17-10-16, 11:24 PM
| #191 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء  
|  لم تعرف (وتين) كيف حملتها قدماها إلى غرفتها ... جسدها لا يتوقف عن الإرتجاف عكس قلبها الذى تجمد ساكنا بعد جملة (زياد) التى اخترقته كسكين حاد ... دلفت غرفتها و أغلقت الباب خلفها و استندت إليه تتطلع أمامها بعينين جامدتين ... لا دموع .. فلماذا تبكى و هى تعلم أنها السبب ... لا يحق لها أبدا أن تفعل .. ألم تُعد نفسها لهذا اليوم ... ألم تخبر نفسها أنها ستتفهم حين يقرر أن يمضى فى حياته دونها كما قررت هى أن تفعل ... هى نبذته أولا .. دفعته بخيانتها لهذا الطريق .. لا يحق لها الآن أن تشكو .. ألم يتوعدها بهذا .. أنه سينساها و سيمضى ... و هى تعرف (زياد) عندما يقرر ... تنفست بقوة و هى تحاول منع دموعها لتهمس لنفسها بتأكيد _"تحملى (وتين) ... لقد وعدتِ أن تفعلى" مسحت بأصابعها دمعة خانتها و خطت لتجلس فوق فراشها ... تناولت صورة أمها الموضوعة بجوار الفراش و لم تتمالك دموعها التى تسارعت على خديها و هى تحدثها _"لقد فعلت الصواب أمى ، صحيح؟ ... (زياد) يستحق فتاة أفضل .. أثق أنه سيجد من تليق به ... فتاة رائعة ستمنحه حبا أكبر من حبى ... لا تقلقى علىّ حبيبتى سأكون بخير ... أستطيع أن أتعايش مع هذا الألم ، لكننى لن أحتمل أن يكون (زياد) تعيساً بسببى ... سيكون أفضل من دونى ... صدقينى" أخذت نفسا عميقا و رسمت إبتسامة زائفة على شفتيها و هى تقول بمرح مفتعل _"قد لا أكون بقوتك عندما حاربتِ من أجل حبك لأبى ، لكننى أيضا أحارب بطريقتى من أجله ... حتى لو لم يدرك السبب و حتى لو ظل معتقدا بخيانتى يكفينى دوما أن أعرف أنه بخير و سعيد و سوف يجد الحب الذى سينسيه حُـ ..." اختنقت الحروف مع نشيجها فضمت الصورة إليها و هى تهمس من بين دموعها _"لكننى أحبه أمى ... أنا أحبه جدا ... لا أعرف كيف سأعيش حياتى دونه ... أحتاجك أمى ... أحتاجك بشدة ... ليتكِ كنتِ معى الآن حبيبتى لتخبرينى ماذا أفعل ... ساعدينى أمى" لم تنتبه لباب غرفتها الذى انفتح بهدوء لتدخل (راندا) التى توقفت لحظة تتأمل (وتين) قبل أن تقترب بخطوات هادئة لتجلس جوارها و تمد يدها تأخذ صورة زوجة عمها الراحلة .. انتفضت (وتين) التى لم تشعر بها حتى جلست .. اعتدلت فى جلستها و أشاحت وجهها و أصابعها تمسح دموعها ... تنفست بقوة تحاول التحكم فى نفسها لتسمع (راندا) تهمس _"لا تمنعى دموعك (وتين) ... حتى لو لم أراها أعرف أنكِ تبكين وحدك" و تأملت الصورة قبل أن تلامس وجهها فى حنين تكمل _"كانت تشكو لكِ غباءها حبيبتى ، صحيح ؟!... فقط لو أعرف ماذا تخفى عنا؟" رفعت عينيها عن الصورة لتنظر لـ(وتين) و تتابع _"لم أعرف أن ابنتك يمكن أن تكون بهذا العناد .. لقد تفوقت علىّ" مدت يدها تضع الصورة مكانها لتلتفت لابنة عمها و هى تقول _"لا تهتمى لكلام ذلك الأحمق (زياد) ... تعرفين أنه قال هذا لأنه مجروح حبيبتى" هزت رأسها قائلة _"لا بأس (راندا) ... الحديث لم يعد يُجدى فى هذا الأمر ... كلٌ منا قد اتخذ طريقه ... كنت أعرف أنه سيأخذ هذه الخطوة عاجلا أم آجلا ... أنتِ أفضل من أى فتاة قد يفكر فى إختيارها" قطبت (راندا) حاجبيها _"أنتِ حمقاء؟! ... هل قلت أنني سأتزوجه؟ .. حتى ذلك الأحمق لا يعنيها" _"لا بأس حبيبتى ... سأكون أكثر إطمئنانا عليه معكِ ... هذا أفضل من أن يختار فتاة غريبة لا تعرفه و لا تعرف طباعه و شخصيته و لا نعرف عنها شيئا" و ضحكت بمرح زائف و هى تكمل _"و أفضل بكثير من تلك الفتاة الملونة بنت السفير" لم تبادلها الضحك و هى تقطب غضبا منها قبل أن تقول من بين أسنانها _"هل تريدين إصابتى بالجنون أنتِ أيضاً؟! ... أى جزء من كلمة (لن أتزوجه) لم تفهميه ... تعرفين أنه أخى (وتين) كما أنه يعشقك أنتِ ... بحق الله كيف تخيلتم للحظة أننى قد أتزوجه؟!" تنهدت (وتين) و هى تتراجع لتتربع فوق فراشها و هى تقول بشرود _"المشاعر تتغير كما قال جدى (راندا) مع الوقت و العشرة" نظرت فى عينيها بتحدى قائلة _"إذن مشاعرك أنتِ الأخرى ستتغير ... ستنسين حبك و تمضين قُدما كما قررت" هزت كتفيها _"ربما" تأففت (راندا) قائلة _"فقط لو أعرف ما تخفين ... منذ متى تخفين أسرارك عنى (تينا)؟" نظرت لها فى لوم _"ربما منذ أخفيتي عني علاقتك بـ(سامر اليزيدى)" بهت وجه (راندا) و ابتلعت لعابها بصعوبة لتكمل (وتين) بلوم _"لماذا (راندا)؟! ... ألم تجدي من بين كل رجال العالم إلا ابن (اليزيدى) لتقعى فى حبه؟! ... بالله عليكِ أين كان عقلك بالضبط؟" تنهدت (راندا) و قالت و هى تقطب حاجبيها _"لا أعرف (وتين) ... لم أعرف أصلا أنه من عائلة (اليزيدى) حين التقينا أول مرة ... كما أنه شخص رائع جدا ... لم أعتقد أن الأمر سيكون بهذا السوء" _"بالله عليكِ (راندا) ... أنتِ تعرفين أن اسم (اليزيدى) خط أحمر .. ممنوع أن يتردد أصلا على ألسنتنا ... و أنتِ بكل بساطة ذهبتِ و أحببتِ فردا منهم ... هل نسيتِ أن بين العائلتين ماضٍ معقد" زفرت فى يأس لتقول فى حيرة _"أى ماضٍ (وتين)؟! ... هل تعرفين أى شئ عن هذا الماضى؟! ... كنا صغار (وتين) ... كنا فى الحادية عشر أنا و أنتِ حين تغير كل شئ ... لم نعرف شيئا سوى أن عمتى (صفية) عادت لتبقى معنا ... هل تعرفين لحد الآن حقيقة ما حدث؟!" _"و (سؤدد) ... هل نسيتِ ما أصابها بسببهم؟" _"لم أنسى (سؤدد) ... لكنكِ تعرفين ما تردد وقتها ... كل ما حدث كان بسبب والدها .. أحدهم حاول الإنتقام منه فيها ... ما دخل باقى العائلة فى هذا الأمر؟ ... لماذا نحكم عليهم جميعهم بالسوء لمجرد أن أحدهم أخطأ؟" تنهدت (وتين) بحيرة لتكمل _"تعرفين أن الأمر بالتأكيد ليس بهذه البساطة التى تقولينها (راندا) ... لو كان الأمر متعلقا بوالدها فقط ، لما ظلمهم جدى أو عمتى أو أى من كبار العائلة ... حتى (سؤدد) لم تفرق بينهم ... وضعت العائلة كلها فى سلة واحدة و هى أدرى بما حدث قبل خمسة عشر عاما و ليس أنتِ" و تابعت و هى تتأمل (راندا) جيدا _"لا تبررى لنفسك الخطأ (راندا) ... أعرفك جيدا و أعرف أنكِ تدركين فى أعماقكِ أنكِ قد ارتكبتِ خطأً، صحيح؟ ... و إلا لما أخفيتِ الأمر عنا كل هذا الوقت؟" أطرقت (راندا) بإعتراف فتابعت (وتين) بتساؤل _"بالمناسبة متى تعرفتِ به؟" احمر وجهها و هى تقول بصوت مغرق بالذنب _"قبل أربعة أشهر" رفعت (وتين) حاجبيها دهشة لتقول _"أربعة أشهر؟! ... ألا ترين أنها مدة قصيرة لتحكمى على مشاعرك نحوه (راندا)؟" نظرت لها فى حيرة لتكمل _"هل تحبينه أصلا يا (راندا)؟" صمتت للحظة حائرة قبل أن تجيب _"أعتقد هذا" _"تعتقدين؟" نطقت فى دهشة لتتابع بضحكة صغيرة _"بحق الله (راندا) .. هل فى هذا الأمر أعتقد ... أنتِ وقفتِ أمام العائلة اليوم أو كنتِ تنوين لاحقا لولا أن سبقك جدى و تقولين أعتقد" تأففت فى ضيق لترد _"(وتين) ... لا تسخرى منى ... بالتأكيد أحبه .. ربما نحن مازلنا فى البداية ...لا أدرى ... أنا فقط لا أجيد هذه الأمور" و أردفت بسخرية _"أنتِ الخبيرة هنا" تنهدت فى يأس منها لتقول _"أخبرينى إذن كيف تقابلتما لأول مرة؟" ترددت فى إجابتها فاستحثتها (وتين) بنظراتها _"حسنا ... كنت فى الخارج لأمر ما ... كان الجو قد أظلم و أمى لم تتوقف عن الإتصال بى ... تعطلت سيارتى فجأة ، و قبل أن أتصل بأي منكم ليأتى و يقلنى للبيت .." و صمتت لحظة لتردف بتردد _"بعض الشباب تعرضوا لى و قبل أن يتطور الأمر للأسوأ كان هو قد ظهر ... فى دقائق كان قد أنهى الأمر و أبعدهم ثم أوصلنى بنفسه للقصر و لم يذهب حتى اطمئن لدخولى" كانت (وتين) تحدق فيها بعينين متسعتين قبل أن تقول بإنفعال _"هل أنتِ حمقاء؟! ... هل تعرفين كم خطأ ذكرتيه لتوك؟ ... بالله عليكِ (راندا) ... (رفيف) الصغيرة أعقل منكِ ... أولا تتأخرين وحدك فى الخارج حتى وقت متأخر و كدتِ تتعرضين لمصيبة لولا ستر الله ... و بكل بساطة تركبين سيارة شخص غريب لمجرد أنه ساعدك ... ألم تفكري للحظة أنه قد يكون أسوأ من الآخرين؟" _"أوف (وتين) ... لماذا تعقدين الأمور ... لقد مر الأمر و انتهى ... لم يحدث شئ ... ثم أنتِ سألتِ و أنا أجيبك" تنهدت بقلة حيلة قائلة _"أكملى يا حبيبتى ... أكملى يا كاملة العقل .. أكملى" رمقتها فى حدة لتكمل _"بعد ذلك قابلته صدفة عندما ذهبت مع (سمراء) إلى مكتبة الجامعة من أجل بعض الأبحاث الخاصة برسالتها ... كما ترين كانت صدفة بحتة و عرفت أنه يُدَرِس هناك ... تقابلنا بعدها مرة أخرى فى النادى و تعرفنا ... لكننى عرفت بعد ذلك مصادفة أنه ابن (عزت اليزيدى)" قالت (وتين) بتهكم _"صدفة ... كل مرة كانت صدفة ... ألا يخطر ببالكِ الآن أن كل تلك الصدف قد لا تكون صدفا أصلا ... أنه قد يكون خطط للإقتراب منكِ عمدا" _"و لماذا سيفعل (وتين) بحق الله؟" هزت كتفيها _"لا أدرى ... ربما ذلك الماضى الذى لا نعرف عنه الكثير هو السبب ... ربما كنتِ محقة و هو لم يكن يعرف أنكِ ابنة عائلة (هاشمى) ... لكنه عرف فى النهاية ... لم يخبرك أنه يجب أن تبتعدا عن بعضكما" هزت رأسها نفيا قبل أن تتنهد _"لا ... ثم لم يعد يُجدى الآن ... لا أحد سيرضى بوجود أى علاقة بيننا" _"المفروض أن يكون هذا رأيك (راندا) ... لم يكن يجب عليكِ أن تندفعي وراء مشاعرك دون أن تفكري فى أفراد عائلتك و مشاعرهم ... خصوصا أنكِ و من ردود أفعالك الآن أنا واثقة أنكِ لا تحبين ذلك الشاب" أشارت لها قبل أن تقاطعها _"ربما أنتِ ممتنة له ... ربما معجبة بصفاته و شخصيته .. لكن لا أعتقد أبدا أنكِ تحملين داخلك مشاعر قوية ... هناك فرق كبير جدا بين الإعجاب و الحب (راندا) ...عندما تجدين حبك الحقيقى ستعرفين أن كل ما سبقه كان وهما ... صدقينى ستقابلين رجلا يوما ما تعرفين أنه هو الذى ينتظره قلبك ... رجلا لن تستطيعي أبدا أن تجعليه يغادر عقلك أو قلبك ... سترينه حين تغمضين عينيكِ و حين تنامين سينتظرك فى أحلامك ... ستشتاقين لتكونى معه و ستنسين نفسك قربه" كان وجه (راندا) يبهت و هى تستمع لكلمات (وتين) و صورة واحدة تعود لترتسم فى مخيلتها ... صورة لم تستطع إنتزاعها من عقلها مهما حاولت ... هزت رأسها بعنف تطرد مجرد الفكرة التى طرحتها (وتين) ... قاطعت كلماتها المغرقة فى الرومانسية لتقول بسخرية _"يكفي .. يكفي ... آنسة رومانسية ... بربكِ (وتين) توقفى عن كلام الروايات حبيبتى ... نحن هنا على أرض الواقع و لا مكان لكلماتكِ هذه سوى فى الكتب" ضربتها على رأسها فى حنق لتقول بإبتسامة _"ستصدقين كلماتى هذه قريبا و سترين" هزت كتفيها فى لامبالة بينما فى أعماقها تخشى بشدة أن تصدق كلمات (وتين) ... لا بأس ... إنها مجرد كلمات حمقاء ... صوت رنين الهاتف قاطع أفكارها لتلتفت لـ(وتين) التى التقطت هاتفها مجيبة ... استمعت لها فى حنق عندما أدركت المتحدث _"مرحبا (سالم) ... أجل .. بخير ... شكرا لك" تراجعت (راندا) لترتاح أكثر فى جلستها على الفراش و هى تتابع فى إهتمام و تراقب تغير ملامحها بين التردد و الأسف ثم الإستسلام _"ممم ... غدا ... لا أعتقد أنه سيمكننـ ... آه ... لكن ... حسنا .. سأرى ظروفى ... (سالم) أرجوك الأمر فقط أنه .... سيكون صعبا لكن سأحاول .. حسنا .. حسنا سأنتظرك لتـ ..." عند هذا الحد كان الكيل قد فاض بـ(راندا) فانتزعت الهاتف من (وتين) التى أطلقت شهقة عالية لتنتفض محاولة إنتزاع الهاتف من (راندا) التى هتفت بحنق _"مرحبا (قاسم) .... هذه (راندا) ... (وتين) مشغولة جدا غدا ... ابحث لك عن موعد آخر .. و حاول أن تتقبل الرفض من أول مرة .. سلام" شهقت (وتين) بقوة لتنتزع الهاتف هاتفة _"أنتِ مجنونة ؟! ... ما هذه الوقاحة (راندا)؟ ... كيف تفعلين هذا؟" حاولت معاودة الإتصال لتلقى بالهاتف هاتفة بحنق _"إنه غير متاح ... أرجوكِ (راندا) أخبرينى متى تنوين التوقف عن تصرفاتك الغير مسؤولة هذه؟ .. يا الله لا أصدق" أشارت بكفها فى نزق قائلة بإعتراض _"(وتين) ... انظرى لنفسك ... هل رأيتِ كيف كنتِ تتحدثين معه؟ ... ما هذا الخنوع؟ ... يا الله .. إنه يفرض عليكِ كل شئ و أنتِ ببساطة تستسلمين له ... ربااه كم أكرهه" زفرت بحنق و هى تحاول الإتصال مجددا دون جدوى لتهتف بتأنيب _"أعرف كم تكرهينه (راندا) ... لكن أرجوكِ فى المرة القادمة فكري جيدا قبل أن تتصرفى ... لم تعودي طفلة صغيرة لهذه الأفعال ... و رجاءا لا تنسى أنه خطيبى و زوجى المستقبلى" أثارت كلماتها الأخيرة غضب (راندا) أكثر لتقول بغضب طفولى و هى تضرب الأرض بقدمها _"آه .. قلتى خطيبكِ و زوجكِ المستقبلى ... هذا إن اكتملت هذه الخطوبة أصلا ... لن أكون (راندا هاشمى) إن سمحت له بدخول عائلتى" لم تتمالك (وتين) نفسها رغم غضبها الشديد من تصرف (راندا) ، لتضحك بقوة و هى تقول _"يا إلهى (راندا) ... أنتِ مجنونة فعلا ... يا الله ألن تكبري أبدا؟!" قطبت حاجبيها فى حنق من بين أسنانها _"أنا لا أطيقه و لا أعرف كيف تحتملين وجودك قربه ... جبل الجليد السيبيرى اللعين" ضحكت (وتين) مجددا عندما سمعت اللقب لتجلس جوارها و تحيط كتفيها بذراعها قائلة فى تأني _"إنه ليس بهذا السوء (راندا) ... إنه شخص رائع و محترم" نظرت لها فى دهشة لتكمل بهزة رأس مؤكدة _"خلف هذا الجبل الجليدى كما تقولين ... أنا متأكدة من وجود قلب كبير جدا قادر على الحب و العطاء ... يمكننى أن أرى ذلك بوضوح ... أعتقد أن خلف هذا البرود و الصرامة إنسان ظلمه ماضيه و صنع منه هذا الشخص ... تماما كـ(سؤدد) ... لذلك حاولى التعامل معه بحياد و دون أحكام مسبقة و سترين عندها الشخص الذى أعرف جيدا أنه يخفيه خلف ذلك القناع" استمعت لها بإهتمام قبل أن تهز رأسها بعدم رضا و تقول _"أنتِ فقط كما يُقال ... (كلٌ يرى الناس بعين طبعه) ... أنتِ طيبة (تينا) لهذا ترين الطيبة في كل من يدخلون حياتك" تنهدت (وتين) و صمتت لحظة قبل أن تقول _"ربما" قرصت خدها بمزاح و هى تقول _"احذرى (وتين) ... فبطريقتك هذه ربما تقعين فى حب جبل الجليد ذاك" ابتسمت (وتين) فى شحوب و صمتت دون رد ... ران الصمت عليهما للحظات دون أن يدركا أن شخصا ثالثا قد التقط حديثهما .. كان يقف خارجا مستندا إلى الحائط جوار الباب الموارب ، يتنفس بقوة قابضا على كفه بشدة مغمضا عينيه قبل أن يفتحهما لينظر أمامه بعينين تلمعان بالتصميم .... *************** للحظات تجمدت أصابع (سالم) الممسكة بهاتفه و أذنه يقابلها الصمت على الجهة المقابلة ... لم يصدق لوهلة ما حدث قبل قليل ... عقد حاجبيه بقوة و هو ينظر للهاتف قبل أن يتنفس بعنف و هو يهتف من بين أسنانه _"ما الذى ... تلك الـ ... (راندا هاشمى) كيف تجرؤين؟!" لقد تجرأت و أغلقت الهاتف ... لا بل تجرأت لتتحدث معه بهذه الطريقة ... هو .. (سالم المنصورى) .. الذى لم يجرؤ أحدهم يوما على تجاوز الحد معه أو تحدث معه بهذه الوقاحة ... لتأتى تلك الصغيرة الحمقاء ... تلك المغرورة ابنة (هاشمى) و تتحدث معه هكذا بل و تغلق الهاتف فى وجهه ... كيف فعلتها ... كيف ... انقبضت كفه بقوة و أنفاسه تتسارع فى غضب ليلقى الهاتف بكل قوته محطما إياه على الحائط محطما معه حاجز سيطرته على نفسه التى مارسها طويلا جدا حتى ما عاد أى شئ قادر على كسره ... زمجر بقوة و هو يلقى بما على مكتبه أرضا _"اللعنة ... اللعنة" فك رباط عنقه ليتنفس بقوة و يميل ليستند بكفيه على مكتبه ... صدره يرتفع و ينخفض بسرعة و هو يضغط على أسنانه محاولا إستعادة السيطرة على نفسه .. يحاول التحكم فى ذلك الوحش داخله المقيد منذ سنوات ... ذلك الوحش الذى عاد ليتململ داخله باحثا عن أى فرصة و أى لحظة ضعف ليتحرر من أسره ... هى السبب ... منذ اقتحمت مكتبه ذات يوم لتلقى فى وجهه حقيقة مشاعر (وتين) و تأمره -لا تطلب منه- أن يحفظ كرامته و يبتعد عن طريق إمرأة قلبها مع غيره ... استفزته .. استفزت ذلك الوحش الجائع ، بكلماتها و غضبها و التمرد المشتعل داخل عينيها ... أشعلت فتيل بركانه و غادرته تاركة إياه مهددا بالإنفجار فى أى لحظة ... و فى كل مرة التقاها كانت تستفزه أكثر ... كانت تختبر أقصى قواه و آخر طاقاته تتحداه أن يتمكن من التحكم فى بروده ... تلك المغرورة ... تلك الوقحة ... ضرب بقبضته سطح المكتب بكل قوته و هو يهتف بغضب _"(راندا هاشمى) ... توقفى ... توقفى عن إثارة ذلك الشيطان داخلى ، فعندها لن يدفع سواكِ الثمن ... لن يتأذى سواكِ ... لمصلحتك توقفى" ***************** | ||||||||
|  |
|
17-10-16, 11:28 PM
| #192 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| انتهى الجزء الأول من الفصل الثالث عشر أتمنى ينال إعجابكم و فى إنتظار آرائكم و تعليقاتكم قراءة ممتعة  ( بعتذر جدا أنا عارفة إنى وعدتكم بفصل أطول بس أنا مضطرة أنزل الجزء الباقى من الفصل بكرة إن شاء الله لأنى استنزفت كل قواي فعلا و المشهد الأخير محتاجة منى تركيز أكبر ... فاعذرونى بجد محبتش أتأخر عليكم فى تنزيل الفصل و مقدرتش أكتب الجزء الباقى بتسرع و أظلم المشهد بكرة إن شاء الله تكملة الفصل ) | ||||||||
|
| |
|
18-10-16, 12:06 AM
| #193 | |||||||
 
| رندا تصادق على كلامي كل مره تصرفاتها ينأى عنها طفل بالـ9 ! سالم أتمنى أن لا يقع بحب رندا فأنا أشعر بأن هناك شخص مميز خلف هذه الشخصية وأتمنى أن يجد فتاة تخرج هذه الشخصية وتين وزياد استفيقا ! بإنتظار تكملة الفصل غدًا بإذن الله ❤️ | |||||||
|
| |
|
18-10-16, 12:42 AM
| #195 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
هههههههه راندا فعلا زى ما قالت وتين رفيف الصغيرة أعقل منها سالم خلف قناعه شخصية مختلفة و مميزة و ماضيه خلق الشخصية الجديدة .. أرجو بقية الأحداث تنال إعجابك أرق تحياتى  | |||||||||
|
| |
|
18-10-16, 12:44 AM
| #196 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
سعيدة إنه أعجبك ... يا رب منورانى دايما | |||||||||
|
| |
|
18-10-16, 10:38 AM
| #199 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء 
| صباح الورد مي فصل قصير لكنه تقيل مواجه رندا مع زياد برغم من وجود ابوها و جدها و عمها كلامها صح ممكن تكون غلطت بالاختياربابن اليزيدي لكن ده مش معناه فرض شخص بعينه عليها الاهم انهم متربين سوا و مشاعرهم مشاعر اخوه و خصوصا و هي شايفة حبه لوتين واضح جدا طبعا ان مقالبتها لايامة او سامر اليزيدي نسيت اسمه معلش المقابله مكنتش صدفة يعني مدبرة جدا و مفهومه جداجدا وتين عشان برة الموضوع كان ليها نظرة ان المقابلات كلها كانت مدبرة بعمس راندا اللي صدقت كم الصدف اللي حصل بمنتهي الغباء فهمنا دماغ الجد و تفكيرة بصراحة ارفعله القبعه سواء بخصوص احتواء غضب زياد او قرصة ودن وتين و رندا دلوقتي هنشوف هشان هيعمل ايه و نظرة الجد صحيحة له او ﻻ منتظرين عزومه الغدي بين هشام و رندا و ربنا يستر من المفرقعات اللي هتحصل هههههه | ||||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| للعضويات, المتعددة, تنبيه |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
639Likes
.png)
العرض العادي
