آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          عذراء اليونانى(142) للكاتبة:Lynne Graham(الجزء2سلسلة عذراوات عيد الميلاد)كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree1791Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-18, 08:55 PM   #1521

سارة خميس

? العضوٌ??? » 410865
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 7
?  نُقآطِيْ » سارة خميس is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضور فى انتظار الفصل
بالتوفيق 😗😗😗


سارة خميس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 08:56 PM   #1522

bochraa

? العضوٌ??? » 364442
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 426
?  نُقآطِيْ » bochraa is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور في إنتظارك يا مبدعة

bochraa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 08:58 PM   #1523

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اول تسجيل حضووووووووووووووووووووووو وووور لاحلى كااااااااري😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 08:58 PM   #1524

rihab91

? العضوٌ??? » 331046
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,250
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » rihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 181 ( الأعضاء 93 والزوار 88)
‏rihab91, ‏Hager Haleem, ‏ماجدلوين, ‏الأسيرة بأفكارها, ‏Noor Alzahraa, ‏وفاء فافاتي, ‏دموع عذراء, ‏baraah.008, ‏bochraa, ‏خفوق انفاس, ‏بيسان 32, ‏littlebee, ‏yoda5, ‏cloudy9, ‏canad, ‏سارة خميس, ‏نسمة صيف 1, ‏سرى النجود, ‏دلووعة2, ‏Ino77, ‏لبنى أحمد, ‏Heyam Raslan, ‏miss baio2, ‏salma rani, ‏tamtam 24, ‏حنان ياسمين, ‏Batatss, ‏rainfall, ‏خمسية, ‏totamohamedusama, ‏shosho200, ‏ورد الزنبق, ‏nada alaa, ‏دعاء 99, ‏tima31, ‏amira abd el ghany, ‏ماهي ماهر, ‏زالاتان, ‏Lama9, ‏dodo284, ‏شكرإن, ‏Waten, ‏memo77, ‏هـايـدي, ‏Moor Atia, ‏Maro na, ‏مسره الجوريه, ‏plalk, ‏مشاعل 1991, ‏Soso gege, ‏زهره الشيكولاته, ‏Rinalka78, ‏سنديان, ‏روجا جيجي, ‏sasusaku 7, ‏amanyayman, ‏هبةالرحمان, ‏Om fares, ‏هّـمًسِـآتٌـ, ‏Safa2017, ‏قمر الزد, ‏fattima2020, ‏sara abdelwahhab, ‏زهرة الكاميلي, ‏زهرة الحزن, ‏نهاوند16, ‏Mrs.hamdallah, ‏hayeksousou, ‏KoToK, ‏نزف جروحي, ‏Hadaldal, ‏ورد الحياة, ‏حور حسين, ‏نسمات عطره, ‏haa lo, ‏محمد ثابت, ‏totalen, ‏حناان محمد, ‏مريم1396, ‏mayna123, ‏الحب الموجع, ‏Roro2005, ‏Hana alz, ‏Roro adam, ‏remasa997, ‏روحي حرة, ‏Totooولا أحلا, ‏Marwa07, ‏رهف احمد90, ‏Walaa sham, ‏شيماء عبده


rihab91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 09:11 PM   #1525

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

سيتم الآن تنزيل الفصل الأول من رواية دميتي لا تعبثي بأعواد الحب لمبدعتنا كاردينيا73

hadb likes this.

فاطمة كرم غير متواجد حالياً  
التوقيع


لقراءة أعمالي (روايات- قصص- مقالات- جوابات :D ) انقر هنــــا
رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 09:12 PM   #1526

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

" تنويه هام : لا احلل لاي موقع او جروب نقل فصولي واتمنى من اي قارئة تشوف فصولي يتم نقها لموقع اخر ان تخبرهم ان هذا غير محلل لهم وارفضه بشكل قاطع "


الفصل الاول


قطع الجو المشحون بالانفعالات العجيبة صوت عبد الرحمن قادماً من باب بيت الصائغ وهو يتساءل بعدم ارتياح " ماذا يحدث هنا ؟!"
غزت ابتسامة متسلية ساخرة شفتي رعد بينما تتركز عيناه على الاصابع الصغيرة المتوترة للقدمين الحافيتين على الاسفلت من تحت الثوب المضحك الذي ترتديه ، ورغم وقاحتها لكن أعجبه حقا إصرار الفتاة على مواجهته ومحاولة إرعابه...
قال اخيرا لعبد الرحمن الذي تقدم ليقف قربه
" يبدو اني سأقضي ليلتي الاولى في الوطن بين احضان السجون يا صديقي .. تُرا هل لديهم وجبة عشاء متأخرة هناك لاني جائع جدا !"
لم يستجب عبد الرحمن لفكاهة رعد المتهكمة وبدا في قمة التوتر وهو يعقد حاجبيه الكثيفين ويسأل بنبرة حادة بعض الشيء ناقلا نظراته بين الفتاتين
" ماذا تفعلين بهذا الوقت خارج البيت يا رقية؟ ماذا هناك يا شذرة ؟"
الحرج الشديد خطّ محيا شذرة بينما ترد على عبد الرحمن بحيرة وارتباك
" لا اعلم يا عبد الرحمن .. خرجت للتو لأتفقد رقية .. فوجدتها تقف هنا مع .. مع .."
عينا شذرة التقتا بعيني رعد فيبتسم لها ابتسامة خاصة وعيناه تلمعان اعجابا وشقاوة قائلا بنبرة جذلى وهو يوجه كل اهتمامه لها
" اقدم لك نفسي.. رعد .. اقرب اصدقاء عبد الرحمن اليه، واي جيران له مؤكد سيكونون بمثابة جيران لي .. الحائط للحائط .."
بدت شذرة أشد ارتباكا وهي ترمش بعينيها ويتورد خداها حياء فتتسع ابتسامة رعد اكثر وهو يضيف بنبرة مؤثرة يجيد استخدامها بعفوية مع الفتيات
" تشرفنا يا انسة شذرة .. "
كانت رقية تتميز غيظاً وتكاد تنشب اظافرها الطويلة في وجه رعد من جهة وفي وجه شذرة من الجهة الاخرى ولا مانع من ان تنشبها في وجه عبد الرحمن ايضا وهو يقف هكذا متسمرا مكانه ويرمقها بنظرات لا تعجبها ..
ليأتي صوت شذرة متسائلا وبنبرة انثوية طبيعية فيها مسحة براءة تحرق اعصاب رقية دوما ولا تطيقها " هل هو ...صديقك ... يا عبد الرحمن ؟"
رد عبد الرحمن ببرود وهو يرمي نظرات جانبية خاصة لصاحبه السخيف الذي يحدق في شذرة بابتسامة كازنوفا ! " اجل شذرة ... لقد عاد اليوم من كندا .. ادخلي مع رقية لو سمحتما.. الوقت متأخر جدا ولا يصح خروجكما للشارع في هذا الوقت .."
كل ما فكرت به رقية ان تكون الكلمة الاخيرة لها .. فشمخت بذقنها وقالت بسلاسة وابتسامة ساخرة وقحة موجهة للمدعو رعد
" خسارة .. السجن كان سيليق بك في اول ليلة لك هنا يا ظريف .."
وثم استدارت بنفس الخفة لتعود لبيتها تلحقها شذرة التي تتمتم (تصبحون على خير) بينما عبد الرحمن يكز على اسنانه ويمسك لسانه عن رقية بشق الانفس ...
التفت بحدة لصديقه يقول له " هيا لنغادر وستكلمني لاحقا عمّا حصل للتو ! "
يهز رعد كتفيه مبتسما وهو يلحق خطوات عبد الرحمن لسيارته ...



بعد دقائق كان رعد يجلس جوار عبد الرحمن في سيارته ..

عبد الرحمن عابس عاقد الجبين يفور بالغضب المكبوت بينما رعد يدندن باغنية ما وهو يتطلع بابتسامة شاردة للبيوت شبه المظلمة من حوله..
فجأة سأل عبد الرحمن وهو يخرج من شوارع الحي للطريق العام " هلا اخبرتني الآن لماذا رقية كلمتك بوقاحة هكذا ؟ ماذا حصل بينكما يا رعد؟ "
فاجأة رعد بسؤال حيّره " من تكون بالضبط؟"
للحظة تطلع عبد الرحمن لوجه صديقه المبتسم بخبث يعرفه فيسأله بتوتر
" من تقصد بـ (من تكون) ؟! تعني رقية ؟ "
يعاود عبد الرحمن النظر للطريق بينما يرد عليه رعد بضحكة خافته " لا .. بل الهيفاء الفاتنة بجمال طبيعي..شذرة.. يا له من اسم! "
يغتاظ عبد الرحمن من صديقه فيهتف به بعبوس شديد " رعد ... احترم نفسك .. وغض بصرك عنهن .. انت لست في كندا ام انك نسيت تقاليدنا هنا ؟.."
بتهكم مستفز رقيق عبر رعد
" آآه نعم .. نحن قد وصلنا لبقعة الارض المتناقضة بتقاليدها حيث لا يجوز ابداء الاعجاب بفتيات الاقارب والجيران لانه (عيب ولايجوز) لكن مسموح لما عداهن .. "
تأفف عبد الرحمن وهو يرمقه بنظرة سريعة قائلا بتوبيخ " لا تبدأ يا رعد ... سواء اعجبك ام لا .. هناك دوماً خط احمر لكل منا.. كما اننا لسنا متناقضين لهذه الدرجة .. انه فقط احترام لصلة الرحم وحدود الجار ..."
يُرقّص رعد حاجبيه الحادين قائلا بشقاوة وقحة " وماذا افعل لقلبي وقد تعلق دون مقدمات بالحلزونة الفاتنة ذات العينين الزرقاوين الكحيلتين .. آآآآه ... ساقاها مذهلتان كساقي عارضة ازياء ..! لم اتبين لون بشرتها تماما في الانارة الخافتة ولكني اظنها تميل للسمرة اليس كذلك ؟ تحفة فنية مع لون عينيها .. جمال عربي من نوع خاص ..."
رغم ان عبد الرحمن قد تعود من عشرته لرعد على اسلوبه بالكلام الغزلي عن الفتيات وانجذابه الطبيعي لجمال النساء لكن الامر الآن مختلف .. ويجب ان يدرك رعد هذا منذ البداية والا سيضربه على رأسه حتى يستفيق!
تمالك عبد الرحمن غضبه وغيظه قائلا بنبرة حازمة
" رعد .. هذا الامر لا يحتمل المزاح .."
فيناكفه رعد بالقول " ما هذا يا رجل ! اصبحت مليئا بالعقد الاجتماعية .."
ثم يتنهد مضيفاً بنظرة لامعة شقاوة " لقد قتلتني بساقيها الرشيقتين... آآآه منهما .."
هتف به عبد الرحمن بحدة " رعد !"
تجلجل ضحكة رعد الجهورية ثم تخفت تدريجيا ليتنحنح وهو يقول بخبث " حسن .. فقط من باب الفضول وسأصمت بعدها ... "
زفر عبد الرحمن متسائلا بتصلب " ماذا الان ؟"
ابتسامة اكثر خبثاً وهو يسأل " من ..تكون؟"
نظرة جانبية صارخة بالتهديد والتحذير رماها له عبد الرحمن فيبرر رعد ببساطة
" الا يحق لي ان اعرف من هي الفتاة التي يجب ان أغض البصر عن ساقيها ؟ ربما عندما أعرف سيكون حافزا لي كي أحرم نفسي من هذه المتعة .."
تأفف عبد الرحمن وانفعاله يهدأ قليلا بمزاح صديقه ليقول اخيرا في نبرة معاتبة
" انها اخت رباب يا مجنون ... هل فهمت الآن ؟ "
اتسعت عينا رعد في اهتمام وتحفز ذكوري متسائلا " شذرة اخت رباب ؟! لم تقل لي ابدا ان حلزونتك في البيت المقابل لبيتك ..! "
فوضح عبد الرحمن صلة القرابة اكثر
" الواقع رقية هي اختها .. وشذرة ابنة عمهما التي تسكن معهما نفس البيت .. "
يزداد رعد فضولا وهو يسأل " ولماذا تسكـ..."
تخرسه نظرة حادة من عبد الرحمن فيرفع رعد كفه باستسلام قائلا وهو يدعي الحنق
" حسن .. سكتنا وخرسنا ... بلد عجيب يكمم الافواه !"
للمرة الثانية كان عبد الرحمن يحذره بشكل صريح مباشر قائلا بجدية " اسمع يا رعد .. الامر جاد ولا يحتمل التهاون منك ... و... ابتعد عن رقية تحديدا لانها سليطة اللسان ووقحة ولا اريد المشاكل معها.."
بدا رعد متعجبا من جديته فيرد عليه
" ماذا جرى لك يا عبد الرحمن ؟! انها مجرد فتاة مراهقة وانا استفززتها صراحة .. ويجب أن اعترف ايضا ان وقاحتها المبكرة اعجبتني .."
فجاة اخذ عبد الرحمن يضحك ورعد ينظر اليه كأنه مجنون ! ليقول عبد الرحمن من بين ضحكاته بتساؤل ساخر
" من هي المراهقة ؟! رقية ؟! "
ثم التفت لصديقه يصدمه بالقول
" رقية العطار ستتخرج من الجامعة بعد عشرة ايام لا اكثر .."
ليعاود عبد الرحمن الضحك وهو يرى ملامح عدم التصديق على وجه رعد وما هي الا لحظات حتى انفجر رعد ضاحكاً بخشونة وهو يقول باستمتاع من نوع اخر
" هذه الدمية الصغيرة التي تقف على رؤوس اصابعها لتطيل قامتها تستمر بأخذي على حين غرة وتصدمني بكل ما يتعلق بها كما لم تفعل فتاة من قبل .. هل تصدقني ان قلت لك لم اظنها تعدت السابعة عشرة .."
أراد عبد الرحمن انهاء هذا الحوار الذي يزعج جانبا من طبعه الشرقي الذي تربى عليه ..
قال وهو يقود سيارته بسلاسة في شوارع العاصمة التي ما زالت زاهية ببعض الانارات لقليل من المحلات التي تفتح معظم الليل
" دعك من كل هذا الكلام واخبرني .. كيف وجدت العاصمة بعد هذه السنوات ؟ "
رد رعد بابتهاج رقيق وهو يتطلع حوله
" دافئة .. دافئة جدا ... "
يتردد عبد الرحمن قبل ان يسأل ببعض التأني والحذر " وكيف كان لقاء عمك ؟"
كما توقع عبد الرحمن اختفت كل الحيوية من وجه رعد ليغدو باردا متباعدا غامضا وهو يقول كلمة مقتضبة " جيد ..."
لم يكن عبد الرحمن يعرف بالضبط طبيعة حياة رعد الماضية قبل سفره لكندا ..
دوماً كانت هناك حدودا حمراء للمعرفة ..
ولم يستطع عبد الرحمن تخطيها واحترم رغبة رعد ان لا يخبره بكل شيء ...
حاول عبد الرحمن ان يكون طبيعيا بالكلام وهو يسأل باهتمام " هل تخطط للعمل معه في مصنع المناديل الورقية ؟"
رد حاد بكلمة قاطعة جاءت من رعد " لا ..."
لم يستطع عبد الرحمن منع الكلام وهو يتساءل بحيرة " لماذا يا رعد ؟ انت لديك اسهم والدك ... اعلم انها قليلة نسبيا ومناصفة مع اخيك لكن ... "
قاطعه رعد بهدوء بارد
" اغلق هذا الموضوع يا عبد الرحمن .."
امسك عبد الرحمن لسانه عن مزيد من التساؤلات التي تحيره فيسأل سؤالا عملياً مباشرا " اذن ماذا تخطط لتفعل ؟"
فرد رعد بهزة لامبالية من كتفيه " سأجرب حظي هنا واحاول ايجاد عمل ما .. وان لم اشعر بالراحة في عملي بالوطن سأعود لكندا .."
سأله عبد الرحمن وهو يستعد ليركن السيارة على جانب الطريق
" هل ما زال الركود مستمرا هناك ؟"
تطلع رعد للمطعم الصغير المفتوح في هذا الوقت المتأخر .. مطعم يبيع الفلافل فابتسم بطريقة بدت غريبة وباردة بينما يرد
" اجل ... نوعاً ما .. وانا لا استطيع ان أظل معتمدا على الفتات الذي بات يرسله لي عمي بحجة تراجع الصناعة المحلية مقابل المستورد .."
اطفأ عبد الرحمن السيارة ليقترح عليه فكرة خطرت له فجأة " لماذا لا تفكر بالذهاب لاخيك في استراليا.."
ضحكة جافة سبقت كلماته الساخرة
" عصام ؟ مؤكد لا ... انه مستقل مع عائلته ولن يتحمس لوجودي ..."
ثم نظر لعيني عبد الرحمن المهتمتين لتلمع الشقاوة في عيني رعد مع مسحة تسلية وهو يقول " لا تقلق علي يا ابن الصائغ .. ان ساءت الاحوال كما اخبرتك سلفا سأعود لكندا.. لكني غير مستعجل .. سأعتبرها فترة راحة وملأ طاقة باجواء مختلفة .. الآن اخبرني بالمهم .. اي الحلزونات مسموح لي ان لا اغض بصري عنهن في الوطن ؟"
انفجر عبد الرحمن ضاحكا بينما يترجل من سيارته ليفعل رعد المثل ويترجل هو الآخر يعب في صدره من الهواء الدافئ ثم يتطلع حوله ويقول بحنين مفاجئ
" العاصمة تغيرت جدا ... أكاد لا اميز شوارعها .. لكن رائحتها يا اخي لا تتغير .. هي هي .. هل تظن انها رائحة الهواء ام ربما التراب .. او ربما رائحة البشر الذين يقطنونها؟ ام .. هي خليط من كل هذا ؟! "
تبسم عبد الرحمن وهو يسير معه على الرصيف ناحية المطعم الصغير ثم سأله
" كم سنة مرت دون ان تراها ...؟"
تمتم رعد بابتسامة مشاغبة بينما عيناه تبدوان مخيفتين على نحو غير مفهوم او متوقع
" عشر سنوات ... مذ كنت في التاسعة عشرة.. مجرد مراهق غر... أبله ! "
حدق عبد الرحمن بعيني رعد وهو يعقد حاجبيه بتساؤلات تدور في رأسه من سنوات حول صديق غربته الذي يكبره بعامين ... وعاهد نفسه ان يعرف المزيد عنه..
ربما في كندا كانا كصديقين حرين منطلقين دون اسئلة ولا فضول طبيعي لعمق معرفة حول خلفية كل واحد منهما ..
مجرد شابان التقيا صدفة في بلد غريب تربطهما نفس الارض التي ولدا عليها ...




في الحي الصناعي .. شقة خليل...


يجافيه النوم وهو يتمدد على سريره المنفرد الضيق اصبعاه السبابة والوسطى تلامسان جانب شاربه نزولا للحيته الكثيفة الداكنة في حركة شاردة تلقائية ..
عيناه البنيتان الواسعتان تلمعان بالمشاعر المتأججة وهما تناظران الضوء الاصفر للانارة المنفردة المثبتة على جانب الحائط فتريان في تلك الاضاءة المنيرة ما لا تراه عين سواه...
تريان حدود عينيها تشعان زرقة بنفسجية وبتحول عجيب تتمازج الألوان ليبرز لون جديد .. ازرق فيروزي .. كلون حجر الشذر الذي اخذت منه اسمها ... شذرة ...
همسة رجولية خرجت من بين شفتيه
" يحرسك رب العباد من عيون ما خلق .."
تنهد وهو يطوي ذراعه اسفل رأسه يتوسدها..
نيران متجددة تندلع في اركان روحه وجسده على السواء فتثير صخباً لا قبل له على تجاهله...
يطبق جفنيه وتكاد النيران تخرج من محجريّ عينيه.. تطفو على سطح رجولته الثائرة رغبة عارمة كريح صيف عاصفة قاسية تثير الغبار الرملي الاحمر فيعمي بصيرته (لوهلة مسروقة) عن كل شيء يعترض طريقه ...
تتقبض يده حتى تبيض مفاصل اصابعه وهو يتمتم " وحش يتربص بي يوسوس في صدري ان آخذك عنوة يا ابنة بيت العطارين.. فأعوذ بالله من همزات الشياطين ! "
ما زال يغمض عينيه يقاوم تلك الثورة المتمردة والوساوس ...
تعلم منذ سنوات ان يقاتل التمرد في داخله .. انه تمرد على الحياة .. تمرد على قلة نصيبه فيها .. فلا مال وفير ولا اصل عريق ولا تعليم رفيع ..
دوما قاتل غضبه ووساوس الشيطان التي تثير نقمته لانه لم يحصل على الكثير مما يبتغيه كأي شاب آخر ...
لكن شذرة تثير فيه الشجون والحسرة فتشعره بالتخاذل في معركته مع الغضب !
هي وكرامته في كفتي ميزان غير متراجحتين على الاطلاق ... وتواصلان التذبذب بعنف ..
انها كوقود خفي لذاك الغضب القديم الذي هذبه في السنوات الماضية وروّضه .. غضب اوقعه في مشاكل كثيرة في مراهقته ولولا وجود حذيفة معه ربما كان مصيره احدى السجون او الاصلاحيات ...
شذرة باتت حالة مستعصية الحل في حياته ..
ساعة يراها نجمة بعيدة كبرياؤه وكرامته لا تسمحان له برفع نظره كي يتطلع اليها ..
وساعة صوت اخته خلود في اذنه يحثه ان يتمرد ويجازف ان يقترب منها بل أن .. يأخذها عنوة عن اي كلمة (لا) تقف في طريقه...!
آآآه ... اعوذ بالله من همزات .. العشق !



يتبع .........


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 09:15 PM   #1527

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

حي الشيخ ..


" آآه ..."
توجعت حسناء وهي تسقط على ركبتيها متكومة على الارض والصفعة المدوية نصفها تلقاها خدها والنصف الاخر على اذنها اليسرى ليعلو طنين أصم اذنها حتى ظنت انها فقدت السمع تماما ...
يترنح تحسين امامها من شدة السُكر ويهذر بكلام بذيء قذر لا يدركه عقله المغيب بالكحول الرخيص الذي يتجرعه يومياً ...
تهطل دموعها بصمت وانكسار بينما تراقب حركات قدميه المترنحتين حتى اوصلتاه بشق الانفس للسرير النحاسي فيرمي جسده الضخم عليه..
تقف حسناء على قدميها وتتحرك نحوه فترن اجراس خلخالها حتى وقفت جوار السرير تحدق فيه مستلقيا هكذا لا يشعر بما حوله وتكاد تجزم لا يدري هل وصل لبيته ام لا ...
شخيره القبيح يعلو فوق طنين اذنها ليخترق سمعها فلا تملك الا ان تشفق على حالها وحاله !
لقد باتت تعرف وتدرك انه لا يعلم بما يفعله وهو مخمور هكذا ..
لايعلم انه يصفعها بشكل يومي تقريبا كلما عاد آخر الليل واحيانا يتمادى الى محاولات خشنة منفرة ليعاشرها فينتهي به الامر جاثما بجسده الضخم فوق جسدها غافيا هدّه شرب الخمر والحبوب المخدرة فيحتجزها تحته وهي تعافر لتخلص جسدها وتنقذ انفاسها قبل ان تختنق ..
تمقت رائحته التي تفوح بالفسق والفجور وربما معاشرة سبقتها لحمدية وامثالها ...
تمقت انفاسه .. الفاظه البذيئة..
تمقت جبروته والمال الحرام الذي يجبرها على الاكل منه وقد منعها ان تعود لسوق الخضار لتكسب رزقها بنفسها بالحلال...
تمقت اذلال معاشرته الزوجية لها التي لا تجد فيها منفذا واحدا لشعور بذرة كرامة ...
لاتطيق اصابعه الخشنة وهي تمر على جسدها فتشعر انه يلوثها بما يحمله من قذارة آثامه وأفعاله ..
تمقت هوسه بالخلخال الذي اشتراه لها ..!
اجل تمقته كما لا تفهمه وتتعجب من طلبه المتكرر عندما يكون بعقله ولا اثر للخمر في جسده ، فيأمرها ان تقف امامه حافية القدمين وترفع جلبابها كاشفة عن ساقيها فيحدق بنظرات غريبة وعينين جاحظتين في ذاك الخلخال يلتهمه بنظرات جوعى !
ثم يأمرها بصوت متحشرج مخيف ان تدبك بقدميها فتطيعه لتتقي شره لكنها لا تستطيع اتقاء ما يحصل بعدها ...
تستعر شهواته على صوت اجراس الخلخال فلا يحتمل الانتظار حتى ليحملها الى السرير بل يرميها على الارض القاسية يعاشرها بجنونه ذاك وكأن حياته وحياتها معه تقف على امتلاك جسدها في التو واللحظة ..
وكأنها مجرد وعاء لشهواته الحيوانية الصارخة لا يهذبها ويمنحها بريقا انسانيا الا ندائه العالي بالاسم الذي يطلقه عليها
" حُسناااا..."
الليالي والنهارات باتت تتشابه ..
تشعر انها سجينته .. والاغرب انها تشعر انه هو ايضا سجينها .. !
تجرأت مرة واحدة قبل بضعة ايام على محاولة تقويمه في لحظة صفاء رأتها فيه عندما دخل عليها ظهرا يطلب منها بعض الطعام الذي يشتهيه منها ليجلس على الاريكة يراقبها لا يزيح عينيه عنها وهي تعد طعامه...
تجرأت ان تتوسله ليترك عمل الفتوة وارهاب الناس او استغلال خوفهم ليدفعوا له مالا حراماً ليس من حقه .. توسلته العودة للحدادة حيث الرزق الحلال الذي يسترهما معاً ...
كانت غبية لتتوسم فيه خيراً وقد كان صفاؤه هشا كقشرة بيضة سرعان ما تحطم ...
ثار كالمجنون وهجم عليها قالبا مقلاة الطعام بدهنها الحار على الارض ثم يصرخ وهو يصفعها مراراً كما يفعل وهو مخمور غير واعٍ ..
ثم خرج من البيت كالعربيد الذي تلاحقه الشياطين ليعود بعد ساعة واحدة بعينين حمراوين متقدتين بغضب مريع افرغه في جلبابها واصابعه تمزق الجلباب تمزيقاً...
بكت وبكت وهي تتوسله ان يتوقف لكن جنون الغضب كان مستفحل في كل حواسه فواصل تمزيق كل قطعة قماش تستر جسدها حتى جردها من كل ستر ... لتقف امامه عارية من كل شيء ... عارية حتى من نفسها..عارية لدرجة الغثيان ...
امسك شعرها بين اصابعه يشده بقسوة وحشية ويصرخ قبالة وجهها الباكي
" تذكري انك مجرد امرأة املكها .. تزوجتها حتى اعاشرها كما اشاء وتكون ملكي وحدي... هل سمعت يا حسناء ؟ انت مجرد جارية اعاشرها وافعل بها ما اريد .. والجارية لا تتكلم فيما لا يعنيها... هل فهمتِ ؟... هل فهمتِ .."
كان يعلو صراخه اكثر وهو يكرر السؤال حتى خرجت همستها الباكية بـ(نعم)..
ولذهولها تركها وهو ينفضها بعيدا عنه كأنها مجرد قذارة تنفره وتركها وعاود الخروج...
وفي ذاك اليوم المريع لم يعد لها الا عند بداية شروق الشمس .. كانت تصلي الفجر وتبكي وتشكو لله ضيمها وقهرها حتى غفت على السجادة ودموعها تملأ جفنيها ..
ومع اطلالة الفجر شعرت بالضياء الخافت يداعب جفنيها المثقلين فتمر لحظات قبل ان تدرك ان هناك ما يداعب قدمها ذات الخلخال ايضا !
شهقت وهي تفتح عينيها لتجد تحسين جالسا على الارض جوارها ويميل بفمه ليقبل قدمها مراراً فوق حافة الخلخال ...
لم ينطق بكلمة وهو يواصل قبلاته تلك حتى اكتفى بينما هي تراقبه بوجل...
ثم عاد منتصباً بظهره جالسا جوارها محني الرأس على نحو غريب لم تره فيه ...
كانت تريد النهوض من استلقائها لكنه منعها بحركة من يده فوق صدرها ليقول بصوت أغرب " لا تدفعيني لأكثر مما أطيق يا حسناء.. لا تعاودي مطلقا الكلام معي في الحلال والحرام "
ثم ... صمت ...
ثم... فجأة .. مال بجذعه مرة اخرى ...
لكن هذه المرة مال برأسه حتى جاور رأسها على الارض مستلقيا بكل جسده قربها على سجادة الصلاة المهترئة ليغمض عينيه ويغفو من فوره وكأنه لم ينم منذ ايام !
وهكذا قررت التزام الصمت ..
تحسين حالة ميؤوس منها ابتليت به ...
لا شيء يمكن ان يجعله يتغير ..
لكان والدها استطاع فعل شيء معه وقد كان مجرد مراهق في اول طريق الانحراف ..
فمن هي لتغيره الآن وقد تشبع فسقاً وفجورا وعصيانا لرب العباد ..
تشبع بفورة السطوة على الناس وهم يمجدونه تزلفا وخوفا ويحسبون له ألف حساب ....
تحسين لن يستطيع الاستغناء عن كل هذا ...
وهكذا ..عادت الليالي والنهارات تتشابه ...
يمر اليوم ان كانت محظوظة حظيت بكلمة عفوية تمتدح الطعام الذي تطهوه له عندما يمر بها عرضيا منتصف النهار .. ومحظوظة اكثر ان سلمت من صفعة منه وهو يعود مخمورا اخر الليل .. واكثر واكثر .. ان عتقها من معاشرته المنفرة ورائحة جسده وانفاسه ...
وللحظة تساءلت .. هل ما زال يعاشر حمدية وغيرها من النساء الرخيصات القذرات ؟
ليس غيرة عليه .. بل احساسا قميئا انها تتشارك واياهن جسد تحسين القذر وارضاء شهواته...
اعادها الشخير لواقعها وزمانها فتنظر لملامح وجهه النائم التي انهكتها المعاصي ..
فلا تملك ان تمنع احساسها برغبة التقيؤ !
ثم الدعوة التي لا تكف عن ترديدها كل وقت منذ اجبرها على هذا الزواج به
" ربي لا تجعلني احمل منه ان لم تكتب له هداية وامتناعاً عن المعاصي.. ربي خذ امانتك قبل ان يحصل حمل كهذا .."


يتبع


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 09:17 PM   #1528

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

بيت عبد السلام العبيدي


دخل رعد بيت عمه بهدوء ..

دون ان يصدر صوتاً او يشعل ضوءاً..

في ظلمة البيت انطفأت كل تعابير البهجة التي ملأته برفقة عبد الرحمن ..

فهذا البيت الذي يحمل بعض الترف له جدران تقبض على روح ساكنيه ...

تسلق درجات السلم الانيق كأناقة بيت راق في افضل احياء العاصمة واغلاها سعراً ...

يسير في الظلمة بوجه متجهم تضفي على ملامحه مزيدا من الحدة ...

مؤكد لن يطيق البقاء هنا طويلا..

منذ صباح الغد سيبحث عن شقة صغيرة يقطنها ...

كان يوشك ان يصل غرفته بسلام عندما .. اعترضت طريقه ..

دوماً كانت تجيد الظهور من العدم لتعترض طريقه برشاقتها الملفته ...

كز على اسنانه توترا تلقائيا وهو ينظر اليها في ظلمة الرواق ..

غيداء .. تصرخ انوثة .. تصرخ.. رغبة ...

تصرخ ولا تكف عن هذا الصراخ.. ربما منذ ولادتها وكُتبت في بطاقة الهوية انها (انثى) وهي تصرخ لتلفت الانظار لهويتها ..

انه لا يحتاج لضوء كي يرى عينيها بوضوح ويقرأ ما فيهما.. انه يعرف .. منذ سنوات طويلة لعينة ..يعرف .. مهما غاب ومهما طالت المدة سيظل يعرف .. ويتساءل بغل وكره ونفور ...

(هل يمكن ان ينسى ما يعرفه يوماً ؟!)

عيناه خطّتا خطوطها تلقائيا حول مفاتن لا تحتاج ملابس ضيقة لتبرزها ..

يكفي جلبابها الصيفي بلون الليمون الاصفر ليؤدي ابشع مهمة لاغواء (آدم) بتفاحة (حواء) ...

صوتها فاض باغراء وعاطفة اخرى تخصه بها منذ سنوات طويلة هامسة بخفوت " حمدا لله على سلامتك يا رعد .. اشتقنا لك..."

قدحت عيناه بمشاعره المتناقضة نحوها بينما يرد عليها بصوت حاد يحاول ان يخفض نبراته قدر الامكان " اعتقد انك سلمتِ علي سابقاً عندما وصلت لبيت عمي مساء اليوم وانتظارك لي الآن بعد منتصف الليل في الظلمة لا يعدو الا مشهداً سخيفاً من مسلسل عربي قديم مكرر ... وانا منذ سنوات لم أعد اهتم بالمتابعة على القنوات العربية..."

لم تقل شيئا بل تناظره بعينيها تلك وتنطبق شفتاها ويعم الصمت ...

لم يحتمل حتى صمتها ودون ارادته دفعها في ذراعها فلامست اصابعه بشرتها العارية فتصاعد توتره لاقصاه بينما يخطو مبتعدا عنها يسير حتى غرفته ...

او ما يفترض انها غرفته القديمة ...

اغلق الباب خلفه وهو يشتم بالانجليزية ويخلع ملابسه عنها وكأن انفاسه ضاقت حتى بجلده..

تتحرك غيداء وهي ترفع كفيها لتنفض شعرها المجعد بتسريحة خلابة تستمتع بالشعور بعودة قلبها للحياة من جديد ...



يتبع...


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 09:19 PM   #1529

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

بيت الصائغ.. شقة عبد الرحمن ورباب



تثاءب بعض الشيء وهو يفتح الباب بينما ابتسامة رائقة تعلو ثغره ..

عودة دراكولا للوطن تبهجه بشكل لا يوصف.. ثم عبس قليلا وهو يحاول جاهدا ان ينحى جانباً ما حصل بين رعد ورقية ..

هذه الفتاة لا يطيقها ولا يعرف لماذا هي مختلفة بهذه الطريقة المنفرة عن باقي اخواتها الثلاث .. انها نقيض رباب تماما !

حالما نطق اسمها في سره نبض قلبه وعيناه تريانها وسط غرفة الجلوس ..

فرمى وراء ظهره كل ما يخص رقية فلا يريد ان تدخل في اي حوار بينه وبين رباب قد يتسبب بمشاكل بينهما هو بغنى عنها ... لقد صبر وعانى كثيراً حتى حظي برباب ولن يدع اختها الوقحة تفسد عليه فرحته..

ألقت رباب تحية عابرة له بذهن بعيد عنه وقد كانت غارقة بما تفعله وهي تفترش الارض مع اوراق كثيرة مبعثرة تشخبط عليها ببضعة اقلام..

شعرها مشعث من أثر النوم ومنامتها الخفيفة الصيفية ليست شفافة بالقدر الذي يرضي جرأة عينيه .. آآآه .. يكفي انها رباب.. بوجودها الحلو هكذا في بيته تثير كل عواطفه ... رباااه .. ما احلاها في عينيه .. وما ألذها من حلاوة تقطر عسلا في فمه ..

نظر لساعة يده وهو يبتسم بخبث بينما يقول بصوت مبحوح " ماذا تفعلين بهذا الوقت المتأخر ؟! انها الثانية بعد منتصف الليل .."

ما زالت لا تمنحه انتباهها كاملا وهي منهمكة فيما تفعل وترد عليه بتلقائية

" حلمت بتصميم لفستان جديد فاستيقظت لارسمه قبل ان تطير تفاصيله من ذاكرتي .."

يخلع حذاءه ويتقدم منها وهو يرخي قميصه من حافة بنطاله الجينز ويفتح بعض الازرار حتى وصل اليها ودون مقدمات ينحني للارض مستلقيا على ظهره فوق بعض اوراقها يشاكسها وهو ينظر لوجهها الناعس

" تحلمين بفستان بدلا مني ؟! اي عروس غريبة الاطوار انت ؟! "

تتأفف وهي تحاول سحب الاوراق التي انحشرت اسفل ظهره " ابتعد يا عبد الرحمن ! سأنهي بعض التفاصيل الاضافية فقط .."

لكنه لا يبالي باعتراضها وهو يزحف بجسده ليقترب منها حتى لامس رأسه ساقها المطوية في جلستها تلك ليهمس لها بصوت أجش

" تفاصيلي اهم من تفاصيل فساتينك.. ما رأيك ان تراجعيها قليلا ..؟ ربما نسيتِ بعضها واسبوعان ليسا كافيين على الاطلاق لتحفظيها جيدا.."

تحمر تلقائيا لعبث وشقاوة كلماته فتعض شفتها السفلى وينعقد لسانها وهي لا تجاريه في جرأته العاطفية الوقحة فتفيض عيناها غيظاً وهي تحدق في عينيه العاطفيتين المشاكستين..

ابتلعت ريقها لتهمس برعشة مفضوحة منها وهي تحاول دفع كتفه " ابتعد .. رحمن .. انت.. لا تفكر الا.. بهذه.. الامور .. "

يميل بفمه ناحية كتفه ليلامس بشفتيه يدها التي تدفعه هناك هامساً بحرارة

" هل تعلمين .. ما أن تناديني (رحمن) حتى يتشتت تركيزي وأجد تلك (الامور) حاضرة على أهبة الاستعداد والانتظار .. واذا استمريت على هذا المنوال فنتائج امتحانات طلابي برقبتك انت .. (لم ينجح احد) .."

شهقت وهو يمد ذراعيه ليسحبها اليه ويلقيها فوق صدره تهمس باسمه " رحمممن .."

وفوق اوراقها المتناثرة كانت تذوب فيه ومعه تضيع في بهجة سحرية تخطف انفاسها وتخيفها في ذات الوقت ...

بهجة لا سيطرة لها عليها فتكاد تضحك وتبكي في نفس اللحظة وهو يسحبها مرة جديدة الى عالم عجيب حيث لا تلمس قدماها الارض ! لا يبقى شيء تفكر فيه الا هو ..

تسرح معه في تلك الارض ليأخذها حيث يشاء وقلبيهما في تسارع مجنون محموم .. تسرح معه.. تعتاد اثارة و... رعب التجربة...!

آآه .. انها تضيع اكثر .. تضيع بين جموح العاطفة وخجل العفة .. تضيع فلا تعد تفكر كيف تسمح له ان يمد يديه بجرأة الى ما يشاء منها .. تضيع وقلبها يضيع وهي تسمع همسه الحار قرب اذنها

" كيف سأشبع منك .. لا اعرف ! فقط لو اعرف هذه الحلاوة بالقرفة من اين جئت بها الينا يا عم يونس العطار ؟! "

يتبع...


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-18, 09:20 PM   #1530

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح اليوم التالي .. مكتب المحامية سناء


خلعت المحامية نظارتها الطبية ثم تطرق رأسها بتفكير قبل ان تصارح (موكلتها) برأيها القانوني الواضح " قضيتك ضعيفة يا جوري .. لن يقتنع اي قاض بجدية اسبابك لطلب الطلاق.. يؤسفني ان اقول لك ان كلام زوجك الذي اخبرتني به صحيح تماما .. ليس لديك حجج مقنعة في محاكم الاسرة عندنا خاصة بوجود طفلة صغيرة بينكما ... القانون المدني لا يحقق طلب الطلاق لامرأة الا اذا أثبتت انها تتعرض للاذى الشديد الذي قد يهدد حياتها ، وهذا يتم بعد التحري والتأكد.."

بدت جوري صلبة التعابير وهي تتساءل بنوع من التهكم " يهدد حياتها ؟! "

فترد سناء مؤكدة " نعم .. تهديد الحياة هو الشيء الوحيد الذي يحرك القضايا من هذا النوع ، وحتى لهذه الاسباب احيانا لا يتحقق غرض الطلاق ، فالقضاة يميلون للصلح والتصالح بين الطرفين لاجل الاطفال .."

حادت جوري بعينيها بعيدا وهي تستغرق بالتفكير بينما تضيف سناء بصراحة اكبر لتمنحها الصورة كاملة " القاضي لن ينظر لقضيتك مرتين قبل ان يرفضها يا جوري ، سيعتبرها مجرد دلال زوجة تريد هدم بيتها بدون تعقل ، قضايا النساء المُعنّفات او اللواتي يهجرهُن ازواجهن دون توفير اعالة لهن ولاولادهن هي القضايا الجدية المأخوذة بنظر الاعتبار لدى المحكام .. "

تمتمت جوري بتصلب " متى سنتعلم ثقافة مجتمعية ان وجود اذى اعظم لا يمنع من وجود اذى ادنى يستحيل معها استمرار الحياة الزوجية ؟! "

ثم وجهت نظراتها للمحامية وهي تضيف بانفعال وثورة " وجود نساء يتعرضن للاذى الجسدي من ازواجهن لا يسلبني حقي في اني اريد الانفصال عن زوجي لانه .. آذاني كثيرا في انوثتي وكينونتي وكرامتي .. الا يكفي اني صبرت لثلاث سنوات حتى استنزفني صبري وأذلتني محاولاتي لاصلاح الحال بيننا دون فائدة ؟! "

سألت المحامية بلطف وتعاطف " هل تظنينه ما زال يرفض الطلاق بعد هذه المدة على إصرارك عليه ؟ "

هدأت ثورة جوري في لحظة وهي ترد بغموض

" لا اعلم .. لم أكلمه او ألتقِ به منذ.. اسبوعين .."

هل فعلا مر اسبوعان ؟!

تفاصيل .. تفاصيل حميمية جدا تتقافز امام ذاكرتها .. يجب ان تعترف انهما إنهارا معا ذاك العصر في الشقة .. لقد كانا كغريقين.. مجرد غريقين في بحر الشوق والهوى ينهلان منه حتى ثملا ...

انها المرة الاولى التي شعرت فيها انها تعاشر زوجها.. تعاشر حبيبها ..

انها المرة الاولى التي يبادلها الغرام !

اجل .. هذا هو الغرام الذي ارادته وسعت اليه..

وتلك الكلمات بالعشق التي اشبع انوثتها بها بعد طول صيام ... منذ ثلاث سنوات وهي تحلم بقرب حقيقي كهذا ..

صوت سناء قطع عليها ذكرياتها الجامحة مع زوجها وهي تقول لها بمودة بعيدة عن المهنية

" جوري انت صديقتي منذ سنوات طويلة قبل ان تكوني موكلتي ... لذلك سأنصحك ان تحلي الامور ودياً .. اجعليه يفهم ان بقاءكما معاً لن يحل المشاكل ولن يُنجح العلاقة الزوجية .. "

توقفت قليلا قبل ان تقترح عليها

" ربما اذا جعلتِ شيخاً جليلا يتوسط لك ويحاول اقناعه بكراهتك لعشرته .. ربما سينفع .. في بعض الحالات التي شهدتها كان لها تأثير ايجابي وحصل الطلاق دون مشاكل... طبعا هو مجرد اقتراح مني والرأي لك .."

نظرت اليها جوري بتفكير بينما تضيف سناء

" لا اعلم كيف ستجدين الاسلوب المناسب لكنك امرأة ذكية كما عهدتك دوماً وان كنتِ حقا واثقة من رغبتكِ بالطلاق منه فستجدين وسيلة لإقناعه .. اجعليه يفهم .. "

أسبلت جوري اهدابها وهي تتمتم بنوع من الشرود " نعم .. يجب أن يفهم .."

وبينما سناء تنظر اليها بتمعن كانت جوري تتمتم في سرها " يجب ان يفهم اني .. لم أعد قادرة على الاستمرار حتى لو أراده قلبي واشتاقت لوصاله انوثتي ... لقد انتهى الامر ... انتهى.. يا خسارة يا مهند ... ! "




في نفس الوقت..


امام بوابة المدرسة الابتدائية ..



ترجل خليل من سيارة الاجرة بينما ينقّد السائق اجرته ...

يغلق باب السيارة خلفه لينطلق سائقها في طلب رزقه من زبون جديد بينما يتحرك خليل بخطوات ... مرتبكة ..

لا .. ليست مرتبكة ... وانما .. مرتعشة .. !

وهكذا تكون دوماً حالهُ العصية على الاحتمال كلما اقترب من دائرتها ... من محيطها .. من مكان تطأ فوقه بقدميها وتترك الأثر ...

تطلع لبوابة المدرسة البيضاء المفتوحة على مصراعيها ليمتد امامه ممر اسفلتي طويل حتى المبنى الداخلي وبعض الاهالي يقفون في ظلال الاشجار على جانبي الممر بانتظار خروج ابنائهم من الامتحانات النهائية ..

وقد جلس على كرسي خشبي عند البوابة الحارس ابو ضياء بوجهه الحالك السمرة وشعره المجعد الذي نثر الشيب عليه غباره الرمادي ليَشيَ بمرور العمر ..

خطا خليل ناحية البوابة وهو يلقي سلامه على ابو ضياء الذي يعرف هويته كأخ أصغر (للمعلمة خلود) وقد حضر سابقا بضع مرات قليلة..

يسير بخطواته في الممر الذي بدا طويلا بشكل مزعج ومثير للحنق بينما يسبل اهدابه ويستعيد حواره مع حذيفة عبر الهاتف هذا الصباح ..

كان خليل قد بدأ صباح اليوم بفتح اقفال المحل في السوق الكبير كالعادة مع مساعده الجديد الذي يُعينه بإدارة المحل والبيع فيه عندما اتصل به حذيفة لـ...ـيفاجئه..!

بدا حذيفة متعجلا لينهي المكالمة بحجة انشغاله والحق انه كان متعجلاً على نحو مبالغ فيه اثارت شكوك خليل ، لكن خط الهاتف كان يتقطع فلم يستطع خليل مناقشته كثيرا فيما يطلبه منه ليفعله ..

لقد طلب منه الذهاب بنفسه لزيارة المدرسة التي تعمل فيها خلود والتكلم مع المديرة حول طلبية أسلاك كهربائية يحتاجونها لإكمال تأسيس نقاط الاضاءة الناقصة في غرف صفوفٍ بُنيت حديثاً في احدى الفضاءات الخالية من المدرسة لتخفيف ضغط زحام الطلبة في الصفوف الحالية ...

وأخبره ايضا ان المديرة تحتاج لمن يؤسس فيفاجئه حذيفة (للمرة الثانية خلال ثوان) انه رشحه لهذا العمل دون حتى ان يأخذ برأيه!

صحيح ان خليل يستطيع تدبر امر التأسيس خاصة ان هذا تخصص دراسته وخبرته وقد تخرج من المعهد الذي درس فيه لسنتين في قسم الكهرباء بعد انهائه للثانوية العامة...

لكن .. ان يتواجد بمكان واحد مع شذرة اشبه بمن يدفعه لفوهة قاذفة مدفع مجنون !

شتم خليل في سره وهو يوبخ نفسه بالقول

" كف عن تكبير الامور .. ثم ان امتحانات طلبة الابتدائية ستنتهي اليوم او غدا .. وانت الغبي الاحمق ... ربما لن ... تراها .. "

" خليل ؟!... ماذا تفعل هنا ؟! هل تبحث عن خلود ؟ "

هل قال للتو في سره (ربما) اتبعها بـ(لن) ؟!

من الاحمق الذي اضاف حرفي اللام والنون لتسبقا الكلمة ؟!

فـ..(ربما) ... يراها ..

و..(ربما) يسمع صوتها ..

و.. (ربما) حينها يرفع عينيه اليها كما الآن فيتقطع قلبه قطعا قطعا وهو يناظر عينيها وكل قطعة من ذاك القلب تصرخ انها تهواها

اخذ خليل يشتم حذيفة في سره لانه رماه هكذا في هذا قلب موقف يهرب من مثيلاته منذ سنوات ..

كيف يمنع نفسه الآن من ان يغرق في زرقة حجر الشذر المشعة من عينيها .. كيف يستطيع ان يمحو ذكرى كلمات الألم التي أطلت يوماً من تلك الزرقة في ظلمة الليل وهي تنفلت بشكوى همها له وحده ...

له .. هو ... وحده...

يسحق اسنانه وهو يعاود توبيخ نفسه

" تبا يا خليل .. لست مميزا لها لتشكوك همها على نحو خاص .. ثم من قال انها كانت تشكو همّاً ؟! ربما فقط كانت متضايقة من شجار عادي مع احدى بنات عمها يا غبي .. فتوقف عن فعل هذا بنفسك .. اجل مؤكد كانت متضايقة لا اكثر .. ربما .. تحن لبلدتها .. آآآه .. قلبي فداء لحنينها ذاك "

بدت ملامحها في حالة عجب ودهشة وحرج من صمته الاحمق ! اخذ يتنحنح ويتعثر بالكلام وهو يرد بغباء على تساؤلاتها " اجل .. لا ... اقصد.. جئت لأرى مديرة المدرسة في عمل .. حذيفة طلب مني .. هذا "

نظراته تخونه وهي تتعلق بملامح وجهها اكثر بينما يضيف بصوت خشن أجش

" نسيت ان اقول .. صباح الخير .."

رمشت وهي تتورد لتقول بمزيد من الحرج

" اسفة وانا ايضا نسيت .. صباح الخير .."

تطرق بنظراتها وهو يحدق فيها ...

انها المرة الاولى التي ينظر اليها مباشرة هكذا وعن هذا القرب المعذب وفي وضح النهار الحارق ...

يشتم نفسه في سره ( أزح نظراتك عنها يا غبي .. توقف عن التورط أكثر في هواها )

لكنه كان غبياً كفاية كي لا ينصت لصوت التأنيب ... فؤاده يحترق لكن لا نار تستطيع ردعه عن النظر اليها الان ...

فيتشرب تفاصيلها ويغرق كأبله أكثر وأكثر...

كانت نحيلة القد لكنها طويلة القائمة تكاد توازي طول قامته .. وجهها قبالة وجهه ينظر اليه كما كان ينظر اليها في عرس عبد الرحمن ورباب ...

بشرتها تميل للسمرة ..! ليست حنطية كما ظنها دوماً .. بل تميل لسمرة خفيفة محببة تجعل لون عينيها أشد بروزاً وابهاراً ...

يا رب الرحمة .. يجب ان يقول شيئا لينشغل بعيدا عن التحديق بها هكذا والا سيرعبها اذا لمحت نظراته والتقطت مشاعره فيها ...

تنحنح مرة اخرى ليقول بابتسامة " هلا وصفتِ لي اين اجد مكتب المديرة لو سمحتِ ؟"

رآها كيف تمسد بارتباك على جانب تنورتها الطويلة الفضفاضة وتحركت شفتاها وكأنها تنوي ان تقول أمرا ما لكنها تراجعت وهي تطرق بوجهها للارض قائلة بخفوت

" تفضل من هنا .. سآخذك اليها بنفسي.."

استدارت وشعرها المرفوع كذيل حصان طويل يتمايل مع حركة جسدها فتتعلق نظراته بتلك الخصل القمحية وهو يعود بمخيلته الى ماضٍ يعود لبضع سنوات مضت..

الى المرة الاولى التي رأتها فيها عيناه.. تترجل من سيارة اجرة بصحبة الخالة ابتهال التي احضرتها بنفسها من بلدتها ..

وقد كان هو موجوداً بصدفة قدرية يقف على باب بيت الصائغ يرن الجرس في احدى زياراته غير المنتظمة لاخته خلود ...

فرآها .. شذرة .. من حجر كريم بلون عينيها اخذت اسمها .. يلفها ثوب حداد اسود .. تائهة النظرات .. وجلة ... تتشبث بذراع الخالة ابتهال وتبدو وكأنها توشك على البكاء ...

ومنذ تلك اللحظة التي رآها فيها ضائعة ... ضاع هو معها..

ذاك الحزن الذي لفها ونظرة الضياع لا يزال يذكرها في عينيها في اول حضور لها الى بيت العطار .. حزنها وضياعها قد وجدا طريقهما ليتحدا بشعور دفين قديم في قلبه هو ..

انه شعور اليتم ...

لهف قلبه عليها ماذا فعلت به ذاك اليوم !

في ذاك الوقت كانت امه قد تزوجت منذ بضعة أشهر وسافرت مع زوجها تاركة العاصمة لبلدة صغيرة ، فكان شعوره باليتم في أوجه ليجد صدى له في شعور شذرة منذ اللقاء الاول...

ومرت الايام .. وبدت شذرة له ايقونة مختلفة بشكل واضح عن بنات العاصمة .. بحياء من نوع آخر وتحفظ واضح تلقائي وملامح دهشة تتقافز عفويا على وجهها عندما ترى فتيات بسنها اكثر انفتاحا ... بينما تنكمش هي غريزيا بحكم تربيتها وبيئتها من البلدة ...

يناظر خليل الآن مشيتها الثابتة الواثقة وهي تقوده لغرفة المديرة و... فكر ..

مؤكد تغيرت شذرة عما كانت عليه اول حضورها وقد كبرت ونضجت وخالطت مجتمع العاصمة خلال السنوات القليلة الماضية واندمجت معه وان حافظت على حشمتها وذاك التحفظ الرزين المتأصل فيها ...

عندما أتت العاصمة كانت صغيرة .. للتو قد فقدت اهلها .. صغيرة و .. بعيدة ...

آآآه .. انها بعيدة كبعد حجر ثمين مستكين في قاع بحر عميق لا يجرؤ هو على الخوض في شاطئه حتى ...

فالبحر ليس بحره ولن يكون يوماً ..

ولم يطل الامر ليدرك هذه الحقيقة .. اذ سرعان ما استفاق مما ربطه بها ليذكر نفسه بالواقع..

ليتذكر من هي ومن هو ....

اصلها واصله ... انتماؤها وانتماؤه ...

وكلما تذكر المزيد من الحقائق كلما ابتعد خطوة عن ذاك الشاطئ المغري ..

خطوة ... تتلوها خطوة ..حتى بات الشاطئ بعيدا جدا....

اذن ... ماذا يفعل الآن بالضبط ؟! انه يتبع خطواتها بدلا من ان يهرول مبتعدا للطرف المعاكس !

ابتعاد عاهد نفسه وكرامته ورجولته عليه ..

التفتت اليه فجأة حتى كادت ترتطم بصدره فتستعر النار فيه لمجرد الفكرة المجنونة..

ينتابه دوار وضربات قلبه تصدح وتلمع عيناه بينما هي غافلة عن كل هذا وقد أبت النظر اليه كعادتها الخجول لتقول في خفر وهي تشير لاحد الابواب القريبة

" هذه غرفة الادارة ... بالاذن منك .."

ثم تركته ومضت ...

اخذ خليل يشتم حذيفة مرة جديدة وهو يشعر برغبة حارقة كي يترك كل شيء ..

يترك كل شيء ويهرب ... اليها ...!

يغوص في بحرها ويغرق حتى يصل العمق ...

تصلبت ملامحه ومشاعر قديمة بغضب العجز تتوقد ...يحيد بوجهه بحركة حادة ليواجه بنظراته باب مكتب المديرة ثم يرفع قبضته ليطرقه .. لكن قبل ان يفعل رن صوت رجل في اذنيه " مرحبا انسة شذرة .. "

في لحظة التفت رأس خليل بعنف تلقائي عاقدا حاجبيه وتضج شراسة من نظراته وهو يرى رجل شاب طويل ونحيف بملابس رياضية يبتسم لشذرة التي اوقف مسيرها في الممر بينما يسمع رد شذرة بنبرة خافته ناعمة بعفوية احرقت اعصابه " مرحبا استاذ مصعب.. ظننتك اعتذرت عن مراقبة الطلاب في وقت الامتحانات النهائية.."

تجلجل ضحكة مبالغ فيها من المدعو مصعب وهو يبرر " المديرة رفضت طلبي للاسف و وبختني باسلوبها العابس وكأني احد التلاميذ المشاغبين قائلة (كونك مدرس الالعاب الرياضية لا يمنحك الاذن لتغيب عن المراقبة ) وبعد التماسات وشروحات لاسبابي وافقت ان تقلل لي ايام المراقبة .."

هزت شذرة رأسها وهي توشك على التحرك لاكمال طريقها عندما اعترضها مصعب مضيفاً باسلوب يبدو ظاهريا انه طبيعي

" عفواً هلا اخبرتني بموعد بدأ امتحانات الصف السادس ؟ اظنهم سيبدأون مباشرة بعد انتهاء امتحانات الصفوف الدُنيا ... لكني .. لا اعرف التواريخ ولا اجيد البحث والسؤال .."

تقبضت يدا خليل ونبض كل عرق حيّ في جسده وهو يستمع لذاك الحوار الذي يبدو عاديا بين أي زميليّ عمل لكنه يلتقط من الشاب اشارات اهتمام واضح ...

جسده كله بات يرتعد بالغضب والغيرة وقدماه تأخذانه بخطوات تهز الارض تحتهما بينما تسمع اذناه ردها البارد المقتضب "الجدول عُلق اليوم صباحاً على اللوح في اخر الممر .. عن اذنك يجب ان أعود لمراقبة الطلاب فلم استأذن الا خمس دقائق ... "

ثم سارت في طريقها دون ان تنتظر رداً من مصعب ذاك ...

تسمرت خطوات خليل مكانها لبضع لحظات قبل ان يجبر نفسه على أن يعود أدراجه الى مكتب المديرة .. تقاطرت بضع حبات عرق على جبينه بينما يطبق فكيه بقوة ...

طرق الباب فيسمع صوتاً نسائيا هادئا (تفضل) وقبل ان يدير مقبض الباب ليدخل ألقى نظرة خاطفة ناحية الشاب فوجده ما زال مكانه يناظر خطوات شذرة المبتعدة بتفكير غامض...

ابتلع خليل ريقه بصعوبة وكأنه يبتلع حجراً مسنناً.. وها هي (ربما) جديدة تتقافز في رأسه وتعذبه ... فـ.. (ربما) هذا الشاب يفكر جدياً ان يرتبط بشذرة ....و.. (ربما) تراه مناسبا لها لـ..ـترضى به ... وتتزوجه !

يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t363302-154.html


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:15 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.