آخر 10 مشاركات
زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          597. آثار على الرمال - قلوب عبير دار نحاس (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          245 - الصياد الأسير - ماري ليونز (الكاتـب : عنووود - )           »          236 - خطايا بريئة - آن ميثر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قلوب خيالية( روايات ونوفيلات متعددة الفصول)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-17, 02:01 PM   #41

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي


سلامي للجميع ...لقد احببت صديقاتي ان ابقي الفصول مفتوحة لتكون متاحة لقراءة الجميع لكن يبدو ان المتابعة ضعيفة لذا اذا استمرت المتابعة بهذا الشكل فلن اكمل تنزل الفصول الا اذا لقيت تفاعل يدلني على ان هناك من يتابعني ....واستميحكم عذرا



ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-17, 02:02 PM   #42

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريبانزيل مشاهدة المشاركة
سلامي للجميع ...لقد احببت صديقاتي ان ابقي الفصول مفتوحة لتكون متاحة لقراءة الجميع لكن يبدو ان المتابعة ضعيفة لذا اذا استمرت المتابعة بهذا الشكل فلن اكمل تنزل الفصول الا اذا لقيت تفاعل يدلني على ان هناك من يتابعني ....واستميحكم عذرا

صباح الخير ..
عزيزتي ريبانزيل ..
أنا أتمنى أنك تواصلي التنزيل ..
لأن الرواية أعجبتني وأحداثها مشوقة ..
لكن ..
إذا قررت توقفي فلا ألومك أبدا ..
فأن تتعبي وتبذلي جهدك دون مقابل ..
وبالأخير حتى نقد بناء .. كلمة تشجيع تحفزك للمواصلة لا تجديها ..
فهو شيء محبط فعلا ..

أتمنى لك التوفيق ..
واعذريني لأن ما قدرت أتابع معك روايتك الأخرى ..
تمنيت أن كانت مكتوبة حتى تكون المتابعة أسهل ..
لكن بسبب النت الصفحات ما تفتح بسهولة ..
لهذا لما علمت بأنك نزلتِ هون رواية مكتوبة ..
جيت أتابع معك ..
ومتفهمة أسبابك لو توقفت عن تنزيل الفصول ..
رغم أني متشووووقة للأحداث القادمة ..
مشكورة وموفقة ودمت بخير ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-17, 08:50 PM   #43

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة

صباح الخير ..
عزيزتي ريبانزيل ..
أنا أتمنى أنك تواصلي التنزيل ..
لأن الرواية أعجبتني وأحداثها مشوقة ..
لكن ..
إذا قررت توقفي فلا ألومك أبدا ..
فأن تتعبي وتبذلي جهدك دون مقابل ..
وبالأخير حتى نقد بناء .. كلمة تشجيع تحفزك للمواصلة لا تجديها ..
فهو شيء محبط فعلا ..

أتمنى لك التوفيق ..
واعذريني لأن ما قدرت أتابع معك روايتك الأخرى ..
تمنيت أن كانت مكتوبة حتى تكون المتابعة أسهل ..
لكن بسبب النت الصفحات ما تفتح بسهولة ..
لهذا لما علمت بأنك نزلتِ هون رواية مكتوبة ..
جيت أتابع معك ..
ومتفهمة أسبابك لو توقفت عن تنزيل الفصول ..
رغم أني متشووووقة للأحداث القادمة ..
مشكورة وموفقة ودمت بخير ..
..

عزيزتي اميرة الوفاء شكراً على تفاعلك ورقتك كلامك اسعدني وان علمت بان هناك من يتابعني حتى لو كانت قارئة واحدة فقط فأنا سألتزم بتنزيل الفصول وكرمى لك سأنزل الفصل التالي وشكراً لتفهمك ...لكن لي طلب ورجاء ان تشاركي رأيك هذا مع اصدقائك من محبين القراءة فأحياناً شخص واحد يمكن ان يبلغ عشرة اخرين وهذه اجمل دعم ومؤازرة للكاتب ...


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-11-17, 08:54 PM   #44

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

الفصل الرابع كرمى لعيون اميرة الوفاء

الفصل الرابع
عالم جديد


كان الوقت قد تجاوز العاشرة صباحاً, ومازال الضباب يغطى كل شيءٍ حولهم...و السفينة (بلاك أيريس )تبحر بهدوءٍ وتؤدة في بحر هامدٍ خلا من اي موج ,فأضاف الجو كئابةً فوق كآبة ركاب السفينة , فمنذ ثلاثة اسابيع تقريباً غادرت السفينة جزيرة كزمايا -آخر معاقل البشرية -تحمل معها العائدين من اجازتهم والوافدين الجدد والمؤن و بعض الاجهزة التي يحتاجونها في موقع البحث الرئيسي حيث ترسو قاعدة البحث الرئيسية الملقبة بـ(يو اس انجليز)..
كانت سيرينا تستلقي في الطبقة العليا من السرير المعدني ثنائي الطبقات ,وتحدق بوجوم عبر النافذة الدائرة الصغيرة التي ما عاد يظهر منها شيءٌ بسبب الضباب الكثيف ,قبل ان تشيح وجهها بكآبة وتعاود التحديق في شقوق السقف البالي الصدئ التي اتخذت اشكالاً متعددة ,لقد صارت هذه تسليتها الوحيدة في هذا المكان المقيت ,فلا شيء آخر قد تفعله غير الإستلقاء بوجوم وتخيل اشكالٍ وهمية تعوضها عن متعتها السابقة بتتبع اشكال الغيوم المدهشة ...
فقد عمدت إدارة البحث بتقيد الركاب بقوانين صارمة لتجنب المشاكل طيلة مدة الرحلة التي تستغرق ثلاثة اسابيع حتى يصلوا لموقع البحث الرئيسي ,ومنعتهم من الصعود إلى ظهر السفينة إلا لساعة واحدة فقط في اليوم لكثافة عدد الركاب على متنها ,فعمدت لتقسيم فترة الراحة بين الركاب تجنباً للزحام واختلاق المشاكل , فكل مجموعة لها وقتها المحدد تخرج فيه للراحة ولإستنشاق الهواء النقي ثم ترجع لعنابرها وتخرج مجموعةٌ أخرى ...بينما قسمت أوقات الطعام بإعطاء نصف ساعةٍ فقط لكل مجموعة ,و منذ ان صعدت سيرينا للسفينة حتى هذه اللحظة لم تتكلم ألا نادراً ولم تتفاعل مع زميلاتها في العنبر كثيراً فهي غير معتادة على البقاء في مكان محصورٍ مزدحم لمدةٍ طويلة, فقد اعتادت أمضاء جل وقتها في مكان مفتوح شاسع ,فقد كانت تعمل في البحر جل وقتها وحين تعود لمنزلها الصغير تكون الآية الإلهية البهية في انتظارها, فبمجرد أن تنظر من نافذتها تقابلها صورة عناقٍ حميم بين البحر الشاسع والسماء الممتدة فوقه ,لكن هنا شعرت انها حجزت بأحد الصناديق المعلقة –كما يطلق على البيوت في مدينة المصانع اندستريوس -ومما زاد في حنقها وانزعجها ثرثرة النساء التي لا تتوقف وحديثهن عن توافه الأمور...
حاولت عدد من رفيقاتها في العنبر ان يستقطبن اهتمامها بالحديث معهن بدافع الفضول لمعرفة من هي هذه الغامضة الصامتة كما اطلق عليها , لكنها كانت تنهي الحديث بسرعة واختصار وتنكفئ على نفسها مجدداً فوق سريرها ,فهي لم تألف بعد الحديث مع الغرباء ولا تحب الثرثرة مثلهن ,كما أنها ليست من النوع الذي يبوح بما يعتمل بنفسه بسهولة ...وزاد من رغبتها بإعتزالهن افتقادها لمنزلها وأهلها وحياتها السابقة ,فهي لم تتقبل بعد التغير الجذري الذي طرء على حياتها فجأةً . لكن إن استطاعت تجنب الأحتكاك معهن لم تستطع حجب ثرثرتهن وألتقاط تفاصيل حياتهن التي بُحْنَ بها بكل يسرٍ وسهولة على خلافها هي ,فعرفت من خلال ذلك ان هناك نساءً قدمنَّ بمحض إرادتهنّ للحصول على فرصة للعمل للتحسين من اوضاعهنّ الصعبة كحال تلك الشابة الضخمة التي تدعى (بارب )وتلك السيدة الهزيلة التي تدعى (تيسا ),بينما جاءت اخريات للعمل سداداً لديون عائلاتهن - كحالها هي طبعاً - وحال الفتاة اليافعة المدعوة روزا والتي تحتل السرير اسفلها ...وقد أثار صمت سيرينا وقلة كلامها التساؤلات والتكهنات عن طبيعة عملها ,فالبعض قدر نظراً لمظهرها المتواضع البسيط بانها قادمة للعمل في التنظيف أو الخدمة ,ولأنها جميلة ظن البعض الآخر بأن ادارة البحث قد تجعلها تعمل في الحانه للترفيه عن البحارة كما هو الحال مع ياكو وصديقتها ليلي وهذا الاقتراح اثار اشمئزازها بشدة لكن رغم ذلك لم تنفيه او تأكد صحة اعتقادهن بل التزمت الصمت ولم ترضي فضولهن ,فدفع صمتها الشابة المدعوة ياكو للمحاولة استفزازها بسخريتها "ربما هي بكماء لا تنطق... لذا اظن ان افضل عملٍ لها ان تكون علاقة ثياب .." فأثارت بسخريتها موجة من الضحك في العنبر كله...
رمقتها سيرينا بحدة ورغبت بضربها بشدة ,وكانت واثقةً انها ان فعلت فستغير ملامح تلك المغرورة ياكو حتى لا تعود تصلح لشيء ابداً سوى أن تكون خرقة بالية لمسح الأرض, لكنها لم تعتد ابداً استعمال القوة مع من هن اضعف منها,ورغم هذا فهي لا تخرج من معركة بلا قتال وحتى لو لم يكن بالأيدي لذا قالت ببرود شديد وابتسامة ساخرة تحتل زاوية فمها دون أن تزيح نظرها عن السقف المشقق " صمتي لا يعني اني بكماء لكن ما يدور حولي لا يستحق الكلام ..." ضحكت بارب وتيسا من ردها البسيط المفحم ,فتقدمت ياكو تتبختر بقامتها الممشوقة وهي تحرك يديها على قدها المغري الذي تكشف عنه ثيابها القصيرة والمبتذلة وقالت بتحدٍ وهي تنظر لها باحتقار:
"أوه ...ارأيتنّ يا بنات هذه الفتاة تتكلم ...من كان يظن ذلك هههه (ثم تابعت بخبث )لكن رغم هذا لا اظنه قد يفيدك في أيجاد عمل افضل من ...خادمة "نطقت بالكلمة الأخيرة باشمأزاز ,فثارت حفيظة الشابة الضخمة الملقبة (بارب) فوثبت من فورها ورمقت ملابس ياكو الفاضحة بإزدراء وقالت بغلظة " ما بها الخادمة ...يكفي أنها تعمل عملاً شريفاً لا يعيب "
"عملٌ شريف؟!! "شخرت ياكو ساخرة " احقاً أنت بهذه السذاجة (استدارت عن بارب وقالت بغرور تخاطب النسوة ) عليكن ان تعرفن جيداً انه ليس كل عملٍ هنا يعتبر عملاً ...هههه ...يالا سذاجتكن ..هل العمل كخادمة او طباخة يعتبر عملاً انه عمل العبيد "
انتفضت بارب بحنق تريد ان تبطش بياكو لكن السيدة النحيلة المدعوة (تيسا) تمكنت من منعها في آخر لحظة ,نظرت ياكو بسخرية بزاوية عينها وتابعت بغرور "الا يعجبكم كلامي ايتها البدينة ... لا بأس ستدركين قريباً ما اقصده...لكني أخشى ساعتها أن يكون الأوان قد فات على كثيراتٍ منكن ..." استرعى حديثها انتباه عددٍ من النسوة فسألتها احداهن بلهفة عن قصدها لتجيبها بغرور " اسمعن نصيحتي فقد تفيدكن (ورمقت بارب وتيسا بنظرةٍ تقيمية ساخرة قبل ان تضيف بتهكم ) ربما ليس الجميع هههه ...لكن لا مانع من ان تعرفوا بأني اعمل هنا منذ سنين واعرف كل انواع الاعمل ومشاقها ...فمن تتعب طول النهار حتى تنهار مقابل نقاطٍ قليلة لن تكون حياتها كمن تحصل على التدليل والترفيه ومئات النقاط لقاء خدمةٍ بسيطة ..العمل بالخدمة ليس عملاً بل هو استعباد "
فأبتسمت روزا الصغيرة ببراءة وهتفت بلهفة "هل يعني انهم سيدعوني اعمل كخادمة لو أردت هذا ؟؟"
نظرت لها ياكو بسخرية وقالت بأستهجان "هل انت حمقاء لتكوني سعيدة بأن تصيري خادمةَ؟!!"
هزت روزا رأسها بقوة وقالت بحزن.."لقد جئت بالسخرة للعمل لسداد دين ابي...وانا خائفة من ان يضعوني في الترفيه.."
ضحكت ياكو بشدة وقالت لزميلتها ليلي التي كانت مشغولة بطلاء اظافرها "هل تصدقين هذه الحمقاء..انها تذكرني بك عندما جئت اول مرة..." اغلقت ليلي زجاجة طلائها البراق التي تعتبر ترفاً لا يمكن الحصول عليه إلا لصاحبات الأمتيازات ,فهي وكل ادوات الزينة تصنع فقط لتتمتع بها نساء الدائرة فقط ..نفثت ليلي على اصابعها المنمقة ثم اقتربت بتمايلٍ مثير من ياكو وقالت بصوتها المغناج " لم أعلم انه لا زال هناك حمقى يفكرون مثلك...هههه ,يا صغيرة سيكون يوم سعدك إن اختاروك للترفيه ..فعندها ستتمتعين بالراحة والمال والدلال ...(ولوحت بزينتها المبهرجة التي بهر بريقها معظم النسوة ) وستكونين سيدة نفسك لا عبدة ذليلة "وعند تلك الكلمة تكدرت قسماتها الجميلة وهي تذكر سنواتها الماضية المقيتة وتابعت بسخطٍ شديد "حين جئت قبل خمس سنوات كنت مثلك يا فتاة ...صغيرة وحمقاء...جئت سداداً لدين اهلي الملاعين الذين ضحوا بي بكل بساطة لأسدد ديونهم ...بسهولةٍ تخلوا عني لأن ابي يريد لاخوتي الذكور أن يظلوا بقربه فهم من يجيدون العمل بالمصانع وليس انا ...اخبرني بأني بلا فائدة له مجرد فمٍ كبير اخر عليه ان يطعمه (شخرت بحقد وهي تتابع اقتباسها قول ابيها ) فلما لا اتي الى هنا واجعل نفسي مفيدة.." كانت ملامحها الجميلة قد استحالت قبحاً لشدة حقدها وغضبها..فأقتربت منها ياكو ووضعت يدها على كتفها وقالت بتفهم" انتهى كل هذا الان...ليلي "
هزت ليلي رأسها بلا مبالاة وضحكت بغنج وتابعت بتهكم" اجل أنتهى ,لكن يسوءني ان ارى بعض الحمقى يفكرون مثلها (وعادت تخاطب روزا )..لقد ابتسم لي الحظ حين اعجب بي السيد كيدز..رأني وانا انظف الارضية وقال :"جمال كهذا حرامٌ ان يهدر في تنظيف الارضيات والحمامات..." واختارني للعمل مع ياكو ,وتبدلت حياتي من يومها فنلت ما أستحق ,المال والجمال و الرفاهية...وكل ما أتمناه والأهم رجالٌ تحت اقدامي..يفعلون ما اريد ...وكل مناهم سعادتي...لقاء لحظاتٍ اتفضل بها عليهم ههههه "نظرت لروز بقرف وقالت "يا فتاة ستكونين محظوظة ان اختاروك للعمل معنا.. صحيح انهم لا يخترون اي احد لكن قد يحالفك الحظ ان ....."واخذت تحدق في قوام روزا الهزيل بتفحص وقالت بسأم " انتِ نحيلة وشاحبة ,لكنكِ تمتلكين وجهً جميلاً ... ربما بقليل من العناية ستبدين مقبوله خاصةً انك تملكين تلك العيون الواسعة ,فكيدز مفتونٌ بشيئين العيون الفيروزية الواسعة و....(ضحكت بتهكم وهي تضرب على اردافها ) والقوام المثير ...ربما قد يحالفك الحظ ههههههه" ضحكت ليلا بمجون وهي تتفاخر بمفاتنها المثيرة .
بينما تكفلت ياكو بشرحٍ مفصل " ربما ان اكتسبت بعض الوزن سيظهر جمال قوامك (دنت من روزا وشدت ثوبها قليلاً لتكشف عن ساقيها النحيلتين وسط دهشة الصغيرة وخجلها من حركتها المباغتة ,واخذت تقيمها بنظراتٍ فاحصة وقالت بفتور "يلزمك الكثير لتصيري مثيرة...لكن ربما لو ...(وبحركةً خاطفةٍ فكت ازارر ثوبها العليا - مظهرةً جزءً من صدرها الممتلئ رغم نحافتها – ثم قالت )ان اظهرت مفاتنك...وصففتي شعرك بشكلٍ جميل ووضعتي بعض مساحيق التجميل..عندها سيختارك السيد كيدز فهو يحب الفتيات اليافعات "ربتت بخفة على خد روزا التي سارعت بلملمة ياقة ثوبها لتخفي مفاتنها وقد شحب وجهها لشدة ذعرها من أن يتحقق ما تقوله ياكو ,واخذت تنتفض بخوف عذري بريء ,وبكت بحرقة مخافة ان يخذلها حظها ويقع أختيار السيد كيدز عليها ...شعرت ليلي وياكو بالسأم من بكاءها الذي يمثل في رأيهن الحماقة بعينها ,لكن تيسا- السيدة الحنونة - شعرت بخوفها وضياعها فضمتها بعاطفة امومية وقالت برقة"لا تخافي يا فتاة .. ستكونين بخير..وارجو ان يختاروك معنا"
زمجرت ليلي بحنق وقالت "يا لكم من حمقاوات..تردنّ ان تصبحنّ خادمات..كنسٌ ومسحٌ وتنظيفٌ للقذارة طوال الوقت....هذا شأنكن إن اخترتن هذه الحياة الوضيعة ,لكن لا تحرمن هذه الحمقاء الساذجة من فرصة الخروج من مستنقعكن القذر "
صاحت تيسا فيهما " كفى ..دعا الفتاة المسكينة وشأنها ...ونحن يا هذه لا نعيش بمستنقعٍ قذر ...الا ترين نفسك " نظر ياكو وليلي بأحتقار لتيسا الهزيلة والنحيلة...وأخذن ينظرن لها بتعاليٍ وكأنها اقل شأناً منهما, فقالت ياكو بتحدٍ وهي تقارن جمال ثيابها الفاضحة بثياب تيسا البالية ..."وماذا تسمين هذه القذارة اذاً ؟؟ الم تري نفسك في المرآة يا امرأة أنت كممسحة الارض.."
شحب وجه تيسا من فظاظتها خاصةً حين تابعت ليلي الكلام هازئة "هذا لأنها لا تملك مرآة يا ياكو فكيف سترى نفسها " وأنخرطت الاثنتين في ضحكٍ ماجن مع بعض النسوة فوقفت بارب الضخمة بحدة بعد أن سأمت من الأنصات لكل تفاهاتهن ودنت منهن متوعدة بصوتها الجهوري الخشن " انتنّ الحقيرات اللواتي يعشن في مستنقع الرذيلة القذر ...هل تعتقدان ان الجميع يرغبن ان يكن عاهرات مثلكما.."
نظرت ياكو بحدة لبارب لكنها لم تنطق حين رأتها تقترب منها وتقول بغضب "لسنا مثلكن ...نحن لا نرغب بأن نصير فتيات بغاءٍ ٍ مثلكن .. (توجهت بارب بالحديث لروزا الصغيرة وقالت بثباتٍ وصلابة ) عليك ان تعملي بشرف يافتاة والا فقدت احترامك لنفسك "
ضحكت ياكو ضحكة مدوية وعلقت بسخرية "تفقد احترامها لنفسها ؟!! وأين ستجد هذا الأحترام وهي تباع وتشترى لقاء دينٍ بغيض؟؟؟ لكن ما عساي أن اقول فهذه هي حجة القبيحات يدعين العفة وهن لا يجدن من ينظر اليهن ...فكيف بلمسهن؟!! ." التمع الغضب بعيون بارب واوشكت على الفتك بياكو لولا ان منعتها تيسا التي قالت بهدوء ولكن بقوة ورصانة " ان الامر لا يستحق ان نتشاجر من اجله ,او ان نهين بعضنا البعض .. فنحن جميعاً هنا للعمل من اجل مساعدة اسرنا ولتأمين حياة افضل..,(استدارت لتواجه ياكو وليلي وقالت بجد ) ربما تظنان بأن حياتكما افضل من حياتنا ...لكن هذا ليس صحيح...ربما عملنا شاق ومضني لكن نحن نعمل بكد من اجل اسرنا ..وكرامتنا..وانتما خسرتما الاثنين..." سكت الجميع من كلامها الذي اصاب عين الحقيقة..امسكت تيسا بروزا واجلستها بجانبها بينما عادت ياكو وليلي ..بغضب واستعلاء لمخدعهما بعد إن نفذت كل حججهما الواهية ...
في تلك اللحظة شعرت سيرينا – والتي سمعت كل ما جرى دون أن تنطق بكلمة – شعرت بأحترامٍ كبيرٍ لتيسا وادركت قوة هذه السيدة التي قد يخدعك مظهرها المتواضع البسيط فيهيء لك أنها امرأةٌ ضعيفة ,لكن المظاهر تخدع احياناً فكما كانت تردد أمها بأن الأنسان قد ينشغل بتجميع الحجارة البراقة فيخسر الماس المتواري بسواد الفحم ,وقد بدت لها تيسا بالفعل كقطعة الماسٍ متوارية خلف سواد الفحم ,فمعدن هذه السيدة اصيل وهذا ما تأكدت منه حين سمعتها تحدث روزا الصغيرة وتبثها العزم والأرادة في مواجهة القادم المجهول ,وعرفت من خلال حديثها بأنها في الخامسة والثلاثين من العمر وقد فقدت زوجها -الذي شارك في فرق البحث -منذ خمس سنوات ,ولا معيل لأطفالها الثلاثة سواها ..لذا تركت اطفالها في رعاية امها وشقيقتها في ريفيجيز ,وقدمت للعمل هنا في الخدمة للإعالتهم ...
بخجلٍ اعتراها امام ثبات وصلابة هذه السيدة أنبت سيرينا نفسها لشعورها بالحزن والرثاء على نفسها فحالها افضل من حال الكثيرات هنا...فكل واحدة منهن لها قصة محزنة دفعتها للمجيء للعمل في الحملة ,حتى ياكو وليلي و سواهن ممن اخترن السير في ذاك الطريق الملتوي,كانت حياتهن البائسة السبب الذي دفعهن للأنحراف على اعتبار انه الحل الاسهل أو اجبرن على خوضه ,اما هي فمن المفروض ان تشعر بالفخر لانها تقوم بواجبٍ عظيم حين اصرت على القدوم للعمل مكان اخيها , كلام تيسا اراحها وجعلها تقرر ان تتقبل حياتها القادمة وتفتح قلبها لهم وتشاركهم احلامهم وآمالهم ,فقررت التخلي عن تحفظها ونزلت من سريرها وجلست بقرب تيسا وبارب اللتين رحبتا بها بنظراتهما الودودة ,تبادلوا جميعاً اطراف الحديث وبدأت كل واحدةٍ تقص حكايتها ,الى ان جاء الدور على سيرينا عندها سألتها بارب بفضول
"وانت ايتها الشابة الصامتة ما هي طبيعة عملك هنا..." كانت سيرينا قد قررت ان تكف عن صمتها وتخبرهن بقصتها لكن لم تكد تفتح فمها لتجيبها حتى علا صوت صافرة السفينة وهتاف رجل ما يعلن "القاعدة الرئيسية ....لقد وصلنا" تراكضت النسوة نحو الشبابيك الصغيرة المدورة لعلهن يرين شيئاً لكن الضباب الكثيف حال دون ذلك .. ثم مع اقترابهم اكثر ..بدات ملامح القاعدة تظهر شيئاً فشيئاً .
"ياه كم هي كبيرة...انها مدينة عائمة حقاً "علقت احداهن بدهشة ... خطت سيرينا بفضولٍ نحو احدى النوافذ وأخذت تحدق بدهشةٍ كبيرةٍ في الهياكل الحديديه الضخمة التي بدأت تظهر شيئاً فشيئاً من خلال الضباب الكثيف ..رافعاتٍ عملاقة واجزاء غريبة لم تعرف ما فائدتها ,ثم فجأةٍ ظهر هيكل السفينة العملاقة الراسية بقربهم ,لقد بدت سفينتهم بلاك ايريس رغم ضخامتها كزورق صيدٍ صغير مقارنة بهذة السفينة العملاقة التي تسمى القاعدة الرئيسية ,وتعجبت كيف لشيءٍ بهذه الضخامة أن يطفو فوق الماء....
بحذرٍ دنت سفينتهم من جزءٍ معدني صلب يشبه الميناء العائم الى ان توقفت تماماً ,عندها علا هتاف احد الملاحة يقول "انزلوا المرساه ...ثم مدت جسورٍ معدنية لتصل بين سفينتهم وذلك الميناء المعدني الضخم ,ثم شاهدت عدد من الرجال ينزٍلون ويحملون البضائع و المؤن وينقلونها الى القاعدة الضخمة , وبعدها رأت مجموعاتٍ من الناس تتحرك فصاحت احدى الفتيات بأبتهاج
" انهم الملاحون القدمى الذين كانوا في ايجازة ...سيغادرون اولاً ثم سيأتي دور المنتسبين الجدد.."
هتفت أخرى بهيام "كم اتمنى أن ارى حبيبي معهم ..."
فردت صاحبتها بتهكم "حبيبي !!...يا فتاة كانت مجرد ليلة عابرة قضيتماها سوياً ولا اظنه سيذكرك حتى ..."
فاجابتها الأولى بحنق "هذا ليس صحيحاً ...انه يحبني هو اعترف بهذا...وسيذكرني...بالتأكيد " بفضولٍ كبير وأضطرابٍ حاولت جاهدةً اخفاءه اخذت الفتاة تستشف وجه حبيبها بين الوجوه الضبابية غير الواضحة,فهي بالكاد ترى خيالات بلا ملامح بسبب الضباب الكثيف ..وكحال هذه الفتاة المضطربة شعرت سيرينا وهي تحدق في ظلال الرجال الأشداء الذين بدأوا بالنزول الواحد تلو الآخر تحاول ان تعثر على من شغل بالها ,فخلال رحلتها كانت ذكرى لقائها اليتيم بستيف مارتن (شارك) تتراءى لها بصورة مستمرة تؤرق فكرها...لم تفهم لمَ شغل تفكيرها والآن تتمنى ان تراه ..هل بسبب الوحدة التي عايشتها منذ غادرت بيتها...فشعرت بأنه الشخص الوحيد الذي تعرفه هنا!!!...ربما !!..لم تكن تدري حقاً لكنها لم تستطع ان تزيح بصرها عن تلك الظلال المبهمة التي تتحرك على بعد امتار أمامها ....
ظلت النساء في عنبرها يهدرن بأحتجاجٍ لتأخر خروجهن رغم أن معظم ركاب السفينة قد خرجوا بالفعل ..حاولت بعض الفتيات الخروج لكن الحارس الضخم الواقف عند باب العنبر منعهنّ وصاح بهنّ بحدة.."عدنّ لأماكنكنّ..ستخرجنّ حين ينادى عليكنّ.." ولم يأبه باحتجاجهنّ وصراخهنّ بل نهرهنّ بغضب وقال "عدنّ وإلا .." فخافت الفتيات منه وعدنّ خائباتٍ للداخل .
ظلت سيرينا تقف متخشبةً امام النافذة , تراقب كل ما يجري بأهتمام كبير وقد بدأ الضباب يخف شيئاً فشئاً مع ارتفاع حرارة الشمس فظهرت معالم هذا الوحش الكبير الماثل أمامها والمسمى (بقاعدة البحث الرئيسية ).. انتظرت الفتيات بفارغ الصبر لمغادرة الغرفة لاكثر من ساعة ,ثم اخيراً فتح الباب وطُلب منهن الخروج فحملت كل واحدة ٍحقيبتها التي احضرتها معها ,كان متاع سيرينا قليل تحمله في حقيبةٍ قماشية تشبه الجراب ,اما ياكو وزميلتها الجميلة ليلي فكانتا تملكان اكثر من حقيبة تضعان فيها الملابس وادوات الزينة فعلقت تيسا بدهشة " ما كل هذا ..؟؟"
قالت بارب بسخرية "هذه مكافأتك لتكوني عاهرة ..." سمعت ياكو وليلي ذلك وبدل من ان تستاءا ضحكتا بشراسة وقالت ليلي بتهكم "عندما نغادر هذة السفينة سيسعد البعض ويشقى البعض الاخر.."وكان كلامها تأكيداً منهما على انهما ستعيشان افضل من الباقين هزت تيسا رأسها وقالت" مسكينات كم اشفق عليهن ؟"
"ماذا تقولين؟؟" صاحت بارب بحدة.."مسكينات..انهنّ..." وقبل ان تكمل شتمها اوقفتها تيسا وقالت بتأثر.."هن بائساتٌ مثلنا..وربما اكثر, لكن يخدعنّ انفسهنّ..هذا ما افضت له حضارة المدينة الفاضلة" علقت بسخرية لاذعة
"ماذا ؟؟" سألت بارب ببلاهة فهي لم تفهم ما قصدته تيسا ..هزت كتفيها وحملت متاعها وتبعت صاحبتها..خرجنّ الواحدة تلو الاخرى ,وما ان وصلنّ لسطح السفينة حتى استقبلتهم الشمس بوهجها القوي -الذي بدد كل الضباب- واستقرت في كبد السماء معلنةً عن ظهيرةٍ حارقةٍ لاهبة .... أغمضت سيرينا عينيها لشدة وهج اشعة الشمس التي فاجأتها ,وزاد من ارتباكها صوت صفيرٍ حاد احاطها من كل اتجاه رفعت رأسها للأعلى فرأت اعداد هائلةً من الرجال يطلون عليها من اعلى السفينة العملاقة وكان ذلك علامة ترحيب بهم, وبدأت فتيات التسلية والترفيه يتمايلنّ بغنج ويلوحن للرجال لاثارة اعجابهم ,فاستاءت بارب من الامر واعتبرته ابتذالاً ووقاحة واخذت تتحدث بانزعاج وتيسا تهدأها بأبتسامتها السمحة...
ظلت سيرينا تنظر بالذهول حولها ,بِدْأً من حجم السفينة الهائلِ جداً والذي فاق ما تصورته بكثير وليس أنتهاءً بالأعداد الغفيرة من الناس الذين يقيمون عليها ,وتساءلت بحيرة أن كانت إدارة المدينة الفاضلة تملك مثل هذه السفن العملاقة فلمَ لا يحضرون إحداها لأرض الجزيرة لتكون مأوىً للمئات العائلات في قريتها المضعضعة والتي يعيش اهلها في اكوخ صدئة متداعية تتلفها اتفه الرياح...لكن من يأبه لهم.. ولمصيرهم..أنهم يعيشون على هامش الحياة...ولا احد يكترث "فكرت بضيقٍ وهي تحدق بعشرات الرؤوس التي تطل عليها من فوق الحواجز بل ربما المئات منهم ...
"انها حقاً مدينة عائمة.."أقرت بدهشة وظلت تنقل بصرها بين الوجوه المحدقة بهم بنهم وتسمع عبارات الترحيب والاطراء والغزل الذي يصل حد الابتذال في بعض الاحيان...خاصة ذاك الموجهة لفتيات الترفيه ,وهن يتقبلنّه بترحابٍ ويكافأنّهم بقبلاتٍ مثيرةٍ يبعثنها في الهواء وكأنه وعدٌ بليالٍ عابثة ماجنة...
"تقدمي يا فتاة هيا ..لمَ التباطؤ" دفعتها سيدة جلفة تقف خلفها لتستأنف سيرها فإدركت أنها من شدة ذهولها توقفت عن المسير فخطت بإرتباك شديد وسط كل هذه الأجواء الغريبة والمربكة لها ,حاولت ان تلحق بتيسا وبارب لكنهما سبقاتاها بكثير فشعرت بالضياع والوحدة ثانية وعادت تتلفت حولها بوحشةٍ بين هذه الوجوه الغريبة لعلها تجد من تألفه بينهم ,وكانت عيناها تبحث بلهفةٍ عن شخصٍ بعينه لكن أين ستجده بين مئات الوجوه المحدقة بها ...أين ؟؟ فجأةً اصطدمت بالفتاة التي امامها فأدركت أن طابورهم توقف بأمرٍ من سيدة أربعينية استوقتهم ,كانت طويلة القامة مهيبة الشكل ترتدي زياً عسكرياً ومن النياشين التي تزين كتفيها وصدرها أدركت انها برتبةٍ عسكريةٍ مهمة ...حدجتهم تلك السيدة بنظرة استعلاء واحتقار قبل ان تخاطبهن بعصبية وبصوتٍ اجش يشبه صوت الرجال لخشونته
"انا النقيب غريتا كليف سأكون المشرفة عليكم ,ومنذ الآن اقول لكم أنا لا اقبل بالتهاون ,عليكن اتباع الأرشادات بحذافيرها واضح ..."
هز الجميع رؤوسهن بصمت بينما تلوت ياكو وليلي باستياءٍ ,عادت النقيب غريتا تقول " الان من اذكر اسمها فلتأتي وتقف هنا ..."واخذت تنادي بعض الاسماء من قائمةٍ مكتوبة في يدها,وبدأت بفرز الفتيات ولدهشتها ورد أسم سيرينا مع مجموعة ياكو وليلا, فظن الجميع انها كانت تخفي حقيقة عملها مع فتيات الترفيه , ثم اشارت النقيب غريتا لأمرأة عسكرية أخرى أقل رتبةً باخذ المجموعة الثانية التي ورد فيها أسم بارب وتيسا...بينما ظلت هناك مجموعةٌ غير مصنفة كان من بينها روزا ذهبت مع سيدةٍ عسكريةٍ ثالثة ...نظرت سيرينا بحسرة لتيسا وبارب وهما تبتعدان عنها , ولمحت نظرة اتهام خفية في عيون بارب بينما رمقتها تيسا بأسى ...كم كانت تود لو تصرخ بأعلى صوتها قائلةً " أنا لست معهم أنا باحثة ولست فتاة ترفيه لعينة لكن ما نفع ذلك...لن تسمعاها فقد ذهبتا ...زفرت بضيقٍ وهي تحدق بياكو وليلي اللتين اخذتا تتهامسان وتلمزانها وهما تضحكان بسخرية قبل أن تزجرهم النقيب غريتا بحنق وتتابع بحدة
"التزمن الصمت...واتبعنني بهدوء..هيا "
سارت مع مجموعتها مكرهةً فهي لا تعرف أي مكانٍ أخر تذهب اليه ,خطت بتعثرٍ - غير معهودٍ في شخصيتها - بين حشودٍ من الرجال المهتاجين برؤية الحسناوات وصوت صفيرهم وهتافهم يصم اذنيها ,وعاد شعور الوحشة والوحدة يلفها من جديد فسارت بكآبة وعيونها تستشف الوجوه المحدقة بها فلعلها ترى وجهً تألفه وتتوق لرؤيته ,لعله يكون طوق نجاتها من التخبط الذي تعانيه ..كم تمنت لو ترى ستيف مرةً اخرى فهو الوحيد الذي تعرفه هنا ,وقد انتابها شعورٌ شديدٌ بالحاجة لوجوده قربها لذا لم تصدق عينيها حين رأت تلك القسمات المميزة والعيون الساحرة المحاكية لزرقة المحيط ...لكن شابها شيءٌ مختلف ...
"انه هو ستيف ..(شارك) اجل انه هو..... لكن لمَ ينظر لي هكذا ؟!! "تسائلت بخشية وهي تراه يحدق بها بنظراتٍ ثاقبة غاضبة من اعلى الحاجز و كادت نظراته أن تحرقها , لم ترى المرح والمشاكسة مرتسمٌ على ملامحه بل التكدر والغضب والازدراء قبل ان يستدير ويغادر مبتعداً تاركاً أياها تتوه من جديد في بحرٍ من الوحدة والوحشة والحيرة ...
" لماذا فعل ذلك ؟ ترى هل رأني ؟؟..ام لا ..هل عرفني ؟!..ام لم ينتبه لي...؟؟" وعندها انتبهت لبكاء تلك الفتاة التي تحدثت عن حبيبها وسمعتها تقول "أرأيت كيف تجاهلني وأخذ ينادي على تلك الشقية ..."
فواستها صديقتها قائلةً "دعك منه فهكذا هم البحارة ...لا أمان لهم ..."
نكست سيرينا رأسها تداري خذلانها وفكرت بمرارة ..." أهكذا هو الحال معي ايضاً !!؟...اجل وماذا كنت اتصور!!..فأنا لم اعني له شيئاً ,ولماذا افترض عكس ذلك ..؟؟"فكرت بحنق ولم تستطع منع غصةٍ مريرة شعرت بها وهي تقر بألم "لقد كنت مشروعاً للتسلية والترفيه لليلة واحدة بالنسبة له...وقد انتهى منه حين صددته,انه مثلهم (ونظرت للبحارة الجامحين باشمأزاز) انه بحارٌ يبحث عن التسلية والترفيه..ليس اكثر...وانا لست لذلك..لست كذلك ولن اكون "فكرت بغضب واباء ....
**********************

"أنها هي؟!! يا ألهي أنها هي أنا واثقٌ من هذا...لكن ماذا تفعل هنا ؟"تسائل ستيف بانزعاج شديد وهو يرى تلك الفاتنة التي شغلته لأيام تقف على بعد امتارٍ أسفل منه عند جسر العبور ... ,اصابه الذهول أول الأمر ولم يصدق عينه حين رأها تسير مع الوافدات الجدد ,لكن حين تم فرزها مع فتيات الترفيه شعر بطعنة مؤلمةٍ في صدره... فآخر ما توقعه ان الفتاة التي شغلت باله لِليالٍ عديدة كانت معه على نفس السفينه طوال تلك المدة ,لم يتخيل ان يراها هنا..ومع من ؟؟..مع فتيات الترفيه!!!..حاول قلبه الأنكار وتكذيب عينه "لا ليست هي .. هذا غير معقول لقد تركتها في ريفيجيز ..." لكن عقله أكد الأمر " اللعنة من أخدع أنها هي بلا شك(ثم زمجر بسخط ) ...بحق السماء ماذا تفعل هنا ؟؟؟ لم اعتقد انها ستأتي الى هنا ...لتكون .... اللعنه !!.."لم يستطع نطق تلك الكلمة التي مزقته بشكلٍ لم يتخيله .. "هل جاءت لتسلية الرجال ؟؟؟ ..حتى هي من اعتقدت انها مختلفة.."(ضحك بتهكمٍ مرير) " هههه مختلفة ؟!! ولم ستكون مختلفة ...ابداً انها مثل باقي بنات جنسها.."(ثم تابع بحنق ) لقد توهمت للوهلة بأني قد وجدت مثيلة اميليا...لكني كنت احمق واهم..فأمثال اميليا كنوزٌ نادرةٌ قلما يُعثر عليها "كاد الغضب والحنق يعميانه وشعر برغبة بالقفز من فوق الحاجز الذي يقف عليه مسافة الأمتار الثلاثة ليمسك بعنقها البض ويسحقه بقبضته الكاسرة قبل أن تسول لها نفسها ان تمنحها لأمتاع البحارة الجامحين ,لكن حين رأها تسير بتخبط بين الجموع النهمة وتتلفت بحيرة ونظرةٌ تائهةٌ مرتبكة تعلو وجهها الجميل عادت ذكرى قصة اميليا تجول بخاطره
"اميليا لم تأتي بمحض ارادتها..بل جاءت لسداد دين اهلها فهل هي مثلها اُكرهت على المجيء لسداد الدين ؟؟". وكم تمنى في قرارة نفسه ان يكون الامر كذلك ؟ لكنه لم يستطع البقاء ليعرف لم يستطع وحسب ....فأبتعد وهو ينازع غضبه وهواجسه تتقاذفه بقسوة , وغادر بعد ان التقت عيونهما بنظرة عابرة, انهزم بعدها فلم يستطع ان يطيل النظر في عيونها اكثر وهي تنظر له بتلك النظرة البريئة الخائفة...
**************************
مضت مجموعة سيرينا خلف النقيب غريتا كليف بهدوء دون ان ينطقن بكلمة ..فالنقيب غريتا معروفةٌ هنا بتزمتها وعصبيتها الشديدة ومزاجها المتقلب النزق للغاية ..وأكثر ما يعرف عنها كرهها للتفلت والتسيب والذي تعزوه بنظرها لتهاون ادارة البحث في شؤن البحارة وسلوكياتهم المثيرة للأشمأزاز بحسب بوصفها ...ولسوء حظها دفعتها حميتها وكرهها لهذا الأمر بالتشاجر مع رئيسها بعد أن انتقدته لكثرة عشيقاته اللواتي يثرن الفوضى اينما ذهبن ,فكان رده أن عاقبها بتوكيلها - نكاية بها – بالأهتمام بفتيات الترفيه...وهذا اكثر ما تمقته هنا...
"بغاءٌ مصرح به.."علقت لنفسها ساخطةً وتوجهت مكرهةً بمجموعتها الماجنة لداخل السفينة العملاقة والتي تشبه المتاهة لكثرة تفرعها ,وحين وصلت المجموعة الى مدخل عنبر كبير مقسمٍ الى اروقة وغرفٍ عدة وقفت تواجه الفتيات ونظرة الأزدراء لا تبارح وجهها وهن ينظرن لها بتسلية مشاكسة فإثارة غضبها وعمل المقالب بها ستكون من اكثر الأمور تسليةً في نظرهن ...
"موسمٌ مثمرٌ لك غريتا "همست ليلي بسخرية بينما تابعت ياكو "ما أن ننتهي منها حتى اجعلها تكلم نفسها وسترين... تلك المسترجلة البغيضة "
"سكوت "زمجرت غريتا بسخط وهي تجيل بصرها بالوجوه المتبرجة بكثافة ,ثم بقرفٍ اخذت تنادي اسماءهنّ من قائمةٍ تحملها وتعلمهنّ بأرقام مهاجعهن ... وبعد ان انتهت من توزيع كل الفتيات باستثناء سيرينا , نظرت اليها بنظرةٍ تقيمية فاحصة قبل ان تقول لها بخشونة "سيرينا البا اتبعيني ..."
لم تكن سيرينا تعلم لمَ فعلت ذلك؟؟ لكن تبعتها بصمت وهي ترجو ان يكون مقامها في مكان بعيدٍ كل البعد عن ياكو وليلي, فهي لا تضمن ان تظل متماسكة لوقتٍ طويل وقد تضربهما ان قامتا بسخافة اخرى أو علقتا بسخرية وتهكم كعادتهما . سارت خلف غريتا التي انتقلت بها من ممرٍ لآخر حتى ما عادت تعرف من أين دخلت أو خرجت ,ولا تظن انها قد تحفظ هذه المتاهة ابداً وقد تتوه فيها أن سارت وحيدة يوماً ما ,أخيراً وصلتا إلى باب حديدي وضع عليه شعار مميز , قرعته غريتا بثبات فجاءها صوتٌ من الداخل يأذن لهما بالدخول ,دخلت سيرينا خلفها الى الغرفة التى لم ترى مثلها في حياتها إذ كانت فاخرة للغاية ومبهرجة بشكل متكلف ومليئة بالتحف الغريبة والمعدات التي لم ترى مثلها من قبل ,توقفت غريتا و اشارت بتحيه عسكرية لشخصٍ ما يجلس خلف مكتبٍ مهيب مغطى بعجائب الأمور...
"احضرت الفتاة سيدي" ردت بصرامة
"شكراً لكِ كليف ...يمكنكِ الأنصراف الآن "
ترددت غريتا وكأنها تريد أن تقول شئياً ثم تجرأت وسألت "سيدي ماذا بشأن ما أخبرتك به .."
اجابها الرجل بسأم" فيما بعد كليف ...سأجد حلاً لنقلك لكن عليك بالصبر قليلاً "زفرت غريتا كليف بضيق لكن لم يكن هناك ما يسعها أن تفعله ...عادت تضرب التحية العسكرية ثم خرجت تاركةً سيرينا وحدها ... حثها الصوت الخشن على الدخول فدخلت بهدوء وهي لا تستطيع منع عيونها من التحديق بذهولٍ بكل ما تراه حولها ,وعندما اقتربت من المكتب الضخمٍ المليء بالأشياء المدهشة والتي عملت لوهلةٍ على حجب ملامح الرجل خلفها ,لذا ما أن دنت اكثر حتى فوجئت بوقوفها وجهاً لوجه امام مايك ستينجر ,ورغم انها رأته مرةً واحدة ومن مسافة ليست بالقليلة إلا ان هيئته لم تخفى عليها..تلك الملابس المبهرجة التي قل نظيرها وذاك السوط الغليظ الملتف كثعبانٍ ضخمٍ يعانق خصره الغليظ بينما يظهر امامها على المكتب الكبير ذاك السلاح الغريب الذي رأته سابقاً يحمله على ظهره ....كان هو باتأكيد...كان جالساً خلف مكتبه الضخم يحدق فيها ويبتسم بتهكم ,نفس النظرات المقيتة التي رمقها بها ذلك النهار عند المرفأ..
" اجلسي "امرها بصرامة ..فأطاعت بصورة ديناميكية لا خوفاً منه بل لأنها باتت تعرف أن الأمور هنا مختلفة ومصيرها لم يعد ملكاً لها كما في السابق ...دار حول الطاولة وفتح صندوقا مزخرفاً نادر الوجود وتناول منه سيجاراً ضخماً فاخراً اشعله بقداحةٍ اثرية مدهشة وبدأ يدخن وينفث الدخان في الهواء ليعكر صفوه بسمومه ,سعلت سيرينا عددة مرات عندما اخترقت رائحة الدخان الكريه صدرها ...ولم تستطع أن تمنع نفسها من التساؤل كيف لإدارة المدينة الفاضلة أن تسمح بزراعة هذه النتبة الضارة ...لكن ما تجهله أن هناك متنفذين يعمدون لزراعتها سراً ,كما صار لها سوقٌ سوداء تعمل على انتاجها وترويجها حسب نوعها ونخبها طبعاً ,فهناك انواعٌ خاصةٌ بالأسياد كهذا الذي يدخنه ستينجر وأخر لمن هم اقل شأناً ...وأسوء الأنواع تكون من نصيب الغالبية المهمشة لتكون دائها الجديد بجانب فقرهم وبؤسهم...ومع الأسف فأن الكثيرين باتوا ضحاياها ويلجأون لها وللشرب لينسوا همومهم ..,لكن رغم كل هذا فقد كان الشرب والتدخين من الممنوعات في أسرتها ,أولاً لمقت امها لهم..وثانياً لأن الغطاس الماهر لا يدخن ابداً ليبقي رئتيه نظيفتين فتساعده على حبس انفاسه اكثر, وهذا ما كانت عائلة البا مشهورة به على مدى سنين طويلة ...
ظل مايك ستينجر يدخن بأستمتاعٍ فترة من الزمن وينفث الدخان دون الأكتراث بتلك التي تجاهد في حبس انفاسها تفادياً لدخول سمومه في صدرها ..تأملها من أعلى رأسها لأخمص قدميها بتمعن...وركز لحظةً على مفاتنها ثم شخر هازئاً وكأنها لم تثر أعجابه ,ليعود ويقيم بتعالٍ ثيابها البالية وحذاها القديم البالي دون أن يعلق..مما اثار توترها وسخطها الذي حاولت بجهدٍ كبير ان تداريه .
أخيراً بدأ يتكلم ببطء وقلة اكتراث سألها بتكلفٍ عن رحلتها ان كانت قد انزعجت منها فهزت رأسها وهمست "قليلاً...." تحدث في مواضيع مختلفة وكانت تجيب بشكل مقتضب, ثم أخيراً اطفأ سيجاره المقيت ومال الى الامام وفي عينيه الثعلبية نظرة من اعتبر كل الكلام الذي قيل سابقاً لم يكن مهما وان ما سيقوله الان هو المهم ...
"اتعرفين طبيعة العمل الذي ستقومين به هنا؟؟"هزت رأسها بإيجاب...فتابع بحزم " سنقوم غداً باختبار بسيط ...كنت ارغب بالقيام به هذا اليوم لكن الوقت ليس مناسبا فقد انتصف النهار "تسائلت سيرينا بفضول عن طبيعة الاختبار الذي يتحدث عنه ,لكنها احجمت ولم تسأله..
عاد يسألها بفضول "الى كم متر تستطيعين الغوص ؟؟"ولمّا اجابته نظر لها بغموض ثم قال بأقتضاب .."سنتأكد من ذلك , وماهي سرعة التي تصلين بها لهذا العمق ."
"دقيقة ونصف..."
" حقا؟؟!! "رفع حاجبيه الكثين ورد مشككاً .
فأجابته بثقة "استعمل طريقة ابي .. "
"الذراع النحاسية "سأل مايك بلهفة وكأنه يريد ان يتأكد .
"نعم "اجابته بأقتضاب.
"ومن يتقنها غيرك" قال بفضول
"اخي كارلوس ..هو من علمني اياها "ردت بتردد وهي تتسائل عن سبب اهتمامه بالأمر
"آه كارلوس..."قال الاسم وكأنه يفكر بأنه كان الشخص الذي يريده..فقالت بسرعة لتؤكد له بأنها كفوءة للمهمة تماماً مثل اخيها حتى تمنعه من مجرد التفكير بأخيها الذي تريد له أن يظل بأمان ليحمي اسرتها ..." انا ماهرة مثله تماماً..."
"حقاً...سنرى ذلك قريباً "رد بغموض وعاد يقيمها بنظراته الفاحصة ثم اجاب "..حسناً اذهبي الان لتستريحي . لان غداً سيكون يوماً حافلاً..."
صاح مايك "رات !!!" فدخل رجل طويل القامة ضخم جثة دميم الملامح وقد اثار مرأه الضيق في نفسها, طلب منه مايك ان يرافقها لمخدع الفتيات فابتسم المدعو رات بخبث وهو ينظر لها بمجون ,لكنها اشاحت وجهها عنه بقرف فكشر عن اسنانه الصفراء بانزعاج ..لكن صوت مايك حذره بحدة.."لا اريد شيئاً أن يزعج الانسة البا فهي سلاحي الجديد ,افهمت ؟" وكان كلام مايك امراً قاطعاً يمنع رات الكريه من ان يقدم على اي حماقة قد تخطر في باله,فهز رأسه وقال بخضوع"امرك سيدي.."
اوصلها رات بدون ازعاج وهذا اراحها كثيراً ,فهي لم تكن في حالٍ تسمح لها بمصارعة هذا العملاق لو تغالظ عليها وضايقها, رغم انها ما كانت لتتردد بضربه لو تجرأ وفعل ...وقد تعجبت من قول مايك انها سلاحه الجديد,فهي لم تدري انها بهذه الاهمية بالنسبة له..لكن هذا اعطاها نوعاً من الثقة..وقد عزمت ان تثبت له انها تستحق ان تكون سلاحه الجديد..رغم عدم معرفتها بطبيعة هذا السلاح ,فكل ما يجول ببالها أن لا تدعه يندم على استقدامها بدلاً من اخيها .
وبعد ان وصلت لمخدعها وجدت ياكو وليلي وعدد من الفتيات الترفيه في استقبالها وقد بدأن يضحكن ويتحدثن بسخرية "ظننا انك تفضلين الخادمات القذرات ..لكن يبدو انك غيرت رأيك وادركت ما فيه مصلحتك..."
نظرت لهن باحتقار وقالت بضيق "الحقيقة انا افضلهن عليكن.... "
"اذا لماذا لم تذهبي معهن...؟ "سألت ياكو بحدة
أرادت سيرينا أن تخبرها بأنها ستعمل كباحثة لكن حتى اللحظة لم تدرك لمَ وضعت هنا وقبل أن تهم بفتح فمها لتجيب جاء صوت روزا الواهن لتقول بأنكسار "ذلك لانها لا تملك الخيار ,انها مثلي تماماً لا خيار لنا.. نحن جواري ,خدم نذهب حيث يطلب منا...وعلينا أن نفعل ما نأمر به ..."ولم تتمالك الصغيرة نفسها واجهشت بالبكاء وسط نظرات الأزدراء من رفيقاتها بينما دنت منها سيرينا وهي تتأملها بألم فقد اوقعها حظها العاثر فريسة لوحوش لا ترحم..كم رغبت في تلك الحظة ان تساعدها ..لكن كيف لها أن تفعل ؟؟؟ وهي عاجزةٌ عن مساعدة نفسها ولا تعرف ما يخبأه القدر لها...كانت روزا الصغيرة على حق .....فهم لا يملكون الخيار..
****************************

ظل ستيف فريسةً لتخبط افكاره المضطربة ومشاعره المختلطة ,فتارة يحاول نسيان انه رأها ويتجاهل مشاعره غير المفهومة اتجاهها بتغليب ظنه السيء الذي كونه عن النساء منذ زمن وبأنهن مجرد ساعيات وراء الثروة والمال لا اكثر ,وأن لا شيء يربطه بها سوى رغبته بها لتكون تسليته ليلة الحفل ولتدفئ سريره لليلة واحدةٍ قبل أن يغادر ولا شيء اخر يثيره بها,لكن بمجرد أن تلوح امامه صورتها وهي تسير بارتباك وتخبط يعود اليه ذلك الضعف الذي سيطر عليه من حيث لا يدري...لعن في نفسه لحظة التأثر والرقة التي انتابته وهو في بيت كاس... فلولا تأثره بما رأه من مشهد عائلي حميم بين كاس واميليا لما تحركت مشاعره المدفونة تلك..والتي نسيها منذ زمن...
"هل هذا هو السبب بأنشغالي بها...لأنها ببراءتها وخوفها ذكرتني بأميليا (تسائل بشكٍ ما لبث ان نفاه بقوة )...كلا ليس هذا السبب فقط فأنا افكر بها منذ لقائنا في ريفيجيز ,وحينها لم تبدو مرتبكة وخائفة بل...مثيرة وجذابة وقوية...ومختلفة..اجل مختلفة "
ادرك انها مختلفة منذ أن وقعت عيناه عليها ,لم يكن الأمر يتعلق بجمالها وحسنها فهذه تركيبةٌ رأها كثيراً بين بنات جنسها ,لكنها تمتاز عنهم بسحرها وغموضها وعنفوانها الذي لم يصادف مثله ابداً ,لقد لفتت نظره منذ أن كانت واقفةً بين الجموع تنظر له بأعجاب دون ابتذال ,اثارت حماسته فتبعها والفضول يحذوه ليتعرف بها لعله يكشف سر تميزها وانجذابه لها ,وحين رأها تضرب ذلك الشاب الحقير الذي حاول التعدي عليها اثارت اعجابه وتقديره ,وزادت من رغبته بالتعرف اليها ...وحين صدته بجرأة ورفضت رفقته ولم تأبه به ولا بكل ما يمكنه ان يقدمه لها ,اسرته واشعلت في نفسه مشاعر التقدير والاحترام التي يظن ان قلة من النسوة يحظين بها ..لا ليست مشاعر التقدير والأحترام فقط بل امرٌ اخر ...امرٌ خفي مثير لا يدري كنهه...
لكنه لا يلبث ان يذكر مصيرها المحتوم الذي سيقت له فيثور غضبه "لماذا كان عليها ان تأتي ؟؟؟لماذا لم تظل في ريفيجيز؟؟؟ لمَ كان عليها أن تكون فتاة ترفيهٍ لعينة....لماذا؟؟؟" فكر بسخط "لأنها جاءت مكرهة "هتف صوتٌ في داخله ..."اجل هي كذلك ,اليس هذا حال الكثيرين هنا !!.." وشعر بحيرة وضيق فماذا سيفعل ,فان صارت فتاة ترفيه فالقانون يمنعها ان تكون رفيقته وحده ...بل ستكون لمن يريدها...إلا إن اشتراها لنفسه ,وهو ليس احمقاً ليبدد تعب السنين على فتاة ترفيه لعينة ...
" اللعنة "صاح بصوتٍ عالٍ فنظر له اصحابه الذين يتناولن طعام الفطور ولم يخفى عليهم تكدر صاحبهم منذ ليلة امس...سأله كاس باستهجان "ما خطبك شارك.؟؟" لكنه بقي صامتاً ولم يجبه ,فعاد كاس يسأل بأهتمام "هل انت متوعك؟؟فأنا اراك شاحباً"
"لا شيء كاس..لا شيء" رد بحنق وهو لا يستطيع منع نفسه من التفكير بها ,وراودته فكرةٌ مجنونة بأن يذهب ويأخذها فوراً ويرحل بعيداً...بعيداً جداً ,تماماً كما فعل كاس مع اميليا..أجل ...سيشتريها ويحررها لتكون له وحده ,لكن... هل ستقبله كما قبلت اميليا بكاس...,وحتى أن قبلته ورضيت به فهناك فرقٌ بينه وبين كاس ,فهو لا يريدها زوجة....هو لا يريد زوجة او اطفالاً او اي اسرة...ازاح صحنه بغضب فتناثر الطعام منه ...عندها هتف به صديقه العجوز بهرام
"ما الامر يا بني انت لست على حالك منذ غادرنا كازمايا ..ما الامر يا شارك؟" قال الرجل الهندي فهو يعرفه جيداً ويدرك أن امراً جللاً اصابه ليتكدر بهذا الشكل ,نظر ستيف الى بهرام نظرة عصبية وقال بحدة " لا شيء جوبا قلت لكم لا شيء"لكن صراخه العصبي اثبت للعجوز بهرام ولكاس انه هناك شيئاً يحصل معه بالفعل وأن انكره ,التزم كاس بالصمت فهو يدرك طبيعة ستيف فحين يكون منزعجاً هكذا لا مجال للحديث معه ,لكن بهرام يملك الحظ الاقوى للتأثير على ستيف لقوة الرابطة بينهما فبهرام بمثابة الاب له,لذا تجرئ وعاد يلح في معرفة ما اصابه ,فرمقه ستيف محذراً من ان يسترسل بتطفله فهو ليس في مزاج يسمح بذلك...فلاذ العجوز اخيراً بالصمت ,حين ادرك ان لا أمل في دفعه للكلام ..
فتح الباب فجأة واندفع منه رجل طويل القامة مفتول العضلات,عسكري المظهر في نحو الخمسين من العمر ,صاح بهم بحدة"ماذا تفعلون هنا ؟؟ هيا اخرجوا للسطح الان..". كان هذا جاك مايرز رئسهم في العمل .
كان جاك ..رجل في الخامسة والخمسين من العمر رشيق الجسم قوي البنية وسيم الملامح وان خسر بعض شعره ,لكن ذلك لم يقلل من وسامته شيئاً, كان رئيس مجوعة ستيف المكونة من أربعة باحثين بمن فيهم ستيف بالاضافة الى اثنين يعملون على الرافعات ومهندس صيانة وعدد من الحمالين ,وكانت هذه المجموعة في منافسة مستمرة وحادة مع مجموعة مايك ستينجر ..
"لماذا يا سيدي؟" سأل احد الرجال بدهشة "الم تقل ان اليوم ايجازة لان الناقله معطله ..."
"نعم لكن ستينجر يريد ان يعمل اختبار غوص لباحثه الجديد ,هل يعلم احدكم من يكون ؟؟" سأل جاك بفضول فهز الجميع رأسهم بالنفي ..
"لم نرى اي رجل يمكن ان يكون باحثه الجديد ..."علق كاس وهو ينظر لستيف وبهرام الذين هزا رأسهما نفياً..
"لا بأس .. هيا بنا ..فهو سيجرى اختبار سرعة الغوص الان, لم يسبق لستينجر أن اجرى فحص سرعة الخوص وهذا يعني ان لديه باحثاً مميزاً ,يجب ان نرى ما سيكون عليه الامر فمايك لن يجازف بعمل اختبار الغوص بالعلن الا اذا كان واثقاً من مهارة باحثه الجديد...". ترك الرجال ما في ايديهم وساروا خلف رئيسهم والفضول يدفعهم لمعرفة منافسهم الجديد حتى وصلوا الى سطح السفينة ,كانت مجموعة مايك ستينجر مجتمعة هناك وتقوم بترتيباتها ,وقد تحلق عدد من الرجال والنساء العاملين على ظهر السفينة ينتظرون اجراء الاختبار بشوق...فقد كان الامر دائماً مبعثاً للأثارة والتنافس
وقد جاء لمراقبة الاختبار ايضاً قائد الحملة الربان (بروس ولمر) ومساعده (ماركو منسيني), فكر ستيف وهو يقترب من المنصة
" من هو المنافس الجديد ؟؟" لكنه لم يستطع ان يرى شيئاً,فهامة ستينجر العريضة قد حجبت جسد الغواص الجديد .
"لا بد ان هذا الغواصٌ ضئيل الحجم فهو لا يُكاد يُرى" علق ستيف ساخراً لبهرام وهما يسيران خلف جاك فهز بهرام رأسه موافقاً ,لكن ما ان استقر ستيف واقفاً بالقرب من زملائه حتى اذهلته المفاجئة....
دنى جاك مايرز من امرأة جميلة ووضع يده على كتفها وسأل بفضول "كيف الوضع يا عزيزتي فَيْث ؟؟"
كانت فيث زوجة جاك وهي تعمل كطبيبة في الحملة , وهي سيدة جميلة ذات شعر اشقر ووجه حسن جميل القسمات ,وهي الطف من على ظهر السفينة كما يردد بهرام دائماً..نظرت فيث اليه بحب وقالت بفكاهة "لن تصدق الامر ياجاك !!! لن تصدقه ابداً أنظر هناك " وأشارت لحيث يقف ستنجر ,فهتف جاك بدهشة " فتاة ؟!!..هل جن ستينجر...احضر فتاة لتعمل كغواصٍ باحث..؟؟"
وكأن مايك سمع ما قاله جاك فالتفت اليه وابتسم بخبث وهو يرى الدهشة مرسومة على وجه جاك ,ثم عاد ليخاطب سيرينا التي كانت تستعد للقيام باختبار الغوص ,لم تكن معتادة على هذا الجمع الغفير لكنه لم يكن يخيفها فسألت مايك بتعجب "لمَ كل هؤلاء الاشخاص هنا.؟؟؟".
"ليروكِ.. . اظهري براعتك يا فتاتي ... واكدي لي ان اموالي لم تذهب سداً .""..قال مايك بغطرسة..
اعاد كلامه عن المال افكارها للوراء ,فهو يذكرها بأنه سدد دينهم وساعد اهلها وهو يتوقع ان يكافأ على ذلك...يجب ان تكون تعويضاً جيداً عن كارلوس..
فقالت بثقة "هذا ما سيكون " ...ابتسم مايك وربت على كتفيها وتابع مشجعاً .."هذه فتاتي ..هيا "
كانت سيرينا ترتدي ثياب غطسٍ مطاطية سوداء - اعطاها اياها ستينجر - احاطت بجسدها الرشيق فاظهرت مدى جماله ورشاقته , ورغم احتجاجها عليها –فهي لم تعتد ان ترتدي هكذا ثياب – لكن ستنجر اصر على ذلك فقد كره منظر ملابسها البالية ,كان لباسها يصل الى منتصف ساقيها وبلا اكمام فاظهر كتفيها وذراعيها القويتين ,كانت تقف عارية القدمين فهي لم تعتد لبس الزعانف في قدميها عند قيامها بالغطس الحر,لأن معدات الغطس رفاهية لا يحلم بها صيادوا الصفيح.. ,ولم تكن بحاجة لأي شيءٍ من معدات الغطس ,فهي –كحال معظم ابناء الصيادين – تمارس الغطس الحر منذ طفولتها وتجيد حبس انفاساها لفترة طويلة ,ولهذا باتت ترى جيداً تحت الماء دون الحاجة لأي نظارات خاصة ,فقد تكيفت عيوناها على رؤية تحت الماء بشكلٍ جيد على خلاف غيرها من البشر الذين لا يستطيعون النظر تحت الماء بدون حاجزٍ واقٍ ,فأبناء الصيادين يمارسون الخوص منذ الصغير ومع التدريب يستطيعون فتح اعينهم تحت الماء وحبس انفاسهم لفتراتٍ طويلة.وهذه الامور مرغوبة لدى ستينجر لانها تعفيه من تأمين ادوات الغطس التي تكلف الكثير من المال ,فالمعدات تتلف بسرعة وبحاجة للصيانة مستمرة وهذا يعني المزيد من المال المهدور برأيه.....
انحنت سيرينا واخرجت من حقيبتها هيكلا نحاسيا على شكل قفازٍ متصلٍ بسلسلة خفيفة ,وذلك لاعطاءها قوة واندفاعا لتدخل الماء بسرعة,وتغطس لمسافة كبيرة في مدة زمنية قصيرة.. طلبت من مايك ان يساعدها في ارتداءه , وأن يثبت السلسلة خلف اكتافها ,وبمجرد ان رأى جاك هذا القفاز حتى هتف بصوت مخنوق اشبه ما يكون بالهمس "قفاز البا!!" نظرت زوجته فيث نحوه بحيرة واسألته بدهشة "ماذا ؟؟ "لكنه لم يجب..وظل يحدق بسيرينا بذهول..
كان ستيف في حالة صدمة ..فهو لم يفق بعد من صدمة ظهورها على السفينة ,ليتبين له الآن انها الباحثه الجديدة لمنافسهم المقيت مايك ستينجر ...
"لا..لا .. هذا أسوء مما تصورت" صاح بأنزعاج.. خوفه من ان تعمل كفتاة ترفيه لا يعادل خوفه عليها الان ,هذه مهمة خطرة على الرجال, فكيف الحال مع النساء وليست اي امرأة بل شابة ضئيلة الجسم رقيقة.. . للحظة تذكر قتالها مع صديقها ليلة التقاها اول مرة لكن دفاعها المبرر عن نفسها لا يعني قدرتها على هذا العمل الخطر... حتى بالنسبة لرجل صلب مثله يجيد مثل هذا العمل,فأنه يواجه اخطار قد تقضي عليه في اي لحظة كانهيار الابنية تحت الماء اثناء البحث واسماك القرش ...ناهيك عن ... هذا ..!!!"هل سيجعلها هذا الطماع ستينجر تقفز من هذا الارتفاع الشاهق ؟." تسائل بذعر ,فحتى هو من يعتبر امهر غطاسٍ باحث في السرب كله يعتبر القفز من هنا تحدٍ خطر لا يقوم به الا اذا اضطر لذلك ....
اراد ان يترك مجموعته ويذهب ليضرب الحقير ستينجر وينقذها من براثنه ,وما ان تحرك ليفعل حتى كانت قد بدأت بالركض بسرعة نحو الحافة ثم قفزت بقوة هائلة مشكلة قوساً كبيراً قبل ان تتخذ وضعية الغطس التقليدية وتدخل الماء بسرعة لا مثيل لها جرى ستيف مذعوراً نحو حافة منصة القفز ولحقه الكثيرون وهم يشعرون بالدهشة والاثارة من جرأتها و مهارتها ,اخذوا يصرخون ويهتفون بدهشة بينما هو يتمزق خوفا عليها.. هم باللحاق بها لينقذها لكن يداً حديدية امسكت بكتفه لتمنعه ,فألتفت بحدة ليرى بهرام يمسكه بقوة ليمنعه من ان يلحق بها..
لقد لاحظ الرجل العجوز تبدل حال صديقه الشاب بمجرد ان وقع بصره على تلك الفتاة ,وادرك بفطنته وخبرته بأن هناك ما يربطهما ولعلها تكون السبب في اضطرابه الملحوظ ,وبعد ان رأى شحوب وجهه وتبدل حاله بمجرد رؤيتها تأكدت ظنونه وادرك ان شارك يعرفها وربما يكون مهتماً بها , لذا ما ان رأه يهم باللحاق بها حتى امسكه بيديه الحديديتين اللتان لم تُضْعِف قوتهما سنواته الستون...قال بهرام بهدوء
"لا تفسد الامر يا بني ..انها تخدم ستينجر...ولا سلطة لنا عليها..اتفهم..؟" كان ستيف يدرك الامر ويعرف ان القانون يمنع اي شخص في التدخل بشؤون منافسه.. لكنه لم يكن يبالي ساعتها بالقوانين...لذا حاول التملص ليذهب لأنقاذها ضارباً بكل الانظمة والقوانين عرض الحائط لكن بهرام ظل يمسكه بقوة وثبات وهو يقول بأصرار " اهدأ ...أهدأ ولا تثر حرباً جديدة نحن في غنىً عنها .."
"لكن..يا جوبا ...انها.." ولم يكن يدري ما يقول فرؤيتها تقفز من هذا الارتفاع الشاهق عقد لسانه
رد العجوز مطمأناً "لا تخف ..انها تغطس بطريقة تياجو البا...ربما تكون ابنته فهذا اسلوبٌ مبتكر لا يعرفه احدٌ سواه ,فأن صدق حدسي فلا داعي لأن تخشى عليها فهي امهر منا جميعاً " ابتسم العجوز ذو الوجه المجعد واخذ يراقب الوضع بصمت وستيف يغلي داخلياً كمرجل ماءٍ حار ,ورغم أنه لم يفهم كلمة مما قالها بهرام لكنه يدرك بأن صاحبه العجوز ذو خبرة وباع طويلين في الغطس..ويعرف اموراً يجهلها هو...
"من تياجو هذا ؟؟" هتف ستيف دون ان يدير رأسه عن صفحة الماء حيث غطست لكن بهرام هز رأسه وقال .. "سأخبرك لاحقاً...الآن فقط راقب ما سيحصل "

وقف مايك يراقب ساعة المؤقت التي يمسكها بينما يراقب حبل القياس الذي ربط بسيرينا يغطس خلفها بسرعة مشيراً الى عدد الامتار التي وصلتها اثناء غطستها المدهشة , كانت الامتار تزداد وغبطة مايك تزيد مع كل متر جديد, فهذه الصغيرة ستكون صيده الثمين الذي طالما انتظره ,استقر الحبل على عمق مئة متر خلال اقل من دقيقة ,ضحك مايك مجلجلاً بغبطة وهو ينظر الى منافسه وخصمه وعدوه اللدود جاك مايرز بحقدٍ وشماتة ولسان حاله يقول "لن تستطيع هزيمتى بعد اليوم يا جاك فقد احضرت من ستهزمكم جميعاً..باحثتي الصغيرة.."ثم نقل بصره نحو زوجته الحسناء الدكتورة فيث وكأنه يقول" قد خسرت كثير حين أخترته يا فيث"
افاق مايك من احلامه على صوت رات القلق وهو يقول " سيدي انظر الى حبل القياس " كانت المسافة قد زادت عن مئة وعشرين متراً, وهنا بدأ الشك يعتريه بأن بطلته الجديدة ربما اغمية عليها من قوة السقطة ,فأمر رات باستياء ان يسحبها وماهي الا لحظات حتى خرج الحبل وكان مدلاً في طرفه قفاز البا النحاسي ..سرت بين الحاضرين همهمة عن مصير تلك الفتاة التي القى بها رئيسها في التهلكة, وبدأ الغضب يجتاح ستينجر وكاد ان يرسل احد ليبحث عنها ويستخرج جثتها لولا ان خشي اظهار الهزيمة امام خصمه اللدود فقرر التأني ...
لم يعد ستيف قادراً على الصبر اكثر مضت أكثر من خمس دقائق ولم تظهر سيرينا فدفع بهرام بقوة ..واتجه صوب الحافة ليقفز.. عندها تعالى الهتاف والتهليل ...فنظر الى حيث اشار الناس فرأى راساً صغيراً يظهر على صفحة الماء..تنفس الصعداء وانهار على الارض فلم تعد قدماه تحملانه ..وابتسم لتلك الجميلة التى تفاجأه دائماً بافعالها..اقترب منه بهرام وربت على كتفه..وقال بثقة وهو يضحك " الم اقل لك لا تخف...انها ابنة تياجو البا بالتأكيد"
"من ؟؟" عاد ستيف يسأل بأرتباك..
*******************************
بينما كان الجميع في دوامة الحيرة والقلق كانت ابنه تياجو البا تستمتع بالغطس الذي حرمت منه منذ ان غادرت القرية , فحين وصلت للعمق المطلوب ..تخلت عن قفازها ,وربطته بالحبل ,وبدأت تسبح بحرية في المياة الجميلة...كان المنظر في الاسفل مدهشاً .
"هنا يبحثون اذا؟؟" حدثت نفسها بذهول وهي ترى عالماً اخر لم تشاهد مثله من قبل ,عالماً غارقاً تحت الماء ...بقايا مدنٍ عملاقةٍ قديمة ممتدة امامها بمنظر مهيب..ابنية منهارة كانت فيما مضى تناطح السحاب , مدنٌ كانت تعج بملايين البشر ثم صارت اثراً بعد عين.. تجولت بين الدمار بالنبهار ..ثم لفت انتباهها شيئ يلمع بين الركام ..فذهبت بفضولٍ لتستكشف ما هو؟
خرجت من الماء وسبحت باتجاه المنصة المنخفضة ,حيث كان مايك وفريقه في أنتظارها ..خشيت ان ينتقدها مايك لتعمدها التأخر ..لكن الابتسامة الواسعة التي ظهرت على وجهه اعلمتها انها كانت عند حسن ظنه..وهذا اراحها...فهي ستكون البديل المناسب عن كارلوس..كانت سعادة مايك لا توصف ,فبعد ان خشي ان يكون رهانه على براعة هذه الفتاة قد فشل ببقاءها تحت الماء هذه المدة بدون ادوات غطس او هواء ,اثبتت له ولغيره انها حورية بحرٍ فعلاً..
مد رات يده لينتشلها من الماء, فتجاهلتها وألقت له بما وجدته (وكان عبارةً عن جهاز اسطواني الشكل فضي اللون في وسطه شريحة زرقاء تومض بأستمرار ) كانت هذه بطارية طاقة متجدد مما درج الناس على استعمالها قبل الكارثة,عثرت عليها بين الانقاض فزادت غبطة مايك وتباهيه فكل بطارية من هذا النوع يتم العثور عليها تعدل عشر نقاط وحدها...سر كثيراً فها هي باحثته الصغيرة تذهلهم وتجد كنزها الاول وبسرعة كبيرة, خرجت لوحدها من الماء دون مساعدة احد ,فسارع احد زملائها الجدد بأعطائها منشفة وتحلق باقي زملائها حولها يهنؤنها فزميلتهم الجديدة أثبتت لهم انها جديرة بالعمل معهم.....
سارت سيرينا خلف مايك المختال زهواً بسلاحه الجديد..وعيون المعجبين تلاحقها وفجأةً تجمدت واقفةً حين لمحت ستيف بين الحاضرين..كان يراقبها بأهتمام شديد وقد علت بسمةٌ غامض شفتيه ...لم تدري اتفرح بها ام لا ...لكن مايك لم يمهلها لتفكر بالأمر فقد ضمها تحت جناحيه بتملك وسار مختالاً بين الحضور ,لذا اشاحت وجهها عن نظرات ستيف الحارقة التي تثير جنونها لجهلها بحقيقتها ...
وضع بهرام غليونه في فمه وقال بتهكم .."هل انت بخير يا فتى؟" فهز ستيف راسه وقال بوهن "لا ادري!!!! حقاً لا ادري.."
ربت بهرام على كتفه وقال بغموض "سنشهد معركةً جديدةً بالتأكيد " ضيق ستيف عينيه وهو يتتبع بحنق الطريقة المتملكة التي احتضن بها ستنجر سيرينا ,وفكر بحنق وغيظ " اجل ...ستكون معركةً بالتأكيد ..."



التعديل الأخير تم بواسطة سما نور 1 ; 06-11-17 الساعة 08:27 PM
ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 10:17 AM   #45

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الخير والسعادة ..
شكرا ريبانزيل حبيبتي على الفصل وعلى الإهداء ..
يعطيك العافية وموفقة يا رب ..

حياة البؤس والشقاء في ما جمعتهن على ظهر تلك السفينة ..
بطريقة أو بأخرى ..
فضحين ورمين أنفسهن نحو المجهول ..
من أجل أسرهن فلم يملكن حق الاختيار ..
هي الظروف القاهرة التي أجبرتهن على ما هن عليه ..
وياكو وليلي واجهة مزيفة للقهر والتشوه الذي بداخلهما ..
فهما فعلا تخدعان أنفسهما قبل غيرهما ..
روح مشوهة وجسد منتهك مدنس ..
فأي متعة وأي ترف هذا الذي تدعيانه ..
وهما والكثير من أمثالهما هناك لسن سوى بضاعة ،تسلية ووعاء يفرغ فيهن البحارة رغباتهم ..

ستيف من البداية فاقد الثقة في النساء ..
وآخد نظرة سيئة عنهن ..
ورؤيته لسيرينا من اعتقد أنها قد تكون مختلفة بعد لقاؤه بها أول مرة ..
وكل ذاك الأثر الي تركته بنفسه ..
لرؤيته لدفاعها عن نفسها وعدم استسلامها لمارك ..
وكذا رفضها لمصاحبته تلك الليلة رغم كل ما قد تحصل عليه منه ..
رؤيته لها هناك ومع تلك المجموعة خصوصا ..
عزز نظرته السيئة تلك ..
بل ضاع ودخل في صراع أفكار ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 10:28 AM   #46

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


يبدو أنها فعلا سيطرت على أفكاره وتغلغلت بداخله ..
إذن فالصراع الحقيقي قادم ..
بعد أن أثببت جدارتها في الغوص ..
ستكون مقربة من مايك ..
وهذا سيجعل ستيف يثور ويحترق ..
خاصة أن مهمتها محفوفة بالمخاطر ..
فهو خير مجرب ..
متى سيكون لقاءهما وجها لوجه بمفردهما ..
وكيف سيمر يا ترى .. ؟
بانتظار القادم ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 10:34 AM   #47

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريبانزيل مشاهدة المشاركة
سلامي للجميع ...لقد احببت صديقاتي ان ابقي الفصول مفتوحة لتكون متاحة لقراءة الجميع لكن يبدو ان المتابعة ضعيفة لذا اذا استمرت المتابعة بهذا الشكل فلن اكمل تنزل الفصول الا اذا لقيت تفاعل يدلني على ان هناك من يتابعني ....واستميحكم عذرا

اولا الف مبروك للرواية
انت قلم ساحر لا تكسري ذاتك
كملي يا قمر حتى لو كتبتي لنفسك بس
لاننا نكتب لهوايتنا ومزاجنا الخاص
لست اقصد هنا سوى تشجيعك ان كسرتي قلمك لن تجديه
نحن متابعين معك بامر الرحمن
خلينا نتذوق ذاك اللون الجديد
من الخيال
تسلم ايدك حنو
شكراااااااااااااااااااااا ا لمجهودك وشكرا لسما نور على المجهود القيم
امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 10:42 AM   #48

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Just Faith مشاهدة المشاركة

اولا الف مبروك للرواية
انت قلم ساحر لا تكسري ذاتك
كملي يا قمر حتى لو كتبتي لنفسك بس
لاننا نكتب لهوايتنا ومزاجنا الخاص
لست اقصد هنا سوى تشجيعك ان كسرتي قلمك لن تجديه
نحن متابعين معك بامر الرحمن
خلينا نتذوق ذاك اللون الجديد
من الخيال
تسلم ايدك حنو
شكراااااااااااااااااااااا ا لمجهودك وشكرا لسما نور على المجهود القيم
امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووه

كلامك رائع كالعادة ومشجع دوماً يا من دعمتنا كثيراً وساعدتني شخصياً في بداية مشواري معك حق وهذا ما افكر به ساستمر حتى ولو كتبت لنفسي وقرأ لي شخصٌ واحد فيكفي انها تجربة ممتعة رائعة تستحق كل المجهود الذي بذل فيها وشكراً لك صديقتي


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-11-17, 10:49 AM   #49

ريبانزيل

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية ريبانزيل

? العضوٌ??? » 353483
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 5,383
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » ريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond reputeريبانزيل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
I have hated the words and I have loved them and I hope I have made them right
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة

صباح الخير والسعادة ..
شكرا ريبانزيل حبيبتي على الفصل وعلى الإهداء ..
يعطيك العافية وموفقة يا رب ..

حياة البؤس والشقاء في ما جمعتهن على ظهر تلك السفينة ..
بطريقة أو بأخرى ..
فضحين ورمين أنفسهن نحو المجهول ..
من أجل أسرهن فلم يملكن حق الاختيار ..
هي الظروف القاهرة التي أجبرتهن على ما هن عليه ..
وياكو وليلي واجهة مزيفة للقهر والتشوه الذي بداخلهما ..
فهما فعلا تخدعان أنفسهما قبل غيرهما ..
روح مشوهة وجسد منتهك مدنس ..
فأي متعة وأي ترف هذا الذي تدعيانه ..
وهما والكثير من أمثالهما هناك لسن سوى بضاعة ،تسلية ووعاء يفرغ فيهن البحارة رغباتهم ..

ستيف من البداية فاقد الثقة في النساء ..
وآخد نظرة سيئة عنهن ..
ورؤيته لسيرينا من اعتقد أنها قد تكون مختلفة بعد لقاؤه بها أول مرة ..
وكل ذاك الأثر الي تركته بنفسه ..
لرؤيته لدفاعها عن نفسها وعدم استسلامها لمارك ..
وكذا رفضها لمصاحبته تلك الليلة رغم كل ما قد تحصل عليه منه ..
رؤيته لها هناك ومع تلك المجموعة خصوصا ..
عزز نظرته السيئة تلك ..
بل ضاع ودخل في صراع أفكار ..
..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء مشاهدة المشاركة

يبدو أنها فعلا سيطرت على أفكاره وتغلغلت بداخله ..
إذن فالصراع الحقيقي قادم ..
بعد أن أثببت جدارتها في الغوص ..
ستكون مقربة من مايك ..
وهذا سيجعل ستيف يثور ويحترق ..
خاصة أن مهمتها محفوفة بالمخاطر ..
فهو خير مجرب ..
متى سيكون لقاءهما وجها لوجه بمفردهما ..
وكيف سيمر يا ترى .. ؟
بانتظار القادم ..
..
تحليل رائع وفي مكانه فعلاً فحين تتحكم بمصائر البشر قوانين وضعية ظاهرها طيب وباطنها خبيث تصنف الناس وتقسمهم وتنتهك حرياتهم وتبيعهم وتشتريهم فالبشرية لم تنقذ بل على وشك الأنقراض الذي تخشاه حكومة المدينة الفاضلة ...لذا على الشرفاء الأحرار ان يحاربوا لنيل حريتهم وتحقيق العدالة الأجتماعية المنشودة ....


اما بالنسبة لسيرينا فهي رغم بسالتها وقوتها الظاهرية في داخلها هشة ورقيقة وتجهل الكثير لأنها لم تغادر يوماً قريتها المضعضعة وهذه اول تجربة حاسمة في حياتها ستواجهها وتتعلم منها ...لقائها بالستيف قريب لكنه لن يكون سهلاً فقد باتا الآن يعملان في مجموعتين متنافستين وبين مايك ستنجر وستيف ماضيٍ شائك لم يكشف بعد ....سيقف حائلاً بينهما حتى النهاية ....التي ارجو ان ترافيقينا فيها يا صديقتي الغالية


ريبانزيل غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-11-17, 07:32 PM   #50

mimichita
 
الصورة الرمزية mimichita

? العضوٌ??? » 402178
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » mimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond reputemimichita has a reputation beyond repute
افتراضي

احببت شخصية سيرينا بحق شجاعتها و قوتها و كل شيئ عنها شارك المسكين متخبط في افكاره و شكهحول سيرينا فرحت بشدة عندما اثبتت سيرينا عن جدارتها ترى ما المستقبل الذي ينتظرها


شكرا شكرا اختي احببت روايتكي بشدت ارجوووووووووووووووووووووو وووووووووكي اكمليها


mimichita غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.