آخر 10 مشاركات
عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          و حانت العــــــــودة "مميزة و مكتملة" (الكاتـب : nobian - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-16, 11:40 PM   #31

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل السادس

قضى اليوم وقتاً جميلا عند زيارته لأحد أقاربه الذين لم يقاطعوه والذي يدرس في كلية الهندسة ..كان سيخرج من الكافتيريا عندما تفاجئ بدخولها برفقة صديقاتها.. ابتسمت بخجل

: هلو جاد.

سألها بعصبية: شــدسوين هنا؟

إستأذنت صديقاتها اللواتي دخلن قبلها الى الكافتيريا..كان يقف بإنتظارها ليبادرها بسؤاله

: ما گلتيلي شجابكم لهنا؟

كـطفلةٍ مذنبة ،، كانت تخشى أن يصل خبر تهربها من محاضراتها الى وتين..بلعت ريقها وهي تجيبه:

بس اول شي اوعدني ما تگول لــ وتين .

نظر لها بحدّة : ورود إحچي.

لتجيبه : بصراحة سمعنا اكو حفلة طلابية وجينا نشوف.

ليسألها مجدداً: ومحاضراتكم كملتوها لو لا؟

كانت ملامح وجهها كافية .. ليجيب هو بنفسه

: لا طبعاً ،، تغيبتي عن المحاضرات حتى تحضرين حفلة ،، وبعدين إذا يسألچ الأستاذ ،، عادي راح تكذبين ،،صح لو لا؟؟

ارتجفت شفتاها وهي تجيبه : أصلاً مو بس آني ،، أكثر البنات بالقاعة جايين حتى يحضرون الحفلة.

: وإنتو جايين تدرسون لو تحضرون حفلات؟؟ وإذا اكثر البنات غلطانات انتي هم تصيرين وياهم عالغلط؟

أجابت بعناد مراهقة: وليش غلط إذا احنة مو طالعين برة الكلية.

رفع حاجبه :يعني غلطانة و تحاولين تطلعين اعذار لنفسج.


لم يحدث يوماً إن وبخّها أحد بتلك الطريقة الغريبة..هي فعلاً لا تعرف سبباً لغضبه فسألته ببراءة : هسة بس اريد أعرف إنتَ ليش ضايج ؟ليش تحسسني إنه اني بعدني بالإعدادية وما اعرف مصلحتي.

: وليش انتي متصورة انه حياة الجامعة تختلف عن الاعدادية ؟

: اي طبعا تختلف ..

ليجيبها : بالعكس هناك تلاگين اللي يعذرچ عن اخطائچ بحجّة بعدچ مراهقة .. بس هنا كلشي لازم تحسبيله حساب .


أحست بخطئها لتجيبه : يعني ما راح تگول لوتين؟؟

ليقاطعها: يعني تعرفين نفسچ غلطانة ولهالسبب تخافين من وتين... ارجعي هسة لمحاضراتچ احسن والله كريم .



قطبت حاجبيها: يووه والله ما الي مزاج احضر محاضرة (دكتور نعيم) المعقّد..

قاطعها: استغفر الله ربي ،، ورود هذا استاذچ وميصير تحچين عنه بهالطريقة .

ابتسمت بشقاوة: والله هذا رأي الأغلبية مو بس آني.

إبتسم بحيرة لتصرفات تلك الصغيرة التي فاجأته

: اذا انتَ راجع للكلية ،، أرجع وياك لأنه ما احب أمشي بوحدي.

مشت الى جنبه لتضعه أمام الأمر الواقع لكنه سألها مستفسراً: وصديقاتچ شنو راح تگوليلهم؟لو كذبة بيضة مثل كل مرة .

وقفت فجأة لتسأله: قصدك آني كذابة؟؟


لم يجبها لتكمل هي كلامها: أكيد راح اكوللهم الحقيقة لأنه ماكو شي اضمه عنهم .

تجاوزته مبتعدة عنه : واشكرك عالنصايح ما قصّرت.

: ورود انتظري.

وقفت على مضض: ما اريد اتأخر عالمحاضرة حتى لا اكذب عالاستاذ .

اقترب منها : ورود آني اريد مصلحتچ.. يعني انتي مثل اختي وما احب تتصرفين بإندفاع.

: خلاص عادي ..وآني تقبلت النصيحة وراح ارجع للمحاضرة.

: يعني مو زعلانة؟

لم تجبه ليكرر سؤاله :أكو وحدة تزعل من اخوها؟


لكنها علّقت: لو عندي أخ مثلك ألا انتحر.

ضيّقَ عينيه بعتب: هسة منو المفروض يزعل؟

سألته بمكر: أحد يزعل من أخته الصغيرة؟

ابتسم بتفاهم وأشار بيديه : تحبين اوصلچ ؟

مشت امامه موافقة وسارت بهدوء غافلةً عن الصخب الذي تحدثه في قلب ذلك الـ جاد وهو يستعيد معها أياما لتلك الغائبة عنه بأخبارها الحاضرة بصورتها التي لا تفارق خياله.




منذ خطبته لأختها وهي تعتبر أن سامان أصبح بحق أخاً لها ولورود فهو يحاول بكل ثقة فرض احترامه على تلك العائلة وقد نالها رغم انه يدرك بعض نظرات الاعتراض من الخالة ميسون او ربما من فيصل السبع نفسه لكنه لا يهتم طالما أصبح ارتباطه بـ ودق أمراً واقعاً ..

تبتسم وتين من بعيد وهي ترى خطيب اختها يقف بجوار جاد ،، تعجبها تلك الصداقة التي تربط سامان بأمير وجاد رغم انها لا تعرف تفاصيلها كثيراً وبالطبع لم ولن تسأل .فهو رغم انشغاله كأستاذ الا انه يجد الوقت ليقضيه معهما ،،وفي الحقيقة هي إن شاهدت الثلاثي مجتمعاً تنأى بنفسها بعيداً عنهم لكنها إن تغّيب ذاك المسيطر على أحاسيسها عنهم فهي تتقدم لتلقي السلام بكل أريحية .

بعد ان القت السلام على الصديقين

:العفو استاذ سامان اتذكر مرة من المرات كلتلي انه عندك قاموس لاتيني انكليزي .

ضيّق سامان عينيه والتفت الى جاد : بعده عندك القاموس ؟

لتتكلم بعفوية : جاد الله يخليك اذا عندك القاموس محتاجته ضروري .

ليجيبها جاد: والله اخذه مني أمير قبل اسبوع اذا تريدين اطلبيه منه.

اجابت بسرعة : آآ،، لالا ،، مو ضروري.

قطب سامان حاجبيه مازحاً : هاي شبيچ وتين بس لا تگوليلي تخافين من أمير؟

ابتسمت بخجل: آآ،، لا ليش أخاف؟،، بس هسة تذكرت انه صديقتي عدهة نفس القاموس واحتمال اطلبه منها،، يلا اني اترخص .

التفت سامان الى جاد ممازحاً : والله سيد أمير صاير يخوّف نسوان على تالي الزمن.

اجابه جاد بجدية: سامان شبيك لا تكبّر الموضوع ،، عادي هي براحتها ..وبعدين احنة نعرف أمير .



وبعد أيام وفي شقتهما طلبا من سامان مساعدتهما في احد الدروس فحضر حيث يقيمان،،وكالعادة يتخلل جلستهم التطرق للعديد من المواضيع منها المضحكة ومنها الجادة ،،يجلس هو مستمعا لما يدور بين جاد وسامان دون تعليق ودون ضحك...

سامان يعرف مزاج رفيقه الذي تغير منذ الفاجعة التي حلت بعائلته لكن عليه ان ينسى وإن كان النسيان صعبا ..ليفاجئهم بأن يخبرهم عن آخر نكتة قد سمعها،،ضحك الاثنان فيما هزّ هو رأسه استنكارا لسذاجة النكتة...لم يحتمل سامان سوء مزاجه ،،فهو شاب ولايصح ان يبقى العمر بأكمله متجهما هكذا ليفاجئه مازحاً :يا أخي حرام عليك،،اضحك شوية و ارحم نفسك والله حتى الناس بدت تخاف منك.

تأفف بملل: سامان لا تصير سخيف وعوفني،، هذاك جاد روح اضحك وياه.

غمز سامان لجاد ليسأله : الله عليك جاد ما گلتله اشون (بعض الناس ) اول ما جبنا سيرة أمير
تغيّر وجههم وخافوا؟؟

كان أمير ينقل النظر بينهما محاولاً استكشاف إن كانا مازحَين أو صادقَين في كلامهما.

أجاب جاد وهو يحاول إبعاد إسمها عن مسامع رفيق السكن : يوووه سامان ،، گلتلك الموضوع ميستاهل.


لكن سامان كان مُصرّاً على نقل الموقف كما هو :والله رحمتها للبنية ،، ما شفت وجهها شصار بيه بس كلنالها اطلبي القاموس من أمير... ( ثم استدار الى أمير ضاحكاً) : المفروض يسموك أمير الرعب لو أمير الظلام .

رفع حاجبه بتساؤل وهو يلتفت الى جاد: يا بنية دتحچون عنها ؟

ليصعقه سامان :وتين اخت خطيبتي.


نقل جاد النظر بين الاثنين ليدرك أن ملامح رفيقه الغاضب اصلاً قد تغيرت للأسوأ بمجرد سماعه اسمها .
إدّعى اللامبالاة وهو ينهض من مكانه فيما هو يغلي ،، تلك الغبية المتهورة بأي وجه تدّعي خوفها منه؟؟ ابنة من هدروا شبابه وضيعوا سنوات عمره ،،تبا لها،،الا يحق له ان يرتاح قليلا من الذكريات !

غادرهم سامان بعد أن انهى مهمته بتدريسهم وبتحريك الجمر تحت الرماد في قلب ذلك الغاضب منذ ساعتين،،يبحث عن اللاشيء في خزانة ملابسه او في الثلاجة ليصفق بابها بعنف.


وهناك في الجامعة وبعد أن انهت محاضرتين متتاليتين،،جلست كعادتها على احد المصاطب،،تأملت الطلبة حولها لا أحد يجلس بمفرده سواها،،لا تذكر أن لها صديقات مقربات فمنذ وفاة أمها وهي تمنح اخواتها صفة صديقاتها المقربات رغم أنها هي من تنشغل بهن عن نفسها وهي من يجب أن تسأل عن احوالهن وتعتني بهن ..ابتسمت بصمت لنفسها واعترفت... هي تعرف قدرها في قلوب اخواتها ويكفي أنها مهمة في حياتهن.وليتها تكون مهمة في حياة احدهم ايضا ..وهل سواه يشغل افكارها وتخيلاتها.... أغمضت عينيها للحظات ...قشعريرة سرت على طول جسدها وهي تفتح عينيها عندما رأته يقف أمامها وكأنه انتقل من أفكارها للتو ليحقق لها احلامها.. لكن مهلا فتسارع انفاسه وملامح وجهه لا تبشر بخير ،، ودون مقدمات باغتها

:تفضلي هذا القاموس اللي ردتيه ويا ريت مرة ثانية من تريدين شي مني ماكو داعي تلفين وتدورين
( وبسخرية) المفروض وحدة مثلچ متخاف .

نهضت من مكانها كالمذهولة مما يقصده ( وحدة مثلچ) ليفاجئها وهو يوجه نظراته الغاضبة لها

:أتصور احنة التقينا لوحدنا من قبل وعرفتيني آني شنو .

تسارعت انفاسها وهي تواجه اعاصير غضبه،،فها هو يشير لزيارتها له في شقته أثناء غياب أهله لكن تباً له كيف لها أن تعرف بأنه كان وحيداً هناك ،،ارتجفت شفتاها وهي تتحاشى نظراته

:وحدة مثلي حست بغلطها من يومها..وعالعموم آني اسفة ما قصدت شي والله.

ضيّق عينيه قليلا،، ليضيق عنده تنفسها ،،هكذا ببساطة تعتذر منه! من قال أنه يريد اعتذارا او اعذارا ،، هو فقط يريدُ اعترافاً منها بأن له مكانة خاصة في قلبها هي.

استدرك قليلا او ربما "سامان" هو من تعمّد نقل الموقف اليه ليفضح سرا ظنَّ أن لا احد سيطّلع عليه..
عاد جاد الى القاعة ليبحث عن رفيقه فلم يجده ،، يا الهي هو قد طلب منه ان ينتظره وشدّد على تلك الكلمة لأنه يدرك أن حفيد الصقر متهيئ لينقض على فريسته ،، تلك الــ" وتين" المتورطة بحب صديقه،، يبحث هنا وهناك يدرك بأنه سيجرحها،، أو ربما قد فعل فها هو يراهما قريبين من بعضهما لدرجة القتال ..اقترب منهما وهو يحمل غصن زيتون لعل السلام يحل بينهما ولو قليلا : السلام عليكم.

ردت بأدب : وعليكم السلام هلو جاد

وكأنها تشكره على حضوره في الوقتً المناسب،،استأذنت للرحيل : اني اترخص

غادرت فيم قلبها يحمل جرحا هو سببه حتى انها في موجة ذهولها نسيت كُتبها مع القاموس الذي احضره على المصطبة .اقترب جاد وهو ينظر اليه بنظرات عتب وتساؤل ،،لا يا صديقي ليس هكذا تعامَل النساء.

كانت لا تزال قريبة حين ناداها جاد فالتفتت ليلمح كليهما الدمعات وهي تتراقص في عينيها،، بلعت ريقها حين التقت نظراتهما فحولت نظراتها بسرعة الى جاد ،،حملت كتبها ووجهت له ابتسامة شُكر خصته بها...تسارعت خطواتها حيث سيارتها وما إن اغلقت بابها حتى اطلقت العنان لدموعها وهي تضغط على قلبها المتألم لمعاملته الفظة..ودون ان تبلغ اخواتها انها لن تكمل يومها الجامعي ،عادت حيث بيتها واتجهت مباشرة الى غرفتها فيم ابلغت العم ابو بدر ان ينتظر اخواتها عند بوابة الجامعة

تجلس في غرفتها وحيدة حيث انتابتها موجة بكاء صامت لا تعرف كم استمرت لتفاجئها الآم الحلق التي تنتابها كلما كتمت غيظا او تحملت جرحا لا يفهمه سواها ،،أمير ايها الجرح الخفيّ متى اشفى منك لأعود قوية كما عهدت نفسي.

عادت اختيها من الجامعة وهما متفاجئتان ما الذي غير مزاجها فجأة ،،دخلت ودق بهدوء لغرفتها لتجدها تنام بملابسها ما عدا الحجاب ..اقتربت منها بهدوء فــ وتين ليست من هذا النوع من البشر هي تحرص على ان يكون نومها هادئا وتغيير ملابسها هو من اولويات هذا النوع من النوم بل انها كانت تعاقب اخواتها اذا خالفن امرها ،،اقتربت ودق اكثر وهي تنظر لملامح اختها المتعبة ،،هل هي مريضة؟؟ربتت على رأسها بلطف: تونة حبيبتي شبيج ؟

فتحت عينيها ببطئ واغلقتهما وتململت في مكانها فيما بللت شفتيها الجافتين واشارت بأصبعها الى بلعومها في محاولة للتوضيح لأختها ان العلة تكمن هنا وليس في قلبها..عقدت ودق حاجبيها
: تونة كوليلي منو ضوّجچ ؟؟الصبح ما بيج شي،،بس لا تكوليلي شفتي غيدان وسمّعچ حچاية عوجة.
تنهدت وهي تهز رأسها بـ لا و بأن الأمر ليس مهما،،ادركت ودق ان اختها لن تتكلم الان ولا فيما بعد فهكذا هي وتين .

قبلت جبينها : اوكي حبيبتي بس خليني اساعدج تغيرين ملابسج حتى تاخذين علاج وتنامين .

مرت ثلاث ايام وهي متغيبة عن دوامها،،ابلغهم سامان بأنها مريضة وربما ستضطر للتغيب لباقي ايام الاسبوع ..يعاقب نفسه بسرية تامة عن رفيقه في السكن،، فهو منذ ايام ثلاثة لم يغمض له جفن ليلاً بينما تسير حياته طبيعيا نهاراً امام رفيقه .

يقف عند شرفة شقته ليلاً..يتأمل الشوارع الفارغة كفراغ روحه،،ينفث دخان سكارته التي لا يعرف كم عددها،، ما الذي فعلته بملكة قلبك أيها الأمير ؟ هل اصبحت تفرد عضلاتك على الضعيفات من النساء؟أ وَ تحاسبها على تصرفٍ طائشٍ قامت به ربما لصغر سنها او لتهورها ،، بلع ريقه وتسائل ماذا لو لم يكن هو من ساعدها ؟ ماذا لو لم يكن هو عند الباب ؟ ماذا لو كان شخصا آخر يعيش وحدته ،،، ماذا كان سيفعل وهو يرى انثى فاتنة تقف عند بابه؟؟
ضرب على حافة الشرفة التي امامه بالطبع لا ،، هي لم تكن لتعشق سواه ،،ولم تكن لتهيم بآخر ..
تثير جنونه بحبها الواضح من عينيها. هو يريدها ان تكرهه او ان تعامله بالمثل حتى يمنح نفسه العذر فيما يفعل لكن تلك الغبية تزداد تعلقا به كلما زادت قسوته لتختم جنونها بأن تمرض بسبب كلماته القاسية...ليتها جرحته كما جرحها او على الاقل ليتها تصرفت بأنانية لتخبره بأن لا يتدخل في شؤونها لكنها ابنة آل السبع لا تكتفي بالجرح بل تقتله بالضربة القاضية تعتذر وتمرض لتبتعد اياماً يقاسي فيها شوقا عرفه منذ ان عرفها.

استيقظ جاد عند سماعه صوت فتح باب الشرفة،،نظر الى ساعته ليجد أنها قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل. خرج من غرفته وتوجه الى الشرفة حيث الهواء البارد ليجد ان أمير يقف هناك وهو يرتدي بيجامته البيتية وقميصه الخفيف ذو الاكمام الطويلة ...اقترب منه لينبهه على وجوده بالقرب،التفت اليه بإستنكار وهو يقرأ في ملامحه كلاما كثيرا : خير ؟؟

ليجيبه جاد: معقولة هذا كله تأنيب ضمير؟

انتفض من مكانه وهو يرفع حاجبه بسخرية : تأنيب ضمير على شنو بالضبط؟؟ شكو لازم حلمان بية شيخ جاد!

اجابه جاد بجدية: بس اريد افتهم على شنو دتعاقبها البنية ،وشنو گلتلها بالضبط ؟

ابتسم بسخرية : جاد ارجع لغرفتك وكمل احلامك براحتك ، شدتخربط انت ويا بنية هاي اللي اعاقبها،، شنو شايفني فاضي لهالتفاهات .

رد له جاد السخرية بسخرية اكبر : لا والله؟. يعني اللي مسهرك صار ٣ ايام تسميه تفاهات.

صرخ بوجهه معترفاً رغماً عنه: أريد افتهم إنت ليش تدافع عنها وإنتَ تعرف كلشي .

ليجيبه جاد بعصبية : البنية مثل الذهب وعمرها ما أذت احد ولا استغلت منصب ابوها بشي،ما اعرف على شنو تتقصد تأذيها؟اذا عاللي سواه ابوها فهي مالها ذنب،،احنة منختار اهالينا حتى تعاقبها بذنب ابوها .

: جاد لخاطر الله عوفني ،،كلتلك ما سويت شي بس هي وحدة غبية وو...

قاطعه جاد : اي والله غبية لأن تحب واحد مثلك ما اعرف على شنو ؟

بلع ريقه بصعوبة،،فحبها له لا يمكن إخفاؤه على ما يبدو : وهسة شتريد مني،، تريدني أحبها؟ تعرف هالشي مستحيل.

تنهد جاد ساخراً،، أوَ لستَ متيماً بها يا إبن الصقر؟ .. لكنه ورفقاً بحال صديقه أجابه

: أمير تعرفني ما راح أطلب منك هالشي ،، بس عالأقل يا أخي عاملها طبيعي بدل هالعصبية.

قطب حاجيبه..ماذا يفعل إن كانت تخرجه عن طبيعته : يعني شنو؟

: اريدك تعتذر منها من ترجع للدوام .

رفع حاجبه مستهزئا : لا والله؟؟وبعد شتريد؟تريدني اركع على ركبتي واطلب السماح من بت فيصل السبع حتى ترضى عني .

:يعني لهالدرجة تشوف نفسك مو غلطان ؟

ابتعد عن الشرفة وهو يقول : الله ياخذها وياخذني حتى ترتاح جاد .

علّق جاد على كلامه: ادعي على نفسك شكو تدعي عليها .

صفق باب غرفته ليسترجع ما قاله صديقه للتو.. هو قرأ ذات مرة أن على الرجل أن يعتذر من الرجل إن كان مخطئا وعليه أن يعتذر من المرأة وإن كان على صواب،،وهل ستقبل هي اعتذاره؟؟
وهل تعلق هو بها لدرجة بأن يتمنى أن يكون مصيرهما واحدا وإن كان هو الموت..
عض على لسانه بأسنانه وتنهد بقوة "يا رب لا تؤاخذني بما يزلّ به لساني وأحفظها من كل سوء"





بعد نوبة مرضها تلك ،، عادت الى مقاعد الجامعة و حاولت قدر المستطاع أن تبتعد عن فلكه وأن تجد لنفسها عالماً خاصاً بها وإن اضطرت للمجاملة الكاذبة ،، فلولا وحدتها لما تعلقت به هكذا ..هكذا بررت لنفسها جنون المشاعر التي تداهمها عند تفكيرها به وعند حضوره ..
إرتاح نسبياً لعودتها بكامل صحتها فمهما بلغت به القسوة فهو لا يتمنى أن تصيبها شوكةً تؤذي رقتها وبرائتها..يسخر من جنونٍ يصيبه عند التفكير بها لكنه في حالة حربٍ دائمة مع قلبه.



كانت لا تزال تحتل منصبها في رئاسة اتحاد الطلبة ،، ولحُسنِ حظه ربما فهي كانت المسؤولة عن اجتماعات طلبة مرحلتها فلولا وجودها في ذلك المنصب لتحوّل ذلك الصقر ورفاقه للتحقيق مراراً بسبب تغيبهم شبه المستمر عن الاجتماعات الحزبية دون أعذارٍ مقبولة..كانت ملتزمة بتسجيل الحضور والغياب في دفترٍ خاص بالإجتماعات وتدوين الملاحظات والإقتراحات .. تتنهد بإرتياح فتلك هي المرة الأولى التي يحضر فيها بعد ما جرى بينهما..هي واثقة من نفسها تمام الثقة لكنها تفقد توازنها بنظرة حادة يرمقها بها..ســ تتجنبه وســ تنجح وهذا ما تقنع به نفسها..

إبتدأ الإجتماع بتسجيلها اسماء الحضور والغياب،، وكعادة تلك الإجتماعات الموجهة حزبياً كانت المواضيع التي تتم مناقشتها هي مواضيع عامة تختص بآخر الاخبار دون المساس بالقيادات العليا او قراراتها . وبالإطلاع على تلك الحقبة من زمن العراق كانت بعض الاجتماعات تتركز على تقديم الاقتراحات بخصوص تغيير النشيد الوطني لجمهورية العراق.. ( وطنٌ مدَّ على الأفقِ جناحا)
ذلك النشيد الذي رافقناه ورافقنا..


بدأت الإجتماع بقراءة اسامي الطلبة الحضور وكان هو من ضمنهم ودونت اسماء المتغيبين عن الاجتماع..استجمعت قوتها لتبدأ موضوع الاجتماع الاساسي وهو اقتراحات لترشيح عدد من الشعراء لكتابة النشيد الوطني ..كانت تتكلم بجدية فيم يجلس هو منصتاً بملل،، يسخر منها ومن ذلك الاجتماع الذي يدّعي الديمقراطية في حق الشعب في إختيار النشيد،، وهل أصبح النشيد الوطني هو الموضوع الأهم في البلد،، كان الكل مدركاً لعدم جدوى تلك المناقشات لكن غلبت العادة على المشاركة برأي من هنا او هناك لتضييع وقت الإجتماع الذي يقارب النصف ساعة ..وكان النداء بين الطالب المسؤول عن الإجتماع وبين مجموعته يتم بإضافة لقب ( رفيق) أو ( رفيقة) قبل الإسم كـدلالة على إنتماء الطلبة للحزب الحاكم.

إنتبه هو إلى زميلهم ( أمجد) وهو يخاطبها بلطف،، تتابعت دقات قلبه فهو يدرك بحدس الرجال أنّ ذلك الزميل يهيم بها حباً وإن لم يصرح بذلك..: رفيقة وتين إذا تسمحيلي اشارك برأي؟

إبتسمت بلطف : إي تفضل.

ليكمل اقتراحه: ليش ما نختار قصيدة ( غريب على الخليج)؟ والله كلش حلوة.

هي تعرف تلك القصيدة الطويلة التي قيلت في مناسبةٍ معينة لكنها فعلاً لا تصلح لأن تكون نشيداً وطنياً ..أجابته بلباقة:بس إنتَ تعرف القصيدة طويلة و النشيد الوطني لازم يكون مختصر.

ليجيبها هو : نقتطع منها المقاطع اللي تناسب النشيد؟

سألته بإهتمام عن المقطع المقصود : مثل شنو؟

ليجيبها بصوت هادئ:أحببتُ فيكِ عراقَ روحي او حببتكِ أنتِ فيه

يا انتما مصباح روحي أنتما وأتى المساء.

إرتبكت وهي تستمع لذلك المقطع وهي تدرك ما يقصده أمجد فهي ليست بغافلة عن مشاعره نحوها لكنها لا ولن تستطيع أن تمنح مشاعرها سوى لذاك الأمير ...ينظر أمير بغيظ الى تعبيرات وجهها الخجولة ،، تباً لها ألن توقف تلك المهزلة ؟؟ عاد ليلوم نفسه إن كان يغار عليها لكنه بالطبع نفى تلك التهمة السخيفة فهو لن يغار من متطفل دخيل كـأمجد لأنه واثق بأنها لا تنبض سوى له هو وإن إدّعت عكس ذلك.. وقبل أن تعترض هي على عدم صلاحية المقطع جاءها سؤاله الساخر كالصاعقة وهو يعقد ذراعيه

: يعني هسة انحلت كل المشاكل بس بقت مشكلة النشيد الوطني؟؟

شهقت بصمت وهي تحاول البحث عن حروف تستجمعها لتجيبه لكن لحسن حظها كان وقت الإجتماع قد إنتهى فأشارت للطلبة بالإنصراف لكنها استوقفته: رفيق أمير ممكن لحظة .

لم يتبق في القاعة المفتوحة الباب سواهما ،، كان يقف وهو يعقد ذراعيه أمام صدره في إنتظار ما تريد قوله. تعترف في قرارة نفسها بأنه يربكها بثباته لكنها يجب ان تثبت له بأنها قد تعافت من جنونها به منذ ما حصل بينهما ،،،تكلمت بصوت حاولت قدر الامكان ان يبدو واثقاً : رفيق أمير بس ...

قاطعها : اولاً آني مو رفيق ولا اهلي من الرفاق وأتصور انتي تعرفيني آني منو ؟

كان كلامه كافياً ليوضح لها الفرق بين عالميهما،،،بلعت ريقها وهي تتلقى هجومه كالمعتاد
: ممم .. بس حبيت انبهك.. مرة ثانية يا ريت تلتزم بمواضيع الاجتماع الحزبي وما تطلع عنها .

رفع حاجبه متسائلاً : وإذا ما التزمت؟

لترد بصوتٍ مرتجف : تتحول للتحقيق.

لا يعرف لم استمتع بتهديدها الخائف ،، وكأنه هو من كان يهددها ،، التقت نظراتهما فأزاحت بعينيها للفراغ ...أجابها بثقة: راح التزم بحالة وحدة بس..

حبست أنفاسها ليفاجئها: إتركي انتي الإجتماعات وآني ألتزم ...

قطبت حاجبيها: نعم؟

: يعني يكلفون واحد غيرچ يكون المسؤول عنا ويجتمع ويانة.

: مستحيل طبعاً.

تسائل بغضب : وليش مستحيل؟ شنو ماكو غيرچ بالجامعة؟ لو عاجبچ توگفين وعيون الشباب كلها عليچ.

هل تستشعر بأوامره الغيرة الآن : ما أسمحلك أمير.
كان سيجيبها وأنا لن أسمح لك أن تتلاعبي بأعصابي ومشاعري كما تفعلين الآن
رفع حاجبيه وردّ بسخرية : ها متسمحيلي؟ بس تسمحين لـ رفيق أمجد يتغزل بيچ وإنتي ساكتة.
: أمجد؟
رفع حاجبه : إي أمجد!
: الولد ما قصد شي...وبعدين كل إنسان حر بتفكيره وبكلامه.
أجاب بعصبية: إذا هالحُرّية تضايق غيره فهوّ مو حر.
:وإنتَ شنو اللي يضايقك أريد افتهم.
لأول مرة منذ عرفها يشعر بنفسه محاصَراً بجرأتها،،ولأول مرة منذ عرفته تستفزه بطريقة مباشرة..إنتبهت إلى جبينه المتغضن وانفاسه المضطربة وعجزه عن الإجابة الواضحة وضوح الشمس.. هو ببساطة يغار...وصمته كانَ أبلغَ جوابٍ عن سؤالها.

إنسحبت بهدوء و توجهت خارج القاعة بخطوات ثابتة تناقض اضطراب نبضات قلبها ..راقب ظلها وهي تبتعد مستغرباً ثقتها الجديدة بنفسها فتلك هي المرة الاولى التي تتصرف فيها بذلك الثبات أمامه ..ضرب بقبضته على المنضدة ...إسترق نظرات الى ذلك الدفتر الذي نسيته ،،سمح لنفسه أن يُقلّب صفحاته لينتبه بأنها لم تسجل غياباً لهذا اليوم رغم إنه يعرف بأن عدداً من زملائه لم يحضروا الإجتماع...تملكه الفضول للحظات وهو يقلب في صفحات ذلك الدفتر الذي لم تسجل فيه اسماء الغياب لإسابيع ولم تسجل فيه ملاحظات عن سبب الغياب ،، أغمض عينيه للحظات فهاهو دليل برائتها يتضح امامه رغم أنها تُعرّض نفسها للخطر لأجله ولأجل زملائه المتغيبين ...تنهد بضيق وهو يحمل الدفتر متسائلاً : هل أُصدق بأنكِ تحملين قلباً طيباً فيمَ أهلك متجردون من الأحاسيس؟؟
توجه حيث غرفة رئاسة الاتحاد ليجدها هناك بمفردها تراجع بعض الاوراق وكانت تهمّ بشرب حبة دواء مع كأس من الماء.. انقبض قلبه لمنظرها ،،طرق الباب بأصابعه،،تأففت بضيق فهي غير مستعدة لإستقبال أحد،، رفعت رأسها لتتفاجئ به فنهضت من مكانها بإحترام يعشقه كانت هي تخصه به ..تقدم بخطواته حيث مكتبها ليبادرها بلهفة لم يدرك أنها رافقت سؤاله : بعدچ مريضة ؟
تنهدت بصمت ،، لو يدرك بأنه دائها ودوائها لم يكن ليسآل هذا السؤال ..ابتسمت بخجل

: لا الحمد لله هسة احسن .


فاجئها بسؤاله وكأنه هو المسؤول عنها : إنتي ليش متسجلين اسامي اللي يغيبون عن الإجتماع؟




لتجيبه بصراحة :لأنه إذا سجلت اساميهم واكتشفو غيابهم بدون عذر راح يتحولون للتحقيق وسين وجيم ،، وآني ما احب اصير السبب بأذية احد .

ضيّقَ عينيه بتساؤل :بس هيچ انتي اللي راح تتأذين واحتمال تتحولين للتحقيق اذا اكتشفو انتي تتلاعبين بالغياب .

إبتسمت عيناها وهي تستشعر خوفه الخفيّ : إي اعرف وآني متحملة المسؤولية وما راح انكر.

وكأن الادوار قد انقلبت ليسألها بعصبية: يعني انتي متخافين على نفسچ ؟

كانت ستجيبه ،، يكفيني خوفك عليَّ كيّ اعيش مطمئنة. لكنها طمأنته : لا تخاف آني أدبر نفسي.

تثير جنونه بشخصيتها الشفافة وبمحاولاتها اثبات برائتها من كل التهم الموجهة اليها ليشعر بأنه مدينٌ لها بمنحها الاطمئنان في حالة ابتعادها عن الاجتماعات..إبتعد خطوتين فيمَ تغيرت ملامح وجهه للهدوء الذي تعشقه ليفاجأها: ومع هذا آني عد كلمتي،، راح نلتزم بالإجتماعات اذا تتركيها.
كانت تقرأ في نظراته كلاماً لا يُقال،، لكنها بعثرت نظراتها في الفراغ لتهمس: راح أحاول.
إبتعد منتصراً بإستسلامها : محتاجة شي؟
: سلامتك.


لا تعرف ان كانت قد لمحت طيف ابتسامة تزين محياه لكنها ابتسمت بصمت وهي تشعر بأنها فقدت السيطرة على نبضات قلبها المتسارعة فرحاً بأنها قد حققت شيئاً يرضيه ،، وبعد أن ظنت أن سماءاً صحوة قد ظللتهما للحظات ،،أتاهما ما يعكّر ذلك الصحو بدخول ( غيدان) الغير مرغوب بزيارته والذي غالباً ما يعاملها بلطفٍ مبالغٍ فيه وكأنه يحاول إثبات حقيقة الإشاعات التي يسمعها الاخرون حول وجود علاقة بينه وبين وتين : وتين مشغولة؟

انتفض قلبها رعباً لنظرات أميرها الساخرة وكأنّ به قد ندم على ما باحت به عيناه قبل قليل..إبتعد بإرادته وهو يلوم نفسه على ثقته بتلك المخادعة سليلة آل السبع التي تدّعي النقاء ،، كيف يثق بها وبينه وبين آل السبع ثأرٌ لن ينتهي الا بموته .





( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)

نسمة صيف 1 likes this.

شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 31-10-16, 06:42 PM   #32

Roro2005

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 283017
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 644
?  نُقآطِيْ » Roro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond reputeRoro2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

وطنٌ مدَّ على الأفقِ جناحا..وارتدى مجد الحضارات وشاحا
صح مو؟؟
اني احب هذا النشيد..قضيت ايام الطفولة كله احفظ بي..بي معنى حلو..لولا انه؟؟
الله يرحمك شفيق الكمالي..هو مؤلف النشيد..واتصور كان..شئ في ذاك الوقت
من كبرت وصرت بالاعدادية..اتغيرت رؤيتي لهوايهه امور..وافتهمته بشكل اصح..لان شفت بعيني
تذكرين مجلة مجلتي..شوق
اكو رسامه..ترسم بيهه..اسمه..حنان شفيق..بنته لشفيق الكمالي..
جنت احب قصصهه..ورسوماتهه..جانت تحت عنوان..حنان وسنان
شلون الدنيا دوارة..بنته صارت صديقة اختي..وهيه صديقة والدتي
طبعا تعرفنا عليه بعد احداث 2003
اول سؤال وين الوالد..اجابت..اعدم..بعد..الو لاء التام لهم..لاادري..الله اعلم
ناس ماعدهه لاصاحب ولاصديق..الغدر بدمهه
تحياتي
لايام من العمر لايمكن؟؟؟


Roro2005 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-10-16, 10:43 PM   #33

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roro2005 مشاهدة المشاركة
وطنٌ مدَّ على الأفقِ جناحا..وارتدى مجد الحضارات وشاحا
صح مو؟؟
اني احب هذا النشيد..قضيت ايام الطفولة كله احفظ بي..بي معنى حلو..لولا انه؟؟
الله يرحمك شفيق الكمالي..هو مؤلف النشيد..واتصور كان..شئ في ذاك الوقت
من كبرت وصرت بالاعدادية..اتغيرت رؤيتي لهوايهه امور..وافتهمته بشكل اصح..لان شفت بعيني
تذكرين مجلة مجلتي..شوق
اكو رسامه..ترسم بيهه..اسمه..حنان شفيق..بنته لشفيق الكمالي..
جنت احب قصصهه..ورسوماتهه..جانت تحت عنوان..حنان وسنان
شلون الدنيا دوارة..بنته صارت صديقة اختي..وهيه صديقة والدتي
طبعا تعرفنا عليه بعد احداث 2003
اول سؤال وين الوالد..اجابت..اعدم..بعد..الو لاء التام لهم..لاادري..الله اعلم
ناس ماعدهه لاصاحب ولاصديق..الغدر بدمهه
تحياتي
لايام من العمر لايمكن؟؟؟
اي حبي اعشق هذا النشيد العراقي مية بالمية
واتذكر بوقتها والدي الله يرحمه كال انه الشاعر تم اعدامه وما اعرف السبب بس كالعادة اما وشاية او تهمة ظلم ..
باواخر سنة 2002 بدت الاجتماعات تركز على تغيير النشيد الوطني وبوقتها كانت الاحتمالات انه يكون النشيد هو
سلام عليك على رافديك عراق القيم
فأنت مزارٌ وحصن ودار لكل ابن عم.


حاليا النشيد ما اعتبره خاص بينا ولا اعترف بيه كنشيد رغم شهرته كنشيد بس يكفي انه الشاعر ليس عراقي
بإعتقادي النشيد الوطني يجب ان ينبع من روح ابن البلد
مثل النشيد الوطني لمصر: بلادي بلادي لك حبي وفؤادي ..
ةمنورة حبي
فرحتيني بحضورج


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 31-10-16, 10:44 PM   #34

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع

تعودت على ان يكون هو المبادر في الإهتمام بها ،، يكفيها ابتسامته الواثقة لتطمئن بأن اختيار قلبها هو الصواب لكنها تلاحظ سرحانه في التفكير لهذه الأيام رغم أنه يحاول ان يبدو طبيعياً أمامها وهي ستتبادل الادوار معه هذه المرة لتكتشف ما يحصل معه بالضبط

: سامان حبيبي ليش متحچيلي شبيك؟والله شكلك مو على بعضك .

اجابها بأبتسامة مع غمزة شقية : ما بية شي أصلاً اجنن وحتى احلى منچ.

ابتسمت بغيظ: احلى مني احلى مني مو مشكلة بس ما اعوفك اليوم الا تحچيلي شنو مضوجك وبالتفصيل .سامان افتحلي قلبك.. شمعنى آني كلشي أحچيلك.


سحب يدها ليضمها بين يديه : يا عيون سامان انتي گلتلج ماكو مواضيع،، ليش تشغلين بالچ ،، عادي مشاكل بالقسم .

: حط عينك بعيني وإحلف.

:دوقة تعرفين گدام عيونچ ما اگدر اضم شي ..

ابتسمت لغزله و رمشت بعينيها بطريقة ساحرة

تنهد بقلة حيلة: اوكي اوكي ،، بس والله موضوع ميستاهل .

: يا حبيبي بس إحچي عالاقل اتطمن عليك .

إستجاب اخيراً لالحاحها المتكرر : مممم...انتي تعرفين انه احنة الاساتذة الجدد لازم نقدم بحوث بإستمرار،، وهذي البحوث تفيدنا انه نزيد ثقافتنا واطلاعنا وتفيدنا بتحسين درجاتنا الوظيفية .

هزت رأسها بنعم

ليكمل كلامه:وتدرين بعد انه اكو ايفادات تجي للقسم على اساسها يسافر الاستاذ كم شهر يستفيد من تجارب الجامعات الخارجية وطرق تدريسهم لمدة معينة وبعدين يرجع للبلد .

اجابت : اي هذا كله اعرفه .. بس وين المشكلة؟

تنهد بضيق:تدرين انه صار كم مرة اقدم بحث وينرفض واقدم على ايفاد يوعدوني بشي وبعدين يسحبون اسمي من الترشيح.

قطبت جبينها: معقولة ؟ ليش يعني ؟ وشمعنى انت بالذات؟عندك عداوة وية أحد؟

إبتسم لتفكيرها: هو هذا اللي محيرني .. آني طول عمري إنسان عملي وما عندي مشاكل وية اساتذة او طلبة بس مرات يجيني احساس انه اكو لعبة بالموضوع .


تنهدت بصمت وراودتها الشكوك حول من المقصود بتلك اللعبة ؟؟ لتتذكر بأنها قد لمحت حسام هنا او هناك بعد انفصالهما لكنها لم تقابله او تواجهه منذ ذلك اليوم ...
عادت الى البيت لتروي شكوكها لوتين التي ايدتها بأنها ايضا كانت قد رأت حسام قبل فترة لكنها لم تتسائل عن سبب زيارته ،، هل من المعقول انه بدأ بالإنتقام لكرامته ؟؟





وبعد اسابيع وفي احدى الساحات الشبه فارغة في الجامعة كانت تقف وجهاً لوجه أمام حسام وبنبرة لا تخلو من التهديد: إسمع حسام ،، اللي عندي گلته و هاي لعبتك إنهيها احسن لأن قسما بالله العظيم راح تشوف مني الوجه الثاني ..

إبتسم بسخرية : وآني أموت عالوجه الثاني ،أصلاً ما ادري وين چان عقلي من وافقت ارتبط بــ ودق اللي تدوّر اهتمام ودلال وكلام حلو..أتصور الحياة وياها راح تصير مملة بينما انتي ( اقترب منها وهو يتأمل جسدها) انتي شي ثاني ،، صدگ لو گالو بنت السبع.

رمشت بعينيها غير مصدقة جرأة نظراته وحاولت صفعه لكنه أمسك يدها قبل أن تصل لخده
هي فعلاً لم تتخيل ان يحصل لها موقف كهذا ومع شخص كـ حسام ،، حاولت أن تبتعد عنه لكنه قرّبها منه اكثر وقبل أن يتمادى ،، اخترق سمعهما صوت لشخص لم تكن تتمنى ان يراها في هذا الموقف

:نزّل ايدك عنها يا ناقص.

أجفله الصوت ليبتعد عنها دون ان تغادر ملامح السخرية وجهه: أهلاً؟ وانت منو إن شاء الله ؟

تعلقت عينيها بــ أمير دون أن تنطق اسمه وهي تنتظر ردة فعله ،،لكن صمته جعل حسام يتمادى في وقاحته : بشنو تريد احلفلك انه هي اللي طلبت نتقابل بهالمكان . بس خلّيني أگولك شي لا تنخدع بحجابها وستايلها الجديد وأتصور الكلية كلها تعرف علاقتها بـ غيـ....

شهقت وهي تسمع صوت الصفعة التي وجهها أمير لـ حسام دفاعا عنها وهو يمسك بياقة قميصه ويصرخ بوجهه بغضب :كلمة زايدة منك وادفنك بمكانك.

حاول حسام نزع يد أمير عنه وهو يصرخ بها :طول عمرج حقيرة اعرفج متفقة وياه ،، بس بسيطة وتين متعرفين شنو أگدر اسوي.والله الا اوديكم ورة الشمس ومحد يعرفلكم طريق .

دفعه أمير بعيداً : ولك جبان لو بيك خير تواجه الزلم .. امشي ولّي منا و من تصير رجّال تعال واجهني بدل مو تهدد نسوان.

ابتعد حسام وهو يرمق وتين بنظرات غاضبة ،لكنها أقل حدة من نظرات الماثل أمامها الذي بدأ يضرب بقدميه الاحجار المتناثرة هنا وهناك ودون مقدمات باغتها بسؤاله :وهذا منو ان شاء الله ؟
بلعت ريقها وهي تواجه سؤاله الغاضب دون ان تجيب.
ليكمل ثورة غضبه وهو يقول : لو بس اعرف ليش انتي من دون الناس تحطين نفسج بمواقف مشبوهة
لتجيبه بألم: واذا اني مشبوهة شكو واكف هنا وياية ؟متخاف على سمعتك سيد امير؟
رفع سبابته مهدداً : ديري بالج تحجين وياية بهالطريقة افتهمتي؟
لترد بقوة اكتسبتها مؤخراً: لا ما افتهمت ورجاءا لا تتدخل بشي ميخصك..
حاولت ان تلتفت عنه لكنها تعثرت بخطواتها علئ الأرض الوعرة حتى كادت ان تسقط أرضاً: آآي.
اوقفها بذراعه متسائلاً : على كيفچ.
أجفلت ما إن جذبها بذراعه التي ابعدها فوراً ما إن استقرت في مكانها..تعض باطن شفتيها بعد أن ساد الصمت بينهما وكأن ذات الموقف الذي جمعهما لأول مرة يعيد نفسه.. وكأن ليس في الكون
سوى هذا الرجل من يعيد لها توازن الأنثى الذي تفقده بين الحين والآخر.. هل كان يجب ان تكون في هذا الموقف المحرج؟

جاءها صوته الحازم: إنتي ليش متخافين على نفسچ؟
أجابت بسخرية :أخاف من شنو؟ من كلام الناس اللي ما يرحم؟
ليعلّق بألم من عنادها: ماكو دخان بدون نار وبعدين انتي بنية وأبسط حركة محسوبة عليچ،لا تنسين الناس عليها بالظاهر والناس تحچي اللي تشوفه يعني شتتخيلين يكولون من يشوفوچ واگفة وية واحد بمكان معزول؟
بنفس العناد أجابت: ميهمني.
بعصبية : لج لتظلين غبية .
:امير ما اسمحلك.
اكمل تأنيبه: انتي بنية..تعرفين شنو يعني بنية ؟
أجابت بتبرير: لا ما اعرف شنو يعني بنية... هااا اي عرفت .. قصدك البنية اللي اذا تواجه مشكلة تروح على ابوها واخوانها .. اوكي واذا اني ما عندي اخوان وابوية مشغول بهالحالة شسوي؟ لازم استسلم يعني؟

: وإنتي تحاولين تحلين مشكلة وتشوهين سمعتج ،، هيچ بكل بساطة..لا والله عفية عليج .

سألته بإستفزاز: وانتَ لهالدرجة تهمك سمعتي؟

اغمض عينيه وعاد لسؤاله : ماكلتيلي هذا منو؟

أجابت وكأنها في جلسة تحقيق : آآ.. هذا ... هذا حسام.
رفع حاجبه متسائلاً : حسام منو؟
بلعت ريقها :خطيب ودق؟
تأفف بغضب: شنو؟
استدركت : قصدي خطيبها السابق.
سألها: إبن الوزير؟
: اي نعم.

عاد ليسألها بغضب: اي وخطيب اختج السابق شتريدين منه ؟

لتجيبه بصراحة: هو ديحاول يأذي سامان بالكلية. ووو...

:وانتي شتريدين تسوين يعني؟

:اني طلبت اشوفه حتي اكوله يوكف عد حده.

:هااا يعني تهدديه ؟


:اي هددته ..


بسخرية اجابها: يعني اكو بنية عاقلة تهدد رجال طول بعرض؟؟أريد أفتهم وين عقلچ انتي؟؟


لتجيبه بإصرار: اني اسوي اي شي بس محد يجي يم خواتي ويضايقهن حتى لو اضحي بنفسي مو مشكلة.



: انتي كلشي عندج مو مشكلة ،، لأن أصل المشكلة إنتي..تتصرفين من راسچ ومتحچين وية أحد .. يعني تعالي فهميني انتي خايفة منه يأذي سامان ومو خايفة يأذيچ؟؟ عالأقل سامان رجّال يدافع عن نفسه بس إنتي...

قاطعته بدورها : آني بنية والله افتهمت بس هالبنية يا سيد أمير تعرف هيج نوع من البشر ميخافون من الله بگد ميخافون على مصالحهم ولهالسبب آني هددته واتحداه بعد اذا يتعرض لـ سامان لو ودق.


إلتفت عنها وإنشغل بعلبة السگائر التي أخرجها من جيبه،،سينفجر بوجهها إن لم تبتعد حالاً،،
وهي قد فهمت قصده لتبتعد خطوات وكأنها تذكرت شيئاً لتخاطبه : آآآ،، أمير الله يخليك...

أغمض عينيه وهو يخرج سگارة يحرقها بدل أن يحترق في مكانه.. لا تدرك ما تعنيه له تلك الجملة وهي تنطقها بعفوية تامة ولأنهما يفهمان بعضهما أجابها دون أن يلتفت اليها

:سامان ما راح يعرف شي ( ثم أضاف بنبرة أمر) : بس مرة ثانية إذا (هذا)حاول يقرب منچ بس إنطيني خبر .

هزّت رأسها بنعم وما إن ابتعدت قليلاً حتى جلس هو على إحدى الصخور الكبيرة



تجرأت لتسأله برسمية لم تعتدها في التخاطب معه: بعد خمس دقايق تبدي المحاضرة ،، راح تجي؟


وكأنه أصبح في عالمٍ آخر ليجيبها : تؤ .

ونفث في الهواء بحرقة أوجعت قلبها لتمضي عائدة حيث قاعة المحاضرات ...وما إن لمحت جاد حتى إقتربت لتلقي السلام لغايةٍ في نفسها: هلو جاد.اشونك ؟
ابتسم بهدوء: اهلا وتين ،،وينج ما حضرتي المحاضرة ؟خير اكو شي؟؟
أغمضت عينيها فهي تدرك أنها واضحة المشاعر أمام جاد حتى فاجأها بسؤاله: شفتي أمير؟
: الله يخليك جاد ،، روح شوفه .
استغرب صراحتها ليسألها : ليش صاير شي؟
: اسأله وهو يجاوبك.
لم يحاول الخوض في تفاصيل أكثر رغم علمه بأنها صريحة اكثر من رفيقه.




كان يجلس على تلك الصخرة القاسية وهو يتسائل هل كان عليه ورفاقه ان يعشقو بنات السبع رغم طريقهن المعبد بالاشواك ؟ فها هو سامان يتعرض لأول المواقف في التضييق عليه والسبب خطبته لإبنة السبع ؟ وجاد الذي يحاول بشتى الطرق اخفاء إهتمامه بالأخت الصغرى لكنه مكشوف المشاعر أمامه ، وهو أمير الصگر الذي قادها قدرها اليه ذات يوم لتحتل قلباً كان على وشك اعلان وفاته..
يشعر بالإختناق رغم كونه يجلس في الهواء الطلق،، وهو يدرك ان مجرد تفكيره بها يحيط رقبته بحبلٍ محكم الصنع ..لمَ تتصرف بتلك الطريقة الحمائية كمن لا يهمها شيء سوى اخواتها .. تلك المجنونة الا تفكر بنفسها والخطر المحدق بها.. وهل تتصور ان تهديدَ فتاة لـ رجلٍ شرقيّ سـيمرّ بسلام .


إنتبه لظلّ رفيقه الذي حضر الآن ليتأكد بأنها هي من أرسلته للإطمئنان عليه ،، تلك المتهورة ألن تكفّ عن معاملته بتلك الطريقة ؟ إقترب منه جاد ليراه يعبث برسم خطوط في الأرض الترابية التي أمامه ليبادره بسؤال عفوي : مو عوايدك تغيب عن اكثر من محاضرة؟؟

بلع ريقه بجفاف: مخنوگ جاد ،، حييييييييل مخنوگ.

جلس قربه: ليش صاير شي؟؟






تنهد بقوة: يعني ما بقى بالدنيا بس بنات فيصل السبع ؟دارت الدنيا بينة ورجعنا حتى نبتلي بيهن .

اي سحر تمتلكه الفتيات ليلقين شباكهنَّ على ذلك الثلاثي المثير للجدل ...قال تلك الجملة بغضب ومن ثم عاد لينظر في الفراغ ،، لقد إختصر أمير حالة قلوبهم المضناة بعشق بنات السبع دون غيرهن ..
تنهد جاد وهو يستمع الى تلك الجملة لكنه لم يجب بكلمة واحدة وهو من جاء ليواسي أمير ليجد نفسه محتاجاً للمواساة ..فرفيقه محق بكل كلمة نطقها.. لطالما رفض فكرة ان يكون راهباً لا لشيء الا لأنه لم يستطع ان يتخيل حياته دون ريتا..اما وقد نبذته كبقية افراد عائلته فإنه اختار حياة الرهبنة بعد اعتناقه الاسلام فأحاط نفسه بسلسلة من الحصون المنيعة كان متأكداً ان الجنس الآخر لن يتخطاها..
رافق صديقه في الصمت وهو يتنهد مسائلا نفسه: من أيّ ثغرةٍ قد نفدت صغرى بنات السبع لتحيي ورود قلبه ببرائتها..وتسقيه اهتماماً تاق اليه بعد سنواتٍ عجاف من الغربة ..
يكفي ان يكون ذووه من دينٍ آخر ليزرع في قلوب الفتيات تردداً وحيرة ...ومن سترتضيه زوجاً وتكتفي بقلبه الذي لا يملك سواه.










كانت ورود تجلس برفقة صديقاتها حين دخل جاد الى الكافتيريا وهو مشغول بقراءة بعض الاوراق التي على ما يبدو أنها اسئلة الامتحان لهذا اليوم ،، ومن تعابير وجهه استنتجت بأن الاسئلة كانت غاية في الصعوبة ،. فأستاذ المادة وكما أخبرتها وتين هو من أصعب الاساتذة في التعامل مع الطلبة من حيث نمط الاسئلة .. إستأذنت من صديقاتها وبعد دقائق كانت تقف عند طاولته وهي تحمل كوباً من الشاي الساخن مع قطعتين من الكيك الجاهز.. تنهد وهو يرفع عينه لمواجهة تلك البديلة عن إبنة العم الغاضبة .
إبتسمت ببراءة : ادري الاسئلة صعبة و احتمال انتَ مو ماكل شي من الصبح..صح لو لا؟
( ووضعت كوب الشاي وقطعتي الكيك على الطاولة وهي لا زالت تتكلم) : وهذا كوب الشاي والكيك..
يلا أُكُل وادعيلي .

خطفت انفاسه بتلك الحركة المشابهة لحركة ابنة العم التي كانت الوحيدة التي تتذكره وقت الامتحانات الصعبة ،، بلع ريقه وهو لا زال متجهم الوجه بسبب ذكرياته ،، إستبدلت إبتسامتها بإبتسامة خجولة وهي تسأله : ليش هيچ تباوعلي؟؟ إذا متحب الشاي عادي هسة أرجعه و...

قاطعها : تؤ تؤ،، عوفيه هنا.

سمحت لنفسها بالجلوس وهي تسأله : يعني لهالدرجة الاسئلة صعبة؟؟

وكأنها قد اعادته من ذكرياته للتو وهو يجيبها بهزة رأس ،،لتكمل ثرثرتها بقولها

: وشـ دعوة دكتور سامي شايف نفسه عالطلبة ويصعّب الاسئلة عليهم؟ إفتهمنا دكتور وماخذ شهادته من إنگلترا بس مو هيچ ..يكولون الرحمة حلوة.

إبتسم بسخرية رافضاً انتقادها لأستاذهم : هااا ورود بديتي؟؟ يعني عفتي اساتذة قسمكم وجيتي تنتقدين اساتذتنا؟؟

ردت : وإنت شكو تدافع عنه؟؟ مو هسة تكول الاسئلة صعبة؟؟

وضع يده على خده وهو يسندها الى الطاولة: اي وإنتي يعني حطيتي نفسچ محامية وتدافعين عني؟؟

ابتسمت برقة: اذا ما ادافع عنك،، عن منو ادافع يعني.. وبعدين تدري من اشوفك مبتسم شگد اتفائل؟

اسند ظهره الى الكرسي وهو يسمع اعترافها ،،لمَ يشعر أنها بدت تزيح ذكرياته جانباً عن ذاكرته لتفتح صفحة جديدة تبدأها هي ..حاول التركيز مع كلامها العفوي لكنه ازدادَ شتاتاً وكأنها قد فطنت اليه لتنهض عن كرسيها بسرعة وهي تقول بطفولية

: يوووه والله ادري بنفسي حچيت اكثر من اللازم ،، عفية جاد لا تزعل مني حباب.

استمرت بكلامها وهي تبتعد: فدوة اشرب الشاي قبل لا يبرد لأن وجهك صار أصفر.. يلا آني اروح اشوف وتين وين صارت،،، باااي .

ابتعدت ليغمض عينيه لثوانٍ معدودة،،هو يجب أن يبتعد عن سحر تأثيرها ،، فتلك الصغيرة تكاد تحتل لحظات سكونه بمفاجآتها وعفويتها الغير متوقعة.
فتح عينيه ليجد أمير يجلس قريباً منه لكن بالتأكيد ليس بأفضل حالاً منه وقبل أن يسأله جاد عن وضعه في الامتحان أجاب بتذمر : زززفت .

ابتسم لا اردياً...وبحركة عفوية،، وضع أمير يده على جبهته وهو ينظر بإتجاه كوب الشاي الساكن أمامه : اوووف احس راسي يريد ينفجر ،، يعني الاسئلة صعبة ومطولّة بشكل.. جاد تريد الشاي لو اشربه؟؟

قبض على كوب الشاي بتملّك وهو يشعر بالغيرة لمجرد تفكير أمير في الاستحواذ على ذلك الكوب الذي أحضرته بنفسها ،، يسخر من نفسه وهو يناقض عهده الكاذب المتمثل بالبعد عن سحرها..لكنه يلتمس لنفسه العذر بأنه سيحاول ابتداءاً من الغد .





تلك هي المرة الثانية خلال سنوات الجامعة الاربع التي يزورها فيها ابن الخالة الأخ ( نوفل) ،،، لكنها بدت هذه المرة مختلفة ،، هادئة ساكنة الحركات ..يسألها بلطف: متغيرة تونة.

ابتسمت محاولة ان تداري مشاعرها : قصدك فرحانة بأخوية حبيبي اللي جاي من كندا مخصوص حتي يشوفني.
: ممم اخوج حبيبج اللي تتهربين منه مو على عوايدج.
بلعت ريقها وحاولت تغيير الموضوع : لا لا مو صحيح ليش حتى اتهرب منك.. يلا تعال احچيلي تفاصيل خطوبتكم انتَ وتهاني.
إبتسمَ بحب: وتگوليلي ما اتهرب منك،،يعني صار كم مرة أگولچ على تفاصيل الخطوبة وحتى الصور شفتيها.. بس هسة انتي تعالي إحچيلي عنچ.
إبتسمت: لا شيء جديد.
: صايرة عاقلة.
: آني من يومي عاقلة .
رفع حاجبه: واللمعة بعيونچ.
نظرت الى الفراغ ،، هل حقاً ما يقوله أخاها ..

:تدرين تونة اكثر شي اتمناه انه اكون موجود من تنخطبين واللي يحبچ يجي يطلب ايدج مني ويتوسل حتى اوافق.
خانتها دمعتها التي سالت على جانب خدها وهي متأكده بان اميرها ممن لا يتوسلون للحصول على قلبها او قربها فقلبها قد اصبح ملكه دون توسل
استغرب نوفل نظرتها الحزينة:شبيج تونة؟
إبتسمت بألم :يا ريت ما تحلم اكثر من اللازم نوفل.
:ليش انتي شوية؟
تنهدت: مو كل شي نتمناه لازم نحصله.
:ليش تحچين بالالغاز تونة؟
: لأنه حياتنا كلها ألغاز .
:تونة انتي عايشة قصة حب من طرف واحد .
:تريد الصدگ؟ما اعرف .
: هو فقير؟
عضت على شفتيها: نوفل غيّر الموضوع الله يخليك.
: خلّي عينچ بعيني تونة.
اغمضت عينيها: نوفل هالحركة آني اسويها وية خواتي حتى اعرف اسرارهن، بس ممنوع احد يسويها وياية .

أدمعت عيناها وبحركة عفوية مد يده ليمسح دموعها ،،أجفلت حين رأت أميرها على وشك الدخول للكافتيريا وهو يرمقها بنظرة غضب مشتعل ،، وهل يملك سوى تلك النظرات ؟؟





بدأ العد التنازلي ولم يتبقَ سوى ايام معدودة على تخرج تلك الدفعة.. وهكذا فلكل قصة بداية و نهاية،،لكن قصتنا انتهت قبل ان تبتدئ حتى،، هنا سينتهي مشوارها الجامعي وهنا سيبدأ عذابها الابدي ..لا تعرف لمَ تشعر بإضطراب دقات قلبها كلما اقتربت ساعة النهاية ،، هي تعلم ان نهاية عشقها المجنون محتومة بإنتهاء السنة الدراسية الاخيرة او سنة التخرج لكن ما يشغل تفكيرها هل ستنساه هي يوماً..تبحث في صفحات ذكرياتها عن أملٍ ربما يجمعهما لكن بلا نتيجة تذكر..هي تعرف أن طلبة المرحلة الاخيرة لا بد ستجمعهم صورة للذكرى وهي راضية بتلك الصورة التي ستجمعهما .. وحان يوم التخرج وكالعادة يخيب ظنها بتغيبه عن الصورة الجماعية ويكتفي فقط بإلتقاط صور فردية مع بعض الزملاء.


أما هو فكان واقعياً اكثر منها وكان يدرك بأنه سيفارقها يوماً لكنها تؤذيه بتعلقها اللامبرر وهو مَن حاول بكلّ الطرق أن يصرفها عنه .. فها هي اليوم بدت في حلة جديدة حيث تتفق طالبات القسم الواحد على ارتداء اللون ذاته وهاهنّ يخترن اللون الأحمر وشاحاً.. ذلك اللون الناري الذي ترتديه للمرة الأولى.. تتوسله بعينيها أن يلتفت اليها وكأنها لا تدرك بأنها قد إحتلت قلبه رغما ً عنه وأنها بذلك اللون او بدونه قد اشعلت نيراناً يستحيلُ إخمادها..يتسائل هل سيطول عذابه ام سينشغل بحياة ما بعد التخرج ..



آهة أخرى انطلقت من حنجرته ،،وهل صدّق انه قد تخرج حقاً ،، ماذا اضاف لمسيرته سوى شهادة جامعية سيعلقها على جدران حياته الفارغة..

اجتمع الاساتذة لتوديع طلبتهم مع امنيات بالتوفيق لهم في معترك الحياة الجديدة حيث المسؤولية الملقاة على عاتقهم .. كلمات الطلبة كان يجب ان تكون بمستوى مشاعرهم فمنهم من القى كلمة مختصرة أحضرها للمناسبة ومنهم من اختار قصائد جميلة ليصل الدور اليها بإختيار ذكي لإحدى قصائد الرائعة( لميعة عباس عمارة) وكأنها توجه له رسالة مفادها أنك لن تنساني ..

تَـذكرُ ؟ إذ صافحتني
أوّلَ م التقيتَني
وهاجِسٌ من الهوى
إلى الهوى يَشُدُّني ؟
دُختُ ، شعرتُ بالدُّوارِ
حينما لمستَني
ولم تكن تَـعْـرِفُني ،
أدري إذا عَرَفتني
تُحِـبُّني ،
ـ تعرفني اسماً كنتَ ، لا تعرفني .. ـ
ولم تَزَلْ كَـفُّـكَ في كَفِّـي
إلى نِـهايتي تَشُـدُّني
مُـدَّخَـرٌ حُـبُّـكَ لي
بين ثنايا زمـني .








يستمعُ اليها بجوارحه ... يتنهد اوَ تبحثين عن الحب في قلبي ؟؟ وانا من اكون سوى رجل تائه بقلب عجوز في التسعين .. متى تفهمين اني لا املك تلك الجرأة التي تملكينها و بإني اجبن مما تتصورين،، أنا انسان بلا مستقبل هارب من الماضي لأعيش الحاضر كما ارسم لنفسي وان كانت تلك الرسمة باهتة وموحشة وبلا الوان ..



شعرَ بإنحباس الهواء في رئتيه لينهض خارجاً من القاعة بأكملها ..إغروقت عيناها بالدموع وحبست أنفاسها للحظات وخرجت هي الأخرى من القاعة لتستنشق الهواء في مكان لا يبعد عنه كثيراً.
كانت تجلس بمفردها على احدى المصاطب عندما إنتبهت لوجوده وحيداً برفقة سگارته يجلس بعيداً في الجانب الآخر من تلك الساحة..




رفع راسه ليجد جاد امامه ،، إبتسم له بتفهم :ليش طلعت من القاعة ؟
: صار عندي صداع.
: بس بعده الاحتفال ما خلص .
أجابَ بيأس وعصبية :بشنو احتفل بالضبط جاد؟يعني خلاص تخرجت؟ اي وبعدين؟ شنو المستقبل الينتظرني وآني مثل ما دتشوف.. مكانك راوح.
: أمير گول يا الله ،، ليش هيج متشائم ؟؟
نهض من مكانه وهو يفتح ربطة العنق بملل حيث ارتداها تماشيا مع تقليد حفل التخرج ..
: قصدك عايش واقع الحال ..
مشى خطوات للأمام ليسآله رفيق السكن اسئلة متتابعة : إنتظرْ أمير،،خليني اطلع وياك.
: لا جاد ،، راح اطلع اتمشى واريد ابقى بوحدي الله يخليك .
:واذا سألو عنك الشباب..
ردَّ بضيق : گوللهم مات.

أغمض عينيه بألم فهو يعرف اوجاع رفيقه ويفهمها ويدرك بأن قلب رفيقه قد تعلق بتلك الفاكهة المحرمة التي ان قطفها اصيب بلعنة الماضي الذي يلاحقه وإن تركها اصيب بجنون المستقبل المجهول .




مرت العطلة الصيفية بروتينها المعتاد..وتفرّق الجمع لحياةٍ أخرى حيث تم قبول وتين وجاد كطالبيّ ماجستير.. أما أمير فبما أنّ له خبرة في استخدام الحاسوب فقد وجد له احد الأصدقاء عملاً في إحدى المكتبات الخاصة بترجمة وطباعة وكتابة البحوث لمن يحتاجها من الطلبة .
تعيش وتين حياةً آلية،، تشغل نفسها بدراستها ومسؤولياتها مع اخواتها.. تتقصى اخباره عن طريق جاد الذي لمّح لها مراراً بأن طول الأمل ليس من صالحها..
اليوم هو على موعد مع جاد في الجامعة حيث اوصاه الأخير بإحضار احد البحوث المستعجلة قبل الساعة ١٢ ظهراً،، دخل مبنى الجامعة وهو يلتفت هنا وهناك بحثا عن جاد ليجده يقف مع مجموعة من الطلبة كانت هي من بينهم لكنها كانت تجلس على احدى المصاطب .. منذ تخرجهم كان قد عاهد نفسه على نسيانها فملأ ساعات نهاره بالعمل المستمر حتى إذا حلّ المساء يعود لبيته منهك القوى والتفكير.. لم يرغب الاقتراب من الطلبة فأشار لجاد بيده إن يحضر.. وفي غمرة النقاش بين الطلبة إنتبهت هي لجاد وهو يرفع يده وكأنه يرد السلام على أحدهم..أدارت وجهها الى الناحية الأخرى حيث كان يقف منتظراً رفيقه بملل..تسارعت نبضات قلبها وهي تتسائل،، هل كُتِبَ لي عُمُرٌ جديد لأتعذب برؤيتك من جديد..

أنهى جاد المناقشة التي تمت قبل قليل حول أحد المواضيع ليستأذن

: أوكي شباب آني اترخص لأنه صديقي هناك دينتظرني.

إكتفت بإلتفاتة بسيطة حيث ذلك الغاضب،، طلبت بلهفة لم يفهمها سوى جاد :سلّملي عليه.


وصل جاد حيث يقف أمير الذي بادره بإستنكار: شنو ساعة انتظرك استاذ جاد ؟

ليجيبه جاد : آسف والله ،، بس چانت اكو مناقشة وما حبيت انسحب بسرعة .

وبدون اهتمام ناوله البحث المطلوب: هذا البحث اللي طلبه صديقك .

أخذه منه مشكوراً ومن ثم سأله: ليش ما جيت سلمت عالطلاب ؟

أجاب بتذمر: ما حبيت اقاطعكم.

ليرد صديقه بعدم تصديق:ها إي صحيح ما حبيت تقاطعنا!

تأفف بضيق مقاطعاً : يعني وتاليها وياك جاد؟ تريدني أحلف بعد ما أجي للكلية حتى ترتاح .

وقبل أن يجيبه جاد ،، إلتفتَ حيث تجلس ليراها تستند إلى صديقاتها وهي تقف بصعوبة ،،
إنتبهَ إلى قدمها الملفوفة بجبيرةٍ طبية ..ومن ثمّ عاد ليلتفت إلى جاد متسائلاً ،،
وكأنهُ لم ينفجر غضباً الآن : شــ بيها؟

اجابه جاد ببرود: روح اسألها.. ليش تسألني؟؟

بعصبية رد: جااد إحچي ..

تكلّم بتفصيل مخيف : سيارتها إنضربت بسيارة عكس السير ،،، ولو تشوف السيارة شـصاير بيها مستحيل تصدگ أنه هيَ عايشة لحد هسة . بس التحقيقات تكول احتمال حادث مقصود.

: من إيمتة هالحچي؟

: صار تقريباً شهر.

تسائل بغضب: وليش ما گلتلي؟

:ليش هي تهمك بشي؟

أخفى عينيه بنظارته الشمسية ومن ثمّ أغمضهما بقلق..يلوم نفسه أم يلومها او لربما يلوم ذلك الصديق الذي يستمتع بتعذيبه..ما كان سيحدث لو اخبره في وقتها..
إرتدى قناع اللامبالاة ليسأل صديقه: عندك شي بعد لو نطلع سوة؟؟

أجابه جاد : لا ما عندي شي بس اشوف صديقي وأنطيه البحث.وإذا تحب نروح نصلّي الظهر وبعدين نطلع نتغدة.

هزّ رأسه موافقاً : اوكي انتظرك يم البوابة .

إفترقا كلٌ من طريق وفجأة التفتَ إليه جاد ليخبره : صحيح نسيت أگولك ،، وتين تسلّم عليك .

قال جاد تلك الجملة وإبتعد .. فيما بقي هو لثوانٍ في منتصف الطريق يصارع نفسه ،، هل يكمل طريقه أم يعود لمعذبته فقط ليسألها ..ايّ سلامٍ ترسلين وانتِ تشعلين الحرب بداخلي.. أما آن الوقت لهدنةٍ أبدية بيننا أو وقفٍ لإطلاق السهام. .

( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 01-11-16, 12:07 PM   #35

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

صباح الورد على الورد كله
بدأت الحمد لله قراءة الرواية
بداية مؤلمة الحقيقة وواقع مر
كم اشفقت على الجد الذي اعدم جورا وبهتانا
وعلى العم الذي كان ضحية لعبة مسؤولين ليتشتت من بعدها أولاده
كما وصعب علي حال السيد أمير فقر ومهانة وشرف ضائع
هل سيكون لدينا مكان في حياته أم ان طردها كان نهائيا؟!!
الانتقال للفصل الثاني


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 01-11-16, 04:59 PM   #36

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الثاني
تعرفنا على بطلات الرواية واللواتي وللمصدفة بنات السبع الذي تسبب لآل الصقر بمأساتهم ولكن للاسف الاباء يأكون الحصرم وهؤلاء البنات سيضرسون
سامان هل سيستسلم كما نصحه امير ام سيقاتل لاجل الرقيقة ودق
وتين تلك الام الصغيرة منطقية عاقلة وذكية واحببت كيف تخلصت من حسام ولكن السؤال من اين جاءت بالشريط؟
نوفل هل له دور فاعل بالرواية هو وغيدان ؟ سنرى
سلمت اناملك حبيبتي على المتعة


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 01-11-16, 10:59 PM   #37

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
صباح الورد على الورد كله
بدأت الحمد لله قراءة الرواية
بداية مؤلمة الحقيقة وواقع مر
كم اشفقت على الجد الذي اعدم جورا وبهتانا
وعلى العم الذي كان ضحية لعبة مسؤولين ليتشتت من بعدها أولاده
كما وصعب علي حال السيد أمير فقر ومهانة وشرف ضائع
هل سيكون لدينا مكان في حياته أم ان طردها كان نهائيا؟!!
الانتقال للفصل الثاني
حبيبتي الغالية نورتيني بحضورك وتشريفك للرواية
نعم حبيبتي لطالما تكررت هذه الحكاية واورثت الانتقام في القلوب والسبب هو السلطة الزائلة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bambolina مشاهدة المشاركة
الفصل الثاني
تعرفنا على بطلات الرواية واللواتي وللمصدفة بنات السبع الذي تسبب لآل الصقر بمأساتهم ولكن للاسف الاباء يأكون الحصرم وهؤلاء البنات سيضرسون
سامان هل سيستسلم كما نصحه امير ام سيقاتل لاجل الرقيقة ودق
وتين تلك الام الصغيرة منطقية عاقلة وذكية واحببت كيف تخلصت من حسام ولكن السؤال من اين جاءت بالشريط؟
نوفل هل له دور فاعل بالرواية هو وغيدان ؟ سنرى
سلمت اناملك حبيبتي على المتعة
الف شكر حبيبتي

هو الهدف من الرواية ان لا نأخذ شخص بذنب اهله وان نمنحه الفرصة لكشف معدنه ومن ثم الحكم عليه ..
اما وتين وكيفية حصولها على الشريط فهو لأن وتين قد دخلت معترك الحياة الحزبية مع والدها منذ مراهقتها لذا هي تعرف اساليب الكبار في ابتزاز وتهديد بعضهم .. واستخدمت هذا الاسلوب مع حسام فقط للتخلص منه..

نورتي حبيبتي


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 01-11-16, 10:59 PM   #38

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثامن

في قاعات أحد الفنادق الراقية ..إجتمع كبار المسؤولين وعوائلهم للتهنئة وللإحتفال بزفاف ودق وسامان وإن بدا بعض الحضور غير راضٍ عن إختيارها..بدت ودق بثوب زفاف محتشم أنيق تنطق عيناها بالسعادة التي تمنتها وتحققت الآن بأن تكون زوجةً لأول من خفق له قلبها الرقيق.. أما اختها الأم فهي تنتقل هنا وهناك تنثر عبير ابتسامتها ..كانت تدرك بأنه يلاحقها بنظراته الهائمة ..ذلك الزميل الذي لفت الانظار اليوم بأناقته ووسامته (أمجد )الذي تم تعيينه في السفارة العراقية في القاهرة ها هو اليوم يحضر حفل الزفاف .. حاولت الهرب بعيداً لكنه فاجئها

إبتسم بتهذيب: اشونج وتين ؟
حاولت أن تبدو طبيعية في ردها :اهلا استاذ امجد شرفتنا.
رفع حاجبه بلطف : لا من صدگ ازعل اذا تخلين القاب بيناتنا ..وبعدين اذا تكوليلي استاذ امجد راح اكولج استاذة وتين.
اجابت بمزح : لا مو لهالدرجة ماكو مقارنة بين معيدة بسيطة بالجامعة وبين سعادة السفير.
ضحك وهو يسمع كلامها : وتين والله اني مجرد موظف بسيط بالسفارة ،، وين آني وين السفير؟
سألته : اشونك امجد؟ اشونها القاهرة يكولون حلوة؟
اطلق تنهيدة وهو يجيبها محاولا التركيز في عينيها: اكيد حلوة بس بغداد احلى ..أحلى بهواااااية.
كانت تدرك مقصده فحاولت ان تهرب من كلامه بسؤال آخر: آ آ.. اهلك وينهم ما شفتهم؟
فاجئها :ليش رفضتيني وتين؟
إرتبكت :امجد الله يخليك..
قاطعها: انطيني جواب عالأقل أبقى على أمل .
: راح تصدگني إذا گلتلك اعتبرك مثل اخوية.
:بس احنة مو علاقتنا قوية لدرجة تعتبريني اخوچ.
:اي بس احنة اقارب.
:اقارب من بعيـــد.
:وزملاء بنفس القسم.
:ولخاطر ايام الكلية اكولج ممكن تفكرين مرة ثانية.
:واذا كلتلك فكرت الف مرة.
ابتسم ساخرا :الف مرة بيومين؟
تنهدت :امجد والله العظيم ما أگدر ..
قاطعها ليسألها بجرأة : اكو واحد بحياتچ؟
تعلقت دمعتها بطرف رموشها لتعتذر: اني اترخص.
وما إن التفتت حتى تفاجأت بهذا ( الواحد) الذي يشغل افكارها وأيامها..لغة العيون والمكابرة كانت تترجم ما هما فيه من الاشتياق..للحظات مرت تسائلت هل خانها الوصف لتصف أمجد بالوسامة؟؟
إذن أيُّ وصفٍ سيليق بأميرها الوسيم ذو الهيبة الفطرية..
كانت ترتدي فستانا اسوداً بتطريزات ذهبية و بتصميم محتشم وان كان يظهر قوامها وكأنها حورية قد خرجت للتو من احد الاساطير او من عالم الحكايات مع حجابٍ ذهبي احاطت به وجهها الفاتن ...تسخر من نفسها وهي تتصرف كمراهقة موعودة بلقاء حبيبها..أفيقي يا وتين فلا انتِ مراهقة ولا انتِ حبيبته .هو سيحضر ويرحل كأيّ ضيف ،،فإسمحي له بالرحيل ..لأول مرة تراه بالبدلة الرجالية الكاملة ذات اللون الرصاصي التي اضافت له هيبة ملكية .. نسيت وعدها بنسيانه لتقف أمامه بإرتباك لا زال يرافقها عند لقياه .. ابتسمت بخجل ليبادرها بكلمة واحدة : اشونچ؟
بلعت ريقها لتجيبه : الحمد لله ،، وإنتَ؟
اجابها بكلمةٍ أخرى : بخير.

غاب عن ناظريها لتناجي طيفه الماثل امامها ،، يا اميري ألن تبارك لي زواج اختي ؟؟ ألن تتمنى لي كالآخرين ان أكون انا العروس التالية ؟
لمَ إختصرت كلماتك لتسأل عن حالي وأنت تدرك شغفي لجمع المفردات التي تنطقها ،، الم تدرس قواعد الكلام لتلقي جملة طويلة بحقي اضيفها الى رصيدي .





إبتعد بإرادته وهو يقاوم شعوراً بالإشتياق قد طغى على احاسيسه في الفترة الأخيرة ،،شعورٌ بحاجة رجولته القاسية الى انثى رقيقة وليست أيّ انثى.. شعور المهاجر الى وطنٍ يأويه.. ومن سواها تكون وطنه؟ ..هل كان عليها ان تكون طاغية الفتنة هذه الليلة ؟هل كان عليها ان ترتدي ذلك اللون المماثل للون أيامه؟؟




الم يكن قد اقسم قبل ايام ان يبتعد فما باله الان يراقبها كأميرة محاطة بوصيفاتها .. افق يا جاد وتذكّر وضعك جيداً.. أنت لا تناسبها فهي ان نظرت حولها ستجد من يناسبها ليعشقها
كانت تقف بعيدا بين مجموعة من صديقاتها ..التقط قلبها الاشارة لتنظر الى البعيد لتجده يقف بمفرده


هي تدرك أن ما يربطهما شيءٌ ليس يُقال ولا يريدان الاعتراف به ،، شعر بمراقبة احدهم ليلتفت لتتلاقى نظراتهما ،، إبتسمت بفرح وهي تقترب منه ليبتسم بهدوء ..

تكلمت بلهفة: عاش من شافك.. صار كم يوم ما شفتك بالجامعة..
سعل بخفة : اهلا ورود اشونج ..والله اسف تعرفين مشغول شوية.
فاجئته بصراحتها : تدري الجامعة بدونك ظلمة .
بلع ريقه ليتهرب من كلماتها :لا مو لهالدرجة ،، البركة بيكم.
:ممكن اسألك سؤال.
: اي ورود تفضلي.
:ما اعرف عندي احساس انه انت تتهرب مني .. يمكن ضايج مني او ضايقتك بشي.
اغمض عينيه هرباً من صراحتها..ليفاجئها بإبتسامة باهتة : ماكو اخ يضوج من اخته..بس صدكيني مشغول.
بلعت ريقها بصعوبة وهي تحبس دموعها: اوكي اخذ راحتك جاد.. اني رايحة..صديقاتي ينتظروني
هز رأسه بموافقة : الله معاچ ، بحفظ الله.


اقتربت من صديقاتها وابتعد هو حيث يقف أمير الذي بادله الصمت ،، هو يجب ان ينساها فهما من عالمين مختلفين وان رضيت هي به فلن يرضى المجتمع ولن يبارك الاهل لقائهما ..



تمرّ الايام وهي تدرك ان هناك مخططاً لجمعها مع طارق بخطوبة عاجلة ،، كيف لا وهي ترى تكرار الزيارات بين الخالة ميسون والخالة لطيفة.وهي بالطبع لن تتحمل ان يخططوا لها مستقبلها رغماً عن ارادتها،،كيف يخططون ان ترتبط بــ طارق فيم قلبها متعلق بــ جاد .. نعم هي مجنونة لكنها ستكون مجنونة اكثر لو وافقتهم على تقرير مصيرها.

طرقت الباب ودخلت غرفة اختها وتين التي توقعت حضورها فبعد زواج ودق اصبحت علاقتهما اوثق مما كان .. كانت وتين تجلس على سريرها بإرتياح وهي تحمل بيدها كتاباً دراسياً ،، جلست ورود
بملل استرعى انتباه وتين التي تركت الكتاب جانباً واقتربت من اختها بحنان

: خير وردة شبيج حبيبتي ؟؟
بلعت ورود ريقها لتجيب بتردد:آآ،،، آني واگعة بمشكلة واريدج تساعديني.
قطبت وتين جبينها: شكو ورود خوفتيني ؟
لترد ورود بإصرار: وتين بصراحة اريدج تساعديني حتى اخلص من طارق .
وضعت وتين يدها على خدها : قصدج طارق ابن عمو توفيق؟ ليش شسوالچ هالمرة؟
: وتين اكرهه ،، ما احبه .
ابتسمت بحنان : بس هو يحبچ.
سخرت ورود : اي بإيعاز من امه .
لترد وتين : وردة عيب تحچين هالحچي ،، طارق مؤدب وطيب ومو عيب اذا تشوفيه مطيع لأمه وبعدين...

قاطعتها ورود : اي مطيع مو مشكلة بس مو طينة وما عندة شخصية .

: اريداعرف اشون عرفتي ما عنده شخصية وانتي اصلا ما عندج استعداد تسمعين منه كلمة لو تناقشيه . أحسچ تتحججين بدون سبب.
: اي اتحجج بس عندي سبب قوي يخليني ارفضه ولازم تساعديني تونة.
بلعت ريقها لتسألها: احچي ورود فهّميني .
نهضت من مكانها وخطت في الغرفة ببطئ لتفاجئ اختها بإعترافها: آني احب جاد وما عندي استعداد ارتبط بطارق عالأقل بهالتوقيت.
شهقت وتين بشدة وهي تقترب منها : عزة بعينچ ورود شبيج من كل عقلج تحچين .
هزت رأسها بنعم : اي تونة اني احبه ومعترفة بهالشي ولهالسبب دا اكولج ساعديني مثل ما ساعدتي ودق .
فتحت وتين فمها بصدمة اكبر وهي تتسائل:اساعدچ بشنو؟ انتي اكيد تخبلتي.
لتجيب الصغرى: ليش تخبلت تونة ؟ ليش مو من حقي احب واختار الانسان اللي اريد اكمل حياتي وياه
: اي ورود اختاري براحتچ بس مو جاد ..
: وشمعنى مو جاد ؟ شنو ناقصه ؟
: مو ناقصه شي بس ....
: قصدج لأن اهله مو مسلمين؟وشنو يعني ؟؟ اهم شي اني وياه من نفس الديانة.
: ورود حبيبتي مو هالشكل ينحل الموضوع ،، بس جاد مختلف عنا بكل شي..يعني اهله غير عن اهلنا.
تعرفين مجتمعنا عاداتنا وتقاليدنا.
: هااا قصدج لازم اللي احبه اختاره من نفس مستوانا حتى الكل يرضى ؟ومو مهم اني .
: اكيد اهم شي انتي ،، بس بالعقل يا عيني .
: وانتي من اختاريتي امير وحبيتيه. ليش ما حسبتيها بالعقل ؟
وضعت يدها على فم اختها: شششش اسكتي...امير منو ؟؟ ولج شبيح اليوم فهميني؟
تريدين تفضحينا؟
ابعدت يد اختها عن فمها: اي تونة اعرف من زمان انتي تحبين امير وهو يحبج بس انتو الثنين مو معترفين بهالشي ..
هزت وتين راسها بعدم تصديق: ورود كافي عاد واطلعي من غرفتي هسة.
لكن ورود اصرت على اكمال كلامها: اني مو مثلج وتين ،، ما عندي هالقابلية انه احبس مشاعري لهالدرجة ،، وكلتلج طارق ما اكدر انطيه شي .من يتقدم رسمي راح ارفضه واحتمال اصارحه بالحقيقة وهو اذا عنده كرامة راح يرفضني.

قالت تلك الكلمات وغادرت الغرفة لتترك اختها الكبرى في حيرة مما تسمع،، جلست وتين على سريرها لتسمح لتلك الدمعات ان تبلل خديها وهي التي ظنت ان حبها سرٌ سيبقى داخلها ولن تبوح به ولا تريد لأحدٍ الاطلاع عليه لأنه حب مستحيل .. هل هي مكشوفة لهذا الحد ؟؟
في اليوم التالي كانت وتين مع جاد في المكتبة بعد انتهاء المحاضرة ،، لاحظ شحوب وجهها ليسألها
: خير وتين اكو شي؟؟
ابتسمت بتصنع وتنهدت بتعب : والله ما اعرف شأكولك جاد .
: احجي وتين واذا اگدر اساعدچ بشي.
: اصلا انت الوحيد اللي تكدر تساعدني.
: اي وتين اسمعج
بلعت ريقها لتبدا كلامها : جاد اني اعرف انه انت تعامل ورود مثل اختك ،، صح لو لا؟؟
كلاهما كان عليه ان يكذب ويصدق كذبته .. اطرق رأسه ارضا : شبيها ورود؟؟
هي تدرك انه يحب اختها لكنها لا تستطيع محاربة والدها وتسيير اخواتها وفق اهوائهن ،،
فطارق يختلف عن حسام اللامبالي وصفاته تؤهله ليكون زوجا محبا وطيبا.
اجابت : ورود تقدملها شخص وهي رافضة ومتصورة انه ،، يعني ،،. آآ،،،

تنهد بصمت ،، إذن احساسه لم يخطئ ،، فتلك الصغيرة تبادله المشاعر..نظر الى عينيها ليفهم قصدها لكنها التفتت الى الجهة الثانية : الله يخليك جاد اقنعها توافق على طارق لان مو ناقصني مشاكل وية بابا ...(عادت لتنظر اليه ): انت تعرف مجتمعنا وتقاليدنا ،
اغمض عينيه مدركا السبب في عدم قدرته على البوح بمشاعره،، لكنها اضعفته بتوسلها: انت متعرف شكد عانيت وتعبت حتى بابا يوافق على سامان ،، جاد اني ما اكدر اواجه بابا ومرته كل مرة ..متعرف الضغوط اللي تصير علية وماكو حجة تخليها ترفض طارق .




وهناك حيث كانا يجلسان ،، حيث اخبرها قبل ذلك ان هناك شيئا مهما سيخبرها به .. هو يجب ان يكذب ،، فهي من علمته على الكذب ولا بأس بكذبة صغيرة ينقذ فيها حياتها


ابتسمت بعفوية : اي جاد احچي .
: آ آ. ورود انتي تعرفين انه مناقشة الرسالة راح تكون بشهر ٨ ؟؟
اجابت بإهتمام وتفاخر: اي اعرف وراح تصير الاستاذ جاد ومحد بعد يگدر يحچي وياك.بس الله عليك لا تصير مُعقّد مثل بعض الاساتذة .
ليجيبها بجدية : ورود كم مرة گلتلچ لتحچين عالاساتذة.
إبتسمت: وعد مني من تصير أستاذ بعد ابد ابد ما احچي عليهم.
ليسألها: ومنو يگول آني اريد اصير استاذ بنفس الجامعة هنا؟
قطبت حاجبيها : يعني شنو مو بنفس الجامعة؟؟ قصدك تنقل لغير جامعة؟ ليش؟ شنو السبب يعني؟
استند بظهره الى الكرسي ليجيبها: ممم.. ورود لازم تعرفين انه كل انسان لازم يعيش حسب ظروفه .
بلعت ريقها وهي تتصور بأنه سيصارحها بمشاعره الواضحة اصلاً .. لكنه أكمل كلامه: ولأنه مثل متعرفين اكو شوية خلافات بيني وبين اهلي بسبب ديانتي .. ولهالسبب قررت انه اول ما اخذ الشهادة راح اسافر برة..
خفق قلبها بقوة: تسافر وين ؟؟

أغمض عينيه وهو يحاول ان يستجمع الكلمات،، هو يكره الكذب لكنها تجبره:

انتي تعرفين انه اني بقيت فترة بالمانيا وتعرفت على هواية ناس هناك وكدرت احصل اقامة..ولهالسبب صديقي قبل فترة خابرني وگلي انه ممكن احصل شغل بشهادتي وبصراحة فكرت بالموضوع وشفته احسن شي ممكن اسويه خصوصاً اني ما عندي شي يربطني هنا ..

فاجئها ، بل صدمها بقوله وهي من كانت تتوقع عكس ذلك ،، بلعت ريقها: يعني شنو؟؟
: يعني اروح اشتغل واستقر هناك.
: وليش اصلاً رجعت ؟ وليش حتى تگلي؟
ابتسم كاذباً: گلت اختي وتفرحيلي


ابتسمت بسخرية :آني؟؟ اختك؟؟ منو يگول؟
:انتي طول عمرج تعرفين انه اني اعاملج مثل اختي بالضبط .
: وهاي شنسميها يا استاذ جاد؟
: وروووود؟
: كذبة بيضا لو شنو بالضبط ؟لو يمكن الكذب حلال عليك وحرام علية ؟
: وروود انتي عايشة بأوهام ..
: جاد الله يخليك اسمعني.. آني اعرف انه انت تفكر بالفرق بين اهلي وبينك بس هذا كله ما يهمني لازم أكو حل.
تنهد بهدوء: ماكو ايّ حل ورود.. لازم تعيشين بنفس مستواچ.
: واذا كلتلك انه آني عندي الحل.
: اللي هو شنو؟
ترددت قليلاً ومن ثم صارحته بفكرتها المجنونة...ضرب بقبضته على المنضدة بقوة: ما اعرف منين جايبة هالجرأة ...ليش متصيرين مثل..
: قصدك ليش منصير مثل وتين وأمير.
نظر لها بدهشة لترد: اي جاد اني اعرف كلشي.. وما اعرف شنو ينتظرون والعمر ديضيع من ايديهم.
اومئ برأسه: انتي متعرفين كلشي ورود.. كل إنسان وظروفه.
: اي وانتَ شنو ظروفك.
: إنتي تعرفين.
: وآني انطيتك الحل.
:هذا مو حل هذا خراب بيوت.
: وتتصور اذا تزوجت طارق راح يصير عندي بيت مثل الناس!
: بس حسب كلام وتين انه طارق..
ردت بعصبية: وتين متعرف طارق،، آني بس اللي اعرفه..وبعدين اشون ارضاها لنفسي اتزوج انسان وآني احبـ...
: كافي ورود لخاطر الله ،،، گلتلچ قصتنا مالهة حل.
مسحت دموعها بسبابتها: يعني تعترف اكو قصة!
: اي اعترف بس ما اريدچ تتأذين.
: انت ما راح تأذيني،، انت راح تذبحني جاد اذا سلّمتني لطارق بيدك.
لا يعرف ما يفعل مع مدللته الصغيرة،،ترهبه بجرأتها وصراحة كلامها،،سيضعف أمامها تلك اللحظة وسيتناسى توسلات وتين،، لكنه ما لبث ان عاد للواقع المرير : ورود لا تصعّبيها الله يخليچ،، تگدرين من اليوم تعتبريني أخوچ.
نهضت بعصبية : واني هذا الأخ ما اريده ،، من اليوم راح اعتبره ميت ..



هكذا غادرته وتركته مذهولاً لتبقى تلك اللحظات في خياله ما بقي،، هل يتبعها ليصارحها بأنه كذب عليها لكن كذبته ليست كذبة بيضاء بل سوداء بلون سنوات العمر القادمة..


بعد انتهاء يومه الجامعي المرهق عاد الي البيت مثقل الصدر بما لاقاه من عناد تلك المتهورة
حقا ما الذي تظنه وهي تعرض عليه انها تفكر بالهرب معه الي اي مكان ،،هل ظنته متهوراً مثلها !

كان يجلس بمفرده في الشرفة وهو يشعر بحاجته للبوح لمن يفوقه خبرةً وسناً ..انهى امير عمله وخرج يرافقه في جلوسه يشاركه الصمت ذاته .. لم يتعود ان يسأل لكن جاد التفت اليه وكانه يخاطب نفسه
:محتاج ابوية ..كلش محتاجله عالأقل يوجهني ينصحني..
نهض من مكانه وهو يغمر اصابعه بشعره :ما اعرف اشون الواحد يكدر يعيش بدون...
اغمض عينيه وهو يبتر جملته مستذكرا حال رفيقه اليتيم الذي ادعى اللامبالاة كعادته
تنهد أمير بصمت من قال ان الرجل لا يحتاج لأبيه فهو حقاً غير جدير بتقديم النصح لصديقه بل كيف ينصحه وهو مصاب بالداء ذاته ..



وتمضي الايام الرتيبة ببطئ لتحمل معها خبر اعلان خطوبة ورود وطارق..ورغم تأنيب الضمير الذي رافق وتين الا انها كانت مطمئنة لتلك الخطوبة فـ طارق يبدو شاباً مهذباً ذو اخلاقٍ طيبة .. فما الذي تريده ورود اكثر من ذلك ،، نعم هي مراهقة صغيرة تعلقت بأول شخص تعامَل معها بلطف لكنها حتماً ستنسى.. وجاد كذلك سينسى .
عندما تمر سنوات العمر نستذكر شريط حياتنا حيث تتسارع في مخيلتنا الاحداث التي كانت قد مرّت ببطئ فيما مضى ،،انهى كل من جاد و وتين دراسة الماجستير وحصلا على الشهادة التي كانت يطمحان لها بعد ما يقارب سنتين،،،
تزوجت ورود من طارق وكانت مكتفية بالصمت حيال حياتهما خصوصا بعد محاولتين فاشلتين للحمل بطفل يحمل اسم العائلة لتتجلى الصورة الحقيقة لطارق فرغم طيبته وحبه لها الا انه كما وصفته ورود ( ابن امه) وكأن الأمر بيدها في عدم اتمام الحمل..
وأخيرا وبعد ان قال الطب كلمته بأن امر الحمل ربما يحتاج لسنوات اخرى من العلاج والصبر ..أعلنت الخالة لطيفة أنها ليست مستعدة للإنتظار أكثر لتحمل حفيدها بيدها ..

لم تعد العلاقة بين الاختين كسابق عهدها فـورود تعاقب وتين بالصمت والغموض.. وان كانت وتين لا تزال تعاملها كطفلتها المدللة.. اتصلت بها لتسأل عن اخبارها وحالها الغامض

ردت بسخرية: عايشة بأحسن حال او تگدرين تگولين من اليوم بدا العد التنازلي.
قطبت وتين جبينها:العد التنازلي لشنو؟
اجابت ببرود:خالتي لطيفة قررت انه اذا ما صرت حامل هالشهر فـ طارق راح يتزوج الشهر الجاي .
:شنووو؟ وطارق شيگول ؟
:امممم طارق كلشي ولا زعل الماما تعرفين.
:ورود احچي عدل من ايمتة هالكلام.
: مو مهم تونة ... اهم شي تعرفين انه عمري ما حسيت بالأمان وية طارق .

أغلقت الهاتف وانطلقت بسيارتها حيث تعيش اختها ورود مع عائلة زوجها
تكلمت بعصبية:اختي مو حقل تجارب حتى تهدديها خالة لطيفة.
:والله اني ما هددتها بشي وبعدين من حقي اشوف حفيد.
:اي من حقج بس مو على حساب مشاعر اختي وكرامتها.
:ومنو داس ع كرامتها؟
:لعد من تهدديها تزوّجين زوجها شنو معناه؟
:معناه انه ابني انتظر بما فيه الكفاية ولازم يصير اب.
:لا والله معناه انه ابنج ما عنده شخصية الى درجة قراره بإيد امه.
:شنو جاية لبيتي تعلميني اربي ابني ست وتين.
:لا العفو خالة بس احنة انطينا بنتنا لرجّال يُعتمد عليه وطلع مو گد المسؤولية.
:وتين احترمي نفسج انتي ابيتي.
:واني طالعة من البيت بس بالاول راح اخذ اختي. وانتي بالعافية عليچ زواج ابنج.

وما ان خرجت وتين بصحبة اختها حتى اتصلت الخالة لطيفة بالخالة ميسون وشرحت لها تفاصيل ما حدث.. وعند وصولها الى البيت استقبلتها زوجة ابيها بغضب

:وانتي منو حتى تتصرفين من كيفج وتروحين تهددين لطيفة.
:اني ما هددتها ابنها يمها ،،تروح تزوجه، تشبع بجهاله بكيفها بس تعوف اختي.
هذا الكلام انتي اكبر منه ،، انتي ناسية المصالح اللي بين ابوج وابو طارق.. كلشي ينحل بالتفاهم
:والله خالة ماكو تفاهم ويلعن ابو المصالح اللي يخليني اتنازل عن كرامة اختي،، طارق انسان جبان واختي لازم تتطلگ منه حتى لو الدنيا تحترگ..

وكأن هذا الموقف كان تكفيراً عن الذنب الذي ارتكبته بحق قلب اختها..لكنها تقسم بأنها ارادت لها الخير والاستقرار واخيرا عادت ورود الى بيت ابيها كـ مُطلّقة لتصدم الجميع بأنها كانت علىى حق لكن احداً لم يصدقها وأولهم اختها وتين التي اتهمتها بالدلال..

في تلك الفترة من تاريخ العراق تصاعدت طبول الحرب الاعلامية يقودها بوش الابن ليعلن عن خطر العراق حكومةً وشعباً علئ الشرق الاوسط ،، وكانت القنوات المأجورة تمارس سياسة الكيل بمكيالين وقطع الوعود للشعب العراقي بتحقيق الديمقراطية التي يتمناها .. وفي غضون اسابيع ثلاثة عاد العراق لحقبة الاحتلالات التي كنا نقرأها في كتب التاريخ واذا بتلك الديمقراطية هي ليست سوى جنود مدججون بالسلاح ذو لكنة غريبة ووجوه قاسية متحصنون بسياراتهم العسكرية يهددون كل من يقترب منهم بالموت( خطر ابق بعيدا.. لا تقترب) وكان قرار حل الجيش والشرطة والحزب الحاكم مؤثرا على كل فئات المجتمع العراقي ،، إذ كيف يعيش شعبٌ ما دون جيش او شرطة تحمي مؤسساته ..
وتبدأ مرحلة جديدة من حياة ابطالنا ..
وهنا كانت نهاية تسلط اعضاء ذلك الحزب .. فقد كل من فيصل السبع وغيدان السبع مناصبهم وبدأوا يعدون العدة للسفر خارج البلاد لكنهما قررا التريث قليلاً لئلا يثيرا الشكوك حولهما..
اما هو امير الصقر فرغم سقوط القناع عن النظام الذي ظلمهم الا انه لم يكن مسرورا بما يحصل في البلاد من فساد واحتلال واعتقالات عشوائية لكنه بدأ مع اولاد عميه بمحاولة استعادة ما تم مصادرته من املاكهم ..وبعد دخول الانترنت بشكل اوسع للبلد وجد فرصته في العمل كمترجم لإحدى الوكالات عن طريق احد الانترنت .. وكانت فرصته في العمل قد وفرت له الوقت اللازم للإعتناء بإبنة العم ( همسة).
حقاً تغيرت اشياء كثيرة في البلد ،، وتفشّت الطائفية المقيتة وبتنا نسمع قنوات الإعلام وهي تُقسّم مناطقنا مذهبياً وطائفياً لتبدأ مرحلة الهجرة داخل البلد كلٌ يهاجر حيث تسكن الاغلبية التي ينتمي لها ،،، تهاجر او تموت،، وهل هناك فرقٌ بين الهجرة والموت!!


استقر الحال بــ سامان وعائلته في شمال البلاد حيث ينتمي هو وحيث الأمان ..
أما جاد فبعد تلقيه التهديدات التي لا يعرف سببها ولا مصدرها ولأنه لم يكن سوى مسلماً موحداً كان عليه ان يهاجر بدينه حرصاً على حياته فتوجه الى شمال البلاد حيث الأمان وحيث رفيقه سامان.
هو وحده من بقي في العاصمة حفظاً لذكراها،،تلك التي لا يعرف سوى بأنها قد اصبحت معيدة في ذات الجامعة ..بل يعرف فهو قد اعتاد مراقبتها من بعيد ليلمحها وهي تخرج من الجامعة لوحدها كما عهدها..كم يشعر بالقلق حيالها خصوصا وهو يسمع ما تتلقاه عوائل المسؤولين من تهديداتٍ شتى .. كم يتمنى لو يخطفها بعيداً عن كل ما يحدث.

اختارت وتين العمل كمعيدة في الجامعة ذاتها..بعد نهاية الدوام خرجت مرهقة من القسم لتتفاجئ برؤية احدهم لم تصدق عينيها عندما لمحت( جاد) ويبدو انه كان في انتظارها ..
ابتسمت باحترام : جاد ..معقولة؟؟
ليرد بأدب: اول شي السلام عليكم.
ابتسمت بخجل : وعليكم السلام ،، آسفة والله بس تفاجئت من شفتك .. اشونك ان شاء الله بخير .حصلت وظيفة ؟قصدي استقريت خلاص لو تفكر ترجع لبغداد؟؟
كان يبتسم لتتابع اسئلتها : على كيفچ وياية استاذة وتين ..إفتهمنا معيدة وتطرحين اسئلة بس اول شي ممكن اعزمچ بالكافتريا؟
ابتسمت : لا اني اللي عازمتك لأنه اليوم انت ضيفنا .

جلسا في الكافتيريا لبعض الوقت لتسأله بلباقة عن اخباره وسبب زيارته للعاصمة لتدرك بأنه لا زال يتابع اخبار ورود ويبدو انه قد علم مؤخراً عن طريق سامان بأنها قد انفصلت عن طارق..
زمّت شفتيها لتسأله :يعني إنت بعدك تسأل عن أخبارها؟
: أكذب عليچ اذا كلتلج لا.
: والمطلوب مني.
: أريدج تساعديني حتى ارتبط بيها على سنة الله ورسوله .
اطرقت أرضا وهي تفكر،،هل ظلمت اختها فيما مضى بعدم مساعدتها على الارتباط بمن تحب؟؟ لكن وضعهم سابقاً لم يكن ليسمح بمثل تلك الخطوة وهل اختلاف وضعهم الآن قد شجّع جاد على هذه الخطوة ..مهلاً لكنها لم تفكر ان كانت ورود سترضى به زوجاً بعد ان سلّمها بنفسه الى طارق.. وكيف ستساعدها وهما الآن اشبه ما تكونان بالغريبتين عن بعضهما وكأن ورود ليست طفلتها المشاكسة التي ربتها على يديها .
ابتسمت بألم : جاد ما اعرف شأكولك ،، بس علاقتي بورود مو مثل قبل وما أتصور انه ،،، يعني...
قاطعها : اريد اشوفها ممكن؟؟
دمعت عينيها وهي تلمح اللهفة في عينيه ،، يا الهي هي قد ظلمت قلبين عن دون قصد..
ليضيف: الله يخليچ اقنعيها وآني أحچي وياها.

دخلت لغرفة اختها رغم ترددها وهي تحمل كيساً ذهبياً
ابتسمت بحب:بعدچ تحبين (hello ketty)؟؟
لتجيب الصغرى بهزة رأس صغيرة بنعم.
دخلت وتين وهي تحمل الكيس ووضعته قرب اختها وبادرت بالكلام: هذي البيجاما شفتها بطريقي وتذكرتچ..
بلعت الصغرى ريقها: اشكرچ.
اغمضت وتين عينيها لثواني،، هل اصبح كلامهم رسمياً لهذه الدرجة ببن هدايا وشكر..
فركت كفيها ببعضهما ونهضت : اني صحيح مو أم ولا شبعت من حنان الأم ،، بس ظليت اسمع أنه الأم تتمنى موتها ولا يصير شي بأطفالها،، وهذا اللي دا أحسه بالضبط.
ادمعت عينيها وهي تتكلم : وحتى الأم الحقيقية تبقى بشر ومو معصومة من الغلط،، بس تأكدي يا ورود انه كل أم تحاول بكل جهدها انه تقدم اللي تگدر عليه ..آسفة اذا بيوم قصّرت وياكم بس تبقون بناتي رغم كل شي،، اللي يفرحكم يفرّحني واللي يأذيكم يذبحني.
تراجعت بخطوات حتى وصلت الى الباب لتتفاجئ بـ ورود وهي ترتمي في حضنها ببكاء مرّ: تـ...ووونــ...ــة الله يخليچ لاتعوفيني ولا تزعلين مني ،، والله اموت اذا زعلتي مني ..
بلعت ريقها وشهقت ببكاء اقوى وهي تحتضن اختها وتربت على رأسها : اسم الله عليچ حبيبتي ،، تعرفيني عمري ما ازعل منكم .
نظرت ورود الى اختها : سامحيني تونة والله مو زعلانة منج ولا بقلبي عليچ شي ،، بس زعلانة على نفسي ..
ابتسمت وتين رغم دموعها :لا حبيبتي لتگولين هيچ.
: تونة دا أحس بالفشل ،، فشلت بكل شي بالحب وبالزواج وبالأمومة ،، وحتى من ردت اقدم عالدراسات العليا صار الاحتلال وانگلب وضع البلد كله.. دتشوفين شگد فاشلة اني.
احتضنتها بقوة : لا وردة حبيبتي ،، هذا مو اسمه فشل ،، هذي اسمها تجارب وبعدين متعرفين يمكن رب العالمين ضاملچ الاحسن ( وابتسمت بثقة) : لا مو يمكن ،، أكيد ،، وردة متعرفين شكد ادعيلكم انتي واختچ حتي ربي يسعدكم وآني متأكدة رب العالمين ما راح يخيّب ظني .

نظرت ورود اليها بحب وهي تتسائل في سرّها،،، وماذا عنكِ يا قلب اختيكِ؟وأُمنا الصغيرة ؟ أما اختزلتِ دعوات خاصة لقلبك المنهك ؟؟ أما سألت الله ان يرزقكِ بــ أمير يتوجكِ أميرة لقلبه؟؟ اميرٍ حقيقي وليسَ من اتعبكِ عشقه !!











عادت العلاقة الطيبة بين الاختين ،، تجلسان معا في احدى الحدائق وهما تتناولان الايسكريم ويستذكران اشياءاً مرحة وفجأة
: السلام عليكم.
ارتجفت شفاهها وهي تنظر لوتين التي امسكت بيدها مبتسمة: اهدي حبيبتي.
نهضت من مكانها بغضب: وتين امشي نروح منا.
اوجعه قلبه وهي تلتفت متحاشية النظر الى وجهه ليفاجئها: اشونج ورود؟
: وتين اذا متجين وياية...
أمرها بصوته مقاطعاً : ورود انتظري.
: على ايّ اساس انتظر استاذ جاد( ثم اردفت بسخرية) لو يمكن صدّگت إحنة اخوة وجيت تفرض نفسك علية.. بس خليني اذكرك بشي اذا نسيت ،،إي چان اكو واحد بحياتي اسمه ( جاد) بس مات خلاص والميت ميرجع ابد.
: ورووود اسمعيني بس.
: على شنو اسمعك ؟؟ انت مو تريد تسافر؟ انت مو ما عندك شي يربطك هنا؟؟

اخذت بيد اختها وغادرت المكان..إذن هي لا زالت تحتفظ بكلماته في اخر لقاء بينهما ،، نعم هو قد آلمها لكن لم يكن لديه خيارٌ آخر... تلك المدللة الجريئة ترفض وجوده الان كما رفض وجودها سابقاً لكنه لن يستسلم..تكررت محاولاته وتكرر رفضها

: تونة كلتلج خلاص لتحاولين .
: وردة لتصيرين غبية ،، الولد يحبچ وشاريچ.
: هسة صار يحبني؟؟ بعد شنو ؟بعد ما انكسرت.
: وهذا اللي يخليني اكولج لتخسريه،، لأن لو واحد ثاني يعوفچ مكسورة ولا يسأل عليچ.
: تونة ،، آني...ما اعرف بس ...
احتضنتها: وردة حبيبتي،،صارلنا هواية مو فرحانين.. اريدج تفكرين وتسألين نفسج ليش جاد لحد هاللحظة ما تزوج ؟؟ وليش رجع ؟ اسألي قلبج وشوفي الجواب .

هذه المرة هي من ستقف الى جانب اختها وستحاول اقناع والدها فلم يعد هناك مناصب وفرق بين الناس سوى من صعد على الاكتاف واستفاد من تدهور وضع البلد لكن والدها كان قد قرر بمشورة زوجته بأنه سيحاول تصفية اموره المادية والسفر والاستقرار في احدى الدول المجاورة .. لربما ستطلب مساعدة زوجته في اقناع والدها بضرورة الموافقة لمصلحتهما اولاً.


كانت الخالة ميسون تجلس في الشرفة لوحدها،، تستذكر الأيام الخوالي بكل حسرة فآخر ما توقعته ان يحصل ما حصل... اين العوائل المرموقة التي كانت تربطها بهم صلات حميمة ومصالح .. لم يعد أحدهم يسأل عن الآخر،، بل جميعهم لم يعد يفكر سوى بنفسه وبكيفية تصفية أموره والسفر خارج البلد... آه نعم السفر الذي باتت تحلم به الآن ليس للرفاهية بل للحفاظ على حياتها وحياة ابنتيها.. لكن كيف السبيل وذلك السبع فيصل يرفض ترك ابنتيه ( ورورد ووتين) وهما اللتان ترفضان فكرة السفر مهما حصل..كم ندمت على زواجها منه وهي من كانت تتصور ان بنات زوجها كباقي البنات ممن يلهثنَ وراء المال والسلطة لكنها تفاجئت بثلاث عنيدات آخر همهنَّ هو الثراء..
تلك العنيدة وتين هي من تزرع في نفوس اخواتها تلك الافكار وهي من ساعدت ودق في التخلص من حسام ومن ثم أصرّت على طلاق ورود من طارق..
ترشف من كوب قهوتها البارد وتتنهد بسخرية .. على الأقل لو لم يتم طلاق ورود وطارق لكان من السهل ربما اقناع فيصل بالسفر ومن ثم اجبار وتين على الموافقة على الزواج من اول شخص يتقدم لخطبتها..لكنه بالطبع لن يرضى ان يترك ابنتيه في ظلّ تلك الظروف الخطرة ..

إنتبهت الخالة ميسون لظلّ وتين التي كانت تمشي بخطوات بطيئة ومن الواضح أنّ في جعبتها أمراً ما
تسائلت بسخرية: خير استاذة وتين ،،اللي اعرفه انه حضرتچ ما تطيقيني ..شـ جابچ لهنا؟
بللت وتين شفتيها : أريد أحچي وياچ بموضوع وأريدچ تساعديني .
وبعد شرحٍ مختصر لهوية ( جاد) ورغبته في الارتباط بـ ورود..

ردّت الخالة ميسون بعصبية: يعني من كل عقلچ وتين .. تريدين الناس تضحك علينا.. اشون تعقليها ابوچ يوافق انه اختچ تتزوج هذا المسيحي.
ردت هي بحماس: جاد مسلم ويمكن احسن مني ومنچ.. وبعدين الناس اللي تحچين عنهم وينهم هسة.. كلمن يصيح يا روحي ويريدون يخلّصون نفسهم. واتصور زواج ورود راح يوفرلكم فرصة تسافرون لانه مثلما تعرفين انه بابا رافض السفر بسببنا.
رفعت الخالة ميسون احد حاجبيها : اي ولنفرض ورود تزوجت راح تبقين انتي.. وما اتصور ابوچ راح يوافق يعوفچ بوحدچ هنا.
ارتبكت :اني موظفة هنا ومستحيل ،..
قاطعتها الخالة ميسون: اسمعيني وتين ..اني وإنتي فاهمين بعض.. وبصراحة واضح كلش انه انتي وخواتچ وجه فگر..فاذا تريديني اساعدچ بزواج ورود انتي هم ساعديني..
قطبت وتين جبينها: اساعدچ بشنو؟
:حبيب القلب اللي انتي موگفة حالج لخاطره خليه يتقدم..وبساعتها اني راح اوكف وياج اياً كان .
بلعت ريقها وهي تجيب:خالة كلتلج ماكو بحياتي احد.
:لعد ليش ترفضين الزواج؟

وقبل ان تجيب وتين عن السؤال،،، رنّ هاتف الخالة ميسون وكان غيدان على الطرف الآخر من الخط.. حملت هاتفها وابتعدت عن مجال رؤية وتين ... كلّمت اخوها بعصبية
ليسألها: ميسون اكو شي؟ شبيچ عصبية اليوم؟
ردت بغضب: هو اكو شي بحياتي معصبّني اكثر من بنات فيصل العنيدات.
: ليش شبيهن ؟

حكت له تفاصيل ما دار بينها وبين وتين..صمتا لفترة ومن ثمّ خاطبها
: اسمعي ميسون،، انتي راح تساعدين وتين وراح تقنعين فيصل يوافق على زواج ورود..
ردت بعصبية: دا أگولك الولد اهله مو....
ليقاطعها: وانتي بشنو يهمچ اهله؟ اللي اعرفه انه اهم شي عندچ تخلصين من ورود.
: اي وشنو راح استفاد اذا العلّة وتين راح تبقى گاعدة على قلبي... ما دتشوفها اشون ترفض العرسان اللي يتقدمولها .. أگص ايدي اذا بنت فيصل ما عدها شي.
إبتسم بخبث: سلامة ايدچ ميسونتي..انتي بس ساعديها بزواج ورود وعوفي وتين علية.
:يا عينييي هسة اليسمعك يگول وتين شگد تحبك وتسمع كلامك.
: ومنو يگول أريدها تحبني..
تأففت بغضب: غيدان إحچيلي على شنو ناوي مو شلعت قلبي..

استمعت لخطة اخيها بإهتمام لكنها اعترضت بشدة: غيدان من كل عقلك تفكر انه اساعدك بـ...
:على كيفچ ميسون ..اني قصدي تساعديني اتزوجها على سنة الله ورسوله.
:بس يعني اشون تتزوجها غصباً عنها..والله فيصل اذا يعرف يمكن..
:اسمعيني ولا تقاطعيني ... فيصل راح يعرف بس بعد ما تصير وتين زوجتي وبساعتها ما راح يگدر يگول كلمة وحدة ويرضى بالأمر الواقع.



كانت تفكر بخطة اخيها وتقنع نفسها ان ما تفعله هو المفروض ومن ثم لن يلومها احد فهي تريد الامان لها ولبناتها وهاهي تسمع كل يوم عما يحدث للمسؤولين وعوائلهم من خطف واغتيال بعبوات لاصقة.



( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد الا اله الا انت استغفرك واتوب اليك)


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 03:01 AM   #39

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

خلصت الفصل السادس يا شوق جميل
امير ده شخصيته عجبانى جدا بعصبيته وغيرته وسخريته
وتين ضعيفة اوى قدامه وهى القوية وسط اخواتها
جاد بقى بيلمح لامير بس مش عايز يضغط عليه
النشيد بقا بتاع العراق كان رائع عشان بابا عاش فترة كبيرة هناك
يا رب يصلح احوال البلد متعرفيش اد ايه العراق غالية عندنا عشان بابا له ذكريات جميلة هناك بس زمان ... ربنا يصلح احوال بلادنا العربية كلها


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-11-16, 10:57 PM   #40

شوق2012

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية شوق2012

? العضوٌ??? » 303335
?  التسِجيلٌ » Aug 2013
? مشَارَ?اتْي » 548
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » شوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond reputeشوق2012 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandynor مشاهدة المشاركة
خلصت الفصل السادس يا شوق جميل
امير ده شخصيته عجبانى جدا بعصبيته وغيرته وسخريته
وتين ضعيفة اوى قدامه وهى القوية وسط اخواتها
جاد بقى بيلمح لامير بس مش عايز يضغط عليه
النشيد بقا بتاع العراق كان رائع عشان بابا عاش فترة كبيرة هناك
يا رب يصلح احوال البلد متعرفيش اد ايه العراق غالية عندنا عشان بابا له ذكريات جميلة هناك بس زمان ... ربنا يصلح احوال بلادنا العربية كلها
حبيبتي على راسي انتي وكل اهلنا بمصر وربنا يصلح احوال بلادنا اجمعين

منورة بحضورك المميز يا عمري

اتمنى تعجبك باقي الاحداث وتنوريني بكل فصل


شوق2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[IMG][/IMG]]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.