آخر 10 مشاركات
الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-17, 10:48 AM   #691

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكونتيسة نسرينا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم حبيباتي رمضانكم كريم اشتقت لكم بجنووون عساكم بخير يا غاليات
والله الغياب كان له ظروف قهرية واضطرارية ومرضية الحمدلله تجاوزتها كلها وما زالت مسألة الشفاء تحتاج لوقت لكن لم أتمكن من التأخر أكثر من هذا بالفصل ولذلك أحضرت معي غالبيته وتبقى لي مقطع صغير لم أتمكن من كتابته حين أنهيه سأوافيكم به غدا أو بعده تكونون ما زلتم في خضم قراءة ما طرحته لأنه أطول فصل تقريبا في الرواية
سامحوني على الغياب وأتمنى لكم قراءة موفقة غاليتي ولكم مني كل الحب

الحمد لله على السلامه
شافاك الله وعافاك
لولا رمضان كان اغلقت الروايه بسبب التأخير
الحمد لله انك عدتي بالسلامه لقرائك وان شاء الله تكون اخر الغيبات
تحياتي




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 12-06-17, 03:33 PM   #692

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اجمل شىء إنك رجعت بالسلامة يا كونتيسة و كل سنة و أنت طيبة

شىء ممتع إن الفصل طويل و مليان احداث ومؤامرات و مأسى من كل نوع ما حرمتيناش من حاجة و الله مبدعة

سعدت جدا بمفاجأة نزول الفصل و مشكورة على مجهودك الرائع فى كتابة الاحداث و مازالت يدك لم تتعافى تماما

أتم الله علىك الصحة و العافية و دائما فى انتظار ابداعك الرائع


موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 12-06-17, 07:13 PM   #693

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

شكرا كثيرا على طلتك الرائعة والتي انتظرنها كثيرا
الفصل رائع ومشوق لان الاحداث توضحت
واتمنى من الله ان يشفيك


mansou غير متواجد حالياً  
قديم 14-06-17, 09:40 PM   #694

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الف حمد الله بالسلامة وادام الله عليك نعمة الصحة والعافية قصل مبدع وكل عام وانت بالف عافية وسعادة

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 19-06-17, 10:01 AM   #695

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

[align=center]أول ذنب يشبه النقطة التي تكون بمنتصف صفحة حياتك البيضاء ، إذا ما تكررت الذنوب ازداد اتساع النقطة تباعا لتصبح حفرة سوداء عميقة كلما نظرت إليها وجدت نفسك تسقط فيها بلا حول ولا قوة ، حتى منجد لن تجده ليمسك بيدك ويرفعك من ذلك المستنقع سوى إيمانك .. إذا ما وجدت نفسك ستخلص نفسك من ذلك الانجراف الأسود الحل بيدك إما أن تتخذ طريق اليمين أو تبقى قابعا في مستنقع الشمال
[/align]


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 21-06-17, 08:16 AM   #696

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
الحمد لله على السلامه
شافاك الله وعافاك
لولا رمضان كان اغلقت الروايه بسبب التأخير
الحمد لله انك عدتي بالسلامه لقرائك وان شاء الله تكون اخر الغيبات
تحياتي
تسلمي أختي الغالية وشكرا لتفهمكم أنا لا أتقاعس هي ظروف وأكتب مهما كانت وإن رغبت بإقفالها وعدم إتمامها أكيد سأخبركم رغم أن ذلك لن يحدث ، فبالرغم مني يحصل هذا الغياب وأرجو تغيير موعد تنزيل الرواية من أسبوعي لشهري إذ سيكون هنالك فصل كل شهر فهذا أقصى جهدي على متابعيني الذين سيتفهمونني خصوصا في الوضع الراهن إن شاء الله مع شكري الجزيل لكم


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 21-06-17, 08:18 AM   #697

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

آخر جزء من الفصل 31

في مكان آخر
كانت تركب جواره في السيارة السوداء الفخمة وهما يتحادثان في عرض ميار الذي قدمه لهم ، غضنفر لم يبدي أي ردة فعل سوى الضحك ومن فرط قهقهاته مر الهواء بجوفه حتى كاد يختنق ضحكا ، وهنا لم تجد كهرمانة سوى الدهشة مفرا لها
كهرمانة:- يا غضنفر الموضوع ليس ساخرا بالمرة
غضنفر:- هاهاهاااا هههه ميار يريد أن يقيلني ليكون هو رئيسا بدلا عني والله نكتة ما بعدها نكتة
كهرمانة:- الآن ماذا سنفعل إن لم نوافق على طلبه سوف يقترف أمورا ليست بمضمونة
غضنفر:- ليس بوسعه فعل أي شيء لأنه تحت رحمتي ، سيخشاني ولذلك لن يرتكب أي حماقة
كهرمانة:- حسب تربيتي لذلك الولد لا يجب عليك أن تثق به إطلاقا
غضنفر:- ذلك الولد تحت قبضتي ولست أخشاه ، المهم الآن سنسير وفق المخطط الذي أخبرتكِ عنه إن كان يريد التمرد فلنجعل فئتنا أقوى ، سوف ندخل وائل رشوان للعشيرة وأنا أعرف الطريقة التي ستجبره على الرضوخ
كهرمانة:- رغم أنني لست مطمئنة لهذه الخطوة خشية انقلابه ضدنا
غضنفر:- لن نغامر إن لم نكن نضمن وجيدا جدا خطواتنا المقبلة ،وصدقيني نحن نملك ما يجعل الرشواني يرضخ ويدخل للعشيرة
كهرمانة:- وماذا عن الكرسي الآخر ؟
غضنفر:- هذا سيكون قنبلة دعيها مفاجأة
كهرمانة:- الله يستر
طبعا كان مفاجأة غير متوقعة وللأمانة هو لم يوافق في البدء ولكن حين شرح له أمجد دوره الفعال في تلك العشيرة ، وافق بنسبة متكافئة ما بين حرصه على إخراج هبة من قبضتهم وبين الإيقاع بهم ، وهذا ما جعل أمجد يكشف له كل الأوراق عن ميار نجيب الذي لطالما شكل حلقة مفرغة بالنسبة لهم ، وطبعا كل هذا تم بمساعدة من هبة التي أوضحت له عرضهم المقبل حين هددها غضنفر به .. لذلك انتظروا مرسال هبة له وبقي الجواب عالقا
طارق:- موافق لكن بشرط
هبة:- أي شرط ؟؟
طارق:- أريد أن يتم تحريركِ من قصر ذلك الزعيم ، أريدكِ في شقة مستقلة تحت رعايتي الشخصية
هبة(دمعت عيناها من موقفه):- يعني يعني هل تتقبل أمك ؟
طارق(رمش وابتسم):- على العكس أنا أساعد إنسانة عاشت طوال حياتها مضطهدة تحت كنف ظلمه ، لذلك أسعى لتحريركِ ولو كنتِ تفضلين معيشة الغربان تلك يمكنكِ البقاء
أمجد(أشار لها برأسه كي لا تفلت الفرصة):- إنها فكرة جيدة وهم سيوافقون
طارق:- مجبرون على ذلك وإلا انسحبت قبل أن نبدأ
هبة:- تمام في المساء سأعطي لغضنفر الفكرة
طارق:- حلو .. يمكنكما الذهاب الآن
أمجد(نهض):- دعيني أوصلكِ يا هبة
هبة:- لا معي سيارتي ثم لن نغامر مشكور أمجد ، بني طارق أراك عما قريب
طارق(نظر إليها وأشاح ببصره):-…لارد
خرجت مطأطئة الرأس فطارق دوما ما يؤلمها في صميمها عقابا لنفسه قبلها وهذا ما لا يسعها تحمله
هبة:- أتعلم ما معنى أن يكون ضمن تلك العشيرة سأعرض ابني للخطر
أمجد:- إقالتكِ مسألة وقت فحسب يا هبة وطارق هو الأجدر لأنه المتمكن من الإيقاع بهم ، رفقة ميار نجيب وأيضا ابن أخيكِ
هبة:- سوف نرمي بهم في الهاوية يا أمجد العيش وسط بئر الشرور ذاك يعني الاختناق
أمجد:- أنا واثق من أن طارق سيفاجئك
هبة(شردت بحزن):- أخشى أن أفقده بعد أن وجدته
الخوف وارد خصوصا مع عشيرة غدارة لا تعرف سوى مصلحتها فوق رقاب البشر ، لكن أظن أن طارق قدها وقدود مع اتحاده بميار ووائل ستسهل الأمور في الغالب ، وتصبح العشيرة مهددة بالخطر عما قريب ، خصوصا وميار يستحلف فيهم بأن يدمرهم جميعا وينسفهم قبل أن يضروه في من يحبهم
ومن ضمنهم الحبيبة الغادرة التي رمت به من أعلى الجبل دونما إشارة ، الخيانة أصعب ما يمكن للإنسان التعرض له قد يشعر بأنه تم استغفاله لدرجة الغباء ، أو أنه كان ساذجا كفاية لكي يتم السخرية منه بشكل لا يحتمل ،.. كان يشعر بأن قلبه قد انشطر لنصفين لذلك توجه مباشرة للقصر لكي يحاسبها ويجعلها تعترف بتلك الخيانة ولكن حين وصل سمعها تحادث ناريانا بالاتفاقية التي تمت بينها وبين وائل تلك الليلة في شقته ، أخبرتها أنها ستكذب بشأن وجهتها وستخبر ميار بأنها ستسهر في بيت الراجية ولكن هي ستحرف وجهتها إلى شقة وائل لأجل ماذاااااا ؟
ميار(في سره):- أيعقل أنها تخونني معه ، لن أستطيع التصديق هو لن يخون ميرنا مع جوزيت أو مع أي فتاة أخرى هذا أمر واثق منه تمام الثقة ، لكن ما الذي يحدث أكاد أفقد أعصابي ، هل أواجهها الآن أم علي الانتظار حتى الليل .. أجل ليلا سيكون الحسم وفي شقته أيضا
جوزيت:- حبيبي ميار هل عدت كنت في انتظارك ، علي أن أخرج يا عمري لدي رغبة في أن بيت الراجية أنت لن تمانع صحيح ؟
ميار(اصطنع ابتسامة بصعوبة):- أين كنتِ ؟
جوزيت(توجست ولكنها اقتربت لتعانقه وقبلت شفتيه):- أخبرتك كنت ذاهبة عند إياد لكن ناريانا اتصلت بي وأجلت الموعد لأنني قضيت معها بعض الوقت في إحدى المطاعم ، يعني اشتقنا لبعض التحرر سوية وقمنا بذلك
ميار:- أهاه أمر جيد سوف أستحم الآن
جوزيت(رمقته وهو يتجاوزها):- حاضر روحي سأجهز لك بعض الطعام
لم يجبها بل صعد الدرج بوهن تام ، كيف سيتعامل معها بل كيف سيقتلها وهي تنبض في روحه ، كيف تجرؤ على خيانته لا يا ميار لا تصدق جوزيت لا تفعلها والليلة ستكتشف الحقيقة ، ربما يتهيأ لك وهما مجرد صديقين ربما تشكو له همومها فهو بارع في احتواء القلوب الضعيفة ، ربما يا ميار لا تظلمها ولا تلمها …. لكن الأمر ليس بهذه البساطة مطلقا رمى بنفسه تحت صنبور الّماء وضرب على الجدار ضربات متتالية وبعدها مسح جذور شعره حتى كاد يقتلعه من محله، لقد آلمته بكذبها ولكن اللهم يكتشف أنها كذبت فحسب ولا الخيانة … هنا كانت هي تجلس على الكرسي وتهز رجلها بخوف بينما يدها على بطنها والدموع شلال من عينيها
جوزيت:- تماسكي يا جوزيت حتى لو رأيته يتمزق أمامكِ لا تحركي ساكنا ، لأجل الطفل يا جوزيت ابنكِ الذي ستحظين به فرصتكِ الوحيدة في هذه الحياة أنتِ لن تنجبي مرة أخرى فقط هذا الذي أتاكِ دونما تخطيط الله وحده من وهبه لكِ فحافظي عليه حافظي عليه ، هيا يا جوزيت كوني قوية ولا تنهزمي لوجعه فأنتِ بدوركِ تحترقين لأنه أب ظالم مثل بقية الآباء قد فكر بالتخلص من ابنه ببرودة وسيفعلها لو تأكد من ذلك … ادعاء المرء في أن يكون بخير وعلى ما يرام هو أصعب بكثير من تحمل الألم ، لكن كان عليه لزاما أن يبقي أعصابه هادئة بل محترقة ، فقد كان يلتهمها بشكل مهلك لا يمكن تخيله ..
جوزيت:- المطعم مطل على البحر إنه جديد أعجبني التجول فيه مع ناريانا ، يجدر بنا زيارته ذات مرة موافق حبيبي ؟
ميار:- ممكن
جوزيت(تحركت حنجرتها):- أشعر بأنك لست بخير هل اتصال كهرمانة أزعجك ؟
ميار:- أبدا توقعت ردة فعل العشيرة
جوزيت:- يعني لنبقى كما نحن يا ميار ولندعهم يفعلون ما يريدون
ميار(وضع شوكته):- ما قصدكِ ؟
جوزيت:- يعني لن ننسحب ولن نبقى سندعهم يتصرفون حسبما يرون
ميار:- أكملي طعامكِ لا رغبة لي في الحديث
جوزيت:- أفتقد جونا بروما كنا مقربين من بعضنا أكثر من هنا لقد دخلتِ الرتابة والملل في علاقتنا وهذا يشعرني بالضجر أ… لا تحسب أنني أشعر بالقنوط ولكن بعض التغيير مفيد ولكن في حالتنا لا مجال لذلك… بدأت أشعر بأنك غريب عني
ميار:- لا تدققي هو فقط مجرد إرهاق ، عموما لا تتأخري وأنتِ هناك خذي معكِ فيكو ودعيه يعيدكِ بسرعة
جوزيت:- ماذا مهلا لم تكمل أكلك هل شبعت ؟
ميار(بحرقة قلب):- بل أكلت حد التخمة سأرتاح بمكتبي قليلا وأنتِ افعلي ما يحلو لكِ
عرفت أنه مريض بشكه فيها ولذلك لم تلح عليه ، بل ابتسمت له وهمت بجمع الأطباق بينما خاطرها المكسور مشتت لآلاف القطع والقادم أدهى .. في تلك الأثناء كان حكيم يحادثها عبر الهاتف وما إن عرف أنها أتمت تجهيز المكاتب نظر لميرنا وقرر أخذها تلك الليلة ليفاجئها بها …
ميسون:- يعني أبقى وحدي هنا مع جدتي فخرية ولورينا ؟
ميرنا:- أهاه أنا وبابا حكيم سنذهب لمشوار قصير ونعود يا عمري
ميسون:- طيب ، سوف أرى ما سأفعله …اممم هاه وجدتها سوف أتعلم الرسم مثلما حاول عمو كاظم إيضاحه لي ، ربما لو تفوقت في ذلك سوف يكون سعيدا لما يعود
ميرنا:- اممم إذن مرحى لعمك كاظم بكِ يا دبدوبة
حكيم:- ميرنا .. جاهزة ؟
ميرنا: يس لنذهب
حكيم:- عمو طلال سيبقى بجواركِ الوقت كله لا تتذمري ولا تزعجيه واطلبي منه ما تريدين ، لورينا لن تضايقكِ فقط جدتك فخرية ستجالسكِ قليلا ولا تحثيها على سرد الحكايات لأنها سرعان ما تتذمر
ميسون:- هههه حسنا لن أفعل
ميرنا(همست بأذنه):- قلبي مقبوض لا أدري لماذا ليتك تركتنا بالبيت الليلة يا حكيم ،تت حسنا حسنا لا تعبس فجأة خذنا لبيت الأهل مشتاقة لهم ولن أستطيع التحمل حتى الغد همم بليز ما يزال هنالك متسع من الوقت لنا ، ثم كوثر أهلكتني اتصالات هي ببيتنا بليز كيمو كرمالي ؟
حكيم:- طيب ميرنا لكن لن نمضي هناك سوى ساعتين أكثر منها لن أقبل
ميرنا(ابتسمت له):- من عيوني
حكيم(لوح لميسون):- داغر يا داغر
داغر:- نعم سيدي ؟
حكيم:- ستبقى هنا أنت أيضا عينك لا ترمش أو تغفل عن ميسون ، هذه هي مهمتك الوحيدة وتحديدا لا تجعل لورينا تقترب منها مفهوم ؟
داغر:- علم
انطلق بميرنا نحو البيت كما تريد الأميرة والتي كانت تقفز بحماس وهي تحكي وتروي عن ردة فعلهم ، وكمية اشتياقها لهم ، فلقد ذهبت في ظروف غامضة ولم تودعهم حتى ولم تعش معهم أوقاتهم العصيبة منذ إصابة حكيم بالرصاصة بعد برنامجها إلى زفاف ميرا … لم تصدق نفسها وهي ترمق شارعهم حتى أنها أمسكت بيد حكيم من فرحتها والذي شرد في لمستها وابتسم لأنه يعود بها إلى بيتهم أخيرا ، بيتهم الذي بدأ فيه حكاية عشق لن يتوب عنها … المفاجأة كانت صادمة فقد انقلب البيت لصراخ متواصل من كل واحد يراها ، وهذا ما جعل فرحتهم تنقلب لدموع ساخرة من القدر
عواطف:- آخ يا كبد أمك اشتقت اشتقت لعطركِ ولكل ما فيكِ يا ابنتي
ميرنا:- وأنا بدوري اشتقت لماما حبيبتي وآسفة لأنني لم أخبركم بحقيقة عملي ، ظروفي لم تكن تسمح بذلك ولكن حكيم اهتم بسرد المهم لكم
عواطف:- حمدت الله وشكرته حين خرجتِ من عالم الصحافة
مديحة:- بالناقص منه عالم كان سيجعلنا نفقدكِ ونفقد زوجكِ
ميرنا(نظرت لحكيم وتبلدت ابتسامتها):- حصل خير ، أين البقية ؟
سماح:- نور ورنيم خلاص صارتا من ذوات المهن المهمة لن تحضرا إلا بعد ساعات ، أما صديقتكِ فهذا موعد وصولها وعلى فكرة سيحضر معها إياد أيضا لكي يطمئننا على سير قضية ابنة عمك
ميرنا(أمسكت يد مديحة):- حزنت عليها كثيرا ، لطالما كانت تضع أولادها فوق اعتبار أي شيء .. إنها أم مضحية ولكن ابنها ألعن مما يكون فوق الأرض
حكيم:- لو أمسكه سأعلقه في كراج العقاب خاصتي لعله يتأدب ويتعلم كيفية بر الأم
عواطف:- سامحه الله
عفاف(قدمت لهم التحلية):- آميييين … تفضلوا
مرام:- بصراحة إخلاص بالغت في تدليله والمرء في تلك الظروف البشعة لا يفكر بعقله ، لذا أتوقع أن تلك الحرباء زوجة أبيهم هي التي لعبت بعقله
جلنار:- أتفق معكِ مرام في نظري الولد لم يقصد الهرب ولكنه هاب من السجن ، لذلك ترك كل شيء وخرج مع المرأة وإخلاص حين وصلت لبست الليلة كلها
غازي :- ما كان عليها أن تضحي لأجل شخص لا يقدر قيمة أمه ، إنه عار على أن يكون ابنا من أصله
مديحة:- لا تلمه يا غازي لكل واحد رأي وطريقة تفكير
غازي(استقام):- ضجرت بالبيت سوف أخرج قليلا لأزور المدينة
جلنار:- ألم نتفق على أن تأخذني معك هاااا ؟
غازي:-أخوكِ وابنة عمكِ هنا يعني دعيها لفرصة أخرى
حكيم(مط شفتيه):- وأنت … أليس عيبا عليك أن تغادر ونحن موجودان هنا ؟
غازي(ارتدى سترته):- لا بأس بذلك فأكيد سنلتقي يا … شقيقي
مديحة(نظرت إليهما باستغراب والتفتت لعواطف):- يا الله ما بهما ؟
عواطف:- أشعر وكأنهما على غير هدى
سماح:- كّأن غازي يحمل ضغينة ضد أخيه ههه عجايب
مديحة(استشاطت غضبا):- ووما دخلكِ ؟
حكيم:- تمام تمام يمكنك الذهاب غازي نتحدث لاحقا
غازي(تحرك صوب الباب):- لا أعتقد أنه لدي شيء أشاركك به ، عموما آنست وشرفت بيتك أخي
ميرنا(رمقت بؤس حكيم لحظتها ووجعها خاطرها عليه):- غازي ممكن لحظة ..
غازي(لم يتوقف):- ..لارد
جلنار:- إنه يفعل هكذا حين يكون ممتعضا من شيء ما
حكيم(شبك يديه):- ربما مني
مديحة:- له له لا تقل ذلك يا بني أكيد أخوك لا يقصد
عواطف:- صدقيني أشعر وكأنني لم أعرف هؤلاء الأولاد يوما ..
ميرنا(لحقت به للشارع):- غازي …غازي
غازي(أخذ مفتاح دراجة تامر الذي تركها لأجله ذلك المساء):- نعم يا ابنة عمي
ميرنا(فركت يديها):- ما الذي يحصل معك يا غازي ، لما تعامل أخاك بهذه الطريقة المهينة … كلنا شعرنا بذلك ولا يمكنك الاستمرار هكذا ؟
غازي:- والله هذا شأني ويمكنكِ التعامل مع زوجكِ كيفما تريدين .. عمتِ مساء
تركها جاثمة في الشارع وهي تراقب الغبار الذي نفثه حين انطلق بالدراجة دون مبالاة ، ضربت كفا بكف وهي تحسبن وهمت بالدخول لتصطدم به أمامها فقد سمعهما
حكيم:- لا تتدخلي بيننا لكي لا تخسري مكانتكِ في نظره ، لا أريده أن ينتقص من قدرك مثلما فعل الآن ولو كنا بغير ظروف كنت حاسبته
ميرنا:- أوك لن تخاصم أخاك لأجلي ، إنه أخي وابن عمي ولن أغضب منه
حكيم:- فهمت
ميرنا(أطلت عليه):- ما انزعجت منه صح ؟
حكيم(مسح على فكه وأشار بيده بعدما وضع يده الأخرى بجيبه):- ضريبة أخرى من ضرائب غيابي وعلي أن أدفع ثمنها لا تشغلي بالكِ
ميرنا(أمسكت يده ودكته بكتفها):- ولو أنا أقتل كل من يزعج ابن عمي الغالي
حكيم:- ههه اقتلي صديقتكِ إذن فقد وصلت
كوثر(دعكت الفرامل عند الباب وخرجت وهي تركض):- ميرنااااااااااااااااااااا ا ميرنا ميرنا ميرنا عادت يا قوم حبيبتي صديقتي
ميرنا(عانقتها بحرارة):- آه يا زرقاء العينين اشتقت لكِ يا غبية
كوثر(بدموع):- وأنا اشتقت يا أغبى غبية ههه بنت لقد سمنتِ وازداد وزنك أكيد ناسبتكِ له له على المجسم الرهيب هههه وشعركِ استطال يا عيني أصبحتِ حلوة المظهر بهية الشكل
ميرنا(خجلت من حكيم الذي مسح على أنفه ولوح لكوثر):- فصليني أحسن .. لندخل يا بنت
كوثر(لوحت له من رأس أنفها):- أهلا
حكيم(باستفزاز):- وسهلا
كوثر(سبقته بميرنا للداخل):- لا أطيق ابن عمكِ هذا يا سبحان الله ما أثقله على قلبي
ميرنا:- حرام عليكِ لا يوجد أحلى من حكيم
كوثر:- بلى ولول هههه
ميرنا:- وائل حالة خاصة تعالي لنهرب لغرفتي التي أصبحت مستعمرة لكِ ونتبادل الأخبار
كوثر:- والله لا ألمس أغراضكِ فقط الدولاب والمنضدة والسرير والحمام ومناشفكِ وأيضا مكتبكِ
ميرنا:- وماذا عن الستائر وسجاد الأرض والأدراج هااا .. الله يخرب هبلك ماذا تركتِ
خطفتها خطفا وصعدتا ركضا لغرفتهما وتبادلتا بعض الأخبار والحكايات ، وأغلبها عن كوثر وزياد ليقتحم إياد خلوتهما ويحمل ميرنا بين أحضانه من فرحته ويدور بها في الغرفة وهي تمتعض وتصرخ لينزلها ، عانقها بحرارة وهو سعيد بعودتها أخيرا أخيراااا
إياد:- العالم بدونكِ ما يسوى
ميرنا:- سمعت هذه الجملة في أي فيلم يا ميرنا ؟
إياد:- ههه فيلم آل نجيب حسبما أظن
ميرنا(نظرت لكوثر):- احم صدقا افتقدتك يا جحش دعني أرى ما زلت وسيما
إياد:- هههه وماذا كنتِ تنتظرين يا هبلة
ليان:- عفوا لمقاطعتكم ولكن خالو حكيم يستعجلكِ بالنزول خالتو ميرنا ؟
ميرنا:- حان وقت ذهابي لكنني سأعود في القريب العاجل لأجلكما
إياد:- هل أخبركِ بالمفاجأة ؟
ميرنا:- أية مفاجأة ولما تعلم بها أنت وأنا لاء ؟
كوثر:- أخبروني أنا أيضا هااا أية مفاجأة ؟
وهنا كانت المفاجأة لم يخبرهم إياد وترك المسألة لحكيم الذي أخذ ميرنا من هناك وتوجه بها مباشرة للشركة ، منذ الوهلة الأولى عشقتها خصوصا الاسم الصادح من الخارج ، لم تتوقع بتاتا أن يجعلها تزورها في مثل ذلك اليوم " شركات آل الراجي " أي على رنة الاسم .. أغرمت به ومن الخطوة الأولى وهي تعبر عن ذلك لحين وصل بها إلى باب مكتب مكتوب عليه ميرنا الراجي ، دمعت عيناها ونظرت إليه لتفك الشريط المعلق في الزاويتين وتفتحها .. انبهرت بالتصميم وبالديكور المناسب تماما لشخصيتها وشهقت أكثر حين رأت أختيها بانتظارها ركضت إليهما وعانقتهما بفرح ودموع
نور:- هلا بأختي المدللة
رنيم:- ميرنا يا عمري كم افتقدناكِ ..
ميرنا(نظرت لحكيم):- شكرا .. شكرا حكيم
نور:- اشكريني أنا لقد بذلت جهدا أسطوريا حتى أنهيتها اليوم ، يعني كان من المفترض أن تكون في ظرف يومين ولكن لدي معارف يخدمونني في الحين واللحظة وها أنتِ ذا مبروك عليكِ يا ستي
رنيم:- وعلى فكرة المكتب المجاور هناك لصديقكِ الغالي كي تشاغبا مع بعضكما كما تريدان
ميرنا:- يااااه أكيد هذه هي المفاجأة التي قصدها إياد ، صدقا أنت ليس منك اثنان
حكيم:- على الرحب والسعة
نور:- ههه ما هذا الشكر الجاف رنيم دعينا نغادر يا بنتي وندعهما على سجيتهما
ميرنا:- أختاااي؟
عانقتها مجددا وذهبتا للبيت فقد انتهى دوامهما واتفقوا على اللقاء من جديد في القريب العاجل ، كي تتسلم ميرنا عملها وتتأقلم معه ،، وهنا بقيت تدور بكرسيها وهي مستمتعة بالمكتب المنمق بشكل خرافي فقد كان الأفضل من بين كل المكاتب والاهتمام به باد بوضوح
ميرنا:- إنه تحفة تحفة
حكيم(تقدم من النافذة الحائطية):- والإطلالة خيالية أيضا كأنكِ تلامسين السماء
ميرنا(وقفت بجواره وتأملت السماء وأضواء المدينة من ذلك العلو الشاهق):- معك حق إنها مذهلة
حكيم(طالعها بطرف عين):- هل أنتِ راضية ؟
ميرنا(هزت رأسها):- كثيرا هذا المكتب غير فيني أشياء كثيرة وأكيد لن أبرح مكاني دونما ألتقط صورا له ، لحظة لحظة ههه خذ التقط لي صورة على مكتبي لالا أريدها بجوار ذلك الجدار الخشبي
حكيم(أمسك الهاتف بثقل وهو يبتسم لحماستها):- هيا ابتسمي
ميرنا(ابتسمت بشكل جميل):- هههه ..
حكيم(تأمل الصورة بحسرة):- تبدين مشرقة ما شاء الله عليك
ميرنا:- لست أدري لكنني فرحة فرحة جداااا أكيد سيفرحون لأجلي وائل وميار وجوز.. (رمقته وهو يخطط بإصبعه على المكتب ما إن ذكرت الجملة):- كيف يمكنني أن أعوضك ؟
حكيم(رفع بصره إليها):- وجبة عشاء متواضعة من مقام حضرتكِ تكفيني
ميرنا(ركضت إليه وتأبطت ذراعه):- إذا دعنا نتعشى سوية أول عشاء لنا بالوطن تمامو ؟
حكيم(أعطاها حقيبتها وهاتفها أيضا):- على عيني
ذهبا من هناك صوب مطعم أنيق طلبت فيه ميرنا كل ما تحب ، وهو كان يتأملها بسكون فأكثر ما يعجبه فيها هو عفويتها خصوصا على الطعام ، صحيح هي في البدء لا تتأقلم مع الآخرين سريعا لكن ما إن تأخذ عليهم حتى تصبح رقيقة جدا في كل حركاتها ، وهذا ما يعشق تأمله بكل صراحة .. تناولت الكثير حتى ما عاد فيها مكان تضيف فيه لقمة
ميرنا:- أي بطني امتلأت علي أن آخذ مشروبا غازيا ليهضم كل هذا ، بليز حكيم اطلب لي سأذهب للحمام لأضبط أحمر شفاهي
حكيم(استرسل بسرعة):- ولكنه لم يخرب
ميرنا(رمشت والتقطت حقيبتها):- ولو نحن النساء لا نثق إلا بالمرآة
حكيم(فرقع إصبعه للنادل):- خذي راحتك يختي …
توجهت صوب الحمام وضبطت مكياجها وهندامها وابتسمت بحب ، رفعت الهاتف لأذنها كي تزف له الخبر ولكنه لم يرد عليها لذلك بعثت له رسالة نصية تشاغبه بها لكي يعيد الاتصال فور ما تمكن كي تخبره بما تحسه الآن ، فعودتها لمجال الأعمال أمر سيعفيها من الشعور بالنقص بعد انسحابها من عالم الصحافة إجباريا ، وتحت رضا من محيطها أجمع للحفاظ على سلامتها هي وإياد ، على الأقل ريثما تتفرق تلك الغيوم السوداء التي تخيم فوق رؤوسهم ..
ميرنا:- ههه هاه أخيرا قرأت رسالتي أوبس ليس هو إنه رقم غريب لحظة لأرى
[لكِ ميرنا احرصي جيدا على ما بين يديكِ فتوأمتكِ في شقة حبيبكِ تحاول سرقته منكِ] فاعل خير
هنا اسودت الدنيا بين عينيها وأخذت ترتجف وهي ترمش لتحاول فهم الرسالة ومغزاها ، وهي تحاول استيعابها وصلها فيديو مباشر من شرفة وائل حيث كان يعانق جوزيت ويمسح على خصلات شعرها ،… الحقيقة الإحساس بالموت أرحم بكثير من أن تحس وكأنك تموت دون موت ، أنفاسك تتصاعد للخروج ولكن هنالك ما يكتمها ويعصرها بجوفك بالخناجر المسمومة ، وأقل ما يمكنها مكابدته هو أن تصاب بنوبة ذعر لم تستطع فيها التقاط أنفاسها بالمرة ، لحظتها انتبه حكيم لهرع الناس وشعر بالقلق ، سأل أحد النادلين وأخبره أن هنالك آنسة تختنق في حمامات النساء ، لم يدري لما شعر وكأنها ميرنا ولهذا ركض إليها بخوف وجد النسوة متجمهرين حولها وبعض الرجال يحاولون إعطاءها ماء لتشربه ولم يفهمها أحد فقط كانت تنادي باسمه بصوت مختنق ، جزع لرؤيتها على ذلك الشكل لذلك هدر فيهم وطردهم من هناك لينزل أرضا ويحتويها في حضنه بقلق ، أخذ يهدهدها ويحاول أن يفهم ما بها فلقد كانت في أقصى درجات الفرح ما الذي تغير في ظرف ثوان معدودة لتنزل للحضيض ، انتبه لهاتفها على الأرض والفيديو ما يزال شغالا .. حمله بين يديه وفتح عينيه على وسعهما وهو يرى ما رأته بعدم تصديق … على الفور أغلقه وحملها بين ذراعيه وأخذها للسيارة عاد ودفع ثمن العشاء وانطلق بها ليتوجه للمستشفى …
حكيم(فتح كل النوافذ):- ميرنا ركزي معي حبيبتي سوف نذهب للمشفى وسوف تكونين بخير
ميرنا(كانت تنظر بعيون مشتتة وبصوت مختنق):- وائل …وائل لا يفعل بي هذا وائل وائل
حكيم(ضرب على مقوده غبنا من حالتها):- اسمعيني عصفورتي سوف تمضي إن هذه مكيدة أنا واثق من أن وائل لا يفعل بكِ هذا وجوزيت أيضا لا تقدم على ذلك إنها تعشق ميار ، ميار أين ميااااااار الآن ؟
حاول الوصول إليه ولكن هاتفه كان على الصامت فبدوره كان يقف قرب العمارة ،وقد ناظر كل ذلك العناق بأم عينيه ولكن ما أفقده إدراكه هو استحالة تصديق نظره لما رآه ، شعر بجسمه كله مخدرا على زمام المسدس الذي كان يمسكه بيده اليمنى ويلقي به على الكرسي جواره ، بينما مقلتيه جاحظة في الشرفة أعلاه … آه يا جوزيت آه ..قالها وهو يضرب برأسه على الكرسي ويحاول أن يصل لذاته قبل أن يتهور ، ولكن حرقة الخيانة كانت فوق أي إدراك ، مثله مثل ميرنا التي أمسكت ذراع حكيم وفتحت عينيها بتشتت تطالبه بأخذها لشقة وائل رفض ورفض وصرخ فيها لدرجة أنها همت بفتح الباب لتخرج والسيارة تسير بسرعة قصوى ، قدر الله ولطف حيث كان يغلقها من جهته ، علم أنها في وضع حرج وقد فقدت صوابها ولا يسعه المغامرة لذلك طلب منها الذهاب للمشفى فقط معاينة قصيرة وبعدها يصطحبها لبيت وائل ولكن غايته كانت فكرة أخرى فقد نوى تخديرها هناك فلن يسمح لها بهذه المواجهة وهي في ذلك الوضع المريب .. وصل بها للمستشفى وطلب منهم معاينتها وهمس للطبيب بما يريده وهذا الأخير وافقه لأنه لاحظ عدم تركيزها ولكنه لم يستطع إيقاف جنون عاشقة طعنت غدرا في صميمها ، أغلقت الباب عليهم حين ركضت هربا من هناك وسارعت نحو الخارج وجدت سيارة أجرة أمامها صعدت إليها وانطلقت وحين خرج وهو يناديها ويلحق بها وجدها قد طارت وعليه لحقها بسيارته فلن يسمح بأن تكون وحدها مطلقا في ليلة كهذه … الله يستر
جوزيت:- وائل .. بصراحة
وائل:- جوزيت لقد بعثت العم نزار منذ ساعات خارج البيت فقط كي تأخذي راحتكِ وحسب طلبكِ الخاص ، ومن وقتها وأنتِ ترتبكين كوني كما عهدتكِ قوية وأفضي بمشكلتك .. طالما أنتِ هنا إذا فأنا الوحيد القادر على تقديم المساعدة
جوزيت(انفجرت ببكاء):- اهئ كيف ستساعد واحدة تفكر بتخريب حياتك يا وائل اهئ … أنا أنا استغليتك لمآرب شخصية والله نيتي منها كانت كانت … حماية طفلي فقط
رمت بقنبلتها في وجهه وتركته مصدوما وهو يرمش بعينيه وينتظر منها أن تقول شيئا يخالف الفكرة التي طافت بعقله ،ولكن نحيبها زاده قلقا من صدق ما تفوهت به ، مسح على وجهه وهو يرمش مجددا ويحاول أن يستوعب لكن ما استوعب
وائل:- جوزي جوزي جوزيييييت أجيبيني بالله عليكِ ماذا تقصدين ب استغليتك وبطفلك ؟؟؟؟؟
جوزيت:- اهئ سامحني وائل ولكن ميار يريد قتل ابني لو عرف بوجوده وأنا ما كنت سأسمح له بذلك ، لهذا ونحن بروما فكرت بخطة زرع الشك في عقله وعقل ميرنا إزاءنا وهذا ما حصل .. و و الله كله لأجل طفلي وأنا الآن أشعر بالندم لأنني خائفة جداااا
وائل(مسح على رأسه وانتفض من محله هادرا):- كيف تفعلين هذاااااا بي كيف كيف وميرنا ألم تفكري بها هااااه ؟؟؟ وميااااار ألا يعني لكِ جرحه شيئا ؟
جوزيت(بانهيار):- يعني لي الدنيا ولكنه يرغب بسحب روحي مني لو علم أن هذا الطفل منه ، والله سيأخذه مني وأنا مريضة لن أستطيع أن أحمل مجددا وهذه فرصتي الوحيدة كي أكون أما … أرجوك ساعدني يا وائل
وائل(مسح على شعره بجنون وهو يضحك بعدم تصديق):- ههه أساعدكِ في ماذا لقد أنجزتِ كل خططك كيفما تشائين يا جووووووزيت كيف تجرئين في إقحامي بهذا الوبال كيف يا الله يا الله … اسمعيني جيدا هذه الخطة لن تجدي نفعا سوف نخسرهماااااا يا مجنونة
جوزيت:- وهل تريدني أن أخسر طفلي هاااااا ضع ميرنا مكاني أرجوك ضعها مكاني واحكم بالعدل
وائل:- أنتِ لم تتركي فيها عدلا من ظلم أقحمتني كالأضحوكة في لعبة قذرة كهذه ، ما توقعتها منكِ جوزيت أبدا ما حسبتكِ ستطعنين طيبتي بهذا الغدر
جوزيت(نهضت متوسلة إليه):- أرجوك اغفر لي والله لم أجد من يساعدني غيرك ، فبابك هو الوحيد الذي كان مفتوحا بوجهي والآن مصير ابني بين يديك
وائل:- يا ليتكِ ما استغفلتني يا جوزيت يا ليتكِ ما فعلتِ هذاااا ، أنا أنا لن أستطيع القيام بهذااا لن أستطيع قهر ميرنا حتى لو تضحية لأجل جنين صغير ، هي لا تستحق مني هذاااا ولن أقتلها سمعتني لذلك اسحبي كل لعبكِ وغادري شقتي
جوزيت(برقت عيناها):- أتطردني يا وائل ، يا رجل أنا أطلب منك المساعدة لأجل طفل بريء أبوه يريد التخلص منه سمعته والله سمعته وهو يهدد حكيم بهذا ، أتريدني أن أسمح له بأن يحرمني من أمومتي فقط لأنه يعاني من نزعات معوقة منذ طفولته ؟
وائل:- كيف تتحدثين عنه بهذا الشكل ؟
جوزيت:- أتحدث أتحدث لأنه يريد إقصائي من حقي في الاختيار بحجة خوفه على حياتي بسبب المرض ، ولكن صدقني هو خائف من نفسه أكثر وااااائل أستجديك أتوسل إليك ساعدني أنقذ طفلي أرجوووك افعلها لأجلنا
وائل:- أتدركين ما تطلبينه مني ، جوزييييت استيقظي من جنونك ؟
جوزيت:- أتحسبني قادرة على التفوه بهذا أنا أتمزق لأنني أفكر بطعن ميار وخيانته ، ولكنه لم يترك لي خيارا آخر سيحرمني من ابني وأنا أريده فأرجوك لا تتركني وحدي أعاني ..
وائل(مط شفتيه بعدم اقتناع):- لالالا كل هذا برمته جنون أرجوكِ جوزيت سنجد حلا سوف نكلم ميار وأكيد سيتفهم وسنحمي الطفل لا تقلقي
جوزيت(بصراخ نتفت شعرها):- مياااااار لا يتراجع يا وائل ولن يتراجع سوف ينتزعه مني ..هئ ميار إنه ميااااار
وائل(جحظ عينيه صوب الباب الذي كان يتحرك بشكل طفيف):- ماذا فعلتِ ؟
جوزيت(ارتجفت واندست خلفه):- ضاعفت جرعة الشك الليلة وجعلته يأتي إلى شقتك ، ليس هو فحسب وميرنا أيضا
هنا سقطت كل أفكاره منه ووجد نفسه مجبرا على إنقاذها منه لذا وبدون تفكير أخذها لغرفته ورمش مرتين وهو يدعو الله ألا يحدث لها مكروه ، أزال قميصه وأشار لها بعينيه وهنا أغمضت عينيها بدموع وفتحت أزرار فستانها لتنزعه عنها وتبقى بالثياب الداخلية فحسب ، أشاح بصره عنها وشعر بالاختناق إنه يخون حبيبته فكيف يا ربي سيتحمل ، ضغطت عليه جوزيت ووضعته أمام الأمر الواقع ، خصوصا وميار يحاول فتح الباب عليهما دون أن يشعرا ولم يحدث صوتا ولم يرن الجرس حتى ، بل أراد الإمساك بهما متلبسين وهذا ما أمهلهما وقتا ضئيلا للتصرف ، أمسكها من يدها ونظر صوب الباب وحين شعر به قد فتحه مسح دموعها بخفة ووضع يده على خصرها سريعا وجذبها لحضنه ليقبلها من شفتيها بقبلة أليمة بالنسبة لهما لكن كانت غريبة عليهما ….. فتحت فمها فقد وصلت للتو وهي تسير بخطوات وهنة خلف ميار الذي تسمر محله وهو يرمقهما بأم عينيه ، في حين كانا هما يتبادلان القبلة التمثيلية لوقت كان كفيلا ليقتل روح هذين …
ميار(رمش وهو يميل برأسه ليستوعب):- ج …جوزيت
طبعا نداؤه لها كان خافتا في ظل تلك اللمسات والقبلات والشغف المترجم بينهما ، ولكن صرختها باسمه هي التي خربت سكون اللحظة ، أزالت المسدس من يد ميار بسرعة وصوبته ناحيتهما
جوزيت:- هئئئ يا إلهي وائل لقد انكشفنا
وائل(أغمض عينيه وجذبها من خلفه وجعلها تلبس ثوبها):- استري نفسكِ الآن
جوزيت(مدت له قميصه الذي ارتداه ولم يقفله):- ميار ميار … دعني أشرح لك إن ..
ميار(رفع يده لها بالصمت):- ولا حرف … لقد رأيت ما علي رؤيته
ميرنا:- كيف …كيف استطعتما فعل هذا بنااااا ، كيف استطعت ملامستهاااااا أجبنييييييي
وائل:- ضعي المسدس ميرنا ضعيه ولا تتهوري وسنتحدث
ميرنا:- كيف تخوووووونني اهئ كيف يا وائل حرام عليك ماذا ماذا فعلت لك حتى تفعل هذا فيني
ميار(خطف منها المسدس):- أنا من سيحاسبهما ابتعدي أنا من سيقتل هذه العاهرة الساقطة التي تستحق القتل
جوزيت:- إياك يا ميار … إنني إنني حامل من وائل
هنا جمدت الكرة الأرضية برمتها في عينيهما فتحا ثغرهما غير قادرين على استيعاب الجملة التي أخذت تتكرر على مسمعهما كالصدى المعذب ، هي سقطت أرضا من فشل روحها التي هوت منها ، أما هو فتراجع للخلف واتكأ على الحائط بينما ناظر جوزيت بعدم فهم
ميار:- كيف … يعني كيف تحملين منه هه اشرحي لي عفوا منكِ يعني كيف ومتى هااااه منذ متى وأنتما تخوناننا ؟
وائل(نظر لجوزيت التي كانت ترتجف):- اجلسي جوزي ليس لدينا ما نخاف منه .. حصل ذلك في روما كيف ومتى في ليلة كنتما فيها متخاصمين وأنا وميرنا أيضا كذلك ، دخلت غرفتي لكي تشكو همومها وهناك حدث بيننا تجاذب لما تبادلنا كوبي مشروب وحصل ما حصل ، لم نندم عليه لأنه نبع من خاطرنا حتى عند استيقاظنا استمر ذلك
نظرت جوزيت لوائل الذي تحشرج صوته في كل حرف وعرفت أنها أذنبت ذنبا عظيما حين أقحمت هذا الشخص الطاهر في هذه اللعبة القذرة ، لم تستطع التحمل وجلست على الكرسي بوهن ، هنا كانت تصغي لهما ميرنا بعدم تركيز فمعظم ما قيل كان ينخر في عقلها مثل السم ، أما ميار فقد أنزل مسدسه وهو يحاول استجماع نفسه وأفكاره
ميار:- غير صحيح .. هذا الطفل مني أليس كذلك ؟
وائل:- هه حري بك أن تشك ولكن
جوزيت(قاطعته وأخرجت من حقيبتها مغلفا):-: كنت أنوي إعطاءك هذا الليلة يا وائل إنها نتائج التحاليل وقد أثبت أنه ابنك أنت
وائل(رمى المغلف على الطاولة):- إنه طفلي يا ميار وعليك أن تنسحب وتنسى أمرها ، وأنتِ ميرنا سامحيني لكنني انجذبت إليها وحصل ذلك على غفلة منا ، لن يمكنني أن أحبكِ بعد الآن فهذا الطفل يستحقني أكثر ..
ميرنا(زحفت بتعب وأمسكت المغلف وأعطت المغلف لميار بأمل اكتشاف لعبة أو مفاجأة هناك):- افتحه افتحه هه أكيد هذا ملعوب منهما
ميار(فتحه بيد ترتجف وأخرج الورقة):- لن أصدق لن أصدددددق
مع الأسف جوزيت تدبرت أمر كل ثغرة حتى من تحاليل الدي إن إي حسبت حسابها وجهزت عينة من وائل ومن ميار وهم بروما ، وطلبت من عنبر أن يتصرف ويرسل التحاليل أسبوعا قبل عودتهم وهذا ما فعله وقد برز أن عمر الطفل 4 أسابيع تقريبا … دارت الدنيا بهم وصوت الرعد مر بمسامعهم كشرارة الكهرباء التي بعثرت سكونهم وجعلت قشعريرة الخوف تغزو كينونتهم …
هنا وصل حكيم على هذا وفهم من ذلك المنظر حقيقة ما يجري ، أزال الورقة من يد ميار وقرأها لينظر بعدم تصديق لجوزيت ووائل وأول ما قام به صفعة على وجه جوزيت التي انهارت بعدها ببكاء هستيري
حكيم:- كيف تجرأتِ هاااااا ؟؟؟ وأنت يا حامل لواء العفة والولاء كيف تخون ميرناااااا ؟
وائل(تخطى محاولة لكم حكيم له وأوقفه):- التزم حدك واعلم أنك ببيتي ، ثم حدث ذلك بشكل فجائي وهذا الطفل مني يمكنكم التأكد بتحاليل جديدة لكنني لا أنكر أبوتي له وسأضحي بأي شيء لأجله
ميار(اقترب منها وهو يحك رأسه):- جوزيت … جوزي .. أخبريني أن كل هذا لعبة همم ؟
حكيم(التقط منه المسدس ووضعه بجانبه الآخر):- هات هذا.. ميرنا ميرنا استقيمي من الأرض أنتِ لن تنحني لهذا الهراء عزيزتي … وهما سيدفعان الثمن غاليا
وائل:- جيد أنكم كشفتم الأمر بهذه الطريقة قد انشغل بالي مؤخرا في الطريقة التي سنفضي فيها بهذا الخبر المصيري ، آسف ميرنا آسف ولكنكِ تعلمين بأنني شخص مسؤول وسوف أكون كذلك تجاه طفلي
ميار(أمسكها من شعرها وجذبها إليه بجنون):- إنه طفلي ردي علي طفلي أنا أعرف أنا أعرف أن كل هذا مجرد كذب ، فجسمكِ هذااااا لا سلطان عليه سوى أنااااا يستحيل أن تسلمي نفسكِ لغيري ، يستحيل أن أصدق كل هذا الكذب
جوزيت(تألمت وحاولت التملص منه):- يمكنك التأكد خذني للمشفى خذني وقم بكل تحاليل التي تريدها سوف تصدم بالحقيقة ، أنا أغرمت بوائل وما عاد قلبي ينبض بك كيف ذلك لست أدري إنها مشاعر لم أتحكم فيها وقد بدأت ونحن بروما وأظنك لمست ذلك عفويا مني
ميار(أفلتها وأمسك بيدها بحنان):- بليز جوزيت قولي أن هذا كله مجرد كذبة ، ارحميني
جوزيت:- آسفة ولكنها الحقيقة
ميرنا:- أية حقيقة هذه أيتها الخائنة الغبية حرام عليكِ لقد لقد قتلتني يا جوزيت ، أكل هذا كره في قلبكِ تجاهي لماذا فعلتِ ذلك يا جوزيييييييت ؟ … وأنت كيف تجرأت بل كيف استطعت انا لست أصدق أن الرجل الذي أحببته سيغدر بي على هذا النحو هنالك شيء خاطئ
وائل(اقترب منها وهو يموت ألف مرة ومرة):- بدوري لم أشأ خيانتكِ ولكنني انجرفت معها وصار لزاما علي التضحية بهذا العشق لأجل صغيري
جوزيت:- ولما تنكر يا وائل أنت مثلي منجذب إلي مثلما هما منجذبان لبعضهما مهما أنكرا
ميار(نظر لميرنا وأغمض عينيه):- حكيم … حكيم قل لي أن كل هذا مجرد لعبة قذرة يمارسانها علينا ، أخبرني أنهما لا يرغبان إلا بتلقيننا درسا مهما في العلاقات ،أخبرني أن هذه المرأة لم تسلم جسدها لرجل غيري ، أخبرني أنها ما زالت على عهدي وحبي ولم تخنني ،، أخبرنييييييي
حكيم(مسح على رأسه بتعب):- يا إلهي
ميرنا(استقامت بمساعدة من حكيم وتوجهت إليه وهي تضرب في صدره):- أيها الخائن أيها الخائن أكرررررررهك يا وائل رشوان أكرهك وسأكرهك طول عمري يا خائن ، وأنتِ لن تقتربي خطوة من عائلتنا لن تقتربي وإلا أحرقتكِ
ميار(نظر لحكيم بتعب):- أعطني مسدسي أعطني إياه أعطني إياه حكيييم
حكيم(جابهه صدرا لصدر وهو يحاول حثه على التركيز):- ميااار ميار الله يهديك ميار استفق وركز معي سوف نغادر هذا البيت
ميار(مد يده ليسحبه من ظهر حكيم):- لقد خانتني أنا أنا ميار نجيب تستغفلني امرأة ، أعطني إياه لأقتلها في أرضهاااا ، لقد لقد أخبرتك أنني كنت خائفا من أن تموت لو دخل طفل لأحشائها ، إنها لن تتحمل ذلك والطبيب أخبرني ولكنها حملت منه منه يا حكيم منه يعني باعتني عشقا كاااااااذباااااا
جوزيت(انتفضت من صرخته وشهقت):-…هئ
وائل(رمقها ونظر لميرنا التي كانت تدفن وجهها بين يديها وهي تبكي تارة وتارة تمسح على صدرها الثقيل):- ميرنا
ميرنا(أشارت له بيدها مستوقفة إياه وجلست بوهن حتى كادت تسقط):- أنت خدعتني كيف جعلتني أعيش في عشق خادع طيلة أيام بينما أنت وهي ت ت …
وائل(بعيون دامعة متألمة لما تعاني منه فهو عاجز الآن أمام كذبة جوزيت):- سامحيني
ميرنا(أمسكت على صدرها بقوة وهدرت فيه):- لن أساااااااااااامحك لن أسامحك يا خااااااائن سأكرهك أعدك بذلك ، اهئ يا خسارة حبي لك يا خسارة
ميار(خطف المسدس من ظهر حكيم وصوبه ناحيتها):- مثلما كنت أموت خوفا عليكِ من نسمة الهواء سأجعلكِ تموتين برصاصة مسدسي دون أن يرف لي جفن ، أنتِ وهو ستموتاااااااان الآن ؟
بنظرة دامية وقلب مفطور وروح انشقت لملايين القطع التي التصقت بضلوع الوجع التصاقا ، ناظر الأربعة عيون بعضهم وكان للخذلان حضور طاغ لحظتها ، فما بين لوم وعتب ميرنا وميار قوبلا بالخوف والقلق من قبل وائل وجوزيت أما حكيم فقد وقف بوجه ميار الذي كان يصوب مسدسه تجاههما وملامحه المظلمة توحي بانهيار دعامات فكره العقلية ، حاله حال ميرنا التي كانت ترتجف وعلى وشك فقدان الوعي … اقترب منها حكيم وحاول حثها على النهوض ولكنها أبت ذلك رغبت بأن تحادثه وتفهم منه ولو اعتباطا أن ما حصل مجرد خدعة ، نظرت إليه بعيون وهنة
ميرنا:- ميار ضع المسدس جانبا أنت لن تقتلهما اهئ لن تفعل هما لا يستحقان أريدهما أن يتعذبا
ميار(أنزل يده وهو يهز رأسه بحرقة):- جوزيت
جوزيت(لم تستطع التحمل فهي على شفى خطوة من الاعتراف بأن كل هذا ملعوب):- اهئئئ
ركضت صوب غرفة وائل وهنا لحقها ميار بخفة وأغلق الباب خلفهما ، لينهض حكيم ويطرق عليه ليرحمها كان يهدده بألا يمد يده عليها ولم يعرف أنه أصلا قد فقد قوته كاملة وما عاد بوسعه سوى طرح سؤال متحشرج عالق في جوفه ..
جوزيت(تقوقعت حول نفسها بخوف عند السرير):- ميار لا تتهور
ميار(نظر لبطنها):- كان المفترض أن يكون لي ؟
جوزيت:- ولكنك لم ترغب به
ميار:- كنت سأنزعه من أحشائكِ بيدي هاتين لو كان مني ، كيف استطعمتِ موطنا غير موطني ؟
جوزيت(وضعت يديها على فمها وهي تثبت نفسها):- إنها أقدار
ميار:- أقدار أن تخونيني أقدار أن تغدري بي أقدار أن تحرقي قلبي وتطئي عليه بإهانة فاجرة كهذه
جوزيت:- لو وجدت الفرصة كنت ستفعل المثل
ميار:- ولكنني لم أفعل
جوزيت:- ولكنك قبلتهااااا مرارا وتكرارا
ميار:- ولكنني لم أخنكِ معها كنتِ تعرفين بتصرفاتي وكنت أصارحكِ بها وأضعكِ أمام الأمر الواقع ، كنت أطلب منكِ أن تصطبري علي لحين أجد نفسي بينكما ولكن كل هذا لا يأتي ذرة مما فعلته بي ، لقد دمرتِ قلبي دمرته يا جوزيت دمررررررررررته
جوزيت(فغرت فاهها حين ضرب حائط السرير خلفها فشقه وانكسر):- يا إلهي
ميار(نظر للدم المتقاطر من يده ولم يبالي بل أشار لها):- ستجدين نفسكِ بمتاعب جمة يا ثعلبة القطب ، أقسم بأنكِ سوف تتعذبين كثيرا بل سوف تعانين المر بسبب هذه الخيانة ، احمدي الله أنني سأبقيكِ على قيد الحياة فقط لأنني أرغب برؤيتكِ تعانيييييييين أيتها العاهرة الرخيصة
جوزيت(شهقت ببكاء):- اهئ ميااااار
ميار(مسح على فكه وهو يدور في محله):- أكاد لا أصدق ميار نجيب الفهد البري الذي يهابه الجميع صار أضحوكة لامرأة غزت حياته باسم الحب الكاذب هه أي عقاب هذا ؟
ميرنا:- عقااااب هه لست أعاقبك بصمتي ولكن ولكن أنا لست أستوعب أنت لا تفعل هذا بي، أخبرني الحقيقة ما الذي يدفعك لادعاء هذا وائل
وائل(هدر فيها وهو يهزها من كلتا يديها):-لست أكذب فهذه الحقيقة تؤلمني منذ فترة ، أظنكِ شعرتِ بهذا أثناء مكوثنا هنا لن أكذب عليكِ ولا مصلحة لي بالكذب لأنني سأخسركِ أتفهمين ؟؟؟
ميرنا:- لست أفهم ههه المشكلة أنني لست أفهم ولست أصدق ولست أ..
وائل(رفع ذقنه بوجع ولكن ثبت نفسه):- صدقي لقد احترت في كيفية مصارحتكِ بهذا ميرنا ولكن لم أعرف أنكِ سترينني بذلك الوضع مع جوزيت .. أصبحنا لا نفارق بعضنا وهذا الأمر عذبني وحين طلبت جوزيت المكوث لوحدها في غرفة كانت تأتي إلي
ميرنا(وضعت يديها على أذنها وهي تهز رأسها):- اخرس اخرس اخرس اخرس
حكيم(توقف عن طرق الباب على ميار وجوزيت وعاد أدراجه):- ابتعد عنها ألا ترى حالتها يا هذا ، ابتعد وإلا قتلتك بنفسي كيف تؤذيها بهذا الشكل يا أحمق لقد عشقتك عشقتك أتدري ما معنى أن تعشقك يعني أنها ستفضلك عن الجميع ولكن يا خسارة أنت لا تستحق ، بئسا لك فلتحترق بالجحييييم هيا ميرنا هيا لنغادر
ميرنا(استقامت وهي تستند عليه وتركته لتقترب من وائل):- بحق كل ذرة حب أحببتها لك بحق كل أمل زرعته في صدري لأجلك بحق حياتي التي رهنت لك سوف لن أغفر لك هذا ما حييت
صفعته على وجهه بقوة جعلتها تجفل وهي ترمق استدارة رأسه وهو مغمض العينين ، أرادت رفع يدها لتلامس خده وتعانقه وتقبله وتصرخ في العالم أجمعين أن ملك لهذا الرجل وهذا الرجل ملك لها ، ولكنه خان العهد وخان أحلامها الوردية وقلبها الصغير …. أمسكها حكيم برفق وهم بالخروج ولكنها توقفت وهي تعقد حاجبيها وعادت لغرفة وائل وهي تطرق بجنون هستيري إلى أن فتحها ميار وهو مطأطئ الرأس … تبادلا نظرة غريبة وهما يشعران بنفس الألم ونفس الحزن ونفس الخيانة .، لكن شهقات ميرنا استطالت لتصبح صراخا وعويلا لم تستطع كبته حين دخلت إلى جوزيت وصفعتها على وجهها لولا إيقاف حكيم لها لكانت نتفتها دونما تردد ، سحبها سحبا من هناك وهو يمسكها من خصرها ويرفعها إليه وقدماها تتخبطان بالأرض في رغبة للانقضاض عليها كونها سرقت منها أثمن شيء في الوجود ،… أما ميار فاستشاط غضبا واستعاد رشده ليلكم وائل على وجهه ويلقيه على الحائط خلفه وهو يمسح على فمه الدامي
ميار:- رددتها لك وسأردها مجددا لكن حين تظن أنك قد انتصرت علي ، سأسحب منك ما لا تطيق خسارته هه أتعلم ما هو ؟
وائل(رمق نظرة ميار بخوف حين ابتسم بوجه ميرنا وعيونه الدامية تفسر كل شيء):- ميرنا
ميار(أشار له بإصبعه):- ههه استمتع قدر ما تشاء وانتظر مني رد الحساب ، ميرناااا حكيم دعونا نذهب من هذا الوكر القذر
جوزيت(جرت نفسها حتى الباب وأطلت عليه):- ميار
ميار(لم يفهم نداءها له بل استغرب كيف نبض قلبه من ندائها الباكي):- لم أعد لكِ بعد اليوم أنتِ في طريق وأنا في طريق
حكيم(زفر بحزن ونظر إليها):- ليتكِ ما فعلتِ هذا قد خسرتِه وكسرتِ كل شيء … سامحكِ الله وأنت أعتقد أن خسارتها ستجعلك تستوعب قيمة ما ضاع من بين يديك ، مع الأسف
ميرنا(تحركت بجهد جهيد وروحها تسحب منها تلك اللحظة):- اليوم قد خنت قلبا وكسرت نبضا وخنقت روحا وسرقت حلما وغدا سأجعلك تنسى ما معنى أن تكون على قيد الحياة ،أقسم لك بعشقي الذي ما زال يسري بعروقي سوف أجعلك تقاسي معها اهئئئ … تبا لك يا وائل تبا لك ياااا حبيبي
في الغالب يوجد نوعان من الألم هنالك ألم يتصف بالنكران وهو الذي نحاول فيه دحض مواجعنا المكلومة لكي نلقي بمكنوناتنا المنهزمة بعيدا عن الوعي ،، وهناك ألم يماثل الاحتراق وكأنما عُلق الجسد على عمود الخيانة تحت نار شُيدت لتقتل الجوى حرقا على مهل ... ما بين الاحتراف والنكران هنالك عذاب من نوع آخر وهو العذاب المسمى بالاختناق فهنا يضيق الصدر ويصير جامدا كالجبل الثلجي لا تحركه ريح بل تزيده صقيعا يلف الفكر ببرودة الفقد ... أجل فما يتلو الفراق ووجع الفراق هو الفقد وكأنما نزعت من داخلك روح شقية كانت تشاركك تعقيدات الحياة ، وجعلت الجوى يعتنق الصمت المطبق بل حتى النسيان الذي يأبى أن يُعنى بأمره ….
آخر نظرة تبادلتها مع وائل كانت تتمنى لو يكون كل ذلك مجرد كابوس أسود سيوقظها منه حين تستدير إليه وتستجديه بعينيها أن يرحمها لكن حين رمقته قد احتضن جوزيت ورفعها إليه تيقنت أن كل ذلك حقيقي ، لكنه ليس من حقها فذلك الحضن ملاذها وذلك الرجل ملكيتها وتلك الأنامل خاصتها لا يحق لها أن تسرقه منها ولا يحق له أن يهجرها لأجل تلك .. شعر بها حكيم وقد فقدت مجمل قواها ولم يستطع الإقدام على شيء بل كان يسندها بقوة بينما قلبه يرتجف خوفا مما قد يحصل فأبدا لن يمر ذلك على خير ....أما ميار فقد كان يسحب نفسه خلفهما سحبا وآخر ما رمقه قبل أن ينزل معهم من هناك هو وجودها في حضنه وهي التي كانت تستنكر أحضان الرجال ولا تصدح إلا بحضن ميارها ، الآن كيف باعت كل هذا وتركتهما عرضة لأنة الوجع طوال الوقت ...
لكن كل ذلك حقيقي وقد حدث ولهذا غلبت عليهما الدهشة والصدمة ولم يفقها أيا مما يحدث ، وجيد أن حكيم كان بجوارهما في ذلك الوضع ، أدخلهما للسيارة في الخلف وقد كانا كالجثتين دون حراك ، عيونهما لا ترمش بل بدأت فيهم مرحلة الاستنكار الذاتي كي لا يعطيا فرصة للألم الذي يبدأ بالسكون المطبق الذي يتلوه انفجار مدوي من النوع المستعصي
وائل(جر رجليه بوهن وأغلق باب الشقة):- انتهى الكابوس لنستيقظ على مرارة الواقع
جوزيت(كانت تجلس أرضا عند الزاوية):- لم أعرف يوما شعور الموت مثلما أشعر به الآن
وائل(بخاطر مكسور):- حين يموت القلب تبقى الروح عالقة بحافة الهاوية تتدحرج ما بين الانسحاب أو البقاء الشبيه بحالات العجز التي لا تعمل فيها سوى أيقونة الوعي ..... هههه ههه اه يا وائل اقتلعت قلب حبيبتك من جذورك وما زلت تتجبر
جوزيت :- أحرقتك معي لن يسامحاننا مطلقا مطلقا لماذا يا ربي لما لم يرحب بابنه هاه لما أراد انتزاعه مني إنه ابني لم أحتج لتحليل حمل كي أشعر به ، لقد أحسست به من الوهلة الأولى أحببته وأردت التضحية معه بحياتي لو أمكن … لكن هو لم يستغرق ثانية في التفكير لقد نوا على قتله ولو أخبرته أنه ابنه لم يكن سيرحمني أنا أعرف ميار أعرفه جيدااا أكثر من نفسه
وائل(جلس على الأرض متكئا على إحدى الحوائط الباردة):- كانا هنا وصلا في الموعد ما أبدعتِ في المواقيت يا جوزيت ، لعبتِ الدور جيدا وأجبرتني على لعبه ببراعة أكثر منكِ .. هل أنتِ سعيدة الآن ؟
جوزيت:- لن تلومني يا وائل أنا محروقة اهئ
وائل(سخر بدافع الألم):- محروقة .. ههه وماذا عن احتراق الأفئدة ثانية بعد ثانية .. ماذا عن قتلنا لهما أكان هذا يستحق أجل يستحق ، إنه طفل بريء ويستحق التضحية ولكني غير قادر على استيعاب ما حدث ، هل كسرت حبيبتي للتو ؟
جوزيت(أخذت تضرب رأسها للخلف):- أنا السبب ليتني ما حملت ليتني ما حملت اهئ ميااااااااار أريد ميااااااااااااااااار يا وائل أحضره لي اهئئئئئ
ظلت تنتحب وتبكي لحين ارتفعت وتيرة بكائها وشعر وائل آنذاك بالخوف ، انتفض سريعا ليهدئها ولم يجد صدى لمحاولاته لذلك لجأ لماريا التي أتته هرعا لتعاينها ، والتي أعطتها فيتامينات وتحليلات سوف تقوم بها لضمان سلامة الجنين .. اضطر وائل لسرد الحكاية لها والتي سردتها لرامز في الحين واللحظة حين هجمت عليه بشقته في ذلك الوقت المتأخر من الليل ، صدم بدوره واتصل بإياد الذي جزع عليها وعلى ميار وعلى جوزيت التي عتب عليها قليلا ولكن في آن الوقت أشفق عليها ، ولذلك أخذ سيارته وانطلق سريعا صوب شقة وائل والذي كان غير قادر بالمرة على مجابهة أحد فلم يفتح الباب ولم يجب نداء إياد ، بل ظل خاوي الروح ينظر إليها وهي نائمة جراء مهدآت ماريا لها ، وعقله الغائب الحاضر مع شمس لياليه التي نسفها من حياته فصارت ظلاما دامسا لا يرحم …
هنا كان قد وصل بهما حكيم للعرين فلم يستطع أخذهما للقصر البحري فهناك البقية سوف يبدؤون بالإزعاج الذي سيزيد الطين بلة ، بمجرد نزوله من سيارته ولفحته الرياح على وجهه نظر لميرنا وهز رأسه بعدم تصديق ليصعد ركضا لقصره ، بينما حكيم أخرجها بهدوء وهي تحاول التشبث بمحلها فلم تشأ مبارحة السيارة خوفا من المرحلة المقبلة ، أرادت العودة للوراء لأنها لم تصدق أي حرف مما قيل فوائل قد وعدها ألا يخون يعني لن يخون لن يخون لن يخووووون
حكيم:- كفى يا ميرنا كفى أنتِ تأذين نفسكِ يا صغيرتي
ميرنا(اتكأت على السيارة بفشل وهي تضرب على صدرها):- خانني معها خ خانني معها وائل وائل خان عهد ميرنا مع جوزيت أتصدق هههه لم يكونا يكذبان بل كل ذلك كان حقيقيا ، كنت أشعر بالغيرة حين أحسست بأن هنالك شيئا غريبا يحدث لكنه كذبني وجعلني أصدق خلاف ذلك ، لقد دمر قلبي جرحني ووطأ على روحي التي عشقته ، إنها حامل منه حامل تعرف ما معنى حامل يعني سلمته جسدها يعني لامس جسما آخر و … لالالا وائل لاا يفعل بي هذا وائل واااااائل أريد وائل أين وائل اهئئئئئئئ دعنيييييي دعني أذهب إليه دعنييييي
حاول معها بشتى الطرق وهو يسحبها خلفه لحين خارت قواها واضطر لحملها ، أخذها لغرفتها المعهودة بالعلية مباشرة دلف بها للحمام وضعها تحت ماء الصنبور وصب الماء عليها لعلها تستفيق على نفسها ، ولكن ذلك لم يزد سوى البؤس فقد أخذت تضرب نفسها وقد دخلت في مرحلة جنونية يرثى لها ، صرخ في ميار لعله يغيثه والذي كان يشرب من قنينته ما ينسيه كل المواجع التي سيطرت على مكمنه بعد تلك الفاجعة ، لحين أصغى جيدا لصوت حكيم رمى القنينة وركض إليه ليجدها قد أدمت يدها وجانبا من كتفها وحكيم يحاول ضبط جموحها ، سرعان ما التقطها معه وهو يحاول أن يوقظها من حالتها تلك ولم يكن ينفع حديثهما بشيء فقد غابت البنت في مرحلة متأخرة من اللوم والعتب ، وهو الاستنكار الذاتي الذي ترفض خلايا الجسم الرضوخ إليه وهذا ما يسبب حالات الجنون المثيلة بحالة ميرنا الآن
حكيم:- هل سنتفرج عليها أخبرني ماذا سنفعل ؟
ميار(بوجع):- لنذهب بها للمشفى فهذا الحال لم أشهده قط
حكيم:- مشفى يا ميار قد نعرضها لمكروه ولكنني أعرف شخصا قد يساعد ، مهلا سأعود بعد لحظة اجثم محلك ولا تتركها وحدها مفهوم
ميار(رأف لحالها وجلس جوارها على أرضية الحمام والماء يصب فوقهما حتى تبللا):- أشعر بالنار التي تحرق قلبكِ وتفتت ضلوع تركيزك ، أنتِ تقاومين التيار ولكنكِ قد انجرفتِ معي نحو الهاوية ، لم يعد بإمكانكِ التشبث بي فليس هنالك أي قشة قد تقينا من الغرق
ميرنا(تهز رأسها باستنكار):- اهئئئئئ آآآآه وائل لما فعلت ذلك يا وائل
ميار(بعيون دامعة كره حاله ونظر جانبيا):- علينا أن نثبت يا ميرنا ليس وقت الانهيار
ميرنا(نظرت إليه):- كيف تبلي ؟
ميار(مط شفتيه):- لا أدري لكنني ما زلت أتنفس رغم استئصال روحي
ميرنا(مطت شفتيها بغبن):- خاننا كل منهما غدرا بنا وو .. أكنا نستحق ذلك ؟
ميار:- كنا نستحقه ولكننا لم نستحقه
ميرنا(رمشت بعدم فهم):- اهئئئ لا تعذبني أكثر لا تعذبنيييييييي
ميار(ضرب على الجدار وهو يزم شفتيه):- كفي عن البكاء أنظري لجروح يدك أهكذا يليق بنا ؟
ميرنا(ناظرته بارتياب):- أشعر بأنني أهذي لقد بلغت ذروة الجنون ، غير معقول عقلي لا يستوعب هنالك شيء خاطئ في القصة
ميار:- أشك بنفس ما تشكين به لكن ما باليد حيلة
ميرنا(تشبثت بيده):- بلى بلى أكيد هنالك ثغرة ما ، أنا لا أصدق أن وائل يخونني علينا أن نجري التحليل بأنفسنا ، أرجوك ميار أرجوك قم بهذا لأجلنا يا ميار ، فإذا ما كانا يكذبان أكيد هما يملكان مبررا لذلك أرجوك نفذ لي هذا الطلب وحياتك لن أزعجك قط في حياتي لكن أبرد ناري لو سمحت اهئ أنا أتمزق أتمزق
ميار(لعبت فكرتها بعقله):- أتصدقين أنني أيضا فكرت في هذا لكن كيف سنستطيع القيام بذلك ؟
ميرنا(مسحت دموعها بحركة هوس مطلقة):- أين هي مزايا الفهد البري هاه ؟
ميار(رمش بعينيه بتفكير ووجد الحل):- إيااااد إياد هو الحل
ميرنا(كأنما وجدت ضالتها):- أكيد هو أأمن شخص سيقدم على هذاااا وينصفناااا
ميار(تنهد عميقا قبل أن يرمي بها في حضنه):- حسنا سأقوم بذلك لكن … ماذا لو كان هذا حقيقيا ماذا لو تعلقنا بالأمل بدون داع ، ماذا لو اصطدمنا مجددا بالنتيجة المهولة؟
ميرنا:- لو أقسم لي الكل أن وائل خانني لن أصدق ، لهذا سوف أقوم بهذا حتى لو رفضت أنت ذلك لن أسمح له بأن يكذب علي هذه الكذبة الشنيعة التي لا تصدق
ميار:- كيف تصدقينه لهذه الدرجة ؟
ميرنا:- اهئ …. ما بيني وبين وائل أسمى من علاقة الروح للروح ، أنا هو وهو أنا لو خانني كنت سأعرف ولكنني أدرك تماما أنه لم يفعل لكن ما يوجعني هو كذبه عليه ولن أصدق تلك الأكذوبة ما لم أقم بالتحليل بنفسي
ميار:- وجوزيت لا تخون ، جوزيت تعتنق أنفاسي ولهذا لن تغامر هكذا مغامرة إلا إذا كانت تهابني أو تخاف من ضياع الطفل أجل …هذا هو يا ميرنا
هنا تبادلا نظرة واحدة مفادها الحقيقة الحقة والتي تدور حولها كل الأحداث ، لكن كيف سيقدمان على ذلك هنا وجد نفسه محاصرا بطلبهما ولم يجد بدا إلا القيام بذلك لأجل مصلحة الكل ، فبعد اتصال أخيه وترجي ميرنا له قرر صبيحة اليوم الانطلاق لبيت جوزيت لأجل إحضار ما يساعد على التحليل …لكن الآن عاد إليها حكيم بكوب ليمون بالعسل فهذا ما أفادته به عفاف عبر الهاتف بعد استنجاده بها وضاعف النسبة لكوبين قدم واحدا لميار الذي شربه وتوجه لغرفته مكسورا عليل القلب ، أما ميرنا فشربته وارتدت ما يناسب لكي تزيل عنها تلك الثياب المبللة بروح مفقودة ، فكل ما كانت ترمقه عبر المرايا هيكل امرأة طعن قلبها بسكين غادر أرداها قتيلة في لمح البصر …. وقتها حكيم مسح على جبينه فأمامه مهمة صعبة وأيام أصعب في كبت جنون ميرنا وجموح ميار فالله يستر ..
في صبيحة اليوم التالي توجه إياد صوب شقة وائل ورابض هناك لحين فتح له الباب ، وجده مغادرا لكي يحضر بعض الأغراض للبيت لذلك لم ينطق بحرف أو يحاسبه بل دلف مباشرة صوب غرفته تحديدا لحمامه وأخذ يبحث عن أي شيء يساعد فوجد شعرة من رأسه أخذها ووضعها بملصق جلدي رماه بجيبه ، ثم خرج ليتجه للغرفة المجاورة حيث كانت جوزيت نائمة ولذلك قام بإخراج الإبرة الصغيرة من جيبه حيث طلب منه إحضار عينة من دمها والتي تكفي لمعرفة الحمض النووي للجنين ، أهو ابن وائل أو ميار لذلك ناداها ولم تجبه وسرعان ما غرسه في ذراعها برفق وسحبه سريعا واضعا إياه بجيبه قبل أن تفتح عينيها وتستيقظ مفزوعة
جوزيت:- هئئئ مياااار … أ.. إياد اهئئئئ إياد يا حبيبي يا إياد أخي أخي أنااا هل جئت لرؤيتي ؟
إياد(عانقها حين ارتمت بحضنه ولامس غبنها وحزنها):- ما الذي فعلته بنفسك وبميار ؟
جوزيت:- اهئ لقد لقد انجرفنا وحصل ما حصل ، لقد دمرت كل شيء أليس كذلك ؟
إياد:- إلى ما لا رجعة حتى
جوزيت:- لن يسامحني أعرف ولكن لأجل صغيري سأتحمل
إياد:- أخبريني يا جوزي هل الطفل حقا ابن وائل ، أنظري إلي ولا تكذبي فسأعرف
جوزيت(بتلعثم):- هو ابن وائل
إياد(مط شفتيه بخيبة):- مشكلتكِ أنتِ وميار أنكما دوما ما تعاملانني وكأنني ما زلت الطفل صاحب دمية الكلب الذي يبكي دوما على مسامعكم فتهرعون لإسكاته ، هللو لقد كبرنا وقضيت مجمل عمري وحيدا مثلي مثلكِ مثله … لنكف عن التصرف وكأننا غرباء لقد اجتمعنا بعض مضي زمن لنكون إخوة كما يجب فاصدقي القول بحق دم النجيبية الذي يسري فيكِ …
جوزيت:- لو أخبرتك هل ستعطيني عينة الدم التي أخذتها مني لأجله ؟
إياد(فتح عينيه على وسعهما):- كيف هل …
جوزيت:- ثعلبة القطب لم تسمى هكذا من فراغ ، وبما أنني كذلك أخبرتك ولم تفهمني أنا أم ستفعل أي شيء للحفاظ على ابنها ، حتى لو كان ذلك الشيء خسارة حبيبها … والآن عليك أن تختار أي صف ستكون صفي أنا ووائل أم صف ميرنا وميار ؟
إياد:- على ما يعتمد الميزان أولا ؟
جوزيت(بدموع):- على حياة ابن أخيك
هنا عرف أن الجنين من ميار مثلما ظن بداية ، ولذلك كان لابد من كسبه لصفهم وبالفعل قدر تلك التضحية من وائل رغم أنه يعرف أن النتائج ستكون وخيمة ، ولكن طالما ذلك أمر مؤقت فسوف يتحمل الكذب على ميرنا وعلى أخيه الذي تعهد له بالأمانة مع الأسف ، فبدوره أقحمته جوزيت بكذبتها والله أعلم على من سيأتي الدور لاحقا … المهم أخذ ما أعطته له جوزيت طواعية لكي يؤكد الخبر وهنا انطلق به صوب المختبر حيث كان داغر وطلال بانتظاره وهذين أقحمهما حكيم في خضم التحقيق لأجل المساهمة في تحقيق التحليل في جو لا تشوبه شائبة ، فقد خشوا تدخل جوزيت لمنعهم من القيام بذلك ولكنها ظلت بعيدة لكي تقنع ميار أنه ظفر منها عبر إياد المسكين لا يعلم أن إياد بنفسه صار بصفهم مجبرا على التضحية بدوره لأجل سلالة آل نجيب ولأجل أخته التي لن تنجب مجددا والتي ترجته كثيرا أن يدعمها وبالفعل هذا ما وجدته في قلب طيب كقلب شبيه بما يوجد بصدر وائل …تم أخذ العينات وقدم لهم ما يلزم لأجل تحليل الأبوة ، أعطاهم شعرة ميار وشعرة وائل وطلبوا منه الانتظار لعدة أيام ولكن من كان سينتظر عرض عليهم رزمة مال خيالية بالنسبة لهم ولذلك تضاعفت الجهود لبلوغ النتيجة في غضون ساعات لا أكثر ولا أقل … هنا كان الانتظار قاتلا فلم يعد بإمكانهما التحمل ، ظل هو بورشته يعمل ويعمل بدون تركيز حتى أصابعه التي أدماها لم يهتم لها ، أما هي فظلت تكتب وترمي الأوراق إلى أن حولت الغرفة لأرضية من الورق الممزق ، وحكيم غلب معهما في محاولة لحثهما على تناول أي شيء ولكن لم ينفع ذلك ، حزنه شديد على عصفورته التي ترجمت عشقها الجنوني لوائل رشوان وكم حسده على ذلك ، لكن حزنه كان أشد على الاثنين جوزيت وميار فهو يعلم أن روحها فيه حتى لو قامت بذلك الأمر المشكوك فيه ، وهو يعرف جيدا أن هذا الأخير لن يستطيع التخلي عنها حتى لو كابد المؤثرات التي تحجبها عنه إلا أنها منه ولا يقدر عنها بعادا .. وعليه كان هو الآخر ينتظر ظهور هذه النتيجة بفارغ الصبر لمعرفة الحقيقة ، رابض هناك طلال وداغر ولم يبرحا محلهما بل ظلا مع الأطباء وهما ينقلان الأخبار أولا بأول لحكيم الذي يعود إليهما بخبر مفاده ما زال الأمر قيد الانتظار .. ساعة تلي ساعة والوقت يمضي إلى أن غالبهما النعاس فقد صارت الدنيا ليلا نامت ميرنا على سريرها بالمقلوب ويدها على القلم والورقة ، أما ميار فقد نام على كرسيه وهو يعمل في شيء مبهم بدوره لم يعرف له أصلا من شكل … وبالنسبة لحكيم فقد ولج ورشته ووضع رداء عليه وأطفئ ضوء الأباجورة ، ليتجه لغرفتها ويجلس بجوارها بعد أن رفع الغطاء عليها ، مسح على ضمادات يدها وكتفها وأخذ ينظر بلهفة خوف لملامحها الكسيرة والمريضة ، فحتى شعرها صار مشعتا وكأنه حزين على مآل صاحبته .. ظل يراقبها لحين اتكأ على جدار السرير وغفا على جلسته كي يستيقظ على صراخها أين ميرنا أين هي ؟؟؟؟ … خرج مسرعا ليتفقدها وجد الصوت يحضره من الأسفل فركض ليجد إياد واقفا أمامهما وخلفه طلال وداغر وبيده ورقة التحليل التي تثبت أبوة وائل كما هو متفق عليه في لعبة جوزيت ، وجد ميار متصلبا على جنب يقف كالتمثال الجامد وعيناه شاخصة في البعيد فالأمل الذي زرع في قلبه مذ ليلة أمس تبخر في الهواء ، أما هي فجلست أرضا تتمرغ وتتلوى ألما وحزنا وخيبة وخذلانا من نبض قلبها الذي طعنها في الصميم ، وهنا ومن فرط دهشته الصادمة أيقن أن الأيام الملاح قد تلاشت والقادم أسوأ وأشد ….

"سَبايا نحنُ في معركَة الخذلان ، أي نعم استحققنا طعنة الخيبات ولكنَّ الهوى الذي نبض في أروقة عشقنا كانَ كفيلا ليمسحَ عنا هناتِ التردد ، ويجعلنا نوقن مُجملا أن هوانا في نصفنا الثاني هوَ الأساس ، فكيف نُبلي بعدَ أن وُصمَت علاقاتُنا برحلة أبديَّة ما بين الشقاءِ والعبث ، فما عادَ القلبُ ينفعُ للاستمساكِ بشعلةِ الأمل لقد تحوَّل لألمٍ جُبلتِ الخواطر على اعتناقها رغمًا ، حتى بات الاستسلامُ لوطأة الرقاد خير منفعَة من التشبث بجذُور ضيعت صكَّ الامتلاك … وجاءَ الفُراقُ سريعًا حين تاه القلب بين أسبابٍ واهية خطَّت طُرقاتٍ مُنفصلة لكل فؤاد "
أربعتهم كانوا مثل الأحياء الأموات كل يسبح في ملكوت ذاته لأيام عديدة كانت شبيهة بعملية ولادة عسيرة الضنى فيها عليل ورابطة الأمومة مقطوعة .. حبل الوريد كان يلفهم من كل جانب يزيدهم ضيقا واختناقا ، بينما الرحم الذي أنجب ذلك الوجع كان يئن وَهَنا تحت جنح الظلام الذي خيم على حياتهم بشكل مريع أربك تفاصيل عيشهم أكثر فأكثر … علم الجميع عدا جزء من محيط العائلة بما حصل فانقلبت القلوب فجعا لما حصل وكان اللوم والعتب من حق وائل وجوزيت التي ظلت ببيته بل جعلها تقطن هناك لأجل راحتها ولأجل تفعيل الكذبة بشكل موثق ، أحضرت لها ناريانا كل ما تحتاجه وظلت تتردد عليها يوما بعد يوم لتطمئن عليها وتصبرها كي لا تنهار ، أما هو فقد باشر عمله بمكتب المحاماة حتى الشركة كره الذهاب إليها بعد مواجهة له مع رقية التي عاتبه أكثر من اللازم ولكنها رضخت بالأخير للأمر الواقع ، في حين أن شهاب ونادر لم يجدا ما يقدمان أو ما يؤخران بل كانا بصفه وفي آن الوقت أشفقا على ميرنا وتمنيا لو يستطيعا رؤيتها لعلهما يخففان عنها وطأة المواجع ، بالنسبة لشهاب لم يدرك قط موضوع ميار بل جوزيت فحسب كما هو متفق عليه.. أما العم نزار فما إن علم بهذه الفاجعة حتى خاصم وائلا وترك البيت متحججا بتضايقه من تصرفاتهم الغير مسئولة أما هو فقد غادر بنية مساعدة فخرية في تدبير علاج لسلسبيل على آخر أيامه سيقدم على إنقاذ هذه الملعونة التي خربت العائلات كلها بسبب لعنتها التي ظلت تلاحقهم ليومنا هذا بل فتكت بهم فتكا ورمتهم في بوتقة الويلات .. بينما كاظم ما إن عرف حتى قام بطلب أجازة ولكن لم يوافقوا عليها فترك الأمر لوقته ، بعكس لورينا التي فرحت فرحا ما بعده فرح بعد حالة ميرنا التي تدهورت في آخر الأيام ، فقد أعادها للقصر البحري لعلها تغير جوا وترتاح بقرب ميسون ولكنها ظلت مشتتة بدون تركيز وحالات جنونها تتكرر ليلة بعد ليلة ، حتى العائلة لم يقوما بزيارتها إلا في أوقات متقاطعة كي لا يشكوا بأمر ميسون وأيضا كي لا يفقهوا على حالة ميرنا التي شرحتها لهم بسبب خصامها المتكرر مع حكيم الذي رضي بهذا الواقع مجبرا وأيضا نسبته لحزنها على حال أسرتهم العليل كي تتخلص من استفساراتهم المتكررة … وطبعا لم يدققوا فحالة العائلة كانت لا تسمح لهم بالاستفسار أكثر خصوصا بعد أن دخلت دعاء رسميا لمصحة عقلية وتم تمديد سجن إخلاص لاستكمال التحقيق دون التوصل لموقع عبد الجليل …
هكذا إلى أن أتى اليوم الذي سيختطف فيه ميار وهنا كانت ميرنا معه بجانب البحر تستند على كتفه بينما كان يرمي الحصى بخفة على موجات البحر القريبة منهما ، كانا يواسيان بعضهما وهما يشعران أن لا أحد سيفهم على حزنهما إلا هما ، تقربا من بعضهما لدرجة عميقة تجدرت في الإحساس المتبادل بينهما ، حتى صارت لا تكمل يومها دون أن تكلمه وهو بدوره يشعر بالنقص إذا ما رآها .. ولهذا منحهما حكيم مساحتهما الخاصة فلا يسعه أن يتدخل طالما وجدا راحتهما مع بعضهما بعضا في ظل المواجع الراهنة ووجدا سبيلا للتخفيف من وطأة الألم ولو قليلا على الأقل ، فحتى إياد كان بين الكفتين يتدحرج تارة يساند وائل وجوزيت وتارة هو مع ميار وميرنا ولا يدري كيف سينصف الاثنين وكل منهما يحتاج معرفة الحقيقة لعل الغيوم السوداء تنفرج بعد شتاء دام طويلا …وقد بدأ المحاولة حين عرض عليها الذهاب للشركة وهنا تأثير إياد عليها كان كبيرا فبالفعل ذهبت مرة أو مرتين لكن سرعان ما أرهقت وعادت للبيت فالتركيز كان معدما ، ومع ضغط نور وعدتهم بالعودة في لاحق الأيام ، أما ميار فقد كانت تشغله أمور عديدة خصوصا ظهور الشخص المنتظر في حياته فجأة والذي سينضم للعشيرة وهذا ما جعله يزن الأمور بميزان آخر وفي قرارة نفسه توصل لحل سيفتك بالعشيرة واحدا بواحد فقط ليمهل نفسه بعض الوقت وسيجعلهم عرضة لمنجنيق غضبه …خصوصا بعد أن كشف لهم اسم فاروق عن طريق لورينا التي أصبح دورها في تقديم الولاء لحكيم أمرا مفروغا منه كي يثق بها من جديد سلمته تلك المعلومات التي احتاجها ميار ، وصارت مصلحة قومية جعلتهم بها يقتربون من هدم تلك المملكة الإجرامية وكله من تخطيط كبارية العشيرة كما سلف وذكرت …
ميار:- عبثا تتحدثين ميرنا أن… أنا بخير
ميرنا:- كاذب .. أعرفك حين لا تكون بخير فأنت تظل شارد الذهن طوال الوقت وتتنهد بتنهيدات متقطعة تحمل من الهموم ما يثقل كاهلك
ميار:- كم مضى على ذلك ؟
ميرنا(مطت شفتيها بحزن):- أسبوع أو أسبوعين يمكن لست أعد الأيام فقد باتت رمادية بالنسبة لي
ميار:- العرين فارغ أشعر بالوحدة ، إياد لا يمكث طويلا وإيزابيل وجمانة غير قادرتين على مبارحة شقته لأسباب تعرفينها ، لما لا تعودين معي لطفا ؟
ميرنا:- لا أستطيع أخشى أن أزعجك بحالاتي الليلية الغريبة ، أنا أستيقظ كالمومياء لولا سهر حكيم معي لكنت مت هه البارحة لو تضحك علي فقد رأيت وجه وائل في المسبح وحين دلفت لكي أعاتبه غرقت لولا التقاط حكيم لي كنت طرت للسماء ، أنا أعذبه معي المسكين ولكنني أشعر معه بالاطمئنان
ميار:- يعني معي لا تشعرين بذلك الاطمئنان ؟
ميرنا(ارتبكت):- معك أشعر بأشياء أخرى تجرفني نحو مشاعر غريبة
ميار(مط شفتيه):- أشعر بنفس الشيء
ميرنا(تلعثمت بغبن):- وهذا لا يليق
ميار:- كأنه ثقيل أليس كذلك ؟
ميرنا:- كأنه ذنب
ميار(أغمض عينيه وزفر عميقا):- ذنبي وذنبكِ لا يأتي ذرة من خطيئتهما
ميرنا(تحشرج صوتها وسرعان ما بكت وانجرفت في حالة شرود):- اشتقت إليه
ميار(بنفس الحالة يناظر معها البعيد):- بدوري أفتقدها
ميرنا:- هل هما سعيدين ؟
ميار:- على حساب تعاستنا
ميرنا:- أيحبها أكثر مني ؟
ميار:- أتسعده مثلما كانت تسعدني ؟
ميرنا:- ربما يرتاح معها
ميار:- أو تجد فيه راحتها
ميرنا:- هل استلذ شخصيتها ؟
ميار:- أوجدت فيه الاستقرار الذي أرادته ؟
ميرنا:- كيف يبليان الآن ؟
ميار:- في ذروة الانتصار
ميرنا:- انتقما منا ؟
ميار:- كنا ساذجين
ميرنا:- جوفي يحترق
ميار:- والجوى منكوب
ميرنا(تأوهت عميقا ونظرت إليه بدموع):- دعنا نسبح
ميار(بنفس الألم الساخر):- ههههه ههه لنسبح
أزالت خفيها سريعا وركضت صوب البحر بفستانها الفضفاض ، هنا لحقها بعد أن رمى بحذائه على جنب ودلف معها للمياه الباردة ، بداية كانت مستقرة فوق موج البحر فهي لا تجيد السباحة لكن فجأة تحولت لمعركة كما لو كانت تلطم وجههما من فرط عصبيتها ، انهارت بكاء لحظتها وعاد إليها بعد أن أهلك كتفيه بسباحة مضنية حاول فيها طرد كل أفكاره السلبية .. أخرجها من هناك ممسكا إياها بحضنه ونظره يسافر نحو البعيد ، لامس خصلات شعرها المبللة وهو يتأمل ذبول عينيها البائسة ، بينما هي كانت تنظر للفراغ حتى رفعت عينيها إليه ولاحظت مدى قربه منها ، رفعت يدها ولامست لحيته النامية والتي إن دلت على شيء فهو حزن قلبه وشيب ملامح القهر التي اتسم بها ، تبادلا نظرة عميقة جعلت شيئا ما يتحرك بداخلهما شيئا ولد من رحم الألم ولم يشعر بنفسه إلا وهو يرفع فكها بإصبعه ويلامس شفتيها بشيء أشبه بالهذيان ، لم توقفه بل انجرفت معه بدون تركيز وشفتهما تقترب من بعضها إلا أن اقتربت الأنفاس وتلاحمت النظرات وقتها وكأن حاجزا ما وضع بينهما سرعان ما أشاحت بصرها وعقد هو حاجبيه ينظر للبعيد … توقفا أجل فكل ذلك من فرط الحنين إلى غيرهما صحيح تولدت شرارة من الشغف بينهما مؤخرا لكن عليهما إخمادها وإلا لن يتمكنا من كبت تلك المشاعر التي تجرهما نحو أمر ثقيل سيزيدهما انهيارا .،، ظلا مرتبكين بعد تلك المقاومة التي حدثت بينهما لحين وجدت ميرنا ملاذها في مثل تلك الحالات فقد أصبحت هشة غير قادرة على التصنع وانفجرت بكاء ولحظتها انضم إليهم هادئا في البدء قبل أن ترتسم عليه ملامح القلق من ذلك الحال سرعان ما هرع إليهما ، وجد ميرنا تنتحب في حضنه وهو جامد دون حراك
حكيم:- بحق الإله هل أصبحتما أنتما وتلك الصخور نسخة طبق الأصل ، متى ستكفان عن هذا ؟
ميار(نظر لميرنا):- متى تقف الأرض عن الدوران ؟
حكيم:- الحديث معك أنت عقيم أما معها فهو مضيعة وقت ، ميرنا ميرنا استفيقي
ميرنا(كانت ترمش بتيه):- حكييييم أريد أن أنام
حكيم(انحنى أرضا ورفعها إليه):- حسنا صغيرتي سوف آخذكِ للنوم وأنت اتبعني الآن …
ميار(رمى بنفسه على الرمل):- لا مزاج لي سأتأمل السماء قليلا
حكيم:- سوف آخذها وأطمئن عليها ثم أعود إليك فهذا الوضع سينتهي هنا والليلة أمامنا مليون ألف مشكلة لنهتم بها .. آخ يا ربي كم عساي أتحملكما كأنكما طفلين مدللين وأنا والدكما الله الله
ضحك ميار من جملة حكيم ليغوص مجددا في بحر الخيبة ، وبعض بضع دقائق معدودة فتح عينيه وهو يستسيغ حركة قريبة منه ظنه حكيم في البدء وعاد ليكمل نومه ولكن سرعان ما رفع رأسه ليرى قاربا مطاطيا أمامه ، وقبل أن يستوعب ويرى ما يدور حوله قام أحدهم بوضع منديل مشبع بالمخدر جعله يفقد وعيه في الحين واللحظة ، قاموا بجره من ذراعيه مما خلف آثارا على الرمال المبتلة وأخذوه في القارب المطاطي وهم متربصين بأسلحتهم خشية ظهور أي أحد وكشف أمرهم ، اختطفوه أجل وهنا مسألة استيعاب ذلك كانت مسألة وقت فحسب .. فحين عاد لتفقده رمق الفوضى هناك آثار جر ودماء مسكوبة على قميص ميار الذي كان يلبسه وعليه دلالات بوهيمية تبرز ماهية الموضوع ، نظر حوله لحظتها بجنون وهو ينادي باسمه ولكن لا أثر له ، صرخ بقوة وهو ينادي على داغر والرجال والذين ظهروا بعد برهة وبدؤوا البحث عنه حتى في وسط البحر جعلهم حكيم يبحثون ولكن لم يظهر له أثر ، هنا أصيب بالعجز وهو يشعر وكأنه فرط فيه طوال ساعات البحث المضنية التي باءت بالفشل وتحت تساؤلات ميرنا التي استيقظت ولم تجده فقد كذب عليها حكيم وأخبرها أنه غادر للعرين كي لا تقحمه في وبال صدمة هو في غنى عنها الآن ، استعان بطلال الذي هب للمساعدة ولكن مع ذلك بدون جدوى ، كاد يفقد صوابه فقد كان ميار هنا قبل لحظات أين اختفى وماذا حصل له، بقي على ذا الحال وذي التساؤلات إلى أن أتاه اتصال مقيت من صوت يكرهه كره العمى …
رشيد:- إن كنت تبحث عن ابن عمتك فهو في الحفظ والصون ، أما إن كنت تستغني عنه فذلك شأن يجعلني أتوق بشدة لمعانقتك هههههه …. حكيم كأن القط أكل لسانك ؟
حكيم(بغضب وغيظ):- أيها الخسيس النكرة أين ميااااااااااااار ؟
رشيد:- أوه يا عزيزي كأنك تصرخ لا بأس فأنا أقدر حجم فاجعتك لكن أردتك أن تعرف بأنه في عهدتي ، يعني لا تتعب نفسك حتى لو ظللت تبحث عنه لسنة كاملة لن تعثر عليه ههه ، ولأن بيننا عشرة أردت وضعك في الصورة كي لا تحزن هاه أرأيت مدى شهامتي هيا هيا عندي ضيف مهم ولا يجب علي أن أنشغل عنه سلملم ههههاهاهااااا
هنا اسودت الدنيا بين عيونه وأعطى الأمر بالبحث في كل جحر للعثور على ميار ، ولحظتها سمعته وهو يصرخ في وجه رجاله لأنهم فرطوا فيه ونزلت إليه لتحاول استيعاب ما يحدث وما خشي منه حصل فقد انهارت بكاء وحزنا واضطر لإخبار إياد كي يجالسها فحتى لورينا لن تفيدها بشيء إلا أذيتها بينما فخرية فقد اهتمت بميسون قدر المستطاع ولا يسعها التفاهم مع ميرنا إذن لا أحد سيغيثه سواه … قدم من فوره لأنه اعتقد أن الموضوع مقتصر على حالاتها الجنونية الأخيرة ولكن حين علم بأن أخاه مختطفا جن جنونه هو الآخر وأخذ يضرب وينتف ويفكر في مصير شقيقه ولم يجد سوى حل أخير أن يستنجد بمن تضاهي الفهد البري قوة ودهاء … ترك ميرنا نائمة بفعل المهدئات وانطلق صوب الشقة فحتى حكيم لم يستطع إيقافه فقد كان قلبه محترقا على أخيه وبدوره خائف وربما كان لجوزيت فكرة عن مخبأ ما قد يجعلهم يعيدونه في القريب العاجل …
وائل:- أفكر بإعطائك مفتاحا ثانويا للشقة كي لا تزعجنا بزياراتك المتكررة
إياد(بملامح لا تفسر):- هل جوزيت مستيقظة ؟
وائل(نظر لساعته):- إنه الفجر يا إياد اسم الله عليك هل رأيتنا بمنامك ؟
إياد:- أحتاجها
وائل(فزع من منظره وأول ما تبادر لذهنه هي عسل غروبه):- هل ميرنا بها شيء ؟؟؟؟
إياد(مط شفتيه وأغلق الباب خلفه):- لست أدري كيف أخبركما ولكن …
جوزيت(خرجت من الغرفة مفزوعة بعد أن عقدت حزامها):- ما الأمر ؟؟؟؟؟؟؟
إياد(نظر إليهما ببؤس عميق وقلة حيلة):- إنه ميار …..
مجرد ذكر الاسم أحدث وقعا عميقا في قلبها وزعزع دعامات صبر وائل ، فالخبر كان صاعقا لدرجة لا تصدق مما جعل الحيرة ترتسم على ملامحهما ، ومن صعق أكثر بطبيعة الحال كانت هي فمن فورها جلست تبكي وتصرخ بجنون ، إذ عرفت أن المختطف هو رشيد ولهذا أيقنت تمام اليقين أنه سوف يعذبه أشد العذاب على كل ما جعله ميار يكابده حين اختطف أمه زهرة وجملة الأعوام السابقة التي ولدت حقدا ما بعده حقد في قلب رشيد نحوه .. عرفت أنه لن ينجو من بين براثن يده إلا بأعجوبة ولكن ما الغاية من اختطافه هل الانتقام فحسب أم زيادة وطأة الألم المحيط بهم ، فها هي ذي تكشف عن قناعها الزائف الآن وتبرز عشقها الأسطوري لذلك الرجل حد الانهيار فقد فقدت وعيها جراء هذا النبأ ، وجيد أنهما كانا بالقرب ليغيثانها وما إن استيقظت وفتحت عينيها حتى خرجت تاركة إياهما في غفلة ، توجهت لقصرها مع حارسها الأمين فيكو والذي لم يفارقها البتة مذ أن وقعت الواقعة ، دلفت إلى هناك وأفزعتهم بدخولها
عنبر(لحق بها وهو بمنامة النوم):- خيرا سيدتي هل نوقظ الست ناريانا ؟
جوزيت(بعيون دموية):- بل أيقظ كل رجالك واجعلهم في حالة استنفار سوف نقوم بحملة تفتيش
عنبر:- تفتيش عماذا حضرتك ؟
جوزيت(بغلالة دمع صعدت):- عن روحي ….
لم يفهم فيها حرفا بل ضرب كفا بكف وتوجه صوب فيكو الذي شرح له ما الذي يجري ، وما إن علم حتى انتفض مسرعا ليأمر كل الرجال بالتحضر فأمامهم بحث شامل لأجل الرئيسة وهم لن يتأخروا .. فتحت الباب عليها وهنا فتحت ناريانا عينيها على تلك الرؤيا وعرفت ما يحدث
ناريانا:- إنه في مكان مغلق دفين تحت الأرض
جوزيت(ارتمت بحضنها):- اختطفوا حبيبي أعيديه لي يا ناريانا أرجوك فكري في المكان ، أي أثر أي دلالات قد تساعد افعلي ذلك لأجلي اهئ أنا أموت لو حدث له مكروه أموووووت
ناريانا(ضمتها برعب والدموع انهمرت من عينيها):- لا تقولي هذا سوف يكون بخير ، ميار قوي أكيد سيصمد
جوزيت:- مهلا مهلا أنتِ تبكين ، ناريانا أخبريني بصدق ماذا رأيتِ ؟
ناريانا:- مهما فعلتِ لن تستعيديه يا جوزيت ما لم يحرر نفسه بنفسه
جوزيت(دفعتها):- اخرسي أنا سأحضره واليوم ، أتيت لآخذ شيئا أعطاه لي غضنفر وحان وقت استخدامه
ناريانا(فهمت حديثها):- ولكن ما غايتكِ به ؟
جوزيت:- أظن أنه قد حان الوقت لتدفع كهرمانة ثمن أخطائها السابقة …
توجهت صوب غرفتها وفتحت خزنتها الخاصة لتخرج صندوقا صغيرا به حرير مخملي ملفوف حول شيء ما ، تفقدته بيديها قبل أن تخرجه من قبره الذي دفن فيه لسنين معدودة ، رفعته لعينيها وهي تلفه في حركة سادية جذبتها نحو هاوية لاَّ تراجع ولن يستطيع أحد إمساكها عن ذلك ، فهذا ميار يعني روحها وإن لم تقتل لأجل إبقاء روحها على قيد الحياة فلن يكون لوجودها معنى ، غلبت معها ناريانا كي تمسكها لكن ما استطاعت ومع ذلك لم تقدر على تركها لوحدها التقطت سلهاما معلقا على مشجب غرفتها ولحقتها وهي بقميص النوم ارتدته فوقه وسترت نفسها لترافقها ، أيما سيحدث بعد قليل ستساندها مهما كلف الثمن .. وجدتا رجالهم مصطفين بالسيارات التي ظهرت من العدم واتجهوا في موكب مرعب نحو خان كهرمانة التي كانت ما تزال نائمة في العسل ولم تدري أن الموت متربص بها من على بكرة الصباح ، طرقت جوزيت البوابة وهي تحاول ضبط نفسها لعلها تفلح في غايتها تلك ، فتح لهم عرندس مستغربا ذلك الوفد الذي لم يكن يبشر بالخير فأدخلها ظنا منه أنها أهل للثقة ورافقتها ناريانا أيضا لكنه اعترض على دخول عنبر وفيكو وهنا جوزيت أومأت لهما بوجوب الطاعة ، ولذلك تراجعا بينما قادهما هو نحو جناح كهرمانة ولحظتها طلبت منه جوزيت تركها لوحدها معها ،ولأنه لم يصل لهم خبر بعد بشأن اختطاف الفهد البري سمح لها …. فتحت بوابة الجناح من الوسط ودخلت لتقفله خلفها وتلف المفتاح لفتين اثنتين ، وجدتها نائمة بين حرائر سريرها متنعمة بالنعيم الذي ستسلبه منها مثلما سلبتها من أبيها فيما مضى ، اقتربت منها وهي ترفع الخنجر الذي قتلته به الخنجر نفسه الذي حصلت عليه من قبل غضنفر وهو الذي ستنحر عنقها به إن لم تخبرها عن مكان ميار … صعدت للسرير وهي تبتسم بطريقة غير متزنة ووضعت الخنجر على رقبة كهرمانة لتمسكها من شعرها وتوقظها بالقوة
كهرمانة(فتحت عينيها مفزوعة وذهلت من الخنجر):- يا إلهي ماذا يحدث ؟
جوزيت(أحكمت قبضتها عليها):- أكيد راودتكِ كوابيس جمة حول هذه الطريقة في القتل ، خصوصا وأنه قد سبق لكِ وسحبتِ روحا بواسطتها … ها لنتذكر سوية من كان ضحيتكِ يا كهرمانة من كان أول شخص قتلته أظن أن اسمه يبدأ بحرف الميم ميم ميم مختار هاه هذا هو مختار الراجي ، ذبحته من الوريد إلى الوريد دون أن يرف لكِ جفن وعشتِ حياتكِ دون أن تفكري بالعواقب ، حتى أنكِ ما اعتقدتِ يوما أن ابنته ستأتي لتقتص منكِ وبنفس الشكل الذي سحبتِ فيه روح أبيها
كهرمانة(بعدم فهم):- عمن تتحدثين أنتِ ؟.
جوزيت:- أتحدث عن أبي يا كهرمانة أبي … مختار الراجي الذي ذبحته ليلة مولدي انتقاما لحبيبكِ يعقوب أتراكِ نسيته ؟؟؟؟؟؟
كهرمانة(دمعت عيناها):- يعقوب ..مختار .. و .. ولكن من روا لكِ هذه القصة لا يوجد سوى قلة قليلة من يعرفونها وحتى ميار نفسه لا يدركها
جوزيت(ثبتت الخنجر أكثر):- وهل هذا وقت مناسب لاستذكار المراسيل ، ولكن لأصدقكِ القول فقد تم إخباري بهذا لكي أبقى في صف غضنفر ولكن أنا اخترت حبيبي الذي اختطفوه ؟؟؟؟؟؟
كهرمانة(بدهشة):- من الذي خطف من عماذا تتحدثين أنتِ ، ما به ابني من خطفه ؟
جوزيت:- لا تستغفليني يا امرأة أعرف وجيدا أنكِ على صلة بغضنفر وأريد أن أعرف أين موقعه ، أعطيني موقعه أو أي دلالة توصلني لميار لأن الخسيس رشيد قام باختطافه ليلة أمس
كهرمانة:- وأين كنتِ أنتِ لحظتها ، أين ابن خاله وتلك المخبولة ميرنا ، أين كان رجااااالكم أين ؟
جوزيت(بدمع سحبت يدها قليلا وهي تكابد مواجعها):- لم أكن بجواره ولم ينفع أن أكوووون ، لقد افترقت عن ميار ولكن ذلك لن يوقف عشقي له أعطيني عنوانا قبل أن أنحر عقنكِ الآن …
كهرمانة:- لو قتلتني ميار لن يغفر لكِ هذااا ثم ماذا ستستفيدين من موتي ؟
جوزيت:- أنا لن أستفيد شيئا لكن ربما أبي يستفيد
كهرمانة:- أبوكِ ..هههههههه أبوكِ ذاك لم يكن يرغب بكِ حتى لقد كنتِ طفلة منبوذة بالنسبة له ، وقد كان ينوي قتلكِ أو رميكِ في الشارع
جوزيت(تغلغلت بدموع):- كاذبة … أبي تقبلني في الأخير لو أنكِ لم تقتليه لربما ما حرمت منه
كهرمانة:- قتلته أجل وبالخنجر الذي تمسكينه أتذكر جيدا قطرات الدم التي تناثرت على وجهي ، دمه الذي بقي عالقا بخياشيم أنفي لفترة طويلة كدت أنساها لتعيديني إليها قسرا ، ما الذي تريدينه مني تقولين أنكِ عاشقة قادرة على قتل أي شخص انتقاما لمحبوبك وأنا فعلت المثل … كيفما سرق أبوك روح حبيبي سرقت روحه أنا أيضا
هنا جوزيت تأثرت بجملة كهرمانة وتراجعت للخلف قليلا وهي شاردة في البعيد ، انفجرت ببكاء لوهلة قبل أن تعيد نفس الكرة مع كهرمانة التي قفزت من الجانب الآخر للسرير وصرخت طلبا للنجدة ، هنا انقضت عليها جوزيت وأحكمت قبضتها على رقبتها بجنون
كهرمانة:- لن أعطيكِ أي عنوان وابني سيعود بنفسه لأن ذلك الحشرة لا يفقه مع من ورط نفسه
جوزيت:- إذن حان وقت انضمامكِ لحبيبكِ ، الوداع يا كهرمانة
كهرمانة(أغلقت عينيها بصراخ):- مهلا مهلا أنتِ غير قادرة على قتلي
جوزيت:- آآآآآه يا ربي ، وما المانع إن كنتم قد سرقتم مني نبضي ولن يدفع أحد غيركِ الثمن
كهرمانة:- أملك شيئا يجعل رقبتي ثمينة بالنسبة لكِ ، ثمينة لدرجة ستقومين فيها بحمايتي
جوزيت(ابتعدت عنها وهي تضحك ساخرة):- أي حلم تشاهدينه يا كهرمانة الآن ؟
كهرمانة(انتفضت حين وضعت جوزيت الخنجر مجددا):- أرجوكِ ارحميني والله والله لا أدري أين هو ميار ثم لا يمكنني المساهمة باختطافه إنه ابني ابني هل جننتِ؟
جوزيت:- ترحمي على نفسك
كهرمانة(أغمضت عينيها وصرخت):- أخوكِ ….. أخوكِ هو تأشيرة حياتي
جوزيت(بعدم فهم أبعدت الخنجر):- أخي من …ما الهراء الذي تتفوهين به يا امرأة ، أتحسبين أنكِ ستفلتين من الموت اليوم أقسم لكِ ..
كهرمانة:- أخوكِ … إن كان ابني أو ابن زهرة لن يهم لكنه يبقى أخوكِ راجي من ظهر راجي
جوزيت(جلست على الأرض جوارها وهي تحاول أن تستوعب):- ما الذي تقولينه أنا لدي أخ أين هو وو … هل أخفيتِ أمره طوال هذه السنوات يا كهرمانة ؟
كهرمانة(بدموع):- أجل أخفيته وسأخفيه عنكم لا أريده أن يتأذى وسط هذه المجزرة المحيطة بنا رغم محاولاتي المتكررة في كرهي له لأنه يحمل دم ألذ عدو لي لكنني لم أقدر على ذلك اه لم أقدر ، وبما أنكِ عرفتِ بقصتي مع أبيكِ فأكيد علمتِ أنه قام باغتصابي وزرع في رحمي بذرة كرهت نشأتها في أحشائي وحاولت مرارا وتكرارا إجهاضها ، ولكنها تمسكت بي إلى أن أنجبته
جوزيت:- أخي أنا … أخي من أبي هل لدي فعلا أخ ههه أين هو يا كهرمانة انطقي ؟
كهرمانة:- لن تحصلي عليه ولو أنا منكِ سأخشى عليه من هذه المعمعة كلها يا حمقاء ، من العاقلة التي ستفكر بإنجاب أطفال في خضم هذه الحرب أكيد سيفتكون به فتكا وأنا أم لن أفرط فيه رغم أني نفيته بعيدا عني
جوزيت(أخذت تفكر بجملة كهرمانة يعني ما فعلته مع طفلها كان هو الصح ولو أنها لم تلعب هذه اللعبة على ميار كانوا قتلوا جنينها حتى لو لم يفعل هو ذلك ، رشيد لن يتركه على قيد الحياة إذا ما عرفه ابنه ، يعني أنا حميت ابن ميار حميت ابنه):- يا إلهي …
كهرمانة :- ،غادري خاني يا جوزيت وانسي أمر البحث عن ميار سوف نتصرف نحن في شأن ذلك … حتى لو كنت مع غضنفر لن أقف ضد ابني وأتركه يتعرض للأذى
جوزيت(بعدم تصديق):- كاذبة أنتِ.. لقد اخترعتِ هذه الكذبة لكي تهربي من خنجري
كهرمانة(نهضت من محلها وتوجهت لدولابها أخرجت نفس الصندوق ورمته بحضنها):- فتشي هناك ستجدين ما أقصده
وضعت الخنجر أرضا وفتحته لتجد أوراق ثبوتية لمولود جديد بالتاريخ وبالمعلومات اللازمة حتى أنه منسوب للراجية فكيف لم يستطع أحد الوصول إليه ، مهلا اسمه أيضا مختار الراجي
جوزيت:- اسمه مختااااار ؟
كهرمانة(بدموع متحجرة):- مختار ولكنه يكره هذا الاسم إنه يفضل خوري بدلا عنه .. أسميته باسم أبيكِ لكي أكره ابني وأتذكر قصتي لو غلبني الحنين إليه ، أردت أن أتذكر كرهي لعائلتكم عبره وهذا ما فلحت فيه ليومنا هذاااا
جوزيت:- ماذا تعنين هل تخليتِ عنه هل يعيش لوحده هل هو في بلاد بعيدة ؟
كهرمانة(هنا استقامت وهي في موضع قوة):- غادري خاني وإلا لن تحصلي على أي معلومات تفيدكِ في موقعه ، أخوكِ في الحفظ والصون أخبركِ لأشتري حرية رقبتي منكِ ، يعني أحلل موتي الذي ترغبين بتحقيقه نظيرا لرقبة أخيكِ فمن ستختارين ميار الذي لا أدري مكانه أو خوري ؟
وجدت جوزيت نفسها بعد برهة في سيارتها مغادرة الخان وقلبها مفجوع ، قد ذهبت إلى هناك لكي تجد ميار وليس لكي تعثر على أخ مدفون بين ثرى الماضي برز مؤخرا ، طيب أين هو وكيف يعيش وهل يعرف بأمرها وكيف شكله ؟؟؟ أسئلة كثيرة دارت بعقلها ولم تجد لها أجوبة فقط الصمت المطبق …. هنا انفجرت كهرمانة ببكاء يعرفها جيدا حين تنهمر من مقلتيها ولذلك دلف إليه معتذرا عن السهو الذي حصل حين عرض حياتها لخطر ، لكنها فاجأته بتذكرها للماضي وأخبرته أنها صارحت جوزيت بأمر أخيها وتركت لها الاختيار ، فزع بدوره من كشفها لهذا السر الدفين بينهما ولم يعرف كيف ستكتم جوزيت هذا الأمر بعد اليوم ….. كان بوسعها عصرهم والضغط عليهم لإيصالها لغضنفر ولو وصلت إليه كان رشيد سيستسلم ويعيد ميار ولكن خوري ظهر ليعترض طريقها ويجبرها على العذاب بالمقارنة مع وجع الضمير المضني وخذلانها لحبيبها الذي كان يأمل منها حركة على الأقل ،،، يعني كان يأمل لكن الآن لن يفكر فيها بل سيكابد ويقاوم ذلك الجحيم لأجل التخلص من قيود رشيد الذي أحكمها عليه بشكل هوسي جعله يرى مدى تأثر رشيد به وعرف أنه كان يربي وحشا تحت كنفه وقد كشر عن أنيابه في الوقت الغير مناسب …
في قصر حكيم كانت تدور وهي تفرك يديها وتنتظر عودة إياد بالأخبار الجيدة والذي عاد مطأطأ الرأس ليخبرهم بما حصل ، وهنا أصيبت ميرنا بصعقة ذهول فحتى لو كانت جوزيت قد خانته لم تتوقع بتاتا أنها ستتخلى عنه ، هنا رغبت بالذهاب إليها لنتفها لقتلها ولكن إياد أمسكها وجعلها تصطبر لعلهم يجدون حلا بعد ذلك ، أما حكيم فقد شعر بالخواء كل لحظة تمر وميار بعيد عنهم تعني عذابا أشد وعقابا لا مثيل له … مع الأسف لعب رشيد لعبته وعرف الوقت المناسب لاختطاف ميار ولم يعطيه حتى فرصة للمقاومة سرعان ما أسره في غفلة منهم ولن يجدوه ما لم يحرر هو نفسه مثلما قالت ناريانا تماما …. وهنا كان هو يفتح عينيه ويناظر الدماء المتقاطرة من جسده حيث كان معلقا من يديه وقدميه في عمود حديدي وقد غرس فيه نفس السهام التي عذبه بها مسبقا إذا حان وقت رد الدين يا ميار فما الذي سيحدث بعد ….
بعض الأحداث قد تسطر المستقبل بعناوين لا يرغبها العقل ، ربما يعترض لكنه يجبر على التعامل معها كيفما خطط لها القدر ، .. فمثلا قد جبلت جوزيت على عيش دور الظالمة بينما هي المظلومة في معمعة المخاض التي عاشتها قبل حتى أن تصل لتلك المرحلة وكان عليها التضحية والاختيار ، إما نبضها أو حلم أمومتها المنتهي الصلاحية فهي امرأة عليلة ولا يسعها الإنجاب إلا مرة واحدة كما أقر الأطبة لها ،وقيامها بهذه المجازفة صحيح جاء بالدمار الشامل لكل العلاقات إلا أنها استمدت قوتها من جنينها نفسه الذي كانت تصبره وتصبر نفسها بعودة أبيه سالما ، فمها جارتِ الظروف عليه سوف يصمد لأنها تعرف عرق العناد الذي يملك فهو الفهد البري ولم يكن كذلك من فراغ ….. إقحام وائل في لعبتها كان قدرا فهي حتى لو خططت لإدخاله في هذه اللعبة إلا أن القدر جعله طرفا فيها ، فهو المضحي الوحيد القادر على إنقاذ الجنين فحتى لو لعبتها مع حكيم فميار لن يصدق وهذا الأخير ما كان سيجازف بميرنا ولو على حساب أي شيء قد ضحى بسنين عمره لأجلها ألن يضحي بعلاقته بجوزيت لأجلها مجددا ، ولهذا نجد أن وائل وحده من كان قادرا على إتمام اللعبة ووضع بيادق الشطرنج في الرقعة المناسبة لهما ، كان يعرف أنه سوف يطعن كبده الساكن في فؤاد ميرنا ولكن ميرنا نفسها لو كانت بمكانه كانت ستفعل المثل لأجل حماية الصغير ، وهذا ما كان يعزيه ويجعله يثبت ويكابد باقي أيامه بدونها ….. أما ميار فقد كان في منفاه التعذيبي الذي حكم عليه فيه بالتألم 24 ساعة دونما راحة أو شفقة ، قد درس رشيد كل النقاط وعرف متى يضرب ضربته لذلك سيحصد ميار خطايا السنين كلها دفعة واحدة فهل سيتحمل ؟أجل سيتحمل لأجل العودة لذويه سيتحمل لأجل معاقبة هذا المعوق نفسيا سوف يتحمل ، لأجل رؤية عينيها العسليتين مجددا سيتحمل فذكراه معها عند البحر كانت آخر ذكرى ربطته بتلك الحياة ولأجلها سيعود ، حتى لو كانت مجمل ذكرياته أليمة وسوداوية وتخص جوزته الخائنة إلا أن لمحة ميرنا الأخيرة جعلتها تزرع بريق الأمل في خاطره ….. وهي التي كانت تتقاذف ما بين كل هذه الأمواج في محاولة للهرب من ذاتها ، قد وجدت الحل في استنكار تلك الذات أصلا فاحتياجها لميار بقربها جعلها تجن أكثر ، لأنه كان يحمل عنها نصف الوجع الذي تقاسماه سوية والآن تركها فارغة دون روح تتشبث فيها لترثي حالها ، صحيح حكيم بقربها لكنه يحتويها فحسب ولا يحتوي ألمها ينقذها من جنونها اللحظي ولا ينقذها من أفكارها يقوم بدور الراعي لحالتها ولكنه غير قادر على امتصاص احتياجها لنفس تقاسمت وإياها جرعة القهر الزائدة ، عتبها تضاعف وخوفها صار أعمق وحرمانها شكل فجوة في كيانها جعلتها ترتعب لفترة طويلة قبل أن تستيقظ بفشل ذات يوم وتجيب رغبة إياد في الذهاب للشركة وهناك صارت تدفن نفسها لعلها تفلت من براثن الألم التي كتبت عليها بسببهما ، … حقدها عليهما كان يتضاعف يوما بعد يوم وهذا ما خلف بداخلها تمردا وعصيانا برز بسبب هذه المعضلة التي أخذت ميرنا السابقة ووضعت ميرنا أخرى لا شبيه لها ، ميرنا صحيح مكسورة لكن وهي في عز انكسارها شامخة كالصنوبر وهذا ما يروقه في عصفورته الصغيرة فمهما اشتدت العواصف ثبتت وربما هذه هي القوة التي كان ميار دوما ما يطلب منها إخراجها في الوقت المناسب ولا وقت أنسب سوى هذا الزمن البائس ، رؤية ذبولها كانت تشعره بالضيق ولذلك حاول أضعاف جهده أن ينقذها منه عبر مساندته ودعمه وقربه فلم يتركها لحظة واحدة حتى ميسون استغل وجودها وكانت فعلا بلسما شافيا لها في أكثر الليالي حلكة ،وهذا ما جعله يثبت ويصطبر عليها لعلها تشرق بعد مغيب دام طويلا ….
المرارة والضيق والغبن والحزن والشوق والخذلان والحرقة والخيبة والويلات التي كانت عقابا جلد القلوب مليون ألف جلدة ، وجعلها مصلوبة تحت نار الفراق التي جبلوا عليها ، وما زالت ريحتها العاتية ترمي بهم نحو الهاويات التي لا قرار لها ، وكل هذا مع إفراط في الحنين جعلهم يتعذبون أكثر من اللازم حتى مر شهر بأكمله والحال هو الحال ولم يتغير إلا بعد عودة ميار التي استطاع إنقاذ نفسه بأعجوبة ليعود أقوى من الأول ويضع الأمور في نصابها واستلم العشيرة كما يريد ، ولكنه لم يحسب حسابا لغدرهم في وقتنا هذا حين حاولوا حرقهم جميعا بعد تلك الحفلة فما الذي سيحدث بعدها وكيف سيتدبرون الأمور هذا ما سنتطرق إليه الفصل المقبل مع اكتشاف خبايا بقية الفواجع إن شاء الله والسؤال المطروح هل يولد الكره ما بعد حُب ؟؟؟؟
هذا ما ستكشفه لنا أحداث الفصل المقبل بعون الله
وعذرا على تقسيم هذا الفصل المسكين إذ أعتبره أتعس فصل في الرواية لكن الحمدلله انتهى ع خير
وما عساي أقول الآن سوى شكرا على صبركم معي في محنتي
دمتم في رعاية الله وعيدكم مبارك سعيد
ألقاكم على خير لحين لا أدري موعده ^^..


يتبع


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 21-06-17, 09:39 AM   #698

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Oo26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكونتيسة نسرينا مشاهدة المشاركة
تسلمي أختي الغالية وشكرا لتفهمكم أنا لا أتقاعس هي ظروف وأكتب مهما كانت وإن رغبت بإقفالها وعدم إتمامها أكيد سأخبركم رغم أن ذلك لن يحدث ، فبالرغم مني يحصل هذا الغياب وأرجو تغيير موعد تنزيل الرواية من أسبوعي لشهري إذ سيكون هنالك فصل كل شهر
فهذا أقصى جهدي على متابعيني الذين سيتفهمونني خصوصا في الوضع الراهن إن شاء الله مع شكري الجزيل لكم

الله يوفقك ويديم عليك نعمة الصحة والعافية


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

قديم 21-06-17, 10:52 AM   #699

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا كونتيسة سعيدة بتواجدك و ربنا يمتعك بالصحة و العافية و عيد مبارك عليك و على الامة العربية و فى انتظارك دائما و موفقة إن شاء الله

موضى و راكان غير متواجد حالياً  
قديم 22-06-17, 02:52 AM   #700

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

mansou غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.