آخر 10 مشاركات
عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          357 - كاذبة ولكن - كاثرين روس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعض العيون حقدها في نظرها....للكاتبه ضمنى بين الاهداب.. (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          سحر الليل (19) للكاتبة: Mia Zachary *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ظلام الذئب (3) للكاتبة : Bonnie Vanak .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حرب الضواري * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : برستيج اردنية - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          وداعـــاً حُبي (20) للكاتبة الرائعة: the jewels sea *مميزة & كاملة* (الكاتـب : The Jewels Sea - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-16, 10:58 PM   #41

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل التاسع

وبعد رفضٍ قاطع من والدها وبعد جهد بسيط من زوجته ،، تم اقامة حفل بسيط تم فيه زفاف ورود وجاد ليلتم شملهما بعد طول فراق.. عادت وتين الى غرفتها وحيدة وهي تدعو الله ان يهنئ قلب العروسين وهي متفائلة خيراً بـ جاد الذي أوصته بأختها مراراً وتكراراً.. وهكذا استقرت اختيها في شمال البلاد.. تتنهد بصمت هي الوحيدة التي لا تستطيع مغادرة بغداد لأنها تدرك بحدسها أنه ما زال هنا.. وهي قد لمحته مراراً عند خروجها من الجامعة فقلبها لا يخطئ مكان وجوده ..خصوصاً وان جاد وسامان يزورانه بإستمرار حين حضورهما للعاصمة ويقضيان وقتهما معه.

بعد مرور اشهر عدة ،، اغلقت للتو الهاتف مع وتين وهي تخبرها بأنها في قمة سعادتها مع جاد ..لكنها لا زالت قلقة بشأن تأخر الحمل.. رفعت رأسها لتجده يقف مراقباً لها بحب وهو يقترب مقلداً صوتها: تونة لا توصّيني على( جاد) هو كل شي بحياتي اشون ما اخاف عليه.

نهضت بخجل حين جلس هو وسحبها حيث احضانه: وين رايحة؟
دفعته بدلال: ما احبك.
اجابها بغرور :أصلا تموتين علية .
سألته بلهفة: جاد ممكن اسألك سؤال.
: إذا نفس سؤالچ الروتيني الممل اللي يضوجني..فأحسن لا تسألين.
: آآ.. جاد والله مو بيدي ..يعني أفرض ما صار عندي طفل ..
وضع يده على فمها : ورود كم مرة كلتلج عوفي هالموضوع .
: خايفة جاد... يعني اكيد هسة اهلك ينتظرون يشوفون ..
إبتسم بشقاوة: نسيتي اهلي مسيح ويعارضون الطلاق.. يعني راح يوگفون بصفچ لتخافين.
( وشدّد من احتضانها): وردة صدگيني ميهمني شي بالدنيا بس انتي..
قاطعته : يعني متحب يصير عندك أطفال؟
ليجيب بصراحة: بلي طبعاً احب.. بس احب تصيرين انتي امهم .
( وضمها اليه بقوة وهو يقبل رأسها):اريدچ بس تعوفين هالموضوع وتتوكلين على رب العالمين وآني متأكد راح يصير اللي نتمناه بس بالوقت المناسب.
: مو انت تعرف انه عندي تجربة زواج سااا...
وضع اصبعه على شفتيها: ششششش ورود.. احنة اتفقنا ننسى الماضي.
تنهدت بإطمئنان وهي تنظر اليه بعشق وبدموع: جاد تعرف شگد أحبك؟ لو ما انت بحياتي يمكن ..
غمز لها بشقاوة وهو يمسح دموعها : مو هسة كلتيلي متحبيني؟
لترد بطفولية: كذبة بيضـا.
ابتسم وهو يضمها بقوة: كذابة بس احبچ.







شعرت بثقل رأسها ولم تتذكر اين هي بالضبط فتحت عينيها ببطئ..تتأرجح السيارة يمينا وشمالا وهي لا تكاد تشعر بنفسها ما الذي اتى بها الى هنا وما الذي تفعله في سيارة غيدان لوحدها..
شهقت وهي تسمع غيدان يسب ويلعن مطارديه وهو يقود السيارة بجنون..وفجأة ارتطمت السيارة بحاجز ما ..سمعت اطلاق نار ومن ثمّ فقدت القدرة على الحركة وغابت تماماً عن الوعي.

فتحت عينيها هذه المرة ..استوحشت الهدوء والظلام الذي يحيط بالمكان..ارتجاف بدنها افقدها القدرة على الحركة بل لم تستطع حتى ان تصرخ وتسأل اين هي.. بسبب وجود الشريط اللاصق على فمها
تسارعت نبضات قلبها اين هي الان؟
كيف اتت الى هنا؟
بل كيف خرجت من بيتها بصحبة غيدان ؟؟

وفيم تتزاحم الاسئلة في رأسها ..كان هناك شبح امرأة ريفية تقف عند الزواية
: اسمعي يا بنية احنة ما عدنة شي وياج ولا نريد نسويلج شي،، انتي امانة
هنا تبقين كم يوم ويجي صاحب الامانة ياخذج .

كانت تستمع لكلمات المراة التي كانت تضع الطعام في صينية صغيرة وكأنها ضيفة بل وكأنها ستأكل شيئا من اناس غرباء وعن ايّ امانة تتحدث وكانها بضاعة تنتقل من شخصٍ لآخر.
اغلق أمير للتو سماعة الهاتف مع سامان وهو ينظر للهاتف بين يديه ،،، هل فعلا حدث ما حدث ،، ام ربما سامان قد اخطأ في نقل الخبر هل اخبره بأن غيدان السبع قد تعرض لمحاولة اغتيال !و بأن وتين كانت معه في السيارة وقتها ولا احد يعرف مكانها حاليا ..
يفرك على صدره بقوة ،، هل حقا تعرضت للاختطاف ؟؟ وهل سينهون حياتها بإغتصابها وقتلها بأبشع الطرق ..تباً هل سيصفون حسابهم مع آل السبع عن طريقها كما كان يفعل هو !! جلس منهكاً على الأريكة ،، لا يا رب لا تفجعني بفقدها بتلك الطريقة ؟ يا رب لا تختبر صبري بها..
يذرع الشقة ذهاباً وإياباً وهو يكاد يُجَنّ ،، أين يمكن ان تكون الآن..يا الهي سيفقد عقله بل سيفقد نبضات قلبه..

وقفَ فجأة وهو يتذكر لقاؤه بأولاد عميه وهما يحدثانه عن عدم كفاية الأدلة التي تدين آل السبع حيث اقسما ان يأخذا حقهما بإيديهما إن لم ينصفهما القانون...يا الهي هل تورط اولاد عمه بما حدث ،، خصوصاً وانهما حاقدان على غيدان السبع الذي اهان والدهما امامهما ضرباً وركلاً وتنكيلاً ..
كان سيتوجه حيث يسكنان لكن كيف سيترك همسة هنا،،وفي غضون ثواني كان قد طرق باب الخالة أم وحيد التي كانت تعد حقيبتها للسفر الى العمرة في الغد :
لاحظت شحوب وجهه وهو برفقة همسة: خالة الله يخليچ بس عندي مشوار ضروري .. اريد همسة تبقى وياج..
فتحت الباب بلطف: اي ابني تفضل ..بس طمني ان شاء الله ماكو شي.
تنهد بألم وهو يخرج من الباب: إدعيلي براحة البال خالة.

كانت طرقاته على الباب تنبئهم بأنه قد عرف ما خططا له فعلا..دخل بغضب شديد وهو يصرخ بهما :
:وينها البنية ؟
ليجيبه باسل بهدوء: اول شي اهدا وبعدين نحچي.
غمر أصابعه بشعره : ما دا اصدگ انتو ولد عمي يطلع منكم هالشي.ليش هيچ دتسوون اريد افتهم؟
: اي طبعا هيج تحجي لان اللي انضرب وانهان مو ابوك ،، اللي انضرب ابونا أمير.
امسك بياقة ابن عمه: باسل اذا ما سكتت هسة ابتلي بيك والله،، ليش آني شنو وانتو شنو ،، من ايمتة آني ما احس بيكم؟دتشوفوني صار كم سنة وآني ميت ؟ بس مو هالشكل الواحد ياخذ حقه.. شنو فرقنا عنهم اذا نسوي مثلهم.وبعدين البنية شنو ذنبها.
ليجيبه ياسر : ذنبها هي بنتهم.
:اسمعوني زين ،، قسماً بالله العلي العظيم اذا ما كلتولي وينها هسة،، الا أطلع منا اروح ابلّغ عنكم وعلية وعلى اعدائي ..
نظر كل من باسل وياسر لبعضهما بتردد،، ليصرخ بهما بصوت يصم الاذان: وين وديتوها احچوا؟؟
: البنية محبوسة بمنطقة ريفية يم ناس نعرفهم .
ارتجفت شفاهه: سويتولها شي؟؟ احد أذاها؟؟
عندما سمع جوابهما بالنفي توجه مع ابن عمه باسل بسيارته حيث ذلك البيت الريفي البعيد ليدخل مع ابن عمه ويسأل صاحب الدار عن مكانها ..كانت ترتجف بخوف وهي تسمع صراخ من في البيت مع احدهم ،، هل جاء الشخص ليستلم امانته؟هل سيقتلوها ام سيحدث لها الأسوأ من الموت ..وفجأة فُتح باب غرفتها المظلمة ليتقدم منها احدهم ،،كانت معصوبة العينين ومقيدة الى سرير منفرد لكنها كانت صامتة وكأنها مهددة بالموت ان تكلمت ..توقفت الخطوات لتهز رأسها ببكاء صامت ليفاجئها : وطـــن!!
شهقت بخوف فهي تعرف ذلك الصوت لكنها لا تريد ان تصدق بأن له يداً فيما حدث..ازال العصبة عن عينيها،، ميزته رغم عدم وضوح الرؤية،، شعرت بالأمان وهي تسمع انفاسه رغم قيودها...استدار حول السرير ليفتح القفل عن يديها لكنها توسلت : الله يخليك افتح الضوة.

بحركة سريعة اشعل زر الكهرباء الخافت وعاد ليفتح القفل عن يديها وليجلس على ركبتيه مواجهاً لها ورغم انها لم تلتفت اليه الا انه بادر بسؤالها: احد سوالچ شي ؟
هزت رأسها بالنفي...ليعاود طمئنتها : لتخافين هسة تطلعين وياية واوصلج لبيت اهلج..
كان يقف غير بعيد عنها وهو يتأمل ذبولها كورقة خريف ..كان قلبها يخفق بشدة ،،ازدواج مشاعر الامان والخوف معاً .. تتزاحم الاسئلة في رأسها .. هل له يد في خطفها ؟ هو هل عضو في احد عصابات الخطف والمساومة على الاموال التي كثرت مع الاحتلال الغاشم للبلد؟؟
نظرت اليه ووجدته يوجه نظراته الى الفراغ ،، فاجئته بصوت مبحوح : اريد اغسل وجهي .
خرج قليلاً ومن ثم عاد ليشير لها الى جهة الحمام..غسلت وجهها وحملت حقيبتها الكبيرة التي كانت معها وقت الحادثة.. أثارت إستغرابه بتلك الحقيبة لكنها في الحقيقة قد عودت نفسها خلال فترة الإحتلال والتفتيش العشوائي للبيوت على ان تحمل في حقيبتها الكبيرة ممتلكاتها الخاصة من ذهب او مستمسكات او نقود لئلا تقع بيد الجنود العابثين .

لم يشعر يوماً بمسؤوليته تجاهها مثل تلك اللحظات العصيبة ،، كان يقف عند باب الحمام في انتظارها.. خرجت لتشرق عليه بوجهها الذي حفر ملامحه في قلبه .. شعر ببعض الغيرة فهي فاتنة رغم تعبها وهو لن يسمح لها بأن تظهر بوجهها أمام ابن عمه وصاحب البيت لذا إقترب منها وهمس بصوت منخفض: غطّي وجهچ.


كانت يداها ترتجف وهي تحاول تغطية وجهها بحجابها ،،عندما لاحظ ارتباكها سمح لنفسه بمساعدتها
حيث لم يظهر من وجهها سوى عينيها الذابلتين بفعل البكاء.. تمنى لو يطمئنها بأنه هنا وأنه لن يسمح لأحد أن يؤذيها لكنها كانت خائفة ولا يلومها ..أمرها بحزم: يلا إمشي .



خرج وهي معه متوشحة بالسواد ،،نظر الى ابن عمه بغضب: راح اخذها لبيت اهلها..
قاطعه ابن عمه: امير انتظر بس..
امسك بمرفقها ليقودها امامه : ما انتظر ولا لحظة وحدة ،، ما اريدك تجي وياية ..ارجع لبيتكم بتكسي.

جلست في المقعد الخلفي للسيارة وقاد هو السيارة بهدوء ظاهري رغم النيران التي تشتعل في صدره .. كانت صامتة خائفة من توجيه اي سؤال وبدأت تسترجع في ذاكرتها مواضيعاً كانت قد نشرتها إحدى الصحف عن بعض المجرمين الذين يستغلون وسامتهم وملامحهم الجادة للإيقاع بضحاياهم .. قطع صمتهما صوت هاتفه وكان ابن عمه الكبير ياسر الذي طلب منه ان يركن السيارة ،، وبعد عناد دام للحظات كاد ان يصطدم خلالها بالسيارات التي امامه اضطر لركن السيارة لئلا يتسبب بكارثة في ذلك الطريق الضيق الملئ بالسيارات .
ركن السيارة عند طريق فرعي خالٍ من المارة والبيوت ،، ما الذي سيفعلونه بها ،، يا رب اسألك اللطف في قضائك..

ردَّ بملل : خير!!
: وينك هسة
: انت شعليك
: امير احچي عدل ،،، وين اخذت البنية؟
:وين يعني؟؟راح اخذها لبيت اهلها .
:لا والله؟
:ليش گالولك اني نذل مثلكم واخطف بنات الناس واحبسهن بالبيوت!
صرخ فيه بحدة: امير احترم نفسك كلنالك البنية ما چانت على بالنا بس حظها هو اللي جابها وية هذا المجرم .
:لعد ليش ما رجعتوها بساعتها؟؟
:لك غبي اشون نرجعها والدنيا مگلوبة عليها ،، خليناها كم يوم الي ان نشوف وقت مناسب ونرجعها بس حضرتك جيت وخربت الوضعية كلها.
:كلشي ما صار البنية راح ترجع وفضت خلصت .
: يااا شكد واثق من نفسك عالأقل البنية ما جانت تعرف احد بس هسة تعرفك وراح تعترف علينا وكلنا نروح بيها.
أجاب بثقة :متعترف اني ضامنها.
:لا والله وتتصور بيت السبع راح يسكتون ؟؟ لازم متعرفهم شنو بيت السبع لو عشگت بنتهم ونسيت اهلك .
:ياسر خليني محترمك احسن ،،وبعدين اني السبب باللي صارلها لأنه وثقت بيكم وكلتلكم عن غيدان السبع وتصورت كلام عادي اكوله لولد عمي بس من صدگ طلعت غبي .
: عوفك هسة من البنية وفكّر بولد عمك.
ليجيب ساخرا : لا ولد عمي ما ينخاف عليهم .، يخططون ويتفقون وينفذون مثل العصابات.
: امير كم مرة كلنالك احنة ما قصدنا البنية كل هدفنا چان غيدان السبع وبس ،، وحقك هيج تحجي لانه محد يعرف بالنار اللي بينا اني واخوية بس رب العالمين ،، بيت السبع اخذو من عدنة كلشي،، وحتى عرضنا ما سلم منهم لو نسيت،، وهسة جاي تحاسبنا لخاطر وحدة ما لمسناها ولا اذيناها بس چانت موجودة بالوقت الغير مناسب .. روح اسألها اذا احد اذاها ،، يلا روح شتنتظر؟؟
ساد الصمت للحظات وهو يفكر بكلام ابن عمه ومسؤوليته بحمايتهم من شرور ال السبع .
ليستغل ابن عمه الوضع : اذا مو خايف علي نفسك عالاقل فكر بينا اني وباسل.. عدنة عوائل واطفال.
: فهمني شتريدون هسة؟؟
:البنية خليها يمك كم يوم!!
:شنوو؟؟ تخبلت انتة ؟؟ وين اخليها؟؟
:وياك بالشقة انت وهمسة الى ان احجز لتركيا اني وباسل وكلها ١٠ ايام ويطلع الحجز وراها بكيفك شتريد تسوي سويه .
أغلق الهاتف وضرب بقدميه على اطار السيارة فيما كانت تراقبه برعب..وفجأة فتح الباب الخلفي للسيارة حيث كانت تجلس ليصرخ فجأة : لو بس اعرف شعندج طالعة وية غيدان چان ارتاحيت ،، كم مرة اكولج لتخلين نفسچ بمواقف مشبوهة بس متگدرين على نفسچ ،، غبية والله بلاني بيچ..گوليلي شسوي بيچ هسة ؟ فهّميني؟؟
ابتعدت عفوياً ليلتصق ظهرها بالشباك الجانبي للسيارة وهي تهزّ رأسها برفض : أمير الله يخليك،، عوفوني.. عندي ذهبي وفلوسي وكلشي تريدوه بالجنطة بس لتسوولي شي،، أمانة عليك..
اشتعلت عينيه بغضب اسود ليسحبها من مرفقها بقوة : ولچ يا فلوس ويا ذهب دتحچين عنها شنو شايفتني گدامچ؟؟
لم تجب لكن دموعها وشهقاتها كانت كفيلة ليعرف مدى رعبها وهي معه ،، تجرأ ليزيح الغطاء عن وجهها لكنها اغمضت عينيها بخوف وسيلان دموعها لا زال مستمراً..
: باوعيني وطن.
: باوعيني أگولچ .
ارخى قبضته عن مرفقها لتفتح عينيها للحظة ولتوجههما لحضنها،، ابتعد قليلاً ليسألها
: اذا خايفة مني ليش طلعتي وياية؟
: مــ..ما ادري.
ضرب بكفه على مقعد السيارة الجلدي ليسالها:مو أگولچ غبية !متدرين ليش طالعة وياية و متدرين ليش طالعة وية غيدان بعد؟؟ لو اي واحد يكولج تعالي تركضين .

شهقت بشدة وهي تضع يدها على فمها ..كان ينظر لعينيها الدامعة وشفتيها المنتفختين بفعل البكاء الصامت،، يا الهي هو سيرتكب جريمة بحقها وبحق نفسه الان ..توسلته باكية

: امير الله يخليك خلاص رجعّني لذاك البيت عالأقل أكو ناس وياية.
:گلتلچ ما راح ترجعين لذاك البيت ،، راح تجين وياية.
: وين اجي وياك ؟
: لبيتي.
:امير ليش هيچ تسّوي بيّة.والله حرام عليك.
كان لا يزال صامتاً وهو يعيد تلك الجمل القصيرة التي تخاطبه بها ، لا يذكر كم من المرات قد نادته بإسمه ،، وكأنها قد استمعت لصوت أفكاره لتسأله بشكّ:
: أمير.
: مممم.
:انتَ تعرف اللي خطفوني؟
: ليش تسألين؟
بلعت ريقها،،إذن هل صدقَ ظنها في من يكون هذا الشخص،، هل تورط َ حقاً في أعمالٍ إرهابية غير الخطف والمساومة على دفع الفدية أم تراه...ومن ثمّ ما الذي ستفعله في بيته؟ وكأنّه قد تسلل الى أفكارها
: لتخافين ،، مرتي موجودة هناك بس مريضة .
ارتجفت شفتاها :مممـ مرتك؟ليش إنتَ تزوجت؟
اجابها ببرود :ممممم.
قطبت جبينها وتتابعت انفاسها لترد بإحتجاج وغيرة على زواجه المزعوم لكن بطريقتها : آني مو خدامة الك ولمرتك؟
: وجع ان شاء الله ،، نصّي صوتج ( أخفضي صوتك) ،، اني ما اريد احد يخدمني بس مرتي مريضة وانتي راح تخدميها الى ان ترجعين لاهلج.

كان الطريق في مثل هذا الوقت مليئا بنقاط السيطرة ،،تكلم بإنفعال وهو يقترب من احد تلك النقاط..هو يعرف بأن تلك هي فرصتها بالنجاة والعودة الى اهلها.. وصلا عند نقطة السيطرة..

: الله يساعدك أخوية،، ممكن سنوية السيارة؟

رد بهدوء وهو يناوله الاوراق : تفضل.

نظر الرجل الى المقعد الخلفي: والاخت الوياك..
قاطعه: اختي.

بلع ريقه وهو يضغط على زر النافذة الخلفية للسيارة حيث اقترب الرجل ليتأكد من الشخص الجالس في المقعد الخلفي خصوصا وهي كانت تغطي وجهها بالكامل ولأن الارهابيين قد استغلو تلك النقطة ابشع استغلال وباتوا ينفذون أعمالهم الجبانة وهم يغطون وجوههم لذا لا عجب ان رأينا تشديداً اأمنيا على كل من ترتدي النقاب او عباءة الرأس..وهي لأنها لم تكن متعودة على تغطية وجهها ولأنها كانت مرتبكة بين خوفها على اميرها وخوفها منه ففي لحظة اقتراب العسكري من نافذتها،، كشفت الغطاء ليظهر وجهها مقابلاً له..هل اخفاها عن العيون لتظهر فتنتها هنا ،، تبا لو امسك بعنقها لدقّه
بقسوة تلك المتهورة هل تظن انها ستنجو بتصرفها الغبي؟؟

استغرب الرجل ردة فعلها وكـردة فعل طبيعية فقد أطال النظر لوجهها دون توجيه سؤال ليتذمر ذلك الغاضب المتوعد : اخوية رحمة لوالديك كلتلك البنية اختي وشفتها بعينك واذا عندك سؤال اسألها.
ليتراجع الرجل بإحراج وهو يدرك غيرة ذلك ( الأخ) : آآ،،العفو إحنة بس حبينا نتأكد من الأخت.

كانت نظراتهما لبعض كافية لتجلب الشك،، لكن لحسن حظهما فقد سمح لهما العسكري بالمرور بسلام.

بعد ان اجتاز نقطة السيطرة اوقف السيارة على جانب الطريق فجأة والتفتَ اليها وهو يصرخ بغيرة
:ليش كشفتي وجهج؟
كانت معقودة اللسان وهي تحاول الاجابة : آ آ ...
:ردتي تغدرين بية بت فيصل السبع!!
اجابت بخوف: لا لا لا والله بس ...
:لو كلش ترتاحين من تشوفين الناس تتفرج عليج..
اغمضت عينيها لجور اتهامه ،، الن تنتهي مرحلة ظلم الناس لها .. شهقت بدموعها فسعلت بقوة..لم يكن معه سوى قارورة ماء كان قد شربَ نصفها.. التفت اليها وهو يناولها الماء
:اخذي اشربي مي؟
لم يعجبها ان تشرب من قارورة تم فتحها فأجابت وهي تسعل :لا،،،شكراً.

لم يعجبه عنادها ،، حمل قارورة الماء،، فتح الباب واتجه نحوها حيث تجلس..
تكلم بهدوء :ما عندي بس هذا المي ،،آني شربت منه.. اخذي امسحي على وجهچ شوية ..

اخذت قارورة الماء بصمت ، فتحت الغطاء وشربت الماء حتى ارتوت ،، بلع ريقه
متفاجئاً من تصرفها ،، تلك الفتاة تثير جنونه وتثبت له انه مختلف عن
الآخرين ،، الم تتقزز للتو من فكرة ان تكون قارورة الماء مفتوحة من قبل
،، ما الذي تغير الآن وقد عرفت انه هو من شرب منها ...لتشرب الماء من حيث شرب هو..


وصلا عند باب العمارة وتوجه هو برفقتها حيث شقته و من ثم طرق باب الخالة ام وحيد معتذراً منها بسبب تأخر الوقت .. كانت تقف جانباً عندما دخل وهو يمسك بيد همسة بلطف ويتوجه بها حيث غرفتها..

:هي هاي مرتك؟
وكأنه يحاول ان يوضح لها العلاقة المتينة بينهما:بت عمي.
بلعت ريقها وهي ترى ملامحه تضج بالالم،،تسائلت هل هو مجبور على الزواج منها؟أم ربما يحبها،،لكنها تبدو مريضة وعضت شفتيها ،،اين اهلها؟؟هل شفقته بها دفعته للزواج منها ؟؟
كانت لا تزال تقف عند باب المطبخ عندما ادار ظهره ليخرج الى الشرفة ،،وجّه لها الأمر كعادته
:اكو اكل بالثلاجة اذا جوعانة،،تگدرين تسخنيه وتاكلين.
: أمير ايمتة ارجع لأهلي ؟.

مشى خطوتين نحو الشرفة لينهي النقاش :گلتلج بعدين لا تدَوّخيني .

اشار الى الغرفة المقابلة لغرفة (ابنة عمه):من اليوم هاي راح تكون غرفتچ.

ردت بإرتباك :يعني شنو من اليوم؟ أمير من كل عقلك تريدني اعيش وياك هنا.


ابتعد وهو يفتح باب الشرفة : كلتلج ماراح تعيشين وياية ،، شغلة مؤقتة وبعدين ترجعين لبيت اهلچ،، افهميها اشون متفهميها.


دخلت غرفته ذات السرير الضخم ،، جلست على الكرسي وهي تتأمل حولها،، تلك هي غرفته ،، لكن كيف ،،اليس متزوجاً من ابنة عمه،، ما مدى العلاقة ليكون كلا منهما في غرفة بمفرده..لم تقترب من سريره حتى انهكها النعاس..اعتكفت في غرفته لايام ثلاثة لم تذق فيها طعم النوم او الراحة وكيف ذلك وهي تتنفس هواه وعطره في كل شبر من تلك الغرفة الضيقة ،، تنتهز فرصة خروجه للشرفة لتذهب الي المطبخ لشرب الماء لا غير ...كانت ستخرج من المطبخ عندما افزعها ظله الواقف عند باب المطبخ وبدون مقدمات : اريد افتهم شنو سالفتج انتي ،، ليش متاكلين؟
:ما اشتهي
:اكو بشر ما ياكل ٣ ايام ؟
بلعت ريقها وقبل ان تجيبه توجه الى منضدة المطبخ وهو يشير الى صحن الطعام : يعني يومية اعوفلج أكل هنا واجي الاكيه مثل ما هو شنو معناتها؟ إنتي خايفة احطلج سم بالاكل لو بشنو تفكرين بالضبط؟
وبينما هو يتكلم كان قد انتهى من تحضير الساندويش لها: اخذي اكليها هسة كدامي.
نظرت الى يده الممدودة ليصرخ بها: اخذيها كلتلج وهسة تاكليها افتهمتي؟
اخذت الساندويش من يده وهي تتأمل ما بداخلها ليصرخ بها مرة اخرى: اكليها يلا.
ارتبكت وهي تقطع الخبز بيدها لقطع صغيرة وتضعها في فمها فيم يقف هو متعجبا لحالها
: هو هذا اكل ؟
ارتجفت شفاهها وهي تضع الساندويش على المنضدة : اني ما اكدر اكل لحم .
ضيق عينيه وبنفاذ صبر: نعـــم؟؟
عضت على شفتيها وبتوكيد أجابت : ما اكل لحم.
ليسألها بسخرية : ليش يعني ؟؟ تضامن وية الفقراء؟
المتها سخريته لتجيبه: لا بس عندي حساسية من اللحم ،، تكدر تكول مرض نادر.
رفع حاجبه متسائلا: يعني اذا اكلتي شيصير بيج؟
لتجيبه متعمدة اخافته: احتمال يصير عندي تسمم بالدم واحتمال اموت ..
لاحظت ارتجاف عضلة عينيه،، تبا له هل كاد ان يقتلها بتلك اللقيمات التي حاول اجبارها على اكلها،،، هل حقا ما تقول ام تراها تخدعه .. اي مصيبة قد اوقعت نفسك فيها يا امير.



الفاجعة التي حلت ببيت السبع اصابتهم بمقتل فالمصيبة لم تكن هينة فإن كان عليهم ان يتقبلو وفاة غيدان بعد تعرّضه لمحاولة الاغتيال فهم لن يتقبلو فضيحة خطف وتين.
يجلس فيصل السبع وهو يضع يدا على قلبه تبا لمن يحاوولون الانتقام منه او من غيدان ببناته ،،
بل بأغلى بناته وان لم تكن تعلم بمكانتها
وتين قلب والدها التي حملها المسؤولية باكرا والتي لم تتذمر يوما ولم تنشغل بما انشغلت به قريناتها
وتين حبة قلبه التي لم تعرف قدرها يوما في حياة والدها
وتين التي لم ينتبه لكونها فتاة الا حينما التزمت بحجابها ليلفت انتباهه ان ابنته قد اصبحت فتاة مكتملة الانوثة بل انه لم يدرك كيف تغيرت بعد حجابها لفتاة هادئة تسعى لرضاه
فيصل السبع الذي لم يبكيه يوماً فراق أحد ،، ها هو يبكيها ويتمنى الموت على ألا يصيبها اذى..
يفديها بحياته و بكل ما يملك بل وان كان له من الأولاد عشراً لفداها بهم جميعا فقط فلتكن بخير
هو يدرك أن نسبة المختطفات اللواتي ينجون من الاعتداء الجسدي او الاغتصاب تكاد تكون 1%
هو لا يستطيع ان يبالغ في امنياته ..هو يريدها فقط على قيد الحياة ..تتنفس الهواء وتعيش على الأرض وان حصل لها أي شيء فقط فليعيدوها له دون أن يقتلوها.
كان مطمئنا على بناته في غيابه بل وكان مستعدا للحظة الاغتيال في مرحلة الانفلات الامني الذي شهده البلد لأنه كان واثقا منها ومن قدرتها على تدبير امور اخواتها من بعده .
وما ادراه انه سيعيش لحظة اختلال التوازن تلك بفقدها بتلك الطريقة المؤلمة.



مرت عشرة ايام وهو يحاول مع اولاد عمه لاستعجال سفرهم ليعود بها الي اهلها لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. فقد فوجيء ببعض الإجراءات الروتينية التي تتطلبها الحصول على الفيزة ولتصبر هي قليلاً وليصبر هو أكثر ..

خلال تلك الايام التي قضتها هنا كانت تلاحظ عاداته وتصرفاته ،،هو لم يطالبها بأي شي مما ذكره،، يكاد يقضي يومه برفقة ابنة عمه او يجلس بين جهاز الحاسوب والقواميس المختلفة وكانه يتابع عملاً ما.. يقف كثيرا في الشرفة ولا تكاد السكائر تفارقه.


تجلس في غرفته وحيدة.. سمحت لنفسها بالعبث في محتويات الدُرج القريب منها لتجد انه يحتفظ بسلاح لم يحاول اخفائه.. حملت سلاحه بيديها و طرأت على رأسها فكرة الهرب لأكثر من مرة
لكنها لا تجد الفرصة رغم انها خلال تلك الفترة قد حفظت تفاصيل حياته ومواعيد طعامه وشربه الشاي ووقوفه بالشرفة بل وحتى وقت استحمامه ..وهنا التمعت الفكرة برأسها.. ستهرب وستعود لاهلها وهو سيبقى حلما في حياتها ..

استغلت وقت دخوله الى الحمام لتتسلل بهدوء من غرفتها...خرج من الحمّام وهو يحمل منشفته بيد ويحاول باليد الأخرى غلق أزرار قميصه،،رمى منشفته أرضاً وتوجه نحوها راكضاً ،، جذب ذراعها بقوة وهو يصرخ بها: ولچ شدسوين ؟وين رايحة ؟

كانت عند الباب تحاول فتحه وهي بكامل حجابها وملابسها عندما قاومت محاولته بسحبها وهي تصرخ به باكية : أمير عوفني الله يخليك،، خليني أطلع منا.

أدارها إليه بقوة عندها بدأت بضربه ومحاولة خربشة صدره بأظافرها،،إرتجفت وهي تستشعر حقيقة كونه قد خرج من الحمام للتو وبأن جلده لا يزال رطباً والأدهى بأن قميصه لا يزال مفتوحاً..كان ينظر الى الفراغ وهو يستشعر خطر قربهما من بعضهما.. حررها من قبضته .. كانا هادئين رغم أنّ لهاثهما كان مسموعاً ...سألها : وين رايحة؟
وضعت يدها في جيب حقيبتها وهي تجيبه باكية: يعني عاجبك هالوضع؟
: گلتلچ راح ترجعين.
:أمير الله يخليك..
قاطعها: إرجعي لغرفتچ.
:وإذا گلتلك ما أرجع.
قطب حاجبيه: لتعانديني وطن..
أجابت بتحدي: گلتلك اريد أطلع.. وراح اطلع.
التفتت عنه لتفتح الباب ،، عاد فجذبها بقوة لكنها بالتفاتتها كانت تحمل مسدساً وجهته الى صدره
: تخليني أطلع لو والله اضربك بالمسدس.خلاص ميهمني شي.
بلع ريقه وهو يسألها: منين جبتي المسدس؟
أجابت بأنفاس متسارعة : مو مهم منين جبته.. المهم المسدس بإيدي وأگدر أستخدمه.
لاحظت ابتسامة السخرية على فمه لتكمل كلامها : كلتلك والله اضربك ،، اعرف استخدم المسدس والله.
ليجيبها بهدوء: اي استخدميه شـ تنتظرين؟
ارتجفت يداها وهي تهز رأسها رفضا: امير لا تجبرني وعوفني أطلع.
:اي اطلعي بس قبلها اكتليني .
:لا امير الله يخليك.
:يلا مو انتي تعرفين تستخدمين المسدس،، شنو يمنعج؟


لما رأت اصراره عادت فأصرت هي الاخرى لتوجه السلاح لنفسها : لعد اكتل نفسي احسن.
ارتجفت شفاهه وهو يراها توجه السلاح لصدرها : لا وطن ديري بالج،، هذا مو لعبة.
: ادري.
: وتدرين اذا تنتحرين تروحين للنار؟
: واذا ابقى وياك هم راح اروح للنار.
: بس اني عمري ما راح أأذيچ وانتي تعرفين
:لا ما اعرف شي امير ،،اصلا حتي بنفسي صرت اشك
: اقترب بخطوات مدروسة: شتريدين تعرفين؟
: انتو منو؟وليش خطفتوني وانت شنو دخلك بالموضوع .
:انطيني السلاح واني افهمج كلشي.
لتتمسك به : لا احچي بالاول.
: اكو ثار بين اهلي و اهلج.
:دم؟
:دم وشرف.
: ليش شنو سوولكم؟
: أهلچ كتلو اهلي وصادروا املاكنا.
:لا مستحيل..يعني شنو؟؟ هيج من نفسهم؟؟ ماكو هيج حچي.
:اني ما اكذب عليچ بت فيصل ولا مجبور اشرحلچ افتهمتي؟( وامسك بياقة قميصه بعصبية) لو تريدين تشوفين الضرب والحرگ على ظهري حتى تتأكدين.
أغمضت عينيها بقوة: لا مستحيل.
: لا مو مستحيل، ابوج وابن عمج عادي يقتلون ويظلمون الناس لخاطر مناصبهم .ويا ريت عللظلم والقتل وبس.
نظر الى غرفة ابنة عمه ليسرد تفاصيل الجرح: حتى عرضنا ما سلم منهم.
شهقت بقوة: شدتحچي امير ..وين اكو هيج شي .. بس لتگول ...
صك على اسنانه: اي اغتصبوها ورادو يكسرونا بيها،، بت عمي اللي دتشوفيها بعينچ ما رحمو بحالها.
بللت شفتيها: لا امير..انت دتكذب علية وو....
: لچ مخبلة ،،ليش اكو واحد عاقل يجيب التهمة لعرضه.
استرسل بالكلام: ما قبلو يطلعوها من التحقيق ،،وهي اصلا متحجي ولا تفهم شي ولا راح يستفادون منها شي.. وياما ناس وجهاء توسطوا بس الغيرة ما تنباع بالسوگ ،،(وضرب على صدره بقوة) الغيرة من هنا.
سقط السلاح من يدها: غــ ..غيدان؟
: غيدان مجرم وأبوج شيطان أخرس ميدري اللي يسويه ابنات الناس باچر يرجع على بناته..
: وناوين تسوون بية مثل ما سووا اهلي بهمسة؟
: احنة مشكلتنا شرفاء وما نلطخ نفسنا بالحرام .
: ومن تجبر بنية غريبة تعيش وياك مو حرام؟؟
: احنة مو عايشين بوحدنا وطن؟
: هااا،، يعني بت عمك محرم ويانا؟؟ مو هسة كلت ما تفهم ولا تعقل شي؟ يعني وجودها مثل عدمه امير.

صدمة لم يتوقعها،، هل حقا خوفه على اولاد عمه هو ما اوقعه في تلك الشبهة؟؟ هي صادقة في كل كلمة نطقتها.. اشتد غيظه على اولاد عمه الغبيان اللذان اوقعا نفسيهما في تلك الدوامة.. بل الدوامة ستدور لتوقعك فيها انت يا حفيد الصقر.



يقف عند الباب وهو يحاول إقناع إبن عمه للاستعجال بالاجراءات

:امير كلتلك الشغلة مو بيدي بس الاوراق تكمل راح نسافر.
:اي والبنية تبقي هيج معلگة ؟عالأقل انطيني وقت محدد؟

: بصراحة ما اعرف شوف حل .امير انت ورطت نفسك وورطتنا .
:لأنه اللي سويتوه عيب بحق بيت الصگر .
رد ابن عمه بسخرية : وإنت جيت تصحح العيب؟...أمير البنية يمك وانت بكيفك .
هي محقة في كلامها ،، كيف له ان يرضى بان تعيش معه دون رابط بينهما وهو من رفض ان يعيش مع همسة لنفس السبب هذا وهو لا يملك تجاه همسة سوى مشاعر الاخوة والدم
كيف يرضى لها ما لا يرضاه لابنة عمه ؟وفجاة طرات تلك الفكرة المجنونة على باله
نعم سيعقد عليها صوريا الي ان يحين الوقت لاولاد عمه بالسفر ،،هو لن يرضي بأذيتهم لكنه كأمير الصگر سيتحمل نيابة عنهم حتى وان تجرأت واخبرت اهلها سيكون هو المسؤول عن كل شي وسيتحمل اخطاء اولاد عمه الذين ارادوا الثأر لوالدهم..

يجلس على كنبته فيم هي في غرفتها..وقد وجد ما اعتقد بأنه الحل الوحيد لتلك المعضلة شاءت أم أبت.
طرق باب غرفتها بهدوء : وطن تعالي اريد احجي وياچ .

خرجت بهدوء وبكامل حجابها ليفاجئها : انتي عندج اوراق هوية ؟
:نعم؟
:عندج هوية؟ اي لو لا؟
:ليش تسأل؟
كان يتكلم ببرود وهو يضع يده في جيب بنطاله:لأن اريد اعقد عليج .
:نعم ؟وعلى اي اساس هيج تقرر لوحدك؟
:على اساس راح تبقين فترة اطول شوية ولعلمج هالشي لصالحج انتي.
:لصالحي؟ لا والله ما قصرت سيد أمير.. بس لعلمك لو اموت ما اتزوج بهالطريقة.
:كلتلج مو زواج هو عقد مؤقت وراها خلاص تروحين لحال سبيلج .
:انتة ليش هيج تحجي عبالك مشتريني جارية عندك؟
تأفف بغضب: گلتلچ صوتچ ما اسمعه افتهمتي؟؟

ضربت بغضب بقدمها على المنضدة لتقلب منفضة السكائر المليئة بالاعقاب المحترقة وكوب الماء متسببة بفوضي عارمة امامه تقدم على اثرها نحوها بسرعة مهددا : لج والله لو ما بنية ...
هربت من امامه لتدخل غرفتـ..ـه/ها وهي راضية عن نفسها بعد ان اثارت غضبه.. المغرور من يظن نفسه؟

( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 03-11-16, 11:33 AM   #42

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي



عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-16, 08:19 PM   #43

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل العاشر

يجلس على كنبته فيم هي في غرفتها..وقد وجد ما اعتقد بأنه الحل الوحيد لتلك المعضلة شاءت أم أبت.
طرق باب غرفتها بهدوء : وطن تعالي اريد احجي وياچ .

خرجت بهدوء وبكامل حجابها ليفاجئها : انتي عندج اوراق هوية ؟
:نعم؟
:عندج هوية؟ اي لو لا؟
:ليش تسأل؟
كان يتكلم ببرود وهو يضع يده في جيب بنطاله:لأن اريد اعقد عليج .
:نعم ؟وعلى اي اساس هيج تقرر لوحدك؟
:على اساس راح تبقين فترة اطول شوية ولعلمج هالشي لصالحج انتي.
:لصالحي؟ لا والله ما قصرت سيد أمير.. بس لعلمك لو اموت ما اتزوج بهالطريقة.
:كلتلج مو زواج هو عقد مؤقت وراها خلاص تروحين لحال سبيلج .
:انتة ليش هيج تحجي عبالك مشتريني جارية عندك؟
تأفف بغضب: گلتلچ صوتچ ما اسمعه افتهمتي؟؟

ضربت بغضب بقدمها على المنضدة لتقلب منفضة السكائر المليئة بالاعقاب المحترقة وكوب الماء متسببة بفوضي عارمة امامه تقدم على اثرها نحوها بسرعة مهددا : لج والله لو ما بنية ...
هربت من امامه لتدخل غرفتـ..ـه/ها وهي راضية عن نفسها بعد ان اثارت غضبه.. المغرور من يظن نفسه؟





فلتعترف انها تمنت تلك اللحظة لكن ماذا توقعت؟؟ هل سيجثو على ركبتيه كابطال الروايات ليعترف بحبه ومن ثم يطلب يدها؟ بالطبع لا.. فهو لا تناسبه سوى تلك الطريقة البدائية وهي بجنونها به من اوصلته لذلك الغرور والثقة بالنفس ...تنهدت لكنها لم ولن تتمنى يوما غيره .. هو في حياتها او لا أحد

وضعت هويتها على المنضدة امامه : موافقة
كان مشغولاً مع جهاز الحاسوب عندما رفع رأسه ليجيبها بلامبالاة وهو يعاود النظر لجهازه
: لا مو لازم خلاص انسي السالفة.
بلعت ريقها كيف يستسهل تجريحها بتلك الطريقة :يعني شنو؟
أجابها وهو لا يزال مشغولاً بجهازه :يعني سالفة كلتها بوقتها ونسيتها.

بلحظة جنون حملت منفضة السكائر الزجاجية الفارغة لتضربها بقوة في الجدار ولتتناثر الى اجزاء صغيرة بحركة اجفلته لينهض بعدها وهو يصرخ بها بقوة وهو يمسك ذراعها: قسما بالله العلي العظيم اذا عدتي هالحركات الا اكسر ايدج ورجلچ إفتهمتي لو لا؟؟شبيچ اليوم تخبلتي؟ قبل شوية نظفت الهوسة( الفوضى) اللي سويتيها..
أجابته وهي تضرب ذراعه بجنون : اذا هيچ تكرهني ليش متخلّيني أرجع لأهلي حتى انتَ تخلص وآني هم أخلص منك.
تركها مبتعدا عنها وبحركة خفيفة التقط بطاقة الهوية من على المنضدة:حضري نفسج اليوم المغرب يجي السيد هنا ونعقد.

هكذا ببساطة يشعل النيران ويطفيها لتجيبه مهددة : بس يجي السيد اكوله انتَ خاطفني.
ابتسم بسخرية وهو يستمع لتهديدها الفارغ : اي كوليله.
سألت بتردد:متخاف؟
أجاب بثقة وهو يتحرك بخطوات بطيئة وبنظرات ثابتةأربكتها: وليش اخاف؟؟( واشار الى نفسه) هو اني اللي خطفتچ؟؟
ارتجفت شفاهها وكأنها تسحب تهديدها لتقول:لعلمك اني ساكتة بس لخاطر همسة.
بسخرية أجاب:زين والله يعني بت السبع طلع عدها إحساس بغيرها!
لترد بعصبية :ليش صرت مثلك؟
صرخ بها:وطن احترمي نفسچ احسنلچ .
همست بضعف وبعيون دامعة: الله يخليك امير عوفني ارجع لبيت اهلي .. أعرف انه انت حاولت تنقذني وتورطت بية بس الله يخليك لا تتورط اكثر .. اني معلية بالثار اللي بين اهلك وأهلي
اذا تريدون تنتقمون اكو الف طريقة وطريقة بس عوفني بعيدة .

هل يخبرها بأنه متورط بها منذ الازل ام يتركها تذهب مع الريح حيث لن يلتقي بها الا في أحلامه. استمرت بتوسلها:امير الله يخليك عوفني ارجع لاهلي واحلفلك عالمصحف ما اجيب سيرتكم ولا انطق بكلمة ،، الله يخليك.
كان ينظر لعينيها التي تستنفر مواطن الضعف فيه،، هو واثق تمام الثقة انها لن تشي بهم لكنه لا يأمن مكر ال السبع وما سيفعلونه ان علموا صلة اولاد عمه بذلك الحادث .
ابتعد قليلا ليتكلم بهدوء : كلتلج راح ترجعين بالوقت المناسب ،،وكلام بهالموضوع ما اريد ،، ارجعي لغرفتج هسة.

تجلس في غرفتها وحيدة بعد مغادرة السيد واولاد عمه الذين شهدوا على عقد اقترانها به.. تتنفس ببطيء وهي تدرك فداحة ما خطته يداها حين وقعت بخط يدها على تلك الورقة التي تثبت انتمائها لأمير الصگر .. ها هي قد قرنت اسمها بإسمه بإرادتها تنفيذا لأمره ..
اما هو فيقف عند تلك الشرفة التي تطل على الشارع المظلم وهو يتسائل وماذا بعد يا امير؟هل حقا تفعل كل ما فعلته لاجل اولاد عمك ؟ ام لجنونك وانانيتك بتملكها هي دون غيرها من بنات حواء .
هي من تضعفك بهمساتها ونظراتها..هي من تفعل الأفاعيل لمجرد نطقها بتلك التعويذة تحت سمعك .
أيّ قدرٍ ابعدها عنه بالمسافات والسنين ليعيدها إليه في بيته وتحت ناظريه وأخيراً .. زوجته.
فقط لو كانت لديه الجرأة ليتصل بجاد او سامان ليطمئنهما بأن وطنه معه هو وبأن لا يطيلوا البحث عنها فهي بأمان معه .



استيقظت فزعة وهي تتأمل الظلام الحالك الذي يحيط بغرفتها بلعت ريقها تكرارا وهي تزيح الغطاء جانباً لتنهض عن سريرها ،، مشت بخطوات بطيئة وفتحت الباب بهدوء وهي تتلمس الاشياء من حولها ...كان الهدوء يعم الصالة الا من صوت انفاسه حيث تعوّد إن ينام هو في تلك الصالة بين الغرفتين اللتان تضمان زوجتيه وكأنه يعلن انه باق في منطقة الحياد..ولأنه تعود على النوم الخفيف فتح عينيه وهو يشعر بخطوات احدهم رغم الظلام الذي يحيط بالمكان ،، تسائل فورا وهو يرفع رأسه عن الوسادة : وطن هاي انتي؟
اجفلها صوته لتقف في مكانها ليعود فيكرر سؤاله: وطن ؟
لترد بهمهمة خافتة: مممم.
تنفس الصعداء وهو يعيد رأسه ليرتاح على الوسادة ومن ثم سأل بعفوية ناعسة وهو يضع يده اليمنى على عينيه : خير حبيبي اكو شي؟
تلاحقت انفاسها وهي تسمع صوته الكسول وكأن بها قد ندمت على ايقاظه لكنها اجبن من ان تبقى في الظلمة لوحدهااجابت بجملة خبرية : انطفت الكهرباء.
سألها وهو لا يزال على وضعه وبنفس الكسل: اعرف ..شنو الجديد؟
اجابت بهدوء: اريد لايت ( مصباح يدوي) ؟
تأفف بضيق وهو يتصور بأنها ربما تريد الذهاب للمطبخ او للحمام
: اخذي الموبايل استخدميه ورجعيه.
لكنها اصرّت : لا.. اني اريده للغرفة اخاف انام بالظلمة.
فرك عينيه بقوه ماالذي تتفوه به تلك المدللة ،،هل ايقظته في منتصف اللليل لتخبره بانها تخاف النوم
في الظلام ؟ اشار الى احدالرفوف القريبة ليقول : شوفي اذا اكو لايت هناك.
ردت بهدوء :ما اشوف ظلمة افتحلي لايت التلفون.
تأفف بغضب وهو يسحب جوّاله ليضيء لها المكان: اللهم طولّج يا روح .
لم تهتم لكلامه وتوجهت نحو الرف وحملت المصباح بيديها : اي لگيته.
حاولت تجربته لتتاكد من احتوائه على البطاريات فتوجه الضوء عرضياً الى عينيه حيث هو
الراقد على الاريكة ليتذمر بغضب: تؤ تؤ تؤ ،، عميتي عيني ولج.
.

ابتسمت في سرها وهي تستمتع بكسله النادر.سالته بفضول: تحتاج اللايت؟
ليجيب بثقة رغم نعاسه: ليش گالولچ اخاف من الظلمة؟
وبحركة شقية وجهت الضوء لعينيه مرةاخرى حيث انتفض من مكانه ليرد بأن رمى بإتجاهها إحدى الوسائد الصغيرة التي كادت ان تسقط المصباح اليدوي من يدها بقوة اجفلتها لتشهق .
رد بصدق وهو يعود بجسده لمكانه حيث اريكته : وطن صيري عاقلة احسنلج .
اثارت جنونه بتلك اللحظات وكأنها ارادت ايقاظه لتطمئن دون ان تعلم خطورة مشاعره المكبوتة الباحثة عن وطن يحتويها ..تراجعت بخطواتها وهي تحمل الوسادة التي رماها بها مستعيدة تلك اللحظات الغريبة بين زوجين قريبين متباعدين عن بعضهما بتلك الطريقة. تضع يدها على قلبها لتتأكد من انه لم يزل مكانه وانها لم تنسه عند ذلك الكسول الخطير الوسامة الذي يُسمّى زوجها .
اما هو فما ان دخلت غرفتها حتى فارق النوم عينيه.. يا الهي هو لا يعرف وقتا محددا لينتهي من كل هذا التعقيد الذي رافق حياته المعقدة اصلا ..نهض بهدوء في الظلام وتوجه نحو الشرفة وهو يتنهد بضيق ،،يعشق اعترافها الضعيف بخوفها امامه هو .. تشعره بأنه الأهم في حياتها ..
وفجأة عاد النور ليدخل الصالة ومن ثم لينظر الى غرفتها المضاءة والباب النصف مفتوح ،، مشى بخطوات مسحورة ووقف عند الباب يتأملها وهي تحتضن تلك الوسادة الصغيرة وصوتٌ بداخله يحثه الاقتراب وصوتٌ آخر يلزمه الالتزام بوعده لها.. فتح الباب بهدوء وتوجه ناحية المصباح اليدوي ليحمله.. لم تكن تلك سوئ حجة ليدخل غرفته من جديد تلك الغرفة التي اتقنت احتلالها والتي لم يعد له مكان فيها..




أحضر جاره صاحب المحل بعض الاغراض التي يحتاجها والتي أوصاه بشرائها قبل يومين ،،وقفا خارج الشقة لدقائق واثناء تلك الدقائق سمعت هي صوت همسة وهي تناديه
:أمير.. أمير .
خرجت من غرفتها بحذر وتوجهت حيث غرفة إبنة عمه لتطمئنها بأن أمير سيأتي حالاً ،لكن ما إن دخلت هي الغرفة حتى بدأت همسة بالصراخ الذي وصل مسامعه ليُنهي حديثه مع الجار ويدخل بسرعة جنونية الى غرفة إبنة عمه ليجد وتين مرتبكة وهي تقف حائرة أمام تلك الغاضبة بلا سبب

صرخ بوجهها :شسويتيلها؟؟ وليش بعدچ واقفة هنا؟؟ إطلعي منا أحسنلچ .

حاولت أن تبرر لكنه دفعها بعيدا خارج الغرفة وأغلق بوجهها الباب لينفرد مع إبنة عمه محاولا تهدئتها .
لا ينكر بأنه ندم لما فعله معها لكنه لا يحتمل أن تنهار همسة بسببها...خرج من غرفة همسة منهك القوى لتواجهه الأخرى بعينين دامعتين ووجه محمّر

: ما اسمحلك تصيّح علية افتهمت؟ .

تجاوزها بإرهاق وهو يضع إصبعه على فمه: شششش ولا كلمة.


أمسكت بذراعه وهي تصرخ: انتَ على شنو شايف نفسك، أريد افتهم.

:وجع ان شاء الله ،، نصّي صوتچ فضحتينا.

لتجيبه بعصبية : لازم تسمعني وتعرف إنه آني ما سويتلها شي،هي اول ما شافتني ..
قاطعها : تخاف ،، الف مرة گلتلج تخاف من الناس الغربا.
لتقاطعه هي هذه المرة: مشكلتها مو مشكلتي .
بصوت حاد : شبيچ تخبلتي ؟
لتجيبه: إي تخبلت ،لأنه إنت متعيش وياك وحدة عاقلة ،اللي تعيش وياك لازم تصير مثلها
(واشارت الى غرفة همسة)

لحظات استلزمته ليقبض على ذراعيها بيديه القويتين وليصرخ في أذنها بصوت غاضب لا يسمعه سواهما : قسماً بالله العلي العظيم يا وطن ، إذا تحچين على همسة مرة لخ إلا ادفنچ بمكانچ
افتهمتي ؟
وهزّها بقوة : كل الخوف الصار بيها بسبب أبوچ الحقير وإبن عمچ النذل ،، يعني لو هسة اشرب من دمچ منو يلومني .

كان لا يزال يضغط على ذراعيها بنفس القوة وكأنه يريد سحقها بيديه لتهمس بصوت ضعيف

: أمير ،،الله يخليك،، عوفني ،،والله دتأذيني .

تعويذتها تلك اعادته الى رشده ليبتعد عنها موّليها ظهره :روحي من گدامي احسنلچ .

ارتجفت شفاهها وهي ترى حالته العصبية التي تسببت بها كلماتها ، تبا لها ولتلك الكلمات المهينة التي قالتها بحق ابنة عمه . دمعت عيناها واستغفرت ربها فليس من أخلاقها أن تشمت بمرضٍ أناسٍ ابتلاهم رب العالمين .. بلعت ريقها وهي تتوجه بخطوات بطيئة نحو المطبخ ، فتحت باب الثلاجة بحثا عن ماء شديد البرودة تروي به جفاف فمها..جلست على الكرسي وهي تمسح على ذراعها بخفة..رفعت اكمامها لتلاحظ احمرار تلك المنطقة من اعلى الذراع بفعل قبضته القوية..وضعت قطع من الثلج حيث مكان الاحمرار لكنها وما إن لمحت ظله يقترب من باب المطبخ حتى انزلت اكمامها بسرعة
كانت لا تزال تجلس عندما جلس على الكرسي المجاور : تأذيتي؟؟
اجابته بالصمت ،ليبرر قسوته :انتي دائما تستفزيني وطن .

لتجيب بسخرية :يعني وحدة مسجونة شتريدهة تسوي مثلاً؟

ضرب بقسوة على المنضدة: گلتلج إنتي مو مسجونة.

: إي وهذا السجن شتسميه سيد أمير؟

نهض من مكانه ليوجه لها الأمر النافذ : روحي لغرفتج وطن لو ابتلي بيچ هسة .

دفعت الكرسي بعنف اسقطته ارضا وتوجهت حيث أمرها .خرج الى الممر القصير خلف المطبخ وهو يخاطب نفسه ، لو تعلمين ما بي لعذرتني..مشتت بين واجبي تجاه أهلي وبين قلبي المطالب بأسركِ للأبد .



كانت لا تزال غاضبة منه،، وكان يدّعي بأنها لا تهمه في شيء.. لكنه قلق بشأن اضرابها عن الطعام ،، تلك السياسة البغيضة التي تتبعها..هل تعتقد بأنه سيتوسلها او سيعتذر ،، مخطئة يا ابنة السبع...كان لا يزال يحاور نفسه فيما يقوم بترتيب الاكل الجاهز على الطاولة وطبعا لم ينسَ أن يحضر لها ما تحبه..ولم ينسَ إطعام ابنة عمه واعطائها دوائها وتشغيل التلفاز على قناة الكارتون التي تتابعها بصمت .جلس ليأكل بهدوء فيما خرجت هي من غرفتها متوجهة نحو المطبخ،، لم تلتفت إليه وكأنه غير موجود..بقيت لثوان في المطبخ وهي تتحرك بهدوء يقتله ومن ثم عادت الى غرفتها ..فاجئها بسؤالٍ مستفز

:وتاليها وياچ انتي؟
وجهت نظراتها بإستغراب له لتجيبه: ليش هالمرّة شسويت؟
نهض من مكانه :والله لسانچ طولان بت فيصل وتراددين .
:اريد افتهم انت شتريد مني.. عوفني بحالي يرحم اهلك.
: قصدج اعوفج على خبالچ الى ان تتمرضين وابتلي بيج.
: اذا تمرضت اني احير بنفسي لتخاف.
: يعني صارلچ اسبوع متاكلين وتكوليلي ما اتمرض.
: ما ارييد آكل بكيفي.
: ليش لازم مو عاجبج الأكل .
: بصراحة الحياة كلها مو عاجبتني .
: والله هذا الموجود تريدين متريدين .
: وهو شنو الموجود فهّمني،، أريد اعرف شنو وضعي بالضبط والى متى راح ابقى عايشة هنا وية واحد ما اعرف عنه كلشي وما اعرف حتى شنو يشتغل ومنين يصرف هالمصاريف.
اجاب مستهزئا :و ليش تريد تعرفين؟
استفزته بكلامها : عالأقل من حقي اعرف إذا الأكل اللي دا آكله حلال لو حرام؟

رفع حاجبه بغضب : لا والله ، إذا عالحلال والحرام فالأحسن تسألين ابوچ عن مصدر الفلوس اللي چنتو عايشين بيها ؟

لتجيبه بصوت عالٍ وهي تلّوح بيدها : احترم نفسك امير ولتجيب سيرة ابوية على لسانك،، ابوية مو حرامي ولا قاطع طريق،،ابوية موظف بالدولة حاله حال كل الناس.. اليسمعك يگول احنة ناكل ميتة ولحم خنزير.

أمسكَ بيدها بقوة : ديري بالچ تحچين وياية بهالطريقة وتعلّين صوتچ علية إفتهمتي؟إذا أمچ ما عرفت تربيچ فآني هسة مستعد أربيــ.......

كانت لا تزال تقف في مكانها عندما نطق بتلك الكلمات التي أثارت جنونها لتصرخ في وجهه باكية محتجة وهي تضرب صدره بقبضتها : حقيــر لا تحچي على امي حرام عليك،، والله اذبحك،، إنتَ شنو ؟محّد يخلص من لسانك حتى الميّت.
بلع ريقه بندم وهو يتراجع ليسألها بغرابة: إنتي .. أمچ ...ميتة؟؟

كانت منفعلة الى الدرجة التي دفعته للامساك بكلتا يديها وهو يطلب منها أن تهدأ دون أن يعتذر عما تفوه به ،،نفضت يديها من يديه وهي تصرخ به: أمير عوفني الله يخليك.

تركها حيث امرت لتتوجه لغرفتها لتكمل ما بدأته من بكاءٍ صامت وكأن خبر وفاة والدتها قد وصلها للتو..
يضع رأسه بين يديه وهو يفكر فيم فعله ويلوم نفسه،، ما الذي فعلته يا امير،، هل كان الأمر يستحق كل تلك الضجة أيها القاسي .. هل تعترف بأنك كنتَ قلقاً على صحتها ؟؟ألم تستطع أن تعبر عن خوفك عليها بطريقة اخرى؟اسند ظهره الى الكنبة التي يجلس عليها وهو يستمع الى أنينها المتقطع ..نهض من مكانه وتوجه الى غرفتها التي كانت غرفته ذات يوم ..كانت تحتل سريره كما احتلت كل شيء فيه .
أحسّت بوجوده وتسائلت ما الذي يفعله هنا لكنها لم ترفع عينيها لتواجهه..تكلّم بصوت هاديء لكنه أشبه ما يكون بالأمر

:مو كافي تبچين،، گلتلچ ما أعرف أنه أمچ ميتة.

رفعت رأسها ليواجه عينيها المغرورقتين بالدموع وبصوت ارهقه البكاء : هو هذا اسلوب واحد جاي يعتذر.

اجابها بعصبية: آني ما سويت شي غلط حتى اعتذر منچ ، إنتي اللي علّيتي صوتج واستفزيتيني وطن.

: ها نسيت،،سيد أمير وأهله ميغلطون.

: دتشوفين نفسچ شگد إنسانة مستفزة إنتي؟


ردّت بعصبية: اي آني مستفزة وأهلي مجرمين ..اريد افتهم لعد شكو جاي؟شتريد مني؟ عوفني بحالي.

صمت للحظات وكأنها وجهت له سؤالا صعباً... فعلا ما الذي أتى به الى هنا إن لم يكن يريد الاعتذار؟هل يخبرها أن بكاؤها يرهقه ؟

وقبل أن ينطق بكلمة ،،تكلمت هي فيمَ كانت تسند رأسها الى مقدمة السرير

: تدري هاي اول مرة أبچي على ماما !!

نظر لها مذهولا فيم اكملت كلامها وهي تنزل عن السرير و تخطو ببطئ وكأنها تريد الاعتراف بما يرهق سنين عمرها

: اي والله ،، آني ما گدرت أبچي عليها،، لأنه الكل چان يگول وتين قوية ، وتين لازم تهتم بخواتها وتعوضهم عن امهم ..چان لازم اكون قوية بس والله تعبت .

رقَّ قلبه لبكائِها لكنه كان يدرك بأنها كانت تنتظر الوقت المناسب للبوح فلم يقاطعها .

نظرت الى الفراغ لتكمل: چان عمري ١١ سنة وچان لازم اهتم بــخواتي من كلشي من ملابسهم من تمشيط شعرهم من دراستهم ..تخيل گصّيت شعري وتعلمت اسويلهم ظفاير،، لبست جينز وعلمتهم يلبسون فساتين.. ما عندي صديقات حتى لا التهي عنهم .. تعلمت اتعارك وية الولد بالشارع حتى محّد يأذيهم ،،حاولت اصيرلهم الأم والأخت .. نسيت نفسي لخاطرهم وتحملت كل شي وما چان عندي وقت حتى ادافع عن نفسي.


كانت تنظر الى الفراغ وهي تتكلم : بعد وفاة ماما بست أشهر ،، بابا تزوج من خالة ميسون،،

(ولتوضح له أكثر) خالة ميسون تصير بنت عم بابا و أخت غيدان....خالة ميسون چانت كلش قوية وفرضت شخصيتها على بابا وحاولت تمشينا مثل ما تريد هي،.. طبعا خالة ميسون معروفة بعلاقاتها بزوجات المسؤولين والعوائل الراقية ومسؤولية ٣ بنات مراهقات اكيد راح تقّيدها ( وابتسمت بسخرية) ومنو اللي عدها استعداد تصير ام بديلة وتتحمل مسؤولية بنات زوجها؟؟وحتى تخلص من المسؤولية بدت تخطط لزواجنا... واكيد انت تعرف انه ودق چانت مخطوبة لإبن الوزير اللي ما چان بيه مميزات عدا عن كونه ابن الوزير.. انسان تافه فاشل مغرور..بس طبعا ما يهم ،، اهم شي انه تتباهى بين الناس انه ناسبنا الوزير ... وبعدين التفتت على ورود وخططت حتى تزوجها لطارق ابن الملحق الثقافي بالسفارة .. ومو مهم رأي ورود.. اهم شي المركز الاجتماعي اللي راح تحصله بهذا الزواج ..
هسة راح تسأل وشمعنى آني الوحيدة اللي ما كدرت تخطط لحياتي ؟؟يمكن تستغرب اذا كلتلك انه غيدان چان يمنعها ان تتحكم بية ،،غيدان چان مدللني ومحسسني انه اني مختلفة وبفترة المراهقة استقويت بيه وصرت اشكيله منها .

أكملت كلامها ببراءة : بالبداية چنت كلش افرح لأنه المفروض غيدان يصير خالي بس بعدين بديت استغرب نظراته وتصرفاته وياية ،، چان يريدني أظل قريبة منه ،،الى ان حاول أكثر من مرة إنه يتــ...حـ...رش بـ..يـ..ــة.

إرتجفت شفاهها وأغمضت عينيها وهي تتذكر : مرة من المرات بابا وزوجته سافروا ،، وتركونا آني وخواتي بعهدة غيدان .. بيومها من صار الليل والكل نامو ،،غيدان دخل غرفتي واقترب من سريري ،، حسيت بيه چان كلش قريب مني ...
( بلعت ريقها وهي تكمل حكايتها بينما هو كان يقبض على يديه بعصبية متوقعاً ما ستقوله)

أكملت كلامها برفقة دموعها: أتذكر بوقتها حسيت برعب مو طبيعي كأنه عندي شلل يمنعني أتحرك وما عرفت شنو اسوي ..بس ما اعرف منين إجتني القوة وأخذت الساعة المنضدية وضربته بيها وصحت بصوت عالي وخليت كل الخدم اللي بالبيت يصحون ويجون لغرفتي.ما كدرت اكول شي لأي شخص ،، خفت من بابا ومن مرته .

مسحت دموعها وأكملت كلامها وكأنه غير موجود: وهو لأن يعرف نفسه غلطان اختفى لمدة اسبوع،،چان خايف افضحه وهالشي ظل سر بيني وبينه ولهالسبب ما چان يرفضلي طلب وخايف مني على طول لأن إنسان جبان رغم آني ما أكدر أسوي شي وما أريد اسبب مشكلة بالبيت لأنه هو قريبنا وخال خواتي من ابوية.ولنفس السبب من يومها بديت أخاف أنام بالظلمة.

كان يتنفس ببطئ وهو يستمع إليها لكنها ما إن وصلت لنقطة خوفها من الظلام حتى تذكّر هو لحظة دخوله لغرفتها التي كانت محتجزة فيها في ذلك البيت الريفي..كانت يومها ترتجف خوفاً وهي تتوسله أن ينير الغرفة قبل أن يحلَّ وثاقها .. ما الذي تقوله تلك الفتاة وما الذي تحمله في قلبها.. بلع ريقه وهو يستمع لأعترافها الخطير ..هل حقاً أن لا شيء يربطها بغيدان سوى تلك الذكرى البغيضة .. تباً له من نذلٍ أناني مستبيح للحرمات.


أغمضت عينيها: بزواج بابا من خالة ميسون .. كثرت الترقيات والسفرات وصارت علاقته بينه احنة البنات رسمية كلش وبالذات آني ..صار يعتمد علية بكلشي،،ما اتذكر مرة حضنّي ولا باسني ولا اصلا يسألني اذا ناقصني شي.. أصلاً يمكن نسى إنه آني بنية ممكن احتاجه.
وفجأة إلتفتت إليه وكأنها تذكرت أمراً: تتذكر اول مرة شفتني؟عمري ما راح انسى هذا اليوم ... چانت اول مرة بحياتي واحد يخاف علية ويذكّرني إنه آني بنية..عمري ما تعودت احد يخاف علية... حتى إذا تأخرت برة البيت محّد يظل باله .




هل كان عليها أن تخبره بأسرار قلبها وما تحتاج اليه؟؟الآن فقط توضحت له الصورة،، هي لم تتعلق به من فراغ ....فقط قليلاً من الاهتمام وبضع كلمات ترسخت في مخيلتها منذ الموقف الأول الذي جمعهما.

كان ينظر اليها وهي لا زالت تعيش مع ذكرياتها وتمسح دموعها: حتى الناس الطيبين اللي عرفتهم بحياتي چانو معدودين عالأصابع .. چان لازم أتحمل اشكال التهم والاسئلة من الناس ..اللي يكول ليش خواتها تزوجن قبلها واللي يكول ليش ترفض كل اللي يتقدمولها واللي يگول اصلاً هي مو .....؟
بلع ريقه: مو شنو؟
اغمضت عينيها: لـ . لأ .. ماكو شي.
ضرب بقبضته على الحائط: مو شنو؟ إحچي..
أغمضت عينيها :إنه اني اصلا مو بــ....نــ...يــ...ــة.
شهقت وهي تحاول سحب اعترافها الاخير لكن يبدو أنها تأخرت عندما لاحظت ملامح الغضب ترتسم على قسمات وجه اميرها ..هل حقاً كانت تدرك ما يقال خلف ظهرها؟
سألها بكل غضب: وإنتي بكل غباء تتصرفين بلا مبالاة وتجيبين الشبهة لنفسچ وتخلين الناس تحچي بسيرتچ.. يعني فهّميني إذا انتي تكرهين غيدان ليش تطلعين وياه؟


.استندت الى الجدار بضعف وقد ارهقتها الإعترافات المتكررة : أمير تعبت والله تعبت..اذا اقرب الناس إلي ما عدهم ثقة بيّة..
أمسك ذراعها نادماً: إنتظري.
أبعدت ذراعه عنها: أمير عوفني.

توجهت بخطوات بطيئة نحو السرير لكنها شعرت بدوار بسيط كادت معه ان تسقط أرضاً لكن ذراعاه احاطتها وحفظت لها توازنها.. إبتلع ريقه وهو يراها بهذا الضعف بين يديه..
مسحَ آثار الدموع على وجنتيها : مو كافي دموع.
:انت بالذات تحب تشوف دموعي.. متشبع منها.

بلع ريقه ،، تباً وهل اخبرها احدٌ من قبل أنه ظمآنٌ إليها.
حاولت اشغال نفسها بترتيب حجابها عفوياً ليظهر له شعرها الطويل الذي لطالما اخفته عن الجميع بما فيهم هو..إقترب منها اكثر حيث لا مسافة تفصلهما وتأمل تفاصيل وجهها الباكي
ليباغتها بسؤال غريب وهو يزيح الحجاب عن شعرها : هذا شعرج لو...
وقبل أن يكمل سؤاله وقبل أن يسمع جوابها،، اجابته بــ "آه"أطلقتها عندما سمح لأصابعه بالتغلغل في شعرها ليتاكد بنفسه مما يراه .كان يُقبّل جانبَ وجهها لعله يشبع من تلك الدموع التي اهدرتها بسببه وهو يهمس لها: وطن .. كافي دموع.
كان يتوقع أن تدفعه بعيداً عنها لكنها لم تفعل وكأنها تطالبه بالمزيد.
همست بصوت بالكاد سمعه: أمير ،، الله يخليك...

لا زال منصتا بإنتظار ان تنهي تعويذتها ليبتعد عنها لكنها لم تفعل وهو كذلك لن يفعل..بل ها هي تستسلم لجنونه وكأنها تمنحه الحق بإمتلاكها..تناسى من تكون ولم يتذكر سوى حاجتها اليه.. بل إكتشف بأنه هو من كان يحتاجها منذ زمن.



كان مستلقياً على ظهره يخفي عينيه بذراعه اليمنى.. تسمع انتظام انفاسه وهو يغط في نوم عميق بعكس اغفاءاته الليلية غير المريحة على ذلك الكرسي حيث تعودت أن تراقبه من شباك غرفتها ليلاً...هل يشعر بالراحة ام ربما لذة الانتقام منها هي ما جعلته ينام بهدوء؟
فتح عينيه لتواجه نظراته سقف غرفته،،وكأنه قد استيقظ من نومٍ عميق .. نومٍ حُرِم منه منذُ تلك الفاجعة.. هو لا يستطيع أن يسميه نوماً .. هي مجرد غفوات بسيطة لا تسمن ولا تغني من جوع .
هو لم يعد يشعر بطعم النوم منذ فقد الأمان والإنتماء،، ما الجديد يا أمير ؟
هل وجدت وطـنـك من جديد ؟
اهكذا يشعر كل من له وطن ؟

نهض من سريره وهو يسمع صوت انينها القريب ،،كانت توليه ظهرها وهي تقف عند النافذة تتطلع الى الفراغ..تلك الفتاة تتصرف وكأنها فريسة لا تفارق وكر صيادها ..حركة السرير انبأتها بيقظته ارتدى ملابسه على عجل فيم لم تتحرك هي من مكانها توجه ناحيتها معقود اللسان فلم يعد هناك ما يقال بينهما بعد ما حدث




التفتت اليه ووجهت له نظرات قاسية وحاولت تجاوزه لكنه امسك إحدى يديها :إنتظري هنا.

ثارت بوجهه بإنفعال وهي تحاول تخليص يدها من يده وتضرب صدره بيدها الثانية بقوة: ظليت طول عمري انتظرك وشنو النتيجة أمير،،..دمرت حياتي و ذبحتني مو كافي ؟؟

سألها وهو يحاول احتواء غضبها : شششش بلا صياح..إنتي شتريدين فهّميني ؟.

أجابت بهستيرية :شــ ريد منك مثلا؟ وشـ تگدر تسويلي ؟حتى لو اگولك أريد أموت هسة؟اي اريد اموت .يلا موّتني .


عن أيّ موتٍ تتحدث تلك الغبية؟وهو الذي للتو قد تصالح مع الحياة..ألا يكفي أن تركه الموت وحيداً دون عائلة و دون أمل..عاش منفياً عن الواقع حتى أوصلها القدر ذات يوم هناك حيث يقيم لتُغيّر جميع مفاهيمه عن الحب فبات الخطأ صحيحا وبات الممنوع مرغوباً..هي فقط من منحته الأمل بحبها اللا مشروط .. يتمنى البوح لها بكل هذا.لكن تلك النظرات القاسية تقف حاجزاً بينه وبينها وكأنهما لم يكونا معاً وكأنه لم يمنحها ما يعجز عن نطقه...وبصوت يغلفه البرود خاطبها

: خلاص باچر ترجعين لبيت اهلچ.



( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 04-11-16, 05:23 AM   #44

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الله عليكى يا شوق والله اللهجة العراقية دى جميلة انا بقيت بقراها بصوت عالى عشان اتعود عليها
الاحداث بقت رائعة انا خلصت التامن
ربنا يوفقچ حبيبتى ههههههه بلهجتكم بقا


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-11-16, 11:15 PM   #45

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandynor مشاهدة المشاركة
الله عليكى يا شوق والله اللهجة العراقية دى جميلة انا بقيت بقراها بصوت عالى عشان اتعود عليها
الاحداث بقت رائعة انا خلصت التامن
ربنا يوفقچ حبيبتى ههههههه بلهجتكم بقا
حياتي فدوة لقلبچ
تسعديني بحضورچ وكلماتچ الحلوة
تسلميلي يا وردة


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 04-11-16, 11:15 PM   #46

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي







الفصل الحادي عشر




عن أيّ موتٍ تتحدث تلك الغبية؟وهو الذي للتو قد تصالح مع الحياة..ألا يكفي أن تركه الموت وحيداً دون عائلة و دون أمل..عاش منفياً عن الواقع حتى أوصلها القدر ذات يوم هناك حيث يقيم لتُغيّر جميع مفاهيمه عن الحب فبات الخطأ صحيحا وبات الممنوع مرغوباً..هي فقط من منحته الأمل بحبها اللا مشروط .. يتمنى البوح لها بكل هذا.لكن تلك النظرات القاسية تقف حاجزاً بينه وبينها وكأنهما لم يكونا معاً وكأنه لم يمنحها ما يعجز عن نطقه...وبصوت يغلفه البرود خاطبها

: خلاص باچر ترجعين لبيت اهلچ.


اجابت بهستيرية : ارجع؟ وين أرجع ؟ وبيا وجه احط عيني بعين اهلي؟ خلاص انتقمت لبت عمك ؟ إرتاحيت هسة؟ ؟هو هذا اللي تريده من زمان وخططت حتى تسويه انت وولد عمك؟ تريدون تذلّون أهلي أمير؟ وآني الغبية اللي إنطيتك فرصة.. بس تدري اشلون والله والله والله احرگ روحي وما ارجع ...

تحركت خطوات وكأنها تريد تنفيذ تهديدها لكنه فاجئها بأن إعترض طريقها وفتح ذراعيه ليضمّها بين يديه بقوةٍ وهو يهمس بصوت بالكاد سمعته :خلاص كافي متريدين ترجعين ،، لا ترجعين ..بس اهدي الله يخليچ..

إرتجفت شفتاها وهي تسمع همساته وقبلاته المتفرقة على شعرها لتزيد من تدفق دموعها التي انبأته بأنها بحاجة لأن تكون بمفردها ،، أبعد يديه عنها ليسمح لها بالتحرك بعيداً عنه لكنها تسمّرت في مكانها وكأنها لم تكتفي بما باح به من اعترافات لهذا اليوم .. ولأنه لن يعترف سوى بالحواجز التي تفصل بينهما .. إبتعد هو عندما سمع نداء إبنة العم ليتركها تبحث عن أجوبة للتساؤلات التي يطرحها قلبها...عادت ادراجها لتكمل ما بدأته من بكاءٍ صامت أدمنته منذ عرفته.




تجلس وحيدة في غرفتها..تفكر بمصيرها منذ الآن..تعض أصابعها ندماً على ما اقترفته بحق أهلها.
ارهقها البكاء لدرجة الصداع لتتذكر انها بحاجة لكوب كبير من القهوة تعده بنفسها دخلت للمطبخ تبحث في رفوف الخزانة هنا وهناك..




كان يقف في المطبخ عند الشباك المطلّ على الفراغ البعيد ..نادماً على جنونه وتهوره بحقها.. يحاول اقناع نفسه بأنه انما اراد انقاذ اولاد عميه من مصيبتهما ،، لكنه في خضمّ ذلك نسيَ بأنه أضاف لها تهمةً جديدة تضاف الى سجلّ حياتها.. وهو بجنونه وأنانيته قدّم لهم الفرصة على طبقٍ من ذهب ..
لكن الم ينقذها هو بنفسه الم يعرض حياته وحياة اولاد عميه للخطر لأجلها؟ ألم تثر رجولته بإعترافاتها الخائفة؟ ألم تعترف بأنها لم تدرك أنوثتها إلا على يديه ..الم تشعر به في غمرة ذلك الجنون الذي تشاركاه للتو..



إنتبه لدخولها المطبخ بشكل مفاجئ...فاجئها بصوته:تريدين شي؟
اجابت بصوت مبحوح : اممم بس اريد اسوي كهوة عندي صداع قوي.
تكلم بصوت هاديء وهو يتحرك بإتجاه الموقد حيث على ما يبدو أنه يعد الشاي لنفسه .. اجابها وهو يحمل ابريق الشاي ويصبه في كوب قد احضره مسبقاً:اني ما اشرب گهوة ولا اشتريها لأن تأذي معدتي(وحمل كوب الشاي وقدّمه لها ببرود):اخذي هذا الشاي اذا تريدين.
ارتبكت وهي تراه يؤثرها بالكوب الذي اعده لنفسه،، في الحقيقة هي لم تكن من عشاق الشاي لكنها لم تكن في مزاج يسمح لها بالرفض..تقبلت الكوب دون حتى كلمة شكر وهي تمني نفسها بأنها ستتخلص من ذلك الكوب فور ان تصل غرفتها..لكنها ما إن اغلقت باب غرفتها حاولت اقناع نفسها بأن لا بأس بالمحاولة ..وحاولت بل وبدأت إدمانا آخر على كل ما يحبه هو .



كانا يتجنبان بعضهما البعض وكأنهما قد رضيا بالأمر الواقع ،،يقف عند الشرفة متفكراً بحاله وبحال زوجاته ،، يسخر من نفسه .. ها أنت تضم تحت جناحيك إبنة أحب الناس إليك وإبنة أبغضهم إليك .

دخل الى الصالة ليمعن النظر الى باب الغرفتين الموصدتين امامه حيث همسته ووجعه الخفي،، وحيث وطنه الموصد الأبواب أمامه... أطال النظر الى بابها .. تباً له كم يشتاقها ويشتاق لجنون عشقٍ تتميز به..آآه ليتها لم تكن إبنة السبع وليته لم يكن إبن الصقر.. ليتهما كانا شخصين عاديين،غريبين ،جارين او قريبين لربما ما كان سيُحرَم منها كما هو الآن.

خلع قميصه بعنف ورماه على الكرسي القريب منه استعداداً لإرتداء منامته.. وقبل أن يرتدي ثيابه إنتبه لعلبة السگائر المتناثرة والولاعة التي ربما سقطت أثناء رمي القميص ..تأفف بغضب و جلس أرضاً ليجمع ما تناثر من السگائر هنا وهناك .

كانت حينها في المطبخ حين سمعت صوت خطواته وهو يدخل الى الصالة، سكنت حركتها للحظات وهي تتأمل ان يعود الى الشرفة حيث تعودت ان تراقبه من شباك غرفتها المظلمة

شهقت بذهول وهي تقف عند باب المطبخ : هاي شنو؟؟

كان لا يزال جالساً على الأرض يوليها ظهره حين سمعها،،تذكّر أنه لم يرتدي منامته لحد الآن ،،بلع ريقه وهو يسمع صوتها المرتجف .. حاول أن يبدو صوته طبيعياً

: علبة الجگاير وگعت من القميص غصباً عني و...

لتقاطعه وهي تقترب بخطوات بطيئة: لااا ما دا احچي عن الجگاير ..قصدي شبيه ظهرك؟؟ليش هيج مسوّين بيك؟

وكأن سؤالها كان الملح على جروحه ،، نهض بعصبية تاركاً سكائره على الأرض وأخذ القميص البيتي ليرتديه وهو لا زال موليها ظهره: ماكو شي إرجعي لغرفتچ.

لكنها كانت مُصرّة على أن تحترق بناره ،، إقتربت وسألته بصوتٍ باكي: يــعــني اللي سمعته منك صحيح ؟؟ اعتقلوك وعذّبوك بالسجن؟

التفت اليها بغضب : إي اعتقلوني وعذبوني ،، شتريدين هسة؟

كان يتكلم بألم فيما هي تسانده بدموعها وشهقاتها الواضحة ليكمل كلامه : ضربوني بكل شي تتوقعيه...بإيديهم وبرجليهم وبالكيبل وحرگوني وعافوني بزنزانة انفرادية وحرموني من الأكل والشرب وو...

كان غضبه مخيفاً بالنسبة لها بل هو أشبه ما يكون بالبركان الذي يلقي حممه البركانية هنا وهناك،، وضعت يديها على أذنيها وهي تتخيله قد مرَّ بكل ذلك العذاب : لا مستحيل..ماكو هيچ شي،، ليش انتَ شسويت ؟؟

إقترب منها وهو يزيح يديها عن أُذنيها ويتكلم بسخرية :ليش متسألين أبوچ المجرم؟ شنو ما چان يحچيلكم عن بطولاته؟

نظرت له تستعطفه وقرّبت يديها من فمه تحاول إسكاته:أمير ارحم نفسك .. اسكُتْ كافي .

لطمَ يدها بقوة آلمتها ليجيبها بقسوة : إنتي وياهم من نفس الطينة ،. كلكم نفس الشي.

: لـ لا أمير


التفت اليها بغضب : كلتلج ما اريد اسمع صوتچ ولا اشوف خلقتچ،، روحي لغرفتچ احسن.

إحترمت رغبته وتحركت من أمامه ليلفت انتباهها السگائر المتناثرة على الأرض ،، ولأنها أنثى ترفض الفوضى نزلت بهدوء الى الأرض وجمعت السكائر المتناثرة ووضعتها في علبتها الخاصة ودخلت غرفتها. .

جلس على أريكته بصمت مغمضاً عينيه وكانه يحاول تجاهل وجودها المرهق،،إحتاج لبعض الهواء فخرج الى الشرفة متأملاً الظلام الذي يحيط بالشارع ،، بحث في جيبه عن علبة السگائر ليتذكر أنها قد وضعتها في مكانٍ ما..دخل الى الصالة وبحث بعينيه عن تلك العلبة لكنه لم يجدها .

طرقَ باب غرفتها بهدوء لتفتح الباب بحذر ودون مقدمات سألها

: وين باكيت الجگاير؟

أغاظها بأنه لم ينظر إليها حتى ..أغاظته هي بأن أشارت الى سلة المهملات حيثُ رمت علبة السگائر

: هنا .

رفع حاجبه متعجباً من حرية تصرفها : وليش هنا؟يلا انطينياه بسرعة.

أجابته : ما أگدر أجيبه ،، تلعب نفسي ( أشعر بالقرف).

ليسألها بعصبية:. وطـــن بلا سخافة ،، إنطيني باكيت الجگاير وخلّيني اولّي من هنا مو فاضيلچ هسة ،،، لا تعصّبيني لأن طالعة روحي.
:اي والطالعة روحه يصلي ركعتين لو يكعد يشرب جگاير.

اقترب منها بوجهه: ليش أبوچ المجرم هم يعرف يصلي لو أصلاً يعرف رب العالمين؟


دفعته بقوة: انت ليش متعوف ابوية بحاله الله اعلم شصاير بيه هسة ، وبعدين اني عمري ما جبت سيرة اهلك.. إنتَ ليش ...

اقترب وهو يمسك بفكها بقسوة: ماكو مقارنة بين أهلچ المجرمين وأهلي.


تأفف وهو يتجاوزها ليدخل غرفتها،، ركل سلة المهملات بقدمه عندما سمع سؤالها القاسي: ما دام اهلك هيچ خيرين، وينهم؟ ليش ما يسألون عنك؟ ليش عايفيك بوحدك تتحمل مصايبهم؟
انتفض لأسئلتها المتتابعة،،،ما بالها اليوم وهي تفتح جروحه القديمة ،، حتى هو نفسه لم يعد يسأل نفسه بل لم يعد يهتمّ بماضيه وما حصل له..

وقفت متأملة إجابته رغم أنها توقعت مسبقاً أنه لن يجيبها .. لكنه قطع تأملها بإجابته وكأنه يتكلم عن شخص آخر ..إلتفت بوجهه عنها كيلا ترى ملامح الألم التي يحملها


:امي وأبوية ماتو وآني عمري ٣ سنوات وما اتذكر حتى شكلهم،،تربيت على إيد جدي ( سيد صگر ) اللي عوضني عن كل الناس ( بلع ريقه بألم) چان هو ابوية وأخوية وصديقي وسندي..بس ابوچ وإبن عمه الله ينتقم منهم حرموني منه،،ها هسة إرتاحيتي ؟؟

أفلتت شهقة كانت تخفيها :آني اسفة مو قصدي..
إلتقت عيناها الدامعة بعينيه الغاضبة في المرآة التي أمامه وبدون تفكير وكأنه لا يريد أن يعترف بوجودها او تعاطفها معه.. ضرب المرآة بكفه الأيمن دون أن يشعر بكمية الدماء التي سالت من كفه ..التفت اليها بغضب وامسك ذراعها بيده الجريحة وهو يهزها بعنف: آسفة على شنو فهميني؟
آني ما أنتظر شفقة من احد حتى تبچين.

إمسكت يده متجاهلةً غضبه : أمير ،،إيدك كلها دم...بس خليني...

دفعها بعيداً بقسوة: معليچ بية حتى لو أموت ،، إفتهمتي ؟

بقيت مكانها وهي تمسح دموعها : الله يخليك بس خليني أنظف الجرح قبل لا يلتهب ،، هسة أكيد إيدك مليانة گزاز (قطع الزجاج المكسورة).
أجابها بغضب وهو يحاول الخروج من الغرفة: حتى لو بيها سمّ.. گلتلچ معليچ بية.

دفعها بنوبة غضبه حتى سقطت أرضا قرب الزجاج المكسور لكنها نهضت بمساعدة نفسها..
..سمع تأوهها بألم..إجتاح ضميره الندم.. فما ذنبها في كل ما يحصل..إلتفت اليها مقترباً منها
: تأذيتي؟
لم تجبه..أغمضت عينيها ألماً من قسوته..خاطبها بأمر: إفتحي عيونچ وطن..
هزت رأسها نفياً.. ليزداد جنونه: إفتحي عيونچ بت الـ..كـ.....
فتحت عينيها غير مصدقة: لا تسبّ ابوية إفتهمت.
أجابها بغضب: إنتي تجيبين المسبّة لنفسچ ي بنت النـ..ــاس.
انحنت بسرعة لتحمل قطعة زجاج بيدها وتحاول بها إحداث جرحٍ مشابه لجرحه وتكلمت بكلمات سريعة:
تدري يمكن كلامك صحيح.. آني شـعلية بيك.. تريد تموت تريد تعيش بكيفك..بس آني هسة عرفت شنو أريد بالضبط..خلاص ما دام كل واحد حر بحياته فماكو داعي أظل عالة عليك كلما تشوفني تتذكر اللي صار بيك وبأهلك،،، كرّهتني بنفسي وبأهلي ومحسسني بذنب لأن آني بنتهم...ويا ريت إنت هم معليك بية حتى لو أموت.خليني أخلص منك ومن هالحقد اللي بقلبك.

إرتجفت شفتاه وهو يراها تحمل تلك القطعة المكسورة وتضغط بها على رسغها الأيسر..تلك المجنونة تحاول الانتحار للمرة الثانية بسببه هو ،،ليجيبها بصوتٍ قلق

:لااا ،، ديري بالچ وطـن ،، هاي مو لعبة .

لم تكن تستمع إليه،، بل كانت يدها ترتجف وهي تضغط بتلك القطعة الزجاجية..احست بخدش بسيط على رسغها لتهمس بوجع وهي تُبعد قطعة الزجاج: آآخ.


صرخ بغضب: ولچ يا غبية كافي ..شنو تريدين تنتحرين إنتي؟

نظرت الى يده التي تناساها وهي تسأله : واللي د تسويه بنفسك مو إنتحار؟

رفع عينيه الى الأعلى بقلة حيلة،، هل يجب أن ينتهي كل موقف بينهما بأن يستسلم هو .

مدّ اليها يده بإستسلام: خلاص تعالي عقمي الجرح وخلصيني من هالخبال كله.

:لا ماكو داعي .

اقترب بحذر وهو يهمس بصدق: لا تأذين نفسچ،، الجرح مو هين وميطيب بسرعة .

وجهت له نظرات متسائلة ولكنها تدرك بأنه لم يكن يقصد جرح يده الظاهر ،،نظرت الى يده : يوجعك؟

اقترب اكثر : يوجعني أكثر ما تتصورين.



هدأت وهي تمسح دموعها فرحاً لخوفه عليها واحتياجه اليها.. نهضت بمساعدته ..
خرجت من الغرفة بإتجاه صيدلية المطبخ البسيطة لتحضر معقما وشاشاً طبياً ولم تنسَ أن تضع اللاصق الطبي على جرحها وهي تكرر الإستغفار لما كانت ستفعله بنفسها،، عادت الى الغرفة لتجده يجلس على السرير بصمت وهو يدير وجهه بإتجاه الشباك.




هي تدرك بأنه لا يود رؤيتها فيكفي ما عاناه اليوم بسبب ذكرياته الاليمة والتي يرتبط إسمها بإسم والدها هي.جلست بهدوء وبدأت بإلتقاط قطع الزجاج الصغيرة من يده بواسطة الملقط،، كان يتألم بصمت فيما هي مستمرة بتعقيم الجرح ولفّه..يؤلمها بصدوده عنها ويؤلمها أكثر بأن يربط تعاسته بها هي،،هي تدرك بأنه يتهم أهلها بتشتيت أهله ،، لكن الا يدرك هو بأنه يقتلها بقسوته تلك وهي راضية بحكمه لعلّه يجد الراحة .

كان يجلس مستسلماً للمساتها على يده ،، ترافقها دموعها التي تحاول اخفائها عبثاً .. تتسائل عن اسباب ما حدث فماذا كان سيحصل لو اعطته علبة السگائر وانتهى الأمر ،، لكنها تتصرف وكأنها قد تعودت الاحتراق بنيران غضبه ..فضحتها تلك النقاط المالحة التي كانت تنزل على يديه فيتلذذ بلسعاتها..آلمها قلبها كثيراً وهي من كانت تتصور أن الدنيا قد إنتهت بموت أمها ،، فكيف به ِ وقد عاش حياته بين يُتمٍ و ظٰلم .

أنهت مهمتها فنهضت مبتعدة عنه وهي تحاول مسح دموعها بسرية..توجهت نحو سلة المهملات لتستعيد علبة السگائر وتضعها على المنضدة الجانبية في الغرفة ،، نهض هو الآخر ونظر الى علبة السگائر ليسألها :ليش مو من البداية ؟ الا تستفزيني وتعصبيني وطن.

تجنبت النظر اليه لتقول بصوت ارهقه البكاء: ما اعرف يمكن لأن تعودت أخاف عالناس اللي احبهم حبيت انصحك..وإنت دا اشوفك تحرق اعصابك وصحتك بالتدخين.. بس الظاهر أيّ كلمة أحچيها إنتَ تشك بيها لأن اهلي راح يبقون حاجز بيني وبينك وراح تظل تكرهني طول عمرك.

إقترب منها قاطعاً كلامها :آني ما أكرهچ.. بس....
:بلي انت تكرهني اني اعرفك تكرهني ؟
:بس فهميني منو گال آني أكرهج .



إعتصر علبة السگائر بين يديه و اعاد رميها الى سلة المهملات سألها بهدوء: ارتاحيتي هسة ؟؟

إبتعدت وهي تخاف ثورة غضبه لكنها طامعة بهدوء تلك اللحظات لتجيبه :گلتلك بكيفك،، شتريد تسوي بنفسك ميهمني بعد..

: صحيح ما يهمچ؟

رفعت نظرها اليه فأغمض عينيه وهو يلوم نفسه .. هل أصبح يستجديها الإهتمام به كـطفلٍ مدلل

سالت دموعها بغزارة،، الا يدرك بأنه هو محور حياتها..عاد ليسألها : هسة ليش تبچين ؟

مسحت دموعها بيديها :لاا،، ما بچيت.

رفع رأسها بسبّابة يده اليسرى ليعاود سؤالها

: لعد هالدموع شنو ؟

عضّت على شفتيها وهي تواجه وجهه لتجيبه بسؤال بصوتها المرتجف

: إنتَ اشون تحملت حياتك لوحدك ؟يعني بدووون أم ولا أب ولا اخوان؟


أغمض عينيه ،، إذن كما توقعها ،، هي تبكي لأجله.. تتوجع لوجعه ،،تُقيّده اليها بحنانها اللامشروط..يتسائل كيف تنزل الرحمة في قلب إبنة من لم يرحموه ...عاود مسح دموعها بيديه ليهمس في أُذنها : إنتي لو شيطان بصورة ملاك وآني مخدوع بيچ،، لو إنتي بالأصل ملاك وآني أعمى عنچ.

كانت تستمع اليه وهي تقرأ نظرات الحيرة في عينيه بين تصديقها وعدمه ،، همست باكية وهي تحاول الإبتعاد عنه ،، ما الذي يبقيها قربه إن كان لا يصدقها .

: أمير ،، الله يخليك ...

ها هي تناديه تتوسله وتصمت ويبقى هو بإنتظار أمرها ..ويطول إنتظاره ليقطع تلك اللحظات بأن يضمّها إليه بإشتياقٍ ولهفة كانت تشعر بهما في نظراته ليعيشا لحظاتهما متناسيين ما خلف الأبواب من صعوبات تواجه عشقهما الممنوع .






كان الوقت عصراً وكان يجلس مع ابنة عمه في غرفتها وهو يستمع لكلامها المتقطع عن تفاصيل ما تتابعه في التلفزيون ..يبتسم لبرائتها ويغبطها على نسيانها للفاجعة التي اصابتها والتي لم يتبق من اثارها سوى خوفها من الغرباء رجالاً ونساءاً..
انتقلت نظراته لا إرادياً حيث معذبته التي كانت في الصالة تحاول ترتيب ما بعثره هو ..يبلع ريقه مراتٍ عدة وهو يدرك بأنها تتصرف بتملّك رغم ظروف ارتباطهما .. أيقظه من تأملاته صوت همسة وهي تخبره بأن ينادي على تلك الغريبة .. إبتسم ساخراً من حاله فربما هو مكشوف المشاعر حتى لــهمسة.

كان باب الغرفة مفتوحاً حين ناداها بصوتٍ هادئ:وطن تعالي شوية .

كانت تقف في وسط الصالة حيث يراها جيداً خائفة مترددة فهي لم ولن تنسى المرة الأولى التي دخلت فيها لغرفة ابنة عمه ،، لكنه كان مصرّاً ليناديها : تعالي همسة تريد تشوفچ.
اقتربت من الباب بهدوء لتجده جالساً مع ابنة عمه على سريرها ويعاملها كطفلةٍ مدللة ..
ابتسمت لهمسة التي بادلتها الابتسامة وجلست على الكرسي البعيد عنهما .







بادرها هو : همسة سالتني عنج.
ابتسمت لهمسة بلطف: اشونج همسة؟
التفتت همسة الى امير وكانها تستمد منه القوة ليكلمها بلطف : شتكولين من احد يسألج اشونج؟
اجابته وهي تنظر اليه : الحمد لله .
لاحظت الالم المرتسم على ملامحه لكنه ابتسم لابنة العم بتشجيع: عفية حبابة.
همست همسة في اذنه بطريقة طفولية فإنفرجت ملامحه بشبه ابتسامة ليعود هو فيهمس في اذنها ان تتكلم وان تسأل تلك الغريبة ما شاءت...ابتسمت بطريقة طفولية : انتي شسمچ؟
وقبل ان تفتح فمها اجاب هو : مو گلتلچ اسمها وطن.
نظرت له بغيظ فليس من حقه الإجابة عن سؤال شخصي يتعلق بها ..

نهضت فجأة وهو يتابعها بنظراته ،،اقتربت منه لتسأله : ممكن اكعد يمها شوية؟
ترك مكانه ليجلس قريبا من همسة وكأنه جندي في وضع الاستعداد.
جلست هي الى جنب همسة وتكلمت بإهتمام وهي تنظر الى شعرها المربوط على شكل ذيل الفرس:
كلش حلو شعرج همسة...تحبين اسويلج ظفيرة حلوة؟
ليجيب هو معترضا بصوت منخفض: كلتلج متحب احد يلمسها.
تجاهلته لتعيد سؤالها لهمسة وهي تمد يدها بلطف نحو شعرها : ها حبيبتي تريدين مثل ظفيرتي؟

تسارعت انفاسه وهو يرى ظفيرتها الطويلة المرتبة بعناية لكنه تمالك نفسه حين اومأت همسةبالإيجاب.
ابتسمت وتين بإنتصار واخذت تُسرّح شعر همسة الى ان انتهت من تمشيطه وبحثت بعينيها عن شريط تحكم به ربط الظفيرة حين اشارت لها همسة ًالى الشريط الموجود في ظفيرتها هي .
سحبت الشريط من ظفيرتها الطويلة التي انحلت وربطت به ظفيرة همسة وقبّلت رأسها : هسة طلعتي احلى..
ابتسمت همسة بخجل لتكمل وتين مشجعة وهي تقرص خدها بطفولية : يا ربي شكد حلوة انتي ،، فدوة لهالوجه الحلو.
احمرّ وجه همسة وهي تلتفت لأمير الذي كان مذهولاً من لطف تلك الثائرة.
فاجئتها همسة وهي تتأتأ بقولها : انتي تـ..تـ..حبيني ؟
اجابت بصدق : إي طبعاً أحبچ وإذا تريدين نصير صديقات.
رفع حاجبيه ساخراً من عرضها طلب الصداقة مع ابنة عمه لكنها تجاهلت إشارته عندما فاجأتها همسة بالسؤال الثاني: ووو..تـ.. تحبين أمير؟
التقت عيناهما بإرتباك ليحول اهتمام همسة الى التلفزيون :همسة حبيبي .. شوفي هذا الكارتون اللي تحبيه؟
وفعلا تحول اهتمام ابنة العم الطفولي ناحية التلفاز فيمَ إبتعدت هي بإرادتها بعد أن لاحظت ألا داعي لوجودها الآن .. دخلت غرفتها وصفقت الباب بغضب وهي تضغط على صدرها بقوة وكأنها تخاطب قلبها المتيم به وهي تتمتم: يعني لازم تسألني أحبه لو لا..اي احبه لا ما احبه( وضربت صدرها بقوة) لا ما احبه اكرهه واكره نفسي ،، كافي والله تعبت .. لا لا وتين اهدي واعقلي .. معقولة تغارين عليه من همسة ؟؟ اي اغار والله اغار يا ربي والله مو بيدي.

اعترفت لنفسها بأنها تغار من مشاعر الألفة بينه وبين ابنة عمه ..من تلك الإبتسامة التي يخص بها ابنة العم فقط،، أما هي فلا ينالها الا جنونه في لحظات الجنون



فتح الباب بقوة :لو بس اعرف شنو قصتچ إنتي ؟
ردت بعصبية: ها رجعت لوجهك الحقيقي سيد أمير؟
:لج فهميني شبيج قبل شوية عاقلة وكلشي ما بيچ.
:آني شبية لو انت شبيك؟
:وطن تعرفيني اكره الصوت العالي فاحسنلج تسكتين.
:لا ما اسكت لان مليت تعبت من هالعيشة هاي ،، وبعدين اني مو اسمي وطن لتكول وطن ،، ومو بكيفك تجاوب على اسمي افتهمت ؟ اسمي وتيييييين شنو صعبة هاي ؟
ابتسم بسخرية وهو ينظر للسلسلة التي تلبسها والتي تحمل اسم watan ،،وبلحظة جنون سحبت تلك السلسلة لتقطعها ولتلقيها ارضاً ليصرخ بها وهو ينحني ليحمل تلك القطعة من الأرض
: لچ مخبلة هاي شسويتي؟ليش گطعتيها؟
: اي آني مخبلة بس مو اسمي وطن .وهاي الگلادة( السلسلة) بعد ما اريدها ولا اريد البسها،،
روح انطيها لبت عمك اللي تحبها.
: بس لا تغارين من همسة.
أجابت بإنفعال وهي تسأل وتجيب :اي اغار منها.. آني اغار،، يعني انت متعجب لان اغار .؟؟؟
تدري ليش اغار؟؟ لا متدري ولا يهمك اصلا،،، اغار لان اني وحدة غبية ومتصورة علاقتنا طبيعية
مثل كل الناس ودا اتصرف مثل اي وحدة تغار من ضرتها،، شايف الغباء.. واني ليش اصلا دا احجي وياك وانت عمرك ما حسيت بية ولا راح تحس.


كان يستمع اليها والى كلامها المنفعل وهي ما تلبث ان تجمع شعرها ومن ثم تتركه ينساب على كتفها وحقا لا يفهم العلاقة الطردية بين شعرها المجنون وانفعالاتها الاكثر جنوناً ،، اقترب منها وامسك يدها

:إرحميه خطية.
لم تدرك إن كان يقصد قلبه أم شعرها ..
طلبت بدلال: وبعدين ليش همسة تسألني عنك؟ گوللها بعد لا تسألني عن شي.
إبتسم فكلاهما يدرك ألا أحد له سلطان على لسان همسة لذا فهي تقول ما يجري على لسانها
دون تفكير ،،أجابها: إنتي جاوبيها وهي بعد متسألچ.
رمشت بعينيها وأجابت ببلاهة: أجاوبها عن شنو؟
إقترب أكثر : جاوبيها عن سؤالها..
حاولت أن تبتعد :أمير الله يخليك...
لكنه جذبها إليه وهو يقبل وجهها:جاوبيني..
أجابت بإستسلام: إنت تعرف الجواب.
إقترب أكثر: أعرف بس أريد اسمعه بنفسي .

كانت تدّعي النوم وهي تنتظر ان يبتعد عن محيطها قليلا فهي تشعر بأنفاسه القريبة منها..طال انتظارها ليفاجئها صوته الحازم : وطن افتحي عيونچ اعرفج مو نايمة.
لم ترد بحركة ،، عاد فإقترب من وجهها اكثر وهو يهمس: وطن افتحي عيونچ.
فتحت عينيها لتواجه نظراته المتأملة والتي تحمل الكثير من الكلام
: وطن اريدچ تبقين وياية .
شهقت بخفة ليمسح وجهها بأصابعه: اذا ترجعين لأهلچ تتأذين وآني ما اريد أحد يأذيچ.
كانت لا تزال تستمع الى كلماته المتوسلة بكبرياء: هسة إنتي أهلي وآني اهلچ .. إبقي وياية وإذا تحبين نوثّق زواجنا بالمحكمة وبعدين نطلع لسوريا ،،، لالالا ،،، نطلع لتركيا وهناك نشتري بيت ونبدي حياتنا ونستقر آني وإنتي وهمسة....ولتخافين ،، اني بعد فترة راح اتصل على سامان وجاد وافهمهم كلشي واذا يحبون يجون يزورونا اهلاً وسهلاً بيهم ..هذا احسن حل لوضعنا.

كانت تستمع اليه كمتفرجة تنظر الى ساحر يتلاعب بالكلمات ليقنعها بأنها لم تخطئ ..لم يكن أنانياً يوما بل هو قد وهب ايامه وراحة باله من اجل عائلته لكنه معها يريد أن يمتلك كل شيء وكأنّه لم يكتفي بما منحته له بل يريدها مُلكاً صرفاً له لا ينافسه فيها معه أحد وإن كانوا اهلها.


زادت حيرتها بعد اعترافه الغير مباشر بحاجته إليها..لكنها لم تستطع أن تعده بشيء ولا حتى التفكير بطلبه.. هي أخطأت ولن تهرب.. وإن كان هناك من طريقة لتصحيح الخطأ فـستبدأ خطوتها الأولى هنا..
كان يتوسط الصالة الصغيرة وهو يتابع اشعال سكارته ..وقفت مستهجنة عادته الجديدة في التدخين داخل الصالة..يشعر بقربها متجاهلا لها..طال الصمت لتبادره
:ممكن اعرف شدسوي بنفسك هسة؟
نفث من دخان سيكارته بلا مبالاة..مشت بخطوات بطيئة وهي تشير الى النافذة
:عالاقل افتح الشباك لو باب البلكونة،، إختنگنا!
كان ينظر الى الفراغ ببرود اشعل اعصابها
:امير مو دا احجي وياك شبيك مترد؟
:روحي لغرفتج وطن.
:لا والله؟؟ حتي تاخذ راحتك بالتدخين؟
:بكيفي.
:لا مو بكيفك.
واقتربت ترفع منفضة السكائر بعنف ليصرخ بها :عوفي كلشي وولّي لغرفتج.
:لتحچي وياي هيچ امير.
:العفو عيني بت فيصل السبع اشون تريديني احچي وية حضرتج؟
:انت ليش هيج دتسوي بية؟
اطفا سگارته بغضب في المنفضة ونهض من مكانه وهو يمسك ذراعها يخاطبها بعصبية: ولج عمري بحياتي ما توسلت بأحد،، سيد صگر اللي هو سيد صگر ما توسلت بيه وانتي صار اسبوع
احاول اقنع بيج انه نسافر ونعوف كلشي هنا..
قاطعته:والله ما اكدر.
:خلاص لعد ارجعي لغرفتج لا تستفزيني.
:والله خايفة.
:تخافين من شنو؟
:اخاف يلزمونا( يمسكونا) عاالحدود؟
:يلزمونا على شنو؟ شمسوين احنة ؟رجّال ومرته مسافرين مثلنا مثل الاف العراقيين عادي.
:وليش منبقى هنا؟
:يعني تريدين نظل طول عمرنا خايفين؟
:من شنو تخاف ؟ منو يعرفني هنا؟
:نسيتي جاد وسامان اللي يجون يزوروني بين فترة وفترة؟
:بس..يعني...
دفعها بملل :يووه انتي وحدة جبانة وراح تضيعينا بعنادج.
ثم التفت اليها بعصبية وهو يشير بأصابعه : شوفي يا بنت الناس راح انطيج يومين.. يومين بس
تفكرين وثالث يوم اخذ بت عمي واسافر.
شهقت بخوف:وتعوفني هنا؟
:انتي اللي تريدين تبقين.
:و شتسوي بتركيا؟
:اعالج همسة عالاقل نفسياً ترتاح شوية.
اقتربت ببطي: وبعدين؟
:بعدين شنو ؟ احتمال اشتري بيت واستقر هناك.
:وبعدين ؟؟
كان يفهم مقصدها من السؤال لكنه تجاهلها متسائلاً: ما افتهمت .
أجابت بإرتباك :قصدي اذا تتعالج همسة راح آآ ... تتـ..زوجـ..
إذن حبيبته حقاً تشعر بالغيرة حتى من همسة.. أجابها مطمئناً لها : ألف مرة كلتلج همسة طفلة ،، طفلة ومستحيل افكر بيها ..
:يعني اذا تستقر هناك اكيد راح تتزوج.
ببرود اجابها:الله اعلم.
:امير.
:نعم.
:راح تتزوج لو لا؟
:اي اكيد.
:امير ليش هيج تسوي بية.
:مو انتي تريدين تعوفيني.
:ليش منو يريد يسافر اني لو انتَ ؟
:واني اريد اسافر لخاطر منو؟ مو لخاطرج انتي؟
:يعني اشون؟ عادي عندك اذا اهلي يعتبروني ( ميتة) ؟
بلع ريقه فهو من اوقعها في هذا المأزق: بس اذا ترجعين ما راح تخلصين من كلام الناس ..
وفي محاولة منها لتبرئته : غلطتي وآني اتحملها.
اقترب منها وهو يتأمل عينيها المترددة: انتي ما غلطتي بشي وطن.وبعدين هو وضع مؤقت الى ان تستقر الامور.
: كلشي بالنسبة الك مؤقت
احاط كتفيها بذراعيه : وطن والله أعصابي بعد متتحمل..
ردت بعتاب:من هذا كعدت تحرگ بنفسك وتدخن بالصالة.
:أصلاً ما دخنت بس جگارتين.
:ليش جگارتين شوية؟
رفع حاجبه وهي تحوّل مجرى الحديث حول صحته.. استمع لتحليلها الأمور : انت متعرف جگارة وحدة شـتسوّي بالقلب؟اصلاً كل امراض القلب والشرايين سببها التدخين .
عضَّ باطن شفته السفلى ليجيبها مستفزاً اياها: أصلاً بدون تدخين ،، اللي عنده وحدة مثلچ لازم يموت ناقص عُمُر.
ردت بكبرياء وهي تتجاوزه: أشكرك.. العتب علية أخاف على صحتك.

أمسك بذراعها :مثل ما تخافين على صحتي،، لازم تسمعين كلامي وتطيعيني.
ردت بصدق:اكثر من هالسمع والطاعة شتريد بعد أمير؟

لم تشعر بنفسها إلا وهي تستمع لصدى كلماته المتملكة :وطن اريدج تبقين
بحياتي ،،لازم تبقين بحياتي ،،اصلا انتي صرتي كل حياتي.



كان يرتدي ملابسه البيتية البسيطة وهو يتوجه لفتح الباب للطارق ،، فتح الباب وكانت المفاجأة ،، ملامح ذلك الرجل الخمسيني الذي يقف امامه الآن ليست بغريبة عليه لم تسعفه الذاكرة الا عندما اطلّت معذبته من باب غرفتها وهي ترتدي ثوبا طويلاً وترفع شعرها على شكل ذيل الفرس،، كان ينظر لذلك الضيف الغريب الذي انتقل بنظراته حيث تلك الواقفة كجماد عند باب غرفته/ها وهي تتمتم بشفاه مرتجفة : بـ..بـ...بــابــا!

كان ينظر لإبنته المختطفة منذ شهر تقريبا بغرابة ...ما الذي تفعله هنا مع هذا الشخص ؟وهل ملامحها تدل على انها مختطفة؟ وهل الاختطاف اباح لها ان تكشف حجابها امام مختطفها؟ ،، وايّ اختطاف يجيز لها التحرك بحرية هكذا في تلك الشقة الصغيرة،، رباه هل ابنته مختطفة فعلا ام....؟

رفع حاجبه بسخرية وهو ينظر لملامح الاستغراب على وجه عدوه فيصل السبع ،، ربما حان وقت الانتقام الآن ،، لحظات فقط مرت معاناة اهله امام عينيه ،، لحظات فقط نسيها وتناسى ما تشاركاه من عشق وجنون ووطن منحته اياه بإرادتها .. ليفجر كلماته الحاقدة بوجه ذلك السبع

: ها رفيق فيصل السبع حسيت بالشرف شكد غالي ويوجع؟

( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 05-11-16, 03:19 AM   #47

حائرة انا

? العضوٌ??? » 351394
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 279
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » حائرة انا is on a distinguished road
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
و إن ضاقت بك الأركان فركن الله باق لا يضيق
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

حائرة انا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-16, 02:29 PM   #48

Roro2005

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 283017
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 644
?  نُقآطِيْ » Roro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت الأيادي ع الفصول الرائعة
دانتظر يوم يوم حتى تنزل الرواية كتاب إلكتروني
شوق اكو بعض الروايات مو كتاب إلكتروني ياريت تنزليهه
تحياتي


Roro2005 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-11-16, 04:12 PM   #49

مهندسة الماضي

? العضوٌ??? » 357409
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » مهندسة الماضي is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍
واااو كلش حلوووة حبيبتي 😚😚
اسلوبك يجنن والرواية واحداثها حلووة جداً ..
حبيييت اللهجة العراقية موووت بعد رواياتك ❤❤
بس حراام هاي القفلة 😭😭
لازم يخربها أمير كانوا شحلاتهم 😢
منتظررة فصل اليوم ياوردة ❤😘


مهندسة الماضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-16, 10:52 PM   #50

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثاني عشر


رفع حاجبه بسخرية وهو ينظر لملامح الاستغراب على وجه عدوه فيصل السبع ،، ربما حان وقت الانتقام الآن ،، لحظات فقط مرت معاناة اهله امام عينيه ،، لحظات فقط نسيها وتناسى ما تشاركاه من عشق وجنون ووطن منحته اياه بإرادتها .. ليفجر كلماته الحاقدة بوجه ذلك السبع

: ها رفيق فيصل السبع حسيت بالشرف شكد غالي ويوجع؟






فقدانه لمنصبه الحزبي لا يعني انه فقد معارفه او انه لم يعد قادرا على إجراء التحريات معتمداً على نفسه،، أوصلته تحرياته الى أن آل الصقر متورطون في التخطيط لاغتيال غيدان..يعود بصفحات الذاكرة الى الماضي ..
هو يذكر ذلك الإسم الرنّان لشيخٍ مهاب كانت تهمته أنّه لم يكن يوماً ممن يطبلون للحزب الحاكم آنذاك.. رجل متواضع يجتمع عنده كل من كانت له معضلة ليقوم بيسرٍ وتسامح بالمساعدة مهما بلغت صعوبتها... لكن مهلاً فإن لم تخنه الذاكرة فتلك العائلة لم يكونوا من ساكني العاصمة ..وبينما هو في تفكيره إتصل به سامان ( زوج ابنته) والذي لم ينقطع عن الاتصال يوميا بل عدة مرات في اليوم ليسانده ويسأله عن تطورات الاحداث..
لم يصارحه فيصل السبع يومها كم هو فخورٌ به ،.ان يكون زوج ابنته حقا بذلك الاهتمام لهو امر قد استبعده ..يومها اخبره بما وصلت اليه التحريات لينفي سامان تلك التهمة عن صديقه وعائلته وليتأكد من برائتهم طلب منه ان يذهب لأمير الصگر وأملاه عنوانه ليستفسر عن اولاد عمومته. وفي الوقت ذاته اتصل بأمير مرارا ليسأله لكن الخط كان مقفلا او خارج نطاق التغطية.


نقل الأب المصدوم نظراته بين ابنته التي كانت غائبة وبين ذلك الغريب ليفهم من محتوى جملته ان عرضهم قد انتُهك .. هل فعلا ...؟ وضع الأب يده على صدره وجلس عند احد الكراسي وكأنه يستجدي الهواء النقي لتصرخ هي بوجه الأمير : حرام عليك راح تكتل ابوية .
ليجيب بسخرية : العار ميموت بسرعة لتخافين.


كانت تجلس عند قدميه وهي تتوسله..صفعها بكل قوته فلم تحرك ساكنا ..ركلها بقدمه بعيدا عنه وسال الدم من شفتيها ..نظرت لأمير الذي كان متجردا من المشاعر قاسي الملامح
ساعدت نفسها وعادت لتجلس كما كانت :اي اذبحني موتني استاهل كل شي بس....
؛ضحكتي علينا يا بت الكلب ،،فضحتينا بين الناس وخططتي حتي تجين تهينين نفسج وتعيشين وياه.
:لا بابا والله احنة متزوجين والله ...
:ولج يا زواج هذا وشنو جابرج تتزوجين هيج واحدمجرم؟ هذا منين فهّميني ؟ وين عرفتيه ؟
ثمَّ قبضَ على شعرها بقوة : كوليلي هذا منين وشجابج عليه وشنو السالفة.وين اختفيتي هالفترة كلها؟

تباً هي ملكه ،، كل ما فيها ملكه ولن يسمح لأحد بأن يعبث بأملاكه وإن كان والدها . تقدم لينقذها من بين يدي والدها،،سحبها من ذراعه لتكون خلفه ،، خاطب والدها بغضب : بنتك مرتي وشتريد تسوي روح سويه واذا تريد تعرف اني منو ،،آني گدامك شتريد اسألني.. وحتى اختصر عليك الموضوع فآني راح اكولك ...اني امير الصگر ابن سيد صگر .. تتذكره لو لا.؟
لو اللي ظلمتوهم هواية بحيث متتذكرون عددهم بس ما اتصور سيد صگر اللي تنسوه بسهولة.
چنتو متصورين الدنيا دايمة الكم وتكدرون تظلمون العالم بكيفكم بدون محد يحاسبكم ...واللي صار هو ثار واخذناه منكم بأقل الخساير بدون ما نلطخ ايدنا بدمكم القذر لأن الصگر حتى لو سجنته راح يبقى صگر ومكانه فوووگ بس السبع شگد يصير سبع يبقى مكانه جوة ..ولو تجي للصدگ ما يكفينا موت عشيرتك كلها حتى تبرد قلوبنا ..

كانت تقف خلف امير وهي تستمع لكلامه الغاضب وانفعاله الذي اظهره تصلّب ظهره وهي تسانده بدموعها عندما لاحظت الشحوب على وجه والدها الذي لم ينكر التهم التي وجهها اليه ابن الصگر .

بلعت ريقها وهي تتوجه نحو والدها مؤمنة ببرائته : بابا الله يخليك ..إحچي رُدْ عليه وگوله هذا كله كذب،، إنتَ عمرك ما سويت هالشي.

لكن الأب المتهم أجابها بسؤال مصيري: كلمة وحدة وتين ..تجين وياية لو تبقين وياه؟

إذن اصبحت المسألة صراع بين المالكين لقلبها ،،ايهما يفوز بقربها ومن ثم ليهملها ويركلها... هي تعشق كليهما ولم تجن منهما سوى القسوة واللامبالاة.

صكَّ على اسنانه بغضب : اتصور بنتك عرفت حقيقتك هسة،، وإنتَ ما الك شي عندي،، بنتك مرتي ومستحيل تطلع وياك .

وكأنه لم يسمعه ليعيد سؤاله: ها وتين شــ گلتي؟

اجابت بإنكسار: انتظرني بس البس حجابي .

وتوجهت بخطوات هادئة نحو غرفتها ليتبعها الزوج المذهول بجوابها
:متطلعين وياه.
:مو بكيفك.
:بلي بكيفي ..انتي مرتي وغصباً عنچ تبقين.
واشارت بيدها الى الخارج:وآني بنته وغصبا عني وعنك اروح وياه ، امير الله يخليك عوفني.
: بس إحنة اتفقنا .
: آني ما اتفقت وياك على شي ،، إنت كالعادة تخطط وتريدني انفذ.
:اذا تطلعين منا انتي طالق.


التقت عيناه الغاضبة بعينها الدامعة ليسمع كلاهما جملة والدها الذي كان يقف خلفهما مستمعاً لما يدور بين ابنته وبين هذا الغريب المتسلط ،، كيف لـ وتين تلك القدرة على ضبط اعصابها امام ذلك المغرور وكأن ما بينهما هو اكثر من قصة عابرة.

سحب اقسام مسدسه وهو يوجهه الى ظهر أمير: واذا انت رجّال طلگها.
التفت كليهما الى حيث ذلك الأب الغاضب لتتقدم هي بهدوء: بابا شتريد تسوي؟.
صرخ بوجهها بغضب: وخري عنه وتين.
ليتدخل الأمير بسخرية وهو يبعدها عنه: يعني اموت على ايدك وأصير شهيد ..تدري هالشي تمنيته من يوم عدمتو سيد صگر ،، ومو خايف من الموت اصلا انتظره وافتح ايدي تدري ليش لان اخذت بثاري وبرد قلبي ..واعرف ايدك القذرة تلطخت بدم هواية ناس ابرياء فما اعتقد اني اول واحد بس اتمنى اصير اخر واحد تقتله.. بس تدري شنو الفرق بيني وبين اللي قتلتهم انه انت ما راح تكدر تنساني بسرعة وحتى اذا تنساني فبنتك العزيزة اللي راح تترمل بعز شبابها ما راح تنساني لأن اللي صار بيناتنا ما ينَسّي ( لا يُنسى).. وبعدين هذا الزواج الكل راح يعرف بيه.. لأن من مصلحتك ومصلحة بنتك.. يعني حتى لو اموت اسمي راح يبقى وياك للموت.
كانت تنظر له بعيون دامعة وشفاه مرتجفة ما باله اليوم يقطع اوردتها بخنجر
مثلوم ؟ تبا لك امير بل تبا لقلبي الذي استأمنك على مشاعري الثمينة فلم تحفظها.
اقتربت من والدها : بابا الله يخليك نزل المسدس.
:وتين كلتلج انتي معليج.
لتتكلم بعصبية وهي ترتجف: شنو معلية ..مستحيل اخليك تكتل بشر كدامي .
:هذا مو بشر هذا حيوان وما عندة غيرة.
بعصبية اجاب: من توصل للغيرة انت وبيت السبع كلكم تسكتون احسن .
اقتربت من امير وهي تمسك يده وتحاول إبعاده وهي تصرّ على اسنانها:كافي اسكت شوية ،، متعرف تسكت؟ متشوفه شايل المسدس ؟ شبيك انتَ؟
: حتى تصدگيني من اكولج اهلج مجرمين .
: وتين كلتلچ وخري عنه،، اريد اعرف على شنو ذابحه نفسچ وخايفة عليه؟

:اذا تكتله اكتلني قبله.

صدمة تلقاها الأب والزوج معاً من تلك المتهورة،، لتتوسله بدموع: بابا الله يخليك كافي ظلم ...كافي اللي سويتوه باهله وبت عمه ،، حراام عليكم والله متشوف رب العالمين شسوة بينا .
: ها ولچ غسل دماغچ ونسيتي انتي بنتي.
سأل بسخرية :بنتك؟؟ والله زين تذكرت عندك بنية ؟
ارتجفت شفاهها: أميــ...ر كــافي الله يخليك.
ليجيب الأب المصدوم : بنتي وغصبا عنك.
:هيّ اي بنتك بس غصباً عنها ،،بس صارت مرتي بإختيارها.... وينك عن بنتك وانت ذبيت برگبتها تربية خواتها ؟ وينك عن بنتك وانت عايفها تواجه الناس بوحدها ؟ وينك عنها وانت مأمن عليها وية ابن عمك الناقص متعرف شيريد ميريد منها ،، لك والله لو اني بمكانك ادفن نفسي بالحياة .آني لو عندي بنية لو اخت واخاف عليها ما اعوفها يم غيدان السبع وانتو صحبة عُمُر وتعرف ابن عمك وسوالفه وية النسوان.تدري رفيق فيصل على كثر ما اكرهك بس عمري ما تمنيتك تموت ،، تمنيت اشوفك تتعذب قبل لا تموت ،، تتمني الموت ومتلاگيه ..
هجمت على صدره بقوة وهي تراه يذبح والدها بلسانه : ولك أميـــر كافي مو ذبحت ابوية..حرام عليك ،،حرام عليكم والله.
نظر لها ذلك الاب وهو يحاول استنتاج هل تعرضت إبنته لللتحرش او الإبتزاز من قِبل غيدان السبع،،وكيف صارحت ذلك الغريب بكل مخاوفها..ارتدت عبائتها وحجابها بسرعة ..بلعت ريقها وهي تتوجه نحو والدها: يلا بابا امشي.

لم يتصور ان تتخلى عنه بتلك السهولة بعد ان باح لها بثقل ماضيه..صرخ بها : إنتظري هنا .

تقدم نحوها خطوتين ليتكلم ببرود: اعتبري نفسج طالق.. وورقتچ راح توصلج لبيت ... أبووچ.


هذي النهاية لم تكن ابدا لنا
هذي النهاية قمة المأساةِ




وهكذا غادرت حياته فجأة كما دخلتها فجأة ،، تلك الغبية فضلت حياتها البائسة مع اهلها على حياتهما معاً وهو الذي وعدها بحياة افضل تكون فيها ملكة متوجّة لأمير ،، تكون فيها وطناً لصقرٍ تائه ..وكأن ما تقاسماه من إعترافات عشقٍ مجنون لم يحدث يوما .. تبا لها اوَ يهجر وطنٌ مواطنيه ؟
كان واثقا من ملكيته لها بل كان واثقا من عشقها المجنون لكنها طعنته عندما نزلت من علياء الصقور الى أرض السباع ..سخر من نفسه فالحقيقة الماثلة امام عينيه الان هو ألا خاسر في هذا الحب سواه بلا اهل او وطن ..بينما هي ستعود لأحضان اهلها واخواتها ..

قطع سلسلة تنهداته صوت الهاتف وكانت العمة انعام التي اتصلت لتخبره بأنه قد تم الموافقة على سفر همسة نظرا لوضعها الإنساني وأنه هو سيكون مرافقاً لها بإعتباره زوجها وعند وصوله لأرض الغربة ستُتاح له فرصة الحصول على اللجوء الانساني ..
كان يستمع للعمة ببرود غريب وهو الذي غاب هذا الموضوع عن ابعد خيالاته لكنه بحق وفي تلك اللحظات خالطه احساس بأنه لم يعد قادراً على رعاية احدهم ،، بل ويتمنى الهرب الى جزيرةٍ نائية بعيدا عن كل المخلوقات...لكن لا بأس بـ لندن وطنا جديداً ليس من اجله بل من اجل همسة التي بدأت حالتها الصحية بالتذبذب مؤخراً ..ومن اجل العمة انعام التي تشعر بعقدة الذنب تجاه تلك الهمسة الساكنة .







رافقت والدها و دخلت الى البيت الذي ضم مراحل حياتها وكأن بهذا البيت لم يعد بيتها..تشعر بالنفي وبالغربة من كل ما حولها .. هي تدرك بأنهم سيحاكمونها على تلك الجريمة التي اقترفها قلبها وهي لا تملك دليلا واحدا على برائتها من عشقٍ أرهقها ..
خبر وجودها في عش الصقر برضاها كان بمثابة الصاعقة التي نزلت على الجميع وأولهم جاد وسامان ...وكما توقعت ،، في فجر اليوم التالي وصلت اخواتها برفقة ازواجهن الى بيت والدهن ..
الخالة ميسون التي كانت لا تزال في بيت اهلها لتقديم المواساة في اغتيال اخيها هي فقط من وصلها الخبر صباح اليوم ومنه قررت العودة لبيتها.
كانو مجتمعين في الصالة ،، هي ووالدها المكسور للنظرات واخواتها ،، لم تنطق بشيئ منذ وصولها ..دخلت الخالة ميسون بعنفوانها : ها شرّفتي وتين خاتون ؟
نهض الجميع من مقاعدهم لاستقبال الاعصار الذي رافق وصول الخالة الغاضبة
اسكتها صوت زوجها :ميسون سكتي احسنلج .
اجابت ساخرة: لا والله هذا الگدرت عليه ،، تعلّي صوتك علية وعايف بنتك هنا،،بدل متكسر راسها وتغسل عارك .
اجابت هي بصوت مبحوح : آني ما سويت شي غلط حتى يكسر راسي. وبعدين اذا عالغلط تحجين فالغلط راكبج من ساسج لراسج.
التفتت وتين الى الجمع المستمع لها:إنتو ماسألتو نفسكم اني اشون وليش طلعت وية غيدان؟ وبعدين الكل يعرف اني من بعد الاحداث وزواج خواتي اصلا من البيت للدوام ومن الدوام للبيت... ( ومن ثم التفتت الى الخالة ميسون) :احجيلهم خالة كوليلهم على شنو خططتي انتي واخوج ؟
ثارت الخالة بغضب: ها ست وتين ،، تريدين تطلعين نفسچ الضحية وتذبين مصيبتچ براسي وراس أخوية!
صرخ فيصل السبع بزوجته: ميسووون ..صحيح احنة ما سألناچ وتين اشون طلعت وية غيدان؟
أجابت ببرود: غيدان طلبها للزواج واني وافقت.
:وافقتي؟ وانتي منو حتى توافقين؟
: لأن طول عمري اعرفچ راح تجيبيلنا المصايب.
إجابت وتين بحدة : والله ماكو اكثر من مصايب بيت السبع...
صفعة تلقتها من والدها الغاضب وهو يصرخ بها : هسة تبريتي من بيت السبع وصرتي تحچين بلسان ذاك المجرم...تدرين الشي الوحيد اللي اتندمت عليه هو ليش ما كتلتج انتي وياه وطمّيت عارچ.

:هسة اني اللي صرت عار بابا ،، نسيت كل اللي صار بية بسببها هي.

وانتي نسيتي اللي صار باخوية بسببج انتي وذاك المجرم اللي تزوجتيه.

ردت بحقد: يستاهل.

ردت الخالة بغضب :وسم ووجع بقلبج ان شاء الله هم الج عين تجاوبين ولج بعد ما لطختي اسم ابوج بالعار .( والتفتت الى زوجها) .هي هاي بنتك اللي ياما تباهيت بيها ،، هي هاي اللي وثقت منها وخليتها هي الكل بالكل شفتها بعينك شسوت.
كانت دموع ودق وورود تتسابق وهما يسمعان كلام الخالة واختهما لا تملك ردا لكل هذه الاتهامات
:قسما بالله لو اني بالبيت بوقتها ما اخليچ تطبين يا وتين.
اجابت ودق بعصبية : مو بكيفج هذا بيت ابونا غصبا عن الكل.
ردت الخالة بسخرية: لا والله ما شاء الله طالع لسانج دوقة .
:من توصل انه تطردينا من بيت ابونا اي لازم أحچي متگدرين تمنعينا عن بيتنا مع إحترامي الچ .
التفتت ميسون الى فيصل: شفت تربايتها لخواتها شلونها؟ لا والله ربّت وعرفت تربي بنتك ،، اي طبعا مو هي اللي طيحت حظهن وضيعت احسن زواجات من ايدهن وانطتهن لناس لا اصل ولا فصل.
انتفضت ورود بغضب: قصدچ الزواجات اللي إنتي دبرتيها بدون متاخذين رأينا؟ وبعدين الناس اللي تحچين عنهم واللي مو عاجبيچ يشرّفون اي بيت يناسبوه ..يكفي سمعتهم النظيفة بين الناس.
:ما دام هيج تحبون السمعة النظيفة ليش ما تسألون اختكم ليش تزوجت واحد مجرم ؟



صمتت فلا جواب لذلك السؤال

:اي طبعا متجاوبين لانه حبيب قلبج متورط بموت اخوية ومو بعيدة انتي وياه متفقين.
:كافي حرام عليج كلتلج ما اعرف شي وبكيفج تريدين تصدكيني لو لا؟
:اذا انتي بريئة ومو متورطة بشي خابري الشرطة هسة واحچيلهم اللي تعرفيه.
:ما اخابر لو تذبحوني.
: لو اني لو بنتك بالبيت لو قسما بالله يا فيصل الا اخذ بناتي واسافر ومتعرفلي طريق.











فتح الباب ليقابله وجه سامان وجاد اللذان حضرا بغضب مستعر ،.عاد ادراجه لداخل الشقة
:خير انتَ وياه شكو ؟ بنتهم ورجعت شتريدون بعد؟
بادره سامان:مع الاسف عليك امير ما تخيلتك حقير لهالدرجة.
انتفض غاضبا :سامان اني محترمك بس لان انت ابيتي.
:هذا مو بيتك لو نسيت.
اغمض عينيه: لا ما نسيت وابشرك راح اطلع منه بعد ميلزمني.
تدخل جاد وهو يكتم غضبه بطريقة مؤدبة: يعني من كل عقلكم د تتعاركون هسة عالبيت.. خلونا نفتهم شصاير.
ليرد هو بنفس البرود: كلشي مصاير بنتكم يمكم روحو اسألوها.
خاطبه سامان بغضب: لك انت اشون تحچي بهالبرود والله راح تخبلني.. بس فهمني اشون خطفتها؟
وكأنه مُصرّ على ذات الإجابة : وليش ما سألتوها؟
: اوكي ما خطفتها لعد شجابها لبيتك ؟
تأفف دون جواب :........
اعاد سامان السؤال بطريقة اخرى:امير احنة مو بس اصدقاء احنة المفروض اخوة ليش تخلينا بهالموقف المحرج ،، عالأقل خلينا نفهم يمكن نعذرك.
:بسيطة ،، أخوكم اعتبروه من هاللحظة مات.
:تدري اول مرة بحياتي اتمناك ميت من صدگ عالأقل أترحم عليك.. بس انتَ كسرت كلشي بيناتنا بتصرفك هذا.
تكلم جاد بألم :سامان اذكر الله.
إبتعد سامان بإرادته و صفق الباب خلفه بعنف ليبقي جاد في مواجهة ذلك الغامض الذي من الواضح انه لم ولن يغير رأيه :جاد لا اتعب نفسك لأنه ما عندي شي احچيه واكثر من مرة كلتلكم روحو اسألوها وحتي ارفع الحرج بيني وبينكم خلاص اني راح اسافر واستقر بلندن وية بت عمي لأنه اجتني الموافقة على قبولي لاجئ هناك لأسباب انسانية ،، يعني مثل ما كلت لسامان اعتبروني ميت .
إبتعد جاد وهو يدرك ان رفيقه يطرده بأدب من شقته كما من حياته ،، تنهد بألم وهو يفتح الباب بهدوء : براحتك امير ،،الله يوفقك بحياتك .في امان الله.






وبعد اسبوع تقرر السفر وهكذا سافر برفقة همسة وهناك تم ادخالها احدى الدور التي تعالج هكذا حالات ،، قضى اسبوعين برفقتها حتى تعودت على المكان الجديد لكنه أعتذر بانه يريد المغادرة لمدة وجيزة لينهي بعض الاعمال العالقة.
عاد الى البلد وكان يقضي وقته هائما في شوارع العاصمة المحاصرة بمدرعات المحتلين ولكنتهم الغريبة.. يعود لشقته عندما يحين وقت حظر التجول ..تلقى اتصالاً آخر من اولاد عميه يخبرانه بأنه قد تم اعادةاملاكهم المصادرة رسميا المسجلة بإسم جده واتفقوا معه على موعد محدد للمقابلة في المحكمة ليتم تقسيم التركة بينهم..



كان يقف عند باب شقته عندما سمع صوت الخالة ام وحيد وهي تناديه
:امير انتظر شوية اريد احجي وياك.
كان لا يزال يوليها ظهره عندما اجابها دون ان يلتفت: خالة اعرف شتريدين تگولين بس مو وكتها الله يخليج.
كررت ندائها: امير.
التفت اليها :الإيده بالنار مو مثل الإيده بالمي .
بعتب سألته:والبنية شنو ذنبها؟
: ذنبها هي بنتهم.
:جان عالاقل تنتظرني ليش ورطت نفسك بهالمصيبة .
اغمض عينيه : ما صار شي خالة البنية رجعت لأهلها واني راح اسافر وية همسة ونستقر برة لأن حالتها تستوجب انه اكون وياها على اعتبار هي متعرف احد غيري.. يلا خالة اني اترخص.

آلمها ما وصل اليه حاله ولم تملك سوى الدعاء له : اخذ راحتك ابني،، تحب اسويلك اكل؟
ابتسم بألم وهو يجيبها: أشكرچ خالة مو جوعان .


ودخل شقته الخاوية من الروح ،. هنا اثار اقدامها وهنا صدى غضبها وهناك في غرفة همسة تركت ذلك الشريط الذي انحل من ظفيرة همسة بتمرد وكأنه يعلن ملكيته لها وهنا في غرفته سلسلتها المقطوعة ،، ضرب على حافة السرير بقدمه تباً لقد تركت له كل شيء بل اخذت معها كل شيء .






في الحقيقة هو قبل سفره بيوم واحد افرغ الثلاجة من محتوياتها وعند عودته من السفر قبل اسبوع لم يشتري شيئا يؤكل وان جاع اكتفى ببعض الكعك مع الشاي كوجبة واحدة لليوم وبالتأكيد يحرق نفسه بتلك السكائر كلما استعاد تفاصيل ما حدث..
ينتابها القلق لحال امير الذي لم تره منذ الامس ولم تسمع صوت باب شقته حتى ... ونقلت مخاوفها هاتفياً لصديقتها ام سامان التي قررت على الفور الحضور برفقة سامان مستغلة وجودهما في العاصمة دون ان تخبره عن وجهتها،،، فهي كأم تدرك الشرخ الذي اصاب علاقة إبنها برفيق عمره وتتمنى من قلبها الا يتحول الى قطيعة دائمية ففي قرارة نفسها تلتمس العذر لـ أمير كــشاب مندفع متهور وهي تشفق عليه من تبعات فعلته لهذا لا تحبذ تركه وحيدا .. يكفي انه عانى من اليتم ..كانت تشير بيديها الى الشوارع المزدحمة الى ان توقفت السيارة بجانب العمارة التي يسكنها امير.
لاحظت تغير قسمات وجه سامان الى الغضب الذي كان نادراً ما يطفو على تلك الملامح فلطالما كان سامان نقيضاً مشاكساً لكل من امير ذو الدم الحار وجاد ذو اللطف العجيب ..

سالته : ها مو ناوي تنزل تسلّم على خالتك ام وحيد؟
تنهد بضيق: ماما تعرفين ما راح انزل فلا تحاولين .
: ليش خايف تشوف امير.
أجاب بعصبية:اني ما اعرف احد اسمه امير .
ردت بلطف: يا ابني والله حرام عليك اللي تسويه ،، مهما يكون امير بعده شاب وما عنده أحد ينصحه ،، حرام عليك تعوفه وحده .
:وهو مو حرام اللي سواه بينا ،، ماما الله يخليچ ارحميني ،، اني خلاص اعتبرت امير ميت .
تساقطت دموعها : ليش هيج تحجي سامان ؟ شنو هالقسوة ؟ والله حرام عليك.
مسحَ دموع والدته التي يعرف بحبها لأمير الذي تعتبره ابناً لها : ماما متدرين هالموضوع شكد مأذيني وجارحني.لخاطري ماما عوفينا من هالسيرة.
: وانت لخاطري هالمرة تعال وياية سلم على خالتك ام وحيد لأن تسأل عليك .

وهناك استقبلتهما الخالة ام وحيد بوجه قلق الملامح وهي تنظر لسامان الذي يبدو بأنه لا يعرف شيئا اشارت الى ام سامان : كلتيله؟
ردت ام سامان : لاا
نقل نظراته بينهما : شكو ؟
ردت الأم بقلق: خالتك ام وحيد تگول امير من البارحة ما طلع من شقته .
تنهد بضيق: اي مو كلنا نعرفه يحب يگعد لوحده عادي يعني مو جديد عليه .. لو يمكن ناوي على مصيبة ثانية.
:سامان اتقي الله.
:ماما الله يخليج كوليلي شتريدون مني ؟
اجابت ام وحيد :الله يخليك ابني افتح الباب وشوفه والله قلبي مثل النار عليه اخاف صاير عليه شي..من رجع من السفر وهو مو على بعضه.
رد بإختصار :بس انتو تعرفون امير ميحب احد يعامله مثل الطفل ويتعدى على خصوصيته .
لترد ام وحيد بقلق :وانت تعرف امير نومه خفيف ،، يعني مو معقولة ادگ الباب اكثر من مرة وميرد علية.
التفت الى امه بقلق مضاعف: ماما عندج مفاتيح الشقق.
اومأت براسها وهي تفتح حقيبتها : اي جبتهن وياية.
اخذ حزمة المفاتيح من والدته وبدأ بفتح الباب بهدوء،، برود يحيط بالمكان ،، بلع سامان ريقه وهو يقدم خطواته لدخول الشقة ،، هل حقا حصل ما تفوه به قبل قليل على اسماع والدته ،، لطفا بحال رفيقي
يا رب ..يكفيه ما قد عاناه .. كان يمشي بخطوات متثاقلة وهو ينادي بصوت خافت : أمير... امير. إنتَ هنا؟
دخل غرفة أمير ولا إرادياً تجمد الدم في عروقه..قطع جموده صرخة الخالة ام وحيد ووالدته وهما تنظران الى الجسد الساكن الممدد على الأرض..

( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.