آخر 10 مشاركات
وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          النضـــال ( الجزء الثانى من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل حضورك ببيت شعر ^^ * مميزة * (الكاتـب : ميار بنت فيصل - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          458 - صباح الجراح - كاتي ويليامز (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree32Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-19, 03:52 AM   #981

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في المساء
استيقظت في مكان غريب ، يبدو كبيت قديم مهترئ جدرانه متهالكة ترتسم عليها محن الأيام القاسية ، بنظرة ضبابية كانت تتفحص موقعها لتجد نفسها نائمة في سرير غريب وغرفة أغرب ،..تحركت بخفة لكن انتبهت لألم ذراعها وارتخاء عضلاتها إذ يبدو أنها لم تستعد عافيتها بعد ، ولكن الدنيا صارت ظلام وأكيد سيقلقون عليها إذن ….
جمانة:- يااااا جثة أين تركتني ورحلت ، أخبرني ، اظهر أمامي لأرى هيا هياااااا
فياض(تركها تصيح لفترة من الزمن وحين فرغ من سيجارته وشايه):- لنتفقد هذه الثرثارة
جمانة(حاولت النهوض وأمسكت على رأسها):- ياااا هذااااا الدنيا ليل أعدني للبيت
فياض(صفق الباب الخشبي وتقدم إليها):- هيييه ما بالكِ على هذه الضوضاء ، ما شاء الله ولو كنتِ غير قادرة على الحركة إلا أن لسانكِ قد يصل إلى مجرة أخرى
جمانة(استشاطت غضبا وأشارت إليه):- الآن …الآن ستأخذني إلى البيت
فياض(جذب كرسيا وجلس بالمقلوب كعادته):- سأفعل ..وعد رجال
جمانة(تنفست الصعداء):- آه ….جيد
فياض:- هه لكن ليس قبل أن تنفذي أمرين مهمين
جمانة(صغرت عينيها فيه):- لا تجعل ظني يخيب فيك لأنني سأجعلهم يفصلونك إربا إربا
فياض:- ههه ارتاحي أنتِ أصلا لستِ من مقام تطلعاتي
جمانة(احمر وجهها):- ولكنك لا تخجل ….
فياض:- أمرين اثنين أولهما …ستتناولين بعض الطعام وثانيهما وأنتِ تتناولين الأكل ستخبرينني الحقيقة
جمانة(اهتزت حدقتيها):- حقيقة ماذااااا ؟
فياض(رفع حاجبه بحدة):- حقيقتكِ يا جمانة ….تبرعكِ لفؤاد رشوان لم يكن عبثا فإما أن تخبريني الأمر أو أنقله للكبار ووقتها سيفهمونه بطريقة جارحة
جمانة(عضعضت شفتيها بخوف):- ……أين الأكل أولا أشعر بالجوووووع
فياض(ابتسم لطاعتها):- ثواني ويكون جاهزا
جمانة(رمقته وهو يخرج لينعطف يسارا ثم حاولت النهوض):- لم تخبرني أين نحن ؟
فياض:- في بيت قديم
جمانة(أغمضت عينيها من التعب ولكنها جاهدت على نفسها):- أعرف …لكنني بحاجة لمعرفة اسم صاحب البيت لأشكره على ضيافته
فياض:- هو أمامكِ قومي بشكره
جمانة(عقدت حاجبيها ورمقت صورة رمادية قديمة):- هل تسخر مني ؟
فياض(وهو يعد بعض الأشياء):- أبدا هو حقا مكااااانه … ثم قومي بقراءة الفاتحة على روحه عيب في حق الأموات
جمانة(زفرت عميقا وهي تشعر بالدوار):- أجل أجل سأقرأ لأجله رحمه الله ، من يكون لك ؟
فياض:- شخص غيَّر مجرى حياتي
جمانة:- ألا تملك عائلة ؟
فياض:- …لارد
جمانة(أطلت من الرواق ثم جرت قدميها لغاية الباب):- هممم علي أن أهرب هذه فرصتي
فياض:- سيكون الأكل جاهزا بعد دقيقتين
جمانة(نظرت لمقبض الباب وأمسكته ببطء):- أهاااه شكرا بانتظارك
فياض:- لارد
جمانة(أمالت المقبض للأسفل وجذبت الباب وهي تزم شفتيها قلقا):- هففف سأجذبه دفعة واحدة وأهرب لا حل أمامي ….
بالفعل جذبته واندفعت للخارج ركضا دون توقف ، خشيت أن تستدير حتى خلفها فتجده يركض ليمسكها ولكنها عندما استدارت لمحته من النافذة وهو يضع الأكل على المائدة فتثاقلت سرعتها لتتوقف …أخذت تلهث بصعوبة وهي تمسك على صدرها ورفعت جسدها لتنظر لنجوم السماء قبل أن ترجع إليه مطأطئة الرأس …
فياض(وهو يوزع الملاعق):- هااا كيف وجدتِ الطبيعة خارجا جميلة صح ؟
جمانة(قطبت حاجبيها وأغلقت الباب):- كنت أهرب
فياض(ابتسم وهو ينظر إليها):- سأصب الحساء إذ يتوجب تناوله ساخنا
جمانة(رمشت مرتين):- هل تسمعني ، قلت أنني كدت أهرب
فياض:- ولكنكِ عدتِ وهذا المهم
جمانة(جلست بتهالك على الكرسي):- …لارد
فياض:- أفترض أنكِ عدتِ لأنكِ جائعة وما إن تستعيدي عافيتكِ ستهربين مجددا ، تمام لأخبركِ سطرا بالمختصر هذه المنطقة جبلية وليست متاحة للراجلين …ثم لا نريد أن يصيبكِ ما أصاب قريبة رنيم الراجي ويغتصبكِ حثالة الذكور هممم ؟
جمانة(تحركت حنجرتها برعب):- أعوذ بالله
فياض(ضحك لخوفها وتقدم للمطبخ):- ههه هكذا يعتبر أننا اتفقنا …
جمانة:- لكن متى ستعيدني ؟
فياض:- بعد أن تخبريني الحقيقة فأنا لا أنسى شروطي
جمانة(نظرت جانبيا):- …لا يوجد ما أخبرك به فلا تضغط علي …
فياض(صب الحساء في صحنين ثم عاد بهما):- تفضلي ، صحة وعافية
جمانة:- أجدك لطيفا على غير العادة ، أوضعت به منوما ؟
فياض(ضحك وهو يجذب كرسيا ليجلس مقابلها):- خيالكِ خصب جدا ، أمر جيد هكذا أفضل ألا تثقي بأي أحد لأن لا أحد يدوم لأحد
جمانة:- ما هذه السوداوية ، أكيد العائلة أمر مختلف فهي تحبنا بلا مقابل
فياض:- وهل تدوم ؟
جمانة(رمقت عمق الألم النابع من جملته):- لم تجبني ، أين هي عائلتك ؟
فياض(قطع الخبز):- وأنتِ لم تخبريني ، ما علاقتكِ بالرشوانيين وهاااا إياكِ والكذب علي لأنني وببساطة قد أخبر الجدة نبيلة ووقتها قد تجعلهم يقومون بتحليل حمض نووي و ..
جمانة(فركت يديها وهي تعضعض شفتيها):- يكفيييي …أنت تتدخل في شؤون بعيدة عن حدود عملك يا هذاااا ، سأتصل بهم ليعيدوني الآن فلا أرغب بالبقاء
فياض(لم تهتز فيه شعرة):- لأنني أخيفكِ صحيح ، طيب تجنبي الأمر وأفشي سركِ لي ووعد سيبقى بحوزتي حتى تقرري أنتِ إفشاءه
جمانة(دمعت عيناها ونظرت جانبيا):- أعدني ….فوراااااااااااااا
فياض(التقط ملعقة من الحساء بأريحية وتناولها):- أووووه إنه لذيذ حقا لا يجب تفويته
جمانة(حركت رأسها بجنون):- ياااااا جثة ألا تشعر ألا تفهم ، آمرك بأن تعيدني
فياض:- تأمرينني ، بصفتكِ من ؟
جمانة(حركت فكها بغبن):- بصفتي …بصفتي …أنا أملك دعم الجميع ما يعني أن لي نفس القدرة على إعطاء الأوامر
فياض:- وأنا لا أجادلكِ وإنما ..أنتِ هنا على أرضي في بقعتي يعني ستسري عليكِ شروطي وإلا أخرجتكِ وبقيتِ وحيدة وسط الذئاب وأقصد ذئاب حقيقية وذئاب بشرية يعني أنتِ وحظكِ التعس يا جبانة
جمانة(ضربت على الطاولة):- كفى كفى كفىىىىى من أعطاك الحق لكي تتدخل فيني هكذا ، لو أنك تركتني في المشفى من طلب منك أن تشفق علي ، بأي حق جلبتني إلى هنا هااااا أخبرني يااااا جثة يا جماد ؟؟؟
فياض(تناول ملعقة أخرى):- حساؤكِ يبرد
جمانة:- لن أتناول هذا الزقوم سأنتظر حتى تعيدني
فياض:- لن أفعل حتى تعترفي …من أنتِ ؟
جمانة(بجنون أمسكت على رأسها لتنهار ببكاء):- يكفييي أرجووووك ارحمني من هذه التساؤلات المووووجعة
فياض(عقد حاجبيه):- أم أنكِ لا تعرفين ؟
جمانة(ارتجفت شفتاها ببكاء ثم نظرت إليه):- ….قامرت فقط ، وصدق الأمر لم أكن أتوقع أن ينجح لكنه حقا تم وعمو فؤاد تقبل دمائي …
فياض(وضع الملعقة مشدوها):- كيف يعني قامرتِ ، هل عرضتِ حياة الرجل للخطر بناء على تجربة للحصول على أجوبة لأسئلتكِ المريبة ؟
جمانة(نهضت):- كااااااان ذلك من حقي ..ثم ثم أنا لم أكن واثقة مئة بالمئة ما إن أخبروني أن فحص الدم ملائم لم أفكر مرتين بل تركتهم يسحبون الدماء التي يحتاجها وتم إنقاذه
فياض(نهض بعصبية):- على أي أساااااااس اعتمدتِ ؟
جمانة(أمسكت على رأسها):- لن أجيبك
فياض(أمسكها من ذراعها وجذبها بقوة):- ستجيبينني ؟؟؟؟؟
جمانة(بألم من قبضته حاولت التملص منه):- لا أسمح لك بالتصرف معي هكذااااا
فياض(اقترب بجدعه منها):- أفعل ما أريده يااااا هذه لأنكِ هنا في بيتي
جمانة(رمشت بألم مستسلمة لضخامته التي جعلتها تبدو ضئيلة):- أنت ترهبني
فياض(أفلت يدها ثم ارتد للخلف):- أحتاج لمعرفة الجواب لأنني هكذااا لا أطيق الغموض ، وبشكل أدق أمقت الخيانة والخدااااع وإن كنتِ تضمرين شرا خلف قناع الوداعة الذي تضعينه مجمل الوقت على وجهكِ ، فسأكون أول من يزيله ويكشفكِ أمام الكل
جمانة(تهاوت على الجدار خلفها وهي تدفن وجهها بين يديها):- اهئ اهئ ….
فياض(أيقن أنه بالغ في إيلامها ولكنه لم يكن يمزح):- أمامكِ دقيقة لتجيبيني ، على أي أساس أقدمتِ على هذا الهراء ؟
جمانة(امتصت شفتيها وهي ترفع رأسها وكفها يمسح دموعها):- ….من وائل
فياض(جذب كرسيا وجلس متأملا براءتها التي تهزم يقينه):- أسمعكِ ..
جمانة:- ليلة المعرض …وائل ذكر شيئا عن كوننا إخوة ولكنني ظننته ثملا أو ما شابه ، لكن عندما اختفى شعرت بالقلق عليه وأنا دائما ما أشعر بهذا القلق تجاهه وأستغرب
فياض:- آهاه هذا لا يعطينا الجواب المنتظر
جمانة(عضعضت شفتيها):- أضيف لك الصورة التذكارية التي تم التقاطها بزفاف نور والعم فؤاد لعائلة الرشوانيين ، آنذاك قام وائل بدعوتي لأكون معهم في الصورة علما أنني غريبة وهذا شك آخر نخر بعقلي وأعطاني هذه النتيجة
فياض(بتخمين):- محتمل ، لكن ما زال هنالك المزيد تابعي
جمانة(بتأثر):- في صباي كانت أمي تروي لي قصصا كثيرة عن مغامراتها مع عميل في الشرطة ، كنت أظن أن تلك القصص خيالية وعندما كبرت وسألتها عن صدقها ضحكت وأخبرتني أنها مجرد روايات من نسج خيالها ولا أساس لها من الصحة ….صدقت أمي لأنها لم تكذب علي يوما لغاية آخر فترة حين رحلت وتهاوت الكذبات الواحدة تلو الأخرى
فياض(لامس عمق جرحها ثم تنهد مصغيا):- وبعد ؟
جمانة:-جمعت الخيوط ببعضها خصوصا وأنني كنت قد سمعت حديثا لأمي مع العم عبد المالك والد أختي كوثر ، حيث ذكرت أن أبي شخص من هذا النوع ،… وفي عدة مناسبات شعرت بأخوة وائل وخوفه علي ، دعمه وإنسانيته معي كانت تختلف عن الآخرين صحيح هو يعامل الجميع بأخلاقه العالية ولكن معي …حقا كنت أشعر وكأنه أخي لذلك …حين أكثر من كلمة الأخوة بدأت أتوجس فقمت ببعض الأبحاث
فياض(رفع حاجبه):- والتي هي ؟
جمانة:- عرفت أن أباه كان عميلا سريا أيضا في جهاز الشرطة مع أمي ..فقلت ربما …ربما كان الرجل الذي كانت تحبه والذي أنجبتني منه ، يعني هو أبي الذي لا أعرف عنه شيئا
فياض(فتح فمه كاملا):- هذا كثير …أيعني ذلك أنكِ رشوانية ؟؟؟؟؟
جمانة:- لا أجرؤ على التأكد يا فياض ، أنا خائفة جدا إن انكشف ذلك سوف أكون بموضع سيء جدااااا
فياض:- لم أفهم …إن كنتِ رشوانية فلكِ الحق بقول ذلك بل والتصريح به في أي مكااان لأنكِ لستِ لقيطة
جمانة(بخجل):- وماذا لو كنت مخطئة في استنتاجاتي ؟
فياض(أشار بعبث):- وماذا لو كنتِ صادقة ، هل يجب أن تتنعم هديل رشوان بكل تلك الميزات بينما أنتِ لاء ؟
جمانة(عقدت حاجبيها):- لالالا أبدا لا أفكر بأموال ولا بثراء أريد فقط …أن أشعر بأنني وجدت إخوة لي بينما كنت وحيدة ..يعني سيكون لدي ثلاثة كوثر ووائل وهديل لو صدق توقعي فهمتني ؟
فياض(زفر عميقا):- وكيف سنتأكد فعرض التبرع ليس كافيا
جمانة:- خااااائفة …فكرت بإجراء الحمض النووي ولكنني خشيت من نتيجته
فياض:- إذن سنقوم به سوية ، ما رأيكِ توافقين ؟
جمانة:- وماذا لو كانت النتيجة إيجابية كيف سأتصرف حينها ؟
فياض:- سنفكر في ذلك بعدها …والآن بعد أن حققتِ شروطي ستتناولين الحساء وأعيدكِ للبيت أكيد سيكونون قلقين عليكِ
جمانة:- مهلا …هل ستخبر أحدا بذلك ؟
فياض(نهض):- لست بتلك القذارة لكن …سأعطيكِ مهلة لتقومي بالإعلان بمفردك
جمانة:- لالا لست مستعدة ثم ….أكيد سيغضب الرشوانيون وسيشككون بصحة الأمر ، أنا لا يمكنني مجابهتهم وحدي
فياض(مد كفه لتمسكها وتنهض من على الأرض):- ولكنني موجود ، ألا أكفي لمجابهتهم دفاعا عنكِ ؟
جمانة(ارتفعت مندهشة حين أمسكتها يده):- لست مجبرا
فياض(سحب يده بسرعة):- وجدت نفسي مضطرا لذلك ، سأعيد لكِ حقكِ واعتباركِ لأن الله جعلني أكتشفه لأجل هذا السبب
جمانة(رمشت بامتنان):- أنت شخص غير المجنون الذي يتصرف بعبط
فياض:- أنتِ لا تعرفينني بعد …
جمانة(نظرت للصورة خلفه):- طالما أخبرتك سرا من أسرار حياتي ، ألا أستحق سرا منك ؟
فياض(نظر للصورة ثم أردف):- ..إنه جدي … الشخص الوحيد الذي أحببته في هذا الوجود ومن بعده أغلقت نوافذ وأبواب قلبي للأبد
جمانة(ارتجفت عضلة أنفها):- أتخشى الفقد لهذه الدرجة ؟
فياض:- عندما تكونين وحيدة فإن الذبابة التي تعيش في مزبلة قمامتكِ تصبح ونيسا
جمانة(أجفلت):- الوقت تأخر …
فياض(نظر للحساء):- نتناوله ونرحل … ووعد رجال مني سوف لن أخذل كلمتي
جمانة(شعرت بالأمان ثم هزت رأسها):- …حسنا
بم أن الشكوك قد نمت بعقلها فقد حان وقت قطافها والإثبات ستجده بسهولة لأنها بحاجة لمعرفة الحقيقة التي أخفتها عنها إيزابيل ، ولكن وائل برع في زرع الشكوك بداخلها حقا إثر حالته المهيبة مؤخرا إذ يبدو أنه تعب من الأسرار وراح يتصرف بهوج أكثر رغبة منه لحرق كل المستور …بم فيه مسألة الخان وبيع الأعضاء
الصوت الإلكتروني:- طلبت هذا الاجتماع على وجه السرعة كي نضع النقاط فوق الحروف
ميار(طقطق على الطاولة العريضة وهو ينظر إلى ساعته):- حبيبي يا أبونا الفهد البري صدقا اشتقنا لسماع صوتك ، صرنا نسمعه في الأقراح أكثر من الأفراح أتراه نحسا من حضرتك ؟
غضنفر(بكره نظر لميار):- لا تأخذ على خاطرك يا سيدنا فرئيس العشيرة يمر بأزمة نفسية فقد علم البارحة أنه كان لديه طفلا ميتا مع الأسف …هااااا مؤسف مجددا لأجله فحتى لو مات ابني مؤخرا إلا أنني أعرف قبره ووضعته بيداي هاتين لكن ماذا عنك يا رئيسنا ؟
طارق(التفت إلى ميار ورفع حاجبيه له كي يهدأ):- غضنفر … تعازينا الحارة
غضنفر(بطعم الصدأ ابتلع ريقه):- …تعازيكم سأخزنها حتى أشربها من محاجركم وأردها لكم إن شاء الله
ميار(ضرب مجددا):- هذااااا يكفي
الحاج راضي:- هل نحن في اجتماع قصاص، أم أننا حقا في وضع سيء يجب البحث عن حلول للخروج منه ؟
وجدان:- أتفق معك يا حاج راضي ، وضعنا لا يسمح بأي مناقشة شخصية خارج مصالحنا
فاروق(بصورة ثلاثية الأبعاد بجوارهم):- علينا أن نفكر بالشخص الذي قام ببيعنا وإيجاده لمحاااااسبته
سليمان:- أيا كان فهو من مدرك لكل شيء عن عشيرتنا
غضنفر:- إذن سيكون واحداااااا منكم
ميار:- ولم ليس واحدا منكم ؟
وجدان:- نحن وااااااحد ، فمن الأحمق ابن الأحمق الذي سيقدم على هذه الفعلة ويغرق مع السفينة ؟
سليمان:- لقد تمت إصابتنا في عمق العشيرة ، منه عار علينا أن نسمح بهذه الإهانة ومنه أن خسائرنا وخيمة بمعنى الكلمة
وجدان:- مع الأسف الحال لا يسر ، على هذا النحو سيتوقف عملنا لفترة
فاروق:- جيد أننا نملك استثمارات خارج البرجين اللذين كنا نعتمد عليهما
غضنفر(رمق طارق بحدة):- غسيل الأموال سيبدأ بعد فترة في المعرض ، فقد وصلتنا حساباته والسيولة باتت مهمة لتعويض رأس المال
طارق:- أعلم ذلك جيدا فلا داعي لتذكيري بعملي
فاروق:- علينا الإشادة أنه قام بعمل جيد ليلة المعرض ومنه لليوم ما وصلنا إلى الازدهار
وجدان:- صحيح ازدهار يزحف على أقدامه ولكن الركض قادم …
طارق:- آه يا وجدان ، ترى هل تزحفين خلف المجرمين الذين عذبوا ابنتكِ ؟
وجدان(تلونت عيناها بالدم):- ما زلت ألاحق الموضوع فلا تقلق
طارق(رفع رأسه للجهاز الإلكتروني):- أكيد أنت ما زلت معنا على الخط
ميار:- عمو الصوت لا يختفي بسهولة إذ عليه أن يرمي بقنبلة في وجوهنا وبعدها لا نراه حتى المصيبة الموالية
الصوت الإلكتروني:- كدت أفقد الأمل فيكم ، أتعلمون سبب وضعكم في تلك الكراسي التي يحلم الجميع بالجلوس عليها ..طبعا لا تعلمون إذ تعتقدون أنكم أذكياء كفاية لتحظوا بها بينما أنتم لا تفرقون عن مجموعة أطفال يتقاتلون على كومة حجارة ملونة …
ميار(صفق مرتين وهو ينظر إليهم):- قصف جبهة معتبر ذكرني به يا طروقة حتى أحفظه
طارق(هز رأسه بدون فائدة فيه ثم نظر للشاشة):- وماذا تقترح يا حضرته ؟
غضنفر:- والله منذ أن دخل الأطفال لعشيرتنا السوداء والحال متدهور
وجدان:- أتفق معك
فاروق:- ولكن هذه أوامر السيد الكبير فمن نحن كي نعترض ؟
ميار(بسط يديه):- هاااااه إنصااااااف
الصوت الإلكتروني:- ميار نجيب توقف عن البهرجة فقبعتك تكاد تسقط ، أعطني تفسيرا لما حصل معك هذه الآونة كيف يحدث مثل هذا الإهمال من رئيس العشيرة السوداء ؟
ميار(مد ذراعيه خلف رأسه ليسنده عليهما بأريحية):- والله يا عمو الصوت حضرتي يمر بحالة خاصة هذه الفترة ، فترة شبيهة بالتي تهجم على النساء كل شهر وتقلب مزاجهن
طارق(لم يستطع كبت ضحكه):- الله يضحك سنك يا رجل
وجدان:- ههه ..تتت يا ربي هل هذا المهرج هو رئيسنا الآن ؟
غضنفر:- حتى تفهموا سبب اعتراضي هاه أبشروا بحلاوة انتقائكم
الصوت الإلكتروني:- أعرف أن الفترة قد أحكمت قبضتها على ياقتك بسبب الفتاة الصحفية ، لكنك لست مخولا بالبحث وراء الأطياف بل عليك أن تجعل العشيرة تنهض من إفلاسها وتستثمر أشياء جديدة من ابتكارك
ميار:- مثل ؟
الصوت الإلكتروني:- مثل شركات الراجي
طارق(ضحك بهزل):- ههه عفوا منك لكن تلك الشركات عائلية يعني حكر ع الراجيين لا غير وبدون ضغائن طلبك مرفوض
الصوت الإلكتروني:- أنا لا أطلب …أنا آمر وسوف تنسقون مع بعضكم لتغسلوا بعض الأموال من عمق شركات الراجي
طارق(فرقع رقبته والتفت مجددا لميار):- ماذا يقول هذا الآن ؟
ميار(رفع حاجبيه ليهدأ هو هذه المرة):- حبيبي طروقة دعنا لا نقاطع عمو كي نفهم أكثر
طارق:- سأشتم اسمي لو نطقته بدلع هذه المرة
ميار(عضعض شفته بطريقة الاتفاق):- هشش هشش سكتنا
فاروق:- أخشى أن الأمر لن يكون بمثل تلك السهولة سيدنا ، فالشركات للعائلة وليس بها أي غربااااء
وجدان:- يعني … من وجهة نظري كامرأة أعمال فإن الأمر منوط بالسيد طارق
الحاج راضي:- إن فتح الباب لنا أكيد ستكبر استثماراتنا وسيصبح الأمر أسهل
وجدان:- وهكذا قد نغطي خسارتنا
غضنفر(بمكر):- لكنه لن يفعل لأن الشركة أصلا ليست باسمه ولا باسم هذا ولا باسم أي واحد يعمل بتلك الشركة … بل هي
ميار(شرد في جملته من البداية وعيناه تحدق بطارق الذي فهم أيضا):- باسم حكيم
طارق(همس معه في نفس الوقت):- حكيييم ….
الصوت الإلكتروني:- جيد أن فكرتي قد بلغتكم ، حكيم الراجي .. سيكون مفتاحنا
ميار(سعل مرتين):- هه عفوا أكره أن أحبطك ولكن …أنت تطلب المستحيل
غضنفر:- أين المستحيل لو قدمنا قربانا للسفيرة مقابل ابن خالك ؟
طارق(احمرت عيناه):- ماذا تهذي أنت ؟
ميار(بنظرة موت):- عداد عمرك يدور في ساعاته الأخيرة غالبااااااا
غضنفر:- اشهدووووا إنه يهددني أمامكم بدون خجل
وجدان:- يكفي يااااا جماعة ، نحن نرغب بإيجاد حلول ولو كانت موافقة حكيم واجبة فسنقدم أي شيء مقابله للسفيرة
ميار(باحتدام):- ابن خالي ليس بضاعة للبيييييييييع
طارق:- وإن كنتِ تشجعين العرض لهذه الدرجة فلن يتم ذلك إلا بكرسيكِ يا امرأة
وجدان(بجزع):- ماذا تقصد بكرسيَّ يا من أتى البارحة ليعلمني أصول العمل ؟
طارق:- ليتكلف أحد رفاقكِ بالشرح ..
فاروق:- قصده أن يتم استبداله بكِ
وجدان:- هههه تضحكون صح؟
غضنفر:- لا تجعلوا الراجي يسقط قدمكم في واحة السخرية ، ستتم الموافقة بعيدا عن الكراسي فاطمئنوا
ميار(لعبت الفكرة بعقله):- ولكن لعمو الصوت رأي آخر صح يا قلبي ؟
الصوت الإلكتروني:- موافقته ليست مشروطة بأخذ الكرسي ، لكن …إن تطلبتِ الظروف فلسوف أكون أسعد بضمه للفريق
وجدان(شهقت بفزع):- ماذاااا تقولووووووووون ؟
الحاج راضي(مسح عرق جبينه):- شكلكم تقومون بتصفيتنا الواحد تلو الآخر ، هل استغنيتم عن خدماتنا التي أفنينا عمرنا وأهدرنا عائلاتنا لأجله ؟
غضنفر:- لنسمع حتى الأخير فأنا سأحترم دعوة السيد الكبير لي لهذا الاجتماع وسأتفق مع أي قرار يتخذه ، بل سأعمل على تحقيقه مهما كان الثمن
ميار(أغمض عينيه مطولا ثم فتحهما):- لأجل هذا أدعك تسرح وتمرح أنت ولسانك في هذا الاجتماع ، لأنني لا أقدر على اقتصاصه من بلعومه خشية من إثارة غثيان الحضور
غضنفر:- أرأيتم الرئيس
طارق:- اخرس …أزعجتنا بهذه الجملة أجل رأيناه فإلى ماذا تسعى يا هذااااا أن يعيدك الباقون للرئاسة لا تكن أخرقا ، حتى لو ضحكوا بوجهك فمصالحهم تقف فوقك
غضنفر:- والله وصار لك لسانا تجيب به أيها السجين
طارق(بغضب):- لساني حاضر دائما لكنني لا أتعبه مع الحثالة من شاكلتك
ميار:- كهمممم هههه رفقا بالعجوز غضنفور فالمسكين لم يتعود بعد
وجدان:- أرى أن يتم التصويت فهو الحل المتبقي أمامنا
فاروق:- أنا مع استدعاء حكيم وأخذ الموافقة منه ، رغما أو طوعا المهم مصلحتنا
وجدان(رفعت يدها):- وبما أنه موجود في الوطن سوف يسهل الأمر علينا
الحاج راضي:- ويمكننا أن نمدد فترة بقائه يوما أو يومان حتى يتم الأمر ، فالجميع يعلم أن السفيرة منحته إذنا لحضور زفاف ابنة عمه المسكينة
وجدان:- هههه عائلتهم مشؤومة وموصومة بالإجرام ، في صباحية عرسها قتلت زوجها هههه العنف يسري بدمائهم
غضنفر:- ههههه إنها العدالة الإلهية يلا نتمنى أن يموت رغم أنه يعز علينا فقدان عزيز
سليمان:- لتقولوا خيرا أو اصمتوا
فاروق:- فجأة تحول اجتماعنا لجلسة حمام ساخن
الصوت الإلكتروني:- اخرسووووووا جميعا ، سأدلُ بدلوي وبعدها ستنفذون وإياكم والتطاول على بعضكم مجددا في حضوووووووري … (لاحظ أنهم التزموا الصمت من كاميرته ليتابع) الآن …سنستدعي حكيم الراجي لتلك الطاولة كي نطرح الموضوع ويوقع على الأوراق التي سيجهزها سليمان العنبري
سليمان(نظر لميار):- كما تأمر
الصوت الإلكتروني:- غسيل الأموال في المعرض سيبدأ الأسبوع المقبل بالتدريج كي لا نلفت الانتباه ، سيشرف سليمان معك على ذلك يا طارق الراجي
طارق(بغيظ):- حمممم
الصوت الإلكتروني:- وجدان … ستزورين كهرمانة وتقومين باستلام مفاتيح المجمع الجبلي حيث توجد فتياتنا الغائبات عن الوجود ، ستضاعفون الحراسة ريثما يستعدن رشدهن وبعدها سنشحنهن للبلدان النائية
فاروق:- تم طلب شحنة خادمات فهل ينفع ؟
الصوت الإلكتروني:- ينفع المهم أن نقوم بتصديرهن قبل أن يفتحن جبهة على عشيرتنا ، غير ذلك سيقوم غضنفر بجمع فرقة الأطباء والممرضين من جديد بمساعدة من الحاج راضي
الحاج راضي:- هنالك أنواع ظهرت في البلدات المجاورة لبلدتنا ، ما زالوا يشقون طريقهم وإذا فتحنا باب الأموال أمامهم أكيد سيمدون يد العون
وجدان:- فكرة جيدة ، وبما أنهم في بداية الطريق سيطمحون للصعود بأية وسيلة
الصوت الإلكتروني:- عدا ذلك كله ، إننا على مشارف هاوية محتمة لذلك تلافيها سيكون واجبكم ودوركم في الفترة المقبلة … سيتجدد اجتماعنا بعد حضور حكيم الراجي وهذا سنتركه لك يا رئيس العشيرة فقرر وتصرف ، ويفضل أن تقنعه لأن طريقة إقناع زملائك قميئة بعض الشيء
غضنفر(أطلق ضحكة مجلجلة):- هههههههههههههههه ننتظرها على أحر من الجمر
طارق(هز كتفه لميار):- ما باليد حيلة
ميار(نهض وجذب كرسيا ثم نظر خلفه):- بالمناسبة يا غضنفر الكلب ، أدين لك بثمن التربة يا غالي
غضنفر:- مااااذا تقول ؟
ميار(غمز له ثم استمر):- القبر الذي دفنت فيه ابنك اتضح أنه يدخل في الطريق العمومية ، ما يعني أن الدولة سمحت بنقله من هناك وفتح طريق في المقبرة ههههه وصل ؟
غضنفر(شهق بفزع وهم بالانقضاض عليه):- أيهاااااااااااا النذل الخسيسسسسس سأقتلك سأقتللللللللللك كيف تزيل جثة ابني من قبره وتنقلها لقبر آخررررررررررر
الحاج راضي(أمسكه):- اهدأ يا رجل إنه يفعل ذلك عمدا ليخرجك عن طورك …
وجدان(وضعت يدها على جنبها):- والله إنه داهية يفكر بأشياء لا تخطر على بال
غضنفر(التفت إليهم):- أين سأجد جثة ابني الآن هااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟
طارق(وهو يسير جواره بالرواق):- هل حقا فعلت ما ذكرته قبل قليل ؟
ميار(صغر عينيه):- وأحرق تلك الجثة لو تطلب مني الأمر ، ما فعلته بسيط جدااااا أمام الحرقة التي جعلني الكلب أعيشها الأيام الفائتة
طارق:- لكن نقل جثة …لقد انتهكت حرمة الموتى وهذا أمر لا يغفره الله
ميار(رفع حاجبه):- ولكن الله غفور رحيم وهو يفهمني ويعلم لم فعلت ذلك
طارق:- لن ندخل في هذه الديباجة فحضرتك تملك أجوبة لكل شيء ..لكنني سأكون حريصا على تعليمك أصول الدين في رمضان المقبل إن شاء الله
ميار:- ههه في رمضان المقبل سنكون مجتمعين كلنا ، سأكون قد تزوجت ابنة عمك وتصبح أمَّا لابني رامي ههه أجل سأجعله يعوضها عن طفلنا الذي مات
طارق(لانت ملامحه بتعاطف):- …آه يا ميار
بأمل غادر مركز اجتماع العشيرة السوداء متجها صوب العرين ليلحق بحكيم قبل رحيله ، إذ سيعلمه بالمستجدات التي وصلت لليندا وكانت على علم بها مسبقا مما جعلها تبتسم لذلك ، فأصلا طموحها من البداية أن تدخل حكيم للعشيرة السوداء وكأن بدخوله ستتحسن الأمور ، لا ندري غايتها حقااااا ولكنها حتما استقبلت الأمر بحفاوة …
ليندا:- آآآآآآآآه يا مغدور الغندووور إنني سعيدة لدرجة التنازل وتقبيل وجنتك المجعدة
مغدور(مسح على وجنته):- يعني أستعمل مستحضرا استوردته من الهند مخصوص ، ألم يعطي مفعوله عجبااااااا يا مولاتيييييي ؟
ليندا(حولت عينيها):- اخرس ولا تنزع فرحتي بمستحضراتك الغبية
مغدور:- حاضر مولاتي لكن هل سيبقى الأسد في الوطن طويلا ؟
ليندا(مسحت على جسمها بنعومة):- يوم آخر لن يضر ، أنا واثقة أن ميار سيقنعه فتحذير الفهد البري لم يكن من فراغ
مغدور(ضحك بسخرية):- ما أدهاااااكِ يا مولاتي هههه أجزم أنه سيدعه يجلس من على بكرة الصباح على تلك الطاولة
ليندا:- لنرى ذلك … حتما لن أفلت المشهد ، صدقني ما إن يدخل حكيم لتلك الحفرة فلن يتمكن من الخروج منها حتى لو عاد إلى هنا ، سيفكر مليا ويجد أن فرصته للفكاك هي العشيرة السوداء
مغدور:- مولاتي …فهمنا أنكِ ترغبين بإدخاله إلى هناك كونه ذكي وكون جانبه الشرير قد يعطينا استثمارات خيالية ولكن .. إنه لا يفرق عن شرذمتنا التي نعرف
ليندا:- مخطئ يا مغدوووور ، طالما رأسك الغبي مطلي بمستحضراتك الهندية فإنني سأتنازل وأشرح لك حتى تقحمه في دماغك جيداااااا
مغدور(وهو يمسح على عمامته باهتمام):- أسمعكِ أنا ودماغي ومستحضراتي مولاتي
ليندا(جلست على كرسيها بفخامة وهي تنظر للبعيد):- ميار نجيب الفهد البري الصغير ، ذكي وسريع البديهة ومثال حي للسيطرة والقيادة وعيبه الوحيد أنه متهور وطائش فيما يخص الأمور العاطفية التي تجعله عرضة للنقد …. طارق الراجي مثال للثبات والرزانة وصرامته في تسيير الأمور تعطيه هيبة تجعل الماثل أمامه ممتثلا لأوامره بالحرف ، عيبه الوحيد أنه ما يزال سجينا في زنزانة الماضي ولم يحرر بعد مهاراته الدفينة …وائل رشوان هذا داهية من تحت تبن هو قادر على وضع أي بيدق في الرقعة التي يرغب بها دون تكليف ، بالعكس قد يستخدم طرقا عادية جدا قد تبدو مبتذلة ولكنها صائبة فهو لا يخطو خطوة دون تخطيط أو تفكير شامل وعيبه الوحيد معلوم فهو يرفض الإخلاص لعشيرتنا رغم أنه صار جزءا منها …. هؤلاء ثلاثتهم دخلوا للعشيرة وهم مجبرون لكن هنالك من أبدع وهنالك من يحاول …نأتي لحكيم الراجي هذاااا يجمعهم كلهم دفعة واحدة هو حكيم اسم على مسمى يعرف متى يتصرف برزانة ومتى يستغل الطيش ، متى يفكر ويخطط ويستغل الفرص جيدا ، حتى وإن سارت عكس التيار فهو يبحث عن ثغرات تدير دفة السفينة لمصلحته الخاصة ، عيبه أنه يرفض إطلاق سراح الشخص المظلم الكامن بداخله فهو يعلم علم اليقين أن تحريره سيأتي على حساب أذية الآخرين ، مع الأسف إنها صحوة الضمير ….تخيل معي إذن لو ضممنا شخصا مثله إلى هاته المجموعة فكيف سيبلي ؟
مغدور(شهق بحماس):- سيبدع إبداعا ما بعده إبداع ، لكن هنالك رابط مشترك بين الأربعة يا مولاتي هل انتبهتِ له ؟
ليندا(صغرت عينيها بخبث):- إنها الرغبة يا مغدور ، الرغبة التي تنقصهم كي يصبحوا حقا عظماء العشيرة السوداء ..خلافا عن العجائز الموجودين فيها فهؤلاء لديهم من الرغبة ما يكفي لإدارة أي شيء ، لكن تنقصهم الحنكة وسرعة البديهة التي يتمتع بها شبابنا أفهمت الآن كيف يكملون بعضهم بعضاااااا يا مغدور ؟
مغدور(وهو يفتح عينيه على وسعهما مندهشا):- فهمت فهمتكِ مولاتي ، لكن …كل هذا سيتم على حساب تحرير حكيم الراجي من أسركِ ، يييييي ليس بعد تعبنا عليه كل هذه الأشهررررر والتعذيب والتجويع وووووو هل سيذهب كله هباء منثورا يا مولاتي هاااا كله ؟
ليندا(نظرت جانبيا):- يعز علي فراقه ولكن المصلحة العامة فوق أي شيء … يكفي أنني أخذت منه الشيء الوحيد الذي تمنيته منه طوال سنوااااااات
مغدور(ابتسم بمكر):- هههه ليلتكما الحمرااااااااااء يا مولاتي ياااااه لم تحكي لي شيئا عنها أتخشين على نفسكِ من الحسد ، هذا أنا مغدور الأحول صبيُّكِ يا مولاتي
ليندا(دفعته من كتفه):- اغرب عن وجهي فلا ينقصني سوى أن أؤجج شهوتي الآن ..اغرب
مغدور(هرول هاربا):- هربنا هربنا يا مولاتي ولكنكِ ستحكين لمغدوركِ عاجلا غير آجل ههههههههنننن
ليندا(نهضت واضطجعت على سريرها وهي تلامس الوسادة بحب):- ليتني أستطيع تذكره حتى أسرده يا أحمق ، لكنني أذكر جيدا كيف نعمت بالجنة بين أحضانه ههه ….
~ في تلك الليلة ~
حكيم(يهمس متحججا بنحته على الخشب فوق طاولته الخاصة):- هل وضعته جيدا أم أنكِ ستضعينني في موقف سيء ؟
اعتماد:- وضعته وضعته في شرابها المخصص ، لكنها ذكية فهي ستسقيك منه قبل أن تشرب
حكيم:- والعمل ؟
اعتماد:- وهل هذا يخيل علي بالعكس لقد صببته في الكأس قبلا ، هي لن تنظر حين تصب وهذا يعتمد عليك إذ يجب أن تقوم بصبه أولا فهمتني ؟
حكيم:- والأحول ؟
اعتماد:- وضعت له منوما لن يستيقظ حتى الغد …
حكيم:- اففف تمام حان الوقت
اعتماد:- آسفة لما ستعيشه يا سيد حكيم ، إنما ذلك للضرورة
حكيم:- لأجل العائلة ..لأجلهم سأفعل أي شيء حتى لو كان هذاااا ، هيا اختفي الآن كي لا يلاحظوا
اعتماد(مسحت على الكنبة مدعية التنظيف):- أعانك الله
حكيم(مسح على وجهه ثم نهض ليدلف لحمامه الخاص):- …..حقا أنا بحاجة لعونك فلو سار المشهد المزيف كما أريد سآخذ حريتي مجانااااا من الحقيرة …
غادر حمامه ليطرق على الباب حيث فتح له الحراس وأشاروا له بالتحرك ، تقدم منفردا ثم رمى نظرة صوب التمثال جعلته يقف متسمرا لوهلة حين شعر بتجاذب مغناطيسي غريب ، تجاذب جعله يتحرك صوبه ليقف مقابله للمرة التي لا يعلم عددهاااااا
حكيم(عقد حاجبيه ثم مسح على وجنتها):- ما بالكِ حزينة ، هل تشعرين بألمي ؟ ههه .. لا تحزني فأنا معتاد على الوجع ثم أنا فعلت ذلك بنفسي فلا لوم ولا عتب ..ما يحز في نفسي أنني كسرت عين عصفورتي الصغيرة بعد تلك الفعلة ليلتها ، لا يسعني الخروج من بوتقة الذنب وما يأكل عظمي هو خوفي الشديد من عدم تواجدها في الوطن ،..يعني ماذا لو كانت ليندا محقة وميرنا مختفية منذ ليلة الميلاد ؟؟؟؟؟؟ … تت هذه الأفكار تنخر في عقلي ولا وقت لها الآن ، لا تأخذي على خاطركِ فقد جننت لأكلم كومة حجر ..ههه آه يا حكيم هذه آخرتك أن تصادق حجرة وتنتظر منها أن تجيبك ههه …. صبرا يا رب
انتظر وهلة أمام التمثال وسخر من نفسه فلا جواب من حجر بطبيعة الحال ، لذلك نزل بخطوات متثاقلة كذلك المساق إلى حبل المشنقة لكن هذا الحبل سيلفه حول رقبتها لا رقبته …لذلك بملامحه الرجولية وابتسامته الجذابة طرق بابها ليفتحه على مصراعيه ويجدها مضطجعة على سريرها بفستان ..عفواااا عفواااا سأسحب كلمة فستان لأقول أنه شيء يشبه قطعة دونتيل ملفوفة حول جسد عارٍ تماما، المشكلة أن لون الدونتيل كان نفسه لون جسمها مما جعله يكتم ضحكته بصعوبة كي لا يشعل فتيل الحرب من بداية الليلة …
حكيم(أغلق الباب خلفه متقدما نحو مشربها):- واووو شكلكِ بذلتِ مجهودااااا
ليندا(أشارت للغرفة المزينة بالورد الأحمر وبأفخر أنواع النبيذ):- هذه الليلة ولا ألف ليلة وليلة ، لقد حلمت بها منذ أن وقعت عيني عليك يا حكيم الراجي …والآن أنت تلبيها لي لذلك ستكون ليلة ولا في الأحلام صحيح حبيبي ؟
حكيم(تلكأتِ الحروف بجوفه وبمشقة رسم بسمة خفيفة):- ليس قبل أن نتجرع القليل من مشروب السعادة يا صاحبة السعادة
ليندا(نهضت من سريرها وهي تتمايل بخيلاء):- أنا طوع أمرك الليلة يا عمري
حكيم(التقط الكأس ثم لاحظ أنه المقصود):- هممم أي نوع تفضلين ؟
ليندا(اقتربت من جسمه لتتكئ على ظهره وتلامسه بجرأة):- من أي نوع لا تفرق حبي
حكيم(صب النبيذ الأحمر في كأسها ليستدير مسرعا ويقدمه لها):- طالما ستكون ليلة حمراء فهذا الأنسب لأجلنا يا …. حبيبتي
ليندا(فتحت عينيها على وسعهما مندهشة من كلمته وهي تتناول الكأس منه):- هههه يا لسعادتي لا تتصور كم قلبي يخفق الآن
حكيم(التقط كأسا آخر بسرعة وصب النبيذ وضربه بكأسها):- …. إذن نخب القلب الخافق
ليندا(ضربت كأسه بحماس ثم شربت منه):- يااااااي …أكيد ستكون ليلة لا تنسى
حكيم(شرب القليل ثم ابتسم مشيرا لها بالمزيد):- إذن دعي المشروب يقطع طريقه نحو الشرايين لتشتعل على جمر الجنون
ليندا(شربته كله بحماس وألقته جانبا لتطوق عنقه بيديها):- حبيبييييي …قبلني
حكيم(وضع الكأس جانبا ليضع يديه على خصرها ثم اقترب بشفتيه من شفتيها):- ألا تظنين أنكِ تتسرعين يا حلوة ، الليلة ما تزال في بدايتها
ليندا(اقتربت منه أكثر):- لن تحرق قلبي بلوعة انتظارك فقد مضى عليها سنوات ، إنني متلهفة عليك فلن أسمح لك بتعذيبيييييييي يا حكيم
حكيم(مسح على وجنتها ثم طبع قبلة خفيفة جدا لدرجة العدم):- لم الأعصاب يا أميرتي ، أجل أنتِ أميرة ليلتي
ليندا(بدهشة):- أنت لا تتلاعب بي صحيح ؟
حكيم(لامس شعرها القصير):- هل أنا في وضع يسمح بذلك ؟
ليندا(رغم أنها لم تقتنع لكنها آثرت مسايرته رغما عنها):- قلبي ليس صاف لك لأكون واضحة ، لكنني مجبرة على مجاراتك لأنني أريدك
حكيم(ابتعد عنها ثم أشار للباب):- إن كان هنالك أي أفكار سوداوية بعقلكِ فلأحمل نفسي وأخرج ، لكن إن كنت سأدفع الثمن داخل هذه الغرفة فدعيني أدفعه بطريقتي مفهووووم ؟
ليندا(ركضت إليه بلهفة):- حاضر يا حبيبي لا تغضب مني ما قصدت
حكيم(زمجر ثم جلس متأففا على الكرسي):- ضاق نفسي
ليندا(ركعت على ركبتيها وأمسكت كفه):- كلي شغف إليك يا حبيبي ، أطفأ جمرتي ولا تجعل اتفاقنا يذهب هباء منثورا لأنك سترى ابنتك ميسوووون ، وميرنا حبيبة قلبك وعاااائلتك همم ؟
حكيم(حن إليهم ثم زفر متأففا):- لكنكِ تضايقينني
ليندا(بلوعة):- سأخرس وأنت تصرف كما يحلو لك لن أفتح فمي بأي اعتراض
حكيم:- تمام …افتحي الموسيقى إذن أريدكِ أن ترقصي لي
ليندا(ارتفعت بنشوة):- أنااااا …أرقص لك لم لم يسبق وأن فعلتها
حكيم(اتكأ بيده على حافة الكنبة):- ماذا الآن هل السفيرة ليندا بشحمها ولحمها لم ترقص لأي عشيق من قبل ؟
ليندا(تفتفت ثم ناظرته بجدية):- لم يسبق أن فعلت … صدقا
حكيم(أشار إليها):- إذن افعلي ذلك أمامي …الآن
ليندا(بسرعة أمسكت جهاز التحكم ووضعت الموسيقى):- أتناسبك هذه ؟
حكيم(أغمض عينيه مستسيغا اللحن القميء كذوقها):- رااااائعة …. هيا تمايلي يا قطعة الزبدة الرائبة ، أ…أقصد الراااائعة
ليندا(أخذت تتمايل أمامه بكل ما فيها من طاقة):- هههه أشعر بالحمااااااس
حكيم(وضع رجلا على رجل وأخذ يصفق لها):- إنكِ مبدعة …تابعي يا عمري
ليندا:- ولكنني تعبت ولا أريد استهلاك طاقتي في الرقص
حكيم(مرر لسانه حول شفتيه):- وفيما تريدين استهلاكها ؟
ليندا(ناظرته بجوع ثم جثت على ركبها لتتابع الرقص بيديها يمنة ويسرة):- في أشياء دفينة أرغب باقتلاعها من جذورها
حكيم(ضحك بسخرية):- يا للإجرااااام أليس حراما أن تحرمي غيركِ من نعم الله ؟
ليندا(زحفت إليه):- لن أتحمل أكثر ….هيا يااااا روحي هيااا اروي عطشي تعبت
حكيم(ناظرها بعنفوان):- حسنا بم أن هذا الذوق لا يلائمكِ فسأضع شيئا سيعجبكِ
ليندا(نهضت):- مجددا رقص ؟
حكيم(وضع أغنية هادئة ثم استدار نحوها ليمسكها من خصرها):- اخرسي
ليندا(فتحت فمها حين لاحظت أنه يراقصها):- ههه هذا كثير ، لم أتوقع أن تراقصني يوما؟
حكيم:- أبشري اليوم هو يوم تحقيق كل الأحلام لسيدة القصر
ليندا(وضعت رأسها على صدره بمحبة ثم تمسكت به أكثر):- هذااااا يسعدني
حكيم(في سره):- الله يلعنك يا اعتماد ماذا وضعتِ للغبية فهي لم تدخل بعد في حالة الهلوسة ، ما شاء الله عقلها حاضر ولا كأنها ابنة العشرييييييين
ليندا(مدت يدها لتلامس صدره نزولا لمعدته):- حكيييييييييييم
حكيم(قبل أن تنزل أكثر أمسك كفها بسرعة وأعادها لكتفه):- ليس الآن ….هممم
ليندا(بضبابية في نظراتها الجائعة):- متى متىىىىىىىىى أريد الآن
حكيم:- أتعلمين …وأنا أريد الآن لكن ، دعيني أدخل للحمام برهة تمام حلوتي
ليندا:- هااااا أنت تخشى من العدوى لا تقلق جسمي نظيف ومعقم
حكيم:- ههههه معقم ، تمام يا ليندا انتظريني فقط على سريرنااااااا
ليندا:- آه آآآآآه سريررررررنااااا سأنتظرك فلا تتأخر علي
حكيم(هرب منها مسرعا للحمام):- الله يلعن اللعين اللي فكر في هذه الخطة الفاشلة ، كيف سنتصرف مع أم أربع وأربعين الآن يا اعتماد ندمت لأنني اعتمدت عليكِ فأنتِ بعيدة عن اسمكِ بالمرة بالمررررررة
أخذ يشتم في سره فشل خطته فمع الأسف لم يسر ذلك حسبما كان يتوقع ، وعليه تأخر أزيد من بضع دقائق ليسمع نعيقها وهي تناديه بصوتها المقزز الذي جعله يتأفف مزمجرا حين غادر الحمام ليجدها عارية على السرير ….طالعها بعيون هاربة مشمئزة لكنه خشي من ملاحظتها لذلك ، إذ يكفيه أنها وافقت على إطفاء كاميرات المراقبة بغرفتها كي يحظى بحرية تنفيذ خطته التي يبدو أنها ستنجح
ليندا(وهي تفتح عينيها وتغمضهما بتعب):- حبيبيييي أينك ، تعال بسرعة وأدخلني لأحضانك هيااا أشعر بأنني لست على ما يرااااام
حكيم(أزال قميصه وألقاه جانبا ليضطجع بجوارها):- جئت يا روحي
ليندا(ارتفعت بثقل ثم وضعت يدها على صدره):- أشعر بالدواااار هههه لكن بالشهوة أكثرررر ههههه حكيييييييييييييم
حكيم(همس بأذنها):- سيغمض حكيم عيونكِ يا حياتي ، أريدكِ لي بكل جوارحكِ لكن على طريقتي
ليندا:- افعل افعل افعل أي شيء تريييييده لكن كن لي ههههههههه الآآآآآآن
حكيم(التقط وشاحا من المنضدة ولفه على عينيها):- هههه حسنا يا فاتنة ، حسنا
أخذت تتلوى على السرير بحركات مغرية حفظها جسمها على مر السنين ، الشيء الذي جعله يتقزز من منظرها لكنه ارتفع من جوارها ليفتح الباب للجاسوس الذي دخل بناء على اتفاق مسبق بينهما …التزم حكيم الصمت ليختفي بجوار السرير حين انضم جاسوس ميار إليها في الفراش وسحبها معه في هالة كانت ترجوها منذ وقت طويل …كل تأوهاتها كانت باسمه وكان يجيبها بتقزز بينما الجاسوس لا ينطق بحرف من غير تلك التأوهات المزيفة التي جعلته يبرع في إنهاكها حد التعب ، طالبته بالمزيد في كل غفوة ولكنها لم تتحمل أكثر لذلك استسلمت لأنة النوم …النوم لغاية ما لاح ضوء النهااااار
ليندا(مدت يدها بعبث لتجد صدرا عاريا جوارها):- همممم …هههه حبيبي أنت هنا ؟
حكيم(ادعى الاستيقاظ حين تمطى):- همم استيقظتِ ؟
ليندا(ارتفعت لتضع رأسها على صدره):- أجل …ياااااه جعلتني أحظى بليلة ولا في العمر
حكيم(نظر جانبيا):- حقاااا …كانت ليلة جنونية واتضح أنكِ محترفة
ليندا:- هههه كم من مرة ؟
حكيم:- سؤالكِ قذر وأجده معيبا يا ليندااا
ليندا(مصت بقعة من صدره ثم رفعت رأسها إليه):- أريد أن أعرف كم أهلكتني من مرة حتى فقدت وعيي بالزمان والمكان ؟
حكيم(همس برقة):- مرات عديدة …
ليندا:- هههه كنت أتمنى مرة فحظيت بالعديد يااااا لسعادتي ، أخبرتك أن جسمي صغير ويافع وما إن تتذوقه فلن تفرط به
حكيم(أبعدها ثم انسحب وهو يرفع بنطلونه ليلبسه):- ولكن الاتفاق لا يتكرر كان مرة واحدة … إذن ؟
ليندا(تمطت بجرأة أمامه):- وكلمتي كلمة حق ، ستسافر لحضور زفاف ابنة عمك وستمضي معهم 24 ساعة هيا جهز نفسك فقد استحققت ذلك حبيبي
حكيم(بابتسامة غمز لها):- أكثري من النبيذ فهو يجعلكِ متهورة في الفرااااش
ليندا(ضحكت بحماس):- آآآآآآه لأدفع ما تبقى من عمري الخالد وأعيش معه ليلة أخرى
حكيم(سمع جملتها ليفتح الباب ويهرب):- في جهنم الحمراء
اعتماد(أشارت له برأسها حين اقتربت نحوه):- أجهز الفطور لأجلك سيد حكيم ؟
حكيم(وهو يراقب إشاراتها):- جهزيه ، ها ماذا ستضعين لنا على الفطور ؟
اعتماد:- كل ما تأمر به تم على أكمل وجه ، البيض بالسجق والطماطم المشوية أيضا صارت مستوية وتم استبدالها على أتم وجه برقائق الخيار المنتقاة بعناية
حكيم(فهم رسالتها ثم ابتسم بفرح):- همم يعني أن رقابة المطبخ لن تدقق في ملح طعامكِ صحيح ؟
اعتماد:- ولو إنني بارعة جيدا يا سيدي وعملي لا تشوبه شائبة ، كن مطمئنا ليس هنالك أي زلة حتى فكله في التمام والفطور من أشهى ما يكون
حكيم:- أنتظره بشدة ، لأستحم وأعود
اعتماد(ابتسمت ببهجة):- سأجهز المائدة إذن
صعد مبتسما لنجاح خطته المميزة التي لم تشك فيها ليندا ولو ذرة ، هذا ما جعل الحماسة تملأ قلبه ليضع يده على صدره حيث بصمته بقذارتها فأخذ يمسح عليه متجها صوب حمامه مستغربا من فراغ الحراسة المعتادة من جوار بابه ، ظن أن الأمر راجع لليندا لذلك لم يدقق وفتح باب الغرفة ليسمع همسة أخرى باسمه …"حكييييم" …نظر خلفه بسرعة ثم تحرك نحو التمثال وهو ينظر حوله بحثا عن مصدر الصوت
حكيم(مسح على شعره بعصبية):- تماااااام تمام أيا كان من يلعب معي هذه اللعبة ليظهر نفسه فما عاد الأمر يطاق ، ….سأكتشف من يقف خلف ذلك وأحاسبه فلست أقبل لعب الأعصاب الذي تقومون به الآن …سأريكم مهلكم علي فقط
….همم "حكيييييم" همستِ الاسم بخفوت وعصفت به مثل هبة الريح مرت على وجهه حين أخذ يستدير يمينا ويسارا بحثا عن مصدر الصوت وتيار الريح الذي لم يظهر له أساس ، التفت مباشرة صوب التمثال فالصوت بدا أقرب مما اعتقد … عقد حاجبيه أكثر مقتربا لغاية ما وصله طالعها كلها ثم استدار خلفها لينزل ويقرأ الجملة المكتوبة ، الموصومة بثلاث لعنات
حكيم:- ماذا فعلتِ حتى أخذتِ كل هذه اللعنات يا أنتِ …. (نهض مجددا ووثب أمامها) أنا هنااااا ، إن كنتِ شيئا حقيقيا فأعطيني إشارة لمساعدتك ، أعرف أن ذلك ضرب من الجنون لكنني عايشت ساحرة أكدت لي أن كل شيء لديه خلفية ضبابية تستحق التصديق …سأساعدكِ فقط أرني كيف تتتت افففف ما هذا الهراء الذي أفعله الآن ….. سأستحم فالأرق قد أذهب عقلي لم أنم طوال الليل هففف …..
استدار ليعود أدراجه صوب غرفته حين سقطت مزهرية من جوار التمثال جعلته يلتفت بخفة وينظر حوله ثم يحدد بصره صوب المزهرية ….اقترب بخطوات مسرعة ليجثو أرضا وهو يتفقد قطع المزهرية وانتبه لورودها الذابلة ، استغرب من الأمر فاعتماد تحرص على التقاط الورود من الحديقة كل يوم وتقوم باستبدالها فمتى ذبلت هذه طالما وضعتها ذلك الصباح ؟؟؟
سؤال في محله جعله يجفل مجددا صوب التمثال ليبتسم ويركض صوب حمامه ، أسرع نحو الصنبور ليضع نفسه تحت الماء ليزيل عنه قذارة قرب تلك العقرباء وبعدهاااا سيبحث في الأمر بشكل دقيق ، لأنه يملك خطة …..



Narimano likes this.

الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 03:53 AM   #982

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في روما
في نفس الوقت
كانت تمسك باقة الورد وهي تبتسم حين وضعتها بجوار منضدتها ، ورود متفتحة لا تشبهها إطلاقا في روحها المنغلقة ، تحسرت على ذلك لكنها آثرت أن تحتفظ بابتسامتها خصوصا حين استدارت لتجد مدير الفندق مكتف اليدين مكمم الفم خلفها ….
الكاهنة:- لن نطيل الأمر ، أريدك أن تحضر لي هذا الشخص وينتهي العمل بيننا
المدير(وهو يهز رأسه بعدم فهم):- همممم هممم
الكاهنة(اقتربت منه):- سأزيل الملصق ، لكن لو صرخت أو رفعت صوتك عن درجة الهمس سأجمد أوصالك
المدير(هز رأسه بإيجاب):- هاااا هاااا
الكاهنة(أزالت الملصق بسرعة آلمته لتلف من حوله دورتين كاملتين):- هممم …هل اتفقنا؟
المدير(وهو يلتقط أنفاسه):- سيدتي …الشخص الذي تبحثين عنه كان نزيلا هنا صحيح ، ولكنه غااااادر ولا أعرف إلى أين ذهب ، لأن النزلاء لا يخبروننا بوجهتهم إثر رحيلهم من فندقناااا هل استوعبتني الآن ؟
الكاهنة:- أنت تتحدث كثيرااااا ، وهذا يجعلني أتوق لتجرع ذلك المشروب البارد إنه يزيل عطشي أين تضعونه ؟
المدير(مستغربا منها لدرجة الجنون):- بالثلاجة الأرضية ..جوار السرير
الكاهنة(التقطت علبة من البيرة وشربتها دفعة واحدة لتشدد قبضتها على العلبة الحديدية فتجعدها بسهولة):- …أمامك ساعة لتجده لي ، سأدعك تخرج من غرفتي وإذا حاولت خداعي سأجعلك تتمنى الموت
المدير:- حسن حسنا سأبحث عنه لأجلكِ سيدتي فقط لا تؤذيني
الكاهنة(التقطت خنجرا من جوار منضدتها لتضعه على رقبته):- عادة لا أستعمل الأسلحة الحديدية ، لكن ربما سأتشرف بنقش اسمي المحرم على جبينك
المدير(برعب):- ساعة ..سااااعة زمان وأعود إليكِ بالخبر اليقين
الكاهنة(صغرت عينيها فيه ثم أطلقت سراحه لتستوقفه مجددا):- هاااا ولن تنسى …
المدير(بجزع استدار إليها بصعوبة خوفا منها):- مممم ماذا ؟
الكاهنة(أشارت للثلاجة):- أن تملأ ثلاجتي بهذا المشروب فقد قارب على الانتهاء
المدير(تنفس الصعداء وهو يركض هربا):- يا إلهي ما هذه البلية التي ابتليت بها ، كيف سأجد ذلك الشخص الآن كيف ….
عمن تبحثين يا كاهنتنا الحبيبة ، شكلها محبب وربي لذيذة ههه …
ها هي قد جلست على الأرض وسط غرفتها وربعت رجليها لتضع يديها على ركبتيها وترفع رأسها كمن ستمارس اليوغا ، ولكنها كانت تهز رأسها مرة للأمام ومرة للخلف مغمضة عينيها وشفتاها تدمدم كلمات مبهمة جعلت الدائرة الذهبية ترتسم حولها ،..فتحت عينيها ونظرت للدائرة الكبيرة ثم وضعت يدها على قلبها لتهمس
الكاهنة:- وليدة الشمس ، أحاوركِ من منبر اللقاء ساعديني ومدي يدكِ إلي ، تواصلي معي فأنا بداخلكِ كما أنتِ بداخلي ، يا ولييييدة الشمس افتحي عينيكِ وانظري صوب الشمس انظري صوب الشمس انظري صوب الشمسسسسس …. همم تت
أخفضت يديها لتخمد أشعة الدائرة الذهبية التي كانت تشع بالغرفة لتختفي وكأنها تحجبها بستار خفي ، نهضت من محلها وتحركت صوب المرآة لتزيل غطاء رأسها وتهمس
الكاهنة:- انظري صوب الشمس…… هذا فقط
في زنزانة ميرنا
كانت تحتضن صور عائلتها بين يديها وهي متوقعة على السرير كطفلة وحيدة هجرها أهلها في عالم بشع للغاية ، كلما رفعت صورة لتناظرها بكت واستعادت ذكراها بحسرة وألم ، فأين هي من تلك الذكريات الآن …
ميرنا(مسحت على صورتها هي وميسون):- صغيرتي … اشتقت للمسة يدكِ على وجهي حينما أكون عابسة فتحولينها من حزن لابتسامة ، ليتكِ معي الآن ههه لكن لا لا تأتي فهذا المكان بشع جداااااا ، لا يليق بكِ إنه قذر ودنيء أوقعت نفسي فيه وعلي أن أتحمل العواقب كأنه لم يكفيني ما عشته تحت رحمة وحش الظلام … أين هو الآن أيعقل أنه أحضر واحدة جديدة ليعذبها كما فعل بي ، تؤ ما أظن هو اختارني لأنني آلمته لكنني لم أكن أعرف أن مقالة قد تجعل شخصا يحقد علي كل هذه السنوات و، وينتقم مني بتلك الطريقة إزاء خسارة مادية لا الموضوع أكبر وذلك المشوه لن يكون الأمس آخر مرة أراه فيها ، بل سنلتقي حتمااااا سنلتقي وسأنتقم منه كما فعل بي و …هئ
فتح الباب أوتوماتيكيا ليدخل أربد وهو يحمل صينية بيده وضعها على الطاولة الجانبية ، أشار بإصبعه نحوها كي تنهض إليها ولكن ميرنا ضمت الصور أكثر ومالت برأسها للحائط … هنا ضرب برجله الأرض وأشار مجددا نحو الطاولة
ميرنا(التفتت بحدة):- لست جائعة لا أريد أن آكل من طعامكم المقرف
أربد(عقد حاجبيه بغضب):- …لارد
ميرنا(بعناد):- قلت لك لا أريييييد
أربد(اقترب ليلتقط الصور):- هممم هممم
ميرنا(بخوف):- لالالا دعهم دعهممممم تمام سآكل سآآآآآآكل
أربد(دفعها على الحائط والتقط الصور كلها بيديه ليجعدها ويضعها فوق الطعام):- هممم
ميرنا(نظرت بحزن للصور المجعدة فوق أكلها ثم رمقته ببؤس):- لماذاااااا ؟
أربد:- ….لارد
ميرنا(فهمت أنه أخرس):- …. هفف … أخرجني من هنااااا وسأعطيك ما تريده
أربد(هز رأسه وأشار نحو الطعام):- همم
ميرنا:- ألا تنطق بشيء سوى تلك الهمهمة علما أنها تليق بك فأنت كالوحش المرعب
أربد(انتظر فتحهم للباب ثم خرج):- همم
ميرنا:- أصبحت سيئة الطباع ، كيف تمكنت من قول ذلك ماذا لو عاد ولكمني أكيد لن أستيقظ إلا بعد أسبوعين من ضربته …
بلهفة أخذت تعيد ترتيب الصور المجعدة وقامت بمسح بقايا الطعام منها ، نظفتها بدموع ونظرت للأكل فالبطن خائنة والجوع كااااافر لذلك التهمت قضمة منه لتبصقها مباشرة وتركض للحوض …كان طعمه مالحا لا يؤكل ولا يبلع ومن فعل ذلك تعمد هذه الحركة السافلة حتما..
نورسي(وهي تضحك من خلف شاشات المراقبة):- هههه السم القاتل إن شاء الله يا غبية ، هااا أربد هل أحزنتك خاصتنا ؟
أربد(هز رأسه مزمجرا):- همم
نورسي(اقتربت منه):- لا تحزن سأعطيك شرف تربيتها فهذا شيء تحب عمله صحيح ..ههه هيا راقبها جيدا ولا تغفل عينكم عليها لأنها مراوغة وشيطانة مشاغبة ، سأغادر لبيتي إذا جد جديد اتصلوا بي ..
خرجت من ذلك المكان لتجد شاحنة سوداء كبيرة بانتظارها ، أبلغها الحارس بأن صاحبها يريدها في كلمة ..رفعت حاجبها باستفهام ثم تحركت لتنضم إلى الماثل أمامها والذي طالعته شزرا ثم كتفت يديها مصغية بإمعان
نورسي:- قمت بكل ما أمِرتُ به فأي جديد ؟
روبيرتو:- البارون يطلب خطا آمنا لمراقبة الغرفة 207
نورسي(رفعت حاجبها):- ههه هذا طلب أم أنه أمر ؟
روبيرتو:- الأحسن أن تعتبريه أمرا فالبارون لا يثنى له طلب
نورسي:- لكن ذلك سيكون بمقابل
روبيرتو:- ونحن جاهزون
نورسي:- حسنا سأؤمن الخط لأجل البارون ، لكن سؤال يطرح نفسه طالما هو مهتم بتفاصيل مراقبتها هكذا لما أمر بجلبها لوكر البغاء ؟
روبيرتو(فرقع إصبعه للسائق الذي فتح الباب):- ننتظر تنسيق الخط صبيحة الغد
نورسي(زمت شفتيها):- ألن أحظى بشرف رؤية هذا البارون يوما ما ؟
روبيرتو:- إن استحققتِ ذلك قد يحدث ..سلام
نورسي:- سلام …
روبيرتو(فتح الخط):- …سينيوري ؟
خوري:- سمعت كل شيء …. هذه اللعوب سوف لن تمتثل للأوامر على ما يبدو حتى لو أمنتِ الخط فستتصرف مع رومينا بلؤم أكثر ….روبيرتو ستقوم بزيارة لكلاريسا ولو أرعبتها سيكون ذلك جيدا لأنني أريدها مع هذه الغبية في وكر البغاء ، كلارا لن تتجرأ على تجاوز كلمتي بينما هذه الخرقاء ستفعل
روبيرتو:- بأمرك سينيوري كن مطمئنا
خوري:- هيا …لا تجعلني أنتظر كثيرا .. انتهى
جابر(وهو يرمش ويومئ لهاجر):- لماذا استدعانا طالما سيجري اتصالات مهمة ؟
هاجر:- اكتم صوتك ولا تجعلنا نمضي أسوأ يوم
خوري(أغلق الخط):- هاجر … هل جهزتِ فستان الزفاف ؟
هاجر(تحركت حنجرتها بثقل لتقفز الدموع إلى مقلتيها):- ولكن …سينيور أنااا
جابر(بحشرجة في صوته):- ….سينيور هل لي أن أقول شيئااااا
خوري(راقبهما سوية ثم ابتسم):- ما ستقوله لن يغير شيئا من قراري ، هاجر ستتزوج ….وغدا بالتحديد لا تقلقي عزيزتي سأجعلهم يجهزون لأجلكِ كل ما تحتاجينه حتى أنني انتقيت لكِ البيت المجاور لتقطني فيه رفقة زوجكِ المستقبلي
هاجر(لم تستطع كتم رفضها):- لا أريد أن أتزوج
جابر(فتح عينيه على وسعهما واستدار نحوها):- هاااااجررررر ؟؟؟؟
هاجر(رفعت ذقنها بإباء وتحدي):- لا أريييد ولست مجبرة
خوري(رفع حاجبه باندهاش):- واوووو …كم غبت عنكِ لتمتهني فن الاعتراض هاجر ؟
جابر:- اعذرها سينيور هي لا تقصد الاعتراض بل …
هاجر:- بل أعترض فلا يمكنك إجباري على التزوج من شخص لا أحبه ، حتى لو كنت أكرس عمري لخدمتك فسأبقى مخلصة لكن ليس على حساب حياتي الشخصية
جابر:- إن لم تخرسي الآن سأصفعكِ على وجهك
هاجر(خرست وطأطأت رأسها):- …لا أريد
خوري(فرقع رقبته ليستقيم):- وأنت سيد جابر ألديك اعتراض ؟
جابر(نظر إليه مليا ثم التفت لهاجر التي كانت تنتظر جوابه بخوف):- ….يعني ….
هاجر:- لا تكن جبانا لطفااااا
جابر:- أنا أحبها … أحبها وأريدها زوجة لي ، إن كان عقابها أن تتزوج فلأكن أنا زوجها
هاجر(شهقت بصوت مسموع):- هئئئ جاااابر
جابر(استدار إليها):- أحبكِ ….وأنا أعنيها وليس شفقة مني بل بل كلمة أردت البوح بها لكن لكن ما استطعت
هاجر(مصمصت شفتيها):- هه …
خوري(صفق ثلاث مرات):- واووو ولا مقطع من فيلم أبيض وأسود ، لكن يا خسارة الأكشن يومها لم يكن بتلك الروعة ما رأيكم لو أضيف لمحة من أفلامنا المعاصرة …مثلا سأخبركما أن عرضكما الهزلي لم يفرق معي بشيء فقراري لن يتغير
هاجر(بحزن):- ..ولكن
جابر:- سينيوووور أرجوك ل
خوري:- اخرساااااااااااااااا …منذ متى يتم الاعتراض على أوامري الخاصة ، قلت كلمة ولن أكررها وإذا ما أجبرتماني على تكرارها فسيكون ذلك على حساب رحيل أحدكما ولكما واااااسع النظر … هيا تأخرت على عشاء أختي أمامكما الليل بأكمله للتفكير وغدا تجهزا فلدينا حفلة زواااااااج ولطفا أبلغا الطباخة الجديدة كي تحسب حسابها ..
نظرا إلى بعضهما بحزن حينها ركضت هاجر لغرفتها كي تدفن نفسها بين وسائدها ، بينما خرج جابر إلى الشارع ليدخن سيجارته بأسف وهو يبحث عن حل يخرجهم من هذا المأزق …بينما انضم خوري لجوزيت التي كانت بالحديقة العامة للمجمع وهذه الحديقة كانت دائرية تتوسط المجمع بحيث كل المنازل تطل عليها ، هناك كانت قبة مزينة بالأزهار وتحيط بها الأشجار والورود الملونة ووسطها طاولة طعام خصصت لهم تلك الليلة …أول ما رآه كانت أنواع الطعام الشهي الذي صنعته هبة ، مالت شفاهه بانتصار فقد أصغت لكلامه بالحرف
جوزيت:- أظن أن طباختك الجديدة تملك نفسا شهيا في الطبخ ، لم أقاوم من صراخ أطفالي فالتهمت من كل طبق القليل لأتذوق
خوري(قبل جبينها وجلس جوارها):- لا بأس غاليتي ، أصلا هذه المأدبة على شرف الصغيرين
جوزيت(بابتسامة مودة):- أنت دافئ جدا وكلامك مريح ، صدقا لا أعلم كيف كنت سأبلي بمفردي في مكان لا أعرف فيه أحدا
خوري:- هل أنا أحد ؟
جوزيت:- لالا العفو يعني أصبحت شخصا قريبا كما لو أنك من العائلة ، لدرجة أنني تعودت عليك وصرت أشتاق للحديث معك
خوري(هز رأسه شاكرا):- ممتن لسماع ذلك
جوزيت(نظرت أمامها):- تأخرت ريانا
خوري:- أتريدينني أن أتفقدها لأجلكِ ؟
جوزيت:- إن كان ذلك لا يتعبك ، يعني أنا وهي لسنا على وفاق اليوم قد تشاجرنا ..ثم أشعر بارتخاء في أطرافي لا يسعني التحرك كثيرا الليلة
خوري(نهض):- ولا يهمك أنا موجود ، ها التهمي قدر ما شئتِ حتى لو حرمتنا من الطعام فهو حقكِ عزيزتي
جوزيت:- سأتعود على دلالك وبعدها أجد نفسي في مشكلة
خوري(توقف وعدل ياقته):- لن تكوني في مشكلة ..لأنني لا أنوي الرحيل
جوزيت(امتنت من جملته):- سعيدة بذلك … ههه هيا سأبدأ بالتذوق مجددا ريثما تعودان
وضع يديه بجيوبه ثم تحرك صوب منزلهما ، حيث كانت تقف عند حوض الحمام يدها على بطنها بينما دموعها تنهمر من وجنتيها بحرقة …مسحتهما بظاهر يدها ليبرز توردهما من فرط البكاء ، حتى أنفها أصبح مثل حبة الطماطم من شدة ما بكته تلك اللحظة ، لكن أهي هرمونات مفرطة أم أن هنالك شيء آخر …. طبعا سيتكلف بشرح الموضوع لنا فلنصبر فها هو قد دخل للبيت بدون إصدار أي صوت ، كان يبحث عنها ليصعد للدور العلوي مباشرة نحو غرفتها حيث رآها آخر مرة عبر شاشات المراقبة فلم تغادرها منذ الصباح
ناريانا(غسلت وجهها ووضعت المنشفة لتجففه وبعد أن فرغت صدمت به خلفها في المرآة):- هممم … هئئئ
خوري(وضع يده على بطنها وجذبها للخلف لترتطم بصدره):- شتتت اهدئي
ناريانا(أسقطت المنشفة وهي ترتعش وتنظر ليده التي كانت تسبح فوق بطنها):- أنت كيف دخلت ماذا تفعل ؟
خوري(مال برأسه ليراقب طول شعرها):- ماذا أفعل ؟
ناريانا:- سأعد للثلاثة وستتركني مفهووووم ؟
خوري:- ليس قبل أن أعرف سبب بكائكِ الهستيري ، أتراكِ تعشقينني يا فتاة ؟
ناريانا(بكره):- ههه أعشقك أجل أنا أعشق أن أراك تتألم من فرط كرهي لك
خوري:- يااااه ربما الأبواب مفتوحة وقد يتم الاستجابة لكِ …
ناريانا(حاولت إبعاده):- رجاء لا تلمسني وابتعد عني عشرة أمتار
خوري(تمسك بها أكثر):- لماذا …أتخشين من اقترابي ؟
ناريانا(بتوتر استدارت بجدعها نحوه):- أنا لا أمزح سأصرخ وستسمعنا أختك وأفضح كل شيء أماااااامهاااا
خوري(لف قبضته حول خصرها ليدفعها إليه):- هيا افعلي ذلك ..يعجبني الصراخ
ناريانا(ضربته لصدره فرمقته وهو يغمض عينه متألما):- مااااا بك ؟
خوري(فتح زر قميصه ليبرز ملصقه الطبي):- دعوة مستجابة
ناريانا:- ما هذااااااا ؟
خوري:- شيء عابر
ناريانا(لاحظت أن الدم قد برز من ضمادته):- يا إلهي لقد آذيتك ، انتظر لأحضر حقيبة الإسعافات اجلس اجلسسسسس
خوري(قطب حاجبيه وجلس طبقا لأمرها):- ألم تطرديني للتو ؟
ناريانا(جذبت شعرها للخلف ثم جذبت الحقيبة من الحمام):- كان ذلك قبل أن أفتح جرحك الله أعلم كيف حصلت عليه ، أخبرني ماذا حصل ؟؟؟؟؟
خوري(أشار لنفسه):- عليكِ نزع القميص أولا
ناريانا(جثت على ركبها بحرج):-أزله فأنت تملك يدين ضخمتين ما شاء الله ، أنا سأجهز ضمادة نظيفة هياااا أسرع
خوري(أزال القميص برفق):- انتهيت
ناريانا(رفعت رأسها مرة ثم أنزلته لترفعه مجددا وتشتم تحت أنفها):- تبا لتلك العضلات ماذا يأكل هذا الفيل أبعرف ؟؟؟؟
خوري:- هااا قلتِ شيئا ؟
ناريانا(نظرت إلى صدره مرة ثم عادت لتنشغل بالضمادة):- شتمت نفسي باحترام ألديك اعتراض ؟
خوري(ببرودة):- خذي راحتكِ …لكِ كل الوقت
ناريانا(زفرت عميقا ثم حاولت إزالة ضمادته السابقة):- إن آلمك أخبرني
خوري(شرد في شعرها):- ألم تقصي شعركِ من قبل ؟
ناريانا:- محرم علينا قص الشعر
خوري(بتلاعب):- عليكم …من أنتم ؟
ناريانا(رمشت وهي تتابع بتركيز):- أقصد عائلتنا
خوري:- هممم آل .. ، طيب هل هو مقتصر على الفتيات أم على الفتيان أيضا ؟
ناريانا(بدهشة من سؤاله):- ما فهمت ؟
خوري(نظر لبطنها):- يعني …لو أنجبتِ ذكرا أكيد لن يطيل شعره بهذه النسبة كي لا يصبح أضحوكة أمام الفتيات
ناريانا(أزالت الملصق بقوة وعرفت أنها آلمته):- أنا لن أنجب ..ثم لا تتدخل في خصوصياتي أكثر من ذلك ، ليس من حقك
خوري(ابتسم لاستفزازها):- شكلكِ مثير وأنتِ غاضبة
ناريانا(مسحت جرحه بالمعقم ثم وضعت الضمادة):- لم تفتح قطب جرحك ولكنه خدش قليلا يعني أمر بسيط
خوري(أمسك كفها قبل أن تنهض):- انتظري
ناريانا(ابتلعت ريقها من قبضته):- دعني أذهب أختك تنتظرني
خوري(أفلت كفها مبتسما):- أنا واثق أنني أزعزع شيئا بداخلكِ ، ربما يجعلكِ ذلك تطرقين بابي ذات ليلة غابرة
ناريانا(تحركت حدقتيها برجفة لتنهض ركضا):- سأجمع الحقيبة لاحقا أنا سأسبقك …
خوري:- ههه ثقي بذلك يا ذات السبائكِ الذهبية
هربت أجل هربت منه فقد جعلها تعرق وترتجف من جملة ، فماذا لو فعل أكثر ….طردت أفكارها لتنش على وجهها كي يتسرب الهواء لجوفها إثر خروجها من البيت ، لمحت طيف امرأة تسير قبلها رفقة خادمة تجر عربة أطعمة ،..استغربت ولكنها تذكرت أنها غالبا ما ستكون الطباخة الجديدة ، مشت خلفها لحين لمحت جوزيت وهي منهمكة على الأكل ولا عالمة بما يحدث من حولها لكن فجأة علق الأكل بجوفها حين رمقت المرأة وأخذت تسعل باختناق …ركضت هبة نحوها فقد كانت الأقرب وسقتها بعض المياه لحين استعادت أنفاسها ، لتعلو الصدمة وجوههم جميعا على التحاق خوري الذي لم تختفي ابتسامته من على ثغره أبدا …
خوري:- أوووه ها قد اجتمعنا أخيرا ، أكيد تحتاجون للتعارف صحيح ؟
جوزيت(بعيون دموية من الاختناق نظرت لناريانا ثم لهبة):- رياااااانااااا ؟
ناريانا(جلست بسرعة جوار جوزيت وأمسكتها من يدها):- اهدئي حبيبتي ، أجل أجل إنها هبة رشواااان يا جوزيت هي بشحمها ولحمها
هبة(مندهشة أكثر منهما وخصوصا بالبطن المنتفخ):- هههه الآن فهمت سبب اختفائكِ وهربكِ من الولد ميااااار ، حقا حقا فقتِ كل التوقعات يا جوزيت
ناريانا:- ماذا تفعلين هنااااا ؟
هبة(جلست بثبات):- والله لنسأل السيد خو…
خوري(قاطعها بحدة):- خيري … سيدكِ خيري صاحب هذا المجمع السكني الذي يملك مجموعة فنادق والذي سيفتتح فرعا الأسبوع المقبل بالوطن …
هبة(فهمت الأمر ثم جارته):- أجل السيد خيري … إنها لصدفة غريبة أن نلتقي هنا
جوزيت:- خيري ….من أين تعرف هذه المرأة ؟
خوري:- للأمانة لا أعرفها شخصيا ولكن … طلبت طباخة فوجدتها قد وافقت لأنها بدورها تبحث عن مكان تهرب إليه صح ؟
هبة:- ميار يبحث عني كما تعرفين ، لم أجد مكانا أمكث فيه إلا هنا
ناريانا:- لكنها مصادفة يصعب تصديقها .. يا سيد خيري ؟
خوري(التقط بعض الطعام):- الطعام سيبرد لما لا نكمل الاستجواب بعد الطعام
جوزيت:- لن تخبري ميار بشيء سمعتني ؟
هبة:- أليس حراما أن تحرميه من طفله بينما يظن أنه مااااات ؟
جوزيت(بدموع):- لقد ماااااااااات فعلا …وهذا ..هذااا ما تبقى لي
خوري:- لم الأسرار يا جوزيت ، أخبريها أنهما توأم
جوزيت(شهقت):- خيري ؟
هبة(بدموع تأثر):- توأم يااااا رحمتك يا الله أكيد ميار سيفرح كثيرا بهمااااااا …
جوزيت:- هل حقا فرحتِ أم أنكِ تمثلين ريثما تجدين الفرصة الملائمة لتشي بنا وتكسبي ثقته ، ع فكرة هو لن يسامحكِ حتى لو وضعتهما بذراعيه
هبة:- لست بتلك الدناءة جوزيت ، أتفهم اختياركِ وأدعمكِ فيه لأنه يستحق إثر طيشه الأخير
ناريانا(نظرت لخوري):- اشتهيت مخلل الحامض أتملكونه في المنزل خيري ؟
خوري:- موجود ، اذهبي ستساعدكِ هاجر
ناريانا(أشارت له ليتبعها):- تبادلا أطراف الحديث ريثما أعود ، وأنت سيد خيري ساعدني إذا سمحت فلا أريد إزعاج موظفتك
خوري(حول عينيه واستقام):- تفضلي
هبة:- كم شهر ؟
جوزيت(مصمصت شفتيها):- بالسادس
هبة(بحنان):- أيمكنني أن ألمسهما ؟
جوزيت(بتخوف):- …لتبقى مساحة بيننا يا هبة ، أرجوكِ بدون ضغائن
هبة(نهضت وجلست جوارها):- وأنا مررت بنفس التجربة مرتين ، دعيني ألمس أحفادي
جوزيت(نزفت دموعها وهي ترمش):- أحفادكِ ؟
هبة(وضعت يدها على بطن جوزيت ببكاء):- أجل أحفادي ، حتى لو كان أبوهما يراني زوجة أب لكنني دوما ما اعتبرته ابني ،…وهؤلاء اممم حسن سأكون جدتهم من اللحظة ،، مرحباااا أنا جدتكم الحنونة هبة سعدت بلقائكما
جوزيت(انفجرت ببكاء):- لا أتمالك نفسي
هبة(داعبت بطنها):- أنا معكِ ولن أدعكِ حتى تنجبيهما بسلام ، سأدعمكِ صحيح أتيت هنا صدفة يعني …لكن ربما الله أراد ذلك لأجلكِ لأنكِ ستحتاجين دعما من امرأة مرت بذات التجربة
جوزيت(باحتياج):- حقاااااا أحتااااج
هبة(مسحت على وجه جوزيت):- ثم أنا أعد أمَّا لكِ يا جوزيت ، لم أفرقكِ عن الولدين إطلاقااااا تعالي لحضني أكيد مررتِ بوقت عصيب الفترة السابقة
جوزيت:- اهئئئئ جدااااااااااا جدااااااا
هبة(دعمتها بمحبة):- آه يا صغيرتي لا تقلقي ستتحسن الأمور وتكون كلها بخير
في المنزل
ناريانا(جذبته من يده وأغلقت الباب):- ستخبرني الآن ما الذي تفعله تلك المرأة هنا ؟
خوري(نظر ليدها على ذراعه):- هل أنتِ زوجتي ؟
ناريانا(جذبت يدها بسرعة):- أكيييييييد لاء
خوري:- إذا لم تتصرفين وكأنكِ كذلك ؟
ناريانا(كتفت يديها متمالكة أعصابها):- تمام سأهدأ ولن أصرخ ، لكنك ستجيبني الآن ما سر إحضار هبة رشوان لمجمعك السكني علما أننا موجودتااااان فيه …أترغب بفضح أختك هاه ؟
خوري(أشار نحوها وهو يتقدم بخطوات جعلتها تتراجع عفويا):- أولا لا تشيري بإصبعكِ لي ، ثانيا لا ترفعي صوتكِ بوجهي ، ثالثا لا تتطاولي علي ، رابعا لا تأخذي وجها زيادة أمامي لأنني قد أقلب مئة وثمانون درجة تجعلكِ تصدمين لبقية عمرك
ناريانا(مطت شفتيها):- وخامسا ؟
خوري(أحنى كتفيه):- جوزيت بحاجة لامرأة مثل هبة في أواخر أشهر حملها ، هكذا أخبرني الطبيب ولم أجد أفضل منها
ناريانا(شعرت بالدوار):- أتصب قنينة عطر أم أنني أشم زيادة ؟
خوري(باستغراب):- ما بكِ ؟
ناريانا:- هل لي أن …أن أجلسسس و
خوري(أمسكها بخفة):- هشش اهدئي لنجلس هنا قليلا ..تعالي
ناريانا(جلست بهدوء):- أعطني الماء
خوري(رفع حاجبه):- أناااا ؟
ناريانا:- وما بالك لا تحضر لي حتى شربة ماء يعني ، هل ستتنازل عن عرشك مثلا؟
خوري:- سأتغاضى عن فلسفتكِ المملة لأنكِ تشعرين بالدوار ..
ناريانا(أمسكت على رأسها ثم أغمضت عينيها):- بسرعة
خوري(بغيظ زفر متقدما للمطبخ):- ماشي يا سينيوريتا
ناريانا(ضحكت من حالته العصبية):- ههه منظرك مضحك يا خوري
خوري(جلبه لها):- تفضلي اشربي
ناريانا(شربت وهي تطالعه ثم أغمضت عينيها بارتياح):- شكرا …سأسجل هذا في هامش التاريخ
خوري:- على الرحب
ناريانا:- لكن حذار ، جوزيت ليست غبية إنها ثعلبة القطب إن لم تلاحظ الآن فستلاحظ فيما بعد عاجلا أم آجلا
خوري:- ستفهم آنذاك أنني فعلت كل شيء لأجلها ، حتى لو جلبت امرأة مثل هبة رشوان إلا أنني أعرف كيف سأجعل الأمور سهلة
ناريانا(أمعنت النظر فيها):- أخبرني الحقيقة ، هل هنالك سبب آخر جعلك تجلبها ؟
خوري(كونكِ حامل مثلا …):- تؤ إطلاقا
ناريانا:- طيب يا إطلاقا قد برد طعامنا المجهز دعنا نلحق قبل أن تفتك به أختك ، رمقت أطباقا اشتهيتهااااا
خوري:- والمخلل ؟
ناريانا:- أحضره أنت سأسبقك إليهما هههه
حرك رأسه ليمسك أعصابه بصعوبة فهي تتجاوز حدودها حتما تفعل ، لكن لا يسعه فعل شيء فبذرته تنمو بأحشائها وعليه أن يتحمل ، ربما دخل في جو الأب بدون أن يشعر ههه …يلا لتهمده ناريانا قليلا ..هه …
انضما إليهما ودار الحديث حول صغيريْ جوزيت التي صرحت بخبر ابن ميار الآخر، الخبر الذي صعق هبة وجعلها تبكي حرقة على ما حصل له ، وأيضا لعنت بشدة غضنفر الذي تصرف معه بهذا الشكل الجارح ولم تستغرب تصرفه ..فهي تعرف أنه طينة فاسدة لن يتصرف إلا بهذه الطريقة القذرة …
هبة:- إذن من سيسافر مع إياد لجلب الولد ؟
ناريانا:- كان من المفترض أن تسافر جوزيت لكن تعرفين الوضع ، وكنت سأسافر أنا ولكنني ما استطعت تركها في هذه الظروف لذلك ستسافر هاجر صح يا خيري ؟
خوري(رفع حاجبه):- لا لن تفعل
جوزيت(فتحت فمها):- كك..كيف كيف لقد وعدتني ؟
خوري:- أجل وعدتكِ .. ولكنني ارتأيت أن يرافقه شخص أقرب
جوزيت:- من تقصد ؟
خوري:- اتصلي به وستعرفين
ناريانا(بخبث):- هل تعرف كل شيء يا خيري غالبني الفضول لطرح هذا السؤال ؟
هبة(بدهشة):- شكله يعرف ..
جوزيت(بسرعة فعَّلت رقمه):- لا يجيب ….تتت …همممم / هاه ألو إياد أين أنت ؟
إياد:- حطت طائرتي قبل قليل أنا في طريقي للعنوان الذي معي
جوزيت:- طيب …من رافقك ؟
إياد(نظر إليه ثم حرك رأسه مرتين):- أخونا في الله … نضال بيك
جوزيت:- من يكون هذاااا ؟
إياد:- تعرفي على الحارسة الشخصية لحبيب القلب ، ماتيلدا كما يناديها
جوزيت:- ضع فيديو الاتصال لأرى ……هيااا
إياد(وضعه ثم لوح لها):- حبيبتي
جوزيت:- يا عمري وجهك شاحب هل تعبت من السفر ؟
إياد:- كأن ميار سيلاحظ يا لطيبتكِ يا أختي ، نضال ألقي التحية على سيدة العرين
نضال:- مرحبا ، تشرفت بمعرفتكِ أخيرا ست جوزيت
جوزيت(رفعت حاجبها وهي تراقب سطر الحلق الذي تضعه في دائرة عنقها وفي حلمة أنفها):- أتشرف .. لكن أليس بردا في سويسرا على فتحة الصدر التي تتدلى منها تلك الخيوط المعلقة ؟
نضال:- ههه الجو لطيف
ناريانا(لكزتها):- هدِّي يا بنتي إنها حارسة لا غير
إياد:- ها أختي أخبرت ميار قبل قليل بوصولنا ، سنتجه للعنوان ولنأمل خيراااا
جوزيت(بتوتر):- ستبلغني صحيح ، يعني ستخبرني ما يحصل ؟
إياد:- طبعا يا غاليتي .. سأخبركِ هيا يجب أن أفصل الخط اعتني بنفسك
جوزيت:- قلبي معك يا حبيبي الغالي … يعني وماتيلدا معك أكيد ستكون بخير
إياد:- ههه تقصد أنكِ ستحرسينني
نضال:- واجبي …
جوزيت(فصلت الخط ممتعضة):- ما تلك التسريحة التي تضعها ، ما تلك الحلقات كلها دوائر دوائر ألا تشعر بالدوار هذه الفتاة ؟؟
ناريانا(نظرت لهبة التي ابتسمت):- ها نحن أولاء هههه …
خوري(حرك فكه ثم نظر جانبيا بمكر):- لنبدأ المأدبة يا جماعة …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 03:54 AM   #983

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في سويسرا
هاه المرة الماضية في البرازيل وهذه المرة بسويسرا شكلنا سنزور العالم ياخوانااا ^^
العنوان كان لمؤسسة تربوية تهتم بالنوعية الخاصة من الأطفال الأذكياء من ذوي الاحتياجات الخاصة ، والمصابين بإعاقات سمعية أو صعوبة في النطق يعني كل الحالات المماثلة فقد كانت تلك المؤسسة قائمة بواجب احتضانها داخل أسوارها …
فهل طفلنا موجود هنالك أيضا ؟
إياد(بعد أن أنهى تلاوة سورة الفاتحة):- آميييين يا رب العالمين
نضال:- اللهم آمين ، هل ندخل ؟
إياد:- أشعر بالتردد لكنني فوضت أمرنا لله عز وجل ، أكيد لن يخذل تعبنا وحرقة أخي
نضال:- الباترون يستحق أن يفرح قليلا لذلك سنجلب له الفرحة معنا إن شاء الله
إياد(تحرك صوب الحارس):- إن شاء الله ، بونسواغ أريد لقاء مدير المؤسسة من فضلك
الحارس:- هل لي أن أرى هويتك ؟
إياد(أعطاه هويته):- تفضل …
الحارس(قرأها ثم تكلم عبر سماعته الإلكترونية بأذنه):- ستنتظر قليلا
إياد:- معك …
بعد ربع ساعة فتح الباب الخارجي ليشير له بالدخول معترضا على انضمام نضال التي أومأت له بالمضي ريثما تقنع الأخ بجدوى دخولها ، تابع إياد طريقه مع حارس آخر كان بالداخل والذي أرشده للأمام حيث دلفا من بوابتها الرئيسية ليجد مبنى فخما ذو عدة طوابق ..تصميمه لطيف جدا ومناسب لحالات الأطفال الخاصة ، تنهد بتعب وهو مستمر مع الحارس بينما أخذ يناظر الأطفال الذين كانوا يلعبون ويدرسون مع مربياتهم ومعلماتهم أيضا ..، بينما كانت فئة منهم تحمل ألواح إلكترونية وهنالك من يحاول فك لغز المكعب ، بينما البعض كانوا يحاولون نطق الحروف ..إلخ …..
دمعت عيناه لرؤية هذا التفاني فهنالك أطفال سليمين ولا يملكون عشر هذه الرغبة الموجودة بأعينهم لأجل الدراسة والتعلم ، بينما هم قدوة للكبار الذين يئسوا من حياتهم في حين أنهم يتمتعون بصحة سليمة بعكس هؤلاء الصغار الذين يكافحون لأجل حق بسيط من حقوقهم البديهية أن يكون لهم حضوووور …
إياد(أفلت عن تنهيدة وهو يشعر بكلمات المقالة المقبلة بين شفتيه):- …حضور وصوت ..
الحارس(أشار لباب كبير ثم عاد أدراجه):- همم
إياد:- أكيد خلف هذا الباب سأجد الإجابة المنشودة ، طالما لم ألمح رامي الصغير بينهم فلا بد وأنه في طابق آخر من هذا المبنى …لأدخل وبعدها نعرف
طرق الباب مرتين ليسمع صوتا سمح له بالدخول ، فتحه بثقل وسحب نفسه للداخل سحبا منه خوف ومنه تردد لكن الأمر واجب … وجد رجلا في أواخر الخمسينات يتربع على كرسي مكتبه الفخم ، أشار له بالجلوس بينما بادله التحية باحترام …
إياد:- أنا الصحفي إياد نجيب ، جئت إلى مؤسستكم لأجل غاية شخصية
المدير:ّ- إن كنا قادرين على المساعدة فمرحبا بك بيننا
إياد:- طالما هو كذلك لأدخل في صلب الموضوع إذن …نعتقد أن ابن أخي أتى إلى مؤسستكم هذا اليوم وأريد رؤيته وإعادته معي لأرض الوطن
المدير:- ما اسمه ؟
إياد(تحركت حنجرته بثقل):- رامي نجيب ، رامي ميار نجيب الاسم الثلاثي للصبي
المدير(رفع هاتفه الثابت):- ابحثي بين الأسماء الوافدة عن ولد يدعى رامي ميار نجيب ، أنتظركِ ../ همم ماذا تشرب سيد إياد ؟
إياد:- هذا من لطفك لا أريد … صراحة لفت انتباهي التفاصيل الصغيرة التي بمبناكم ، أشيد بإعجابي له فقد أتقنتم صنعه كأنه بيت كبير للأطفال
المدير:- هذا واجبنا إزاء هؤلاء الصبية ، إنهم يستحقون عيشا مريحا وهذا ما نحاول فعله
إياد:- طيب إلى أين ينتهي مآلهم بعد الدراسة ؟
المدير:- ستستغرب لو أخبرتك ، يعني هنالك من يتم تبنيهم إداريا ويتم رعايتهم بشكل خاص ..هنالك من تأتي بيوت ثرية لتكفلهم بينما البعض يتوجه لمدارس خاصة للمضي قدما في مجالاتهم التي يبدعون فيها ، ولن نغفل على أن هنالك عينة تفقد حياتها قبل الوصول أنت تعرف أن وضعهم الصحي أحيانا لا يساعد
إياد(بتأسف):- مع الأسف … أعانكم الله ولو كان بمقدوري فعل أي شيء أنا بالخدمة
المدير:- أنت مصور فوتوغرافي شهير لقد حضرت ابنتي لمعرضك السنة الماضية ، المرأة الشمس كان اسمه صحيح ؟
إياد(فتح عينيه بابتسامة):- أجل كان كذلك
المدير:- خشيت أنني أخطأت بالاسم عندما سمعته أول وهلة لكنها حقا صدفة رائعة .. تمام ستقدم لي خدمة إذن فابنتي كانت متحمسة لحضور معرضك والتعرف عليك شخصيا ولكنها لم تجد الفرصة المناسبة آنذاك ، فإذا لم يكن هنالك أدنى مشكلة هل تقبل دعوتنا على العشاء غدااا ؟
إياد(بتردد):- أنا أرحب بالفكرة أكيد ، ولكن …لا يسعني ذلك إن وجدت ابن أخي سأعود به في الطائرة الموالية للوطن لأن أخي ينتظره بلهفة وشوق
المدير:- أحترم ذلك، فلننتظر إذن خبرا من السكرتيرة
إياد(لاحظ إحباط السيد ولكنه لعن طيبوبته):- لنقم بالآتي إذن … قد لا أجد طائرة الليلة يعني لو كان فطور الصباح مناسبا لكم ، فأنا جاهز خصوصا وأن إجراءات سحب الطفل ستستغرق بعض الوقت أليس كذلك ؟
المدير(ببهجة):- هو كذلك بالتأكيد ، يعني من الصدفة وجدتني ما أزال هنا في هذا التوقيت لأنني غالبا ما أغادر باكرا للبيت وأصلا بعد ساعة سيتوجه الجميع لغرفهم قصد النوم
إياد:- لاحظت ذلك
السكرتيرة(دخلت بملف كبير):- سيدي …أحضرت ملف الأطفال الجدد
إياد(بلهفة):-….. هل هو موجود بينهم ؟
المدير(نظر للملف ثم رفع رأسه نحو إياد):- أرجوك كن صبورا ولا تفقد الأمل ..
إياد(أحنى كتفيه بإحباط وحزن):- كيف سأبلغ ميار بذلك ؟؟؟
المدير(نظر للسكرتيرة ثم لإياد):- خذي الملف
إياد(نهض يائسا):- كانت محاولة .. بالإذن منك
المدير(استوقفه قبل رحيله):- غريب …ألا تريد توقيع ورقة الاستلام ؟
إياد(تسمر محله بعدم فهم):- استلام ماذاااا ؟
المدير(نهض ببشاشة):- ابن أخيك يا رجل
إياد(شعر بالدوار ولم يستطع النطق بالسؤال):- يعني ؟؟؟؟
المدير(أشار بيقين):- حظك وفير ، لقد وصل اليوم إلينا ونحن جاهزون لتسليمه بمجرد أن يتم توقيع تعهد بإشرافنا على دراسته من بعيد … وأيضا ستوقع تعهدا بكفالة الولد
إياد(لم يشعر بنفسه وهو يحضنه من فرط الفرحة):- ياااااااااااااااه أخيرا أخيرااااا وجدته ، دعني أراااااه دعني أراه من فضلك وسأوقع على أي شيء تريده ، هه ياااااااا للفرحةةةةةة
المدير:- دعني آخذك إليه ، إنني عاطفي جدا وأحب رؤية هذه المشاهد الدرامية
إياد:- حضرتك خفيف ظل ، توقعت أن تكون مديرا صارما كما المعتاد
المدير(ربت على كتف إياد):- قد أفاجئك يا صديقي ، من هنا تفضل معي ….
الشوق واللهفة والتردد في آن الوقت مشاعر متضاربة غمرت جوف إياد الذي كان يبتلع دموعه خشية من منظره أمام المدير ، خاف ألا يستطيع تمالك نفسه خصوصا وقد وجد نجيبيا صغيرا قد يغير حياة أخيه المسكين بل حياتهم جملة…كل خطوة كان يخطوها إليه كانت تجذبه للأمام وللخلف في تأرجح لا يدرك كيف سيتصرف إزاءه ، لكن ما كان موقنا منه أنه مهما تطلب الأمر سيقوم به على أكمل وجه ويعيد الصبي لحضن أبيه ، لكن ليس قبل أن يتنعم به عمه الذي أحبَّه منذ الوهلة الأولى …حتى قبل أن يعرف أنه نجيبيٌّ صغير ….
فتح الباب المزين بأشكال الرسوم المتحركة ليتبين له أسرة مزدوجة مرتبة بجوار بعضها في زوايا الغرفة الكبيرة ..بحث بعينيه عنه ما وجده فقد كن هنالك مربيات يساعدن الصغار على ارتداء منامتهم لأجل النوم ..لكن أين هو ألا يكفيه كل هذا التعب ليحرقوا قلبه بالانتظار ، نظر للمدير الذي وثب جوار الباب مكتفا يديه بينما أشارت له السكرتيرة بالمضي رفقته حيث مشى خلفها ليصل لآخر سرير حين وجده موليا ظهره جالسا بأدب ، يتنهد بشكل يجعل الناظر إليه يعتقد أنه كهل في أواخر العمر يزفر بحرقة على ماله الذي ذهب منه ..ضحك من فكرته فإن كان الفتى متذمرا فحقا من شابه أباه فما ظلم …
إياد(جلس جواره وقلبه يخفق بشدة):- مرحبا صديقي
رامي(دون أن يرفع عينه):-… إداد أين ددي ؟
إياد(عقد حاجبيه من سرعة بديهته):- هل رأيتني ؟
رامي(نظر إليه):- غامي لم يغاك ولكنني أذكغ صوت إداد
إياد(مسح على شعره بدموع):- آه يا صغيري أفدي الغاء خاااااصتك ، أيمكنني أن أحضنك؟
رامي(هز رأسه رفضا):- لا …نحن لا نحضن أناس غغباء ثم اليوم ليس عيد حتى نتبادل حضن
إياد:- ههه …تمام غلبتني هنا ، لكنني لم أعد من الغرباء ..فأنا أعد يعني ..، صديقك
رامي(رفع حاجبيه):- إذا كنت صديق غامي أحضغ ددي لأني لم أحب هنا مكان
إياد(زفر عميقا):- ولا أنا أحببته ، إذن ما رأيك لو نغادره ونذهب لمكان جميل ؟
رامي(برقت عيناه):- مكان فيه أصدقاء غامي وبوالين غامي وألعاب غامي ؟؟؟
إياد(ابتسم من حلاوته):- فيه كل هذه الأشياء ، حتى أن فيه أسودا حقيقية ألا تحبهم ؟
رامي(رفع يده بتحية):- غامي يحب أسود لكن لعبة نفاثة قد انكسغت في الطغيق
إياد:- نشتغي غيرها يا شقي ، أنت موافق على مرافقتي يا رامي ؟
رامي:- ددي وضعني عندهم وأنا لم أحبهم ، خذني الآن وأعدني لأصدقاء غامي
إياد:- سأفعل لكننا سننتظر بضع ساعات حتى نتمكن من الصعود في الطائرة
رامي:- ياااياي طائغة مجددا أحببت لكن يكون فيها يكون بوظة وكعكات وليس عساكغ مخيفييييين عععع
إياد(عقد حاجبيه):- عساكر مخيفين ؟
رامي:- أجل عساكغ كانوا يتكلمون مع بعضهم في خيط أذنهم هكذا باببابع حوِّل بابابعب حوِّل ، لم ليس لدى غامي خيط أذن ؟
إياد(مسح على أذنه):- يا حبيبي سأحضره لك لو أحببت ، لكن الآن ستخلد للنوم وغدا آتي لاصطحابك تعدني أن تبقى عاقلا ؟
رامي(نهض منتفضا):- ماذاااا ؟؟؟ هل غامي ليس عاقلا سوف يغضب ددي إذا سمعك
إياد(نهض منحنيا إليه):- لالا لم أقصد لا تغضب يا صاح ، كنت أوصيك يعني ريثما يحين موعد ذهابنا بالطائرة الجميلة
رامي(اتسعت بسمته):- هل سيكون فيها بالون غامي ؟
إياد:- ستجد عشرة بالونااااات أنت تأمغ يا حبيب عمك
رامي:- عم غامي ليس موجود
إياد(امتص شفتيه ثم مد يده ليصافحه):- نتصافح ؟
رامي(صافحه):- أنت تضحكني لديك شعغ مضحك هكذا كثيغ غامي يغيد شعغ كثيييغ
إياد(مسح على شعره)":- وأنت شعرك كثير لا بأس به ، حتى أنه يشبه شعري ألا تلاحظ …ههه هيا يا حلوي غدا آتي لأجل أخذك فنم جيداااا
المربية:- نرتدي المنامة يا رامي ؟
رامي(نظر لإياد):- سأنتظغ أنا وغامي ههه
إياد(تراجع على مضض):- حسنا يا صغيري ، هو في أمانتكم غدا صباحا آتي لتوقيع التعهد بكفالته
رامي:- إداد أحضر ددي معك اِشتاااقته
إياد(حرك فكه ثم ابتسم على مضض ليتراجع إلى المدير):- هل لي أن أعرف هوية الشخص الذي وضعه بعهدتكم حضرة المدير ؟
المدير(أشار له بالمضي جواره في الممر):- لا يسعنا إعطائك أي اسم يا سيد إياد لأنه خارج قوانين مؤسستنا ، لكن الشخص الذي جلبه قد استفرد به وحده ولم يكن برفقته أي أطفال آخرين
إياد:- حسن لا بأس ، لو كان بالإمكان كنت وقعت الآن وأخذته
المدير:- تعرف الإجراءات كيف تسير يا سيد إياد ، لكنني سأعدك بعدم تأخير الموضوع أكثر من 24 ساعة أيناسبك ذلك ؟
إياد:- 24 ساعة هه لو علي لانتظرتها لكن أبوه ….تمام إذا كان الأمر يستحق فسننتظر
المدير:- وعليه سننعم أنا وابنتي بجلسة فنية معك على فطور الغد ، سأبعث لك الموقع أعطني بطاقتك لو سمحت
إياد(أخرج بطاقة أرقامه):- تفضل …
المدير:- جميل جدا … سنتواصل وأخبرك بالموقع على الساعة العاشرة صباحا ، بالمناسبة أين تمكث هنا ؟
إياد:- صراحة لم نحسب حساب ذلك ، لكن غالبا سنمكث بفندق قريب من هنا
المدير:- إذن لن أطيل عليك نلتقي غدا
إياد(بابتسامة راحة نظر خلفه):- نلتقي غدا ….
نلتقي أم لا نلتقي أم لا ؟ لالا سنلتقي ولوووو ، هذه الجملة كررها في خلده وهو يرمش غير مستوعب للخبر السار الذي وصله للتو …خرج من غرفة مكتبه ركضا ليبحث عن أي أحد كي يزف له الخبر فلم يجد أمامه إلا المسكين
عابد(وهو محبوس الأنفاس بحضنه):- س …سيد ميار هل لي أن أتنفس ؟
ميار(أفلته ثم أمسكه من وجهه وباسَ وجنته):- يااااااااه
عابد(عاد برأسه للخلف):- ي يا إلهي هل أصبت بضربة شمس حتى صرت تُشبِّهُني بحبيبتك ، ييي هل يظنني حبيبته ؟
ميار:- حكييييييييييييييم …يااااااااااا حكيييييييييم أينك يا رجلللللللل
عابد(حاول النطق):- ك كنت سأخبرك أنه بالحديقة مع ابنته و …لحظة يااااااا حبيبي راح عقل مديري وراحت معه آمالي بالترقية
حكيم(وهو يضعها على حجره):- لأسألكِ مجددا هل فكرتِ باستئذاني ؟
ميسون:- فكرت
حكيم:- وهل استأذنتني بالذهاب لبيت العيلة ؟
ميسون:- لم نجد أين نتصل بك فقد كان الخط مشغولا ، لذلك ذهبنا بمفردنا ثم كاظم كان رفقتي يعني لم يحصل لي أي شيء
حكيم:- لا يمكنني أن أعترض ، لماذا لأنني بعيد هذه الفترة وتصرفاتكِ أنتِ الوحيدة المسئولة عنها في غيابنا …أثق بكِ كثيرا ولكنني لا أثق بالآخرين وعليه لا تتصرفي بطيش مع كاظم فهو بحد ذاته يحتاج لرعاية وإشراف من شخص عاقل
ميسون(رفعت حاجبها باعتراض):- من كااااظم ؟ حكيم:- العفو من حضرتكِ غالبا خلطت بينه وبين وائل
ميسون(بتفكير):- عمو وائل كان رؤوفا بي حتى وهو منعزل وحزين لم يجرحني بكلمة
حكيم:- هل كان حزينا طوال الوقت ؟
ميسون:- كل الوقت يا بابا
حكيم(تنهد بأسف):- مع ذلك فهو أعقل من المتهور كاظم
ميسون(زمت شفتيها بامتعاض):- لاء بابا حبيبي أنت تظلمه بكلامك لأنه حقا يحميني ويسعى لراحتي حتى أنه يسألني كذا مرة عن مشاعري
حكيم(برقت عيناه):- أية مشاعر ؟
ميسون(ابتسمت ببراءة):- مشاعر يا بابا حبيبي
حكيم:- أجل مشاعر أنو مشاعر يا آنسة ؟
ميسون(أشارت لقلبها):- مشاعر القلب هنا
حكيم(تحركت حنجرته بثقل ثم أنزلها للأرض):- هل لكِ أن تنتظريني هنا للحظة ؟
ميسون:- ماشي بابا حبيبي سأنتظرك
حكيم(فرقع أصابع يده بنفاذ صبر):- الآن جاري البحث عن مفلس المشاعر النطح الغبي الذي يقحم أفكاره الزفت في عقل صغيرتي …كااااااااظم يااااااا جبلا من الأفكار العفنة أينك ؟
كاظم(وهو يتحدث عبر هاتفه ويهز رأسه تارة على اليمين وتارة على اليسار برتم مضحك):- حاضر عمَّاه ، ماشي عمَّاه ، تمام عمَّاه ، حسن يا عماه ، فهمت يا عمَّاه ، ولو يا عمَّاه ، جاري يا عماه ، أكيد يا عمَّاه ، طبعا يا عمَّاه ، واجبي يا عماه ، استوعبت ورب الكعبة يا عمَّااااااااااااه ، لا لا أصرخ يا عماه ، سمعتك يا عماه ، حاضر يا عماه من عيوني يا عماه من رئتي وكبدي وكل شبر فيني يا عماااااااااه يكفي يا عمَّاه أصبتني بالغثيان الله الله …..
حكيم(وثب خلفه):- وجدتك أخيرااااا
كاظم(أغلق الخط):- وحياتك لا تبدأ أنت أيضا يا حكيم ما عاد لي طاقة للتكرار
حكيم:- هل لي أن أعرف ما نوع المشاعر التي تنتظرها من ابنتي التي تبلغ من العمر ثمانية يا سيد كاظم ؟
كاظم(بتفكير):- هي على مشارف تسع سنوات لم يتبقى إلا القليل
حكيم(بغضب):- أتعرف ما الشيء الذي يمسكني ولا يسمح لي بإراقة دمك ؟
كاظم(عاد برأسه للخلف):- هذه كبيرة !!
حكيم(دك الأرض بقدمه):- لأن ابنتي متعلقة بك ، وإن قلت أنها متعلقة بك فهذا يعني كصديق وليس ك …ك …. تبااااااااا حتى لفظها يعتبر خطيئة شنيعة فظيعة وضيعة و
كاظم(أشار له ببرودة):- اهدأ يا سيدي الراجي ..حضرتك سافرت بعقلك إلى بعيد ، ميسون غالية علي وهي ثمينة جدا بالنسبة لي ولا أقبل بتعريضها لأية أذية أو جرح لمشاعرها
حكيم:- هاه هذه الأخيرة أريد تعريفا لها ؟
كاظم(بنزق):- ممكن إعراب علما أنني كنت فاشلا فيه ؟
حكيم:- اسمعني يا كاظم ، لا يسعك تحويل أي شيء لمسرحية هزلية ..هنالك حدود أرغب برسمها والآن
كاظم(كتف يديه وهو يزفر بعمق):- حقك تفضل
حكيم(أشار مجددا):- ستراقب ألفاظك جيدا عندما تحادثها ، وستحرص على عدم ذكر أي جملة تحتوي على مشاعر غريبة …هي طفلة وأنت راشد يعني ستكون الملام أمامي لو تأذت طفلتي مفهوم يا نابلسي ؟
كاظم(أومأ بثقل):- مفهوم …غيره ؟
حكيم(وهو يحاول جمع أفكاره):- آه ….ستراقبها كظلها حتى بالمدرسة ستكون موجودا لأن هذا سيكون عملك بعد اليوم ، لا أعرف كيف ستبلي بعملك الآخر ولكنني أريد أن تكون ابنتي أولى أولوياتك فهل أعتمد ؟
كاظم(طأطأ رأسه وهمَّ بقول حقيقة سفره أيضا):- بصراحة ، أنا وميار اتفقنا على ….
ميار(قاطعهما بصراخه إلى أن توقف وهو يلهث):- حكيييييييم
حكيم(وقف قبالته تفصلهما بضع خطوات):- ميار ، ما هذا الحال أكنت تركض ؟
ميار:- أجل ، ركضت وأنا أبحث عنكما … حبا بالله هذه البقعة من حديقتي لم أصلها منذ سنة كاملة فما الذي أتى بكما إليها ؟
حكيم(زور كاظم):- ما شيء كنا نتمشى فوجدنا أنفسنا هنا لكن …..مهلا عيونك تبرق وثغرك يكاد ينفلق من ابتسامته ، ميااااااااار هل …هل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميار(قفز ركضا إليه ليعانقه):- أجلللللللللللل وجدووووووه يا حكيم وجدووووووه
حكيم(ارتد من قفزته فهوى أرضا ليسقطا معا على العشب):- ههههههه ياااااااه هذا أحلى خبر سمعته منذ عودتييييييييي ، فرحت لك يا أخي
ميار(أخذ يلاعبه على العشب من الفرح ويقبله):- أشعر برغبة عارمة في الاحتضان والتقبيل هل ترى إعداداتي السافلة انقلبت رأسا على عقب ؟
حكيم:- ههه لا يا رفيقي بل هي الفرحة هههههه يااااااااه
كاظم(سعل مستأذنا منهما):- أكحم …لا أقصد إفساد لحظتكما الحميمية لكن بم أنك أعطيتني درسا في الأداء الحضاري قبل قليل ، أحب أن أخبرك أن ابنتك تتفرج عليكما عن كثب
حكيم(دفع ميار الذي اندفع بترتيب ونهضا معا):- احم ميسووون صغيرتي
ميار(بأدب وصواب يعدل ثيابه وشعره):- ابنة الغالي احم أهلا …
ميسون(ركضت صوبهما):- ههه بابا حبيبي ، عمو مياااار
ميار(عدل ياقته واقترب من كاظم):- كنت نبهنا أبكر قبل أن ننغمس في اللقطة
كاظم:- والنبي يا شيخ كي أحرم نفسي من مشهد الفسق والفجور
ميار(ضربه لكتفه):- لن أدقق لن أدقق ، لكن أخبرني لم أنت أطول منا يعني ههه كنت لأعصرك من شدة الفرح
كاظم(عانقه بفرحة):- حقا سعدت لأجلك من قلبي
ميسون:-بابا حبيبي لم تهنئون عمو ميار ماذا حصل معه ؟
ميار(ركض بخفة ليرفعها بين ذراعيه):- سيكون لديكِ أخ يا سلطانتي الصغيرة
ميسون(برقت عيناها):- هل ماما ميرنا حاااااامل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حسنا …. لا يسعنا لوم البراءة صحيح وهي ما تزال طفلة يعني أي جملة ستقال فهي خارج طور انتباهها ، لكنها ذكية وهذا ما لن نغفل عنه فقد استوعبت أنها نطقت بجملة كسرت اللحظة وجعلت ملامحهم تتجهم لترتسم على أوجههم ابتسامة مريرة تغطي الأسف الذي غزا كينونتهم لحظتها ….أنزلها ميار ليرتب شعرها وهندامها ثم أومأ لحكيم بالانسحاب حين تدخل كاظم ليحادثه عن أحوال الطقس
ميار:- تمام يا ميسونتي … الموضوع وما فيه أنه اتضح أنني مثل أبيكِ كان لدي طفل ولم أعرف عنه شيئا سوى اللحظة ، اسمه رامي وهو ، يعني يعاني من بعض الصعوبات في حالته الصحية لكنه ذكي حسبما أخبرني عمكِ إياد الذي ذهب لإحضاره
ميسون:- ومن هي أمه ؟
ميار(عقد حاجبيه):- لا يهم الآن ….ثم ألم تفرحي لأجلي ؟
ميسون(عانقته بحب):- فرحت حتى أنني أبكي ، لقد تمنيتَ أن يظهر لك طفل مثلي وها قد استجاب الله لدعائك هل استوعبت ؟
ميار(استوعب لحظتها ونظر للسماء):- حقا استوعبت ، شكرا لك يا رب رغم أنني عبد سيء الطباع ولا أقوم بواجباتي الدينية على أكمل وجه …إلا أنك دوما ما تكون معي فشكرا يا رب شكراااااا
ميسون:- متى نرااااااه ، رامي ؟؟؟؟
ميار(مسح على وجنتها):- إياد ذهب لجلبه يعني مسألة يوم أو اثنان
ميسون:- هل أخبرت العمة جوزيت.. هل فرحت ؟
ميار(رمش مستوعبا ثم وضع يده بجيبه):- ما رأيكِ لو تساعديني بالموضوع ، يعني أنتِ ستخففين من وطأة عصبيتها تعرفينها مجنونة
ميسون:- هههه حسنا أساعدك هيا اتصل فيديو كي أستطيع التأثير بها
ميار(حرك رأسه من خبثها):- آخخخ لن أتساءل من أين ورثتِ الجينات ، هيا نحن نتصل
ميسون(بابتسامة اتكأت على حضنه حين جلس أرضا وهو يرفع الهاتف بوجهها):- …أ….ألووو عمتو جوزيت ؟
جوزيت(رمشت بابتسامة):- أآن ميسون أهذه أنتِ ؟
ميسون:- أجل عمتو كيف حالكِ اشتقت إليكِ ، متى تزوريننا ؟
جوزيت:- ليس قريبا ، لكن ماذا تفعلين في العرين ؟
ميسون:- نحن …نحن هنا عند العم ميار ،أنا وبابا حبيبي وكاظم
جوزيت:- اممم وماذا يفعل هاتف عمكِ ميار معكِ ؟
ميسون:- هو هو بجانبي لكنه أرجح أن أبدأ الاتصال أولا كي أخبركِ …أنه أنه
ميار(وهو يلقنها ما تقوله بشفاهه):- وجدناه
ميسون:- ماذا قلت ؟
ميار(بدون صوت):- رامي راااامي وجدنااااه
ميسون(لفت الهاتف لوجهه):- ما فهمتك عمو ميار
ميار(لم ينتبه لها وهو يعيد الجملة):- أخبريها أننا وجدنا راااامي
جوزيت(صرخت):- وجدتم راااااامي من رااااامي ؟؟؟؟ هئئئئ ابننننك ؟؟؟؟
ميار(رمش مستوعبا صرختها):- اللهم أعنَّا على امتحانك ، بهدوء يا جوزتي الغالية سأخبركِ التفاصيل بهدوء
جوزيت(ببكاء):- هل وجدتموه حقا يا مياااااري ؟
ميار:- أجل يا حبيبتي وجدناااااه ، صدقيني أدفع كل ما لدي وأحظى بقربكِ الآن فلا ينقصني غير حضنكِ يا جوزي
جوزيت(مسحت دموعها):- ليتني أستطيع …
ناريانا(اتكأت على كتفها):- مبروك عليك يا سبع ، يتربى بعزك يخويا
ميار:- ههه ريانا مشكورة يلا شدي الهمة وفور عودة الربان لنفرح بكما
ناريانا(رفعت نظرها صوب خوري الذي كان يحتسي مشروبه ببرودة):- أخشى أن ذلك بعييييد …
جوزيت:- أ…مياااار أين الولد هاه هل يحضره إياد ؟
ميار:- غدا سينهي إجراءات ترحيله ومساء يكونان هنا غالبا
جوزيت(بتلعثم):- هل ..هل أنت سعيد ؟
ميار(بعيون فرحة):- إن هذه الفرحة تضاهي فرحة معرفتي ببقائكِ على قيد الحياة
جوزيت(بتأثر):- لهذه الدرجة تحبني ؟
ميار:- عودي لي …دعينا نجمع شملنا يا جوزيت أنا وأنتِ ورامي ..، ألا تتشوقين لرؤيته مثلي هو قطعة مني يا جوزتي ؟
جوزيت(بحزن):- ليته كان مني … لكن أنت أنا لذلك حقا حقا سعيدة لأجلك
ميار(تنهد بأسى):- ما زلتِ على موقفكِ إذن ..فهمت لكنني لن أضغط عليكِ كوني أعرف بعودتكِ قريبا ، أشعر بذلك هنا بقلبي
جوزيت(ابتسمت):- لو أشرت لمكان آخر كنت صدقتك أكثر ههه
ميار(عضعض شفاهه):- معنا طفلة …احم ميسونتي ؟
ميسون:- نعم عمو ميار ؟
ميار:- هل لي بلحظة مع عمتكِ جوزيت ؟
ميسون(نظرت للهاتف):- تمام … إلى اللقاء عمتو جوزيت وسلمي لي على رفاقك
ميار(عقد حاجبيه ثم انتبه لعيون جوزيت التي كانت تنظر للأمام بينما ناريانا بجوارها):- من معكما يا جوزيت ؟
جوزيت(ابتلعت ريقها حين أشار لها خوري بالهدوء):- لا أحد ..أفكر بشكل صغيرك رامي أتراه يشبهك ؟
ميار(بابتسامة عارمة):- أكيييييد من سيشبه الفهد إن لم يكن لأبيه ….
جوزيت(تحركت حنجرتها بثقل):- حسن إذن …سأنتظر بلهفة التعرف عليه ، ستدعني أتعرف عليه صح يا ميار ؟
ميار:- ستكونين ثالث رابع اففف بالعرين قبيلة ، لكن تأكدي أنكِ ستكونين امرأة مهمة ليتعرف عليها لأنكِ ستصبحين أمه عما قريب
خوري(أفلتت منه ضحكة شقية):- إنه حالم جداااا هه ..
جوزيت(نظرت إليه ثم عادت لميار):- ميار أنتظر منك الأخبار الطيبة ، وداعا
ميار:- لحظة كنت أريد …تت فصلت
جوزيت(نهضت من محلها):- هل لي أن أعرف سبب سخريتك منه ؟
خوري(وضع رجلا على أخرى):- بدون تعليق
ناريانا(رمقت حزنها):- على الأقل قدر وضعها فهي تعرف للتو بأن ربيبها عائد لحضن والد أطفالها …
خوري(رفع يده بتأسف مزيف):- نستسمح
جوزيت(أمسكت على بطنها):- كان علي التقاط المكالمة بالبيت لكن … ليست مشكلة
خوري:- هيا جوزي ، هل تتخذين موقفا مني ؟
جوزيت(مطت شفتيها):- حبيبي خط أحمر يا خيري ، لطفا لا تنسى ذلك مستقبلا
خوري(قطب حاجبيه):- مثير للانتباه علما أنه فرط فيكِ سابقا ، كيف تدافعين عنه بينما الفرحة تقفز من عينيه للقاء ابنه من امرأة غيركِ ؟
جوزيت:- لا أسمح لك يا خيري من فضلك لا تجعلني أغضب منك
ناريانا(نهضت):- دعيني أرافقكِ للبيت
خوري(حرك فكه):- الفرحة تتبدد يا جوزيت دعينا نرى ما يوجد خلف الصورة
جوزيت(بانفعال):- ما قصدك ؟
خوري(نهض وهو يرتب قميصه):- قصدي أنه حان وقت النوم ، أمسية طيبة وشكرا للعشاء كان تحفة برفقتكم
ناريانا(أمسكتها من كفها):- رافقيني يا حبيبتي ، دعيكِ منه إذ يبدو أنه أثقل في المشروب
جوزيت:- لا أعرف لم يتحدث هكذا ، ثم هو يكره ميار وهذا أشعر به في كل مرة آتي بسيرته أمامه أتراه يشعر بشيء تجاهي ؟
ناريانا(فتحت عينيها على وسعهما):- إطلالالالاقا لا يمكن لأنه لأنه …أصغر منكِ أجل ثم هو هو مثل أخيكِ أليس كذلك ؟
جوزيت(رفعت حاجبها):- منذ متى تدققين بالأعمار يا ريانا مع العلم أن جلَّ رفاقكِ كانوا يصغرونكِ عمرا ؟
ناريانا(حولت عينيها):- ها هي ذي ستأتي بسيرة شبان نيوزيلندا ، ما ذنبي لو كانوا يافعين الله الله ثم نحن أين وحضرتكِ أين بفف …
جوزيت(اتكأت برأسها على كتف ناريانا وهما تسيران للمنزل):- وجده يا ريانا ، أرأيتِ فرحته يااااه ليتني جواره كنت الآن …لكن مع ذلك هنالك شيء متوجس بداخلي
ناريانا:- تت دعينا نخلد للنوم لقد سهرنا كثيراااا …هيا يا عمري ننام وغدا نفكر
نظرت صوب منزل خوري وهي تشعر بدورها بالتوجس منه حين ألقى بنظرة ماكرة صوبها جعلت جسمها ينتفض ببرودة لتجذب ذراع جوزيت نحو الداخل هربا منه ، في حين هو دخل بأبهة ليجد جابر يجلس بالحديقة الداخلية وهو يحمل كوب مشروب ويعتليه الهم والغم ..ابتسم لمنظره ثم لم يوليه اهتماما حين أمعن السمع لنحيب هاجر فقد كانت غارقة في دموعها مما جعله يبتسم أكثر براحة ويستمر …
هبة(كتفت يديها):- حضرتك حددت كل شيء إلا غرفة نومي ، بم أنه محظور الدخول لغرفة خادمتكِ السابقة فهل لي ببديل لأنني أشعر بالتعب ولجسدي حق في الراحة
خوري(مال برأسه وهو يطالعها):- ما زلتِ جميلة يا هبة رشوان ، تبدين أصغر من عمركِ الحقيقي ترى ما سر التوليفة ؟
هبة(تقدمت خطوة إليه):- أنني لم أؤذي أحدا لا من بعيد ولا من قريب ، لم أنم وأنا أتسبب بدموع الأشخاص المولين لي ولم آكل حق أحد أو أدمر سعادة أحد.. …هل وصلتك الوصفة الآن ؟
خوري(تقدم نحو مشربه ليصنع كأسا له):- من حديثكِ أفهم أن هاجر أخبرتكِ ؟
هبة:- يحبان بعضهما فلم ترغب بتفرقتهما ومعاقبتهما بهذا الحكم الظالم ؟
خوري(وضع قطع الثلج ليحرك المحتوى ويتجرعه دفعة واحدة):- أولا … لا يوجد حب في مجمعي السكني بل في إمبراطوريتي كلهااااا ، ثانيا أعاقبهما على تخطيهما للحدود ، ثالثا أنتِ مجرد خادمة هنا ولستِ محامية دفاع يعني لو كنتِ تحملين جينات التحقيق والمحاماة الوراثية بعائلتكم فقد وضعتِها بآخر شجرة تفصل بين الطريق العامة ومجمعي هذاااا …وصل ؟
هبة(بتأفف):- أين أناااااام ؟
خوري:- انعطفي من ذلك الرواق واختاري أي غرفة على اليمين ، وإياكِ …إياكِ وأن تقتربي من الغرفة المطبوع عليها حرف سين
هبة(رفعت حاجبها):- أهي غرفة سرية عجبا ؟
خوري:- حذرتكِ مرة …فلا تجبريني على تحذيركِ مرة أخرى لأنني لن أتهاون
هبة:- ما همي أرغب بالنعاس لا غير …تصبح على هداية بال
خوري:- دعوة جديدة اممم سأبدأ بالتعود على طرافتكِ يا رشوانية
هبة(حركت رأسها وهي تسير مبتعدة عنه):- آه يا أمي …آآآآه على حضنكِ الذي يبدو لي كالجنة الآن ، لكن هل عرفتِ بغيابي أم ما زلتِ غاضبة مني ؟؟؟؟
والله لن نعرف حتى نذهب لبيت الراجي ، لكن الآن نحن بحاجة لترتيب الأمور علنا نجد رابط الوصل بينهم … فالخبر المشاع قد أربك الوسط ما يعني أن ردود الأفعال ستكون مختلفة من شخص لآخر
رقية:- يعني اشتقت إلي ؟
إياد:- طبعا يا قلبي اشتقت لكِ ، تعرفين الظروف وموضوع ابن أخي قد لخبطنا قليلا
رقية:- كثيرا وليس قليلا لكن الحمدلله تكللت محاولاتنا بالنجاح ، سعيدة لأجلك
إياد:- يجب أن تسعدي لأخي يا رقية ، متى نبدد الغيمة السوداء بينكما ؟
رقية(بامتعاض):- حين يعترف بي ككنة مستقبلية لعائلتكم ، فحضرته يهددني بالتغيير طواااال الوقت مشكور
إياد:- هههه تمام يا مجنونتي دعيني أنام فغدا يجب أن أكون ببيت مدير المؤسسة
رقية:- هييه حذااااار أن تزهق عيونك لبوصتين نحو ابنة المدير مفهوم ؟
إياد:- أي أشعر بتأجج نيران الغيرة لكن مهلكِ فهي مجرد طفلة ههه ، يلا حبي نلتقي
رقية:- أنتظرك يا حبيبي
إياد:- آه لا تنسي أن تعلميني بحالتهما كل الوقت ، لا أريد أن ينشغل بالي
رقية:- آه يعني كيف سيتطور الحال فواحد بغيبوبة والثاني ما زال تحت العناية المشددة ، دعواتك فقط يا إياد
إياد:- لا تقلقي فالعناد صفة مشتركة بينهم وبين آل الراجي ، سيتجاوزانها حتما
رقية:- آمل ذلك
إياد:- لم تخبريني ماذا عن وضع نور ؟
رقية:- حاليا ستبقى بالسجن بضعة أيام على ذمة التحقيق ، بعدها نرى الوضع
إياد:- لا تسجن صحيح ؟
رقية(زفرت بأسف):- العلم عند الله ، سأبذل جهدي
إياد(انتبه لاتصال آخر):- تمام رقيتي ، نكمل لاحقا تصبحين على خير وأخبارا طيبة …/ ألو نعم جدتي ؟
نبيلة:- جيد أنك لم تنم بعد يا ولد ، هل اتصلت بهبة ؟
إياد:- ولم سأفعل ذلك ألستِ معها ؟
نبيلة:- لو كنت معها هل سأسألك ؟
إياد":- تقنيا لاء ، طيب غالبا أنتِ ببيت العائلة لأجل نور خيرا فعلتِ فأكيد هم في وطأة مريرة حاليا ثم هبة لن تتأذى ستنتظركِ وتقدر الوضع
نبيلة(أغمضت عينيها وفتحتهما على وسع):- فهمت
إياد:- ماذا يا جدتي ؟
نبيلة:- فهمت أنك لم تتواصل معها قط ، هيا التفت لعملك ونتواصل لاحقا
إياد:- مهلا …هل أنتما متخاصمتين ؟
نبيلة(بصوت ممتعض):- شبه ذلك
إياد(هز رأسه):- كنتِ اشرحي لي ذلك من البداية ، عموما سأتواصل معها وما إن أصل لشيء منها سأخبركِ ثم لا تبتعدي عنها إنها رقيقة وحساسة المشاعر
نبيلة:- تصبح على خير
إياد:- وأنتِ من أهله يا أعند راجية عرفتها بحياتي
نبيلة(أفلتت منها زفرة عميقة):- سلام ..
نضال(حركت لوح الشطرنج):- دورك يا أستاذ إياد
إياد:- تضايقت يا نضال دعيها لغير مرة
نضال:- إذا دعني أغفو فغدا لدينا عمل كثير ، بالمناسبة هل أنا محسوبة على إفطار المدير وابنته المعجبة ؟
إياد:- لقد غفلت عن ذكر هذه النقطة أمام رقية لذلك ، حبذا لو نحافظ ع المساحة
نضال:- لا عجب أنك شقيق الباترون
تنهد عميقا ليستغرب إعجاب هذه الفتاة بفنه كل هذا الوقت دون أن تلتقي به ولو لمرة واحدة وجها لوجه ،حاول تذكرها فأكيد رمق الكثيرات بمعرضه الأخير إنما برقت عيناه حين تذكر أن ميار حضره بدلا عنه ….ضرب بقبضته في الهواء غيظا لكنه لم يتمكن من الغضب أكثر من دقيقة فقد حدث ما حدث ولا يسعه تغيير الأحداث أو إعادتها للخلف وعليه قرر التعرف عليها مجاملة لأبيها لا غير … حسن سنفعل ذلك ونتعرف بدورنا عليها لكن ليس قبل التعرف على أول ليلة كانت فيها الأحداث مليئة بالجديد …



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 03:55 AM   #984

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

أول ليلة في السجن
كيف ستكون عجبا … مظلمة قاتمة حزينة كئيبة وفيها تعرض شرائط الذكريات كلها بحلوها ومرها ، الحسرات تتكرر مع كل تنهيدة مريرة تخرج من القلب ، بينما الندم يعضعض آخر جذور للصبر بداخل الذات ..، حتى أن التفكير ينخر كالسوس في العقل ويعطي احتمالات النجاة لو أنه لم يتم التهور والتصرف بحذر أكثر ، تعد الإحصاءات في فرص الخلاص من ذلك المأزق .. لكن ، هنالك شيء اسمه قدر يفوق كل التوقعات ويضع المرء في موضع لم يخطر ع باله قط …
لدينا سجينات كثيرات في هذه الرواية ، ليس مهما أن يكون سجن الشرطة أو المختطفين فقد يكون سجن أفكار أو ظروف أو بيئة فرضت على المرء عيشها رغم أنها غير مقبولة …حيثيات بسيطة قد تؤدي إلى دخولنا إلى حجرة مغلقة بداخلنا لتحكم قبضتها علينا وترفع جدرانها وتبقينا أسرى تحت رحمتها رغما ، ..خلافا عن السجينات الأخريات فلدينا مثلا سجينتين معروفتين وهما الأختين نور وميرنا واحدة في سجن الدولة والأخرى في سجن البشر اللعين ، وهذه الأخيرة ذاقت هذا الوجع قبلا عندما كانت في قبضة البارون ، لكن نور ..فتلك كانت أول مرة لهااا
نهضت من ذلك الفراش الذي تفوح منه رائحة العفن الملتصق بحاشيته ، مما يدل على مرور الكثيرات عليه لم تستطع تخيل النوعية التي نامت فوقه وكيف كان شكلها أو منظرها أو ما مدى نظافتها من وسخها ، لم تستطع التحديد فذلك جعلها تنتفض وهي تمسح على شعرها بجنون لتدور في تلك الأمتار القصيرة بغية الفكاك من سير أفكارها النتنة التي راودتها منذ أن تم تزويدها بذلك الطعام البارد الجامد كروح ذلك المكان برمته …السبب كان من طرف حمزة الذي جعل الوضع سيئا عليها ، فقد حرص رامز على راحتها لكن قام حمزة بتغيير الأوضاع دون معرفة من أحد لكي يؤذيها أكثر ويخيفها أكثر ..يخيفها ؟ ننن هل ستخاف منه حقا ؟
نور(مسحت دموعها وهي تنظر لنافذة الباب الحديدي):- أيهاااااا الحاااااااارس ، يااااااا هذاااااا أخرجني من هنااااااااااااا حااااااااالا ، أيهاااااا الحاااااااااااااااارس
الحارس(رفع عينه عن هاتفه):- إنني ألعب جولة مهمة فلا تجبريني على الخسارة لأنني سوف أحرمكِ من وجبة الإفطار صباح الغد …
نور(ضربت على الباب أكثر):- قلت لك افتح هذا البااااااااااااب اللعين يا قذر
الحارس(عقد حاجبيه مركزا في جولته التي خسر فيها):- اللعنة على من جلبكِ إلى هنا ، ماذااااااااا بكِ هل ستخرسين أم أقحم بفمكِ قطعة قماش مغموسة في قاذورات الحمام ؟؟؟؟؟
نور:- أحضررررر لي المحقق حمزة حاااااااااااااالا حااااااااااااااالاااااااا اا
الحارس(نهض إليها):- تبا لصوتكِ الذي يصم آذاني ، اخرسيييييييييييييي
نور(ارتدت حين أغلق نافذة الباب وجن جنونها أكثر):- أحضر الكلب حمزة أحضررررررررررررره وإلا سأصيبك بوجع رأس مستمر لثلاثة أشهر ، فلن أصمت لن أصمتتتتتتتتتتتت
الحارس(عاد للخلف):- تبا على هذه النوعية حقا بدأت تصيبني بوجع الرأس ، يا رفيق أينك اتصل حالا بالمحقق حمزة وأبلغه أن الفتاة المحتجزة قد فقدت عقلها بالكااااااااااامل
حمزة(بعد برهة كان يخطو خطواته نحو زنزانتها):- كم دام من الوقت وهي هكذا ؟
الحارس(ممسكا على رأسه هو ورفيقه):- ساعة ونصف وما كانت تهدأ
حمزة(رفع يديه بيقين):- إنها عنيدة ، هيا ارحلا من هنا لبعض الوقت سأكلمها قليلا
الحارس:- هيا هيا سنشرب قهوة لعلنا نعيد الهدوء لرأسيناااا آآآخ
حمزة(انتظر ذهابهما واقترب من بابها ليفتح النافذة):- اهدئي لقد أتيت
نور(توقفت عن الضرب ثم ألقت بالصحن الحديدي الذي كانت تطرق بيه):- جيد
حمزة(فتح باب الزنزانة وأغلقه خلفه ليزيل سترته ويتقدم نحوها):- اشتقتِ لي ، ألهذا افتعلتِ كل هذه الضوضاء ؟
نور(بنظرة لؤم):- أخرجني من هذه الزنزانة القذرة لأنني لا أستحق ذلك
حمزة(كتف يديه):- حقا …أكنتِ تتوقعين جناحا في فندق خمس نجوم نور هانم ؟
نور:- على الأقل ليس على هذا السوء
حمزة(اقترب منها):- تعمدت ذلك وللصدفة لا تملكين حق الاعتراض
نور(اقتربت منه خطوة):- أتعتقد أنك قادر على تخويفي أو ثنيي عن قراري ، لالا أكيد أنت لا تعتقد بأنني سأخنع لعرضك الشبيه بملامحك السخيفة ؟
حمزة(صغر عينيه فيها):- ستخنعين يا عيون الغزال ، لا يمكنكِ أن تكوني بمثل هذه السذاجة يا عزيزتي
نور(أشارت نحوه):- أولا أنا لست عزيزتك ، ثانيا دع بيننا مسافة لا تقل عن خمسة أمتار وثاااااالثا كل ما تفعله فيني سأجعلك تأخذ حسابه بضريبة مزدوجة
حمزة(مد يده ليمسح على شعرها لكنها ارتدت للخلف فجمع قبضته):- حسنا ، دعيني أبسط الموضوع لكِ ..أنتِ في موقف سيء جدا فؤاد رشوان تعرض لعمليتين حساستين في نفس اليوم وحياته في خطر محدق ، يعني استيقاظه وتعافيه مرهون بالوقت ،..وأنتِ لا تملكين ذلك الوقت لأن كل ساعة تمر ستبقيكِ هنا في ضيافتي الرائعة
نور(بنظرة صارمة):- ماذا تريد مني ؟
حمزة:- أن تُطلَّقي منه وتصبحي زوجتي
نور:- في أي كابوس تعيش يا سيد حمزة ، ههه ثم ألا تخجل من نفسك الرجل بين الحياة والموت وأنت تتغزل بزوجته
حمزة(بانفعال مكتوم):- لأنني وقعت بغرامكِ يااااااااااااا هذه
نور(عادت برأسها للخلف لتطلق ضحكة صاخبة):- هههههههههه …..لا والله وقعت بغرامي إذن ، إنها نكتة 2019 ثم يعني يا بعدي أنا ما مشكلتي ؟؟؟؟؟
حمزة(اهتزت حدقتيه):"- أنتِ …..ستكونين لي سواء بموته أو بحياااااااااته
نور(ضربت الأرض بقدمها):- في داخل جمجمتك الصدئة سمعت ؟؟؟؟؟؟
حمزة(أمسكها بجرأة من خصرها ليدفعها نحوه):- أتظنين بأنني غير قادر على فعل أي شيء أريده هنااااا ، يمكنني أن أؤذيكِ بشكل سيء ولن يتجرأ أحد على إنقاذكِ ولا حتى المهرج الذي يدعى رامز هو وحضرة نائبه المبجل ….لماذا لأنني هنا أملك سلطة تجعلكِ طوعا بين ذراعي
نور(لم تهتز شعرة منها بل رفعت قدمها ودكتها بقوة فوق قدمه وضربت وجهه برأسها):- هذااااا عندما لا أكون نور الرااااااااجي
حمزة(صرخ وهو يعود للخلف متألما من ضربتها):- هل نطحتني برأسك ؟
نور(رمقته وهو يمسح الدم من أنفه):- لطفا امسح مخاطك الممتزج بدمك فمنظرك تقشعر له الأبداااااااان
حمزة(تراجع للخلف):- سأعوووود إليكِ ، صدقييني ستكونين لييييييييييي
نور(مسحت يديها فور خروجه وركضت للسرير الذي جلست فوقه وهي تلهث ممسكة على رأسها):- تبا لرأس الحمار أي آلمتُنِي لكن هل سيؤذيني حقاااااا ، لن أسمح له ولو على جثتي يجب أن أخبر رامز بذلك غداااااا ،..يجب أن أخرج من هنا وأنجو من هذا الخسيسسسسسس الكلب العفن تف لامسني الحقير الحيوان بأي حق إن لم أجعله يندم لن أكون أنااااا نور ر……قال أن فؤاد خضع لعمليتين حساستين اليوم أتراه في حالة حرجة حقااااااا ، يا إلهي ماذا فعلتِ يا نور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وضعت وجهها بين يديها وراحت تهزه برتم التوتر المعهود ، كانت تحرك قدمها اليمنى وهي تنظر في الفراغ فجأة أمسكت على صدرها لبرهة وهي تذكر ملامح ابنتها التي جعلتها تذرف دمعتين حارقتين ، رفعت بعدها يديها لتدعو الله ليخرجها من ذلك الضيق لعله يستجيب لدعائها وينجيها من ذلك المصاب الذي سقط على رأسهم مثل البلاء …
دينا(وهي تمسك على صدرها أيضا):- أينكِ مامي … هل هان عليكِ بابا فؤاد لتؤذيه هكذاااااا ، ماذا لو مات كيف سأعيش ماذا لو ماما بقت في السجن هئئئئئ اهئئئئ ….
جمانة(كانت تنظر حولها وهي تتسلل عائدة للبيت في ذلك الوقت المتأخر):- هههف جيد لا أحد انتبه لي إنهن جميعا بالصالون الثاني ، افف سأركض سريعا للغرفة هممم تت كأنه صوت بكااااء ؟
دينا:- اهئئئ لا أريد رؤية أحد دعوني وحدي
جمانة(جمعت قبضتها بعد أن طرقت الباب الذي فتحته ودخلت):- دينا ؟؟
دينا(دكت رأسها بوسائد أمها):- اخرجي جمااااان
جمانة(دخلت ووضعت حقيبتها جانبا ثم تحركت إليها):- صغيرتي ما الذي يبكيكِ ؟
دينا:- هذه أول ليلة أقضيها بدون أمي …يعني يعني كنت قد بعثتها لأبي أي لعريسها ولم أتوقع أن تقضي ليلتها الأولى في سجن ، اشتقتها أريد أمي
جمانة(جلست بوهن على طرف السرير):- آآآآه …وأنا اشتقتها وأريد أمي
دينا(نهضت برفق):- كيف استطعتِ التعايش بدونها كل هذا الوقت ؟
جمانة(أشارت حولها):- لأنني أعيش بين عائلة تحبني
دينا(قطبت حاجبيها):- لا أقصد الإساءة ، لكنها ليست عائلتكِ فكيف استطعتِ رغم ذلك ؟
جمانة:- إنها الحقيقة ، أنتم لستم عائلتي بالدم ولكنكم عائلتي بالروح …منذ أن وطأت هذه العتبة وأنا أشعر أنني ابنتكم وفرد منكم ، وبسبب ذلك الإحساس الطيب تخلل الاطمئنان إلى قلبي وبدأت أتعود على حياتي بينكم ..لكن ذلك لم يغلف اشتياقي لأمي رغم تخليها عني في ظروف غامضة إلا أنني أكنُّ لها الحب وما زلت في انتظارها كل يوم
دينا:- الأمر صعب …أنتِ تستطيعين ذلك لأنكِ كبيرة
جمانة:- وأنتِ كبيرة .. ماذا قاربتِ على الدخول في الخامسة عشرة يعني ستصلين لعمري قريباااا لذلك تصرفي على ذلك الأساس
دينا:- ما فهمت ؟
جمانة:- دعينا نضع الحرج جانبا …هل دخلتِ إلى حياة النساء ؟
دينا(بحرج ارتدت للخلف):- ليسسس بعد
جمانة:- لا تجزعي …إنها أمور طبيعية تحدث لكل فتاة ، لكن لأخبركِ أنكِ في العمر المناسب لنزول العادة الشهرية وإذا ما وصل موعدها فهذا يعني أنكِ كبرتِ
دينا(بتخوف):- يعني …
جمانة:- أنتِ لا تنفكين تتصرفين تصرفات صغار ، أقدر طفولتكِ ولكنكِ لستِ بعمر ميسون التي تتصرف بنضج عكسكِ أنتِ ،.. أنتِ كبيرة كفاية لتتعاملي مع الأمور بعقل متزن وليس بالبكاء ومسح المخاط بوسائد أمكِ يا دينا
دينا:- أنتِ تتحدثين بقسوة
جمانة:- هذا الدرس الأول الذي تعلمته من هجر أمي لي ، أما الدرس الثاني فقد تعلمت كيف أعيش بدونها وكيف أدافع عن نفسي ….ثم نحن نتحدث عن أمي الغائبة أما بالنسبة لأمكِ فهي لن تسجن بإذن الله يعني لن تغيب عنكِ فلا تبدئي حصة النواح باستباق أحداث ما زالت في علم الغيب
دينا:- أفكر لو قدر الله و…
جمانة:- حينئذ …سنجد طريقة نتعايش بها مع هذا الموضوع ، لكن الآن ستنهضين وتغسلين وجهكِ وتبدئين بالتفكير في دراستكِ وامتحاناتكِ لا يجب أن تهملي نفسكِ في خضم كل هذا
دينا:- لن أستطيع …لن يمكنني فعل شيء ما لم أطمئن على صحة بابا فؤاد ومصير أمي
جمانة:- ستفعلين لأن الأخبار الطيبة تأتي مع كل صباح …
دينا:- ماذااااا لو ؟؟؟
جمانة:- كفي عن التشاؤم فما زلتِ طفلة ولم تشهدي من الأوجاع ما يكفي
دينا(بحزن):- صدقيني رغبتي في البقاء طفلة بينهم يعفيني من تذوق تلك الأوجاع ، هل فهمتِ الآن سبب تصرفاتي تلك ؟
جمانة(تأثرت بجملتها):- يبدو أنكِ ناضجة أكثر مما كنت أظن … لكن حاليا أمامنا شوط يجب أن نقطعه امتحاناتك ودراستك هو ما يمكنكِ مساعدة أسرتكِ به تمام ؟
دينا(نظرت جانبيا):- سأحاول غدا ، لكن الليلة لن أفعل شيئا سوى الدعاء لأمي وأبي
جمانة(قطبت حاجبيها حين رمقتها وهي تتدثر بالغطاء):- حسن …ما رأيكِ لو أغفو بجواركِ الليلة ؟
دينا(بامتنان):- حقا تفعليييين ؟
جمانة(بابتسامة اضطجعت جوارها):- حتى أنني أفعل
دينا(انفجرت بكاء):- اهئئئئئ ستنجو مامي صح ؟
جمانة(احتضنتها بحنان):- ستنجو هي وعمي فؤاد …ياااارب …
مديحة:- يااااارب يا عواطف أختي وإلا ستكون البنت نور في موقف صعب
عواطف:- تتت لم فعلت ذلك فقط لو أعرف لو أعرف
سماح:- أكيد فعل الرشواني بها شيئا مشينا وإلا لم ستجرب قتل عريسها هااااا ؟
مديحة:- أكاد أتفق مع سماح يا أختي
عواطف(نظرت إليهما):- وأنا أتفق معكما لكنني لا أستطيع جمع فكرة محددة لذلك
رنيم(وهي تهدهد سجى):- غالبا الوضع يتعلق بوصاية دينا
مرام:- ولم سيتعلق بها طالما وافقته على ذلك من الأول ؟
عفاف:- أجل مرام على حق ، لالا الموضوع لا يتعلق بالوصاية غالبا بالعجوز ضرغام
مديحة:- لكن ماذا سيكون السبب إن عرفناه استطعنا جمع قطع الأحجية
جلنار:- ليست أحجية يا أمي فنور تعرف السبب يقينا ، ميرا أيضا تعلم ولكنهما لا تفصحان
عواطف:- تفعلان والله تفعلان بنا ذلك وتتركان الأسئلة تنخر بعقولنا دونما رحمة
سماح(تثاءبت):- اففف آآآه أشعر بالنعاس
سلوى(فتحت عينيها):- أنا غفوت محلي ، أقول لننام والصباح أمامنا
إخلاص:- أي نوم سيزور عيوننا وابنة عمنا بالسجن ، صدقوني أنتم لا تعرفون مدى سوء ذلك السجن بالمرة
مرام:- لم تفزعيننا يا إخلاص ؟
رنيم(نهضت):- سأضع ابنتي في سريرها وأنام فغدا علينا أن نجمع شتات الشركة ، الكل يسأل عن وضعية مديرتها مما سيضعنا في موقف شبهات يجب تلافيها بحذر
سلوى:- لأنهض أيضا كي أرافقكِ صباحا يا رنيم
إخلاص:- وأنا أيضا سنبذل قصارى جهدنا
عفاف:- سأصعد للاطمئنان على البنات فلم يسمع لهن حس منذ الواقعة
مديحة:- سيكون ذلك جيدا ، لكن ما رأيكن بما فعلته أمي رغم أننا فرحنا بعودتها للبيت أخيرااااا إلا أنها لم تبدو سعيدة بالعودة
عواطف:- صح يا مديحة ، ترى ما سبب قرار العودة وما الذي يكبس على نفسها هكذااا ؟
سماح:- ياااااحلاوة أحقا تسألان وكأننا ربحنا اليانصيب هذا الصباح بينما خبر الإجرام قد تصدَّر الصفحات الرئيسية باسم الراجي …والله هزلت البارحة نخرج في حملة للدفاع عن ابننا واليوم يخرج مجرم من عائلتنا يعني ،،، قد أعطينا للناس عظمة ليمضغوها
إخلاص(قطبت حاجبيها):- الحق يقال
مديحة(رمقت حزن عواطف ووقفت):- هيا هيا كل لغرفته لنستعيد بعضا من قوتنا لنجابه الأفواه غداااااا ….هياااا يا عواطف أمامي
عواطف(نهضت على مضض):- أي نوم يا أختي …أي نوووم في هكذااا توقيت
مديحة(تأبطت ذراعها وأشارت لهن):- كل لمخدعها هيا بدون تأخير … وأنتِ سأرافقكِ لغرفتكِ إذ يبدو أنكِ في حالة سيئة
عفاف(حركت وشاحها على رقبتها وصعدت):- لأتفقد البنات أولا ، هممم يبدو أن الموضوع أثر عليهن سلبا حتى البنت ليان لم تتصرف بسوء … يااااا بنات هل نمتن ؟
فتحت باب غرفتهن بعد أن وصلت للدور العلوي ووجدت شيماء غافية بسريرها ، بينما عدلت نهال نظاراتها لترفع الهاتف بيدها في حين اتضح أن مكان ليان فارغ ..
عفاف:- أين ليان ؟
نهال(أزالت سماعات الأذن):- ماذا هناك ؟
عفاف:- أسألكِ أين هي ليان ؟
نهال:- وهل أنا أمها ما يدريني يعني ظننت أنها معكم
عفاف(قطبت حاجبيها):- لم تكن بالأسفل ،و يزن غفي قبل ساعات بغرفته
نهال(بسخرية):- آه اتضح أنني لست الوحيدة التي تتصرف على هواها في هذا البيت ، يلا قد ظهرت لأجلكم واحدة غيري لتنشغلن بها
عفاف(رفعت حاجبها):- لنضع سخريتكِ جانبا ، هيا أطفئي ذلك الهاتف ونامي فغدا ستستيقظين باكرا وترافقين عماتكِ للشركة المهددة بالخطر بعد ما حصل مع نور
نهال(أطفأته فعلا):- فهمنا فهمنا تصبحين على خير
عفاف:- سأبحث عن تلك البنت الطائشة بنفسي ، ولا داعي لقلقكِ عليها يا ابنتي
نهال(فهمت سخرية أمها):- أنتِ تبلين جيدا يا عفاف ، مرحى
عفاف(جذبت الباب خلفها):- يا الله على هذا الجيل …لنرى جمانة ودينا هممم وهذه ليست بغرفة ميرنا أين البنات الله الله …
جمانة(التفتت للباب حين فتح):- بهدووء
عفاف:- هاه أنتِ هنا إذن ، ما بها دينا ؟
جمانة:- غفيت بدموعها ، أشفقت عليها فقررت المبيت هنا الليلة
عفاف:- آه لقلبكِ الكبير يا حبيبتي خيرا فعلتِ ، تمام سأتراجع تصبحين على خير
جمانة:- وأنتِ من أهله خالة عفاف
عفاف:- لحظة هل لمحتِ ليان ؟
جمانة(ابتلعت ريقها):- ليس لدي فكرة
عفاف:- ماشي لا تنشغلي ليلة طيبة …
جمانة(عضت طرف شفتها ونظرت جانبيا):- لو أخبرتها أنني لمحتها تصعد بسيارة داكنة اللون مع أحدهم سأخلق مشكلة ، لكنني سأواجهها غدا وحدنااااا
عفاف(نزلت وهي تزفر عميقا):- يا رب أين هذه البنت ؟
جلنار(خرجت من المطبخ وهي تشرب الماء):- ما بكِ يا زوجة ابن عمي تحادثين نفسكِ ؟
عفاف(أشارت لها بهمس):- تعالي تعالي لأخبركِ ، البنت ليان غير موجودة في البيت
جلنار(فزت عيناها وهي تعطي القنينة لعفاف):- والله …وأين الأفعى الصغيرة ؟
عفاف:- لا ما تحكي عليها هكذاااا
جلنار:- أمان ..أمها أفعى وجدَّتها أفعى فماذا ستكون البنت حرباء ؟
عفاف:- إنها غير موجودة يا جلنار ، أين يمكن أن تكون ؟
جلنار(رفعت بصرها للأعلى):- غالبا لن ينتهي هذا اليوم التعيس ، تمام هدِّي سأبحث خارجا علها تكون في العتبة أو ما شابه
عفاف:- أرافقكِ طبعاااا يلا أمامي
فتحتا الباب ولكن لا أثر ، حتى أن الرجال المزروعين هناك لم يبدو أي معلومة عن خروجها من البيت ، فهمتا أنها غالبا غادرته باكرا أثناء لخمة الجميع ..رفعت جلنار هاتفها وأخذت تتصل بها لكن دونما رد وعليه قررتا إيقاظ أمها لعلها تملك فكرة ، فما كان من سلوى إلا الجلوس وضرب فخذيها معا وهي تبكي وتنوح
سلوى:- خطفووووا زهرة حياتي خطفوووها
عفاف(وهي تحاول تهدئتها):- لو تخفضين صوتكِ كي لا نحدث جلبة ، أكيد البنت هنا أو هناااااك
جلنار:- تصرفها غير صائب أين خرجت في هذا الليل ؟
سلوى:- والله أخذتِ الطبع من أهل العلم والمعرفة
عفاف:- أتقصدين ابنتي بكلامك ؟
سلوى(باحتدام):- أجل ابنتكِ من أعطتها العبرة فراحت ابنتي تقلدهااااا
عفاف(بامتعاض):- ع أساس أن ابنتكِ ملاك ؟
سلوى:- ماذاااا تحاولين أن تقوووولي ؟
جلنار:- هشششش اخرسا منكِ لها ستوقظان كل البيت
سلوى:- وليستيقظ أريد ابنتي حاااااالا
ليان(فتحت الباب ودخلت مهرولة):- ماما أنا هنااااا
سلوى(هرعت لتمسكها من ذراعها):- أين كنتِ ياااااااا بنت ؟
ليان:- ببيت الخالة نجية أجل فتامر كان يساعدني في ترتيب بعض الصور التي سآخذها إلى وكالة عرض الأزياء غداااا
سلوى(عانقتها):- أوووه يا حبيبتي تمام يا عمري قلقنا عليكِ لا غير ، هيا اصعدي للنوم لأرافقكِ يا ابنتي الحبيبة
جلنار(أغمضت عينيها وفتحتهما بهزل):- هل هذه هي خلاصة بحثنا ؟
عفاف(هزت كتفها):- شكلها بخير دعينا ننام وغدا نتأكد من صحة قولها على مهل
جلنار:- هو كذلك ، نوما هنيئا ويا زوجة ابن عمي لطفا روحي نامي لا أرغب باكتشاف مفقود آخر حتى صباح الغد ممكن ؟
عفاف:- هههه …ماشي يختي
سلوى(دفعت يد ابنتها ما إن اختفتا عن الأنظار بالدور العلوي):- أين كنتِ هل تحسبينني صدقت الهراء الذي تفوهتِ به أسفله ؟
ليان(دلكت يدها):- أي يا أمي آلمتِ يدي ، ثم لم سأتفوه بالأكاذيب اسألي الخالة نجية
سلوى:- حتما سأسألها
ليان(بتوتر):- كيف ..هل ستحرجينني أمام الخادمة يا أمييييي ؟
سلوى:- هذا يعني أنكِ خائفة من كشف كذبكِ هااا ؟
ليان:- لو سمعتكِ جدتي لقالت عنكِ ثقيلة الفهم ، عذرا للفظ لكنه كذلك فأنتِ ستضعينني في موضع شبهة أمام خادمة
سلوى(حركت فكها):- إن نجوتِ هذه المرة ، فلن تفعلي المرة المقبلة فانتبهي لتصرفاتكِ من الآن فصاعدا مفهوم ؟
ليان(قبلت وجنتها):- شكلكِ متعبة يا ماما خذي قسطا من الراحة
سلوى(ضربت كفا بآخر وهي تعود أدراجها للأسفل):- آآآآه …. أنا كيف سأضبط هذه الفتاة سوف تجعلني أتصرف معها بحزم ، لا ينقصني أن تفضحني معهم افففف ….
نزلت تحادث نفسها حين سمعت صوت فتح الباب لتنتبه لدخوله
سلوى:- هيييه من جااااء ييي طاااارق أفزعتني يا ابن خالي
طارق(علق سترته بالمشجب ثم وضع حذاءه جوار الباب):- شتت اهدئي لا توقظي أهل البيت ، لم ما زلتِ مستيقظة ؟
سلوى(بتلعثم):- تفقدت البنات … نائمات بسلام لكن ما الذي جاء بك ؟
طارق(رفع حاجبه وهو يتحرك نحو الرواق):- أليس هذا بيتي أيضا ؟
سلوى(بتوتر):- ليس القصد وإنما …لم نعتد على ذلك
طارق(بتجاهل):- اعتادي إذن …
سلوى(لاحقته حتى استدار من الرواق):- ذاهب إليهاااااا …تبا ما الذي يحبه في تلك المملة الرتيبة ؟؟؟؟؟
طارق(فتح الباب على غفلة دون استئذان):- عفاف ؟
عفاف(جحظت عينيها بفزع حين التقطت بسرعة رداءها لتستر به نفسها):- طاااااارق ؟
طارق(كان مسمرا عيون الصقر خاصته فيها مشدوها مما رآه):- ا….أنا ..المعذرة
عفاف(هربت بسرعة خلف الباب):- أرجوك استدر لقد لقد فاجأتني
طارق(ابتلع ريقه مما رآه ليغمض عينيه):- س..سأنتظر هنا يمكنكِ الدخول للحمام
عفاف(مصمصت شفتيها وهي تنظر للقطع الموجودة على السرير):- هل هل يمكنني ..
طارق(تحرك صوب النافذة موليا ظهره):- طبعا طبعا خذي راحتكِ
عفاف(بسرعة التقطتهم وهربت للحمام):- يااااااااااااااا إلهي يا ويلكِ يا عفاف يا ويلكِ
طارق(فتح زر قميصه الثاني وهو يفتح بيده الأخرى شباك النافذة):- هففف …هه …
عفاف(بعد أن ارتدت ثيابها مسحت على وجنتيها المحمرتين بشدة من الخجل):- كيف سأخرج إليه ، بل كيف سأواجهه بعد هذه الفضيييييحة كان علي غلق الباب لكن ما توقعت دخووووول أحد افففف …
طارق(تحرك نحو الحمام لتفقدها):- عفاف هل أنتِ بخير ؟
عفاف(ابتلعت ريقها ثم فتحت الباب ببطء):- بخير…عذرا تأخرت لقد …احم هل كنت تريد شيئا يا طارق ؟
طارق(راقبها وهي تخرج بوجه ممتقع وبفستان نوم طويل):- لا ….جئت للنوم
عفاف(بتوتر رفعت غطاء الفراش):- آهاه …ستجد غطاء ووسادة بالدولاب
طارق(جلس محله بالسرير):- ما بكِ ؟
عفاف(بحرج دخلت فراشها ثم رفعته عليها):- لا شيء …
طارق(ابتسم من حالتها):- ع فكرة أنا زوجكِ …
عفاف(أغمضت عينيها ورفعت الغطاء على وجهها):- عذرااا منك ما توقعت دخول أحد
طارق(اضطجع بجوارها وهو يتأملها مولية ظهرها ترتجف كمراهقة صغيرة تم ضبطها):- حسنا التفتي إلي لأخبركِ بشيء
عفاف(التفتت بثقل ثم رفعت بصرها نحوه):- ماذا ؟
طارق(رفع يده ليمسح على شعرها الناعم):- أخيرا تخلصنا من الحجاب بيننا ، يعني أخيرا اقتنعتِ أنني زوجكِ ولست بغريب
عفاف(عضعضت شفتيها عفويا):- عادة اليوم
طارق(حدق في شفتيها اللذيذتين):- أعلم ..هذا يزيدني يقينا من أنني سعيد بزوجة أمينة مثلكِ
عفاف(وهي غير قادرة على النظر بعيونه):- ما زلت أشعر بالحرج
طارق(سحب يده):- لا تخجلي ..أنظري إلي
عفاف(تأملت لحيته ثم جمعت قبضتها وهي تشيح ببصرها بعيدا):- هممم
طارق(همس بأذنها):- لا تخجلي فأنا لم أنسى أبدا
عفاف(زاد ارتفاع خفقان قلبها):- اكح ….ا…أ هل ستنام هنا ؟
طارق(علم أنها وصلت حدها من الحرج):- إن لم تمانعي
عفاف(نظرت إليه بارتباك):- إنها غرفتك أيضا
طارق:- جيد بدأتِ تستوعبين ذلك أخيرا …
عفاف(ارحمنييييي):- أيمكنني أيمكنني أن أستدير الآن ؟
طارق(أومأ لها):- طيب
عفاف(بسرعة استدارت ورفعت الغطاء عليها):- اهئ لن أجرؤ على النظر بعيونه لعمر آخر
طارق:- ما زالت خوختي الشهية ، ما زالت تخجل مني وتتوتر يااااه أحقا هنالك من لا يغير فيهم الزمن أي شيء ؟
عفاف(شعرت به وهو يشاركها الغطاء):- يا إلهي
طارق:- اليوم كان عصيبا ، احتجت للعودة إلى هنا فالقصر بارد بدونهم
عفاف(تعاطفت معه):-… فترة وسيعود كل شيء على طبيعته
طارق:- طبعا …
عفاف:- هل غادر حكيم سألت عنه الخالة مديحة كثيرا اليوم
طارق:- ليس بعد ، حين يقرر أكيد سيمر بالبيت ليلقي السلام
عفاف:- وابنته هل سيتخلى عنها مجددا ؟
طارق(لاحظ ارتجافها):- أحيانا التخلي لا يعني النسيان والمضي قدما ، بل ربما يكون حماية وضرورة محتمة
عفاف(باحتدام استدارت إليه):- لا أجد أي مبرر يشفع له غيابه ، إنه يتخلى عنها لذلك لو تمردت وتجرأت بعد عودته أرجو ألا يحزن أو يتذمر
طارق:- نحن في حكيم وميسون أم في ابنتكِ وأبيها ؟
عفاف:- وما العلاقة ؟
طارق:- نامي يا عفاف …أنا متعب
عفاف(قطبت حاجبيها ثم بقيت على وضعها):- آسفة لو أزعجتك بكلامي ، لا أدري أشعر بأنني مستعيرة تجاه أي شخص
طارق:- أي شخص …متى دخلت للائحة الأشخاص يا ست عفاف ؟
عفاف(بتوتر):- لالا ليس القصد إنما …
طارق(ابتسم من تلاعبه بها):- اهدئي أمزح فقط
عفاف(شرت بالتعرق فعلا):- أهااا
طارق(استدار للجانب الآخر):- ليلة سعيدة
عفاف(امتنت من وجوده ثم ناظرت ظهره مليا قبل أن تبتسم بدموع):- أشكرك لأنك هنا
طارق(ابتسم بدوره):- خففي الإضاءة ولا تفكري كثيرا ، لدينا مشكلة عويصة لنصوب تفكيرنا فيها أكثر
عفاف:- حاضر …نوما هنيئا
طارق(همس في سره):- ترى …كيف حال أمي عواطف هل نامت ؟
مديحة(وهي تدلك يدها):- هل زال التوتر ؟
عواطف:- يدي تثقل علي كلما انزعجت ، هي بخير الآن تدليككِ أعطى نتيجة
مديحة:- بنت يا عواطف ما رأيكِ لو تفسحين المجال كي أنام جواركِ مثل الأيام الخوالي
عواطف(ضحكت):- ههه أذكر يا مديحة يييه كانت أياما جميلة
مديحة:- من كثرة جمالها لا أتمكن من تذكر شيء بعدها سوى الطوفان
عواطف(أفسحت لها المجال):- اضطجعي جواري يا أختي …فعلا عشنا أياما وذكريات لا يمكن أن يزيلها التاريخ
مديحة:- بنت عواطف أتذكرين القطة هرسيكي ؟
عواطف(برقت عيناها بتذكر):- آآآآآه تلك القطة اسمها تطلب منا وقتا حتى حفظناه
مديحة:- هههه البنت سمر كانت تناديها هر هر لكن حكيم أضاف سيكي فأصبحت هرسيكي
عواطف:- صح كانت تحظى برعاية خاصة من طارق وحكيم وسمر ، إخلاص لا كانت تخشاهم كثيرا
مديحة:- ههه طيب أتذكرين عندما أمسكت سمر ثوب السرير وقطعته لتفصل فستانا للقطة
عواطف:- أذكر الرقعة التي خلفتها في ذلك السرير فالمقص لم يتكرم بتقطيع الثوب فقط بل حتى مرتبة السرير ههه
مديحة:- سليم حين علم بالأمر هدد بقتل هرسيكي حينها نهض ابني الهمام دفاعا عنها
عواطف:- من صغره وهو يدافع عن الآخرين ، مع الأسف هرسيكي لم تكن مناضلة مثلنا فسرعان ما مرضت
مديحة:- كم لبثت في بيتنا ؟
عواطف:- قرابة أربع سنوات ونصف
مديحة:- أيوة هكذاااا ، له أتذكرين عندما قفزت فوق مائدة الطعام الذي انسكب على لحية عبد النووووور هههه
عواطف:- هههه والحساء راح يتساقط من شواربه كقطرات المطر ، يااااه على منظره ما زال بين عيني الآن
مديحة:- لا وزمجرة سليم كلها في كفة فقد جعلنا نجمع ضحكتنا بعد أن سحب غطاء المائدة وسكب ما تبقى في الأرض
عواطف:- كان طاغية لكن مع ذلك لم يستطع إيقاف ضحكاتنا نحن والأولاد
مديحة:- إطلاقا هههه
عواطف(تبلدت ملامحها):- كان ينبه على عدم اقترابها من سرير الطفلة
مديحة(رمشت بحزن حين مسحت على كتف أختها):- رحمها الله
عواطف(ابتلعت ريقها):- فعلا رحمها الله ، تخيلي لو كانت حية ليومنا هذا كانت أضافت مصيبة أخرى على رؤوسنا شأنها شأن بنات العيلة
مديحة:- هههه معكِ حق ، يلا رحمها الله ورحمتنا
عواطف:- من كانت لتشبه فيهن بنظرك ؟
مديحة:- يا ستي هي فريدة من نوعها لكن شعرها راجي بامتياز ، إنما عيونها فقد كان الحزن يكسوهما من على صغر وهذه النظرة لم تتغير قط …
عواطف:- كأنها كانت تشعر أن حياتها لن تكتمل
مديحة(بحسرة):- كانت تشبه ابني حكيم في تلك النظرة ، كلاهما كان الحزن يغلف غلالة أعينهما وكأنهما كانا يترقبان تعاسة أبدية
عواطف:- أجل … أتفق معكِ حتى أنهما كانا ينفران من بعضهما كثيرا ، لا أذكر لحظة اجتمعا بها
مديحة:- وحياتك حكيم لم يقترب منها أبدا وهي كانت تختار طارق عنه دوما ، حتى كبرت قليلا وصارت منعزلة عنهم جميعا بالواحد
عواطف:- فتحنا باب الجراح قلبي يوجعني أختي
مديحة:- يوووه ما بالنا على هذا الحديث كنا نحكي عن هريسكي
عواطف:- مديحة مهلا هل تتذكرين عندما تبرَّزت على ملابس سليم النظيفة ؟
مديحة:- هههههههه أذكره وهو يركض خلفها ليمسكها فقد توعد بقتلها ورميها خارجا
عواطف:- أنقذتها ميرا المسكينة لو لم تخفيها في العلية كان فتك بها …
مديحة:- هههه آه على الأيام
عواطف:- لو تتكلم الأيام همم
مديحة(شعرت بأسى أختها):- نغفو أختي ؟
عواطف:- نغفو يا مديحة فما تخطيناه يعطينا رصيدا إضافيا لتحمل المزيد
مديحة(أطفأت الإنارة):- ربي معنا …
عواطف(همست باسمها وهي تستدير للجانب الآخر ممسكة على قلبها):- ميسم
ندبة قلب ، جرح دفين ، وجع لا يخبو ، كلها مرادفات لاسم ميسم بالنسبة لعواطف ..لذلك تأوهت بصمت وهي تكابر دموعها بغية النوم فابنتها الأخرى في اختبار آخر لا تعلم كيف ستخرج منه ، ففي كلتا الحالتين ستكون خاسرة مع الأسف …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 03:56 AM   #985

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في صباح اليوم التالي
فتح عينيه على همسة اسمه المضافة مع هبة النسيم التي تلفح وجهه كل حين ، ارتفع من فراشه ونظر جواره لصغيرته الغافية في سلام …تحرك نحو الشرفة فوجدها مغلقة إذن من أين هبت تلك الريح الخفيفة ، فتح الشرفة وهو يدلك عينيه فأكيد كان يحلم …خرج للشرفة ووضع يديه على حافتها وهو يطالع حديقة العرين الجميلة جدا ، مالت شفته بابتسامة وهو يرمق فهود ميار وهم يلاعبون بعضهم في أقفاصهم بينما الحراس يتبادلون الحراسة …رفع بصره للسماء تكاد الشمس تشرق لذلك عاد أدراجه للخلف حين سمع اسمه مجددا "حكيييم" عقد حاجبيه واستدار مجددا بعدم فهم ….
حكيم:- بدأت تجن يا حكيم ، الموضوع أكبر مما كنت تظن وليس لعبة من المخلوقة ليندا أنت تسمعه هنا بعيدا عن قصرها الملعون إذن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ميسون(حكت عينيها وجلست محلها):- بابا حبيبيييييي هل ذهبت ؟؟؟؟
حكيم(انتفض من صراخها وهرع نحوها):- شتت حبيبتي أنا موجود
ميسون(ببكاء):- اعتقدت أنك ذهبت
حكيم(رمقها وهي ترفع يديها لكي يحتضنها فأمسكها بخفة وجذبها لحضنه):- اهدئي حبيبتي أنا هنا
ميسون(حكت جبينها في صدره وهي تغالب النعاس):- أرجوك بابا حبيبي أعطي لجدتي ليندا ما تريده وابق جواري …لا ترحل لا أقوى أنا
حكيم(تأوه عميقا وهو يداعب شعرها):- نامي يا عمري ما يزال الوقت مبكرا
ميسون(استسلمت للنوم):- لا ترحل ...
حكيم(تنفس عميقا وهو ينظر للشرفة مجددا):- تتت …أمر غريب ، بفف تذكرت الويل وها هي ذي تتصل اللعنة …./ ماذا يا ليندا أرأيتني بأحلامكِ مثلا ؟
ليندا:- قلبي شعر بأنك مستيقظ ، كيف حالك حبيبي ؟
حكيم:- أحسن بعيدا عنكِ
ليندا:- أجبرتني العشيرة على منحك 24 ساعة أخرى ، لذلك اجتماعك معهم سيكون ملهما والأفضل أن تتعود عليه لأنك ستزوره كثيرا
حكيم:- إن كنت قد دفعت ثمن معاشرتكِ بمقدمي أتظنين أنني سأرفض دفع ثمن آخر لقاء البقاء يوما آخر ؟
ليندا(رفعت حاجبها):-ألاحظ أن هواء الوطن قد أطلق سعة لسانك اللذيذ
حكيم:- لساني دوما مرفرف في مساحة التعبير، المهم ماذا تريدين من على بكرة الصباح ؟
ليندا:- القصر بارد بدونك يا حكيم
حكيم:- وهل أنا فحَّام حتى أزود قصركِ بما يرفع حرارته ؟
ليندا:- اي لو أخذنا جملتك على سياق سيء ستمنحنا أمثولة مذهلة
حكيم(أغمض عينيه ثم فتحهما لينظر لميسونته بحضنه):- لا وقت أملكه لكِ ، اختصري
ليندا:- أريد منك معروفا سأجازيك عليه فور عودتك
حكيم:- أسمع
ليندا:- تأكد إن لم تكن أي من أخواتي تدبر شرا لي ، هنالك رسالة وصلت لكل واحدة فينا تحتم لقاءنا بعد عدة أشهر واجتماعنا لن يكون نذير خير …ممكن ؟
حكيم:- سأتفقد فخرية هذا اليوم لأودعها ووقتها أفهم منها ما يحصل
ليندا:- هذا فقط … يلا أتركك لتنعم بدقائقك الأخيرة هناك
حكيم(تلكأتِ الحروف بجوفه):- لعينة …
ليندا:- وتحبك هههههه سي يو لوف
حكيم(ألقى الهاتف جواره ثم أعاد ميسون لمكانها):- إنها تبرع في حرق أعصاب الواحد في كل الأوقات ، تبا لهااااا ….
أسند صغيرته على وسادتها وقبَّلها في وجنتها ثم جذب شعرها ليشمه بحب ، ابتسم مرتفعا من جوارها ودخل لحمامه بعدها ارتدى ثيابه ونزل للأسفل ليجده جاثما أمام بوابة قصره يناظر البعيد .. لم يذهب إليه بل تابع نزوله للمطبخ حيث صنع فنجاني قهوة وصعد بهما إليه
حكيم:- صباحو
ميار(نفث دخان سيجارته):- حبيبي
حكيم(مد له القهوة):- يا صبااااح
ميار:- هه …
حكيم(رمق تبلد ابتسامته):- هل أنت متوتر ؟
ميار(تجرع رشفة من القهوة):- جداااا …اليوم أهم يوم بحياتي
حكيم(شرب أيضا):- على الأقل أنت مستعد نفسيا لقدوم طفلك ، أتذكر ما حصل معي بروما لم أشعر بشيء حتى دخلت ميسون لتركض إلى حضني وتناديني بابا هههه
ميار:- أذكر ملامحك يا رجل … فعلا كانت صدمة العمر لكنها أحلى صدمة
حكيم:- وهكذا سيكون معك أيضا …أحلى صدمة مجيء رامي ، متشوق ؟
ميار:- جدااااا
حكيم:- ألم تنم جيدا ؟
ميار(ارتشف مجددا):- لم أنم بعد …
حكيم:- سبب ؟
ميار:- توتر على قلق ، يعني … لا أدري أفكاري مشوشة
حكيم:- هونها يا صاح لتهون ، لا شيء يُحل بالتعقيد
ميار:- أطلقت سراحها حتى لذلك ، أنتظر ردا من إياد فلن يهدأ بالي حتى أسمع أنه برفقته …أخشى من حدوث مكروه أو …
حكيم:- هشش لا توسوس عقلك ، سيأتي الولد وسنحتفل به سوية قبل رحيلي
ميار:- اجتماعنا معك الليلة ، أنت لست مضطرا لحضوره حكيم أخبرتك بطلباتهم
حكيم:- أرغب بحضوره بنفسي يا ميار .. أعرف أنه نذير شؤم لي ولكنني مجبر ثم يكفيني أنني حظيت بيوم آخر معكم ، يتوجب علي زيارة الجميع مجددا للاطمئنان
ميار:- تمام لك ذلك
حكيم:- سآخذ ميسون معي طوال اليوم ، لا أرغب بمفارقتها
ميار(تراجع للخلف وجلس على عتبة الباب):- هل سيحبني ؟
حكيم(جلس جواره ومد رجله للأمام):- سيفعل ، من هذا الذي لا يحبك يا رجل
ميار(بدعابة):- أي يعني تحبينني ؟
حكيم(ضربه لكتفه):- ستحترم ألفاظك.. لأنني لن أحترم المهلة المتاحة لي وسأصفعك صفعة تجعلني أندم طوال أسري
ميار(وضع رأسه على كتف حكيم):- ممتن لأنك موجود معي في هذه الظروف
حكيم(وضع رأسه على رأس ميار):- معا في السراء والضراء يا رفيقي
ميار:- لو كان طفلي سليما تماما لما تركت ابنتك لغريب ههه ، كنا لنعقد الخطوبة الليلة
حكيم(ارتفع):- أنت لست جادااااا ، أين حرية الاختيار ؟
ميار:- ماذاااا يا البنت بنتنا والولد ولدنا يعني زيتنا في دقيقنا الله الله
حكيم:- كيف تحولت لخاطب بسرعة ما شاء الله أراك تغير المراتب في غمضة عين
ميار:- الواحد هو الذي يصطاد السمك وهو ما يزال في بحره
حكيم:- أتلفت الحكمة
ميار:- لكنني جاد ، يعني لو كان رامي بخير سأجعل ميسون زوجته ورغما عنك لأنني أحبها ولن أجد فتاة مناسبة لابن الفهد سوى ابنة الأسد
حكيم(برقت عيناه):- جملتك دغدغت مشاعري
ميار(ببهجة):- تخيل معي …كيف سيبلي الثناااااائي هاااااا ؟؟؟ لا لا تخيل بعد زواجهما كيف سيملئون حياتنا بالأشبال الصغيرة أوووووه بيرفيكتوووو
حكيم:- ههه دع الأطفال وشأنهم يكون أفضل …
ميار(نظر إليه):- هذه أمنيتي ، أريد أن نتصاهر يا حكيم
حكيم(رفع حاجبه):- حسن …أنجب طفلا آخر من جوزي ولك علي أن أزوجه لابنتي الثانية
ميار(جحظ عينيه):- هل لديك ابنة أخرى ؟
حكيم:- هههه …. المستقبلية إن شاء الله يا أحمق
ميار:- هااااا فهمت فهمت …لكن ، هل ستكون شقيقة لميسون أم ؟
حكيم(طأطأ رأسه):- أتمنى أن تكون كل بذوري من عصفورتي الصغيرة ، لكن يبقى للقدر رأي آخر يا صاح
ميار(استقام):- بردت قهوتك …ما رأيك لو نجهز الفطور فعابد ما يزال يسرح في أحلامه
حكيم(دخل معه):- ممكن …
كاظم(نزل من الدرج وهو يفرك شعره بحالة غريبة):- من أشعل الضوء ؟
ميار(أشار إليه):- هاه خذ أمامك جثة نصف حية نصف ميتة
كاظم(بزمجرة أغوال):- حمممممم
حكيم:- شكله قد غضب عذرا منك يقصد أنك شيء نائم مستيقظ ههه
ميار(انفجر ضحكا):- ههههه …يخرب هبلك يا ولد
كاظم(عاد أدراجه وهو يستوعب موقعه):- لا توقظوني
ميار:- سؤال يتبادر إلى ذهني كلما رأيت هذا الجدااااار … كيف قبلوه في العسكرية أبعرف ؟
حكيم(سبقه في النزول):- ههه عندما تعرف أخبرني بمعيتك
ميار(ضرب كفا بآخر):- هيا هيا فشكله يسير أثناء نومه
كاظم(نظر خلفه نحوهما ثم قطب حاجبيه متحركا صوب الغرفة):- تت …
فتحها ليطل عليها وجدها غافية ببراءتها المعهودة ، فتقدم متجهما نحوها جلس على طرف السرير ثم أحنى كتفيه ببؤس اعتلى ملامحه ..عقد حاجبيه ثم التفت نحوها ليهمس بصوت كسير بدا على ملامحه لأول مرة
كاظم:- رأيت ذلك مجددا ، لا أعرف كيف سأتخلص من تلك الكوابيس علما أنني تخطيت تلك الحقبة بمراحل ..أجد أن عقلي الباطني ما يزال يستحضرها في أوقات زمنية تربكني ، ماستي أنا لست شخصا سيئا أنا فقط … فقط أتصرف على طبيعتي ، لا أحد سيفهمني أعلم وستكونين أول من يلومني بل وينبذني وإنما .. ألتمس منكِ أنتِ وحدكِ بعض الإنصاااااف ..
ميسون(بعد برهة استيقظت ووجدته جوارها):- كااااظم هئئئ هل رحل بابا حبيبي قال أنه لن يرحل حتى يودعني لقد وعدنيييييييييي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كاظم(رفع يده ليهدئها):- إنه بالمطبخ مع عمكِ ميار ، شكلهما يعدان الفطور
ميسون(أمسكت على قلبها):- تعبت من هذا التوتر أنا …خائفة
كاظم(اضطجع جوارها واضعا كفيه تحت رأسه):- وأنا خائف
ميسون(استغربت حاله):- ما بك ؟
كاظم(أغمض عينيه وفتحهما ليراقب السقف فوقه):- لم أنم جيدا هذا فقط
ميسون(دنت منه لتطل عليه):- أجعلك تنام ؟
كاظم(نظر إليها):- تشبهين الراحة يا قزمة
ميسون:- كيف ذلك ؟
كاظم:- دعيكِ من كيف وحيثما ، أخبريني هل حقا تستطيعين تنويمي ؟
ميسون:- أحاول
كاظم(بابتسامة عريضة):- إذن افعلي لأرى
ميسون(وضعت رأسها على ذراعه ويدها على شعره):- أغلق عينيك سأغني لك تهويدة النوم
كاظم(تلكأتِ الحروف بجوفه ولكنه لم يبرز لها شيئا):- أووووه إنني محظوظ بهذه اللحظة التاااااريخية ، ميسوووون الراجي ستغني لي تهويدة النووووم يا حبيبيييي
ميسون(راحت تمسح على شعره):- أصمت يا عملاقي كي أفعل ما أعرفه
كاظم:- هاااه سكتت تفضلي
ميسون:- "نام يا صغيري نام ، أغلق عينك وانس تعبك سنعيش غدا أحلى أيام ،..ناااام يا صغيري نام "
كاظم(تحركت حنجرته بثقل أكبر هذه المرة حين وضع يده على شعرها):- ماستي
ميسون:- ألم تعجبك تهويدتي ؟
كاظم(راقب نظرتها المتأملة بوجهه ثم ابتسم):- بالعكس ، ستغنيها لأجلي كي أسجلها عندي بالهاتف فكلما جافاني النوم سأضعها وأسترخي
ميسون:- سأفعل بشرط صغير …أن أفهم ما بك
كاظم:- ما بي هااااا بي بي يعني …الجو متوتر أسفله ثم نحن في وضع غريب عجيب أكيد لن أتمكن من النوم بسهولة يا فتاة ، ثم ما بكِ تسألين الله الله هيا دعيني أغفو هنا فسريركِ يغازل النوم في مقلي
ميسون(ابتسمت لترفع الغطاء عليه):- أنت تحتاج لأربعة أغطية فهذا لا يسع إلا ذراعيك
كاظم:- لن أعتبرها إهانة هذه المرة يا قزمة
ميسون:- ههههه ههه أنت تضحكني
كاظم(أخذ يغطي وجهه ويرفعه):- حقا أضحككِ ماذا لو دغدناكِ يا صبية
ميسون(انتفضت):- لا لا أريد بطني توجعني من دغدغتك أمس هههه
كاظم(ارتخى وهو يبتسم لمنظرها):- أنتِ حقا راحة لعيني
ميسون(بعدم فهم):- كيف ؟
كاظم:- عادت لتسأل كيف هيا هيا انزلي لعصابتكِ دعيني أغفو قليلا
ميسون:- حاااضر ..سأشتاق إليك اليوم فبابا حبيبي سيصطحبني معه لكل المشاوير
كاظم(عقد حاجبيه):- حقا ؟
ميسون:- حزنت ؟
كاظم(رفع الغطاء على وجهه):- وما المناسبة هيا يا قزمة انصرفي انصرفييييي
ميسون:- هههه ماشي
ظل مستكينا لغاية ما خرجت من الحمام مرتدية فستان يومها ذاك ، كانت قد جدلت شعرها ووضعت شريطة زهرية على مقدمة رأسها .. ابتسم لمرحها وهي تقفز لتعطر نفسها وتصرخ منادية أباها ، صوتها لحظتها بدا له كالحلم الجميل الذي تبدد عندما تبلدت ملامحه ونظر جانبيا بحزن لم نشهده عليه يوما ..غالبا حزن لفراقها تلك الليلة فسيعود لروما لأجل ميرنا مخالفا طلب حكيم الذي لن يعرف شيئا عن ذلك ، وهذا طبعا تحت إشراف من ميار الذي اتفق مع كاظم على ذلك مسبقا ليلة حفل الزفاف …..
ميسون(متشبثة بحضنه):- زفاااااف من يا عمو ميار ؟
حكيم(بتحذير):- ميااااار ؟
ميار:- هههه أضحك يا بنت لا يوجد زفاف من غيره
حكيم:- انزلي هكذا وخذي هاته الأطباق لطاولة الحديقة سنفطر هناك
ميسون:- حاااضر بابا حبيبي ، لكن أين هو عابد ؟
ميار:- ما يزال غافيا أفكر لو أوقظه بزئير ليث ما رأيكما ؟
ميسون:- ههه أتوقع أنه سيفقد صوته هذه المرة ولن يكتفي بالتأتأة
حكيم(رفع حاجبيه منبها):- عيب يا حمامتي قد يسمعنا فيحزن
عابد(وهو ينزل الدرج):- ل لتقول السيدة الصغيرة ما تريده نحن تحت أمرها ، صباح النور
ميار(مسح يديه):- صباح الورد يا روحي هل نمتِ جيدا ؟
عابد(مزمجرا):- ك أنت تكلمني هكذا وأنا أنزعج
ميار:- لماذا يا ستي هل أيقظناكِ من أحلامكِ الحميمية ؟
عابد(نظر لحكيم):- أ أنصفني يا سيد حكيم فهو يتعمد ذلك كل الوقت ، ثم توقيت استيقاظي هذا هو وحضرتكم من أبكر
ميار:- لا والله ؟
عابد:- أ..أحم آسف سس سيدي
حكيم:- رفقا به يا ميار ما بالك على الولد
ميار:- هههه طيب عفوت عنك لأن الغوالي في ضيافتي
عابد(أمسك على قلبه وقفز للمطبخ):- م…ماذااا أحضر ؟
حكيم:- تكفلنا بذلك لا تزعج نفسك يا عابد
ميار:- لا بل أزعجه ففطورنا في كفة وفطور الغول النائم أعلاه في كفة أخرى
عابد:- هه …يكفي أنه يلبس 45
ميار:- هااه هذا وحده يعطينا دلالة على حجم معدته
ميسون:- لا تتحدثوا بسوء عن عملاقي أغضب أنااااا
حكيم(حول عينيه بعد جملتها):- آآآآآآه يا ميار
ميار:- هههه لنفطر لنفطر هيا يا بنيتي
ميسون:- متى يأتي رامي ؟
سؤالها جعله يجفل بتفكيره صوب سويسرا حين اتصل بإياد مباشرة حتى قبل أن يضع لقمة في فمه ليسأله عن المستجدات ، فوجده متجها للمؤسسة كي يوقع الرسوم وبعدها يذهب ليفطر في منزل المدير الذي اتصل ليعيق سير خطته …
إياد:- كنت أفضل لو بدأنا بأعمالنا قبل الإفطار
المدير:- التواقيع لن تهرب والولد في الحفظ والصون …ثم ابنتي منذ أن أخبرتها بأمرك وهي لم تغمض عينها ولا لحظة انتظارا لهذا الصباح
إياد(زفر عميقا):- حسنا إذن أرسل لي الموقع وأنا بطريقي إليكم
المدير(أغلق الهاتف والتفت إليها):- قادم … سمعتِني ؟ ت أخشى أنكِ لم تفعلي وأخشى أنني أقترف خطئا جسيما بهذا الفعل …
بعد مدة
ترجل من سيارته وهو يزيل نظاراته الشمسية ليجد الخادمة في استقباله عند بوابة الفيلا خاصتهم استغرب ثم أومأ لها بابتسامة ودية حين أشارت له بالدخول للحديقة الخلفية ..استمر وهو ينظر حوله ليلمح صورة المدير وهو يحتضن طفلة بالعاشرة ، عقد حاجبيه ثم تمكن من أخذ فكرة عن عدد الأفراد في ذلك المكان …
الخادمة:- سينزل المدير بعد قليل تفضل
إياد(زفر عميقا وهو يرمق الطاولة المزينة):- كلف نفسه كثيرا لم كل هذاااا ؟
التقط بسكويتة والتهمها وجلس متأملا الوضع من حوله ، لغاية ما سمع صراخا قادما من الدور العلوي وصوت انكسار شيء ماااا .. فهم أن الوضع غير محبب لذلك استفسر من الخادمة التي كان باديا عليها أنها تتستر على أمر ما .، مما استدعاه لينهض بعد برهة من الانتظار من محله ويتفقد ذلك بنفسه ….
المدير:- ما تفعلينه غريب جدا ، ألم تفني نفسكِ منذ الأمس لأجل هذه اللحظة …طبعا لن تجيبي هل ستدخلين مجددا في دائرة صمتكِ لعلمكِ لن تنفعكِ الآن …، يا ابنتي أكلمكِ هنااااا بفف ..
إياد(طرق الباب):- حضرتك أيوجد هنالك مشكلة ؟
المدير(فز عينيه ثم نظر إليها لتبادله نفس نظرة الاندهاش):- ….. أ….لحظة
إياد(رمقه وهو يخرج إليه وهو يجذب الباب خلفه):- أظن أن هناك مشكلة
المدير:- سيد إياد من فضلك ، هذه المساحة لا يجوز دخولها دون إذن
إياد(نظر خلفه):- عندما أكون المشكلة فذلك مسموح
المدير:- من فضلك ؟
إياد:- كما تريد …
المدير(سمع صوت فتح الباب):- ….مهلا ..
إياد(انتبه لانفتاح الباب):- أفندم ؟
خرجت من الباب فتاة شابة ذات عيون زرقاوتين وشعر أسود يصل حد الأكتاف بتنسيق غير مرتب والظاهر أنها من فعلت ذلك بنفسها …ترتدي بنطلون منتهي بحمالات للأعلى وتحته قميص ذو أكمام بمكعبات من لونين مختلفين ، يبدو أنها تعايش حقبة تغيير غريبة ، لكن تورم عينيها كان واضحا جدا وهذا ما استرعى انتباهه هو والوحمة التي تمتثل جانب عينها اليمنى ، تلك اللحظة فتحت عينيها على وسعهما بتنبه لتنزل شعرها وتخفيها عن أنظاره …
المدير:- هل أنتِ واثقة ؟
إياد(تناقل ببصره صوبهما):- أيمكنني أن أتدبر الأمر من هنا ؟
المدير(أحنى كتفيه وهمَّ بالنزول):- سأنتظركما بالحديقة …
إياد(اقترب منها حين لمح أنها تتراجع للخلف):- مرحبا …أنا إياد نجيب
الفتاة(جمعت قبضتها وأبت أن تصافحه):- …ل…ليديا
إياد:- امم ليديا تشرفت بمعرفتكِ إذن يا ليديا ، ماذا ألم ترغبي باستضافتي ؟
ليديا(بتلعثم):- إطلاقا …يعني ، تخيلت ذلك في أحلامي ولكنني لم أتوقع أن يحدث يوما
إياد(رمق الدمع المتلألئ بمقلتيها):- …وها هو قد حدث
ليديا(فركت يديها وهي تبحث عن كلمات مناسبة):- … أجل لقد حدث
إياد(أومأ لها):- …إذن …شكلكِ لم تحبذي ذلك أو ، شكلي تسرعت بقبول الدعوة
ليديا(تراجعت):- أتسمح بأن أريك شيئا ، تفضل لحظة
إياد(تبعها لغرفتها):- ماشي
ليديا(فتحت باب غرفتها وأشارت نحو الجدار):- كنت أحصد أعمالك منذ سنوات ، هه هنا اللبؤة الباكية ، وهذه المرأة الشمس طبعا ليسوا الأصليين بل حرصت على الحصول على تقليد أصلي محض…هاه وهنا صور مصغرة للوحات معرضك الثانوية ، هذه مقابلاتك وهذه تواريخ إصداراتك ، حتى أنني أملك مجلد جرائد ومجلات عليها قصاصاتك الخاصة وروبورتاجاتك ، ومقالاتك أدرجها بالترتيب حسب النسق المميز لكل فئة ….
إياد(ابتلع ريقه منبهرا بم فعلته):- واوووو
ليديا(ابتسمت ملء فمها):- أأعجبك ؟
إياد(هز كتفيه):- كل شخص مثلي سيبتهج عندما يجد معجبة مخلصة مثلكِ
ليديا(صفقت بحرارة):- عندما كنت أجمع هذه الأعمال كنت أتمنى أن تراها ذات يوم ، وقد تحقق لي ذلك شكرا لأنك منحتني إيااااه
إياد(بابتسامة ود):- العفو منكِ …
ليديا(غطت وحمتها ثم كتفت يديها):- …متى سيكون معرضك المقبل ، وماذا ستكون صورتك الرئيسية ، هاااا هل ستكون أنثى مرة أخرى ، ثم صديقتك الصحفية ميرنا الراجي هل ستكون محور المعرض مجددا كونها كانت المرأة الشمس هممم ؟؟؟
إياد:- ووووْ مهلكِ علي أحسست وكأنني في مؤتمر صحفي ، سأجيبكِ عنها رويدا رويدا على الفطور ما رأيكِ ؟
ليديا(غطت الوحمة أكثر):- هل ضجرت مني ، أزعجتك ؟؟؟؟
إياد:- أبدا ، إنما وجدته عيبا أمام أبيكِ …
ليديا(بابتسامة قفزت قبله):- حسن ننزل سوية ونتناول الفطور ، دعني أخبرهم ليجهزوا أطباقك المفضلة على الغذاء ماذا تحب هااا ما الذي يعجبك على الغذاء ، ثم ما نوع طعامك المفضل... هل أنت نباتي ؟؟
إياد(عقد حاجبيه ثم نظر جانبيا):- لن أبقى للغذاء ، هو فطور وأرحل لأن لدي عملا مهما يجب أن أنجزه بنفسي
ليديا(شردت ثم ابتسمت بلطف):- لا تؤاخذني ، أنا لست فتاة من ذلك النوع الملتصق ولكنني حسبتها فرصة لن تتكرر
إياد(رمقها وهي تشير إليه بالنزول):- لما لم تحاولي التواصل معي شخصيا ؟
ليديا:- حاولت ..لكنك لم تعطيني فرصة رفضت حتى سماعي
إياد(لعن ميار في سره):- غالبا كنت أمر بوقت سيء … كنتِ حاولي مجددا
ليديا:- ترددت وخشيت من رفضي ، وعندما علمت من أبي بأمرك لم أصدق أن الفرصة التي تمنيتها من فترة قد وصلت إليها بالفعل
إياد:- شكرا .. لتعبكِ على أعمالي أقدر ذلك حتما
ليديا(رمشت وهي تلاحقه بعينيها):- تفضل …
المدير:- ما هذا الوجه البشوش.. تفضلا الفطور جاهز …
إياد:- سعدت بالتعرف على الآنسة لٍيديا
المدير(رمق بريق عينيها):- نحن نعيش معا منذ فترة طويلة ، والدتها رحلت قبل أن تتم ليديا سنتها السابعة
إياد:- مؤسف لأجلكِ
ليديا:- لا أتذكرها لذلك الأمر لا يؤلمني بذلك القدر
إياد(نظر جانبيا):- فهمت …
كان فطورا باردا بالنسبة له بعكس الشغف والحرارة التي كانت بادية على كلام ليديا وتصرفاتها التي تعكس تماما عمرها الحقيقي الذي ما إن عرفه إياد حتى استغرب البراءة المرتسمة على ملامحها ، والتي تعطيها عمرا أصغر بكثير من عمرها الحالي …لكن كل هذا كان في كفة تتأرجح بعقله ليُتلف الوقت حتى يصل موعد الوصول إلى مهمته الرئيسية وهي رااااامي …لاحظ المدير عجلته لذلك همس بأذن ليديا بأنه حان وقت الرحيل مما جعلها تجفل وتحزن أمامه دون الحاجة للإخفاء أو الاختباء
إياد:- أعتذر لو أزعجت الآنسة …من فضلك هل لنا أن نتوجه للمؤسسة ؟
المدير(امتص شفتيه):- الوعد وعد ، تفضل
إياد:- هل لي أن أطرح سؤالا ، حسب سياق الحديث الذي دار على الفطور فهمت أن وحمة ليديا ليست خلقية يعني كيف حصلت عليها ؟
المدير(نظر للبعيد):- يوما ما لتخبرك بنفسها فأنا لا أملك صلاحية الكشف عن أسرارها الخاصة
إياد:- أحترم ذلك ، لكن هل ستكون بخير ؟
المدير:- طبعا ستكون ، يعني فترة مؤقتة وسترجع لعادتها ولعملها
إياد:- هاااه في أي مجال ؟
المدير:- ليديا كاتبة قصص قصيرة ، لو كتبت اسمها كاملا ستظهر لك مجموعتها القصصية إنها كوميدية ومرحة جدا واجتماعية في آن الوقت …مع الأسف حرمتنا من تلك المتعة منذ ثلاثة أعوام
إياد:- وما السبب لذلك ؟
المدير(رمش مرتين):- لنتوجه للمؤسسة تأخرنااا على ابن أخيك ، هاه سأسحب ورقة التأكد من هويتك ونسب أخيك لكنني سأحصل على تعهد منك على كفالته وهذا وحده أكثر من كافي
إياد(التفت خلفه لليديا التي رمقها ترمي كل شيء كان على تلك الطاولة):- هل الآنسة بخير يا سيد ؟
المدير(فتح باب السيارة):- لنغادر ستكون في أفضل حال
طالما قال أنها ستكون بخير فستكون كفاية اهتمام يا سيد إياد ودعنا نهتم بالمهم الآن … اتجها صوب المؤسسة وما إن اقتربا منها حتى بدأ الحماس في صدر إياد لملاقاة ابن أخيه مرة أخرى ولكن هذه المرة تفرق فستكون أبدية إن شاء الله كما يأمل حقاااا …لكن …
المدير(فتح عينيه حين انتبه لتواجد الشرطة):- خيرا ما الذي يحدث ؟
إياد(ترجل من سيارته بسرعة وانتظر المدير):- ماذا هناك ؟
المدير(خرج من سيارته):- سنرى ذلك الآن …
أخبروهم أن هنالك لصوص دخلوا ليلا إلى المؤسسة ، خبر صغير كان كفيلا ليزرع الرعب في صدر إياد الذي ترك كل تلك الجلبة وركض صوب جناح الأطفال وشرع يبحث عنه من طفل لآخر ،.. البحث طال والتوتر تضاعف والحال لا يبشر بالخير لكن ما إن رمقه بين الأطفال حتى قفز ليمسكه بقوة ويدفعه لحضنه حتى دمعت عيناه ، بينما الصغير لم يفهم شيئا بل ظل مستكينا بانتظار شرح مبسط
إياد(قبله مرتين):- يا حبيب عمك أنت بخير ؟
رامي(ابتعد قليلا):- تخنق غامي أنت لذلك لا أسمح أن تعانقني
إياد(ابتعد وهو يمسح دموعه):- حسنا حسنا حقك يا غالي …افففف الحمدلله
المدير(لحقه ركضا):- الحمدلله الأطفال بخير والمسروقات ليست مكلفة
إياد(بحزم):- سآخذه …والآآآآآن
المدير:- دعهم يجهزونه إذن واتبعني للمكتب لنوقع الأوراق
إياد(بتردد نظر خلفه):- لا لن أبرح محلي حتى أصطحبه معي للمكتب ، هكذا أطمئن ومن فضلك لبِّي لي رغبتي
المدير(فهمه وأومأ بموافقة):- أنتظرك بمكتبي ، أنتظركماااا طبعا
إياد(هز رأسه):- أجل …هيا رامي رافق المربية لتجهزك كي نغادر
رامي(عقد حاجبيه):- تأخذني إلى أين ؟
إياد:- إلى الفهود ألا تحب ذلك ؟
رامي(قفز بفرح):- فهود فهود غامي يحبهم يحبهم
ظل هناك لغاية ما جهزوه وأعطوه حقيبته ليسير جواره صوب مكتب المدير ، والذي جهز العقود والأوراق اللازمة حين وقع إياد عليها وأتمم آخر ورقة ليبتسم بمحبة لرامي الذي كان ينتظر فقط فرصة خروجه من هناك …استقبلتهم نضال بكل التهاني ولكن إياد لم يبادلها ذلك فقد أوكلها مهمة البحث في شأن لصوص المؤسسة فذلك عملها ، بينما أمسك هاتفه ليزف الخبر لميار ولكن ، …عبر فيديو
ميار(وهو يمسح على فكه):- يتصل يا حكيم ……يتصل هل أجيب هااا ماذا لو قال شيئا يحبطني ماذا لو كسر فرحتي ، ماذا لو خيب ظني هاااه هو فاشل ما كان يجب أن نبعثه على فكرة أخبرتك لكنك لم تصغي إلي و …؟؟؟؟؟
حكيم(ربت على كتفه):- اهدأ ….لتجيب وبعدها نعرف
ميار:- أنا متوتر …جداااااا
حكيم(اقترب منه):- ميااااار …هذه لحظتك الحاسمة فتصرف بشكل صحيح ولا تهدرها في مخاوفك الدفينة
ميار(حرك رأسه ثم استجمع نفسه ليفتح الخط):- ….إياااااد؟ ؟؟؟
إياد(امتص شفتيه وهو ينظر للأرض):- ميار أنا …. …يعني
ميار(طأطأ رأسه ونظر لحكيم):- أخبرتك …أخبرتك أنه سيخذلني …مجددااااا
إياد:- أنا آسف
ميار(تلكأتِ الحروف بجوفه):- مفهوم مفهوم
حكيم:- اهدأ يا صااااح ..إياد ماذا حصل ؟
ميار(بانفعال):- ماذا سيحدث يعني إنه فاشل كيف سيبلي وحده هنااااك ، الله أعلم أين الولد الآآآآآآآن ليتني ذهبت لجلب ابني ولم أوكل له هذه المهمة الصعبة …
إياد(رفع حاجبه):- سأحفظ هذا السطر عن ظهر قلب وأذكرك به يا أخي
ميار:- اسمع لا تبدأ الآن وتجعلني أشتمك كونك فاشل هذه حقيقة مفرغة افففففف
إياد:- عمومااااا ، لدي شاهدين أحدهما يقف جوارك
حكيم(لوح له بصبر):- مرحبا يا حلو
إياد:- والثاني يستمع بدون فهم …وهو يقف أيضا جواري
ميار(برقت عيناه وباهتمام أمسك الهاتف):- من معك يا إياااااد ؟؟؟؟؟
إياد(جثا على ركبه ثم مال بالهاتف قليلا):- يعني شكلك مهتم ألست الفاشل المخيب للآمال يااااا أفندي ؟
ميار(شعر بحرارة في جسمه):- انس كل ذلك وأجبني على سؤالي ، من يقف جوارك ؟
إياد(بابتسامة فرح لف الهاتف إلى وجهه):- أنظر …..إنه رامي …رامي مياااار نجيييب
تلك اللحظة اتسعت عيون ميار مع فتحة فمه التي تلتها شهقة مريرة ممتزجة بفرحة غابت عن قلبه منذ زمن بعييييد جدااااا ، أخذ يتفحص ملامحه والدموع تتقافز في محاجره في هالة لم يستطع تمالك نفسه أثناءها …فهل حقا ذلك الصغير من صلبه ، أجل إنه من صلبه وهذا ما جعله يهتف باسمه دونما القدرة على الانتظاااااار أكثر
ميار(بصوت ملهوف):- ر…راااااامي…رامي ؟
رامي(عقد حاجبيه ثم نظر للشاشة ثم إياد):- إداد لماذا يوجد منك اثنان ؟؟؟؟؟
ميار(ابتسم لسماع صوته ونظر لحكيم الذي آزره):- ههه حسن أنا أكون أخو إياد ، و …أنا بمثابة يعني أقصد أكووون …
حكيم(أومأ له بالنفي):- ليس الآن …
ميار(عضعض شفتيه):- احم …سيصطحبك العم إياد إلي ووقتها نتعرف على بعضنا
رامي(رفع بصره لإياد):- إداد ..اثنان لماذا يبكي ؟
إياد(جثا على ركبه واقترب منه):- لأنه سعيد برؤيتك ومتحمس للقائك ، على فكرة الفهود بحوزته يعني سنتوجه إليه كي نتعرف عليها موافق ؟
رامي(انفرجت أساريره):- غاااامي ينتظغ بشوق
ميار(أمسك على فمه):- يااااا الله …
إياد:- سنكون في طريقنا …يا أخي
ميار:- لن أنسى معروفك هذاااا أبدا يا إياد ، أعدت لي فرحتي …
إياد(هز رأسه بتأثر ثم فصل):- غامي جاهز للرحلة ؟
رامي(رفع يده):- غاااامي جاهز جاااااهز يُوللي
ميار(ألقى هاتفه جانبا ثم استدار إليه):- حكيييييييييييييييييم ….يا حكيييييييييم
حكيم(بسط ذراعيه):- تعال لحضني يا رفيق الحكيم
ميار(بدموع ارتمى بصدره):- آآآآآآآه يا حكيم آه لا تتصور فرحتي لا تتصورهااااااا
حكيم(عانقه بمحبة ثم ربت على أكتافه):- هذا سيعطيك دافعا أكبر كي تتعقل، أصبحت أبا إذا انتهت حقبة اللاَّلي والذي منه
ميار(مسح أنفه ودموعه بقميص حكيم):- فرحتي تجعلني متحمسا لتقبيلك عشرين مرة على التوالي ههههه
حكيم:- هههههه يا عيني عليكِ يا خدودي
ميسون(نزلت ممتعضة):- بابا حبيبي أنا صرت جاهزة لكنك تؤخرناااا ، ياه عمو ميار يبكي لم أغضبته يا بابا ماذا فعل لك ؟
حكيم:- هاه أبشر محاميتك قد بدأت
ميار(جثا أرضا وفتح ذراعيه):- تعالي لحضني يا بشرى دخلت لحياتنا كي تلونها بالفرح
ميسون(ركضت بفرح إليه وعانقته):- ههه عمو ميار أنا ميسون ولست بشرى
ميار:- من الآن صرتِ البشرى خاصتي ، هاه كتبتها هنااااااا
حكيم(ابتسم لمنظرهما وتلكأتِ الحروف بجوفه):- الحمدلله يا رب
ميار(ارتفع ممسكا بكف ميسون):- يا عاااااااااااابد يا عابد أيها الحمااااااااااار أينك ؟
ميسون:- لا تناديه بالحمار عيب أن نتنابز بالألقاب
ميار:- حاضر …يا سيد عااااااااااااااااااابد مولاي عابد أينك ..؟؟ أينه هل رأيته يا بنتي لو ناديته بأي لقب فهو لا يصغي حتى تبح حنجرتي بالأخير
عابد(هرول صعودا من درج المطبخ):- س..س..سسسسيدي ها أنا ذا نعم ناديتني
ميار(برتابة):- التمثال فعل
عابد(أمسك على صدره بحركة هلع):- ي..يمَّاااااا
ميسون(أخفت ضحكتها):- هههه أعذرك
ميار:- اسمعني جيدا ستجهز قائمة وترسل الشباب لإحضارها ، أريد تجهيز غرفة أطفال ذكورية بجوار غرفتي على اليمين
عابد(وهو يحاول رسم الخريطة بعقله):- غرفة السيدة جوزيت ؟
ميار:- ياااااااااا بغل الغرفة التي على اليمين ، لن نتجادل أصغي ونفذ فقط وبعدها ستقوم بتجهيز أطعمة مميزة فلدينا ضيف مهم على العشاء
عابد:- س..سجلت ذلك بعقلي اطمئن
حكيم(أمسك كف ميسون):- حبيبتي أنتِ تتساءلين ، حسن إنه ضيف مهم ستتعرفين عليه ليلا عندما نعود إلى هنا
ميسون:- خجلت من السؤال لأنني أتوقع عدم إخباركم لي كون العم ميار اختار لقب ضيف ، مما يعني أنه مجهول الهوية وسنتعرف عليه سوية هذا المساء
ميار(قبل وجنتها):- تسلم لي الفهيمة ابنة الفهيم
حكيم:- هيا يا صاح لن نطيل جهز نفسك وأحوالك وبيننا ميعاد … لا تقلق هذا اليوم لناااا وسنسرقه بالحب وليس بالقهر
ميار(برقت عيناه):- سنفعل … ها لا تنس أن تطمئنني على أخبار المحامي بعد زيارتك
حكيم:- وصل …حمامتي لنطير هيا ..
صفق بيديه مرتين ليصعد للدور العلوي متجها صوب غرفته ، دخل لحمامه وأخذ شاور خفيف ومنعش ليرتدي أحلى ثياب لديه ويجفف شعره بكل ليونة بعدها تعطر ، ليتوجه لورشته حيث ارتدى مريلة عمله وأخذ يصمم مجسمات خاصة هذه المرة مجسمات يدوية تخص ابنه لا غير …لا يمكنه إلا أن يبتسم فتلك الفرحة زارت قلبه بعد سنوات عجاااااف ، حقه بالأخير لكن ما سبب دخول اللصوص إلى المؤسسة تلك الليلة أليس الأمر غريبا بعض الشيء ؟؟؟؟ ..
جابر:- جلبناها يا سينيور
خوري(وضع الوزن الثقيل من ذراعه ليمسح وجهه المتعرق):- أحسنتم .. إلى المختبر الآن أريد أن أعرف ماهية موضوع ذلك الولد
جابر:- حاضر سينيور لكن النتائج تظهر بعد عشرة أيام كما هو معروف
خوري:- وما الذي يتبعنا يا جااااابر ، لننتظر
جابر(طأطأ رأسه مغادرا):- عن إذنك
خوري(رفع الثقل مجددا):- جابر ..هل أحضرتم فستان زفاف لهاجر ؟
جابر(قطب حاجبيه بأسف ثم نظر إليه باستجداء):- لو نتراجع ؟
خوري(وضع الثقل بقوة على الأرض):- ستذهب بنفسك وتنتقي فستان زفاف لأجلها ، وهذااااااااا أمر
جابر:- اعفيني لن استطيع أن ….
خوري(زفر عميقا ثم رمقه بحدة):- أعد هذا السطر مرة أخرى لأرى ؟
جابر(رمش مرتين):- حاضر …سأذهب بنفسي لأنتقي فستان زفاف لأجل هاجر
خوري(رسم ابتسامة على ثغره):- وارسم بسمة وأنت تقتنيه كي يكون طالع البنت سعيدا
جابر(تلونت عيونه بالدم وهو يتراجع أدراجه):- إنه منعدم الضميررررر ، كيف سأنقذها من هذا المصير كيف ؟؟؟؟
تحرك من هناك وهو يمسح خلف رقبته ، رمق هبة وهي تمسح دموعها فلم يجد بم يواسيها فهم جميعا تحت رحمة وحش الظلام قاهر القلوب الذي لا يرحم … بطعم الصدأ وصل إلى رواق هاجر فسمع نحيبها ليفتح الباب دون إذن
جابر(بحث عنها وجدها على الأرض تعانق نفسها في حالة مزرية):- هاجر هااااااجر اسمعيني سأنقذكِ منه ، سوف أنقذكِ اسمعيني
هاجر(ببحة):- لا ينفع يا جابر ، أنت لن تستطيع ذلك يكفي تمثيلا
جابر(ابتلع ريقه):- أي تمثيل ؟
هاجر:- أنت لا تحبني فلا تصطنع ذلك مرة أخرى أمامه لأنه لا يرحم
جابر(نظر جانبيا):- يعني …
هاجر:- أقدر ذلك حقا ، محاولتك لإنقاذي كانت كافية لتريح ضميري تجاهك لكنه لا ينفع لذلك لست مجبرا على ادعاء شيء لا تشعر به فقط لتؤثر عليه فهو لا يفهم
جابر:- مع الأسف …سينيورنا لا يفهم هذه المشاعر لذلك لا يرحمنا ، لكن مع ذلك سأنقذكِ
هاجر:- جااااابر توقف فقط أنت ستزيد الأمور سوءا ، أنا استسلمت لقدري
جابر(عقد حاجبيه):- لكنني لا أستسلم
هاجر(بعيون مستجدية):- لماذااااا تفعل ذلك أخبرني فيما يهمك أمري ؟
جابر(بارتباك):- أوووه أنتِ بنت خالو يعني كيف سأترككِ في هذا الموقف ، ثم أعرف من سيساعدنا فقط ثقي بي فهذه الليلة لن نمكث هنا دقيقة واحدة
هاجر:- يكفي يكفييييي …لا تعطيني أملا زائفا فالواقع مرير
جابر(استقام):- انتظريني فقط وسآتي بالمساعدة …
خرج من عندها مباشرة إلى منزل الجيران حيث طرق الباب بسرعة منتظرا جواب إحداهما ، والله شكلك ستنتظر طويلا فهما ليستا على وفاق بالأصح هما في معركة لسانية من النوع الصاعق هههه
ناريانا:- حرف واحد سأحزم أمتعتي وأغرب من هنا
جوزيت(تمسك على بطنها وتشير باليد الأخرى):- اغربي يا ناكرة الجميل والله لن أبكي عليكِ دمعة واحدة ، لا أنا ولا صغااااااااري
ناريانا(أشارت لبطنها):- مشاكلنا تبقى بيننا لا تقحمي الصغار فيها وتجعلينهم يحقدون على خالتهم التي رأت المرَّ على يد أمهما وما تزااااااااال
جوزيت:- هكذا يا ريانا ، طيب خذي كل ثيابكِ وارحلي ولا تتركي أي قطعة حتى لا تتخذيها سببا للعودة
ناريانا(أمسكت على بطنها بوجع):- جوزي…جوزي أنتِ تخلقين مشكلة من لا شيء ، ما يحدث بيني وبين خيري يبقى بيننا ليس لزاما علي إخباركِ وليس من المفترض أن أحبه مثلما فعلتِ أنتِ
جوزيت:- تجاوزنا ذلك ، لكن ما استصعب علي فهمه هو رفضكِ الذهاب للمستشفى للاطمئنان على وائل إنه في غيبوبة ، ألم يحرك فيكِ ذلك أدنى سااااااكن ؟
ناريانا(جلست بوهن):- حرك فيني كل المشاعر لكنني متعبة ارحميني ، إن كان لديكِ سبب مقنع في عدم الذهاب أنا لدي …حسن أنا متعبة ذاتيا ولا أريد رؤية أي شخص من محيط نادر كي لا أتذكر خيبته وصلكِ يا عديمة المشاعر والنخوة ؟
جوزيت(جلست مقابلها وهي تقطب حاجبيها):- كنتِ اشرحي هذا من البداية لا أن تجعليني ألعنكِ في كل جملة سلفت …ثم وجهكِ شاحب أردتكِ أن تعايني دكتورا هناك ليعطيكِ بعض الفيتامينات فتغذيتكِ سيئة ونظامكِ لم يعد كما كان سابقا ..يا بنتي قوامكِ يضيع وأنتِ تشاهدين منذ متى تسمحين لنفسكِ بالعبث هكذاااااا حتى كرشكِ انتفخت من …
ناريانا(بغيظ لم تعد تتحمل حرفا آخر منها):- أنا حااااااااااااااامل
عادت برأسها للخلف وهي تشهق على التوالي وتنظر بعيون ضبابية صوب بطن ناريانا ، أمسكت على فمها ثم نهضت بدموعها لتعانقها بقوة وتدفعها لصدرها بأسف
جوزيت(قبَّلتها بخوف وأمسكت وجهها بين يديها):- يا عمري أنا آسفة آسفة لم أفهم لم أفهم، حبيبتي ناريانااااا …أنا معكِ تمام معكِ
ناريانا(بحشرجة في صوتها):- يكفي يا جوزي ..لقد تخطيت مرحلة الصدمة بأشواط
جوزيت(بتأثر لامست بطن ناريانا):- كم ؟
ناريانا(قطبت حاجبيها):- في الشهور الأولى
جوزيت(مسحت دموعها):- حبيبتي …لماذا لم تخبريني هل هذا سر يحتفظ به المرء ؟
ناريانا:- لا أعرف ، خشيت من أن أربككِ وأنتِ أصلا في وضع لا يتحمل
جوزيت(دفعتها لصدرها بحنان):- نتجاوزه يا روحي ، نتجاوزه سويا وسننجب هذا الصغير ليكون أخ أولادي يااااااه أرأيتِ حلاوة الموقف ؟
ناريانا(باستهزاء هتفت في سرها):- ويصدف أن تكوني عمته يا صديقة عمري
جوزيت(بفرح نهضت):- سنجهز الغرفة الأخرى لصغيركِ ما رأيكِ ، ها يعني لو نعمل سونار لرؤية جنسه ألستِ متحمسة ؟
ناريانا:- جوزي جوزي توقفي …أنتِ تستبقين الأحداث كثيرااااا
جوزيت(بجزع):- لماذا …أتنوين إجهااااااضه ؟
ناريانا(جحظت عينيها):- إطلاقااااا لن أفعل ذلك لكنني …لكن لا أريد أن أتحمس من الآن بشأنه لا أريد أن أتعلق به أو أن أحبه ، أخاااااف من أن يسلب مني فيسرق فرحتي معه
جوزيت:- يُسلب منكِ ؟ يا بنتي من قد يفعل ذلك حتى أبوه قد طار في الهوى يعني ليس له سواكِ وسواي طبعا أنا والصغار يعني سنكون عاااااائلة …وربما الربان يتبناه يوما ويصبح أباه و
ناريانا:- افففف لم أخبركِ لتخلقي مخططات لأجلي أنا والجنين ، أخبرتكِ لترحميني من تصرفاتكِ الجنونية وتدعيني وشأني ثم …خلاصة القول أنا ذاهبة للمستشفى أي أوامر ؟
جوزيت(مطت شفتيها):- عايني نفسكِ عند دكتور هناك تمام ، سيبقى قلبي مشغولا لكنني سأجعل عنبر معكِ ماشي ؟
ناريانا(علمت أنها لن تتخلص من عناد جوزيت):- حاضر حاضر سأفعل لكن…إياكِ وأن يعرف أحد بهذا الشأن حتى خيري بالخصوص هوووو …لن نجعل الرجل يخجل ويسمعنا تلك الجملة بخصوص تحول مجمعه لوكر للحوامل
جوزيت:- ههههههههه أي والله صرنا كذلك ، لكنني فرحت لأجلكِ حقااااا
ناريانا(رمقت الفرحة بعيونها):- أصدقكِ يا قلبي ..أصدقكِ …آآآه
جوزيت(قطبت حاجبيها):- هل يطرق أحدهم الباب ؟
ناريانا(لوت شفتها):- تفقدي الباب سأتجهز للذهاب للمستشفى ..
جوزيت(مسحت ع بطن ريانا):- أوكي ….مهلا حبيب خالتك جوزيت مرحبا بك في منزل الحوامل العازباااااات هههههه / قااااادمة ستحرقون الجرس
ناريانا(رفعت بصرها صوب نافذة خوري المقابلة ثم تنهدت):- سنكتشف الآن إن كنت تعلم سلفا أم أنني اقترفت خطئا وجعلتك تعرف …
جابر:- تعرفين جدية الأمر يا ست جوزيت ، لولا ذلك ما كنت لجأت إليكِ قط
جوزيت(رفعت حاجبها):- هذه هي المناسبة التي تحدَّث عنها خيري إذن ، هممم طيب من يكون العريس هل أحد نعرفه ؟
جابر:- يقول أنه كلب من كلابنا…لكنني لن أسمح بذلك لا أريد
جوزيت:- صارحني يا جابر ، هل تحبها ؟
جابر(نظر جانبيا):- لست أفعل ، لكنني لا أرضى بالظلم عفوا لا أتحدث عن سيدي بسوء ولكن هذه النقطة تجعلني أنفجر
جوزيت:- متأكد أنك لا تكن لها أية مشاعر ، فاحتدام حضرتك على سيدك لا يعطي إلا هذه النتيجة
جابر(باحتياج):- هل ستساعدينني ؟
جوزيت:- أمهلني بضع دقائق ستخرج ناريانا وبعدها آتي في زيارة خفيفة لمنزلكم
جابر(بابتسامة):-إن جعلته يعدل عن هذا القرار سيفرح قلبي كثيرا ، أقصد ستفرح هاجر كثيراااااا
جوزيت(ابتسمت لأنها فهمته):- ماشي يا جابر سأبذل قصارى جهدي …
عاد أدراجه والبهجة تملأ قلبه يلا أمل بسيط لعله يغير كل شيء حدث فجأة ، فبعد أن ودعت ناريانا التي غادرت المجمع مرغمة مع عنبر الذي كان ينتظرها في طريق فرعي آخر كي لا يلفت الانتباه إذا كان أحدهم يلاحقه من بعيد …كانت تشرب الشاي الساخن الذي حضرته هبة للتو من أجلها ..
هبة:- كما ترين
جوزيت:- لا أقصد الإهانة أنتِ لستِ خادمة هنا ، لكن السيد خيري حقا يجيد معاملة مساعديه يعني لا تحزني فترة مؤقتة وتمر
هبة:- لست حزينة ، إنما ..هيا لا تشغلي بالكِ وأخبريني أنتِ بخير ؟
جوزيت:- بخير بخير يعني بعد معركة حامية مع ناريانا أقنعتها بالذهاب للمستشفى
هبة(نظرت للأرض):- ليتها تعطينا أخبارا طيبة عن وائل وفؤاد
جوزيت:- لا أدري سبب إصابة نور لفؤاد لكنني أعلم جيدا أنها لا تفعل ذلك دون سبب مقنع ، بالنسبة لوائل يحزنني وضعه وتمنيت لو كنت قادرة على رؤيته لكن وضعي لا يسمح …أنا واثقة أنه سيتجاوزها فقط لو يتخطى قلبه الغبي سيفعل
هبة:- لم تكرهين ميرنا أنتِ الأخرى ؟
جوزيت:- لماذا ، من يكره حضرتها غيري ؟
هبة:- أختها ميرا
جوزيت(ابتسمت):- أنا وميرا اتفقنا جيدا مع بعضنا في تلك الفترة ، هي تفهمني وأنا أفهمها وميرنا تستحق كل ذلك الحقد لأنها لعوب ومتسكعة
هبة:- ميرنا ؟
جوزيت:- حسنا السبب الأول كان ميار فقد كان يعتقد أنه يحبها بدلا عني ، فبقي ذلك من تلك المرحلة لكن بعد أن عاشرتها وجدت أن كواكبنا لا تتوافق لذلك صرحت عن حنقي لها علنا
هبة(حركت رأسها دون فائدة):- كأنني أرى ميار أمامي ، سبحان مؤلف القلوب
جوزيت:- ههه لم نعشق بعضنا من فراغ ، نحن روحين انشطرت لنصفين لكن هذين سيقومان بمهمة إعادة المياه لمجاريها ..لم يتبقى سوى القليل
هبة:- طالما أنتِ واثقة أنهما سلاحكِ لتليين قلبه ، لم لا تعودين الآن ؟
جوزيت(بخوف):- لا أستطيع …أخشى من ردة فعله ثم ..ثم قد آذى أخاهما فهل أقامر بهما بيد ذلك هو متلهف لرؤية ابنه الذي ظهر من العدم فكيف سيهتم بي أو بصغيريه ؟
هبة:- اشربي شايكِ قد برد
خوري(نزل من الدرج وهو يعيد شعره الندي للخلف):- أوه من بزيارتنا هذا الصباح ، أميرة المجمع وصغارها ؟
جوزيت(ابتسمت لجملته):- أنت تغازلنا علنا سيد خيري
هبة(نظرت إليه باشمئزاز):- عن إذنكما
خوري:- أرى أنكما توافقتما …خير ؟
جوزيت(انتظرت ذهاب هبة):- يعني ..لا أعرف كيف أصوغ طلبي إنما أتمنى ألا تخجلني فيه يا خيري لطفاااا ؟
خوري(وضع رجلا على أخرى):- أسمع
جوزيت:- أولا لن تتصرف بتهور وتقوم بمعاتبته كونه شاركني بقرارك الغريب ، ثانيا ستخبرني عن سبب عقوبتهما بهذه الطريقة يعني فيما أذنبا حتى تفرقهما بهذه القسوة ؟
خوري(شبك يديه):- تتخطين الحدود
جوزيت(رمقت جدية ملامحه ثم مسحت كفيها بتوتر):- لم أقصد أن أجعلك تنزعج ، لا أتدخل أو أتخطى حدودي لكنني أعتبرهما مقربين
خوري:- مقربين مرة واحدة ، إنهما مجرد خادمين هنا تحت إمرتي بإشارة مني أحرقهما وأنسفهمااااا ست جوزيت
جوزيت(عقدت حاجبيها):- لم كل هذه القسوة ، أنت هكذا تخيفيني وتعطيني شكوكا حيالك وكأنك شخص آخر يخفي نفسه خلف هذا القناع
خوري(استقام بحنق):- لست أصطنع أو أتقنع هنا ، لذلك عودي لمنزلكِ بسرعة قبل أن تري انزعاجي الحقيقي
جوزيت(أمسكت على بطنها ونهضت):- تمام يا خيري ..معذرة كوني تجاوزت حدودي لكن طالما انزعجت حضرتك فسأكمل ما جئت لقوله ، لا يحق لك أن تحكم عليها بالزواج من مجهول ، ولا يحق لك أن تتحكم في حريتها الشخصية أي نعم هي تحت إمرة حضرتك ولكن حياتها ليست هبة لك …زيادة على ذلك جابر عاشق لها وإن لم تتمكن من فهم ذلك من تصرفاته فساعتها ستصبح حقا رجلا منعدم الإحساس ومحدود البصيرة …
خوري(تحرك إليها بخطوات سريعة ووثب أمامها):- أتحاااااسبينني ؟
جوزيت(عادت برأسها للخلف حين هدر بوجهها):- أ….أنا
خوري(رمق الدموع تتقافز بعينيها):- انصرفي جوزيت بدأت أتضايق
جوزيت(تراجعت خطوة وهي تشعر بالأسف):- أعتذر … فكرت لو ..
خوري(أغلق عينيه حين استساغ رعشة صوتها):- انتظري …
جوزيت(شهقت وهي توليه ظهرها):- اهئئئئ
خوري(بخفة تحرك إليها ليمسك ذراعيها وهو يطل على وجهها):- تبكيييين ؟
جوزيت(هزت رأسها بنفي):- لا
خوري(وضع يديه على وجنتيها ومسحهما):- لا تبكي ..
جوزيت(انفجرت ببكاء ثم ارتمت بحضنه):- اهئئئئئ صرخت بوجهي اهئئئئئئئ
خوري(انتفض من حضنها ثم بقي جاثما دون رفع يديه):- لم أقصد
جوزيت(متمسكة بحضنه):- اهئئئئ بلى فعلت
خوري:- يكون بدون قصد
جوزيت(ابتعدت برأسها):- ألا يمكنك صياغة كلمة صغيرة من ثلاثة حروف ؟
خوري(بعدم فهم):- يعني ؟
جوزيت(حولت عينيها مبتعدة):- مثل آآآآآآسف آسف لأنني صرخت بوجهكِ وأفزعت صغاركِ
خوري(عقد حاجبيه):- طيب كيف أتصرف في هذه اللحظة ؟
جوزيت(كتفت يديها):- تراضيني
خوري:- يعني مصالحة ؟
جوزيت:- بالتأكيد مصالحة وستتم بشروطي
خوري:- والتي ؟
جوزيت:- تتراجع عن عقوبة الزواج العنصرية
خوري:- لن أفعل ، حكمت وقررت وتم الأمر والليلة الزفاف
جوزيت:- لطفااااا يا خيري لطفااااااا ألا تستجيب لاستجداء امرأة حاملة ضعيفة مثلي ؟
خوري:- أنتِ دهاء كامل
جوزيت(وهي تسبل عينيها):- لووووطفاااااا ؟
خوري(زفر عميقا ثم أشار بإصبعه):- اقتربي نحوي
جوزيت(اقتربت بدلع):- اقتربنا
خوري(همس بأذنها):- ……اسمعيني جيدااااا
جوزيت(وعيناها تنفتح على وسعهما مع اتساع بسمتها):- والله ؟؟؟؟؟؟؟؟
خوري:- كلمتي واحدة
جوزيت(عانقته بقوة ثم قبَّلت وجنته):- أسعدتني …أ…يعني لا تتضايق من تصرفاتي الهوجاء من تقبيل وعناق فهو من فرحتي
خوري(تراجع للخلف):- أرجو التكتم على الموضوع حتى المساء ، لدي بعض الأعمال الآن
جوزيت:- طيب طيب سأعود لمنزلي ، لكن حقا ما توقعت أن …تكون تلك فكرتك من البداية
خوري(لم يجبها بل عاد أدراجه):- تلك الفترة التي قضيتها مع رومينا غيرت بعض الأشياااااااء ، ربما اللعنة حقيقة مريعة مثلما قالتِ الساحرة اللعوب هممم …
طبعا قال ذلك في سره وهو يعود لجناحه بينما عادت هي لبيتها والفرحة لا تسعها ، لم تتمكن من إعطاء أي دلالة لجابر الذي أصيب بخيبة أمل لكنه ظل منتظرا للفرج رغم ذلك ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 03:58 AM   #986

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في تلك الأثناء
وصلت ناريانا إلى المستشفى ووجدت هنالك الجماهير متجمهرة من الراجيشوانية طبعا ، ومن المعارف أيضا لذلك اتخذت مكانا جانبيا لتلتقط أنفاسها قبل أن تطلب رؤية وائل رشوان لكن هنالك عارض يجثم عند الباب ويمنع الداخل والخارج ، قال ماذا راحة لابن عمه الحبيب
شهاب:- عفوا منكِ يا رابونزول أو كما ينادونكِ ، لا يمكنكِ رؤيته
ناريانا(حولت عينيها بتعب):- اسمعني يا شهاب ، أنا سأدخل لرؤيته وأنت ستسمح لي سواء هكذا أم هكذا
شهاب(وهو يشير بيديه):- سواء باللين أو بالقوة صح ؟
ناريانا:- أنت تطيل هنا
شهاب:- خمس دقائق لن تتأخري أكثر، هنا ليست إدارة لكل زائر الله الله
ناريانا(ابتسمت وحملت حقيبتها):- يسلمو
شهاب:- اختصري ، افف لا أعلم لم تضعفني النساء ويجعلنني أوافق رغم رفضي غريب ؟
ميسون(وهي تمسك بيده):- لولا أننا توقفنا لسحب القطة من الطريق للجانب الآخر لمات أولادها جوعا
حكيم:- خيرا فعلتِ عندما لمحتها يا صغيرتي
ميسون:- بابا حبيبي أيمكنني أن أربي قطة صغيرة ؟
حكيم:- إن وافق عمكِ ميار يمكنكِ تربيتها بعرينه لكن يجب أن تنفصل عن الفهود
ميسون:- يأكلووووونها ؟
حكيم:- ههه قد يفعلون يا حلوتي فهم لا يفهمون
ميسون:- لكنهم متدربون يعني مروضون هفف شعرت بالخوف ، حسن لا أرغب حين نعود لقصرنا البحري سأربي قطة وكلب هناك
حكيم(نظر إليها بوجع):- إن شاء الله
ميسون:- يااااه عمتو جلنار وعمتو مرام هنا أيضااااا ، مرحباااااا
جلنار(استقامت وعانقته):- أخي الحبيب
حكيم:- جلنار الغالية كيف الوضع ؟
جلنار(انحنت وعانقت ميسون):- كما تشهد يا أخي …
ميسون(اقتربت من مرام وعانقتها):- عمتو مرام ألم يفتح عمو فؤاد عيونه أو عمو وائل ؟
مرام(حركت رأسها بنفي):- لم يفعلا ، جئنا برفقة دينا وهي بغرفة فؤاد الآن ..أما وائل فلا جديد يذكر
حكيم(عقد حاجبيه وهو يرمق شهاب بحدة):- ولم أحضرتم الفتاة إلى هنا ؟
جلنار:- لم تنم جيدا أصلا ، حبا بالله كيف ستفعل بينما أمها بالسجن والأب الافتراضي بين الحياة والموت …أحضرناها لعلها تستعيد بعضا من صبرها يعني على أمل
مرام:- حالتها صعبة صراحة …أتمنى أن تساعدها الزيارة
حكيم:- ووضع نور ما يزال مربكا فلديها تحقيق آخر هذا اليوم وعليه ستحال القضية
جلنار:- لا ترعبنا يا أخي أرجوك …اففف
حكيم:- ميسونتي ابقي مع عماتكِ سأكلم شهاب قليلا
ميسون(جلست جوار جلنار):- حاضر بابا حبيبي …
مرام(قطبت حاجبيها):- تشعرين بالعطش ؟
ميسون:- من الطريق أجل ..
جلنار(ضربت على فخذيها):- إذن عمتو جلنار تسقي العطشانين هناااا
مرام:- يسلمو يا حب ..
ميسون(نظرت لمرام ثم عضت طرف شفتها):- …لارد
مرام:- لا بأس يمكنكِ أن تسأليني ما تشائين يا ميسون
ميسون(رمقتها بطرف عين ثم أردفت):- الحياة صعبة هكذا أليس كذلك ؟
مرام:- تعودت
ميسون:- سمعت أنكِ أصبتِ بسبب ماما ميرنا
مرام(حركت رأسها بنفي):- لم يحصل ذلك لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلها سببا ، فقد كان مقدرا لي هذا وهو فترة مؤقتة لا غير
ميسون:- أنتِ مؤمنة جدا ، هذا يطمئنني لكنني لست أفهم لم انقطعت ماما عن القيادة من يومها ؟
مرام:- من يومها أجل ، أصيبت ميرنا بصدمة جعلتها تخشى القيادة لذلك فهي ومنذ ذلك الوقت لم تجرب أن تقود
ميسون:- مسكينة …لكن هذا الكرسي الكهربائي يفيدكِ صح ؟
مرام:- جدااا أتحرك بسهولة الآن ههه
ميسون:- أنتِ عظيمة يا عمتو مرام ، أحييكِ على هذا حقا
مرام(ربتت على رأسها):- وأنتِ أعظم ، كلامكِ بلسم لكل مجرووووح يا حلوة
ميسون:- هه هكذا يقول بابا حبيبي دوما ، شكله لم يتوافق مع العم شهاب
مرام(التفتت ووجدتهما يتجادلان):- الحال المعتاد
ميسون:- عموما أعتذر باسم ميرنا ماما ، أرجو ألا تغضبي منها ..
مرام:-يا عمري لستِ مضطرة لقول أي شيء ، ولكن …أ..إن كان يريحكِ ذلك فأنا أقبل اعتذاركِ باسمها
ميسون(استقامت):- أشكركِ لذلك عمتي مرام …
تأثرت بما قالته الصغيرة وظلت تحدق في الفراغ من بعدها … بينما توجهت ميسون إلى بقية الرواق لتلحق بأبيها الذي حظي بفرصة ضئيلة جعلته يمعن النظر عن غايته اللحوحة في رؤية وائل .. أليس من المفترض أن يشكر الظروف التي تتزاحم لتهيئ لأجله كل الفرص …أية فرص بينما صاحبة الشأن في علم الغيب ؟
حكيم(أومأ لها كي تنتظره ودخل ليجد ناريانا تمسح على وجهه):- غريب..
ناريانا(وهي تتلو تراتيل مبهمة في سرها):- ….. إن كان هنالك عرق ينبض في داخلك فتذكر يا حامي الشمس أن الشمس لن تشرق بدون ظلام .. تتت آه يا وائل وعلى ما عايشته يا غالي أرجو أن تتجاوز هذه الأزمة ، حقا أرجو ذلك
حكيم(انتظر خروجها):- …ناريانا
ناريانا(أغلقت الباب الزجاجي خلفها ووثبت أمامه تراقب وائل):- حكيم ..
حكيم:- لم تأتِ ابنة عمي صح ؟
ناريانا:- لم تفعل
حكيم:- أتخفيان شيئا ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها):- أجل نخفي أنفسنا من ابن خالك المجنون
حكيم:- هه ..ميار في خضم آخر تعلمين الموضوع
ناريانا:- أعلم ، لكن هل يعلم هو ما الذي سيعيده لدياره ؟
حكيم(بعدم فهم):- قصدكِ ؟
ناريانا(مسحت على كتفه):- دعه يقظا فالأحلام لا تعكس الحقائق ولا تحيل المحال
حكيم(باهتمام مسح على رأسها):- ما هذا اللغز الآن يا فتاة ..تعالي إلي بم يوجد تحت لسانك
ناريانا(عقدت حاجبيها حين استشعرت شيئا جعلها تدفع يده):- ابتعد
حكيم:- ما بكِ ياااااا ناريانا ؟
ناريانا(حركت رأسها وهي تتفحص ملامحه بشراسة):- …أنت ما الذي فعلته ؟
حكيم(رمش مرتين):-أوكي بدأت أقلق ، ماذااااا هناك تحدثي ؟؟؟؟
ناريانا(امتلأت عيونها بالدموع وهي ترتد للجدار الزجاجي):- لا شيء لا شيء
حكيم(أمسكها من ذراعها بقوة وجذبها إليه):- ستتحدثين يكفي ألغازا مللت منها بل سئمت
ناريانا(رفعت يديها لوجنتيه ولامستهما بحنان):- حكيم …أنت قد دخلت في اختبار جديد ، رأيتك وأنت تلج عالما بعيدا كل البعد عن حياتك
حكيم(رفع شفته باستفهام):- بمعنى ؟
ناريانا(نظرت لذراعه حين خفف قبضته):- إنني .. أراك فوق حصانك تركض في البراري نحو الشمس الآفلة ، تركض وتركض ولكنك لا تصل إلى شيء ..تعترض طريقك رياح عاصفة تحملك بداخلها وتعصف بك فترتفع وسطها وأنت تصرخ برفض ، تمد يدك لتتخطى الزوبعة مرورا للشمس ولكنك لا تتمكن من ذلك وإذ بك ترفع بصرك لتلك الزوبعة وتجد نفسك مستكينا في راحة وسطها ، لتتحول من زوبعة رمادية مليئة بالتراب والأوساخ لنقاء صافٍ بل بياض ناصع يجعلك تبتسم وأنت تمد ذراعيك معا لترفعك تلك الرياح الناعمة وتداعبك بكل محبة …وتهمس باسمك وأنت تتابع توزيع بسماتك في ذلك الفراغ لدرجة أنك نسيت أمر الشمس وسحبتك الريح إلى عالم آخر بعيد عما كنت تعرفه أو تعيشه يوما …..
حكيم:- الريح ؟
ناريانا:- إما موجة جديدة أو …امرأة أخرى
حكيم(قطب حاجبيه):- وميرنا ….هي الشمس ؟
ناريانا(رفعت بصرها نحوه بدهشة):- أتعرف بالأمر ؟
حكيم(ابتسم ثم حرك رأسه بأسى):- آه يا الله على هذا ….يعني هو حقيقي ظننتني أهذي لكنني فهمت الآن غاية ليندا من قلادة الشمس ،تأكدت من خزعبلات فخرية ومن ديباجة وليدة الشمس لكن … أنتِ ما علاقتكِ بكل هذا ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها):- …أنا أكون مرسلتها ،ناريانا آل شمسي من عشيرة الشمس ، في قديم الزمان كنا نحمي القلادة لأجل وليدتنا ولكن أنامل الشر سرقتها فطال بحثنا عنها حد اليأس والأمر منوط بالوليدة التي ستعيد المجد لعشيرتنا المندثرة
حكيم:- رسلكِ علي ، حددي لي أمرا واحدااااا ماذا تعني رؤاكِ ..هل هي حقيقية أم محض رؤى عابرة ؟
ناريانا:- إنها رؤى على المدى البعيد ، يعني … حقيقية وستحدث
حكيم(مسح على فمه):- لا تحسبي أنني سأنسى يوما عصفورتي الصغيرة ، أو أتخطاها ، أو أتجاوز أمرها في حياتي …وحتى أقول لو افترضنا ذلك فلا يمكننا أن ننفصل فهنالك ..
ناريانا:- ابنتكما ميسون
حكيم:- لا عجب أنكِ تعرفين بذلك … لكنه سيبقى بيننا لا يصل لجوزيت فإن فعلتِ ستقحمين ابنتي في مشاكل جمة
ناريانا:- الله عليك يا حكيم لو أردت لفعلت منذ أن دخلت إلينا في قصر روماااا
حكيم:- من وقتها ؟
ناريانا:- لا تنس أنني بصارة هممم
حكيم:- لم تفدني رؤيتكِ حقا بل زدتِ من توتيري
ناريانا:- ستتوتر أكثر عندما تتحول الأصوات إلى رؤى تراودك كل حين
حكيم:- يعني لست مجنوناااااا ؟
ناريانا:- حكيم أنت لمست شيئا منحك بعضا من قدراته الخاصة ، ما سمعته ليس جنونا أو صوتا خياليا بل هو حقيقي وحاضر في وقتنا الحالي إنما …غالبا هو في ظلام معتم
حكيم:- طيب ما رأيكِ لو أخبرتكِ أنني لامست تمثالا لامرأة موصومة بثلاثة لعنات ؟
ناريانا(اهتزت حدقتيها):- ممم …ماذاااا قلت ؟
حكيم:- أقول أن هنالك تمثالا لامرأة باكية موجود في قصر ليندا
ناريانا(بهلع):- يا لدهاااااء العجوز الحيزبون ، حكيييم إنها تحتوي على سلاح فتاك يدعى
… لا يجوز ذكر لقبه لكنه خطير …
حكيم:- بدأتِ تهذين مجددا ، رويدا رويدا أعطني كل المعلومات اللازمة ففخرية أبت أن تصرح لي وأخبرتني بقصص مختلفة أغلقت رغبتي في البحث
ناريانا:- منذ متى وأنت تعلم بأمر التمثال ؟
حكيم:- منذ مجيء ميرنا تلك الليلة
ناريانا:- تبا ..إن كانت قد لامسته فهذا معناه أنها أيقظتهااااا ، هذا يفسر سماعك لتلك الأصوات
حكيم:- بدأت أسمعها حقا منذ تلك الليلة ، لكن ماذا يعني ذلك ؟
ناريانا:- اسمعني جيدا يا حكيم ، ابتعد قدر المستطاع عن ذلك التمثال لا تصغي إليه ولا تصدقه أحيانا لو أخبرك بالحقيقة فالتزييف فيها يتخذ نفس الغاية ، حذااااار لطفا ؟
حكيم:- أنتِ تتحدثين عن تمثال وكأنه وحش ، إنه مجرد كومة حجر على هيأة امرأة تبكي
ناريانا:- تبكي … تت لم نسمع عن أسطورة المرأة التمثال منذ زمن بعيد ، ولم أتوقع سماعها مجددا في وقتنا هذااااا لكن ماذا تركت لنا ليندا لنقوله إنها تفعل أي شيء لكي …
حكيم:- تابعي …لم توقفتِ عن الكلام ؟
ناريانا(تحركت حنجرتها بثقل وتراجعت للخلف):- أحتاج لفسحة من الهواء …
حكيم:- ناريانااااا …ستشرحين لي ما قصدكِ تمام ؟
ناريانا(هربت منه وهي تفرك يديها ببرودة):- يا إلهي ، إن أعادت تلك الوحش ستسحقنا جميعناااااا جميعنااااا …
حكيم(استدار متأففا ليرمق وائل):- وائل رشوان …هممم
دخل إلى حجرته بعد أن ارتدى قبعة وملابس خاصة بالزيارة مثل ناريانا التي ألقتها بالقمامة فور اختفائها من المستشفى تلك اللحظة ..أما هو فقد تقدم نحو سريره وجلس جواره بالكرسي وهو ينظر إليه بأسف
حكيم:- متأسف لما أنت عليه يا وائل ، صدقا ما كنت أرغب برؤيتك هكذاااا لكن قدر الله وما شاء فعل … يعني أيمكنني أن أعتبرك مثلي قليل حظ فحين كانت الكفة كلها تميل لأجلك أصبت بهذاااا ، ربما هذا ما يسمى بثالوث الحب الملعون …يؤرجح كل واحد فينا دون منحنا أي بقعة للوقوف ، أعرف أنك تألمت حين عرفت بم فعلته ميرنا لأجلي ، لن أنكر أصبتُ بالغبطة لأنها فعلت وفي آن الوقت حزنت لأنني أعلم غايتها في الخلاص من تأنيب ضميرها ، لكن يا ليتها لم تفعل فقد فقدناها منذ ذلك الوقت .. اففف نحتاجك وقد عنيت ذلك ليلة أمس بالزفاف فليس وقت غيابك أبداااا ، هيا استجمع نفسك وعد للساحة فتأكد أنني سأحاربك حتى آخر الرمق هه …آه يا رجل أكاد أحسدك على راحتك هذه ولكنها لا تنفع في وقتنا الحساس لا تنفع ..
الممرضة:- انتهى وقت الزيارة يا سيدي من فضلك
حكيم(نهض وربت على يد وائل):- عد إلينا …هذا بيدك فكن الند الذي واجهني بشراسة حتى هذه النقطة
جمانة(وهي تمسح دموعها):- إنه شخص مهم بالنسبة لي ، وعدم سماحك لي برؤيته يعد إجحافا في حقي لو علم بشأنه وائل لحزن
شهاب:- اسمعي يا طالبة هنا ليس صف النحوي ، ستنسحبين لأنكٍ لن تريه انتهينا
حكيم(خرج لحظتها):- جمانة ؟
ميسون:- بابا حبيبي جمانة تريد رؤية عمو وائل لكن عمو شهاب يرفض
حكيم:- من عيَّنك ناطورا عند بابه أبعرف ؟
شهاب(جحظ عينيه):- أناااااااااا …تنعتني بالناطوووور ؟
جمانة(نظرت لميسون حين لمحت احتدام الأمور):- حسنا أتراجع عن رغبتي ، لا يوجد أية مشكلة هنا
حكيم:- توقفي عندكِ يا جمانة ، وأنت …أظن أنك سمعتني جيدا
شهاب(دفع صدره متقدما أمامه):- وإن لم أفعل ؟
حكيم(لاحظ تشديد قبضة ميسون):- لا تجبرني على التصرف بشكل سيء أمامهن
ميرا(فتحت عينيها مرتين):- ياااا ويلي ماذا يحدث هناك ؟
ميسون:- بابا حبيبييييي ؟
جلنار(قفزت من الكرسي):- الله الله هنالك معركة قائمة ، مرام كفي عن طلباتكِ أريد متابعتها من البداية
مرام(بقلق):- أستغفر الله هذا بدلا من أن تتعوذي من الشيطان ، لا ينقصنا معركة أخرى
شهاب(هدر فيه):- ألا يكفي أن الملعونة ابنة عمك أصابت عمي في مقتل ، إنه يصارع منذ البارحة أتصدق ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حكيم:- حافظ على نظافة لسانك قبل أن أستعمل منظفاتي الخاصة
شهاب(أشار لنفسه):- لي هذا الكلام ؟
حكيم(دفع قبضة ميسون ليمسكه من ياقته بقوة):- لك ولكل رشواني يفكر بالتحدث بسوء على أي راجية من عائلتي مفهووووووم ؟
شهاب(ضحك بسخرية ليمسكه من ياقته أيضا):- إذن هذه فرصتي أخيرااااااا
ميرا(صرخت بعلو صوتها):- توقفااااااااااا ، ماذا ما الذي دهاااااكمااااا ….أتركا ياقة بعضكما ما هذا الذي يحدث هنااااا ؟
هديل(رمشت مرتين وهي تستوعب حين انضمت أيضا):- يا إلهي
حكيم(أفلت ياقته وأشار نحوه):- كلامي واضح لا تجبرني على إعادته بطريقة أخرى
شهاب:- هيييه أنت لا تخيفني بترهاتك البالية ، لو كنتَ على قدر كلمتك ما كنت هجرت ابنتك وتركتها تناجي الزوايا بعد غيااااااابك
حكيم(تحركت حنجرته بثقل ثم استدار لميسون التي كانت تبكي بحضن مرام):- التزم حدك يا شهاب رشوااااااان
هديل(وقفت قبل شهاب):- مهلك علينا ياااا حكيم ماذا حصل ؟
حكيم:- اسأليه وستعرفين ، والآن هذه الفتاة ستدخل لترى أخاكِ وهذا لن يعترض
شهاب(بعناد):- علي الطلاق لن تخطو خطوة إلى هناك
ميرا(شهقت):- هئئئئئئئ تدعو بطلاقي يا شهاااااااااااااااااااااب ؟
شهاب(أطل عليها):- عذرا يا زوجتي العزيزة تبقين راجية والخطوط الحمراء قد رسمها ابن عمكِ للتو
ميرا(أمسكت على فمها):- هههه ….هذا ما كان ينقص
جمانة:- آسفة آسفة بحق كل هذا حدث بسببي
هديل(بلؤم):- ولماذا لستُ مستغربة ؟؟؟؟؟؟؟
ميرا(اقتربت من حكيم):- حكيم أرجووووك …يكفي فضائح معه لطفاااا
حكيم(جمد فكه):- لن أتراجع ميرااااا فلا تتدخلي بيننا
شهاب:- وأنا عند كلمتي والقرار بيدك
ميرا(باحتدام وقفت قبل حكيم في مواجهته):- أراك تبيع وتشتري في زواجنا يا سيد شهاب ، دعني أذكرك بأن هنالك طفلا بيننااااااا أم تراك نسيت أمره ؟
شهاب:- ابني بعيد عن أي اتفاقية طلاق بيننا
ميرا(رمشت مجددا ثم نظرت إليهم بالواحد لتعود إليه):- عفواااا …هل أنت جاد ؟
شهاب(تلكأت الحروف بجوفه):- أنا جاد …لن أتمكن من المضي في زواجنا بعد الذي فعلته أختكِ بعمي ، لن أكون رشوانيا إن سمحت بذلك ولم أرد الضربة وهذه ستكون أولاها ع فكرة
حكيم(حول عينيه):- وضربتي التالية ستكون في منتصف وجهك علك تسترجع عقلك وتسمع أذناك ما يخرجه فمك المنتشي …هل جنننننننت لتتحدث عنها هكذاااا ؟
هديل:- ابن عمي ….حان الوقت لتتوقف عن المزاح لقد تضايقنا جميعنا
شهاب:- لست أمزح ..أنا جاد فيما أقوله
جمانة(أمسكت على فمها):- يا ويلي ماذا فعلت ؟
دينا(خرجت من غرفة الطبيب):- بابااااا فؤاااااااااد ….لقد فتح عينيه للتو
شهاب(التقط نظرة ميرا الكسيرة ثم هرول للخلف):- بنت هديل اركضيييييي لنتفقده
حكيم(مرر لسانه بين شفتيه ولفها إليه):- ميرااااا أنتِ بخير ؟
ميرا:- أحتاج لفسحة هواء …سأكون بخير
حكيم:- أرافقكِ ؟
ميرا:- لالا أريد البقاء بمفردي … لديك أخريات لتدافع عنهن فهذا ما تجيده مع الغرباء
جمانة(جلست ببكاء):- كله بسببي
جلنار(جلست جوارها):- لم تفعلي شيئا أصلا كان هذا بنزينا والآخر نارا هُوبَّا اشتعلت
مرام:- اهدئي يا ميسون لم يحصل شيء
ميسون(ركضت نحوه وعانقته):- استجديتك أن تتوقف ، سيطلق عمتو ميرا لأننا عاندناه
حكيم(جثا على ركبه):- ليفعل …لكننا لا نستسلم أو نخضع أو ننزل رؤوسنا للأرض ، ولو على حساب جراح قلبنا تذكري هذا دائمااااا
ميسون:- ولكن …
جلنار(أمسكتها):- تعالي إلي ولا تضغطي يا صغيرتي ..حكيم ؟
حكيم(مسح على فمه):- ادخلي يا جمانة هذه فرصتكِ
جمانة:- لن افعل … لا أريده أن ينفذ وعده ثم ثم سأتفقد وائل من بعيد يعني ليست بمشكلة، أنا سأعود للجامعة بالإذن
حكيم:- تتت ….
مرام:- انتبهي لنفسكِ يا جمان ، نلتقي بالبيت حبيبتي
جمانة(آثرت الهرب):- إن شاء الله ..
جلنار:- ترى …ما الذي سيقوله زوج أختنا المصاب ؟؟؟؟؟؟؟
مرام(فتحت عينيها على وسعهما):- كل ما يجعلها تهرول نحو المؤبد
شهاب(بلهفة):- عمااااه هل تتذكرني أنا ابن أخيك الطاااائش ، عماه هل تعرف نفسك هل تتذكر ما حصل معك البارحة ؟؟؟؟؟؟
هديل:- اهمد يا رجل ، هااا دكتور فارس أي أخبار ؟
فارس:- يسعدني أن أخبركم أنه تجاوز مرحلة الخطر ، لكن حالته هذه ستبقى مرهونة بالوقت لذلك سننتظر
دينا:- لكنه فتح عينيه وحرك إصبعه اليسار ؟
فارس:- وهذه مؤشرات طيبة
شهاب:- لكنه ما يزال ينظر إلينا ببلاهة وكأنه لا يعرفنا
فارس:- أمهلوه بعض الوقت
شهاب:- أووووه أي وقت لقد شاب شعر رأسي المتبقي منذ إصابته
فؤاد:- يااااا ربي لم تمتحنني بهذا الصوت بعد لحظة واحدة من استيقاظي ؟
شهاب(ركض نحوه وعانقه):- عمي عمييييييي يا كبد ابن أخيك
هديل(عانقته من الجانب الآخر):- آآآآآآآآه يا حبيبي الحمدلله على سلامتك ، متنا رعبا علييييييييييك
فؤاد(بثقل تنهد لينظر لدينا):- اقتربي يا ابنتي
دينا(اقتربت ببكاء):- عمو …بابا فؤاااد اهئ خفت من فقدااااااااانك
فؤاد(أومأ لها):- أنا لا أستسلم بسهولة
شهاب(مسح دموعه وأنفه في كمه):- أجل أجل عمي عنيد أخبرتكم أنه سيتجاوزها
هديل:- فعلا خفنا عليك لكن الحمدلله على نجاتك يا عمي الحبيببببب
فؤاد(نظر إليهم تباعا):- أين هي نور ؟
حلَّ الصمت آنذاك لترتفع علامات الاستفهام فوق رأسه ، خصوصا عندما انفجرت دينا ببكاء بينما بدا الغضب على ملامح شهاب أما بعيون هديل فلم يقرأ سوى النفور …لحظتها استجمع أفكاره وعرف مآلها بعد تلك الحادثة وحاول التحرك لكنه رمش مرتين ليعيد المحاولة مما جعل فارس يقترب إليه بدعم ..
هديل:- ماذاااا ..ماذا يحصل ؟
فؤاد:- دكتوووور لم لا أستطيع النهوض ، لماذا أشعر بتخدر في قدمي، الأصح أنني بالكاد أشعر بهمااا
شهاب(أمسك على فمه):- ماذا تقوووووول ؟
دينا:- هئئئئ ؟؟؟
فارس:- ليهدأ الجميع ، إنه وضع مؤقت وطبيعي جدا في مثل هذه الحالات ..حضرتك خرجت من عمليتين حساستين فبديهي ألا تشعر بأجزاء في جسمك ستتجاوزها مع الوقت
فؤاد:- مااااااا قصدك أنني لن أتمكن من النهوووووووض ، إلى متىىىىىىىى ؟
شهاب:- تكلم يا دكتوووور نحن على آخرناااااااا ، أخبرنا لم لا يشعر بشيء ؟
فارس:- لو تصغون إلي لاستوعبتم ما أقوله إنها ردة فعل طبيعية بعد حالته الحرجة
هديل:- يعني …يعني عمي سينهض سيكون بخير أليس كذلك ؟
فارس:- سنعمل على ذلك فقط لنمنحه بعض الوقت
دينا:- بابا فؤاااااد ؟
فؤاد(ابتلع ريقه ثم رفع يده اليسار):- اقتربي مني …هيا اقتربي
دينا(ارتمت بحضنه باكية):- اهئئئئ أعد لي مامي
فؤاد(أغمض عينيه):- حبيبتي ستخرجين مع عمتكِ هديل قليلا ، أنا سأكلم عمكِ شهاب
شهاب(بحنق):- متى تحولنا لعم وعمة سبحان مغير الأحوال …
هديل:- أ…هيا يا دينا رافقيني
شهاب(فور ذهابهما رفع يده منددا):- لن تجعلني أفعل أي شيء لأجل المرأة التي حاولت قتلك عمدا وإصرارا وبكل يقين تاااااام
فؤاد(بتعب):- أين وائل ؟
شهاب(حول عينيه):- …غير متوفر حاليا ، أنا المتاح وليس لك مني مناص
فؤاد:- طالما هو كذلك …ستصغي إلي وتنفذ ما أقوله بالحرف وإلا ، لن أسامحك
شهاب(نتف شعره بعصبية بعد سماعه):- أأأأأأأأأأأأأأأه يا ربي آآآآآآآآآآه هل تريدني أنا أناااااااا أن أقوم بذلك ، يا عمي يا عمي كدنا نأكل طعام عزائك يا رجل بسببببببهاااااا ..المفروض أن تطلقها المفروض أن تخرجها من عقلك أن تتركها تتعفن جراء جريمتهاااااااا لا أن تطلب مني عكس ذلللللللللللك
فؤاد:- أنت لا تعرف شيئا …. لذلك ستفعل ما أمليه عليك ويدك فوق رقبتك أو هنالك حل بديل سأطلب من أي راجي أن يتصرف ووقتها ستصبح عارا على عائلتنا
شهاب(جلس مقابله على الكرسي وهو يضع يده على خده كالولايا):- أسمعك ….
فؤاد:- جيد …نفذ ما طلبته وحالا ، أريد أن أراها فور استيقاظي مساء
شهاب(بتأفف):- لم تفعل ذلك لأجلها ؟
فؤاد:- وأنت تعشق ميرا ألم تكن ستفعل المثل ؟
شهاب(بتفكير):- أشك أنني سأفعل مثلك لكنني لن أغفر لها مدى عمري
فؤاد:- وذلك حساب آخر يمكنك اتخاذه
لم يجد شهاب بدا من اعتراض مشيئة عمه لذلك سايره تحت ضغط شديد ، لذلك انسحب من غرفته وتركه قد عاد لغفوته من جديد ليخرج مزمجرا أمامهن ..لم يفهمن أي شيء لكن فرحة استيقاظه كانت الخبر الذي تمنين سماعه فمن فورهن قمن بإرسال البشرى للعائلة ..حيث فرحن باستعادة وعيه حبا له وأيضا ضمانا لنجاة نور لكن هل ستسمح نوايا الشر بذلك ؟
مرام:- سنذهب للبيت يا عمري ونعود مساء ، هيا لديكِ مدرسة لا تنسي ذلك
جلنار:- أجل يا دينا لو سمعت أمهاتنا بأنني جلبنكِ إلى هنا لغضبن
دينا:- حاضر …سأسمع الكلمة
حكيم(أمسك كف ميسون):- ونحن لنتحرك لدينا ما نقوم به
ميسون:- بلغوا سلامنا للعائلة
جلنار:- ستمر للبيت صحيح ؟
حكيم:- ليلا نكون معكم لا محالة …عذرا لم حصل مع شهاب يا هديل
هديل:- لا عليك
جلنار(قبلتها):- هدولة حبي كلميني إن احتجتِ لشيء أوكي ؟
هديل(نظرت حولها):- هففف طيب جوجو سلام …همنمم / بقيت وحدي مجددا ترى أين ذهبت ميراااا ، حتى الغبية ريتال بدلا من أن تحضر إلى هنا ذهبت لشركتهم
ميرا(كانت تبتسم لهن وهي تلوح بيدها):- مرحباااا … هه
الممرضة:- لو أحببتِ يمكنكِ ملاعبتهن ؟
ميرا(بابتسامة):- لالا دعيني لا أزعج سكينتهن ، لا أدري كيف وصلت إلى هنا لكنني واثقة أنهن قلبن مزاجي للأحسن
الممرضة:- كيف لا وهنَّ ملائكة الأرض ، أنظري لجمالهن سبحان الخالق
ميرا:- حقا إنهن فتيات جميلات .. ألا يوجد صبيان بالحضَّانة ؟
الممرضة:- كان هنالك صبيين البارحة لكن حان وقت مغادرتهما ، قام الآباء بتوقيع الأوراق واصطحبوهما للمنزل
ميرا:- رائع … الله يسعد قلوب أمهاتهم جميعا
ممرضة أخرى:- أووه ست ميرا نورتٍ القسم هناااا
ميرا:- بنورك شكرا
الممرضة:- هل قامت الأم بإرضاع صغيرتها ؟
الممرضة الثانية(همت بوضع الصغيرة التي كانت بين ذراعيها):- أجل قامت بإرضاعها ، ستتمم بعض الإجراءات وتغادر لتعود غدا من جديد
ميرا:- لماذا …ألا يمكن للصغيرة أن ترافق أمها ؟
الممرضة:- تنشقت بعض الأشياء خنقتها في المكان الذي تعيش فيه ، لذلك وحفاظا على حياة البنت من الرطوبة قرر الطبيب إبقاءها هنا لعشرة أيام أخرى
ميرا:- يا للأسف أكيد أمها حزينة
الممرضة:- بالعكس ، كأنها تسلم برقية فلم تذرف دمعة ربما ذلك عائد لأنها تملك خمس فتيات أخريات غيرها
ميرا(حركت رأسها وهمَّت بالمغادرة):- إذن دعوني لا أعطلكن على عملكن ، شكرا لسماحكن لي بالمكوث هنا قليلا.. قضيت وقتا مريحا
الممرضة:- أعيديها مرة أخرى ، نحن نحبكِ كثيراااا
غادرت جناح الأطفال الصغار وهي تكفكف دموعها الدافئة ، فلاحظت امرأة شاحبة تطل من النافذة الزجاجية على الفتيات وبعيونها دمعة جامدة … رأتها وهي تلف الوشاح جيدا عند مقدمة رقبتها وتحمل حقيبة تخص رضيعة ، ففهمت أنها غالبا أم لإحداهن فلم تطل بالا ..لكن ما جعلها تهتم هو ترنح الأم التي اتكأت على الجدار فللحظة كادت تهوي على الأرض
ميرا(لعنت اهتمامها واقتربت منها):- أتحتاجين لمساعدة ؟
المرأة(لم تنظر إليها بل رفعت كفها فقط):- لالا شكرا …
ميرا:- شكلكِ لستِ بخير ، هل أنادي الطبيب ؟
المرأة(هدرت فيها):- قلت لا أريد أية مساااااعدة دعيني وشأني
ميرا(عادت برأسها للخلف وتحركت للأمام بعنفوان):- هممم كما تريدين
المرأة(سقطت الحقيبة من يدها):- اللعنة
ميرا(توقفت وهي تدك الأرض بكعبها):- ع فكرة ليس عيبا أن تقولي أجل أحتاج لمساعدة
المرأة(رفعت بصرها نحوها):- ولكنني مصرة فلا تتدخلي فيما لا يعنيكِ لو سمحتِ
ميرا:- أنتِ فظة
المرأة:- وأنتِ فضولية الله الله هل تحسبين أنكِ ستصبحين جيدة إذا ما تصنعتِ اهتمامكِ ، غالبا ثمن حقيبتكِ التي تحملينها يفوق بكثير ثمن اهتمامكِ لأمري
ميرا(بعصبية):- ومن أين تعرفينني لتحكمي علي ؟
المرأة(نزلت بثقل والتقطت حقيبتها):- أعرف النوعية شاكلتكن ، تظنون جميعا أنكم تفوقوننا في كل شيء لكنكم أبدا لن تتمكنوا من شراء عفتنا مفهوووم ؟
ميرا:- يا صبر يا ربي ، يا سيدة أنتِ هكذا تتصرفين بعدم اتزان وأنا لا أملك وقتا أضيعه معكِ لكنني لن أتعب نفسي لأبرهن لكِ نفسي فمن تكونين أصلا ؟
المرأة(ارتجفت شفتها):- حقا من أكون …لست سوى أم البنات كما يناديني الجميع ، لا أجيد شيئا سوى الإنجاب ويا ليتني أنجب ما يرفع الرأس ، ههه زوجي طلقني بسبب ذلك ورحل من البيت وترك لي خمسة فتيات والسادسة في حالة غريبة كما يقول الطبيب …ههه حقا من أكون صدقتِ الآن يا سيدتي
ميرا(ندمت لتهورها وفهمت أنها المرأة المنشودة):- تمام …لم نبدأ بشكل صحيح دعيني أساعدكِ وستعرفين أنني لست كما تعتقدين
المرأة:- لا أريد
ميرا:- ما هذا الأنف الذي ترفعينه يا امرأة …انزلي أرضا فليس الجميع مثلما ذكرتِ
المرأة:- ولم ستساعدينني ؟
ميرا:- لأن الله وضعني بطريقكِ فهمتِ الآن ؟
المرأة(نظرت جانبيا):- لا أحتاج شفقة من أحد ، أنا قادرة على الكفاح فهذا ما تربيت عليه ولن أكمل بقية حياتي أعيش على صدقات الجيران ومساعدتهم لي …سأعمل وأربي بناتي وأجعلهن يدرسن وهذه الصغيرة ستعيش سأجعلها تعيش ولو بعت لحمي
ميرا(دمعت عيناها واقتربت منها لتلقط منها حقيبتها الكبيرة):- نذهب ؟
المرأة(طالعتها برفق ثم أنزلت رأسها بحرج):- حقيبتي البالية تفسد شكلكِ
ميرا:- هه لكنني كنت أملك مثلها في وقت مضى ، عندما كنت أجمع أغراض ابني المرحوم
المرأة(فتحت فمها):- …اعذرينييييي حقا لم أقصد ، الله يرحمه
ميرا(وهي تسير معها ببطء):- هووه مضى على وفاته سنينا كثيرة ..لكن وفاة ابنتي هي التي جعلتني عدائية بزيادة لذلك تفهمت حالتكِ يعني بعيد الشر عن صغيرتكِ ، إنما حنقكِ مما فعله أبوها جعلني أقيس نفس الدرجة
المرأة:- يااااه هل فقدتِ اثنين ؟
ميرا(بابتسامة):- ولكنني أملك أخاهم حبيبي الله يحفظه لي ، هو عوضني عن غيابهما
المرأة:- وأنا فقدت ثلاثة أجنة واحد لم أكن أعرف بأمره حتى لفظته ، والثاني عندما ضربني زوجي ، والثالث لم يكمل حتى الأسبوع أخبرني الطبيب أنه حدث بسبب قلة التغذية
ميرا(أشفقت عليها):- رحمهم الله جميعا …
أخذتها برفق وجعلتها تركب بسيارتها التي شهقت لجمالها ولم تتمكن من التصرف عكس طبيعتها ، فلم تكن تحلم أن تركب سيارة فاخرة كتلك أو ترافق امرأة فاتنة كميرا لذلك كانت تنظر ببلاهة ما تبقى من الطريق ، ..قبل أن تعقد ميرا حاجبيها حين أتممت المرأة عنوان بيتها لترمش بعدم فهم فكأن القدر يعيدها لنفس الحي اللعين مرة أخرى …
ميرا(نزلت وهي تمصمص شفتيها وتراقب كراجه المقفل):- هممم …تفضلي حقيبتكِ
المرأة:- لن ترحلي قبل أن تشربي فنجان شاي ، تفضلي تفضلي …
ميرا:- لن أتعبكِ فأنتِ أصلا مريضة
المرأة:- إلا إذا كنتِ تخجلين من بيتي فهذا شأن آخر ؟
ميرا(ابتسمت وأشارت خلفها):- عزيزتي ..أترين ذلك الشارع هناك على بعده بشارع آخر يوجد بيتنا يعني نحن بنات نفس الحي
المرأة(فتحت عينيها بعدم تصديق):- والله ….أنتِ تصدمينني بعد كل جملة ، ادخلي إذن ياااااا بناااات لقد عدت …
قفزت أربعة فتيات ليلتففن حول أمهن وقد غدون رائعات وهن متشبثات بثوبها ، بينما كبراهن أزالت وشاح أمها لتحمل الوسطى حقيبتها بينما جلبت الصغرى نعلها لتقدمه له ، أما الرابعة فقد كانت تصب كوب ماء لتسقيها منه …تأثرت لمنظرهن ولم تحرك ساكنا بل ظلت مشدوهة في مراقبة دفئهن ذااااااك …
المرأة:- ها هل استيقظت أختكن ؟
الصغرى(ذات أربع سنوات):- استيقظت وهافع يطعمها …
رافع(خرج من المطبخ وهو يرفع فتاة بعمر السنة بيده):- من نادااااانا عجبااااا هل عادت والدتكن لطفية أخيرا سأسترزق الله في هذا اليوم ..هأوووه سكرة ما الذي تفعلينه هنا ؟
ميرا(شهقت وهي ترتد للخلف):- رااااااافع ؟
لطفية(نظرت إليهما):- هل تعرفان بعضكما ؟
ميرا(بعد لحظات كانت تمسك كوب الشاي):- وهذه كل القصة ، يعني رافع يعمل مصلحا لسياراتي الخاصة ثم يصدف أننا أيضا من نفس الحي
رافع(وهو يهز قدمه ليداعب الصغيرة التي كانت متمسكة به):- من الصدف الجميلة يا لطفية
لطفية:-خجلت كثيرا يا رافع من الست ميرا ، أولا لأنني لم أكن أعرفها كما ترى لا أملك تلفزيونا كي أشاهد الأخبار ، وثانيا لأنني قللت من شأنها وظننت بها سوءا صدقا لم تعاملني إلا بكل خير
رافع(امتص شفتيه):- تمام لأضيف أن الملابس المجهزة لصغيرتكِ الجديدة ، والتي تلبسها هذه المشاغبة فوق حجري هي التي تبرعت بها لأجلكِ
لطفية(فتحت عينيها):- حقااااا ؟
ميرا(بحرج):- لا داعي للتباهي يا رافع ، إنهاااا ..يعني
لطفية(بعيون دامعة):- كنت أدعو مع المرأة حتى لو لم أكن أعرفها ، فيكفي أنها سترت بناتي وجعلتني أفرح بهن لكن الآن بعد أن عرفتكِ سأدعوه كي يحفظ لكِ ابنكِ ويطعمكِ إخوة تعوضين من خسرتهم
ميرا(بامتنان):- تسلمي …
لطفية(اشتمت رائحة):- أووه غالبا صغيرتي فعلتها ، دعني آخذها عنك يا رافع سأعود بعد قليل وأنتن يا بنات إلى دفاتركن لا أريد تكاسلا سأعد لكن طعام الغذاء بعد قليل
رافع:- أي غذاااء يا لطفية أنتِ ما تزالين مريضة ، سأتكفل به لا تقلقي
لطفية:- لن تفعل شيئا كهذا يكفي أنك تغلق كراجك كل يوم لأجلنا
رافع(استقام):- كلامي لا يقبل جدالا ، ارتاحي مع صغيرتكِ وسأتصرف
لطفية:- والست ميرا ؟
ميرا:- ستغادر لا بأس
لطفية:- يي اعذري فظاظتي لم أقصد ذلك ، يعنييي
ميرا:- ولا يهمك يا لطفية نحن أصبحنا صديقتين ، ثم أرغب بأن أزوركِ مجددا إن لم يكن هنالك مانع
لطفية:- البيت بيتكِ يا ست ميرا
ميرا:- ميرا فقط ، هيا ارتاحي سأودع رافع وأغادر
رافع:- تمام ارتاحي أنتِ …
لطفية(وهي تهدهد ابنتها التي بدأت تبكي):- طيب طيب ربي يجازيكم بالخير ..تعالي يا ابنتي لم البكااااااء
ميرا(التقطت حقيبتها وتحركت صوب الباب):- كثرت الصدف ألا تعتقد ذلك ؟
رافع(لحقها):- كثيرا ، حتما هي حكمة إلهية ههه
ميرا(أخرجت مبلغا من حقيبتها):- تفضل يا رافع أريدك أن تتصرف بهذا المال وتحضر النواقص اللازمة لبيت لطفية
رافع(أبى أخذها):- لن أفعل يمكنكِ إعطاءها لها بنفسكِ
ميرا:- وهل ستوافق في نظرك ، ثم لا أرغب بإحراجها إذ يبدو لي أنها تعتبرك مقربا لذلك ما يأتي منك لن يكون محرجا لها
رافع:- تملكين قلبا طاهرا يا سكرة ، لا عجب أنكِ حلوة هكذا في كل شيء
ميرا(رمشت وهي تهم بالمغادرة):- بالإذن …
رافع(وضع يده على الباب قبل أن تفتحه وأطل عليها):- تبدين منزعجة ، هل تمقتين رؤيتي لهذه الدرجة ؟
ميرا(بتلعثم):- الموضوع لا يخصك
رافع:- متأكدة ؟
ميرا(بحدة):- أجل متأكدة ويكفي طيشا وعبثا أرغب بالرحيل ، افتح الباب
رافع (فتحها):- تم يا أستاذة فقط لا تغضبي
ميرا(بإباء غادرت):- أفضل
رافع(وضع يده فوق يدها وهي ممسكة بقبضة الباب):- كنت أقوووول يا سكرة …
ميرا(سحبت يدها بقوة):- لا تتهور معي مجددااااا رافع
رافع(ابتسم من عصبيتها):- انكِ تبدين رائعة حين تغضبين
ميرا(خرج الدخان من أذنيها):- إنك فتى متهور عديم المسؤولية ...افتح افتح دعني أمر قبل أن اصرخ
رافع(فتح الباب):- نراكِ قريبا يا فنانة
حركت شعرها بغيظ وهي تغادر برفقة إحساس غريب اعتراها حين رأته ، لكنها طردته لتقود سيارتها في اتجاه البيت فطالما هي بنفس الحي فأكيد ستخصص لهم زيارة علها تطمئنهم على وضعية فؤاد بنفسها وتطمئن أيضا على أختها التي لم يصلهم أي جديد بعد ..
عواطف:- هل وضعتِ المخلل يا عفاف ؟
عفاف:- يا أمي أيقبلون بالمخلل في السجن ؟
مديحة:- يا ويلي على المخلل هل نحن ذاهبات في زيارة لامرأة نافسة الله يهديكِ ، البنت في سجن يعني يجب أن يكون الأكل دسما وليس مخللا
عفاف:- أتفق مع خالتي مديحة
عواطف:- طيب المهم أن تجهزي الحقيبة بسرعة فسنخرج بعد قليل
عفاف:- عيوني ..يا نجية لنهتم بالأكل تمام
سماح:- ايه دعوني لا أرافقكم اليوم أشعر بأنني لست على ما يرام
مديحة(بمؤازرة):- خذي راحتكِ يا سماح ابقي في البيت اليوم
عواطف(استغربت ذوبان الجليد بينهما):- خيرا إن شاء الله من يزورنا الآن ؟
نجية(فتحت بسرعة):- السيدة ميرا
ميرا(أزالت نظاراتها):- إلى أين هكذاااا ؟
عواطف:- إلى أختكِ نور
ميرا:- ليس قبل أن تعرفن المستجدات حول وضع فؤاد
عواطف(بعيون دامعة):- ماذاااا حصل ،أرجوكِ انطقي بشيء يثلج روحنا
مديحة:- أي والله نحن ننتظر بشغف سماع خبر مفرح
ميرا:- الأمر كالتالي ، فؤاد استعاد وعيه وتخطى الحالة الحرجة وسيضعونه بغرفة مستقلة لكنه سيخضع للمزيد من الفحوصات كونه ..لم يستعد ثبات جسمه كليا
عفاف:- كيف يعني …أهنالك خللا في ردود أفعاله ؟
مديحة:- بأي لغة تتحدثان ؟
سماح:- وحياتك بدوري ما فهمت حرف
عفاف:- يعني أنه قد أصيب بصعوبة في الحركة بمنطقة في جسمه
ميرا:- نصف جسمه لا يستجيب
عواطف(رمشت):- ماذاااااااااا تقولييييييييين ؟
مديحة(جلست وهي تضرب بخذيها):- ويلي ويلاه راحت البنت في شربة ماء
سماح:- أي على نصيبها سيُشل الرجل من أول يوم لهما
عفاف:- ياااه دعونا لا نسبق الأحداث وندعو لأجله ، على الأقل استيقظ وهذا لوحده مفيد لنور فإفادته في تحقيق الشرطة ستخدمها
ميرا:- هكذا فكرت ، غالبا ستأتي الشرطة لتحقق معه مساء بعد أن استعاد وعيه …
عواطف:- طيب ..كنا بصدد زيارتها أنا وخالتكِ مديحة ترافقيننا ؟
ميرا:- أين طارق ؟
عفاف(تذكرت أنها لم تجده جوارها حين استيقظت):- غالبا ذهب إلى المخفر ، اتصلنا به لكنه لا يجيب
ميرا:- حسن …لأصطحبكم بنفسي ، أين جدتي ؟
مديحة:- في غرفتها معتكفة ، جدتكِ عادت بالزمن للوراء وغالبا هنالك حصص عزلة لم تعشها في الماضي وهي تدفع ضريبتها اليوم
سماح(غالبها الضحك):- يخرب نكتك يا امرأة هههه
ميرا:- هيا توضبن سأتفقدها ونذهب بعدها
عفاف(حملت حقيبتها):- طمأنوني عنها لطفا سأذهب للمستشفى لقد تأخرت على عملي
عواطف:- ماشي يا حبيبتي ..دعواتكِ لنا ..
ميرا(طرقت الباب):- جدتي ، احم نبيلة هل أنتِ منزعجة من شيء هممم أخبريني ؟
نبيلة(رفعت بصرها ثم عادت لتقرأ الكتاب):- إن لم يكن لديكِ مانع أغلقي الباب من خلفكِ
ميرا(أردفت الباب خلفها):- لن أبرح محلي حتى أعرف ما الذي يجعلكِ حزينة هكذا ، حتى أنكِ لم تبدي أية ردة فعل عقب المصيبة التي حصلت مؤخرا
نبيلة(أغلقتِ الكتاب ثم وضعته بترتيب جانب منضدتها):- انطقي ما يجول بخلدكِ يا سمر ودعكِ من هذه المقدمات البالية
ميرا:- أعرف أنكِ تخفين أمرا ما ، اسمعي لن تقدر أي واحدة فيهن على استيعابكِ بقدري يعني تفضلي وأخبريني ما الذي يتعبكِ ؟
نبيلة(شبكت يديها):- تعالي واجلسي بجواري هكذا ..
ميرا(ابتسمت بنصر):- ها أنا ذا أجلس جواركِ هممم …تفضلي أسمعكِ
نبيلة(رفعت يدها ومسحت على شعرها):- أنتِ ..تشبهين شخصا أرهق قلبي
ميرا(باهتمام):- أنتِ تجعلينني أتأثر وقد أقسمت ألا أشفق على أحد من هذا البيت بعد ما حصدته منكن و …
نبيلة(مسحت على خد ميرا بدمعة متحجرة في مقلتيها):- لماذا تخونون الثقة ؟
ميرا(بتوجس):- غالبا خلطتِ بيني وبين أحد آخر جدتي
نبيلة:- الأسرار تهدم الثقة يا سمر ، لا تتهوري
ميرا(فتحت عينيها على وسعهما):- جدتي …ماذا فعلت لتسمعيني هذا الكلام ؟
نبيلة:- الصبي الذي تودعين عنده سيارتك
ميرا(ارتدت للخلف وهي تشعر بخفقات قلبها قد ارتفعت بشدة):- رافع …م…ما به ثم كيف تعرفين بشأنه هل تضعين جواسيس لتلحق بي يا نبيلة الراجي ؟
نبيلة(التقطت عصاها وضربت بها قدم ميرا):- ستخفضين صوتكِ فبهرجتكِ هذه تخيل على أمكِ زوجكِ خدمكِ ،،، لكن أناااااا أريد تفسيرا واضحا عما يحدث معكما ؟
ميرا(وهي تدلك قدمها):- أي ستترك أثراااا ، ألا تعلمين أنني فنانة وجسمي جسم أثري لا يجب أن يُخدش ؟
نبيلة(ناظرتها بصرامة):- …لارد
ميرا(رمشت مرتين):- أشك أنكِ استوعبتِ حرفا من سطري الأخير ، تمام لأخبركِ بما يحصل كي أخرج من حلقة المتهمة فبعد أن دخلت لأتفقدكِ وجدتني أتلقى محاضرة
نبيلة:- سؤال بجواب جواب بسؤال
ميرا:- حسنا …هو مجرد شاب التقيت به وقام بمساعدتي ، وين الإشكال هنا ؟
نبيلة:- ساعدكِ أهلا وسهلا لكن التردد والتودد أمر مخالف
ميرا(بتهرب):- أي تردد وأي تودد يا جدتي هل أنتِ بخير ، كله عمل لا غير المهم … طالما اطمأننت عليكِ دعيني أصطحب السيدات للمخفر لنطمئن على شاويش العيلة
نبيلة(تركتها تهرب):- لا تبلغيها سلامي
ميرا:- الله الله ولماذا ؟
نبيلة:- لم أتعب عمرا كي أفني آخر أيامي على ثمرات تصفعني بالخذلان كل مرة
ميرا:- أرجح أن الانسحاب خير وسيلة للهروب من لسانكِ جدتي ، هللو يا جماعة هل نحن مستعدااااات ؟
غادرت بهن نحو المخفر وردة فعل جدتها حيال موضوع رافع لم تبرح عقلها ، لتجد نفسها تفكر فيه مجددا وكأن مغناطيس أفكارها لا يلتصق إلا به … لكن نقيق سيداتنا قادر على تفكيك كل خلية ، فقد بدأت عواطف بمشاجرة مديحة بسبب اختلاف وجهات النظر فواحدة تؤكد أن السبب الكامن وراء فعلة نور هو أم فؤاد رشوان ، والثانية ترجح أنه السبب شخصيا وهكذا إلى أن وصلن للمخفر ووجدن طارق بجوار رامز يوقع على بضعة أوراق …
ميرا(باستفهام اقتربت منه):- خيرا أخي ؟
طارق(انتبه لهن وسرعان ما أغلق الملف):- خذ يا رامز وابدأ الإجراءات
عواطف(بخوف):- أنو إجراءات ، ما بها أختك ؟
طارق(زفر عميقا):- لا تقلقي يا أمي ستكون بخير
مديحة(عقدت حاجبيها):- ماذا تعني بـ ستكون بخير ؟
ميرا(ربتت على ذراعه):- أفصح يا طارق
طارق:-نور…قبل قليل تعرضت لانهيار عصبي وفقدت وعيها وأشاد طبيب المخفر بترحيلها للمستشفى لمعاينة أدق
عواطف(ضربت على صدرها):- يا ويلي …ابنتيييييييي ؟
ميرا(انتبهت لصوت سيارة الإسعاف):- هذه ؟؟
طارق:- لأجلها … مع الأسف
خبر لم يكن بالحسبان لذلك الارتباك كان شريكا لهن آنذاك ، فبين نزول رجال الإسعاف وإخراج ابنتهم على الحمالة في حالة المتهالكة كانت ملامحهن تذرف دموعا من الألم والأسى عليها فقد انهار جبل بيتهم فمن يشيده من جديد ؟
لنحمد الله أنه وضع سطحي ولم يكن هنالك أي ضرر كما أردف الطبيب المعاين لحالتها ، والذي طلب إبقاءها تحت المراقبة تلك الليلة مما استدعى بقاء رامز مع أحد رجال الشرطة لمراقبة غرفتها ..
هديل(عقدت حاجبيها):- أليست تلك زوجتك ؟
شهاب(أبعد كوب القهوة من فمه ثم بحلق فيها):- أجل زوجتي وشرذمتها
هديل:- أكيد هنالك خطب ..دعنا نتفقد الأمر
شهاب(ألقى بالعلبة في القمامة):- يعني ماذا سيكون سوى مشكلة تتجدد على مدار الساعة ؟
ميرا:- بمعنى لست أفهمك ؟
طارق:- المعنى واضح يا سمر ، نور لا تصل إلى هذه الحالة إلا لو كان الموضوع أكبر من قدرتها على التحمل ، وكلنا نعرف أنها صنديدة أمام المهالك والأخبار الصاعقة فلم الآن …لماذا تصدَّع صبرها في هذه اللحظة وتسبب في انهيارها هكذا ؟
عواطف:- أخوكِ على حق …أنتِ بئر أسرارها إن لم تخبرينا ما الذي يحدث مع أختكِ فمن سيفعل ؟
ميرا:- أوووه الآن ستبدآن بي يعني .. اسمعا لست أملك أية فكرة عن أصل هذا كله …، لذلك دعوني وشأني فلا أملك أجوبة تسكت جوع أسئلتكم
مديحة:- دعونا لا نتعب أنفسنا مع هذه الفتاة فهي وإن كانت تعرف فلن تتفضل بإخبارنا
ميرا:- هاه رحمتني خالة
طارق(مسح على وجهه بتعب وجلس متهالكا):- كلكن سواء ، ولا واحدة تجعلني أنام مطمئنا أكاد أتعرف عليكن حتى
عواطف(أشفقت عليه):- بني …؟؟؟
طارق(رفع كفه موقفا إياها):- سأتمشى قليلا ثم أعود … وأظن أن فكرتي جيدة فلا أملك صبرا لهؤلاء
مديحة(عضعضت شفتيها لدى رؤيتهما):- معه حق …اخخ
هديل(رمقته وهو يتجاوزهما بصلف):- لا يشبهون بعضهم بعضا سوى في الفظاظة
شهاب:- ههه أكاد أوافقكِ الرأي ، خيرا ؟
ميرا(رفعت حاجبها):- ماذا تريد ؟
شهاب:- أن أعرف سبب تواجدكم هنا ، خيرا يعني هل تعرضت إحداكن لضربة شمس ؟
عواطف(تنهدت عميقا ثم جلست):- نور بالداخل وهي في حالة صعبة
شهاب:- واووو هل جاءت غريمتي إلى حفرتها بقدميها ؟
مديحة:- ما قصدك يا رشواني ؟
شهاب(ببرودة):- أبدا نطقت أفكاري بصوت مرتفع لا غير
ميرا(نهضت لتجابهه):- إن كنت تظن بأنك قادر على رمينا بالكلام المبطن فأنت واهم
شهاب:- لا يوجد كلام مبطن حبيبتي أنا أقوله بوضوح حتى
هديل:- شهااااب لنخفف من النغمة لو سمحت
مديحة:- هاه نطقتِ النعامة بشيء صحيح لأول مرة
هديل(جحظت عينيها):- من تقصدين بالنعامة يا خالة ؟
مديحة(أشارت لها بوثوق):- حضرتكِ
هديل(نظرت لشهاب):- اللهم صبرك
عواطف(مسحت على كفيها):- ابنتي تعيش وقتا عصيبا فلا تجعلوا من حالتها مادة دسمة للثأر منها قبل حتى معرفة الأسباب …
شهاب(أبعد هديل من أمامه):- الأسباب الحقيقية التي لا أملك أدنى فضول لمعرفتها جعلت عمي يعيش أسوأ أحلامه في داخل غرفة العمليات ، ليس هذا فقط فتلك الأحلام الوردية قد حطمتها ابنتكم وحولتها إلى قطران يسري في المغذي الوريدي لذراع عمي المسكين …ها لأضيف أنه غير قادر على تحريك جانب من جسده مما يجعلنا نتصور حالته بعد أن يتعافى هل سيتمكن من المشي أم …….
هديل(أمسكت كفه حين لاحظت ارتجاف نبرته):- شهاب ؟
ميرا(زفرت عميقا وهي تناظر عمق ألمه):- لا يسعنا قول شيء فإن حصل ذلك فقد عمَّ على الجميع وليس عليكم فقط
مديحة:- أجل ، ليس هنالك فرق بيننا وبينكم
هديل:- بالتأكيد يوجد فابنتكم قد فقدت الوعي بينما عمنا قد انهااااااارت قواه كلياااااا
ميرا(استشاطت غضبا):- أخفضي نبرة صوتكِ أمامهن يا هديل
هديل:- وإن لم أفعل ؟
عواطف(جلست بانهزام)":- يا الله ما هذه الأيام التي نعيشها ؟؟؟
شهاب:- يكفي يا هديل … لقد استنزفنا كل طاقتنا اليوم فلا يوجد مجال لعراك آخر
هديل(نفضت يديها وابتعدت):- سأتفقد أخي
عواطف(عقدت حاجبيها):- ما به أخوكِ ؟
هديل(بحزن):- ها ألا تعرفين ما مستجدات وضعه ، هيا يمكنكِ أن تفرحي محلَّ ابنتكِ الصحفية فهو في غيبووووبة !!
اهتزت أفئدتهن لحظتها لتفكر عواطف عميقا مع نفسها وتقرر أن تدخل إلى غرفته تحت دهشة الرشوانيين ، وحتى أسرتها للأمانة لكنهم تفهَّموا الوضع وتركوها على سجيتها فالاطمئنان على الحالة الجديدة التي وصلت قبل قليل كان أهم …
عواطف(مسحت على رأسه بلطف ثم جلست وهي تكفكف دموعها بظاهر يدها):- آه يا ولدي ، ما هذه الأزمات التي تعيشها أتراك ملعون بالحزن والأسى مثلنا … لا أعرف ما الذي يحدث حقا ولكنني مؤمنة أن هذه الغيمة السوداء الطويلة المدى ستنتهي يوما ما وتشرق بدلا عنها أفراح لا تنتهي بإذن الرحمن ، قليلا من الصبر يا بني قليلا فقط وسنجد أننا قد تخطينا الكثير من المآسي والمواجع … أعلم أننا قد نيأس ونتعب ونكلُّ ونمل من كل ذلك ولكن اليقين الكامن في إيماننا لابد وأن يحصد نتيجة صبره ، هممم ليتك تخبرني كيف وصلت لهذه الحالة علما أنني واثقة أن لابنتي ميرنا يدا فيها ، آسفة باسمها يا وائل آسفة لأنها جعلتك تحزن والله لا أعرف أين أراضيها فقد هربت منا جميعا وتركتنا بدون خبر .. وحتى الرجل الذي أوصلها لهذه الحالة ما وجدت وقتا لألومه على الحالة التي آلت إليها أحوالها حتى صارت تلوذ بالفرار منا …آه أطلت عليك لكنني سأدعو لك بقلب أمِّ أرجو أن تُشفى وتصبح بخير يا وائل …
فارس:- مرحبا ، ما كنت أعلم أن لديه زوارا في هذه الساعة المتأخرة
عواطف:- عذرا هل في ذلك مانع ، حقا إن خالفت شيئا فمتأسفة لكنني أردت الاطمئنان على هذا الشاب المسكين بأية طريقة
فارس:- رويدكِ يا سيدتي كنت أمازحكِ فقط ، لأنني لمحت شحوب وجهكِ وهذا قد يؤثر على ضغطكِ لا سمح الله
عواطف:- نسيت نفسي اليوم لذلك إن ارتفع أو انخفض فلا لوم عليه
فارس:- أرجح أنكِ من العائلة
عواطف:- يعني ما يشابه ذلك ، أنا عواطف الراجي
فارس(بأريحية):- فهمت الأمر أنتِ شقيقة إخلاص الراجي إذن ؟
عواطف:- أنا خالتها
فارس(أمسك تقرير وائل ليتفحصه):- فهمت ..
عواطف(راقبت تجهم ملامحه لدى قراءة التقرير):- أيوجد هنالك خطب ما ؟
فارس(أعاد التقرير وزفر عميقا):- لست أفهم وضعه ، إنه شاب عنيد يحصر نفسه في زاوية فارغة ويأبى المثول لمحاولاتنا في استعادته …كأنه يهرب من نفسه إلى نفسه
عواطف(عقدت حاجبيها):- أيعقل أن يكون الأمر متعلقا بالقلب والمشاعر ؟
فارس:- أساسا كل شيء يتعلق بالقلب والمشاعر ، فالعقل مجرد مسيطر أما القلب فهو المتحكم الرئيسي في كل ما يحدث معنا
عواطف:- هل سينجو ؟
فارس:- سينجو لا شيء خطير هنا ، يعني فترة نقاهة وسيكون بألف خير لكنني لست متأكدا من المدة التي سيستغرقها حتى يستيقظ
عواطف(أمسكت على قلبها):- اختنقت فكل هذا يجعلني في حالة صدمة
فارس(اقترب منها):- أنتِ بخير ..رافقيني للخارج ست عواطف
عواطف(تمسكت بكفه وخرجت بجواره وهي تشعر بالدوار):- صدقا لا أعرف كيف سنتحمل كل هذه الأخبار البائسة ، لا أعرف لا أعرف
فارس(ساعدها على نزع الرداء الطبي والقبعة):- مهلا أعطني إياها برفق هكذا ، تمام أنتِ حرة الآن يمكنكِ التنفس بأريحية
عواطف(استمرت في الرواق في حالة انهيار غريبة):- البنت في السجن لا البنت في المستشفى فاقدة الوعي ، حاولت قتل زوجها الذي لم يكمل معها حتى اليوم …ماذا أيضا الزوج في حالة حرجة حسن تخطى الحالة الحرجة لكن وضعه غير مستقر قد يُشل فيها ويصبح عاجزا ألا يكفينا واحدة في البيت هل سنتحمل ذنبه أيضا ….غير ذلك ابنتي الأخرى لا أعرف مستقرها قد هربت وتركت كل شيء خلفها حتى الطفلة الصغيرة لم تتحمل لأجلها ، ليصُفَّ هذا الشاب في غيبوبة اختارها كسبيل لنجاته من كل ذلك الوبال ..ههههه أي عقل سيستوعب كل هذا أي عقل أي عقل ؟؟؟؟؟؟؟؟
فارس(خرج رفقتها من ممر العناية المشددة ليبحث عن أي شخص من أسرتها):- انتظريني هنا سوف أعود …
عواطف(بتيه ظلت تسير خلاف الاتجاه الذي اتخذه):- أين ميرنا …أين ميرناااا الآن ، أين أناااااا من كل هذاااا أينك يا سليم لماذا تركتني وحيدة أعااااااني بمفردي لماذااااااااااا اهئ اهئئئئئ …
جثت على ركبتيها وهي تبكي بحرقة وضعف تحني جثتها المتهالكة بشكل تأسف له الروح ، فعلا وضعها كان حزينا لدرجة كبيرة فقد اجتمعت كل المصائب من حولهم لتصنع جبلا أطبق على صدورهم وجعل الارتياح شعورا غريبا عنهم …. لكن في هذه الظروف لا نستطيع أن نتحمل بمفردنا إذ يجب أن يكون بجوارنا أحبتنا عائلاتنا لتدعمنا كي نصبر ونتحمل ونستمر ، لذلك جاءتها ربتة على كتفها جعلتها تشهق بصعوبة من شدة الاحتياج الذي كانت عليه لحظتها ، فقد كانت تلك الربتة مناسبة تماما آنذاااااك ..فقد رفعت رأسها ببطء لتناظر تلك العيون الدامعة بنظرة حملت فوق جعبتها آلافا من المواجع والحالات المشابهة لمثل ما يعيشونه الآن ، عيون تقاسمت معها كل مرِّ وكل فاجعة وكل مأسااااااة ، عيون تعرف حقا ما معنى دموع أختها التي عانت معها الأمرّين كل هذه السنوات …أجل إنها مديحة ولا يوجد سواها فالأخت هي الوحيدة التي يمكن أن تشعر بكِ في مثل هذه الأوضاع ، وبالنسبة لمديحة ستشعر ألف مرة ومرة فما يجري الآن نقطة من البحر الذي أبحرت فيه سفينتهم منذ أمد ..
مديحة(مدت يدها لعواطف):- هيا يا أختي الحبيبة ، لدينا جبل علينا أن نشيده من جديد
عواطف(اتسعت نظرتها بفرح):- هل استيقظت نور ؟؟؟؟
مديحة(أومأت لها براحة):- وهي تسأل عنكِ وعن ابنتها …رافقيني هيا يا أختي
عواطف(وهي تسير جوارها بانهزام):- ستمرُّ يا أختي ؟
مديحة(ربتت على يدها):- ستمر بإذن الله …مثلما تخطيناها سالفا سنفعل الآن
عواطف(بأمل):- أجل سنفعل ، لقد طمأنتِ قلبي يا أختي شكرا لأنكِ معي
مديحة:- ههه يعني كدت أشك بأنكِ عرفتني قلت ستظنني عبد المالك غالبا
عواطف:- اتصلت به خلال اليوم ولكنني فهمت أنه غير متاح
مديحة(باستغراب):- غير متاح ، منذ متى تمام تمام لن ندقق غالبا يكون قد سافر لأجل ندوة من ندواته الشعرية ، هيا لدينا ما هو أهم الآن فابنتنا بحاجتنا يا أختي
نور(تنهدت عميقا حين سمعت مقبض الباب):- أمي
عواطف(هرولت إليها لتغمرها في أحضانها):- يا بؤبؤ عين أمكِ ، يا عمري يا روحي أنا هنا بجواركِ يا حبيبتي هل أنتِ بخير ؟
نور(وهي تتحدث باختناق):- بخير إذا ما تركتِ لي مساحة تنفس
عواطف:- ههه نوري هل حقا أنتِ بخير ؟
نور(تكومت الدموع في عينيها):- لاء
عواطف(مصمصت شفتيها):- لاء …همم لكنني لم أعهد هذه الكلمة في قاموس ابنتي الصنديدة ، منذ متى ؟
نور(نظرت جانبيا):- منذ أن اختل توازن قلبي ، فؤاد رشوان أطاح بي في حفرة عميقة
مديحة:- تُقبر عليه إن شاء الله ما عاش ولا كان اللي يعذب الراجيات
عواطف(زورتها بطرف عين):- احتفظي بتعليقاتكِ التي ستحرض هذه المجنونة ، وبدلا عن المؤبد الذي ينتظرها سنجد أنفسنا في ثلاجة الموتى
ميرا(دخلت على الجملة):- المفروض أن تُؤازرَ نفسية البنت ولكنني أجدكما تزيدان الحطب
مديحة(أشارت لعواطف):- أمكِ السبب …
نور(تأوهت عميقا حين لمحت طيفه عند الباب):- ما به طارق ؟
ميرا:- قلق عليكِ
نور(امتثلت للمسة يدها):- أشعر بالاختناق
ميرا(قبَّلت جبينها ثم همست):- سأهربكِ من هذا المكان ، انتظري إشارتي فقط
نور(جحظت عينيها):- طبعا لن يحدث ، لن أهرب أقفلي السيرة
ميرا(حددت عينيها بعيون نور):- نوووور ؟
نور(بنفس النظرة):- انسي الفكرة واقفلي السيرة
ميرا(حركت فكها):- هففف تمام تماااام كما تريدين لا تنفعلي فوضعكِ لا يسمح
نور:- لكنكِ ستساعدينني بشيء آخر
ميرا(صغرت عينيها):- ولم أشعر وكأنه شيء يتعلق بقلبكِ المعفون ؟
نور(أخفضت عينيها):- إنه كذلك
ميرا(تأففت وهي تنظر لأمها وخالتها):- هاااا يا هوانم متى ستغادرن ، ابنتنا بخير غدا يعيدونها للسجن لمتابعة التحقيق وهناك يمكنكما رؤيتها لذلك أفسحا الطريق
عواطف:- لن أبرح محلي
مديحة:- ولا أنا سأرافق أختي وابنة أختي
ميرا(حولت عينيها):- آآآآه على عنادكن أشعر بالتشتت بعد كل حوار معكن
نور:- صدقيني ليس أكثر مني …
عواطف(نهضت):- سأتفقد الولد طارق وبعدها سآتي لتشرحي لي سبب فعلتكِ يا نور
نور:- لن أشرح شيئا مما فعلته لأنني مقتنعة به وأقدمت عليه بكل يقين
مديحة(شهقت وهي تعود برأسها للخلف):- أنتِ لستِ جادة
عواطف(بصدمة أيضا):- أكيد تمزحين ؟
نور:- أترونني في وضع يسمح بالمزاح هنا ، تمام فهمت أنه يتعين علي الكذب والقول بأنها رصاصة طائشة لأجل ابنتي فقط سأفعل لكن الحقيقة عكس ذلك تماماااااا
مديحة:- لماذا ؟
عواطف:- أجل ….ماذا فعل الشاب الذي أحبَّكِ لسنوات كي يحول حبكِ له إلى كره أسود ؟
نور(بلؤم):- ها أنتِ قلتها ، قد حول حبي له إلى ظلام لن يجد النور مطلقاااااااا
ميرا(لاحظت عصبية نور):- تمام تمام اهدئي يا نور ..لقد فهمتا الأمر صحيح ؟
عواطف(فهمت أنها إشارة من ميرا لقفل الموضوع لحظتها):- مممكن ممممكن أجل مديحة اتبعيني لنتفقد الولد طارق
مديحة:- لا تنفك تقول ولد رغم أنه شحط بالغ نكاد نزوج ابنته
عواطف(رمقت ميرا ونور بطرف عين ثم خرجت):- سوف نفاجئهما ونعرف ما الذي تخفيانه
مديحة(فتحت الباب):- ههههه ولو بقينا عمرا ما عرفنا يا أختي فدعينا لا نحاول عبثا ، هاااه ولد يا طارق أين هو ابن عمك ، اختفى من الوسط ؟
طارق(وهو ينظر لعواطف):- لا أعلم ..
مديحة(بتأفف):- لا يعرف تمام أختي بدأت أتضايق سأحضر كوب قهوة تشربين ؟
عواطف:- أشرب …
طارق(بعد ذهاب خالته):- يلتصق بعض الكلام بحنجرتكِ يا أمي ، خيرا ؟
عواطف:- أريد أن أعرف كل شيء ، مللت من دور الأم البلهاااااء …أجزم أنني وضعت هذه القواعد سابقا في قصركم المبهرج وآثرت الالتزام بها منكم جميعا ولكنني لا أجد صدى لأوامري يا طارق
طارق:- معذرة منكِ ولكننا في وضع لا يسمح بالتدقيق
عواطف:- أرغب بمعرفة ما يجري هنا ، لم فعلت أختك ذلك بزوجها ،…أين هي ميرنا ، وما الذي تفعله حضرتك بتسللك من البيت كل ليلة ؟
طارق(فتح عينيه على وسعهما):- تسللي من البيت ، هل اشتكت لكِ عفاف ؟
عواطف:- عفاف لا تشتكي ، لم تفعلها حتى بعد كل هذه السنوات فهل ستفعل اليوم …لكنني أفهم من نظراتها ،اسمعني يا بني إن لم تكن لديك نية في عودة المياه إلى مجاريها ، أو أنك تريد بعضا من الوقت فلا تحرض مشاعر البنت وتجعلها تتوقع منك ما ستحطمه حضرتك في اللحظة الموالية برحيلك المعتاد
طارق:- أهاه …أصبحتِ تبلين جيدا في دور الأم المرشدة ، حسنا طالما هو كذلك سأخبركِ باختصار أنني لا أعطي مساحة لأحد كي يُقيِّم حالتي المعيشية مع زوجتي ولو كنتِ أنتِ يا أمي
عواطف(اقتربت منه خطوة):- على فكرة سؤالي ليس قلقا عليك ، أو دور أمٍّ تخشى على حياة ابنها السعيدة ..أنا هنا في صف كنَّتي أي ابنتي عفاف وأسألك بصفتي أمها التي آزرتها كل تلك الأعوام وكانت شاهدة على عمرها الذي ضاع في انتظارك سنة بعد سنة فلا تأتي اليوم وتقابل كل تلك التضحية بالجفاااااء
طارق(أغمض عينيه وفتحهما بنفاذ صبر):- سأتحمل هذه الكتل النارية التي ألقيتها في وجهي ، لكنني لن أجري معكِ هذا الحوار مجددا لأنني لا أسمح به نهاااائيا …أعرف أنها ضحت بشبابها لأجلي ولكنها زوجتي وهذا ما تفعله الزوجات حسب ظني
عواطف(عرفت أنه يغطي الشمس بالغربال):- حوارنا عقيم يفضل ألا نجريه مجددا كما تفضلت ، هيا يمكنك الفرار أنت حر طليق
طارق(فرك يديه وابتعد حقا):- لا ينفكون يذكرونني بتضحيتها وكأنني لم أعش ذلك في سجني الأسود …هفف
في بعض الأحيان نكران الجميل يبدو وكأنه تعنت أو تعجرف ، لكنه مجرد وسيلة للفرار من مجابهة قد تفتح باب التعويض لعرفان أحدهم قدم كل ما بوسعه لأجلنا ، بينما نحن عاجزين على رد التضحية التي أخذت منه مجهودا عويصا مثل حالة عفاف وطارق تماما ..
لكن حالة نور وفؤاد العكس تمامااااا فما إن غفتِ الأعين وخمدت الأجسام حتى تسللت ميرا لتمكنها من تحقيق غايتها ، أمسكتها من ذراعها وساعدتها على الخروج من الغرفة بينما عواطف متمددة على الكنبة في حين كانت مديحة تضع رأسها بأريحية فوق الأريكة فلم تشعرا بشيء قد كانتا متعبتين على الآخر وما عزز فكرة التسلل هي مغادرة طارق الذي لم يعد البتة بعد مجابهة عواطف له ..
نور(وهي تنظر حولها):- أنتِ متأكدة أن زوجكِ المتخلف نزل للمطعم ؟
ميرا:- متأكدة يا ابنتي … ثم سأتبعه بعد قليل وأفتعل حالة انهيار كي يؤازرني يعني سأعطيكِ الوقت الكافي لمحاسبة عمه
نور(بشرود):- وهديل ؟
ميرا:- غادرت منذ ساعة بعد أن طردها شهاب لأجل راحتها ، يعني الوضع آمن
نور:- وريتال زوجة وائل وأم فؤاد هل غادرتا ؟
ميرا:- صوفيا لم تلبث سوى دقائق ورحلت أخبرتكِ لكنكِ نسيتِ ، أما ريتال فكذلك غادرت غالبا وصلتها أوامر من جدتها المشئومة كي تغادر …
نور(أمسكت على رأسها):- تحدثتِ كثيرا يا ميرا ما بكِ يا أختي على هذه الفلسفة رأسي يدور …هيا دعيني أستمر وتيقظي تمام ؟
ميرا(أفلتت كفها):- لن تفعلي شيئا مجنونا يا أختي صحيح ؟
نور(رفعت حاجبها):- صباحا كانت لدي رغبة عارمة في موته ، الآن لدي رغبة عارمة في تعذيبه فكيف سأفعل لو مااااااات يا ذكية ؟
ميرا(بتخمين):- إي معكِ حق ، يسلم لي عقل أختي الذكي
نور(أومأت لها بأسف ثم تحركت صوب جناح العناية المركزة):- هل اتفقتِ مع الممرضة؟
ميرا(نتفت شعرها):- يااااااااا ويل أمي تحركي لقد بح صوتي من فرط الهمس لكِ ، فعلت كل ما يلزم الوضع جاهز فقط تقدمي ياااااا ابنتي
نور(بتردد):- طيب …أتقدم
ميرا(تسمرت محلها حين لمحت الوهن على ملامحها):- نور …لا تضعفي يا أختي
نور(بتشتت أولتها ظهرها):- ما عدت أعرف ما أكون …دعيها على الله
ميرا(عرفت أن أختها دخلت مرحلة صعبة):- قلبي معكِ ..
تلك الخطوات التي كانت تخطوها صوب غرفته كانت أصعب خطوات في حياتها ، حتى وهي تسير في ممر المستشفى سابقا حين كانت تنجب دينا لم تستصعب ذلك الشعور مثلما تفعل الآن …هل هو خوف من المواجهة أم عجز أم أنه تردد يحثها على الفرار من ذلك الوبال … كل هذا تراكم ليرافقها في مسيرتها إليه ، لكن كان هنالك شيء آخر يجاورها ألا وهو الرغبة الخفية في الاطمئنان عليه ورؤيته ، أجل تلك الرغبة حاولت جاهدا أن تنكرها لكن ما كانت تفارقها فهي شيء يحدث رغما عنه لأنه نابع من القلب الذي لا يفهم شيئااااا …
طبيعي أن تطرد تلك الأفكار ما إن تصل لممره ، فقد وجدت الممرضة التي ستساعدها على الدخول إليه فها هي ذي تضع قناع الكره من جديد قد تلاشت مشاعر الخوف في لمح البصر يا سبحان الله ، بان العرق الراجي إذ يستحيل أن يفارقنا في مثل هذه الظروف حتى وإن رأته على فراش المرض …أآن ها قد خفق قلبها ما إن لمحته مربوطا بالأسلاك الطبية وعلى فمه قناع التنفس الاصطناعي ، دمعتين حارقتين تسللتا رغما عنها لتشاركاها الدهشة وهي تمسح على الزجاج الذي يفصلهما ،..لم تعرف كم لبثت من دقيقة وهي تنظر إليه حتى أفلتت عن آه عميقة قبل أن تلتفت للممرضة وتطلب فتح الباب الزجاجي
الممرضة:- يجب أن ترتدي يا سيدتي ما يناسب الغرفة
نور:- طالما لم أتمكن من لبس الأبيض حدادا على روحه ، لا بأس في الأخضر فهو أيضا فأل حسن للقاااااااادم
الممرضة(رمشت بعدم استيعاب):- من هناك سيدتي لطفا رافقيني
رافقتها نور وهي ترمق فؤاد بحقد لا مثيل له ، حتى وهي ترتدي تلك البذلة لم تشعر بذرة شفقة بل كانت متشوقة للمثول أمامه ، وما هي إلا لحظات حتى كانت تقف على رأسه وهي تطالعه على ذلك المنظر الذي يفطر القلب ..
نور(بابتسامة ساخرة):- رؤيتك هكذا تشفي غليلي لن أنكر ، إنني أشعر بالمتعة حاليا مع بعض الانزعاج كونك غير قادر على رؤية مشاعر الكره المتأججة في عيوني يا حبيبي ..هممم ماذا كنت تتوقع أن أحتضنك وأقول لك مرحى لقد حققت اليانصيب بقول الحقيقة ، ههه حقا ماذا توقعت يا فؤاد أن أفرح أو أبتهج لذلك الخبر الذي زلزل ثقتي في البشرية جمعاء ، حتى في نفسي التي ما عدت أعرفهااااااا … كل هذه الساعات التي مضت كنت أسأل ذاتي هل حقا خُدعتُ فيك يا فؤاد ، أنت الرجل الوحيد الذي وثقت به في حياتي فلماذا خذلتني هكذا وكسرت كل جميل فيني حتى فرحتي بزواجنا كسرتها … لن أنكر لن أنكر أن جزءا مني سعيد لأن دينا ابنتك وليست ابنة حفيظ الحيوان ولكنها لا تستحق أبا مثلك فقد برهنت على كونك شبيها لكل أولئك الرجال ، خسسسسسسسيس وحقير وتستحق كل ما حصل معك …هيا هيااااا شد الهمة يا رجل وارجع للوسط كي أعذبك أكثر مما تتوقع ، أنا لن أسجن فستخرجني منه لكي أجعلك تلعن الرصاصة التي لم تهلك جسمك وتأخذك لملاذ بعييييييد …هه أنتظرك يا زوجي العزييييز وهذه قبلة متواضعة مني
انحنت لتقبل جبينه بقنوط وقبل أن ترتفع أمسك كفها بقبضته ، ارتعش جسمها وهي تبعد رأسها محدقة في عينيه المفترستين اللتين كانتا تقدحان شررا …حاولت إزالة يدها لكن قبضته كانت كما لو أنها حملت طاقة جسمه كلها ، راقبته وهو يبعد بوجهه ذلك القناع الاصطناعي لتلمح الدموع التي كانت تملأ عينيه الدمويتين ، ..لحظتها شعرت وكأنها أشفقت ولو لجزء من الثانية لكن ذلك لا يكفي
نور(أزالت يدها بقوة):- أزل يدك القذرة عني ياااااا هذااااا
فؤاد(زفر عميقا ليتكلم بثقل):- كنا سنتواجه يا نور عيني ، إلى متى ستهربين مني مصيركِ عائدة لي ولأحضاني ولبيتي
نور:- هههه أما زلت تحلم يا مسكين ، ذلك البيت أصبح لي وإن دخلته حضرتك فستكون مجرد متطفل أستمتع بتعذيب روحه لحظة بعد لحظة هذا أولا …ثانيا غدا صباحا ستستدعي الشرطة إلى هنا وستخبرهم أنها كانت مجرد رصاصة طائشة وهذا ليس جميلا أو عرفانا ستقدمه لي بل أنت مجبر على القيام بذلك لأجل ابنتك التي تحسبني مجرمة
فؤاد:- ألن تسامحيني ؟
نور(اقتربت برأسها منه والمرارة تتلون على ملامحها بشكل ساخر):- لن أفعل يا عزيزي ، أتعرف لماذا لأنك تقف بعيدا بأشواط عن مساحة الغفران بداخلي ، أكاد أراك خارج الملعب حتى ..لذلك فرصتك معدومة
فؤاد:- إنها ابنتي يا نور … تلك الصغيرة من صلبي وهي رشوانية شئتِ أم أبيتِ
نور(شعرت بالحرارة تتصاعد معها):- ستبقى راجية وستنتمي للراجيات ، ابنتك ستكرهك عندما تعرف الحقيقة هل تظن بأنها ستقدم على إصابتك برصاصة لا يا روحي هي ستجعلك تحس بأنك أب جاحد ظالم وغير مسئول …طوال عمرك لن تتمكن من تلافي هذه المشاعر لن تستطيع تعويضها عن سنوات الهجر والحرمان التي عاشتها بعيدا عن أحضان أبيها الذي كان يعيث في الأرض طولا وعرضا ، تاركا إياها بمفردها تجابه الحياة مع أم وحيدة تشق طريقها وسط الذئاب لأجل تربيتهاااا هههه يااااه يا فؤاد ماذا ستفعل كي تعوضها ؟ بل كيف ستجعلها تسامحك على تلك الأعوام المقيتة ؟
فؤاد:- ابنتي ستسامحني وستغفر لي قلة حيلتي ، المشكلة فيكِ أنتِ
نور:- إن لم تكن ترغب برصاصة ثانية فجرب حظك معي
فؤاد(بانفعال حاول التحرك):- أنتِ ستسامحينني يااااااااااا نووووووور سمعتني ؟؟؟؟؟
نور(نظرت لقدميه ثم إليه لتتراجع للخلف):- لن تحلم بذلك حتى … أنتظر خروجي من السجن غداااا فكن رجلا والتزم بدينك معي حتى الأخير
فؤاد(ألقى برأسه فوق الوسادة ليرفعه مناديا إياها):- نووووووور …. نووووور
نور(أغلقت أذنيها وهي تخرج من جناحه لتلقي القبعة أرضا وتلوح له):- ….أحرقتنااااا
النظرة الأخيرة التي رمقته بها جعلته يثور أكثر فأكثر لذلك سحب الخيوط الكهربائية كلها ، حتى المورد الغذائي نزعه من ذراعه وحاول النهوض بدون فائدة …رغم ركض الممرضات إليه لم يتوقف عن مناداتها خصوصا حين رمق الابتسامة الساخرة التي كانت على شفتيها وهي تشاهده دون أدنى حراك ، تلك اللحظة جعلته يفكر ألف مرة ومرة في استحالة غفرانها فها هي ذي تراه في أقصى حالاته ضعفا وهوانا ولم تحرك أدنى ساكن بل ظلت تشاهد إسعاف الممرضات له بدون أية مداخلة ..على العكس ظلت شامخة مبتسمة أمامه تستفزه في كل نظرة وكأنها تخبره بأنها ستبقى دوما حاكمة لقلبه حتى في أقصى أوضاعه هوانااااا …
شهاب(وهو يركض من الرواق):- كنت أعرف أنكِ تدبرين لشيء ، أحفظكِ عن ظهر قلب يا ميراااااااااا وصدقيني ذلك لن ينطلي علي مجددددداااا …هييييييييه أنتِ ماذاااااا فعلتِ لعمييييييييييييي ماذا فعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتِ ؟؟؟؟
ميرا(وهي تركض خلفه):- شهاااااااااااااااااااب ….إيااااااااااااااااااااا اااااك وأن تلمسها
نور(ظلت متسمرة تنظر إليه كالإعصار الهادر المتقدم صوبها):- ….لارد
شهاب(حقا وصل كالإعصار حين رفع يده للهواء):- أيتهااااااااااااااااااااا المجرررررمة ل
نور(نظرت ليده التي تسمرت في الهواء ثم التفتت لفؤاد الذي كان يصارع الممرضات):- غالبا عمك يعترض على قلة تهذيبك مع زوجته يا شهاب
شهاب(جمع قبضته وهو يتحرك صوبها):- إياكِ وأن تعتقدي أنكِ ستفلتين من حسااااااابي ، أبداااااااااااا يا نور الراجي لن أنسى ما فعلته بعمي مدى عمري وسأجعلكِ تدفعين ثمنه صدقينيييييييييي …لو غفر هو والكون كله أنا لن أغفر
ميرا(وصلت إليهما وهي تلهث):- نووور هل أنتِ بخير ؟
نور(أومأت بصعوبة):- في أحسن حال …أشعر أن الدنيا أنصفتني هاااا يجدر بك أخذ دروس في معاملة العاجزين ، يمكنني أن أعطيك بعض النصائح يا حب
شهاب(أمسكها من ذراعها ليدفعها على الجدار الزجاجي وهو يهمس بحرقة):- وربي وربي لن أمررها لكِ يا زوجة عمي التي ستفارق عائلتنا حتى قبل أن تكمل 48 ساعة
ميرا(رمقت التساؤل في عيون نور):- ما قصدك يا مجنووووون ؟
شهاب:- أخبرني عمي أنه سيطلقها ما إن يتعافى ، ههه ماذا تظنان أن نستقبل قاتلة في عائلتناااااا استحااااالة ههه …أوه هل حزنتِ يا صاحبة اللسان الذي يستدير حول جدع الشجرة سبع مرااااااات ، هيا انطقي لو كان لديكِ ما تقولينه ؟
نور(أبعدت قبضته ثم دكت إصبعها بصدره مرتين على التوالي):- سأتغاضى عن تصرفاتك الهوجاء لأنني أقدر صدمتك ، لكن عندماااا يستيقظ عمك من حالة الصدمة اسأله عن سبب فعلتي … آنذاك سنقف نفس هذه الوقفة لكن سأكون أنا من يعاتب ويلوم وأنت من سيصغي لي ويواسيني ، لأنك ستعرف من الظاااااالم هل أنا أم عمك الذي خدعنا جميعا
شهاب(أشار نحوها):- ماذاااا تقولين يا هذه ، أكيد عطن السجن ضرب مخكِ هيا ارحلي من هنا سأمنعهم من إدخالكِ إلى هنا …حتى سأضع رجال الأمن عند بوابة عمي فأنتِ قاتلة ولا يمكننا توقع أفعالكِ
ميرا:- يكفيييييييي يكفييييييييي لقد بالغت كثيرا يا شهاب تماديت فتوقققققف ألا ترى حالتها …تعالي يا أختي رافقيني فأنتِ متعبة هيا دعينا نرحل قبل عودة حارس المناوبة
نور(نظرت خلفها إلى فؤاد الذي نوموه بمهدأ):- اهتم بعمك أريده أن يتعافى بسرعة فبيننا حساب طويل لم نقلب حتى صفحة واحدة في كتابه هههه … أمنياتي له بالشفاء
شهاب(ضرب على الجدار بغيظ):- اللعنة اللعنة ….
ميرا:- مجنووووون
شهاب(صرخ من خلفها في الرواق):- اغربي أنتِ وأختكِ وملتكِ كلهاااااا ، ضقت درعا منكم وبت مؤازرا لجدي فأنتم لعنة لعنةةةةةةةةةةة
نور:- أكيد لن تهتمي لما يقوله
ميرا(بغضب):- سجلت كل شيء على جنب إن لم أحاسبه على رعونته هذه لن أكون ميرا ، أتركه على سجيته لأن الوضع لا يسمح بخلق مشكلة أخرى بيننا ألا يكفي أنه صرح بطلاقنا أمام الكل هذا المساء ؟
نور:- ماذا تقوليييين طبعا لن تسمحي بذلك لا أريد لعلاقتكما أن تتأثر بناااا ؟
ميرا:- وكأنني مهتمة دعيه يغني كما يحلو له ع أساس أنه جاد …هيا أختي دعيني أعيدكِ للغرفة كي تستريحي قبل استيقاظ المفتش كولومبو وزوجته المحترمة
نور(غالبها الضحك):- ههه …
ميرا(نظرت إليها مليا ثم أردفت):- هل برد جوفكِ ؟
نور(سحبت نفسا عميقا وهي تنظر للطريق أمامها):- ما زلت أستطعم الصدأ بداخلي
ميرا(بأسف):- إذن …أنتِ ما زلتِ على أول الطريق …، استريحي واستعيدي طاقتكِ فأمامكِ مجابهة شرسة
نور:- سأستعد لها .. ع فكرة سيتكفل بإخراجي من السجن لا يسعني المكوث فيه يوما آخر بعد
ميرا:- لماذا هل هنالك شيء لا أعرفه ؟
نور(تذكرت حمزة):- لا أرغب بذلك لأنني لا أستحقه
ميرا:- كيف ستبررين فعلتكِ للجميع إذن يا نور ؟
نور(تنفست عميقا):- سيتكفل فؤاد بذلك … أريد مكالمة ابنتي حالا
ميرا:- أعطيكِ هاتفي ادخلي فقط ولا تحدثي جلبة يكفي ما حصل
نور:- ستكون نائمة الآن ، دعيني لا أقلق راحتها غدا وأكلمها قبل خروجي من هنا
ميرا:- كما تريدين هيا دعيني أساعدكِ على الاستلقاء ، هاه أمكِ وخالتكِ لم تشعرا حتى بخروجنا شكلهما مضحك
نور:- ما زالتا متعبتين من ترتيبات الزفاف ، و …
ميرا:- ما بكِ ؟
نور(استلقت بفراشها):- أريد أن أصمت يا ميرا … دعيني على سجيتي
علمت ميرا أن أختها مهما كابرت وادعت متانتها وقوتها فهي ستضعف عاجلا أم آجلا ، وهذا ما كان باديا على نور التي هربت إلى النوم الذي سيرحمها من استذكار كل ما حصل في العناية المركزة قبل قليل …..


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 03:59 AM   #987

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في المجمع السكني
كأنه كان هنالك حفل زفاف والله بسبب نور وأفعالها الكريمة نسينا أن نحتفل ، لكن هل يحق لهذه المسكينة أن تحتفل بشيء هي لا ترغب به أصلا ، عقاب على شكل زواج حكم به السينيور خوري لكي يكسر عينهما سوية .. فعن أي حفل نتحدث ؟
هاجر(وهي تنظر للمرآة بعيون متورمة من فرط الدموع):- ستخرجينني من هذا الجحيم كما أدخلتني إليه وإلا سأعترف لسينيوركِ بكل شيء سمعتني ؟؟؟؟؟
الأخرى(على الهاتف):- هاااااجر لا تنفعلي هكذا سوف أنقذكِ لكن ليس الآن ، دعي هذا الزواج يتم ولكِ وعد مني سوف أطلقكِ في أقرب فرصة و
هاجر:- هل سأنتظر حتى تطلقيني وتزوجيني يا هذه …أمامكِ مهلة حتى افتتاح الفندق إلى حينها ستجدين حلا وتحرريني من هذا الزواج ؟؟؟
الأخرى:- أكيد لا تقصدين أن أحرركِ في بضعة أيام ، هاااااجر حبيبتي لن تتخلي عني في هذه الأوضاع الحاسمة أليس كذلك ؟
هاجر:- وهل ألقي بنفسي إلى التهلكة أكثر مما أفعل ؟
الأخرى:- أعلم أعلم أنني ضاعفت الحمل عليكِ ولكن هانت هانت يا صديقتي …هممم تحملي شوي بعد لأجلناااا
هاجر(تنهدت عميقا ثم ألقت برأسها على الجدار):- سألعن هذه الصداقة التي جمعتني بكِ يوماااااااا ،،، تمام لنتفق هل تعدينني بتحريري من هذاااا الزواج فور استطاعتكِ مهما كان الثمن ؟
الأخرى:- موااااافقة يا روحي ياااه لا تتصورين قدر سعادتي الآن
هاجر(بحزن):- لأجل مصالحكِ طبعا ، أما أنا فلأحترق في نار البؤس لا حرج علي
الأخرى:- حبيبتي ..هااااجر أنا واثقة أنه مجرد عقاب ستنتهي مدة صلاحيته عندما يمل
هاجر:- أحدهم يطرق باب غرفتي قد أحضروا فستان زفافي غالبا
الأخرى(بأسف):- أعتذر منكِ …أعتذر بحق
هاجر:- فات أوان الأسف يا رفيقة سلام …./ نعم قادمة
هبة:- لقد أحضروا فستان زفافكِ يا هاجر ، عليكِ ارتدائه الآن فقد حان الوقت
هاجر:- ليضعونه على السرير سأنهي زينتي وأخرج
هبة:- هل أنتِ واثقة ، يمكنني مساعدتكِ على الهروب لو أحببتِ
هاجر:- ههه هروب … ست هبة نحن نعيش وسط متاهة لا أحد ينجو منها إلا بإذن صاحبها
هبة(تلكأتِ الحروف بجوفها):- ضعي ذلك بحسبانكِ فقط
هاجر:- لا ينفع …فزفافي قائم هاه حتى الموسيقى بدأت يعني تم تجهيز كل شيء في غضون ساعات قليلة فهل سأهرب ليضيع تعب الجميع عبثا ؟
قاطع احتدامها ظهور الفستان الذي ما إن رأته حتى فتحت عينيها على وسعهما ، نظرت إلى هبة التي عقدت حاجبيها مما تراه هي الأخرى فلا عجب إن سموه مُجمع المجانين …. طبعا لن أخبركم فسيكون مفاجأة ، لأننا أولا سنتفقد السينيور خوري الذي كان متحمسا بشكل يبعث على الشك
ناريانا(وهي تضفر خصلة من شعرها):- أين تم وضعها حبا بالله يا جوزيت ابحثي بالدرج الكبير ستجدينها
جوزيت:- إنني أبحث أبحث لا توجد علبة الحلق يا ريانااااا ، أنتِ استعملتها آخر مرة فأين وضعتها الله الله
ناريانا(تركت الضفيرة ونهضت من محلها):- اصبري سأخرجها بنفسي من نفس الدرج وإن فعلت يا جوزيت سأقحم ذلك الحلق في حلقكِ الضيق
جوزيت(ارتفعت بابتسامة):- وأهون عليكِ يا شريكة حياتي ؟
ناريانا(فتحتِ الدرج ولم تجد العلبة):- كدتِ تهونين ، تمام آخر مرة استعملتها عندما تناولنا ذلك العشاء بعدها همممم هااااه وضعتهم بالدرج الذي فوقه أرأيتِ ؟؟؟؟
جوزيت(وضعت يدها على خصرها):- رأيت …ماذا أفعل فيكِ الآن ساعة وأنتِ تصرخين بالدرج العلوي يا عمياء بالدرج العلوي يااااا هذه
ناريانا:- اعذري سهونا يا ست جوزيت وكي أعوض عليكِ سأساعدكِ على ارتدائها
جوزيت(فتحت العلبة):- همم لكن لا يوجد شيء يناسب فستاني ، أنظري ؟؟؟
ناريانا:- إنها مجرد مسرحية على شكل زفاف فهل سنتكلف يا ابنتي ؟
جوزيت:- مهما كان أرغب بأن أكون حلوة …انتقي لي
ناريانا:- همم هذه ستناسب خذيها دعيني أتمم ضفر هذه الخصلة التعيسة مثلي
جوزيت(نظرت إليها مليا ثم فتحت الخصلة):- دعيه مفرودا هكذا ، أحبه
ناريانا(رمقت نظرة جوزيت):- تحبينني يا بنت ؟
جوزيت(بابتسامة حب):- وإلا ماذا سيصبرني على جنونكِ يا فتاه
ناريانا(طبعت قبلة على خدها):- حبيبي أنتِ ، هيا هيا دعينا ننهي التجهيز فذلك المدعو خيري لا يقبل بالتأخير وليس فيني طاقة لسماع نعيقه الليلة
جوزيت:- تظلمينه وربي …يلا يلا ألبسيني الحلق ولا تتصرفي بسفالة يا سافلة
ناريانا(بحماس وضعت الحلق ثم همست بأذنها):- ههه منكِ نتعلم يا مدرسة
جوزيت(بدغدغة):- ريانا توقفي هههه أنتِ تدغدغينني
ناريانا:- أتعمد يا هبلة …اثبتي قليلا هااااه انتهينا تبدين حلوة يا حلوة حياتي
جوزيت(عانقتها):- يا عمري …ها فكرت باستشارة طبيبي بشأن حملكِ يعني ليتابع حالتكِ أيضاااا تمام ؟
ناريانا(أسقطت العلبة من يدها):- إيااااااااااكِ …
جوزيت(بذهول نظرت إلى ما فعلته):- لم تصرخيييين هكذااااا ؟
ناريانا(بتوتر):- لا أريد أن يعرف أي أحد بحملي …أخبرتكِ وحدكِ فلا تجعليني أندم
جوزيت:- تمام اهدئي كان مجرد اقتراح
ناريانا(عقدت حاجبيها):- اعذري توتري يا جوزي … الموضوع حساس عندي وحبذا لو نتناوله في الحمامات فالجدران لها آذان
جوزيت(لم تفهم سبب خوفها لكنها وافقتها):- هدأتِ ؟
ناريانا(جلست بتعب):- سأجمعها لا تقلقي تابعي تجهيز نفسكِ أنتِ …
جوزيت:- أنتِ لا تخفين عني شيئا صحيح ؟
ناريانا(أغمضت عينيها وفتحتهما بتعب لتنحني وتجمع الأغراض):- لن أفسد مزاجي الليلة
جوزيت:- وأنا لن أكسر حماستي الليلة حممم
ناريانا:- وإن كنت أستغرب سبب حماستكِ فهذه الليلة سينكسر فيها قلبين مسكينين ، أين الفرح هنا ؟
جوزيت:- ما يدريكِ أنتِ هاااه ؟
ناريانا:- لنكمل استعداداتنا أحسن لأنكِ ضايقتني بما فيه الكفاية …
جوزيت:- ألن تخبريني يعني ؟
ناريانا:- هفففف …
حاولت معها مرارا وتكرارا فهم سبب مخاوفها ، ما كانت لتنطق بحرف لذلك اقتنعت جوزيت أن الأوضاع آمنة أو أقنعت نفسها لأنها تعرف ناريانا عن ظهر قلب إن امتنعت عن شيء فهي لا تتراجع عنه … أصلا لم تجد الوقت للتدقيق فقد بعث خوري برجاله لاستعجالهما وكانت أول واحدة تغادر البيت هي جوزيت التي ارتدت فستانا عريضا من الحرير في اللون الأخضر الداكن بينما شعرها تركته على راحته مع زينة خفيفة جعلتها تبدو مريحة للنظر ، هكذا شعر حين أقبلت عليه وهو يجلس في كرسيه الملوكي بالحديقة العامة للمجمع حيث تم تجهيزها للاحتفال بزفاف هاجر …
خوري(فتح زر سترته ليستقيم مستقبلا إياها):- مبهرة
جوزيت:- بهذا البالون المنتفخ هنا أعتقد أنني حقا مبهرة هههه
خوري(سحب يدها بلطف):- استريحي لطفا
جوزيت:- متحمسة جداااا
خوري:- اقتنعت أنكِ قادرة على كتمان الأسرار
جوزيت:- ولو ما كنت لأخرج عن طوع أوامرك سيد خيري ههه …همم متى ستخرج العروس أكاد لا أتحمل الانتظار
خوري(أشار لها):- اجلسي قليلا ، فهذه ليست سوى بداية الحفلة ..يا أنت
رجل من رجاله:- أمرك
خوري(همس له):- دع السيدة هبة تنضم إلينا حالا ، واستعجل العروس ثم تفقد جابر
جوزيت(راقبت رحيل الرجل):- كل شيء بخير ؟
خوري(بخبث):- كله تحت السيطرة ..
جوزيت(أصغت للموسيقى التي تبث):- أحب هذه الموسيقى كثيرا ، كنت أنوي الرقص عليها معه ليلة عيد الحب لكن هيهات كل واحد احتفل في فلك لوحده
خوري:- إذا كان العرض قائما يمكنني أن أعرض خدماتي
جوزيت(بابتسامة مشرقة استقامت ممسكة ببطنها):- إن كنت تتحمل لكز صغاري في معدتك فإنني أوافق على هذه الرقصة معك
خوري(سحبها للوسط برفق بعد أن استقام بجنتلمانية):- من بعدكِ …
جوزيت(وقفت لتضع يدها على كتفه والأخرى بيده):- لن أتمكن من إحاطة عنقك فذراعيَّ لا تصلان إليه ههه
خوري:- ربما كنت أطول من اللازم
جوزيت:- هل لي أن أخبرك شيئا راودني قبل فترة ؟
خوري(تحركت حنجرته):- أسمعكِ
جوزيت:- موقفك من ميار وكرهك الغير مبرر تجاهه جعلني أظن …يعني لا أريد خسارتك يا خيري فأنت لست مجرد صديق أو صاحب معروف بل أعتبرك شيئا أكبر من ذلك ، لا يسعني وصف الأمر ولكنني حقا حقا أحس بتجاذب بيننا وباطمئنان دافئ بالقرب منك
خوري:- كل ذلك إطراء يجعلني مرتاحا ، إنما ما يزال هنالك ولكن ..فتابعي رجاء
جوزيت:- لكنني أخشى أن تنجرف أو تعتقد أن ….
خوري(توقف عن الرقص حين أطلق ضحكة مجلجلة أربكتها):- ههههه هههه …
جوزيت(وهي تراقب ضحكته):- ضحكتك جميلة جدا هذه أول مرة أراها
خوري:- ههه حبيبتي جوزيت ، أعترف أن خيالكِ قد فاجأني ولكنه من غير الممكن أن أفكر بكِ بشكل غير لائق
جوزيت(وضعت يدها على بطنها):- ما فهمت ؟
خوري(اقترب منها):- لأنني ….
ناريانا(اقتربت لتمسك كفه وتتخذ مكان جوزيت):- لأنه معجب بي أليس كذلك يا خيري ؟
خوري(صغر عينيه ليرمق صدمة جوزيت):- ما الذي تفعلينه ؟
جوزيت(تراجعت للخلف):- أوووبس ههه لو لم أعرف أنها مزحة ثقيلة من صديقتي لصدقتها ، عموما خذا راحتكما سأجلس قد تعبت
خوري(شدد قبضته على يدها حين سحبها إليه):- أجيبي
ناريانا(ارتطمت بصدره وتنشقت عطره):- هل أنت معتوه ، أكنت ستخبرها عن السبب حقا ؟
خوري(أخذ يدقق في زينة وجهها):- لست أحمقا حتى أفعل ، ولولا عرضكِ السخي هذا لكنتِ سمعتني بوضوح وأنا أخبرها عن مواصفات المرأة التي أحب
ناريانا(تلاعبت بلسانها داخل فمها):- أيمكنني أخذ فكرة ؟
خوري:- لماذا أتتوقعين أن تتوافق مواصفاتكِ معها ؟
ناريانا(بانفعال):- أطمح أن أرقى لعكس ذلك كي تدعني وشأني
خوري(أبعدها ليطالع شكلها المنمق):- اخترتِ الرمادي الداكن وتلاعبتِ بالألوان القاتمة فوق جفونكِ ، وأحمر قاني في شفتيكِ و عطر جديد من النوع الثقيل ، وشعركِ هممم أرى أنكِ قمتِ بتسريحه جيدا …لم كل هذا التكلف علما أنها مجرد حفلة صغيرة ، أترغبين بإبهاري ؟
ناريانا(وقلبها يخفق):- لننهي هذه المسرحية راقصتك لأنني اعتقدت شيئا آخر
خوري(ممسكا إياها بقوة):- ثاني مرة لا تتدخلي بيني وبين أختي مفهوم ؟
ناريانا(حاولت الابتعاد):- اتركني ، أجدك قد تعوَّدتَ على إمساكي بين ذراعيك كلما أحببت
خوري(مرر يده بجرأة على جسمها):- أيوجد مانع ؟
ناريانا(تملصت منه حين أشارت خلفه):- بدأتِ التمثيلية يا سينيور
أفلتها حين وجد هبة تسير صوبهم وخلفها الخادمات ترمين الورد على الأرض فوق السجاد المفروش من أول المنزل حتى الحديقة المزينة …. لتظهر بعد برهة هاجر بفستان الزفاف المختار من قبل ابن مختار الذي ابتسم بمكر ، هنا فتحن جميعا أفواههن خصوصا جوزيت وناريانا التي نظرت إليه بلؤم وعتب مما فعله بالفتاة ، لكن لم اللوم فالفتاة نفسها ممتنة ..
هبة:- وصلت عروسنا
خوري:- دعيني أضاعف راتبكِ يا ست هبة قد نفكر باستغلالكِ كمتعهدة للأعراس
هبة(ابتلعت جملته القميئة):- نشكرك على كرمك إذن …
جوزيت(نهضت لتقف بجوار ناريانا):- ما هذا يا هذاااااا أكاد لا أصدق
ناريانا:- حتى تعرفي أننا في قبضة مريض نفسي ، أنظري للمسكينة أي حظ تعيس ستعيشه بعد هذا الفأل الأغبر
هاجر(وصلت إليهن):- كيف أبدو ؟
جوزيت(بتلعثم):- جميل جميلة حلوة حقا مبروووك عليكِ هاجر يعني …لتسعدي حبيبتي
هبة:- تبدين جميلة حقا
ناريانا:- أجل يا هاجر ، رغم أنني لست أفهم سبب هذا الظلام كله ؟
خوري(انتظر وقوف هاجر أمامه مباشرة):- كما تخيلتكِ تماما ، هل أنتِ مستعدة ؟
هاجر(التقطت أكوام الفستان وتقدمت لتقف جواره):- كما تأمر سينيور
خوري:- في العادة يأتي العريس لعروسه ، لكن في حالتنا سنذهب نحن لنجلب العريس
هاجر(بحزن):- لا يهم ، فهي مذلة بالأخير فبما ستفرق
خوري(أطلَّ عليها):- سأذكركِ بهذا السطر ليس لأحاسبكِ عليه لأنني أعذركِ حتما ، لكن لأرى ملامح الذل على ملامحكِ عندما تتعرفين على عريسك
هاجر(بمرارة):- تفضل …
خوري(استدار نحوهن):- حبذا لو ترافقننا أيضا فالمنزل قريب
ناريانا(همست لجوزيت وهما تسيران خلفه):- والله نعيش أياما غريبة ، ذكريني أن أطلب رقم المصمم
جوزيت(لكزتها):- اخرسي وكفي عن السخرية عيب ستسمعنا البنت
ناريانا(أخفت ضحكتها):- ههه سأحاول ضبط نفسي يختي هههه …
هبة(ضربت كفا بآخر وهي تلحقهم):- اللهم أنزل رحمتك وأخرجني من مستشفى المجانين الذي أعيش فيه
كانت تسير جواره كالمساق إلى مقصلته ، قلبها ليس معها ومشاعرها غائبة حتى أنفاسها المتحشرجة كانت غير مسموعة وكأنها نابعة من بئر عميق لا صدى له … تلك الخطوات عصرت قلبها الذي لم يفهم سر حالتها ولا أفكارها التي لم تشمل شيئا سوى منظر أبيها الذي قتل أمامها قبل سنوات مديدة ، منظر استذكرته لحظتها رغما عنها لتمتلئ عيونها بالدموع التي جمدت حين وصلت لباب منزلها الجديد .. فتوقف وتوقفت وتوقفوا جميعا منتظرين
خوري(أومأ لرجله):- اطرقوا الباب لطفا ليخرج العريس ويستقبل عروسه
هاجر(برجفة):- هممم
هبة(لم تتمكن من الصمت أكثر):- ألا يكفيك إجبارها هل ستذلها بإحضارها إلى باب عريسها ، ما هذا الهراء الذي يحدث هنااااااا ؟
خوري(رفع حاجبه ببرودة ليستدير بثقل نحوها):- عفواااا كأن إحداهن معترضة على قراراتي ؟
جوزيت:- تت أنتِ لا تعرفين شيئا يا هبة فلا تتدخلي
ناريانا:- أو لتتدخل أنا أيضا معترضة
خوري(رمقهما على التوالي ثم أومأ لرجله كي يتحرك):- حسابكما معي فيما بعد …
هاجر(طأطأت رأسها):- هل لي أن أ…
خوري:- ستجمدين محلكِ فهذه عقوبة عليكِ دفعها
هاجر(سقطت دمعتين على وجنتيها وهي تنظر إليه):- كما تأمر يا سينيور
ابتعد من أمامها ليقف بجوار جوزيت التي كانت مبتسمة بشكل لم تستوعبه ناريانا ولا هبة ، فقد ظنتا أنها هرمونات امرأة حامل ضرب الوحم بعقلها ..لكن كلما نظرتا إليه رمقتا الخبث والمكر على ابتسامته التي لم تختفي بل ظل منتظرا خروج العريس بفارغ الصبر ، حتى أكثر من العروس نفسها التي ظلت تنظر للأرض علها تنشق وتبلعها وترحمها من هذا الجحيم …
لحظتها فتح الباب وخرج لتشهق الأفواه من خلفها ، تمسكت بباقة ورودها السوداء وأغمضت عينيها بقوة وهي تتمنى قدرة خارقة تنتشلها من ذلك الموقف الذي وضعتها فيه الأقدار ، لكن أحيانا لا يمكننا الهرب منها …
ناريانا(جحظت عينيها ونظرت لجوزيت):- غير معقوووووول …كنتِ تعرفين ؟
جوزيت:- هههه آه
هبة(أمسكت على فمها):- يا إلهي …
خوري(تراجع للخلف):- ألن تستقبلي عريسكِ يا هاجر ؟
هاجر(لم ترفع رأسها أو تفتح عينيها):- لا يهم
جوزيت:- إنه وسيم حقاااا ويستحق نظرة محبة منكِ
ناريانا(صفقت بحرارة):- تمام تحمست جدااااا هههه ، هاجر لا تفلتي الفرصة اسمعي النصيحة وافتحي عينيكِ
هبة(بدهشة):- فعلا …ما توقعنا
فتحت عينيها بثقل وهي متشبثة بباقتها وبطرف فستانها وكأن الدنيا كلها تقع على كاهلها آنذاك …رفعت رأسها ببطء وهي تسحب نفسا عميقا أوقفته حين رمشت مرتين وهي تستوعب الشخص الماثل أمامها ، تراجعت للخلف خطوة ثم أخذت تنظر خلفه بحثا عن شخص آخر لكنه رفع يديه لها وأخبرها بحركاته أنه العريس …لم تشعر بنفسها وهي تبتسم بدموع سبقتها للتعبير عن فرحتها تلك اللحظة ، حتى أنه بادلها نفس الدموع عندما قفز بقية الدرج ليقف قبالتها لا تفصلهما سوى خطوة واحدة .،،،خطوة الحلم الذي يتحقق
جابر(عض طرف شفته):- الأسود يليق بكِ يا بنت خالو
هاجر(غير مستوعبة):- ههه إنها مزحة ثقيلة أليس كذلك ؟
جابر(حرك رأسه):- وأنا لست مصدقا فقد عرفت بذلك قبل خمس دقائق
هاجر(التفتت لتنظر لخوري):- لماذاااا ؟
خوري(هز حاجبيه ثم تراجع للخلف):- درس آخر يا هاجر … سأنتظر هناك
ناريانا(نظرت إليهما ثم تبعته):- حقا أريد معرفة السبب ، لماذاااا ؟
خوري(رمقها بطرف عين وهو يسير بخيلاء):- لماذا ماذا ؟
ناريانا:- لا تتحاذق علي يا خوري ، أنت اصطنعت عقابا عبارة عن زواج هاجر من شخص آخر غير جابر فلم اخترته في آخر لحظة ، ما الذي دفعك لذلك ؟
خوري:- كان هذا قراري من البداية ولم يتغير فيه شيء
ناريانا:- بمعنى ؟
خوري(توقف مستديرا إليها):- لا تستحقين تبريرا أو تفسيرا لأفعالي فأنا أقوم بما يخدم مصالحي ، يعني لا يغركِ عش العصافير هناك فأكيد أملك غاية
ناريانا(ضحكت بانتصار وهي تدك كتفه بهزل):- أجل هذا هو ما كنت أقنع نفسي به ، جيد أنني لم أجادل أفكاري فلم يخب ظني فيك أبدااااا ستبقى جشعا طماعا غير آبه لمشاعر أحد سواك
خوري(ناظر اقترابها اللاإرادي منه):- همممم كل هذا ؟
ناريانا(زاد اقترابها وهي ترفع رأسها لتطالعه عن كثب):- إنك مثال حي للخبث
خوري(همس بأذنها):-إنكِ تقتربين مني لا إراديا في كل فرصة يا نارو أشعر برغبتكِ فيني ..يمكنني أن أستثني بعض الوقت لأجلكِ إن كنتِ متحرقة للمسي
ناريانا(احمرت غيظا وهي تبتعد عنه):- أنت أنت …
خوري(أشار لها):- لم أنسى تطاولكِ قبل قليل فلا تضاعفي النسبة
ناريانا(دكت الأرض بقدمها وهي تلقي بشعرها في الهواء):- اللعنة
خوري(ارتطم شعرها بوجهه ليغلق عينيه ويفتحهما بحدة):- ستكونين لي الليلة
جوزيت(عانقتهما):- مبروووك لكما ، مبروك يا جابر هل أنت سعيد ؟
جابر(وهو ينظر إليها بكل حب):- لا يسعني النطق بحرف
هاجر:- حسنا قل أي شيء إلا فستاني هذاااا
جابر:- ههه إنه اختيار السيد وأراه مناسبا لكِ يا ابنة خالي ، حقا الأسود رائع عليكِ
جوزيت:- فستان زفاف أسود شيء لم يكن بالحسبان
هاجر:- لنحمد الله أن السيد لم يعاقبنا بأكثر من هذااااا
هبة:- ألف حمد وشكر ، ظلمته هذه المرة
جوزيت:- أخبرتكِ أنكِ لا تعرفين شيئا ، هل رأيتِ ؟
هبة:- مع ذلك هذا شيء لا يغفر بقية الأشياء
جوزيت:- لتكن الليلة استثناء هاه وصل الكاتب العدلي ، يااااااي تحمست كثيراااااا
تزوجا حقا وكان رجالهم من شهدوا على زفافهما وتمت التواقيع لتصبح حقا هاجر زوجة لجابر رسميا ، لا يمكن للسعادة أن تمتلك أجنحة لكنها كانت ترفرف من حولهما حتى انتقلت لكل واحد فيهم ما عداه ..فهو لا يعترف بشيء اسمه حب لكن لم فعل ذلك وما غايته لا أحد يعلم ولا حتى أصحاب الشأن
تفرق الجمع بعد ساعات قليلة من الاحتفال ليتخذ كل مخدعه بمن فيها العرسان معا ، حيث دخلا لمنزلهما الذي خصصه لهما خوري منذ أن حكم بذلك القرار فكيف سيبليان
هاجر:- خربت كل أفكاري وتوقعاتي يا جابر ههه
جابر:-وأنا ورب السماء أكاد لا أصدق ما حدث ، هل حقا أصبحتِ زوجتي ؟
هاجر(قرصته):- أصبحت فهل ما زلت حالما ، جاااابر لم فعل السينيور ذلك..يعني لم زوجنا أنا وأنت ولم ينفذ وعده ؟
جابر:- والله لا أملك إجابة لذلك لكنني…امممم أتوقع أنه صدق حبنا ثم أنا ما زلت لم أصدق فهلا ساعدتني ؟
هاجر(دفعته حين هم بتقبيلها وهربت):- ي حبيبيييييي …النجدة
جابر:- أي نجدة يا غبية هييييه ألووو أنا زوجكِ يعني صرتِ حلالي تعااااالي هناااااا
لندعهما سوية ليتفاهما فشكلهما سيقلبان ذلك المنزل رأسا على عقب والأيام بيننا ، لكن هههه فكرة الفستان الأسود حقا لم تخطر ع بالي آخخخ من أفكار السينيور الذي كااااان يتجرع من مشروبه في سكينة تامة وهو يقف أمام نافذة جناحه مطلا على غرفتها البعيدة مباشرة …عيونه كانت تناديها وإن لم تكن قد شعرت به لحظتها لكن قلبها قد استشعر قوة تجذبها لتنظر إلى النافذة وتجده هناك حقا …
ناريانا(ألقت بشعرها خلف رأسها وهي تتحرك إلى النافذة):- ما الذي يحاول فعله ؟
خوري(التقط هاتفه واتصل بها):-يمكنكِ أن تشعري بي يا ذات السبائك الذهبية ، سأنتظركِ هنا وستأتين إلي …
ناريانا(بتوتر مسحت على رقبتها):- شكلك قد شربت الكثير ، اخلد للنوم يا عزيزي فستغفو بفراشك وحيدا
خوري(أغمض عينيه وفتحهما):- ستأتي إلى هنا وتسلمينني جسدكِ طواعية لأتحسس أطرافه وأملأه بعبقي ، أنتِ ترغبين بي وبعطري وأنفاسي فتعالي يا نااااارو وكفي عن المقاومة لأنك من النوع الذي لا يقاااااوم شهواته إطلاااااقا
ناريانا(ابتعدت عن النافذة):- يكفييييي توقف عما تفعله لا يسعك التأثير فيني سمعت ، افصل الخط ودعني وشأني
خوري:- تتلهفين لقبلة مني تطفئ لهيب عطشكِ ، منذ متى لم تلامسي رجلا بملء إرادتكِ يا ناروووو أجزم أن الربان لم يمنحكِ هذا الشرف وإن كان ضليعا بفنون المعاشرة
ناريانا(امتلأت عيناها بالدموع):- لا أسمح لك
خوري:- حتى أنه مع ميرفت الآن هل تعلمين ماذا يفعلان ؟
ناريانا:- أنت كااااااااذب لا أصدقك
خوري:- لكنكِ لا تملكين قدرة للمعرفة ، أنا فقط من يمكنه إمدادكِ بالمعلومات عنه وطالما هو نزيل مستقر بنفس الفندق فأكيد لن تفلت أي امرأة رجلا وسيما كالربااااان
ناريانا(مسحت على رقبتها):- أنت تفعل ذلك كي تجعل مساري ينحرف لكنك مخطئ يا عزيزي ، فحتى لو افترضنا وقوع خلل في الإعدادات فستكون آخر رجل أرغب به
خوري(صمت قليلا):- ….لارد
ناريانا(حاولت رؤية ملامحه من نافذتها):- ماذا هل ضربتك في مقتل ؟
خوري:- سيبقى باب جناحي مفتوحا يا نارو … فراشي بانتظاركِ تأكدي سأحسن معاملتكِ
ناريانا(عقدت حاجبيها):- أنت قادر على إحضاري بالقوة فما الذي يمنعك ؟
خوري(ما يوجد بأحشائكِ يا ذكية):- أريدكِ هذه المرة بشكل مختلف
ناريانا(بحقد):- آآآآه أكره أن أحبطك ولكنك ستنام محصورا هذه الليلة ، سلام
خوري(أغلق الخط بعدها ثم رفع كأسه لها من نافذته):- ستأتين … هه
ناريانا(أسدلت الستار بعصبية ثم أخذت تتنفس عميقا وهي تتحرك صوب حمامها):- الغبي الحيوااااان ماذا يحسبني عاهرة خاصة ليغويني بهذا الحديث القميء كوجهه ….آآآآه أعصااااااابي تغلي أرغب بالذهاب لمنزله وقتله فوق ذلك السرير الذي يعرضه علي مجااااااانااااااااا ، تباااا له كيف يجرؤؤؤؤؤ على عرض ذلك بل كيف استطااااع تكوين تلك الجملة وإلقائها على مسمعيييييييييي ، كيف سأوقف هذا الاستفزاز يااااااااااااااااف
غسلت وجهها ونظرت للمرآة وهي تشير لنفسها بالنفي ، رفعت إصبعها برفض في محاولة لتنبيه أفكارها وإعادتها لوضعها الطبيعي العاقل الذي نعرفه … أغمضت عينيها وهي تحرك رأسها يمنة ويسرة لطرد تأثيره فما كان ينفع لذلك سارعت بفتح صنبور المياه ودخلت وسط الحوض بملابسها وهي تزيد من برودته لعلها تستفيق من ذلك الجنون ، لكن إن كان هنالك مؤازر في هذه المعاهدة فسيكون الطفل الذي يكبر في أحشائها فإذا ما اتحد الأب والابن فأي قوة تبقى للأم ؟؟؟؟؟
زفرت عميقا وهي تفتح الباب بهدوء ، دخلت ببطء شديد وأزالت رداء فستان نومها وألقته على طرف السرير بينما كانت تسير على أطراف أصابعها كي لا تحدث صوتا … رفعت الغطاء قليلا ثم قاست المساحة المتبقية لأجلها ثم نظرت لجسمها هزت كتفيها بقلة حيلة ثم دخلت إلى الفراش لترفع الغطاء المشترك بينهما وتعانقها بخوف …
جوزيت(تململت):- هممم هذه أنتِ ريانا ؟
ناريانا(دكت رأسها في شعر جوزيت من الخلف):- دعيني أنام معكِ الليلة
جوزيت(استدارت ببطء نحوها):- هل رأيتِ حلما مزعجا ؟
ناريانا(أومأت لها بأسف):- شبه ذلك
جوزيت(رفعت يدها وهي تتثاءب):- ادخلي لحضني هيا تعالي حبيبتي
ناريانا(دخلت لحضنها باحتياج):- عانقيني كثيرا ، أحتاج للدفء
جوزيت(عانقتها بحنان ثم قبلت جبينها):- يلا نامي يا عمري أنتِ في أمان هنا
ناريانا(تمسكت بذراعها وهي تستسلم حقا لتلك الراحة):- أجل أنتِ أماني …همممم لقد أنقذتني يا صديقتي
جوزيت(وقد غالبها النعاس):- غدا تروين لي الحلم نامي
ناريانا(ابتسمت لمنظر جوزيت ثم قبلتها في شفتها)ع:- أحبكِ
جوزيت(تمتمت تحت أنفها):- أحبكِ أيضاااا نانااااامي هممم
خطة هروب صائبة بالفعل ، فجوزيت ستمنعها من الذهاب إليه لكن كيف استطاع من مكالمة أن يؤثر فيها لتلك الدرجة التي جعلتها تصل حتى باب المنزل الخارجي وتعود أدراجها هربا إلى غرفة صديقتها … استسلمت حقا لتلك الراحة وقررت أن تواجهه في صباح اليوم التالي وتوقفه عند حده أو تخبر أخته بكل شيء فهذا ما ينتظره غالبااااا …



الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 04:00 AM   #988

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في القصر القديم
قبل بضع ساعات
فخرية(رفعت الملعقة):- عليكِ التركيز جيدا على الشيء الذي ترغبين برفعه ، ادرسي نقاط قوته وضعفه واستغليها بطاقتكِ أنتِ …
ميسون(عقدت حاجبيها):- لكنني لا أملك قدرات مثلكِ عمة فخرية
فخرية:- عمة فخرية هههه …فخرية فحسب يا فتاة ، ثم وإن لم تكوني تملك أدنى قدرة لكنكِ تملكين طاقة معينة يمكنكِ استغلالها لذلك
ميسون:- إذا تدربت هل سأتمكن من رفع الملعقة ؟
فخرية:- هذا يعتمد على نسبة اجتهادكِ
ميسون:- سأحاول ، بابا لا يعرف شيئا عن هذا صحيح ؟
فخرية:- لن نخبره سيبقى بيننا كي لا يغضب مناااا
سلسبيل(دخلت للمطبخ):- ما الذي تعلمينه للطفلة يا نذير الشؤم ؟
فخرية:- ما قد يحميها من شرورك يا بومة القبيلة
سلسبيل:- ها هاهااا اقتنعت
ميسون:- لم لا تتوافقان أنتما فخرية وخالة شاهيناز ؟
سلسبيل(فتحت الثلاجة مشيرة للخادمة بالابتعاد):- لأن العجوز التي تجاوركِ امرأة مزعجة تحشر أنفها فيما لا يخصها كل الوقت
فخرية:- بينما المرأة التي تقف خلفنا الآن لا تنفك تقوم بأذية الآخرين ، وحدي من يستطيع ردعها لذلك هي تخشاني وتكرهني على الدوام
سلسبيل(أخرجت المشروب الخاص بها):- ع العموم لن نسمم عقل الصغيرة فما يزال أمامها الكثير لتعرفه وهذا ليس وقته ، هيا يا طفلة نادي أباكِ لقد استغرق وقتا طويلا في محادثة أمك أعلاه أشك أن الحوار انتقل إلى آهاااات مكتومة
فخرية(جحظت عينيها مستديرة إليها):- تتت لا تتوبين يا ذبابة القمامة
ميسون(بعدم فهم):- سأناديه حالا فقد حان وقت ذهابنا
سلسبيل(مسحت فمها بعدما تجرعته):- ولم العجلة هل هنالك شيء ما ؟
ميسون(عضعضت شفتيها كي لا تتفوه بحرف):- موعد نومي
فخرية(ضحكت من إجابة ميسون):- ههه حتى الأطفال يأخذون حذرهم منكِ يا شريرة القصص والحكايات
سلسبيل(وضعت يدها على خصرها بعد ذهاب ميسون):- لولا رواياتكِ التي تضعني في خانة الأشرار لكانت وثقت بي وأخبرتني
فخرية:-هل جننتِ ألم تجدي ما يشغلكِ لتهتمي بموعد نوم طفلة من قلة الفراغ ؟
سلسبيل:- كنت سأذهب إلى سالم الليلة ولكن مجيء حبيبكِ حكيم وابنته أربك مخططاتي
فخرية(نهضت):- سأستنشق بعض الهواء فالحديث معكِ يصيبني بالغثيان
سلسبيل:- بففف ما هذا الروتين الذي يعيشونه أولاد هذا الجيل ، هيييه أين أيام الأحصنة والجبال وخلق المشاكل بين القرى والعشائر ..ولت ولت تلك الأيام وصرنا بين الصبيان كاللعبة المأجورة سحقا لك يا سليم يا راجي ماذا لو كنت تركتني أعيش أوان عمري هاااه ؟
ميسون(وصلت للغرفة وهمت بطرقها لكنها سمعت الحوار):- هممم
لورينا:- ماذا تريد بعد يا حكيم ، رؤيتها ومنعتها علي تربيتها وصارت حظرا بالنسبة لي ، حتى محادثتها أصبحت بالمرافق الخاص لأنك لا تأتمن لي فماذا بعد ؟؟؟؟
حكيم:- هذا الموضوع تم إغلاقه وأنتِ تعيدينه في كل لحظة وكأنني أصدق اهتمامكِ بها
لورينا:- لا تصدق، فلم تكن معنا خلال سبع سنوات من عمرها كيف ستعرف ؟
حكيم(شبك يديه):- أشيد بتربيتكِ لها ولكنكِ تسببتِ بسلبكِ من كل الحقوق يا لوري
لورينا(بتأفف):- أوامرك ؟
حكيم:- أريدكِ أن توجدي طريقة وتدخليني لقبو أمك
لورينا(قهقهت بعلو صوتها):- أهذا ما كنت تحاول قوله من بداية الحوار ، ليتك اختصرت علينا الحديث وأتيتني بغايتك المستحيلة
حكيم:- ليست مستحيلة ، أنتِ ابنتها ولديكِ صلاحية الدخول للقصر والخروج منه كما يحلو لكِ لذلك أريد منكِ هذه الخدمة
لورينا:- المعذرة منكِ حكومي ولكنني لا أستطيع
حكيم:- بلى تستطيعين وستفعلين
لورينا:- وما الذي يجبرني ؟
حكيم(حرك فكه ثم استقام بخيلاء):-حسبما أعرفه فأنتِ وأمكِ علاقة متضاربة ، هي تغار منكِ بشكل غير معقول لذلك أملك شيئا سيجعلها تسلط غضبها تجاهكِ في غضون ثوان
لورينا(ارتعش فكها):- ماااااذااااا تقصد ؟
حكيم:- هه أمكِ لا تعرف ما فعلته في هذه الغرفة مع الدكتور مراااااد أليس كذلك ؟
لورينا(شهقت وهي ترتفع من محلها):- ماذاااااا تقول ؟
حكيم(أولاها ظهره ماثلا عند الشرفة):- لا أحاسبكِ على حياتكِ فأنتِ حرة نفسكِ لكن ..إن كانت هذه المعلومة ستخدمني فسأستغلها وأنتِ مجبرة على ذلك أو أزرع الشك في عقل أمكِ ولنرى النتيجة
لورينا(بخوف اقتربت منه):- إياك يا حكيم ، إياك وأن تخبرها بما حصل ثم ثم ….كيف عرفت بينما لا أحد يملك فكرة ؟
حكيم:- أنسيتِ أنكِ تعيشين في قصري يا لوري ؟
لورينا(رمشت مرتين):- ماذا ستفعل ؟
حكيم:- خدمة مقابل خدمة ، القرار بيدكِ
لورينا:- الفترة التي عشتها في قبضة أمي غيَّرتك كثيرا يا حكيم ، أخشى أن خروجك سوف يأتي بشخصية أخرى لم يسبق لنا معرفتها
حكيم(ابتسم عائدا إليها):- عقلي الآن يحاول حصر الفرص المتاحة أمامي …لذلك إن تعلمت من أمكِ شيئا فهو هذاااا هممم قراركِ ؟
لورينا:- سيتعين علي السفر إلى روما وهذا محال لأنها منعتني من ذلك …لكنني أعرف شخصا سيساعدك للدخول إلى قبوها لكنني أريد معرفة السبب أولا ؟
حكيم:- هل سألتكِ لم عاشرتِ الدكتور فوق فراش قصري ؟
لورينا(نظرت جانبيا):- ههه خيالي المسكين ظن أنك قد تغار علي
حكيم:- أغااار عليكِ ، من تكونين لي أصلا حتى أغار يا عمري لو خرجتِ مع السائس فلن أكترث لأنني سلبت منكِ كل حقوقكِ تجاه ابنتي
لورينا:- وإن لم تكن ابنة بطني إلا أنني اهتممت بها حقا يا حكيم
حكيم:- معذرة موسم المكافآت قد انتهت مدته ، جوابكِ ؟
لورينا(بحزن):- سأساعدك ، لكن لو ضبطتك أمي فأنا لم أفعل شيئا
حكيم:- لكِ كلمتي
لورينا:- لا تخبر أحدا بما حصل بيني وبين مراد ، قد كانت نزوة ليلة عيد الميلاد بسبب الثمالة يعني لا أريد خلق مشاكل للرجل فهو متزوج
حكيم:- هل تجدينني مهتما بسيرته الذاتية ، أعلم أنه مجرد قربان لغاياتكِ السيئة وأعلم جيدا أنه سيتصرف بذكاء حين يهرب منكِ إلى أقصى حد
لورينا:- لست بذلك السوء
حكيم(تحرك صوب الباب وهتف بسخرية):- أوَ لستِ ؟؟؟؟
ألقى بنظرة ساخرة صوبها ثم دفع الباب ليخرج فانتبه لظل صغير يركض في الرواق ، جحظ عينيه على وسعهما مبتلعا ريقه بقلق ، تبعها وهو يمسح على شعره ويبحث عنها بين الزوايا حتى وجدها بالشرفة تطل منها بحجمها المتوسط الذي لا يصل لطول الحافة
حكيم(حملها بخفة ثم جعلها تنظر للبعيد):- منظر جميل أليس كذلك ؟
ميسون:- ….لارد
حكيم(ابتلع ريقه بتوجس):- ألا يعجبكِ ؟
ميسون:- أفضل منظر القصر البحري عن هذا
حكيم:- لماذا ؟
ميسون:- هذا المكان غير دافئ إنه مخيف
حكيم(لفها إليه):- لم تقولين ذلك ، هل أساءت إحداهن معاملتكِ ؟
ميسون:- إنهن لطيفات معي ، ما عدا خالة شاهيناز
حكيم:- طبعها حاد قليلا فلا تؤاخذيها … حمامتي أنتِ منزعجة ما الأمر ؟
ميسون(نظرت خلفها ثم تملصت منه):- أنزلني …أريد العودة للعرين
حكيم(أنزلها ومسح على وجهه):- تمام تمام لنرحل …هيا حبيبتي
ميسون(تركته يمسك كفها ومطت شفتيها بقلق):- هل سنجد ضيوف عمو ميار هناك ؟
حكيم(نظر لساعته):- ليس بعد غالبا سنصل سوية بذات الوقت
ميسون:- طيب …
حكيم(عرف أنها سمعت الحوار):- نحن نرحل يا جماعة ….
فخرية(هرولت نحوه وأمسكت كفه لتتحسس شريط اليد خاصته):- إياك وأن تنزع هذاااا سيحميك ويعيدك إلينا بشكل نهائي … لا تتهور يا عزيزي وتنغمس في الطرقات الدموية فأنت لست ندا لهكتارات الدموع
حكيم:- أخبرتني بهذه الجملة فور دخولي
فخرية:- وأعيده وأزيد عليه حتى ..لم يتبقى لك سوى القليل أيا كان الرجل الذي سيعود لنا فسنعثر عليك بداخله ونعيدك
حكيم(عقد حاجبيه):- هذه إضافة لم تكن في الحسبان ، هيا يا ميسون
سلسبيل(اقتربت منه وهي تتمايل وسط ذلك الفستان الضيق):- انتظر يا سبع الراجيين
فخرية(رمقتها بحذر):- احممم
حكيم(لاحظ اقترابها منه):- أفندم يا شاهي ؟
سلسبيل(همست بأذنه):- أحتاج للمال
حكيم(أطل عليها):- ألا يكفيكِ المصروف المخصص لأجلكِ ، أين طلال لما لم يتصرف ؟
سلسبيل:- اففف إنه لا ينفك يقول أخذتِ أخذتِ …
حكيم:- حقا ما غايتكِ بالمال يا شاهيناز ؟
سلسبيل:- أنا امرأة متكلفة وأريد أن أعيش بالمستوى الذي أرقى له ، لذلك أحتاج للمال يا حكييييم ولا يوجد لي عمل مخصص حتى أستطيع جني النقود بمفردي
حكيم(ابتسم):- ميسونتي …انتظريني خارجا سأوافيكِ بعد قليل
ميسون(بملامح متجهمة):- حاضر ..
سلسبيل(وضعت يدها على رقبته):- ها حبي ؟؟
حكيم(أزال يدها ثم أمسكها بقوة):- إن كنتِ تطمحين للعمل أمامكِ القصر ارفعي ساعديكِ وستنالين أجركِ ، أما إن كنتِ ترغبين بالخروج والعمل في أية داهية تلعب بعقلكِ فإنكِ واهمة يا شاهي لماذااااا ..لأنني لا أثق بكِ وأعرفكِ صاحبة مشاكل وناكرة للجميل سو مكانكِ هنا إن أعجبكِ أهلا وسهلا ما أعجبكِ باب قصري مزدوج
فخرية(ضحكت):- ههه …الحمدلله على نعمة الخرس
سلسبيل(بغيظ ناظرتها):- كما ترييييد لكن المصروف الذي يصلني قليل حبذا لو ترفعه
حكيم(لوح لفخرية):- دعي طلال يتصرف يا فخرية ، إن كانت حقا بحاجة فليعطها ما تريده أما لو كانت تنوي على غدر فلينقص من مصروفها النصف …أراكم على خير
سلسبيل(جحظت عينيها):- يا ويلي أي نصف وكيف سأتدبر أموري أنااااا فففف
فخرية(بسخرية):- تستحقين هههههه
حكيم(رفع الهاتف):- إننا في الطريق لم يصلوا بعد أليس كذلك ؟
ميار:- لو وصلوا هل سأكلف نفسي وأتنازل وأتصل بك ؟
حكيم(لوح لميسون كي تأتي للسيارة):- ههه طيب يا باشا مسافة الطريق
ميار:- لا تتأخر إذ لا يمكنني استقباله بدون دعمك لي يا حكيم
حكيم:- ماشي ماشي …هيا ميسون ماذا تنتظرين ، ميسوووون أتسمعينني ..ميار افصل نحن في الطريق ../ صغيرتي تسمعينني ؟
ميسون(ظلت جامدة محلها):- ….لارد
حكيم(اقترب منها فربت على كتفها):- ميسون ؟
ميسون(انتفضت من ربتته ثم رمشت بدموع):- شعرت بالرهبة بابا
حكيم(نظر للظلام أمامها):- ما فهمت
ميسون(عانقت قدمه):- نرحل نرحل لا أحب هناااا
لم يفهم ما بالها لكنه سارع بها نحو السيارة لينطلقا في اتجاههما للعرين ، لكن ما سر رهبتها هناك بل من الذي كان يقف جاثما خلف الأشجار يحمل مجرفة بعيون برقت بلون ذهبي مشع للحظة من الزمن …. ؟
في السيارة حاول جاهدا أن يستدرجها بالكلام فما كانت تعطيه إجابة مقنعة ، كانت ترد باقتضاب حتى سكتت في الأخير ولم يجد بم يفتح معها سيرة الموضوع كي يفهم ما الذي سمعته أو ما حجم الذي عرفته …تنهد بصوت مرتفع وضرب على المقود بدون استيعاب حتى انتبه لشهقتها فاستيقظ على نفسه
حكيم:- معذرة لم أشعر بنفسي …لا تقلقي أنا بخير
ميسون(عقدت حاجبيها):- اقتربنا
حكيم:- أجل …
ميسون:- متى ستسافر ؟
حكيم(نظر إليها ثم انتقل للطريق):- غدا ..
ميسون:- بتوقيت ؟
حكيم(تنهد بحرقة):- ليلا
ميسون(بنبرة خافتة):- جيد
حكيم:- ميسون ما الذي يحصل معكِ ، إن كان لديكِ كلام بجوفكِ فأخبريني أنا أبوكِ
ميسون(كتفت يديها ودنت من النافذة متأملة نجوم السماء):- لا يوجد شيء
حكيم(أوقف السيارة على بعد أمتار من العرين):- ميسوووون ؟
ميسون(انتفضت من صراخه):- لم تصرخ فيني بابا ؟
حكيم:- لاحظي أنه منذ خروجنا من ذلك القصر لم تنطقي بابا حبيبي كاملة ، إذن يوجد شيء يا ميسوووون فأخبريني ولا تجعليني أفقد صوابي
ميسون(تكومت الدموع بعينيها وهي تنظر إليه):- أنت تخيفني
حكيم(دك أنفه بانفعال ضبطه بصعوبة ليستعيد رشده):- آسف
ميسون(طأطأت رأسها بحزن):- هل أنا خطيئة ؟
حكيم(فتح عينيه على وسعهما باندهاش):- ماذااااا …يعني ..ماذا تقصدين ؟
ميسون(ببراءة نظرت إليه):- أحبك بابا ، ولكنني لا أشعر بشيء تجاه لورينا
حكيم(زفر بتعب):- متوقع
ميسون:- فهل هذا راجع لأنني خطيئة ؟
حكيم(أزال حزام السلامة خاصته ودنا منها):- حبيبتي …لا تقولي شيئا لا تفهمين معناه ، أنتِ لستِ خطيئة أنتِ بلورة أنارت حياتنا ، لقد بعثكِ الله لتضيئي عتمة أيامنا وبالفعل أنتِ بلسم لكل جراحنا ومعكِ عمَّتِ الأفراح
ميسون:- أين الأفراح ؟
حكيم(ببؤس):- لا تتعبيني يا ابنتي فأبوكِ مرهق من كثرة المواجع
ميسون(أزالت حزامها وارتمت بحضنه ثم رفعت كفها الصغير لتمسح على وجهه):- أتشتاق لماما ؟
حكيم(ابتسم بمرارة ثم مسح على وجهها):- قد كتب علينا الاشتياق فلا خلاص !
ميسون:- ماما ميرنا تحبك أنت ، لم لا تتزوجها وتصبحان بابا وماما رسميا ؟
حكيم(عقد حاجبيه):- ما بكِ ميسون …ما هذا الحديث الآن ؟
ميسون:- لا أريد أن…أكون خطيئة
حكيم(دفع رأسها لحضنه):- أزيلي هذا الكلام من عقلكِ الصغير لأنكِ لستِ كذلك، أنتِ ابنتي ابنة حكيم الراجي وحفيدة الراجيين بل جوهرة آل الراجي المتلألئة في كل آن …إياكِ وأن تنسي أنكِ الكنز الوحيد الذي حصل عليه أبوكِ في حياته
ميسون(عانقته):- أنا أحبك ولا أريدك أن تبتعد عني …بت أشعر بالخوف من فقدان أحدهم آخر من بعدكمااااا
حكيم:- آه يا طفلتي …آآآه
ميسون:- عدني بأنني لن أفقدك
حكيم(استصعب عليه ذلك):- لطفااااا …. لا تجبريني على قول شيء لا أملك فكرة عنه
ميسون:- طيب عدني أنك ستتزوج ميرنا ماما
حكيم(إنها تركز على هذه النقطة كثيرا هل هي تشك بأنها أمها حقا ، هئ أم أنها تعرف):- لماذا يا ميسون ، لم ميرنا تحديدا ؟
ميسون:- ليس هنالك لماذا لأنني لا أعرف فداخلي هو الذي يريد ذلك بشدة
حكيم(أرهقته حقا):- يا الله ..
ميار(طرق على النافذة):- عفوا هل أقاطع هنا حلقة من مسلسل ابنة أبيها ؟
حكيم(ابتلع دموعه وهو يفتح نافذته):- ما الذي تفعله خارجا أنت ؟
ميار:- مللت من الانتظار ، وعندما أخبروني أنك هنا منذ ساعة قررت الخروج لتفقدك من شدة الضجر
ميسون(نزلت من السيارة):- قد عدنا ..
ميار(غمز لحكيم):- ما بها ؟
حكيم(نزل أيضا ووضع سترته على كتفه):- لا تسأل …ألم تتصل بإياد أين موقعه ؟
ميار(وهو يسير جواره):- اتصلت ألف مرة ولكن الغبي الحيوان أغلق الخط ، والغبية التي بعثتها معه خارج التغطية فاكتشفت أنني حسبت عدد الأشجار في حديقتي من فرط الانتظار مرتين على التوالي
حكيم:- ههه ….آه منك وووواو ما كل تلك الأضواء ؟
ميار(نظر للبوابة الرئيسية المزينة):- ألن نستقبل وريث العرش ؟
حكيم(لاحظ دخول ميسون بهدوء):- يستاهل الغالي …إذن دعني أبدل ملابسي لأليق بمنصب العم المميز
ميار:- ههه أحببت لك إعجابي ها لا تتأخر كي نستغل الوقت وتخبرني ما بال أميرتك
حكيم(زفر عميقا):- عائد يا رفيقي … ميسون هل تبدلين ثيابكِ انتظريني لأنتقيها معكِ ؟
صعدت للدور العلوي بملامحها البائسة ، فتحت باب الغرفة وعقدت حاجبيها حين لم تجد كاظم ، التقطت فستان من الدولاب بعشوائية ودخلت للحمام ..هنا وصل للغرفة ووجدها قد تصرفت وفهم أن مهمته صعبة جداااا وأمامه شوط عليه خوضه فلن يسافر ببال مشغول هكذااا ..
حكيم(وهو يغلق قميصه التقط مشطا وأخذ يسرح شعره الندي):- ميسون لقد استحممت وجففت شعري بحمام عمكِ ميار بينما حضرتكِ ما زلتِ لم تغادري حمامكِ بعد ؟ …ميسون هل تسمعينني بدأت أنزعج من هذه التصرفات الغير مفهومة هل أنتِ غاضبة مني ؟؟
ألقى المشط على المنضدة بقوة وتحرك صوب الحمام أخذ يطرق بابه بدون جواب ، رمش مرتين ليفتحه ببطء ثم دفعه ليتفقدها ففتح عينيه حين رآها تجلس عند حافة الحوض باكية بشعرها المبلل
حكيم(هرع نحوها):- صغيرتي …أنتِ بخير ؟
ميسون(وهي تشهق ببكاء):- رحل كاظم
حكيم(بعدم فهم):- مم…ماذا تقولين ، أين رحل ؟؟؟؟
ميسون(مطت شفتيها ورفعت هاتفها):- ترك لي هذاااا اسمعه …
حكيم(ضغط على التسجيل):- تت …(صوت كاظم) "هيييه يا قزمة العملاق أعلم أنكِ ستكرهينني بعد الذي ستسمعينه لكنني مجبر يا ماستي على الرحيل … لا أملك عذرا ولا أية كلمات خاصة لكنني أريدكِ أن تعرفي أنني أحملكِ بين ثنايا قلبي وكلما اشتقتِ لي كلميني سأكون سعيدا لتواصلكِ معي وإياكِ وأن تحظريني مجددا سيحزن قلبي الكبير … اهتمي بنفسكِ وثقي بي سأعود في أقرب فرصة أجدها أمامي ، كوني عاقلة ونفذي وصاياي التاريخية سأتواصل معكِ لاحقا ،محبتي عملاقكِ الأهوج "
حكيم(شتمه تحت أنفه):- ………..الكلب
ميسون(قطبت حاجبيها):- أنت تقول كلاما نابيا بابا وهذا عيب
حكيم(عض طرف شفته):- هل هذا ما يبكيكِ ، يا ميسون سيعود في أقرب فرصة أصلا أملك فكرة عن سبب سفره لقد ذهب ليصفي أعماله خارج الوطن كي يستقر هنا دائما بجواركم
ميسون(أشرقت ملامحها):- حقاااااا ؟
حكيم(رمق البريق بعينيها وشعر بلكمة في صدره):- حقااا …يعني هذا هو
ميسون(عانقته):- أسعدني هذاااا الخبر …هه حسن لن أبكي عيب أن أحزن لأجل عمو ميار قد نبهنا ألا نفعل خصوصا الليلة هههه …
حكيم(مسح دموعها وقبل وجنتيها):- إذن دعيني أجفف شعركِ لننزل قد تأخرنا وهذا عيب
ميسون(أمسكت هاتفها من يده ثم ركضت خارج الحمام):- مااااشي موافقة
حكيم(لحقها وهو يمسح على صدره):- أخليت بي يا كاااااااظم ….ماذا سأفعل الآن وبعهدة من سأترككِ يا ابنتي
بعد لحظات
ميار:- حكيييييييييييييييييييييم انزل حااااااااااااالا أين بقييييييييييييت ، هل حضرتك عريسسسس ونحن لا نعلم الله الله …لو بعثتك لتتجهز لشيء آخر لكنت هنا قبل ساعات اففففف عاااااااااااااااااااااابد
عابد(تقدم من خلفه ليفزعه بوجوده):- خ ..خلفك سيدي
ميار(انتفض):- آه خلفي حقا نسيت أنني ناديتك قبل قليل
عابد:- م ..ما يهم أنا في الخدمة هل أسخن الأكل مجددا فهذه سابع مرة سأفعلها الليلة
ميار(نظر للساعة الحائطية):- أكيد سيصلون بعد قليل … لننتظر قليلا بعد ثم مااااا بك تزعجني بكلامك اللئيم قل خيرا أو اصمت
عابد(رسم القفل على فمه):- خ…خرسنا
ميسون(ركضت إليه):- تجهزنااااا هل وصل الضيوف ؟
ميار(ابتسم حين رمقها مقبلة عليه بكامل حلاوتها):- اركضي اركضي أيضا وتعالي لحضن عمكِ ميااااار ، آآآآآه ما أطيب هذااااا العطر
ميسون:- وعطرك جميل ههه …
حكيم(نزل وهو يرفع أكمامه):- لم كل هذا الصراخ أفزعت مضجع فهودك بذلك الصوت
ميار(أنزلها):- أوووه تبدو وسيما يا رجل ، خسارة أن تحرم منك أعين النساء
حكيم(نبهه لوجود ميسون):- احم عاااابد كيفك يا رجل ؟
عابد(وضع يده على خده):- أ..أنتظر أوامر السيد بتسخين الأكل لثامن مرة
حكيم(رمق لهفة ميار ثم اقترب من عابد):- لا تيأس يا عابد ، اعذره فضيوفه مهمين جدا
عابد:- ل..لو أعطاني معلومات عنهم كنت استعديت أكثر ، لكنه كتووووم
حكيم:- هه …لن نتجادل دعني أهدئه وأنت انتقي شيئا لطيفا وأعطه لميسون فهي جائعة
ميسون:- أستطيع الانتظار بعد
حكيم:- لا يجوز تأخر موعد عشائكِ أصلا ، لذلك تناولي القليل الآن هيا
ميسون(رافقت عابد):- حاضر بابا حبيبي …
حكيم(اقترب منه):- ميرو
ميار(وهو يطل من النافذة ويترقب بلهفة وشغف):- عيونه
حكيم:- سيأتون لا تقلق لنصبر قليلا بعد
ميار(بحماس):- لست قلقا أنا أنتظر
حكيم(تحركت حنجرته بثقل خوفا عليه):- مياااار …يعني لو
ميار(استدار نحوه بحدة):- لن تلفظ حرفا يحرق فرحتي أو ينزعها …سيأتي ابني وسأراه بعد لحظااااات سننتظر لا غير
حكيم(بحزن عليه):- أكيد أكيد ذلك ما سيحدث …ها أنا أنتظر جوارك يناسبك ؟
ميار(ربت على كتف حكيم ثم عاد لموقعه):- يناسبني جدااا
طالت ساعات الانتظار كثيرراااااا ، وحكيم بدا له فعليا أنهم لن يأتوا لكن لهفة ميار ومراقبته للبوابة كانت تؤذيه في صميمه قلقا عليه وعلى صدمته إذا ما انعكستِ الظروف وحدث طارئ كالعادة يقض مضجع فرحتهم ..حاول أن يتمالك أعصابه كي لا يبين لميار أيا من آثار الخيبة التي بدأت تعتري ملامحه ، ..أما عن ميار أيضا تسرب الخوف لصميمه ولكنه ظل مؤمنا أن غايته ستتحقق وسيجتمع بالطفل الذي انتظره طويلا بعد قليل ، ما الأمر لقد انتظر لسنوات فهل ستفرق معه بضع ساعاااااات ؟
ميار(برقت عيناه حين سمع بوق سيارة):- افتحوااااا افتحوا البااااااب
ميسون(تثاءبت):- هل جاؤوا يا بااااابا ؟؟؟
حكيم(أمسك كفها ولحق بميار للخارج):- دعينا نرى …
ميار(كان يركض لغاية ما وصل للباب الرئيسي فتوقف وهو يرتب نفسه):- افففف أخيراااا
الحارس:- إنه السيد طارق يا سيدي
ميار(اختفت بسمته فنظر لسيارة طارق وهي تتقدم في المدخل لغاية ما أوقفها):- قلت طارق
حكيم(أغمض عينيه ورمق الخيبة بعيون ميار الذي عاد أدراجه ليقف أمامه):- هااااه قد جاء عمكِ طارق ليشاركنا اللحظة ، أكيد سيظهرون بعده بوقت ضئيل ….طاااارق نحن هنااااا
ميار(ظل صامتا):- ….لارد
طارق(أعطى سترته لأحد الرجال):- سأبيت هنا الليلة …
حكيم(وهو يرفع حاجبيه بتنبيه):- احم …طبعا أهلا بك
طارق(عقد حاجبيه):- هل جهزتم هذا الاستقبال المبهرج لأجلي ، ما عرفت أنكم تحبونني كل هذااااا الحب
ميسون:- إنه لأجل ضيوف العم ميار لكنهم تأخروا غالبا لن يأتوا
ميار(طأطأ رأسه):- سأكون مع صولي قليلا يا حكيم ،أهلا بك طارق البيت بيتك
طارق(اقترب من حكيم):- ما العبارة ؟
حكيم(زفر بتأفف):- لا تسأل … لا تسأل ، ميسون تأخر الوقت ستذهبين للنوم
ميسون:- والضيوف ؟
حكيم:- تتعرفين عليهم غدا صباحا هيا حبيبتي ..اسمعي كلامي
ميسون(مطت شفتيها):- لكن لا تتأخر بابا حبيبي ، لا أريد أن أستيقظ ولا أجدك جواري
حكيم(انحنى أرضا ليعانقها ويقبل وجنتها):- لو استيقظتِ ناديني فقط سأكون هنا معكِ
ميسون:- حاضر بابا حبيبي ، تصبح ع خير عمو طارق
طارق(مسح على شعرها):- وأنتِ يا صغيرة
ميسون(وهي تدخل):- عموووو ميااااار أنا سأناااام ، سأرى ضيووووفك غدا صباحا وأستقبلهم كما يلزم …تصبح على خير
ميار(لوح لها بحزن ثم أخرج صولي من قفصه):- تمام سلطانتي … همم صولي أرأيت حالي أشعر بالخوف من تلك الفكرة التي تقفز لتلتصق بعقلي ، لم أخشى شيئا في حياتي كما اللحظة أخشى أن يسلبوه مني حتى قبل أن أفرح به …أيعقل أنني لا أستحق قليلا من الفرح يا صوووولي ؟؟؟؟
حكيم:- وهذا كل ما في الأمر
طارق:- آه اشتهيت أن أدخل لمكان ما وأجد الراحة بانتظاري ، هفف تمام أحتاج لفنجان قهوة لكي أستطيع لملمة نفسي هل تشرب ؟
حكيم(وهو ينظر لميار):- دعهم ثلاثة يا ابن عمي ، هااا وأخبر عابد أن يجمع طاولة الطعام ويتوجه للنوم فقد تعب كثيرا اليوم
طارق:- ممكن …
حكيم(مط ذراعيه وهو يتحرك صوبه ليجلس جواره على العشب):- صولي …كيف حالك ؟
ميار:- بخير لقد تجاوز مرحلة الخطر التي مرت به ، أخبرني طبيبه أن صحته جيدة هو وبقية الفهود ربما كان تلك المضاعفات بسبب الطقس
حكيم(عرف أنه يتهرب من الحوار):- جيد … هل أنت بخير ؟
ميار(رفع عينيه ليناظره بألم ثم أنزلهما وهو يمسح على فرو صولي):- بخير ..
حكيم(تلكأتِ الحروف بجوفه):- دعنا نضع كل الاحتمالات يا ميار و
ميار:- لم يعد شبلا صحيح … أنظر لنمو فروه قد كبر وقريبا يصبح مثل أبيه ليث ، آه علي تحضير قفص أكبر لأجله فهو يحب التفرد ولن أدخله مع إخوته فسيبقى المميز دونا عنهم
حكيم:- فكرة جيدة
ميار(نظر للفراغ):- لا أريد التفكير يا حكيم …. تعبت من الخيبات حقا وددت لو أتوقع حدوث شيء جيد ويتحقق ، أحيانا أشعر أن تفاؤلي يصيبني بالعجز
حكيم(وضع يده فوق يد ميار التي كانت تمسح على الفرو):- وإن يكن …بالأخير تتحقق فلا بأس ببعض الانتظار ، وإن حدثت بعض العوائق ماذا في ذلك المهم أن تصل إليك كما هو مقدر لها يا أخي
ميار(بأمل):- يعني …يعني طفلي قادم صح يعني تفاؤلي ليس من فراغ ، أو إحساسي الذي ينبض بداخلي ويخطرني أنه في طريقه إلي ليس خاطئا صح ؟
حكيم(مسح على كتفه):- …لا يمكنني الجزم لكنني جاهز لعقد جلسة انتظار لاكتشاف ذلك
ميار:- لالا لا تتعب نفسك اخلد للنوم ولا تضيع دقيقة من ليلتك الأخيرة معي هنا …
حكيم(تمطى للخلف):- والله كان يعز علي ذلك إنما …
طارق(خرج من بوابة المطبخ حاملا ما يلزم):- إنما حان الوقت لشرب القهوة وتدخين السجائر المضروبة
حكيم(رمق كيس التبغ المضروب بيد طارق):- وُووووو ما عرفتك تحن للأيام الخوالي يا ابن العم
ميار(ضحك):- ههههه طلعنا عائلة مضروبة بحمد الله من الأكبر للأصغر
طارق(هز كتفه):- ماذا سيحصل لو انفلت عيارنا قليلا ، أساسا إن استقام زيادة فلن يتغير شيء ههه
حكيم:- الله الله على الرزين الوحيد بعائلتنا ، تمام أوقع لك على بعض التمرد ارتع يا أفندي
ميار(أعاد صولي لقفصه ثم فرقع أصابعه لرجاله):- جهزوا جلسة أرضية هنا بسرعة ..
طارق:- لا يا أخي أريد أن ألامس الأرض
حكيم:- والله أصبت بالتخمة من أثاث ليندا ، لذلك برودة هذا العشب تبدو لي أدفئ بكثير
ميار(لوح بالنفي لرجاله):- إذا كان كذلك فلتبدأ حفلة الحشيش المضروب ههههه
بدأ طارق وميار بلف السجائر المضروبة وهما يضحكان ، بينما حكيم كان يروي لميار أول مرة ضبطهما سليم يدخنان في الشارع الخلفي للمنزل ، كان قد عاقبهما بالمبيت خارجه لمدة أسبوع وكانا يبيتان في ورشة النجارة بينما تتسلل نور وميرا كل يوم لإحضار الطعام لهما …فعلا هذه الذكريات أشعلت فتيل الحنين بجوفهما ، فقد كانا يتبادلان نظرات دفينة من الزمن السحيق ..أيضا روا حكيم عن أول سيجارة دخنها هو وميار قد كانت في إحدى التعاملات حيث نسي ميار قداحته فتكفل حكيم بشعل السيجارة وإهانته بها ، ذكر ميار أنه أهانه بذلك الموقف لفترة طويلة إذ كان يستهين به قائلا لم تحضر حتى قداحة فكيف ستصبو بنا للأمام وهكذا دوااااليك …. كل تلك الذكريات جعلت ضحكهم الصاخب يعلو ويعلو وهم يدخنون تلك السجائر التي شاركتهم تلك الحوارات بل أنستهم حتما همومهم اليومية، ليصلوا إلى مرحلة القلب والنسااااااء
طارق:- المشكلة ليست أنني لا أرغب بالعودة إليها، المشكلة أنني أخشى من نفسي عليها فبعد كل هذه السنوات أكيد تغيرت طباعي وأصبحت حادا زيادة على اللزوم ، أخشى أن أجرحها أو أكسرها أو حتى أنغمس معها في السعادة لأجد تلك السعادة تتسرب مني مجددا …لن أقوى على تكرار ما حصل في الماضي فبعد أن كنا في أوج الفرح بعد زواجنا حدث كل ذلك وتلاشى ..عفاف تستحق أن أعوضها عن كل لحظة انتظار لكنها ستنتظر بعد فلست جاهزا لإدارة سفينتنا لست جااااهزااااا
حكيم:- معك حق ..خذ وقتك فعفاف تنتظرك لآخر الرمق
ميار(مط شفتيه):- لو أجد فتاة تفني عمرها لأجلي مثلما فعلت زوجتك فلن أخرج من بيتي مطلقا ، يا رجل منك له كيف تخبره أنها ستنتظره لآخر الرمق أجل ستفعل مع تجاعيد وعكاز طيب أن بقية أولادهم لم سيحرمها من هذه النعمة ، لم سيحرم نفسه من عيش حياة طبيعية وتربية طفل آخر من البداية لم لا يحاول تحسين علاقته مع ابنته على الأقل …لالا يا حكيم أنت تشجعه على أفعاله وهذا لا يجوز ..،
"لا يجبُ أن نَهدُر لَحظة واحِدة في انتِظار المُعجزاتِ التي ستُحركُ دَفة حَياتنا ؛ طالما نملكُ بينَ أيدِينا ما يُمكننا إصلاحُه ، لن ننتظِر أشيَاء أخرَى بنيَّةِ التغيير بَل سَنُحقق تغييرَنا مِن الموجُوووود لدينا "..
طارق(شرد في جملته):- حتما أنت على صواب ، لكن حبذا لو تطبق ذلك مع المرأة التي صانت نفسها عمرا بأكمله لأجلك
ميار(نفث الدخان):- موضوعي مع جوزيت غير …علاقتنا معقدة ولكنها أصلية وليس فيها أدنى شوائب ما عدا ما حصل مؤخرا فأفسد كل شيء
حكيم:- لو تشعبنا في عمق المشاكل التي مرت بنا سنجد أننا في متاهة ، ومن الأحسن أن نتذكر الجميل بدلا عن السيئ الذي يلتصق بعلاقاتنا كل الوقت
طارق(ابتسم شاردا):- خجلها… عندما يسقط الشال من فوق شعرها يبعث الطمأنينة بقلبي ، أنا زوجها ولا حرج بيننا ولكن حين أذكرها بذلك أرى تورد وجنتيها وبريق عينيها وكأنني أخبرها بشيء خاص أو أوقظها من حلم ..تبتسم لي في آخر الأمر وتزيل الشال وهي تهرب بنظراتها خشية من تصديق وجودي ، ياااااه ذلك التوتر هو عمق محبتي لعفافي …
نظرا إليه سوية ثم لبعضهما وسحبوا ثلاثتهم نفسا من سجائرهم لينفثوها معا في الوسط ، فتشكلت دائرة من الدخان جعلتهم يضحكون من جنونهم للحظة
حكيم(نطق بعد لحظات):- كنت أحلم بلقائها بعد ذلك العذاب كله بعد ذلك الشوق العارم بعد كل تلك الأيام المظلمة في قصر ليندا ،،، وعندما رأيتها في عقر حجرتي تجمدت مكاني …اعتقدت أنني أحلم لكن إحساسي الأزلي في حضورها كان نفسه ، ذات الرعشة وذات الخفقااااات حتى أنفاسي تتنبأ بها .. لن أنكر أنني شعرت بسعادة عااااارمة ، كأنني ملكت الدنيا فلم أستطع إلا أن أدفنها بحضني غير آبه لا بمسميات ولا بالخطورة حتى ، احتضنتها وكأنها آخر مرة وجعلتها بقربي لآخر لحظة وكأنني كنت أخزن ذلك الدفء في أعمق مكان
طارق(حول عينيه):- أكان لا بد وأن تتطرق لفقرة الاحتضان ؟؟؟
ميار:- ههههه احم ليتك أخبرته التتمة يا حكيم
طارق:- لست هنا جدع شجرة يا أفندي ، لم أدع مخيلتي تسبح في البعيد كي لا أضرب هذا الرجل أمامك أي نعم هو ابن عمي ضوء عيوني لكن أختي وشرف أختي فوق كل شيء ..الظروف تطلبت ذلك فمن أكون لأمنعهااا لذلك التطرق لتلك الليلة ممنوع نهائياااا
حكيم(غمز لميار):- اجمع السيرة بدلا من أن يقلب الجلسة لمحاسبة شاملة
ميار(نفخ في الهواء):- هييييه جمعنا يا سيدي فقد حان دوري لتذكر ثعلبة الأقطاب بقلبي ، فليلة الميلاد كانت آخر مرة أرى محبوبتي فيها ، هيييه جوزتي الغالية التي تحرقني برحيلها كل مرة …لن أخفي عنكما ففي كل مرة تهرب فيها مني تصفع قلبي مئات الصفعات وأجدني خانعا لعشقها رغم غضبي الشديد منها ..،فلو كانت امرأة أخرى غيرها لكنت نسفتها منذ زمن على هذه التصرفات ولكن جوزتي امرأتي وسلطانة قلبي ، تلك المرأة عجزي أجل إنها نقطة ضعفي وتعرف كيف تسحبني إليها من نظرة واحدة ، آآآآه ما زال طعم شفتيها يغرق بداخلي كلما استعر الشوق
طارق(ضرب كفا بآخر):- أستغفر الله ، هذا يقول أحضانا ساخنة والثاني قبلات طاحنة
حكيم وميار(انفجرا ضحكا لكن حين لمسا جديته كتماها):- كخمممم
طارق(بجدية حادة):- ستخرسان أم ماذاااا ، تلك أختي وهذه ابنة عمي يعني حريمي فالتزما حدكما وإلا أطفأت بقية السجائر بجبهتكما الله الله ، قال أحضان وقبلات قااااال
ميار(وهو يشتم بكلام بذيء):- العيب على من يحكي لك يا ……تبا ل…..ول…
حكيم(جحظ عينيه):- ههههههههههه طارق عليك به
طارق(رفع كمه):- أفسح المجال سأطبع جبهته في المنتصف إن شاء الله
ميار(يدعي الهرب):- حكييييم أنا أخوك أنقذني من المتوحش ابن عمك حكييييم هههه
الحارس(جاء ركضا):- سييييدي …هنالك سيارة شرطة مقبلة من أول الطريق
ميار(اختفت بسمتهم):- سياااارة شرطة ؟؟؟؟
طارق(نهض بخفة):- هييه يا بني بسرعة ليجمع أحدكم هذه السجائر وهذا الحشيش المضروووب ..تحركوووا
حكيم(استقام أيضا):- خيراااا ؟؟؟
ميار(مسح على وجهه ونظر لحكيم):- حكييييم ؟
حكيم(أغمض عينيه وفتحهما بصبر):- لنهدأ ….سيصلون وسنعرف ما الذي يحصل ..
وصلت سيارة الشرطة وتم استقبالها في البوابة ، وكان ميار وحكيم بجوارهما طارق في استقبالها حين ترجل منها شرطيين مجهولين ..
الشرطي:- ميار نجيب ؟
ميار(ابتلع ريقه):- أنا … خيرا حضرة الشرطي ؟
الشرطي(نظر لزميله):- أخشى أنه ليس خيرا أبداا ..
حكيم:- لم تقول ذلك يعني ما الذي يحصل ؟
طارق:- حبذا لو تختصر لا نملك وقتا للدراماتيكية هناااا لطفا
الشرطي(أخرج ورقة من جيبه):- حضرتك متهم باختراق خط الجمارك الأمنية بالحدود الوطنية ، يجب أن تحضر معنا للتحقيق فورا
ميار(قطب حاجبيه):- أفندم …ههه عن أي اختراق تتحدث يا عزيزي ؟؟؟
الشرطي(نظر لزميله):- أره الشريط …
زميله(أعطاه الهاتف بدون كلمة):- هممم
الشرطي:- ألست حضرتك الموجود بالشريط ، ها أنت تخترق جهاز الدرك هربا من السيارة السوداء التي كانت تلاحقك
ميار(جحظ عينيه ثم أمسك الهاتف):- هذاااا إياد ، لكن مهلا آآآآخ رأسي ….هفف لا أحد يعرف اسمي ولا عنواااااني والسيارة التي يقودها باسم أحد رجالي ،إذن إما …
الشرطي(أخرج مسدسين وصوبهما في رأس طارق وحكيم):- أي حركة سأطلق
زميله(صوب برأسه وبصوت مضخم):- ….وأنت تحت دائرة التهديد فلا تتهور …
حكيم(رمش مرتين):- حشيشك مضروب مئة بالمئة يا طااااارق ، أكاد أصفق لهؤلاء من روعة المشهد
طارق:- هل ضرب الحشيش عقلك استيقظ نحن في موقف حساااااس
ميار(مسح على فمه):- من أنتما …وماذا تريدان وكيف وصلتما إلى هنا ، رجالي يحيطون بكم من كل جانب إذا متنا فستموتان أيضاااااااااااا …يا رجااااااااااااااااااال
تجمهر رجالهم حول الشرطيين مصوبين أسلحتهم ، بينما بقي الثلاثة ينظران إلى الشرطيين والمسدسات مصوبة لرؤوسهم فعلا لحظة حاسمة وقلق مستعر …. كانوا ينظرون إلى بعضهم ويلعنون أنفسهم فكيف يتركون أسلحتهم بعيدا عنهم ، وهم في خضم اللوم والعتب من تلك الصدمة انطلقت ضحكة أنثوية جعلتهم يستغربون ….
الشرطي(غالبه الضحك):- هههه ….
زميله:- ههه هههه منظركم حقا مضحك …ههه عذرا يا رفيقي ما استطعت التحمل
الشرطي :- الله يخرب هبلك يا نضاااال على هذا المقترح الغبي ، حقا انطلت عليهم …
نضال(أزالت قناع وجهها وهي تنفض شعرها القصير):- باتروووون هل اشتقت لنا ؟
ميار(فتح عينيه على وسعهما وهو يشير لرجاله بالابتعاد):- ماااااتيلداااااا
إياد(نزع أيضا قناع الجلد):- اححح أشعر بحكة جلدية في وجهي ، إن ظهرت أية بثور سأقتلكِ يا نضاااااال
نضال:- ههههيه هللو أجل إنها مجرد مزحة ثقيلة يا رفاق
إياد:- لكن حقا حقاااااا انطلت عليكم مرحى لنااااا
طارق(قطب حاجبيه):- ههه الشكر والحمدلله ليس هنالك أحد عاقل في عائلتنا الكريمة
ميار(عانق إياد بحرارة):- أخيييي ….
إياد(بادله العناق):- حسنا كل شيء مزيف لكن المسدسات حقيقية دعونا لا نتهور ههه
حكيم(التقط منه المسدس ووضعه في خصره):- حقا أفزعتمونا يا رجل ، شربنا جرعة حشيش خرجت منا
نضال:- لو لم نفعل ذلك ما كنا وصلنا إلى هنااااا …
ميار(تذكر الأمر):- ……إيااااااد ، …أين أين هو ؟؟؟
إياد(نظر جانبيا بجدية):- عليك أن تهدأ أولا …سأخبرك بما حصل
نضال(أعطت المسدسات لرجالهم وقفزت لتجلس على سطح السيارة):- بعد نزولنا من الطائرة الخاصة ، وجدنا السيارات بانتظارنا فأخذنا واحدة كي لا نثير الشبهات …
إياد:- بدأنا الطريق من المطار إلى هنا ولكن ظهرت سيارات غريبة في الطريق السريع … فأعطيت أوامر لرجالنا بتلافيهم
نضال:- قاموا بتغطيتنا أيضا لكن ما حاولنا التملص بشكل جيد منهم ، فما كان منا إلا أن نبلغ أي دائرة جمركية ونقوم بالفوضى وفعلا كان ذلك الفيديو حقيقيا
حكيم:- طيب كيف انتقلتم من السيارة لهذه ؟
إياد:- اتصلنا في الطريق بالعم بشير هو أعطانا الفكرة ، فقد هرعنا إلى موقف خاص بأحد الاستراحات العامة الموجودة في الطريق …تم التبادل بسرعة وتصرفنا
طارق:- والأقنعة ؟
نضال:- كانت فكرتي، أحضرَتها عميلة خاصة معنا إلى ذلك المكان فقد طلبتها من السيد بشير لأننا نستعملها في المواقف الطارئة بالمنظمة
إياد:- لولاها ما كنا استطعنا المرور من جوار سيارات العدو دون أية مشاكل
نضال:- بغض النظر عن العدد الذي راوغه رجالنا في بداية الطريق ، وحتى التي تم الإمساك بها عند الدائرة الجمركية فإن هنالك عددا آخر كان ينتظرنا في خط الطريق كله ..
إياد:- لكننا تصرفنا بذكاء وتوقفنا بكذا محطة بنزين ، وأيضا فور وصولنا للمدينة توجهنا لأقرب دائرة شرطة وانتظرنا هناك بعض الوقت
نضال:- وحين اطمأننا لأمان الوضع تحركنا …
ميار:- لما لم تتصلوا بنااااا كنا تحركناااااا كنا أخرجنا كل أسطولنا وجئناكم بالمسااااااعدة ؟
إياد(رمق احتدامه):- اهدأ يا ميار ، ما كان ينفع أن نستنجد بأحد لأن الوقت ضئيل وكان علينا التصرف في أسرع وقت
حكيم(لاحظ نظرات ميار صوب السيارة):- طيب …الحمدلله على سلامتكم …
طارق(فهم نظرة حكيم):- اممم الحمدلله …يعني .. أ…
ميار(نظر إليهما ثم مسح على وجهه):- سمعنا الحكاية كلها لكن …كأن هنالك شيئا ناقصا فيهاااااااااا يا إياد ؟
إياد(تلكأتِ الحروف بجوفه ثم نظر لنضال):- أجل ….أفهم قصدك جيدا
ميار:- إذن ؟
نضال(نظرت لإياد ثم لميار):- باترون …السيد بشير قام بــ..
ميار(تراجع للخلف مشيرا لها بالصمت):- إن كنتِ ستقولين أن الصغير معه فستعودون أدراجكم وتحضرونه إلى هنااااااااااااااااااا ، لن أكترث لما عشتموه من المطار إلى هنا لن أكترثثثثثثثثث لأنني أريييييييييييييده هنا واللحظةةةةةةةةةةةةةة
حكيم:- اهدأ يا ميار ليس هكذاااااا
ميار(دفع يده):- لن يمسكني أحد لن يفعل ….بينمااااااا كنت أنتظر كالغبي هنااااااااااا كان ابني يعيش أسوأ لحظااااااااااات حياااااااااااته
إياد(بانفعال):- لم يكن مستيقظااااااااااا لم يشهد شيئاااااااااااااااا افهم يا هذااااااااا
ميار(انقض ليمسكه من ياقته):- أصلا أصلا أملت فيك خيرا ولكنك دوما ما تصيبني بالخيبة ياااااااا إياااااااااد
طارق(أبعده عنه):- تمالك نفسك ولا تقل كلاما غير لائق ، ألا يكفي العذاب الذي عاشه حتى يصل إلى هنااااااااا ؟
ميار(بحرقة):- بنتيييييييييجة فااااااااااااشلة …..
طارق(بنبرة حادة):- نحن لم نسمعهم حتى فلتخرس الآآآآآآآآآآآآن
ميار(تنفس عميقا):- أين ابني يا إيااااااااااااد ؟
إياد(بحزن تراجع للخلف):- أنت دائما ما تظلمني ، دائما تنتظر فشلي وكأنني عالة على حياتك يا أخي أنا لم أعرفك إلا قبل سنة واحدة فكيف ستقيمنيييييييييييي هكذااااا ؟
ميار:- هووووه أرأيتم سيترك كل شيء ويفتح الدفاتر القديمة ، هل أذكررررررررك يا عزيزي هااااااااااا ؟
حكيم:- هذااااااااااااا ليس وقته هل جننتماااااااا ؟
ميار(أمسك إياد مرة أخرى):- أعطيتك مهمة واحدة في حياتي ولكنك فشلت فيهااااااا
إياد(بنظرة بؤس طالعه باستسلام):- هل أنت متأكد ؟
نضال(حركت رأسها بقلة حيلة):- مع الأسف لم تتركنا ننهي حديثنا يا باترون
رامي(فتح الباب ونزل من الجانب الخلفي):- إداااد اثنان لم يغفع صوته ؟
حسنا …جائز أن يتوقف العالم لحظتها بالنسبة لميار الذي أفلت ياقة إياد وانسحب في هالة خاصة مع رامي فقط ، كان ينظر إليه مشدوها متأملا بل غير مصدق …كل ذلك المهرجان الذي أقامه غضبا وصراخاااا قبل لحظات ما كان إلا غطاء لتوتره وقلقه وخوفه من هذه اللحظة ، أي لحظة لقائه بصغيره …مشاعره لحظتها كانت متضاربة جداااا فقد أمسك على صدره وهو يتمالك أنفاسه ، نظر إليهم تباعا ثم عاد ليحدد بصره في رامي الذي كان أيضا يراقبه من مكانه بنظرات مبهمة تحولت إلى غضب فجأة …
رامي(قطب حاجبيه وهو يتحرك ليقف بجوار إياد):- هذا إداد اثنان لم يصغخ في وجهك أخبغني الآن أسمع ؟
إياد(انحنى أرضا):- عزيزي …إنه غاضب قليلا لأننا تأخرنا ، أنظر للبوابة كيف تم تزيينها لاستقبالك
رامي(برقت عيناه):- أضواااااء لأجل غاااااامي ؟؟؟
ميار(تراجع للخلف والدموع انهمرت من عينيه):- لن أستطيييييع ….لن أستطييييييع
حكيم(رمقه وهو يركض هربا):- هيييه مياااار … تت سأكلمه …
طارق(اقترب من رامي مبتسما بفرح):- أنا عمك طارق
رامي(جمع قبضته):- غامي لا يسلم على الغيباء
إياد:- ولكنه ليس غريبا ، إنه …إنه عمك طارق
رامي(رفع حاجبه):- عمي …يعني أخوك ؟
طارق(ابتلع ريقه ونظر لإياد مستهزئا بالجملة الصادقة):- هه…أجل أخوه
رامي(مد خده جانبيا):- طيب أهلا عمو طاغق
طارق(لم يفهم):- أهاااه
نضال:- ههه أعطاك خده لتقبله يا سيد طارق
طارق(باندهاش):- والله …حسن ا…هاااه قبلتك أهلا وسهلا بك
رامي(بابتسامة):- شكغا …إداد متى أغى فهود هل هي نائمة ؟
إياد:- اممم ربما هي فكرة جيدة لنجمع الأب والابن في شيء وراثي مشترك يا طارق ،، ما رأيك ؟
طارق(هز كتفيه بقلة حيلة):- سأتصرف …
نضال:- وأنا سأقوم بالاتصالات لأعرف مجريات الوضع بالمنظمة …نورت يا رامي
رامي(لوح لها):- أين فهود هل تأكلني ؟
إياد(وهو يسير جنبه):- رافقني …إنها مسالمة لكن لا يجوز الاقتراب منها أكثر خصوصا ليلا
رامي:- لن ألمسها غامي يخاف
إياد:- آه يا صغيري ….هممم عالمك جميل جدا ليتنا بقينا في مثل عمرك
رامي:- ولا نجلب مثل غامي وأطفال آخغين ؟
إياد:- هههه …اقتنعت رسميا أنك ابنه ، أنظر أمامك ما رأيك ؟
فتح عينيه الصغيرتين مع اتساع فمه من شدة الذهول الطفولي اللذيذ ، ركض ببطء ليقف مقابل الأقفاص وهو يقفز من شدة الفرح …كان يمد يده ثم يعيدها بينما الأخرى ما زال محتفظا بإعاقتها مثلما فعل مع إياد أول مرة وكأنه يحفظ عن ظهر قلب كيف يتصرف في المواقف ، لكن هذا الموقف جعله يبتسم ملء فاهه بل ويضحك بقهقهات لطيفة مع الفهود التي كان بعضها يتحرك وبعضها مستلقي على وضعيته ومن تقدم منها كان صولي الذي راح يحك أنفه مع قضبان القفص ، وكأنما كان يشم رائحته ويتحقق من أنه ليس غريبا بل هو ابن صاحبه …
ميار:- لن أستطييييع يا حكيم لا تجبرني ، لالا لست مستعداااا لست مستعدا
حكيم(أمسكه من ذراعيه):- اهدأ …أنظر إلى عيناي أنظر إلى عيناااااي
ميار(بتعب):- لن تجبرني
حكيم:- أتذكر لحظة ظهور ميسون بروما ، هل وجدتني تقبلت الموضوع بسهولة بالعكس قد ثرت وغضبت ووووو ولكنني هدأت ونظرت للوضع من جهة أخرى …إنها طفلتي هكذا قلت يعني طفلة تمنيتها طوال عمري لا والذي أيد عزيمتي هو أنها من حبيبة عمري ، تخيل معي مدى السعادة ، فقلت مع نفسي لم سأحزن أو أغضب بالعكس علي شكر الله سبحانه وتعالى لأنه وهبني إيااااااها ، إنها جزاء استحققته عن كل صبري وهكذاااا رامي يا ميااااار …ابنك من صلبك يا رجل أي فرحة بعد ذلك ؟؟؟؟؟
ميار(تلكأتِ الحروف بجوفه):- يشبهني ؟
حكيم:- هل تركتنا ندقق فيه يا عمي ، سرعان ما هربت كالنعجة الحامل
ميار(دفع ذراعه):- احترم نفسك قال نعجة حامل قال
حكيم(بدعابة):- طيب عتريس أعرج ؟
ميار(زفر عميقا):- حكييييييييييييم ؟؟؟؟؟
حكيم(دفعه لصدره):- تستحق أن تفرح بعد كل هذا العمر يا رفيقي …استقبل الفرحة بصدر رحب ولا تعترض على مشيئة الخااااااالق ، هيااااا أنا معك وأدعمك
ميار(عانقه بقوة):- وهذا ما يريحني، أتعرف عندما أرى ليندا سأقبلها لأنها منحتك هذا اليوم يا قلبي النابض
حكيم(مسح على رأس ميار):- سنحتاج لعبوات شامبو كثيرة فابنك يملك شعرا كثيفا
ميار:- ههه ….ابني احم … غالبا أنا مستعد اففف ستبقى معي ؟
حكيم:- خطوة خطوة …
طارق(حول عينيه):- لولا تشغلوني كثيرا في مهنة سائق الأجرة ، تحرك ابنك أمام فهودك منبهر غالبا لن ينام الليلة من شدة الحماس
ميار(برقت عيناه ببهجة):- يحب الفهوووود مثلي
حكيم:- وهنا ينطبق المثل ، ذلك الشبل من ذلك الأسد ههههههه ….
طارق:- ههه دنيا …
تحركوا تباعا بعد ميار الذي كان يسير ببطء شديد في اتجاه أقفاص فهوده ، روحه كانت تقفز أمامه بغية الوصول لكن خطواته كانت تتثاقل كأنها تستخسر عليه تلك الفرحة ولكن مثلما قال حكيم لا أحد يعترض على حكمة الإله …لذلك ما كان عليه إلا أن يستسلم للأمر الجميل ويبتسم بهجة للهدية التي وهبتها له الأقدااااار ….انسحب إياد دون أن يشعر رامي الذي كان مشدوها أمام الأقفاص ،حين تقدم ميار ليقف خلفه ويجثو على ركبه متأملا إياه بينما ابتعد رفاقنا ليتركوا المجال لهما …
رامي:- إداد إنه يحبني يفعل هكذا بيديه أنظغ أنظغ ههههه إداد ؟
ميار(ابتلع دموعه ثم جلس على ركبه):- رامي ..
رامي(استدار إليه):- ها أنت إداد اثنان الذي لا يصمت
ميار(عقد حاجبيه لسرعة بديهته):- وكيف عرفتني ، علما أنني أشبه إياد ؟
رامي(وضع يده على فكه بتفكير عميق):- همممم
ميار(راقبه بحرص وقلبه يقفز حبا لهذا الكيان الصغير):- أنتظر …
رامي:- أولا أنت أطول قليلا ثانيا إداد لا يصغخ ثالثا هذه الفتحة هنا في شعغك لا يملكها إداد ، وأيضا أنت عيونك فيها مياه إداد لاء
ميار(أغمض عينيه على دموعه المتأثرة ثم ابتسم):- جميل جدااا …
رامي:- أنا أحببت فهود شكغا لأنك دعوتني لأنظغ إليها ، هل أغاها غداااا مجددا إن لم تغضب ثاني وتصغخ ؟
ميار(أحنى كتفيه بانهزام):- في أي وقت أردت …يمكنك رؤيتها
رامي(بفرح رفع يده ملوحا):- هههههه أجل
ميار(رمق إعاقة يده الأخرى التي كان يثبتها كالجماد):- رامي …
رامي(اقترب بابتسامته العريضة):- نعم إداد اثنان ؟
ميار(امتص شفتيه):- أدعى ميار
رامي(بحلق بعينيه مفكرا):- مثل غامي ؟
ميار(عقد حاجبيه):- كيف ؟
رامي:- أنا غامي أنت مياغ نفس الحغوف باسمينا هههه
ميار(انتبه لذلك):- بالفعل نفس الحروف …أنت طفل ذكي
رامي:- ددي يقولها لي دوما
ميار(مد يده):- هل يمكننا أن نتصافح قليلا ؟
رامي(نظر ليده):- أنت لست غغيبا أنت صاحب الفهود لذلك أنت صديقي
ميار:- ههه ماشي كما تريد ..لكن ناديني بابا
رامي(عقد حاجبيه):- أنت مياغ لست بابا
ميار(عضعض شفتيه):- تمام تمام اهدأ كما تريد مياااار ميار
رامي(صافحه):- شكغا مياغ
ميار(لم يتمالك نفسه حين دفعه لحضنه):- آآآآه يا صغيري
رامي:- أأأأعععع غامي يكغه عناااق لا تعانقوني أنتم تخنقونني اااااعععع النجدة
ميار(ضحك من دعابته):- هههه أهلا بك في حياتي يا فرحة حياتي
كانت لحظات مؤثرة حين أخذ ميار يعلمه أسماء الفهود ويشير إليهم بكل حماسة ، وكأنه يعرفهم بأهم شخصية في حياته ….لذلك ما وسعهم كسر اللحظة الجميلة بل انسحبوا لغرفهم قصد الراحة ، في حين ظل ميار ورامي يتحادثان طويلا عن الفهود لغاية ما غفي الصغير على حجره لم يفرط به بل حمله بين ذراعيه ، ضمه لحضنه وشم عطره ونظر للسماء شاكرا ليدخل به للقصر ويأخذه لغرفته ويبقى ما تبقى من تلك الليلة يراقب نومه غير مصدق أن الماثل أمااااامه صغيره طفله الذي جعل الفرحة تزور قلب أبيه لأول مرة بعد سنوات …


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 04:04 AM   #989

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

في الصباح
فتح عينيه ونظر حوله للمكان الذي هو فيه ، ارتفع وهو يشهق من جمال تلك الغرفة المهيأة للذكور ففيها كل شيء بالأزرق المتدرج بجميع درجاته ، مع اللون الأحمر الذي طبعه سريره الذي كان على شكر سيارة نفاثة هذا لوحده جعله يقفز متأملا ذلك المكان الجميل من حوله …أعاد النظر من حوله ثم رمق ثيابا مرتبة على الكرسي حملها وتحرك بها صوب الحمام المرفق بغرفته ، غسل وجهه ونظف أسنانه ومشط شعره ثم ارتداها ليخرج بحثا عن حذائه فما وجده بل وجد زوج حذاء جديد لم يلبسه بل التقطه بأصابعه وخرج فقط بالجوارب …أخذ يتفحص رواق الممر وانبهر بضخامته وأثناء مسيره خرجت هي من الغرفة وارتطمت به …
ميسون:- أي …آسفة
رامي(كان يحك جبينه حين فتح فمه مجددا وهو ينظر إليها):- أنتِ دمية ناطقة ؟
ميسون(رمشت بابتسامة):- غالبا أنت رامي …
رامي(بابتسامة واسعة):- أجل غاااامي وأنتِ ما اسمكِ دمية ؟
ميسون:- أدعى ميسون
رامي(وهو يحاول نطقها سرا إلى أن أجاد قولها):- ميسان
ميسون:- لاء بالواو ميسون
رامي(عقد حاجبيه منزعجا):- قلت ميساااان يعني ميسان
ميسون(مصمصت شفتيها):- يناسبني …هل ننزل غالبا ينتظروننا بالأسفل
رامي:- من هم ؟
ميسون:- بابا حبيبي وعمو ميار وعمو طارق وأكيد إياد موجود معهم ، ليت عملاقي هنا كان تعرف عليك
رامي:- هل لديكم عملاق أيضااااا ؟
ميسون:- ههه ستتعرف عليه ذات يوم
رامي:- هنالك رجال كثيرون هنا أنتِ فقط فتاة
نضال(صعدت لتفقدهم):- ماذا عني يا ولد هل أشبه رجلا ولا أعرف ؟
رامي:- هههه
نضال:- يا صباح الابتسامة هل يعجبك المكان هنا ؟
رامي:- إنه جميل أحب المكان أحس أني في بلاد العجاااائب ، لديهم فهود ودمية ناطقة وعملاق صح ميسان ؟
ميسون(ضحكت لنضال):- صح…
نضال:- إذن دعاني أرافقكما للحديقة فهنالك ينتظركما أشهى فطور …
رامي(وهو ينزل رفقتهما):- لكنني لم أجد حذائي
ميسون:- ارتدي هذا الذي بيدك يا رامي ألا يعجبك ؟
رامي:- بلى جميل ، لكن هذا يسمى تبذيغا فأنا أحب حذائي وحذائي جديد
نضال(وهي تخرج معهما من باب القصر):- إذا لنطرح المشكلة على صاحب البيت
عابد:- ب…بسم الله ما شاء الله ابنك نسخة عنك يااااا سيدي
ميار(نهض من محله):- اقطع صوتك فهو لا يعرف بعد … رامي هل نمت جيدا ؟
رامي:- …لارد
حكيم(فتح يده لميسون التي دخلت حضنه):- حبيبتي
ميسون(قبلت وجنته وهي تتابع الأحداث):- صباح الورد بابا ، تعرفت على رامي إنه لطيف جدا أحببته
حكيم:- من اليوم أنتِ أخته التي سترعاه بكل حب
ميسون:- بالتأكيد …
ميار(انحنى أرضا):- ما بالك انزعجت ؟
إياد(وضع فنجان قهوته):- رامي خيرا ؟
رامي(ترك ميار وتوجه إليه):- إداد أغيد حذائي ولا أغيد حذاء جديد هذااا
ميار(نهض مبتلعا ريقه):- ولماذا ألم يعجبك ذوقي ؟
رامي(نظر إليه بعتب):- أنت تبذغ النقود دون حساب وهذا لا يليق ، كان بإمكانك أخذه لصديقي فقد تمزق حذاؤه وقال المديغ أنه لن يقتني له حتى يتعلم الحفاظ على أشيائه
ميار(بتأثر):- ما كنت أعرف
إياد(رمق حزن ميار):- ثم ميار فكر بشكل آخر يا رامي ، يعني اعتقد أنك ستحب الحذاء الجديد لأنه سيأخذك بجولة مع الفهود في الحديقة
رامي(التفت لميار):- حقااااااااا أنا وفهود وميسان ؟
حكيم:- من ميسان ؟
ميسون:- هههه أنااا يا بابا
حكيم(لاعب شعرها):- اكتسبتِ لقبا جديدا يا شقية ..
ميار:- كل ما تحب فعله سنقوم به لكن أولا لنتناول فطورنا … ماتيلدا اجلسي مكانكِ وأنت رامي هذا كرسيك
رامي(ضحك بحماس):- ههء بجانب ميسان
ميسون(أجلسها حكيم بجواره):- ههه أجل بجانبي
رامي(نظر إليها):- هل تأكلين يا دمية ميسان ، ما كنت أعلم أن الدمى تأكل طعام مثلنا
إياد:- هاه كملت إنه يظنها دمية ناطقة
ميسون:- ههه لندعه على سجيته المهم أن يكون سعيدا
حكيم(نظر إليها بمحبة):- أنظروا لقد أخذت دور الأخت الكبيرة بسرعة
ميار(بمودة):- فعلا هما كذلك …
حكيم(همس له):- أنت سعيد ؟
ميار(وهو يحضر الفطور بصحن رامي):- لا تتصور فرحتي أشعر بالاكتمال
حكيم:- هنيئا لك يا صاح …
إياد(وهو يلتهم فطوره):- أنا سأستأذن بعد قليل استدعتني رنيم بالشركة هنالك بعض الأعمال العالقة ، ثم سأذهب إلى المخفر لأرى نور كلمتني رقية ستتوجه هذا الصباح لإخراجها
حكيم(عقد حاجبيه):- إخراجها …والتحقيق ؟
إياد:- هه ألا تعلمان غالبا نسي طارق إخباركما قبل رحيله ، ففؤاد رشوان تنازل عن الشكوى وما تبقى سوى إجراءات شكلية يعني إن سارت الأمور بخير ستغادر اليوم أو غدا ..أما لو قررت النيابة أنها مذنبة فسيطول الأمر
حكيم(بفرحة):- أرأيت وجه الخير يا ميااااار كلها أخبار تسعد القلب …
ميار:- معك حق …
ميسون(نظرت لبريق عيون أبيها):- عيونك تبرق بابا حبيبي ،أنت فعلا سعيد
ميار:- كيف لا وابن أخيه قد دخل لحياتنا رسميا من الآن سنحارب لأجل بقاء هذه الراحة
حكيم(بغصة):- سنحارب صحيح …
ميسون:- ترى كيف ستجد العمة جوزيت رامي ؟؟؟؟
ميار(شرد بابتسامة):- ستحبه كما أحببناه صح رامي ؟
رامي:- غامي لا يتحدث أثناء طعام ..همممم
ضحكوا جميعا من ردة فعله حين كان فمه مكتنزا وهو يشير نحوهم بالصمت ، فعلا إضافته للعائلة كانت لفتة جميلة ستدخل عليهم البهجة والسرور ولكن ….لم ننسى أن نتطرق لموضوع الرجال الذين اعترضوا طريقهم من المطار ليلة أمس ، فقد تناقش فيه كل من حكيم وميار وإياد قبل استيقاظ الأطفال ، وبالمستجدات التي وصلتهم من العم بشير بعد إجراء التحقيق مع الذين تم القبض عليهم فهموا أنهم أمام مشكلة جديدة وهي العدو المجهول الذي حاول جهده أن يعيق سير الأمور …لكن ميار سيلاحقهم ولن يتركهم بدون عقاااااب ، إذ سقطت على عاتقه مسؤولية جديدة وعليه أن يكون حريصا أكثر مما سبق لحماية طفله ..
جوزيت(مدت يديها بتعب لتلتقط الهاتف):- هففف من يتصل بشكل متواصل هكذااا ، هممم مهلا سأجيب سأجيب رياااانا لم لا تقومين بالرد يعني ما هذا النوم الثقيل …هيه ريانا أين ذهبت هذه البنت تتتتتت …/ألوووووو ألووووو نعم أسمعك ماذا تريد ؟
ميار(رفع حاجبه):- ما زلتِ لا تتغيرين فمزاجكِ يكون سيئا قبل حتى أن تستيقظي
جوزيت:- من يستيقظ على رنينك المزعج فأكيد لن يكون مزاجه فوق السحاب ، هيا اختصر أرغب بالالتفات للجانب الآخر كي أنام مجددا
ميار:- افتحي كاميرا
جوزيت:- لست جميلة شعري منكوش ولا أضع مستحضرات تجميلية
ميار:- هيا يا ابنتي لقد رأيتكِ في أسوأ حالاتكِ فهل أذكركِ ؟
جوزيت:- احترم نفسك يا حصالة السفالة المتنقلة
ميار:- ههههههههههه تمام أتقبلها بصدر رحب لكن افتحي الكاميرا أريد أن أعرفكِ بشخص مااااا هياااا
جوزيت(اختفت بسمتها وهي تفتح عينيها بتركيز):- هل أحضروه ؟ هل هو معك الآن ؟
ميار:- أجل معي يا جوزتي الغالية ..أريد أن أعرفكِ به
جوزيت(بتوتر تململت لتعدل جلستها):- أ…ليس الآن لست جاهزة يعني …دعني أراه لكن لا يراني حتى لا نربك الولد يعني ….لا تفهمني خطئا أشيد أن أتعرف عليه بشكل شخصي مباشرة كي يعرفني ولا ينساني عبر الكاميرا لا أجد ذلك مناسبا
ميار:- هممم ماشي دعيني أريكِ إياه إذن ..إنني أتصل كاميرا اضغطي …
جوزيت(عدلت شعرها وفتحتها وهي تتنفس عميقا):- مرحبا
ميار(شرد فيها قليلا ثم ابتسم بحزن):- حبيبتي …
جوزيت(تحركت حنجرتها بتوجس):- احم …ما بال مشاعر الحنان تدفقت بقلبك يا رجل ، أين الصغير دعني أراه فأمامي عمل طويل و ….
ميار(لف الهاتف لجانب رامي الذي كان يأكل وينهى ميسون عن الحديث):- ها هو ذااا ..
جوزيت(خرست وهي تنظر إليه ممسكة على فمها ببكاء):- ياااااه إنه جميل جدا ، جميل حقا ويبدو ذكيا أنظر إليه هههه حقا …إنه يبدو مثلك
ميار:- يعني لا يشبهني لتلك الدرجة لكنه يأخذ بعضا مني
جوزيت(مسحت على بطنها):- بالفعل هو كذلك .. سعيدة لأجلك يا حبيبي تستحق أن تفرح
ميار:- بدونكِ فرحتي ناقصة ، حين أجتمع بكِ تحت سقف واحد سأكون أسعد رجل معكِ ومع ابننا رامي
جوزيت(عضعضت شفتيها):- طبعا طبعا …أ… حبيبي نتحادث لاحقا ناريانا تناديني
ميار:- طيب ولكن …ألوو ألووو
حكيم(تمطى فوق الكرسي):- لا تضغط واعذر صدمتها قليلا يا ميرو
ميار:- أتراني استعجلت ؟
حكيم:- الأمر الواقع أحيانا يأتي بنتيجة لكن تمهل يا رفيقي …هذا ما يسعك فعله الآن
ألقت برأسها فوق الوسادة لتنفجر باكية وهي تمسح على بطنها ، لا تعرف هل حزنا على صغارها أم فرحا لأجل أبيهم الذي كان ينتظر بصبر …وجعها قلبها على موقفه الذي انقلب مئة وثمانون درجة فما زالت تذكر أحاديثه السابقة ورفضه للأبوة والأطفال ..، لم إذن يبدو سعيدا أكثر من ذي قبل ، لم تقبَّل هذا الولد ولم جعلها تعيش وجعا مثل رفضه من قبل ، شعرت بالعصبية والغضب والحسرة آنذاك حين تذكرت طفلها الثالث الذي فقدته …ولحظتها مباشرة مرت ملامح رامي بين عينيها وشعرت بالدفء تجاهه دفء لم تستطع تفسيره ، لكن ربما تفسره صديقتها لكن أين هي صديقتها أصلا …قد بحثت عنها في كل البيت ما وجدتها لذلك راحت تحضر طعام الفطور من جوعها ريثما تظهر الغائبة …
تتساءلون عن موقعها أليس كذلك الفضول نعم نعم
والله ماذا يمكننا أن نقول هل يمتلك سحرا في عروقه ، أم أن سحر النساء يختلف عنده لا ندري ما حصل غير أنها تفتح عينيها في فراشه حقااااااا … أتصدقون ؟؟؟؟
ناريانا(مدت يدها للفراغ ثم أعادتها لتنقلب للجانب الآخر):- هممم …عطر رجولي ، جوزيت هل رششتِ هنا من العبوة التي سرقتها من غرفة حبيبكِ مع قمصانه المتعرقة يا ابنتي اففف … جوزيت هئئئئئئ …أين أناااااااا ياااااا إلهييييييييي يا إلهييييييي
رمت الغطاء جانبا وهي تحرك رأسها للتيقن من موقعها وتتذكر كيف وصلت إلى هناك ، نظرت إلى ثيابها وجدت نفسها بفستان نوم آخر غير الذي كانت تلبسه ، لاحظت بلل أطراف شعرها الذي سحبته جانبا لتتيقن من بلله …ضربت على فخذيها ونظرت بينهما لتطل في لقطة مضحكة وكأنها تنتظر إجابة صوتية لتؤكد ما حصل هههه ، لكن لكن كيف لها ألا تتذكر أي شيء ….حسن لم تدع لنا الفرصة فقد نهضت كالنار الثائرة وهي تبحث عنه لتثور بوجهه ، ما وجدته لا بالغرفة لا بالحمام لذلك نزلت حافية القدمين وهي تشعر بدوار في رأسها …
هبة(رفعت حاجبها وهي تهز رأسها بدون فائدة):- يا صباح الفل
ناريانا(توقفت عند الدرج بحرج ثم صعدت درجة لتنزل أخرى):- أ….سيدة هبة أنااا
هبة(عادت للمطبخ وهي ترتب الأطباق):- لم أرى شيئا عزيزتي ..
ناريانا:- لكنكِ حتما رأيتِه ؟
هبة(أشارت برأسها للملحق الرياضي):- هناك
ناريانا(ألقت شعرها خلف رأسها وتحركت):- سأحرقه اليوم
هبة(بنبرة هادئة):- على الأقل ارتدي خفين كي لا تصابي بنزلة برد
ناريانا(حركت فكها بلؤم ثم تحركت صوب خزانة الباب أخرجت خفين ولبستهما):- شكرا لتذكيري وحبذا لو تجهزي كوب حليب ساخن مع ملعقة عسل ومعلقتين من الليمون الحامض
لم تجبها هبة بل وضعت يديها على خصرها في حين أن الزوبعة النارية قد خرجت إلى الحديقة في منظر مضحك ، لم تعلق بل التفتت لعملها الذي راح شغلها الشاغل على الأقل وجدت ما تفعله بدلا من الانتظااااار …هنا خففت هذه سرعتها حين رمقته من زجاج الملحق الرياضي حيث كان يرفع الأثقال في حركات رياضية قاتلة ، حركات جعلتها تلتصق كالطفلة بزجاج النافذة لتتأمله جيدا وهي تنسحب عفويا لتصل للباب وتقف مشدوهة في حركاته …
خوري(أنزل الثقل الحديدي ومسح جبينه بالمنشفة):- أتريدين صورة أفقية أم عمودية أم من نوع سيلفي .؟
ناريانا(استيقظت لترمش باستيعاب قبل أن تدخل إليه):- أيهاااااا المعتوه المريض النفسي أخبررررررررررني كيف أستيقظ وأجد نفسي بفراشك هااااا ؟
خوري(رفع حاجبه ببرودة):- عفوا هل ضربتكِ على يدكِ ، حضرتكِ أتيتني فجرا فاستقبلتكِ في أحضاني يكفيكِ شرفا أنني سمحت لكِ بالنوم فوق فراشي
ناريانا(بغيظ):- نعم نعم وهل غفوت فوق فراش السلطان خير الدين الرابع ؟
خوري(أولاها ظهره وهو يعيد الثقل لترتيبه):- تكونين مثيرة في ثورات غضبكِ الصباحية
ناريانا(اقتربت منه بعصبية):- ستنظر إلي وتجيبني كيف وصلت إليك علما أنني غفوت بجانب أختك ، هل تقوم باستبدال الأجسام ليلا أم أنك تملك قدرة مصاصي الدماء ؟
خوري(لم يجبها):-…لارد
ناريانا(وضعت يدها على ذراعه لتلفه إليها):- اسمع يا هذاااا إنني أكلمك هناااا هئئئ
خوري(بخفة أزال يده ليربكها فسقطت على حضنه):- همم أسمعكِ
ناريانا(وهي تحاول ضبط توازنها على صدره):- ألا تكف عن محاولات المراهقين في احتضاني كلما وجدت فرصة ؟
خوري(بنظرات خبيثة):- لم سأتكبد العناء بينما حضرتكِ تقدمينها مجانا
ناريانا(حاولت التملص منه):- دعني يا خوري حرررررني
خوري(تركها ورفع يديه):- تفضلي
ناريانا(نظرت لقميصه العريض الذي كان ملتصقا بصدره):- احم …. أجبني لطفاااا
خوري:- لن أعيد
ناريانا(تحاول التذكر):- لكنني لا أذكر شيئاااااا ، كيف حصل ذلك ؟
خوري:- وما شأني …أخبرتكِ أنكِ ستأتين إلي وأتيتِ فما ذنبي ؟
ناريانا(بعيون دامعة):- هل …هل حصل شيء ؟
خوري(راقب ملامحها الذابلة):- أتخشين من وقوع شيء ؟
ناريانا(بعيون نارية):- أجلللللل لأنني لا أريدك أن تلمسني لأنني أشمئز منك سمعتني ؟
خوري(رفع حاجبه):- غريب …لم يكن هذا كلامكِ وأنتِ بأحضاني ليلة أمس
ناريانا(شهقت وهي تسمعه بكل وضوح):- ماذاااااا فعلتُ يااااااا ويلي ؟
خوري:- ههه اذهبي لمنزلكِ واشربي فنجان شاي علَّكِ تتذكرين
ناريانا(دكت الأرض بغيظ):- سأشرب قهوة سوداء على روحك إن شاء الله
خوري(أولاها ظهره أثناء رحيلها):- لا تشربي القهوة … إنها تضر بعقلكِ السميك
ناريانا(ضربت رأسها بيدها لتتذكر):- يا ويلي ماذاااا فعلت ماذا فعلت اهئئئئئئ
خوري(راقبها من النوافذ الخاصة بملحقه):- هه آه على النساء ممتعات حتى في أقصى لحظاتهن بؤسااااا
هبة:- الحليب يا ابنتي ؟
ناريانا(مرت كالبرق بجوارها):- أعطه لسيدكِ ليشربه لعله يتعلم شيئا من اللباقة مع النساء
هبة:- ولم سأتعب نفسي لأشربه أنا علني أستطيع تحملكم الله الله
جابر(ارتطم بها):- أيييي عفوا عفوا ست ناريانا
ناريانا(أمسكت على رأسها بدوار):- لالا …لا مشكلة أناااا …أنا بخير
جابر(أمسك يدها):- تبدين ….هيييه ست ناريانااااا تسمعينني ؟؟؟؟
ناريانا(أبعدت يده):- أنا بخير يا جابر دعني أذهب للبيت
جابر:- طيب طيب …هييه يا بني أحضر أنبوبة غاز لمنزلي أتجهزونه وتنسون أنبوبة الغاز كيف سنطبخ يا أغبياااااء ؟
ناريانا(فتحت الباب بسرعة وارتمت على كنبة الصالون):- جوزي
جوزيت(مسحت فمها):- كيف تذهبين لجولة صباحية داخل المجمع بفستان نوم وخُفييييين ؟
ناريانا:- أخفضي صوتكِ لطفا يا جوزيت ..رأسي يدور
جوزيت(بقلق نهضت إليها):- حبيبتي هل أنتِ بخير ، أكيد تعبتِ من كثرة المشي يا بنتي أنتِ حامل لا يسعكِ التجوال على سجيتكِ خصوصا في أول الحمل
ناريانا(فتحت عينها بصعوبة):- إن ذكرتِ كلمة حامل سأجمع أغراضي وأرحل
جوزيت(رسمت خط القفل):- لن أفعل لكن عليكِ الحذر يا صديقتي …
ناريانا(رفعت رأسها بجهد لتضعه على حجر جوزيت):- أنا متعبة دعيني أغفو قليلا
جوزيت(وهي تمسح على شعرها):- وها قد تبلل شعركِ ، رياااانا أين كنتِ ؟
لم تجبها بل اعتصرت قميصها وظلت نائمة بحجرها بكل احتياج ، منه خوف من نفسها ومن ضعفها الذي بات واضحا أمام خوري ، المشكلة أنها لو أظهرت ذلك وانهارت مقاومتها ستصبح له بملء إرادتها وهذا ما تخشاااااااه …
جوزيت(مسحت دمعة ناريانا):- حبيبي تبكين ؟
ناريانا(انتبهت لدموعها ثم نظرت لجوزيت):- عديني شيئا با جوزيت
جوزيت(بتوجس):- أعدكِ بماذا يا نبض جوزيت ؟
ناريانا:- إن وجدتني أنجرف في طريق لا رجعة منها ، …خذي طفلي
جوزيت(دفعت رأس ناريانا بفزع):- اسم الله عليكِ يا ريانا لم تتحدثين بعبط هكذا ؟
ناريانا(ارتفعت وهي تمسح على وجهها):- أنا متعبة …سأخلد للنوم
جوزيت:- تنامين وأنتِ استيقظتِ للتو ، لالا أحوالكِ غريبة جدا رياناااا دعيني أخبركِ أن نهاية حملكِ ستكون بفقدان أعصابي
ناريانا(تململت):- سنتعادل حينها ..
جوزيت(قطبت حاجبيها):- رامي بالعرين
ناريانا(توقفت محلها):- إي ؟
جوزيت:- رامي ابن ميار يا ناريانا
ناريانا:- أهاه الحمدلله على سلامة الشبل إذن ، ها هل طار به فرحا أم هيأ أهازيج فلكلورية لاستقباله ؟
جوزيت:- بدأتِ تزعجينني
ناريانا(نهضت):- ماذا تريدينني أن أقول ، أخبركِ أنني متعبة وأنتِ تفتحين سيرة ميار وابنه طيب أنا أنا ما شأني اففف…عالم غريبة حقا
جوزيت(عادت برأسها للخلف):- قد جُنت البنت حقا …آه يا راسي آه …(طرق الباب) هااااه علينا إحضار خادمة متخصصة في فتح الباب وإغلاقه ، يا من يطرق الباب صرنا نتركه مفتوحا أصلا فتفضل
الحارس:- ست جوزيت السيد خيري يريدكِ على عجالة في منزله
جوزيت(رفعت حاجبها):- على عجالة …خيراااا يا ترى ؟
الحارس:- يطلب منكِ أن تحضري على الفور
جوزيت(التقطت وشاحا صوفيا لفته حول كتفيها):- تمام سآتي معك … ها ما أخبار العرسان بالمناسبة ؟
الحارس:- سيد جابر وبخنا فقد نسينا تعبئة أنبوبة الغاز بمنزلهما الجديد ، حالهما بخير
جوزيت:- ههه …سأنتظر رؤية ملامحهما بعد الزواج على أحر من الجمر
خوري(نزل مسرعا بعد استحمامه السريع):- هبة …سيدة هبة أين قهوتي ؟
هبة:- هناك فوق الطاولة
خوري(رفع حاجبه):- وأين الفطور أين العصير أين الفواكه المقطعة ؟
هبة:- هه ..حضرتك لم تمدني بهذه الطلبات ، قلت فطورا عاديا فتصرفت وحين وجدتك لم تلمسه وتوجهت للرياضة جمعته
خوري(أغمض عينيه):- ستجدين قائمة لطعامي أرجو أن تطبقيها بحذافيرها يوم غد
هبة:- أنتظر …
جوزيت:- السلام عليكم ..صباحك سعيد ست هبة ، خيري كيفك ؟
خوري(أشار لها بالجلوس):- دعينا بمفردنا قليلا ست هبة ، تفقدي العرسان بطريقكِ فمهمتكِ كمتعهدة للأعراس ما تزال فعالة وبدلا من هدر الفطور خذيه إليهم
هبة:- حنان مدهش …سأفعل
جوزيت(سحبت كرسيا وجلست):- ما الأمر ؟
خوري(جلس محله):- افتتاح فندقي بعد أيام ، تعرفين ذلك وأنا بحاجة لأخذ رأيكِ بشيء
جوزيت:- أسمعك ، إذا كان بإمكاني المساعدة سأفعل بكل سرور
خوري(رفع حاجبه):-أريدكِ أن تدخلي شريكة معي ..
جوزيت(سعلت):- اكح …عفوااااا …ههه شريكة معك في الفندق ؟
خوري(ببرودة):- هل هنالك خلل في كلماتي حتى لم تستوعبيها ؟
جوزيت:- ليس القصد يعني …ما فهمت لم سترغب بشراكتي يعني ، أنا تخليت عن الأعمال ولا أملك ما قد يساعدك فكيف سأدخل شريكة…. أجده عرضا فاشلا لك …
خوري:- لا أريد منكِ قرشا واحدا أريد اسمكِ فقط كشريكة وعرضي متاح حتى يوم قبل الافتتاح لكي أعلنكِ أمام الكل بالتأكيد بطريقة أخرى لا يتوجب حضوركِ الشخصي ،يعني أرجح أن تفكري مليا في الموضوع فستملكين صلاحية التصرف وأيضا ستضمنين شيئا لصغاركِ ، شيئا ثابتا بعيدا عن الفوضى التي بحياتك
جوزيت(شردت مليا):- لكن …يعني ما غايتك فأنت متمكن ويسعك أخذه لنفسك ؟
خوري(شبك يديه):- لم لا تعتبرينه عرض أخوة وصداقة مني ؟
جوزيت(رمشت بعدم معرفة):- صراحة فاجأتني …وللأمانة لا أجده سببا مقنعا أكيد أنت ستفكر بمصلحتي أنا وصغاري هذا متأكدة منه ولكن … ليتك تصارحني أكثر يا خيري
خوري(ابتسم):- يروقني ذكائكِ يعني بالأخير سيفيدني ذلك لو أصبحتِ شريكتي …أنظري أنا شخص غير مستقر يعني زياراتي ليست دائمة للوطن ولا أجد شخصا أستطيع ائتمانه على أموالي غيركِ جوزيت ، بكل صدق أحادثكِ إذ يصعب علي خلق علاقات ثقة مع الناس ، إنما أنتِ تختلفين عنهم
جوزيت(تحركت حنجرتها بثقل):- لماذا … لم أنا تحديدا فأنت لا تعرفني جيدا يعني ما ربما كنت امرأة سيئة ، ربما أنت مخدوع فيني فأنت لا تعلم شيئا عن خلفيتي أو عملي السابق و
خوري:- أعرف المرأة التي ارتمت بحضني خوفا من صرصور طائر ، همم وأعرف رجفة الاحتياج التي لمستها عندما طلبتِ مساعدتي كذا مرة ..أنتِ لستِ امرأة سيئة حتما غلبتكِ الظروف وقمتِ بأشياء عينية ولكنكِ صححتِ من نفسكِ وستفعلين أكثر لأجلهما
جوزيت(دمعت عيناها):- مع ذلك …يؤسفني أن أخذلك وأرفض عرضك ، اعذرني لست أريد أن أشترك بأي شيء لا أستطيع مجاراته شيء لست أفهمه أصلا يعني حضرتك تملك سلسلة فنادق عالمية فمن سأكون لأشاركك في أحدهم ، آسفة لكنني لا أستطيع القبول
خوري:- أمامكِ مهلة محددة فكري جيدا وأخبريني بقراركِ ليلة قبل الافتتاح .. يعني يجدر بكِ بعث دعوات خاصة لمعارفكِ وأصدقائكِ لحضور الفندق أريدهم جميعا بجانبكِ
جوزيت(نهضت):- سأفكر بذلك ، لو وافقت طبعا
خوري(رمقها وهي تغادر):- الطفلين يستحقان بداية ثابتة وحياة مريحة ، أكيد لن تبقي خلف الكواليس حتى تزوجيهما ؟
جوزيت(توقفت والتفتت إليه بتفكير):- … تخليت عن كل شيء لأكرس وقتي لهما ، لا أريد أن أنشغل عنهما إطلاقا يا خيري
خوري:- لن تنشغلي حتى يمكنكِ إدارة العمل من غرفة نومكِ ، الموضوع جدا بسيط يكفيني أن تكوني مديرة مشتركة بالاسم حتى ..يعني لو أحببتِ العمل الميداني فالفندق سيتشرف بكِ وبذوقكِ أكيد
جوزيت:- بالمناسبة …أنت لم تجعله نسخة عن منزلك هذا ؟
خوري(ضحك):- ههه …لا تقلقي أحترم أذواق الآخرين ..راعيت ذلك في التصميمات ولا يهمك لذلك سأتشرف حقا بمشاركتكِ يا جوزيت
جوزيت(رمقت نظرته الجادة ثم رمشت مولية ظهرها):- دعني أفكر …وشكرا لأنك اخترتني خيري هذا يعني لي الكثير
خوري(بخبث بعد ذهابها):- وهو يعني لي أكثر مما تظنين يا أختي …
جوزيت(دخلت مباشرة إليها):- ناريانا استيقظي أريدكِ بموضوع …ناريانا خيري عرض علي شراكة الفندق
ناريانا(رفعت الغطاء ونهضت كالإعصار):- ورفضتِ طبعا ؟
جوزيت(ارتدت للخلف):- لم أرفض …يا إلهي ما تلك النظرة حسن لم أرفض و ..ولم أوافق أيضااااااا
ناريانا(أمسكتها من ذراعها):- ترفضين رفضا قطعيا سمعتني ، هذا الوغد يريد توريطكِ بفندقه الذي سيقلبه لوكر دعارة إن لم يكن نسخة ثانية عن بنات الكلية هاه أبصمه هنااااا وقولي ناريانا قالت
جوزيت:- يا حول الله …يا ابنتي لم تنوين السيئ فقط بالرجل ، بدلا من أن تشكريه على اقتراحه يعني هو يرغب بتقديم خدمة لي ولصغاري وهذا كرم منه
ناريانا:- هل أنتِ غبية يا جوزيت ، أينقصكِ أموال حتى تطمعي في فندقه العفن …اسمعيني جيدا أيا كانت نواياه فهذا العرض ما هو إلا واجهة للقذارة سيفر هو إلى خارج الوطن وتبقين أنتِ في وجه المدفع …اسمعي مني يا صديقتي ولا تدعيه يتلاعب بكِ لأنه ليس أهلا للثقة
جوزيت:- يوووووه دعيني أفكر فقد وعدته وإن وجدته عرضا مناسبا لي سأوافق
ناريانا(ضربت على السرير):- آآآآآآه يريدكِ كدمية ليتلاعب بكِ كما يشااااااء هل أنتِ عمياااااء يا جوزيت ، ألم تسألي نفسكِ لم يفعل ذلك هااااااا ؟
جوزيت:- تساءلت حتما ولكنني لم أجد إجابة شافية ، غالبا لأنه يثق بي ويحبني كصديقة مقربة هذا هو
ناريانا:- تبا للغباء …اسمعيني اذهبي لغرفتكِ وفكري جيدا وبعدها حين تقررين الأخذ بمشورتي اطرقي بابي الآن ارحلي أرغب بالنوم
عرض مفاجئ أتراه عرض خير أم عرض شر ، صراحة لا يأتي من السينيور خوري إلا المشاكل فما غايته من هذه الشراكة التي ظهرت فجأة قبل أيام من الافتتاح …؟؟؟
هاجر(فتحت الباب فجأة):- هئئئ سسس …سينيور أ…معذرة أ
خوري(أزال القبعة وألقى المظلة خارج المنزل):- البسي ثيابكِ أحتاجكِ في عمل
جابر(خرج من المطبخ):- حبيبتي قد جهزت لكِ أجمل فيلم و …هئ سينيور ؟
خوري(حول عينيه):- خمسة دقائق أجدكما أمامي في المنزل ….بثيابكما المحترمة….تحركااااااااا
صرخته تلك دلت على وجود مصاعب أمامهما لذلك فيوم العسل قد انتهى في صباحه ، سرعان ما ارتديا وتوجها لمنزله ليقفا قرابة عشر دقائق خلفه بينما كان هو يدخن سيجارته ويتأمل لوحة حائطية كئيبة …نظرا لبعضهما عشر مرات ولكنهما سيفعلان أي شيء لأجله إذ يكفي أنه لم يكسر قلبهما الذي أصبح ملكا له …
خوري(وضع السيجار بالصحن ثم سحب نفسا عميقا):- … عرضت على جوزيت شراكة الفندق ، تركتها تفكر بضعة أيام وسآخذ موافقتها ليلة قبل الافتتاح
هاجر:- هل ستوافق ؟
خوري:- هذا مؤكد ، لكنه سيعتمد قليلا عليكِ فستقنعينها بطريقة عملية حين تعطينها رابط فنادقنا بالخارج ولا تدققي في التسميات أو المواقع دعيها ترى فقط الجودة
هاجر:- ممكن …غيره سينيور ؟
خوري:- جابر … جهز السيارة سنذهب في زيارة خاصة
جابر:- زيارة خاصة ..أهاه ممكن سأخبرهم ليتجهزوا
خوري(نهض وهو يغلق سترته):- …يفضل أن تبدئي توزيع الدعوات ، ولا تنسي خاصتناااا يا هاجر هيا استيقظي من مود الزواج كي لا يضيق صبري وأقوم بما هو أفظع
هاجر(انتفضت بفزع):- حالا حالاااااا سينيوري
جابر:- تفضل سينيور
خوري:- يعني لم تسألني أين نذهب كعادتك التي تزعجني ؟
جابر:- حضرتك إن أردت أخبرني وإن لم ترد فسأرافقك وبعدها أعرف
خوري(توقف عن المسير ثم هز رأسه بسخرية):- هل حقا يغير الزواج طبع المرء ، كدت تقنعني يا رجل !!
جابر(خرج قبله وصفق للرجال):- هيا هيا أسرعوووووا
خوري(مر تحت الغطاء بسرعة بعد أن التقط قبعته ونظاراته الشمسية):- …الهاتف يا جابر
جابر(صعد بجوار السائق):- انطلق يا بني …سينيور اتصال من روما
خوري(فرقع إصبعه):- مرره لي وأغلق الحاجز الفاصل بيننا
جابر(باستغراب):- تحرك يا ابن خالي هل سنبقى هنا اليوم بطوله …؟؟؟؟
السائق:- أمركم …
خوري(انتظر إغلاق الحاجز بينهم ثم نظر للرقم قبل أن يجيب):- أسمعك
روبيرتو:- سينيور خوري … أعتذر لإزعاجك ولكنها مكالمة ضرورية
خوري:- معك
روبيرتو:- نزيلة الغرفة 207
خوري:- ما بها رومينااااا ؟
روبيرتو:- ليست بخير يا سينيور ،لقد استدعوني لأنهم لم يعرفوا كيفية التصرف فهي تتقيأ منذ الصباح وغالبا يتعين علينا نقلها للمشفى
خوري(عقد حاجبيه وهو يزيل نظاراته):- ….مشفى ، طبعا غير ممكن ألم يفحصها أي طبيب ..هل تركتموها تتألم ؟؟؟؟؟؟
روبيرتو:- بالطبع لا ، فريقنا الطبي كله تصرف ولكنهم جميعا لم يفهموا حالتها
خوري(عقد حاجبيه):- …. توجه فورا إليها أريد رؤيتها
روبيرتو(بعدم فهم):- كيف حضرتك ؟
خوري:- أيها الحيوان كيف سأراها في غضون ثوان بينما نحن في قارتين مختلفتين …سأراها عبر الهاتف يا ذكي فأسرع قبل أن تزعجني أكثر
روبيرتو:- فورااا …
خوري(ضغط على زر الكاميرا وأخذ ينتظر):- ….أسرع أسرع ….
روبيرتو:- افتحوا الغرفة 207 أنا في طريقي …
كانت ملتوية حول جسمها فوق سريرها تمسك على معدتها بتعب ، وجهها شاحب وعيونها دامية بينما هالاتها السوداء تبدو أسوأ بكثير حتى أنها هزلت من فرط المعاناة … كانت تعانق
يديها وهي ترتجف ببرودة حتى اصطكاك أسنانها يكاد يسمع …
نورسي(وهي تضع يدها على خصرها):- ما هذا الآن لم نأخذ حتى راحتنا في الانتقام ، سرعان ما مرضت الغبية اففف ، أربد أربد متأكد أنها تناولت الطعام ؟
أربد(هز رأسه بنعم):- هممم
نورسي:- وقد أكلت بقية البنات من نفس الطعام فما الذي حدث ؟؟؟؟
الحارس:- سينيورة صاحب الفتاة في طريقه إلى هنا لرؤيتها مرة أخرى
نورسي(حولت عينيها وهي تخرج):- تحول وكرنا إلى فندق غالبا … ليأتي
أربد(رمى نظرة مظلمة صوب ميرنا وهو يغادر رفقة نورسي):- هااا
روبيرتو(دخل متقدما نحوها ليرفع الهاتف):- ها هي يا سينيور
كان شاردا في نظرة جانبية حين مال بعينيه لينظر إليها عبر شاشته ، لم يعرف لم رجفت عينه اليمنى وهو يتأملها على وضعها ذاك ..قطب حاجبيه ثم ضغط على بعض الأزرار لتظهر بصورة مكبرة في شاشة الحاجز الذي يفصل بينه وبين السائق …سحب نفسا عميقا ثم أردف
خوري:- تفحص عينيها يا روبيرتو
روبيرتو(اقترب منها ولفها بقوة):- هييه أنتِ افتحي عينيكِ
خوري(هدر فيه):- بهدووووووء أيها الحيوان …ألا ترى أنها في حالة سيئة ؟
روبيرتو(باستغراب):- تمام حضرتك ….أنتِ افتحي عينيكِ
ميرنا(فتحت عينيها ببطء):- همم ماذا تريد ؟
خوري(نفث نفسا ساخنا من أنفه وهو يفرقع رقبته):- اهدأ يا خوري ….اهدأ
روبيرتو:- افتحي عينكِ سأتفقدها … هياااا
ميرنا(بصعوبة فتحت):- … دعني …
خوري(تحركت حنجرته):- هل تعاندين المرض هذه المرة ؟
ميرنا(فتحت عينيها بسرعة لتبحث عن مصدر الصوت):- أينك ؟
خوري:- أراكِ ولا ترينني …هذا هو الحال يا رومينا ، ها كيف مرضتِ لم مرضتِ أتفكرين في خطة للهروب من بيتكِ الجديد ؟
ميرنا(تنفست بتعب):- ههه …سؤال ساخر أم أحجية ؟
خوري:- حالتكِ سيئة .. ربما تذهبين للمشفى لمعاينة أدق فهل تراني أوافق ؟
ميرنا(أمسكت على فمها لتقاوم غثيانها):- سواء وافقت أم لا أنا لن أبرح محلي
خوري:- أخبرتكِ أنكِ تعاندين المرض ولكنها فكرة فاشلة ، أنا من يتحكم فيكِ يا رومينا أنتِ ما زلتِ تحت قبضتي
ميرنا:- بأمارة توديعك لي ، عفوا أنت لم تودعني بل اختفيت كالطفل خلف الستارة
خوري(رجف عرق جبينه):- سآخذ وضعكِ المتعب في حسباني
ميرنا:- يصعب علي تصديق اهتمامك الودي حاليا ، أكيد ما زال في خلدك بعض انتقام لأجلي والكثير الكثير من الكره طبعا شخص مشوه خِلقا وخُلقا كيف سيبلي ؟
خوري(أغمض عينيه ثم فتحهما بنظرة حادة):- روبيرتو …اصطحبوها للمستشفى مع أسطول حراسة خاصة ، حين تصلون كلمني من جديد وبعد معاينتها ستعيدونها أيا كانتِ النتيجة مفهوم ؟
روبيرتو:- كما تأمر سينيوري
ميرنا(فتحت عينيها بجهد ثم كابرت لتخطف الهاتف من يده وتنظر للشاشة مباشرة):- ههه كما توقعت ستكون خارج نطاق الشاشة فالاحتياط واجب هههه لا بأس يمكنك رؤيتي إذن هيا… أنظر إلي جيدا ..، تأكد بأننا سنلتقي مرة أخرى يا مشوه ، سوف أنظر لعينيك مباشرة وأبصق في وسط وجهك وأخبرك أنني نجوت منك ومن شرورك ، سأخبرك أنني مضيت قدما وتخطيتك بسنوات ضوئية …أتعرف ماذا ستفعل أنت ..لا شيء لأنك ستبقى في نفس الرقعة السوداء نفس المستنقع ستبقى ذات الكيان المظلم الذي يخشى من ضوء النهاااار ، مجرد نكرة ظل يختبئ خلف النساااااااء
خوري(فصل الخط عند آخر كلمة):- هههه …. واوو لسانها لم يستعد حاسة نطقه فقط بل انطلق كالبارود
أخذ روبيرتو الهاتف من يدها ونادى على رجالهم وأيضا نورسي التي رفضت إخراجها ، لكن الأوامر تبقى أوامر لحظتها تقيأت ميرنا مرة أخرى وكأن بداخلها بحيرة من المياه تتصاعد لتخرج في وقت متقطع غير ثابت … هكذا كانت تشعر وهي تقاوم بشراسة لكن قواها كانت أصلا منهارة لذلك فقدت وعيها كل الطريق ، حتى حين وصلت للمشفى وتم إسعافها وإخضاعها للفحوصات اللازمة لم تستفق إلا بعد ساعات طويلة …. طويلة جدااااا
الكاهنة(صوتها):- ميرناااااا …سامحيني على تعذيبكِ لكنها الطريقة الوحيدة للتواصل ، إن كنتِ تسمعينني فأنا التي ساعدتكِ في وقت سابق ، أنا من أسقطت الستائر ، من بارزت بدلا عنكِ ، وليدة الشمس أنا وأنتِ مرتبطتان إن كنتِ تسمعينني فساعديني على إيجادكِ …ساعديني ميرنااااااااااااا ….
ميرنا(شهقت بفزع):- هئئئئ ….ما هذااااا ؟
الطبيبة(مسحت على وجهها):- اهدئي يا فتاة ، أنتِ في أيدي أمينة لقد أسعفناكِ وستصبحين بخير بالدواء الذي حقناكِ به
ميرنا(رمشت بعدم استيعاب لتلاحظ موقعها):- أين أناااا ؟
الطبيبة:- بالمستشفى ، أنا الدكتورة لانا المشرفة على حالتكِ ميرنا
ميرنا(عقدت حاجبيها وهي تشعر بإنهاك شديد):- ماذا يحدث لي ؟
لانا(فتحت تقريرها):- يبدو أنكِ تعانين من انقطاع في الشهية أدى إلى وضعكِ المريب ، استفراغكِ بالمياه فقط دال على ذلك لكننا قمنا بعدة تحاليل وفحوصات وغدا صباحا سنقيم حالتكِ بشكل دقيق
ميرنا:- هل كنت أتحدث أثناء نومي قبل قليل ؟
لانا:- دخلت للتو ، ربما تلك مجرد حالات ذهنية باطنية ترافق المرضى
ميرنا(أغمضت عينيها):- فهمت فهمت … أحتاج للنوم رأسي ثقيل
لانا:- وضعنا بعض الفيتامينات بوريدكِ الغذائي ستمدكِ بالطاقة وستستعيدين نفسكِ في وقت قصير…المهم سأتفقدكِ ليلا مرة أخرى بالشفاء العاجل
ميرنا(راقبتها حتى خرجت لتلمح رجلين جاثمين عند الباب):- حتى هنا لا يرحمني الغبي …تتت هل ما سمعته كان حلما أم حقيقة ؟؟؟؟
الكاهنة(قلبت أغراض الغرفة رأسا على عقب من فرط الغضب):- لم كل هذه الصعوووووبة ، أين الخلل يااااااااا أعصابي ،، شربتُ نصف غالون من الماء ولا كانتِ الغبية تفهم ….
أغلقت عينيها مجددا ودخلت مباشرة للحوض الممتلئ وغاصت وسطه ليستكين جسمها تحته كالحجر ، كظمت أنفاسها وشبكت يديها وحاولت التواصل معها مجددا لكن ميرنا استيقظت فما وجدت طريقة ..لذلك قررت إعادة المحاولة عندما تغفو مرة أخرى ربما تسمعها وتعفيها من كل ذلك العذااااااب ، أثناء كل هذه القرارات كان باب غرفتها يُطرق فخرجت من الحوض عارية لتتحرك صوب الباب وهي تلقي بسلهامها على جسمها
مدير الفندق(بتلعثم):- أ…سمعنا سمعنا بعض الفوضى بالغرفة يعني قررت الاطمئنان عليكِ سيدتي أنتِ بخير أليس كذلك ؟
الكاهنة(رفعت حاجبها وهي ترمق نظراته لجسمها):- أترى شيئا عجيبا بجسمي ؟
المدير(طالع جسمها المنحوت بتوتر):- راااائعة …عفوا أقصد لالا لا شيء معذرة منكِ
الكاهنة:- إذن…اجمع نظرتك الشبيهة بنظرة الخنازير الجائعة وغادر بابي قبل أن أدخلك وأنت تعلم ما قد أفعله بك
المدير(يتذكر ما فعلته به في وقت سابق):- لالالا السلام شيء جميل ، لقد خدمتكِ وجلبت الرجل لأجلكِ ألا يعد هذا عربون صداقة هااااا ؟
الكاهنة(أولته ظهرها):- ابعثه لغرفتي ، أملك بعض وقت الفراغ لاستجوابه مرة أخرى
المدير:- لكن …النزلاء سينتبهون لصراخه و
الكاهنة(أمسكته من ياقته وألصقته مع الجدار بخفة):- قبلا حررته لأنني كنت مشغولة والآن أريد إعادة المحاولة فهل ستجادلني ؟
المدير(وهو يرتجف تحت قبضتها):- العفو منكِ سيدتي ، حالا سأجعل حراس الفندق يجلبونه إليكِ فقط كوني مرتاحة …
الكاهنة(دفعته وهي تنفض يديها):- واغتسل من حمام العطر الذي رششته يا رجل إنه يزكم الأنفااااس
هرول خوفا منها بينما عادت هي لغرفتها وقفت أمام مرآتها لتضبط خيوط ردائها وتعقدهم لحين فرغت منه ، وضعت القبعة على رأسها والتقطت قفازين ارتدتهما وأخذت تنتظر دقيقة دقيقتين ست دقائق بالضبط وكانوا يجرونه لداخل غرفتها ، على وجهه كدمات دامية ويبدو أنه مصاب بكسر في الأضلاع ت ت ت طبعا واضح من الفاعل ؟
الكاهنة:- ارحلوا … / هممم كيف حالك مجددا ؟
الرجل(رفع بصره نحوها مبتسما):- ههه …في أحسن أحوالي
الكاهنة:- كسرت أضلاعك وشوهت وسامتك ، لكنني لم أقترب بعد من أسنانك ولا من أظافرك علما أنهما أدق مواقع للإيلام في جسم الإنسان … قرأت ذلك في مجلة قديمة موجودة بحمام هذا الفندق فلا تتحمس
الرجل(نظر جانبيا):- لم أنا هنا ؟
الكاهنة(صفقت):- لم لا تجيبني أنت بما أريد معرفته وبعدها ترحل ؟
الرجل:- لا أملك فكرة عما تطلبينه يا متوحشة ، إن كنتِ ستقتلينني فافعلي لأنكِ لن تحصلي مني على أي معلومة أخرى
الكاهنة(اقتربت من خلفه وأمسكت رأسه بيديها لتقلب وجهه إليها):- هل أنت متأكد ؟
الرجل(برجفة):- لا أعرف لا أعرف كفي عن هذه المحاااااولات
الكاهنة:- أخبرني بإيجاز واضح ، أين هو ؟
الرجل:- أخبرتكِ …لقد أوصلته إلى متحف المدينة ولا أملك فكرة عن وجهته
الكاهنة:- أنت تكذب ، لأنك تملك معلومة ترفض إبلاغي بها إما خوفا منه أو إنقاصا مني
الرجل:- إنقاصا منكِ حضرتكِ كسرتِ أضلعي أيوجد بعد ذلك مجال للشك ؟
الكاهنة(تقدمت لتقف قبالته):- يعجبني تقييمك للوضع بشكل صريح ، لكنني على عجلة من أمري وأمامك دقيقة واحدة لتعطيني معلومة مفيدة تجعلني أحررك كي تعود لزوجتك وطفلتك التي تجلس في غرفة المعيشة الآن وتنهي واجب الفيزياء خاصتها
الرجل(ابتلع ريقه):- تحدث عبر الهاتف ، ذكر شيئا عن نبوءة يونانية قديمة … قال أن المخطوطة ستكون مدفونة في معبد من معابد روما القديمة ولا أملك فكرة عن موقعه
الكاهنة(صغرت عينيها):- معابد روما القديمة ، حسبما أعرفه من كتب التاريخ فأغلبها قد دمر في الحروب ….أيوجد ؟
الرجل:- ما دمر في الحروب كان الواجهة فقط ، أما المعابد فهي عميقة تحت الأرض حيث لا تصلها أنامل بشر
الكاهنة(ابتسمت وهي تربت على كتفه):- يمكنك أخذ إجازة من سيارة الأجرة فستعمل لصالحي
الرجل(انتفض):- نعم نعمممم لكن حضرتكِ وعدتني بتحريري ؟
الكاهنة:- غيرت رأيي ستساعدني للبحث عنه … هااا لن أكون ظالمة سأعطيك أجرة
الرجل(أغمض عينيه):- ما هذه الورطة التي تورطت بها ، آه يا أمي لو سمعت كلامكِ وتركت العمل في سيارة الأجرة لما أصابني هذااااا …
الكاهنة:- بالمناسبة … أريد معرفة اسمك
الرجل:- هنننن …عرفتِ بيتي وزوجتي وطفلتي ولم تعرفي اسمي أمر لا يصدق
الكاهنة:- هذا الشيء الوحيد الذي يصعب علي معرفته ، لأنه يخص صاحبه وإن لم ينطق به فذلك يسبب مشكلة لي فانطق به حالا لكي نزيل غشاوة الخصومة بيننا
الرجل(بتذمر):- وماذا عن أضلاعي المكسورة ، ماذا عن الرعب الذي جعلتني أعيشه ماذااااااااا عن ………..هئ
الكاهنة(فتحت الدرج وألقت بحضنه رزمة مالية):- هل هذه تكفيك كدفعة أولى ؟
الرجل(احتضن الأموال بخفة):- ههههه أدعى لوسينتو من أب مكسيكي وأم برازيلية ، هههه زوجتي إسبانية وأختي غير الشقيقة من أب ياباني ، أحاول ادخار بعض المال لأجل جامعة ابنتي لكنني لم أحلم يوما بالحصول على هذا المبلغ …
الكاهنة:- اتفقنا إذن ؟
لوسينتو(بحماس):- متى نبدأ العمل سيدتي ؟؟؟؟
الكاهنة:- حالا يا عزيزي … أحتاج للحصول على تلك المخطوطة وعلى الشخص أيضا
لوسينتو:- ليس قبل معالجة أضلاعي يجب أن أرى طبيبا و …
الكاهنة(اقتربت منه ووضعت يديها على صدره):- اثبت مكانك لحظة ….
لوسينتو(صرخ من الألم حين ضربته لصدره وفقد التنفس):- أخ أخ أختنقققق هءااائئئ اهئئئ الهواااااء يعود مجددا لرئتاي يااااه …لا أشعر بالألم كيف فعلتها ؟؟
الكاهنة(وضعت حقيبتها خلف ظهرها ثم ثبتت القبعة على رأسها):- حان وقت الرحيل لوسينتو
لوسينتو(فتح أزرار قميصه ووزع النقود حولها):- ههه ستفرح زوجتي كثيرا بهذاااا ، قادم سيدتي خلفكِ مباشرة لكننا نحتاج لسيارة
الكاهنة:- هذا عملك فتصرف وكن أهلا وإلا …قضيت عليك وجففت نسلك
لوسينتو(وضع يده بخوف بين رجليه):- إنكِ مرعبة …ها لم تخبريني باسمكِ سيدتي ؟
الكاهنة(توقفت وهي تغطي وجهها أكثر):- لا تسأل عن أشياء قد تفقدك قدرتك على النطق
لوسينتو(عقد حاجبيه):- كيف سنعمل معها وكل جملها ترهيب وتهديد هممم
عمن تبحثين يا كاهنة الله أعلم ، لكننا سنلحقها لنعرف فقد أخذ لوسينتو سيارة مدير الفندق الذي لم يجد بدا للاعتراض حين هددته بل قدم سيارته الجميلة ببسمات مودة واحترام … أما هي فقد كانت تنظر حولها تحاول التعود على ازدحام الشوارع والسيارات والأدخنة المتصاعدة والحركة الزائدة ، فقد حكم عليها أن تعاشر البشر وهذا ما هي بصدده ، ع العموم قد أبلت جيدا فقد جعلت مدير الفندق وسائق الأجرة خاتمين بإصبعها لا يثنيان كلمة وهذا الأخير أخذها مباشرة نحو المتحف الذي أوصل إليه رجلنا المقصود …
الكاهنة(نظرت للمتحف):- كم الساعة ؟
لوسينتو:- 11 ليلا ..طبعا المتحف مقفل وحضرتكِ لا تنوين الدخول إليه دون تصريح و
الكاهنة(ترجلت من السيارة):- أيوجد باب خلفي لهذا المتحف ؟
لوسينتو(أغمض عينيه):- طبعا .. لكن الباب الخلفي لمركز الشرطة ينتهي بزنزانة ، لذلك دعينا نتراجع كي لا نسجن سيدتي
الكاهنة(أطلت عليه):- انتظرني هنا ولا تتحرك من محلك سأعود فورا …
تدثرت بسلهامها جيدا وهي تتخفى عن الأنظار ، دخلت من زقاق ضيق لتقفز بين الجدران كالقطة لغاية ما فتحت الباب الرئيسي للوسينتو بعد دقيقتين …خرج المسكين طوعا لأمرها رغم رفضه لكنه وجد نفسه داخل المتحف هو ودهشته
لوسينتو:- يا لي من حمار كبير ، كيف لم أفكر بإحضار ابنتي لهذا المتحف الجميل
الكاهنة(صغرت عينيها وهي تتفحص آثاره):- توجه إلى تلك اللائحة وحاول قراءة محتويات الفندق بالترتيب ، إياك وأن تغفل عن سطر واحد
لوسينتو(بتعب):- هل سأقرأ ألف سطر ؟
الكاهنة:- أنتظر
حول عينيه وبدأ بسرد محتويات المتحف بالترتيب بينما كانت هي تدور حول المكان وتصغي له بإمعان لغاية ما استوقفته حين تحركت نحو اللوح المعلق لتقرأ بأم عينيها ما درج فيه …
الكاهنة:- درع حارس الشمس هه … ما رقمه ؟
لوسينتو:- سبعمئة وخمسون
الكاهنة(ركضت وهي تبحث عن هذا الرقم):- ستمئة …خمسمئة من ذلك الاتجاه هنا سبعمئة سبعمئة وأربعين هاااااااه …سبعمئة وتسعة وأربعين ، سبعمئة وواحد خمسين
لوسينتو:- باستثناء رقمنا فهو غير موجود
الكاهنة(لمست مكان الدرع الفارغ ثم جثت على ركبها):- ابتعد ابتعد …
لوسينتو(ابتعد باستغراب):- ماذا ستفعلين ؟
الكاهنة(أغمضت عينيها وهي تمسح على مكان الدرع):- أثقف أثره فاحتفظ بهدوئك ولا تجزع
قبل أن يفتح فمه كانت ترتفع أتربة الصندوق الذي كان يحتوي على الدرع ، زوبعة صغيرة تكونت لتؤلف سطرا مكتوبا باللغة الإغريقية القديمة ، قرأته مبتسمة ثم حركت أصابعها مرة أخرى لتختلف الحروف وتشكل إشارة سهم للجانب حيث لاحظت وجود خريطة قديمة …سارعت بالتقاطها ووضعتها فوق الصندوق لترتفع الرمال وتكون دائرة حول موقع الدرع ، فرقعت إصبعها للوسينتو الذي اقترب مشدوها يرمش بعدم فهم …
لوسينتو:- هل أنتِ ساحرة ؟
الكاهنة(بعيون مظلمة):- أنا أسوأ من ذلك بكثير ، فكن متعاونا وأخبرني ماذا يوجد في هذا الموقع ؟
لوسينتو(صفق بحماس):- كووووول.. كنت دوما أبحث عن مغامرة أسردها لابنتي بدلا من حكاياتي المملة مع الناس في سيارة الأجرة
الكاهنة:- جميل …سأعطيك ما ستسرده لابنتك لو سارعت بمساعدتي ، أما لو وجدتك تعيق عملي غالبا سأتكفل بسردها لابنتك شخصيا
لوسينتو(لقف أنفاسه لينظر للخريطة):- إنها …. اممم دعيني أرى بهاتفي أولا فخريطة المتحف أقدم ، هااااه لنقارن الموقعين يس وجدتها إنه يشير لدار الأيتام
الكاهنة(نهضت):- دار أيتام ….. هل الدرع موجود هناك ؟
لوسينتو:- والله هذا ما تدل عليه الإشارة …(نظر إليها) أطفال صغار غالبا نائمون ، المساكين أكيد لن تقضي مضجعهم ؟
الكاهنة:- أحضر الخريطة واتبعني
آه يا لوسينتو شكل كاهنتنا ستجعلك تطوف سبع طوفات حتى تحقق مبتغاها ، فها هي ذي تتوجه معه صوب دار الأيتام التي ناظرتها مليا قبل أن تترجل من السيارة وتطرق الباب بكل جدية
لوسينتو:- الوقت متأخر لو نتراجع وغدا صباحا نأتي من جديد
الكاهنة(أمسكت قابضة الباب وطرقتها مجددا):- اخرس
فتح الباب الضخم بصوت مزعج أبرز مدى قدمه ، أطلت منه امرأة عجوز ذات شعر أبيض تلفه في لفافات دائرية بمشابك خاصة ويبدو من بيجامتها أنها كانت في سابع نومة
العجوز:- من الذي يزعجنا في هذا الوقت من الليل ؟
الكاهنة(همَّت بالاقتراب لولا قفز لوسينتو):- حممم
لوسينتو(تقدم كي لا تتصرف بتهور):-دعيني أتصرف فلا يجب أن تتعاملي مع الجميع بشكل قاسي ، أنظري كيف سأحل الموضوع
الكاهنة(تحت أنفها):- صبراااا ….
لوسينتو:- تعلمي مني كيف تكونين إنسانة لطيفة هممم …. عذرا منكِ خالة ولكننا نبحث عن مكان للمبيت ، لقد أتينا من سفر طويل وضاعت مجمل نقودنا لذلك لم يتبقى لنا شيء
العجوز(نظرت حولها):- هل مكتوب هنا فندق للحثالة …ارحلا بدلا من إبلاغ الشرطة
لوسينتو:- يا خالة أرجوكِ اعملي معروفا نحن بحاجتكِ ، مجرد ساعات نحن بحاجة لمأوى
العجوز(بتأفف):- يا رب ألهمني القوة لأجيب هذا الغبي الذي لا يفهم كلماتي ، اسمع ارحلا من هنااااا ولا تطرقا بابي مرة أخرى هل فهمت ؟؟؟؟؟ ….
الكاهنة(وضعت يدها على الباب بقوة قبل أن تغلقها العجوز):- …..لارد
العجوز(نظرت للأثر المتشقق الذي تركته يدها على الباب):- مامامياااااااا ما الذي يحدث ؟
لوسينتو(جحظ عينيه):- زوجتي مصارعة وتملك الحزام الأسود ، هه هل يليق إزعاجها ؟
الكاهنة:- هذا المتطفل يتكلم كثيرا ، أنا لست زوجته ولا أبحث عن مأوى أنا أريد تفتيش هذا المكان تحديدا أبحث عن ممر لمعبد قديم أحتاج لدخوله …إما تساعدينني أو أجعلكِ تنامين ما تبقى من عمركِ سيدتي اللطيفة ، هاه هل كلمتها بلطف ؟
لوسينتو(نظر للعجوز التي ظلت مشدوهة فيهما):- ونعم اللطف ، لقد فهمتِ الدرس جيداااا
الكاهنة(دخلت مباشرة):- من صمتكِ يبدو أنكِ ستساعدين …من أين الطريق ؟
العجوز(انتظرت دخول لوسينتو):- من أنتِ ؟
لوسينتو(رمقها وهي تغلق الباب لتخرج بندقية من خلفها):- ههه خالة خالة اعتبريني ابن أختكِ اللقيط ، كأنني واحد من الأطفال اليتامى الذين تؤوينهم ….خالة خالة لا أريد أن أيتم ابنتي وتنضم لهم لذلك سأنسحب هيا افتحي الباب لي يا خالة هياااا
العجوز:- اصمت يا هذا ، أنتِ أجيبيني من تكونين ومن أين تعرفين بالممر السري ؟
الكاهنة(ابتسمت بملل):- أيجب أن أتصرف بلطف معها الآن يا لوسينتو ؟
لوسينتو(احتمى خلف الكاهنة):- عليكِ بها …
الكاهنة:- ضعي بندقيتكِ جانبا لأنني لا أرغب بأذيتكِ يا عجوز
العجوز(حركت زناد البندقية):- سأعد حتى الثلاثة بعدها ستخبرينني من تكونين …1…2……3
لوسينتو(هدر فيها):- أخبريها أخبريها أخبريهااااا لطفا لا أريد أن أمووووت
الكاهنة:- ما هذه العينات التي أواجهها في طريقي اعتقدت أنه سهل لكن يبدو لي أن الصعوبات لن تنتهي ، حسنا لأخبركِ من أكون ….أنا زوجة عزرااااائيل
قبل أن تستوعب العجوز ما فعلته الكاهنة والسرعة التي اختطفت بها بندقيتها ولوتها بقبضة يدها ، كانت الكاهنة تسلمها للوسينتو الذي أزال ربطة عنقه وربط ذراعي العجوز وظل طوال الطريق يتأسف منها
لوسينتو:- الآن روح جدتي ستلعنني كوني أعامل رفيقتها في العمر بسوء … ليتني لم أقلَّ ذلك الرجل ما كنت وقعت في هذا المأزق ، سيدتي هل لي أن أحرر يديها فعيناها ترقبانني بشر أشعر به في خلاياي الدموية
الكاهنة(وهي تحمل شمعدان):- اخرس قليلا يا مزعج ، دعني أتفحص الطريق
العجوز:- سحقا لك من ولد عاق عليك لعنتي ولعنة كل الأجداد
لوسينتو(برجفة):- خالة لقد ترجيتكِ ألا تتهوري هاه أنظري للنتائج ، لذلك لعناتكِ لن تحتسب كونكِ متسببا رئيسيا فيها
العجوز:- ستقعين في مشاكل جمة فلا أحد دخل للممر السري وعاد حيا
لوسينتو(توقف):- أتقولين الصدق لو كنتِ تكذبين سأغضب منكِ
العجوز:- لم يمر من هنا أحد منذ سنواااااات …لم لا تصدقونني ؟؟؟؟
الكاهنة:- لما لا تلتزما الصمت ..
ارتطمت قدم لوسينتو بشيء تدحرج ليصل لطريق الكاهنة التي انحنت أرضا وأمسكته
العجوز(هزت رأسها بنفي):- لا أعرف شيئا
الكاهنة:- ههه ستخبرينني بالتفصيل عن الشخص الذي مر من هنا مؤخرا وليس منذ سنواااااات وإلا …
العجوز(رمقتها وهي تقرب الشمعدان لوجهها الذي تحجر فجأة):- هئئئئئ
لوسينتو(مط شفتيه باعتياد):- حاولت تحذيركِ يا خالة هاه سقط الذنب عني …
العجوز(بعد لحظتين كانت تجلس أرضا من شدة الخوف):- كككك كاااااان ههه ههههنااااااك ررررررججججللللل
الكاهنة:- اختصري ما كل هذاااا يا امرأة هل أملك وقتا لانتظارك ؟
لوسينتو:- اهدئي خالة اهدئي لن تؤذيكِ إذا قلتِ كل ما تعرفينه
العجوز(نظرت جانبيا):-أ….أتى أتى هففف …قلبي يخفق بقوة غالبا سأصاب بسكتة قلبية
لوسينتو:- حتى لو أصبتِ بها فصديقتنا هنا ستعيد نبضكِ لتكملي لها الحكاية وبعدها تقتلكِ
العجوز(برعب منها):- هل أنت تقول الصدق ؟
لوسينتو(أشار لعينيه):- بروح جدتي التي تشبهكِ أقول الصدق
العجوز(صمتت قليلا ثم أردفت):- أتى رجل ليلة أمس ، طلب مني الدخول للميتم على أساس أنه مختص في مراقبة دور الأيتام …تركته برهة لآتيه بملفات الميتم ولكن حين عودتي لم أجده فبحثت عنه واكتشفت أن إنارة الرواق مضاءة علما أنه محظور مرور أي شخص ..تتبعته وفهمت أنه دخل إلى تلك الغرفة حيث أبعد المدفئة المزيفة التي كنا نخفي بها ثقب الممر السري
الكاهنة:- أنتِ ومن ؟
العجوز:- وزوجي …لقد كنا نعلم أنه ممر يؤدي إلى معابد مدفونة تحت الأرض ، كتمنا السر لسنوات ولم نجرؤ على دخوله منذ وقت طويل فقد كان هنالك بعثات استكشافية تزورنا بين الفترة والأخرى وتدخل لكن ولا بعثة عادت وعليه أقفلنا الممر تحت أمر من الدولة ولم يعد يعرف بشأنه أي أحد ، ..إلا أنتما
الكاهنة:- كيف كان يبدو ؟
العجوز(سحبت نفسا عميقا):- رجلا في غاية الوسامة واللباقة ، لكنني لم أفهم كيف تحول لشخص مخيف في غضون لحظات …علمت أنه دخل من هنا ولكنه لم يخرج بعد ، الرجل ما يزال هناك في العدم
لوسينتو(برقت عيناه بخوف وجلس جوار العجوز متأبطا ذراعها):- والله أحببتكِ يا خالة كأن روح جدتي تجسدت بكِ ، اسمعي قررت أن أكون حفيد هذه المرأة وأرافقها ريثما تعودين فتفضلي ومعكِ كل دعواتنا صح خالة سندعو معها ؟
العجوز(بجدية):- لن تدخلي صحيح ؟
الكاهنة(زفرت عميقا):- هل أبدو لكما أنني ألهو هنا ، هه …لوسينتووو أنت سترافقني وأنتِ ستخرجين كل الأطفال الموجودين هنا وتلجئين لميتم آخر فهذا سيتم قفله
العجوز:- أي أطفال تتحدثين عنهم ، ميتمنا قد تم قفله منذ سنوات عديدة …لا يوجد أحد غيري في هذا المكان
لوسينتو(تعاطف معها):- من قلبي أطلب منكِ أن ترافقيني لبيتي وتعيشي معي أنا وابنتي وزوجتي سترحبان بكِ كثيرا
العجوز(رفعت حاجبها):- لو كنت طماعة في المربعات التي تخفيها في صدرك لكنت وافقت
لوسينتو(مسح على النقود المخبأة في صدره):- ولكنكِ لستِ سهلة يا عجوز
الكاهنة(أمسكت الشمعدان):- لوسينتووو أمامنا طريق طويل تحرك …
العجوز:- ألا تفهمين.. لم يعد أحد من هناااااك ؟
الكاهنة:- لكننا سنعود
لوسينتو:- دعيني أبقى لا أريد الدخووول ، خالة تبَنَّيني كحفيد لكِ وتمسكي بي
العجوز(نظرت إليه):- تمام أنتِ امرأة خارقة لا أدري ما تكونين لكنكِ قادرة على الدفاع عن نفسكِ ، ماذا عن هذا الشاب ؟
لوسينتو(اختبأ خلف العجوز):- هاه أخبريها المزيد دافعي دافعي على حفيدكِ تريده قربانا للأشبااااااح ، فهمت نواياها الشريرة أنا
الكاهنة(تقدمت للأمام):- يفضل أن تطبقي فمكِ ولا تخبري أحدا عن تواجدنا هنا ..لوسينتو لحظتين إن التفتت ولم أجدك خلفي جمدتك مكانك
لوسينتو(عانق العجوز):- تفعلها تفعلها لذلك حسم الأمر
العجوز(أعطته البندقية):- خذ هذه ودافع بها عن نفسك
لوسينتو(أخذها بحماس):- أوووه هذا لطف منكِ يا خالة …إن غبنا أكثر من ساعة اتصلي بزوجتي خذي هذه بطاقة أرقامناااا الخاصة أخبريها أنني أحبها وأنني سرقت المال الموجود بحصالة ابنتنا لأشتري تذكرة مباراة الكرة آخر الأسبوع ، ههه يلا شكلي لن أشاهدهااا عمري كله ..ها وأخبري ابنتي أن أباها يحبها كثيرا وأن …
الكاهنة(لقفته من ياقته وجذبته خلفها):- أطلت لوسينتو ولا أعرف ما الذي يجعلني أبقيك حيااااااا
لوسينتو(عدل مسيره خلفها):- قلبي الحنون سيدتي قد أحببتني اعترفي ؟
الكاهنة:- سأعترف عندما أكسر أضلاعك كلها إن لم تدعني أركز كي أحفظ الطريق ، إذ يبدو لي أننا مقبلين على متاهة
نظر أمامه ليكتشف نهاية الممر حيث ظهرت عدة ممرات مظلمة ، تقدمت الكاهنة لتتفحصها واحدة بواحدة وراقبت نيران الشمعدان التي تحركت بقوة في إحدى الممرات ، فهمت أنه الممر المقصود لذلك اتخذته بينما كان لوسينتو يهرول خلفها وهو ينظر حوله بقلق … استمرا في ذلك الممر حيث ظهرت لهم جماجم بشرية مصفوفة في الجوانب ، كانت كثيرة مما يدل على المحاولات العديدة لاكتشاف تلك المعابد دون جدوى … انحنت أرضا ومسحت على الأرض حين لمحت وقع أقدام جديدة فابتسمت ملء فمها لتستمر بجسارة ، بينما كانت أسنان لوسينتو تخبر بعضها عن مدى روعة المكااااان ^^ …
لوسينتو:- دعينا نعود يا سيدتي المكان غير آمن ، أنظري لهذه الجماجم ألا تشعرين بالرهبة يكاد قلبي يتوقف
الكاهنة:- هل أنت امرأة … أين الشجاعة والرجولة هاه ؟
لوسينتو:- سامحيني لكن الرجل الحقيقي لا يرمي بنفسه إلى التهلكة
الكاهنة:- فلتصمت إذن لأنك أزعجتني
لوسينتو:- كنتِ دعيني أبقى مع الخالة لم ترغبين بواحد خواف مثلي ؟
الكاهنة:- أتعلم ربما معك حق هيا عد للخالة وأرحني من نبرة صوتك
لوسينتو(نظر خلفه بصدمة):- أنااااا أعود أدراجي منفردا هههنننن ، ولوووو وأترككِ وحيدة هنا عيب في حق رجولتي حتى سأرافقكِ سأرافقكِ نقطة انتهى
الكاهنة:- إذن اكتم أنفاسك ع الأخير …مفهوووم ؟
لوسينتو(بأمأمة مضحكة):- همممم …هئئئ ما هذا الصوت ؟
الكاهنة(رفعت قبعتها قليلا ونظرت أمامها):- …اتبعني بهدوء
لوسينتو(يهمس بخوف):- هل ذلك الرجل مصاص دماء ، ماذا لو أغرم بطعم دمائي هل سيشفطها على الأخير يعني رأيت في يوميات مصاصي الدماء كيف ….
الكاهنة(توقفت وأشارت له بإصبعها):- هششش
لوسينتو(عاد برأسه للخلف):- شتتت …
رمقت نورا في آخر الممر فسارعت خطاها نحوه بينما كان لوسينتو يعانق يديه ويركض خلفها لحين توقفت وهي تمد الشمعدان له … دخلت من تلك البوابة لتفتح فمها وترمق ما يوجد أمامها بعيون جليدية ، في حين أن لوسينتو شهق لروعة المنظر
لوسينتو:- واوووو كأننا في فيلم تاريخي قديم ، ما كل تلك الأعمدة الأثرية ولا تلك التماثيل ياااااه سأصبح غنيا عندما أخبرهم أنني مكتشف هذا المعبد ، هههه يا حلاوة
الكاهنة(عقدت حاجبيها وهي تناظر الدرج الممتد أمامهما):- سننزل …تحرك
لوسينتو(أعاد لها الشمعدان):- أكيد تمزحين هل سننزل كل هذه السلالم ، اتبعي نصيحة لوسينتو فمعه كل صعب سهل اتبعيني هياااا
ما كادت تنهاه عما ينوي فعله حين جلس على حافة السلالم وقرر الانزلاق منها ، كان قد أفلت بسرعة قياسية وهو ينزلق مرفقا بصرخة زعزعت أموات وأحياء ذلك المعبد هههه …لكن الصرخة الكبرى كانت حين اقترب من الوصول للحافة التي كانت تنتهي بتمثال حجري عانقه بكل ضلع فيه لغاية ما اختفى صوته من حنجرته خخههه
الكاهنة(وصلت إليه بعد لحظات ووجدته ملتصقا بالتمثال من شدة الألم):- أنتم البشر غريبو الأطواااار ، تمام ابق هنا لغاية ما تستعيد وعيك وعافيتك سأمر بك أثناء مغادرتي
لوسينتو(يتحدث بصعوبة):- سسسيسيدتي لا تدعييني هنا أنقذيني ألجوووكِ اللنجدة
الكاهنة(نظرت للسقف بتأفف ثم عادت إليه لتمسكه من ياقته الخلفية):- ستسمع كلامي ؟
لوسينتو(رفع حاجبيه باستجداء):- كالحمار الغبي وعد شرف
الكاهنة(رفعته من هناك وأوقفته على قدميه):- اثبت ما بك طري هكذا كعود زهرة ذابلة
لوسينتو(فتح عينيه):- إن كنت عود زهرة ذابلة …فمن يكون ذاك ؟
الكاهنة(التفتت للخلف):- أين …إلى من تشير يا أعمى ؟
لوسينتو(وهو يعدل وقفته):- كان هنالك …شخص أنا متأكد …أحدهم كان هنااااا
الكاهنة(بعيون متفحصة نظرت حولها):- حرك زناد تلك البندقية المعلقة على ظهرك ، نحن في خطر محدق
لوسينتو(ابتلع ريقه):- كان شخصا واحدا يا سيدتي ..
الكاهنة:- لا أفكر بإرعابك لكننا وسط خلية من الأشخاص الذين لا يضمرون الخير لنا
لوسينتو(حرك الزناد):- إذن … حانت لحظة النهاية
الكاهنة:- حاول أن تحمي نفسك وابق خلفي ..لن أدعك تموت يا أحمق
مر سهم كالبرق بجوار وجهها ليضرب الجدار خلفهما ، استدارا بجدعهما لتفحص السهم ثم نظرا لبعضهما حين انهالت السهام حولهما كالمطر بحيث راحت تتحاشاهم الواحد بعد الآخر ، بينما لوسينتو كان يرقص كالأهوج خشية من إصابته بأي سهم ….نظرت للوضع ووجدته يزداد خطورة لذلك سحبت لوسينتو خلف جدار واستمرت هي بالمراوغة والهرب لغاية ما وجدت آلات حجرية تطلق تلك السهام من تلقاء نفسها …قفزت لتكسرها بقدمها حين أوقفت ذلك الوابل الجنوني ….
الكاهنة:- أيا كان ما تحاولون فعله فهو لن يؤذيني …أنا هنا لا أرغب بكنوزكم المدفونة أو غايتي أذيتكم أنااااا أريد المخطوطة وسأرحل بسلام ، إما تسلمونني إياها بهدوء مرفقة بالخائن الذي قام بسرقتها أو ….نتواجه وأحطم معبدكم على بكرة أبيه
صوت:- غادروا معبدنا ودعونا بسلام
الكاهنة:- المخطوطة وسلامي الحار لكم …
صوت:- لا يوجد هنا أية مخطوطة ، هذا التحذير الأخير غادروااااا
لوسينتو(هدر من محله):- دعينا نعود سيدتي يظهر أنهم لا يملكون سكرا كي يحضروا القهوة لنا …تمام معذرة منكم نشربها في وقت لاحق
الكاهنة(صغرت عينيها وهي تنظر حولها):- المخطوطة والخائن وسنرحل …هذه آخر كلماتي البينة
انقطع صدى الصوت المتردد من حولهم وفجأة ركضت حول الأعمدة لتتحرك بخطوات مربكة تمنع أي شخص من ترصدها ، كانت هذه خطتها حين وقفت عند رأسه مكتفة يديها بابتسامة انتصاااااار
الصبي(رفع حاجبه بقلق):- كيف …كيف وجدتني ؟
الكاهنة(أبعدت البوق من يده):- حين تفكر بتخويف أحدهم لا تستخدم كلمات لست أهلا لها
الصبي(التقطته بلمح البصر ورفعته بيدها):- تؤذينني ؟
الكاهنة:- هذا يعتمد على تعاونك
الصبي(وهو يحرك رجليه في الهواء):- أنزليني فأنا حارس هذا المعبد
الكاهنة(أنزلته):- لا أصدقك
الصبي(باحتدام):- بلى صدقي …أنا أحرسه منذ عام كامل ولم تحصل أية مشكلة إلا ليلة أمس حين اقتحم أحدهم سكينتنا
الكاهنة:- أين هو ذلك الشخص ؟
الصبي:- مات
الكاهنة(جحظت عينيها):- قتلته ؟
الصبي:- لست قاتلا ، لكن المعبد فعل
الكاهنة:- لا أرى سواك بدأت أشك في أنك بمفردك في هذا المكان العريق
الصبي(تفتف):- بلى معي إخوتي ونحن كلنا حراس المعبد ، صحيح أنا أكبرهم لكن لا يمكن لأحد الاستهانة بناااااا
الكاهنة:- طيب يا كبير ، أين المخطوطة التي كانت بحوزته ؟
الصبي:- لم أجد أي مخطوطة معه
الكاهنة:- خذني إليه أين هو ؟
الصبي:- ألقيته في حفرة الذئاب
الكاهنة:- ذئاااااب …آه يا ربي وأين هي الحفرة ؟
الصبي :- من ذلك الاتجاه
الكاهنة(تحركت):- دلني هيا …بسرعة لوسينتووو اتبعنااااا
لوسينتو (وهو يدور حول نفسه في اتجاهه إليها):- مهلا مهلا كيف تثقين به ما ربما كان فخااااا يا سيدتي تمهلي …
لم تكن تصغي لشيء من كلمات لوسينتو بل كانت غايتها الحصول على المخطوطة ولا شيء بعد ، لذلك رافقت الصبي دون تفكير بل كانت تطالع الطريق بترقب محض جعلها تنتظر بلهفة لحظة الحصول على المخطوطة ….فبين لحظة وأخرى وصل بها الصبي إلى قاعة أخرى أصغر برزت وسطها حفرة عميقة أقنعها أنها هي غرفة الذئاب وعليه كان لزاما أن تنزل لكي تجد الشخص بنفسها وتبحث عن المخطوطة بطريقتها الخاصة … حاول لوسينتو أن يحثها على التريث ولكنها كانت متأكدة من توقعها ذاك ، وعليه نبهته بعدم اللحاق بها بل كان انتظارها واجبه اللازم ….
الصبي:- أنتِ امرأة مجنونة ستأكلكِ ذئابنا الموجودة بالأسفل ، ذلك الرجل لم يكن يحمل أي مخطوطة
الكاهنة:- اسمعني أيها الصغير ، إن كنت تنصب فخا لي صدقني سوف تندم على ذلك لأنني لن أفكر في حجمك ولا في صغر سنك عندما أقتلع أضراسك النيئة من محلها تمام …لوسينتو عينك عليه سأعوود بعد قليل
لوسينتو:- مازالت تقول ستعود إي عودي نحن في انتظارك ، ربما نقوم بالتقاط باقة زهرية من الحديقة المجاورة
الكاهنة(لم تنظر مرتين بل قفزت بالحفرة):/-سأعود …
كانت الحفرة عميقة جدا ، ظلت تتزحلق بداخلها للحظات من الزمن لم يبرز منها سوى الظلام لغاية ما أشع ضوء كثيف من الأسفل حتى ارتطمت بأديم الأرض …تململت بدون ألم وهي تعدل رداءها وتنتقل بعينيها حول المكان …كان عبارة عن طريق مفتوح اتخذته لتكتشف أنها مقبلة على غابة فسيحة ، تأففت بقنوط فقد تلاعب بها الصبي وجعلها تخرج من متاهة لتدخل بأخرى لذلك ظلت تسير بحثا عن أي شيء يوصلها لذلك الرجل المطلوب …لحظات بسيطة وسمعت موسيقى نابعة من آلة الهارمونيكا ، تتبعتها بحرص حتى ارتفع الصوت وبات أقرب ليتضح لها وجود رجل يوليها ظهره ، منكب على نفسه ويعزف على تلك الهارمونيكا بلحن حزين تحول لأهزوجة ممتعة
الكاهنة:- أخيرا وجدتك ، أمامك لحظتين واحدة لتعطيني المخطوطة والثانية لتهرب مني
الرجل(توقف عن العزف ورفع قبعته):- ما كل هذا التأخير ؟
ابتلعت ريقها حين التفت إليها بوسامته الملفتة ، صغرت عينيها دون إدراك وهي تتفحصه لوهلة قبل أن تقترب منه بكل ثقة وبرودة وتمد يدها في الفراغ كي يعطيها المخطوطة ، لكنه نظر لآلة الهارمونيكا ووضعها بيدها لتستشيط غضبا وتلقي بها أرضااااا
الكاهنة(أشارت بيدها):- المخطوووووطة ؟
الرجل(انحنى والتقط الآلة وأخذ يعاينها):- جيد لم تنكسر إنها صامدة مثلي ..
الكاهنة:- ألا تسمعني ، أتريد أن تموت ؟
الرجل:- سنموت سوية.. ذلك الصبي سخر منا وألقى بنا في غابة لا بداية ولا نهاية لها
الكاهنة(رمشت بعدم فهم):- كيف يعني …أين نحن ؟
الرجل:- لقد طفت هذا المكان شرقا وغربا شمالا وجنوبا ووجدت أنني أعود لنفس النقطة
الكاهنة(قفزت لتصعد فوق أحد الأحجار لتفقد المكان):- أنا لا أصدقك ، لا تتهرب وضع المخطوطة بيدي ورافقني لأنني سأعاقبك على سرقتها مني
الرجل(زفر نفسا عميقا حين وضع الهارمونيكا بجيبه مستقيما):- هل أنتِ هكذا دائما ؟
الكاهنة:- يعني ؟
الرجل:- أمان ..
الكاهنة:- ماذا تعني؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 03-11-19, 04:05 AM   #990

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي

الكاهنة:- ماذا تعني؟
أمان(مد يده):- أدعى أمان … وأنتِ ؟
الكاهنة(ضربت يده):- رعب وهلاك
أمان(ابتسم ساخرا):- ههه يناسبكِ ذلك
الكاهنة(بعصبية):- لست هنا لإجراء ركن التعارف ، أعطني المخطوطة حاااالا
أمان:- لست أملكها …لأن الصبي الذي خدعنا أعطاني مخطوطة تحولت إلى رمال بمجرد نزولي إلى هنا
الكاهنة:- ودرع الحارس ، أيعقل أنه أيضا غير موجود ؟
أمان(صغر عينيه):- كيف تعرفين كل هذا ؟
الكاهنة(اقتربت منه لتقف قبالته بخطوة):- لن تخدعني بتزييفك وادعاءاتك الكاذبة ، ستضع المخطوطة والدرع وتتفضل معي
أمان:- تمام لأتفضل معكِ كي نحصل سوية على الدرع والمخطوطة ، أظنه عرضا ممكنا
الكاهنة(مدت يدها لتمسك ياقته):- انزع ثيابك كلها
أمان(رفع حاجبه):- ههه … لم أقصد هذا العرض بالمناسبة
الكاهنة(دفعته بعصبية):- وأنا لا أسعى لتجربة ذلك الشيء الذي يجعل الرجال والنساء تلهث كالكلاب ….افعل ما أمرتك به وإلا أريتك وجهااااا لم تتخيله بحياتك
أمان(فتح أزرار قميصه):- سيسرني لو انضممتِ لحفلة نزع الملابس
الكاهنة(رمشت بعدم فهم):- ماذا ؟
أمان:- شكلكِ حقا لا تعرفين شيئا عما أقوله.. من أي حقبة أنتِ ؟
لم تجبه بل ظلت تنتظر نزعه لثيابه لكنه راوغها حين التفتت بعد سماع حشيش الأشجار ، عندما ألقى قميصه ليلفه حول ذراعيها بإحكام ويدفعها إليه …ابتسمت بدون أدنى مقاومة بل تركته يظن أنه تمَكن منها ، قبل أن تحجر نفسها وتتصلب كالجبل …..ابتلع ريقه وهو يتحسس جسمها المتجمد وهاله منظرها حين تقدم ليفتح رباط سلهامها وينكشف كل شيء ..
الكاهنة:- ماذا هل أعجبك الآن ؟
أمان(ابتسم):- اعتقدت أنني لن أراكِ حقيقة ، سمعت عنكِ الكثير من الأقاويل وحان الآن وقت لقائنا لنتحد سوية ياااا كاهنتنا
الكاهنة(صغرت عينيها فيه لتعيد نفسها للحالة الطبيعية):- من تكوووون ، كيف تعرف ؟
أمان:- ألا يذكركِ هذا الوشم بشيء ؟
الكاهنة(نظرت لوشمه بدهشة):- أنت ؟؟؟؟؟؟
أمان(انحنى بملوكية حين اقترب من وجهها وهمس):- ….أمان آل شمسي … قريبكِ !!

في مكان آخر
كبيرهم:- أحضروا جثمان نزار حالا يا أبنائي …
تقدموا في ترتيب منمق ، الخطوات محسوبة النظرة محدودة نحو الأمام والثياب نفسها حيث كانوا يرتدون جلابيبهم السوداء ويضعون قلنسوتها على رؤوسهم ..كأنهم شخص واحد مستنسخ لعدة أفراد ..، كانوا يرفعون تابوتا فوق أكتافهم في حركة مرتبة حتى وصلوا أمام كبيرهم الذي أشار بعصاه كي يضعوه فوق الحجارة المستطيلة التي كانت تلفها أعمدة النيران من كل جانب ، وضعوا التابوت وسطه وأمسكوا تلك الأعمدة وضربوا بها على أديم الأرض برتم موحد ، أخذوا يلتفون حول التابوت وهم يرددون تراتيل مبهمة أذهبت عقلهم وهم ينظرون للسماء ويرفعون كفهم والكف الآخر يمسك بالأعمدة النارية … استمروا على ذلك النحو حتى أمرهم كبيرهم بالاستكانة حينها أعادوا الأعمدة محلها وترتبوا بجوارها وهم يضعون أيديهم فوق صدورهم على خلاف …
كبيرهم:- ابننا نزار آل شمسي ، ضحى بروحه فداء لوليدة الشمس …اليوم سنكرمه على ما أنجزه وسنعطيه ما يستحقه …أحدهم افتح التابوت
أحدهم(تقدم بخطوات متسارعة وفتح التابوت):- كبيرنا … حارسنا نزار وأبونا قد أدى رسالته وحان وقت القطاف
كبيرهم(ابتسم):- إذن …أعطه منجله ليأتينا بالغلة
وضع أحدهم الصولجان على صدر نزار وجعل يديه تعانقان ما وضعه عليه ، ابتعد وفرقع أصابعه لجماعتهم الذين بدئوا بترديد ما تبقى من تراتيل ارتفعت وتيرتها مع ارتفاع صداها ، كومضات ضوئية تنتقل من وجوههم المتجهة نحو وجه العم نزار انتقالا لكبيرهم ثم لأحدهم الذي كان يهز رأسه ويردد معهم ، صورة متسارعة لهم تباعا بالفرد نزار الجماعة كبيرهم أحدهم والرعد في السماء الذي شاركهم اللحظة إضافة للنيران وهذا كله لأداء طقوس الخلاص لأجل العم نزار ….حقا اشتقناه صح ؟؟؟؟
وائل(صوته):- …أي خرافة جعلتني أعيشها يا عمو نزار ، أتعلم شيئا جيد أنك فقدت روحك وانتقلت للسماء هكذا لن أستطيع لومك على الكذبة الكبيرة التي جعلتني أعيش وسطها ..كنت أثق بك يا عم نزار لكنك خذلت ثقتي ، جيد أنك مت جيد أنك مت جيد أنك مممممت ….
عمو نزار(فتح عينيه المتوجهة ببريق ذهبي قبل أن تستعيد طبيعتها):- ….هئئئ لالالالا
كبيرهم(أشار لهم بالتوقف):- أهلا بعودتك يا لغالي
عمو نزار(نظر للصولجان بيده ثم لزملائه نهاية بالكبير):- كم لبثت على هذا الوضع ؟
أحدهم:- ما يكفي لإيقاظك فنحن بحاجتك
عمو نزار:- لن تحتاجوني إلا إذا كان حارس الوليدة في خطر محدق ، وااااائل ؟
كبيرهم:- استعد أنفاسك أولا يا نزار وبعدها …ستعرف كيف تتصرف لاستعادة الحارس
علم لحظتها أن استيقاظه سيكون بمفاجأة تليق بحفاوة عودته للساحة ، حقا اشتقنا يا رجل اعتقدنا أنك قد حلقت مع طيور الجنة ولكن اتضح أنك كنت تحت حماية عشيرتك التي قامت بوضع كل المستجدات بعقلك ، لم يغفلوا عن أي نقطة حتى رحيل ميرنا وأزمة وائل قاموا بالتطرق إليها … أما عن العم نزار فور فراغهم من سرد تلك الأخبار الكارثية سحب نفسا عميقا ليستعد لحزم زمام الأمور ، فقد عاد للساحة وسيبدأ بالشاب الذي يخفق يسار صدره خوفا عليه ، غالبا وائل يحتاج لشخص ثقة شخص لم يسبق وأن خذله ولو مؤقتا فما إن يعرف ماهيته الخفية أكيد سيغضب منه … لكن الآن ليعده للساحة وبعدها لكل مقام مقااااااال …
جمانة(نظرت لشعرة رأس وائل ثم سحبت نفسا عميقا):- من فضلكِ أريد إجراء تحليل حمض نووي ، أحضرت المطلوب
الممرضة:- تمام ، سنحتاج لعينة خاصة لكِ وبعدها سنقوم بإنجاز الأمر … لكنكِ ستنتظرين بعضا من الأيام تعرفين البروتوكول
جمانة:- انتظرت وقتا طويلا فلن تفرق بضعة أيام.. أنا معكِ …
ريتال(كانت تلاحقها منذ خروجها من غرفة وائل):- ماذا تضمر تلك الفتاة الدخيلة ، يلا ما شأني بعد أن تفقدت زوجي الحبيب وسجلت زيارتي لأغادر كي أرتاح قليلا
تغيظنا تغيظنا تفعل ذلك عن عمد فلا تهتموا ، أصلا لا تملك غيرنا لتغيظه فجدتها الحيزبون لا تترك شاردة ولا واردة إلا وتحشر أنفها فيها لكن من دعابة الأقدار أن الله قد بعث لها من يفقع مرارتها على كبر ^^…
فواز(أمسك على رأسه):- ولكنكِ أطلتِ يا ست جاهدة دعينا نتصرف بمنطق
جاهدة(تشرب حبة وجع رأس):- منطق …أي منطق يا فوااااز ذلك اللقيط قد صرف ربع مليووووون خلال شهر واحد منذ ظهوره في حياتنا ، كيف تتوقع بقية الأشهر هاااه هل نطبع الأوراق النقدية هنا ، إنهاااا أموالنا ثرواتنا أمجادنا التي تعبت عمري كي أحافظ عليها وأضااااعفها لإمبراطورية آل الخطيب
فواز(أمسك يدها ليدلكها):- أتفهم كل ذلك لقد شهدته بأم عيني، لكن أعطني عقلكِ قليلا هو يتعمد فعل ذلك كي يغيظكِ وإن أعطيته سؤله فسوف يتمادى
جاهدة:- وماذا تقترح ، أن أدعه يلهو ويمرح بأموالنا هل أدعه يشكل تهديدا على حفيدتي ريتااااال وريثتنا الشرعية هاااا ؟
فواز:- تحليل الحمض النووي …قد أثبت حقا أنه ينتمي إلينا ولن يسعنا فعل شيء سوى تقويمه وترويضه كي يصبح إنسانا
جاهدة(أطلت عليه من النافذة):- أتتوقع أن يتحول ذلك الحيوان لإنساااااان ، لطفا دع حبة الوجع تهدئ هذا الرأس قبل أن أفقد صوابي
فواز:- هذا الولد داهية ، لم يأتي إلى هنا إلا وبيده إثبات انتمائه لعائلتنا …صدقناه أجل وذلك عندما أجرينا كل الفحوصات التي تثبت شرعيا أنه ابننا ، هو ينتظر منا أن نعترف به وسنفعل بطريقتنا الخاصة بقوانيننا نحن سنعطيه الفتات إذ يبدو أنه لا يرغب بشيء سوى رااااحته الخاصة
جاهدة(صغرت عينيها):- سألعن أولادي على هكذا نسل يجلب العاااار لعائلتنا
فواز:- لنفكر بروية ، التسرع لن يجدي نتيجة فهو أصلا لا يشعر بشيء …
جاهدة(زفرت عميقا):- أخبرني إذن يا ذكي ، كيف ستروض هذاااااا الفرس الجامح ؟
فواز(نهض ووضع يديه على حافة النافذة ثم نظر للشاب):- دعيني أطبخها في عقلي وصدقيني لن أجعله يضر بتعب عائلتنا ، أبدااااا
جاهدة:- لم تخبرني آخر مستجدات قضية العروس ؟
فواز:- هااا …أخبروني أنها ستخرج غدا من السجن لتنازل العريس عن حقه ، لكنها ستدفع كفالة وتُتابع خارج القضبان لغاية ما يحكم في قضيتها
جاهدة:- ملاعين ينفذون منها كالشعرة من العجين ، ماذا لو بقيت أكثر كنا ارتحنا من عمود شركات الراجي وضربناهم في الصميم
فواز:- كل شيء بوقته جميل ….
الشاب(دخل عليهم بفوضويته وهو يثبت حزام سرواله):- هييه يا جماعة الخير ، ألم تصل مُهرة زوجة حُصيِّن الذي اشتريته مؤخرا ؟
جاهدة(عضعضت شفتيها بعصبية):- مهرة …وحُصيِّن ….فوااااااز خذه من أمامي خذه قبل أن أفقد روحي
الشاب(سحب كرسيا وجلس بالمقلوب):- ألوووو تيتا لن تموتي صحيح عيب عيب أنا لم أتعود بعد عليكِ ، حتى قبلة ما قبل النوم لم أحظى بها منكِ لذلك اصلبي نفسكِ هكذا ولا تدعينا نحصي لائحة المدعوين لتشييع جنازتك
جاهدة(أمسكت الوسادة بقبضة نارية):- فواااااااااااز ….
فواز(تحرك صوبه):- لقد دفعنا مبلغا طائلا مقابل حصانك حُصين ذاك، فهل طلبت حصانا آخر بهذه السرعة ؟
الشاب:- عيب يا هذااا أمام الجدة العجوز ..عيب هذه الأمور لا تقال أمام النساء ، كيف يعني أطلب حصانا لأجل حصان آخر مثله ت ت ت ما قلة الحياء هذه ؟
فواز(غالبه الضحك والتفت لجاهدة التي امتقع وجهها بالغيظ):- أظنك قد بلغت الحد الأخير
الشاب(لوح لها وهو يشير بيديه بحركة الهدوء):- تنفسي تيتا تنفسي …ما زلت أملك مشاريع أخرى بعقلي منها فتح كشك للأكل السريع في آخر الشارع …منطقتكم لا يسكنها إلا الناس الصاروخية لذلك ستدعمينني لافتتاحه صح تيتا ؟
فواز:- ولكنك تطيل هنا …هيا هيا امشي معي لنرى حكاية مهرة حُصينك
الشاب(ارتفع من الكرسي ثم عانقه من كتفه):- والله يا رجل أشفقت على الحصان يعيش وحيدا ، لذلك قررت إحضار زوجة له ستأتي لزفافه صحيح ؟
فواز:- قد أزفه حتى ما رأيك لو نكتب دعوات زفاف لأجلهما ؟
الشاب:- تسخر تسخر ههههه سأعتبرها دعابة خلافا عن الاستهزاء كي لا أغضب ، فعندما أغضب الغضب نفسه لا يمسكني ، وإذا لم يمسكني فلا أهدأ قبل رؤية الدم بين يدي
فواز(ابتلع ريقه):- هل يمكنك أن تنزل تلك السكينة التي تخرجها كل الوقت أمام أي شخص يقف قبالتك ؟؟؟
الشاب(نظر لسكينته التي لعب بها بمهارة):- ماذا أفعل عادة اليد ، ثم هذا السكين رفيقي في الحياة لا يمكن بدونه
فواز:- آه ياربي …
الشاب:- ها متى ستعترفون بي أريد أن آخذ نصيبي في الإرث كي أنجز مشاريعي ، طبعا أنا رجل شرقي ولا أقبل أن تصرف علي امرأة ولو كانت جدتي لكن إذا ما كان حقي الشرعي فلا بأس زيتنا في دقيقنا ،أقول لو تزوجوني فتاتكم المغرورة بدلا من المحامي الذي ألصقتموها بياقته يااااعني سيبقى المال ضمن إطارنا الخاص هههههههههه
فواز(توقف عن المسير):- ريتاااال أبعد من خيالك يااااا هذااااا
الشاب:- هوووبا لم انفعلت هكذا يا من لا أدري ما قرابته بالعائلة حتى الآن ؟
فواز(أغمض عينيه وتابع المشي):- أخبرني … كيف عرفت أنك ابن هذه العائلة المرموقة ؟
الشاب(ابتسم):- أعرف منذ زمن …لكنني لم أجد الوقت المناسب لانضمامي إليكم ولو عرفت أنكم ستحبونني من أول نظرة كنت أتيت من قبل
فواز:- دعنا نضع المزاح جانبا ونتحدث رجلا لرجل …
الشاب(اتكأ على جدع شجرة في الحديقة ثم أخرج سيجارة الحشيش):- تأخذ ؟
فواز(نظر حوله):- جدتك لا تفضل ذلك
الشاب:- ههههه يا عيني على كلمة جدتك كيف تخرج من فمك الخبيث ، ثم أين هي تيتا غير موجودة لذلك دعنا نشرب نفسين كي تسمع الحكاية
فواز(زفر عميقا وأخذ سيجارة منه):- شكل حكايتك طويلة
الشاب:- الأمر وما فيه أنني طعنت في ظهري من قبل أعز الناس لي ، أمي ، ..أختي …وأبي أيضااااا حتى العائلة حتى الأصحاب ورفقاء الدرب ، كلهم خدعوا وخذلوا هذا الرجل الذي يجالسك الآن لماذا …لأنه تصرف بطيبته معهم وعندما قرر الاكتفاء وصدح بذلك أبوا تقبله بل هاجموه وعرضوه لمصير لا يليق سوى بالحثالة …
فواز:- الظاهر أنه علينا الجلوس
الشاب(سحب نفسا عميقا):- …أجل قد كنت صغيرا آنذاك عندما عرفت كلمة خذلان
فواز(بعد فترة من الحديث):- تابع ..كيف دخلت الإصلاحية أول شيء
الشاب:- كنت مراهقا عندما اتهموني بحرق مزرعة عائلة لطالما كانت العداوة بينها وبيننا في أوجها، الجميع تبرأ مني وسلمني للشرطة التي اعتقلتني وقضيت في الإصلاحية بضعة أشهر تعلمت فيها كيف أطالب بحقي ولا أسمح لأحد بخداعي …لكنني لم أتعلم شيئا فبعد فترة خدعتني المرأة التي كنت أحسبها أمي وعندما تنازلت وكتبتُ لها نصيبي في الشقة الوحيدة التي تركها والدي لتطمئن لي وتحبني انقلبت ضدي واتهمتني بالتزوير وبأنني جعلتها توقع هي وابنتها على أوراق تثبت ملكيتي للمنزل كل ذلك لأنها خشيت من انقلابي ضدها مع مرور الأيام …وساوس الجيران والكائدين أدت لفراقنا فعندما غادرت الشقة بحسن نية وبعد أن ودعتهما وذهبت في حال سبيلي ، عشت بضعة أسابيع في سكينة حتى قبضت علي الشرطة فجأة وسحبوني للسجن الذي قضيت فيه بضع سنوات بتهمة التزوير والتحايل على الدولة ومحاولة الهرب …. كيف تمكنت أماه من سجني هذا ما لم أجد فرصة لمعرفته لكنني فهمت أن هنالك يدا خفية ساعدتها وضمنت عدم خروجي لسنواااات طويلة ..
فواز(عقد حاجبيه):- وكيف عرفت بنا ؟
الشاب:- بحثت عن المرأة التي أنجبتني في المستشفيات القريبة من بلدتنا ، استغرق البحث مني سنتين كاملتين حين علمت أن أمي … هي ابنة أغنى عائلة وكي تعرف أنني لم أطمع في أموالها التي هي من حقي الشرعي ، قد بقيت جامدا لوقت ولم أقترب ولم أطالب بأي شيء
فواز:- لم انتظرت إذن ، غيرك كان ليركض فور سماعه الخبر ؟
الشاب:- هييه يا رجل ، صحيح لم نُخلق وملعقة الذهب بأفواهنا لكننا رضعنا القناعة وأكلنا الصبر وشربنا الكفاح يا رجل ،..الكفاح الذي لم تشعروا به للحظة واحدة طبعا فالثروات التي تحيط بكم حمتكم من الفقر والعوز والاضمحلال تحت أقدام من لا يستحق
فواز:- يبدو لي أنك شبعت من هذه الحياة الظالمة حتى اكتفيت ، إذن طالما أنت قنوع وشخص لا يخطط لسرقة ثروات عائلته التي يبتزها لتعترف به …أعطني جملة واحدة تثبت أنك صادق بل أعطني شيئا يقنعني أن كل ما رويته ليس سوى غطاء تخفي تحته مكرك
الشاب(انتبه لنزول ريتال من سيارتها):- الأيام بينناااا … أطفئ أطفئ سيجارتك ستراني القديرة بهذا المنظر فتنزعج …،،، أهلا وسهلا يا ست هانم
فواز(صغر عينيه فيه):- إما أنه خبيث لدرجة الدهاء ، أو أنه غبي لدرجة السذااااجة
ريتال(أزالت نظاراتها ثم ابتسمت له):- أما زلت هنا ..متى سترحل يا هذا ؟
الشاب(وهو يعدل سلساله الثقيل حول عنقه):- أرحل …وأفتقد هذه العيون الساحرة ؟
ريتال(جمعت بسمتها):- انتبه لكلماتك القذرة فأنا امرأة متزوجة ، عمو فواز كيفك ؟
فواز(تقدم نحوها):- بخير ..ما أخبار زوجك ؟
ريتال:- لم أهنأ به حتى سرعان ما دخل في غيبوبة
الشاب:- ذو حظ أتعس من حظ الجاموسة التي نطحت مؤخرة جارتها الحقودة
ريتال(جحظت عينيها بصدمة):- أنت …غير معقوووووووول …عمو فواز بالإذن
فواز(مسح على فكه):- ماذا ؟
الشاب:- ما بها انتفضت هكذا يعني هي تفعل ذلك كلما فتحنا موضوعا ما ، هل لديها حساسية زائدة من عطري الخاص ؟
فواز(ضرب كفا بآخر):- اللهم لا تمتحننا بهذه الأيام
الشاب(رفع كفيه للسماء ليتابع عنه):- المباركة ولا تحرمنا من نعمها ، آآآآآآآمين
كيف له أن يجيبه وهو لا ينطق إلا بالكلمات التي تجعل الأعصاب تلعب على حبال الرعونة والجنون … حقا شخصيته ممتعة حبذا لو نتعرف عليه عن كثب فذلك سيفرق معنا كثيرااا ، علما أنه غني عن التعريف لكن لندعه لوقته ، فلدينا شاب آخر مبهم في مكان غير …
ستيلا(وضعت يدها على خصرها):- أتقول بأنني لا أجيد القيام بشيء ؟
الشاب(وهو يحرك محتوى المقلاة):- العفو منكِ يا مديرة المطبخ ولكن …جعة البيض لا تطبخ إلا بهذه الطريقة الفريدة من نوعها
ستيلا(هزت رأسها بقلة حيلة):- أيا كان أنجزها بسرعة فإني أتضور جوعااا
الشاب:- كأنكِ سترضعين صغيرتكِ الجائعة
ستيلا(عقدت حاجبيها):- أرضعتها ما يكفي يا أنت … سنتين ألم تكفيك ؟
الشاب:- كفتني ولكنني أحببت إزعاجكِ لا غير ، يلا جهزي المائدة
ستيلا:- هل سيأتي بابا على الغذاء ؟
الشاب:- لا بابا لن يحضر نحن وحدنا
ستيلا(نظرت لصورة وهج عبر كاميرا المراقبة التي بالمطبخ):- ووهج لم تستيقظ بعد سأتفقدهااا
الشاب(أمسكها من ذراعها):- البنت غافية يا ستيلا ، حبا بالله اخرجي من حالة الرعب الهستيري الذي يصيبكِ بشأنها
ستيلا(توقفت ثم تنهدت بخوف):- أقلق عليها ….ذلك غريزي بداخلي …
الشاب:- ستيلا ..
ستيلا(وضعت الكاميرا ثم اتكأت على حافة المطبخ):- أسمعك
الشاب:- تعرفين ما الذي سأفعله اليوم … لذلك لا توتريني أكثر بمخاوفكِ التي لا داعي لها
ستيلا(ابتلعت ريقها حين تذكرت سوار خوري):- أنا أعتمد عليك ، أختي الحمقاء يجب أن تعرف ما هي بصدده يوم افتتاح ذلك الفندق
الشاب:- بت أشك أن صاحبه هو نفسه صاحبنا المجهول
ستيلا(عقدت حاجبيها):- أخبرتك أنه ليس هو ، ثم أبو وهج شخص من نفس المحيط لكنه مختفي عن الأنظار ولن تعرفه ما لم أقرر ذلك
الشاب(وضع الملعقة الخشبية ثم اقترب منها ليلامس كفها):- أتعرفين متى سأصدقكِ عندماى ألمس رجفة بعينيكِ المتوهجتين فور رؤيته ، وقتها سأعرفه وسألكمه في منتصف وجهه لما فعله بكِ حبيبتي
ستيلا:- شكلنا سنطلب أكلا جاهزا مرة أخرى فطعامنا قد احترق
الشاب(هرول نحو المقلاة):- تبا يا ستيلووو لقد جعلتني أحرق الأكل …هيا اطلبي اطلبي أفخاذ دجاج وهمبرغر لحبيبكِ المسكين
ستيلا:- أخبرتك مليون مرة أن تنتقي ألفاظك ستلتقطها وهج ونصبح في ….هئ وهجججججج أين هي وووووهج ؟؟؟؟؟؟؟
الشاب(نظر للكاميرا حيث كان السرير فارغا):- اهدئي …ستيلا ستيلالالالالا
كانت تصعد درجات السلم بسرعة جنونية لم تدركها حتى وصلت لآخر السلم ووجدتها تعانق طرفه العلوي وهي تنتظر من يساعدها على نزول الدرج …منظرها البريء وعدم تجرئها على النزول جعل ستيلا تنهار باكية ، منه خوف عليها ومنه محبة لهاااا حين جرتها لصدرها وأجلستها بحضنها ، تشم رائحتها وتمسح دموعها برقبتها الندية جدااااا
وهج:- ماما …
الشاب(كان يمسك على رأسه وينظر لهما):- سأفقد أحقيتي بالإنجاب بسبب إفزاعكِ المتواااااصل يا ستيلا ، وهج ممنوع أن تنزلي من الدرج إلا بمساعدة أمكِ مفهووووم ؟
وهج(قطبت حاجبيها الصغيرين ثم استعد وجهها للبكاء):- هؤء
الشاب(صعد بسرعة هو الآخر لينحني لها):- يوه يوه علي أنا حمار لأبكيكِ يا أميرتي ، تمام اهدئي كنت أنبهكِ فقط ، يااااه علي
وهج(انفجرت باكية بحضن ستيلا):- اهءئئئئ ببابي
ستيلا(أغمضت عينيها):- أظن أنه قد حان الوقت ليعرف بها … سأتحمل النتائج
الشاب:- أنتِ لستِ مستعدة فلا تجني …
ستيلا(نظرت إليه وهو يجلس بجوارها):- …عندما يأتي أبي سأفاتحه بالموضوع ، لكن قراري الآخر سيكون بعد عودتي من افتتاح الفندق فتلك الليلة أهم ليلة بحياتي … بعدها سأحسم قراري النهائي
الشاب:- سأدعمكِ في أي قرار ، تعلمين أنني بظهركِ يا غالية ؟
ستيلا(اتكأت بحضنه حين رفع يده ليعانقهما):- أعرف أنني لن أتمكن من تعويضك على كل ما فعلته لأجلنا
الشاب:- لطفا لا تغفلي عن التوتر الزائد وقلة النوم والشقاء الذي أعيشه ليل نهار رفقتكما
ستيلا:- ههه وهذا يحتسب أيضا
الشاب(ابتسم وهو يربت على كتفها):- عندما أضعكِ في أيدي أمينة ، عندما يعترف بابنته ويتزوجكِ سأطمئن بعدها لأنكِ ستكونين أميرة بيتكِ حتما
ستيلا:- هل سيتحقق ذلك يوما ما ؟
الشاب:- الدنيا مفاجآت …
وهج(مدت يدها لتلامس لحيته):- بابا ذموعي
الشاب(التقطها بحجره):- إنها جواهر متلألئة يا حبيبة العمر ، ما رأيكِ لو أطلب لكِ مثلجات دافئة ؟
وهج(برقت عيناها):- مثلثات دافة
ستيلا:- هههه …آه يا ربي
الشاب(نزل بها):- ألن تنضمي ؟
ستيلا(ابتلعت ريقها):- اسبقاني سأتبعكما بعد قليل
تركها على سجيتها حين كفكفت دموعها وتابعت صعود السلالم لتتوجه لغرفتها ، فتحت درجها لتخرج السوار الخاص بخوري دفعته لأنفها كي تشمه بانتشاء وتضمه لصدرها … لم تدري كم شردت تلك اللحظة وفي أي ذكريات سبحت لكنها تعلم أن الشوق مرير جدا ، قد مزق وتينها لثلاث سنوااااات وكل يوم يمر عليها يزداد صعوبة …لذلك رؤيته بعد كل ذلك الوقت يجعلها قاب قوسين أو أدنى من الانهيار بأحضانه أمام الكل ، أجل كيف ستبلي أمامه في الافتتاح بل كيف ستخرس قلبها الذي يفضحها بخفقاته قربه …كل ذلك سيطر على مكمن تفكيرها ليجعلها تسحب نفسا عميقا وتنظر للسقف داعية من الله عز وجل أن ينصفها ، فقد تعذبت وكافحت وتعبت لأجل هذه اللحظة تحديدا … أي لحظة ؟
ستيلا:- اسمعيني جيدا … يوم الافتتاح سيتم التبادل أعرف أنني مقدمة على كارثة لكنني واثقة مما أفعله ، فإما ستكونين معي أو … انسي أننا نعرف بعضنا ..انتهى
وضعت الهاتف على الطاولة لتنظر لنفسها مليا بإباء قبل أن تغادر الموقع وتنضم لابنتها وللشاب المجنون الذي آنس حياتها وجعل لها معنى بعد أن فقدت كل روابط الحياة ..أهمها العشق الأسود الذي كسر ظهرها وما كانت لتملأ فراغه قط …
"العشق الأسود" يصح لنا أن نلقبه بهذا اللقب فكل ذكرياته ويومياته حتى حالاته العشقية كانت سوداوية إما تبدأ بدموع أو تنتهي بآه مكتومة تخرس كل خفقة … لذلك خطوتها التي ستخطوها ستغير حياتها جذريااااا ، ربما حياة أختها أيضا من يدري ؟
شكري:- ابنتي ..وصلت هذه البطاقة السوداء منذ أيام لكنني نسيت أن أعيطها لكِ
ناهد(التقطتها ورمت بها في حقيبتها):- بابا أنا على عجلة من أمري تأخرت على الشركة أكيد سأطرد اليوم
شكري:- طيب كلي شيئا يا ابنتي لم العجلة ؟
ناهد:- سآكل شيئا هناك ، هيا أقبلك بابا الغالي نلتقي مساء
شكري:- انتبهي لنفسكِ ولا تركضي في الطرقات كالهوجاء هاه ، في أمان الله بنيتي
ناهد:- باي بابيتو …
لوح لها مودعا ليتراجع بخطوات ثقيلة ويراقبها من شرفة المنزل ليطمئن أكثر عليها حتى اختفت عن أنظاره ، عاد أدراجه ليستعد للذهاب لعمله أيضا لكن رنين الجرس فاجأه فلم يتوقع ضيوفا وأكيد ناهد لم تعد بهذه السرعة فقد رآها وهي تبتعد من الحي …. أرجح أنه شخص من أهل الحي ولكن عندما فتح الباب ووجده أمامه شهق بدهشة حتى تراجع للخلف مرتطما بالجدار خلفه ، أمسك على قلبه الذي ارتفعت خفقاته بشدة لتسحب أنفاسه منه لحظتها …
شكري(التقطت كأس الماء من يده برجفة):- لم أتيت ؟؟؟؟؟؟
سليمان(وضع يديه بجيوبه متأملا الشقة):- ألا يوجد أهلا وسهلا لأخيك يا شكري ؟
شكري(وضع الكأس):- تعهدت ألا تطأ هذه العتبة فما الذي أتى بك ؟
سليمان(فتح أزرار سترته الأنيقة ليجلس قبالته):- …أريد أن تعرف ناهد بالحقيقة
شكري(بتوتر):- أهي لعبة جديدة من ألعابك ؟؟؟
سليمان:- ليست كذلك ولكن العمر يمضي .. اليوم نحن موجودين طيب وغدا ؟
شكري:- ما الذي يحدث معك ؟
سليمان:- أعتذر على عدم حضوري لجنازة صفوة .. تعرف أنه كان من غير الممكن أن أقترب من المحيط لكنني زرتها وشكرتها على ما فعلته مع ابنتي ناهد ، طلبت منها السماح أيضا لأنني لم أكن رجلا مثاليا لائقا ببناته
شكري(اهتزت حدقتيه):- ليرحمها الله
سليمان(أخرج هاتفه من جيبه ثم بحث بين الصور):- أتعلم من تكون هذه الصغيرة ؟
شكري(التقط الهاتف بعنفوان):- كأنني أهتم ؟
سليمان:- أنظر إليها وأخبرني عن شعورك …
شكري(أخذه ونظر إليها لتتسع عيناه بدهشة):- من هذه الصغيرة يا سليمان ؟
سليمان(زفر عميقا):- حفيدتي ..
شكري(بصدمة):- حفيدتك ….هل تهذي أم أنك أصبت بارتجاج في عقلك ؟
سليمان(نهض وهو يمسح على صدره):- …لقد وجدت ابنتي الثانية ، وهي تعيش معي تقريبا منذ ثلاث سنوات
شكري(بعدم تصديق ألقى الهاتف جانبا):- عرفتك جبانا ولكنك لم تكن مخادعا قط
سليمان(التقط الهاتف وقلب الصور):- لو مررت الصور هكذا ستعرف كل شيء
شكري(بإباء أمسكه مجددا وأخذ يتفحصها حتى دمعت عيناه):- إنهااااا حقاااا ….يااااااه أين وجدتها كيف وجدتها أخبرني ؟؟؟؟؟
سليمان:- حكاية طويلة يا شكري … لكنها تعلم بالحقيقة كاملة وتعرف أن هنالك أخت توأم وتستحق أن تتعرف عليها
شكري:- هل أتيت بعد كل هذه السنين كي تقنعني أن نزعة ضميرك قد استفاقت من سباتها ؟
سليمانّ:- أنت تعلم جيدا أنني لم أفرط في أي واحدة منهما ، لكن الظروف كانت أقوى مني
شكري:- تلك الظروف جعلتني أبا لناهد ، ولو أخبرتها بالحقيقة الآن ستصدم وتحزن ولكنها ستعود لأحضاني لأنها لا تعترف بأحد غيري كأب لها هل سمعت ؟
سليمان:- شكري …أخي أنا لا أريد الدخول بينكما أعرف قيمتك لديها ، لكنني أرغب بظهوري في الصورة من حقي عليها أن تعرف بي
شكري(بانفعال):- ومن حقك أن تربك استقرار حياتها وقتما شئت أليس كذلك …تمام أخبرني هل أصبحت ظروفك مناسبة الآن ، هل انتهى عملك المشبوه ، هل قضيتم على الأشرااااار الإجابة هي لا …إذن لا تجعلني أخرقا فأطردك من بيتي
سليمان:- أتيت إلى هنا بقدمي كي أخطرك بما سيحصل ، يعني استعد لذلك فلن تتمكن من إيقااااافي ، جئتك بحسن نية وأخبرتك مقدما كي لا تقول أن أخي تخطاني ولكن حان الوقت لتعرف ناهد أنني أبوها الحقيقي …
شكري(بحرقة):- لماذااااااااا ؟
سليمان:- إنها ابنتي
شكري(ضرب على صدره):- وابنتي أيضااااااااااا ….إياك وأن تظن ولو للحظة أنك قادر على انتزاعها من أضلاعي ، تمام أنا لم أنجبها لكنني ربيتها وكرست حياتي لأجلها ، كبرتها بالقليل الذي كنت أحصل عليه من عملي الشريف ولم أطعمها يوما من أموالك القذرة ….
سليمان:- كان هذا شرطك ، ووافقت
شكري:- جميل والآن إليك شرطي الثاني ….أنا ..أنا من سيخبرها الحقيقة وأعتقد أن هذاااا حق طبيعي تمنحه لي بعد إذنك
سليمان(اقترب منه):- أنا لا أرغب ب…
شكري:- انتهى يا أخي … انتهى هذا اللقاء المرير الذي خشيته منذ أن حملتها بين ذراعي رضيعة
سليمان(تحرك بحزن صوب الباب):- إنها الظروف مجددا ، سامحني
شكري:- الظروف التي تلعب بك وبنا كالدمية ، ع فكرة هل نحن من ضمن كاست الممثلين أم أننا الجمهور الأبكم في هذه المسرحية التراجيدية ؟
جملة ختمت اللحظة بينهما ليغادر أحدهما بينما يجثو الآخر على ركبه باكيا بحسرة ، سيحرمونه من صغيرته سيسحبونها منه فكيف له أن يتحمل كل تلك القسوة …بدئا بصفوة والآن بحرمانه من فرحته الوحيدة في هذه الحياة ، لم يعرف كيف يتصرف ولكن سليمان مصر على إخبارها الحقيقة وإن لم يفعل شكري فلن يتوقف الآخر حتى يجعلها تعرف كل شيء …لذلك بقي بين البينين يتخبط …
يعني ما بالهم جميعا يريدون كشف هذه الحقيقة تحديدا ، حتى أختها والشاب الذي معها يريدان كشف الحقائق فمن ذا الذي سيسبق ؟؟؟
ناهد(زفرت بتأفف):- هل لك أن تسرع قليلا الطريق مفتوح أمامك يا عم …أكلمك ألا تسمعني من فضلك تأخرت على عملي هلا تحركت ؟ …الله الله أكلمك هنا أجبني لم تقود ببطء بينما لديك فرصة للإسراع ….أقول أنني تأخرت على عملي يا عم افففف تمام أنزلني سآخذ سيارة أجرة أخرى ….أنزلني ؟؟؟؟؟؟؟؟
سائق الأجرة(أخرج مسدسه من جانبه):- ستجثمين محلكِ دون حركة ؟
ناهد(شهقت بفزع):- هئئئئ ما الذي تفعله أنت …ماذا تريد مني ؟
سائق الأجرة:- أعطني هاتفكِ هياااا بسرعة …ألقي به هنا أمامي
ناهد(أخرجته من حقيبتها):- تمام اهدأ اهدأ يعني لم الانفعال ، إن لم تكن تملك هاتفا أعطيك خاصتي ولو الناس لبعضها البعض
سائق الأجرة:- ارجعي للخلف وابقي حيث يمكنني رؤيتكِ ، ولو حاولت التصرف بنزق سأقتلكِ مفهوووووم ؟
ناهد:- تمام تمام ها أنا ذا لكن …أخبرني لو كنت تريد نقودا يعني معي في الحقيبة مبلغ بسيط فأبي ينهاني عن إخراج المال خشية من السرقة …يعني يمكننا التوقف في أي بنك وأسحب المال القليل الذي جمعته من عملي في هذه الأشهر البسيطة …ما رأيك ؟
سائق الأجرة(أمسك هاتفه):- …..الشحنة معي ..أنا قريب من نقطة اللقاء تمام
ناهد(رفعت حاجبها):- أنا الشحنة صحيح ، طيب فهمني إلى أين تأخذني ، من كلمت عبر الهاتف هل ستقومون باختطاااافي ؟
سائق الأجرة:- دقيقتين وتعرفين اخرسيييييي الآن …
ناهد(أشارت بإصبعها):- لعلمك أنا طالبة حقوق ، إن اختطاف مواطنة بدون وجه حق تعد جريمة في وجه القانون ..عقوبتها استنادا على القانون الدستوري رقم ..
سائق الأجرة(التفت إليها):- هل يبدو لكِ أنني أكترث لذلك ، اجمدي محلكِ لأرى …
ناهد(بعد لحظة صمت):- هل ستطول الطريق ؟
سائق الأجرة(ضرب على المقود):- ألا تعرفين ما معنى الصمت ؟
ناهد(كتفت يديها):- لنتبادل أطراف الحديث يعني كي يمر الوقت إذ يبدو أننا سنطيل …هل تملك أطفالا ؟؟؟؟؟
إلى أين أخذها لم تعرف ولم تشعر بالخوف فقد تعودت على هذه الحركات الناقصة ، أيا كان من سيخطفها أكيد سيطلق سراحها عندما لا يجد بأنها لا تملك ما تعطيه له ….لحظة وجحظت عينيها وهي تنظر بين قدميها لتجمعهما بحركة رعب ثم ضربت على النافذة ، هه الآنسة قد صحت للتو
ناهد:- أخرجنيييييييييييييي من هنا أخرجني يا مغتصب يا مختل والله لو اقتربت مني لعضضت أنفك بأسناني ولمزقت جلد خدك بأظااااافري أنظر أنظر كم هي طويلة ….ألا تسمع أوقف السياااااااااااااااارة النجدةةةةةةةةةة يريد اغتصابي أنقذوووووووووووني
لم يوليها اهتماما بل تركها تتخبط بالخلف لغاية ما وصل لزقاق مقطوع وأوقف السيارة ، أطفأ المحرك ثم أخذ مسدسه بجيبه وأغراضه ثم غادر بعد أن أغلق السيارة خلفه …كانت تراقبه بعيون باكية وهي تلاحقه من نافذة لأخرى وتصرخ فيه أن يعود ويحررها لكنه لم يفعل بل ذهب دونما اكتراث ….ظلت محلها تصرخ وتستنجد بالعدم لساعة كاملة حتى لمحت شخصا يركض من أعلى الزقاق يرتدي سترة سوداء ويضع قلنسوة على رأسه …جحظت بفزع وتحركت لتبحث عن أي شيء تدافع به عن نفسها فتذكرت هاتفها الذي وجدته مطفئا متى أطفأه ذلك الأبله لم تعرف ، حاولت إشعاله لكن ما كادت تفعل حتى فتحت السيارة وكان يصعد بجوارها ليقفلها ويرمي المفتاح من النافذة …
ناهد(كانت تنظر للمفتاح وهو خارج السيارة ثم التفتت لتنظر للشخص وتضربه بحقيبتها):- لو لمستني سأقتلك يااااااااااا وغد يا حقيررررررر
الشاب(أزال قلنسوته ثم أمسك يديها اللتين بدأتا بضربه):- اهدئي يا آنسة إغماء هذا أنا
ناهد(أفلتت حقيبتها لتنظر إليه بدهشة):- ….لارد
الشاب(غاص معها في نظرة صامتة قبل أن يرمش بسخرية):- ههه ماذا هل اشتقتِ لوسامتي ؟
ناهد(أغلقت فمها المفتوح ثم ارتدت للخلف):- ماذا تفعل هنا …هل هل أنت من قام بكل هذاااااا ؟
الشاب(اتكأ بأريحية وهو يضع يديه بجيوبه وينظر للأمام):- ستمطر بعد لحظات ، أحب مشاهدة المطر لأنه يرسم على هذا الجدار أشكالا متحركة ، أردت مشاركتكِ إياها
ناهد(نظرت للجدار المتصدع ثم أغمضت عينيها):- هل أحضرتني بطريقة إرهابية مهينة غير أخلاقية لكي تجعلني أشاهد هذا الحائط الصدئ مثلك ؟
الشاب(رفع إصبعه):- واحد …اثنان ….ثلاثة …أربعة …تسعة ….عشرة هاه أول قطرة ، الثانية يسسسس إنها تمطررررر بغزارة أرأيتِ..لاحظي معي على الجانب الأيمن ستبدو لكِ مثل الطاحونة الكبيرة التي يتسرب منها الماء ، أنظري الآن للأسفل على الجانب الأيسر هنالك يبدو دلو يمتلأ قطرة قطرة …بالأعلى ستجدين سحابة متصدعة تبدو وكأنها تمطر ، على اليسار هناك بالأعلى كأنه شلال ينساب من فوق ويستقر في بقعة سوداء …
ناهد(لم ترى أي شيء):- أنت مخبول
الشاب(تنهد عميقا):- ربما
ناهد:- أريد الخروج من هنا لذلك افتح نافذتك جيدا واقفز للخارج أحضر المفتاح وافتحها لأرحل ..هيا أنتظر
الشاب(وضع يديه بجيوبه):- لن أفعل …
ناهد(أطلت عليه):- ولماذاااااا ، أتعلم أنك تحتجزني هنا بدون وجه حق ؟؟؟
الشاب(ببرودة):- أعلم
ناهد(صرخت بعصبية):- إذا أخرجني من هذه السيارة اللعينة أريد الذهاب لعملي
الشاب:- ستذهبين …لكن ليس قبل أن تصغي لما سأقوله
ناهد(دفعت كتفه بيدها):- لا أريد لا أريييييييييد …..هئئئ
الشاب(بخفة أمسكها ليجذبها فيقترب وجهها من وجهه):- ناهد …لا تتصرفي بصبيانية أريد أن نتحدث لا غير
ناهد(حاولت التملص من قبضته):- أولا تختطفني في البرازيل لتجعلني أبيت بغرفتك ، ثم تحتجزني قسرا لأفطر معك ..والآن تختطفني كالعصابات الخطيرة وتطلب مني حديثا ؟؟؟
الشاب(وهو يتابع معها كل حرف ليشير ببساطة):- أجل …هذا هو
ناهد(حاولت مجددا الابتعاد):- اتركني اتركني فأنت …
الشاب(أفلتها فجأة ثم شبك يديه):- أنا لم أصارحكِ في البرازيل …
ناهد(برقت عيناها برعب ثم أمسكت على بطنها):- هل جعلتني حاملا أيها الأحمق ؟؟؟؟؟؟
الشاب(ضحك بصخب):- ههههههههههه …هههههه أنتِ تملكين لسانا ساخرا يا فتاة ، أضحك الله سنكِ قال حاملا قال
ناهد:- إذا لم يكن كذلك …فما الذي ستصارحني به ونحن حتى لا نعرف بعضنا ؟
الشاب(امتص شفتيه):- أنا ….أعرفكِ سلفا
ناهد(باهتمام):- كيف يعني ، هل سبق والتقينا لأنني يستحيل أن أنسى وجهك السمج ؟
الشاب:- هههههه …سأتقبل الإهانة وأعتبرها ردا على إحضاري المهين لكِ ، أعتذر على الطريقة ولكنني لم أجد حلا آخر غير …اعتقدت أنكِ سترفضين دعوتي بالخروج
ناهد(بغرور):- طبعا هذا ما كنت سأفعله
الشاب:- هاه أرأيتِ
ناهد:- لكنه لا يعطيك الحق في إهانتي يا هذااااا…على فكرة ما اسمك ؟
الشاب(امتص شفتيه):- سأخبركِ باسمي …في آخر الحوار هذا إن بقي بعقلكِ ما يمكن استيعابه بعد الذي سأخبركِ به
ناهد(كتفت يديها):- حبذا لو تختصره كي تخرج من النافذة وتحضر المفتاح وتركب محل السائق وتصطحبني لمقر عملي وهذا أمر …
الشاب:- سأفعل …
ناهد(نظرت إليه حين أشاح ببصره للجانب الآخر وبدا الحزن عليه):- ألووو …أسمعك
الشاب(تنهد عميقا وهو يراقب وقع المطر على أديم الأرض المبللة):- … كنت بالثالثة عشرة عندما وجدت نفسي وحيدا ، دون أب أو أم قد توفيا في حادث طائرة ، لم يكن لدي أحد ، كنت بمفردي حتى أصدقاء العائلة بدؤوا يتلاشون الواحد تلو الآخر حتى اختفوا عندما علموا أن كل ما تبقى لي من أموال والدي قد ذهب في الديون ..اكتشفت أنه اختلس الكثير وهرب رفقة أمي التي هجرتني بدورها ولم تفكر حتى باصطحابي معهما ليتها فعلت لكنت ارتحت كثيرااااا مما قاسيت منه بعدهما …
ناهد(تأثرت لحكايته):- متأسفة
الشاب(تابع الحكاية):- لا أخبركِ كي تتأسفي فهذا واقع حياتي الذي تقبلته بكل إيجابية ، فلو كانا اصطحباني معهما كنت توفيت رفقتهما ولكن الله قدر لي أن أبقى لهذا الوقت حيا كي أساعد الآخرين ، كي أكون معنى وأمانا لغيري … كان هنالك رجل يأتي للميتم الذي عشت فيه سنة غير مكتملة ، فهذا الرجل الذي أحدثكِ عنه قد كفلني وأخرجني من هناك وأخذني لقصره وجعلني ابنا له ، اهتم بي كثيرا وخصص وقته لأجل تعليمي وتدريسي وفعلا بفضله تلقيت أحسن تعليم مع مدرسين متخصصين وفي كليات مرموقة حتى تخرجت وتخصصت في المهنة التي أحبها
ناهد:- سباق السيارات ؟
الشاب(ابتسم):- ههه إنها مجرد هواية ، أما مهنتي فستعرفينها لاحقا لا تتسرعي
ناهد:- أكمل
الشاب:- لاحقا …عرفت أنه لم يكن مجرد رجل عابر في حياتي ، اكتشفت أنه قريبي من بعيد وهنالك صلة تجمعنا وهذا ما ضاعف المحبة بقلبي فلم يتخلى عني ويترك مستقبلي يضيع مع رفقاء السوء
ناهد:- مثل البابا نويل يا سلام وانتهت الحكاية صح ؟.
الشاب:- بالعكس …بدأت قبل ثلاث سنوات عندما أحضر ابنته الحامل إلى قصرنا كي أرعاها وأهتم بها لأنه لم يكن قادرا على المكوث معنا كل الوقت
ناهد:- ألم تقل أنه كان رجلا وحيدا وكفلك كابنه ؟
الشاب(ابتلع ريقه):- هو كذلك كان رجلا وحيدا ولكنه أب … أما عن ابنته تلك فقد كانت ضائعة في الملاجئ وذلك لأسباب غير معروفة …، المهم أننا بحثنا عنها كثيراااااا لغاية ما وجدناها وتخيلي معي أننا وجدناها قد سلمت أمرها للخالق عندما حاولت الانتحار
ناهد(أمسكت على قلبها):- يا ويلي ….هل أنقذتموها ؟
الشاب:- في آخر لحظة سحبتها من حبل المشنقة الذي كان سيفتك بها ، اصطحبتها للقصر وظلت أياما نائمة بفضل المهدئات لغاية ما وجدناها مستعدة لمعرفة الحقيقة فأخبرناها كل شيء … صراحة حملها ساعدها كثيرا لتقبل الوقائع فلولاه لما آمنت لنا ولا أجبرت على الرضوخ لوجودنا
ناهد:- والآن هي تحبكم ولا تفرط بكم وأنجبت بخير وسلام صحيح ؟
الشاب:- أنجبت أميرة صغيرة لو ترينها ستحبينها كثيراااا ، تدعى وهج
ناهد(ابتسمت للحظة قبل أن تختفي ابتسامتها)):- قلت وهج
الشاب(امتص شفتيه):- …ألا يذكركِ هذا الاسم بشيء ؟
ناهد(وهي تحاول التذكر):- … قد سمعته في مكان ما و …..آآآه سمعته بالمشفى عندما أغمي علي وكانت برفقة جدها هئئئ …هل هل هو نفسه الرجل الذي تحدثني عنه ؟
الشاب:- بالفعل …
ناهد(خفق قلبها):- طيب لم أفهم لم تحكي لي كل هذا يعني ؟
الشاب:- ذلك الرجل … أنجب توأما وكان مضطرا لفراق صغيرتيه لأجل حمايتهما من أنامل الشر التي كانت تحيط به ، لكن واحدة فقط تمكن من وضعها في أيدي أمينة رعتها وكبرتها حتى صارت شابة جذاااابة ، أما الثانية تعذبت في حياتها كثيرا ولكنها بعد عثورنا عليها اطمأنت قليلا رغم أنها تعاني من مشاكل عاطفية مع أبو الصغيرة الذي لم تخبرنا عنه حتى اليوم
ناهد:- يعني كان لديه بنتين …هممم طيب دعوها على سجيتها أكيد ستحكي لكم عنه يوما مااااا ، ثم طبعا لن يفرط بابنته
الشاب:- لا يعرف أن لديه ابنة من أصله …عندما وجدناها تحاول الانتحار كان بسببه فقد أرادت التخلص من الحمل ومن حياتها كلها ، لذلك هي مقتنعة بقرار إخفاء الطفلة
ناهد(أمسكت على رأسها):- مع ذلك لا أجد خيط الوصل بيني وبينك وبينها وبين الرجل وبين الأب المجهوووول هههه …حضرتك أنا ما شأني بكل هذاااااا ؟
الشاب(سحب نفسا عميقا):- فرات … اسمي فرات
ناهد(شردت في اسمه):- فراااات … طيب ..أخبرني يا فرات ماذا تريد مني ؟
فرااااات هممم أخيرا يا عم ثلاثة أرباع الفصول وأنا أكتب الشاب الشاب فرات أخيرا أخبرتنا باسمك يلا خير وبركة، حبيت الاسم حبيت أعلق حبيت أستوقف هذا السطر لنا ههههه
فرات:- ما أريده منكِ هو أن تسحبي نفسا عميقا لأن ما سأخبركِ به الآن … أمر مصيري
ناهد:- وترتني …انطق ويكفي إرعابا والله اكتفيت
فرات:- أنتِ..
ناهد(شعرت بالخوف):- ….هاتفك يرن …
فرات(التقط الهاتف ليرمق اسمها):- لحظة …. / ألو نعم أسمعكِ
ستيلا(برعب):- لم تخبرها صحيح ؟
فرات:- على وشك
ستيلا:- لا تفعل …لا تفعل …بابا هنا وأخبرني أن عمي شكري هو من سيخبرها الحقيقة
فرات(أغمض عينيه ليرمي برأسه للخلف):- بقدر شعرة
ستيلا(تنهدت بأريحية):- الحمدلله أنقذت الموقف ، يعني من حق الرجل الذي رعاها أن يخبرها الحقيقة ، أنت فبرك أي شيء لها وأعدها للمنزل الآن
فرات(مرر لسانه حول شفتيه):- مفهوم ..نتحدث فور عودتي ، راقبي المطر
ستيلا:- أنا عند النافذة مع وهج
فرات:- قبليها عني لحين عودتي …سلام
ستيلا(أغلقت الخط):- لم يخبرها بعد
سليمان:- هذه آخر مرة تتصرفان فيها بدون مشورتي مفهوم … ؟
ستيلا:- طيب بابا يعني فكرت أنه …
سليمان:- فكرتِ في ماذا هل كنتِ موجودة معها كل هذه السنوات حتى تظهري الآن فجأة ..الموضوع لا يأتي كالصاعقة يا ابنتي بل
ستيلا(اهتزت حدقتيها بدموع):- لأول مرة ترفع صوتك بوجهي بابا … هه حتى لم تعرف بالحقيقة وبدأت تصرخ فيني …تمام هي الآن ذات الدور البطولي فلتهنأ به أما أنا فقد انتهت حقبتي غالبا .،، تعالي يا وهج لنصعد لغرفتنا
سليمان(أغمض عينيه):- ستيلا …ستيلا اسمعيني يا ابنتي لم أقصد أن … بفففف أنا خااااائف
ستيلا(احتضنت صغيرتها ومرت بجواره لتتوقف لحظة):- وأنا خائفة من أن تحبها أكثر مني ، أو أن تنسيك إيااااي وابنتي .. إنها أختي أحببتها قبل معرفتها ولكنني لن أقبل بأقل مما أستحق إما الإنصاف والعدل أو أرحل من هنا
سليمان(استوقفها مبتسما):- هل هذه غيرة أخوات ؟
ستيلا(رفعت أنفها للأعلى):- أنا الكبرى
سليمان:- بدقيقتين ربما ؟
ستيلا(غالبها الضحك):- لا تضحكني أنا أتخذ موقفا هنا
سليمان(دفعها لحضنه حين تشبثت به وهج):- أنتِ فرحتي وهي بهجتي
ستيلا:- أنظر للشقية كيف تركتني وتعلقت بك
سليمان(قبل وهج):- وهذه ابتسامتي الدائمة ، حفظكم الله لي
ستيلا(عانقته):- لا تخف بابا ، أكيد أختي ناهد ستحبك مثلما أحببتك وستعذرك حتما
سليمان:- ظروفها تختلف ، قد سلمتها بيدي لعمكِ شكري وزوجته المرحومة صفوة …كيف ستسامحني على ذلك ؟
ستيلا(مسحت على وجهه):- دع ذلك علي أنا وهذه الصغيرة ، بابتسامتها هي قادرة على انتزاع كل الصعوبات
سليمان:- آآآآمل ذلك… ماذا سيخبرها الولد فرات بالمناسبة ؟
فرات(حول عينيه):- اعتبريها مشاركة فعلية لسيرتي الذاتية ، قد تحتاجينها يوما
ناهد:- أحضرتني إلى هنا لأسمع حكايتك إذن … لم أقتنع هنالك شيء جعلك تتراجع ، حتما هي المكالمة التي وردتك ..هيا تشجع وأخبرني بما يحصل
فرات:- هل أنتِ مخبولة هكذا دوما ؟
ناهد:- في المواقف التي تستحق مثل موقفنا هذاااا أكيد …
فرات:- أريد أن أختم الحكاية بشيء أخير قبل أن آخذكِ للمنزل
ناهد:- ستأخذني للعمل
فرات:- للمنزل
ناهد:- للعمل
فرات:- للمنزل وذلك أمر لا جدل فيه ، يمكنكِ الخروج من بعدي والذهاب لعملكِ لكنكِ أمانة لدي سأصطحبكِ للمنزل يعني للمنزل تمام ؟
ناهد(استشاطت غضبا):- اسمع يااااااااااا هذااااااا لا تأمرني ولا تملك حق ….
فرات(أردف بصوت متحشرج):- "الحَياة غير مُنصِفة … قد تضربكِ في أعمَق جرَاحِك لكنها لا تظلمكِ فكلُّ شَيء مُقدرٌ ومَكتُوب عِند الله سُبحانه وتعالى ، لكنْ إذا ما وهَبتنا تعويضًا على ما حُرمنا مِنه فأكيد مِن واجبنا التمسُّك به ، مَهما حاولنا لومَها على ما فعلتهُ بنا سَوف لن نحصُد شَيئا سِوى إرهَاق ذاتنا ، لأنَّها قد حَكمت وأنجَزت وقرَّرت التعويضَ في توقيتِ من اختيارها ..يَعني ليسَ أمامنا شيءٌ سوى النَّظر بإيجابية واستِقبال الأمُور كما جَاءت عليه ".
ناهد:- انتهيت يا موعظة الجامعة ؟
فرات:- ههه انتهيت
ناهد:- إذن اقفز من النافذة أحضر المفتاح وخذني من هذه البقعة اللعينة
فرات(أخرج المفتاح من جيبه):- ذاك كان مفتاحا مزورا ، همم لحظة لأقفز هنا يسسس هيا بنا إذن يا حبي
ناهد(أمسكت على رأسها بصداع):- لم أخبرتني باسمك ؟
فرات:- لأننا سنلتقي
ناهد(لم تدري لم شعرت بدغدغة بداخلها):- لا أتشرف بذلك فكف عن الظهور بحياتي
فرات(أقلع السيارة):- من يدري …الدنيا مفاجآت !
كتفت يديها وأسندت رأسها على النافذة وهي تراقب المطر ، أما هو فقد كانت عينه على الطريق وعين عليها لا يدري لم تجذبه بتصرفاتها لمراقبتها لكنه كان يزفر بعمق لم تشعر به …خوفا مما سيحصل بعد ساعات قليلة … ساعات مصيرية بحياة ناهد العنبري …
ناهد:- أبيييي لقد عدت ..الدنيا مطر هل نسيت مجددا باب الشرفة مفتوحا سوف تصاب بالزكام وسيؤلمك صدرك …بابااااا أين أنت ؟
شكري(خرج من الشرفة التي أغلقها من بعده):- كنت هنا يا ابنتي
ناهد(ركضت وعانقته):- اشتقت إليك
شكري:- هه لم تغيبي سوى وقت بسيط ، ماذا هل غادرتِ عملكِ باكرا ؟
ناهد(اختفت بسمتها ثم أعادتها من جديد):- يعني …شبه ذلك
شكري:- هل أنتِ جائعة ؟
ناهد:- لا يا بابا … سأبدل ملابسي المبللة وأذهب للعمل
شكري:- لو تبقين اليوم …أريدكِ معي
ناهد(اقتربت منه بخوف لتتحسس حرارته):- هل تشعر بالمرض ،ما بك يا بابا ؟
شكري:- اهدئي يا صغيرتي أنا بخير لكن …يعني …أردت ذلك
ناهد:- طيب …دعني أتصل وأخبرهم بعدم مجيئي وأنت جهز لنا كوب شاي دافئ
شكري:- هه أحسن شاي لأحسن فتاة في العالم
ناهد(قبلت جبينه وركضت لغرفتها):- لا تضع السكر بخاصتي كي لا أسمن
شكري(بحزن):- كيف سأكسر قلبكِ يا ابنتي ؟؟
أخذ وقتا طويلا في شرب الشاي ومسامرتها ، ضحكا كثيرا وتذكرا مواقف طريفة حدثت معهما ومع صفوة … تبادلا ذكريات جميلة عن طفولتها وسرد لها شكري عن سنواتها الأولى ..، عن أول خطوة وأول ضحكة وأول كلمة ، عن بداياتها في المدرسة عن صديقاتها اللواتي لا تتذكر أسماءهن لكنه يتذكر فقد حفر كل يوم من عمرها في ذاكرته التي لن تشيب مهما طال الزمن به ، فهي ضياء عمره الذي وهبه لها فقط…لم يشعر بنفسه إلا والدموع تغطي ملامحه الوقورة بينما هرعت هي لاحتضانه والطبطبة عليه اعتقادا منها أنه مجرد حنين …
شكري:- سأخبركِ بسر عميق يا ابنتي ، سر احتفظنا به أنا وأمكِ منذ سنوات وحان الوقت لتعرفيه ..يشهد الله أنكِ فلذة من كبدي أنكِ نبضة في قلبي أنكِ فرحة حياتي بكل ما في الكلمة من معنى …، أنتِ مصباح أضاء عتمة بيتنا وسأشكر الله ليل نهار على نعمته ، قد كنتِ سراجااا منيرا لأيامنا المظلمة
ناهد(اختفت بسمتها):- كنت …أما عدت يا بابا ؟
شكري(أمسك كفها):- ما زلتِ ..وستبقين كذلك حتى تصبحي جدة
ناهد:- ههه بعد عمرك الطويل إن شاء الله
شكري(مسح دمعته ثم ربت على يدها):- … ناهد ، .. سامحيني إن خيبت ظنكِ ، أحببتكِ كقطعة من روحي وما زلت أفدي عمري كله لأجلكِ … لكن ما عاد ذلك ينفع دون أن تعرفي بالحقيقة كاملة
ناهد(ارتدت للخلف):- تمام ..ما بال الجميع يرغب بمصارحتي يعني هل سأموت ؟
شكري:- بعيد الشر عنكِ يا صغيرتي يومي قبل يومكِ
ناهد:- ألف لا بأس عليك يا بابا ، آسفة
شكري(تلكأتِ الحروف بجوفه):- هذا الحوار خشيته طوال عمري ، مر بذاكرتي أياما عديدة وكنت أهرب منه لكن اليوم لا مفر لا مفر …
ناهد:- بابا أنا أحبك …صدقني أي شيء ستخبرني به لن يهز من قدر محبتي شعرة واحدة
شكري(عضعض شفتيه):- …أنا وأمكِ صفوة ، عانينا كثيرا في زواجنا ولم نستطع الإنجاب رغم محاولاتنا المتكررة ، فعرفنا من الحكماء أنا غير قادرين على الإنجاب لذلك سلمنا الأمر للخالق
ناهد(سحبت يدها من يده لتعدل جلستها)::- مم ما فهمت ؟
شكري(والدموع على وجنيته):- بقدر الوجع بحجم الآهات التي تثقل صدري ، يصعب علي قول ما يعذب جوفي يا ابنتي
ناهد(عضت شفتيها والدموع منهمرة من عينيها):- أنت تمزح أليس كذلك …يعني أكيد ستختمها بدعابة ، تريد أن تجرب معزتك لدي صح … يعني ….أكيد ما تقوله غير معقوووول أو ما تحاول قوله ولكنك لا تجد جملة مفيدة … باباااااا
شكري(أغمض عينيه بقهر):- لست أباااااكِ … ولا صفوة أمك ، أنتِ لستِ ابنتنا
جملة نزلت كالصاعقة على صدرها لتتسمر مصدومة أمامه ، كانت تبحث في ملامحه عن شيء يخبرها أنها مجرد مزحة مزعجة ولكن دموعه وانهياره كانت جوابا عن يقين ما رواه … هجمت على عقلها حكاية الشاب فرات وربطت الخيوط سوية لترمش بصدمة أكبر وهي تجد نفسها وسط دوامة من الأكاااااذيب ….
شكري:- أنا …عمكِ .. عمكِ اللزم وقد أحضركِ أبوكِ لنا وأنتِ ما زلتِ في القماط ، يشهد الله أننا أحببناكِ كما لو كنتِ فلذتنا …أنتِ تعرفين ذلك جيدا ، نااااهد بنيتي قولي شيئا لا تعذبيني بصمتكِ يا حبيبتي …
ناهد(هزت رأسها بعدم تصديق):- ….يعني …عشت في كذبة طوال حياتي ، يعني …أنت لست بابا وماما صفوة ليست أمي طيب ..هههه أنا من أكون ، أبي من يكون ولماذا تخلى عني وأمي لم لم تربني لماذاااااااااا تخلوا عني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شكري(أمسك على صدره):- ….أمكِ ، عانت في ولادتكما كثيرا وقد فقدناها في غرفة العمليات و … ما تبقى سيسرده لكِ أبوكِ
ناهد(نهضت بانفعال):- أنت أبي …كف عن قول هذه الأكاذييييييب ، أنت أبي أنت باباااااابا أنت بابااااااا
شكري(نهض ليجذبها لحضنه):- آآآآآآه يا صغيرتي
ناهد(انهارت معه على الأرض ليتعانقا ببكاء مرير):- لماذا فعلتم بي ذلك …لم لم تخبروني بالحقيقة وأنا طفلة ما كان صدري احترق الآن …ما كان صدري احترق اهئئئئئئئ
ظلت تبكي بحضنه لدقائق طويلة حتى انتفضت بعصبية ، صرخت ، بكت ، انهارت ، كسرت ، ولم يبرد جوفها بعد لذلك كان لزاما عليها أن تأخذ منه عنواااااانه فما كان قادرا على منعها ..أو حتى مرافقتها لذلك تركها على سجيتها فإن عادت إليه فقد كسب ابنته للأبد وإن لم تعد فالحق معها يبقى ذلك الوجع مريرا ويتطلب وقتا لتقبله وأكيد ستعود لأحضانه فهي تحبه كثيرا …لكن كيف ستواجه أباها الحقيقي هذا ما لا يسعنا معرفته إلا بعد قليل ، فقد سارت في الطرقات الماطرة ولم تعرف كيف وصلت للشركة وجلست بالحديقة المقابلة لها دون حراك ، ظلت جالسة تنعي حظها وتبكي بحرقة وكل أسف على حالها ذاااااك …. لهذا انتشالها من تلك القوقعة الدامعة كان يبدو مستحيلا لكنه ظل ينتظر لدقائق بسيطة فلا يسعه الانتظار أكثر لأن وقته محدوووووود جدااااا ، ومع الأسف تلك الدقائق لا تقدر بثمن بالنسبة له
حكيم:- هل علي أن ألتقطكِ من الشوارع دائما كالقطة المتشردة يا طفيلية ؟
ناهد(رفعت رأسها بعيون متورمة):- ….لارد
حكيم(لوح لها من تحت مظلته):- هل أنتِ بخير ؟
ناهد(أفلتت عن شهقة عميقة قبل أن ترتفع لترتمي بحضنه):- هئئئئ …حكيييييييم
حكيم(ارتد من قفزتها لكنه أمسكها برفق ليثبت المظلة فوقهما):- مهلكِ يا فتاة ، ما بكِ تبكين وحدكِ هنا ماذا حصل ؟
ناهد(رفعت بصرها لتتأكد أنه هو لتعود وتحتضنه):- عانقني فحسب
حكيم(نظر حوله ثم ربت على ظهرها برفق):- ….اهدئي …أنا معكِ
ناهد(حكت جبينها بصره):- اهئئئ كيف لي أن أهدأ وقد عرفت للتو أنني لست ابنة أبي
حكيم(أبعدها ليطل عليها):- أنكِ ماذااااااااا ؟؟؟
بعد مدة
ناهد(مسحت دموعها):- هذا ما أخبرني به قبل ساعات ،، أنا غير قادرة على التصديق عقلي سيطير من محله يعني ما هذه الأكذوبة البشعة ؟
حكيم(تنهد عميقا):- حسنا …بما أنني أخذت خبرة في الصواعق السابقة ومضادا فعالا للكوارث اللاحقة إن شاء الله ، أخبركِ وببساطة أن تستسلمي للقدر ولحكمته ،..بالعكس أبوكِ شكري سيبقى أباكِ الذي رباكِ ورعاكِ لن تتخلي عنه إطلاقا ، لكن هذا لا يمنع أن تتعرفي على أبيكِ الثاني طالما الحياة وهبته لكِ استغلي ذلك وتعرفي عليه وعلى أختكِ وابنتها …قد حرمكِ من أمكِ أجل لكن أنظري لما كان الله يخفيه لأجلكِ ..، أبا ثانيا وأختا ما كنتِ تتوقعينها صحيح يعني عائلة يا ناهد ، عائلة عليكِ التشبث بها والنضال لأجلها ، لكن ليس قبل التعرف عليها وفهم دوافعها وأسبابها التي فرقتكم عن بعضكم
ناهد(امتصت شفتيها):- مجرد كلام
حكيم:- ليس تماما ، أخبريني بم سينفعكِ الغضب وخلق انتفاضة أنتِ الخاسرة فيها مع جراح ستقدمينها لشكري وللرجل الآخر …خذي حقكِ في تقبل الأمر ولكن ليس على حساب مواجعهم بدورهم لم يكن الأمر سهلا عليهم …طالما صارحوكِ فكوني ممتنة أنكِ عرفتِ اليوم وهذا بحكمة من الإله لا يفهمها سواه ، يعني أقداااار يا ناهد
ناهد:- لا أعرف …أنا غير قادرة على اتخاذ قرار أحتاج لوقت للتفكير قبل المواجهة
حكيم(استقام):- وأنا لا أملك ذلك الوقت ، قد مررت لأوقع على بعض الأوراق لأن نور غير متوفرة لذلك … اعتبري أن الله وضعني في طريقكِ كي تتراجعي عن دور المتمردة الغاضبة
ناهد:- أليس من حقي ؟
حكيم:- من حقكِ…لكن لا تطيلي فقط واستغلي كل لحظة مع عائلتك ، فتلك اللحظات لا تقدر بثمن يا ناهد …هيا أترككِ بسلام الآن
ناهد(نهضت خلفه):- إلى أين ؟
حكيم(توقف ليثبت مظلته فوق رأسه):- إلى حيث كنت
ناهد(عضعضت شفتيها):- يمكنني انتظارك
حكيم(ابتلع ريقه):- لا يمكنكِ انتظار شيء لن يعود من أجلكِ يا ناهد ، ابحثي عمن تنتظرين عودته إليكِ وليس لغيرك … ابحثي بالجوار قد تجدين شخصا ينسيكِ تلك الأوهام …
ناهد(أردفت من بعده):- ليست أوهاما … أنت شيء لا يمكنني تفسيره ولكن لكنني لن أنتظرك سمعتني …حين عودتك ستجدني مع شخص يستحقني سأحبه ويحبني ، حتى ستجدني تزوجت وحامل هممممم
حكيم(أطلق ضحكة ليلتفت ملوحا لها):- حينها سأجلب هدية تليق بالوضعية إذن …هه
ناهد(ضحكت بجنون):- أنت مغرور يا حكيم الراجي
حكيم(غمز لها ثم ابتعد):- وأنتِ طفيلية يا ناهد ، لكنكِ طفيلية حميدة بالأخير …
تنهدت عميقا وكأن حملا ثقيلا انزاح من فوق صدرها ، لكن الحزن ما يزال مطبقا عليها لذلك حملت نفسها وأخذت سيارة أجرة في طريقها إلى المكان الذي ستحصل فيه على أجوبة …لكن العنوان كان مهجورا طبعا إجراءات أمنية لحماية ستيلا ، وجدت رجلا بانتظارها بسيارته ركبت معه واصطحبها بسكون صوب القصر المعني …طبعا سليمان كان بانتظارها حتى شكري الذي قلق عليها أبلغه سليمان أنها في طريقها إليه ، هل هي غيرة أبوية أم نزعة أحقية لم يشعر بنفسه إلا وهو يطالبه بالعنوان الصحيح لزيارته فهو لن يترك ابنته في هذه المواجهة بمفردها ، سليمان قدر ذلك إذ يكفيه أن ابنته الثانية قادمة إليه يعني شملهم سيجتمع ..
ناهد(دخلت للقصر بعنفوان):- ….. أين هو ؟
فرات(أشار لها بيديه):- يا أهلا بالنواهد المقبلة علينا ، أكيد أكيد سنعيش أياما لطيفة
ناهد:- ابتعد عن طريقي وأخبرني أين هو ؟؟؟؟
فرات:- موجود يا عيوني ، لكن خففي نبرتكِ لدينا طفلة نائمة بالأعلى
ناهد(رمشت وهي تبحث عن أي أحد لا يوجد):- إذن دعه يأتي لأن لدي كلمتين أرغب ببصقهماااا في وجهه وأرحل …
سليمان(خرج من مكتبه):- أهكذا رباكِ أخي شكري ؟
ناهد(التفتت لتتابع شتمها لكنها استكانت حين رأته):- ول…….
سليمان(بسط يديه معا):- ابنتي …ناااااهد
ناهد(لم تشعر بجمودها لكنها جثمت محلها حتى عانقها وابتعد):- أنت …
سليمان:- أبوكِ …سليمان العنبري ، وأنتِ ابنتي
ناهد(أبعدت يده):- أبي هو شكري العنبري يا سيد ، أنا لا أعرفك ولا أعترف بك
سليمان(نظر لفرات):- دعنا بمفردنا قليلا
فرات(لوح لها):- لا ترحلي يا فتاة قد جعلني أدهن الغرفة لأجلكِ
ناهد(لاحقته حتى اختفى بالدرج):- ماذا تريد مني ومن أبي ؟؟؟؟
سليمان(زفر عميقا ليجلس بأريحية):- اجلسي ودعينا نتحدث بتريث
ناهد:- لم آتي للجلوس يا سيد ، هو جواب لسؤال وبعدها أرحل
سليمان:- أوكي ..اسأليه وأنتِ جالسة
ناهد(بعصبية جلست):- … لم تخليت عني ؟
سليمان(شبك يديه):"-كنت مضطرا
ناهد(مسحت دمعة خائنة):- أسطوانة الظروف وكنت مضطرا لا تقنعني ، أجبني بوضوووووح تام لم تخليت عنييييييييييي ؟
سليمان:- لن أتمكن من قول شيء طالما أنتِ منفعلة هكذا ، اجلسي لنتحدث بهدوء
ناهد(جلست لأن التعب قد هدها):- جلست …فتفضل واسرد الحكاية الكلاسيكية التي ستسمعني إياها ، كيف أنك ضحيت بي لأجل حمايتي ولأجل معيشة أفضل ولأجل الظروف ولأنك كنت خائفا على حياتي ووووو ..هيا أسمعك
سليمان:- بغض النظر عن طريقتكِ الساخرة ، لكن هذا حقا ما حصل وقتها … لقد وضعتكِ في أمانة أخي لأنني لم أكن قادرا على تربيتكما …توفيت أمكما وبقيت وحيدا أتخبط وسط الأعداء ولأنني لم أعرف كيف أحميكما ، أعطيت واحدة منكما لأخي والثانية وضعتها بميتم
ناهد(ابتلعت ريقها):- كيييييييف هااااان لك أن ترمي ابنتك في ميتم ؟؟؟؟؟؟؟؟
سليمان:- مثلما هان علي أن تقولي كلمة بابا لأخي
ناهد(بغمغمة أسف):- لا أشعر بالشفقة عليك ، أنا حتى لا أحس بأي شيء تجاهك سوى النفور …أتيت للحصول على إجابات لأنني لن أعترف بك ولا حتى بقدر شعرة لأنني أصلا أملك أبا ضحى بعمره لأجل تربيتي
سليمان:- ونعم التربية ..أحسده حقا
ناهد(ابتلعت ريقها):- ماذا تريد مني …لم كسرت ذلك الوعد وقررت إخباري بالحقيقة بطريقة مؤذية جارحة مستعملا فيها أخاك …، هل هو جبن منك أم أنك كنت متردد ؟
سليمان(حرك فكه):- ظننت أنه حق بسيط لشكري …لكن شكله قد روى الحكاية بالمقلوب حتى جعلكِ محتدمة ضدي هكذاااا
ناهد(ضربت على حافة الكنبة):- وكيف تريدني أن أستقبل هذا الأمر ، أن أعرف أنني عشت في كذبة كبيرة أبطالها كانوا أقرب الناس لي …خداع ، وجع وعشرات الكذبات
سليمان:- هيا يا ناهد ، قد عشتِ قليلا وسط المافيا والمغامرات ألم تري أبدا شخصا يضحي لأجل أولاده ؟
ناهد(تذكرت آل الراجي وآل رشوان):- مهما كان ..كذبة كهذه لا تغتفر ولا أعرف كيف سامحتك ابنتك الأخرى
سليمان:- أختكِ …أختكِ التوأم
ناهد(بحنق):- عفوا ….قد عشت فتاة وحيدة وسأبقى وحيدة
ستيلا(نزلت بخيلاء):- وكأنني أمزق الجدران لكي تصبحي أختي يا أختي
لحظة صمت سرت بين كلتيهما عندما تبادلتا أول نظرة بينهما .كأنهما ينظران لبعضهما في المرآة باختلاف في الشعر وملامح بسيطة في الوجه ، أما الباقي فهو نسخة طبق الأصل مع تعديل في المايكاب المعتمد لكل واحدة فيهما ستصبحان نسخة واحدة ….أفلتت شهقة من ناهد التي أبدت ردة فعل مفاجئة حين أولت ظهرها ممسكة بقلبها ، في حين تقدمت ستيلا بكل إباء لتجلس بجوار أبيها وكأنها تعقد رفقته جلسة صلح إزاء العضو الجديد في عائلتهم ..
ستيلا:- لو كنت مكانكِ لتقبلت الأمر ، على الأقل ترعرعتِ وسط جو أسري ،..عرفتِ ما معنى أب وأم وعائلة أما نحن في الميتم كنا لا نعرف أشخاصا كهؤلاء ، حتى التسميات النوعية لكل فرد أسري لم نكن نعرفها ،…فقط أشخاص عابرون في حياتنا أتعرفين ما الرابطة التي عرفناها هناك وعلمنا قدر معناااااها حقا إنها الصداقة ، تلك هي العلاقة الوحيدة التي استطعنا التعرف عليها وسط كل تلك الوجوه المتكررة التي كنا نرقبها في الأعياد…قد يكون كلامي جارحا لكنكِ تصطنعين كل هذه الانتفاضة لأجل اللا شيء ،فلو عشتِ يوما واحدا في المستنقع الذي نشأت فيه لكان معكِ حق في الصياح والاعتراض ،، إنما وضعكِ الهادئ والمطمئن لا يسعكِ نكرانه كما لا يمكنكِ تغييره فقد تم ، عشته وانتهى
ناهد(ابتلعت ريقها):- آسفة لما عشته ، آسفة للحياة التعيسة التي نلتها بدلا عني لكن كان من الممكن أن أكون محلكِ ..ربما لأن الأب العظيم قام بخدعة رقم عشرة هل حقا قمت بالاختيار عشوائيا أم أنك عددت حتى الرقم عشرة ؟
سليمان(أغمض عينيه):- ليتكما كنتما في مثل وضعي …ماذا سأفعل حياتي مهددة بالموت زوجتي رحلت ، كيف سأتصرف مع طفلتين هل أتركهما لتموتان لالالالالا تصرفت بما أملاه علي ضميري ، تصرفت بما رأيته صحيحا وفعلت ما فعلته ولا يسعكما عتابي أكثر من ذلك …بدوري تعذبت بدووووووري احترقت شوقا لكما ، أنتِ كنتِ أراقبكِ كل فترة من بعيد أراكِ وأنتِ تكبرين تحت سقف بيت أخي ….لكن ماذا عن أختكِ هذه التي لم أعرف لها طريييييييق بعد أن نشب حريق في الملجأ وعرفت أنها هربت مع الآخرين .،،، أتعلمان كيف شعرت وأنا أبحث عن ابنتي بين الأنقاض ، وأنا أتعرف على وجهها في ثلاجة الأموااااات ، وأنا أقرأ فحوصات الحمض النووي التي لم تتطابق مع أي طفلة …ههه لا تعلمان فوحدي من عاش محرووووووما من كلمة بابا من دفء الأولااااااد …وحدي
ستيلا(زفرت عميقا ثم اقتربت منه):- يكفي بابا …كلنا كنا تحت ظروف أقوى منا ،، أنا قد سامحتك سلفا ولم أعد أحمل أي غضب تجاهك ، يكفي أنك احتضنتني بعد هذا العمر ودخلت حياتي لأشعر أن هنالك ظهرا يحميني ..لم أعد أخاف من الوحدة معك ومع وهج عرفت معنى الانتمااااء دون حساب لأي شيء …
سليمان(ذرف دمعتين حارقتين):- سامحنني …كنت خااااائفاااا كنت جبااااانا
ستيلا(نظرت إليها):- على الأقل … اصفحي ويمكنكِ التصرف كما يحلو لكِ …
ناهد:- ماذاااا هل أصبحتُ الطرف السيئ والجاحد في القصة ؟
ستيلا(عانقت سليمان وهي ترمقها بنظرات مبهمة):- أنتِ كذلك …
ناهد(اقتربت منهما وجلست قبالتهما):- هل ما تفعلانه الآن يندرج ضمن مشهد التمثيل لأنني لم أشعر بشيء عجبااااا …
سليمان(مسح دموعه واستقام):- لن تغادري هذا المكان حتى تعترفي بي
ناهد:- لا يمكنك أن تسجنني هناااااا يا سيد
ستيلا:- يكفي صياحا ستوقظين طفلتي …
سليمان:- لا تدعيها تخرج يا ستيلا ، وعقليهااااا
ناهد(استغربت الاسم):- ستيلا …غريب
ستيلا(نهضت بعد ذهابه لتلحقه قليلا ثم تعود أدراجها):- اسمعي يا هذه …إن كنتِ ستصفحين فذلك لمصلحتكِ أما لو كنتِ ستستعملين عرق النذالة والعفة الزائفة فلن ينفعكِ
ناهد:- ههه تعالي إلي بوجهكِ الحقيقي إذن يا أختي التوأم
ستيلا(زفرت عميقا):- بدوري لست مرحبة بمحبتكِ يا أختي ، لكنني بحاجة لمساعدتك
ناهد(كتفت يديها):- معذرة ..لم آخذ دروسا في الأخوة فلا يمكنني مساعدتكِ
ستيلا(رمقتها وهي تنهض):- لن تخرجي من هنا قبل أن نتفق
ناهد(بعصبية):- لن يحبسني ذلك الرجل ولن تفعلي أنتِ …كفاكم تمثيلا وادعاااااء فارغا أنا لا أعترف بكما فهمتِ ؟
ستيلا(نهضت لتجابهها وجها لوجه):- أنتِ بحاجتي مثلما أنا بحاجتكِ يا غبية ، الموضوع لا يخصني أنا فقط بل يخصكِ أيضااااااا
ناهد:- أنوووو موضوع ، عفوا منكِ لم أعرفكِ إلا قبل دقيقتين يعني متى نشأ هذا الموضوع الذي سيجمعنا سوية بهذه السرعة ؟؟؟؟
ستيلا(أمسكتها من ذراعها):- إن سمعتني ستفهمين
ناهد(سحبت يدها بقوة ودفعتها من كتفها):- وأنا لا أريد أن أسمع …سأغادر سلالالالام
ستيلا(نظرت حولها ثم نطقت بغيظ):- المقنع … أيذكركِ ذلك بأحد ما ؟
ناهد(أمسكت على قلبها الذي رجف بخوف ثم استدارت إليها مذعورة):- من أين تعرفين حكاااايته ؟
ستيلا(ابتسمت بمرارة ومسحت على بطنها):-ربما من ابنته التي خرجت من هذه البطن !؟
نظرت لستيلا ثم لبطنها ثم أفلتت عن ضحكة صغيرة لتتلوها ضحكات صاخبة انتهت بانهيار وااااضح حين سقطت مغمى عليها ، فقد كان كل ذلك كثيرا عليها للأمانة ….
استيقظت بعد وقت لتجدها جالسة جوارها وهي تضع لها كمادات حرارة ، في حين كانت هنالك أنامل صغيرة تجذب خصلاتها وتحاول تشكيل ضفيرة ببراءة طفولية بينما كان سليمان يجلس على الكرسي جانبا حيث كان فرات يضع يديه بجيوبه ويتكأ على الجدار مطلا عليها ….أغمضت عينيها مرة أخرى وفتحتها لتبحث عن أبيها الذي تعرفه عن شكري الذي لم يكن موجودا في هذه الصورة وهذا ما جعلها تدفع يد ستيلا وتحاول النهوض ….
فرات:- الطبيب منعكِ من الحركة الليلة ستبيتين هنا …كلمنا العم شكري وقد وافق
ستيلا(نهضت بصحن الكمادات):- انتهت مهمتي إذن
ناهد( بشراسة):- لكن كلامنا لم ينتهي أنا بحاجة لأن أعرف ما ….
ستيلا(أشارت لها بعينيها كي تصمت):- أ…هه وهج حبيبتي هل تعرفتِ على خالتكِ ؟
ناهد(صمتت حين فهمت إشارة ستيلا ثم استدارت للتعرف على وهج):- ابنتكِ ؟
فرات(أخذ الصحن من يد ستيلا ووضعه على المنضدة):- عرفيها على شقية البيت
ستيلا(جلست جوار ناهد):- وهج …قبلي خالتكِ قبلة دافئة
وهج(ضحكت وهي تلاعب خصلات ناهد):- كبلة …ذاااافة ههههه
ناهد(ابتسمت عفويا):- وهج …اسمها رائع
سليمان(نهض من محله مغادرا):- الحمدلله على سلامتكِ …أنا بغرفتي
ناهد(لاحقته بعينيها ثم أشاحت بصرها جانبيا):- هممم …
ستيلا(أخذت وهج بحضنها):- حان وقت النوم يا صغيرة …فرات راقب ناهد أريدها أن ترتاح فغدا سنتحدث مطولا حول الكثير ، صح ناهد ؟
ناهد:- أريد هاتفي علي أن أكلم بابا
ستيلا:- كلمناه ، إن لم تصدقينا هاتفكِ بالشاحن على يسارك ،…فرات لا تغفل عنها يعني لن أتوقع هروبها فهنالك شيء مشترك يهدد بحياتنا علينا حل مسألته الشائكة صحيح ؟
ناهد(ابتلعت ريقها حين فهمت قصدها):- سأبقى … لكي أفهم وبعدها أرحل
وهج(تسلقت ذراعي ستيلا وحكت جبينها بصدرها):- ماماااااا
ستيلا(داعبتها):- تعبتِ يا قلبي تمام لننام سوية ماشي …هيا تصبحان على خير
فرات(لوح لها):- وأنتما من أهله …وهجي كبليني أولا ههه
وهج:- كبلة بابااااابي ههههه
فرات(قبلها مطولا ثم قبل وجنة ستيلا):- اغفي بأمان وإن رأيتِ كابوسا آخر ناديني
ستيلا(مسحت على وجنته):- ماشي يا قلبي …ليلة طيبة
ناهد(كانت تكتف يديها وترفع حاجبها وهي تنظر إلى المشهد):- اللهم طولك يا روح
فرات(التقط زفرتها ثم أغلق الباب بعدهما):- أهي تنهيدة راحة أم غيرة ؟
ناهد(سعلت مرتين):- غيرة ..ههه على من سأغار يااااا كتلة غرور تسير على قدمين
فرات(جلس جوارها):-ههه يمكننا تسميتها بداية الغيرة ، ع فكرة ليس هنالك شيء بيننا لكنني أحبها حقا وأعز ابنتها كثيراااا …
ناهد:- وأنا ما شأني ؟
فرات:- أنتِ …مشاعري تجاهكِ متضاربة لا يسعني تسميتها بشيء
ناهد:- اسمع يا حضرة الفيلسوف ، لا أريد مشاعرك ولا أريد تدخلك في حياتي كما أنني لا أريد تواجدك بغرفتي فاحمل نفسك وارحل
فرات(ألقى برأسه للخلف متكئا على ذراعيه):- وأترك وصية خالي وابنة خالي ت ت ليست طباعي يا فتاة
ناهد(عدلت جلستها):- أتنوي المبيت هنا يعني ؟
فرات(نظر حوله):- يعني تلك الكنبة ستكون مناسبة لي
ناهد(حولت عينيها):- أعطني هاتفي … هياااا ألست مريضة إذن قم بما أطلبه منك
فرات(قفز لينزع الهاتف من الشاحن وينظر للخلفية):- أوووه أرى أن النواهد من عشاق السيلفي الكاذب
ناهد(أخذت منه هاتفها):- ما قصدك بالسيلفي الكاذب ؟
فرات(وهو يمثل بيديه):- ذلك الذي تتخذين فيه صورتكِ وأنتِ تنظرين للجانب وكأنكِ متفاجئة بتصويركِ من قبل أحدهم ، هذا هو
ناهد(ابتسمت):- خيالك واسع ، لكنه مريض هذه صورة التقطتها لي نهال
فرات(زفر عميقا):- هل ستتصلين بالعم شكري ، ع فكرة كان صوته حزينا حبذا لو تطيبي خاطر الرجل المسكين يعني لم يقم إلا بواجبه ثم من نبرته فهمت أنه حقا يحبكِ
ناهد(بحزن):- وأنا أحبه لكنه …
فرات:- يا عمتي هل ستطيلين في لكن وحَتمِنَّ ، خلصينا نريد أن نستقر والله تعبنا من هذه المشاكل
ناهد(وهي تتصل):- لن أرد عليك ….هئ ألو بابااااا
شكري(بنبرة باكية):- بنيتي ناااااهد هل أنتِ بخير ، آآآآه يا ابنتي أخبروني أنكِ تعبتِ كنت قادما في طريقي ولكنهم أوقفوني يعني …ما أردت تخطي قراراتكِ ولكنني خااائف من بعدكِ عني إني لا أقوى على ذلك يا نااااهد
ناهد:- أي بعد يا بابا ….أنا أحبك ولا أعترف بغيرك أبا لي ، سمعت ذلك الرجل ولكنني لم أسامحه وبقائي هنا مؤقت غدا سأعود للبيت .،، طبعا ستنتظرني ؟
شكري:- ههه وأعد لكِ كل ما تشتهينه من أطعمة ، يااااه لا يسعكِ تحصيل الفرحة بقلبي الآن
ناهد(شردت مليا):- ولا أنا …هيا يا أبي نم مرتاحا سأغفو بدوري وغدا نلتقي
فرات(رمقها وهي تمحو دموعها):- … أحسدكِ …لديك أبوين اثنين الآن بينما لا أملك ولا واحداااا أبكي على كتفه مثلكِ
ناهد:- أبوك تخلى عنك هل ستشتاق إليه بعد ما فعله بك هو وأمك ؟
فرات:- سامحتهما … ولو يظهرا أمامي الآن سأرتمي بحضنهما وأطلب منهما نسيان الماضي وبدء صفحة جديدة ، لأننا في زمن يعزز هذه العلاقات يا ناهد لو تخلينا عن أسرنا وعن انتمائنا لهم ، عن الدفء الذي يجمعنا بهم رغم استيائنا منهم ومن تصرفاتهم فأكيد سنخسر وبدورنا لن نستطيع تقديم أي مشاعر أبوية لأطفالنا في المستقبل
ناهد(شردت في جملته):- كأنك سرحت بخيالك مجددا … أشفق على الأولاد الذين ستنجبهم كما أشفق على الزوجة التي ستتزوجها قبلهم
فرات:- هييه لماذا يعني ألست حلما لكل فتاة ؟
ناهد:- ههههه أنت لا يسعك أن تكون سوى حلم ضفدعة تقبل بك
فرات(نظر جانبيا):- … هل أحببتِ يوما ؟
ناهد(مسحت على ذراعيها وهي تراقبه):- هل سندخل في حوارات الحب وما جاوره كي تستدرجني وتحاول إيقاعي في هوااااك ، تسخر مني وبعدها آآآآه آسف ظننتكِ عفيفة ولكنكِ مثل كل الفتيات الرخيصاااااات لا شيء فيكِ استثنائي …هذا هو حال الرجال كلهم حثالة وأنذال فكرا وتفكيراااااا
فرات(استدار برأسه كاملا نحوها):- واوووو …كأنني أسمع ندوة من منتقدة متأججة ضد الرجال ، لم كل هذا يا بعدي من ذا الذي كسر خاطركِ وتلاعب بكِ لأحاسبه ؟
ناهد:- تحاسبه بصفتك ماذا من غير مؤاخذة ، حتى لا أعرف ما صلتك بعائلتنا
فرات(رفع حاجبها):- هاااااااااه أخيرا اعترفتِ بنا عائلتكِ ، مرحى يا خالي تعال واسمع
ناهد(انقضت لتنحني فوقه وتغلق فمه):- اخرس اخرسسسسس ستفضحناااا هئ
فرات(أفلت ذراعها لتسقط جواره):- يا للروعة ، لو دخل خالي الآن لن يكتفي بكتابتكِ في الدفتر العائلي فحسب بل سيقدم على إنشاء دفتر آخر لي ولكِ كزوجين ما رأيكِ ؟
ناهد(ضربته لصدره وأخذته تبعده بيديها):- ولو تكون آخر رجل فوق هذه المجرة لن لن لن أتزوووووووجك
فرات(وضع يده تحت رأسه ليطل عليها):- وحياتك ؟
ناهد(أمسكت الوسادة التي بجانبها وضربته بها لترميها جانبا):- خذ تلك خذها واغف هناك ولا تسمعني صووووووتك مفهوم ؟؟؟؟؟
فرات(استقام):- نسيت أن أقول شيئا مهما …
ناهد(عدلت مكانها لتعود للنوم):- ماذا ستضيف من سماجة ؟
فرات(عدل محله فوق الكنبة أيضا=):- أنتِ لا تشخرين صح ؟
ناهد(نظرت إليه نظرة موت):- ….لارد
فرات:- ههه رويدكِ لم يكن هذا ما كنت بصدد قوله ، أردت فقط أن أرحب بك مرة أخرى معنا فعلا انتظرناكِ طويلا وأتمنى أن يذوب الجليد لنصبح عائلة حقا
ناهد(رمقت الصدق في عينيه ثم رمشت وهي تلقي برأسها على الوسادة):- خفف الإضاءة ، ولا تصدر صوتا أريد النوم وإن كنت ستزعجني فتفضل من فضلك
فرات:- سأكون ساكنا وعد …
أغمضت عينيها أخيرااا لتنزل دمعتين شاردتين وهي تشعر بالوجع في صدرها ، ما كل هذا الذي تعيشه الآن صدقا لم يكن بالحسبان … نفضت رأسها من تلك الأفكار التي كانت تحرق قلبها مثل أن صفوة ليست أمها وشكري ليس أباها وأنها عاشت في كذبة كبيرة وأنها ضحية وووو ، الكثير من الأحاسيس المتضاربة التي جعلتها تجهش بالبكاء دون أن تشعر بنفسها حتى شعرت بيد تربت على رأسها للاطمئنان ، استدارت إليه وشعرت بأمان غريب في نظراته حين كان يمسح على شعرها متفقدا إياها لكنها قطبت حاجبيها وأبعدت نفسها لتتقوقع مجددا بفراشها …هنا سحب يده وهز كتفيه ببرودة جافة وعاد لمكانه …
فرات:- اعتقدنا أنكِ تحلمين طالما تبكين وأنتِ يقظة إذن خففي من شهقاتكِ أريد النوم
ناهد(أغمضت عينيها):- بدلا من أن تتحدث بعبط وعدم إحساس هكذاااااا ، أحضر لي ماء لأشرب فأنا عطشانة
فرات(ضرب الغطاء بيده):- معلوم فأنتِ تخرجين الماء من عينيكِ طبيعي أن تشعري بالعطش
ناهد:- الله الله …فلسفة حضرتك قد تضاعفت حسبما أرى
فرات(بغيظ نهض ليشعل ضوء الأباجورة بجواره):- انتظري سأحضر الماء …
ناهد(نهضت وكتفت يديها بانتظار):- هممم …
فتح باب الشرفة ببطء ليطل بداخل الغرفة بحرص ، ابتسم بخبث وهو يغلق باب الشرفة متقدما نحو السرير بخطوات غير مسموعة ، نظر إليها مليا قبل أن ينتقل بعينيه صوب الصغيرة …. رفع الغطاء من جانبها ليمسكها بذراعيه الضخمتين ويرفعها إليه ، استيقظت تفرك عينيها الناعستين وحين رأته عانقت رأسه ببراءة وغفت مجددا على صدره ،،، التفت مبتسما في لمح البصر لتظهر في صورة أخرى وهي تصرخ مكممة الفم ومربوطة اليدين بينما كان هو يحضن الصغيرة ويخرج بها من حيث أتى ، غير مهتم بصراخ ستيلا المختنق فقد كان يأخذ ابنته بعيدااااا ويرحل ……
ستيلا(صرخت ببكاء):- لالالالالالالا …لا تأخذ ابنتي مني لالالالا اهئئئئئئ ….هئؤءؤؤ
وهج(صرخت بفزع):- اهئئئئئئئئ ….
ستيلا(بفشل في أطرافها):- هئئئ …ابنتيييييي لا تأخذهااااا مني لالالالا تفعل لا تفعل
ناهد(فتحت الباب بسرعة لتجدها في تلك الحالة):- مااااا بها ….هييه ستيلا ستيلا استيقظي ، شششتت وهج تعالي إلي اهدئي
وهج:- ممماماااا
ناهد(ركضت إليها حين مدت يديها لها):- تعالي صغيرتي شتتت … ،،،ستيلا ستيلا استيقظيييييي استيقظيييي
ستيلا(استيقظت بفزع):- هئئئئ …وهج وهج أعطني ابنتيييييي
ناهد(ابتلعت ريقها وأعطتها لها):- هششش كان كابوسا
ستيلا(عانقت وهج وهي تتحسسها):- ابنتي اهئئئ
ناهد(بخوف):- هل شاهدتِ كابوسا ؟
ستيلا(ببكاء):- ذلك الوحش كان سيخطفها مني …اهئ لا أريده أن يأخذها منيييييي
ناهد(رمشت مرتين لتجلس جوارها):- اهدئي أولا …
ستيلا:- ساعديني أرجوكِ ….أرجوكِ أريد حماية ابنتي لو عرف بها سيأخذها مني ويعاقبني بالإقصاااااااء هذا أقل ما سيفعله
ناهد(بعدم فهم):- تمام نتحدث عن ذلك لاحقا ، اهدئي
ستيلا(أغمضت عينيها وهي تعانق وهج):- آسفة أيقظتكِ يا طفلتي ، شتشتت اهدئي ماما هناااا ماما هناااا
فرات(أحضر الماء بسرعة):- كابوس آخر ؟
ناهد(التقطت منه الكوب وأعطته لستيلا):- هي بحاجته أكثر …تفضلي
ستيلا(نظرت إليها ثم أخذت الماء):- همممم …
فرات(مسح على وجهه ثم جلس على الكرسي قبالتهما):- إلى متى ستعيش هذه الصغيرة في رعب ، كل ليلة توقظينها على صراخكِ هذا سيتسبب لها بخلل عقلي إذا ما تابعتِ هكذاااا
ناهد:- مهلا هل هي تضغط على أزرار ملونة لكي ترقب الكوابيس ، إنه شيء لا يسعنا التحكم فيه
فرات:- لكننا يمكننا بتر جذوره من عقلنا الباطني ، أو تصحيح ذلك
ناهد:- كيف ستصححه هاااا هل تملك فكرة ؟
فرات:- تصارح أبو الطفلة وتجتمع به طالما تمزق وتينها عشقا له
ناهد(عقدت حاجبيها ونظرت إليها):- هل تعشقيييييين ذلك المتوحش حقا ؟
ستيلا(وهي تداعب طفلتها التي هدأت):- ماذااا هل ستلعبين دور الأخت المكترثة ؟
ناهد(عدلت جلستها):- ستخبرينني كل شيء
فرات(أشار لهما):- مهلا مهلا … متى لحقتِ وأخبرتها عن الرجل المنشود ، ثم كأنكِ تعرفينه يا ست ناهد ….، ستيييييييييييييلا ما الذي تخفيااااااااانه عني ؟
ستيلا(أشارت بحاجبها لناهد):- ماذا سنخفي يا فرات حبا بالله لا تصرخ
فرات:- أبوكِ لن يستيقظ فقد أخذ حبة مهدأ وغفي ،، والآن أرغب بمعرفة ما يفوتني
ناهد:- هل أنت حشري هكذا في كل صغيرة وكبيرة ، يا أخي موضوع بيني وبينها هل ستتدخل فيه أيضا ؟
ستيلا:- أجل …موضوع بيننا يا فرات
فرات(استقام):- أهاه طالما اتحدت الأختين ، إذن وجودي ما عاد يلزم بالإذن
ناهد(رمقته وهو يغادر):- هل غضب ؟
ستيلا:- ويغضب سهل إرضائه بكعكة حلوى أو بتشجيعه في مباراة إلكترونية
ناهد:- ي حبيبي معنا طفل كبير هنا
ستيلا(نظرت جانبيا):- شكرا …لاهتمامكِ قبل قليل
ناهد(حولت عينيها):- إنه الطبيعي
ستيلا(وضعت وهج برفق):- نتحدث هناك أفضل
ناهد(نظرت للشرفة حيث تشير ستيلا):- أفضل كي لا نزعج نومها
ستيلا:- هل سبق ورعيتِ أطفالا ، يبدو أنكِ تفهمينهم كثيرا
ناهد:- لم يسبق ، لكنني أفهمهم قليلا وأجيد معاملتهم
ستيلا(ابتسمت):- هذا سيساعدني
ناهد:- كيف ؟
ستيلا(تنهدت عميقا):- عندما أبتعد وأتركها برعايتكِ يا ناهد
ناهد(جلست بعدم فهم):- مهلا مهلا …ماذا تقصدين بـ أبتعد وأتركها ؟؟؟؟
ستيلا(زفرت عميقا):- ألم تفهمي بعد ما الذي يريده منكِ ذلك المقنع ، إنه يريد نسخة عني ليحييها فيكِ إذ يعتقد أنني ميتة
ناهد(استرجعت الذكريات للخلف):- يوم التقيت به أول مرة بالمستشفى ناداني باسم أجنبي ، أعتقد أنه …..
ستيلا:- اسمي …. إنه يريدني وهذا ما سيحققه بكِ أنتِ
ناهد:- أجل …هددني كثيرا وآخر شيء قال أن الوقت قد حان عندما اقتحم غرفتي ليلا
ستيلا:- وفعلا الوقت يداهمنا …إنه ينوي عليكِ في آخر الأسبوع حيث سيقيم حفلة ضخمة تليها حفلة حافلة بكِ أنتِ
ناهد(أمسكت على قلبها):- لا تقوليها ، كيف تعرفين كل ذلك ؟
ستيلا:- لا يهمكِ كيف أعرف …المهم أن الوقت يداهمنا ولدينا يومان فقط لكي ننجز الأمر
ناهد:- بمعنى ؟
ستيلا:- سنتبادل الشخصيتين ، أي سنتحول …يعني تصبحين أنا ، وأنا أصبح أنتِ
ناهد(فتحت فمها):- أفندم ؟؟؟؟
ستيلا:- في البداية ستكونين أنتِ وتتصرفين بطبيعتكِ عندما يختطفونكِ ، ستسايرينهم وتدعينهم يحولوكِ لأنا ، هذا سيسهل علينا التمثيل هنا في القصر وسنضرب عصفورين بحجر واااااحد يعني سيخدموننا بتحولي شكلكِ إلي بالتدقيق…وبعد أن يختطفوكِ وتقدمي عرضا تراجيديا في المناحة والبكاء الذي لا أشك في أنكِ بارعة فيه وهذا ما يريحني للأمانة فلن تمثلي لحظتها ….
ناهد(وهي تهز قدمها بتوتر):- تاااااابعي
ستيلا:- آنذاك ، حين تنتهي خطواتهم وطقوسهم الغبية سيدخلونكِ لجناحه كي تنتظري ، وقتها سنتبادل أنا وأنتِ سوية بدون أن يشعر بنا أحد يعني لن يلمسكِ أنتِ بل سيلمسني أنا حقيقة
ناهد(استقامت بخوف):- ستدعين أنكِ أنا ليأسركِ بدلا عني …هل أنتِ مخبولة سيقتلكِ ؟؟؟؟
ستيلا(نهضت لتمسكها من يدها):- لن يفعل لو ضبطناها سوية يا ناهد ، ثم أخفضي صوتكِ لا أحد سيعرف بذلك مفهووووم ؟
ناهد:- والعذرية يختي… أنتِ أمْ أنسيتِ ذلك ؟؟؟؟؟
ستيلا(ابتلعت ريقها):- جهزت ذلك الأمر ، سأقوم بترميم بكارة اصطناعية ليلة الافتتاح
ناهد(أمسكت على رأسها بعدم استيعاب):- لالا ….هذاااااا كثير قسما بالله ولا أفلام الراجيين اعتقدت أنهم الملعونين الوحيدين فوق هذه الأرض ، اتضح أننا نشبههم هههه (هل أخبرها أن خاصتنا راجي أم أسكت ^^) …أين أناااا أريد العودة لبيتي أريد العودة ، هذا كثير علي كثيررررررر ، تماااام أنت أختي على راسي أب.. أبونا سامحته ولو اللحم عمره ما يطلع من الظفر ، ذاك الفرات الشارد سأهضمه ولو العائلة تضحي لأجل بعضها البعض …بهذا القدر إلى هنا وسامحوني حضرتي غير متوفرة
ستيلا(دفعتها لتجلس):- اخرسي قليلا واسمعيني ، لم أخطط لهذا كي تأتي بالأخير وترفضين ثم لا تملكين حق الرفض أنا سأنقذكِ منه …هو لن يتخذكِ كبرواز ليتفرج عليكِ بل ليمارس عليكِ طقوسه اللعينة سيغتصبكِ كالوحش ، سيعذبكِ وسيبقيكِ أسيرته سيعبد رؤيتكِ لأنه سيجدني فيكِ فهمتِ ….؟؟؟؟؟
ناهد(ببكاء):- …..لآرد
ستيلا:- سيجعلهم يخلقون ستيلا فيكِ ، شعركِ وجهكِ جسمكِ كل شيء فيني يحفظه عن ظهر قلب حتى الخالات التي بجسمي سيصنعها بجسمكِ ويمحو ما تملكينه …لذلك أنتِ أمام قرار حااااااسم لا يسعكِ التراجع عنه فهو قطعي ولا يوجد ما يمكنكِ فعله سوى الرضوخ
ناهد(دفنت وجهها بين يديها):- ما ذنبي هاااااه ؟
ستيلا:- وما ذنبي ؟؟؟ وما ذنب ابنتي هل تريدينه أن يؤذيها يا نااااااهد ؟؟؟
ناهد:- لا لا …ولكن … هذه خطوووورة ، لو فهم الأمر سوف يقتلكِ ويقتلنا جميعااااا
ستيلا:- لن يفهم لأنكِ ستساعدينني وتجعلينني أصبح أنتِ
ناهد(بتشكيك):- خلال يومين ؟
ستيلا:- هذا هو الوقت الذي نملكه
ناهد(صغرت عينيها بتفكير):- أيعقل أن ذلك الرجل سليمان قد صدح بالحقيقة لأنكِ كنتِ الدافع الرئيسي ، هل دفعته لأجل مصلحتكِ معي ؟
ستيلا:- فيما يهمكِ الأمر ، أنا أنقذكِ أيتها الحمقاء أيا كانت الوسائل فأنا أقدم لكِ معروفا
ناهد:- معروووووفا سيعود عليكِ بالنفع عندما تعودين لأحضان وحشكِ المخيف
ستيلا(تنهدت بتعب):- لن تفهميني …. أتتوقعين أن التخلي عن ابنتي أمر سهل هكذا ، أعلم أنني ألقي بنفسي في الهاوية ولكنني أحاول امتصاص الضرر بأقل الخسائر الممكنة
ناهد(كتفت يديها):- تمام لنناقش الأضرار والعوااااقب أولا وإن اقتنعت سأفكر بعرضك
ستيلا:- لدي عين موثوقة بجواره ، إن تمكنت من الدخول لمنزله سوف لن أمكث هناك سوى بضعة أيام بالحساب لأنه سيعود إلى روما ،..حينها سأهرب ولن يتمكن من إيجادي
ناهد:- ولكنه سيتمكن من إيجادي أناااا إذ لا يعقل أن أبقى حبيسة قصركم العمر كله ، هذا إن لم يصطحبني معه لروماااا تلك
ستيلا(رمشت بتردد):- أحسب حساب ذلك … يعني …
ناهد:- اسمعيني جيدا …لم لا تخبرينه الحقيقة كاملة ؟
ستيلا:- هههه …ويحضنني ويقبلني ونضاجع بعضنا بحرارة كي نبدد شوق السنين ، نمسك ابنتنا بأيدينا ونسير في درب الحب والهيام ونعيش بسعادة هذه هي الحكاية المنتظرة أليس كذلك ؟
ناهد(بتلعثم):- ل…لماذا تحكينها وكأنها مستحيلة ؟
ستيلا(بدموع برقت في عينيها):- لأنها مستحيييييييييلة ….إن ذلك الكيان لا يعترف بشيء اسمه حب ، هو يسحق كل المشاعر وإن أعطاكِ جرعة لتتذوقيها فهو يجعل الطعم الموالي هو طعم المرارة الأبدية …،
ناهد(بذهول):- كيف عشقتِ شخصا كهذا ؟
ستيلا(نظرت للسماء ثم مسحت دموعها):- القلب أعمى ..وأنا لم أكن أرى غيره ولن أرى لأنني أحبه بكل جواااااارحي ، رغم عيوبه السوداء إلا أنني لا أتنفس بدوووون نفسه في هذاااا الوجود ، هناااا بداخلي أشعر بنبضه تأكدي لو توقف عن الخفقان فقلبي أيضا يتوقف
ناهد(شعرت بارتجافها):- تمام …فهمت فهمت لكن خطورة هذه الخطة تجعلني مترددة ، خائفة على نفسي وعليكِ وعلى ابنتكِ …، طالما هو رجل لا يرحم لماذا سنلعب معه ماذا لو عاقبنا ماذا لو …
ستيلا(أمسكت على رأسها):- آه يا ربي ، لو أرسلتكِ بدلا عني في دقيقتكِ ستعترفين له بكل شيء بالموجود والغير موجووووود
ناهد(هزت كتفيها):- هذا ما ترعرعت عليه مع الأسف
ستيلا:- ناهد …صحيح أننا نعرف بعضنا قبل ساعات قليلة ، لكن بداخلكِ تعرفين بأننا متشابهتان في العديد من الأشياء التي لا يمكن أن تغيرها الظروف ..
ناهد:- برافو ، كالعناد مثلا …ما شاء الله يبدو أنه عرق متوارث حسبت أنه حكر على الراجييين فقط
ستيلا:- هل أنتِ معي أم ؟؟؟؟
ناهد(أغمضت عينيها وهي تدندن):- جلست والخوف بعينيها ، تتأملُ فنجاني المقلوووب ، قالت يا ولدي لا تحزن ، الحب عليك هو المكتوب ياااا ولدي … آآآآآه يا ولدي قد مات شهيدا من ماااات فداء للمحبوووب
ستيلا(ضربت كفا بآخر):- نسيت أن أذكر الجنون فهو أيضا بحمد الله متوفر عائلياااا
ناهد(ابتسمت ببلاهة):- أهلا بالصدمااااات أهلا ………
خطة مخيفة أن تتبادل كل منهما الأدوار ، لكن ما يخيف أكثر هو خوري أيعقل ألا يشعر بستيلا أو يعرف عطرها أو يستشعر حركاتها العفوية المعتادة بقربه ، رتم خفقاتها بين يديه بأحضانه من خلال نظرااااته كله عنده محسوب فكيف ستتمكن ستيلا من تلافي كل ذلك خلال يومين …أليس العدد قليلااااا حتى على ناهد التي يجب أن تمثل دور ستيلا أمامهم والتي لم تعرفها إلا قبل سويعات تكاد تعد بأطراف الأصاااااابع …صراحة كل ذلك داهم عقلها فجأة لتقرر النوم أجل فهذا الحل الذي سيجعلها تستوعب كل ذلك الهبل ، لكن ستيلا كانت تشعر بالاطمئنان طالما استطاعت التأثير بناهد فأكيد ستسير خطتها على ما يرام ، أواثقة ؟؟؟؟


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.