آخر 10 مشاركات
فتاتى إلى الأبد (26) للكاتبة: Jennifer Crusie *كاملة+روابط* (الكاتـب : kokocola - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          ودواهم العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : emy33 - )           »          مشاعر على طول الأمد (42) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          قراءة فى مقال مستقبل قريب (الكاتـب : الحكم لله - )           »          قبلة الغريب (67) للكاتبة Julie Kistler .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عبير القديمة جانيت ديلي نهاية أسبوع غريبة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree31Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-17, 11:34 PM   #281

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي


بعتذر من قلبي على التاخير لظروف قاهرة باذن الله على ابعد تقدير سانزل الفصلين يوم السبت

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-17, 11:01 AM   #282

dodah123
 
الصورة الرمزية dodah123

? العضوٌ??? » 169231
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 514
?  نُقآطِيْ » dodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond reputedodah123 has a reputation beyond repute
افتراضي

جميلة الرواية وبعيد قرائتها هنا ... لانها تستاهل نقرأها تاني
بالتوفيق حور وربنا يعينك ان شاء الله


dodah123 غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم اني استودعك مصر وأهلها
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين
l]
رد مع اقتباس
قديم 08-09-17, 04:27 PM   #283

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حور حسين مشاهدة المشاركة
بعتذر من قلبي على التاخير لظروف قاهرة باذن الله على ابعد تقدير سانزل الفصلين يوم السبت

ولا يهمك عزيزتي ..
معذورة ومقدرين ظروفك ..
بانتظارك ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-17, 06:54 PM   #284

فل وياسمين

? العضوٌ??? » 351539
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 493
?  نُقآطِيْ » فل وياسمين is on a distinguished road
افتراضي

الله يوفقك ويسير دربك في الانتظار

فل وياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-17, 10:52 PM   #285

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

ياربي عليكي كل ما اقرا الفصول اقول مش ممكن يكون فيه اكتر من كده تشويق في الأحداث لكن أفاجأ بيكي بتبهىينا بأحداث جديده ومفاجاه ومختلفة تسلم ايدك بجد

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-17, 10:54 PM   #286

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

زعلانه جدا أن الروايه هتخلص
بس ايلي مصبرني اني هعرف باقي الاحداث


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-17, 03:20 PM   #287

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل العاشر -انت لي -).. الجزء الاول

اعتذر من قلبي على التاخير واليوم ساضع اخر فصلين والخاتمة باذن الله

( الفصل العاشر -انت لي -).. الجزء الاول


جلس امير على كرسي الطائرة بنفاذ صبر ..كم تمنى لو يتمكن من اختصار كل المسافات ليراها ..لم يصدق مدير امنه الذي اخبره ان سارة جاءت الى شركة كارتال تطلب لقاءه...طلب منه ان يدخلها على مكتبه فورا ويمدها بكل الضيافة اللازمة ويحرص على راحتها ويعتذر منها لاضطرارها الانتظار لساعتين تقريبا ريثما يصل امير من كارتال واخبره انها ان ارادت الرحيل فلا يجبروها على شيء ولكن ليستأذنو منها ان يتبعوها...غادر منزله الى المطار سريعا وحتى لم يبدل ملابسه الا في الطائرة واطمأن انها لاتزال تنتظره في المكتب ..كان يتحرك بسرعة رهيبة وقلبه ينبض مئة نبضة في الدقيقة ..سيراها واخيرا ..سيرى روح قلبه ..واخيرا ظهرت وسمحت له ان يقابلها .. كان يعلم ان اول شيء سيقوم به هو ان يعرض عليها الزواج ويقنعها به مهما حاولx لانه علم ان حياتها بدونها مستحيلة...كانت خطواته تسابق الريح عندما دخل مبنى الشركة ...ما ان فتح باب مكتبه وعيناه تحومان بجنون بحثا عنها حتى راها جالسة بشموخ على الاريكة وبجانبها ديفيد ..اجل انها هي ..من احتلت كل ثانية في قلبه وعقله ..اخذت عيناه تلتهمان ملامحها الباردة بنهم وجسده يرفض التحرك مخافة ان يكون يحلم وتختفي من امامه ولسانه يطلق انة عذابه المتسائلة باسمها (سارة) .. راى نظراتها الثلجية التي كانت ترمقه بها..ومع ذلك لم يستطع لومها واتسعت ابتسامته المحبة لها وهو يقترب ببطء...لاحظ نظرة عينيها الحانقة استجابة لابتسامته رغم اخفائها هذا خلف قناعها ..ولكنه الان اصبح يفهمها جيدا ..اشارت اليه بتوقف وصوتها الثلجي الحروف يقول (انا هنا لهدف محدد فلذا اسمعني جيدا) واضافت بعد ان ازدردت لعابها ونظرات امير النهمة المستغربة تزيد ارتباكهاx (اعتقد انك مستغرب قدومي ولكن ...بما ان ما حدث بيننا كان بناء على مبادرتي وطلبي لذا وجدت انه من الاجحاف بحقك وبحق ما نتج عن اجتماعنا ..اي لاكون اكثر وضوحا ...ان عدم اخبارك سيكون ظلم لأبني منك ) ووقفت امامه ليظهر بروز بطنها الصغير... نظر امير بذهول الى سارةx وعيناهx تنتقل بين وجهها وبطنها وشعر كان الارض تميد به .. تلك الكلمات التي قالتها ...اسلوبها القاسي ومنطقها الغريب كل ذلك هزا امير من داخله ..حاول استيعاب حقيقة انها لم تعد له ولم تظهر امامه الا من اجل الصغير الذي ببطنها .. هل يعقل هذا .. ثم مالذي يعنيه هذا ..انها حامل منه ..وكل تلك المدة تعاقبه لذنب لا يستحق منها ان تكون بهذا القسوة عليه وتحرمه مثل هذا الخبر ...شعر بكل توتر الايام السابقة وكل اوجاعه وكل ماعاناه بعذاب في فراقها يغلي بداخله ... رفع عينيه باتجاهها واراد الانفجار ولكنه توقف ..لحظة واحدة فقط كانت الفاصل له ليتذكر تماما خطأه ..لقد وعد نفسه ان يحكم عقله قبل قلبه ..اعاد النظر بتمعن لها ليرى ما تخفي خلف قسوتها ..ولاحظ وقتها انعقاد يديها بقوة فوق صغيرها لتمنعهما من الارتجاف وتستمد القوة منه لتتمكن من الاستمرار بتمثيلها كما استوعب نظرة عينيها المجروحة بعمق خلف ستر ثلجيتها .. مهما كان سبب تصرفها هكذا منه فهو اعمق بكثير مما يظنه .. نظر لثانية لديفيد الذي كان يراقبه كصقر مستعد للانقضاض ..ابتدأ الادراك يشمله .. كانا ينتظران ردة فعله الغاضبة واتهامه لها... لتتاكد بانه لا يهتم الا بنفسه ولا يرى عذابها ... انه الان في امتحانه الاخير ..فاما ان ينجح ويحصل عليها او ان يفشل فيخسرها للأبد ..وبالطبع هو يعلم ما يريد .. وواثق انه مهما بدا الامر مؤلم منها الا انه من المستحيل ان تكون ظلمته الا لو لديها عذرها ومهما كان هذا العذر لم يعد يهتم فالان اصبح يستطيع تحديد اولوياته جيدا ...وكل اهدافه تتمثل في كلمة واحدة .. سارة ... تنهد بعمق محركا راسه بالموافقة وصوته الهادئ يصدح باهم مطالبه ( لنتزوج اذن ) وراقب ملامحها وهي تسمعه ..رفرفة عينيها المرتبكة ..انفاسها التي تسارعت بشكل لحظي ..نظرتها السريعة الغير مصدقة ..وضحكة ديفيد الجذلى ..كل ذلك اعلمه انه نجح في تخطي كل توقعاتها .. عاد للتقدم ببطء ليجلس بهدوء على الاريكة مشيرا لها ان تجلس هي الاخرى ..علم انها ابتدأت تستعيد سيطرتها على نفسها وان الغضب اصبح يتملكها ..عادت سارة لتجلس ببطء ناظرة اليه ببرود وبصوتها الجليدي بظاهره ليخفي غضبها داخله قالت (اذن الكلمة الاولى التي قلتها عندما علمت بحملي هي لنتزوج ...يال اختلاف الامس عن اليوم ..حسنا امير عندما عرضت عليك الزواج وضعت بعض المحفزات وتركت لك حرية الشروط فياترى مالذي ستقدمه لي حتى اوافق ..وارجوك لا تقل حبك لاني لم اعد اثق به واعلم انك ستتزوجني فقط من اجل هذا الصغير ).. راى امير خيبة املها وحيرتها بتصرفه وعدم فهمها لما يقوم به وكانه بعرضه ايضا اثبت ان ما يهمه هو الصغير وشعر بتشوشها فهي كانت تريد ان يغضب لتشعر بجرحه والمه بفراقها وانه لا يهتم لها لتثبت لنفسها انها لم تظلمه .. ولكن ايضا لا تريد ان يظهر صدق كلماتها التي قالتها لتستفزه ويظهر مكانتها بقلبه و بان ما يهمه ليس فقط الصغير..علم تماما انها لا تعلم ما تنتظره منه وانها فقط تريد ان ترى عذابه وتقسي قلبها عليه وتجعله يخطئ اكثر في حقها حتى تتمكن من كرهه..فهم كيف عليه ان يتصرف وابتدأ بتنفيذ خطتهx فعقد حاجبيه بحذر مرح وابتسامة غريبة ترتسم على شفتيه لم تفهم سارة معناها ولكنها استفزتها خاصة ان عيناه التهمت ملامحها باغراء كاد ان يوقف قلبها وسمعته يجيبها بصوت امتلأ بهجة (حسنا سارة اما المحفزات فاعتقد ان عودتك الان كهانم اغا كارتال وام الوريث والنسر الجديد بعد كل ماقامو به لك سيجعلهم يزحفون لرضاك واولهم انا ..اما الشروط فانا ساقبل بكل شروطك)
اخفت ابتسامة سارة اللامبالية غضبها الجنوني من اسلوب استفزاز امير لها وعدم نفيه ان الصغير هو ما سيمنحها مكانتها .. لقد جاءت لتقابله بعد ان استطاعت استجماع نفسها قليلا لتواجهه وتحتمل جرحه لها لتكرهه فلقد ملت من ضعفها امامه ... طوال تلك الفترة كانت في حالة من الصدمة والبكاء ولولا وجود ديفيد الى جانبها واكتشافها خبر حملهاx لما تمكنت من الصمود .. من اول لحظة دخل امير فيها المكتب شعرت بقلبها يهفو له وبكيانها تجتاحه حاجتها لترنو منه وترتمي باحضانه .. تعلم ان ما فعله معها لا يمكن ان يغتفر ولكن قلبها المجنون كان يتعلق به اكثر ووجود جزء منه في جسدها كان يزيد حبها له ..كم ناجته وحدثته عبر صغيرها ..كم تخيلته مرارا وتكرارا واخر ليلة تغزو تفكيرها لتحرقها ثم تصيبها بنوبة بكاء لا تنتهي الا بنومها المتقطع بكوابيس ترى فيها امير يبتعد عنها وهي لا تستطيع اللحاق به او بانها تتعرض للخطر والغرق وامير ينظر اليها دون ان يحرك ساكنا ..ربما اكثر ما اسعدها معرفة انه لم يخطب او يتزوج تلك الافعى وهذا ما شجعها ان تخبره بحملها ..ارادت ان تثبت له انها تمتلك هذه المرة كل الاوراق التي ستمكنها من التحكم بكل شيء حتى بعلاقته معها .، انتشلت نفسها من التفكير وهي ترى ابتسامة امير المترقبة ونظراته المتفحصة بعمق لها وكانه يرى كل ما تفكر به ..لقد تغير ..وهي الى الان لا تعلم سبب تغيره واصبحت خائفة من هذا التغير ... حسنا علمت انه سيعرض الزواج ولكن ليس هكذا وليس بهذه الطريقة والسرعة ومع ذلك تذكرت ما دربت نفسها عليه لتتعامل معه بشكل قوي واحابت بحقد متضايق (نفس شروطي السابقة واهمها انه لن اقبل باي تلامس بيننا فما حدث بيننا انتهى )..قالت الجملة الاخيرة بحزم قوي لتريه انها جادة ولن تضعف امامه ... اتسعت ابتسامة امير الغرببة وهو يرفع حاجبيه كمن توقع كلمتها مجيبا (حسنا سارة كما تريدين ولك هذا ايضا )
نظرت سارة اليه وقلبها ينتفض حنقا من استسلامه واختفاء لهفته ..المفروض ان يكون هذا دورها هي فلماذا يقابلها بالمثل..مالذي حدث هل يعقل ان يكون كرهها ..ام انه فقد الامل بحبهما .. لكن نظرته في اللحظة الاولى عندما دخل كانت بألف كلمة وعبرة .. ذلك الضعف الظاهر عليه انبأها بعزوفه الواضح عن الطعام ..انتبهت انه يوجه لها سؤال لم تسمعه فنظرت بتساءل قائلة (عفوا لم افهم ) ارتفاع حاجبيه باستمتاع اثارها فتسلحت بكل برودها لتنظر له بقسوة شديدة متجنبة التفكير باي شيء ..سمعت سؤاله بصوته الهادئ ونظراته التي عادت تلتهم ملامحها لتحرقها ( لقد سألتك ان كان بعد غد يناسبك لاقامة الزفاف وان كنت تريدين زفافا كبيرا او صغير و ..)قاطعته بقسوة متعمدة (لا اريد زفاف في مملكة العبيد فلنتزوج هنا ولادخل اليها كاغا هانم كما في السابق ) ارادت اغضابه ولكنها تفاجأت للمرة الثانية بقبوله ببساطة طلباتها وعيناه تغازلانها بطريقة وترتها فهي لا تعلم حقا ما يفعله فنظراته توحي بامر غير كلماته وتعدها باشياء تكاد تقطع انفاسها ثم سمعته يضيف بلهجة حنونة اثرت فيها ولولا عمق جرحها منه لركضت عليه الان ( لك كل شيء تريدينه يا سارتي ..ولكن بما انك الان عدت كهانم اغا فسكنك في القصر اصبح ضروريا و ..) قاطعته مرة اخرى متعمدة حتى لا تضعف امامه (كلا ..على الاقل طوال فترة حملي فانا اريد استقلاليتي اما انت فيمكنك ان تبقى في القصر كما تريد فهذا لا يهمني ) ايضا نظرت اليه لترى جرحه او تشعر ببانها تملك اوراق الضغط عليه ولكنها تفاجأت بوقوفه واقترابه منها حتى قرفص مقابل لها وهو يجيبها (بل يهمني فمنذ الان لن اجعلك تغيبي عن ناظري ولا لثانية واحدة وساكون حيث ستكونين ) فاجابت بقسوة متعمدة لتخفي نبضات قلبها الراقص طربا كالمجنون (لا تمثل علي امير فلقد اخبرتك ان ما يجمعنا هو الصغير فقط فلقد انتهيت حقا من كل ما اشعرتني به ) ولاحظت تسارع انفاسه لثانية علمت انه كبت فيها مشاعره واخفاها خلف الابتسامة المتفهمة التي ارتسمت على شفتيه مجيبا ( حسنا سارة حتى وان جمعنا فقط الصغير فساعيد صياغة جملتي اذن فانا ساكون حيث سيكون ابني الذي اصبح الان من مسؤوليتي ..اما بالنسبة للمس ..فسيحق لي لمس ما يخصني فيك وهو الصغير الذي يجمعنا .. اليس كذلك ) لم تفهم سارة كلمته ولكنها ارادت ان تنتهي من قربه الذي اصبح يذيب خلاياها رغم حزنها فوافقت بتهور محاولة الوقوف لتبتعد عنه وهي تجيبx (حسنا انا لن امنعك من حقك فلو اردت هذا لما اخبرتك بحملي ..اذن لنلتقي بعد غد في موعد زفافنا مثلما قلت لك فالان لن اقبل باي علاقة تجمعنا سوى الصغير) .. واشارت لديفيد ليقف وهي تحاول حماية نفسها من امير ومن انهيارها امامه ..فاستجاب لها واقترب من امير الذي وقف بدوره ببطء ليقول بصوت مخيف ( لقد نبهتك امير بان لا تخسر فرصتك الثانية ..ومع ذلك خسرتها ..ثم ..جاءت معجزتك على هيئة طفل منحك الفرصة الثالثة ..ومع ذلك لا تنسى فالفرصة الرابعة لا وجود لها..وسارة الان في قلبي ليست كالسابق فانا مدين لها بالكثير ..والفترة التي قضتها معي جعلتني اتعلق فيها ..ليس كانثى ولكن كشخص اقرب لروحي من نفسي ..هل هذا واضح ..فلا تجعلني اندم على موافقتها لتخبرك بحملها ..ان تسببت بدمعة واحدة لها فساحرق كارتال لاجلها ..وهناك امر اخر ..سادخل معك في شراكة موسعة وسافتح سوق الاستثمارات المتنوعة لكارتال في بريطانيا كما ستفتحه لي في تركيا حتى تصبح لسارة اليد العليا في مجلسك فلن يستطيعو حتى ان ينظرو في وجهها وهي المتحكمة الوحيدة بهذا الحجم الهائل من هذا العمل والفرص واعتقد انك تعلم اني الان اقدم بريطانيا لك على طبق من ذهب ..فاحرص عليه وليجعلهم يحرصون عليها فخطا واحد في حقها كفيل بان الحق كافة الخسائر بكارتال .. هل هذا واضح )..عقد امير حاجبيه وكلمات ديفيد تغضبه وترضيه بنفس الوقت فحقا رغم عدم اهتمامه الان بالمجلس كما ان حملها سيمنحها الحصانة المبدأية الا ان ما يقوله ديفيد سيمنحها حصانة مطلقة وقوة جبارة في كارتال ستجعل اعتى الجباه في المجلس تنحني لها بخوف فتوسع بريطانيا الذي سيكون بوابة للتوسع الاوروبي يعد من الاهداف المستحيلة لهم الا انه الان سيصبح ممكنا بشكل مذهل ورغم شعوره بالعجز اللحظي بكون اداة حمايتها ستكون بيد ديفيد الا انه تذكر ايضا بانها بيد سارة نفسها لانها تملك 30 بالمئة من اسهم الشركة وهي هنا ستثبت قوتها التي حاولت اقناعه بها وستثبت له مقدرتها على حماية حياتها وابنها حتى في غابة وحوشه لتظهر قوتها اكثر واكثر ومع ذلك فنجاح هذه الاداة يعتمد عليه هو ليقدم مشروعا يقوي مكانتها اكثر ويجعل هذه الاداة فعالة ومن اهم ابواب مكاسب كارتال حتي يرتعب اي شخص من اذيتها .. اذن فديفيد بعكس ما ظهر بكلامه فانه يقدم له طرف الخيط ليمد جسر التعاون بينهما وجسر الصلح بينه وبين سارة ان كان بالذكاء المطلوب واستغل الامر جيدا .. وتاكد من ذلك من تلك النظرة الخبيثة لديفيد التي تقبع خلف غضبه الظاهر ..فهم في تلك اللحظة ان ديفيد حليفه هو قبل ان يكون حليف سارة لانه يثق ان سعادة سارة معه ..اتسعت ابتسامة امير التي استغربت لها سارة وهي تنتظر غيرته وغضبه من ديفيد ومد يده ليصافح ديفيد مجيبا ( انه واضح بشكل كبير ..صدقني اشكرك لما فعلته ..ولوقوفك بجانب سارتي ..وسيسعدني ان تصبح شركاء وساستغل هذه المنحة بشكل كاملx ) حرك ديفيد راسه موافقا وعيناه تحاولان اخفاء ابتسامته لادراكه ان امير فهم تماما مغزى كلماته اما سارة فكان احتمالها وصل الذروة وشعورها بتغير امير يقتلها ..ارادت ان تهزه لترى امير القديم ولكن في نفس الوقت نظرات امير الجديد تكاد تقتلها وتنسيها ذاتها لتغرق في تلك البحور التي يعدها بها ..ازداد تشوشها فتحركت سريعا باتجاه الباب قائلة بصوت قاسي ( لنتقابل اذن ) وارادت المغادرة ولكن تساؤل امير اوقفها لتلتفت بدهشة محاولة فهمه ومتسائلة ( لم افهم طلبك ) ولكنها ابتدأت بالتراجع بلا ارادة منها وهي تلاحظ تقدم امير البطيء وهو يعيد سؤاله بصوت اكثر حميمية ووجهه ينطق بحب كبير (اعتقد ان شروطك ستطبق حال زواجنا اليس كذلك ) تسارعت انفاسها بحيرة وترقب محاولة استشفاف ما سيقوم به ومجيبة بحذر (اجل ف...) ولم تكمل كلمتها وامير يقطع المسافة الفاصلة بينهما بسرعة رهيبة ليقبل شفتيها بشوق مشتعل ويداه تحيطانها بقوة حارقة مزلزلا كيانها المتعب من الفراق ومن الحزن بسببه...كانت صدمتها السبب بفقدانها نفسها للحظة استجابت فيها لامير بلوعة ولكنها تذكرت اخر ليلة فبردت ردة فعلها لتتشنج كدمية بين يديه ..ابتعد امير فورا عن شفتيها ولكنه ابقاها ضمن دائرة يديه وهو يهمس لها (لتعتبريها وداعي لك قبل عقابي الذي ستوقعينه لي ) ثم اقترب من اذنها اكثر وانفاسه تسلبها برودها وتحوله لبركان منصهر (اشتقت لك كثيرا ..واشكرك من كل قلبي لانك منحتني هذه الفرصة ..واعدك الا اسبب لك اي حزن بعد الان ) وتركها متراجعا ومحترما قرارها ..اما هي فما ابقاها واقفة فكبرياؤها اللعينة ومئة وخمسة عشر ليلة قضتها تبكي فقط مافعله بها ولم تمنع نفسها من القول بصوت امتلأ الم ووعده بعدم احزانها يقلب كل مواجعها (لا اثق بك امير ..لم اعد اثق بانك سبب سعادتي ..فتركك لي بعد تلك الليلة لتذهب اليها كسر كل شيء جميل بيننا ) شهق امير بصدمة وكلامها ينير له سبب تصرفاتها ..لقد توقع ان سبب حزنها وغيابها تردده معها ولكنه لم يعلم انها ربطت بينه وبين نسيلهان ..ابتدأ بالتبرير ولكن اشارة توقف مرتعشة من يدها اسكتته ويدها الاخرى تتشبث بديفيد ليبعدها عن المكان وسيطرتها على نفسها تغادرها امام امير اللذي شعر بالعذاب يغرقه في بحور من تعاستها وماسببه لها من الام دون ان يدري ..ما ان غابت عن ناظريه حتى تمتم (بل اعدك سارة ان انفذ كل طلباتك واعيد جبر كسرك واغرس حبي في فؤادك مرة اخرى ).
ارتدت سارة ثوب غاية في الجمال بكمين طويلين شفافين و بلونه الاخضر المزرق الذي زاد من روعة لون عيونها .. وبفتحة صدره السباعية الطويلة كما فتحة ظهره المثلثية لينساب على جسدها برقة وقدمها اليمنى تظهر من فتحة زادتها اغراء ورونقا ليتم كل هذا بذيله الطويل وثنيات قماشه الامامية المحيطة بصدرها وبقدمها المكشوفة ..فبالرغم من جروحها الا انها كانت تريد ان تشعر انها عروسه .. واخيرا ..كما ان هذا يوم زفافها ..وهي ستزف اليوم لاميرها ...بكى قلبها الما وشعورها بجرح فؤادها المستنكر سبب اجتماعها ورضوخ امير لها وحبه الذي لم تعد تعلم عنه شيئا سوى انه لم يوافق عليها سوى لجنينها ..فعندما اتته كسارة توماس رفض الاجتماع بها...لقد تشوشت مشاعرها في اجتماعهم الاخير .. كانت كلما ارادت ان تصدق اقواله الباردة عن اجتماعهم يابى قلبها التصديق مذكرا اياها بضمته وقبلته ..وكلما سيطر قلبها على مشاعرها وتذكرت حنانه الذي ظهر للحظات ذكرها عقلها بالمقابل بغياب لهفته عليها وعدم غيرته من ديفيد .. كانت تريد ان تسقطه ببحور من الندم على تركها فاسقطها هو بمحيطات من الحيرة والالم برجوعها اليه ..هل ما تقدم عليه صحيح ..تنهدت وهي تتذكر كلمات ديفد لها بان امير يعشقها بجنون وانه الان تغير وعلم تماما بقيمتها ولن يفرط بها مهما حيي ..وثقت به لذا اكملت دورها ..رغم خوفها ورغبتها في الاختفاء ثانية بعد رؤية امير حتى لا ترى نظرته المتوقدة تنقلب الى جليد مستوطن ..ارادت ان تتذكره وهو يشتعل بين يديها على ان تتذكره وهو بارد ويرضخ لكل طلباتها مظهرا لها ان ما يهمه هو جنينها ...حركت راسها نافضة افكارها المزعجة وتصميمها يحثها وتمتمت من بين صرير اسنانها (لنرى امير ..ان لم احرقك باموج جليدي واجعلك تذوب لانفاسي ولا تتمكن حتى من مسي لن اكون سارة ) اكملت تبرجها اللافت للنظر وتعطرها وخرجت لديفيد الذي صفر طويلا على منظرها وعيناه تضحكان وهو يقول شامتا (اذن ...حضرت ملكة امير ) رفعت سارة اصبعها انامه تحذيرا مجيبة (بل ملكة انتقامه ..سترى ..ساجعله يدفع ثمن كل دمعة بكيتها عليه قبل ان اسامحه ) ضحك ديفيد باستفزاز وهو يغمزها ويده تتناول يدها ليحثها على الاستمرار في المشي ليغادرو المكان وقال ( المهم انك في اخر الامر تنوين مسامحته ..حسنا لتعذبيه فهذا حقك ولكن استعدي فمما رايت بالامس فامير سيقلب عقابك عليك ) نفضت سارة يدها عنه مجيبة بعصبية (وهل انت في صفه او صفي ..ثم يجب لابني ان يتربى في بيئة يتوحد فيها اباه وامه لا ان يبدوا كعدوين لذا ساسامحه ولكن بعد ان يعلم خطأه ) اعاد دييفد مسك يدها مجيبا اياها بتحدي مشاكس (يال قلبك الحنون ..اذن ستسامحيه من اجل ابنك ..لم تريا كم بدوتما عدوين البارحة حتى لان قيل لي ان اوصفكما لقلت ..) وصمت قبل ان يضيف بصوت اقوى ( كالين يان ..بمعنى اخر وجهين مختلفين لعملة واحدة او ..مغناطيس شمالي جنوبي ..تلتقيان في النقطة التي تكون ذروة افتراقكما ..صدقا سارة علاقتكما عبارة عن نسيج من التناقضات زادها بريقا وروعة وكمالا )... لم تستطع سارة منع نفسها من السؤال بلهفة تطمينية ( هل حقا كان منجذبا لي ) ثم انتبهت على نفسها وعيني ديفيد يرتسم بهما حنان مشفق فاضافت متظاهرة بالقوةx (لم اقصد ان اسال بهذه الطريقة و ان ...) قاطعها ديفيد بقوله ويده تربت على يدها ..(اياك وتبرير حبك او مشاعرك لاحد فهما ملك لك وحدك يا زهرتي ..والان لنذهب ونسلب امير كل اسلحته وليخر راكعا امام عظمة جمالك وكمالك ).
وقفت السيارة التابعة لامير و التي تقل ديفيد وسارة امام مبنى ظهر كأنه للاحتفالات فترجلت سارة وديفيد يمسكها من يدها ونظرت اليه بتساؤل مندهش ان كان يعلم ما الامر فرفع كتفيه باستنكار قائلا ( لنرى مالذي يخبئه لك امير) ..وما ان اقتربت سارة مع ديفيد من باب القاعة حتى فتح امامها ليظهر ممر طويل فرش بسجادة حمراء اصطف على جانبيها شموع مع زهور بيضاء وحمراء وارتفع على سقفها بالونات على شكل قلوب حمراء وبيضاء بتمازج اضفى رونقا رائعا واصطف اناس مختلفون من كارتال والشركة ولمحت من بينهم فاطمة واياد واحمد على جانبي القاعة اما امير فوقف في اخر الممر وخلفه طاولة عقد القران والى جانبيه وقف كل من هزار وعادل اللذان بدءا بالتقدم نحوها بلهفة وهزار تمسك بيدها باقة ورد حمراء جعلت قلب سارة يهفو اليهما ويطفو في عالم جميل حصره امير امامها..سمعت همس ديفيد الضاحك وهو يقول (على الاقل فهو هكذا كسب تايدي بصفه لانه اصر ان يسعدك بزفاف تستحقينه فان رفضت ان تذهبي لكارتال جلب هو كارتال لك ) تسارعت انفاس سارة تاثرا وانخفضت لتحتضن التوأم بلهفة وكلاهما يقبلانها ويباركان لها بهمس مجيء النسر الصغير وسط تصفيق من الحاضرين ..منحت هزار الورود لخالتها وحثتها للتقدم في الممر وامير يتحرك ببطء باتجاهها ..تلاحقت انفاس سارة وعيناها تؤسران بعيني امير الممتنتين والسعيدتين تحركت نحوه كالمسحورة حتى امسك يديها وانحنى على اذنها هامسا (رعاكي الله يا ملكتي وحفظك من كل سوء .. هل لا اعتبرنا هذا الزفاف لحظات خارجة من الزمان والشروط وكل الاتفاقات لنكون فيه فقط سارة وامير ونخط به بداية حياة ستجمعنا حتى وان كان سببها الصغير ) حركت سارة راسها بالموافقة التي لم تتمكن من منعهاx وهي تستسلم لامير الذي امسك يدها واشار بالشكر لديفيد السعيد بما يحدث امامه ..الان فهمت لما اخر عقد القران ليوم اخرx ..ابتدأت بالمسير ..خطوات ستجمعها بامير ..خطوات تقودها لتربط مصيرها به للابد ..فبالرغم من كل ماحدث بينهما فلم يقل حبها له ولا للحظة بل كان يزداد وحتى عندما بكت منه وارادت ان تكرهه اكتشفت انه منحها احلى هدية ترجوها في هذا العالم ..ابنها الصغير ..اجل لن تستسلم بسهولة ..اجل يجب ان يشعر بكل الم كان هو سببه ولكن.. كما قال الان ..فهذه اللحظة يجب ان تخرج من الزمان ...انه زفافهما الذي ستشهد عليه الاجيال ..شعرت بقلبها يطفو ويطفو ويطفو بسحب من السعادة ...جلست الى جانبه وشعرت بيده الحانية التي امسكت يدها ..لم تقاوم ولم تستجيب ..اثرت الاستسلام اللحظي ..تمت اجراءات الزواج وكلاهما ينطق بنعم بقلبه وعقله وكيانه وروحه ..كانت كالملاك بجانبه ...كاسطورة جمال اغريقية ...شعوره بانه اليوم يعقد زفافه عليها جعل قلبه يطير ويطير ...والسعادة تغدق عليه باروع كنوزها .. راها وهي تستلم الكتاب الاحمر بيدها وتنظر اليه نظرة انتماء اختلفت عن نظرتها الاولى لعقدهم الاول ..رفعت راسها في تلك اللحظة لثانية وكأن كلاهما يعد الاخر بان هذا ما سيجمعهما للأبد ..ابتدأ الحضور بالتوافد والمباركة لهما ...احتضنها اياد وفاطمة بسعادة كبيرة مهنئينها كما احتضنتها صديقتها ساندرا التي تسلمت المشروع مكانها لتكتشف انها اصبحت خطيبة اياد بعد ان كاد كلاهما يقتل الاخر في البدء ..تعالت نغمات الموسيقى والكل يشارك برقص خفيف ودبك جمع النساء ضد الرجال ..تعالت ضحكات الجميع وسعادتهم تسطر خطوطها ...وحتى امينة اخت امير التي حضرت مخصوصا كنائبة عن امها استقبلتها بحفاوة بسيطة متمنية السعادة لها ولامير ..لم تطل سارة الرقص من اجل حملها ولكنها راقبت امير الذي لم يكف عن الرقص والدبك والسعادة تخط محياه ..انها المرة الاولى التي تراه بهذه السعادة وكل ذلك لانه علم ان ابنه قادم ...اخذت تردد هذه العبارة في تفكيرها حتى لا تضعف وتنصدم معه مرة اخرى ..رأت التوأم يحثانها على القيام لتفاجئ بتنحي الجميع جانبا واخلاء الساحة لها ولامير ليرقصو سويا ..في لحظات انطلقت اغنية العشق المحتمل وكلماتها تصف حال امير المبتسم بحب ولسانه يردد كل كلمة بحب وعيناه تحيطانها باحتواء وتملك ارتجفت له كل خلايا سارة ..كان كلاهما مفرود اليدين في رقص متقابل ومتناغم مع حركة اكتافهم البسيطة ..ثم ابتعد عنها امير ليؤدي دبكة بسيطة لها كدليل على تقديمه روحه امامها ..واجابته ان التفت حوله ببطء راقص كعلامة لقبولها ان تحيطه بحبها ..كانت رقصة تقليدية في كارتال راتها سارة في زفاف مريم .. شعرت فيها بالانتماء اكثر لامير وهو يناجيها بكلمات الاغنية .(من اجل عشق محتمل ..تجاوزت نفسي ... اي طريق ساسلك ..دون الاستماع لنفسي ..في لحظة اصبحت طفلا ..اخفيت الامي ..اغمضت عيناي وسلمت لك نفسي .اااه ..عشق محتمل ..من اجل عشق محتمل ..اصبحت حطاما ...في لحظة عشقي حياتي اصبحت جنونا ...لم افكر ابدا باني ساقع بعشق بلا رحمة..ان اقف على الاشواك ..وعلى وجهي ابتسامة .. اااه من اجل عشق محتمل ) وكالمعتاد ..بالرغم من كل خلافهما الا انهما كانا كنغمتين متمازجتين بموسيقى حب ملأت الكون عبير زهرة تفتحت في ظل عاصفة وصمدت لتغدو كنز ذهبيا تمد العالم بنورها وأريجها.
استيقظت سارة صباحا وسعادتها تملأها بشكل لم تذقه منذ اربعة اشهر ..ابتسمت مغمضة العينين واحداث الامس تتلاحق تباعا في مخيلتها ..لقد ابتدأ اليوم ببكائها لان امير سيتزوجها وتغلب على خوفه فقط من اجل الصغير وانتهى بضحكاتها ورقصاتها المجنونة وفرحتها التي تقاسمتها مع كثير من الاناس ...كانت تعلم انه ابتدأ الان رحلة ترقبها ..كيف سيتعامل امير معها ..هل كالمعتاد سيخاف عليها ويشعرها انها مؤقتة ..هل سيتعامل ببرود هل ...قاطع تفكيرها صوت امير الحنون وهو يقول لها (رغم رغبتي بمراقبتك طوال النهار وملامحك تتغير من السعادة للحزن للتفكير للقلق الا انني يجب ان احرص على اطعام ابني ..اليس كذلك ) شعرت سارة بوجهها يشتعل احمرارا وهي تجلس على السرير حيث نام كلاهما فامير اصر على هذا الامر مشيرا الى كبر حجم السرير ووعده انه لن يلمسها ورأت طاولة الافطار الملأى بكل ما لذ وطاب امامها وقدح من الحليب الساخن بجوارها ..تصنعت البرود ورفضت ان ترد عليه بعد ان احنقها قوله انه يهتم بابنها ونزلت من السرير بتأني متجهة الى الحمام وملاحظة نظرات امير المراقبة لتجاهلها ..توقعت غضبه عليها بعد خروجها ولكنها وجدته ينتظرها على المائدة واطباق الافطار مصفطة بانتظام فجلست متمتة ببرود هادئ (لا اتناول افطاري على السرير ) فحرك راسه متفهما ومجيبا بصوت حنون استفزها لشعورها بالذنب لقسوتها ( مممم لا عليك تستطيعين عمل اي شيء تحبينه ولا داعي للتبرير ) توقغت سارة عن الاكل وهي تنظر له بحنق قائلة ( ارجوك لا تكن بهذا اللطف معي فانت تعلم ان علاقتنا ليست عادية كما انني لا احتاج لشفقتك وعطفك ) ارادت منه ان يغضب منها حتى تكف عن شعورها بالذنب ولكنها تفاجأت بابتسامته المرحة وهو يجيبها (حسنا اذا اعتبري انني اهتم بابني فلذلك افعلي ما يحلو لك لانه بالتاكيد يتحكم بمزاجك اليس كذلك ) ازداد حنقها اضعافا وهي ترى اسلوبه الماكر بتغير الوقائع وربط كل شيء بالصغير ارادت ان ترد عليه بقسوة ولكن نظرة عينيه المترقبة لغضبها اوقفتها لتعود لبرودها مظهرة عدم اهتمامها به ومولية جل تركيزها على الاكل الذي لم تستطع تذوقه بشكل جيد بسبب نظراته المركزة عليها بلهفة واضحة وعيناه تلمس كل جزء في وجهها بنظرته الحميمة ..حاولت التجاهل او اظهار برودها ولكن عذابها كان باحتراق روحها شوقا اليه وحاولت تذكر انه لا يهتم بها ومع ذلك قلبها المجنون لازال متعلق بكلمة منه ..بعد مضي بضع دقائق ...ارادت ان تطلب منه الكف عن مراقبتها ولكن ... وقف الطعام بحلقها مسببا سعالها فسحبت انفاسها بصعوبة مما اغضبها اكثر فنظرت الى امير بقهر وهو يسارع بمناولتها كأس الماء لتقول بعد هدوء نوبة سعالها (ارأيت كيف تسببت نظراتك لي بجعلي اكاد اختنق من الطعام .. لماذا تنظر الي هكذا وبهذا التركيز )
ملأت الابتسامة وجه امير قائلا بصوت مستفز هادئ (ارجو ان تعذريني فانا لا انظر اليك انما لابني وبما انه من الصعب النظر الى بطنك الان وانت تجلسين على الطاولة فسانظر لوجهك متخيلا شكل ابني واعتقد اني هكذا لا اخالف شروطك اليس كذلك )
نظرت سارة اليه بغضب بارد وقد فاض فيها اسلوبه فلم تستطع منع نفسها من الاجابة (اذن فانت تحب ابنك اكثر مني ..اوه اعتذر نسيت انه بسببه اضطررت العودة الي وليس لانك تحبيني )
رفع امير كتفيه بعجز مصطنع قائلا بتحدي (اجل اعشقه ولكن ليس لانه اضطرني ان اعود اليك ولكن لانه بسببه انت عدتي الي وانهيت عقابي لذا انا مدين له بالكثير ) ثم وقف متوجها الى جانب كرسيها ومد يده ليساعدها على النهوض ...نظرت اليه باستغراب محاولة تفسير كلماته ..اطاعته بفضول ووقفت لتفاجأ بجلوسه امامها على ركبتيه حيث اصبح وجهه مقابلا لبطنها ورفع اطراف منامتها العلوية حتى ظهر بطنها فلمسه بحنان عجيب جعل انفاس سارة تتسابق للخروج وصوتها المرتعش يعلو (مالذي تفعله لقد اتفقنا على عدم اللمس و ..) قاطعها موقفا تراجعها ومثبتا اياها وشفاهه تقترب من منطقة بطنها السفلية (لقد اتفقت معك على لمس الجزء الخاص بابني منك وانت وافقت .. ثم مالذي يغضبك الم تقولك انك لم تعودي تتاثري بي) شهقت وكلماته الخبيثة تذكرها بالحوار الذي لم تفهمه وارادت الاعتراض ولكن شفتاه التصقتا ببطنها بقبلة ناعمة ساخنة اوقفت قلبها عن النبض للحظات قبل ان يعود راكضا بخفقاته المتقافزة بجنون وهي تشعر بحمم بركانية تسري بجسدها بدل دمائها وامير يكرر قبلته بتعمق اكبر وانفاسه تغيب كل ذرة عقل براسها فامسكت بطرف الطاولة لتسند نفسها وقالت بصوت عصبي لغضبها من استسلامها ومن افعاله ( معك حق ..فانا لن امنعك عن ابنك و..لمساتك لم تعد تهمني ) كلماتها كانت لرد كرامتها رغم ان افعالها خالفتها الا ان امير عاد ليقف مبتسما بتفهم ومجيبا (معك حق فلو كنت مكانك وتركتني لتسافري مع رجل اخر لما استطعت مسامحتك ولكن ...لحظة ..الم تفعلي انت ذلك وبقيت مع رجل غريب لاربعة اشهر .) واقترب منها بشكل مفاجئ جاعلا عيناه بمستوى عينيها اللتان اضطربتا وارادت الدفاع عن نفسها ولكنه سبقها مضيفا (ومع ذلك ساثق بك وبان حبي لازال حصنك الذي تحتمين به ..وساحاول ان احصل على ثقتك التي خسرتها في خضم جنون تعاملي معك ...و اه نسيت اخبرك امرا ...فانا سافرت يومها لانه حدث حريق في الشركة اما نسلهان فلم ارها بعد ذلك ابدا ولكن هذا لا يعفيني من ذنب ترددي وتركي لك وعدم اخبارك عن مكاني ..لذا ساكون سعيدا باي عقاب توقعينه بي مقابل ان تظلي موجودة بحياتي ) وابتعد عنها مضيفا بحنان اكبر ويده تمر على الهواء بجانب خدها ( انا سعيد بك ..وبالتاكيد سعيد بابني ..وواثق ان ما سيربطني به علاقة اقوى من علاقتك معه ) حاولت سارة استدراك نفسها وكلماته تقلب كيانها فهو يظهر لها اسبابه للاختفاء وفي نفس الوقت يلوم نفسه عليه حتى لا يشعرها بالذنب وقالت بصوت حاد غريب وافكارها تتضارب ( بل انه متعلق بي و ...) صمتت فجأة ناظرة الى بطنها باستغراب فرح وكلماتها المذهولة تقول (كلا مستحيل ..انه اصغر من ان يتحرك اليس كذلك ..بالتاكيد انا اتوهم ..ولكن ياللهي امير شعرت بتموج خفيف ببطني ..يعني كدغدغة .) ولا شعوريا امسكت يد امير بفرح متناسية كل شيء ويدها فوق يده على بطنها قائلة بحماس (انه حقا يستجيب لك على ما يبدو .) كان منظرها وكلماتها هما فردوس امير الذي تاه ببراءتها ولمستها ومشاعره التي يفرض عليها طوق حديديا كلما كان معها تطوقه بقوة تاركة اياه يرتعش بسعادة لوجودها هي وابنه بحياته فظهر عشقه اللانهائي كمراة واضحة المعالم في عينيه السارحة التائقة لها ..وعندما رفعت عينيها اليه بتساءل مستغربة عدم رده عليها توترت نظراتها من قوة غرامه المطل من عينيه وتراجعت ببطء متنحنحة بصوت تسلل الهدوء اليه (ساذهب لتبديل ملابسي والاستعداد لنسافر الى كارتال كما اتفقنا )تراجع امير وابتسامته تتسع مدركا هروبها واجاب برقة (حسنا سارة ..كما تريدين ..كما تريدين بالطبع )
____________________

وقفت سارة امام عائشة بانتصاب شامخ والاخيرة تنظر اليها ببرود مدروس حتى استقرت نظراتها على بطنها لترق عينيها بابتسامة لطيفة قبل ان تتدارك نفسها ناظرة اليها قائلة بصوت دبلوماسي (اهلا بك يا ابنتي ..يبدو انك نجحتي بالحصول على بطاقتك الدائمة بكارتال ) وهنا ارتفع صوت امير المحذر قائلا بهدوء مرح (امي ..اعتقد انك تعنين اننا حصلنا على سعادتنا المطلقة بوجودها معنا هكذا وبوجود ابنها ...كما اننا نحن الأكثر حظا بالتأكيد لكون سارة ستصبح اغا هانم كارتال ..اليس كذلك ) شعرت سارة بروحها تزغرد من قوة امير بدفاعه عنها وسمعت كلمة عائشة المحرجة وهي تجيب (اجل بالطبع ..اشكرك يا ابنتي لمنحك لنا هذا النسر الصغير ..والان ساستأذنكم لارتاح ) وغادرت المكان بوقار منسحبة من المجلس بدبلوماسية تاركة امير مع سارة والذي اشار لها لتتبعه ليغادرو القصر ويذهبو الى منزلهم الذي ما ان دخلته حتى لاحظت التغيرات التي اجريت عليه والتجديدات التي ادخلت لتزيده اشراقا وبهجة مما ادخل بفؤادها فرحة غريبة ارتجف لها جسدها ولكنها ابت ان تظهرها حتى لا تعود لضعفها امامه .
مرت الايام التالية كسحاب خفيف ..فامير اتبع اسلوب جديد حاصر به سارة في كل ثانية ولم يتركها حتى اثناء غيابه البسيط ليتابع مجريات العمل كان يتصل بها ..يلاصقها كظلها يتحرك خلفها ويقوم على خدمتها بابتسامة لطيفة محتملا غضبها ..وهذا ما جعل حنقها يتضاعف لشعورها انها تظلمه الا ان روحها التي بكت لاربع اشهر كانت تذكرها بلحظات انتظارها وخيبتها منه لتتماسك امامه ...كما انه استغل ابنه في التقرب منها بدهاء وبحجج غريبة لا تستطيع دحضها ..فهمت تماما لماذا كان يطلق عليه اصلان لقب الشيطان فاسلوبه المغري وحججه المقنعة تلجم من امامه لينفذ ما يريد ..ولكنها استغربت منه ممارسته الرياضة بشكل مضاعف كل صباح كما التزامه بعدم لمسها الا من تقبيله لبطنها عدة مرات بطريقة تنسيها اسمها وتجعلها بشوق اكبر اليه مع انسحابه عنها ..وفي اليوم الثاني عشر لوجودها رأته وهو يعود من رياضته وجسده يقطر عرقا فتساءلت بفضول لم تتمكن من منعه (امير ...لماذا تمارس كل هذه الرياضة) توقف امير مبتسما بخبث ومجيبا بصوت مشاكس ( لو كنت مكانك لما حاولت المعرفة ولكن بما انك سألت فسأجيبك ) واقترب منها ببطء مثير حتى وقف مقابلا لها واشار بيده على معالم جسدها ببطء مغري احرق سارة حتى النخاعx وصوته المثقل بهمس ذائب ( حتى اتمكن من التواجد بجانب هذا الجسد ...وبجانب هذه العينين ..وهذا الفم الكرزي ..واسيطر على نفسي حتى لا اضيع معك في عالم احلم به كل ليلة وعطرك يداعب انفي ليزيد توقي لتقبيل كل ذرة فيه ) ورفع كتفيه بعجز متراجع ليصعد درجات السلم بسرعة وسارة تتابعه بعينيها متناسية كيف ينبض فؤادها وصدرها يعلو ويهبط بسرعة جنونية لتحاول ادخال الهواء لرئتيها وكلماته تتركها وسط اعصار من رغبات تولدت بثورة هائجة جموحة سيطرت عليها بصعوبة وكل جسمها يأن من حرمانه الاقتراب منه .. حالتها هذه اخافتها وارادت ايجاد اي عذر يمنعه من الاقتراب منها فخطرت على بالها فكرة جهنمية نوت تنفيذها حتى تقطع على امير اسلوب استفزازه وقد فهمت كيف تقلب الطاولة عليه .
انتظرت سارة خروج امير المعتاد عند المساء لساعة حتى يتفقد احوال القصر ثم ركضت الى خزانة ملابسها القديمة والتي تم تجهيزها لها في السابق ..اخذت تبحث بين الملابس حتى وقع نظرها على ما ارادته ...تلمست القماش الحريري الاسود وابتسامة شيطانية ترتسم على محياها ..عندما عادت مع امير تعمدت ارتداء ملابس محتشمة جدا حتى تمنع اي اقتراب له منها ..وهكذا استطاع امير التظاهر بالبرود والالتزام بشروطها والابتعاد والاقتراب منها وقتما يحب حتى جعلها هي التي تتوق له.. وهكذا حول عقابها عليها .. وبدل ان يكتشف هو قيمتها اكتشفت هي كم انها ضعيفة امامه وتشتاق له بجنون ... اما الان فهمت لعبة امير التي يمارسها للسيطرة على مشاعرها ومشاعره وجاء دورها لتريه انه عندها ..مهما حاول ..ومهما اراد ..فقلبه هو من سيرضخ لها ويستلم زمام تصرفاته وقتما تريد هي .. اجل اعجبها تحول امير في تعامله معها وتحكيم عقله في كل امورها وسيطرته على غضبه ولكن ...انها تريد لهذه السيطرة ان تنحل لها وحدها وقتما تريد لتسيطر عليه وتشعر بنفسها في جنبات قلبه التي تفقده عقله ... يجب ان يعلم ان نجاحه في التحكم بذاته معتمد عليها وانه ليس وحده من يؤثر عليها ... ارتدت ذلك القميص الاسود الحريري الذي انسدل باغراء قاتل على جسدها البارز المعالم مع تغيراته الناجمة عن الحمل ... تعطرت بعطرها الفواح وتركت شعرها يسبح بخصلاته حول وجهها .. تركت وجهها بلا زينة الا من رسم اسود لعيونها ابرز لونهما واتساعهما .. وضعت نغمات موسيقية حالمة و جلست على الاريكة ومعها دفترها وقلمها لترسم فهي تعلم ان امير يعشقها بهذه الحالة .. بعد مضي عشر دقائق دخل امير المنزل بنشاط ولكنه تشنج واقفا وهو يراها وذكريات ليلتهما الاولى تتدافع معلنة طغيانها على جسده المنتفض ...تنحنح مرة و مرتين يبحث عن صوته الذي فقده من روعة المشهد الماثل امامه ..القى التحية بتوتر وراها وهي ترفع راسها اليه مبتسمة بلطافة جعلت خلاياه هلام سائل يذوب .. لم تقابله ببرودها كما اعتادت ان تتظاهر ..اخذ عقله يحاول فهم ما تقوم به ولكنها عادت لرسمها بهدوء .. لاول مرة يؤثر الجلوس بعيدا عنها حتى لا ينسى ذاته بقربها ويحتضنهاx يكرر ليلتهما الاولى مرارا وتكرارا ... صمت كي يستطيع التركيز واجلاء عقله الذي وعد نفسه ان يكون مسيطرا ولكنه الان بسبات عميق ...هرب بعينيه يريد العودة لنفسه ولكن عيناه ابتا الابتعاد عن جنتهما ... اخذ ينظر اليها وجسده يأن بقوة ومشاعره على وشك الانفجار وهو يرى كيف تعض شفتها او ترفع شعرها برقة او تمرر يدها على وجهها بنعومة حبست انفاسه بقوة ..وقف فجأة مستأذنا منها الذهاب الى الحمام .. وقف امام حوض التغسيل والماء المنهمر البارد ينساب بين اصابعه الساخنة في تعذيب بطيء له .. نظر الى شكله في المراة فوجد ملامحه تنطق بالجوع والشغف المحترق .. انه بدون ان يراها هكذا يتحكم برغبته بصعوبة ... بدون حركاتها المغرية كان تواجده معها عذاب متفاقم .. والان هكذا .. هل سيستطيع يا ترى الالتزام بوعوده .. اخذ يردد مع نفسه كل جمل الصبر وفوائد الانتظار ... مارس جميع انواع التنفس العميق ... غادر الحمام متوجه الى المطبخ ليحضر العشاء ... ابتدأ في تحضيره الا انه تفاجئ بصراخها السعيد وهي تركض باتجاهه متقافزة وحروفها تسابقها .(امييير .. لقد تحرك مرة اخرى ... انظر ) وامسكت يده لتضعها على بطنها مقتربة منه حتى لم يعد يفصلهما سوى بضع سانتيمترات ..عطرها تغلغل في انفه مفقدا اياه العالم حوله ..تدارك نفسه ليشعر بحركة ابنه ونظر الى موضع يده منحنيا ومقتربا براسه من بطنها ليهمس وهو يضع يده الثانية وكانه يحيط ابنه (كيف حالك يا نسري ..اشتقت لك ) لم ينهي كلمته حتى شعر بتموج اسفل يده استجابة لصوته جعله يضحك بسعادة ويقبل بطنها بحب كبير مضيفا (اذن انت تعرفني وتحيني ..اتعلم عندما تخرج لن اسمح لأحد ان يهتم بك سواي حتى امك ) ورفع عينيه بمشاكسة دعوبة اليها ليجدها تنظر اليه برقة وعيناها تدمعان وما ان لاحظت نظرته حتى قالت بصوت متهدج ( انه حقا حقا مرتبط بك بقوة غريبة وكاني اراكما متلاحمين ) وقف امير متنهدا بعمق وهو يجيبها ( انه معجزتي يا سارة .. المعجزة التي بسببها وجدتك بعد طول خوف والم لفراقك ) كان يقف مقابلا لها ورؤسهما المتقاربة تكاد تصتدم ..انفاسهما المتلاحقة على نغمة واحدة وبنفس الوتيرة وكانهما شخص واحد ... تلك الشرارات التي تقافزت لتحرق كل ما حولهم بنار حبهما المشتعلة ..كانا ينتفضان بقوة ... حتى سارة التي ابتدأت الموضوع كلعبة تناست نفسها في خضم براكين غرامها ... وفي ذروة خنوعهما الصامت المتقارب رغم بعدهما انطلق رنين الهاتف ليقطع خلوتهما وينتشلهما من لجة احاسيسهما المتوقدة ...تنحنح امير بقوة مبتعدا باعتذار بسيط وذهب ليرد على هاتفه تاركا سارة المستندة على الطاولة لتحاول استجماع شتات نفسها .. انها تريد منه ان يتجاوز قانونها لتعاقبه بالبعد عنها ولكن هل ستقدر هي على هذا العقاب .. مالذي يحدث لها عندما تكون قربه تفقد اتزانها وروحها وحتى اعمق تفاصيل كيانها وتغوص تغوص في غياهب فوران رغبات وعشق وحب يتربع ليستحوذ عليها ... انه هو الوحيد القادر على ذلك .. لم ولن يتحرك جسدها قيد انملة لاي رجل اياه .. عادت لتجلس مكانها محاولة التفاعل مع رسمتها بيدها المرتعشة ... لاول مرة يقف امير بعيدا عنها ويستأذنها ليذهب ليمارس الرياضة .. لقد نجح هدفها واصبح امير حذرا في تقرباته ولكن .. لم تشعر بان نجاحها هو هزيمة لكل ايمانها وعشقها له ... غضبت من نفسها وقامت لتنام حتى تفقد توقها وتراه في حلمها .. وابت عيناها الاغلاق بعد ان اعتادت وجوده معها .. شعرت به عندما حضر واستحم ونام على الطرف الاخر كما اعتاد ولكن ... لاول مرة ايضا ينام على ظهره متباعدا عنها وغير ملتفت لها وعيناه تلتهمانها .. ان نجاحها يتزايد ولكن قلبها يتالم .. حسنا ليكن ما تريد امير ساريك انني استطيع التغلب على حصونك والانتصار على مقاومتك.. كلمات تمتمتها بقوة في لاوعيها لتنام بهدوء بعدها ...صباح يوم جديد اتى ومعه تحديات جديدة برزت .. رأت الافطار الذي جهزه امير لها وسمعته يقول لها بنشاط ..( مارايك ان نذهب في اخر الاسبوع الى لندن لنزور الصغيرين ) صفقت سارة بجذل وان علمت انه يهرب من وحدتهما ... تقافز في ذهنها شيطانها المشاغب ليحثها على القول بشوق (هذا جيد فلقد اشتقت لديفيد ) كان يوليها ظهره وهو يضع الاطباق على الطاولة المنتصفية في حجرتهم ... رأت تباطئ يديه وصمته للحظات قبل ان يقول بتساؤل (صحيح .. اين كنتما طوال هذه الاربعة اشهر .. فلقد راقبت ديفيد ولم اصل لشيء عنك ) والتفت اليها مشيرا لها لتاتي الى الافطار فوقفت بنشاط مجيبة ( كنت في اسطانبول وهو كان يتنقل بين اسطانبول وبين لندن ولكنه استطاع خداع جهاز امنك اثناء مراقبته ثم كان يدخل تركيا بجوازه واسمه الهندي لذا لم يخبرك احد عن وجوده هنا ) هز امير راسه متفهما وضحكة دهاء مستمتع ترتسم على محياه متمتما (ياله من ثعلب ماكر .. كم اتمنى ان اراه يقع في الحب) تحركت سارة لتجلس على طاولة الافطار بعد ان غسلت وجهها واجابت برقة حنونة ( وانا ايضا اتمنى ذلك ... خصوصا بعد تلك الازمة التي تعرض لها واثرت على نفسيته ) واضافت بعد ان رات تساؤل امير ( لقد انتحرت احدى حبيباته امام عينيه عندما اخبرها انه سينفصل عنها .. لم يكن يعلم انها مريضة نفسية وصعق بما حدث لها .. كما حملوه اهلها ذنبها .. لقد احتجت لكثير من القوة لاعيد له ابتسامته وضحكته وتفاءله بالحياة وان كان لازال شبح حزنه يخيم عليه ..كنا كاثنين يعانيان الام الحب ويستندان على بعضهما فتارة هو يقويني وتارة انا افعلx ) حرك امير راسه بتفهم مجيبا (معك حق ان الامر صعب جداx لك ..وله .. ساحاول تعويضك يا سارتي .. وسادعو الله ان تأتي من تعوضه بحبها ) .. شعرت سارة بالقليل من الحنق لغياب نبرة الغيرة في صوته وهذا جعلها تصر على الاستمرار بمخطتها ..لذا عندما اقترب منها كالمعتاد ليقبل ابنه قبلة الصباح استغلت اقترابه لتضع يدها على انفها مفتعلة نوبة سعال قوية اخافت امير الذي اراد اسنادها ولكنها اشارت له ان يبتعد قائلة بانفاس متقطعة (انها رائحتك .. ارجوك ابتعد قليلا ) وركضت الى الحمام وكانها تريد التقيئ تاركة اياه يتخبط في فوضى ما قامت به وقد رفع يده ليشمها محاولا فهم ما عنته .. عندما دخلت الى الحمام ارتسمت ابتسامتها الخبيثة على شفتيها وشعورها بالانتصار يزداد وان كان انقباض قلبها يتضاعف مع كل ابتعاد لامير عنها ..تمهلت قليلا وخرجت لترى امير ينتظرها بجانب الباب محاولا الاقتراب منها بلهفة ولكنها اشارت له ان يتوقف وابتعدت عنه فنظر اليها بتساءل (سارة مالذي يحدث)x اصطنعت سارة ملامح التعب والاختناق قائلة (امير لا احتمل اقترابك مني ) و كشرت عن وجهها باشمئزاز مجيبة (يعني اقصد بان رائحتك عندما تقترب مني تتسبب باختناقي لذا من الافضل ان لا تقترب وان تراعي كوني حامل ) للحظة ظن امير ان الامر جدي ولكن ..نظر الى عينيها كما اعتاد بعد رجوعها اليه .. عيناها التي اصبحت بالنسبة اليه مراة روحها ..تحدثه وتسارره باصعب اسرارها .. وتناجيه وتبثه رقة حبها .. عيناها التي يعشق صدقهم وبرائتهم وجنونهم ومشاكستهم .. ورأها ..راى في عينيها ترقبها وانتظارها .. راى شيطانيتها الخبيثة العفوية .. اذن هذا هو سبب التغير .. سارة استطاعت ان تصل لمفتاحه وتستغله .. يبدو ان ما حاول اخفاءه عنها بكل قوته ظهر عيانا لها لتعلم انه مهما سيطر او حاول السيطرة على نفسه الا ان رمشة اغراء من عينيها تنسيه قوانين الكون وثوابته حتى لو قالت له ان الشمس تشرق من الغرب لوافقها متناسيا نواميس العالم لان حبها راسخ في ذاته اكثر من نفسه ..اذن ..لقد ان الاوان .. كادت ان تنجح بابعاده ..الا انه يعلم جيدا كيف سيتصرف الان ... امسك ضحكته وهو يبدي تفهمه مجيبا (كلا يا عزيزتي ..سأغير عطري بالتاكيد ..ما رايك ان تشمي بقية عطوري وتحاولي ان تختاري منها ما يجعلك مرتاحة ..حتى لو لم اضع عطرا المهم ان اطمئن عليك وابقى الى جانبك ) راقبها ووجها يتغير من الترقب للحذر للتوتر .. تنحنحت موافقة بتمتمة غريبة وكانها تتلمس طريق عتمتها .. اتجه الى حجرة ملابسه حاثا اياها ان تتبعه .. لم تجد بد من الانصياع له .. وقفت امامها وهو يناولها عطرا عطرا من عطوره الكثيرة والتي تحتل رف كامل يحتوي على كل الماركات والانواع تقريبا .. حاولت التماشي معه مكملة لعبتها ومحاولة ان تتحكم بملامحها وكلماتها تحت نظراته النهمة المتوثبة عليها ..لم تعلم اي عطر اختارت ولكنه الاقرب لعطره المفضل الذي تعشقه وقالت بنفاذ صبر محاولة الهرب من جو الحميمية التي خلقتها ضيق حجم حجرة الملابس واقتراب امير منها عكس ماقام في اليوم السابق من ابتعاد واستجابته لها وعيناه تشعل كل ما تتفحصه بجسمها .. (هذا جيد ) والتفتت بسرعة لتهرب الا ان امير كان الاسرع ليقف بوجهها قائلا وهو يرفع يدها لانفها ليحثها على اقفاله ( اعذريني فانا اناني يشتاق لابنه بجنون ولن تهربي من قبلة الصباح ) وجلس على ركبتيه مقابلا لها ويده ترفع قميصها الاسود ببطء عذبها والقماش الناعم ينسل من على جسدها .. لم تتمكن من الاستمرار باغلاق انفها فالتقطت انفاسها باعجوبة قائلة ودقات قلبها تتسابق في الضرب (امير الن تكف عن عادتك هذه صدقا الامر اصبح مستفزا )
ابتسم امير وانفاسه الساخنة تلفح بطنها الذي كشف عنه القميص والصق فمه عليه مقبلا اياه بتعذيب مغري مجيبا بهمس مبحوح (انا اقبل ابني و لست اقبلك فليس من حقك الاعتراض فانا لم المس سوى المنطقة المخصصة لابني ولكن ياترى لم يوترك هذا ..الم تقولي انني انتهيت من حياتك ) .. ثم اضاف وهو يسمع شهقتها العفوية لتتمكن من التنفس ويده تستقر على بطنها بنعومة ممسجة اياه بهدوء جعلها تنتفض بعنف وابنها يستجيب بحركة متتالية لما يقوم به ( صباح الخير لك ايضا يا صغيري المشاغب .. بالطبع لن اقبل لامك ان تبعدني عنك فيبدو انها تغار منا ) خرج صوت سارة كصرير بعلو مفاجئ ويدها توكز كتف امير بقوة مقهورة ( انا .. هل انا اغار منك ..وعلى من..على ابنك ؟ هل جننت ) وقف بشكل فجائي خطف انفاسها محيطا اياها بيديه المرتكزتين على الخزنة حولها ليحاصر جسدها وهو يقرب وجهه منها وانفاسه تفور كرياح تعصف بكل تعقلها وهمسته تكمل حركته ليجردها من كل مقاومة ويده ترفع يدها باتجاه انفها (لقد نسيت اغلاق انفك ونا لم اغير عطري بعد ) كان كلاهما ابتدأ الامر بسذاجة ولعب ولكنهما لم يحسبا حساب اجسادهما المتلاحمة والمتجاذبة بجنون وشوق مدمن انقطع عن دوائه فثار وجال حتى وجده .. قلبيهما اللذان استلما زمام الامور في تلك اللحظات وكل منهما يبحث عن اي شيء يعيد عقله لركازه ... كان جسد امير يقترب بلا ارادة منه وجسد سارة يرتعش بلا سيطرة منها ... لحظة .. لحظتين ثلاثة ..ثم انطلقت ضحكة سارة بفجائية وهي تستند على كتف امير ويدها تستقر على بطنها ...نظر امير اليها بتساءل خائف وسمع كلماتها المتقطعة من انفاسها المتلاحقة مع ضحكتها ( ابنك اعترض .. ياللهي لقد ضربني بقوة غريبة فيبدو ان حرمانه الاكسجين اغضبه ) عقد امير حاجبيه بسعادة متسائلا ( وهل يحدث هذا في الشهر الخامس .. يعني اليس حجمه صغيرا ) ووضع يده على بطنها بفضول ليعلو صوت ضحكته وهو يقول (انه حقا يعترض .. ياله من مشاغب ) حركت سارة راسها موافقة ( انا في نهاية الرابع لازلت ولكن ..بالعادة كان الامر كتموج خفيف الا انه للتو دغدغني بركلته الرقيقة ..لقد شعرت بها انت ايضا اليس كذلك ) عاد امير للانخفاض حتى صار بمستوى بطنها مجيبا (يال صغيري الذي يذكرنا بوجوده .. بما انه نسر فيجب ان تكون حركته اوضح واقوى من كل الصغار ..انه ابني ) وقالها بفخر رسم ابتسامة على ملامح سارة السعيدة وهي تتمتم (اجل انه نسر ..نسري الصغير الذي جمعني بالنسر الكبير ) وقف امير ناظرا اليها بحزم اقوى وصوته يؤكد كل حروفه ( كان سيجتمع بك ولكنه كان ينتظر اذنك ) ثم ابتعد وكلماته ترن في جوف سارة بصدى جلب السعادة كامواج غمرتها بعنف .

Eman mmm and noor elhuda like this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-17, 03:26 PM   #288

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل العاشر -انت لي -).. الجزء الثاني


الفصل العاشر -انت لي -
الجزء الثاني

مرت الثلاثة ايام التالية بهدوء حذر وكل منهما يحاول تلطيف الاجواء مع الحذر فسارة كانت تعلم انها ليست مستعدة بعد لمواجهة اخرى مع امير لن تجعله فقط يفقد روحه ولكن ستجعلها هي ايضا تتوه بعالمه متناسية خطتها الاصلية ولكن ربما ما ساعدها هو حذر امير بالاقتراب منها بعد ان كان يستفزها في السابق ... حلت نهاية الاسبوع واعصاب كل منهما وصلت للذروة من قوة حرمانهما من بعضهما رغم ان سارة ابتدأت تقتنع ان ما تفعله هو عبث ليس له اية نتيجة فهي تحبه ..ومهما حاولت معاقبته او الحزن منه مجرد ابتسامته تنسيها الدنيا كلها ... اضطر امير ان يؤجل سفرهما لاسبوعين اخرين بسبب حدوث بعض المشاكل المستجدة بكارتال وهجوم دودة على محاصيل فاكهتها مسببة خسائر واضحة استلزمت مجهودات جميع العاملين ليتلافوها .. ورغم بقاء اهتمامه الاول بسارة ومتطلباتها وتوفير كافة حاجاتها والاهتمام بها الا انه لم يكن ينهي هاتف الا وياتيه الاخر كما انشغل تفكيره بتلك الامور لتصبح اجمل لحظاته التي يقضيها بجوار سارة او وهو يناجي ابنه ويداعبه برقة تتركه وسارة فاقدي الانفاس ليهرب اقواهما سيطرة في تلك اللحظات من المواجهة ... كانا كمن يترقبا اجتماعهما ولكن يخافا نتائجه او يخافا السعادة التي تلوح لهما بالافق .. حاولت سارة شغل تفكيرها في المشفى وزيارته ولكن ما ان وصلته وقضت بعض الوقت به حتى اصيبت بدوار غريب سببه التوتر وانخفاض ضغطها ليوبخها اياد لاهمالها نفسها ..رجته ان لا يقلق امير الا ان خبر كهذا وصل كالهشيم الى مسامعه .. رأته وهو يدخل المشفى كالعاصفة ويتجه اليها في بهوها حيث كانت تجلس منتظرة قدومه ليتلاقها محتضنا اياها برقة خائفة وصوته القلق يساررها ( حبيبتي .. هل انت بخير ..هل كل شيء على مايرام ) حركت راسها موافقة ومربتة على خده بهدوء مجيبة (انه امر عادي لا تقلق مجرد انخفاض للضغط ) تنهد بقلق وعيناه المتسائلةx تبحث عن اياد الذي اقبل باتجاهه منذ اللحظة التي علم فيها بقدومه ليؤكد كلامها (انها بخير امير ولكن انتبه على تناولها كميات كافية من العصير والفيتامينات التي وصفتها لها ) حرك امير رأسه موافقا وحملها بهدوء رغم اعتراضها .
جعلت هذه الحادثة امير في غاية الاهتمام بها بشكل مضاعف حتى بات لا يخرج من المنزل كما حول كل اعماله ليقوم بجلها عبر الهاتف وبجانبها لانه اعتبر نفسه المسؤول عن راحتها .. حاولت سارة الاعتراض ولكنه رفض ليعود ويعاملها كصغيرته .. مضى اسبوع اخر على هذا المنوال جعل سارة تكاد تنفجر فلقد نسيت انوثتها وامير يحطها كالاطفال .. رجته ان يذهبا الى لندن ولكنه رفض في البدء .. ومع غضبها عليه وصراخها وعتابها له بانه هكذا يوترها اكثر ويزيد تعبها وان لا ينسى بانها طبيبة رضخ خوفا عليها وحدد موعدا للسفر ..وقبل يوم من مغادرتهم تكلمت سارة مع ديفيد لتعلمه بقدومها وشعرت بتغير صوته فاخبرها عن سكرتيرته الجديدة والتي تكاد تصيبه بالجنون .. اغلقت الهاتف وهي تنظر اليه مبتسمة فارتفع صوت امير الرقيق وهو يمنحها كوب حليبها اليومي متساءلا (انه ديفيد اليس كذلك..ولكن لماذا جعلك تبتسمين )
اجابت سارة بلهجة حاولت اثارة غيرة امير بها حتى تشعر ولو بالقليل من شغفه وتملكه بعد مللها من تعامله معها كصغيرة لتذكره بدلالها وانوثتها (يجب ان ابتسم فمجرد سماع صوته يجعلني ابتسم ..كان يطمئن علي .. فهو مستعد للقدوم فورا من اجلي ان تسببت لي باي مشكلة ولكني اخبرته اني سأزوره غدا ففرح كثيرا )
ابتسم امير بتفهم مجيبا (بالطبع سيفرح ثم معه حق ...يجب ان يقف المرء مع صديقه ويسانده )
لم تستطع سارة منع نفسها من التساؤل بخفوت وانفاسها تتمرد في جسدها رافضة الخروج ( الا تغار علي ) كان سؤال كبتته بنفسها منذ رات انسجام امير الغريب مع ديفيد ..رفع امير حاجبيه بتساؤل هادئx (وهل يحق لي ان اغار عليك فانت قلت ان ما يجمعنا فقط هو الصغير ...كما ان كثرة ضغطي عليكي تسببت بتوترك اكثر وهكذا فقدت وعيك .. وايضا .. ديفد صديقك ومن وثقت به لتختفي عني معه ... ) وتوقف مطأطأ براسه (صدقيني انا احسده لتلك الثقة التي حافظ عليها معك .) كلماته جعلت سارة تتوه في فهمه ..هل يغار عليها ام يسلمها لديفيد ..ام هل يشعر بان ديفيد احق بها منه .. ام ..ام الكثير من الاسئلة تواردت الى ذهنها ولكنها انتبهت لتكملة امير حديثه باشراق ( صحيح لم اسألك .. ماهي مواصفات الفتاة التي يعتقد ديفيد انه سيحبها ) خطرت على بالها فكرة ستكشف تماما مشاعر امير وتجعله يواجه استسلامه لينتزع حقه منها فقالت ببهجة اصطنعتها ( انه يقول انه سيقع في حب المرأة اللغز ..يعني التي لن يستطيع قراءتهاx )x اومأ امير براسه موافقا وابتسامته تتسع قائلا ( اذن ديفيد مؤمن انه سيقع في حب المرأة الوحيدة التي لن يفهمها ..يالها من قاعدة )
ابتسمت سارة بجذل مضيفة (اتعلم ..طوال فترة اقامتي معه اكتشفت الكثير من الامور المشابهة بينكما ) ثم صمتت وفكرتها الشيطانية تتبلور في ذهنها فاضافت بصوت تسلل فيه براءة مصطنعة (يعني لقد شعرت انه لولا انك كنت الاسبق بعلاقتي معك ..فأعتقد اني كنت ساقع بحبه ما رايك ) قالت تلك الكلمات لترى ان كان امير حقا يعتقد انها مناسبة لديفيد وراقبته وهو يرفع حاجبيه ويزيد في ضغط يديه عاضا على شفته في محاولة للسيطرة على نفسه وتنفس بعمق قبل ان يرسم ابتسامته مجيبا وهو لا يعلم الفخ الذي تقوده اليهاx (لا اعتقد انك كنت ستحبينه ) تساءلت سارة باستفزاز مستغرب متعمد (ولماذا ) تفاجأت بوقوفه السريع ووضعه ذراعيه على الاريكة حولها مقربا راسه عليها دون ان يلمسها وانفاسه كزفرات بركانية ارتجفت لها كل خلاياها مراقبة اصبعه الذي اشار الى صدرها مجيبا بهمس حارق (لأن هذا القلب مهما كان الزمان او المكان فهو ملكي ) واقترب بانفاسه التي مررها على وجهها باغراء قاتل جعل سارة تتنهد بعمق خارج عن ارادتها واشتياقها يخرج من عقاله بعد ان ملت من هدوءه معها وهو يضيف بجانب اذنها بعدما رأى استسلامها الكامل بين يديه وعيناها المغلقتين استجابة ( سارتي .. كوني لا المسك لا يعني ابدا انك لست زوجتي او حبيبتي هل فهمتي .. انا فقط ..اراعي تقلبات حملك واظهر لك استعدادي الكامل لاستيعابك بعيدا عن عواطفنا الملتهبة ) وابتعد عنها موليا ظهره لها لثوان وهي تحاول استيعاب كلماته والعودة لنفسها ولكنها تفاجأت بقوله بنفاذ صبر (ما هو عقابي ان خالفت شروطك ) لم تستطع ان تفهم ما يقوله وعينيها مثبتتين عليه وقلبها يرقص طربا وطمعا به وتوقا نهما للمساته التي اثارت جنونها وراقبته وهو يلتفت اليها قائلا ونظراته الخطيرة تنصب على شفتيها وهمسه المثقل يرتفع قائلا (اعتقد اني سأغامر واتحمل العقاب فانت ..تستحقين ان يذهب الانسان لأجلك للجحيم حتى يتذوقك ) ارتفعت انفاسها بجنون متسائلة (مالذي يعن...) وانقطعت كلماتها مع التحام شفتيه الجنوني بشفتيها في قبلة احرقتهما بخضم اشواقهما ....كانت قبلة حرما منها طويلا ..قبلة قاوماها بكل عنفوانهما وكبريائهما ولعبا بالنار سويا حتى يتجنباها الا انهما انهارا مستسلمين بجموح طغا على كل ذرات فكرهما ... اعلنت قبلتهما انتماءهما ورفضهما ان يدخل اي طرف ثالث بينهما ... تغلغت يدا امير بشعرها ليقربها اكثر واكثر وفمه يتعمق متنعما بثغرها .. استجابت بعنف شغوف له ويداها تتجولان بين رقبته وكتفيه بتملك ثائر لكل جسده وروحه وعقله وكيانه .. طالت قبلتهما حتى انقطعت انفاسهما مسببة ابتعادهما اللحظي عن بعضهما .. ادرك امير انه يجب ان يبتعد ان لم يرد ان يصل الى نقطة اللارجوع كما ادركت سارة انها يجب ان تتحدث مع امير لتنهي خلافهما وتلغي شرطها قبل ان يحدث اي شيء بينهما .. نظراتهما التي تنازعت برغباتهما المحترقة مع محاولة تعقلهما الفاشلة ... احتاج امير لقوة الجبال ليبتعد عنها قليلا وهو يقول بمشاكسة (سانتظر عقابي ولا ادري ولكن حدسي ينبئني انه سيكون فرضك علي مسافة امنة ابتعد فيها عنك ولا اقترب منك اليس كذلك ) ازدردت سارة لعابها بتوتر مرح مدركة انه اصبح يفهمها بشكل عميق مخيف وقالت بتساؤل من بين اسنانها المصطكة (x يعني .. يمكنك تخمين ما سأوقعه عليك من عقاب ؟) اتم امير ابتعاده عنها وكلا جسديهما يصرخ احتجاجا على حرمانه من الاخر وقال بصوت خافت ( ربما سيكون افضل .. فرض هذا المسافة ان اردت بقاء ذلك الشرط بيننا ) وهرب مستأذنا قبل ان تدرك سارة ماقاله وكلماته تزيدها توترا .. كلا بالطبع لن تقبل بابتعاده ... ليس بعد ماحدث بينهما للتو ...وليس بعد ان ادركت انها لاتحتمل ان تشعر انها صغيرته او صديقته او ام ابنه بل هي حبيبته ..التي تريد ان ترى جنونه معها ..جموحه شغفه عشقه وغرامه ونار تسري لتحرق كل ماحولهما ..هذا فقط ما تريده ..ازداد توترها ولكنها ابتدأت تشعر بألم غريب في بطنها ... الم اخافهاx وزاد ارتباكها .. كانت تود التحدث مع امير قبل اي شيء ولكن .. المها ازداد بشكل متفاقم حتى صرخت بقوة منه .. كانت تحاول التقاط انفاسها عندما رأت امير يدخل المنزل ..فصرخت بقوة مستنجدة به وعيناه الجاحظتان تريانها وهي جالسة على الارض وقد احنت رأسها بالقرب من قدميها وتفصد العرق منها ودموعها تسيل كوديان لتقول بارتعاش (اميير ..انقذني انني اتقطع ..انقذني ارجوك وانقذ نسري )x وكانت هذه الكلمات اخر ما استطاعت قوله قبل ان يزداد دوارها ويفقدها الوجع القدرة حتى على التحدث.
وقف امير بسرعة مع خروج اياد من حجرة الفحص بعد ان عاين سارة ...اتجه نحوه وتشبث به بقوة قائلا بصوت بالكاد ظهر من جفافه وحمل قلق الدنيا (حسنا ارجوك اياد اخبرني حقا ..ماذا هناك ..هل هي بخير ) نظر اياد الى امير وملامح التوتر تسطر وجهه بقوة محاولا ايصال الخبر بانسب طريقة ..تنفس مرة ثم حاول اخذ النفس الاخر الا ان امير انفجر به وهو يرجه بين يديه صارخا بصوت خشن (اياد تكلم بالله عليك ...ماذا هناك ) ربت اياد على كتف امير بتأني قائلا بصوت حاول جعله هادئ (امير اهدء ليس هكذا تحل الامور ... انها الان بخير ..ولكن ..هناك بعض الامور التي يجب ان تعرفها )x نظرات امير المرعوبة وهو يهمس (اريد ان اراها ) في تلك اللحظة جعلت اياد في حيرة من امره ..كيف عليه التصرف .. هل يترك الخيار بيده حقا ..انه في حالة صعبة ولكن ..تنهد اياد بعمق جاذبا امير المقاوم بشدة ليجلس على الكرسي قائلا بصوت عملي بحت (امير ان بقيت هكذا فانت ستزيد الامر سوء تدارك نفسك فهي تحتاج الان لقوتك كما كانت دائما ..ان الامر بشكل عام ليس مخيفا ولكنه خطر ..ارجوك تنفس بعمق وحاول التركيز معي فهناك امر يجب ان تبت به قبل رؤيتك لها ... ولن اتكلم بشيء ان لم تحاول الهدوء ..اقسم انها بخير لكن ان بقيت هكذا فانت ستؤذيها ) كانت صدى كلمات اياد تتردد في اذني امير ليدركها عقله الذي غيبه مظهر سارة المتألمة المستسلمة بين ذراعيه بصعوبة بالغة ولكن ..شعوره بضرورة الهدوء لأجلها جعله يتنفس بعمق محاولا السيطرة على نفسه خصوصا بعد طمأنة اياد له ..اغمض عينيه لثواني وقال بصوته الذي ظهر هادئ خافت (تكلم اياد .. اسمعك ) حرك اياد رأسه بالموافقة قائلا بصوت حمل حنانه واهتمامه ( حسنا انها تعاني من تضخم والتهاب حاد في المرارة ..اعتقد انها اشتكت قبل ذلك من هذا الامر ولكن يبدو انها اهملته او عالجته ولكنها لم تتابع الحالة بعدها .. والان مع كبر حجم الصغير وضغطه على الاجزاء الاخرى لديها تفجر الوضع ... لو انها ليست حامل لقمت باجراء عملية فورية لازالتها وكان الامر سهلx ولكن ...وجود الحمل يضعنا على خط الخطر .. من ناحية يمكننا ان نحاول السيطرة على الالتهاب بالمضادات الحيوية القوية ولكن هذا الحل ربما اسلم للجنينx ولكنه يضعنا امام خطر العودة لانفجار الامر في اي لحظة او فشل المضادات بالعلاج بشكل كامل وقد لا نضمن النتائج او الاثار الجانبية على سارة ...اما الحل الاخر وهو الاخطر ولكنه الاسلم لصحة سارة تحديدا وهو ان نجري العملية بحذر مع مراعاة سلامة الجنين قدر المستطاع وعدم الاقتراب منه ..وهنا سارة ستكون بالتاكيد بخير ولكن ..قد يتعرض جنينها للخطر في اية لحظة ..القرار بيدك امير .. كطبيب انصحك بالخيار الثاني لانه الافضل لصحة المريضة ويمككنا نقلها الى اسطانبول ان اردتx ولكن كصديق ساتعاطف معك وقد اخبرك اننا يمكننا ان نجرب المضادات وننتظر ان ...) قاطعه امير بصوت حاد وقوي (كلا ...لن اضعها على محك الخطر ..اياد ) وامسك امير بذراعي اياد بقوة وعيناه ترجوانه (انها امانة الان هي وابني بين يديك لتقوم بالعملية لها ..فانا لن اغامر بصحتها حتى لو فقدت كل شيء ..انا واثق انك ستتمكن من اجراء العملية بدون اي مضاعفات وواثق بان ابني سيصمد ليطمأن على صحة والدته ... ستجري انت العملية والان وفورا .. لن اؤمن بشخص سواك سيقوم بكل مجهوده للحفاظ على ابني وزوجتي فانت رفيق عمري كما ان معك دكتوراه بجراحة الباطنة فلن اجد اي شخص يكافؤك مهارة ولا اريد لسارة ان تنتظر بالالم اكثر فكل تأخير سيؤثر عليها ) نظر اياد الى وجه امير الواثق وقلقه يخط محياه قائلا (ولكن امير ..ليس لدي هنا المقدرة على تدارك الاثار ان حدث اي شيء في العملية يعني ..) قاطعه امير رافضا بصوت حازم واكثر قوة (لن يحدث شيء اياد.. انا وانت في نفس المركب الان ..وكلانا سيحتمي بالاخرx ياصديقي لينقذه من الغرق ..انا متاكد انك ستخاف عليها اكثر من نفسك ) ازدرد اياد لعابه بقلق اكبر قائلا (هل انت متأكد امير ..هل انت واثق من خيارك ..ان هذه ثقة كبيرة علي امير و وزر لن احتمل حدوثه و ..) قاطعهم هذه المرة صوت انثوي رقيق يقول ( وانا اضم صوتي لامير يا حبيبي ..انا واثقة انك قادر على اداء هذه العملية بالمهارة والدقة الكافية كما انني ساكون معك ومساعدتك الطبية لو سمحت لي يا حبيبي .. اعتذر على مقاطعتكما ولكني جئت فور سماعي الخبر ) التفت الاثنان باتجاه ساندرا خطيبة اياد التي اقبلت نحوهم ووضعت يدها على كتف اياد مربتة عليه لينطلق صوت ثالث ايضا ظهر صاحبه سنان قائلا بعزم (وانا ايضا ساشارك فلسارة الفضل على مريم حبيبتي لتجعلها زوجتي وتحافظ عليها ) نظر امير الى الاطباء الثلاث ودموعه تلتمع بعينيه مجيبا بصوت تهدج قليلا (حسنا اياد ..والان اعتقد انك لن تجد حجة ..اذهب الان لتجهيز حجرة العمليات ...وانا سأخبر سارة بالامر لاني اعلم انها ستعارض في البدء ) .
دخل امير عند سارة فوجدها تضع يدها على بطنها وتستند على ظهر السرير مغمضة عيناها ومحياها لوحة خوف مرسومة ..فاقترب منها وجلس بهدوء الى جانبها ممسكا يدها برقة جعلها تفتح عينيها وما ان راته حتى جذبته باتجاهها لتحتضنه بقوة خائفة ونحيبها الصامت يرتفع وشهقاتها تقطع كلماتها المبعثرة بصوتها الخافت (امير ..لقد خفت كثيرا ..لقد خفت ان افقده او ان يحدث له اي شيء .. لم اكن لاسامح نفسي ابدا .. اشكرك لانك انقذتنا ) ابتسم امير برقة حنونة وهو يبتعد عنها قليلا محتضنا وجهها وهامسا ( بل اعتذر لاني تركتك وحدك يا قلبي ..والان سارة اسمعيني جيدا ) وتوقف وهو يعيدها لتستند براحة على ظهر السرير رغم رفضها واستلقى الى جانبها ضاما اياها على صدره قائلا بهدوء ويديه تتحسس شعرها وتربت على ظهرها وكتفها ( اياد وساندرا وسنان يجهزان حجرة العمليات الان لانهم سيجرون لك عملية لازالة المرارة و ..)قاطعته سارة منتفضة بعنف ومبتعدة عنه( كلا ..مالذي تقوله امير ..هذا سيعرض ابني للخطر ..لن اقوم بها ولو كان في ذلك موتي فليعالجوني بالادوية و..) نظر ايها امير بهدوء حازم وهو يقاطعها متسائلا ( وماذا سارة .. انت طبيبة .. لو جاءتك مريضة لها نفس حالتك بما ستنصحينها صدقا ) عبست سارة بتوتر ونظراتها تهرب من امير وهمست برجاء ( ولكني امير لست طبيبة الان .. انا ام ..ام لا تستطيع ان تضحي بابنها ولو على حساب حياتها و ..) عاد امير ليقاطعها بقوة اكبر (وماذا سارة ..اتتركيه ضمن المجهول بدونك ..على الاقل الا تثقين بنا ..اعلم انها مخاطرة ولكني اثق باياد وبصغيريx وبك يا حبيبتي ) تسارعت انفاس سارة منبئة بقرب بكائها فضمها امير بقوة بين احضانه .. ارتجفت بعنفx وصوتها الباكي يساله (هل انت واثق ان هذا لن يؤذي ابني ..امير ان ابني هو سبب اجتماعنا ..انا لن اتخلى ع..) قاطعها امير للمرة الثالثة مقبلا شفاهها برقة (حبيبتي ان ابننا هو ثمرة حبنا ومازال حبنا موجود فثماره نجنيها دوما وهو بالتاكيد ليس سبب رجوعنا انما هو رباط يزيد اواصل اجتماعنا قوة ..ثم انت الاهم يا حياتي ووجودك هو نور دنيتي ..و لما لا تثقين به فانا واثق انه قوي وسيصمد.. ارجوكي ..ثقي بنا ..وعودي الينا سالمة ) حركت سارة راسها بموافقة مترددة وراسها يختبئ باحضان امير مستمدة شيئا من امانها على صوت نبضاته القوية .
فتحت سارة عينيها ببطء لتجد امير امامها فابتسمت برقة وسمعته يقول بصوته المحب (هل انتي ملاك حقا ) تمتمت مجيبة بحروف خافتة ( كنت ..سأسألك.. نفس.. الشيء ) ضحك امير مقبلا يدها بحب قبل ان يكمل (حمد لله على سلامتك ياقلبي ..انت ونسري بخير وقد مضى كل الشر على خير ) تنفست سارة الصعداء وقلبها يرقص طربا وهي تشعر برطوبة دموع امير على يدها وبرطوبة دموعها على وجهها ..دموع صامتة عبرت عن احساسهما بصعوبة ماعانياه وكيف تجاوزاه سويا امتحان وراء امتحان ..تعرضا لهما وصمدا ..ليغدو حبهما اقوى كالالماس .. كلما طرقته لمع اكثر ..مرت الايام الاولى بعد العملية وسارة تقضيها نائمة او تتحدث مع امير بهدوء ..ابتدأت بعد ذلك تستعيد صحتها وامير يقف الى جانبها ويساعدها وهي تمشي ..وهي تأكل .. وعندما يشاغب نسرهما ويركلها مسببا شهقتها وصراخها فلا يهدأ الا بيد امير وصوته وهو يناجيه ويحدثه ..كان ضحكهما يعلو في النهار ..ومداعبتهما تسود بالليل وسارة ترفض ان تنام الا في احضان امير بدلالها المتزايد عليه ... بعد مرور منتصف الاسبوع الثاني تم فك جزء من غرز الجرح .. تألم سارة وقتها جعلها تستسلم بخنوع محتضنة امير بقوة اكبر .. وليلتها وللمرة الاولى همست بصوت مرتجف ( امير .. اعلم اني تأخرت بالحديث عن هذا ولكن ربما لخجلي منك بسبب ذلك الشرط الاحمق الذي وضعته بيننا ..بصراحة وضعته لاعاقب نفسي قبلك فاشتياقي لك تجاوز الافاق ..لقد كنت في كل لحظة في تلك الشهور الاربعة مصدر لسعادتي وبكائي ... توعدتك كثيرا لانك تركتني ..ووبختك اكثر لانك اوقعتني بحبك ولكني كنت اغضب من روحي عندما اتحدث عنك بسوء في ذاتي .. عقلي تمسك بصورتك السوداء وقلبي صدق داخلك الابيض... تشوشي ادى لبكائي اكثر .. عندما اكتشفت حملي كدت ان انهار لاني اردت مشاركتك كل ثانية من هذا الحدث السعيد ... مجرد تخيلي انك ستقبل رجوعي بسبب الطفل كان يصيبني بنوبة غضب مجنونة ...حبك رغم الالم تضاعف بغرابة وارتباطي زاد بك مع ابنك ... شعرت بروحك داخلي وهذا زاد حنقي عليك ... كنت اتذكر تشوشك معي ورفضك وخوفك الاقتراب مني وهربك من الاجتماع بي فاشعر بخناجر السم تسري في جسدي .... لم اكن اعلم كيف يمكنني معالجتك وانهاء خوفك علي والذي دفعك لاحضان انثى غيري ...لذا ..عندما جئت ورايتك وكانت اولى كلماتك لي هي جل امنياتي قبل حملي شعرت بالخذلان ... حتى انني غرت من ابني لانه بسببه انت اصبحت اقوى واكثر ثقة وشجاعة وحزما .. قام نسري بتغيرك رغم رجائي ان يكون جبي هو سبب ذلك وهذا جرحني اكثر ...ثم تقربك مني ومحاولتك اظهار حبك اخافتني من شفقتك علي ...اعلم ان هذا جنون ولكن متى اجتمع العشق والعقل في تصرف اي انثى ...شعوري بتأثري الكامل بك وباستغلالك شروطي ضدي زاد من عجزيx وضعفي ورغبتي بالثأر .. كنت افتقد لهفتك وغيرتك وارى فقط جل اهتمامك منصب على ابنك وراحتي ...لذا تصرفت بجنون اكثر .. حاولت اثارتك واغاظتك ومشاكستك وجعلك تغار ...حاولت كل ما تستطيعه الانثى لاثبت لنفسي انك ملكي انا قبل ابنك .. ولا تضحك فصدقني انا مستغربة من غيرتي منه عليك ومنك عليه فانتما تنسجمان بشكل قوي وكانكما روح واحدة ... ولكن مع تلك القبلة وحتى قبلها انهارت كل قلاعي واعلنت تسليم حصوني لك وعقلي يدرك اخيرا انني ..يعني انا ... لايمكنني ان ابتعد عنك ولو كان في ذلك هلاكي ...ادركت حجم ما تفرضه على نفسك من سيطرة لتستوعب جنوني ... علمت اني اجرحك ولكنك تتقبل عقابي بكل اريحية وبدون ان تشعرني بذنبي لاني لم اثق بك .. اعلم انه كان يجب ان تبلغني بسفرك ولكن ايضا الوم خوفي وكبريائي اللذان منعاني الاتصال بك لاقرر الاختفاء والانسحاب من حياتك بدل الكفاح للحصول على حبك والتغلب على خوفك والوصول لحل نقبله وننفذه كلانا .. تصرفي المتهور سوء حظي والحريق الحاصل ..تصادف ذهاب الضيوف معك بالطائرة.. اصرارك على عدم التحدث معي ..كل هذا علامات سوداء تعرضنا لها ولكن ..رغم صعوبتها الا انها كانت ضرورية لنعلم قيمة حبنا الصامد امام كل عواصف وامتحانات الزمان .. والان كفى ..لقد ان الاوان لنعيش يومنا وننسى امسنا ونحلم بغدنا .. لذا ..اعدك اني لن اتركك ابدا بعد الان ..وان اكون زوجتك بكل ماتحمله الكلمة ..وان اصبح على قدر مسؤولية اغا هانم ذلك اللقب الذي اصبحت احمله.. اعلم اني ساتشاجر معك كثيرا فكلانا عنيد كالصخر..ولكني واثقة من جمال الصلح بعد الشجار... سأظل دوما احبك وسأثق بحبك لاني أعلم انك كأغا قد تتصرف في كثير من الامور بقسوة ظاهرية ..انما اصبحت اوقن ان وراء كل كلمة تقولها لي وقتها الالف الكلمات التي تثبت حنانك وحبك لذا سأصبر..كما فعلت زوجة النسر الاولى ..الان فهمت مقدار عشقها الذي جعلها تتحدى الجميع ) تنهد امير بأنة طويلة وهو يضمها اكثر وجفناه يقاومان دموعه بصعوبة وقال بصوت ارتعشت طياته ( حبيبتي ...اعلم اني اخطأت بحقك تباعا ..ومرارا وتكرارا ..ما يجب ان تعلميه اني في ذلك اليوم كنت عائدا لأعرض عليكي الزواج فلقد علمت اني لا استطيع الابتعاد عنك اكثر في البدء اردت فسحة من الوقت وابتعدت عنك حتى اتمكن من الحكم بشكل جيد وكامل بعيدا عن العواطف ..ولكن عندما جئتك بعرضي ولم اجدك فهمت شيء اكيد .. بالرغم من كل جبروتي وكبريائي وعنفواني ودهائي وسلطتي الا انه توجد حقيقة واحدة اكيدة بحياتي ..اي يوم لا اراك فيه لا يحسب من عمري .. لانك انتي عمري ..وحياتي وروحي ..لقد كنت اتظاهر بقدرتي على فراقك الا انني اكتشفت مدى ضعفي على حتى تخيل هذا ... غضبت ..عاندت .. ثرت ..ولكني في اخر الامر ادركت ..ان كل شيء هباء الاكي ..انني اقبل بقضاء ساعة معك تغنيني عمرى كله .. فهمت كلمتك باني لن امنع الاذى ولكن يجب ان اعالجك منه .. ادركت جيدا معى الحماية لمن احب واستطعت التغلب على ضعفي لاحولك لمصدر قوتي .. عندما علمت بقدومك كانت اول كلمة ساقولها هي لنتزوج وبعدها كنت سافعل اي شيء وكل شيء لاحصل على موافقتك ...ولكني تفاجأت بخبر حملك ومع ذلك لم احاول ان اغير خططي الا انني شعرت ان الحظ يلعب في صفي فعامل الضغط عليكي متوفر وبقي فقط ان اقنعك بحبي واعيد ثقتك .. وهذا فقط ما جعلني التزم بشرطك ..حبي لك سما على رغبتي بك ..الا ان هذا لا يعني ابدا كم تمنيت الالاف المرات ان احضنك واقبلك واتوه في عطرك واطبع اثار شفاهي على كل جسدك ..لاغوص واغوص واغوص في احضانك وبين جنبات حنانك .. كنت اراقبك بنهم الجائع رغم كل ماكنت اقوله بلساني امامك وبرود افعالي ..واعتقد ان هذا كان يسبب توترك ولكني لم استطع منع نفسي فعيناي لا ترتاح الا برؤيتك واكتشاف ادق خفاياك .. اعدك ايضا ان احاول فهمك اكثر واستيعابك اكثر ومساعدتك على تقبل واقع اغاويتك .. اعدك بحب لا ينضب وبوفاء لا ينتهي وبامان من يضع نفسه في الموت قبلك ..والان حان اواننا سارة فلقد تعبنا من الفراق اليس كذالك )
كانت تلك الكلمات كعهد وثق في لحظات الزمان ونحت بين طيات الكيان ورسخ بنبضات الفؤاد ..عهد جديد قدمه كلاهما للاخر .. بكل صدق وحب وشفافية .
بعد مرور اسبوع اخر على اتمام شفاء سارة وازالة كامل الغرز لان امير اصر ان تبقى في المشفى الى حين ان يتأكد من سلامة كل شيء ..قادها امير الى منزلهما والذي ما ان فتحته حتى رأت الالف الزهرات المنتشرة فرادى وجماعات بكل الالوان تزين المنزل وصوت امير المحب يهمس في اذنها (حمد لله على سلامتك حبيبتي انرت منزلك مرة اخرى ...و ) لم يستطع ان يكمل كلمته لان شفاهها التحمت بشفاهه بقبلة حارة الهبت المكان وعبرت عن عظم شوقها اليه ..قبلة عنوانها الحب والتملك والتبعية والانصار في كينونة الحبيبين ... ابتعدت قليلا وكلاهما يجاهد لالتقاط انفاسه اللاهثة وامير المغمض العينين يتنهد بحرقة كبيرة قبل ان يفتح عينيه ويداه تحتضن وجه سارة قائلا بهمس اجش (مالذي يعنيه هذا ) ابتسمت سارة بمشاكسة ويداها تطوقان رقبته قائلة بصوت مغري ونظرات تصنعت بها البراءة (كنت احيك بطريقتي البريئة والتي ستعتاد عليها كلما دخلت المنزل ) رفع امير حاجبيه وابتسامته المتداركة تزين ثغره بدهاء واجاب (بريئة اذن ... لماذا يا ترى شعرت باشتعال وانفجار واعصار وزلزال ..ثم ان كنت ستحيني هكذا فلن اضمن البقاء لثانية بعيدا عن حجرة النوم .. يعني الان كل ما يخطر على فكري هو منظرك وشعرك يزين وسادتي وجسدك المغري يفترش سريري ويتلحف بانفاسي ويستر بروحي )كانت الكلمات كفيلة بجعل سارة ترتعش بقوة وخيالات ما يقوله ترتسم امام اعينها ..علمت انه تعمد هذا وهو واثق من انسحابها ولكن ..يبدو انه لم يعلم شخصيتها الجديدة ..اقتربت منه اكثر واصابعها تتسلل بين شعيرات لحيته برقة مغرية ارتجف لها امير محافظا على نفسه بصعوبة وهمسها الاجش يداعب اسماعه بتنهيدة منعته التنفس وانسته كل ما حوله ( ااااه امير ..عن اي منظر تتحدث فبطني كالكرة وجسدي منتفخ ..اعلم اني ازددت جمالا وامتلئت ببعض المناطق المغرية الا انني لا اعتقد اني اثيرك بما يكفي بما انك لازلت واقف هنا ويداك متباعدة عني ولا تلبي حاجتي ) تلاحقت انفاس امير بسرعة جنونية وقلبه يتنافض في موسيقى اصمت اذانه وصوته الخافت يخرج بصعوبة قائلا ( ولكن سارة انا خائف على العملية واريدك ان ترتاحي بعد كل هذا العناء و ..) قاطعته سارة واضعة اصبعها على فمه برقة ازدرد على اثرها امير لعابه بصعوبة وهي تجيب بهمس غنوج ( اعتقد ان ثلاثة اسابيع فترة كافية للشفاء كما اني واثقة انك ستأخذ حذرك جيدا ..لقد انتهيت من الفراق وانتظرت هذه اللحظة طويلا امير ..طويلا جدا .. عامان ونصف ..لاكون ملكك كزوجتك ..لينضم جسدي الى جسدك في رحلة تناغم واكتشاف و ..) لم تكمل كلماتها وامير يشدها عليه مقبلا اياها بجنون من انفجر اعصاره ضاربا كل شيء اخر عرض الحائط ..كان يقبلها بعشق وغرام متناهي ..برقة امتزجت بتطلب متتالي .. حملها بحنان خائف الى حجرتهما ليوقفها هناك وهو يتأمل كل جزء فيها ببطء متلكئ اشعلها اكثر واشعرها بجمالها رغم عيوبها .. غرق معها بما كان محرم عليهما بفراقهما .. علمت سارة ان لكل ليلة معه طعمها ولونها وانها لا ترى الدنيا والحب الا من خلاله ... نامت كطفلة منهكة سعيدة بين ذراعي عشيقها الرقيقة وراسها يتوسد صدر هو امانها الدهر كله ... ابتسمت وفي بالها فكرة طرأت عليه فرفعت نفسها عن صدره قائلة بابتسامة مشاكسة (امير صدقا اصبحت اخاف الاجتماع بك فهو كلعنة كلما اجتمعنا ترك ذلك اثر ندبة بجسدي والان مالذي سانتظره غدا ياترى )
ضحك امير بقوة سعيدة مجيبا ( كلا فان اجتماعنا هذا قد سبقه ندبة عمليتك الخوف الان لما بعد ذلك ) حركت سارة راسها موافقة وهي تجيب بصوت سارح (اذن يجب ان اخاف من اجتماعنا في الغد اليس كذلك ) ونظرت الى امير الذي كان يمسك ضحكاته بصعوبة فوكزته على صدره بغضب مدلل مضيفة (يااه لا تضحك فانت السبب بانحرافي ..ماذا فعلت انا..ربما يجب ان انقل اللعنة عليك ) احتضنها امير بقوة مداعبة مضيفا (اذن انا السبب بانحرافك ) ضحكت سارة بدلال واصبعها يتحرك بدوائر على صدره مجية (من منا تذوق على يديك ما اذقتني للتو وتكتفي .. ياللهي امير .. انت تجعلني اشتاق اليك قبل حتى ابتعادنا ..ماهذا الادمان ..) وسكتت قليلا مفكرة بصوت عالي ( ربما يجب ان استغل الليلة فلا اعلم ما يخبئه لي الغد خصوصا انك لم تقم باختبارك الرباعي لاوافق عليك كما فعلت خديجة ..) رفع امير حاجبيه وهو يضعها على السرير ويرفع نفسه على ذراعه جاعلا اياها اسفل منه ويده الاخرىx تتغلغل في شعرها متسائلا ( وما هو اختبارك الرباعي يا ترى ) تظاهرت سارة بالتفكير قائلة باثارة (ممم ربما افكر الان بواحد على الاقل وهو ان تقبلني الف قبلة كل واحدة بمكان مختلف ) شهق اميرx بصدمة من جرأتها ورفع نفسه اكثر مرددا ( ياللهي سارة هل انت صادقة و ..) ولم يكمل كلامه وهو يرى ضحكها عليه قائلة (لقد وقعت في الفخ و .. ) وصمتت اثر قبلة عميقة جدا قطعت انفاسها قبل ان يبتعد امير ويقبل خدها وصوته يقول (ساعاقبك بشرطك والان عدي ) حاولت سارة الهرب وانفاسها تتلاحق بقوة وسط رجاءها لامير ان يكف عما يفعل ولكنه لم يرد عليها وصوته يعلن العدد حتى استسلمت اخيرا ضاحكة وسط شهقات متأوهة اسلمت معها ذاتها وروحها وعقلها وكل كيانها لمن اثبت بعشقه تبعيتها له .
استيقظ سارة في اليوم التالي بكسل على رائحة الافطار الذي يعده امير ... فقامت متباطئة بكسل الى الحمام وسعادتها تمثملها ولكن فجأة شهقت متاوهة اثر ضربة في بطنها المتها فنظرت اليه قائلة (صباح الخير ..اين كنت البارحة ... ام تركت الساحة لوالدك ..افهمني ما نوع العقد الذي توقعه معه لانك تنفذ كل رغباته وتسعى لراحته واغاظتي .. لدي شعور انك ستتفق مع والدك علي ) ضحكت متاوهة اثر ضربة اقوى من الاولى وتمتمت (حسنا فهمت ساصمت واعلم انك تعلن جوعك الان ووالدك المصون يجهز الطعام لتأكل .) .. بعد ان انتهت من حمامها نزلت بثوب ابيض خفيف انساب برقة جميلة عليها كملاك ورات المائدة جاهزة لاستقبالها فجلست مع امير يتناولن الافطار وسط ضحكاتهم ومشاكساتهم ولكن عندما ابتدأت بنقل الاطباق الفارغة حتى رأت سكينا جعل فكرة مجنونة تلمع بعقلها فامسكته ونظرت الى يدها ثمx الى امير بترقب وهي ترفع السكين امام عينيه مشيرة الى اصبعها قائلة بلهجة مضحكة ( والان امير ساجرح نفسي جرح صغيرا في اصبعي وهكذا تحدث ندبة قبل اجتماعنا كما حدث في العملية و...تنكسر اللعنة ..مارايك بحلي الجهنمي )
ضحك امير من قلبه وهو يقترب منها قائلا بصوت بالكاد ظهر (كفاكي جنونا سارة ..اعطني السكين ..هيا قد تؤذي نفسك ) نظرت اليه سارة نظرة استكشافية حذرة وكانها تدرس ردة فعله ان حاولت تنفيذ ما تنويه وقد علمت انه يظنها تضحك فركضت بشكل مفاجئ مبتعدة عنه بقدر ما تسمح به حركتها وهي تضحك صارخة (كلا امير لن اغامر لقد مللت الندبات الكبيرة اعتقد اني ساقوم بها بالر...) وتوقفت كلماتها عندما امسكها امير بقوة من خلفها ورفعها ليدور بها حول نفسه مجيبا بتحذير مازح (سارة ارجوكي لاتكون...) وانقطعت كلمته وهو يشعر بسائل ساخن ينقط من يدها.. انزلها بخوف وهو يلفها متفحصا اياها حتى امسك يدها فرأى جرح لا يتعدى السانتيمتران في طرف اصبعها وسمعها تقول (صدقا امير اعلم انك تعتقد اني مجنونة ولكني صرت اخاف من سعادتي العميقة معك ) نظر اليها متنهدا ثم تفاجأت به وهو يخطف السكين منها ويجرح نفس اصبعه المقابل لاصبعها ويمسك اصبعه خالطا دمه بدمها وهو يحتضنها قائلا ( والان .. هل هذا سيقنعك باننا منذ تلك اللحظات التي عقدنا قراننا فيها اصبحنا شخص واحد فالمي المك وندبك ندبي ياحبيبتي لا تخافي السعادة فهي من حقك والان وقد اختلطت دماءنا ... ) ورفع اصبعيهما المتلاصقين بقوة امام عينيها ثم اكمل وهو يضع يده على قلبها ويدها الاخرى على قلبهx ( واتحدت قلوبنا ) ثم تنهد برقة جعلها تتنهد مثله بشكل لا ارادي وهو يحتضن وجهها مبتسما بنعومة ( وتمازجت ارواحنا) وقربها اليه ليلصقها به وجبهته تستند على جبهتها وهمسه المتقطع يضيف ( وتجاذبت انفاسنا ) واشار بيده على بطنها وبصوت بالكاد ظهر ( ونتجت ثمار حبنا ) وانحنى ملتقما شفتيها بغرام ناعم وهو يتمتم من بين انفاسه ( لا تخافي السعادة ابدا بعد ذلك فهي من حقنا يا حبيبتي وكلانا سويا ) .
مر الشهر التالي على سارة وامير بين حبهم الذي انار لياليهم ومداعباتهم ومشاحناتهم التي ملأت نهارهم رغم انشغالهم بالعديد من الامور في القصر وفي كارتال مما ملا حياتهم سعادة ابتعدت عن الرتابة والملل .. كان امير يتعمد استفزاز سارة هو وصغيرها بقوة علاقتهما سويا مما كان يغضبها لتتحداه فتنتهي كخاسرة وتدفع الثمن بليلة مشتعلة تتركها مقطوعة الانفاس ..كانت دائما ما تهدده بالاختبارات الثلاث الباقية له حتى يحصل على لقب النسر منها وقد اصبحت تتحين الفرص لتوقع به الهزيمة ... حتى لاحت لها الفرصة عندما تعرض امير لدور زكام حاد جعله طريح الفراش ليومين وقد اعتزل سارة خوفا عليها ولكنها لم يعجبها الامر فتحدته ان يكسر عدد مرات علاقتهما في اليوم الواحد وهو مريض ..حاول تابيها والهرب منها ولكنه فشل امام اصرارها وذكائها ودهائها كأنثى ... لتغدو الامر كدواء غريب كلما قام به اصبح اكثر قوة حتى رجته هي ان يبتعد بعد ان استسلمت طوال نهار كامل حجزها فيه في المنزل ليطبق التحدي بكل ارجاء المنزل وكانه يثبت حبه في كل ركن فيه .. كانت علاقتهما مثال للتجاذب المتنافر ..لا ينتهي حتى يبتدأ من جديد ... وعندما اصرت سارة على الزام امير بوعده لها قبل العملية ان يأخذها الى لندن عند التوأم ولترى ديفيد الذي يبدو عليه انه على اعتاب قصة حب معجزة ... رضخ امير لها وسافرا الى لندن حيث كان لقاء التوأم لهماx جميل جدا ..فعادل شعر بالغيرة فورا لمجيء من ينافسه على لقب النسر ولكنها كانت غيرة محببة فلقد كان يتفنن في تقبيل بطن سارة حتى جعل امير يوبخه بطريقة مبطنة تركت سارة ضاحكة وامير الحانق يهددها بصوته الحازم ( لا تضحكي الله الله فانت ايضا تغارين علي من ابنك ..ثم هذه القبلة من حقي انا .. على الاقل ليكتفي بقبلة واحدة .. اليس كذلك ) اجابته سارة بمحاولتها الفاشلة لكتم ضحكتها فنظر اليها شزرا مهددا اياها ان تندم ولما لم تستجب حاصرها ليدغدغها بفمه في بطنها .. دغدغة ابتدأت بلعبة وانتهت باشتعال الهبهما ليخطفا ساعة من الزمن هاربين من التوأم وكل منهما يتفنن في اذاقة الاخر اقداح الهيام انهارا... اما هزار فلقد اخذت على عاتقها العناية بسارة والتاكد من اكلها وشربها وبالتحدث مع الطفل بحنان وحب بعده رجت عمها ان تكون هذه اخر سنة لهما هنا على ان يعودا للدراسة بكارتال او باسطانبول فهي لم تعد تطيق الغربة ووافقها عادل على ذلك وحتى سارة تمنت هذا ليرضخ امير لقرار رجوعهما بعد انتهائهما من المرحلة الابتدائية على ان يدخلهما ارقى المدارس باسطانبول ... وشهد اليوم الرابع لوصولهما ذهابهم جميعا كعائلة الى الملاهي رغم خوف سارة الاولي في البدء الا انها نست نفسها واندمجت مع فرحة التوأم في التنقل من لعبة الى اخرى وامير يشاركهم اللعب اما هي فكانت محظورة من اللعب بعد ان ضحك عليها امير والتوأم واتفقو بلعبة (المنوبولي ) التي لعبوها في المساء السابق فجعلوها تخسر مما الزمها بقانون الخاسر الابدي بكارتال وهو الالتزام بقرارات الفائز وعدم مخالفته ليوم كامل واستغل امير هذا بمنعها من اللعب واضرت للموافقة رغم حنقها ووكزها لامير كلما سنحت الفرصة او شجارها مع الطفل كلما ضربها لتتهمه بانه السبب بحرمانها من اللعب وهو يرد عليها بركلات اقوى جعلت كل من امير والتوأم يضحكون عليها ويهربون من امامها حتى لا يكونو فريسة عصبيتها خاصة بعد ان شعرت بالتعب مع المشي فاضطرت للجلوس بالكافتيريا الملاهي وحاولت الظهور بمظهر الناضجة عندما سمحت لهم بالذهاب دونها الا انه لم يمضي نصف ساعة عليها بوحدتها حتى وقفت بغضب ولحقت بهم وهي تحدث ابنها بحنق مطالبة اياه بركلها وعدم تركها وحدها هو الاخر ونومه من التعب على ما يبدو فهي التي اعتادت دوما على الوحدة لم تعد تطيق صبرا على الابتعاد عن عائلتها للحظات لانهم غدو كل دنيتها ولم تعد ترى الدنيا دون صوتهم او ضحكاتهم او لمسات امير ونظراته ..ومشاغبة عادل ومشاكسته ...وحنان هزار ورقتها .. وعندما وصلت اليهم وكان التوأم قد بادرا في ركوب لعبة قطار الموت...نظرت سارة لامير برجاء طفلة بعد ان لوحت لهزار وعادل وقالت بصوت متوسل (اميير ارجوك دعني اجرب ان العب اي لعبة معهما فانا مللت حقا ..انت هكذا تعذبني ..كيف خدعتني وجعلتني اعدك ان اسمع كلامك قبل ان تجلبني هنا ..حقا هذا تعذيب وانا اركم جميعا تلعبون ..انظر انظر هاقد ابتدأ ابنك بالركل مرة اخرى والبكاء بعد ان تركني وحيدة للتو وهذا لانه يريد اللعب ) حرك امير راسه رافضا وهو يجيب (بل يريد لامه المجنونة ان تعقل .. اهدئي سارة اتعلمين ساجعلك تركبين لعبة من اختياري ولن تندمي ابدا ولكن كفي عن الالحاح واشيري لهزار التي تعبت وهي تشير لك ) قفزت سارة بفرح سعيد وهي تنتظر تلك اللعبة التي وعدها امير ولم تعلم انه يخبئ لها مفاجأة ستجعلها تندم على طلبها ... لذا عندما اجلسها في لعبة الصاروخ المائل الخاصة بالاطفال كادت تفتك به بنظراتها الغاضبة وهو يضحك عليها ويعترف انه فقط يريد لابنه بداخلها ان يستمتع ...عندها توعدته باشد الوعود بان تنتقم منه شر انتقام وبالفعل استطاعت ذلك عندما قابلا ديفيد وسكرتيرته المجنونة في اليوم التالي في معرض اسباني حيث اضطر ديفيد لخوض نزالx ترويض ثور هائج لما لاحظ اعجاب سكرتيرته بالمتسابق الذي سبقه وكل هذا ليلفت انظارها بشكل عبثي ويحاول الحصول على رضاها بطريقة مبطنة بعد ان جاهرت بحنقها وكرهها له في كل لحظة مما اضحك امير بشماتة عليه لتراهنه سارة بان يغلب الوقت الذي كسره ديفيد في الصمود عل ظهر الثور ..كانت في البدء تشاكسه مبدية اعجابها بقوة ديفيد امام سكرتيرته علها تنتبه له الا ان امير لم يحتمل وعاد لغيرته الجنونية من ديفيد فخلع قميصه واعلن التحدي امام سارة ...كان صموده اسطوريا جذب انظار من في المعرض وعلا تصفيق وصفارات كل من راوه غير مصدقين اصراره حتى مع حدوث خدوش عميقة بيده من اثر امساكه بالحبل بقوة ولم يستسلم حتى استسلم الثور في النهاية لتنظر فيفان سكرتيرة ديفيد اليه قائلة وهي تشير لدموع سارة النادمة والراجية له ان يستسلمx ومنظر امير الصامد امام كل التحديات لاجلها ( هذا هو الحب الحقيقي ..كلاهما مستعد للموت من اجل اسعاد الاخر .. بلا قيد ..بلا شرط ..بلا تردد ..مستعدان ليخوضا الف تحدي وتحدي ومئة عاصفة واعصار ليثبتو حبهم الصامد مرارا وتكرارا ليس قولا وليس تمثيلا ولكن فعلا قد يصل لقمة الجنون وخاتمة العشق ..انظر الى نظراته الواثقة اليها ..والى نظراتها الفخورة النادمة اليه ..انظر كيف تضربه بيد وتقبل يده الاخرى المجروحة ..انظر كيف ضمدت نزيفه بيدها الضاغطة على يده بحنان وكلماتها التي زفت بطولته وفروسيته ..انه لم يتباهى بقوته كما فعلت للتو لتستسلم في اللحظة التي كسرت فيها العدد القياسيx ..بل اثبت حبه للنهاية حتى استسلم وابتعد الخطر عنها ...هذا هو الحب السامي الذي عندما احصل عليه ساهبه كل ما املك وروحي تطير في السماء ) كانت كلماتها خير وصف لما حدث في تلك الثواني وسارة تنهار جالسة امام امير لتداوي جراحه وهي محتارة بضربه او توبيخه او عقابها لنفسها وكلماتها المجنونة او ان تقفز ببهجة فخورة بان حبيبها من المستحيل ان ينسحب امام اي تحدي او خطر او مصاعب قد تواجههما مهما بدت صغيرة تافهة .
كانت سفرتهم الى لندن كشهر عسل متأخر قضاها امير وسارة في تغزلات مبطنة ومشاكسات ظاهرة وتحديات جنونية ..عشقت فيها شجاراتهم التي كانت تنتهي بليالي ملتهبة لا يرتوي فيها احدهما من الاخر الا ويبدأ الاخر تسلمه زمام الامور بتناوب غريب جمعهما...كان اجمل مافي علاقتهما تجددها وعدم خضوعها لأي منطق ..فسارة بجنونها وعنادها وعصبيتها او برودها ..وامير بغضبه وغيرتهx حنانه ورقته وتملكه ..كل منهما عنوان تجاذب متزايد متفجر ..فعندما يحاول امير الظهور بمظهر متزن تاتي سارة وتثيره بحركاتها ومداعباتها او برسائل هاتفها التي تبعثها في منتصف اجتماعاته لها اما بكلمات موحية او صور لها باوضاع تجعله لا يتمكن من سحب انفاسه لتفقده نفسه وتنسيه حتى ما يفكر فيه امام مجلسهم وغالبا كان ينتهي الاجتماع باعتذار من امير وتحجج باي حجة يجدها ليطير اليها وينفذ فيها كل انواع الامور التي اثارتها في خياله مستغلا نصيحة الطبيب لهم حتى يجهزوها لميلادها الطبيعي ..وطبعا هي لم تسلم من لمساته المتسللة بلحظات مسروقة في القصر او في رواق المشفى ليتركها وهي في دنيا اخرى لا تستطيع التركيز مع اي شخص اخر وكانها بغيبوبة متحركة ...وكانت اروع لحظات امير هي عندما تتشاجر سارة مع جنينها كلما اعاق عملها او المها بضربه وركله او اظهر سكوته عندما يكلمه امير فقد غدا الاثنان كتوأمين متلاصقين وسارة تعامل صغيرها مثل امير انما بحنان زائد وكأن علاقتها معه ايضا كعلاقتها مع والده ..علاقة يظهر مشاكساتها المبطنة بحب غريب عجيب سامي متكامل ومتجانس ..حب ذكرته الاساطير وتغنت به الاشعار وعجز عن تصديقه العقلاء.
مر الشهر الثامن على سارة بصعوبة بالغة فحجم جسدها الصغير لم يساعدها خصوصا مع اصابتها السابقة بظهرها مما جعلها تتعب كثيرا من الوقوف وتنتفخ قدماها بصورة سيئة فزدادت عصبيتها ولولا احتواء الجميع لها ومعاملتها على انها والدة الملك فلم يخالف امرها احد ..ومع ذلك شهد اليوم الاول من الاسبوع الثاني في شهرها الثامن انهيار بكائيا لسارة عندما ارادت الذهاب الى احتفال الشركة ولكن الثوب الذي اختارته قبل شهر لم يعد على مقاسها فحبست نفسها في الحجرة رافضة الخروج خاصة عندما رأت امير مع بهار في استقبال ضيوف الشركة اثناء وفودهم من كارتال فجعلتها قامتها الممشوقة ورشاقتها الملفتة بجانب امير تصاب بغيرة عمياء حتى مع معرفتها ان بهار لا تتواجد عادة في فرع الشركة في اسطانبول لانشغالها في تاسيس الفرع الجديد للشركة في انقرة ...حاول امير تهدأتها بكل الطرق الا ان ماحدث لها جعلها تخجل وتخاف ان تظهر امامه وامام الجميع وهي بهذا الشكل ومع عدم وجود ثوب ملائم لها فرجته ان يذهب الى الحفل بدونها وان يتعلل بتعبها .
ذهب امير الى الاحتفال وقلبه متألم بشدة على حبيبته وشعوره بالنقص يتعاظم لعدم وجودها بجانبه ...كانت كل شيء بحياته وقد ملأت روحه بجنونها وتمردها وعنفوانها .. حاول الاندماج في الاحتفال ولكنه لم يستطع .. اراد الاعتذار الا انه لم يتمكن لأنه المضيف الاساسي للحفل ..وفي خضم حزنه والمه اطلت سارة كملاك مضيء بثوبها الابيض الذي رسم جسدها باغراء زاده الحمل جمالا ..وكالمعتاد طغت بجمالها وحضورها على الجميع والابتسامة السعيدة تنتقل كالعدوى بين الحضور لمرأها ونسرها الرضيع متربع على عرش رحمها ليبرز بطنها بأنفة وعزة توحي بعظم شانه فازدادت فتنتها فتنة ..ورونقها روعة ..جعلت امير يتجه اليها بخطوات طائرة حتى التقفها محتضنا اياها بسعادة وفؤاده يكاد يخرج من صدره ليخر ساجدا امامها ..ارتسمت ابتسامتها الخجولة ونظراتها تفترش الارض بحياء وصوتها الناعم يهمسx (اعتذر لك على سخافتي قبل قليل ..يبدو ان هرمونات الحمل زادتني جنونا كما اعتذر لتأخري بالوقوف الى جانبك في هذا الحدث ..) ورفعت راسها لتضع احدى يديها على خده اما الاخرى ارتكزت على كتفه لترفع نفسها وتقبله كريشة رقيقة على خده شعر امير بعدها بفوران محترق يغزو جسده ويجتاح عقله ويفقده احساسه بكل من حوله وابتسامتها تنير عتمة حزنه فاجابها بخفوت متقطع ويده تعتصر يديها بين يديه بحب عميق ( احبك ... انت جوهرتي النادرة ) ..
اخذ امير يتنقل بعدها بين الحضور بفخر ويده لا تغادر ظهر سارة بامتلاك واحتواء وفخر جعلها تطير في سابع سماء ..ثم افتتح قاعة الرقص برقصة معها بعد ان احتواها بين يديه بحنان متسائلا بمداعبة (والان ..من اين لك الثوب ..وكيف اقتنعت بالمجيء بعد اصرارك على الرفض ) ابتسمت سارة بدهاء ماكر وعيناها تقع على شخص خلف امير يدخل قاعة الاحتفال واجابت (يبدو انك ستظل مدين له طويلا )
انتهى الفصل

Eman mmm and noor elhuda like this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-17, 03:30 PM   #289

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل 11 - ميلاد كارتال -).


الفصل 11
ميلاد كارتال

شعر امير بقلبه سينفجر عندما توقع من يكون وراء مجيئها ..واشتعلت الغيرة بصدره كنيران الهشيم وهو يلتفت ببطء ليواجه من اشارت عليه سارة ... شهق بارتياح غريب وتنهيدة طويلة تخرج من فمه قائلا (انه اياد اذن ) وسمع صوت سارة يعقب عليه بنبرة تخللها الضحك (وساندرا ..كلاهما ) التفت اليها ناظرا باستنكارا بعدما شعر بانها تسيطر على ضحكاتها بصعوبة فنظر اليها بادراك مجيبا بصوت حمل تهديدا ضاحكا (اذن تعمدت جعلي اظن انه ديفيد .. اليس كذلك ) لم تستطع سارة الامساك بضحكاتها اكثر فانفجرت بضحك متواصل ويدها تستند على كتف اكير مجيبة بصوت متقطع ( لم ترى منظرك امير للتو ..لقد كنت كمن سيرتكب جناية قتل ..حتى مع معرفتك ان ديفيد يحب فيفيان لازلت تغار منه بجنون ..حتى تعذرني بغيرتي من بهار ) تنهد امير بغيظ ضاحك وهو ينظر اليها بتوعد (اذن تقومين بالثأر مني هكذا .. اليس كذلك ..يعني هل تستغربين غيرتي منه وهو الذي شاركك العديد من الامور التي كانت من حقي .. دائما تلجأين له بمصائبك وتثقين به ثقة عمياء دون ذكر انه كان معك عندما تلقيت خبر حملك وراك وقتها ..وكان معك عندما ذهبت للطبيب لتري الجنين اول مرة ولتسمعي نبضه ولتعرفي جنسه ..لقد كان معك في الكثير من الامور التي كان يجب ان اكون انا بها ..لذا من الطبيعي ان اغار منه .. ولكني اصبر نفسي باني سأعوض هذا في حملك الثاني ) شهقت سارة بصدمة قائلة ( حملي الثاني .. لا اعتقد امير فبعد كل ما اذاقني اياه ابنك فساعتزل كل شيء وانت اكتفي به .. لو ترى كم اتألم الان او لو تعلم كيف اقف بصعوبة بهذا الحذاء اللعين الذي يضغط على قدمي حتى يكاد يقتلني واتمنى من قلبي ان اخلعه واجلس رافعة قدماي وادعو الله ان تنتهي هذه الحفلة فورا .. صحيح امير ان اعتذرت فانت لن تتضايق اليس كذلك )... ضحك امير عليها وتفاجأت به يرفعها بين يديه وسط انظار دهشة الجميع فتمتمت بصوت بالكاد سمعه وهو ينظر اليها بحب ضاحك (مالذي تفعله الان امير .. انزلني فالجميع ينظر )اجابها بابتسامة انارت وجهه (فلينظرو ..وما شأني فانتي زوجتي ) ومشى بها وسط ابتسامات البعض ونظرات حسد البعض حتى اجلسها على احد كراسي الاحتفال وهمس لها (انتظري يا حبي سأجلب لك شيء منعش ) وتحرك مسرعا وهي تتابعه بعينان فاضتا حبا وغراما له ... سار الاحتفال بشكل جميل وامير يصر على ملازمة سارة والوقوف الى جانبها بعد ان رفض ان تقوم ..وشكر اياد وساندرا اللذان اخبراه ان الامر حدث عن طريق المصادفة حيث اتصلت ساندرا بسارة لتسالها عن مكان وجودها فلما علمت بما حدث ثارت وسحبت اياد من يده ليتوجهو الى مدير العلاقات العامة في الفندق والذي اتصل بارقى بيوت الازياء ليتوفر الثوب خلال ساعة ..وهنا امسك امير واياد ضحكتهما بصعوبة وساندرا تقول بلهجة حانقة ماكرة (بالطبع كان يجب ان تحضر في اجمل صورة حتى لا يظن اي شخص ان بامكانه اخذ مكانها ) وكزت سارة امير بكتفه عندما صدر عنه صوت ضاحك واضافت بصوت مهدد (ارأيت .. لست وحدي من تظن ان بهار لازالت تراك فارس احلامها ..ثم لا تقل شيء عن غيرتي فغيرتك اكثر جنونا مني ام نسيت ديفيد ..ثم اني واثقة ان اياد يغار بجنون ايضا اليس كذالك ساندرا ) سعل اياد بقوة وساندرا تضحك مجيبة (يووه لا تسألي لانك ستصدمي .. و) قاطعها اياد محذرا (ساندرا ) فردت عليه ببرائة مصطنعة مجيبة (اجل يا روحي .. لم اقل شيء ) ثم تصنعت السعال وهي تقول (مجنون غيرة ) فنظر اياد لها بغيظ وصوت ضحكات سارة وامير يتعالى والاخير يقول لاياد وهو يربت على كتفه (اذن اشرب من نفس كأسي يا صديقي فهتان الاثنتان سيصيباننا بالجنون ومع ذلك ) واضاف وهو ينحني مقبلا سارة التي كانت تنظر له بوعيد لانه يقول عنها ذلك ( ومع ذلك لا استطيع العيش لحظة واحدة بدون انفاسها ).. انتهى الاحتفال والعاشقان لا يكادان يفترقان وقد قضيا ليلة تركت كل منهما ملتهبا مشتعلا ومنسجما متناغما وواقع بغرام الاخر اكثر واكثرx .
كان انهيارها الثاني على اعتاب نهاية شهرها الثامن ..فلقد ازداد المها سوء واصبحت لا تستطيع النوم بشكل جيد كما انتفخت اقدامها لتشكل لها عائق اخر فغدت ككرة الثلج المتحركة وهذا جعلها دائمة التوتر .. حاول امير استيعاب المها قدر استطاعته ولكنه كان يتألم لاجلها خصوصا من اوجاع ظهرها ..كان غالبا ما يضع يده على بطنها ليهدئ الطفل وحركته قدر استطاعته وكانت هي نفسها بعد ان تثور به تعتذر له وتحاول تلافي غضبها والصبر على المها .. وفي احدى اللياليxx استفاق امير على بكاء سارة بالليل ففزع وجلس يحتضنها بسرعة ولكنه استغرب انتفاضها وابتعادها عنه بعنف قائلة بغضب (انت وابنك اليوم معاقبان ..انظر اليه اشتهي النوم ولكن كلما اغمضت عيني اصر على ايقاظي بركلة مؤلمة تكاد تزهق روحي دون ذكر تلك الحرقة التي اعاني منها في جوفي وذلك الالم الجنوني بظهري وانت .. ولا كأن هناك شخص يتألم بجانبك تنام قرير العين ثم تقول لي انه سيتعلق بك اكثر اليس كذلك ) امسك امير ضحكته حتى لا يغضبها اكثر ووضع يده على بطنها بهدوءx بصوت حنون (نسري ...اهدأ ياصغيري ..امك بسببك ستطردني الليلة من فراشي ارجوك ) ..صمتت سارة قليلا وهي مستعدة للهجوم على امير ان ركلها الطفل فلقد وصلت الام ظهرها وبطنها وقدماها المنتفختين للذروة ولكن ..هدوء عجيب ساد وكان الطفل نام على لمسة امير فنظرت بغضب اكبر اليه توكزه على كتفه قائلة بحنق ( والان لماذا يعني..لماذا يسمع كلامك ويصر على معاندتي ها ..انا من تتالم وانت من يكسب حبه ..)قاطعها امير محاولا احتضانها وصوته الحاني يقول (سارة اهدئي يا صغيرتي ..لقد هان الامر ولم يتبق الكثير وانا واثق من حبه لك وانك ستتذكرين هذه الالام بعدها وستضحكين ) ازداد بكاء سارة وهي مستسلمة تقول ( امير ..لماذا انا هكذا عصبية واقوم بامور ليست من طبيعتي ..اعلم انه يحبني وانا اعشقه بجنون ولكن لما اصاب بهذه النوبات الغاضبة .. امير في كل مرة اغضب عليك فيها قلبي يؤلمني اكثر ولكن الالم يوترني حقا ..ارجوك سامحني ) قرص امير خدها بحنان وهو يجيبها (لا عليكي يا مشاكستي الصغيرة ..ثم ..انا اعشق خناقاتك لاني استد ديني منك بعدها بصلح حارق .. وهكذا لا اخرج خسرانا ابدا من الجيد انك تتشاجرين معي لانك تخافين بعدها ان تظهري المك وتوافقين على كل جنوني ) وانحنى برقة مقبلا شفتيها بسطحية تعمقت بعدها ويده تتسلل الى جسدها اسفل الغطاء ولكنها ابتعدت عنه بمشاكسة ودلال قائلة (كلا لن تفعل اليوم شيء لقد اخبرتك انك معاقب ..وبما انك اخبرتني سرك فلن اعطف عليك ) واخرجت لسانها بطفولة اضحكته وهو يضمها اليه رغم مقاومتها الا انه جعلها تتسود صدره وهو يجيبها بحب ( يا قلبي الصغير حسنا سالتزم بعقابك ولكني ساضاعف جزائي غدا فانت تعلمين ما نصحنا به الطبيب حتى تساعدي نفسك في الولادة يعني المفترض ان تطالبني انت بهذا ) ضحكت سارة عليه متأوهة بألم مع ركلة الطفل المشاغبة وقالت من بين صرير اسنانها ( انت حقا تستغل كلامه على اكمل وجه ...يالك من ماكر ..والان هاهو ابنك يعترض ايضا على حرماني لك ..انتما الاثنان ستكونون علي كالعصابة اصبحت اواثقة ) زاد امير من ضمها ويده تستقر على بطنها مجيبا بمداعبة ناعسة (عصابة ستكونين انت رئيستها يا ملاكي الصغير ..والان حاولي النوم يا حبيبتي وان لم تستطيعي ساجلب لك بعض كمدات الماء الساخن لتريح المك . ).
مضت باقي ايام شهرها الثامن واول اسبوع من شهرها التاسعx ما بين شد وجذب مع امير اما اسبوعها الثاني فلقد كان يتواجد به مناسبة ستشغل كارتال كلها ..انها عيد ميلاد امير الذي تحتفل به كل كارتال وينار به القصر ويفتح ابوابه ليستقبل ابناء كارتال المهنئين مولد نسرهم والمحتفلين به ... كان هذا الامر قد اغضب سارة فهي ارادت ان تحتفل به معه على انفراد لذا قررت ان تحتفل قبل ميلاده بيوم لتفاجأه بهذا فاتفقت مع اياد واحمد وساندرا على ذلك وجعلت اياد واحمد يشغلانه ليومين متتالين قامت فيهما برسم صورة من نشارة الخشب الملونة على ارض المسبح في المنزل كانت الصورة عبارة عن طريق طويل ينتهي بقلب احمر ونور الشمس يغرقه ونسر يطير حوله وكان القلب عشه .. وقامت بوضع الهدايا على طوافات خشبية مثبتة باحبال بداخل المسبح اما الطرف الاخر فمثبت على طرف المسبح.. كما وضعت كيكة الحفل والتي كانت على شكل نسر متربع بعنفوان على عرشه في منتصف المسبح والهدايا تحيط به ونثرت بتلات الورود الحمراء على الارضية وشموع صغيرة مشتعلة باطباق طافية على صفحة المسبح ..ورغم مساعدة كل من ساندرا وفاطمة لها الا انها تعبت كثيرا وابتدأت تشعر بالم متواصل كالنبض في بطنها تحاملت عليه محاولة تجاهله ومرجعة الامر لارهاقها ..وما ان دخل امير المنزل المطفئ حتى شعر بوجود امر غريب فتقدم ليرى المسبح المتلألئ بشموعه والانوار المسلطة على رسمة الارضية التي رسمتها حتى انارت ابتسامته وجهه وابتدأ يتقدم ورأى سارة واحمد واياد وساندرا وفاطمة يقفون خلف المسبح مصفقين ومغنين له باغنية عيد الميلاد فضحك واراد التقدم اليهم ولكن سارة اوقفته قائلة بحماس..( حبيبي انتظرx الان قف وابدأ بسحب الحبال الخاصة بالهدايا وان كنت ماهرا ستعلم من نوع الهدية من هو مهديها( ... ضحك امير عاليا ومشاعره تنتفض بحبها وبالسعادة التي انارت بها حياته وسحب بالفعل اول هدية ليجد انها عدة مكتب متكاملة فضحك قائلا ( بالتاكيد هذه من احمد فهو اكثر شخص جدي قابلته بحياتي ) ثم سحب الهدية الاخرى ليجد انها ازرار على شكل نسر خاصة لقميص بدلته فاشار بيده باتجاه ساندرا مضيفا (انها انت بالتاكيد فمن غيرك سيفكر بهذه الفكرة الرقيقة ) ولما جاء ليسحب الهدية الثالثة والتي كانت على شكل قلب كبير ما ان امسكها حتى علم من صاحبتها ولكنه اراد المشاكسة فقال بتفكير (مممم يا ترى ممن هذه ) وابتدأ بازالة غلاف الهدية ليفاجئ بصراخ سارة بألم في لحظة واحدة قبل ان تستند على اياد بجانبها صارخة به (اياااد يبدو انني سالد ) نظر الجميع اليها للحظات بذهول الا ان صرختها التالية جعلتهم يستفيقون من تشنجهم واياد يحملها بين يديه بسرعة وامير يركضx باتجاهها بجنون وساندرا تستجيب لطلب اياد بالاتصال بسيارة الاسعافات ومطالبتهم بالتجهز لحالة ميلاد اما فاطمة واحمد فلقد اخذو يستجيبون لاوامر اياد لتوفير ما قد يحتاجه ان اضطر ان يولدها في المنزل وبالفعل جعلوها تنام على السرير وهي تأن بألم كبير واياد وساندرا يقومان بفحصها وامير يمسك بيدها محاولا تهدأتها ويده الاخرى تزيل عرقها وعندما اعلن اياد (امير .. ان زوجتك ستلد في اي لحظة فيبدو انها تعاني من الالم منذ فترة ولكنها لم تتكلم ..من الخطر نقلها الان لذا ساقوم بتوليدها هنا ولكن الامر سيكون مؤلما كثيرا لعدم توفر اي مخدر حتى وصول سيارة الاسعافات)وركض باتجاه سيارته ليجلب عدته الطبية التي ترافقه في كل مكان ابتدأت وقتها سارة صراخها الهستيري متكلمة بكلام لا تدري معناه من شدة الالمx قائلة (كلا .. لا يمكن ..لن الد الان ..هذا ليس موعدي ..ياله من مشاغب انه لا يريد لي ان احتفل بعيد ميلادك امير ..ارأيت ..ثم لماذا يكون في نفس يومك ..لن الد ..لا اريد ان الد.. فلياتي بيوم ميلادي انا ) كانت كلماتها تقطعها صراخها وبكاءها ومناجاتها لامير ليخفف الالم وهو يحاول احتواءها قدر استطاعته والتربيت عليها ومواساتها ولكن ازداد صراخها علو مع قرب خروج الرأس وتسارع عملية طلقها واخذت تهذي بجنون ( امير ساقتلك ان طلبت طفلا اخر... فلتحمله انت ..انا انتهيت ..لا اريد الانجاب ..انت السبب ارايت ..ثم لما لما يحبك اكثر ها لما ) عندها انتفض اياد صارخا بها (سارة كفي عن الكلام وحاولي الدفع فانت تضيعين قوتك بالصراخ ..امير حاول جعلها تقلدك باخذ انفاس عميقة والدفع للاسفل والا سأفقد الجنين ) وهنا صرخت سارة بجنون (سأقتلك اياد ان حدث لطفلي شيئا ..ثم ما ادراك عن هذا الالم .. يجب ان اعتذر من كل النساء اللواتي قمت بتوليدهن ومطالبتهم بالصبر و ..) صرخ اياد بامير (امير افعل ما امرتك ..ان زوجتك تهذي ) انتفض امير بعنف وهو يحتضن رأسها قائلا بصوت مرتعش راجي (حبيبتي ..كفي الان عن التحدث وهيا ..فصغيرك يحتاج قوتك .. هيا خذي نفس عميقا .. اجل احسنتي والان ادفعيه للاسفل بكل قوتك .. ممتازة سارة ..مرة اخرى ..نفس عميق ..ثم ادفعي ..و سارة ..سارة حبيبتي استيقظي ..ما بك ) صرخ امير بعنف قوي وهو يرى سارة تكاد تفقد وعيها وقوتها تخور واياد يصرخ في نفس الوقت (امير ايقظها والا سيختنق الجنين .. يجب ان تكمل ..كلاهما تعرض للاجهاد وهكذا ستؤذيه .. حاول امير بسرعة فليس لدي جهاز شفط للجنين لأشفطه ) اخذ امير يضرب على خد سارة برقة خائفة ودموعه تختلط بحبات عرقها الذي ملأ وجهها وهو يرجوها ( حبيبتي ارجوكي ..مرة واحدة فقط ..ارجوكي اسحبي انفاسك .. لاجل خاطري ارجوك ) نظرت اليه سارة بالم وانفاسها تتلاحق بسرعة ثم سحبت نفس بكل ما تبقى لها من قوة لتدفع دفعتها الاخيرة التي انتهت بظهور راس الجنين واياد يصرخ بفرح ( احسنتي سارة ..لقد فعلتها .. احسنتي )x كانت سارة في حالة من اللاتوازن واخذت تتسائل بضعف وهي تشعر بانها تكاد تفقد وعيها (لم اسمع صوته .. هل هو بخير ..امير لم اسمع بكاءه) فاجابها امير وعيناه تتجه لساندرا التي اخذت تضرب الجنين برفق محاولة اخراج السائل من فمه (سيصرخ الان يا حبيبتي سيصرخ )وما ان انهى كلامه حتىx سمعا صرخة قوية تخرج منه وبعدها تواصل بكاءه الجميل فقالت سارة الضاحكة باعياء وعيناها تقفل (حتى في هذا سمع كلامك انت ) وابتدأت تدخل في مرحلة قريبة من فقدان الوعي صرخ على اثرها اياد بقوة ( امير ابقها مستيقظة قدر استطاعتك حتى ننتهي من سحب مشيمة الطفل يبدو انها تفقد دماءها وتحتاج الى دماء لا يجب ان ندخل في صدمة فقدان الدم ) احتضن امير راس سارة وهو لازال يرجوها ( حبيبتي ..لا تنامي ارجوكي .. انظري لقد جاء النسر .. كيف سمحت له ان يكون بنفس مولدي .. هكذا سنتفق عليك ) اخذت شهقات سارة المتعبة ترتفع قليلا في محاولة منها لبذل جهدها لتركز بامير وتسمع كلامه فاجابت بخروف متقطعة ( س أ سأج..له ...في ..ي.و..مي ) وصل في تلك اللحظة رجال الاسعاف مع احمد بكل المستلزمات التي طلبها اياد فاعطت ساندرا الصغير لامير وابتدأت بشبك وحدة الدم والمسكن لسارة وامير ينهي خياطة الجرح ويعقمه ..ثم نقلوها بسرعة الى النقالة ليأخذوها الى المشفى هي وصغيرها والساعة تشير الى الواحدة ليلا حيث اعلن النسر الابن مولده في نفس يوم مولد النسر الاب .
نظرت ساندرا الى سارة وضحكاتها تعلو قليلا وهي تأخذ معدلاتها الحيوية لتطمأن عليها فنظرت اليها سارة بتساءل عن سبب ضحكها فاجابت ( ياللهي سارة لم تري ما فعلته بنا وما تكلمت به اثناء ميلادك ) ثم اخذت تقلدها وهي تصرخ ( امير لا اريد ان الد .. فليولد في نفس يومي ..لماذا في يومك ) ابتسمت سارة باعياء قائلة بصوت مستنكر ( كلا لم اقل هذا لن اصدقك لا يمكن ان اكون بهذه التفاهة كفي عن السخرية ) علت ضحكة ساندرا وهي تجيب باستفزاز ( بل كنتي ..دون ذكر كلماتك الاخرى ..امير سأقتلك ان طلبت طفلا اخر فلتحمله انت ) ازدردت سارة لعابها بحرج مجيبة (ياللهي .. هل قلت هذا ايضا .. كيف سانظر لامير بعد كل هذا ..هل قلت شيئ اخر ) حاولت ساندرا السيطرة على ضحكها وهي تجيب مقلدة سارة ( امير ..انت السبب ..لما يسمع كلامك ها ..اياد ساقتلك ..ساعتذر من كل النسوة التي قمت بتوليدهن ) غطت سارة وجهها بيديها بضعف قائلة بصوت مكتوم (ياللهول ..لقد كنت خارج السيطرة تماما ..ياللهي كيف سأراهم بعد هذا ) سمع كلاهما صوت امير الحازم وهو يجيب ( بل انا الذي سيكون ممتنا لك طوال عمري على تحملك كل هذا الالم لاجلنا انا وصغيرك ..ساندرا كفي عن استفزازها ) ابتسمت ساندرا بحب وهي تراقب نظرات سارة العاشقة لزوجها الذي دخل الحجرة وبيده باقة زهور حمراء جميلة وقالت ( حسنا ايها الاغا ...صدقا فانت بالحب شخص اخر ) وغادرت المكان تاركة امير وعيناه تتفحصان وجه سارة ويداه تمسكان بيدها وهو يجلس برقة على طرف السرير قائلا بحب ( حمد لله على سلامتك ياروحي ..كم انتي شجاعة وجميلة وقوية ...اشتقت لك كثيرا ) ابتسمت سارة باعياء محبب مجيبة (اي جميلة هذه التي تنظر اليها ..انا واثقة بان شكلي الان كارثي ) ابتسم امير ويده تحتضن وجهها مجيبا ( بل انتي ملكة الجميلات ..والصغير يشبهك حقا ..فلديه لون عيناك كما ان شعره بني اي بيني وبينك ) قبلت سارة باطن كف امير الذي سارع بتقبيل شفاهها برقة وجوابها الناعم يتردد على شفتيها ( حبيبي انت ... لولا وجودك الى جانبي لما تمكنت من فعل هذا والان ..اين هو هذا المشاغب الذي اصر على الاتفاق معك لاخر لحظة ) ضحك امير قائلا ( سارة صحيح ..لم نتفق على اسم له واكتفينا بلقب النسر ..فما رايك ) تنحنحت سارة بخجل قبل ان تجيب ( امير بعد اذنك اريد تسميته محمود على اسم النسر الاكبر ليكون مثله وقدوته كما كان مثلك وقدوتك ) احتضن امير يديها بقوة مقبلا اياها ومجيبا (اشكرك يا حبيبتي ...اشكرك لتسميته هكذا ..اذن هو محمود .. وهو الان في الحاضنة ليطمأنو انه بخير ويعتنو به يا صغيرتي ) .
في اليوم التالي اقترب امير من سرير سارة وهو يرى الطفل بين يديها يتربع بهدوء ووجها المنتفخ من اثر الميلاد ينبئ بمقدار ما عانته ولكنه يزيدها جمالا ..رفعت عينيها اليه قائلة بابتسامة انارت وجهها (كم هو جميل امير ...انه ..انه حقا نسر ...انه كارتال ..انه محمود كارتال)
جلس الى جانبها ويده تضع كتابا رسم على غلافه الاسود قلب احمر خطت حروف اسمها الذهبية في وسطه وهو يقول بصوت اختلط به دموعه بفرحته ( خلف كل سور ..وخلف كل جدار ..خلف البحور والانهار ..تكمنين بين طيات الزمان ...كنت ولازلت انت ..توأم هذا الفؤاد ..وعشق هذه الروح ... كنت انت يامن هواها ملك الكيان ...وعشقها بلسم الالام ... انها انت يا فاتنتي ومعلمتي ...انها انت يا زوجتي وابنتي ... انها انت يا حبيبتي وعشيقتي ..دوما كنت انت ...مفتاح كل الاسرار ..وكنز اثمن الاحرار ..انها انت ..يامالكتي وملكتي ..اهديك كلماتي واشعاري .،بين طيات كتابي ..لتري حياتي ...ملخصة امامك انت ...وكلها مجموعة بحروف سارتي ..يا اثمن من قابلتها عيني ..انها انت ولك يا مهجة قلبي ..اقدم روحي وفؤادي ..وحفنة من اوراقي ..علني اصف فيض من غيض مشاعري ..يانبع عشقي وغرامي ..اهديكي ...كلي) ..كانت كلمات جعلت سارة تدمع تاثرا وضحكتها تزين ثغرها وصوتها المتهدج يقول ( حبيبي ..هل استحقك يا ترى ..انظر الينا ..لقد افسدنا عيد ميلادك حقا ) واشارت براسها الى محمود الذي اختار هذه اللحظة ليعبس بوجهه بطريقة انفجر كل من سارة وامير ضحكا عليها وهو تكمل ( انه لا يقبل اي توبيخ ...انظر اليه كلما اتت سيرتك او سمع صوتك فانه يعبس مستجيبا لك ) امسك امير يد محمود الصغيرة المقبوضة وقبلها مجيبا ( ان اجتمعنا انا وهو على شيء اكيد فهو حبك بجنون ) وضعت سارة يدها على خد امير برقة مجيبةx ( بل ستكونان كتوأمين ... والان هل رأيت هديتك التي جلبتها ) تظاهر امير بالتفكير بخبث مشاكس اكتشفته سارة المبتسمة فاجاب (مممم هل تقصدين تلك الرسمات التي جمعتها لي ولهx وبجانب كل واحدة تاريخ يثبت رسمها في ايام فراقنا ) حركت سارة راسها موافقة ومجيبة ( اردت ان تعلم حجم اشتياقي اليك من خلالها لترى كم اثر في فراقك واصابني بالجنون لافرغ كل مشاعري بالرسم ) اجاب امير بمشاكسة غامزة ( وهذا ما سترينه باشعاري التي ستعبر لك عن هذياني اوقات فراقك ولقائك وعندما كنت تتعالجين وحتى ... من اول الايام التي رايتك فيها ) ... ناولت سارة محمود لامير بهدوء وهي تمسك الكتاب الذي اهداه اياها قائلة ( اذن ... لنقرأه سويا فلنخلد قصة حبنا الجميلة ) وابتدأ كلاهما بالقراءة وذكرياتهما منذ اول يوم تقابلا فيه بالمكتب تتدافع وكلاهما يحدث محمودx فمرة يقرا امير ومرة سارة وكانهما يقصان عليه هذه القصة المذهلة والتي ضربت اجمل معاني الحب والوفاء والتضحية .. وامير يصف مشاعره المتضاربة من خلال اشعاره وسارة تعقب على كل موقف عما كانت تفكر هي في تلك اللحظات .
انتهى


noor elhuda likes this.

حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-17, 03:36 PM   #290

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الخاتمة )


الخاتمة..
نظرت سارة الى امير بترقب وهي تقول له ..(هل انت مستعد .. هل كتبت كل شيء جال بخاطرك ...وكانك تخاطب اشخاصا كما اتفقنا اليس كذلك ) ضحك امير مشيرا الى ذلك الكتاب الفضي بين يديه قائلا (اجل يا مجنونتي الصغيرة ... كتبت ما طلبت مني ان اكتبه وبالاسلوب الذي اردتيه ولكن .. لماذا ياترى )
اجابت سارة ونظراتها المتحمسة لا تغادر الكتاب الفضي الذي بين يديه (امير ..انها ذكرى خاصة ... ذكرى مرور عشر اعوام على زواجنا .. هناك الكثير مما قلناه لبعضنا ..ولكن هناك ايضا ما اخفته جوانب قلوبنا ...لذا اردت ان نفرغ هذه المشاعر والاحاسيس عبر حروفنا ..وكاننا نخاطب ابناءنا او نحكي لهم اهم ما اثر فينا وكيف تخطينا كل الصعاب بعد زواجنا الثاني والان هيا ..من يجب عليه ان يبدأ )
نظر امير اليها بحب مجيبا (سابدأ انا وأقرأ كلماتك بصوت يسمعه كلانا ) ..اخذ منها كتابها الزهري وفتح اولى صفحاته ليبدأ القراءة ....
عشرة اعوام من عمري ........
عندما رايته اول مرة لم اكن اعلم ان قدرنا جمعنا لنكون سويا على مركبا واحد ...تقودنا عبر بحور الازمان ...في رحلة عمرنا التي سنقضيها معا ... تشاجرنا ... تناحرنا ... اختلفنا واتفقنا ... تجاذبنا وتنافرنا ...مضت بنا الدقائق والساعات ...لتنسج ايام رسمت شهورا ...فخطت اعوامنا التي قضيناها انا وهو ...انا واميري...جاءنا ضيفنا الصغير فانار دنيانا ...نسري محمود ..الذي التصق بوالده كثيرا حتى غدو كروح واحدة ... هل تشاجرت مع امير ...كثيييرا ...بل اكثر مما تتصورون ...ربما اصعب شجار عندما حملني مسؤولية سقوط ابنه وهو يلعب وارتطام راسه بالطاولة لينتج جرح صغير تطلب غرزتان ... اتصدقون انه حملني اثمه واتهمني بالاهمال ... كم جرحتني وقتها كلماته مهما حاولت الاستيعاب .. وعندما اراد الاقتراب مني لم امنعه ولكن جرحي بنى بين مشاعرنا حاجزا منعني ان اندمج معه ...بالطبع غضب ..وايضا لم يفهني في البدء وظن اني اريد فقط ان افرض نفسي عليه .. هل كنت هكذا ...كلا بالتاكيد ..كل مافي الامر اني شعرت بانه ينسى اني ام محمود واحبه اكثر من روحي .. اتعلمون ذلك الشعور الذي ينتاب الشخص عندما يشعر انه في عالم اخر تركه فيه احبابه وحيدا ... لماذا وصلت لهذه الدرجة لان امير اشعرني في تلك اللحظة ان حياتي مرتبطة بشعرة وهمية يسهل قطعها عند اول غضب ينتابه ... ربما عظمت الامر الا ان كلماته القاسية وقتها اوصلتني لهذه الحالة ..اتهامه لي باني مهملة او مذنبة بحق فلذة كبدي ترسب في اعماقي .. حاولت التغاضي ..حاولت ان افهمه وحتى ان اسامحه ..اختلقت الف عذر وعذر ..ورسمت اجمل صور امير الايجابية و ...لم اتمكن من النسيان لانه لم يستطع الوصول لسبب جرحي ... انفجرت به فجأة فحملني مسؤولية اكبر ... انا ابحث عن النقائص واعظمها .. هل معه حق .. في البدء عاندت .. وقفت كالسد في وجهه ... ولكن زاده العناد عنادا ... ثم ... اشتقت له ... اجل ... مللت الابتعاد وانا ارى في عينيه الم يحملني اياه ... هل كبريائي يعني شيء اما حبنا .... الجواب ببساطة ..كلا ... ذهبت اليه .. وضعت ابنه بين يديه قائلة بقوة .. ان كنت تثق بي فثق اني سافعل له الافضل .. ساخطئ ..اجل فانا انسانة ... ساغفل ..وارد فمهما حاولت المراقبة بشكل كامل الا انه ستمر لحظات انشغل فيها عنه ... ساقسو عليه ..بالتاكيد لاني اريده الافضل .. ولكن .. هل سيقلل هذا من حبي له ..كلا بالطبع فهو حياتي .. انا ..انت .. كل اطفال العالم عرضة لكل المخاطر ... فمن اخطائنا نتعلم اسلوب حياتنا .. وهذا ما يجب ان تؤمن به ... هل ستمد يدك لتقابل يدي ..ام ستصر على جنونك واحاطته بصندوق زجاجي يؤذيه اكثر مما يحميه ... لاول مرة فهم امير قصدي .. علم سر غضبي واستوعبه ... مد يده معطيا اياي ميثاقا مجددا بالثقة .. هل سيغضب .اكيد ..ولكن سيحاول السيطرة والايمان بنظرتي في تربية ابنائي ... كان هذا درسنا الاول في تربية نسرنا ... اما الدرس الثاني فكان من نصيبي ... عندما علمت بحملي الثاني ... اجل حملي الثاني وبعد عام فقط من ميلادي ... وقتها .. بكيت كالمجنونة ... لماذا ... لان محمود اتعبتني تربيته كثيرا ..طبعا دون ذكر ميلاده الاسطوري .. فلقد حملت مسؤوليته كلها على عاتقي ... حتى مع وقوف امير الى جانبي الا ان غالب الامور كانت مطلوبة مني ... ارضاعه واطعامه وجعله ينام وتبديل حفاضاته وملابسه دون ذكر استمتاعه بالتقيء علي بشكل متكرر .. كنت اعشق هذه المهام الا انها اخذت من مجهودي الكثير خاصة مع مسؤوليات القصر المتراكمة وطبعا متطلبات امير وحقوقهx كل هذا جعلني بدوامة متعبة احتاج فيها للراحة .. لذا عندما شككت في الموضوع انفجرت بالبكاء حتى جاء امير فراني هكذا وخاف علي كثيرا .. وعندما علم السبب استغرب انهياري .. لا اخفيكم سرا لقد حملته ذنب الحمل واخذت اصرخ به .. ولكنه ... استوعبني واحتضنني ووعدني ان كل شيء سيكون بخير .. وفي اليوم التالي اجبرني على قبول مربية معي لتتحمل جزء من مهام نسري الصغير ... وحاول توزيع مهام القصر على الخادمات الرئيسيات ... ورغم خوفي الكبير الا ان حملي الثاني كان هادئا ولطيفا بشكل غريب .. فابنتي كانت مثال للرقة والتواصل معي بعكس اخوها .. وحتى مولدها كان سهلا وخفيفا لتخرج دميتي الحمراء الصغيرة .. اتعلمون اجمل شيء حدث في تلك الايام ... انه عادل ... في اللحظة التي وقعت عيناه عليها التفت على عمه وقال ... عمي .. منذ الان ساسكن اسطانبول وسابتعد عن ندى وافصل معيشتي عنها حتى اتمكن من الزواج منها ... اجل ابن الاحد عشر ربيعا وقع كالاسير في حب ابنتي الصغيرة في اللحظة التي راى فيها عيناها ... يومها احترت .. هل اضحك ام اصدم ام اذهل ام اغضب .. حتى امير .. وقتها اجابه وهل تعتقد انك ستحصل عليها بسهولة .. اتعلمون ماذا اجاب ... بل ساحرق الكون واقدمه لها ..وساغلب لقب النسر لاجلها .. انا للمرة الثانية ذهلت .. هل يفهم طفل صغير معنى هذه الكلمات ... ظنناها انا وامير مزاحا ولكنها حتى الان حقيقة ... فعادل يتعامل مع ندى على انها زوجته وملكه ويبتعد عنها ولكنه يغار عليها بجنون وهي ... تستجيب له بكل براءة وكانها تعلم بان قدرها معه ... بصراحة فندى كانت من النوع الذي يجعل الجميع يعشقها مثل هزار .. برقتها ونعومتها وهدوءها ودلالها .. كانت عكس نسري الصغير محمود الذي ولد رجلا منذ الصغر بقوته وقسوته وذكاءه الحاد .. اعلم اني متحيزة لهما ولكن .. انهما حقا ما تمنيته في هذه الدنيا .. ومع هزار وعادل اكتملت عائلتي .. يبدو انني نسيت نفسي بالتحدث عن ابنائي وتجاهلت امير .. وهل يعقل ان اتجاهل نسري الكبير .. انه ... وخلال عشرة اعوام لم يتغير قيد انملة ... لازال ذلك المحب الغيور .. الجموح المجنون ... الشغوف الملتهب ... لازال ملاكي وشيطاني ... منقذي وهلاكي .. لازلت معه انسى حتى اسمي وذاتي .. ولازلنا نسترق لحظات لقائنا ونتحدى بعضنا .. نغضب انفسنا لنستمتع بصلحنا ... لازلنا نكمل نواقص ارواحنا المندمجة .. اما مسؤولياتنا المتشابكة تعلمنا بصعوبة كيف نتقبلها سويا .. كان سندي رغم قسوته في الكثير من الامور وكان داعمي في كل خطوة حاولت فيها الارتقاء من ذاتي .. هل نقص حبي له ... بالطبع كلا بل ... اضيف مع حبي له الفتي به واتحادي معه ووجود هدف واحد نسعى له ... هل هو مثالي ... كلا بل يبعد مراحل عنها فهو في الحب اناني وفي الغيرة متملك وفي العشق مجنون ولكن ... هل انا مثالية ..كلا بل انا ظل يستمد روحه من عشق حبيبه ... هل احيا بدونه ..مستحيل .. لان قلبينا اعتادا النبض بنفس الوتيرة وحتى انفاسنا اصبحت متوافقة بالكامل .. عشرة اعوام برفقته مرت كانها عشرة لحظات ... لحظة لقائي بك .. لحظة زواجي منك .. لحظة ثقتي فيك ... لحظة ايماني بنبلك .. لحظة تبدل مشاعري وتقبل دعمك .. لحظة حبي لك .. لحظة تضحيتي لاجلك ... لحظة عودتي لحضنكx ... لحظة اندماجي وتفردي معك ... لحظة حملي بابنائك ... عشرة كاملة لخصت حياتي بين يديك ... والان ... ما شعوري نحوك ...مممم .. لا اعلم فلا توجد كلمة تصف الحب والثقة والامان والانتماء والعطاء والتضحية والسلام والسعادة و ... اعتقد اني لن انتهي ولكن ... ربما وجدتها ... انا لست احبك ولكني متيمة حتى بالنفس الذي تستنشقه لتملأ قلبك بنبض حياة كتبت اقدارها حياتي معك ....)
تنفس امير بحدة وهو ينهي الكلمات والتفت الى سارة محتضنا اياها ومقبلا شفتاها في قبلة عبر فيها عن كل مكنونات نفسه الولهى وروحه العطشى اليها باستمرار .. طالت قبلته وتعمقت الا ان ابتعدت سارة لاهثة وهي تقول (كلا ليس بعد ... يجب ان تقرأني ما كتبته عني ..) واختطفت الكتاب من يديه بسرعة قبل ان ترجوه ان يكملة القراءة فوافق ضاحكا .. فتحته وابتدأت القراءة ...
( احترت حقا كيف ابدأ بالكلام ...عشرة اعوام مرت وهي تنير حياتي ... عشرة اعوام .. بحلوها .. بمرها ... باحداثها ..كلها مضت .. كيف طبعت ذكرياتها في مخيلتي .. كبرنا فيها ونضجنا ...كبر حلمنا وحبنا .. اختلفنا كثيرا ليظهر اتفاقنا اقوى ... اكثر ما مر علي فيها تذكرا .. ممم كلها بالطبع لا انسى ولا لحظة ... هل انسى زواجنا ... صلحنا ... عتابنا ...غيرتي عليها ... جنونها من اي امراة تتجه نحوي ... تبريراتنا وعنادنا ... تصنعنا الصلابة والافتراق ... انهيارنا على عتبة الاشتياق .. لقاءاتنا الحميمة ... قبلاتها المرتجفة الجريئة ... رسائلها الساخنة وتنهيداتها المثيرة ...عصبيتها من ابنها ومن اتفاقنا .. قبولها احكامي وان كانت جائرة ... صبرها علي ...على انانيتي ...على تملكاتي .. مقابلتها عنادي بعناد ..تنازلها لتعلمني دوما درسا جديدا في معنى الحب ... شجاعتها اثناء الحمل واحتفالها بميلادي الذي اناره ابني المجنون ... قوتها وصبرها في الانجاب ... حنانها وامومتها التي تضاعفت .. من اجمل لحظاتي معها وهي ترضع ابني حليبها رغم البرد ..او حتى في منتصف الليل .. او اثناء طهيها الطعام ..او ..لقد كان يعشق ان يثير جنونها اكثر بتعلقه بحليبها ...كانت ترجوه ان ياكل وتتوعده الفطام ليحن قلبها عندما تسمعx شهقة باكية واحدة ... واهم الامور انها وفي خضم كل اتعابها لم تنساني وغذت اشواقي بانوثتها المتفتحة ... من اقوى لحظات دعمها عندما وقفت الى جانبي وقت وفاة والدتي .. وقت اسودت الدنيا لشعوري بفقدان اخر عائلتي ... كيف احتضنتني وهدهدتني ..كيف سحبتني من وسط الرجال لتغرقني بحنانها الذي انتشلني من غياهب الاحزان ... فقدت اما لتعدني بمحاولتها ان تعوضني فقدانها قدر استطاعتها ... ان تكون زوجتي واختي وامي وحبيبتي وام اطفالي وحاملة همي ومشاركة سري ...هل كانت كل هذا ..بل اكثر ...كانت روحي ... كلماتها الرقيقة لي في ذلك الوقت كانت مفتاح شجاعتي وصمودي ... بقيت جمبي وخلفي واماميx وحولي فلم اشعر بالنقص بعدها ...فمضت مصيبتي بهمها لتبدلني اياها بفرحة وصول ندى لهذه الدنيا ..ملاكي البريء وتوأم هزار الصغير ودمية عادل المجنون ... صدقا منذ اللحظة الاولى لمجيئها مثلت لي كل معاني السعادة .. ابتسامتها اللطيفة وهي رضيعة ... خصلات شعرها المتمازجة بين الاحمر والبني والاسود والاشقر بتناغم غريب ... روحها الملائكية وقلبها الرقيق .. نظراتها المتسعة والباحثة عن الامان .. اعتمادها الكلي على محمود وعادل ودلالها عليهما ... انوثتها حتى وهي طفلة .. كانت مزيج غريب جذبتني كوالدتها فلم اتمكن يوما من رفض طلبها ... شكلت مع امها حلف اقوى من حلفي انا ومحمود لنخضع لهما في النهاية .. وسارتي ..كالمعتاد علمت نقطة ضعفي وصانتني من خلالها ...حولتها لقوة امام الجميع وهشاشة بيني وبينها ... هل هذا دهاء انثى .. كلا انه عشق زوجة ... هل احزنتني في بعض الامور ...ممم لا انكر ان اكثر ما المني منها هو غضبها علي يوم رفضت مشروع الجامعة ... لم تنتظر تبريري وكالمعتاد تمسكت بسوء الظن .. اعلم انه خطأي اني لم اشرح لها ولكني توقعت ادراكها لهدفي كما ادركت العديد من امور حياتي ... انشاء الجامعة حلمي انا قبلها ولكنه حلم لا يجب ان نستعجل في تحقيقه حتى لا يفشل .. هل تراجعت ...انها سارتي العنيدة التي واجهتني بصلابتها وبينت نظرتها ثم اعتذرت واحتضنتني بكل قوتها ... يالجمال قلبها ورقة خلقها ... كل ثانية مضت زادتني اندماجا وفهما لها ... مالذي يجب ان يتغير بها ...لاشيء لاني احببتها هكذا ...عنادها سببه نارها التي تذيقني اكثر ليالي حرارة ولهبا وجمالا وتناغما متحدا ... ماهو اكثر ما احببته فيها ...روحها ...بل قلبها ..ربما عقلها ...لا انسى جسدها ...جمالها ...ارائها ...حنانها ...و ..يبدو ان الجواب الصحيح كلها ... عشرة اعوام مرت ... وانتي بجانبي .. لا اصدق لانها كانت بالنسبة لي عشرة نظرات ... نظرتي الاولى لك كغريبة ... نظرتي الثانية الحذرة كزوجتي الاجبارية ... نظرتي المتاملة التي تحولت لتستوعب جمالك ... نظرتي الباحثة عنك بتشوش من اعتاد وجودك ... نظرتي الغاضبة لادراكي لانوثتك الطاغية امام عينايx ... نظرتيx المتملكة لكل ما تقع عيناي عليه منك ... نظرتي المتهورة لانعم بقرب جنتك ... نظرتي العاشقة التي لم تشبع من روحك ... نظرتي المتفهمة لجنان حبك ...نظرتي الغيورة لكل رجل يحاول الاقتراب منك ... عشرة نظرات احطك بها حتى لا تغيبي لحظة عني منذ عرفتك ... اشكرك دائما وابدا على ذلك الحب الذي سمحتي لي ان اشاركك اياه ... عشرة اعوام اخرى واخرى اتمناها دوما الى جانبك ومعك )
اغلقت سارة الكتاب ضاحكة وهي تقف لتقول (نسيت نظرتك الحانقة عندما تستيقظ ندى مطالبة بوجودي وانت تقضي اجمل لحظاتك معي ... ونسيت نظرتك الصابرة لحماقتي وغضبي عليك واستيعابك لي ... ولم تذكر نظرة انحرافك التي ترمقني بها فاسافر معها في عالم يخلو من احد سواك ) ضحك امير متسائلا ..( وهل املك مثل هذه النظرة حقا) ونقل نظراته المغرية عليها فتنهدت باشتياق مجيبة (ايها الماكر ... اجل هذه النظرات ... لازالت كما هي تفعل بي الافاعيل ..تجعل قلبي بسباق مع انفاسي ليركض اليك ويرتمي باحضانك ... امير ... هل حقا لازلت تراني كما رايتني اول مرة ...تلك الفتاة ...فتاة المتناقضات ) اقترب امير منها موقفا اياها ويده تتلمس وجها وتبعد خصال شعرها الهاربة منه بعشق وهو يشاكسها مجيبا ( وهل لازلتي تريني كشيطان اسود ) رفعت سارة يديها لتحيط رقبته بدلال مجيبة ( اجل فانت شيطاني الاسود ... صاحب القلب الابيض ... يا امير التناقضات ...يا ) وانقطعت كلماتها اثر التحام شفتيه بثغرها بقبلة سافرت فيها الى حيث يريد هو ... الى قلبه ...وكيانه ..ودنيا احلام عاشاها سويا ومعا .

تمت بحمد الله
ياربي تكون عجبتكم وسامحوني على التقصير والخطا زاتمنى لمن قراها ان يكتب رايه فيها واشكر كل من دعمني ولو بكلمة او لايك




حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.