنها إياي بيديه القذرتين

أم جيهان بغيظ وحدة :

جوري توقفي

لكن جوري لم تستمع لتنبيهات أم جيهان

فاستطردت قائلة:

أليست هذه هي الحقيقة يا ....ثم نظرت إليه باشمئزاز:

زوجي العزيز

وقالت جملتها الأخيرة باستهزاء مما جعله يلتفت

إليها بدهشة مما قالته وكأنها تتعمد جرحه ولم ينطق بل

أدار ظهره لها ليغادرهم لكن أم جيهان

استوقفته لتعتذر عن تصرف جوري وقالت بحدة لجوري :

دعك منها فهي تحت تأثير

المخدر الذي تشتاق لتأخذه دعنا نحقنها به

كي تهدأ

لكن باسم صرخ بوجه أم جيهان معترض:

كلا ولن تحقن مرة ثانية

ثم التفت

إلى جوري وأمسك بذراعها بقوة وأردف:

ألم تقولي أني ذلك الحقير الذي يحقنك ؟

أنا قررت منذ الآن أنني لن أكون ذلك السافل

الذي يناولك السم بيديه بعد اليوم

وأمسك بالحقنة التي كانت بيد أم جيهان

وقام بكسرها بقدمه وسحب جوري لغرفته

الخاصة وأغلق عليهما الباب وأمر أم جيهان

أن لا تأتي إليه أبدا ولا تقترب من غرفته

مهما سمعت من صرخات جوري المستنجدة

انصاعت أم جيهان واستغربت من جفاء باسم

وقسوته على صغيرته التي كان يخشى عليها

من نسمات الهواء وأتربة الأرض

لكن الأمر لم يكن بيده المسكين فقد تجرع

اليوم من المر ما جعله يبدو على هذا الحال

موت أعز الناس له وصراخ جوري الجنوني

تريد حقنتها وتعب اليوم وهو يكمل إجراءات

دفن رفيق دربه والسفر بالطائرة والقدوم مباشرة من المطار

إلى غرفتها ليجدها بهذه القسوة والجور

أطلق زفرة حارقة على جوري وهي نائمة

بعدما حقنها بالمهدأ وليس الهروين

وعلى سمير سكرتيره المخلص الذي فارقه وللأبد

نعم كان مخلصا فما حدث بينه وبين عائلة

عادل وبين سمير ومشاحناته معه كله

كان مجرد مشهد تمثيلي أتقن سمير دوره الشرير فيه

أمام عائلة عادل حتى يقنعهم منذ البدء أنه خائن لصديقه

لقد تاب بالفعل منذ أن كشف أمره في المرة الأولى

أمام ذلك العجوز الذي يعمل لحساب حازم

هو كان يدرك أنها لعبة خطرة أمام أعداءه

وكان يعلم مدى قوة الموقف حينما يدعي أمامهم

عن اختطاف جوري من قبل سمير

وقد تعمد سمير منذ البدء أن يخفي عن باسم

السبب وراء حجزه لتلك التذاكر له إلى تلك المدينة الغريبة

حتى يوهم أعداءهم أن باسم انتقل لتلك المدينة

وكان يعلم بمراقبتهم له لذلك اتصل من رقم غريب

وأخفى عنهم أنه أخذ جوري و أم جيهان

لمكان آمن وليس ذلك المكان الذي تمت به الصفقة والقتل

فحينما قدم باسم ليشاهد جوري كان بمنزل

مياس لأنها هي من استقبلتهم وقد عين حراس

شخصيين لحراستهم وحراسة مياس أيضا منهم

وتعمد أن يوهم عائلة عادل أن جوري

بحوزته في ذلك المكان الذي انتقل إليه

باسم وصديقه بعد أن اطمأن على صغيرته

وأنه تم الحجز لها على أول مقعد للطائرة العائدة لمنزلهم

لذلك حينما أمر سمير بإحضار جوري

استوقفه باسم أنه لا يريد لهم أن يشاهدوها

وهي على حالها المدمنة واتفق معه أمامهم

أن يأخذها لمكان آخر آمن

هكذا كانت الأحداث تواليا

وتلقي الرصاصة التي انطلقت من مسدس

فارس بعد أن أعلن الضابط أن حازم هو صاحب ذلك المكان

لينتقم منه فقد كان المكان مسجلا باسم

حازم والذي بدوره وقع على أوراق الملكية للمكان

دون أن ينتبه فقد شتت انتباهه هو ومن معه مشاجرة

باسم مع سمير على اتفاقية توقيع الأوراق وتسليم جوري

والأوراق والملكية للشركة كانت بيعا

وشراء لباسم وليس لسمير وكيف

لهم أن ينتبهوا لأسم المالك وهم قد صدقوا

التمثيلية التي أبدع ممثلوها في حبكة دورها

وببراعة فاسم سمير أتى في العقد على نحو أنه

شاهد وليس مالك

أليس معذور إذا بكى عليه كل ذلك البكاء

وفي الآخر يأتي بعد كل هذا العناء ليجد

جوريتتهمه وبكل قسوة بعدم مبالاته بها

فقد ضحى بأعصابه و خليله وكاد أن يفقد حياته

في خضم الصراع بينه وبين أقرباءها

حاول أن ينام في غرفته على الأريكة

حتى يكون قريبا من صغيرته حينما تحتاجه

فقد كان يخشى عليها أن تعود للصراخ وحالة

الهستيريا التي اعترتها قبل قليل

...................................

مضت الأيام وباسم في صراع نفسي

وجسدي مع جوري والتي اشتدت في الآونة الأخيرة

حينما قطع عنها الحقن المخدرة وفي أحد الأيام

وبينما باسم يمسك جوري ويثبتها على السرير

ويوثق يديها بمساعدة أم جيهان

ليعطيها المهدأ سمع جرس الباب

باسم بتعب :

اذهبيأم جيهانإلى الباب لتعرفي من يأتي في هذا

الوقت فقد كان الوقت فجرا

ذهبت أم جيهان لتعود مسرعة وبيدها

خطاب محكم الإغلاق يبدو أنه يخص باسم

مد باسم لها يده ليستلمه والدهشة تعلو محياه

لكن سرعان ما اختفت تلك الدهشة حينما عرف محتواه

وقال وهو يضحك باستهتار:

أما آن لكم أن تتركوني بحالي !

ألم يكن الدرس الأخير كاف لكم أيها ...

ولم يكمل ونظر لأم جيهان والتي ظهر عليها التساؤل

وأوضح لها محتوى الخطاب

أنه دعوى من عائلة عادل له ليستوجب

في قضية المخدرات التي لقفت لحازم

.........................................

وفي الجلسة وبالتحديد بعد أسبوع من تسلمه الدعوى

........................................

الضابط:

أتقصد أن المكان برمته لحازم وأنت لا دخل لك به

باسم بتأكيد:

نعم سيدي لقد أحضرنا هو وأفراد عصابته

لذلك المكان حتى يستدرجني لأوقع على

امتلاكه لأسهم ابنة عمه اليتيمة

حازم بحدة:

أنت تكذب أنت من استدرجني وعائلتي

لذلك المكان الرهيب واسأل الحراس عن ذلك

الضابط بغيظ:

اصمت يا حازم أنا لم أوجه الكلام لك

و أضاف باسم وهو يرمق حازم باستفزاز :

نعم واسأل الحراس إن شئت سيدي

استغرب حازم من موافقة باسم على

استجواب الحرس ووافق بدوره الضابط

واستدعي حارسا تلو الآخر وكلهم يؤكد

كلام باسم أن ملكية المكان تؤول لحازم

ضرب عادل بيده على الطاولة أمامه ووقف

معترضا وقال:

كل ذلك كذب ومن تلفيق باسم

إن المكان لا نعلم عنه شيئا وأولئك الحراس

لا بد أنه قد اشترى صمتهم بالنقود

الضابط بملل:

يكفي وإلا أخرجتك من هنا

عاد عادل مقعده بعد تهديد الضابط بطرده

واستكمل الضابط تحقيقه بقول:

إذا أنت تنكر مجددا وتتهم باسم بأن له يد في ذلك

حازم بيأس :

نعم أنا ثابت على كلامي

الضابط :

لا نستطيع في هذه الحالة إلا نترك باسم

يعود من حيث جاء وذلك لعدم توفر الأدلة ضده

...................................


خرج الجميع من غرفة الضابط

يسبقهم باسم وابتسامة النصر تعلو وجهه

عادل بغضب وحدة وهو يمسك بياقة باسم :

سوف تدفع الثمن أيها الأرعن

باسم وهو يبعد يده عنه :

ومن قال أني لم أدفع الثمن لقد

دفعته مسبقا حينما قتل ابنك فارس صديقي الوفي

والآن يحق لك أن تتذوق ما أسقيته لي مسبقا

بجورك وظلمك لي كل هذه السنين

فأحد أبناءك أضحى مروجا للمخدرات ولآخر

ينتظر الرحمة والشفقة من عائلة سمير لتعفو عن

مقتل معيلهم الوحيد

عادل بنبرة استعطاف :

أرجوك يا باسم إرحم حالي أنا لا أريد أن

أفقد أبنائي كليهما أقلها أقنع عائلة سمير للتنازل

عن دماء ابنهم وقل للحراس أن يغيروا

أقوالهم ضد حازم بامتلاكه ذلك المكان

باسم بحزم :

كلا لن يتغير شيء وعائلة صديقي إن تنازلوا

عن الحكم فأنا لن أتنازل عن دماء رفيقي

عادل والدموع تبلل وجهه:

من أي طينة خلقت وكيف لا يكون في قلبك

شفقة على أب يستنجد بك لتعيد له أبناءه لحضنه

باسم بغيظ أكبر:

وأين كانت شفقتك وأنت تحاول سلب

أموال فتاة يتيمة و وحيدة بدل من أن تحتضنها

وتحميها كنت أنت السارق لحقوقها

وأين قلبك وضميرك حينما قتل ابنك صديقي

المسكين الذي يعيل عائلته

ثم غادره وهو يدعو بداخله عليه

.......................................

وصل للمنزل وصعد لغرفتها ليجدها

تتناول غذاءها من مربيتها فاصطنع ابتسامة

على شفتيه رغما عنه وعن المعاناة والتعب الذي

بات رفيقه منذ موت رفيقه ومشاكل عائلتها

وإدمان صغيرته

وقال :

كيف حال صغيرتي اليوم

أم جيهان تبادله الابتسامة بالرغم من أنها

تعلم ما يعانيه المسكين:

الحمد لله اليوم بأحسن أحوالها

نظرإليها لكنها كانت في عالم آخر

عالم مليء بالظلمة والكآبة والألم والظلم وعدم

الشعور بالأمان و بمن حولها

أحس باسم بما تمر به فقال مخففا عنها:

لاتحزني صغيرتي فالغد سوف يكون أجمل

بإذن الله فأنت لا ذنب لك بما حدث

وإدمانك كان مدبر من سعيد الحقير الذي لن

يفلت من يدي هو الآخر

جوري باستغراب :

كيف تدعو أبي بالحقير أنا لا أسمح لك

قاطعتها أم جيهان بحدة:

كلا إنه لي....

لكن باسم قاطعها حتى لا يصدمها وهي على

هذه الحال فقد كانت متشبثة به بقوة وبأبوته

فلم يرد أن يصدمها بالحقيقة المرة ففضل أن

يلف الموضوع بطريقته الخاصة فقال معتذرا:

أنا آسف صغيرتي لم أقصد والدك بذلك

بل عامل عندي يدعى سعيد هو من كان السبب

جوري باستغراب :

وكيف !

باسم :

لقد أعطاك المادة وأنت بمنزل والدك

دون أن تنتبهي فقد كان يأمر الخادمة

أن تضعه في عصيرك حتى تدمني

وكان يعطيها مبلغا محترما مقابل ذلك

جوري باستفهام :

وكيفدخلإلى هناك وماذا يريد مني بالضبط

باسم بحبكة:

دخل إلى هناك بحجة أنه عامل صيانة لأنه

كان يعمل لدي مسبقا بتلك المهنة وأنا

قد قمت بطرده من الشركة لأخلاقه الغير سوية

وقد استعان به والدك سعيد مسبقا لأني

أنا بنفسي من أرسله له لكي يصلح بعض الأعطال

في منزله خدمة مني لأبيك وبذلك استطاع

استدراج الخادمة وقدم إليها رشوة لتفعل ذلك

هزت جوري رأسها استيعابا للكذبة التي

اضطر باسم لأن يخبرها بها

.................................

غادرغرفتها ليرخي جسده على السرير

فاليوم كان مجهدا من الصراعات مع عائلة حبيبته

وصغيرته فهو منذ أيام لم تذق عيناه النوم

فبين كل لحظة وأختها كان يستيقظ ليطمأن على جوري

وكانت في أحيان كثيرة توقظه بصراخها وضرباتها

على جسده طلبا للمخدرات لأنه تركها

حبيسة معه في غرفته ولم يغادرها لثلاث أسابيع

متتالية وكانت أم جيهان تدخل عليهم بالطعام

وحينما تكون جوري هادئة أو بحاجة لتغيير ملابسها

وكان هو بدوره في هذه اللحظات يأخذ لنفسه قسطا من الراحة

و يستسلم للنوم

.................................................. .........

واستسلم للنوم بعد أن اطمأن أن

جوري أخذت حقنتها المهدئة واستسلمت عيناها البريئتين للنوم

ونام هو الآخر لعل الغد يكون أفضل

..................................

انتهى البارت

...................................




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 10:23 PM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



البارت الثاني والثلاثون

مر أسبوع آخر قبل أن تتماثل جوري للشفاء

ونزلت للمطبخ لتشارك الإفطار مع مربيتها واستعدت

لتلبس أحلى ما لديها من الثياب احتفالا بشفائها

فهي لم تغادر غرفتها منذ أن قرر باسم

حبسها يوم قدومه من دفن صديق عمره

ارتدت جوري لون يعبر عن النقاء والحياة

اختارت اللون الأبيض وامتزج بألوان الربيع الفاتحة

وتركت شعرها ينسدل على كتفيها براحة

فكما بدا أنه ازداد طوله ليصل إلى منتصف ظهرها

فكل فترة العلاج كانت أم جيهان تعقده لها

وترفعه عنها حتى لا يضايقها

وكان فستانها قصيرا بعض الشيء يصل

لمنتصف الفخذين

ووضعت القليل من أحمر الشفاه على شفتيها

بلمعة وردية واكتحلت بلون أزرق بحري

ووضعت رشة عطر هادئة

فبدت بغاية الجمال والبراءة

لا تستغربوا الأمر لارتدائها ذلك اللباس

فباسم لم يكن موجودا لأنه اضطر للسفر

ليحضر الجلسة الثانية مع عائلة جوري

لذلك أخذت حريتها في اللبس

..................................


جوري بابتسامة :

أميهل لكأن تسكبي قدحا آخر من الشاي

أم جيهان بابتسامة امتنان :

طبعا صغيرتي

واحتضنتها بقوة وهي تقول بين أدمعها :

أخيرا عدت أهلا بك مجددا في منزلك

سيفرح باسم كثيرا حينما يراك على هذا الحال

وأنت متأنقة ووجهك عادت له إشراق الحياة

أطرقت جوري رأسها حزنا وقالت:

لكنه لا يستطيع أن يراني و أنا على

هذا النحو من التأنق أمي

أم جيهان باستغراب :

ولم يا بنيتي ؟

جوري بحزن :

فقط لأني لم أعد زوجته كالسابق

أم جيهان بحنق:

لكن أنت ما زلت علــ......

أرادت أم جيهان أن تقاطعها لتبين لها

أنها ما زالت على ذمته وأن سعيد

مجرد محتال استأجره حازم ليمثل دور الأب عليها

لكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة حينما

قاطعها صوته حانيا:

لكنك ما زلت صغيرتي التي تربت

على حجري

التفت جوري لتجده واقفا أمامها ويبدو

عليه الإنهاك والأرق ويرمقها بنظرات

لم تفهما أبدا

فوقفت لتغادرهم

وتتوجه لغرفتها فهي لم ترد أن يشاهدها

باسم وهي بهذا الرداء الجميل الكاشف

لجسدها والعاري الكتفين لكنه اعترض

طريقها ووضع يديه على باب المطبخ

وهي وقفت في مكانها مذهولة خائفة

وقال وهو يتفحص جسدها بنظرات لا يفهمها سوى

سوى لغة الرجال في تلك الحالة:

إلى أين ألن تكملي إفطارك معنا

جوري بتوتر وخوف ظاهرين:

كلا لقد شبعت اسمح لي أن أذهب

باسم ومازال واقفا دون حراك:

لكني لم أتناول إفطاري بعد ولن أتركك تغادري

حتى أستهل إفطاري

ثم أمسك بخصرها بغتة وجذبها إليه

بقوة ومال اتجاهها وهو يلهث ليقبلها

واضعا يديه حول عنقها لكنها

دفعته في اللحظة الأخيرة

تدخلت أم جيهان بحدة مصطنعة :

اتركها سيدي تذهب لا يجوز لك

أن تمنعها من الذهاب هل نسيت

ثم غمزت له بعينها ليفهم الموقف الذي

وضع نفسه به دون أن يشعر

ابتعدعنها وترك لها مجالا لتمر من جانبه

ودقات قلبه تسمع خلف الباب الذي تركته

وآثار عطرها وخصلات من شعرها

ما زالت على أصابعه

أم جيهان بلوم:

ماذا حدث لك سيدي هل نسيت

أنك لم تخبرها بعد عن عودة علاقتكما الطبيعية

باسم بنبرة يملؤها اليأس والحزن:

أنا لا أعلم حقيقة كيف نسيت

ثم ضحك على تصرفه الغبي وقال

وهو يغمض عينيه والألم يعتصر قلبه:

رغما عني ياأم جيهان

وأطلق زفرة حارقة وأضاف:

لم يكن الأمر بيدي

كان خارجا عن سيطرتي

ثم أردف وهو ينظر إلى السلالم المؤدية لغرفتها:

أنا لم أرها بهذا الجمال من قبل

آخ لقد بدت مثل السندريلا تنتظر أميرها

ليحررها من جور زوجة أبيها الظالمة

آخ ياأم جيهان إن ما ارتدته يظهر جسدها

و مفاتنها أكثر مما يستر

وشعرها آآآآآآآآآآآآآه وتنهد مطولا وقال:

منسدل على كتفيها بكل أريحية جعلني

أسبح في خصلاتها و أتأمل

أم جيهانرغبتي بها تستصرخ مستنجدة

تريد منها لمسها

وددت لو ألمس خديها المتوردتين و أتذوق

شهد شفتيها العسلية

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

ملاحظة/( كلمة عسلية كنت أقصد بها العسل

وهو هدية مني لشخص عزيز على قلبي يحب العسل كثيرا)

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تدارك باسم نفسه حينما أفرط في الفصح عن مكنون

مشاعره أمام خادمته المخلصة لكنه فاض به الكيل

قال كلماته التي تعبر عن مأساة باسم ومعاناته

طويلا مع صغيرته التي لا تشعر به أبدا

تنهدت أم جيهان بملل من تصرفات باسم والتي

لم تعد تفهمها ما الذي يمنعه من قول الحقيقة لجوري

وممارسة حقوقه عليها كأي زوج على زوجته

لكنها لا تعلم أنه قطع وعدا لوالدها أنه لن يقترب منها قبل

أن تفهم معنى الزوج وعهدا على نفسه أنه لن يقربها

قبل أن تتقبله كزوج وليس كولي ووصي عليها

إنها معادلة يصعب فك طلاسمها من جحافل الرياضيات

وعلماء الفيزياء معادلة لا يعلم مفتاح حلها

سوى باسم وقلبه اليتيم

.............................

جلس على أريكة الصالة وهو يقرأ جريدته بهدوء

ويشرب فنجان القهوة الذي أعدته أم جيهان بتفنن

وما لبث أن لمح جوري تعود للمطبخ وهي ترتدي

زيا أكثر احتشاما من السابق

لتستكمل إفطارها ولم يرد أن يدخل عليها

أو يزعجها فعاد لقراءة الصحيفة أمامه

وشد انتباهه خبر غير متوقع في صفحة الحوادث

أعاد قراءته مرارا وتكرارا ليتأكد من صحته

ومن الأسماء المذكورة فيه أغلق الجريدة

وتوجه مسرعا للباب وأغلقه بقوة ليؤكد مغادرته

لجوري وأم جيهان

جوري متسائلة :

ماذا به كيف يغادر على هذا النحو

أم جيهان :

يبدو أن هناك شيئا أزعجه

جوري ببراءة:

لكني لم أقترف ذنب في تركي إياه

هكذا وماذا كنت تتوقعين مني أن أراه واقفا

أمامي يعترض طريقي وأنا لا أرتدي زيا محتشما

فقد فاجئني بقدومه هكذا وهو لم يغادرنا

لأكثر من نصف ساعة كما أخبرك أنه

مضطر للسفر لأمور العمل ليفاجئنا

بعودته على هذا النحو

وفاجئني أكثر حينما اقترب مني وأرد تقبي.....

لم تتم عبارتها لأنها أحست بقشعريرة

لذيذة تسري بجسدها من مجرد التفكير

في تلك اللحظة الرائعة

أم جيهان وهي تهز رأسها معارضة:

كلا لم تكوني أنت السبب والذنب ليس ذنبك

يبدو أن هناك أمرا يخفيه عنا

ثم نظرت للباب الذي غادره وأضافت:

ولا بد لي من معرفته قريبا

.................................


اتجه باسم مسرعا في طريقه للمصنع

الخاص بالشركة ليجد هناك حريق

في جزءه الخلفي وكما يبدو أنه كان

فظيعا ومدمرا

توجه بعدها لمكان المؤسسة لعله يلتقي

أحد موظفيه ليخبره عن سبب ما حدث

وجد باسم المدير التنفيذي وهو يهم بالمغادرة

في مواقف السيارات الخاصة بالشركة

فاستوقفه وقال وهو يلهث:

ها أنت انتظر أريدك لا تغادر

التفت إليه فزعا للحظة

ثم توقف و أضاف باسم:

ماذا حدث البارحة في مصنع الأقمشة

أخبرني ياعمر

عمر :

أخيرا وجدناك سيدي كنا نبحث

عنك منذ البارحة وهاتفك لم ترد عليه الليل

بأكمله أين كنت!

باسم بغضب :

كنت في اعقد مؤتمرا في بريطانيا !

أين كنت بالطبع بمنزلي

عمر بتصميم :

لقد اتصلنا بك مرارا

على هاتفك النقال حتى هاتف المنزل دون أن تجيب

نظر باسم لهاتفه وقال لحظة::

صحيح هناك 25 مكالمة من هاتفك

و 17 مكالمات من هاتف تيسير انتظر

ثم أكمل قائمة الاتصالات وقال:

وأيضا اتصالان من عادل لكنه كان قبل

ساعة

ثم تذكر أنه وضع هاتفه على وضعية الصامت

وقام بتحويل اتصالات هاتف المنزل لجهازه الخاص

باسم وهو يتأسف :

صحيح نسيت أنا لم أجب على اتصالاتكم

لكن أخبرني كيف حدث هذا ؟

عمر بأسى :

صدقني سيدي لا أعلم لقد أخبرني

أمين المخزن أنه جاءه اتصال مفاجئ

بإصابة زوجته بحادث فاضطر للخروج

لكنه ترك أحد الصبية يستلم مكانه

وحينما اطمأن على زوجته عاد ليجد

النار بدأت تلتهم المصنع فاتصل من فوره

على هاتفي وأنا قدمت بنفسي وتأكدت

وكما قالت لك مسبقا اتصلت بم لكن دون جدوى

فاضطررت للاتصال بالشرطة والتبليغ عن الحادث

وقد قيد الحادث ضد مجهول

باسم بغضب:

والصبي الذي تركه تيسير ليحرس مكانه

أين هو ومن يكون أولم يستدعيه الضابط

ليكشف السبب

عمر بتردد :

لقد ....لقد

باسم بحدة:

تكلم لماذا تتلعثم هكذا

عمر :

لقد توفي في الحادث

باسم بصدمة :

ماذا !


ثم أنزل رأسه وأضاف:

كله خطأي لو لم أقفل الهاتف لما

حدث ما حدث لكن قضاء الله و لا راد لقضائه شيء

غادر للمستشفى ليطمئن على الموظفين المصابين

وتوجه بعدها لعائلة الصبي الذي قضى نحبه في الحريق

ليقدم العزاء لهم وقد أعطى لأمه المسكينة ظرفا به

بعض النقود وطلب منها أن تتصل به في أي وقت

احتاجت إليه

ثم توجه بعدها لمخفر الشرطة ليستكمل الإجراءات

بعدها توجه لمنزله ليستريح من عناء اليوم

فهو قد غادر منذ الصباح الباكر ولم يعد

إلا في ساعة متأخرة من الليل ولم يتناول

طيلة هذه الفترة شيئا لانشغاله

.....................................


أم جيهان وهي تضع الطبق أمامه :

أخبرني سيدي لماذا خرجت هكذا على عجل

في الصباح ولم تخبرنا عن سبب خروجك على

هذا النحو

باسم بتعب :

لا شيء فقط مشكلة في المصنع وسوف يتم

التعامل معها قريبا ليتم حلها بإذن الله

لا تقلقلي ثم التفت ليبحث عنها فقال :

أين جوري مالي لا أراها معنا تشاركنا الطعام

أم جيهان وهي تبتسم بخبث:

لقد استأذنت حينما سمعت صوت مفتاحك يدار بالباب

يبدو أنها تخجل منك كثيرا هذه الأيام

باسم بابتسامة باهتة :

ولم تخجل وهل فعلت لها شيئا أخجلها

أم جيهان بمكر:

أنسيت ما فعلته لها اليوم عند باب المطبخ

حتى أنك تناسيت وجودي للحظة

ضحك باسم من إشارات أم جيهان المقصودة

و قال :

ولماذا تدسين أنفك فيما بيننا لماذا

لم تغادرينا وتتركي زوج و زوجته يمارسوا

حقوقهم المعتادة والطبيعية

ألا تلاحظي أنه كلما اقتربت منها

تأتي أنت كهادم اللذات ومفرق الجماعات

وتفسدين كل شيء

ضحكت أم جيهان وأضافت:

نعم بالسابق كنت أتعمد أما الآن

حظك العاثر عزيزي

ثم ضحكت وأضافت بخبث:

أنت كنت تتحرش بها أمامي

هذا وأنا معكم في نفس المنزل كيف

لو غادرت ماذا ستفعل بها

ابتسم باسم لمجرد تخيل نفسه مستفردا

بجوري فقال وهو يبتسم لها :

لا أعلم هذا يتوقف عليها وعلى مدى تقبلها لي

تركها بعد أن تناول وجبته وذهب لغرفته ليستريح

وينام ليستعد لمعركة أخرى بطلها مجهول

تعمد إحراق إحدى مصانع جوري

...........................................


في اليوم التالي :

استيقظ باسم على هاتفه النقال يتصل

عدة مرات فأجاب و النعاس يغالبه:

آه نعم ماذا هناك

المتصل :

أما زلت نائما

باسم باستغراب :

ومن أنت لتسألني عن استيقاظي في هذا الوقت !

المتصل :

يبدو أن النوم يغالبك حتى لا تتعرف

بالرقم الظاهر أمامك أم أن الحريق

الذي اندلع منذ يومين بمصنعك أنساك

صوتي

باسم وهو ينهض فزعا :

من !

ثم نظر للرقم ليتأكد من أنه هو

ثم قال بملل:

ماذا تريد يا عادل تكلم

عادل بغضب مصطنع:

عادل هكذا دون عمي

باسم بملل :

ماذا تريد أوجز

عادل :

أتمنى أنك فهمت الرسالة جيدا

باسم وعينيه تتسع من مقولة عادل:

إذا أنت من كان وراء ذلك الحادث الشنيع

عادل وهو يضحك :

ولماذا أنت منفعل هكذا اهدأ

باسم بغضب:

وكيف تريد مني الهدوء ألا تعرف ماذا اقترفت

عادل بسخرية:

وماذا اقترفت لقد احترق مصنع بسيط

إلى جانب المصانع الضخمة التي تمتلك

فلماذا كل هذا التجهم والغضب

باسم بحدة :

أنا لا أهتم بالمصنع أو النقود بل أرواح

أناس قد فقدت في الحريق المفتعل

عادل ببرود وعدم مبالاة:

وماذا إذا ها !

فقط عوض ذويه بالمال فهم بالتأكيد بأمس

الحاجة به على العموم لقد كسبوا مالا

سينفعهم مدة من الزمان بدلا من ذلك

الفقير الذي لا يغطى ماله معيشتهم

على الأقل استفادوا من موته

باسم بغيظ و احتقار:

أنت لا يمكن أن تكون من جنس البشر أبدا

يحمل بين جنبه قلب ينبض بالدماء

عادل وهو يصرخ:

كيف تجرؤ على اتهامي هكذا ألا تعرف

إلى من تتحدث !

باسم بحدة أكبر:

إلى حقير وضيع همه في هذه الدنيا

جمع الأموال وامتصاص دم الأبرياء

وأموال اليتامى ألا يكفيك موعظة أن أبناءك

في ورطة بدل من أن تدعوا لهم وتتضرع لربك

عله يغفر لك بعض ذنوبك المتراكمة

وينقذكم مما أنتم فيه تتسبب

في موت رجل بريء يعيل عائلته الفقيرة

لكن صدقني لن تفر من العقاب

عادل باستهزاء :

من سيعاقبني أنت

باسم بجدية:

بل رب العباد يا عديم الضمير والمسئولية

لكن أتعلم أمرا لا بد أن تدفع ثمن الحريق

ويضاف لرصيدك

عادل باستفهام:

ماذا تقصد!

باسم :

سيخصم من حقك في الميراث

عادل بحدة :

أوضح أكثر كيف

باسم باستهزاء:

أنت لم تترك لي الخيار في أن

أخصمه من نصيبك من الشركة

هل تعلم يا محترم أن الأوراق التي

وضعت بصمتك المباركة عليها

تلك الليلة المشئومة خولت لي التصرف

في توزيع حقك في الشركة

لذلك يا عزيزي المصنع من أملاكك

الخاصة وبذلك لا يبقى لك سوى

بضع نقود عندي لا تتجاوز عشرات الآلاف

وهذا أقل عقاب يمكنك أن تناله

عادل والدهشة تعتليه:

كيف لم أفهم !

يعني الأوراق التي وقعناها لسمير

لم تكن له لقد قمتم بخداعنا أيها السفلة

باسم بتهديد :

أنا لا أسمح لك أن تهين صديقي الراحل

على الأقل لم يخن العهد كما فعلت أنت مع شقيقك

وحاولت سرقة مال ابنته

عادل بشك واستفهام :

يعني أنت الآن لا تزال المالك للأموال

وعائلة سميرلن تسلبنا أموالنا كما اعتقدت

باسم بتأكيد :

نعم انا مازلت المالك الشرعي لأموال جوري

وأموالكم على حسب الوصية أيها الأرعن

عادل بدهشة :

يعني لم تحول حقوقنا إليك بعد

باسم :

وهل كنت تعتقد أني سأسلبك مالك وحقك في الشركة

هذا يعني أنكم لم تعرفوني بعد

أنا لو كنت أنوي الغدر كان فعلت ذلك و منذ زمن

حولت كل أموال جوري لحسابي الخاص

وقمت ببيع الشركة وإدخال شريك جديد

عليكم ويحق لي ذلك بموجب التوكيل الذي

أمتلكه ولا تنسى أيضا أن ربع الشركة باسمي

والنصف لجوري هذا يعني أن ثلاث أرباع

الشركة تئول لي يا ذكي وأنت

وعائلتك الكريمة لا تمتلكوا فيها

سوى الربع

عادل وبدأ جانبه يلين ويضعف

أمام الحقيقة التي اكتشفها:

أرجوك يا بني لا تعاملني هكذا بجفاء

وأعد مالنا كما كان

باسم بخبث:

تقصد ما تبقى من أموالكم بعد الحريق

عادل بتوسل:

أرجوك يا باسم لا تتحدث هكذا

أنت لا يرضيك أن أتشرد أنا وأبنائي

هكذا

باسم بسخرية:

تقصد ما تبقى من أبنائك على حد علمي

فأحدهم مسجون بتهمة القتل أما الآخر

بتهمة تخوله لأن يعيش ما تبقى من عمره بالسجن

فالقاضي لن يرضى بأقل من سجنه بمؤبد

عادل بحنق :

لم أكن أعلم أنك تمتلك كل هذه القسوة

باسم بسخرية أكثر:

حتى أنا نفسي لم أكن أعلم

لكن أتعلم أمرا !

الفضل كله يعود إليك وإلى تعاملك معي

وأضاف :

والآن أعذرني ليس لدي الوقت

للحديث معك فأنا على عجلة من أمري

لأني سأذهب من فوري وأسجل المصنع لحسابك الخاص
حتى أخصمه من ميراثك

وأغلق الخط قبل أن يجيبه عادل

أحس باسم أنه رد بعض من الإساءات التي

كان يلقاها من عادل وعائلته

وبالفعل توجه للعمل دون أن يتناول إفطاره

وقام بمهامه العملية وعند عودته

وجد جوري جالسة وكأنها تنتظره بالصالة

ألقى باسم عليها التحية وأراد أن يغادرها

لكنها استوقفته قائلة:

انتظر يا باسم أريد الحديث معك بأمر هام

عاد باسم أدراجه ونظر إليها وهو يبتسم :

نعم تفضلي يا آنستي ماذا تريدين مني

جوري بتردد:

أريد منك خدمة

باسم والابتسامة لم تفارقه:

وأنا تحت أوامرك سيدتي

جوري بنبرة استلطاف:

أريد منك أن تصطحبني لوالدي

باسم والبسمة اختفت من شفتيه

ماذا أعيدي على مسمعي ما قلت !

جوري بتأكيد:

أريد العودة لأبي كل هذه الفترة لم أزوره

باسم بتصميم :

ليس لدي الوقت لذلك ولا تذكري

ذلك الأمر مجددا أمامي

جوري وبدأ صوتها بالاحتقان:

ماذا تقصد أليس أبي ويحق لي أن

أذهب إليه في أي وقت

باسم بغضب:

وأين كان أباك المزعوم حين كنت تتألمين

أولم يتخلى عنك كل هذه الفترة

لا قلت لا

جوري ببكاء:

لا تكن ظالما لا يعني أنه وافق على بقائي

معك تعامله بهذه القسوة

باسم بحدة:

من أنا القاسي !أنت لا تعرفين شيئا

لن تذهبي معه وهذا أمر

جوري بتحد:

سوف أتصل به ليأخذني معه

باسم بإنذار :

إياك أن تفعلي ذلك سمعت إياك

جوري والدموع تسبقها:

أنت فقط تريد تحرمني من حنانه

أنت لا تمتلك أي شفقة أو رحمة

قاطعتها أم جيهان قائلة:

جوري توقفي

أنت لا تعلمين شيئا

باسم بيأس ونبرة ألم :

اتركيها يا أم جيهان هي لا تفتأ تتهمني

دوما بأفظع الخصال لقد تعودت عليها

أم جيهان :

اذهب إلى غرفتك واسترح يا سيدي

واترك أمر جور لي

باسم بمرارة :

كلا بل سأغادر المنزل برمته

أم جيهان بأمر :

تعالي معي لأفهمك ما يدور حولك

أعتقد أنه آن الأوان لتعلمي بكل شيء

سردت أم جيهان كل الحقائق على مسمع

جوري مما جعلها تستمع إليها بصدمة

..................................

.......................................


باسم والبحر وقد اعتاد أن يفرغ طاقاته به

استنشق هواءه عدة مرات ومع كل زفرة

يخرج الهموم التي تجمعت بداخله

جلس ساعات قبل أن يعود للمنزل

دخل مباشرة إلى غرفته فهو لا يريد أن يراها

بعد ما سمع منها لكنه وقبل أن يخلد للنوم

تسلل كعادته لغرفتها ليطمئن عليها لكنه

لم يجدها كما توقع نائمة تحتضن وسادتها

فاضطر للدخول ليبحث عنها وقبل أن يغادر غرفتها

وجدها تقف بالباب مستفهمة عما يفعله في غرفتها

في ذلك الوقت المتأخر من الليل

جوري باستفهام:

ماذا تفعل عندك

ارتبك باسم ولأول مرة في حياته من جوري

فقال بارتباك:

لا شيء فقط كنت أريد الشاحن الخاص بهاتفي

جوري وهي تبتسم بمكر:

وماذا يفعل شاحنك الخاص بغرفتي

فأنا لا أعتقد أنني سأحتاجه لأنه ببساطة

ليس لدي هاتف نقال

زاد ارتباك باسم لكنه تدارك نفسه وأجاب :

انظري هناك لقد وجدته

نظرت جوري باستغراب وأردفت :

أين !

و ألتفت عن يمينها و شمالها

ضحك باسم من تصرفها البريء وقال:

أنا كنت أقصد الدفتر الموضوع

على السرير خاصتك وليس الشاحن

هل رأيت أنت بنفسك لست واثقة من عدم

وجوده بغرفته وأنت صاحبة الغرفة فما بالك أنا

على العموم غرفتك لم تكن الوحيدة

الضحية للتفتيش بل باقي الغرف

جوري واتسعت عيناها :

كل الغرف

باسم بذهول :

نعم كل الغرف

جوري بتأكيد:

كل الغرف كل الغرف

ابتسم باسم وفهم ما كانت ترمي إليه وأضاف مؤكدا:

نعم كل الغرف بما فيها الغرفة التي بجوارك

صعدت الدماء على وجه جوري وقالت:

لكن ألا تعتقد انه لا يجوز لك ن تقتحم غرفة

أم جيهان في هذا الوقت

ابتسم باسم من سذاجتها وفهم مقصدها وقال:

ومن قال أنني اقتحمت غرفةأم جيهان

جوري بتصميم:

أنت لقد قلت أنك فتشت كل الغرف

وبما فيها الغرفة المجاورة لغرفتي

عاد باسم يبتسم ليغيظها :

وهل غرفت أم جيهان هي الوحيدة إلى جوارك

انظري هناك غرفة تفصل بينكما هي ما كنت أعنيه

لماذا دائما تظلميني

على العموم أنا لم أكذب كنت أريد الشاحن

الخاص بهاتفي ومررت على غرفتك لكني وجدتها

غير مغلقة كالعادة فخفت عليك هذا هو الأمر ببساطة

ثم اقترب منها قليلا وقال:

ألا تعتقدين أنك دائما تستبق الأحداث

لو انتظرت قليلا كنت سأكمل حديثي عن الشاحن


أطرقت جوري برأسها وندمت على تهورها

وظلمها إياه على هذا النحو ولم تنطق ببنت شفة

أضاف باسم ليزيد من خجلها الواضح على وجنتيها المحمرتين :

هل تغارين علي من أم جيهان

رفعت بصرها إليه مندهشة ثم عادت لتخفض بصرها

أضاف باسم:

هو الصحيح أن الفارق بيننا ليس كبير

لذلك الحد يعني فقط 11 وأنا في نظري

ليست كثيرة قد أتزوجها بالمستقبل فهي مازالت

تحتفظ ببعض الجمال وضحك

واقترب منها وهمس وهو يشدد على جملته :

طالما زوجتي لا تعطيني

ما أريد فالمشرع حلل لي أربع أقلها ستمنحني

ما أصبو إليه دون اعتراض

ثم تركها واقفة بلا حراك

أنفاسه كانت قريبة مني و رائحة عطره ما زالت

تجول بالمكان ودفء جسده يحوم حولي

كالطريدة تريد الانقضاض على فريستها

آخ يا باسم كيف لي لا أكون على هذا الحال

وأنا قد علمت الحقيقة نعم لقد أخبرتني

أم جيهان بأني ما زلت زوجتك وسعيد

مجرد مخادع كاذب

آه يا قلبي لقد كان يدنو مني وهو يتحدث إلي

وأنفاسه تلفح وجهي بحرقة دون أن ترحمني

وكدت أفقد الوعي من قربه

أحبك

أحبك

أحبك

يا باسم أحبك

و وضعت رأسها على المخدة بعد أن

اعترفت لنفسها أخيرا بحبها له

ونامت والآمال تتراقص أمامها

أنها ستعود على طبيعتها مع باسم

وعلاقتهما ستعود كما كانت نعم لقد وعدت نفسها

بأنها سوف تعوضه عما فعلت به

ولكن هل سيتحقق مراد جوري في تحسين

علاقتها بباسم هذا ما سيتضح لنا في البارت القادم

بإذن الله

.................................................. .....


انتهى


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 10:38 PM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الثالث والثلاثون

في الصباح الباكر استيقظ باسم

مجهدا وأخذ حماما باردا ليستعيد نشاطه

فاليوم هو اليوم الذي سيقرر فيه القاضي

الحكم النهائي لقضية حازم وبما أنه أحد

الأطراف المعنية في القضية كان لابد له

أن يحضر ارتدى باسم جينز أزرق

وقميص أبيض ومعطف أسود وحزام أسود

ووضع رشة من عطره الجذاب الساحر

وترك أزراري قميصه لأعلى مفتوحا

فظهر من خلاله الشعيرات بصدره

واسترجع شعره للخلف وقد قام بتشذيبه

بالأمس ورتب لحيته الخفيفة وشاربه

ودخل إلى المطبخ ليتناول فطوره على عجل

دخلت جوري لتشاركهم الإفطار وفوجئت

بمنظر باسم والذي بدا وسيما ومتأنقا على غير عادته

فهو في الفترة الأخيرة لم يهتم بمنظره جيدا

وترك شعره ولحيته تطول وكان دائما يرتدي

ملابس رسمية قاتمة خاصة بالعمل ورجال الأعمال

أما هذا الصباح فقد ظهر وكأنه أصغر عمرا

فتحركت نحو

كرسييها بهدوء وقلبها يخفق بشدة

باسم بهدوء ودون أن ينظر إليها :

صباح الخيرجوري

جوري والكلمات تخرج منها بالصعوبة:

صباح النور

باسم :

هل نمت البارحة جيدا ؟

جوري بصوت منخفض:

نعم الحمد لله

رفع باسم نظره إليها فوجدها تحملق به

ابتسم لها ابتسامة جذابة مما جعلها تتوتر وتخفض بصرها

لاحظ باسم ارتباكها وقال قبل أن يغادر:

أريدك يا جوري بأمر هام بعد

أن أعود من الجلسة والسفر

ثم نظر إليها بنفس النظرة التي نظر

إليها بها ذلك اليوم وأضاف:

قد يستغرق غيابي ساعات مما يتيح

لك الوقت لتتجهزي حين عودتي

ثم ابتسم لها بمكر وأضاف :

أعتقد انك علمت أن علاقتنا مازالت مستمرة

جوري بتوتر واضح:

ماذا تعني !

باسم وهو يقترب منها وبهدوء همس قائلا:

اعتقد انك بت كبيرة لتفهمي ما أريد

وغمز لها وأضاف:

تأكدي من أننا سنكون بمفردنا

وغادر

ترك باسم جوري والخجل يعتريها وجملته الأخيرة تربكها وتقتلها

وقالت محدثة نفسها :

هل من المعقول

أنه.........

كلا...كلا

أنا أتوهم إنه فقط يريد الحديث معي

لكن لماذا بدت كلماته وكأنه يريد مني......

اقشعر بدنها بمجرد تخيله يطلب منها

أن تعطيه حقه

وقالت قبل أن تغادر المطبخ بصوت مسموع :

رغبة جامحة تعتريني منك

آخ أنا لا أستطيع أن ألبي

لك ما تريد فقط لأني ....

ثم صمتت لأنها رأت أم جيهان تحملق بها

مندهشة من تصرفها ومن كلماتها المبهمة

..................................


وصل باسم لقاعة المحكمة وقبل أن يدخل

استوقفه عادل عند الباب وطلب منه

أن يتحدث إليه قبل ابتداء الجلسة وألح

في طلبه فوافق باسم وتطرف معه في

الحديقة المطلة على القاعة وجرى بينهم

هذا الحديث :

عادل:

أشكرك بني لتقبلك طلبي وأنا ممتن لذلك

ابتسم باسم مجاملة وقال:

لا داعي للشكر أدخل في صلب الموضوع

إذا سمحت

عادل بثقة:

طبعا لا يخفى عليك أن الجلسة

اليوم سوف يصدر الحكم النهائي

لكن يمكننا أن نغير مسار القضية

وأنت الوحيد الذي تستطيع أن تفعل ذلك

باسم باستنكار:

وكيف يكون الأمر بيدي فأنا

كما اعتقد لا أعمل في سلك القضاء

ضحك عادل من سخرية باسم وأجاب:

بلى تستطيع بشهادة منك أن المكان

يملكه شخص آخر وأنت اضطررت

للكذب لأنه دفع لك مبلغا محترما لتغير الشهادة

ولا تخف سوف أوقع التنازل عن اتهامك لأبني

والآن وبذلك تضمن حقك

نهض باسم غاضبا و أضاف:

أنا لم أكذب قبلا مع أي شخص أتعامل معه

فما بالك مع القاضي الذي وكل

ليدافع عن حقوق الناس المسلوبة

وأنت تأتي لتطلب مني أن أغير شهادتي

ضد ابنك بكل سهولة يبدو أنك أخطأت الشخص

وقف عادل وأمسك بكتف باسم وأخذ

يهدأ من روعه قليلا وقال:

اجلس أرجوك لقد جعلت الناس ينظرون إلينا

ثم قال بلهجة متوسلة:

أرجوك اجلس ودعني أكمل حديثي وبعد

ذلك لك الحق في أن ترفض أو تقبل عرضي

هدأ باسم قليلا وجلس وهو على أعصابه

عادل بهدوء :

استمع لي جيدا أن لن تضر أي أحد

بشهادتك فالشخص موجود وقد تقبل

أن يحمل التهمة عن ابني فقط

أنت سوف تأكد على كلامه حتى يكون

موقفنا سليما

باسم بامتعاض :

طالما أنك قد وجدت شخصا بائع لضميره

ما دخلي أنا بذلك !

عادل :

أنت تعلم أنك الوحيد الذي سيقنع

هيئة المحلفين في المحكمة بصدق الشهادة

لأنك في الأساس المدعى عليه

في توريط ابني في هذه القضية

ولو أنك شهدت معنا لن تترك مجالا للشك

وسيقلب الحكم بأكمله بينما أننا

لو اكتفينا بالشخص الذي استعنا

به سيشك القاضي أننا قمنا برشوته

وسيتم التحقيق معه وقد يعترف تحت الضغوط

باسم بإصرار :

قد لك مسبقا أنني لن أغير موقفي في القضية

ولن اتهم بريء بهذه القضية لمجرد

أنه باع لكم نفسه وأنا متأكد من أنه

اضطر لذلك تحت ظروفه الصعبة أو ربما

تحت تهديداتكم الصارمة

عادل بحدة:

وابني أليس بريء هو الآخر حتى تضعه في هذا الموقف

باسم ببرود :

كلا ليس بريء ها !

وماذا تسمي شخص كان يمد

صديقي الراحل بالمخدرات حتى يعطيها لجوري

عادل بعدم تصديق:

أنت تكذب ابني يستحيل أن

يتاجر بالمخدرات أو يتعامل مع تجارها

باسم بيقين:

أنا لا أكذب هل تعلم يا عادل أن

خطته كانت أن يجعل جوري تجرب

كل أنواع المخدرات حتى تيأس من الحياة

وبعد ذلك يجبرها على .....

ثم صمت وأضاف:

يكفي أنا لا أريد تشويه سمعة ابنك أكثر من ذلك

عادل بصدمة :

أنت كاذب ..كاذب ... كاذب وليس عندك دليل

باسم بتأكيد :

أنا لا أكذب والدليل موجود عندي

أن ابنك اتفق مع سمير على تحويل المكان

الذي قبض فيه عليه إلى وكر للمخدرات

لكن حازم كان ذكي لأنه رفض أن يوقع

عقد الشراء مع صاحب المستودع بالإيجار

فاضطر سمير لأن يوقع بدلا منه

عادل :

ولماذا يوقع سمير بدل من ابني حازم

ألا يخشى أن يبلغ عنه ويورطه كيف

كانت لديه هذه الثقة بأن حازم لن يورطه

ضحك باسم بألم حينما تذكر صديق عمره

وقال:

لكن لديه ثقة عمياء بصداقتي وأنني
لن أخذله مهما كان وفعل ذلك


لأجل الصداقة ولأجل أن يمحو ما فعله سابقا

عادل بعدم اكتراث:

ولماذا يعرض نفسه وسمعته للخطر

لأجل ماذا !

باسم وقد لمعت عيناه بالدموع لأنه تذكر تضحية سمير:

لأجلي ولأجلي أنا فقط ن يفعل أي شيء لأجلي

واعتقد أنه قدم الدليل على ذلك حينما

اعترض الرصاصة القاتلة الموجهة نحوي

ألا يكفيك جسده الذي وقع صريعا

جراء ما فعله ابنك الجائر ليشهد على وفاءه لي

عادل بسخرية:

ولماذا لا تقول أنك قد أعطيته مبلغا

محترما لأن يفعل ذلك

وقف باسم وقال بحدة:

ليس كل الناس مثلك الطريقة الوحيدة

في لغته مع الناس النقود إلى متى ستبقى هكذا

عادل بتوسل:

أرجوك يا ابني للمرة الأخيرة

أطلب منك أن تغير شهادتك

باسم بعناد أكبر:

قلت لا وهذا آخر كلام لدي

ثم أردف قبل أن يدير ظهره موليا:

أعذرني قد قرب وقت المحاكمة ولا أريد

للقاضي أن يفتقدني

عادل وقد تغيرت لهجته للصرامة:

هل أنت متأكد من أنه آخر كلام لديك

باسم بتأكيد:

نعم

عادل :

حسنا سوف تجني ثمار عنادك قريبا

باسم وهو يتابع طريقه بلا مبالاة لحديث عادل:

افعل ما يحلو لك فأنت لا تخيفني بتهديداتك

عادل بصوت عالي:

سوف نرى إذا تعلق الأمر بصغيرتك

التفت باسم وتوقف عن السير ونظر

لعادل الواقف هناك بكل ثقة وشموخ

تقدم منه عادل بعد أن تأكد من أنه قد

أثار فضوله وأردف:

ستعرف نوع العقاب الذي ستلقاه

جراء رفضك عرضي

وأراد الذهاب لكن باسم أمسك بذراعه

بقوة و قال بغضب:

توقف لقد ذكرت جوري قبل قليل

ما دخلها بعقابي تكلم

إن الأمر بيني وبينكم ما دخلها بالموضوع

ابتسم عادل ابتسامة نصر وأجابه:

الليلة سوف يأتيك الجواب

إن لم تفعل ما آمرك به وصدقني

جوابي غير مفرح كالعادة

وأردف وكأنه يريد استفزازه مقلدا إياه:

أعذرني قد قرب وقت المحاكمة ولا أريد

للقاضي أن يفتقدني

ونزع ذراعه من يد باسم وتركه

مذهولا مشدودا لما قاله وبدا وكأنه تهديد

بدأت الجلسة :

القاضي بحزم :

لقد طلبت منا سيادة المحامي الاستئناف

للقضية حتى تثبت صحة كلامكم أن

حازم لا شأن له بالمخدرات وطلبت منا

أنك سوف تقدم الدليل على أقوالك تفضل

نحن ننتظر

المحامي :

نعم سيدي لدي شاهد سيخبرنا

بأنه أستلم نقودا من شخص آخر حتى

يقلب القضية ضد موكلي حازم

هل تأذن لي بإدخاله

القاضي :

نعم فليتفضل

نودي على الشخصية التي سوف تحل

هذه القضية وتظهر الحقائق كما يدعي

محامي حازم

شاب طويل اسمر البشرة يبدو عليه الفقر والبؤس

تقدم من منصة المحاكمة ووضع يده على

المصحف وأقسم بالله أنه سيقول الحقيقة

المحامي يستجوبه:

أخبرنا ما علاقتك بحازم

الشاهد :

أنا لا أعرف حازم وليس لدي أي علاقة

به لكن قبل ثلاث أسابيع قدم إلي شخص

وكان شابا يافعا يبدو عليه الثراء وطلب مني

أن أزور توقيع حازم في العقد لملكية المخزن

وأنا بدوري وافقت

المحامي بثقة:

هل لك أن تذكر لنا الأسباب في موافقتك

الشاهد:

لقد أعطاني مبلغا ماليا محترما

وأنا وافقت لفقر الحال والحاجة

المحامي :

هل لك أن تخبرني أين ذلك الشخص

الذي أغراك المال وجعلك تفعل ذلك ضد موكلي

هل هو موجود هنا بالقاعة

الشاهد:

كلا سيدي

المحامي:

هل لك تعطينا اسمه بالكامل حتى نستدعيه

الشاهد وهو ينزل رأسه بأسى:

للأسف سيدي لا نستطيع استدعاءه

المحامي بتساؤل:

ولماذا ؟

الشاهد :

لأنه مات سيدي

المحامي باندهاش :

ماذا !وهل يمكنك أن تعطينا اسمه


الشاهد :

نعم بالتأكيد كان يدعى سمير

كادت أعين باسم أن تخرج من مكانها

من هول الصدمة وحق له ذلك

إن الشاهد يتهم صديقه الراحل و خليله

السابق فوقف معترضا وهو يصرخ بوجه الشاهد:

أنت تكذب أيها الحقير المعدم الضمير والإنسانية

كيف تتهم شخصا بريئا أشرف منك ومن

الحثالة التي استمالتك

القاضي وهو يضرب بمطرقته ليعم

الهدوء القاعة ومعترضا على تصرف

باسم المتسرع وقال بحدة :

يكفي و إلا أخرجتك من هنا

عاد باسم لمكانه وكتم غيظه ونظر

إلى عادل الجالس بهدوء ورزانة وإلى

حازم الذي ارتسمت عليه ابتسامة النصر

خلف القضبان والشاهد الذي يقف بكل خسة ودناءة

القاضي :

هل أنت متأكد مما تقول؟

الشاهد :

نعم

القاضي :

وهل لديك دليل على ذلك ؟

الشاهد :

بكل تأكيد لدي دليل والدليل هنا معنا في الجلسة

ثم أشار بيده لباسم مما جعله ينتفض واقفا

القاضي بأمر :

تفضل ياباسمأظن أنالشاهديقصدك

تقدم باسم والدهشة والمفاجأة مرسومة على وجهه

المحامي :

هل لك أن توضح ياحميدما علاقة باسم بالأمر

حميد:

بالطبع سيدي لقد كان إلى جانب

سمير حينما كنت أوقع الأوراق

باسم بحدة:

أنت تكذب فأنا لم أرك قبلا حتى أشهد على توقيعك

المحامي بمكر:

لكنه أشار إليك مما يعني أنه يعرفك مسبقا

باسم بحدة:

قلت لك إنه يكذب ولو كان صادقا فليقدم الدليل

على اتهامه

ارتبك حميد :

أنا متأكد سيدي أنه شاهدي

ثم نظر لعادل لينقذه من الموقف

مما جعل باسم يبتسم للموقف وأنه وضع

شاهد الزور في موقف يحسد عليه

القاضي بحدة:

أين الدليل على أن باسم الشاهد

هل تحاول تضيع وقت المحكمة

هل تعتقد أن قضيتك الوحيدة هي التي أشرف

عليها أسرع فليس لدي وقت لمماطلتك

توتر الشاهد هو و المحامي من موقف باسم

البارد والغير متوقع أبدا كما أفهمهم

عادل أنه سيؤكد هذه الشهادة لكنهم تفاجئوا

من موقفه المحايد

باسمباستفزاز مميت لهم :

يبدو سيدي القاضي أن شاهدهم

قد أخطأني فأنا كما قلت سابقا لا

أعرفه البتة

القاضي بتساؤل:

هل لديك أقوال أخرى أيها المحامي

أنت وشاهدك

صمت المحامي هو والشاهد وبدا

على وجوههم الانكسار والاستسلام

القاضي وبعد أن فاض الأمر به :

سوف أصدر حكمي الآن

حكمت المحكمة على المتهم حازم عادل بالسجن

مدى الحياة

وضرب بمطرقته على الطاولة ليعلن عن

انتهاء الجلسة

انتهت الجلسة وبدأت القاعة تفرغ من الحاضرين

وعادل بمكانه وفيض من الدموع تجتاح عينيه

المحامي وهو يربت على كتف عادل

ليواسيه في الحكم :

سيدي يكفي لقد فعلنا ما باستطاعتنا

والآن وقد حكم في القضية ليس

بيدنا شيء يمكن أن نقدمه لنطعن في الحكم

وقف عادل بحزم وثقة ومسح دموعه

وقال واثقا للمحامي :

بل نستطيع

ثم نظرللمحامي بتحد وأضاف :

أريدك أن تقدم دعوى طعن للحكم

وأنا بنفسي سأجعل ذلك السافل يقف

على المنصة ليشهد أنه هو من قام بالتزوير وليس

شاهدنا الحالي

المحامي بتساؤل :

لكن كيف يا سيدي

لقد رفض قبل قليل أن ينصاع لأوامرك

فكيف لك أن تجعله يغير موقفه من القضية

هل أنت واثق من القضية

عادل بثقة تامة :

لدي ما يجعلني أثق

ثم استبدل بؤسه بابتسامة تنم عن الخبث والمكر

وقال وهو يضحك :

سوف ترى يا باسم حينما يتعلق الأمر بمدللتك

أنك سوف تنصاع لأوامري بل ستركع

أمامي ذليلا تطلب مني أن تشهد بما تريد

::::::::::::::::::::::::::::::::::

يتبع.......




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 10:55 PM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


تابع.......


توجه باسم إلى المطار واستقل أول

رحلة عائدة لمدينته و ما هي إلا ساعات

قليلة حتى وصل وتوجه مباشرة إلى منزله

لكنه قبل أن يفعل توقف عند أحد المحلات

الخاصة ببيع الهدايا والورود واشترى

له ما يريد ثم ذهب مسرعا متشوقا

إلى صغيرته

دخل المنزل وتوجه لغرفته واستبدل ملابسه

بعد أن أخذ حماما دافئا ولبس ملابس النوم

وتوجه لغرفة جوري وطرق الباب

عليها بهدوء عدة طرقات

لكنها لم تجيب عاد ليطرق لكن بشكل

أقوى بقليل لكن دون مجيب فاضطر لأن يفتح

باب الغرفة فوجدها كما توقعها خالية من صاحبتها

انتابته موجة قلق على جوري وتذكر كلمات

عادل المهددة وذكر اسم جوري أمامه في ساحة

المحكمة وكأنه يخبره بما سيفعل بها

فخشي باسم أنه وقع سوء لصغيرته فتوجه

مسرعا لغرفة أم جيهان وطرق الباب بخفة

بعد قليل فتحت له أم جيهان الباب وهي

مستغربة من وجوده في هذه الساعة في

أمام باب غرفتها فسألته :

ماذا هناك هل حدث شيء

باسم بتوتر :

أنا من سيسألك هل حدث شيء لجوري

وأين هي لم لا أجدها ي غرفتها

لقد فتشت كل مكان في المنزل لكني لم أجدها

أم جيهان باستغراب:

لكن لماذا تبحث عنها في أرجاء المنزل آخ

ثم ضربت يدها على رأسها بخفة وكأنها
تذكر تشيئا فقالت معتذرة:


عفوا سيدي لقد نسيت أن أبلغك أن جوري

تشعر بوعكة صحية وسوف تنام عندي الليلة

فهم باسم مقصد جوري وقال بهدوء:

هل يمكنني يا أم جيهان أن تغلقي

الباب عليها وأتحدث معك

أم جيهان وهو تومئ رأسها بنعم:

بكل سرور ثم أغلقت الباب كما طلب منها

باسم بامتنان :

أشكرك هل تعرفين لماذا طلبت منك ذلك

أم جيهان باستفهام :

طبعا لا سيدي

باسم بصوت منخفض :

لأني لا أريد لجوري أن تستمع لحديثنا

أم جيهان ولم تعد تفهم شيئا:

ولكنها نائمة يا سيدي

باسم بصوت أكثر انخفاضا:

كلا ليست نائمة إنها تصطنع النوم والمرض

والمرض كذلك

أم جيهان باستغراب:

ولماذا تظن يا سيدي أنها تصطنع النوم والمرض

باسم بهدوء حتى لا تسمعه جوري:

لأني طلبت منها هذا الصباح أن

تتحدث معي على انفراد فشعرت بالإحراج

ويبدو أنها فهمت مقصدي كما تشاء وأنت أيضا

فتصرفت على هذا النحو

ابتسمت أم جيهان على مكر باسم وأضافت:

آخ منك يا سيدي أنت تحرجها بفعلتك

لا تنسى أنها لا زالت فتاة لم تكتشف

بعد ما تصبوا إليه

باسم وهو يشير إلى أم جيهان أن تصمت

وتقدم نحو باب غرفتها وفجأة فتح الباب

بسرعة مما جعل جوري تكاد تقع على الأرض

لولا أنه أسندها بيديه ابتعدت جوري عنه وهي خجلة

باسم وباستنكار مصطنع :

ماذا تفعلين خلف الباب!

ألم تخلدي للنوم بعد!

جوري بارتباك واضح وهي تنظر لأم جيهان

التي وقفت ويدها على فمها تكتم الضحك فقالت:

أنا ......لا أسترق السمع عليكما

باسم بمكر:

ومن قال أنك تسترقين السمع

ثم نظر لأم جيهان

الواقفة ووجهها يكاد ينفجر من الضحك وقال:

أم جيهان هل سمعت أني قلت أنها تتجسس علينا

أم جيهان بثبات مصطنع:

كلا سيدي

باسم :

يبدو أنك قد تعافيت لتقفي هكذا بيننا دون مساعدة أو تأوه

هيا بنا فلدي موضوع هام أخبرتك سابقا أني أريد الحديث معك فيه

جوري بتوتر:

أنا كلا لازلت أشعر بتوعك

ثم نظرت لأم جيهان التي توجهت لغرفتها غير مبالية

بنظرات جوري المستنجدة وقالت أم جيهان بدورها :

أستأذنكم سيدي أريد أن أنام فلدي أعمال

كثيرة بالغد

وأغلقت الباب وسط وجوم جوري

أمسك باسم بيدجوري وسحبها معه قائلا:

هيا معي لنتناقش في أمورنا الخاصة

جوري وقد استسلمت لباسم حتى إذا

وصلت لغرفتها وأغلق الباب شعرت بقشعريرة

غريبة تسري في جسدها كان مصدرها

الخوف من اقتراب باسم منها

أوصد باسم الباب وتقرب منها وهي بدورها

تبتعد عنه حتى لم يبقى لها مجال بينها وبينه

سوى الحائط أغلقت جوري عينيها بيديها

وقالت لباسم متوسلة :

أرجوك باسم لا تقترب مني أتوسل إليك

لكنه ظل واقفا مستغربا منها ومن تصرفها

فأجابها بهدوء مميت:

ومن قال بأنني سأقربك

أزاحت جوري يديها عن وجهها ونظرت

لباسم حيث كان يقف فوجدته يقف بعيدا عنها

فتوردت خجلا وقال:

أنا آسفة لقد أسأت الظن بك

هز باسم رأسه نفيا وأضاف:

دائما تظلمينني وتستعجلي الحكم علي

أنا فقط أردت أن أعطيك شيئا وأخبرك

أن عائلة عادل ستبقى بعيدة عنا مدى الحياة

ولن تعترض طريقنا مجددا

جوري وقد بانت أساريرها:

حقا !

حقا سوف يتوقفوا عن مضايقتنا

باسم بتأكيد:

نعم اليوم صدر الحكم العادل بحق حازم

جوري بقلق:

و فارس ما مصيره هل سيتم شنق....

ولم تكمل جملتها لأنها بدأت دموعها

بالتساقط

اقترب منها باسم وبحنان الأرض جمعاء

مسح دموعها بيديه واحتضنها وأردف:

لا تقلقي حبيبتي سوف ينال جزاءه هو الآخر

فالأسبوع القادم كما علمت من والدة سمير

رحمه الله أنه سيحكم عليه بالموت شنقا

زادت شهقات جوري وتمسكت بعنق باسم

بقوة مما جعل باسم يضمها بقوة وداعب

خصلات شعرها المنسدلة بعفوية على جبينها

لفترة حتى هدأت واستيقظت على يد باسم وهي

تستطرد وتتحسس جسدها بلمسات ساحرة

إلى أن وصل لبطنها فشعرت وكأنها صعقت

من موجة كهرباء بقوة 220 فولت

فابتعدت عنه بسرعة وتداركت الموقف

ابتعد عنها هو الآخر وكأنها بفعلتها

أيقظته من حلم جميل لكنه سرعان ما استعاد

توازنه وقال وهو يحاول أن يستجمع قوته:

أنا آسف لأني تماديت معك

انتظري هنا

ثم تقدم نحو السرير وقدم

لها باقة ورد حمراء تعبر عما يدور في قلبه

لأنه أراد منها أن تفهم رسالته

وقال بحنان:

تفضلي الورد وهذه أيضا هدية أخرى مني إليك

جوري باستغراب:

وما المناسبة !

باسم :

بمناسبة أننا تحررنا أخيرا من أعداءنا

فهذا هو الموضوع الذي كنت أنوي الحديث معك فيه

جوري باستفهام:

لكن هذا ليس موضوع أقصد الحديث

عبارة عن مجموعة من الكلمات

وأنا لا أرى أن الهدايا فيها كلمات أو عبارات

ابتسم باسم من براءتها وقال:

بلى هي كذلك

أليست للهدية لغة خاصة بها يفهما صاحبها

أم ماذا !

أدركت جوري ما يريد قوله فاستطردت :

لقد قمت بخداعي هذا ليس موضوع

نتحدث به لقد أوهمتني بأمر آخر

نظر إليها باسم بمكر وقال:

وما هو الأمر الآخر الذي ظننت أني أريدك به

شعرت جوري بالإحراج من سؤاله

المقصود بإحراجها فقالت نافية :

لا.. لا شيء

ابتسم لها باسم وقال:

على العموم كانت هذه مناسبة وأحببت فقط

أن أحتفل بها وأهديك شيئا بسيط

لكن يبدو أن أفكارك كانت سيئة اتجاه نواياي

لقد أردت حديثا بريئا فقط

جوري بتصميم :

تحدثني بأشياء بريئة وأنت

تقتحم غرفتي بساعة متأخرة وترتدي ملابس النوم

أليس هذا تناقضا

باسموهو يمسك نفسه عن الضحك:

وما دخل نوع الحديث بما أرتدي

يبدو أن رأسك مليء بأشياء وهمية

لا صلة لها بنواياي

يبدو أنك تشاهدي هذه الأيام الكثير من

الأفلام المخلة بالأخلاق لا أنصحك بمشاهدتها صغيرتي

فأنت ما زلت صغيرة على هذه الأمور

وقبل أن يغادر أضاف:

جوري صغيرتي مرة أخرى لا تدعي

المرض وتلجئي لأم جيهان إذا استدعيتك

واتركي عنك الهواجس الخبيثة

وفتح الباب وغادر غرفتها وقلبه يدق الطبول

مستصرخا بها

أحست جوري بالإحراج من كلماته ومن

تلميحاته ومن لمساته وقالت بصوت مسموع

وهي تخفض بصرها :

أحبك يا باسم لماذا لا تشعر بذلك

أنا أعاملك هكذا لأني لا أستطيع مقاومتك

لا أستطيع ..لا أستطيع

فا جئها صوته الممتلئ رجولة :

ولا أنا يا حبيبتي لا أستطيع مقاومتك

وأغلق الباب وتقدم منها و..................

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

........................................

.........................................

...................................

..................................

.................................

..............................

أمسكوا أعصابكم قرائي الأعزاء

لأن هذا البارت مغلق حاليا للصيانة لأنه

انتهى و لم يعد يحتمل

هو الآخر أكثر من ذلك

لكن أعدكم في البارت القادم سوف نقتحم أجواء وكواليس

باسم و صغيرته


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 10:59 PM   #39

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




البارت الرابع والثلاثون


قالت جوري بصوت مسموع

وهي تخفض بصرها :

أحبك يا باسم لماذا لا تشعر بذلك

أنا أعاملك هكذا لأني لا أستطيع مقاومتك

لا أستطيع ..لا أستطيع

فا جئها صوته الممتلئ رجولة :

ولا أنا يا حبيبتي لا أستطيع مقاومتك

وأغلق الباب وتقدم منها و

ابتعدت جوري عن باسم وهي ترى به

تلك النظرة الشيطانية والتي تنم

عما يريد فعله بها وبدون تردد اقترب منها

وشرع يفتح أزرار قميصه

جوري وهي تبتعد حتى التصقت بالسرير

وبالكاد تلتقط أنفاسها

أمسك باسم بخصرها وقربها إليه

لفحها عطره ممتزجا برائحة جسده

وأحست بتيار دافئ يخرج من صدره

أذابتها لمسته على شفتيها بيديه

وهم بتقبيلها لكنها ابتعدت في اللحظة الأخيرة

ووقعت على الأرض وأمسكت بقدميه

باكية راجية له أن يعتقها من رغباته الجامحة بها

استنكر باسم فعلتها ودنا منه متسائلا:

جوري لم تفعلين ذلك بي !

لم كلما أحاول الاقتراب منك تبتعدين عني

جوري وبالكاد تنطق :

لأني ........ لأني

وعاودتها نوبة البكاء

عطف باسم عليها وأشفق على حالها

وابتعد عنها ليرحم توسلاتها و قال بنبرة استعطاف:

جوري أعدك أني لن ألمسك قبل

أن توافقي أنت على ذلك

وصدقيني أنا لم أقترب منك إلا عندما

التمست منك التجاوب معي

جوري حبيبتي هذه سنة الحياة

لا تخشي شيئا لن أؤذيك

لا بد لكل فتاة أن تمر بهذه المرحلة

إن تزوجت , لا بد لها من أن تمارس الحب

مع زوجها وهكذا سنة الحياة

مم تخشين حبيبتي أنا لن أضرك مهما كان

جوري ومن بين أدمعها :

أنت لا تفهم شيئا أنا لا أستطيع

أن أعطيك ما ت.....

ثم عادت للبكاء ولم تكمل جملتها

ابتعد عنها باسم وهو يقول متجها نحو باب الغرفة:

أخبريني حينما تكوني مستعدة لتقبلي كزوج

جوري من بين شهقاتها:

أرجوك افهمني يا باسم لا أستطيع

باسم بغضب :

ولماذا هل لديك سبب شرعي

يمنعني من الاقتراب منك

جوري وهي تطرق رأسها خجلا :

كلا

باسم بألم :

إذا فأنت لم تتقبليني بعد

وغادرها وأقفل باب الغرفة بقوة معلنا

عن غضبه منها

أطرقت جوري برأسها وقالت بألم:

أنت لا تعرف أنني لم أعد فتاة

لا أريد أن أصدمك يا باسم فأنت لا تستحق

أن أجرحك بالحقيقة المرة

وعادت للبكاء مجددا

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::

انقضى الليل بأكمله و باسم يتقلب على سريره

متألما من تصرفات جوري المبهمة

وقال محدثا نفسه:

لا بد أنني لست فارس أحلامها

أو أنها تراني أكبر منها بعدة سنوات

ولم تتقبل فارق لعمر الشاسع بيننا

ثم ضحك بألم وقال بصوت مسموع:

أو أنني لست وسيما للحد الذي يجذبها إلي

.....................................

أما في غرفة جوري وبعد أن هدأت

عاصفة دموعها تمددت على سريرها

وتذكرت اللحظة التي أقفل عليها الباب

واللحظة التي بدأ يفتح أزرار قميصه

واللحظة التي أمسك بخاصرتها

واللحظة التي اقتربت من شفتيه الممتلئتين

وأحست بقشعريرة لذيذة بجسدها فغطت

وجهها بغطاء السرير خجلا مما كان سيقع لها

وجلست تستذكر ملامحه

فباسم كان جميل و وسيم بما تعنيه الكلمة من معنى

طويل قمحي البشرة له ذراعان قويتان

وشعره أسود كثيف وناعم يكون وسيما

حينما يمشطه للخلف

أنفه متوسط الطول

له ابتسامة تذيب الحديد فما بالك بجوري الضعيفة

عيناه متوسطة الحجم ناعسة ورموشه كثيفة

لديه غمازتين على خديه

حينما يضحك أو يبتسم يمتلك صوت

تجتمع به الرجولة كلها خشن دافئ بلمسة حنان

له شارب خفيف وذقن مستديرة جذابة

وجسمه متناسق بشكل رائع وأنيق جدا

في لباسه ويحب العطور كثيرا

كانت جوري دائما تراقبه من بعد

دون أن ينتبه لها حينما يتناولوا الطعام

سوية و كانيغريها مرات عدة بأفعاله العشوائية

كان كلما يمتط شفتيه ليلعق بعض الطعام

الواقع عليها كان بدنها يقشعر حينما تتخيل

أن شفتيها مكان تلك القطعة

وكان دائما يترك الأزرار العلوي مفتوحا

وتشاهد تلك الشعيرات الخارجة منه

فتشعر برغبة بلمسهما لكن سرعان

ما تطرد الفكرة عنها

وكان يحب أن ينظر إليها مباشرة

حينما يتناقش معها بأمر هام

وكانت تذوب بعينيه الناعستين وتخفض بصرها حياء منه

حينما ترد عليه حتى لا يلاحظ توترها

كان بدنها يهتز حينما يمر بجانبها

أتذكرون حينما أغمي عليها

عندما قام بتقبيلها للمرة الأولى

وهو غاضب لم يكن الأمر بيدها

رغما عنها ألم تسمعوا من قبل بالمقولة

التي تقول : من الحب ما قتل

هذا هو حال جوري حينما قبلها باسم

أحستبأن الهواء انتهى من الكون

وبدت الظلمة تغشى عيناها

والانهيار العصبي كان من جراء

خوفها من لمس باسم لها ليس إلا

كانت جوري تصارع هي الأخرى

رغبتها به دون أن يشعر بها لكنها كانت

في نفس اللحظة تعاني من آثار فارس وما فعله بها

واستغفالها واغتصابها بكل دناءة وخسة

وإلا لماذا تقاوم باسم كل هذه الفترة

.........................


هبطت جوري سلالم المنزل لتتناول

إفطارها وكانت تخشى أن تصطدم بباسم

بعدما حدث معها البارحة

لكن لحسن حظها أنه خرج باكرا لعمله

استهلت إفطارها بكوب من العصير الطازج

وكانت تنظر لأم جيهان التي كانت ترمقها

بنظرات الفضول عما حدث بينها و باسم

الليلة الماضية فهمت جوري نظرة أم جيهان

فاستطردت لتزيل عنها شكوكها نحوهم:

لا تخافي أمي لم يحدث بيننا بالأمس شيء

أم جيهان بخيبة ظن:

ولماذا يا بنيتي لا تعطيه حقه الشرعي

هل لديك عذر شرعي

جوري بملل:

حتى أنت يا أمي تظني ذلك لقد كان

نفس سؤاله حينما أقتر........

أم جيهان وهي تلاحظ توتر جوري:

بنيتي للرجال حد في التحمل وأنت

تقتلين رغبة باسم الطبيعية ببطء

بعملك الصبياني أنت لم تعودي

تلك الصغيرة كما السابق وأظن أن الوقت

قد حان لتكوني سيدة كاملة

فهمت جوري مقصد أم جيهان أنها

تريد تأنيبها حتى تخضع لباسم لكنها

خرجت من المطبخ دون أن تكمل إفطارها

وتركت أم جيهان بحسرتها عليهم الاثنين

..................................

وصل باسم لمكتبه مرهق ومتعب من جوري

وأفعالها وصدها المستمر له لكنه حاول

أن يكون طبيعيا حينما وجد العمل يحتاجه

اليوم أكثر من السابق فهم في مرحلة انتقالية

لأنه قرر أن يترك تلك المدينة برمتها

ويسافر بصغيرته خارج البلاد حتى يبتعد

بها عن عادل وعائلته

كتب بعض الأوراق والعقود مع وفود

أجنبية حيث قام ببيع جميع أسهمه

وجوري لشركة أجنبية أراد أن يفصل في الأمر

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

عاد للمنزل ودخل لغرفته

وبعد أن أخذ حماما دافئا واستبدل

ملابسه سمع طرقات خفيفة على باب

غرفته استغرب من ذلك الطارق

تقدم نحو الباب وفتحه ليجد أم جيهان

تبتسم له وألقت عليه التحية واستأذنته

ليصاحبها للصالة هز رأسه موافقا

وبالفعل انضم إليها للصالة وجلس ينظر

إليها ليعرف سبب مناداتها له في هذا

الوقت أم جيهان بهدوء :

سيدي أريد أن أتناقش معك في أمر جوري


لذلك أتمنى منك أن تستمع إلي بتأني

أومأ باسم رأسه موافقا

أم جيهان:

اسمح لي أن أرفع الكلفة فيما بيننا

وأنادي عليم بباسم لأن الأمر الذي

سأقوله لك بين أخت كبيرة وشقيقها الأصغر

ابتسم باسم لها وقال :

أكملي يا أختاه

أم جيهان بامتنان :

أشكرك

انظر إن جوري خجلة منك لذلك تتصرف

معك على هذا النحو لا تنسى أنها لازالت فتاة

وكل واحدة بمكانها تخشى تلك الليلة التي سوف

تفقد عذريتها فتتصرف على هذا النحو

أو بنحو آخر لذلك أعذرها وتعامل معها

بلطف أكثر

قاطعها باسم :

وماذا فعلت لها حتى تخشاني لهذا الحد

أم جيهان:

ألم تكتشف بعد ما بها جوري ولماذا

تتعامل معك على هذا النحو

باسم بأسى :

بلى أعلم لأنها ببساطة لا تتقبلني

أم جيهان بنفي:

كلا بل لأنها تشعر اتجاهك بمشاعر

متبادلة

باسم باستفهام:

أي مشاعر متبادلة التي تتحدثين عنها؟

أم جيهان :

نفس المشاعر التي تعتريك نحوها

أو لست تحبها؟

باسم باندهاش:

بلى ولكن كيف علمت بحبها لي

أم جيهان بخبث:

أنا لست غبية حتى لا ألاحظ مراقبتها إياك

كل يوم تسترق النظر إليك حينما تكون

أنت غير منتبه لها

كل يوم ألاحظ عليها شرودها فيك

وحينما تغادر تنتظرك بلهفة وشغف

وتبتسم حينما تسمع صوت مفتاحك

وهو يدار بالباب

ماذا تسمي ارتباكها حينما تقترب منها

ماذا تريد أكثر من ذلك لتتأكد من

حبها لك يا باسم

تفاجأ باسم بدوره مما قالته أم جيهان

فهو كان آخر شيء يتوقعه أن تبادله جوري الحب

وابتسم لها رغما عنه وأضاف:

وأين المتيمة الآن هل تختبئ مني كعادتها في غرفتها

أم جيهان بتأكيد :

نعم يا باسم واطلب منك أمرا

أرجوك أمهلها حتى تستطيع مجاراتك

بما تريد أي اجعل الأمر سهلا عليها

باسم بتساؤل:

وكيف اجعل الأمر سهلا عليها

أم جيهان وبحكم خبرتها بالنساء أمثالها قالت وبكل ثقة:

اجعل الأمر لي وأنا بنفسي سوف

اجعلها تأتي إليك تطلب وصالك

باسم بخبث:

أم جيهانهل عملت سابقا بدور لبائعات الهوى ؟

لم تستوعب أم جيهان ما قاله ثم ما لبثت

أن ضحكت على مقولته وأضافت:

على حد علمي أنا منذ طلاقي عملت لديك إلا إذا كنت أنت

القواد الذي أعمل لديه

ضحك منها باسم بصوت عالي من ردها عليه وقال:

لذلك أنا أحبك

وقبل أن يغادر تفاجئ بوجود

صغيرته ترمقه و أم جيهان بحنق

وبغض وحقد وكأني بنظراتها

تقفز منها شرر الغيرة وألم الخيانة

وأسرعت إلى غرفتها ودموعها تسبقها

شعر باسم أنه حطم آخر أمل لديه في

جوري و قربها وكان متأكدا من أنها

سوف تسيء الظن به

لذلك توجه إلى غرفتها مسرعا

ولحقبها قبل أن تغلق عليها الباب

جوري وفي صوتها ألم البكاء:

أرجوك أتركني وارحل من هنا

لا أريد أن أراك أمامي أنت

وأم جيهان

ثم ضحكت بألم وأضافت:

أنت و أم جيهان سوية

و صرخت بوجهه :

لماذا يا باسم لماذا ؟

تستغلوا ثقتي بكم لماذا ؟

باسم وهو يقترب منها ليهدأ من روعها

و قال بنبرة دافئة:

جوري حبيبتي استمعي إلي أرجوك

أنت لا تفهمين شيئا

جوري بحدة :

وماذا تتوقع مني أن أفهمه

أنت و أم جيهان لوحدكما بالصالون

تتبادلون الضحك والكلمات الغرامية

أولم تخبرها بلسانك قائلا:

لذلك أنا أحبك

الآن وقد فهمت لقد كانت تبعدني عنك

لكي تتقرب هي منك الآن فهمت

باسم وبدأ يفقد أعصابه من اتهام جوري له :

هل جننت يا جوري أم أن الغيرة

أعمت عينيك عن الحقيقة

جوري والغيرة أخذت من قلبها ما أخذت:

ارحل من هنا ارحل لا أريد أن أرى وجهك

تركها باسم وهي بحال يرثى لها

لأنه كان يعلم أنه مهما قال فهي لن تصدقه

عاد لغرفته وحاول أن يهدأ من روعه

واستسلم للنوم بعد صراع نفسي


::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

في اليوم التالي

وفي المطبخ بالتحديد

باسم بتعب ودون أن يعبر جوري الجالسة أمامه

لأنه ضاق بها ذرعا :

صباح الخيرأم جيهان

أم جيهان بتعمد :

صباح النور باسم

جوري وهي ترمقهم بحنق :

ومنذ متى رفعت الكلفة بينكم أم جيهان

وأنت ألم تراني لتلقي علي التحية أنا الأخرى

أم جيهان بمكر:

آسفة سيدي صباح النور

باسم مستغربا من غضب جوري ومن أم جيهان التي

تعمدت نطق اسمه دون كلفة لكنه فضل الصمت دون أن يعلق

أم جيهان بحرقة باستفزاز لجوري:

سيدي هل تريد أن أصب لك فنجانا

آخر حتى تستعيد نشاطك يبدو عليك

الإرهاق منذ البارحة

جوري بغيظ و بحركة لم تتوقعها أم جيهان قامت من مكانها :

أنا أسكب لك القهوة حتى تفيق

وسكبت له القهوة ويدها ترتجف

استغرب باسم من حركتها ونظر لأم جيهان

والتي بدورها غمزت له بخبث

فهمعليها وأراد أن يكمل الدور فقال:

ولماذا تتعبين نفسك يا صغيرتي يكفي

أم جيهان تقوم بذلك فهي تتقنه كما أني

تعودت على يدها هي التي تسكب القهوة لي دوما

جوري والحنق باديا عليها :

ولماذا من يدها هي ؟ هل له طعم آخر!

كتم باسم بداخله ضحكة على براءة جوري

ولمس يدها بحنان و قال:

بل له طعم آخر من يدك

انتفضت جوري من مكانها وسحبت

يدها منه وعادت لطاولتها والخجل مرسوم

على خديها لاحظ باسم ذلك فاقترب منها

قبل أن يغادرهم وقال هامسا:

ليس هناك شيء بيني و بين أمك

لأنه لا يجوز الجمع بين الأم و ابنتها

وإذا كنت لا تريدين أن يتكرر الموقف

الذي شاهدته بالأمس بيننا دعيني

أفهمك الليلة بغرفتك كل شيء

ولا تخافي لن أقربك أبدا فقط سأفهمك

سوء الفهم الذي حصل بيني و بينك ثم سأغادر

بهدوء دون أتسبب لك في أضرار جسمية

أقشعر وتكهرب جسد جوري وبقوة من

كلمات باسم ومن همساته ومن أنفاسه

التي كانت تلفح خدها ومن غمز عينه الأخيرة

لها و هو يحدق بها كعادته

هويقتلها دون أن يشعر بقربهمنها

وهو قد لاحظ ذلك مؤخرا بسبب أم جيهان

التي لمحت له عن حب جوري له وخجلها منه

تعمد أن يلعب بأعصابها ويحرق دمها

كما كانت تفعل به سابقا

::::::::::::::::::::::::::::

صعدت جوري لغرفتها وغادر باسم

بدوره للعمل

لكن أم جيهان ذهبت خلفها ودخلت عليها

الغرفة وقالت بصوت ملؤه الحنان:

جوريبنيتي كيف لك أن تشكي بأمك

أما هكذا كنت أظن أنني مبتذلة عندك

أتصدقين أن هناك شيء بيني وبين باسم

جوري ومن بين أدمعها:

وماذا تفسرين وجودك معه وحيدة في الغرفة

أم جيهان بتفهم:

هل وجدتنيمعه في غرفة نومه لا سمح الله

لقد كان حديثا هاما بيننا وأنا

من طلب إليه أن يحدثني حينما طرقت باب

غرفته ولو كان كما تقولي صحيحا لما انتقلنا

لغرفة الصالون لكان قضينا حاجتنا في غرفته

دون أن ننبهك على مكاننا بأصوات ضحكاتنا

ثم ماذا أخرجك من غرفتك في ذلك الوقت هل

كنت تراقبيننا

جوري بتوتر و خجل:

أنا فقط كنت خارجة من غرفتي لأشرب كأس

من الماء فاستوقفني صوت ضحكات باسم

ورأيته معك وسمعته يقول وأنا كذلك أحبك

أم جيهان بمكر:

ولماذا غضبت وغادرت قبل أن نفهمك ماذا يحدث

أم أن الغيرة أشعلتك

جوري بنفي وتوتر :

ولماذا أغار عليهمنك و ما دخلي بما يفعل

أم جيهان :

جوري حبيبتي ليس عيبا أن نعترف

لمن نحب بما نشعر به اتجاهه لكن من القسوة أن نتجاهل

أحاسيسنا لأجل العناد ومن نعاند أنفسنا أنت تقتلين

قلبك قبل قلب باسم أنا لا أفهم إلى متى سوف

يستمر العناد والتصدي بينكما وأنا أرى

أن كل واحد منكما مولع بالآخر

أنت بذلك تكوني جائرة على نفسك وعلى من يحبك

بكت جوري وارتمت بأحضان أم جيهان

وقالت لها :

أمي لا تظلميني قبل أن تستمعي إلي

وسردت جوري لها كل ما حدث معها

أثناء غيبوبة باسم وباغتصاب فارس لها

شهقت أم جيهان وتفاجأت مما سمعته وقالت

وهي تربت على كتف جوري وتحتضنها :

يااااااااااااااه يا جوري كم كنت تعانين

بسبب جهلي

ثم بكت معها فترة وتوقفت لتقول:

أنا من سيحل الأمر دعيني أفهم باسم بما حدث

معك وهو بنفسه من سيواسيك

جوري بنفي :

كلا أمي لا تقولي له شيئا سوف لن يرحمني

أو يستمع لي بل سيكون ذلك سببا في

أن نفترق وأنا أفضل أن أعيش معه على هذا

الحال ولا أن أفارقه لحظة واحدة

أنت تطلبين مني أن أشنقه بيدي

ثم زادت في النحيب و هي تقول :

أفضل الموت على أن يتركني حبيبي

أفضل الموت على أن يقتل حبيبي

أفضل الموت على أن يشنق حبيبي

تدخل باسم على جملتها الأخيرة

باسم باستفهام :

ومن حبيبك الذي تفضلين الموت

على أن يشنق !

انتفضت جوري فزعة وارتبكت أم جيهان

لدخول باسم هكذا عليهم دون سابق إنذار

فهو كان بالخارج قبل نصف ساعة متى عاد

أم جيهان بتوتر:

سيدي انتظر سوف أفهمك ما يحدث

باسم بعدم مبالاة:

لا يهم عن إذنكم فقد وصلني طرد بريدي

قبل قليل ولا أعلم مصدره سوف

آتي إليكم بعد أن أعرف محتواه

غادر إلى غرفته وفتح الظرف

ليجد به اسطوانة حاسوب قام بفتحه

لأنه بدا مقطع فيديو مسجل عليه

وكانت المفاجأة حينما شاهد محتواه

جوري نائمة إلى جوار فارس ونصف عارية

وفارس يبتسم للكاميرا ويقول

بكل جراءة ودناءة :

هل رأيت يا غريمي لقد تذوقت

الكعكة قبلك وكان لي الشرف بذلك

و أنت يا مسكين نائم في غيبوبتك

ثم أطلق ضحكة هستيرية وشامتة

لم يعد باسم قادرا على التحمل والغضب والغيرة تقتله

بلا هوادة فتوجه لغرفة جوري

حيث وجدها مستندة برأسها على أم جيهان

والدموع لم تجف بعد فأمسك بذراعها
ونزعها بقوة من بين يدي أم جيهان

و أوقفها رغما عنها وقال والغيرة تقتله والدموع تتراقص بعينيه:

هل فارس هو حبيبك الذي تفضلين الموت على أن يشنق

وصفعها بقوة على خدها حتى وقعت أرضا

وقال لأم جيهان بحدة وهو يزفر غيظا:

اتركيني معها لوحدنا

أم جيهان بخوف فهي لأول مرة

منذ سنين عملت لديه لم تشاهده بهذه الحالة

فقالت متوسلة إليه:

أرجوك سيدي هدئ من روعك

وافهمني ماذا حدث بالضبط

أمسكها باسم بقوة من ذراعها وأخرجها

رغما عنها وأغلق الباب بقوة وتقدم

نحو جوري الواقعة أرضا وقال بألم:

أنا الآن عرفت سبب قولك أنك تفضلين

الموت على أن يشنق حبيبك فارس

تساقطت الدموع من عينيه حارقة قاتلة

وقال:

لماذا يا جوري كنت تستغفليني كل هذه

الفترة لماذا؟

لماذا كنت تتلاعبين بمشاعري كل الوقت

لماذا جعلتني انتظرك كل هذه السنين

لماذا كذبت علي بينما كنت صادقا معك

لماذا غدرت بي بينما كنت وفيا معك

لكن سأعلمك الآن من أكون حتى تستغفليني

هكذا

وحملها وألقى بها على السرير

ومزق ملابسها

وفتح حزام بنطاله واقترب منها و

:::::::::::::::::::::::::::::::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::::

::::::::::::::::::::::::::::::::::

::::::::::::::::::::::::::::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::

::::::::::::::::::::::::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::

لا عيب ممنوع دخول الأطفال

دون السن 18 المقطع دا

::::::::::::::::::::::::::::::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::

:::::::::::::::::::::::::::::::::::

ها وبعدين معاكم

::::::::::::::::::::::::::::

:::::::::::::::::::::::::

::::::::::::::::::::::::::

::::::::::::::::::::::::::::

يبدو أنكم قرائي الأعزاء لم تتعلموا من الدرس السابق

ألا تقتحموا غرف الغير دون استئذان

فأم جيهان بنفسها أخرجت رغما عنها فما بالكم أنتم

لكني لا أ ستطيع أن أقول إلا كما قال لي باسم

وعلى لسانه :

أطلعوا برا

خخخخخخخخخخخخخخخخ

ولنا لقاء في البارت القادم والأخير

إن شاء الله


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 11:05 PM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


البارت الخامس والثلاثون والأخير

.................................................. ....................

وحمل فارس جوري وألقى بها على السرير

ومزق ملابسها العلوية حتى بان

جسدها عاريا وجوري تصرخ مستنجدة

وفتح حزام بنطاله واقترب منها ورآها

تغمض عينيها بكلتا يديها خجلا منه

وهي تنوح قائلة :

أرجوك يا باسم ليس لأجلي إنما لأجل والدي

لأجل عبد الغفار الذي استأمنك علي

أرجووووووووووووووووووك

أرجوووووووووووووووووووك

أفاق باسم من حالة غضبه وفورانه

على اسم عبدالغفار ذلك الذي اعتنى به

ولم يبخل عليه بشيء والذي استأمنه على جوري

وتذكر وصيته حينها عندما قال له :

لا تلمس جوري حتى تستوعب ما معنى الزوج

أو تبلغ العشرين

ابتعدعنها في لحظته الأخيرة وأقفل

حزام بنطاله وابتعد إلى أن وصل للباب

وقال لها ومرارة ما يشعر به يكتم أنفاسه:

لا تعتقدي بأني سألمس بقايا غيري

فأنا لم ولن أقترب من إنسانة

تجاهلت العقد المقدس الذي يربطنا

تجاهلت قيم وأخلاق دينها

تجاهلت العشرة فيما بيننا

و تجاهلت قلبا طالما أغرم بها

و أخلص لها وباتت تلعب به كما تشاء

تدحرجه بين ثنايا الخيانة واللؤم

أنا لن ألمس بقايا فضلات

فارس ابن عمك المصون

حبك الذي تتمنين الموت على أن

يشنق في ساحة العدل والمساواة

و واصل تقدمه إلى الباب

فشرع يفتحه ليجد أم جيهان واقفة

عنده والدموع تنسكب من مقلتيها حزنا

على جوري المسكينة والمظلومة

استوقفته متسائلة عما حدث :

قال لها والدموع تتهاوى من عينيه :

لا تخافي فأنا لم ألمسها

فما أنا الذي استخدم فضلات غيري وتركها

واقفة مصدومة مما علمه من أمر جوري

دخلت عليها الغرفة لتجدها في حال

يرثى لها من الصريخ والبكاء

حاولت تهدءتها لكن دون جدوى

فهرعت إلى باسم لتطلب العون منه

لكنه للأسف غادر المنزل بقلب

محطم ممزق مطعون بخنجر الغدر والخيانة

أسعت تطلب الإسعاف وحضر في غضون

نصف ساعة من الزحام

التقطت أم جيهان هاتفها لتخبر باسم

بما حدث مع جوري لكن الهاتف مغلق

وصلت أم جيهان مع جوري المشفى

وبدأ الطبيب بعمله وقام بحقنها

بإبرة مهدئة حتى استرخت ونامت بهدوء

...............................................

باسم هو والطريق للمجهول هو

ما يصاحبه الآن جال بسيارته

الطريق في أماكن مختلفة دون أن

يعرف وجهته حتى مل من القيادة ولم تعد

قدماه قادرتان على الضغط على المكابح أكثر

فأوقف سيارته وأطفأ محركها وأنزل

رأسه على المقود وبكى بحرقة

وظل على هذا الحال حتى الفجر

وبدأ ضوء النهار ينكشح معلنا عن يوم جديد

رفع بصره للسماء واستغفر رب كريم

معين بعباده رحيم

شغل محرك السيرة ودخل أول

مسجد قابله و توضأ وأقام الصلاة

وقال بعد أن فرغ من الصلاة رافعا يديه

بالدعاء مبتهلاخاضعاخانعا

متذللا لرب كريم ليرفع عنه الضر

فقد كان مثقل الصدر مهموم البال


.................................................. ......


توجه بعدها لمنزله وأراد أن يدخل

غرفته لكنه تذكر أنه ترك جوري في حالة

من الهذيان فتوجه إليها ليمارس عادته في

التحقق من تواجدها لكن فوجئ من عدم تواجدها

وتذكر أنها قد تكون مع أم جيهان في غرفتها

وشرع يطرق الباب عليها بهدوء لكن دون مجيب

باسم والقلق يصاحبه:

أم جيهان هل جوري معك

ولا مجيب باسم بصوت أعلى بقليل:

أم جيهان أجيبي هل جوري معك

ولا حياة لمن تنادي

فاضطر لأن يفتح الباب ليجدها

غرفتها فارغة كسابقتها هنا تمكن منه

الخوف عليهما فأخرج هاتفه النقال من جيبه

وقام بفتحه ليجد اتصالات عدة من أم جيهان

واتصالان آخران لم يعر الرقم الآخر اهتمامه

بل اتصل على فوره بأم جيهان

باسم بخوف:

أم جيهان أين أنتم

أم جيهان وصوت البكاء يغلب على نبرتها :

سيديأين أنت أنا أبحث عنك منذ البارحة

أحس باسم بأن نبضات قلبه لم تعد منتظمة

لا بد أن جوري وقع لها شيء ما فرد بتردد:

ماذا حدث !

أم جيهان بتوتر :

جوري يا سيدي جوري وانفجرت بالبكاء

باسم ولم تعد قدماه تحمله فشعر بضيق

في التنفس ودوار شديد فجلس على

درجات السلم مستندا بيديه على الحاجز الحديدي

أم جيهان :

سيدي لماذا لا ترد على نداءاتي

بالفعل كانت أم جيهان تتحدث إليه

لكن دون أن يستمع لما تقول وكأنه حين لفظت

اسم جوري وهي باكية أصبح حينها أصم

أم جيهان تطمئن لباسم المسكين :

سيدي إن جوري بخير فقط ترقد في المستشفى

جراء انهيار عصبي فقد عاودها

وعاود النبض قلب باسم وعاد السمع إليه

وردت الروح إليه فسألها بلهفة:

أين أنتم بالضبط

أم جيهان وقد وصفت لباسم مكان المشفى

وما هي إلا دقائق حتى وقف باسم على

رأس جوري الممددة بالسرير

أم جيهان :

سيدي لقد رحلت عنا بعدما أصابها الانهيار

وأنا اتصلت بك مرارا لأعلمك بحالها

لكن دون فائدة تذكر فتصرفت على سجيتي

وهاتفت الإسعاف وها أنا ذا معها

باسم بامتنان وقلب ممزق على صغيرته:

أشكرك يا أمينة على ما فعلت معها

أم جيهان والدموع تسابق الكلمات:

لأول مرة يا سيدي تنطق باسمي الحقيقي

باسم و الابتسامة تحاول أن تشق شفتيه:

هذا لأني كنت أعتبرك مربية فقط لجوري

لكن اليوم علمت مكانتك عندي ومكانتها

فأنت أخت وأغلى عندي من الشقيقة

أم جيهان بتردد :

سيدي طالما أنك تعتبرني شقيقة

اتركني أتحدث إليك بشأن جوري

باسم وبدأت ملامحه في التغير:

كلا يا أم جيهان لا أريد أن أسمع شيئا عن

مغامرات جوري وطيشها

وتذكر أنه شاهد رقم يعرفه جيدا على هاتفه

فاستأذن منها و قال :

اعذريني أم جيهانلدي اتصال هام

ثم وقف خارج الغرفة واتصل

عادل:

وأخيرا تنازلت وعاودت الاتصال

باسم بغيظ:

نعم ماذا تريد

عادل بسخرية:

أعتقد أن الرسالة قد وصلتك فنحن نستخدم

أفضل أنواع البريد الممتاز وقد كانت كلفته عالية

باسم بحزم :

وماذا تريد من الرسالة

عادل:

ابني حازم وابني فارس

باسم بغيظ :

مقابل

عادل :

أن تغير شهادتك ضد ابني وتجعل من سمير

هو الجاني وابني بريء

وعائلة سمير تتنازل عن دم ابنها حتى تنقذ فارس

من حبل المشنقة ومن القصاص

مقابل سمعة جوري فا الأسطوانة التي لديك

بضغطة زر واحدة مني ترسل إلى البريد الالكتروني

الخاص بمدرستها ومعلميها و زميلات الدراسة

والشركة التي تحتلها حاليا


باسم بحقد :

وهل تريد مني أن أقوم بتبرئة مجرمحقيقي

واتهام شخص بريء قد دفن تحت الثرى

عادل بسخرية:

أنت قلت بنفسك شخص ميت

لن يتضرر من إلحاق التهمة به

باسم بحدة :

وهل تريد مني تلويث سمعة صديق العمر

لأجل أن يطلق صراح ابنك

وأضلل القضاء

وعائلته ما ذنبها هل تريد منها

أن تعيش بوصمة عار أن أبنها تاجر للمخدرات

وما ذنب جوري بجرائم ابنيك

عادل :

إذا نفذت ما أقول لك سوف أعطيك

النسخة الوحيدة الأصلية التي أمتلكها

وحتى يطمئن قلبك سوف أعطيك

جهاز الحاسوب الخاص الذي يحمل المقطع

حتى تدمره بنفسك

باسم بتردد:

أرجوك أمهلني يومان حتى أرد عليك

عادل براحة :

وأنا أمهلك يوما واحدا فقط وداعا

ثم ضحك ضحكة سخرية وأضاف :

بل إلى لقاء في المحكمة

بعد غد

أغلق باسم الخط وزفره زفرة قوية

حادة تنم عن المسؤولية التي وضع بها

فهو ما بين ضميره اتجاه سمير

ومسؤوليته أمام جوري

ماذا يفعل بين هذه المقارنة الغير عادلة

بحقه وزفر أخيرا وهو يقول:

إلى متى سوف يطاردني شبح مسسؤوليتك يا جوري

................................

مر اليوم بأكمله وجوري بالمشفى وأم جيهان ترافقها

وحان وقت خروجها من المستشفى

قدم باسم ليصطحبهم معه للمنزل

أم جيهان وهي تساعد جوري في المنزل

لتستريح على سريرها فقالت لجوري:

هل تشعرين بتحسن بنيتي

جوري بصوت يغالبه البكاء:

وكيف شعر بتحسن وهو لم يلقي التحية علي

حتى أنه لم يكلف نفسه لينظر إلي

أم جيهان بحسرة:

يكفي يا جوري فإن الصدمة التي تلقاها باسم

قوية جدا عليه ولا بد لك من أن تلتمسي العذر له

هو يشعر الآن بأنه مطعون في كرامته

جوري وبدأت الدموع تنهال :

أرجوك أمي أرجوك أريدك أن تفهمي

باسم الحقيقة هو يعتقد أنني

.............................

وعادت تبكي بحرقة ومن بين شهقاتها

المريرة :

أنا لم أخنه لقد غدر بي أنا لم أخنه

....................................

.................................

يتبع.......





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, مكتملة, sweet-smile, فصحى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.