آخر 10 مشاركات
142 - مرة في العمر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          250 - غرام عبر الاثير - ربيكا وبنترس - عبير مكتبة مدبولى الصغير (الكاتـب : samahss - )           »          ماسة و شيطان - ج1من س هل للرماد حياة!- للآخاذة: نرمين نحمدالله -زائرة*كاملة& الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree31Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-17, 03:15 PM   #271

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي



أضحى مبارك ..
وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وسعادة ..
وكل العائلة الأحباب ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 01:55 PM   #272

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل التاسع -الاجتماع -).. الجزء الاول

اول شي عنجد بعتذر عن التاخير لظروف العيد والضيوف وعنجد كتير مكسوفة خاصة انو ما لحقت ارد عكل المتابعين فسامحوني وكل عام وانتم بخير

الاشعار في الجزء هدايا من قارئات القصة
الفصل 9
الاجتماع.
الجزء 1
ابتسمت سارة بحماس لمريم وهي تحتضنها بعد ان انتهو من تهجهيزها وتمنت لها السعادة من قلبها وهي ترى فرحتها تقفز من عينيها وتذكرت يوم زفافها ..ذلك الزفاف اللذي قدم فيه امير لها خاتم القمر الذي يحتضن الشمس ..بالرغم من كل ما حدث بينهما الا انها دوما بقيت تحتفظ بهذا الخاتم الذي اشعرها بان اي امر مستحيل من الممكن تحقيقه بالحب ...تنهدت بقوة محاولة اظهار فرحتها في اجواء الزفاف وهي تتقدم مع العروس بموكبها المتحرك نحو العريس ..كان قلبها يؤلمها وبشدة ..ثلاثة ايام مرو منذ فراقها عن امير ..ثلاثة ايام قضتها بالتفكير فيه وفي غضبه منها وتخبطه وتشوشه معها ..هل تتصرف بشكل صحيح ...لقد وعدته ان تحتمل فوضى مشاعره حتى النهاية ولكن الامر اصبح خارج الحسبان الان ...دخول اطراف اخرى ستضغط على امير ليس بصالحها فذلك سيزيد من التخبط الذي يعاني منه ...اخذت صور لقائها الاخير مع عائشة هانم اغا تتدافع في راسها ...لقد استغربت دعوتها لها وخصوصا ان امير غير موجود ..تفاجأت ببرودها في الترحيب بها ولكن عندما اوضحت سبب الدعوة فهمت سارة تصرفاتها ...(انا بالطبع ممتنة لك بالكثير من الامور ..عنايتك بعادل ..علاجك لهزار ..تضحيتك بحياتك لأجل امير ...وان اردت ان اهديكي عيني فسأفعل وانت تستحقين اي شيء تطلبينه مهما غلا ...ولكن ..بالرغم من كل هذا الا انني دوما رايتك زوجة مؤقتة لامير في مرحلة انتقالية لحياته ...زوجة تهيء الاجواء للزوجة الحقيقة التي يحتاجها امير ليدعم مركزه ومكانته بين العائلات ..زوجة لديها قوتها العائلية والاقتصادية والجمالية والاهم من ذلك ..زوجة تركية ...رضعت حب هذا الوطن ...لا مهرب لها الا اليه وانتماءها الاول والاخير له ...زوجة تعرف عادات هذا الوطن التي تسري بدماءها وتفقه كل قواتين وشروط المعيشة فيه مهما قست فهي تحتمل ...اعلم انك وامير تحبان بعضكما ولكن حبكما كارثي ولم ينتج عنه الا المصائب ..الم تري انه كلما اجتمعتما حدث لاحدكما حادث سيء ..ان باتحادكما دمار لكما وامير اصبح يدرك ذلك ...اشعر بالسعادة لاجلك لمقدرتك على المشي ولكني ام انانية تريد الافضل لابنها وانت لم تجري امير سوى للاسوء فمعك ذاق الحزن والالم والتعاسة واصبح يخاف الحب واهمل عمله في الكثير من المرات ...الزوجة الحقيقية هي من تدفع بزوجها للامام وليس العكس فانتما تقودان بعضكما للهلاك..لذا ارجوكي اتركيه ودعيه ينساك ..توقفي عن اللحاق به وعن اصرارك على تحطيم قراره بالانفصال عنك واقبلي بالامر الواقع ...لقد وجدت امينة له فتاة ستحافظ عليه وستجعل مكانته بين الجميع في السماء السابعة ولن يجرء احد على المساس به خاصة بعد الكلرثة التي حلت بنا بعد اصابتك وكادت تودي بكارتال للدمار الشامل ..لذا اتركيه وابتعدي عنه ..فانا سازوجه فتاة تركية يفخر بها هو واولاده واحفاده وكفاك ما حدث لك هنا وغادري فانت لن تستطيعين احتمال قسوة العيش هنا كما ان ولاءك لوطن اخر سيجعلك تهربين اليه فور شعورك بالصعاب كما فعلتي سابقا ..لقد احببت ان اتحدث معك بالعقل قبل ان اتصرف بطريقة اخرى فسامحيني على قسوتي )....واية قسوة متمثلة بهذه الكلمات ... لقد شعرت بروحها تنسل من جسدها وهي تسمع كلام عائشة وكيف ان وجودها بحياة امير حطمه وحطمها ...لقد ارادت الصراخ بحنق وقلبها يرفض الانصياع ...لماذا يصر الجميع بان اتحادها مع امير كارثة محققة ..لماذا يعتبرون وجودها مؤقت فقط ..حتى امير بحديثه معها وكانه يعلم انها ستغادر كارتال ولن تحبها او تبقى فيها ...لاول مرة تشعر بالانتماء لكارتال بسبب امير ..،وفي قمة حنقها سمعت عن تحدي الوصيفة ...ارادت ان تعلن للجميع انها هنا ..وانها قادرة ان تكون تركية لاجل حبيبها ..وان تغير انتماءها لكارتال ..لذا ارادت ان تدخل التحدي ..ذلك التحدي الذي تخوضه الوصيفة العزباء ..حيث تضع اغنيتها وتبدأ بالرقص امام شباب كارتال لتعرض نفسها ومهاراتها وتبدأ باجتذابهم ليجاروها بالرقص ...وهنا كلما نالت على اعجاب احدهم وجب عليه المشاركة بالرقص امامها حيث تختبر انسجامه لثوان فاما ان يعجبها فتكمل الرقص معه معلنة انه رفيقها او ان تلتفت لغيره لتكمل الرقص امامه فاما ان يستجيب لها ويراقصها او ان يرفض ويتركها وهي اما ان يعجبها فتكمل رقصها او تتم دورتها الراقصة باحثة عن غيره ...طبعا كلما جذبت اعداد من الرجال لها كلما كان انتصارها اقوى ...خصوصا انه يجب ان ترتدي ثوبا محتشما له مواصفات معينة و يمنع التلامس بالرقص الا عندما تختار رفيقها اي انها يجب ان تجذب الشباب فقط بحركاتها ورقصها التركي ومن تجذبه يصبح تحت تصرفها حتى مع رفضها له...كان اغلب من قمن بهذا العرض يلتزمن بثاني او ثالث شاب بالرقص حتى لا يخسرن ولكنها انتوت انx ترضخ شباب كارتال لها حتى تجد حبيبها ...يجب ان تثبت للجميع انها قادرة ان تكون تركية جذابة يتمناها اي شاب تركي ويستعد لاجلها ان يحرق الكون ...كانت تعلم ان ما تقوم به جنون الا انها ارادت ان تشعر بكرامتها وانوثتها التي يرفضها امير وعائلته التي اشعرتها انها لا تملك ما يحتاجه امير وان مقوماتها فاشلة واقل مما يلق بامير ...لذا ارادت ان تثبت للجميع انها تستحق امير وحتى من هو اعلى منه ان ارادت ..وانها ليست اقل من الفتيات اللاتي يقدموهن له ليتزوجهن لانهن يلقن به ... ظهرت امام الجميعx بثوبها الاحمر الدموي ذو التطريز الذهبي والمنسدل على جسدها بنعومة مظهرا تفاصيله ليتسع اسفله برقة حولها باكمامه الطويلة وفتحت صدره السباعية البسيطة التي لا تظهر سوى جمال رقبتها بطلة متحدية تعلن فيها انها ستخضع للتحدي ...ابتدأت مراسم الزفاف تحت انظار المدعوين وبوسط مليء بالبهجة التي خففت الم سارة وانستها مؤقتا همها ووجعها لتندمج مع الجميع ...احاطتها نظرات الشباب بفضول غير مصدقين انها ستتمكن من القيام بهذا التحدي الخاص ببناتهم وواثقين انها لن تتمكن من جذب اي منهم خصوصا انها كانت زوجة النسر ..فمن سيجرؤ على اخذ ما كان ملكه حتى وان تركه ...وقفت سارة مع اياد وفاطمة وأحمد يتجاذبون اطراف الحديث ويضحكون واياد يسخر من سارة قائلا لها انه سيعطف عليها ويرقص مقابلها حتى لا تخسر ...اقترب تحدي الرقص وزاد صخب المدعوين المتفاعلين مع الاغاني ..لم تتوقع سارة ان يظهر امير ولم تكن تعلم انه جاء من اسطانبول فهدفها من هذا التحدي ان تثبت لاهالي كارتال نفسها ولم تهتم باي شيء سوى هذا حتى انها كانت سعيدة لان امير لن يحيطها بتملكه وغيرته ...اعلن عن ابتداء التحدي واختارت سارة اغانيها ووقفت في وسط حلبة الرقص والجميع يحيط بها وقد اصطف الشباب العزاب بكارتال حول الحلبة بشكل حلقة واسعة الاطراف ...اغمضت عينيها وتنفست بعمق وابتدأت الاغنية لتبدأ معها حركتها الراقصة مع نظرتها التي امتلئت اغراء وقوة وانوثة ..لقد اختارت اغنية ملئى بالتحدي تتكلم فيها المغنية عن عدم تصديقها للحب وبانها لم تعد تثق به وبان حبها الاول هو الحب الوحيد اما الباقي فلا معنى له ليجيبها المغني بان وراء كل بطولة سيدة ووراء كل سيدة رجل معها في كل خطوة.. كانت تتمتم الكلمات باثارة بشفتيها المصبوغتين بلون احمر قاني وهي تتمايل بحركات رقيقة مثيرة وجميلة وبشكل ينضخ انوثة ويسلب الالباب ...حركات يديها الرقيقة على جسدها المتمايل ودعوتها للشباب بعذوبة جعلتهم يتناسو كل شيء الا هي فاستجابو لها بلا وعي ولا تفكير ..وليس واحد او اثنين ..بل في كل ثانية كان يتقدم شاب ليحاول اخذ فرصته ..كلما رقصت امام شخص تقدم فورا اليها متجاوبا ..لتسارع بالرقص امام غيره ...نجحت بجذب غالب الواقفين حتى وصلت لاياد الذي انارت ابتسامته وجهه وابتدأ بالتمايل معها وسط صيحات خيبة امل الشباب المرفوضين من قبلها وتصفيراتهم المشجعة لها وتصفيقهم المتزايد بسعادة لحركاتها مما اظهر سعادتهم واندماجهم معها ...اشعلت بروعتها المكان والجميع مأخوذ من جمال ورقة وانوثة رقصها الهادئ ..شعرت بالالفة بحركاتها مع اياد ونجاحها يزيدها جرأة وسعادة ...التفت حول نفسها لتصتدم بعينين كفوهتي جحيم مستعر ينظران اليها بنظرات اجرامية قطعت انفاسها ..حاولت اكمال الرقص والابتعاد عن امير الذي انضم للواقفين ظانة انه لم يشاركها ولكنها تفاجأت به يتقدمx ليرقص مقابلها بتحدي اكبر قطع انفاسها ..نظراته التي اسرت نظراتها ومنعت تحركها مبتعدة عنه ...حركاته التي احاطتها فلم تشعر بانتهاء الاغنية ..لم تكن تريد ان يكون هو الفائز ولكن ..مهما حاولت فان حضور امير امامها ينسيها نفسها وكيانها وكل خطتها ..ادركت من التصفيق المرتفع بان امير هو الفائز بقلبها ..لم تتمكن من منع نفسها من الابتسام بجذل وتحدي امام نظرات غضب امير التي استشفت منها شعوره بالعجز امامها وخضوعه لها بطريقة خارجة عن ارادته وسيطرته ..زادت ابتسامتها من حنقه المكظوم وهو يسمع اغنيتها الثانية مقتربا منها ليقول من بين اسنانه (والان ما هذا ..من الأفضل ان توقفي هذه المهزلة سارة ..والم تجدي غير هذه الاغنية لتختاريها ) كانت موسيقى الافتتاحية للاغنية قد ابتدات فرفعت حاجبيها مجيبة بتحدي (ولماذا تعترض على الاغنية يعني كلماتها عادية الا ان كنت تشعر انها تتحدث عنك ... تستطيع الجلوس وتركي وانا ساكمل الرقص مع اياد الاكثر من مستعد لمشاركتي فلقد وعدني بذلك) وابتدأت حركاتها الراقصة مع فنظر امير اليها بقهر غاضب وعيناه تقذفان شرر وخلع سترته وربطة عنقه امام انظارها المذهولة ليقف امامها فاردا ذراعيه كجناحي نسر ايذانا ببدءه الرقص وبصوته المتحدي قال ( لولا ثقتي باياد لظننت انكما تهدفان شيئا من وراء هذه الاغنية ...حسنا فلتريني رقصك ولكن اتمنى ان تتمكني من مجاراتي في الرقص فانا اعشق هذه الرقصة )x وابتدأ بالدبك السريع امامها وهو يحيطها بحركاته الواثقة القوية مقيدا حركتها ...كان الامر في اوله ممتلئ بالتحدي والقوة ولكن بعدما اندمج كلاهما بالرقص اخذت ابتسامتهما تتسع وكل منهما يسعى لاغراء الاخر واثبات تفوقه عليه ..ضج جميع الحاضرين بالتصفيق لهم وتشجيعهم بسعادة وهم يرون نسرهم يراقص انثاه بتملك وثقة مستجيبا لتمايلاتها الرقيقة ..انتهت الاغنية فنزل كلاهما لتشعر سارة بيد امير تجذبها مقربا اياها منه قائلا (اريد التحدث معك الان ..ارجو ان تلحقيني ولا تقاومي ) وابتدأ بالتحرك مبتعدا عن التجمهر الصاخب ونظرات سارة المترددة تلحقه ..حسمت امرها وتبعته خوفا من جنونه الذي تعرفه ..فتح باب سيارته الخلفي مشيرا لها لتركب وعندما شاهد بداية اعتراضها قاطعها (لن احركها ولن نذهب لاي مكان فقط اردت مكانا خصوصيا ..هيا اركبي ) تنهدت سارة باستسلام منفذة اوامره وراته وهو يتبعها ويجلس الى جانبها فابتدأت قبله بالتحدث (اذن لولا اياد لظننت انني احب شخصا غيرك واخفي الامر تحت مفهوم الصداقة كما تقول الاغنية..اليس كذلك ) رفع امير حاجبيه باستهجان مجيبا (لاتهذي سارة ..فغيرتي عليكي لا تعني ابدا عدم ثقتي بك او بحبك ..فقط استغربت الكلمات فلقد شعرت ..يعني انها تعني وضعنا نحن ان اردت الصدق ..فكلانا يتصنع الصداقة ليخفي امرا اخر ) امسكت سارة ضحكتها مجيبة (معك حق ..انا ايضا شعرت بهذا رغم اني لم اتوقع حضورك وغالبا كنت سانهي الرقص مع اياد فهو الاقرب لقلبي لقد ظننت انك لا تزال في اسطانبول ) تنهد امير بنفاذ صبر مجيبا (لقد اتيت اليوم صباحا ولكني رفضت التحدث معك لاني لازلت غاضبا من اخر مرة تقابلنا فيها ...لقد ظننت انني غاضب منك لاكتشف ان غضبي من نفسي يفوق ذلك فانا من يدخلك بدوامة ثم يطلب منك البقاء بمنتصفها دون ان اساعدك حتى وعندما سمعت من اياد ما تنويه كاد عقلي ان يطير من الجنون..في البدء عاندت نفسي بغضب واردت ان لا ارضخ لك لمعرفتي انك تثيرين غيرتي ولكني ادركت بعدها انك لا تعلمين بوجودي فايقنت ان هدفك من التحدي امر اخر لذا ..جئت فانا لن احتمل ان يطلق لقب رفيقك على شخص اخر وكنت واثقا انك ستجذبين الشباب اليك وهنا اردت ان اعيد الى اذهانهم ايضا انك مازلتي لي يعني حتى مع كل شجاراتنا وقراراتنا لا استطيع التخلص من هذه الفكرة رغم انني ارى انها تعذبني وتعذبك ...والان لماذا فعلت هذا سارة ) اخفضت سارة راسها ناظرة الى قدميها لتوازن خياراتها بالبوح او الاحجام الا ان نظرة امير المتسائلة بقلق والتي قابلتها عندما رفعت عينيها جعلتها تقول بهمس متوتر (لاني اردت ان اثبت باني تركية وان لي قيمة ومكانة وانك رغم علو شأنك الا انني اليق بك ايضا ولا اقل شيء عن تلك العروس التي اختارتها عائلتك ) نظر امير الى عينيها اللاتي ظهر الالم منهما واضحا وابتسم بحنان هادئ مجيبا وهو يضم يدها ( ومن قال ان كلام الجميع يعنيني فانا وحدي اعلم كم تليقين بي ولا اهتم لغيري لذا لا تهتمي سارة ولا تحاولي اثبات اي شيء لاي احد فانا لن اسمح لاي شخص ان يتعدى حدوده معك لذا اتركي هذا الامر جانبا ولا تفكري به ) عقدت سارة حاجبيها بتشوش مجيبة ( ولكن امير مهما كنت انت مهما يجب ان اثبت نفسي ايضا امام عائلتك حتى تقتنع بي وتكف عن ضغطها عليك...لماذا تحاول استثنائي هكذا وبهذه الطريقة وكاني دخيلة عليك ) اجاب امير بلهجة لا مبالية (لان امرهم لا يعنيني سارة فانا المتحكم الاول والاخير بحياتي ..والان لنتحدث في امور اهم فانا رغم عنادي اشتقت لك كثيرا ..كيف انتي ..كيف صحتك ..كيف عملك ومشروعك ..صحيح انا مستعد اليوم لمساعدتك بامور الميزانية التي طلبتها المرة السابقة مني ) تنحنحت سارة حرجا مجيبة (لقد قمت بها لا عليك ..اما باقي الامور فهي جيدة) نظر امير بشك الى ملامحها التي حملت علامات ذنب وتساءل بلهجة تحذيرية (سارة ..حسنا اعترفي ممن طلبت المساعدة ) سحيت سارة انفاسها بتوتر ثم رفعت عينيها بقوة مجيبة ( لقد طلبت معونة ديفيد ..لقد حل الامر لي في ساعة ) رفع امير حاجبيه بصدمة مرددا (ديفيد ..هل لا زلت على تواصل معه ) اجابة سارة بنفاذ صبر (اجل امير لازلت على تواصل معه فهو صديقي ووقف الى جانبي وكف عن غيرتك التي خنقتني فان قارنا بعضنا الان فساقول لك انه مثل بهار وان لم يكن وقع في حبي كما وقعت هي ) تلبدت ملامح امير بعصبية وعلا صوت انفاسه قائلا (اتعلمين سارة ..انت حرة ..معك حق ففعليا ليس لي اي علاقة بك لاجبرك على شيء فلتفعلي ما تريدين ولن احاول خنقك ثانية ) وترجل من السيارة بسرعة ليفتح بابها الامامي في اشارة لرغبته في مغادرتها...شعرت سارة بالضيق لما قالته لامير واظهارها تاففها من تدخله بحياتها رغم انها تقوم بنفس الامر ولا يبدي اعتراضا فتبعته ووقفت بجانبه ممسكة بذراعه قائلة بلهجة نادمة ( حسنا امير ..لم يكن علي قول هذا ولكن ..صدقا ديفيد صديقي بل على العكس انه سعيد بعلاقتنا ..ارجوك لا تحزن ..ثم ...انا ايضا اشتقت لك ..على الاقل لن احصل على عناق ) رفع امير راسه متنهدا بصوت عالي قبل ان يلتفت اليها معانقا اياها بشوق ملتهب وصوته المتحجرش يهمس ( ياللهي سارة ..ماللذي نفعله الان ببعضنا ..وكاننا بحرب ونخرج فيها اسلحتنا لنصيب انفسنا ..اعلم ان ما تمرين به صعب ..كما انني اشتاق اليك كثيرا ...سارة ...اشعر اني بمتاهة حقا ...اريد ان اخطفك واهرب لاكون معك وحدنا فارتوي منك ولكن ...مسؤولياتي اكبر منك ..فسامحيني يا حبيبتي ) ضمت سارة نفسها اليه اكثر مستنشقة رائحته التي اشتاقت اليها متنعمة بقربه ومتمتمة بهمس رقيق (ساصبر يا امير عليك لاني واثقة انك لي وانك في اخر المطاف ستتغلب على خوفك علي ) اغمض امير عينيه بالم مجيبا بصوت حمل ارتباكه الملهوف (اتمنى سارة ..حقا اتمنى ان ينتهي كل هذا وابقى معك ).
مرت اربعة ايام بعد هذه الحادثة وامير وسارة يحاولان التصرف بلطف حذر مع بعضهما وقد استمرا برياضتهما الصباحية كما انهما اجتمعا مع التوأم عدة مرات ولكن هذا الامر جعل سارة تشك بان امير يخفي عنها شيء وتاكدت من ذلك عندما قالت لها هزار ببراءة بان جدتها تشاجرت مع امير وان عمها خرج غاضبا ففهمت ان ما حدث في الزفاف قد وصل مسامع عائشة ويبدو انها تحاول الان شن هجمة على امير لتقنعه بالزواج ممن اختاروها له وهذا حتى تضمن تايد المجلس والعائلة له كما اخبرتها لذا ارادت ان تقوم بخطوة لطالما اخرتها احتراما لقرار امير ولكن يبدو انه ان اوانها ...ارتدت اجمل ثيابها واكثرها اناقة وذهبت في زيارة لمكتب امير في كارتال لاول مرة في حياتها ...دخلت المكتب بهدوء فرأت احمد الذي انصدم بوجودها ولكنه رحب بها واقتادها لرؤية امير معتذار لها لاضطرارها الانتظار ريثما ينهي اجتماعه مع المجلس فوجدت في الامر فرصتها المتاحة لذا قالت بقوة وهدوء ( احمد ارجوك خذني لمكان الاجتماع فهناك ما اريد قوله للمجلس ) عقد احمد حاجبيه بتوتر مجيبا ( ولكن سارة ..هل انتي متاكدة ...اعتقد ان امير اغا سيتضايق )
حركت سارة راسها بالموافقة مجيبة بحزم اكبر (انا هنا الان بصفتي دكتورة سارة توماس القادمة لتحصل على تايد المجلس لمشروعها ليحثو بنات عائلاتهم على المجيء للدراسة ..يجب ان اشرح لهم فكرة مشروعي ..لماذا يعترض امير..والان هل تدلني ام ابحث لوحدي ) ظهرت الحيرة على ملامح أحمد واجاب بلهجة مرحة ..(بل سادلك ولكن فقط اعطيني دقيقة لاحضر الملفات المطلوبة مني في الاجتماع ) وتحرك مسرعا لمكتبه امام انظارها وهو يبعث برسالة لامير بشكل خفي ..لم تمضي الدقيقتين الا وتفاجأت سارة بدخول امير الى المكتب بشكل مستعجل وبصوت منخفض متوتر سألها (سارة اهلا بك ..ماللذي تفعلينه هنا ) نظرت سارة الى احمد بعتب ثم قالت بصوت قوي (مالذي يحدث هنا ..لماذا كل هذه الجلبة ..كل مافي الامر اني اريد ان اقابل المجلس لاشرح مشروعي ) حرك امير راسه بالنفي القاطع مجيبا (كلا سارة ..لن تفعلي ..ليس هناك اي داعي لترينهم فانت لا يجمعك بهم اي شيء ) رفعت سارة صوتها بانفعال قائلة (لماذا ..لماذا لا تريدني ان اشرح مشروعي للمجلس ..يجب ان احصل على تايديه امير.. وانا قادرة على ذلك فكف عن تقيدي والخوف علي بهذه الطريقة فهذا اصبح يخنقني ..ام انك لا تثق في )عقد امير حاجبيه ضاربا سطح المكتب بغضب (الموضوع لا علاقة له بالثقة ثم لماذا تهتمين بهم المهم انني ادعمك ..لماذا تفعلين هكذا وتصرين على معاندتي ..انت لا تعلمين كم هم خطرين وان شعرو انك تنوين البقاء بكارتال سيحاولون افتراسك خصوصا وهم يعلمون مكانتك عنديx ) علا صوت سارة بنفاذ صبر عصبي (ولكني اريد البقاء ...واريد ان يفهمو وان تفهم انت اني قادرة على العيش بكارتال واني ساخدمها واحبها كاي ابنة لها ..انا لن اترك مكاني فلا تحلم بهذا او تظن اني ساغادرك قريبا فهؤلاء النساء يستحقون ان اعلمهم بذمة وضمير ..وبعيدا عن خلافاتنا ..اجل امير ..انا هنا بصفتي المسؤولة عن المشروع ..ويجب ان احصل على احترامهم ...ما الذي يضايقك في محاولتي ترسيخ علاقاتي هنا ..يعني ليست المرة الاولى التي اراهم فيها لماذا الان اصبحت تفعل هذا )..علا صوت امير بعصبية (لانك كنت زوجتي اما الان فلا يوجد اي ستار يحميك او يحفظ حقك ...لانهم يحقدون عليك فهم يحملونك ذنب ما حدث لهم عندما انتقمت لك ...لانهم سيتصيدون لك الاخطاء وسيثبتون انك لست اهل للثقة ولا تنتمي لكارتال ..لماذا تصرين على اثبات ذلك ..حتى وان كنت من كارتال او لا فهذا لن يؤثر على قرار اجتماعنا او عدمه فكفي فقط عن افتعال المشكلات ...كفي عن جعل نفسك مركزا للمصائب فلا اكاد اتنفس حتى توقعين نفسك بمصيبة اخرى ..ارجوكي ابقي سالمة وهادئة وابتعدي عن الاذى فلقد تعبت من كثرت تفكيري بما قد تتعرضين له ..انت فقط ضيفة بكارتال والمجلس لا علاقة له بمشروعك اما النساء الراغبات بالانضمام اليك فلا تقلقي ساوصلهم لك وساجمع النساء واعلم من فيهن مستعدة لخوض هذه التجربة ..والان ان كنت انتهيت من هذا ارجوك عودي للمشفى ) شعرت سارة بانفاسها تنسل من جسدها وبقلبها يكاد يتوقف من شدة المها ..لقدx كان احساسها صادقا عندما علمت ان امير يتعرض لضغوط كثيرة بسببها ..اخفضت راسها مبتسمة بهدوء يخفي انهيارها وقد لاحظت نظرة امير المنصدمة من نفسه لقسوته عليها وانفجاره بها بهذه الطريقة من شدة خوفه عليها فحركت راسها بالموافقة هامسة ( حسنا ..اعتذر ) وغادرت المكان مسرعة وغير ابهة بمحاولة امير لايقافها وتراجعه في اللحظة الاخيرة لادراكه ان ما قام به لمصلحتها حتى تعلم حجم الخطر اللذي يحيط بها ...عاد الى المجلس وقلبه ينزف الما عليها ...امر سارة اصبح لا يطاق فبعد ما حدث في الزفاف ابتدأ الجميع بالتحدث معه بوضوح عن رفضهم اياها كزوجة له ورغم تانيبه للجميع وايقافهم عند حدودهم الا انهم لم يتراجعو خصوصا والدته التي هددته صراحة انها مستعدة ان تؤذي سارة وتجرحها بالحديث ولن تقبل بها وستعذبها ان فكر للحظة ان يعيدها اليه ..حجم الانتقادات التي واجهته اثار جنونه وخوفه من تهور اي شخص ومحاولته اذيتها مرة اخرى ..ولكن ..نظراتها المنكسرة ..حبه لها ..قلبه المنتفض عشقا وشوقا اليها يمنعانه من التصرف بشكل صحيح ...فقد سلم مقاليد امره لقلبه متناسيا ما يمليه عليه عقله وهذا اصبح يخيفه ويوتره كثيرا ويزيد تشوشه وصعوبة اتخاذه اي قرار يتعلق بها .
شعرت سارة بالاختناق من اجواء المشفى بعد قضائها لساعتين من وقت ما تركت امير خلفها اغرقت نفسها فيها بالعمل حتى لا تفكر بشيء ..x قررت التنزه قليلا لتحاول التنفيس عن اختناقها وضيقها.. ركبت دراجتها لتختار بقعة هادئة بجانب النهر حيث وقفت على صخرة عند ضفافه ووضعت سماعات هاتفها لتستمع الى اغنية (could I have this kiss for ever ) وهي تدندن معها محاولة الغوص بذكريات سعادتها التي عاشتها مع امير ...وما اقصرها ..فيبدو ان القدر دوما كان ضدهما ..فلم تبقى اي مصيبة الا ووقعت لهما ..تذكرت للحظات كيف اصيب امير وما حدث لها عندما حاولت الحلاقة له ...ابتسمت بجنون وعيناها تتدمعان على اثر مشاعرها التي فاضت لها ....انها تشتاق له ...وبهوس اقرب للجنون ...تريد الشعور به ...كثيرا ...احساسها انها عادت لتصبح عبء عليه اثار حنقها ...كيف يجب ان تتصرف ...لماذا تشعر ان عودتها فقدت معناها ...هل سيبقى يحبها بعد كل هذا ...لقد تعبت من المقاومة ..من ان تحتمل الفراق ..تعلم انه صبر عامان كاملان بجانبها ولكنها لا تستطيع الجلد مثله ...ذلك الاحساس بالخوف اللذي اصبح يتملكها ...هاجسها بانها فقدت امير وبانه سيرضخ ليتزوج غيرها كل هذا ادخلاها بدوامة من المشاعر المتضاربة ...لقد تالمت اكثر مع كلماته التي قالها لانها اكدت كل مخاوفها بان امير ينوي التخلص منها ومن حبها ..والمشكلة انها وعدته ان تساعده بذلك وان تختفي عندما ينجح ظانة بغرور انها ستتمكن من جعليه يتشبث بها ولكن ...ان ما يحدث الان هو عكس ما خطت له ...فهي تشعر انه بالفعل اصبح ينسل عنها وانها تفقده ...تنهدت بصوت عالي متالم وارادت الابتعاد عن مكانها ولكن عندما التفت لتعود ادراجهاx زلقت قدمها على الصخرة المبتلة بماء النهر لتجد يدين يحيطانها ويجذبانها الى صدر عريض وصوت امير الغاضب يعلو (لما لا تهتمين لصحتك ..كيف تكونين بهذا الاهمال ..هل تريدين ان تثيري جنوني ) لم تكن سارة بوضع يسمح لها ان تجيب فلقد كانت اشواقها قد بلغت مبتغاها وشعورها باحتمالية فقد امير وبانه تغير معهاx جعلها تستلم بارتعاش بين يديه وعيناها ترجوانه مرددة كلمات الاغنية التي تسمعهاx (هل يمكننك ان تقبلني للابد ) ...كانت تلك الكلمات بلغتها الانجليزية ... وبصوتها الرقيق المعذب ...لم يستطع ان يبقى في المكتب بعد مغادرتها فانهى الاجتماع ولحق بها ..رغم رغبته ان يقسو عليها الا انه لم يتمكن من نسيان نظراتها واستسلامها الاخير بين يديها ...تذكر علاقتهم في الفترة الاولى لزواجهم ...خاف عليها من الضغط وخاف عليها من نفسه ...راقبها دون ان تشعر وهي تعمل كالمجنونة ..لقد اعتاد مراقبتها حقا ..شاهد دموعها الحبيسة وروحها المكسورة ...وعندما غادرت المشفى لحقها ...علم تماما مقدار المهما من صوت تنهيداتها العالية ...غضب من نفسه ومن ظروفه ومنها ومن تعذيبها لنفسها ..غضب من كل شيء تسبب بحدوث هذا ...تمنى للمرة المليون ان يخطفها ويطير بها بعيدا ...كان قد اقترب منها دون ان يشعر وانجذابه لها يشده اكثر ...لاحظ انزلاقها فتحرك فورا ليخذها باحضانه ...انها هي بين يديه ...رجاءها الخاص وتوسلها ليقبلها... نظراتها.. انفاسها.. خفقات قلبها الضاربة على صدره ...تاه في زلزال من العواطف هز كيانه ... اشواقه المتضاعفة معx جسدها المرتجف الذي يضمه بين يديه كلها افقدته نفسه واحرقت روحه ..لقد مل المقاومة .. اراد ان ينهل من شهدها ..الم يكتفي بعامين بعيدا عنها ..هذا الثغر المرتعش والمنفرج باغراء كبحيرة شهد في بستان ربيعي فردوسي ...انه يحتاج اليها...بقوةx ..يحتاج لتقبيلها ..باحتواء ..اراد للزمن ان يقف... اراد ان يتناسى كل العالم... ونفذ طلبها ..شفاهه الجوعى التحمت بشفاهها العطشى لتجد طريقها بعذوبة عنيفة متطلبة ..وشعر بانفجار الف دفقة ودفقة بقلبه الراقص ...يداه احتضنتاها بتملك لتتبع طريقها الذي حفظته سابقا...لمست يده المتسللة ندوبها لتتبعها وخياله يرسم لياليهم ليزيد في تقبيلها ...استسلمت بين يديه تبادله عواطفه باستمتاع ...كم اشتاق لهذا ...كل النساء تختفي امام قبلة صغيرة لقدمها..غرامه المحترق الهبها ...عنفه المتطلب اسكرها ...جرأته المثيرة سلبتها كينونتها ...تراخت بين احضانه غير قادرة على الوقوف ..اسندتها يداه فارتجفت قائلة بهمسة مبحوحة (امير ..اريدك ...انت ملكي ) كانت هذه الكلمات مفتاح جرس الانذار في عقل امير ليبتعد عنها وسط ذهولها وتخبطها..تمتم من بين انفاسه المنقطعة (هذا خطأ سارة ..انا اسف ...انا اعتذر ...سامحيني ) ...نظراته التي انتقلت بعجز متفاقم على تعابير وجهها المعذبة المذهولة وارتجافات جسدها المتواصلة اشعراه بهول ما قام به ...لقد اخترق وعده لها ومعها وضعف امامها ...لم يتمكن من البقاء فجسده يأن متالما مطالبا اياه ان يعود اليها ...يجب ان يهرب قبل ان يضعف وهذه المرة لن يتمكن من السيطرة على نفسه وسيكسر كل قوانينه...رفع يديه باستسلام معتذر منها بصوت بالكاد ظهر ...قال من بين انفاسه المقطعة (ارجوكي سامحي ضعفي ) وغادر المكان بسرعة وكان الف شيطان يطارده .
لم تعلم سارة كيف وصلت الى منزلها... وكيف دخلته ...كان جسدها ينتفض كعصفور مبلول وسط عاصفة امطار ...لقد شعرت بالتجمد يغمر كل خلايا جسدها وقلبها ...حرمانها من اميرها اسقمها ...كانت تحاول التماسك باعجوبة لتظل واقفة حتى تصل لسريرها ...ضمت نفسها بيديها والخوف يعصف بها ...فكرة واحدة احتلت ذهنها ...امير سيتركها ...دخلت حجرتها لتتفاجئ بما رات ...كيف اتتها القوة لتصرخ عاليا على نفس واحد ومنظر القطة المذبوحة والدماء المتناثرة على فراشها الابيض ممثلا اسوء كوابيسها ...انها كيتي ...رفيقتها وحبيبة قلبها ...شعرت بالظلام يزحف ليحيطها وهي تسقط فاقدة الوعي .
استيقظت سارة على صوت غريب لشخص يحاول اسعافها عرفته فورا ...انه حارسها ...عندما فتحت عينيها راته يتنفس الصعداء حامدا الله على نجاتها ...اعادت اغماض عينيها مطمئنة اياه على صحتها بكلمات مبحوحة متقطعة ...كانت تتشبث به بخوف كبير وجسدها ينتفض بردات فعل متاخرة لما رات وتعرضت له ..ربت عليها بعطف واخبرها بهدوء انه ذاهب لاحضار بعض الماء لها ...ارادت ان تستجمع نفسها ولكن رعبها كان لا يزال يعصف باتزانها ...رجته ان لا يبتعد عنها فحملها الى المطبخ واجلسها على الطاولة جالبا لها كاس ماء سريع طالبها ان تشربه فاطاعته ...كان للماء مفعول السحر في تهدئة اعصابها المرتجفة ....همست بروحها المتقافزة انينا (هل اخبرت امير ) حرك الحارس راسه بعلامة الرفض مجيبا (لقد حاولت التواصل معه يا سيدتي ولكن هاتفه مغلق فبعثت رسالة له ستصله عندما يفتحه ...والان لا تقلقي سيدتي انت بخير ...ما رايك ان تنامي قليلا على الاريكة ريثما ارتب الاوضاع في الداخل ..ففقدانك الوعي لساعة امر مقلق ويجب ان تريحي نفسك خصوصا مع صدمتك ...ساجلب دثار لك وحاولي الاسترخاء ...وبالفعل وضعها برقة على الاريكة واستأذنها ..عاد الخوف يتملكها مع ابتعاده فراقبته بعينيها لتطمأن ...عندما انتهى وعاد اليها ابتدأت بادراك ما حدث ...كلمته بانه انتهى افهمتها ان كيتي قتلت بسببها ..وبلا سابق انذار انهمرت دموعها المجنونة بنحيب يقطع القلوب...خاف الحارس من انفجارها فانحنى يسالها عن سبب بكائها محاولا مساعدتها ولكنها لم تستطع الكلام ...احتار في كيفية تعامله معها ولكنه اهتدى لجعلها تنام ...طالبها بالعودة للاستلقاة وغطاها بدثار جلبه من حجرتها واحتضن يدها بهدوء قائلا (ارجوكي سيدتي ..حاولي انتشال نفسك من ذكرياتك التعيسة ) .
طرق امير باب منزل سارة بلهفة ...كان الليل قد اسدل ستاءره عندما راى الرسالة التي صعقته ...لقد انعزل لفترة طويلة لوحده ليتمكن من التفكير ولم يعلم بامرها الا متاخرا...اكثر من مئة سؤال طرح على تفكيره وهو يلتهم الارض التهاما بسيارته ...وعندما راته ما ان فتحت البابx ولاحظ شحوب وجهها حتى احتضنها بقوة متساءلا بصوته المذعور (مالذي حدث هل انت بخير ..اجيبيني سارة هل تعرضتي لمكروه وكيف يعني انهم قتلو قطتك على سريركx ) كان امير يتكلم بفقدان كامل للتركيز والوعي وبرعب متفاقم فربتت سارة عليه مجيبة (انا بخير لا تخاف كل ما في الامر اني خفت من منظر القطة المذبوح على سريري ..ياله من مقلب سخيف )
عقد امير حاجبيه وجسده يرتعش بقوة مجيبا بصوت بالكاد عرفه (ليس مقلب يا سارة انما هي رسالة لك ..انها ما كنت اخاف منه وما عملت حسابه ...لقد ابتداو بحملة اذيتك ليضغطو علي لارضخ لهم ...يبدو انه ان الاوان بالفعل x لي لارضخ لهم ..فاليوم عرضتك للاذى وقسوت عليك وخرقت وعدي لك ..تلك اللعبة التي كنا نلعبها ستنتهي وانا ...يجب ان احميك حتى لو كان في هذا فقدانك ) حاولت سارة ان تفهم مغزى كلماته الا انها لم تستطع التركيز لانها كانت تستنشق عبير جسده لتطمأن ويهدأ جسدها المرتجف رغم مرور اكثر من اربع ساعات على ما حدث وبقاء الحارس الى جانبها بناء على طلبها لانها شعرت انه جزء من امير.. شعرت بامير يحملها الى حجرة التوأم ويضعها باحد اسرتهم قائلا ( ساطلب منهم غدا ان يغيرو فراش حجرتك بالكامل والان لتنامي هنا يا صغيرتي ) تنهدت سارة قائلة برقة خافتة (امير ارجوك ابقى معي الليلة حتى اتمكن من النوم ..ربت امير على راسها موافقا وجلس على حافة السرير محتضنا يدها بهدوء ونظراته الشاردة تدل على تفكيره العميق لما يخطط له ليخطو خطوته الاخيرة في قصة عشقهما المستحيلة وقد تاكد انه لو بقي معها فسيتسبب بموتها ودمارها.
ابتدأت سارة يومها في المسفى شاعرة بالنشاط والتفاءل ..رقة امير معها في الليلة السابقة واحتواءه لها ساعداها كثيرا لتتغلب على خوفها ..توقعت ان يتصل بها او يزورها ليطمأن عليها فحاولت الهاء نفسها بالعمل حتى يصل ...كانت قد قررت ان تصارحه برغبتها بان تجرب حظها معه وتتحدى الجميع فهي واثقة ان من حاول تهديدها بالامس فعل هذا ليخيفها حتى تهرب فان وجدو ان ما يخططون له فشل فانها واثقة انهم سيتراجعو عن نيتهم وسيتركوهم لينعمو بحياتهم سويا ...كان مجرد تفكيرها بهذا يزيد حماسها وهي تتخيل اليوم الذي ستجتمع فيه معه ...اخذت تختزل بمخيلتها الكثير من الكلمات التي قررت قولها له ..فقط عندما تراه ..وعندما طالت المدة عليها حاولت الاتصال به الا ان هاتفه كان مغلقا فذهبت لفاطمة لتطلب منها ان تعلم من زوجها مكان وجود امير ...ولكنها وجدتها غاضبة بطريقة غريبة لم تعدها بها ...ولما سألتها بقلق عما بها او ان كانت تعلم اين امير حتى هربت فاطمة بعينيها وحاولت تجاهل الاجابة ...شعرت سارة بحدسها ينبئها بما يحصل ولكنها حاولت تجاهل هذا وكلمات امير في الليلة السابقة والتي لم تفهمها وقتها توقظ كل هواجس خوفها ...هل كان يعني حقا ما قاله عن نهاية علاقتهما ...امسكت فاطمة برجاء مكررة سؤالها عن امير فتنهدت فاطمة بعجز قائلة (لقد ذهب الى اسطانبول منذ الصباح الباكر ليجهز استقبالا لاخته امينة مع ضيفتها هناك حتى يحضرهم بعد ذلك الى هنا ...وضيفتها هي نسيلهان سافين ..وريثة رجل الاعمالx والبترول الشهير جودت سافين واخت السياسي المعروف ايتكن سافين ...انها اختيار المجلس والعائلة لامير منذ عام ولكن ...لم يكن يلتفت لهم ...الا الان حيث ذهب بقدميه اليها ...لا اعلم ماللذي حدث ولكن ...)صمتت فاطمة عندما لاحظت شحوب وجه سارة وانهيارها لتجلس على الكرسي فازدردت لعابها بحذر مربتة على يد سارة الجالسة بذهول امامها ومضيفةx ( سارة اهدئي اعلم ان ما قلته لك مؤلم ولكن لا احب ان تكوني مخدوعة ...يعني ذهاب امير الى اسطانبول مخصوصا ليستقبلها ...دعوة اهله لها بهذه الجرأة وهذا لن يتم لو لم يعطيهم امير الضوء الاخضر لموافقته على فكرة الزواج من اخرى رغم انه سابقا كان يرفض حتى نقاشها )...شعرت سارة وكان صوت فاطمة ياتي من بعيد ...كان جسدها مخدرا بالكامل ... وعقلها وقلبها بحالة حداد يلفظا فيها انفاسهم الاخيرة ...اذن هل حانت النهاية ...هل سيتزوج امير ويتركها .. هل انتهى كل شيء .
نظر امير الى اخته التي تجلس بجانب ضيفتها على مائدة الغذاء ...حيث دعاهم في مطعم الفندق الذي يستضيفهم فيه ..لم يستطع ان يمنع نفسه من الابتسام بسخرية مريرة ..هل حقا ظن اهله ان مثل هذه التافهة قد تجذبه ليرافقها والادهى ان يتزوجها .. عندما عرفته اخته عليها ذهل من مظهرها وغباءها ...اجل غباءها لانه وجدها تتعامل مع كل الامور بسطحية سخيفة وحماقة مخيفة ودلال مقيت ..نظرتها لما راته وكيف احتضنته بطريقة مقززة ضاحكة بتفاهة جعلته اقرب للسقم وهو يسمع تعليقها الوقح (اووه امينة لم تخبريني ان اخاك جميل هكذا ..يعني حقا مظهرك اثارني جدا حتى انني افكر كيف ستكون قبلتك ) ابعدها عنه سريعا وجسده ينكمش بضيق ووجه كلامه لاخته الضاحكة على سخافتها (امينة لم تخبريني اي قنبلة تحضرين لي ) فهمت اخته نظراته الحانقة لكن الحمقاء ظنته يتغزل بها فضحكت بطريقة يبدو انها تعتقد انها انثوية ستؤثر على امير ولكن الاثر الوحيد الذي تركته هو رغبته بحبسها في زنزانة مظلمة ونسيان كل ثانية قضاها معها خاصة بعد اجابتها وهي تشير الى جسدها بغرور (معك حق فدوما لي تأثير القنابل على كل الرجال يعني انت تعلم اني املك جميع المقومات المطلوبة ) وغمزت امير بايحاء جعله يرغب في خنقها وايقاظها على واقع ان ما تظنه مقومات ما هو الا امور لا يلتفت اليها سوى الاشخاص التافيهين..حاول الابتعاد عنها والانشغال باخيها القادم معهم وهو الذي من اجله تحمل امير نسيلهان ولم يواجهها بكلام هو واثق انها تستحقه الا انه تفاجئ مرة اخرى بتشبثها بذراعه بتملك اثار جنون امير فسحب يده منها قائلا باستنكار (عفوا ..ماللي تفعلينه ) رفعت نسيلهان حاجبيها بلامبالاة ( ومالذي افعله ..السنا الان هنا لتتعرف علي واتعرف عليك ..يجب ان المسك وارى مدى استجابتي لك ) نقل امير انظاره الغير مصدقةx بين الجميع مشاهدا ابتسامة اخيها المعتذرة وهو يوضح (اعذرنا امير اغا ولكن نسيلهان صريحة وواضحة ولا تحب ان تفقد وقتها بالرسميات فمن يعجبها تلتصق به ) ونظر الى نسيلهان التي اضافت ( ولماذا تعقيدات الرسميات فانا اعلم امرا واحد ..ما اريده احصل عليه دائما وابدا هذا مبدأي في الحياة والى الان لم امنع من اي شيء وكل شيء هو ملكي ولي ) لم يستطع وقتها امير ان يمنع ضحكته المصدومة معيدا نظرته الى اخته قائلا بصوت اخفى غضب هادر خلفه (كل شيء هو ملكك ولك ...يالها من حكمة ...حسنا ارجوكم ان تقبلو اعتذاري الان فلدي بعض الاجتماعات ولكن بالطبع سادعوكم الى الغذاء ) وتحرك سريعا ليبتعد عن هذه الكارثة التي اظهرت تاففها وتذمرها لذهابه ...انتشلت ضحكتها امير من تفكيره وراها تنظر اليه باغراء اغضبه خاصة عندما سمعها تقول (اين هي حجرتك يا ترى) رسم ابتسامته الجليدية ونظر اليها باستخفاف مجيبا ( لو كنت مكانك لما سألت ..اعذريني فانا احب الحفاظ على امني الشخصي ) سعلت امينة توترا ونظرت الى ايتكن اللذي اثر اخذ الامر كمزحة معقبا (معك حق فاكثر ما يهدد امن الرجل هو امرأة متطلبة ) حرك امير راسه موافقا ومجيبا ( وهل من الطبيعي ان تظهر المراة تطلبها ..ربما تعتقدني من العصر الحجري ولكني من انصار ان يكون الرجل هو المتطلب وان يتعب كثيرا حتى يحصل على المراة لان هذا يزيد من قيمتها الجوهرية في قلبه ) اطلقت نسيلهان صوتا ساخرا مجيبة (اوه ارجوك ..وما الفرق ولماذا التعقيد مثلما من حقك ان تظهر تطلبك فمن حقي ان اظهر تطلبي للرجل الذي يعجبني ..ثم ان الامر بسيط لكل منا حاجاته الخاصة التي يسعى لاشباعها في الاخر ..اليس كذلك ) واضافت جملتها الاخيرة باغراء كاد ان يسقط امير من الضحك على منطقها مجيبا وهو ينظر لاخته بتشمت وقد احمر وجهها (هنا اعتقد اني ساعيد الامر لمكان نشاتي كارتال التي تؤمن بان المراة من حق رجل واحد وتحافظ على شرف الانثى حتى زفافها يبدو انك لن تتاقلمي ابدا باجوائنا وعاداتنا القديمة لذا حتى وان اظهرت تمدني في البدء وقبلت بامراة مجربة ..فوجودها معي بعد ذلك سيحصرها بملكيتي وحدي ) عقدت نسيلهان حاجبيها بنفاذ صبر ممل مجيبة (حقا ..لست صادقا ..هل يوجد من لازال يتعامل بتلك العقلية المتاخرة ..يعني انتم الرجال يحق لكم الخيانة ونحن نجلس بالبيت ننتظركم ماهذا الهراء ) ضحك امير ببرود مرددا (صدقا ..ماهذا الهراء ..ياله من تخلف اليس كذلك ..فانتم في المانيا حيث تقطنين يفعل اي شخص ما يريده هل هذا ما تحاولين قوله ..وانت ايتكن هل انت من رايها ) رفع ايتكن كتفيه بلا اهتمام معقبا (لم افكر بالموضوع من ناحية الانثى لكن من ناحيتي فانا لا اؤمن بالارتباط طويل المدى فمن هي الانثى التي يمكن ان لا تمل منها او تمل منك ) اسند امير ظهره على الكرسي مجيبا بهدوء ثلجي مخيف (بما ان هذه طريقة تفكيركما فانتما بالطبع حرين فيها ولكن ...يوجد نساء لا تمل منهن بل يزداد اشتياقك لهن في كل ثانية تمر عليك وهؤلاء ...هؤلاء حقا هن النساء الحقيقيات ) ثم وقف من مكانه ناظرا الى ساعته مضيفا (صدقا سعدت بلقائكم وبالطبع ساصطحبكم غدا لكارتال كما وعدتكمx امينة بما ان والدك يحب دراسة مكان استثماره قبل ان يقوم به وذلك لتنقلو له الصورة بشكل جميل ..اما الان فعن اذنكم فورائي اجتماع مهم ) وغادر المكان وغضبه يتفجر من جنون عائلته والمجلس اللذان يظنان ان هذه التافهة تصلح لتكون اغا هانم كارتال رغم انه فهم من نظرات اخته واجاباتها المقتضبة انها تعلم ان علاقته معها لن تكون دائمة وان الامر مجرد حصول على دعم والدها في التوسعات التي تنويها الشركة في المانيا مما سيزيد دعم العائلة ايضا ..وصل الى مكتبه والقى وجهه بين كفيه ..انه يشتاق لها كثيرا ..لا يستطيع ان يتنفس بدون ان يشعر بالالم يملأ صدره ..لقد تركها مجبرا ليخفف من الهجوم عليها واختلق هذا اللقاء حتى يشغل الانظار عنها الا ان يتمكن من التعامل مع كل التهديدات التي تحيطها ...اراد ان تكرهه حتى تبتعد عنه وعن كارتال ..كلا لا يريد ابتعادها فهو لن يحتمله ولكن كيف عليه ان يغامر بها ان هذا انانية مطلقة منه ..عاد قلبه للانتفاض مجددا وهو يتذكر منظرها المستكين بين يديه ونومها المتقطع بخوف وعدم اظهار حزنها على قطتها حتى لا تؤذيه او تشعره بذنبه ..هل من الممكن ان يقع المرء بحب شخص الالف المرات ..انه هكذا ..في كل ثانية يحبها اكثر واكثر ..لقاءه الكارثي للتو اعلمه انه لم يعد يرى اي امراة سواها فلم ينتبه الى شكل نسيلهان ولا حتى يذكر تفاصيل ملامحها لانه لم يستطع ان ينظر لها رغم ثقتها بجمالها الفتان الذي على ما يبدو تستعين به لتحصل على ما تريد ..حتى مجرد ورودها على تفكيره احنقه اكثر ..كيف سيتمكن من اشعار سارة بتفكيره بنسلهان وهو لا يطيق الوقوف معها لدقيقة ..مالذي ينتظره من كل هذه الفوضى ..يعلم ان هدفه اعادة سارة من كارتال فحتى ان اعاد علاقته بها فسيعيدها بعد ان ينظم الامور بكارتال وينقل معيشته مؤقتا الى لندن قبل ان يسلم الاغاوية لشخص اخر ..اجل وصل تفكيره لهذا الحد ولكن ما يمنعه عدم وجود اي شخص مسؤول يتمكن من تحمل هذا العبء ...الالف الناس اللذين دعموه دائما لا يستطيع ان يترك مستقبلهم بايدي غير امينة ..حسنا سيفكر بهذا لاحقا وسيحاول ايجاد المستحيل ليصل بنفسه الى الامان ويفهم طبيعة خوفه المتعاظم على سارة وشعوره بانه خطر عليها ويحاول ان يحسم قراره من كل هذه الفوضى التي عذب سارة بوضعها بمنتصفها ولكن ما يهتم به الان هو ان يبعد سارة عن كارتال ويجعلها تصدق انه صرف تفكيره عنها ...لا يريد ان يجرحها بكلامه مرة اخرى او يمثل عليها الكره لانه سيفشل لذا ليس امامه سوى ان يوهمها بانه يريد انهاء علاقتهما وهو واثق بان كبرياءها سيمنعها حتى من سؤاله بشكل مباشر عن نيته وبمجرد شعورها بايحاءه ستهرب كما اعتادت وتتركه ليتمكن من معالجة مشاكله والسيطرة على من حوله ...فتح هاتفه لينظر الى ملامحها في خلفيته فانارت الابتسامة وجههx ..كم هي جميلة ..هل ازداد جمالها ..وجد نفسه يحدثها بصوت منخفض متغزلا بها وقبلتهما التي تبادلها تعيد الهاب جسده ..دوما كانت له رمز الاغراء والجمال والبراءة والرقة والانوثة ..دوما راها كامراته التي لا يحتمل ان ينظر اليها غيره ..حبيبته صديقته زوجته توأم روحه وقلبه حتى امه واخته وابنته ..اجل انها تختزل النساء له ..يراها كل شيء ..عاد ليتنهد بسعادة ومجرد صورتها تجعله يثمل ويسكر ببهجة وفرح وانتفاض راقص لقلبه وتدفق جنوني لدمه الحارق بعروقه ..تمتم بلا وعي(ساحاول ..ساحاول يا سارة ان اقوم بالمستحيل لاتمكن من الاجتماع بك ..ساحاول تغير خوفي عليك وانا ..واثق باني سانجح ..فانت تستحقين الكثير ).
يومان مرا عليها لم يتبقى بعيونها دمع الا ذرفته ..لقد بكت كل شيء .. والديها .. اختها .. ظروفها .. قطتها ..عجزها ..و..اميرها ..ما سمعته صعقها .. ان يتحرك بعيدا عنها هكذا.. ان يصل به يأسه ورغبته في التخلص منها لهذه الدرجة .. الهذا العمق وصل شعوره بالخوف والعجز نحوها ..لقد انتهت .. اجل انتهى زمن استسلامها وآن لامير الاوان ان يعلم انها ستواجه خوفه وتخبطه بقوتها ..فحبها لم ينجح بل زاده تشوشا لذا ..ستريه انها قادرة على العيش بدونه وانها لن تنتظره حتى يحسم امره وتخبطه ..ستريه انه يفقدها كما شعرت بانها تفقده ..اجل ستجعله يشك بحبها الصامد له ..ولكن حتى تنجح يجب ان تستعين بشخص اخر يدعمها .. ان امير لم يتحرك ويجلبها الى كارتال رغم انفه الا عندما شعر ببرودها وتخليها عنه ووجود من يملأ حياتها وينسيها حبه ووقتها اعانها ديفيد ..اما الان فستحاول الاستعانة باياد فهو الوحيد القادر على فهمها ودعمها ..لقد فهمت الان مغزى كلمة ديفيد ..ان تشعره بصداقتها ..في البدء ظنت انه يعني ان تدعمه ولكن ..يبدو ان ديفيد عنى ان تشعره بتغير مكانته في قلبها وبتخليها عنه ..سيحتاج هذا الى مجهود جبار منها ولكنها ستنجح .وستكف عن البكاء لتعود سارة توماس القوية ..التي دوما ماكانت تعزل مشاعرها وتتحكم بقراراتها ...خطوتها الاولى ذلك الحفل الذي استلمت دعوته صباحا من القصر ..الحفل المرحب بامينة وضيوفها ..وهنا ستستعرض نفسها امام اعينx حبيبها دونما يرف لها جفن ولا ان تظهر غيرتها عليه ..ان اراد الارتباط بغيرها ليحميها فليفعل ذلك ولكنه سيكتب وقتها نهاية حبها لعدم ثقته بها وبشجاعتها ومقدرتها على مواجهة الجميع ...لقد فقد ايمانه بحبهما اثناء شعوره بالذنب والخوف عليها ..محاولتها ايقاظ ذكريات حبهما باءت بالفشل ..وان الاوان لتبدأ مواجهتها وحربها ضد الجميع ..وليظهر لكل كارتال من هي سارة وماهي قادرة عليه ..فيبدو انهم لا يعلمو انها لا تقل اهمية عن غيرها فهي تملك ثروة ايضا ..ولديها دعم اكبر شركات بريطانيا ..ستمثل الان ما يريدونه وستعطيهم ما يتمنوه ..سارة التي تليق بنسر كارتال ..والان يجب ان تتكلم مع اياد لترى قدرته على القيام بما نوته ...وقفت ومسحت دموعها ...انتقت ثوبا بسيطا وغادرت الى المشفى لتبدأ حربها .
دخلت سارة على مكتب اياد وعيناها تظهر برودا غريبا وجمود اغرب جعل اياد ينتفض من مكانه متساءلا بخوف (سارة ما بك ) ..تنهدت سارة ناظرة للاسفل وهي تشعر بالحرج القليل مما ستقوله ولكن ليس امامها الا هذا الخيار فرفعت راسها بقوة قائلة ( اياد ...اريد ان تساعدني بامر اعلم بانه سيجلب لك كل المشاكل ولكن ليس لي سواك ..لقد ان الاوان لامير ليشعر بفقداني بشكل جدي فهو لم يفقدني يوما لذا تخلى عني اما انا فذقت هذا الامر في العامين السابقين لذا تمسكت به ...ارجوك هل تساعدني ) نظر اياد اليها باستغراب متساءل لتوضح كلماتها حاثا اياها على المتابعة فعادت لتسحب انفاسها بعمق قائلة بصوت خلا من الحياة (x حسنا غدا حفل استقبال ضيوف كارتال ..اعلم انك مدعو اليه كما انني مدعوة ...اريد ان ارافقك وابقى الى جانبك طوال الحفل كصديقة ..لا تفهم الامر على انه اثارة للغيرة ولكن ...اريد ان اظهر لامير اني امتثلت لرغبته بان اتابع حياتيx واتخطاه ولكن احتاج فقط لمن يدعمني لابقى صامدة امامه لذا سارجو منك ان تبقى بجانبي نتحدث سويا وتساعدني على التحدث مع اعضاء المجلس ..يعني ان تعاملني كرفيقتك وليس كزوجة امير ..وعندما تشعر بضعفي مما ساراه في الحفل امدني بقوتك حتى استمر ..هل يمكنك ذلك ...ان رفضت فهذا من حقك واعتبر اني لم اقل شي وستبقى صداقتنا كما هي ) اطرق اياد راسه مفكرا قبل ان يقول بلهجة حازمة (منذ رأيتك اول مرة قلت لامير اني ساقف في صفك واحميك حتى منه ان قرر اذيتك لانك انسانة بريئة جدا ..لقد وعدته ووعدت نفسي بذلك ولكن لم استطع ان اوفي بعهدي ويبدو انه حان الوقت لهذا لذا ..اجل سارة ساساندك ..وساقف بوجه امير لاني واثق انه يقسو عليك بلا سبب سوى جنون خوفه المرضي..لذا ما المطلوب مني ) ابتسمت سارة بامتنان وابتدأت بسرد ما تنتوي فعله بشكل تفصيلي .
جاء المساء على سارة وقلبها يزداد احتراقا ...لم تكن تعلم ان كان امير قد وصل من اسطانبول ام لا ...كما ان التوأم اليوم معاد نومهم في القصر ..فلم يبقى احد تحاول الحديث معه والتنفيس عن مشاعرها ...ولاول مرة منذ اصيبت اخرجت ورقة رسمية وقلم وخرجت لتجلس في حديقة منزلها الصغيرة ..كانت قد توقفت عن الرسم عندما شعرت بروحها ميتة اثناء علاجها وبانها فقدت ملهما ومحركها الرئيسي للرسم ...اما الان شعرت بفيضان من المشاعر والتخبط ..ابتدأت بخط خطوطها والتوهان في عالم الوانها ..حيث قابلت روحها وناجت اوجاعها ...كانت دموعها تترقرق بلا حول منها وذكريات سعادتها تنساب رقراقة كالوان اوراق خريف متساقطة ...اندمجت في رسمها فلم تدرك تلك العيون المتلصصة التي تراقبها ...كملاك فردوس بدت ...رقيقة جميلة حساسة ...ما ان وطأت قدماه كارتال حتى طار اليها ...اشتياقه لها غلب كل جبروت عناده ليرضخ لصوت نبضه المتقافز ...ارتسمت ابتسامة منيرة على شفتيه عندما راها ترسم فانقطاعها عن هوايتها أثر عليه وادمى قلبه ولكن دموعها اجاشت مهجات احزانه..بلا وعي منه اخرج ورقة وقلم وابتدأ يكتب شعره لها
أيا امرأة قابلتها هزت كياني مزلزلة
أعاصير وبراكين في فؤادي محدثة
منذ الوهلة الأولى كنت كالفرسة المتمردة
وأنا قابلتك بقوتي ورجولتي الشامخة
توعدت لنفسك ألا تخضعي لجبروتي وقوتي الهادرة
وتوعدت لنفسي ألا تغريني عيناك العسلية الواسعة
توعدت وتوعدت وسقطت لي عاشقة
وتوعدت لأجد نفسي هائم في شفتاك الباسمة
قدمتي لي قلبك ونفسك يا عذرائي الطاهرة
وختمتك في قلبي وهمست على مسامعك كلماتي العاشقة
كنت ولازلت جنتي وأمي وحبيبتي الحانية
بينما كنت موطن أمانك وغدوت نارك الحارقة
لم أعشق ولم أتعلق بغيرك يا من أنت لقلبي مالكة
لكن ألمك دماري والآن أنت على نفسي محرمة
نوهم أنفسنا تحت مسمى الصداقة الكاذبة
لنجد أنفسنا نتخبط لكن متمسكان بتلك العبارة المزيفة
تآمرت علينا الحياة والأقدار وكان من نصيب البشر الضربة القاضية
فقدت قوتك وصبرك وخوفي عليك يزداد كحبي بأضعاف متضاعفة
أرمي نفسي للهلاك فقط لألا تهز منك شعرة أو تمسك خدشة واحدة
فالموت أهون علي من رؤية عيناك الدامعة الباكية
فأرجوك لا تستسلمي وتؤكدي ظنون الذئاب المتصيدة الجائعة
لا تفلتي يدي وتتركيني لأتجرع الألم مرة ثانية
لا يوجد أفضل من هذه الكلمة أقولها لك في هذه اللحظة المتوسلة
أحبك يا وتين قلبي وامرأتي الأولى والوحيدة بين أضلعي ساكنة
ما ان انهى كتاباته وعيونه تلتمع بدموعه الحبيسة التي تختفي خلف جدر صموده المتعبه ..رفع عينيه فوجد اياد يدخل الحديقة ليقطع لحظات سرحانها ...شعر بالحنق يخنقه ..لماذا اياد هنا في هذا الوقت ..ثم ...ثم ...لماذا ازداد بكاءها وارتمت باحضانه مستسلمة ...أن جسده بالام اطاحت بانفاسه المنحسرة في صدره ...مالذي يحدث .. سارته تستند على غيره وهو لا يملك الحق حتى في الغضب والغيرة عليها ...انفجر غضبه بعواصف طاحنة اذهبت تركيزه المتبقي ...خاف من نفسه وسيطرته تتنفلت من تحكمه ...حرك سيارته هاربا قبل ان يقوم بما لا تحمد عقباه في خضم جنونه .. لم يستطع ان يبقى ويراها تنسل من يديه وهو يقف عاجزا عن الحراك .
تفاجأت سارة باياد القادم لزيارتها ..رحبت به ولكن ملامحه المرتسمة الما اخافتها ..سالت بصوت خافت ابى ان يخرج من حنجرتها (ماذا هناك ..هل حدث شيء لأمير ) تنهد اياد بصوت مرتفع قائلا بقلق متضايق (لقد جئت اخبرك بانهم وصلو لكارتال ...بالطبع امينة ونسيلهان واخوها وايضا معهم بهار ...صدقيني ان الاوضاع مخيفة هناك ونسيلهان تبدو كنمرة تدافع عن ما تريد حتى لو قتلت الجميع ) ارتعش جسد سارة بموجات من خيبات الامل المتتالية وقلبها يتجمد في معقله رافضا النبض من اوجاعه المتزايدة ..فاضت عيونها بدموع لم تجف ولكنها سالت كشلال منهمر في صحراء قاحلة ..لم تعلم من اين وجدت صوتها لتقول بنبرة سحيقة ظهر السقم في طياتها ( لماذا ...لماذا يفعل امير بي هذا ..لماذا يقسو علي اكثر واكثر ..هل يظن انه يحميني ...الا يعلم ان غرس السكين في القلب ببطء معذب يصيبه بالتقيح فيميته مفقد اياه حتى جمال اشواقه وذكرياته ..الا ..) لم تستطع الاكمال ونحيب شهقاتها يتعالى ..لم يتمكن اياد منع نفسه من ضمها الى صدره بحنان ليحاول مساندتها ...استسلامها المتهالك بين يديه اثبت له الاقنعة التي تصر على وضعها لتظهر قوية.. قال لها بصوت اراد ان يبثها فيها الامان (لا تقلقي سارة ..غدا سيعلم امير تماما حجم خطأه وعظم ذنبه ..اصبري ).
كان القصر على اهبة الاستعداد للحفل لابسا ابهى حلله المنيرة المتلألئة وقد امتلأ بالاناس والصخب والموسيقى ..ترجلت سارة من السيارة بعد ان فتح اياد لها الباب وابتسمت برقة شاكرة لتتسع ابتسامتها مع غمزته الصغيرة لها وهو يقول مادا يده لها لتعلق يدها فيها (والان ابتدأت المعركة يا صغيرتي وان الاوان لنريهم قوة فريق الاطباء اليس كذلك ..بالمناسبة ثوبك عبارة عن تحفة فنية سافخر بها امام الجميع) ابتسمت سارة برقة محاولة التحكم بمشاعرها المتناثرة المشوشة ... تشبثت بيد اياد لتستنبط القوة من مصدرها .. ذكرت نفسها للمرة المئة ..لا مجال للضعف او التهاون .. يجب ان يعلم الجميع من هي .. اسدلت قناع ثورتها الجليدي على ملامحها مرددة بداخلها بقوة (انا سارة توماس ..فاتنة بريطانيا القاتلة ) ..لقد جهزت طلتها لتبدو ملائمة لدورها ..فثوبها الكحلي الغامق عديم الاكمام والمنسدل برسمية على جسدها مع فتحة جانبية تبرز رشاقتها اعطاها طابع الرسمية والمهنية اما شعرها المتطاير بجنون شعلاته المتوهجة اوحى برموز الجمال الغامض لتجمع طرفي التناقض باثارة كالشعلة الحارقة جليدا باردا .. ما ان اطلت الى الداخل حتى جذبت الانظار بابتسامتها الواثقة ... بدت مع اياد متكاملة وكلاهما يتعمد اظهار عكس ما يخفيان ...لم تنظر الى امير رغم انها شعرت بالاحتراق الملتهب والمطل من عينيه .. اخرت التفاتتها اليه قدر استطاعتها قبل ان يقودها اياد للتعرف على ضيوف الشرف ...وقعت عيناها على امير الواقف بجانب فتاة كانت اية من ايات الجمال على يمينه اما يساره فاحتلته بهار بعنفوانها ...تحكمت بنفسها باعجوبة وامير ينظر اليها بغضب مع مسحة حزن متضاعفة قابلتها ببرود ولا مبالاة مدروسين مبتسمة باناقة لعائشة وبهار وامينة ونسيلهان وايتكن الذي ذهل بجمالها وانحنى يقبل يدها متمتما بعبارات الاعجاب وقد قابلتها بهزة راسها المجاملة ..صافحت الجميع باصابع ثلجية حتى امير الذي مرت عليه بسرعة لا مبالية ..فلم تبقي يدها بيده الا لثانية وسحبتها منه حارمة اياه من فرحة هذا التواصل البسيط ..ابتعدت عنهم مع اياد لتبدأ بتنفيذ حربها ...كانت تعلم تماما كيف تؤثر على اي شخص وتجعله يقتنع بكلامها ..لذا حاولت التحدث عن مشروعها امام بعض رجالات المجلس اللذين تعلم انهم ليسو من بواقي اطراف فهريةx باسلوب مشجع مظهرة اهمية ما سيقومون به لكارتال ..في البدء كانو يقفون احتراما لاياد ولكن ما ان يندمجو بحديث سارة حتى ينسو انفسهم امامها ..مداعباتها الرقيقة ..مجاملاتها الصادقة ..كلماتها المعبرة ..اسلوبها اللطيف ..ابتسامتها المشجعة ..ثقتها المفرطة ..كل هذا اثر عليهم..كما تعمدت ان تذكر امامهم تلك المعلومة التي يجهلونها .. تحكمها بثلاثين بالمائة من اسهم الشركة المتحدة البريطانية وصداقتها الشخصية مع مديرها التنفيذي ..المحامي اللامع اسمه في كل اوروبا ديفيد ستيف ..تلك المعلومات جعلتهم ينظرون اليها من منطق اخر كبوابة لتوسع الشركة في بريطانيا او لكسب دعم شركتهم منها ...اما سارة فكانت تعي تماما نظرات امير اليها وشعوره بتجاهلها الذي تعمدته فلم تلتفت باتجاهه بل اصرت ان تبقي تركيزها بعيدا عنه مظهرة لا مبالاتها وعدم اهتمامها بمن يصاحبه ...كانت واثقة من غضبه ليدها المتشبثة بيد اياد.. واثقة من حيرته لتصرفها اللامبالي ..وبالتاكيد واثقة من جنونه وشعوره بالعجز وهي تخالف امره امام عينه مظهرة نفسها للمجلس ومتحدية كل اعراف ومقاليد كارتال ...علمت تماما عواصف الغيرة والحزن التي يعاني منها ولكنها لم تضعف بل اخذت تزيد من تشبثها باياد ... سمعت صوت امير القريب منها ولكنها سمعت الى جانبه صوت تلك المتشبثة به وهي تقول بدلال خنقها ( ارجوك حبيبي ..لماذا ترفض ان نترك الحفل ) كانت تلك الكلمة كفيلة بجعلها تنسى التنفس ولكن رد امير عليها رسم ابتسامة مجبرة على شفاهها حين قال بنفاذ صبر غاضب (صدقيني انا ابعد ما يكون عن كوني حبيبك فكفي عن قول هذا فهذه الكلمة من حق امراة واحدة في الكون ..مالكة قلبي ..استمتعي بالحفل المقام على شرفك ..) تلك الكلمات جعلت قلب سارة يزغرد فرحا خارجا عن ارادتها ..احست بدنو ضعفها فامسكت بيد اياد لتعيد شحن طاقتها المحاربة وهي تزداد التصاقا به ..ربت هو على يدها بحنان محاولا احتواء توترها وهامسا لها بحماس (احسنتي يا صغيرتي ...لازلت تقومين بعملك بشكل جيد ..حتى انا كدت اصدق ان امير لم يعد يعني لك شيء ..ان نظراته المكسورة وشروده بعيناه اللتان تتبعانك واضح للعيان حتى ان نسلهان لاحظت ذلك وحاولت النظر اليك للتو) ...تلك الكلمات كانت بلسمها وسمها في نفس الوقت ...تقافز عقلها بهجة لتحقيقه عنفوانه وتهاوى قلبها الما على حبيبها امير ...ارادت ان تختلي بنفسها قليلا لتعبها من النفاق السائد في الاجواء ...استأذنت من ايادx لتذهب الى الحمام ..وتوجهت الى حجرة التزين التي يتواجد بها الحمام ..وما ان دخلتها حتى اغلقت بابها بفرح عليها بعد ان ادركت خلوها واستندت على جدارها مغمضة عيناها محاولة ارساء عواصف ذاتها المتضاربة بجنون ..ولكن نعيمها لم يدم فما هي الا لحظات حتى فتح الباب لتدخل نسيلهان وبيدها كوب نبيذها ..نظرت اليها ببرود حاقد ثم مدت بكوبها لها قائلة (ارجوك امسكيه لي حتى اعدل زينتي خصوصا لون احمر شفاهي الذي زين شفاه حبيبي ) علمت سارة ان نسيلهان تستفزها فتناولت الكوب منها بتحدي لتشربه كله دفعة واحدة وهي تجيب (x بالطبع فقبل العشاق تحرق الوان الشفاه فلا يبقى اي داع لاستخدام احمر الشفاه ان كانت بالعمق والقوة والشغف المتغلغلتين ) واستدارت لتخرج ولكن نسيلهان تعمدت الضغط على طرف ثوبها فسقطت سارة على ركبتيها ودوي تحطم الكاس بين يديها يعلو ومنظر الدماء المتساقطة من يد سارة يدل على عمق جرحها ..سمعت ضحكة نسيلهان الساخرة وصوتها المستهزئ يقول (ايتها العاجزة المشلولة ..هل تعتقدين انك قد تنتصرين علي ..فانا اعشق اللهو مع رجال الغير لارى كيف يستسلمن لي متناسين حبيباتهم ثم اركلهم كعظام بقايا لمن يزيلهم عني لاعيد اللهو مرة اخرى لذا لا تقفي في طريقي فامير ملكي انا وليx حدي ) كانت تلك الكلمات كفيلة باطلاق غضب سارة الجنوني من معقله لتقف بسرعة ممسكة بقطعة زجاجية من الكاس المحطم بيدها النازفة بدمائها ... وضعتها بقسوة على رقبة نسيلهان المنذهلة وابتسامتها المرعبة ترسم نظرات تحديها المخيفة قائلة بصوت هادر (لو كنت مكانك لاختفيت بجحري قبل ان اهجم عليك فما لا تعرفينه عني انني اريد الموت بكل سرور لان امير حياتي ..ولا املك سواه دافع لاعيش لذا لا تلاعبيني حتى لا اكون ملاك موتك القاتل وابتعدي عني قدر استطاعتك وثقي ..ان هذا ليس تهديدا ) ورمت الزجاجة بقوة على الحائط محطمة اياها لشظايا صغيرة وهي تضغط على يدها النازفة وتخرج مسرعة باتجاه الحفل ..وما ان وقعت عينى اياد عليها وقرا فيهما ما حدث ورغبتها في المغادرة حتى تحرك بسرعة خلفها ولكنه لم يكن الوحيد اللذي راها فامير لم تغادر عيناه عنها ولاحظ دماءها فركض سريعا خلفها سابقا اياد ومحاولا اللحاق بخطواتها السريعة حتى تمكن من الامساك بيدها ولفها عليه عند باب القصر ولكنها ابعدته عنها بكل قوة صارخة بجنون (ابتعد واياك ان تلمسني واذهب الى عروسك فبالتاكيد انها الان مصابة بصدمة )كلماتها كانت كالخناجر الطاعنة لجسده ولكن منظر يدها جعله يصر على الاقتراب الا انه توقف بذهول اكبر ملاحظا تراجعها الفوري واضافتها بجنون اكبر (قلت لك اياك الاقتراب ..فلقد انتهيت امير منك ..انتهيت ولم يعد يهمني سوى مشروعي وتلك النساء اللواتي وثقن بيx اما انت فهنيئا لك فقد حققت مبتغاك وجعلتني اكره حتى التفكير بالعودة اليك رغم ثقتي الان انك لم تكن تريد العودة لي انما ابقيتني حتى تتمكن من نسياني ..حسنا لا تخش شيئا فبعد اليوم ثق انك ستنساني لاني سانساك فايمانك باستحالة اجتماعنا انتقل الي لادرك بالفعل ان اجتماعنا ماهو الا هلاكنا ..لذا يكفي وابتعد عني فانا لم اعد ضمن مسؤولياتك )كان اياد يقف متوترا لا يعلم كيف يتصرف خلف امير المذهول من قوة كلمات سارة ونبرتها القاسية وسمعها وهي تنادي اياد باستغاثة استجاب لها فورا ليحملها بين ذراعيه وقد استكانت في احضانه مخفية وجهها بصدره وصوت نحيبها المتالم يشق جدر الصمت التي عمت المكان ...راها وهي تبتعد عنه ..راها وهي تلجأ لغيره ...راها وهي تستمد العون من غيره ...راها ووجها يختفي في صدر غيره ..راها ونظرتها الحارقة ترسل الاف الشهب القاتلة اليه ...راها تفقد املها وحلمها به وتؤمن بغيره ...راى سارته ...سارة قلبه ...وهي ...تمنعه عنها وتعلن انتهاء حقه عليها ..بكل جبروت ..وقسوة ..وحزم ...راها ..وهو ..يفقدها ...انهار امير على ركبتيه وانفاسه تصارع لتخرج كانات متوجعة ويده تقبض على صدره وقد شعر ان موته اقرب اليه في تلك اللحظات ..فما كان يريده ويرجوه تحقق ولكنه لم يعلم ..ان تحققه سيعني شيئا واحد ..فهو بقمة نجاحه خسر سارة ...خسر قلبها ...خسر حتى جمال ذكرياتها .. وخسر حقه في حمايتها.
يتبع الجزء الثاني

Eman mmm and noor elhuda like this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 02:03 PM   #273

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل التاسع -الاجتماع -).. الجزء الثاني


الفصل 9
الاجتماع.
الجزء 2

لم يعلم امير كيف قضى ليلته ..وحتى لم يعلم كيف تحرك بشكل عادي ...كان يشعر انه كالجثة الهامدة ..حتى عندما اصيبت لم يراوده هذا الاحساس ...احساس ان يكون جثة متحركة ..فقد طعم كل شيء ..مجرد رؤيته لنسيلهان اثارت جنونه فخرج تاركا القصر ليرمي نفسه في احضان عمله عل الانهاك يقتله وينهي عذابه ..بعد مرور منتصف النهار لم يتمكن من التحمل ...اراد رؤيتها ..فقط رؤيتها وسماع صوتها ..ربما رؤيتها وسماع صوتها والاستمتاع بضحكتها ...كلا فقط رؤيتها وسماع صوتها والاستمتاع بضحكتها وسماع الشجن في كلماتها وصوتها ..ياله من طماع ...وهل يكتفي منها ...هل سيتمكن يوما من الارتواء من وجودها ...تناسى كل عنفوانه وحاول ايجاد حجة تمكنه من رؤيتها ..ابتسم بسعادة وركض فور ظهور صورة عادل وهزار في مخيلته ...سبب تجمعهما الاول ...والثاني ...والدائم ...وصل الى القصر فلاحظ تجهيزات الضيوف ليشاركو في الجولة التعريفية لكارتال ...كان قد نسي الامر في قمة انهياره فبعدما تركته سارة انعزل في منزلهما ليغوص بين ثيابها مناجيا اياها بكل كلمات وعبارات السماح حتى غفا على رائحتها ...وفي الصباح تجاهل كل الاتصالات هاربا للعمل حتى لا يرى احدا مخافة ان يمسك نسيلهان ويخنقها بين يديه ..لم يجد امامه سوى حل واحد ...تسلل الى منطقة المطابخ حيث تفاجئ الخدم به ولكنه لم يابه واشار لاحدهم ليجلب له هزار وعادل دون ان يشعر احد ثم اتصل باحمد ليوليه مهمة القيام بالجولة مع الضيوف مطالبا اياه بالتحجج لهم بظهور مشكلة اضطر امير للبقاء لحلها ..راى التوأم المقبل نحوه بابتسامة مستغربة ولكنه اشار اليهم ليتبعوه وقاد سيارته بسرعة موضحا لهم وجهتهم ...كان يعلم ان سارة لم تغادر بعد للمشفى فلقد تاكد من الحارس ..طرق بابها بلهفة المراهق ولكن ...تحطم قلبه الف قطعة عندما فتحت سارة الباب والقت عليه التحية ببرود وهي تستقبل التوأم منه وشكرته بلامبالاة قاتلة هزت مشاعره المدمرة ولاول مرة يشعر بثقته تتمزق ..هل يعقل ان تكون كرهته بسبب ما قام به ..هل حقا انتهت كل مشاعرها له واستسلمت لفقدانه وتركه ..نظر اليها بارتباك لم يستطع منعه قائلا بصوت بالكاد ظهرx (سارة ..كيف حالك ..هل انت بخير ..كيف يدك ..هل يمكنني ان اتناول معك فنجان من القهوة ) رفعت سارة كتفيها بلا مبالاة مشيرة اليه ليدخل واولته ظهرها مرحبة بالتوأم بكل حفاوة ايقظت بامير غيرته ورغبته ان يكون هو من تتحدث معه هكذا ...جلس حيث اشارت له بدون اي كلمة ..توجهت الى المطبخ مطالبة التوأم بالجلوس بجانبه ريثما تلحق بهم ..اراد الاختلاء بها ...اراد بارقة امل واحدة ...لمحة تفاءل صغيرة ...تبعها الى المطبخ مكررا تساؤله ويده تمسك يدها المضمدة (كيف حدث هذا ..هل انت بخير الان ) سحبت سارة يدها من يده بقسوة كبيرة قائلة بصوت جاف بارد (هذا من سببته من ظننت ان وجودها سيحميني ..والان بعد اذنك ..هلا جلست في الصالة ) لم يصدق امير اذناه وقناع برودها القديم يظهر امامه ...اراد الامساك بها وهزها وضمها وتقبيلها حتى يحطم كل ما تحيط نفسها به ..ابتدأ بالحديث ولكن سارة قاطعته ببرود اكبر ( امير ...يكفي ...صدقا يكفي ..فما حدث البارحة افقدني الكثير ..لقد تمزقت روحي كثيرا ...ارجوك ..اتركني ..فكما كان وجودي حولك مصدر المك اصبح وجودك حولي مصدر المي لذا ..ارجوك يكفي واتركني حتى اتمكن من علاج ما فعلته بي بقسوتك واصرارك على ابعادي ) كلماتها الفاقدة للحياة قطعت اخر ذرات امله ...قلبه الصارخ بقوة يعلن له ان كل ما حدث بينهما من امور جميلة نجح في تحويله بحماقة الى صفحات سوداء في بحر ذكرياتها ...فهل اصبح بالفعل ما بينهما منتهي .. هل ان اوان الاستسلام وترك الامور لتنتهي بينهما ...هل حقا عليه الان ان يتركها ليحميها كما كان يدعي .
مرت الثلاثة ايام التالية لذلك اللقاء بشكل ضبابي على سارة ...حاولت تجاهل كل شيء والتركيز على عملها ...تناست وجود ضيوف كارتال ووأدت اي تفكير بهم او باسباب وجودهم والقت نفسها في اكوام واكوام من الاعمال ...كانت تحاول ان تؤسس رؤية واضحة وخطة تشغيلية لمشروعها حتى تتمكن من الحصول على الدعم الكامل من المجلس بعيدا عنها او عن امير فلقد ارادت حقا للمشروع ان يتم حتى اذا لم تتواجد هي ...احبت كل شيء في عملها ..لهفة النساء وطيبتهم ..طبيعتهم الطيبة والفطرية ومحاولتهم الرقي بتفكيرهم ..عدم استسلامهم بعناد ازواجهم ورغبتهم بالقيام باعمال تفيد كارتال ..احست بانتمائهم الذي زاد من انتمائها لكارتال ..طلبت من اياد ان ينظم اجتماعا للمشروع حتى ان اضطر هو لتقديمه ان رفض المجلس لقائها لخوفها من اصرار امير على رايه ...ولكنها تفاجأت في اليوم الثالث باتصال من احمد يطالبها فيها بالتجهز للاجتماع الخاص بمشروعها مع المجلس في اليوم التالي ويعرض عليها المساعدة في اية امور تحتاجها ...كان هذا الاتصال بمثابة الصدمة لها ...هل يمكن ان يكون امير فهمها وابتدأ هو الاخر بالاستجابة لمحاولتها تاسيس حياتها في كارتال ..هل يعقل انه تقبل هذا الامر عندما رأى برودها وتجاهلها له ...كم تشتاق اليه ..كانت تعلم انه يراقبها من بعيد فحدسها انبأها بهذا كما حدث لها اثناء مرضها ..تعمدت ان تقضي الليالي في حديقة منزلها مناجية قمرها او تائهة بخطوط رسمها لشعورها بالتواصل مع امير في تلك اللحظات ..وكأن كلاهما يجلس بجانب الاخر ...في ذلك اليوم عندما زارها التوأم استشفت منهم اشتياقهم لعمهم فهو لا يزور القصر وانما يعمل طوال اليوم معتذرا ومتعللا بوجود الكثير من المشاكل.. لم تستطع منع نفسها من الفرح والسعادة لمعرفتها بتجنبه لقاء نسيلهان ...فهمت من فاطمة ان وجودهم بالأساس مرتبط بالمشروع الالماني لكارتال والذي سيكون بالشراكة مع والدهم جودت سفين لفتح شركة استثمارية في المانيا وانهم يدرسون احتمالية النجاح ...ربما كان السبب الخفي هو اجتماع نسيلهان مع امير الا ان هذا الامر لم يتم الاعلان عنه بشكل واضح وصريح مما بث في روحها الامل بتراجع امير عن محاولته اقناعها بترك كارتال واقتناعه بقوتها وقدرتها على المجابه...تجهزت جيدا للاجتماع واختارت ارتداء ثوب عقد قرانها الاحمر لتذكر امير باول عقد ربطها بكارتال ووضعت سترتها البيضاء وقد جمعت شعرها بطريقة رسمية ... وما ان راها امير حتى شحب وجهه وعيناه تلتهمانها بشوق شغوف منتظرا اي ردة فعل تقوم بها..ادخلها احمد عند امير ريثما يجتمع المجلس فجلست بهدوء مطأطأة راسها وناظرة للاوراق التي بين يديها ومدركة لنظرات امير عليها ..شعرت بتحركه ليقف مستندا على المكتب بجانبها وسمعت صوته الهامس بشوق (سارة ..لقد اشتقت اليك كثيرا ..الم ينتهي هذا الخصام ) وقفتx سارة متوترة مع كلماته وارتعشت يداها مسببة سقوط بعض الاوراق منها فانحنت لتصتدم يدها بيد امير المنحني والذي تعمد الامساك بيدها ناظرا الى مكان الجرح وصوته المعذب يسالها (هل هي بخير ..لم يتسنى لي الوقت للاعتذار لك بشأنها ) كلماته وصوته المبحوح ولمسته تسببا بانقباض قلبها المتناسي طريقة النبض قبل ان ينفجر بجنون بضربات متتاليه وانفاسها تتلاحق بفيض مشاعرها المتعاظم ..وقفت فورا جاذبة يدها بقسوة ومحاولة الابتعاد ولكن حركتها العنيفة تسببت بانفلات سحاب ثوبها اسفل سترتها فاغمضت عيناها بغضب وصوتها المرتجف الجاف يعلو (انا بخير لا تقلق ..اين يمكن ان اجد الحمام لاعدل مظهري ) ..اقترب امير منها فحاولت التراجع الا انه اوقفها بقوة مقيدا حركتها بصدره وصوته الهامس يتسلل الى اذانها (اهدأي لا تكوني كالمهرة المتوثبة ..واسترخي ) استجاب جسدها بجنون لكلمته فبالرغم من كل ما حدث الا ان حبه المتغلغل في قلبها كان يغلب كل قراراتها وتعقلها ..لفها بين يديه بهدوء وانفاسه تحيطها باعاصير حارة اذابتها فاغلقت عينيها متناسية كل العالم حولها.. شعرت بيديه تجردانها من سترتها ...وباصابعه الحارقة تتلمس خطوط ندوبها وبهمسته المجنونة الخارجة مع تنهيدته العاشقة بشوق وشفتيه تنحنيان لتقبلا ندبها ببطء استفز خلاياها واقشعر له جسدها منتفضا بقوة(كم تقت لتقبيلهم منذ رأيتهم ...منذ اخبرتني عن رموزهم ..كم تقت للغرق فيهم والاعتذار عن كل ثانية الم تسببتها لك وعن كل شكة ابرة تعرضت لها بسببي )كان صوته مكتوم ومتقطع بسبب التصاق شفتيه بظهرها ...لم تستطع ان تمنعه وجسدها الخائن يطالب به ..ارادت الشعور به وبلامساته لتكسر حزن روحها المتألمة ...طالت قبلته المتأنية على طول خط ندوبها في عذاب متفاقم واختبار قاسي لقوة تحملها ...ارتفع خط قبلاته مع وقوفه ليصل الى رقبتها فانت باشتياق صدمها وايقظها فانتفضت محاولة الابتعاد وصوتها المتقطع يعلو قائلة (امير ..هذا خطأ ..لا تلمسني ) احكم امير امساكها محتضنا اياها وهامسا باذنها بألم (منذ متى كان لمسي لك خطأ سارة ) شهقت سارة مانعة دموعها بصعوبة ومحاولة استجماع نفسها قائلة بصوت جف من صعوبة خروجه (ارجوك اتركني ..كلانا يعلم ان ما يحدث لن يصل بنا الى شيء..ام نسيت انسحابك الدائمx ) كلماتها اصابت امير بخنجر شعر بانغراسه عميقا في روحه ..اراد ان يبقيها في قلبه طويلا طويلا.. ولكن هل يحق له بعد كل ما عانته بسببه ..هل من الانانية ان يتمنى فقط ان ينعم بوجودها في حياته متجاهلا كل منطق يدفعه لابعادها ...طرقات على الباب انتشتلتهم من ضياعم ...ابتعد امير بسرعة نسبية مغلقا السحاب بشكل سريع ومجيبا بتوتر وهو يلتقط السترة عن الارض ويساعد سارة بارتدائها (حسنا احمد نحن قادمان ) ولفها بين يديه محتضنا وجهها وابتسامة مشجعة ترتسم على شفتيه ( اعتذر عما حدث مني للتو ولكني حقا مشتاق لك ...لنتناسى الان كل ماحدث ونخرج سويا اليهم فانا واثق انك ستبهريهم وتنالي دعمهم ..فان كان هناك شيئا لا يختلف عليه اثنان فيك فهو انك ماهرة حقا في عملك ولذا ستنجحين ...تجاهليهم ولا تلتفتي لاعتراضاتهم ..فحتى انا يثيرو جنوني باستفزازهم ولكن في النهاية ..ثقي انك ستنجحين بقوة ..وساكون خلفك لاسندك ان احتجت الي ).
سار الاجتماع بسلاسة وسارة تنفذ تعليمات امير المبتسم لها بفخر وهي تفحم اعضاء المجلس وترد عليهم بقوة مظهرة حدود تطور المشروع القائم وفائدة فتح هذا الفرع الطبي في كارتال ..انتهى الاجتماع برضى المجلس التام عما قدم وسعادتهم باسلوب سارة المتمكن رغم كرههم لها الا انهم لم يستطيعو سلبها انتصارها عليهم باقناعهم بفكرتها ..غادرت سارة المكتب متوجهة للمشفى حيث تقافزت فاطمة سعادة واحتضنها اياد فرحا وقضت يومها تجهز بقية متطلبات المشروع وبعض التعديلات التي اضافها المجلس محاولة تجاهل التفكير بما حدث لها مع امير رغم ثقتها بدوره في نجاحها وكيف امدها بالثقة والسعادة بنظراته الفخورة بها وثقته المتضامنة معها ...تلك الليلة قضتها في حديقتها واقفة تنظر الى النجوم وابتسامتها تنير وجهها..كانت متفائلة بامير وتشعر انه فهم خطأ تفكيره وتراجع عنه ..تفاجأت في يومها التالي بتراكم الاعمال عليها من قبل اياد وفاطمة بطريقة لم تعهدها سابقا وكانهم متفقين على الهائها عن التفكير بامير رغم ان كل رنةx او صوت رسالة من هاتفها كانت ايذانا لقلبها ليبدأ رقصه الجنوني الذي ينتهي في اللحظة التي تكتشف انها ليست من امير ..لا تعلم لم كانت تنتظر منه ان يحادثها او يقترب منها ولكنها رجت ذلك ..رجت ان يكون بالفعل قد قرر التمسك بها ...ولما حل الليل عليها بدون اي اتصال بكى قلبها بعبرات زادت اوجاعها وخيبة املها اضعافا وروحها تهبط من السماء السابعة الى الارض القاحلة ...توجهت لمنزلها ولكن ما ان فتحت الباب حتى تفاجأت بصفقات متعالية وصرخات تهنئها بعيد ميلادها الذي يصادف اليوم التالي ..رات التوام واياد وفاطمة واحمد وامير يقفون كهيئة استقبال امامها كل يمسك قالب صغير من الكيك وضع عليه شمعة ليبدأ عادل بالقول وهو يقترب منها ( ان دخولك في حياتي انارها يا خالتي والان لنطفئ سويا شمعتنا ونتمنى انا وانت شيئا يخصنا ..نفذت سارة قولها وفرحتها لا تكاد تسعها وضحكتها تتعالى وامسكت بيد عادل مغمضة عينيها لثانية معه قبل ان ينفخ كلاهما على الشمعة ويطفئها وسط تصفيق الباقي ...تحركت هزار بدورها لتقول بابتسامة كبيرة (انت ملاكي يا خالتي) وكررت ما فعله اخوها مع سارة لتتبعهما فاطمة قائلة ببهجة (دوما كنت من اجمل واصدق الناس اللذين عرفتهم ) وامسكت يد سارة ليتمنيا شيئا خاصا بهم وهما تنفخان على الشمع ..ثم تقدم اياد الضاحك قائلا بمشاكسة (ساحافظ على حياتي ولن اقول عنك شيئا كما ان امنيتي بسيطة وهي ان تدوم سعادتك للابد )ضحكت سارة وهي تفخ على شمعتها قائلة (اما انا فاتمنى ان تقع في الحب لاشمت بك كما تشمت بي الان ) ...تنحى اياد جانبا ليتقدم امير مادا قالبه بينهما وهو يقول بصوت علا الهمس قليلا (كنت وستظلين حياتي ).. ارتجفت سارة بعنف ويدها تستكين بضعف بين يده التي امسكتها لتقربها منه ملصقة اياها به حيث اغمض عينيه معها وتمتم بصوت بالكاد سمعته سارة (اتمنى ان تغرقك بحور السعادة اينما ذهبتي يا مهجة قلبي ) لتتمتم بدورها ردا عليه (فليكن معك ) وضغطت على يده وعيناهما تاسران بعضها في لحظة ساحرة نسى كلاهما اين هما ولم يستيقظا الا على صوت نحنحة الحاضرين فانحنى كلاهما ليطفأ الشمعة بهدوء ورقة ...ابتدأ بعدها تقديم الهدايا ..كانت بهجة سارة تتضاعف مع كل هدية تحمل معنى مختلف ولكن اروع الهدايا كانت ذلك المظروف الذي اعطاه امير لها حيث احتوى الموافقة النهائية لتطوير مشروعها الى مبنى مستقل تابع للمشفى وامداده بكل ما يستلزمه من ايدي عاملة ومعلمين اكفاء وميزانية مستقلة ...دمعت عيناها وهي تحتضن امير بقوة شاكرة اياه بعمق وقلبها يتلاعب بخفقاته السعيدة وهو يرفع يدها ويقبلها مضيفا سوار تلألأت ماساته برقة على يدها وهمسته الناعمة قائلا (كما جمعت اضواء الدنيا والسعادة بحياتي اهديك بارقة لامعة كامتنان لا يجزيكي حقك) كلماته اثرت عليها خصوصا بعد ان اشعرها في السابق ان وجودها يحمله هما وخوفا ..ابتسمت بتلقائية له ثم انتقلت لتتقبل بقية الهدايا ...كان الاحتفال عشوائيا مريحا يخلو من البهرجة والنفاق ..احتفال عبر عن فرحة من يحبها ويعتبرها جزء من حياته ...انتهت ليلتها وهي تنام متوسطة التوأم وابتسامتها تنير وجهها وتفاؤلها بالغد يزداد ...كان اليوم التالي حافل بالعمل بين تواصلها مع الجرائد لاعلان الوظائف وبين تحدثها مع الجهات المختصة لتوفير افضل الكوادر التعليمية والحصول على الاعتمادات المطلوبة ....تفاجأت باختفاء اياد وفاطمة في وقت الغذاء وتوقعت ان يكونا قد دعيا للغذاء الختامي للضيوف ..الهت نفسها قليلا في مكتب اياد بقراءة كتابx منتظرة قدومهما حتى تسمع منهم اخر تطورات الضيوف ...سقط الكتاب منها بعفوية فقرفصت على الارض عند فسحة المكتب لتتناوله ولكنها تفاجأت بصوت اياد وهو يقول محذرا فاطمة اثناء دخولهم الى المكتب (ارجوكي لا تقولي لسارة شيئا ) تشنجت سارة في مكانها وهي تسمع رد فاطمة المتثاقل ( وما برايك هل ساخبرها ..انا نفسي لا لصدق ماحدث امامنا وكيف سمح امير بحدوثه .. كيف احتمل تلك القبلة و ...)توقفت فاطمة عن التحدث وهي ترى سارة التي وقفت في مكانها ووجهها يحاكي الموتى شحوبا مصدرة حجرشات غير واضحة وهي تتراجع بذهول متمتمة بجنون ..(كلا ليس امير ..لم يفعل ذلك ..اجيبوني ) وصرخت راكضة غير ابهة بكلمات اياد وفاطمة اللذان حاولا اللحاق بها ليبينا لها ما فهمته بشكل خاطئ... وقفا على باب المشفى حيث اختفت من امامه في ثوان ..رفع اياد هاتفه بسرعة وخوف ليخبر امير بما جرى فهو الوحيد القادر على احتواء الموقف .
لم تعلم سارة كيف ركضت ..كل ما استوعبته انها كانت تركض وتسقط لتعود وتقف وتركض لتسقط لتعود وتكمل ركضها ...شعرت بالام جمة في اقدامها ولكن الم قلبها طغا على كل اوجاعها ...لم تكن ترى امامها سوى خيالات اشياء غائمة في بحيرة دموعها المتساقطة من عينيها ...هل هذا منزلها الذي وصلت اليه ...اخرجت مفتاحها من جيب بنطالها بيد مرتعشة لا تدري ما تعمل ...كل تصرفاتها من عقلها اللاواعي فقد غيبت وعيها حتى لا تتذكر تلك الكلمات ...لم تكن تريد ان تتخيل اي شيء او ان تفهم اي شيء ..هي الحمقاء التي انتظرت ان يهاتفها ..ان يعود عن قراره بتركها ...ان يتقدم للزواج منها ثانية ..ان و ان و ان ..الكثير من الاحلام ولكن ...واقعها المرير صفعها بقسوة وعنف مرديا اياها قتيلة امانيها ورغباتها ...سقطت في منتصف المنزل منهارة وواضعة راسها بين يديها منتحبة .. مر بعض الوقت وهي على نفس حالتها حتى سمعت صوت امير المرتعب وهو يدخل المنزل صارخا باسمها ...وكان هذا هو علامة البدء لانفجار براكين غضبها ...وقفت صارخة باعلى صوتها (لماذا انت هنا ..اذهب اليها ...اذهب ...لا اريدك )حاول الاقتراب منها ولكنها تراجعت قاذفة اياه باول ما طالته يدها باتجاهه وصراخهاx يتعالى (قلت اذهب ...اذهب )ابتعد امير عن علبة المناديل المقذوفة في اخر لحظة واقترب اكثر محاولا احتواءها ولكنها كانت كالفرس الجامح ..اخذت تضربه على صدره وتنفض يديه عنها مطالبة اياه بالابتعاد وهو يحاول تهدئتها وتقيدها بكل ما اوتي من قوة ومظهر ساقيها الدامي المهول يؤلمه اكثر واكثر ...نجح في ايقاف حركة يديها وحصر جسدها بجسده على الحائط وقال بانفاسه اللاهثة (ايتها المجنونة ..مالذي تفعلينه ..انسيت الام قدميك ) اجابته سارة ببرود قاتل بعد ان استكانت مستسلمة (لا علاقة لك بي ..فالأمت او لأحيا فهذا شاني ..اذهب لا اريدك هنا ) رفعها بين يديه رغم مقاومتها واجلسها متحركا ليجلب الادوات الطبية من الخزنة وعاد اليها مخرجا الشاش الطبي وهو يقول بصوت خافت (مالذي تفعلينه بنفسك ..الا تدركين اني اموت مع كل قطرة دم تنزفيها بسببي ) ضحكت سارة بستهزاء مجيبة (اجل بالطبع ..لذلك ستتزوج تلك الحية ) رفع امير راسه بسرعة مستنكرة مجيبا (وهل قلت انا ذلك ..هل رايتني اتقدم لخطبتها ..هل انا رجل حقير احاول التغرير بك وبها ..اجيبي ) نظرت سارة اليه بحقد متالم مجيبة (صدقني لم اعد اعلم من انت هل انت شيطان ام ملاك ) رفع امير عيناه المتالمة اليها معقبا بصوت تسلل الغضب اليه (الهذه الدرجة سارة )وتنهد بعمق وهو يعيد اهتمامه لجروح ركبتيها ..حاول وضع الشاش الطبي عليهما الا انها عادت لتنفض نفسها بعنف مبعدة اياه وهي تصرخ (لا تلمسني ..لا يحق لك ان تلمسني بعد ان لمستها ..ان هذا الجسد لم يعد ملكك ..انت تخليت عنه بجبنك و ..)قاطعها امير بغضب اكبر وقد اكتفى من اتهاماتها الباطلة له وتصوراتها التي تنسجها بمخيلتها (كفى سارة كفى ..لست انا من لمستها ولكن هي من لمستني ولم تعني شيئا لي ..كيف تشكين بنفسك وبحبي هكذا ايتها المجنونة ..هل تعتقدين اني استطيع لمس اي امراة سواك ..خاصة بعد ما حدث الامس وكيف انسجمنا سويا ) ..نظرت اليه سارة ودموع عنفوانها تخط طريقها وبصوت امتلأ جرح اجابت ( وكيف سمحت لها ان تلمسك ..ان لم تكن راغبا وجودها لماذا اساسا وافقت عليه وذهبت الى اسطانبول لتحضرها ) امسكها امير بقوة من ذراعيها مقربا وجهه منها وشياطين غضبه تخط محياه متمازجة مع الام روحه المنهكة ( لاني خفت عليكي ..لان الموت اهون علي من رؤية دماءك او تعرضك للاذى بسببي ...لاني وجدت الجميع يتامر عليك وخفت ان افشل للمرة الثانية بحمايتك فتكون حياتك الثمن هذه المرة ..لاني اردتك ان تكرهيني حتى لو عنى ذلك انتحاري باسوء الطرق ..لان وجودك الى جانبي لم يزدك سوى الما وخوفا وسط تخبطات مشاعري المشوشة ..لاني لم استطع ان اعدك بالامان ولم استطع ان اتركك ليحميكي غيري ..لانني حبستك في منتصف اعاصير غضبي ورغبتي فلا قبلت فراقك ولا تنعمت بلقاءك ..لاني رايت دموعك بسببي ليس مرة او اثنين بل الاف المرات ..لانني ..)انقطع كلامه وسط سقوط دمعتين حارقتين راتهما سارة لاول مرة في حياتها بهذا العذاب فرفعت يديها بسرعة ضامة وجهه الى صدرها وقلبها يتقافز قائلة برجاء (حبيبي ..لا تبكي ارجوك ...اعتذر ..امير انا لا احتمل بكاءك ) وقربت راسها اليه لتتلاقي شفتيها شفتيه بقبلة رجاء متوسلة ودموعها تشارك دموعه ..ابعدت نفسها عنه وانفاسها تتلاحق ليعود هو لجذبها بقبلة بث فيها المه واشتياقه وخيبة روحه وتردده...التقط كلاهما انفاسهما بعدها بصعوبة ورغبتهما تنسل من عقالها لتعود سارة بقبلة اعمق لامير ويدها تتغلغل براسه وشعره جاذبة نفسها عليه اكثر ..شعرت بتردد يديه ولكنها ارادته ..ارادت ان تثبت له ولها وللعالم اجمع ان لا احد يستطيع تفريقهما ..انهما خلقا لبعضهما ..ارادت لجسدها ان يعلم جسده معنى العشق والتملك ..معنى ان لا يرتعش هذا الجسد الا لحبيبك ..ولا يهتز الا للمساته ..ولا يشعر الا بوجوده ...ابتدأت تسلب تراجع امير لتبدله اقداما همست بجانب اذنه بصوتها المعذب (انت لي امير ..لن اسمح لك ان تكون لغيري ...ارجوك ..ارجوك امنحني نفسك التي املكها ...انا اعلم انك تذوب مثلي وان كلانا خلق ليتم الاخر ..امير ) وقطعت كلماتها وقبلتها تعودxلشفتيه المستسلمتين لها ومقاومته تذوي هباء الريح ...كان المسيطر الاول على الموقف حبهما الخالد ..حملها امير الى الحجرة ..كانا كمن يرقص رقصة الموت الاخيرة فلا يريد ان يصحو من سكرته ولا يريد ان يقدم على موته ليبقى معلق بزمان توقف شاهدا على لحظة عشقهما الجامحة ...لم يتكلما وكان عيونهما اكتفت من العتاب والبكاء وروحهما تشبعت من الانكار والاعتراف ..في ثوان اختلطت دموعهما..دموع تحكي سعادة وحزنا على ما ال اليه حالهما ..تشوشت مشاعرهما المقدمة والمتراجعة لتنسج سيمفونية حكايتهما الغير منتهية ..اوجعتهما الذكرى وخانهما الحاضر واظلم امامهما المستقبل وحيرتهما تزيد ترابطهما وتكاملهماx في غرام خائف من صدمة الاستفاقة بعد سكرة الاستمتاع ..استسلما نائمين وقد نبذا كل تفكير بالغد واكتفيا بحاضرهما المتمثل بوجودهما سويا .
استيقظت سارة صباحا وقلبها يأبى العودة لحالته الطبيعية وعيناها ترفض التعرف على احد سوى حبيبها ...شعرت بشيء ناقص بجانبها وبخلو المكان من حبيبها ...جلست بتسارع خائف وعقلها يأبى تصديق حلمها المتحول لكابوس ...نظرت حولها واثار حبهما تشهد على ليلتهما الملتهبةx ..اعادت اغلاق عينيها وفتحتهما في محاولة مضحكة لتغير واقع استيقاظها بدونه ..ابتسمت قليلا من خوفها ظانة انه قد يكون في المطبخ يفاجئها بافطار دسم ليعوض تعبهما ...تنفست الصعداء وهذه الافكار تسخر من قلبها المنقبض الذي حدثها عن غياب حبيبها ..دثرت نفسها بدثار السرير وتحركت متقافزة كفراشة تبحث عن نارها الحارقة ..تنقلت في ارجاء المنزل وصدى ابتسامتها يتحول لشهقات بكاء متدرجة مع كل خيبة امل مثبتة غيابه ... جلست متهاوية على الاريكة بمنظرها وعيناها معلقتين في الباب منتظرة دخوله في اي لحظة ..مع مرور الساعة الاولى ابتدأ املها بالتقلص وجسدها تنتقل له حمى ارتجافات متتالية وعيناها تابى البكاء بصمود ...كانت الساعة الثانية اختبارا قاسيا لتحملها وافكارها المتجاذبة المتناقضة تتصارع بداخلها ..مالذي يعنيه هذا ..لماذا قام بهذا ..اين هو الان وكيف تركها هكذا بدون ان يبلغها او يطمئنها ..هل تعرض لمكروه ..هل تخلى عنها وانتهى من حبها ..هل ندم على ليلتهما ويريد التهرب منها ..الاف الاسئلة تواردت على ذهنها لتسعر جحيم شكها وقلقها ..اما الساعة الثالثة فكانت عبارة عن اجترار خيبات املها وثقتها بان امير تخلى عنها..نظرت الى هاتفها للمرة الالف ولكنه كان فاقد للحياة مثلها تماما ..وجدت اصابعها طريقها اليه ضاربة ارقام القصر في اول مرة منذ رجوعها ..رنة..رنتان ...لم تعلم لما تتصل هناك الم يخبرها عادل ان امير لا ينام بالقصر ..ترددت بالاتصال بامير .. لم تعلم لما ... هل هو الخوف من ان يكون هاتفه مقفلا ..ام هو الرعب من ان يتجاهلها ولا يرد عليها ..صوت خامل اجاب متسائلا عن المتحدث ..نفس ..نفسان ...وكلمة خرجت بصعوبة تسال عن امير معرفة نفسها بدكتورة سارة توماس ..لحظة ..لحظتان ..وحكم اعدامها يخط طريقه لاذنها .. امير غادر الى اسطانبول مع الضيوف في الطائرة ..ابتسامة حمقاء ارتسمت على شفتيها وصوتها يحدث هاتفها المقفل بجنون غير مصدق..(لا يمكن ..بالتاكيد هناك خدعة ..بالتاكيد سيدخل علي من الباب الان و ..)نظراتها عادت للباب لتنهار دموعها بدون تصديق ..امير عاد ليتركها بدون اي تبرير ...جفت دموعها فجأة وادراك غريب يجتنب كنفها ... كلمة واحدة ترددت بكيانها .. وعد اطلقته بغرور امامه ..(في اللحظة التي اتاكد فيهاx من تخلصك مني ساختفي من حياتك ) .. لقد ان الاوان اذن ... انتهى الامر وتشبع.. رفعت الهاتف لتطلب رقما كان صاحبه يصر عليها دوما ان تلجأ اليه ان اصابها مكروه .. انتظرت رنة ..رنتين.. ثلاث ..قبل ان يجيبها صوت ديفيد المالوف القلق والمستغرب اتصالها في هذا الوقت الخارج عما اعتادا عليه وعندما سمع صوتها السحيق بالمx سالها عما حدث معها فقالت باستسلام غريب (لقد فشلت ديفيد ..حتى بقضاء ليلة كاملة معه انصهر فيها كلانا... استيقظت لاجده مختفيا ...ارجوك ..ساعدني لاختفي ..لا اريده ان يعلم عني اي شيء بعد الان ).
___________________________

لم يعلم امير كيف قضى يومه وواصل ليله بنهاره ليتمكن من تدارك الازمة التي حدثت في الشركة اثر حدوث حريق في احد اقسام التخزين ...كان يود العودة اليها رغم كل التشوش الدائر بعقله ...عندما استيقظ بعد ساعة من نومه وراها تتوسد صدره ببراءة وتتمسك به بتملك علم انه لن يستطيع الابتعاد عنها مرة اخرى او تجاهلها ...اراد ان يختلي بنفسه ليتمكن من التفكير فجسدها المتلاصق به يمنعه حتى من التركيز .. وضعها بجانبه ببطء لتلامس يده اثار ندوبها محرقة روحه.. الان ماذا ...منظرها عندما حمته متلقية الرصاصة ودماؤها تسيل بين يديه العاجزتان يتدافع بقوة مع كلماتها عن لياليهما الاربع ...على الاقل انهما الان خمس فهل سيحدث ندب اخر ..بل ربما حدث ..رفع يدها ليرى اثار جرحها فيها ...لازال اجتماعهما يودي بهما للكوارث ولازال لايستطيع حمايتها ولكن في المقابل ...فراقه عنها اصبح مستحيلا ...تنهد بالم وانحنى مقبلا الندوب بروية ومع كل ندب وعد يطلقه (اعدك ان احميك ولو ضحيت بروحي ..اعدك ان اسعدك وان احترقت بحزني ..اعدك ان لا اتسبب بدمعك قدر استطاعتي ...واعدك الا اخونك فجسدي ملك لك ) وقف مرتديا ثيابه ليخرج الى ظلمة الفجر البازغ وضوء الشمس يزيل سحب الليل برقة وتدرج ..هكذا سيحاول التصرف ..سيزيل ليل الاخطار بشمس الحب والاندماج ... ولكن ..كيف سيفعل هذا ... كيف سيحصنها ويبقيها تحت ناظريه..تنهد بعمق وتفكيره يتشتت بالظروف المحيطة به محاولا ايجاد درع يحميها معه ..قطع تفكيره اتصال من توبا اندهش له..ما ان اقفله حتى اخذ يركض الى سيارته متوجها للقصر ليتصرف في الكارثة التي حدثت في الشركة ...امسك هاتفه يريد ابلاغ سارة ولكنه تراجع في اللحظة الاخيرة شاعرا انه من الانانية ان يطالبها باي شيء وهو لم يجد الطريقة المثلى لاجتماعهما ...فلتنتظر قليلا ليعود لها مظفرا بكل ما سيراه مناسبا ليتزوجها ...بالتاكيد ستصبر ولن تتضايق وستستمد قوتها مما حدث بينهما ...تلك الليلة التي اثبتت ان كلاهما من المستحيل يبتعد عن الاخر ...كان الضيوف يرافقونه ولكن نظراته القاتلة اوقفت نسيلهان عن التقدم والتحدث معه خصوصا بعدما ابعدها عنه البارحة باشمئزاز بعد قبلتها له ... انهى عمله وعقله ينسج حلا سيقدمه لسارة ...سيتزوج بها كما في المرة الاولى لوحدهما ليضع حدا لكل محاولات امه والمجلس لمنعه وسيهدد الجميع اما بتقبلها او بتركه المنصب وتخليه لمن يحصل على لقب النسر من ابناء كارتال ...انه واثق من خوفهم من تركه لمنصبه لمعرفتهم عدم وجود اي شخص سيحقق نصف ما يحققه من ارباح وبعد ان يرسي الامر سيحاول نقل غالبية اقامته الى لندن متحججا بالصغيرين ليتمكن من تقليص المخاطر حولها قدر استطاعته ...x عاد امير بالطائرة وقلبه يرتعش طربا ...واخيرا سيراها .. واخيرا سيجتمع بها ..واخيرا وجد ما سيمكنه من حل مشكلتهما ...طار بسيارته الى منزلها وفتح الباب ..قابله ظلام دامس يعم ارجاء المكان ...شعر بانقباضة قلبه الغريبة ولكنه كذب نفسه ونظر الى هاتفه الذي نساه مغلقا منذ كان في اخر اجتماع ففتحه واتصلx باياد ليستفسر منه عن مكان وجودها .. رد اياد الاتصال بسرعة ملهوفة قائلا (اين انت يا رجل ..منذ ثلاث ساعات وانا احاول التواصل معك..يجب ان تلحق سارة ان اردت رؤيتها مرة اخرى )كلمات اوقفت ببساطة نبض قلب امير وانسته معنى التنفس ...حاول التحدث ولكن صوته اختفى ..سمع اياد يحدثه ويصرخ به على الجهة الاخرى بكلمات لم يفهم منها سوى رسالة مبعوثة ..من سارة.. تخبره بتنازلها عن المشروع لصديقة لها ستبعثها خلال ايام الى كارتال وتشكره وتودعه .. بالتاكيد اياد اساء الفهم ربما فقط هي ذاهبة الى لندن ثم كيف غادرت كارتال وقد كان هو بالطائرة ..ضحك ضحكة خشنة مجنونة وهو يقول بصوت لم يتعرف عليه ( ان مقلبك يا اياد سخيف حقا ولكن كيف ستغادر والطائرة معي ) صرخ اياد بمحاولة لاعادة صواب امير له مجيبا (مالذي حدث لك امير انسيت طريق البر ..لقد غادرت منذ ست ساعات فانا لم ارى الرسالة الا متاخرا .. وحاولت الاتصال برجال الحدود خاصتنا اللذين اكدو مغادرتها بسيارة اوصلتها لحدود كارتال قبل ان تقلها سيارة اخرى كانت تنتظرها عند الحدود من الجهة التالية وكلا لم يلتقطو رقمها او صورتها لانها لم تقترب من كارتال بل كانت تنتظر بعيدا ...اتعلم ما يعنيه هذا ) شهق امير بقوة وقلبه يعلن انهياره بقسوة وخيال مقتم يتجمع حوله ..كلا ..لم تختفي بالتاكيد هي في لندن ...ارتعشت يده مقفلا الهاتف ليتصل بالطائرة لتجهز له السفر الى لندن ...ثم تذكر الحارس الذي يتبعها فبرق الامل بقلبه فاتصل عليه ليفاجئ بصوته المتهالك وهو يقول باعتذار خائف ( لقد منحتني شرابا لم اتوقع ان يكون بداخله منوم فهي لم تعترض يوما على حراستها وكانت مثال الطاعة لاوامرنا اما بقية الحرس فينتظرونها امام المشفى حيث دخلت امامهم ولم تخرج حتى هذه اللحظة اي انها تنكرت وخرجت ) كانت كل كلمة بمثابة صفعة اقوى من الاولى ..مالذي يحدث ...مالذي تفعله سارة ..انها تختفي حقا ..هل يعقل ان تذهب بعد هذا الى لندن وقد تعبت لتضلل كل الحرس خلفها.. ثم هل من الممكن ان تكون تخلت عن التوأم ..ازداد ارتعاش امير متصلا في مدير امنه متسائلا بصوت بالكاد ظهر ( السيارة التي اصطحبت سارة الى الحدود ..اين هي ) اجاب المدير بصوت متوتر ( لقد تتبعنا هذا الخيط سيدي منذ ابلغنا دكتور اياد ولكنه اوصلنا الى طريق مسدودة ..كما ابلغت كل مطارات تركيا وموانئها وشركات طيرانها عن اعلامنا عن وجود دكتورة سارة ان حاولت مغادرة تركيا واستعنا بكل معارفنا للتاكيد على اهمية الامر ونأمل ان يأتي كل شيء بنتيجة ) كان امير طوال تكلم مديره يسبح في عالم اخر وسؤال واحد يغرقه بمحيط رعب يبتلع ذاته... هل اختفت سارة من حياته ... انهى الاتصال و تحرك بالسيارة متوجها لاياد واخذ منه الرسالة يقراها مرارا وتكرارا عله يفهم منها اي شيء يدله على مكانها او نيتها او سبب ماقامت به معه وحاول اياد تهدأته وقد خاف عليه .. صرخ امير بجنون امامه قائلا (كيف يعني اختفت ..،مالذي يعنيه هذا ...اين سارة يا اياد ...ساموت ...اقسم اني ساموت بدونها ارجوك .. ارجوك اخبرني باي معلومة عنها ) واعطاه الرسالة برجاء ويده تحتصن يد اياد بضعف تهالك بعدها ساقطا على الارض جالسا بصدمة محدقا في الفضاء ولسانه يردد كلمة واحدة ..سارة ..اين انت .
___________________________

فتح امير باب منزل سارة كما اعتاد في الايام السابقة ...روتين يومه يبدأ بمنزلهما وينتهي بمنزلها ليعود لمنزلهما ...اخذت يده تتلمس زويا واركان المنزل التي لمستها سارة اثناء وجودها ..جلس بتثاقل على الاريكة مستندا عليها وعيناه تغمضان ليتمكن من رؤيتها في خياله ويحادثها ..علت انفاسه وصوته الحزين يتمتم ...(سارتي ...اليوم هو المئة وخمسة عشر من عقابي ...الم يحن الاوان لتسامحيني ..لتخبريني اين انت ..ياللهي ...)تهدج صوته بدمعات حبسها بقسوة وهو يقف ليتوجه الى حجرتها ... جلس على سريرها وقلبه ينتفض متذكرا اخر مرة راها فيها ...يوم قبل ندوبها واعدا اياها بحماقة .. مئة وخمسة عشر يوم قضاها بالتفكير في كل ثانية في حبهما ليكتشف هول ما فعله بها ...لقد اجرم بحقها كثيرا ...منذ اول لحظة تزوجها فيها نسي عقله وتصرف بقلبه لينتقل من خطأ لخطأ ... اكتشف انه لم يعاملها يوما كحبيبة وزوجة دائمة .. اكتشف انه خاف على امانها لانه لم يشعرها يوما بالامان وهي معه ... اكتشف انه لا يعرف الكثير عنها سوى تلك المرات القليلة التي تحدثت فيها اثناء مشيهما ...لقد اخطأ اصلا عندما تركها بعد ان انصابت ..كان يجب ان يبقى معها فارضا نفسه عليها ليشاركها المها ولكنه اختبأ خلف ستر واهية من كبرياء زائفة وخوف مرضي هو عظمه بداخله ليكون اداة يظلمها فيها .. لقد تصرف دوما على انها ستكون معه وفي كنفه ومحيطه متى اراد وكان وجوده في حياتها مرهون بمزاجه وخوفه ... جرحها مرارا وتكرارا وهو يثبت ان الحب بنظره يعني الترك رغم كل محاولاتها ان تقنعه بان الحب في قلبها يعني التشبثx التمسك وتاسيس حياة مشتركة لا حياة يعيش فيها مراقبا حبيبه من بعيد كما ظن .. اكتشف كم كان غاضبا دائما معها متملكا بجنون لها ويغار بحماقة عليها ليحزنها اكثر واكثر رغم معرفته انها تحبه بجنون ... لم يحاول يوما فهمها وطلب منها ان تفهمه بقصة بهار ...ولم يكتفي بهذا كان يعلم ان نسيلهان ستؤذي سارة ومع ذلك تركها وسمح لها ان تقوم بهذا مدعيا انه يبتعد عنها ليحميها .. تذكر كلماتها عندما قالت له انه لا يستطيع حمايتهاx لكنه يستطيع ان يعالجها ان اصابها مكروه وهي معه ... اخطأ مرارا وتكرارا بانسحابه وصدوده عنها وغيرته وجنونه حتى باتت تفقد معنى حبهما وتستسلم ولم يكتفي بذلك بل سمح لنسيلهان ان تقبله حتى وان انسحب فالمفترض اصلا الا يساوم بوجودها معه فهو من سمح لها بذلك عندما حضرت الى كارتال وهي تدرك ان الهدف الخفي هو تزويجهما وليس كما حاول ان يضحك على نفسه بموضوع الصفقة ...ثم ضاعف خطأه بغضبه عليها لتحتويه برقتها وعشقها وتمنحه اروع ليلة قد يحلم بها رجل ومع ذلك ...لم يحاول طمأنتها بانهما لبعضهما وتصرف بانانية تاركا اياها ليفكر بحجج وشروط مع ان الامر بسيط ..انه اغا كارتال وهي زوجته فليشأ من يشأ وليخالف من يخالف ففي اخر الامر فان اكبر ما يمكنهم عمله هو اقالته واخذ الاغاوية منه ..اذن ليأخذوها فما ناله منها سوى التعب والشقاء ... وحتى لم يحاول الاتصال بها ليخبرها بغيابه هاربا من مواجهتها ومتحججا انه يجب ان يخبرها بشكل مباشر ...تنهد بقوة متالمة وراسه يضج بافكاره المتقاتلة ...راى ورقة خربش فيها في الايام السابقة بعض شعره لها فاخذ يقراها عله يشم رائحتها من خلالها
أشتاقكِ..
أفتقدكِ..
أبكيكِ..
و أحبكِ ..
أجل..أحبكِ و ما زلت..
أدخل منزلي البارد بدونكِ
أمشي مترنحا أسمع في عمق الصمت صوتكِ
تناديني..
تسامريني..
أنا هنا يا أميري أضيء عتمتك"
أراكِ تقتربين ببطء حارق
تارة أمامي..و تارة تختفين في الظلام الحالكx
أصرخ بإسمكِ: سااارةةة!!!
و ينتفض جسدي لشعوري بأنفاسكِ
تمشي أمامي كشبح الليل
و انا مستسلم..عاجز..أتتبّع خطاكِ
لماذا رحلتِ!؟
لماذا رحلتِ و عصفتِ بروحي الى بئر الهلاك!؟
أ يهون عليكِ قلبي
ينازع النبض على أعتاب ذكراكِ!؟
ألاحق طيفكِ المتمايل أمام عينيّ
و أسرع خطاي لعلّي أحظى بلمسكِ
ثم فجأة.....تختفين...
يضيق صدري..
يخونني دمعي..
يصدح صوتي المخنوق بإسمكِ : ساااارةةةةة..!!
فتهمسين:
أنا هنا حبيبي أُدفئ مرقدك..
أدخل لاهثا من التعب
يقتلني مظهرك تغازلين سريري بجسدك..
فألعنه ألف مرة كيف استطاع لمسكِ
و أقول بيأسِ مسرطَنٍ:
إقتربي أرجوكي
أريد فقط أن أحضنكِ
أن ألمسمكِ
إقتربي مني لأحيا بعطركِ
لأتنفسكِ..
و لا تهتمي بعدها إن متُّ صريعا لعشقكِ
كفاكي بعداً
كفاكي هجراً
كفاكي هربا بربكِ
عودي كما كنتِ من قبل سارتي
أذيبيني بتلك النظرة العاشقة
و سأركع معلنا ولائي لقلبكِ
أرمقيني بشرارات الرغبة
لأشعل فتيل اللذة بنار شفتيكِ
لأصهر جسدي المنتفض من عنبر جلدكِ
و أتصبب بعرق الذروة من متعة حبكِ
أشفقي على العاشق المتيم الجاثي أمامكِ
يثور على مذبح الشوق بجنونِ ذكراك
لا تتركيني مجددا..
لا ترحلي..
لأغدو جليدا لا تذيبه إلا ناركِ
سآخذ من عطرك المتغلغل في وسادتي
جرعات صبرٍ الى حين ملقاكِ
نسركِ يا قاتلتي مكسور الحناحين
و لا يرمم كسوره إلا دفئ أحضانكِ..
انهى القراءة بصعوبة وجسده يستلقي كطفل صغير يحتضن وسادتها ليستمد فقط بارقة واحدة ...بارقة واحدة على وجودها ..فقط هذا ما يتمناه ...بارقة امل .
استيقظ امير على رنين هاتفه المزعج متسائلا بصوت غاضب هادر لمدير امنه ( ماذا تريد )
كلماته الملهوفة تسابقت وهو يقول (لقد ظهرت سيدي ...لقد ظهرت دكتورة سارة وتريد مقابلتك )
انتهى الفصل .. باقي فصلين على نهاية القصة ساحاول انزالهما يوم الخميس ويوم السبت ان شاء الله

Eman mmm and noor elhuda like this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 03:18 PM   #274

تسنيم الجنوب
 
الصورة الرمزية تسنيم الجنوب

? العضوٌ??? » 78901
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 959
?  نُقآطِيْ » تسنيم الجنوب is on a distinguished road
افتراضي

حلوووووووووو الفصل كتير ....
بانتظار الفصلين على احر من الجمر ...........
شكرا عزيزتي على تعبكِ معنا .........


تسنيم الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 04:32 PM   #275

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا حور رواية ممتعة و نتمنى لك كل الخير موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 08:56 PM   #276

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل روعة حور ..
بانتظار القادم ..
وعودة سارة بعد أشهر من الغياب ..
ما سبب عودتها يا ترى ..؟
وكيف سيتصرف أمير ..؟
أعتقد سيتمسك بها ولن يسمح لها بالرحيل مرة أخرى ..
خاصة بعد أن أدرك أخطاؤه بحقها ..
كما تأكد أنه لن يستطيع العيش بدونها ..
بانتظارك ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 11:39 PM   #277

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الفل
كل ينة و انتو طيبين
الاحداث زي القط و الفار
شايفة ان قرار سارة جة متاهر جدا
ايوة بيحبها لكنه تخاذل عن التمسك بيها و الدفاع عن حبه و هو نسر الكرتال سطوة و نفوذ و مال بالوقت اللي هي اثبتت فيه بدل المرة الف مرة انها هتحارب الكل عشانه
و كل مرة تكاشف انها بتحاربه هو مش الكل
و هو بيبعد لاسباب ركيكة و تافهه
لحد كا اكتفت من لامبالته و عدم اهتمامه و حرحه ليها و قررت تبعد
البعد جه في مصلحتها انه بيراجع نفسه و بيمشى شريط علاقته بيها قدام عيونه عشان يعرف قد اية ظلمها
ياترى اية سبب ظهور سارة من تاني هل ممكن تبقى حامل مثلا او مجرد ظهور عشوائي غير مخطط له


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 12:28 AM   #278

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي

بشكركم من كل قلبي عكل كلمة رائعة حكتوها بحقي

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 09:16 AM   #279

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

جميييييييييل اكيد انا من متابعينك ان شاء الله

ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-17, 05:00 PM   #280

فل وياسمين

? العضوٌ??? » 351539
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 493
?  نُقآطِيْ » فل وياسمين is on a distinguished road
افتراضي

وااااااااااااو فصلين دسيمين وحلوووووووووين عذرا لعدم تعليقي دوما لكن متابعة معك
كل سنة وانت طيبة


فل وياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.