آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          250 - غرام عبر الاثير - ربيكا وبنترس - عبير مكتبة مدبولى الصغير (الكاتـب : samahss - )           »          ماسة و شيطان - ج1من س هل للرماد حياة!- للآخاذة: نرمين نحمدالله -زائرة*كاملة& الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي من الشخصيات أحببتم الترابط و التفاهم بينهم؟! و استطعت إيصال مشاعرهما لكم!
يوسف و مرح 146 54.89%
مصطفى و جميلة 130 48.87%
معاذ و ورد 22 8.27%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 266. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree168Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-18, 04:18 PM   #141

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
صباحك ورد
تعليق بجد بقى بعد ما فقت من صدمة القتيلة ههههههههههه
طبعا مرح هتعيش و الا مين يكمل الرواية انا مثلا 🤔🤔🤔🤔
يوسف الصايع الضايع زير النساء المخروم مش مخلي واحدة تفلت منه ااااااخ منك و قال زعلان ان زينب ام بنتك طيب بالنسبة لانك ابو بنتك يا فلاتي يا اولعبان ياللي بتحري وراك النسوان ههههههه على راي يوسف وهبي
مصطفي و تم الجواز و بيقولك عقد قران و ناحل اتمام الحواز صدقتك انا يا درش و شيفاك و انت منزل ايديك و باعد عينك ده لولا يوسف كان زمان جميلة حامل في تؤام دلوقتي
المهم احساسي بيقول لن وراء اختفاء عيبة جميلة سر منيل بنيلة هيقلب حياتهم تماما
ابو مرح لا تعليق لا بجد لا تعليق
الفصل رااااائع يا ملك ابدعتي
😂😂😂😂😂😂😂 والله كل مرة أتذكر تعليقك عن البوسة بموت بالضحك...

شوفتي حقارة يوسف... بيهاجم زينب ولا شايف حالو... مش ممكن الأنثى تمر من جانبو دون ما يلمحها.
على قولتك....مصطفى بيكذب على مين... و المتعوسة جميلة صارت حلاله....مش بعيد بعد اسبوعين تصير حامل.... عندنا بنقول " الله ينجيك من المشتاق اذا ذاق" 😂😂😂


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-18, 04:19 PM   #142

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة essonew مشاهدة المشاركة
بوظت اليوم لمصطفي كده ساب جميله ومشي
مرح كل فصل قلبي يتوجع عليها بجد اب مفيش عنده ذره رحمه
😂😂😂😂😂😂 مرح النكدية ما تخلي حدا يتهنى 😂😂😂😂😂


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-18, 05:16 PM   #143

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

فصل مشوق
مصطفى اللي عقد قرانو مع جميلة لكن ما زال هناك بعض التردد فيه وإن كان معجب فيها ويمكن بحبها كمان
اعتقد لأنو طوال حياته عاش في عزلة عن الناس واقصد هنا من غير ما يقترب منهم ويتفاعل معهم ويكون صداقات إلا يوسف
والدة مصطفى مع انها بتحب جميلة زي بنتها وبتعطف عليها لكن بداخلها غيرة اولا لأنو جميلة الوحيدة اللي قبل مصطفى يسمحلها تقرب منو وهي أمو اللي عاشت معو طول حياتها مفتقدة تضمو ومو قادرة وثانياً لأنها مو شايفة بجميلة الزوجة المثالية اللي كل الحموات بحلمو فيها...
مرح اللي طلعت أو بالأحرى لسا ما طلعت من حادثة شنيعة اذت جسدها وروحها..المفروض لما ترجع على بيتها(ان كان يسمى بيتها بالفعل) تلاقي كل وسائل الراحة النفسية وكل أهلها يوقفو جنبها لكن لما رجعت ما لقت غير الحقد والكره الأعمى والاتهام باشي هي ما ألها ذنب فيه.. وآخر شي وجدت انها رح ترجع لزوجها المغتصب فرح ينعاد كل شي صارلها من أول وجديد... ففضلت الموت على أنها تعيش بجحيم.....
يوسف اللي حاول ينقذها بعد ما استنجدت في لكن بالوقت الضائع... فهي اختارت الانتحار
السؤال هون هل سيستطيع انقاذها؟ ام لا...

إعذريني على التأخير بس بتعرفي الامتحانات وما تفعل


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-18, 06:42 PM   #144

Roqaya Sayeed Aqaisy

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Roqaya Sayeed Aqaisy

? العضوٌ??? » 345099
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,439
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Roqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond reputeRoqaya Sayeed Aqaisy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حبيبتي لوكا الف مبروك نزول روايتك ... يارب تلاقي النجاح والموفقية الرواية فعلا رائعة ومتميزة

Roqaya Sayeed Aqaisy غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 07-01-18, 08:51 PM   #145

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roqaya sayeed aqaisy مشاهدة المشاركة
حبيبتي لوكا الف مبروك نزول روايتك ... يارب تلاقي النجاح والموفقية الرواية فعلا رائعة ومتميزة
روكا 😍😍😍😍 شكرا حبيبتي لمرورك العطر... ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-01-18, 12:44 PM   #146

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة siaa مشاهدة المشاركة
فصل مشوق
مصطفى اللي عقد قرانو مع جميلة لكن ما زال هناك بعض التردد فيه وإن كان معجب فيها ويمكن بحبها كمان
اعتقد لأنو طوال حياته عاش في عزلة عن الناس واقصد هنا من غير ما يقترب منهم ويتفاعل معهم ويكون صداقات إلا يوسف
والدة مصطفى مع انها بتحب جميلة زي بنتها وبتعطف عليها لكن بداخلها غيرة اولا لأنو جميلة الوحيدة اللي قبل مصطفى يسمحلها تقرب منو وهي أمو اللي عاشت معو طول حياتها مفتقدة تضمو ومو قادرة وثانياً لأنها مو شايفة بجميلة الزوجة المثالية اللي كل الحموات بحلمو فيها...
مرح اللي طلعت أو بالأحرى لسا ما طلعت من حادثة شنيعة اذت جسدها وروحها..المفروض لما ترجع على بيتها(ان كان يسمى بيتها بالفعل) تلاقي كل وسائل الراحة النفسية وكل أهلها يوقفو جنبها لكن لما رجعت ما لقت غير الحقد والكره الأعمى والاتهام باشي هي ما ألها ذنب فيه.. وآخر شي وجدت انها رح ترجع لزوجها المغتصب فرح ينعاد كل شي صارلها من أول وجديد... ففضلت الموت على أنها تعيش بجحيم.....
يوسف اللي حاول ينقذها بعد ما استنجدت في لكن بالوقت الضائع... فهي اختارت الانتحار
السؤال هون هل سيستطيع انقاذها؟ ام لا...

إعذريني على التأخير بس بتعرفي الامتحانات وما تفعل
حبيبتي لا تعتذري أبدًا.... حياتك الدراسية أولى.
بالنسبة ل مصطفى و أخيرًا راح تتنفس جميلة الصعداء أنها اصبحت زوجته...و هو الآن يقترب زي ما يحب... و مش راح يلاقي مضرب بايسبول تابعو من وراء 😂😂😂

مرح.... كان الحل المنطقي بالنسبة لها في تلك اللحظة، لا يوسف يجيب و لن يرحمها والدها.... الإنتحار كان خلاصها الوحيد.

سهى قيسيه likes this.

ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-18, 07:46 PM   #147

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور ياعسل❤❤

Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-18, 08:01 PM   #148

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khawla s مشاهدة المشاركة
تسجيل حضور ياعسل❤❤
❤❤❤❤ بعد نصف ساعة راح نزل الفصل ❤❤❤❤❤❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-18, 08:15 PM   #149

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحادي عشر:

قراءة ممتعة 💋

**************

- " أليس في قلبك رحمة و شفقة...هذه ابنتك يا رجل التي قتلت للمرة الثانية... أين تريد إيصالها يا أحمد؟ ... إتقي الله في مرح.. "
سمع نحيبه، ما جعله يسكت، فرغم كل شئ يعرف أن أحمد فيه بعض الخصال الجيدة ولو هي قليلة لكنها تكفي لكي تجعل عيونه تفتح و قلبه يلين
- " أرجوك....أخبرني فقط أنها بخير، ذهبت الى مستشفى العالمي ولم أجدها.... لقد أخذوها من هنا جثة هامدة..أنا لا أريدها أن تعود اريد فقط أن تكون بخير" صمت من الجهة الأخرى جعل قلبه يسقط بين رجليه " أرجوك يا رب دعها تكون بخير، يكفيها عذاب الدنيا...يا رب، أقسم أن أتغير.... يا رب رحمتك..." قاطعه صوت خالها عبد المالك
- " إنها بين الحياة و الموت...ويمكن ألا تنجو للأسف..."
سمع صرخته... صرخة ضمير معذب، وأب مربوط جعله قلة عقله يصل بابنته الى التهلكة.

- " أحمد... سأبعث لك بمن يأخذك بعيدا من هنا انت و عائلتك... سأساعدك بشراء منزل و تجهيز محل للبقالة تشتغل فيه...لكن بشرط..إنسى أن لكا بنتا رابعة...اعتبرها ماتت فعلا...... لا أريد أن تذكرها بعد الآن....." طال صمت أحمد و كأنه يفكر في اقتراحه
- شئ آخر...أنا لا أفعل هذا من أجلك بل من أجل شقيقتي و ابنتها، فأنت لا تستحق حتى الشفقة... سأنتظرك ردك بعد ساعة....و الفرصة تأتي مرة واحدة في العمر... ان كنت موافقا اتصل بالرقم الذي سيصلك في الرسالة بعد قليل"
أغلق الخط دون أن يسمع منه شيئا آخر...
- " سيدي حالتك الصحية لا تسمح لك بالإنفعال و لا بالسهر..." قال الممرض الخاص به و هو يراه يمسد جانب قلبه.... بعد أن أفتى التعليمات بخصوص أحمد و عائلته على احد اتباعه
- " من هم في مثلي سني و مرضى يكونون محاطين بأولادهم و أحفادهم، و ينتظر الموت بضمير سليم...أما أنا المرض اللعين يزدادا فتكا بي يوما بعد يوم، أولادي سؤالهم فقط إن مت كي يستولوا على ماتبقى من الميراث...و ضميري مثقل بابنة اخت لم أعمل الكفاية لحمايتها...كنت دائما أعتقد أنني أحميها بإبعادها عن طريق أولادي...لكن... " سكت وهو يأخذ نفسا عميقا... وكأن الغصة تستوطن قلبه الضعيف في ذلك الجسد المنهك الذي هدَّه السرطان و أقعده في الفراش....
- " إهدأ سيدي...كل شئ سيكون بخير..." تفاجأ الممرض بالدموع المنهمرة من وجه الحاج عبدالمالك
- " أخاف أن أموت دون أن أطمن عليها.... هي الغصة الوحيدة التي تجعلني لا أستطيع مواجهة أختي قبل ربي...كيف سأقابلهما وهي التي ترجتني أن أهتم بابنتها...ماذا سأجيب ربي إن سألني عن الأمانة؟
كيف مرت السنون و أنا غافل عن معاملة أبيها لها..." لم يكن يخجل من الدموع المنسابة على تجاعيد وجنتيه التي خطتها السنوات بمساعدة الهموم...بحثه عن التميز و احتلال مكانة مهمة في السوق جعله يغفل عن أبنائه و تربيتهم... كان يعتقد أن المال يعوض عن كل شئ... و نسي أن الأخلاق لا تباع....

اتصال الطبيب به و نبرته المهتمة بحالة مرح جعلته يفكر في أنه الوحيد الذي يستطيع مساعدته...
- " كريم... ابعث رسالة للمحامي أخبره أنني أريد مقابلته غدا.... بعد خروج اولادي، أريدك أن تحضره الى هنا..."
- " حاضر سيدي" قال الممرض الكتوم و نظرة امتنان اتجاه هذا الشخص تزيد، فهو الذي ساعده ليصبح ما عليه الآن لولا وقوفه بجانبه لخسر حياته في إحدى معارك الشارع.
- " ماذا تنوي فعله سيدي؟" سأله بفضول
- " أريده أن يحول مبلغا مالي الى حسابها، على ألا يتم الكشف عنه الا بعد وفاتي بعدة أشهر...." رفع نظراته اليه " أريدك أن تبحث لي عن منزل، سأكتبه باسمها ...أعرف أن أولادي لن يدعوها ان عرفوا عن الموضوع، لكني سأرى كيف امنع ظهور ذلك الى السطح، لن يعرفوا ابدا بأنه مني"
- " بالفعل... ربما يجب ان تستعين بشخص آخر، كذالك الطبيب ربما؟"
- " سنرى..."

**************************
بعد إتصال أخ زوجته السابقة، جلس في الدرجات المؤدية الى القبو فهو المكان الوحيد الذي يرحمه من سماع زعيق زوجته ردا على تهديدات زوج ابنته..... كان يمسك رأسه بين يديه و يبكي.... لأول مرة يحس إلى أي درجة هو إنسان حقير.... للمرة الثانية ابنته تواجه مصير الموت.... و للمرة الثانية يكون هو السبب...
أحس بارتعاشة زوجته التي نزلت الدرجات الثلاثة وجلست بجانبه
- " هل رحل؟" سأل وهو يحاول مدارات دموعه
- " نعم لقد ذهب أخيرا....و يقول انه سيعود في الصباح"
سكوت عم القبو الا من وتيرة تنفسهما و الظلام يسود المكان....لم تستطع سؤاله عنها و قد ساهمت في إيصالها الى قتل نفسها....مازالت ارتعاشة جسمها لم تخف وهي تلمحها جثة بدون حراك بين الأغطية.... أغلقت عيونها تبعد تلك الصورة البشعة عن مخيلتها...
- " إنها تموت....ونحن السبب..." سكت ولم تنبس ببنة شفة... فماذا ستقول، " نحن من قادها الى الهاوية؟" لكنها أم.. و مصلحة بناتها فوق كل شئ.... ولو عاد بها الوقت كانت ستسلم مرح الى زوجها دون تأخير.... منذ الحادث وهي لا تستطيع النوم تتخيل احدى بناتها مكان مرح، لن تستطيع العيش و احدى بناتها تتعرض للإنتهاك..... ومازاد من رعبها التهديدات التي تصلهن... بعد خروج زوجها و أحد المغتصبين من السجن بكفالة، و هي تعيش حالة من التوجس، لو غابت او تأخرت إحداهن تقترب من الجنون... مرح لها خالها، وهي لا أب و لا عم يقف معها ليأخذ بحقها ان حدث لفلذات كبدها شئ... فالسلطة دائما تميل لأصحاب النفوذ....
وضعت يدها على بطنها.... وكأن الوقت هو المناسب لحملها... فتاة أخرى و حمل آخر يزداد للحمولة التي أثقلت كاهلهم سابقا...في حياة اخرى و ظروف أفضل لم تكن لتعترض على مشيئة القدر، لكن الفقر و العجز اغلقا على منفذ التفاؤل في حياتهم...
- " ستكون بخير....منذ طفولتها وكأن هناك من يحميها....هل تتذكر عندما انشلت يدك و أنت تحاول ضربها بعد أن سكبت المبيض على ملابسك..." وكأنه ليست هناك ذكريات تجمعهم بها سوى المصحوبة بالضرب و الاهانات....
- " نعم الله سيحفظها.... بعيدا عني...ما يقتلني أنني المفروض من يقدم لها الأمان... وكنت العكس تماما..و.. " كان أحمداً مختلفا امامها، رغم ان زواجهما يقترب من العقدين من الزمن لم تره قط بهذا الضعف امامها.... كانت تعرف كل خلجاته و تعرف كيف تجعله يقترح قرارات من وحي نصائحها...وتحسسه بخبث أنثى ان قراره صائب ولو كان ضد شخص آخر...الوقت علمها كيف تتحكم به دون ان يدري...متى يجب ان تتدخل ومتى يجب ان تلوذ بالصمت...استغلت فرصة اضطراب مشاعره لتلقي بالقنبلة التي تنمو بين جنباتها
- " أنا حامل"
نظر إليها ببهوت، وفكرة أن تكون فتاة أخرى كسر شيئا داخله، لكنها لم تمنع نقطة أمل تنبعث فجأة في جزء من ظلمات عقله انه يمكن أن يكون "ذكرا" هذه المرة....
وقف وهو يقول
- " جهزي البنات...سنرحل قبل الفجر من هنا؟" وقفت بدورها تحاول تباين ملامحه في الظلام...
- " إلى أين؟"
- " لا أعلم.... الحاج عبدالمالك سوف يرسل من يأخذنا من هنا... ايقظي البنات... ولا تأخذي الا المهم"
- "حاضر"

**********************

وصلوا لأقرب مستشفى من الحارة في خمسة عشر دقيقة، كانت بشرتها تزداد شحوبا مع مرور الوقت و شفتاها اصبحت مزرقة و متشققة، لم ينتظر ان يوقف مصطفى السيارة، اندفع يخرج باتجاه بابها، حملها بصعوبة و هو ينادي على المساعدة
-" محاولة....انتحار" قال بتعب وهو يضعها على السرير المتحرك، اسرع بها الى قسم الطوارئ ، وهو يتبعهم ركضا و الطبيبة تسأله أسئلة اعتيادية
-" ما نوع الدواء الذي أخذته..." كانت عيونه مركزة عليها وهم يحملونها باتجاه سريرها، وهو يتخبط بحثا عن علبة الدواء التي وضعها في أحد جيوبه... أخدتها منه الطبيبة، وهو في عالم آخر
-" سيدي... هل تعاني سابقا من امراض في المعدة نزيف او ثقب..."
-" لا أعلم....لا أعلم" قال وهو يحرك رأسه، يبحث عن معلومة تفيدهم، فهو طبيب و يعلم جيدا اهمية كل معلومة بسيطة....إنسدل الستار لتختفي خلفه... ثواني مرت ليندفع باتجاه الغرفة
-" سيدي... ابقى بعيدا" قالت الممرضة، كان طبيب آخر يحاول ادخال انبوب في فمها باتجاه معدتها بحرفية و حرص
-" أنا الدكتور يوسف العالمي...أستطيع تقديم المساعدة " نظر اليه الطببب بانبهار، ثم عاد لعمله
-" دكتور يوسف أرجو ان تحترم مقر عملنا و تخرج" قالت الطبيبة بطريقة دفاعية....لم يحاول المعارضة، فنفسه واثق أن حالته لن تجعله يقدم أية مساعدة، اصطحبته ممرضة خرجا...
وجد مصطفى يستند على الحائط
-" كيف حالها؟"
-" لا أعلم... يقومون بتجهيزها لغسيل المعدة ...أتمنى ألا أكون قد تأخرت"
-" لا تقلق، كل شئ سيكون بخير" جلس على الكرسي الطويل الخشبي القديم... و هو ينظر الى محيطه بعيون فارغة...
-" يوسف، يجب أن تخبر عائلتها "
-" لا...لن أخبر احدا...فليعتقدوا أنها ماتت ، هم لا يستحقونها "
-" هذا ليس تصرفا حكيما يوسف" نهض يواجهه بغضب
-" وما هو التصرف الحكيم مصطفى.... أن أعيدها ليسلموها لمغتصبها؟ هااا؟ هل أنت مدرك لماتقوله؟!!... الشئ الوحيد الذي يجب ان تفعله عوض الثرثرة الفارغة هو ان تتأكد من تعفن اولئك الحيوانات بالسجن.... هذا ما يجب أن تهتم فعلا به" قال بغضب و هو ينظر في عيونه بتحدي .....رفع مصطفى ذراعيه عاليا
-" كما تريد يا رجل " صمتا، ثم رجع الى مكان جلوسه.... بعد مدة من السكوت قال يوسف بصوت هادئ
-هناك رجل يقربها....هو من كان يدفع تكاليف علاجها بالمستشفى... سأحاول الحصول على رقم هاتفه و مكالمته "
-" مصطفى " قال يوسف
-" نعم..." نظر اليه يوسف بتركيز
-" لا تدعهم يستجوبونها مرة أخرى....أريدها بعيدا عن ضوضاء التحقيقات...أنت تعلم كل القصة فلا داعي لدخول الشرطة عندها"
-" لا تقلق يوسف ...انا تحريت عن الموضوع، لا جديد يذكر في القضية، الزوج هو المتهم المباشر في الاغتصاب، و هو المسؤول عن افقادها جنينها، تم إطلاق صراحه، لغياب ادلة كافية، و زوجها مازال مصرا على انه لم يكن اغتصابا ...التحقيقات يتم التلاعب بها .... استطاع الأوغاد التلاعب، لكن هم الان تحت الحراسة، ان لم يتم القبض عليهم بتهمة الإغتصاب فهناك عدة تهم سأحرص على ابقائهم في السجن مدة طويلة..." اشار برأسه...ثم انسل هاتفه ليتصل بالمستشفى طلبا لرقم عبد المالك المالكي
كانت الساعة تشير الى الواحدة بعد منتصف الليل عندما خرجت ممرضة من قسم الطوارئ...أسرعا باتجاهها

-" هي الآن بخير....و الطبيبة مازالت معها"

بعد نصف ساعة غادر مصطفى وبقي هو ينتظر اخبارا جديدة.... ليغالبه النوم.

- " سيدي....سيدي...." فتح عينيه ببطئ، ليلمح طبيبة بزيها الأبيض، إعتقد أنه في المستشفى العالمي... فكثيرا ما ينام على احد كراسي المستشفى بعد تعب..... لكن وجه الطبيبة لم يكن مألوفا....و لا الرائحة العبقة بالمطهرات تشبه الرائحة المنعشة في مشفى عائلته..... استقام بتعب و جسده متعب من طريقة نومه الخاطئة....
- " المريضة أصبحت بخير....نحن ننتظر استفاقتها بعد ساعتين لتحويلها الى غرفة خاصة.... وسنحاول توفير طبيبة نفسية لها.... والشرطة قد اخذت اقوالي سابقا..."
استقام يجلس وهو يمسح عن عيونه النوم.... ليستوعب أكثر ما تقوله الطبيبة.
- " شكرا لك... لكن لا داعي لتوفير طبيبة نفسية، أنا سأخرجها من هنا اليوم"
- " كما تشاء... سيتم تجهيز اوراقها....بالإذن"

*************************

وقف اما البناية التي بها شقته، لكنه غير اتجاهه في آخر لحظة و اتجه الى منزل والديه.... كان المنزل مظلما، فالساعة تصل الى الثانية بعد منتصف الليل، فتح الباب، ليلمح اضاءة خفيفة في البهو، اقترب كانت جنيته....زوجته....التي اصبح الإقتراب منها ليس خطيئة ولن يشعر بلسعات الذنب كلما تخلص جسمه من نشوة الإحساس بها.
كانت نائمة على الأريكة، شعرها الأحمر يحيط بوجهها... و يديها تحت خدها، فمها مفتوح قليلا، و شخيرها الخافت يدل على نومها الغير مريح.... نزل القرفصاء ليصبح بمحاداة رأسها، كان يمرر اصبعه على خدها يفكر في كيف اصبحت هذه الصغيرة جزء منه... شعور يجعل قلبه يتضخم كلما وقعت نظراته عليها، هي ملكه....زوجته.... و له.....
فتحت عيونها ببطئ....
-" لقد عدت" قالت بصوت خافت من النوم رفعت جسمها قليلا، لترفع يديها وتحيط بعنقه، بدعوة أن يحملها.... رضخ لطلبها، ووقف يحملها
-" نمت....و أنا انتظرك" قالت بهمس وهي تنغرز اكثر في حضنه...و طيات قفطانها تتدلى الى الأسفل.
بلع ريقه و هو واقف في وسط البهو لا يعلم ماذا سيفعل او ما المطلوب منه فعله؟!!!
-" جميلة...إستيقظي" قال بهمس يحاول ايقاظها، لكن انتظام انفاسها اخبرته انها تغط في نوم عميق.
و كمراهق يحاول التسلل الى الخارج على اطراف اصابعه كان يعتلي الدرجات باتجاه غرف النوم، وقف حائر الى أين سيدخلها، هل لغرفة امه ام غرفته ام غرفة الضيوف.....ليتجه لغرفته، وضعها على سريره، قفطانها الابيض كان يناقض سواد فراشه.... كان يقطع الغرفة ذهابا و إيابا وكل مرة نظراته تخونه و تتجه اليها.
-" ما هذه ورطة" قال وهو يلمح تذمرها من القفطان الملتف حولها.... حبس أنفاسه و هو يقترب منها ليحاول تخليصها مما ترتديه......
و بعد جهد جهيد استطاع فك عُقد القفطان، ليظهر جزء كبير من نحرها، رفعها قليلا لينزله باتجاه خصرها، كان يمنع عيونه من استراق النظر لمفاتنها، فلن ينكر أن رغبته بها اصبحت تؤرقه ..... تخلص من القفطان ووضعه جانبا، لينفجر ضاحكا و هو يكتشف ما ترتديه.... كان عبارة عن ملابس داخلية قطنية مطبوعة بعدة رسومات لشخصيات كرتونية.... عدل طريقة نومها، ليقترب منها يطبع قبلة على جبينها.... لتهمس بكلمات متقاطعة، اقترب يسمع بما تهذي.... ليبتعد فجأة و شئ يضرب عقله، و يرجعه الى الواقع....واقع انه تزوجها ليحميها..... ليوفر لها الآمان.....

-" خالي"
مازالت تتردد في عقله و هو يقود عائدا الى شقته.... بعد دش بارد استلقى يفكر في الحمراء التي تدير كل الرجال حولها في فلكها.... بداية بخالها و الآن هو، هل كان هناك شخصا آخر سابقا؟ زميل دراسة او.... أحس بغضب قاهر و هو يجهل ماضيها....
ما يهمه الآن أن يصل بها و بعقله الى بر الآمان....غذا سيتخذ معها عدة إجراءات... سيكون زواجهما في الورق فقط...أقنع نفسه بذلك و غط في نوم بطعم الحمراء.

استيقظت متأخرة وهي بملابسها المضحكة، في غرفة ليس مثل غرفة خالتها فاطمة، رغم أنها أخبرتها بتجهيز غرفة خاصة لها الا أنها ترفض الإبتعاد عن أحضانها، و التخلي عن القصص التي تحكيها لها قبل النوم...او حتى مداعبات فروة رأسها الى أن تنام، وقفت تبحث عن ملابسها لتتذكر البارحة كان عقد قرانها بمصطفى صرخت بسعادة و هي تقفز عاليا، وتجري خارجة من الغرفة باتجاه غرفة فاطمة....لم تجدها في الغرفة وقفت فوق السلالم...
-" خالتي....خالتي" كانت تصرخ بأعلى صوتها
-" أنا هنا... جميلة، تعال لتأكلي شيئا بنيتي" نزلت لتقف مصدومة وهي تلمح ظهر مصطفى جالس معها يتناول الغذاء... نظرت الى نفسها و ملابسها المضحكة، سروال قصير بالكاد يغطي فخذيها... و بلوزة بحملات دقيقة...كانت تظهرها كطفلة في الخامسة...ضربت رأسها
- " غبية يا جميلة، ما كان يجب أن تخرجي بهذه الملابس التافهة" كانت تنوي التراجع الى الوراء عندما رفعت فاطمة رأسها باتجاهها...
-" تقدمي جميلة، لماذا تقفين كالصنم....لا يوجد غريب، " التفت اليها لتصبح عيونه داكنة من الغضب وهو يتأمل مظهرها.... وقف بعنف واتجه ناحيتها، أمسكها من كتفها و جرها معه
-" بالإذن... أمي"
-" خذا وقتكما...أنا سأخرج قريبا الى السوق..."
لم يكن يهتم بكلام والدته.... كان يمشي بسرعة و يده تضغط بعنف على كتفها...وهي مستكينة لا تقوى على قول شئ، سوى الإذعان لأوامره، اغلق باب المكتب بعنف ثم استدار اليها يواجهها
-" ألم أخبركي سبعة و سبعون الف مرة الا تخرجي بهذه الملابس... ألا تخجلين؟"
-" أقسم لم أكن أنوي الخروج بها.... كنت قادمة للمطبخ فقط" مسح وجهه بكفه الحرة و هو يستعيذ من الشيطان، هل هي غبية ام انها تتصنع الغباء
-" جميلة....هذه الملابس" و اشار لملابسها... حمالة سقطت عن كتفها، و بدون وعي ارجعها لمكانها و هو يبتلع ريقه و يحاول موازنة كلماته، رفع نظراته بعيدا عن صدرها " أقصد هذه ملابس النوم، لا يجب أن تخرجي بها من غرفتك... لنفترض أن احدا غيري من يجلس مع أمي ... كان سيكون مظهرك مخجلا أمامه و... " قال بهدوء يناقض البركان داخله.... كانت تنظر اليه تتابع تحركات شفاهه...لتقاطعه
-" قد أصبحنا متزوجين.....وانت لم تقبلني بعد" صمت ينظر اليها، تضغط على شفتيها....
-" يا الله...." قال وهو يتكئ على المكتب و يرفعها لتوازي ارتفاع عينيه
-" هل قبلك شخص من قبل؟ " قال بصوت متأثر... وهو ينحي وعده سابقا أن يبقى بعيدا عنها عن عقله....
-" تقصد هكذا؟ " قالت لتقترب من خذه و تطبع قبلة خفيفة كتيار كهربائي يسري في جسمه... فتح عينيه يتأملها، كانت مظلمة من الرغبة بها
-" لا أقصد هكذا " ليستلم شفتيها في قبلة قوية... زلزلت كيانهما معا... ابتعدا طلبا للهواء... لستندت على كتفه بإنهاك... ويدها مازالت تتلاعب بشعيرات خلف رأسه
-" لا لم يقبلني ابدا... اي شخص عداك بهذه الطريقة" قالت بهمس و إنهاك.......... و تنفسها المضطرب يضرب جانب عنقه... ما يجعله يكاد يفقد المتبقي من سيطرته.
-" جميلة... " نداها لترفع رأسها تنظر اليه، و تتلمس جانب وجهه
-" هل تعرفين ماذا تفعلين بي؟" سأل و عيونه مركزة على عيونها الفيروزية التي تلمع من مشاعرها....
-" لن يصل لجزء ما تفعله بي....تجعلني اريد أن أخبئك عن كل الأعين، اجعلك لا تفكر الا في.... أكره اللحظة التي لا أعلم بها اين تكون و مع من" قالت لتبعد عيونها عنه، تطلب انزالها الى الأرض.....
انزلها.... ثم جلسا متقابلين
-" جميلة....نحن ما زلنا في بداية الطريق، اندفاعك يجب ان تسيطري عليه...انا لست كخالك رحمه الله، سيسكت عن اي تصرف تقومين به، و لهذا يجب أن نتفق على العديد من النقط...حسنا؟" هزت رأسها رغم لمعة الحزن التي ظهرت بعينها
-" حسنا...سأفعل كل شئ فقط لا تتركني"، اقترب منها يمسك بكلتا يديها
-" جميلة انا لن اترككي ابدا، فابعدي هذه الفكرة عن عقلك....انت اصبحتي زوجتي، ومسؤولة مني...حسنا؟"
-" وعد..." قالت و هي تقدم له اصبعهها الصغير، لا يعلم سر هوسها بالفراق لكنه سيعدها لها الإطمئنان الذي تحتاجه
-" وعد " لكنها امسكت يده و شبكت اصبعهما...
-" و انا اعدك ان لا اتركك ابدا ابدا" ابتسم لطفوليتها
-" لنعد الى موضوعنا.... " قال وهو ينزع معطف بذلته و يضعه على فخديها..
-" لا أريدك ان تخرجي من الغرفة بمثل هذه الملابس، و كذلك من البيت يجب ان تتحجبي لانك اصبحت امرأة متزوجة،حتى ولو للحديقة يجب ان تحترمي زوجك و لا تخرجي بدون عباءتك، لا تظهر منك الا وجهك و يديك... اتفقنا؟" ابتسمت وهو تشير بنعم
-"بالنسبة لدراستك..."
-" أرجوك، أنا اكره الدراسة و المدرسة ...لا أريد الرجوع لها"
-" الدراسة حاجة ضرورية جميلة، ولن اتساهل بخصوصها..." جمعت يديها بجانب صدرها، دليل الغضب... كان يفعل المستحيل كي لا ينظر الى مفاتنها الظاهرة، لكنها لا تساعد
-" أنا لا أحب الدراسة...ولا أحد سيرغمني عليها" قالت بصراخ
-" اخفضي صوتك و انت تحدثينني" قال بهدوء و تهديد
-" آسفة" همسا
-" ضروري ان تكون هناك مادة كنت تستمتعين بها... "
-" لاا.... أنا لا احب الدراسة ولن تجبرني على الذهاب" قالت لتنخرط في البكاء... مسح على رأسه بتوثر، فهو لم يتعامل مع الأطفال من قبل، وجميلة الان طفلة أكثر من كونها امرأة
-" حسنا اسكتي...ليس اي موضوع تحلينه بالبكاء " لكنها استمرت بالبكاء
-" توقفي جميلة؟!" قال بصوت يغلب عليه التوسل أكثر من التهديد
-" لن اذهب؟ " قالت تمسح دموعها
-" للوقت الحالي، لا لن تذهبي....لكن..." هبت عليه تقبله في وجنتيه و هي تتمت بالشكر بين كل قبلة و أخرى.... ما جعله يسكت من المفاجأة........ ليستلم المهمة و يقبلها بالطريقة التي يجب أن يتم بها الأمر.....

"يا إلهي" صاح و هو يبتعد عنها، كانت عارية بين ذراعيه، لولا لمستها لظهره اسفل قميصه لكان تهور.... أحس و كأن سطلا من الماء البارد سكب عليه
-" إنهضي..." قالت بجفاء و هو يستقيم من الأريكة و يرمي عليها الجزء العلوي لملابسها..
-" بسرعة...." صرخ ما جعلها تنتفض وهي تحاول ارتداءها بتخبط ...

************************

إستيقظ على دقات صاخبة على بابه ....
شتم بصوت مرتفع وهو يتجه الى الباب، حمل هاتفه يتحقق من الساعة، كانت الواحدة زوالا....
فتح الباب ليدلف أربعة رجال الى الداخل....جحظت عيونه وهو يتعرف على هويتهم...
- " كيف حالك سيدي.... تفضل....تفضلوا" قال بتوثر وهو يحاول هندمة ملابسه المكمشة
- " كيف حالك جعفر " قال أكبرهم و هو يجلس هلى المقعد الوحيد و الآخرون يحيطون به....
- " بخير سيدي...." قال وهو يبتلع ريقه
- " سمعت أنك لم تستطع إرجاع زوجتك بعد.... " قال وهو يتفقد خواتمه المذهبة في اصابعه
- " هي عند عائلتها في فترة نقاهة...اليوم سأذهب لإحضارها" نظر اليه ببرود
- " هل تعتقدنا نمزح معك..... الدعوة مازالت سارية، عبدالقادر توصل لاستدعاء جديد...."
- " مرح في حالة نفسية سيئة جدا، ولن تستطيع تقديم افادتها، وسيتم تأجيل الأمر ككل مرة......و أنا سأتكفل بتنازلها بمجرد أن تأتي الى هنا"
- " ربما حان الوقت لكي يتم طمر الموضوع..... مصادري اخبرتني أن مصطفى العالمي مهتم بهذه القضية.... و تدخله ليس لصالحنا.... وللأسف انت الشاهد الوحيد على تورطنا... و زوجتك لا تشكل خطرا كما تشكله أنت... "
-" ماذا تقصد؟" قال جعفر برعب، وهو يلمحه يشير للرجال برأسه.... امسكه اثنين منهما.... والثالث اخرج حقنة.... حاول الإفلات منهما
- " أرجوك....أقسم لن اتفوه بشئ.... لن أخون ثقتك سيدي أرجوووووك" ضحك الرجل ضحكات اهتزت لها جنبات الشقة......
- " أنت سلمت لنا زوجتك بصدر رحب و خنت ثقتها و هي حامل بطفلك و تريد أن نثق بك...." ليكمل وصلة ضحكه ليتبعه رفقاؤه.....
سرح احدهم ذراعه...
- " ابتعد....مالذي تحاول فعله؟"
- " ألم أخبرك سابقا.... ان الهيرويين يؤخذ على جرعات.... و جرعة زائدة يمكن أن تضع حدا لحياتك؟؟"... جحظت عيون جعفر، وهو يعلم أنه نهايته قد خطت منذ ان دخل لحياتهم...
-"أيها الحقير.... إبتعد" كان يحاول ابعاد ذراعه و الحقنة تقترب شيئا فشيئا باتجاه وريده....
- " لا يجب عليك أن تتلفظ بمثل هذه الكلمات....فقد كنت كريما كفاية كي أقتلك بدون ألم....فمن يسلم زوجته لرجل آخر يستحق أن أسلخ جلده عن جسده و أجعلهم يفركون عليه الملح...و أنا اتلذذ بصرخاته التي لا تنتهي الا بموته...لكن بما أن الظروف لصالحك فسأخبرك بما سيحدث..." كان يقاوم النوم بعد ان حقنه بالمحلول" بعد دقائق قليلة ستشعر باسترخاء تام....يليه الرغبة الملحة في النوم.....و بينما أنت تحلم بنساء عاريات بين أحضانك.... سينسى جسمك أن يتنفس....فتختنق و تموت" ما إن أكمل جملته حتى سقط جعفر جثة هامدة.......

****************

يليه الفصل الثاني عشر ❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-01-18, 08:45 PM   #150

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني عشر :

قراءة ممتعة 💋

*************

منذ نصف ساعة وهي تنظر الى المروحة التي تدور برتابة فوقها، وعقلها صفحة بيضاء، وكأن الزمان و المكان متوقفان...... كل شئ جامد الا المروحة التي تنبض بالروح.
و كأنها في صندوق محكم الإغلاق فتح فجأة لتصل إليها ضوضاء من حولها و تصم آذانها، و رائحة المطهرات تزكم أنفها.... كل شئ عاد لطبيعته الا عيونها، التي مازالت على جمودها تراقب المروحة السكرية اللون....
- " مرحبا إبنتي" حركت عيونها اتجاه مصدر الصوت، تحرك بؤبؤها هو الوحيد الدال على تأثر دام لجزء من الثانية...... ليختفي و يحتل مكانه برود الصقيع.....جعل بشرة منى تقشعر بخوف...
- " كيف حالك مرح؟" قالت و هي تقترب باتجاهها أكثر
- " كما ترين..... ما زلت حية" ردت و عيونها مازالت مركزة عليها، كانت منى تبحث عن روح مرح الوفاق التي تعرفها، لكن هذه جامدة، مشاعرها غير مقروءة.... حجابها منزوع يظهر شعرها الذي بالكاد يصل الى مستوى اذنيها....
-" أعرف أنك غاضبة مني...غص..."
- " ولماذا أغضب منكِ سيدة منى...." شهقت منى بدموع... لتستطرد مرح ... وعيونها الميتة مركزة عليها ببرود " كما تعلمين، تربطنا فقط علاقة المريضة و الممرضة و قد انتهت..."
- " مرح...." قالت منى ترجوها " ليس الأمر كما تظنين...."
- " لا تقلقي سيدة منى.... توقفت عن الظن.....منذ فترة طويلة جدا.....من فضلك أخرجي.... أريد أن أنام."


****************

كان عائدا من مكتب المدير بعد استخراج وثيقة خروجها، عندما التقى بمنى خارجة دامعة العينين
- " مالذي حدث؟؟! " سأل وهو قلبه يكاد يتوقف من الخوف
- " هي تلومني يوسف.... لا تستطيع أن تغفر لي غيابي"
- " هي مجروحة.... و اذا عرفت ظروفك ستسامحك بالتأكيد...."
- " أتمنى ذلك....فهي لم تعد مرح الطفلة التي فارقتها، نظراتها باردة قاسية... " قالت و هي سارحة تحاول قراءة نظرات محر.
- " لا بأس سيدة منى....مرح لم يمر عليها القليل، وطبيعي أن تحاول تغليف نفسها بالقسوة لكي تحمي نفسها"
- " إهتم بها أرجوك...." وضعت يدها على كتفه تترجاه، اومأ برأسه....لتخطو مبتعدة.

- " هل أنت جاهزة..." قال و هو يدلف الى الغرفة
- " أجل" ردت وهي تتقدمه.... كانت تمشي مستقيمة الظهر و عيونها الرمادية الباردة مركزة أمامها.
جلست في المقعد الأمامي بجانبه، لم تحس بالرهبة كونها وحيدة معه.....و لا بالرغبة لتحليل مشاعرها بعد الإستيقاظ.
وصلوا الى نقطة انطلاقها، مستشفى العالمي، المكان الوحيد الذي أحست فيه يوما بالراحة.... لكن هذه المرة سلكوا طريقا آخر يؤدي للجانب النفسي فيه....
تتذكر حديثهما بعد استيقاظها مباشرة
- " خذني من هنا" ترجته و دموعها تجري مدرار على وجنتيها
- " أنت تحتاجين لمراقبة نفسية... تحتاجين أن تكوني محاطة بمن يستطيع تقديم المساعدة لك وقت احتياجها"
- " هل تعتقد أنني غبية لأعاود الإنتحار...كانت لحظة يأس فقط..."
- " ادري... لكن هذه اللحظات لا ندري متى ستعاودك....سآخذكي لمصحة نفسية"
- " أنا لست مجنونة....أ.."
- " مرح المصحة يمكنك اعتبارها مجرد فندق،... و لك الحرية المطلقة لفعل ما تريدين...." قال يحاول استمالتها
- " لا أريد ان يتم استجوابي.... ولا تقييمي، شرطي الوحيد للذهاب، هو هذا....سئمت الأطباء، لا أريد أن أتذكر اي شئ....منذ الحادث و أنا مرح الجديدة، ستفكر فقط ليومها.... " نظر اليها قبل أن ينطق
- " موافق، لا جلسات و لا علاج....لكن يحق لي التذخل اذا رأيت ان الامر غير ناجع معك..." لم تجاوبه ولاذت بالصمت.

دخلا في بوابة خشبية كبيرة.... توجست " هل هذا الباب الهائل ما سيغلق علي بعد قليل"

دلفت السيارة .... لتظهر حديقة و كأنها قطعة من الجنة، كانت المساحة الخضراء بدون نهاية، و الورود المختلفة الوانها تمتد على طول الممر الأبيض كحال تلك البناية الكبيرة التي تتوسط الحديقة.

توقفت السيارة لتنزل...لم تلتفت لرفيقها، بل سارت على طول الممر و أصابعها تتلمس قمة الورود بخفة...... و اليد الأخرى تحمل كتبها التي لا تفارقها.
وقف ينظر اليها، و هو بتذكر مكالمة السيد المالكي، أن مرح أصبحت في عهدته.... وهو من سيتكفل بكل مصاريفها بشرط أن تتلقى العناية اللازمة....

******************

العودة الى الحاضر

شهران مرا منذ كاد يستسلم لعاطفته و ينسى نفسه في أحضانها..... احساسه و هو يتذوق رحيقها و كأنه ارتوى بعد ظمآنٍ استمر لسنوات.... تذكر صراخه الغير المبرر عليها، كيف استسلمت له بتلك السهولة، و انها كان عليها التمنع عنه.... كل ذلك كان فقط ليخفي احساسه بيديها تتحسس نذب الماضي، وكأن ذلك الطفل الصغير عاد من جديد.... شعور ان يكون خطرا عليها ما جعله يتصرف بتلك الطريقة.... فهو لا يعلم بعد الى أي درجة يستطيع جسده أن يتقبل ملامستها........ و ردة فعلها لجسده المشوه ما جعله يرتعب أكثر.... لكن ذلك لا يبرر تصرفه الأخرق معها....

- " أسرعي..." قال وهو يساعدها على ارتداء لباسها، و قد شل الخوف تغكيرها...لتقف تخفي بيديها صدرها تنظر اليه برعب
- لا تصرخ... " قالت بهمس و شفتاها ترتجفان
- " كيف لا أصرخ...و قد استسلمتي بسهولة... ألا تعرفين ذلك ما يعني...؟ " قال و صوته يزداد علوا و الشياطين الحمراء تتراقص بين عينيه
- " لا تصرخ" صرخت بكل قوة لديها.... لتشهق و أصابعه تطبع على وجنتها.... ما زاد أكثر من إحمرارها
صمت ساد بعد ذلك.... ليقول ببرود
- " أخبرتكِ ألا ترفعي صوتك مرة أخرى"
كان صدرها يعلو و يهبط من الإنفعال، ووجهها مازال في الإتجاه المعاكس من قوة صفعته.
كان ينتظر انفجارا من الدموع، و تمنى ألا تخلف توقعه و تجري الى صدره و تحتمي منه فيه.... تمنى أكثر لو تعود الثواني الى الوراء و تقطع يده قبل أن تمتد عليها....
رفعت يدها تمسح دمعة نزلت على طول خذها، وأفكارها تسوط قلبها الذي اذل نفسه بتسليم مقاليده لرجل غبي....
كان مسمرا، متوجسا من سكوتها، أحس بتأنيب الضمير... في حياتها لم يضرب ابدا امرأة، حتى في عمله الذي يمكن أن يفرض عليه ذلك....لكنها تخرج أسوأ ما فيه... نظر اليها.... اصرخي لن أمنعك بعد الآن.... لكن لا تبقي ساكتة...أراد أن يتأسف لكن شفتاه ترفض اخراج الكلمة

وبهدوء خرجت، منكسرة..... تتبعتها عيونه الى أن اختفت و قلبه يهفو الى ضمها.

إلتقت بفاطمة تدخل للردهة بجلبابها.... فأسرعت للسلالم باتجاه غرفة النوم...... لكن عوض أن تتجه لغرفة فاطمة اتجهت لغرفته و أغلقتها.
وقفت وسط الغرفة تنظر الى ترتييها المستفز....اقتربت من خزانة ملابسه، فتحتها لتلمح صورتها على المرآة الكبيرة المعلقة على الجزء الداخلي لبابها.....
كانت مثيرة للشفقة، بشرتها حمراء، آثار تملكه على جانب عنقها....جفونها مبللة بالدموع، وآثار أصابعه على خذها...
"كم أنت بائسة جميلة" قالت وهي تتلمس آثار أصابعه....
" هذا جزاؤك و انت تضعين نفسك في مداره فقط....هو النجم الذي يضئ حياتك....والآن ذوقي لسعات اقترابك منه أكثر من اللازم.... تستحقين كل اهانة سوطك بها.... تريد التمنع سيد مصطفى؟ أنا ملكته بدون منازع..."
لتصرخ بصوت عال وهي تخرج ملابسه و تبدأ بتمزيقها بيديها و أسنانها... وهي تبكي بصوت عال.... لتنزل بمحاداة الخزانة الى الأرض و تتحول شهقاتها لأنين مؤلم.... ففي الأخير لا مكان لها بعيدا عن مصطفى، تعشقه بجنون... "لكنه اهان كرامتك جميلة" لتنهض بهمة تكمل جزءا من انتقامها منه... إتجهت لمكان عطوره مصففة بدقة لتسقطها على الأرض و حملت أثقلها و ضربت بها المرآة لتتهشم و تتشتت على الأرض.... طرقات فاطمة على باب الغرفة لم يجعلها تتوقف.... لم تترك شيئا لم تكسره.... فتحت احد الأدراج لتلمح حاسوبه المحلول، و بعض الأجهزة الالكترونية.... ابتسمت و هي تحملها الى المغطس و تتركها تحت المياه المتدفقة..... حملت قفطانها الموضوع بعناية فوق الكرسي الوحيد الذي لم يلحق برفقائه.... و اتجهت الى الباب و ابتسامة راحة على وجهها.....

كان يجلس على الاريكة و رأسه بين يديه....عندما سمع صراخ أمه....اسرع باتجاه السلالم يتسلق كل ثلاث درجات دفعة واحدة..... توجس و هو يسمع امه تطلب منها ان تفتح الباب....
- " جميلة... ابنتي افتحي الباب...سوف تؤذين نفسك."
رفع يده ليطرق الباب و لمفاجأتهما خرجت جميلة بابتسامة هادئة و مرت من وسطهما باتجاه غرفة نومها
نظرا لبعضهما البعض باستغراب... ثم للغرفة لتتسع عيونهما بصدمة... وكأن حربا عالمية مرت من هنا.... لم يخرجا من الصدمة الا بصدمة خروج جميلة وهي ترتدي عباءتها و حقيبة ظهرها معلقة بكتفها، و بدون ان توجه لهما كلمة نزلت السلالم.
- " مالذي يحدث هنا؟" سؤال والدته أخرجه من صدمته، ليسرع خلفها....... كان قد فتحت الباب عندما أغلقه من خلفها بيده....
- "إلى أين تظنين نفسك ذاهبة؟" قال بغضب
- " ليس من شأنك!" قالت بدفاعية
- " انتبهي لألفاظك....أنا زوجك و يحق لي... "
- " طلقني...لا أريدك بعد الآن"
- " جميلة عودي لغرفتك... أو أقسم أن اتصرف تصرفا لن يعجبك ابدا " مدت له وجهها
- " هيا... ان كان هذا ما سيجعلك تبتعد عن طريقي...هيا اصفعني مرة أخرى..."
- " هل حقا صفعتها مصطفى؟ " قالت فاطمة بحزم ما جعله يرتبك
- " لم أقصد أمي...هي من استفزتني..."
" تعال جميلة....هو من عليه المغادرة، النساء لا يتركن بيوتهن.... الرجل من عليه ذلك" إندست جميلة في أحضان فاطمة
- " غادر مصطفى... لا أريد رؤيتك في المنزل ما دامت جميلة لا تريد ذلك"
- " أمي... أريد أن أتحدث معها"
-" و أنا لا أريد خالتي...."
- " سمعتها مصطفى.... والآن من فضلك غادر" قالت قبل أن تستدير داخلة الى البهو و جميلة مازالت قي أحضانها.
إستدارت اليه جميلة و نظرة انتصار و تشفي تظهر على ملامحها..... و قبل أن تستدير أخرجت له لسانها لتغيظه.

ابتسم لطفوليتها..... و شعور بالإمتنان لوالدته.
وقبل أن يغادر صعد الى غرفته....
كان يتفادى الزجاج المكسور.... صوت مياه في الحمام لفت انتباهه، ليجد ما يبحث عنه غارقا في المياه.

**************


"- أمك ماتت صغيرتي...."
كان يراقبها من خلال الزجاج الفاصل بينهما.......
تبدو ضئيلة جدا، بشرتها محمرة و فمها دقيق جدا....شعرها الكاحل السواد، بالكاد تظهر وسط الانابيب المتصلة بها...... أحس بالفشل و ابنته تخرج للدنيا بعدة أمراض مزمنة أغلبها سيرافقها مدى الحياة......
رغم أنه لا يتمنى أن تكون نهاية زينب الموت بهذه الطريقة.... إلا أنه لا ينكر أنه شعر بالإرتياح لأنه واثق أنه لن يضع ابنته وسط صراع معها، إن حدث و طالبت بها.......

- " ستكون بخير " ربت معاذ على كتفه.
-" الله يعاقبني من خلال ابنتي معاذ.... ذلك الملاك لا يستحق أن بكون وليد ليلة ماجنة.... هي لا تستحق ابا مثلي" قال بحرقة
- " إرحم نفسك يا يوسف....هي الآن يتيمة، تحتاج منك أن تكون قويا "
- " لا أستطيع.... " همس
- " بلى أنت يوسف......و يوسف يستطيع....تعال سأدعوك على فنجان قهوة"

كانا يحتسان القهوة صامتان....لا يكسر هدوء جلستهما الا اهتزاز هاتف معاذ فوق الطاولة.....
كانا ينظران لنفسيهما كلما أعاد الهاتف الإهتزاز..... بعد كل توقف.
-" لماذا لا تجيب على هاتفك... وترحمني من ترددك كالفتيات..... أخبرها أنك لا تريد مكالمتها وأنهي الموضوع، عوض عن هروبك الجبان"
-" الأمر ليس كما تظن يوسف، علا مجرد صديقة.... و إن اعتقدت أكثر من ذلك فهذا مشكلتها وليس مشكلتي....تعرف جيدا انني لن أتزوج ابداً.... " قال معاذ يدافع عن نفسه... عاد الهاتف للإهتزاز
-" أيا كان الشخص فهو مصر على مكالمتك... "
-" إنه أبي..." قال بلهجة جعلت يوسف يبتلع كلامه الذي كان ينوي النطق به.
عالرغم من انه يعرفه من أيام الدراسة رغم اختلاف تخصصهما، ثم رفيقي عمل، علاقتهما ليست وثيقة جدا ولا متباعدة.... يعرفان أن كل احدهم سيجد الآخر ان احتاج اليه...قلة كلامه و ندرة ابتسامته جعلته غامضا لكل من حوله....
**********
جلست في مكانها المعتاد.... و الكتاب في يدها.... احست بقدومه و جلوسه امامها
- " زوجتي ماتت..." نظرت اليه تبحث عن نظرة حزن في عيونها
- " لا تبدو حزينا " قالت و هي تستمر بقراءة كتابها
- " لا.... لست حزينا... لكنني خائف... " قال و رأسه منتكس نحو الأرض، لا يريدها أن ترى نظرة الإنكسار في عيونه....إستطرد
-" خائف أن أضطر أن ابرر لها لماذا هي مريضة.... خائف أكثر أن أنظر في عيونها كل يوم و أرى نظرة الألم...."
- " يوسف.... " أول مرة يسمع اسمه على شفتيها، دائما ما يستفزها لتنطقه و تخبره انها لا تعرفه ولا تريد معرفته..... رفع رأسه ينظر اليها....ابعدت عيونها تنظر للبعيد
- " إهتم بها....فلا يشفي الجرح الا لمسة حنونة من أب محب..... "
- "أنا لا أستحقها...."
- "أعلم.... لا..... هي لا تستحق أب اناني لا يهمه الا اللهو...ما اسمها؟ " سألت بهمس
- " لا أعرف..... لم أسميها بعد...."
- " سميها فرح...." لتصمت قليلا "بيننا حرف فقط...هي تشبهني..... كلانا ولد لأب لا يستحقنا.... أنا وهي كتبت علينا المعاناة منذ الصغر...." همست
- " هي فرح اذا.... "
نهضت تغادر مكانها.......فقد حان وقت الصلاة
- " أنت لا تشبهه....أنت تهتم" همست ثم غادرت، أحس بشعور الإرتياح و هو يستوعب أنها لا تضعه بنفس كفة والدها.... وفكرة تتبلور في رأسه..... لكن ما زال الأوان باكرا على تطبيقها.


*****************

ما زال جالس في سيارته امام منزل عائلته.... عاد للتو مم سفر دام أسبوعين..... و قد اشتاق اليها، لمده شهرين لم يلمحها، كلما أتى للمنزل كانت تختفي..... و كرامته لم تسمح له ان يسأل عنها والدته......دخل الى المنزل دون أن يعلم أمه هذه المرة.....فقد شك أنها من تخبرها بميعاد قدومه لكي لا تلتقيه.
وجد امه في المطبخ....سلم وهو يتلفت يبحث عنها......دون أن تلمحها عيونه.
نصف ساعة و هو جالس، و شرب للآن اربعة أكواب من الشاي بالنعناع.....كلما التقت عيونه بعيون أمه يجدها تبتسم و نظرة خبث تتجلى في عيونها....... أبعد نظراته و هو يكرر في نفسه " لن أسأل.... لن أسأل...لن...." لينطق بسرعة
- " أمي أين هي جميلة؟"
- " و أخيرا سألت.... هي في المركز " قالت بهدوء
- " نعم....في المركز؟!!" رد بعدم تصديق
- " نعم...فقد ابدت رغبتها بتعلم الخياطة و ألحقتها بأحد المراكز "
- " أمي....هل أنا رجل كرسي بهذا البيت؟ لماذا اكون آخر من يعلم، عن أخبار زوجتي" قال بعصبية
- " لقد أخبرتني أنك موافق على الموضوع" نظرت الى الساعة المعلقة على الحائط " نصف ساعة و سوف تحضر.... كلمها لكن بهدوء من فضلك، فقد أصبحت عصبية جدا" قال توصيه
- " لن انتظر لتشرف...أنا من سيذهب لإحضارها....اعطيني العنوان من فضلك امي"


كان ينتظر خروجها بشوق من الباب الزجاجي للبناية الضخمة التي تحمل اسم شعار التصميم على واجهتها...
لمحها بعباءتها المعتادة، تحمل كراسة و عدة اوراق.... كانت تهم بنزول الدرجات عندما استوقفها شاب في مثل سنه.... اسرع ينزل من السيارة باتجاههما، و هو يغلي من تقارب رأسيهما حتى كادا يتلامسان و هما ينظران للوح الكتروني... رغبة أن يذهب اليهما و يلاقي رؤوسهما بقوة حتى يلمحا نجوم الليل في هذا الوقت من الصباح.....تنحنح ليرفعا رأسيهما باتجاهه.....
لمعة فرح برؤيته احتلت مقلتيها لتختفي فجأة....و تعاود النظر الى اللوح، اما الشاب فقد ارتبك و هو يلمح نظرة الإجرام في عيونه...
- " الى اللقاء جميلة.... " قال الشاب
- " السيدة العالمي من فضلك...." يبدو انه لم يكن يعلم بزواجها و نظرة الصدمة بعيون الشاب تؤكد ذلك...... ضغط على نواجده من الغضب.... ومازاد من البركان داخله عندما قدم لها يده مودعا.... كانت تهم بان تسلم عليه عندما قبض على يده بشئ من العنف
- " مصطفى العالمي.... زوج جميلة " قال بتهديد
-" تشرفت سيدي.. بالإذن"

أسرعت تنزل الدرجات بسرعة لتلحق بسيارة اجرة متوقفة.... لكنه امسك بأعلى يدها يجرها باتجاه سيارته.....
-" اركبي....او أقسم ان اسبب لك بفضيحة لن تُنسى لآخر يوم بحياتك " قال وهو يدفعها باتجاه الباب المفتوح
- " همجي.... " قالت و هي تمسد ذراعها.... اغلق الباب بعنف و اتجه الى مقعده لينطلق بأقصى سرعة باتجاه شقته.
- " الى أين تأخذني.... هذا ليس الطريق الى المنزل " كان يغلي و هو يتخيل الرجل يمسك بيدها، و يتلمس فيه
- " من كان ذلك الشخص؟ " سأل بعنف جعلها تجيب بسرعة
- " سامي؟ هو استاذي" ضرب عبى المقود
- " ومنذ متى نتخلص من التكلفة بين التلميذ و المدرس؟ ثم الم يجدوا امرأة لتدرسكم؟؟؟! "
- " هو من أخبرنا ان نناديه كذلك.... و اغلب المصممين العالمين رجال.... فقط أنت المتخلف الذي ينظر للأمور بهذا الضيق " اوقف السيارة بعنف
- " عليك اللعنة....هل تدافعين عنه "أحست بالخوف....بلعت ريقها وهي تقول
-" أنا فقط أخبرك..... " نظرة الرعب في عيونها جعلته يستكين..... و يتبخر غضبه منها.....
- " اقتربي..." قال بهدوء و هو يفتح ذراعيه لها.... هزت رأسها نفيا
- " أرجوك...أنا أحتاجك أن تقتربي" التوسل في صوته جعلها تفتح حزام الأمان و تقترب منه..... عانقها و هو يشم رائحتها المسكرة....
- " أنا آسف....آسف على كل شئ " صوته الحنون جعلها تستعيد الذكريات التي عاشتها طول الشهرين بعيدا عنه.... رفع و جهها، و بدأ يرسم ملامح وجهها بشفتيه....
- " كل ما يخصك يجعلني أخرج عن طوري..... اي سحر القيته على لأصبح أسيرك " ضحكت ليكتم ضحكتها بقبلة.... متأنية.... جامحة و شغوفة.... جعلتهما يدركان كم اشتاقا لبعضهما طوال الشهرين.

***************

السادسة مساءً ووالده لم يمل بعد من اتصاله....
- " نعم أبي..." قال بصوت حاول الا يجعله حادا
- " إن كنت مهتما بسمعة أبيك وسط القبيلة.... أنتظرك غدا.... " ثم اضاف بصوت لا يقبل النقاش
- " غدا قبل صلاة المغرب.... سيتم زواجك..... من ابنة عمك ورد" و اغلق الخط

*********
إنتهى الفصل 💋


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.