19-04-17, 02:48 PM
| #761 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء  
|  اقتباس:
 .. تسلمي كتير يا رب .. خير الحمد لله ... بعتذر عن غيابي الفترة الماضية بسبب ظروف امتحاناتي للأسف ... إن شاء الله أعاود النشر من الغد و أعوضكم بإذن الله عن التقصير الخارج عن ارادتي أرق تحياتي لكِ | |||||||||
|  |
|
19-04-17, 02:57 PM
| #763 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته مساء الورد عليكم جميعاً .. أتمنى يا رب تكونوا دايماً بخير و سلام ... بعتذر من الجميع على غيابي الفترة الماضية لظروف امتحاناتي اللي لازالت مستمرة و لازال أمامي أكثر من شهر حتى تنتهي على خير ... كنت مضغوطة جداً عقلياً و نفسياً خصوصاً إني بشتغل في نفس الوقت و مبقتش قادرة أكتب في الحالة دي ... لكن بإذن الله أعاود النشر من الغد و أعوضكم عن التأخير اللي حصل ... دعواتكم حبيباتي أتمنى لكم يوم سعيد و مثمر | ||||||||
|
| |
|
19-04-17, 03:11 PM
| #764 | |||||
| مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء 
| اقتباس:
مساءك ورد وجوري... ربنا يوفقك ويسهل عليك اجتياز الإمتحانات ويكتب لك النجاح الذي تتمني ويسر لك امرك ويشرح صدرك... | |||||
|
| |
|
21-04-17, 01:50 AM
| #766 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
 آمين يا رب ... تسلمي كتير عزيزتي ربنا يخليكِ | |||||||||
|
| |
|
21-04-17, 01:54 AM
| #768 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| مساء الورد حبيباتي .gif "Eh S(7)") أنا بكتب في الجزء الجديد ، لكن لظرف طاريء بدأت كتابة متأخر  و بحاول بكل طاقتي أنتهي منه و أنزله فور مراجعته ... فاعذروني .. إن شاء الله هينزل الليلة لكن متأخر  | ||||||||
|
| |
|
21-04-17, 06:52 AM
| #769 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| الفصل الأربعون (الجزء الثالث) ﺗوﻗف (فهد) أﻣﺎم ﺑﺎب ﻏرﻓﺔ (همسة) متردداً و ﺗﻧﮭد ﺑﺣرارة و ?و ﯾﻧظر ﻟﺻﯾﻧﯾﺔ اﻟطﻌﺎم ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ و اﻟﺗﻲ أﻋﺎدﺗﮭﺎ (إيشا) و ?ﻲ ﺗﺧﺑره أن (همسة) رﻓﺿت أن تأكل مجدداً و لليوم الثاني على التوالي ، رﻓﻊ ﯾده ﯾﻼﻣس ﻣﻘﺑض اﻟﺑﺎب ﺑﺗردد و اﻧﻌﻘد ﺣﺎﺟﺑﺎه و ?و ﯾﻔﻛر ... ﺗﻠك اﻟﻌﻧﯾدة ﻻزاﻟت ﺗﻌﺗﺻم ﺑﺻﻣﺗﮭﺎ اﻟﺗﺎم بل و ﺗرﻓض ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺎول اﻟطﻌﺎم ... و رﻏم أﻧﮫ أﺻﺑﺢ ﯾﺗرك ﺑﺎب ﻏرﻓﺗﮭﺎ مفتوحاً ﻟﻛﻧﮭﺎ أﯾﺿﺎ ﻟم ﺗﺑد أي رﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻐﺎدرﺗﮭﺎ ... زﻓر ﺑﺣدة ... ﻣﺎذا ﯾﻔﻌل ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﺣﻣﻘﺎء ﻋﻧﯾدة اﻟرأس .. لقد تصور أنها ستتراجع عن موقفها سريعاً ، لكنه لم يتصور أن يصل عنادها حد الإمتناع عن الطعام ليومين .. يعرف أنها تكاد تموت جوعاً ، لكنها تفضل الموت على أن تعتذر له .... ﻋﺎد ﯾؤﻧب ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﻟوم ... ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾك ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﮭﺎ ﺑﺗﻠك اﻟطرﯾﻘﺔ (فهد) .. أﻧت ﺗﻌرﻓﮭﺎ جيداً و ﺗﻌرف أنها إن ﻗررت شيئاً ﻟن ﺗﺗراﺟﻊ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذه مهما حدث .. ﻛﺎن ﯾﺟب أن يكون أﻛﺛر رفقاً ﻣﻌﮭﺎ . .. اﻟﮭدوء و اﻟﻠﯾن ﻛﺎن سيجديان أﻛﺛر .. زﻓر مُجدداً ﻓﻲ ﺣرارة .. ﻟﻛن ﻣﺎذا كان يجب أن يفعل؟ ... ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﺧوف و اﻟﻐﺿب داﺧﻠﮫ ... ذﻟك اﻟرﻋب الذي أﺻﺎﺑﺗﮫ ﺑﮫ ﻟﻐﻰ ﻣن ﻋﻘﻠﮫ أي ﺷﻲء آﺧر .. . ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﻔﻛر ﺑﮭدوء أو ﺗﻌﻘل أبداً ﺑﻌد ﻓﻌﻠﺗﮭﺎ ﺗﻠك .. آه ﯾﺎ إﻟﮭﻲ .. و اﻷن اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﮫ ﺗﺻﺣﯾﺢ ﺧطﺄه , و ﺑدل أن ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗدرك ﺧطﺄ?ﺎ ، ?و ﻣن ﯾﻔﻛر اﻵن ﻓﻲ الطريقة اﻟﺗﻲ ﯾﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ﺑﮭﺎ و ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﻛﺳر ﻗوﻗﻌﺔ اﻟﺻﻣت اﻟر?ﯾب اﻟذي اﺣﺎطت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﮭﺎ و ﺗرﻓض ان ﺗﻐﺎدر?ﺎ .... ﺧﻔض ﻧظره ﻟﻠطﻌﺎم و ازداد اﻧﻌﻘﺎد ﺣﺎﺟﺑﯾﮫ .. العنيدة .. ﺑﺈﺿراﺑﮭﺎ ﻋن اﻟطﻌﺎم ﺟﻌﻠت ﻗﻠﻘﮫ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﯾﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻏﺿﺑﮫ اﻟﺷدﯾد ﻣﻧﮭﺎ .. ?ز رأﺳﮫ يأساً ... تباً (فهد) ... ﺗﻠك اﻟﺻﻐﯾرة ﺗﺟﯾد اﻟﺗﻼﻋب ﺑك و ﺗدﯾرك ﻛﺎﻟﺧﺎﺗم ﻓﻲ إﺻﺑﻌﮭﺎ ﺑﻛل ﺑﺳﺎطﺔ ... آه لو يراك خصومك الآن .. أﻧت ﺑﺎﺋس أﺣﻣﻖ ﯾﺎ ﺻدﯾﻘﻲ .. ﻧﺣﻰ ﻛل ﺗردده جانباً و ?و ﯾدﯾر ﻣﻘﺑض اﻟﺑﺎب ﻟﯾﻔﺗﺣﮫ و ﯾطل ﻟﻠداﺧل ﺑرأﺳﮫ و اﻧﻌﻘد ﺣﺎﺟﺑﮫ و ?و ﯾدﯾر ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺧﺎﻟﯾﺔ ﻗﺑل أن ﺗﺗوﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرﻛن اﻟﻘﺻﻲ اﻟﺿﯾﻖ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺋط و خزانة اﻟﻣﻼﺑس و زﻓر ﻓﻲ ﺿﯾﻖ و ?و ﯾدﺧل .. ﻣﺎ اﻟذي ﺗﻔﻌﻠﮫ ﺗﻠك اﻟﺣﻣﻘﺎء الصغيرة؟ ... اﻗﺗرب ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺗﺟﻠس ﻋﻠﻰ اﻷرض و ﺗدﻓن وﺟﮭﮭﺎ ﺑﯾن ذراﻋﯾﮭﺎ اﻟﻠذﯾن ﻋﻘدﺗﮭﻣﺎ ﻓوق رﻛﺑﺗﯾﮭﺎ و ﺗﻧﮭد ﺑﺣرارة و ?و ﯾﮭﻣس بيأس _"يا إﻟﮭﻲ .. ﻣﺎذا أﻓﻌل مع ?ذه الفتاة؟" ﺟﻠس ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻘﺎﺑﻠﮭﺎ و شعر ﺑﺟﺳد?ﺎ ﯾﺗﺷﻧﺞ ﻋﻧدﻣﺎ اﻧﺗﺑﮭت ﻟﺟﻠوﺳﮭ ﻗرﺑﮭﺎ ﻟﯾﻘول ﺑﮭدوء و ?و ﯾﺿﻊ ﺻﯾﻧﯾﺔ الطعام جانباً _"آﻧﺳﺔ (همسة اليزيدي) .. . ﻣﺎ ?ذه اﻟﺗﺻرﻓﺎت الطفولية؟ .. ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ تفعلينه؟ .. ?ل تعتقدين أﻧﻧﻲ ﺳﺄﺗﺟﺎوز ﻋن أﻓﻌﺎﻟك إن اضربتِ ﻋن الطعام؟" ﻟم ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ أي رد ﻣﻧﮭﺎ ﻓزم ﺷﻔﺗﯾﮫ ﻓﻲ ﺣﻧﻖ و ﺗﺎﺑﻊ _"ارفعي رأﺳك و واﺟﮭﯾﻧﻲ (همس) .. ﻻ ﺗﻛوﻧﻲ ﺟﺑﺎﻧﺔ ... ﻟم أﻋﮭدك هكذا" ﻟم ﺗﺗﺣرك ﻋﺿﻠﺔ ﻓﻲ ﺟﺳد?ﺎ ﻟﯾزداد ﺣﻧﻘﮫ و ﯾﻘول _"حسناً ... ﻛﻧت أﻋرف أﻧك أﺟﺑن ﻣن ان ﺗواﺟﮭﯾﻧﻲ و .." ﻟم ﯾﻛﻣل ﻛﻠﻣﺎﺗﮫ ﻋﻧدﻣﺎ رﻓﻌت رأﺳﮭﺎ إﻟﯾﮫ و ?ﻲ ﺗﻧظر إﻟﯾﮫ ﺑﻌﯾﻧﯾن ﻧﺎرﯾﺗﯾن رﻏم اﻟدﻣوع اﻟﺗﻲ ﻣﻸﺗﮭﻣﺎ و اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑﺗﮫ ﻓﻲ ﻣﻘﺗل و ارﺗﻔﻌت ﯾده تلقائياً ﯾرﯾد أن ﯾﻣﺳﺣﮭﺎ لتتوقف ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﻊ ﺻوﺗﮭﺎ اﻟﺣﺎﻧﻖ اﻟذي ارﺗﻔﻊ هاتفاً ﺑﻐﺿب _"أنا ﻟﺳت ﺟﺑﺎﻧﺔ أﯾﮭﺎ اﻟﺧﺎﺋن .. أﻧﺎ ﻻ أرﯾد اﻟﺣدﯾث ﻣﻌك ... وﻻ أرﯾد أن آﻛل ﻣن طﻌﺎﻣك أيضاً ... أﻧﺎ ﻻ أﺗﺣدث ﻣﻊ اﻟﺧوﻧﺔ ... ?ﯾﺎ اذ?ب ﻣن ?ﻧﺎ و ﻻ ﺗﺄت ﻟﺗﺣدﺛﻧﻲ ﻣرة أﺧرى ... أﻧﺎ ﺳﺄﺑﻘﻰ ?ﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺄﺗﻲ أﺧﻲ (عماد) و ﯾﺄﺧذﻧﻲ ﻣﻌﮫ ... و ﻟﻛﻧﻧﻲ ﺳﺄﺗﺄﻛد ﻗﺑل أن أغادر ﻣن أن ﯾﺟﻌﻠك ﺗدﻓﻊ ﺛﻣن ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﮫ معي" تأمل ﻏﺿﺑﮭﺎ ﺑﺣﺎﺟﺑﯾن ﻣرﻓوﻋﯾن و رﻏم ذﻟك ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ ﻣﻧﻊ ﺷﻌوره ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺔ ﻟرؤﯾﺗﮭﺎ ﻏﺎﺿﺑﺔ ?ﻛذا .. كانت تبدو لذيذة جداً ، و ﻟم ﯾدر أﻧﮫ ﻛﺎن ﯾﺑﺗﺳم إﻻ ﻋﻧدﻣﺎ ﺻرﺧت ﻓﯾﮫ ﺑﻛرا?ﯾﺔ و ?ﻲ ﺗﻔك ذراﻋﯾﮭﺎ و ﺗﻧﺗﻔض ﺑﻐﺿب ﻟﺗﺿرب ﻛﺗﻔﮫ ﺑﺣﻧﻖ _"لماذا ﺗﺿﺣك أيها اﻟﺧﺎﺋن ... ?ل تراني أﻣزح هنا؟ .. ?ل أﺳﻣﻌﺗك ﻧﻛﺗﺔ للتو؟ ... أﻧﺎ أﻛر?ك (فهد سليمان) .. أكرهك ، و ﻟن أﺳﺎﻣﺣك أﺑدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ فعلته ﺑﻲ و ﻋﻠﻰ ﺧﯾﺎﻧﺗك التـ .." اﻧﻘطﻌت ﺟﻣﻠﺗﮭﺎ ﺑﺷﮭﻘﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺟذﺑﺗﮭﺎ ﯾده ﺑﻘوة و ?و ﯾﻧﮭض ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻟﺗرﺗﻔﻊ ﻣﻌﮫ و ﻛﺎدت ﻗوة ﺷده ﻟﮭﺎ ﺗﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗرﺗطم ﺑﮫ ﻟﻛﻧﮫ أﻣﺳك ﻛﺗﻔﯾﮭﺎ مثبتاً إﯾﺎ?ﺎ و هو يقول مبتسماً _"يبدو أنني قد أفسدتك بالدلال يا آنسة (عنيدة) و الرفق لن يُجدي معك" ﻣﺿت ﺑر?ﺔ و هي تحدق في وجهه ببلاهة ﻗﺑل أن ﺗﺗﻣﺎﻟك ﻧﻔﺳﮭﺎ و ﺗﮭﺗف _" أيها الـ ... ﻣﺎ الـ .. ﻣﺎ اﻟذي ﺗﻌﺗﻘد ﻧﻔﺳك ﺗﻔﻌﻠﮫ؟ " و رﻓﻌت ﺳﺑﺎﺑﺗﮭﺎ ﻓﻲ وﺟﮭﮫ و ﺗﺎﺑﻌت ﺑﺗﮭدﯾد _"اسمع ﺳﯾد (فهد سليمان) .. ﻻ ﺗﻌﻘد أنني سأسمح ﻟك ﺑﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻲ ?ﻛذا ﻣرة أﺧرى و أﺧﺑرﺗك اﻧﻧﻲ ﻻ أريد أن أﺗﺣدث ﻣﻌك ﺑﻌد اﻵن .." رﻓﻊ ﯾده أﻣﺎم وﺟﮭﮭﺎ هاتفاً _"صه ... ﯾﻛﻔﻲ ... ألم ﺗﺗﻌﺑﻲ ﻣن كل هذا الصراخ؟ .. من أين تأتين بالطاقة لكل هذا و أنت لم تتناولي الطعام ليومين كاملين؟" و ﺷد?ﺎ ﻣن ﯾد?ﺎ و ﺗﺣرك ﻓﻲ اﺗﺟﺎه ﻓراﺷﮭﺎ و ?و ﯾﺗﺎﺑﻊ _"(همسة) ... تعرفين أنني ﻻ أﺣب ﺗﺻرﻓﺎت اﻷطﻔﺎل ?ذه ... و ﻟذﻟك ﺳﺗﺟﻠﺳﯾن ?ﻧﺎ ﻟﻧﺗﻧﺎﻗش ﺑﻛل ?دوء و أﻋدك ﻟن أﻏﺿب و ﻟن أﺻرخ ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠت ﻣن ﻗﺑل ... دﻋﯾﻧﺎ ﻧﺗﺣدث معاً كشخصين ناضجين و ﻋﺎﻗﻠﯾن عزيزتي ، اتفقنا؟" زﻣت حاجبيها ﻓﻲ ﺿﯾﻖ ﺷدﯾد و ﻧزﻋت يدها ﻣﻧﮫ و ﻟﻛﻧﮫ لم ﯾﮭﺗم ﺑل أﻣﺳك ﻛﺗﻔﯾﮭﺎ و أﺟﻠﺳﮭﺎ ﻓوق ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻔراش ﻓﮭﺗﻔت ﺑﺣﻧﻖ _"لا ﺣدﯾث ﺑﯾﻧﻧﺎ ﺳﯾد (فهد) .. ﻟﯾس ﺑﻌد ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺗﮫ ... أﻧت ﻟم ﺗﻛﺗف ﺑﺈ?ﺎﻧﺗﻲ و اﻟﺻراخ ﺑﻲ و ﺣﺑﺳﻲ ?ﻧﺎ بل خنتني أيضاً و أفشيت سري ... و أنا ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ اﻟﺗﺟﺎوز ﻋن ?ذا ﻛﻠﮫ ، ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ أن أﺗﺟﺎوز أبداً ﻋن ﺧﯾﺎﻧﺗك ﻟﻲ و إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟذي آﻣﻧﺗك ﻋﻠﯾﮫ ﺑل و أن تظهرني ﻛﺎذﺑﺔ أﻣﺎم أﺧﻲ و .." هتف بها يقاطع سيل اتهامتها له _"لم أفعل" ألجمتها كلماته فرفعت إﻟﯾﮫ ﻋﯾﻧﯾن ﺣﺎﺋرﺗﯾن ﻟﯾﺗﺎﺑﻊ _"أنا ﻟم أﺧﺑر (عماد) ﺑﺄﻣر ﺳﻔرك لهنا" رددت ﺑﺣﯾرة أﻛﺑر _"لكنك قلت .." زﻓر ﻓﻲ ﺣدة و ?و ﯾﺟﻠس ﺟوار?ﺎ و ﯾﻣﺳك ﻛﻔﮫ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ و ﯾﻘول _"(عماد) ?و ﻣن اﺗﺻل ﺑﻲ (همسة) ليطلب مني الإهتمام بكِ في حال فكرتِ في القدوم إلى هنا ... ﻟﻘد ﻛﺎن ﯾﺷك أﻧك ﺗﻧوﯾن ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺎ .. ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﻌرف ﻣن اﻷﺻل ﺑﺄﻣر ﺳﻔرك اﻷول ﻗﺑل شهور" ﺷﮭﻘت ﺑﻘوة و ?ﻲ ﺗﮭﺗف _"كان ﯾﻌرف ؟! .. ﻛﯾف .. ?ل أﺧﺑرتـ .." ﻗﺎطﻌﮭﺎ ﺑﻧظرة ﻻﺋﻣﺔ _"لم أﺧﺑره ﺑﺷﻲء ﻣن ?ذا أيضاً (همسة) ... ?و ﻋرف ﺑﺎﻷﻣر وﺣده و ﻏﺿب كثيراً ﯾوﻣﮭﺎ ، ﻟوﻻ أﻧﻧﻲ أﺧﺑرﺗﮫ أﻧﻧﻲ ﺗوﻟﯾت ﻛل ﺷﻲء و أنه لم يصبك أي أذى و قد وعدتِني أﻻ ﺗﻛررﯾﮭﺎ و ﻟن ﺗﻔﻌﻠﻲ شيئاً ﺑﻌد ذﻟك إﻻ بعد أن تخبرينني ... ﻟﻘد ﺟﻌﻠﺗﮫ ﯾﺗراﺟﻊ ﺑﺻﻌوﺑﺔ ﻋن ﺗﺄﻧﯾﺑك ﻓور أن ﺗﻌودي ﻟﻠﻣﻧزل و أن ﯾﺗراﺟﻊ ﻋن ﻋﻘوﺑﺎﺗﮫ اﻟﺻﺎرﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻧﺗوﯾﮭﺎ" اقشعر ﺟﺳد?ﺎ و ?ﻲ ﺗﺗﺧﯾل ﻣﺎ اﻟذي ﻛﺎن ﻗد ﯾﻔﻌﻠﮫ ﺑﮭﺎ (عماد) و رﻓﻌت ﻋﯾﻧﯾن ﻣﻌﺗذرﺗﯾن لـ(فهد) اﻟذي رﺑت ﻋﻠﻰ ﻛﻔﮭﺎ و ﺗﺎﺑﻊ مبتسماً _"لقد ﺷك (عماد) أﻧك ﺗﻔﻛرﯾن ﻓﻲ أمرٍ ﻣﺎ ﻣﻊ إﺻرارك ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻔر ... و ﺗﺣدث معي ﺑﺎﻷﻣر ، خصوصاً ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣﻘﻖ ﻣن أﻧك ﻟن ﺗذ?ﺑﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻟذﻟك اﻟﻣﺧﯾم ﻣﻊ أصدقائك" ﻋﺿت ﺷﻔﺗﯾﮭﺎ ﺑﻘوة و اﺣﻣر وﺟﮭﮭﺎ ﺑﺷدة و ?ﻲ ﺗﺗﺧﯾل ﻣظﮭر?ﺎ أﻣﺎم أﺧﯾﮭﺎ و هي تخبره أنها ستذهب مع صديقتها للمخيم الذي كانت تعد له طوال العام ... ﻛﺎن ﯾﻌرف أﻧﮭﺎ ﺗﻛذب ... ﯾﺎ إﻟﮭﻲ ... ﻛﯾف ﺳﺗﻘف أﻣﺎﻣﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌود ... كيف ستواجهه ... اﺑﺗﺳم (فهد) ﺑﺣﻧﺎن و ?و ﯾرى ﺗﻠون وﺟﮭﮭﺎ و ﺗﻧﮭد مفكراً ... ﻋﻠﻰ اﻷﻗل أزال ﺟزء ﻣن ﻏﺿﺑﮭﺎ و ﺳﯾﻛون اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻟﺑﺎﻗﻲ سهلاً ... أخذ نفساً عميقاً و هو يبحث عن كلمات مناسبة حتى لا يعكر صفو الجو بينهما و يجعلها تعود لنوبة غضبها منه ، لكنها رفعت رأسها إليه قبل أن يحسم أمره و نظرت له بلوم و قالت _"حسناً لكن هذا لا ينفي أنك أخطأت في حقي بطريقة أو بأخرى ... ما كان الداعي لكل هذا ، هه؟ .. أخبرني" ارتفع حاجباه و هو ينظر لها بذهول .. المخادعة .. ها هي الآن تدير الدفة نحوه و تتهمه بدل أن تعتذر عن خطأها .. تنفس بعمق ليتحكم بأعصابه و قال بلوم هو الآخر _"حقاً (همس)؟ ... و ماذا عنكِ أنتِ؟ ... و لا تعودي للصوت العالي صغيرتي .. أخبريني .. ألا ترين أنكِ أخطأتِ أنتِ الأخرى و أن رد فعلي كان بسبب تصرفك المتهور؟" و قاطعها متابعاً عندما حاولت الدفاع عن نفسها _"اسمعيني للنهاية (همس) ... هل ترين تصرفكِ ذاك كان صائباً؟ .. هل تدرين ما كان يمكن أن يصيبك و أنتِ تتسللين من النافذة؟ .. ماذا لو لا قدر الله زُلت قدمك أو كان ذلك الحبل قد انقطع؟ .. هل تتخيلين ما أصابني و أنا أتخيل فيما كان يمكن أن يصيبك أو و أنا أفكر فيما قد توقعين نفسكِ به في مهمتكِ تلك؟ ... (همسة) .. أعرف أهمية ما تريدين فعله ، لكن لا يمكنني أن أتجاوز أن تتهوري بهذه الطريقة و تخاطري بحياتكِ من أجل أي شيء" قطبت حاجبيها و زمت شفتيها و قالت _"أنت لم تترك لي خياراً آخراً (فهد) .. و أنت قلت بنفسك .. تعرف أهمية الأمر بالنسبة لي ... لو أنك وافقت على مساعدتي و تفهمتني و لم تتصرف بتلك الطريقة الغريبة في رفضك التام للأمر ، ما كنا سنصل إلى هنا؟" تأملها للحظة بعمق ... يبدو أنها لا تنوي التراجع أو الاعتذار عن خطأها .. تنهد بيأس و هم بالحديث لكنها قالت و هي تنظر له بعينين آسفتين _"أعرف أنني أخطأت (فهد) و ما كان يجب أن أتصرف بتهور و أعرف أنك محق في قلقك" و أخذت نفساً عميقاً و رفعت رأسها و هي تقول بهدوء _"أنا أعتذر" ابتسم لها في حنان و تأملها للحظات قبل أن يرفع يده و يداعب رأسها قائلاً _"و أنا أعتذر أنا الآخر طفلتي .. ما كان يجب عليّ أن أتصرف بتطرف هكذا ، لكن اعذري قلقي عليكِ" زفرت بيأس و هي تنظر له بحنق .. آه .. ها هو يعود لمعاملتها كطفلة صغيرة .. و عضت على شفتيها و هي تنظر له بحاجبين معقودين ليقول مبتسماً _"ما الأمر صغيرتي؟ ... ألازلتِ غاضبة؟" رفعت يدها و أزاحت يده و هي تقول بتذمر _"أجل ... لازلت غاضبة .. لأنك تصر على معاملتي كطفلة" ضحك و هو ينهض من مكانه و قال _"آسف ... الأمر خارج عن يدي (همس) .. انظري لنفسك صغيرتي" راقبته و هو يتجه حيث كانت تجلس في ركن الغرفة و انحنى يلتقط صينية الطعام و عاد إليها قائلاً بإبتسامة مرحة _"ها هو الدليل صغيرتي ... تصرفتِ كالأطفال و رفضت تناول الطعام غضباً" قالت بتذمر و هي تنظر له بينما يجلس جوارها من جديد _"ليس الأطفال وحدهم من يضربون عن الطعام سيد (فهد) ... سجناء الرأي و المقاومون أيضاً يضربون عن الطعام ليحققوا مطالبهم" ارتفعت ضحكته عالياً قبل أن يقول _"هل وصل الأمر لسجناء الرأي و المقاومة؟! ... هل تعتبرين نفسكِ سجينة هنا صغيرتي؟" زمت شفتيها و قالت بطفولية و هي تهز كتفيها _"أنت من قلت أنني سأظل حبيسة هنا؟ .. و لا تنس أنك أغلقت عليّ الباب بالفعل" تنهد قائلاً _"آه (همسة) ... لقد اعتذرنا لبعضنا بالفعل ... لن نعاود الحديث في الماضي ... لقد تصافينا و اتفقنا ألا تتهوري مجدداً و ألأ تتصرفي مجدداً دون إذني" شهقت بقوة و قالت باعتراض _"لم أفعل ... متى قلت هذا؟" ضحك و هو يرفع يده بلقمة من الطعام و يدفعها لفمها رغماً عنها و هو يقول _"حقاً؟ .. هل خانتني أذناي إذن؟ ... ألم تسمعي نفسكِ و أنتِ تقولين هذا؟" تناولت لقمة الطعام رغماًَ عنها و ابتلعتها لتهتف فيه _"لا لم أفعل .. لقد .." أسكتها بلقمة أخرى جعلتها تبتلع إعتراضها و قال متابعاً _"هيا تناولي طعامك بهدوء (همستي) .. و إلا كيف ستتابعين مهمتك و أنتِ تكادين تسقطين أرضاً من الجوع" نظرت له بتدقيق ليتابع مبتسماً _"هيا لأخبركِ بالمعلومات الجديدة التي وصلتني بخصوص (سامر)" هتفت بحماس و هي تتناول الصينية منه و تضعها جانباً _"معلومات جديدة؟!! .. ما هي ؟! .. أخبرني ما الأمر؟" _"تناولي الطعام أولاً (همسة)" _"أخبرني أولاً لتفتح شهيتي" رمقها بعينين محذرتين و هو يقول بصرامة _"(همسة)" زمت شفتيها بحنق و همست _"مستبد" و أسرعت تلتهم الطعام بسرعة رهيبة أمام عينيه الذاهلتين و راقبها بذهول و هي تتجرع الماء بسرعة و تعيد الكوب مكانه و هي تهتف بينما تنظر له بإنتصار _"الحمد لله ... لقد شبعت" و مسحت شفتيها بالمنديل تحت أنظاره الدهشة و هي تتابع بحماس شديد _"هه .. أخبرني ما الجديد" حدق فيها للحظة قبل أن يقول _"أنتِ مجنونة" رفعت سبابتها في وجهه قائلة بتذمر _"لا تغير الموضوع و لا تغش .. لقد تناولت الطعام كما قلت .. هيا أخبرني" تنهد بصوت مرتفع و قال _"يا إلهي ... من المستبد الآن؟ ... حسناً سأخبرك" و وضع يده في جيب سترته و قال بجدية و هو يخرج هاتفه _"تعرفين أنني وضعت (سامر) تحت المراقبة منذ أخبرتِني بما ينتويه ... في الواقع (عماد) كان قد أخبرني أن أتأكد من أنه لن يتورط بأي شيء يفسد خططنا كما حاول من قبل .. و لكنه كان قد ابتعد لفترة عن أي تصرف يجعلنا نشتبه به .. ثم انشغلت أنا و (عماد) ببعض الأمور العالقة ... ما كان يجب أن أثق به ... على كلٍ لقد وضعت مراقبة دقيقة تخبرني جيداً بكل خطوة من خطواته و هذا ما وصلني اليوم" نظرت للهاتف بتوجس لحظة قبل أن تتناوله و تنظر لشاشته و اتسعت عيناها و هما تقعان على الصورة التي ظهر فيها أخيها مع احدى الفتيات ... رفعت عينيها له بتساؤل فأشار لها لتتابع بقية الصور فتحركت أصابعها تقلب في الصور الباقية التي أظهرتهما كعاشقين و رددت بضيق _"هذه ليست (راندا) .. من تكون؟ ... تبدو أجنبية هذه الفتاة" هز رأسه مجيباً _"هذه (سيلين فرنسوا) ... فرنسية تعيش هنا منذ ست سنوات ، و هي صديقة لـ(هشام رضوان) شقيق (رهف) .. هذه الفتاة تعتبر تقريباً جزء من عائلة (رضوان)" نظرت له بحيرة و عادت تنظر للصور التي يظهر فيها (سامر) و هو يعانق الفتاة نارية الشعر ... تبدو فاتنة جداً ... ما الذي يفعله (سامر) معها؟ ... هل يخطط لشيء آخر يخص عائلة (رضوان) إلى جانب خطته الخاصة بـ(راندا) ... تحرك لسانها بأفكارها و هي تقول _"لماذا هو معها إذن؟ ... ما الذي يخطط له؟ ... هل يعرف أنها قريبة تلك العائلة؟" تناول منها الهاتف و قال _"بالطبع هو يعرف ... و أنا متأكد أنه يخطط لشيء ما ... ذلك الأحمق لن يكف عن محاولة إفساد كل خططنا" هتفت بحنق _"هل هذا ما يهمك؟ ... ألا ترى أنه يتلاعب بالفتيات من أجل مصالحه القذرة و انتقامه الأعمى؟ ... ألا تهتم لذلك؟" ألجمته هجومها الشرس و عصبيتها للحظة قبل أن يقول و هو ينظر لصورة (سيلين) الفاتنة و يقول بهدوء _"لا تقلقي عزيزتي ... لا بريئات هنا ... حسناً .. سوى تلك التي أتيتِ من أجلها ... (سيلين) هذه ليست كما تتصورين ... هي ليست سهلة أبداً ... تلك المرأة أخطر بكثير مما تُظهره صورتها البريئة هذه" قطبت حاجبيها ضيقاً و قالت _"أنا لا أهتم لشيءٍ من هذا ... كل ما يهمني أن أوقف (سامر) عن مخططاته اللعينة تلك و أن .." توقفت كلماتها فجأة و لمعت عيناها بطريقة أثارت قلقه لتهتف بعدها في حماس و هي تأخذ هاتفه من جديد _"أجل .. هذه هي ... كيف لم أفكر بالأمر؟ ... جيد أن هذه الصور وقعت في أيدينا ... هذه هي الطريقة التي سأتمكن بها من إبعاد أخي عن طريق (راندا هاشمي) ... عندما تصلها هذه الصور ، ستقطع علاقتها بأخي فوراً و .." قاطعها _"ماذا تقولين؟ ... هل أنتِ حمقاء؟ ... تكونين ساذجة إن اعتقدتِ أن (سامر) سيتراجع عن خطته لو أن تلك الفتاة اكتشفت خيانته و قطعت علاقتها به ... ربما فكر في طريقة أخرى ليصل لهدفه و طريقته هذه ربما سببت لها أذى أكبر بكثير" تهدل كتفاها و تمتمت بيأس _"إذن ماذا نفعل؟ ... لا يمكنني أن أقف هكذا و أنا أعرف أنه سيؤذيها في أي وقت" ربت على كفها و قال بتأكيد _"لا تقلقي صغيرتي .. أنا هنا .. سأجعله تحت ناظريّ في كل لحظة .. كل تحركاته تصلني أولاً بأول .. لن يصل إليها بأذى أعدك .. أنتِ تثقين بي ، صحيح؟" نظرت في عينيه بإمتنان و همست بتأكيد _"أنا أثق بك أكثر من نفسي (فهد)" ابتسم لها بحنان و ربت على رأسها لتبادله ابتسامته ، قبل أن تقترب منه و تسند رأسها إلى كتفه هامسة _"شكراً لوجودك جانبي دوماً (فهد) .. أنا سعيدة جداً لأنك معي" ربت على كفها و هو يهز رأسه قائلاً _"أنا معك دائماً صغيرتي" اتسعت ابتسامتها و تطاير كل الغضب و الألم من قلبها تماماً كأنه لم يكن ، و لم يبق سوى مشاعرها الرقيقة تجاهه ... مهما فعل لا يمكنها أن تظل غاضبة منه طويلاً ... لا تستطيع أبداً .. مهما فعل سيظل دائماً أثيراً على قلبها ... سيظل دائماً و أبداً حارسها و (فهدها) الحبيب ... ************ | ||||||||
|
| |
|
21-04-17, 07:24 AM
| #770 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| كانت (رواء) مستغرقة في عملها تحاول أن تغرق نفسها فيه علّها تنسى المخاوف التي تنهش قلبها بشدة منذ عادت (طيف) من جامعتها لتقتحم غرفتها و هي تخبرها بكلمات مندفعة بمواجهتها مع ابن عمهما المغرور و ما أخبرها به ، قبل أن تنفجر باكيةً بين ذراعيها و هي تهتف قائلة .. أنها تكره كل فرد في هذه العائلة البغيضة و لا تريد أن ترى أياً منهم في حياتها و أنها تفضل الموت على أن ينجح (شهاب) و شقيقه المغرور الأحمق بتحقيق تهديداتهما .. زفرت بألم و هزت رأسها تركز في الأوراق التي بين يديها ، عندما غادر (هشام) غرفة مكتبه فنهضت من مكانها ليشير لها قائلاً _"ألا زلتِ هنا (رواء)؟ ... اعتقدت أنكِ غادرتِ قبل فترة" ردت بتهذيب _"خشيت أن تحتاج لشيء سيد (هشام) و استغللت الوقت لأنهي بعض الأوراق" ابتسم لها ممتناً و قال _"شكراً عزيزتي ، كان هناك الكثير من العمل لذلك تأخرت .. ... اعتذر أن تسبب في تأخيرك معي ... أعرف أن لديكِ التزامات أخرى و لا أريد أن أكلفك فوق طاقتك ... هيا .. اذهبي الآن .. لابد أن عائلتك قلقة عليكِ" التقطت حقيبتها و قالت بإمتنان _"شكراً سيدي .. لا تقلق لقد أخبرتهم أنني قد أتأخر لبعض الوقت" هز رأسه مبتسماً و تحرك مغادراً لتتبعه هي بخطوات سريعة و هي تقول بتردد _"كيف حالة الآنسة (رهف) سيدي؟ ... أرجو أن تكون بخير" تنهد بحرارة قبل أن يوميء قائلاً _"هي بخير الحمد لله ... شكراً لسؤالكِ (رواء)" ابتسمت و هي تقول _"إن شاء الله يكتمل شفاءها على خير سيدي" ردد و هو يهز رأسه _"إن شاء الله" ران الصمت عليهما حتى غادرا الشركة و عرض عليها (هشام) أن يوصلها في طريقه ، لكنها اعتذرت منه بتهذيب فلم يغادر حتى أوقف لها سيارة أجرة و كادت تبتسم و هي تراه يكاد يهدد السائق أن يوصلها لبيتها بأمان بل و أخذ رقم لوحة سيارته أيضاً قبل أن يلوح لها و هو يؤكد عليها أن تطمأنه عليها فور وصولها بسلام ... ابتسمت داخلها و هي تنظر لصورته في مرآة السيارة و فكرت كم هي محظوظة بعملها مع شخص مثله ... حسناً و مع (عاصي) الذي اتضح لها أنه ليس كما يظهر أبداً ... أرجعت ظهرها للخلف بتعب و تنهدت بحرارة ... تتمنى أن يجدا الراحة قريباً و تزول كل متاعبهما و أن تعود لهما (رهف) الصغيرة بسلام و أن يرفق الله بقلب تلك السيدة الحنون والدتهما ..... تنهدت من جديد و هي تشرد بعيداً في همومها الخاصة ... و هي أيضاً ... ليتها تجد الراحة التي حرمتها منها الحياة لسنوات طويلة ... تريد استراحة محارب بعد كل هذه السنين التي قضتها تحارب في كل اتجاه ... لكنها لا تستطيع ... يجب أن تستمر دون شكوى ... من أجل عائلتها ... من أجل أبيها المريض الذي يصارع ليبقى بينهن و يخشى أن يتركهن للحياة القاسية و في مواجهة العائلة التي نبذته و نبذتهن جميعاً ثم عادت لتحاصرهن و تهدد حياتهن الآمنة ... من أجل أمها التي دفعت ثمن حبها لابن عائلة (العزايزي) الذي تخلى من أجلها عن كل شيء ، ليكون مصيرهما النبذ و المعاناة لسنوات طويلة ... من أجل شقيقتيها اللتين يجب أن تحميهما من طعنات الحياة التي ذاقتها ... لا يمكنها أن تسمح أبداً لأي أذى أن يصيبهما ... لن يمرا بما مرت به أبداً تقسم بهذا .. لن تذوقا المرار الذي تجرعته لسنوات و لازال طعمه في حلقها ... لن تسمح بهذا أبداً .. ستحارب العالم كله و على رأسه عائلة (العزايزي) كلها إن تطلب الأمر لتحميهما ... ****************** انتظر (هشام) حتى غادرت السيارة التي تقل (رواء) و اتجه نحو سيارته ليستقلها و ينطلق بها في طريقه لقصر (هاشمي) كما وعد السيد (رفعت) و زفر بقوة و هو ينظر للطريق أمامه ... لنرى إلى أين ستصلين بنا يا آنسة (راندا هاشمي) ... لقد وعده الجد أن يمد له يد المساعدة ... ما الذي جد و جعله يقرر هذا؟ ... هل تحدثت (راندا) معه بخصوصهما و حاولت الحصول على دعمه ضد محاولاته الحثيثة لشق طريقه نحوها؟ ... ارتسمت ابتسامة عابثة على شفتيه و هو يهمس باستماع _"لسوء حظكِ و لحسن حظي آنسة (راندا) ، فجدكِ العزيز يقف في صفي أنا" تابع طريقه نحو القصر بإحساس متفائل نحو الزيارة التي لابد أنها ستجعل طريقه إلى (راندا) أسهل بكثير كما يتمنى ... لم تمض دقائق أخرى حتى كان يغادر السيارة التي أوقفها في الساحة الخارجية للقصر و رفع رأسه يتأمل شرفاته و ابتسم و كلمات "قارئة الفنجان" تتردد في رأسه ليتمتم بابتسامة و هو يصعد درجات السُلم _"فحبيبة قلبكِ يا ولدي نائمةُ في قصر مرصود .. من يدخلُ حجرتها .. من يطلبُ يدها" و هز رأسه و هو مستمرٌ في الدندنة التي أوقفها ذلك الجسد الذي اندفع فجأة مغادراً الباب الكبير لتتسمر صاحبته أمامه مباشرة و مضت لحظات تسمرت عينيها المتسعتين على عينيه اللتين لمعتا بعبث شديد ، قبل أن تهتف هي بحنق شديد _"أنت؟! .. ما الذي تفعله هنا؟" اتسعت ابتسامته حتى كادت تتحول لضحكة مما أثار اشتعال النار في دمها و التي زادت و هي ترى نظراته تجول عليها ، بينما هو كان يحاول التحكم في ضحكته و هو يتأمل هيئتها الجديدة خصوصاً شعرها الذي يراه مضفراً لأول مرة و وجد نفسه يتابع دندنة الكلمات من حيث توقف بالضبط .. كلماته التي وصلتها بوضوح رغم انخفاض نبرته مع توقف عينيه على ضفيرتها التي استقرت فوق كتفها و قد زينتها بعض زهور الياسمين الصغيرة ليشتعل خداها احمراراً و هي تسمعه يردد _"من حاول فك ضفائرها ... يا ولدي مفقود .. مفقود .. مفقودٌ يا ولدي" تراجعت في حدة و استنكار و هتفت به _"ما الذي تقوله أيها المجنون؟" اقترب الخطوة التي ابتعدتها و قال مبتسماً في تحدي _"ماذا حبيبتي؟! ... أنا أرحب بزوجتي الحبيبة باعتبار ما سيكون .. هل لديك إعتراض؟" هتفت به و هي تضرب الأرض بقدمها _"ليس لك زوجة هنا أيها السيد ... توقف عن وقاحتك هذه و غادر من هنا لو سمحت" كتف ذراعيه و قال بتحدي _"و إن لم أذهب؟" وضعت كفيها إلى جانبي خصرها و قالت بغضب _"سأخبر عائلتي أنك تحرشت بي و عندها ستغادر .. لكن ليس على قدميك ... بل في عربة الإسعاف" ارتفع حاجباه في سخرية أثارت حنقها أكثر قبل أن يتحرك مقترباً منها بطريقة وترتها و هو يهمس بتلاعب _"حبيبتي ... أنا لم أتحرش بكِ ... بعد" تلون وجهها من جديد ليبتسم و يتابع _"ثم إنني هنا بناءً على موعد آنسة (راندا هاشمي) ... لذا آسف .. لا يمكنني أن ألبي رغبتك أيتها الأميرة" رمقته بحقد للحظات قبل أن تقول _"و من دعاك إلى هنا؟ .. هل صدقت أنك جزء من العائلة فعلاً؟" ردد ببساطة _"أنا كذلك بالفعل حبيبتي ... و أنا هنا اليوم بدعوة من جدي الحبيب" هتفت بحنق _"إنه ليس جدك" مط شفتيه و هو يهز كتفيه بلا مبالة _"قولي ما تشاءين ... لن يغير الحقيقة" استمرت في رميه بنظراتها الحارقة قبل أن تزفر بقوة و تتحول نظراتها لشماتة و تشفي و هي تقول _"حظاً سعيداً إذن في حديثك مع "جدك الحبيب" ... أنت ستحتاجه جداً" ألقت جملتها و تركته واقفاً مكانه و نزلت خطوات السُلم سريعاً تتبعها عيناه و هي تتحرك في اتجاه الحديقة الخلفية للقصر .. إذن فقد كان محقاً في تفكيره .. هي بالفعل تحدثت مع جدها بشأنه .. ارتفع ركن شفتيه بإبتسامة عابثة ... إذن هي تتصور أن جدها قد اتصل به ليعاتبه على تصرفه معها و يؤكد عليه أن يبتعد عن طريقها تماماً فهي رفضت عرض الزواج منه و لا أمل له معها ... همس بعبث _"حسناً آنسة (راندا) .. الحظ السعيد أنتِ من تحتاجينه و ليس أنا .. سترين بنفسكِ قريباً حبيبتي" تحرك مكملاً طريقه إلى الداخل و استقبله أحد الخدم و أخبره أن السيد (رفعت) في إنتظاره ... رافقه (هشام) الذي انتبه بدهشة إلى أن الخادم لا يقوده إلى غرفة الإنتظار بل إلى غرفة الجد نفسها .. تنفس بقوة و هو يتابع طريقه في نفكير عميق يحاول تخمين ما قد ينتويه الجد ... انتبه للخادم و هو يخبره أن السيد في إنتظاره و رفع رأسه نحو الباب المفتوح الذي كان قد فتحه الخادم و أخبر الجد بوصوله .. ابتسم له شاكراً و هو يتحرك نحو الباب و يطرقه مرة أخرى بتهذيب و هو يقول _"مرحباً جدي .. هل يمكنني الدخول؟" وصله صوت الجد قائلاً _"تفضل يا (هشام)" دخل إلى الغرفة و شعور بالرهبة تسلل رغماً عنه إلى أعماقه و وقعت عيناه على الجد الذي أشار له من مكانه على المقعد الوثير قرب النافذة _"اقترب يا ولدي .. مرحباً بك بني" اقترب (هشام) منه حتى وصل إليه فانحنى يقبل رأسه احتراماً و هو يقول _"كيف حالك جدي؟" ابتسم له مجيباً _"أنا بخير يا ولدي .. شكراً لك .. كيف حالك أنت و كيف حال أسرتك؟ _"بخير و الحمد لله ... يرسلون إليك سلامك" هز رأسه مبتسماً قبل أن يشير للمقعد المقابل له و يقول _"اجلس بني" تحرك (هشام) ليجلس فوق المقعد و ران عليهما الصمت للحظات ، قبل أن يتنحنح قائلاً بتردد _"هل كل شيء على ما يرام جدي؟ ... أخبرتني أنك تريدني لأمرٍ هام يخص .." قاطعه الجد قائلاً بهدوء _"ارتاح قليلاً بني و تناول المشروب الذي سيحضره الخادم و بعدها سنتحدث في كل شيء" كان (هشام) متحرقاً بشدة لمعرفة الأمر ، لكنه تحكم بفضوله و رغبته الشديدة و استغرق في بعض الأحاديث العامة مع الجد و هو يتناول العصير المنعش الذي أزال عن جسده بعض ارهاق اليوم .. لم يعرف كم مر من الوقت مع استغراقهما بالحديث قبل أن يقول الجد و هو يربت على كتفه _"مع كل يوم يزداد يقيني من أنك الشخص الوحيد الذي يستحق فتاتي العنيدة" ضحك (هشام) و قال و هو يتراجع في مقعده _"لا تدعها تسمعك تقول هذا جدي .. قد تصيبها صدمة عنيفة" بادله ضحكته و قال _"لا تقلق .. لن أخبرها .. لكن .." قطع كلماته و تأمل (هشام) للحظة قبل أن يتابع بجدية و تأكيد _"لكنها ستعرف هذه الحقيقة بنفسها ذات يوم" تنهد (هشام) و هو يردد _"أتمنى ألا يتأخر هذا اليوم جدي .. حفيدتك عنيدة جداً .. من أين ورثت هذا الرأس الصلب؟" ضحك الجد مجيباً _"البعض من جدتها (عائشة) و البعض من أمها .. لكنهما للحق لم تصلا لهذه الدرجة ... (راندا) تفوقت على الجميع" هز رأسه و هو يبتسم بقلة حيلة _"و ما الحل معها في رأيك؟ ... أخشى أن ينفذ صبري بعد أن استنفذ معها كل الحيل و لا أجد أمامي سوى كسر رأسها حقيقةً و ليس مجازاً" ضحك الجد مرة أخرى و ربت على ساق (هشام) و قال _"لا تقلق يا ولدي ... أخبرتك أنني سأمد لك يد العون في حربك مع تلك المُكابرة العنيدة ... لأنك تستحق و لأنني أثق أنك الوحيد القادر على العناية بها و منحها الحب و الاهتمام الذي تستحقه" هز رأسه مؤكداً في حرارة _"و أنا لن أجعلك تندم على ثقتك هذه جدي ... أقسم أن أعتني بها لآخر لحظة في عمري و أن أحبها و أحميها بروحي" _"و أنا متأكد من هذا بني" و صمت لحظة مفكراً بعمق _"عندما اتصلت بك ... كانت (راندا) قد غادرت غرفتي لتوها بعد أن تحدثنا بخصوصكما .. و أخبرتني أنها لا تريدك ان تقترب منها أبداً و طلبت مني أن أخبرك أنها رفضت خطبتها لها و أنها لن تتراجع أبداً عن هذا القرار و شددت على أن أخبرك أن تبتعد عن طريقها تماماً" انعقد حاجبا (هشام) بضيق و لكنه سيطر على نفسه و استمع للجد بهدوء و هو يتابع _"و لأنني أعرف حفيدتي جيداً و أعرف أنها عندما تُغلب عنادها على حكمتها فإنها تتعامى عن رؤية أشد الحقائق وضوحاً .. و لأنها تبدو أمامي كالمرآة الصافية و أعرف جيداً ما تخفيه أعماقها .. و لأنني أعرفك جيداً أيضاً (هشام) و أرى بعينيّ كم تحب حفيدتي و كم أنت مصممٌ على الفوز بقلبها مهما تكلف الأمر ... لذلك طلبت منك أن تأتي لنحسم كل شيء" نظر له بتساؤل و توجس ليكمل بجدية _"لقد طالت اللعبة بينكما (هشام) و حان وضع حد لها ... حان الوقت لأجعل حفيدتي الحمقاء ترفع غشاوة العناد و الكراهية من أمام عينيها و تدرك الحقيقة التي تتعامى عنها بكل إصرار و لأجعلها تضع قدميها على الطريق الصحيح" _"و لكن جدي .. ما الذي سـ .." قاطعه مبتسماً _"(راندا) الآن تعتقد أنها قد انتصرت عليك و أنني بالتأكيد وبختك بشدة و أكاد أراها الآن تضحك و هي تتخيلك تخضع لجلسة تأنيب شديدة مع تشديد مني و إقرار منكِ و تعهد بعدم التعرض أو الإقتراب منها لمسافة ميل على الأقل" ابتسم (هشام) بشدة مع الصورة التي رسمها الجد ... لابد أنها تفعل ذلك الآن بالفعل ... عاد يستمع للجد بانتباه أكبر و حماس بينما يقول _"هي الآن ستعتقد أنك بالفعل رضخت لأمري و أنك ستبتعد و عندها ستهدأ تماماً و تزيل كل أسوار حذرها و مقاومتها .. و عندها .." _"و عندها؟؟" صفق الجد كفيه معاً و هو يقول _"و عندها سنباغتها من حيث لا تدري" عقد حاجبيه و هو ينظر له بحيرة ليقول بعدها و هو يهز رأسه _"لم أفهم جدي ... سنباغتها؟ .. ماذا تقول جدي؟" ربت على كتفه مجيباً _"(هشام) يا بني ... أنت لم تعرف (راندا) جيداً كما عرفتها طيلة هذه السنوات ... هي تحتاج لضربة مباغتة تفقدها توازنها و تفكيرها ... سأحتاج منك أن تبتعد قليلاً حتى تطمأن أنك قد ابتعدت تماماً و عندها ستقوم بالخطوة التي ستجعلها تفقد اتزانها تماماً و تقع في الفخ؟" حدق فيه بغباء و قال _"أي فخ؟" ضرب الجد كفيه معاً وهو يقول _"لا حول و لا قوة إلا بالله ... ما الذي حدث لك (هشام)؟ ... هل قضت حفيدتي أخيراً على عقلك بني؟" احمر وجه (هشام) حرجاً ليكمل الجد و هو يضحك _"أي فخ سيكون بني؟! ... الزواج بالطبع" انتفض (هشام) واقفاً و هتف _"الزواج؟! ... جدي .. ماذا تقول؟ ... زواج؟! ... هذه (راندا) من تتحدث عنها .. بحالتها هذه و عنادها ستفضل الموت على أن ترغمها على الزواج مني" ابتسم الجد و هو يقول بهدوء _"اجلس بني و اسمعني للنهاية" جلس (هشام) متنهداً ليتابع الجد _"ربما هي كما تقول ستفضل الموت ... لكنها لن تفضل موتي أنا بالتأكيد" هتف (هشام) مستنكراً _"بعُد الشر عنك جدي .. ماذا تقول؟" ضحك الجد و هو يهز رأسه _"الجميع سيموت يوماً ما بُني ... اسمعني فقط ... هل تتذكر تلك الخطة التي اقترحتها عليّ من قبل و أنبتك بشدة عليها" خفض (هشام) رأسه حرجاً و قال بارتباك _"ممم .. إحم .. لقد .. لقد كانت مجرد خطة حمقاء جدي ... حفيدتك تدفع بعقلي للتفكير بالحماقات" _"حسناً .. اعترف أنها خطة حمقاء و كدت أكسر رأسك يومها و أنت تقترحها عليّ و إن كنت نفذتها من نفسك لم أكن لأجعلك تقترب من حفيدتي إنشاً واحداً ... لكن الآن .." رفع (هشام) رأسه ينظر له بعينين متسائلتين و حيرة أجاب عليها و هو يقول _"الآن بعد أن رأيت إلى أي مدى قد تصل حفيدتي في حربها لك و أنها قد يصل بها الأمر لإيذاء نفسها دون أن تدري ، لم يعد أمامي سوى خطتك الحمقاء تلك بني" قال بتردد _"لكن جدي ... لقد كانت مجرد حماقة مني و لا أدري حتى كيف فكرت بها .. لا داعي لأن .." قاطعه قائلاً بهدوء _"لا يفل الحديد سوى الحديد (هشام) ... و ربما لنواجه حماقة (راندا) نحن في حاجة لحماقة مماثلة ... و لا شيء سيفقدها اتزانها مثل هذه الخطة ... لقد فكرت في الأمر بني و لم يعد أمامي سوى أن ألعب بهذه الورقة" _"ستستغل حبها لك جدي؟! ... لا أعتقد أنها ستكون فكرة سديدة ... ربما توافق (راندا) خوفاً عليك .. لكنها ستسمر في كراهيتها لي و لن تتنازل أبداً و ربما تصبح أكثر عناداً و بعداً عني ... و لن تتسامح أبداً إن عرفت بالحقيقة يوماً ما" هز كتفيه قائلاً _"هذا دورك أنت بني .. الكرة ستكون في ملعبك و وحدك ستكون المُتكفل بالتخلص من كراهيتها و غضبها و جعلها تقع في حبك ... عندما تعرف الحقيقة .... سيكون هناك الكثير قد تغير في حساباتها .. أنا أعرف هذا" و شردت عيناه و هو يتذكر شكوكه بخصوص استمرار (سامر) في الاتصال بحفيدته الحمقاء التي أخفت عنه الأمر و تنتوي التصرف بنفسها .. هز رأسه مُنحياً قلقه جانباً و تابع _"كما أنها لم تترك أمامي خياراً آخراً (هشام) ... أنا لن أطمئن عليها سوى معك ... أعرف أنك ستحميها حتى من تهورها ... لم يعد في العمر الكثير بُني ، فحقق لي رغبتي في رؤية حفيدتي سعيدة و تحت حماية رجل يستحقها" اقترب (هشام) منه و تناول كفه و قبله هاتفاً _"لا تقل هذا .. أدامك الله جدي ... لست في حاجة لتطلب .. لقد وعدتك أن أحمي (راندا) و أسعدها حتى آخر لحظة في عمري" ربت الجد على كفه ممتناً و سيطر على مشاعره بسرعة و هو يقول _"إذن اتفقنا بُني ... ستخرج من هنا و تجعل (راندا) تعتقد أنها قد تخلصت منك و انتظر مني الإشارة لتبدأ خطوتك الجديدة" ردد (هشام) بتوجس _"يا رب سترك" ضحك الجد بقوة و هو يربت على كفه من جديد و يقول _"لا تتوقف عن الدعاء بني ... ستحتاجه كثيراً الأيام القادمة" رفع رأسه بقوة و تطلع إليه بعينين متسعتين جعلتا ضحكة الجد ترتفع أكثر لتتهدل كتفاه باستسلام و يبتسم و هو يهز رأسه في قلة حيلة و هو يفكر أنه كان مخطئاً ... فلقاؤه مع الجد لم يجعل طريقه سهلاً أبداً كما تخيل .. بل ربما جعله أكثر صعوبة .. أكثر من قبل ... ************** انتهى الفصل الأربعون إن شاء الله ينال إعجابكم ... في إنتظار آرائكم و تعليقاتكم قراءة ممتعة أرق تحياتي | ||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| للعضويات, المتعددة, تنبيه |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
639Likes
.png)
مع تحياتي
العرض العادي
