آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي من الشخصيات أحببتم الترابط و التفاهم بينهم؟! و استطعت إيصال مشاعرهما لكم!
يوسف و مرح 146 54.89%
مصطفى و جميلة 130 48.87%
معاذ و ورد 22 8.27%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 266. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree168Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-02-18, 11:34 PM   #381

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة libyan voice مشاهدة المشاركة
مساء الخير 💐
أنت قلت أن ما كتبته علي لسان مرح من تأليفك لكن صورتي الوجع و القهر و الإنتهاك بشكل كبير و ملموس... يوسف هذا ما كنت أقلق من أن يحدث معه .. يوسف محب و متفهم عاقل رزين لكنه إنسان و ليس ملاك لن يستطيع تحمل ما سمع بكل قلة حيلة و هوان نفس و رجوله مكسوره عاجزة عن تغيير شيئ.
لما نقارن بين ما تحمل و عاش يوسف و معاذ نلاقي معاذ ضعيف.. لكن بعد اللي شافه من يوسف و مرحاحس انه سيغير منه الأحسن.
مصطفى و جميلة.. أحيانا أحسهم العبيط و الهبله من كثر مشاكلهم .. مصطفى مازال ما حل مشكلة أمه و يحب يقابهن مع بعض.
فصل لا أعرف كيف أصفه..رائع واقعي مؤلم مستفز تحسي بقلة حيلة من واقع بشر لم و لن تستطيع أن تفعل أو تغير لهم شيئ.. في الله المستعان
أحسنت ملوكه أحسنت 💐🌹🌷

مساء الأنوار....

حبيتي سعيدة اني قدرت اوصل إحساس مرح الكم....يوسف انسان قبل كل شئ....لن يستطيع تحمل بطيبة خاطر ما فُرض على مرح من القدر.... طبيعي جدا ان يكون هناك ردة فعلٍ من طرفه....

معاذ ظهر سخيف قدام لي يعانيه يوسف....و احس بغلطه...و أتمنى أنو ما يغلط بعد.

مصطفى لس بيتخبط مش عارف كيف يتواصل مع النساء 😂😂😂 كشخص عاش وحيد و فجأة احضرو له زوجة و قالو له اتعامل معها....كل المشاعر لي بيعيشها جديدة عليه....

❤❤❤❤❤❤


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 11:40 PM   #382

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

فصل جميل لكن مؤلم جدا
اول اسس اختيار الزوج الدين و الاخلاق و المحافظة على الصلاة
والد مرح للاسف اختار لبنته النقيض و ده كان النتيجة مدمن منخل مش راجل سلم زوجته لحيوانات زيه
اتفنن في ضربها و اغتصابها بأبشع الطرق
عوضها ربنا بيوسف ... مش متخيلة ان فيه راجل زيه في الدنيا ... راحل يقدر يسمع و يعرف كل ده و يكمل معاها لان للاسف الرجالة انانية
بشوف انه بطل حقيقي زي مراته مرح برغم كل الظلم و القهر اللي عاشت فيه منذ طفولتها الا انها قوية عايزة تعيش تكمل تتعالج تحب
معاذ و اعادة حسابات بعد ما شاف يوسف واللي متحمله في سبيل وجوده مع مرح
جميلة و صاصا الثنائي المجنون فعلا الاتنين اجن من بعض و لسه ام جلمبوا هترجع ياترى هتعمل اية
الفصل رائع بجد


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 10-02-18, 11:43 PM   #383

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

ياالهي شو موجع هالفصل يويسف ماتوقعت ينهار هيك ويبكي اعتراف مرح اوجعو كانو بشوفها كتير صعب هالموقف بس وقفت عند سطر هو مشمئز منها م
مشهد متعب حد الوجع ابكتيني ملوكة ولله بقراء المشهد ومعدتي قلبت من هول الموقف حسبي الله ونعم الوكيل
ابدعتي ياقلبي ربي يحفظك حبيبتي


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 12:19 AM   #384

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أصعب الفصول فعلا😢😢
سرد مرح لما حدث معها كان مؤلم جدا
ويوسف تألم كثيرا لأجلها أيضا .
جميلة و مصطفى يتصرفوا كالاطفال
سلمت يداك على الفصل 😍


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 03:34 PM   #385

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل موجع جدا مش عارفة على مرح ولا على يوسف اللي واضح انه مابينساش حاجة تخص حد بيحبه ، اعتقد انه هحتاج لعلاج نفسي هو كمان، مصطفى غريب ازاي عايز جميلة تستقبل امه معاه هو ماشاف انها حتى مش معترفة بعياله وما عندها مشكلة تأذيهم شايفاها زيادة منه !!!

ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 05:13 PM   #386

رىرى45

? العضوٌ??? » 285476
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » رىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رىرى45 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 10:06 PM   #387

اوني يونغ
 
الصورة الرمزية اوني يونغ

? العضوٌ??? » 355321
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » اوني يونغ is on a distinguished road
افتراضي

لا يمكن حقاااا تصور الشعور الذي عاشته مرح في تلك اللحظة
فالآلم شئ كبير على تصوره . فالذي حدث لها ليس بالشيء السهل الذي يمكن التعبير عنه.....
لكن بكلماتك و احساسك استطعتي أن توصلي معاناة هذه التجربة لنا حيث جسدتيها في شخصية مرح بحد ذاتها
اقدر حقا مجهودك على كتابة هذه السطور ....


اوني يونغ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 08:41 AM   #388

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 05:55 PM   #389

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا ملوكتي
بنتظارك الفصل
❤❤❤❤
ومزززي مصطفى
😍😍😍😍


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 07:10 PM   #390

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن و العشرون

قراءة ممتعة 💋

********************

-"لا تضحكِ...هل أبدو ضخمة في هذا الفستان... أبدو كالفيل أليس كذلك....؟ " كانت ورد واقفة أمام المرآة الضخمة تقيس فستاناً... تحاول مداراة بطنها المنتفخة بطياته....
- " ممممم.... صراحةً تبدين ضخمة.... خصوصاً أن الفستان يعطيك إحساساً أكبر بالإنتفاخ.... " زمجرت ورد و هي تزيل الفستان و تلقي به بعيداً بغضب.... لتلتفت تنظر لنفسها لا ترتدي إلا ملابسها الداخلية..... بطنها المكورة و الوزن الزائد المرتكز أساسا في المنطقة السفلى من جسمها.... اغرورقت عيونها و هي تتذكر تغزل زوجها.... بالأحرى زوجها السابق بجسمها، كان ينهرها كلما لمحت برغبتها بإنقاص وزنها.... في قرارة نفسها كانت تغيضه فقط.... فلن تفعل أبداً ما يغير تلك النظرة الشغوفة التي يرمقها بها كلما مرت من أمامه..... تلهيه عما يجعله لاهيا عنها.... و دائما ما تنجح، و دائماً ما يردد أن فتنتها تُفتن متعبد في محرابه.... فما بالك بغارقٍ في محرابها........ تذكرت كيف كانت تهين نفسها من أجله.... تذكرت... و تذكرت
- " جربي هذا.... سيلائم جسمك أكثر" قالت فدوى وهي تمسك بفستان سكري طويل .... عاري الكتفين و ضيق من جهة الصدر... ليتسع مغطيا بطنها و جسمها..... نظرت إليه ورد بامتعاض....لتتجه لخزانتها تخرج منها سروال الجينز الأزرق بحملات.... و تلبس فوقه بلوزة خفيفة دون أن تهتم لإخفاء بطنها كما سبق و قررت.... كانت فدوى تنظر إليها بتعجب، و هي تجمع شعرها بفوضاوية فوق رأسها..... و تلبس حذاءها الرياضي بصعوبة
- " هل...هل ستخرجين بهذه الهيئة للعشاء؟ " قالت اختها فاغرة فمها
- " إن كان لن يحبني بأسوأ حالاتي فهو لا يلزمني.... فأي رجل سيعجب بامرأة متأنقة..... " قالت بقوة و هي تنسل هاتفها.... دون أن تهتم بالنظر لهيئتها بالمرآة....

كان جالساً مع عمه و زوجته.... يتحدثون عن زفاف فدوى القريب..... الذي سيقام في القرية.... كل مرة يتململ و هو ينتظر نزول فاتنته.... و يتخيل هيئتها... لتنزل زوبعةً و تقف وراء كرسي والدها و هي تتمتم بقوة
- " أنا جاهزة والدي" و عيونها مركزة على ملامح معاذ.... وكأنها تنتظر إعتراض..... مجرد لمحة لتهد السقف على رأسه.... لكنه رفع حاجبه بإعجاب و عيونه ترتكز على بطنها..... كانت فاتنة جداً.... بأقصى أحلامه لم يتخيلها بهذه الروعة.... و الحمل زادها فتنة.... توتر جسده وهو يتذكر القبلة التي سرقها منها في المصعد.... ليقف بعنف، و يستأذن من عمه، امسك بمرفقها ليخرجا سويا

كانت تتحرك بعصبية.... تبدو مستاءة، و هو بارد يقود بسلاسة.... صرخت و هي تلتفت إليه
- " هيا قلها....قلها ماذا تنتظر؟ " إلتفت إليها بهدوء وهو يتساءل
- " ماذا يفترض بي أن أقول؟! "
- " أنني أبدو بشعة....و منتفخة كالبقرة.... و شعري لم يرى المشط منذ أعوام " نزعت حزام الأمان لتلتفت أكثر باتجاهه
- " هاااا.... أين لسانك السليط؟... "
- " ورد ضعي الحزام...." قال بغضب، لتتمثل لأوامره.... و تعود لمكانها و جسدها يهتز بغضب.... بعد صمت طويل، ظنت فيه أن ثورتها السخيفة حدثت فقط في عقلها.... سمعت صوته الدافئ....و الذي دغدغ أنوثتها
- " حتى لو حاولت تخيلك بهيئة أجمل من هذه فلن أستطيع أبداً.... تبدين كالحلم..... برقة و جمال سحابة صيفية مرت بعد جفاف.... أنت جميلة جداً..... و زاد جمالك بطنك المكورة " وضع يده على بطنها يمررها عليها.... و كأنه يحاول الوصول لأعماقها..... كانت تهتز من لمسته و كلماته السابقة .... لتقول بهمسة جافة جعلته يغلق عيونه
- " هو ولد بالمناسبة" لتبعد يده بعنف....رافضة تلك الأحاسيس التي تولدها لمسته.... أخرج نفسا ساخنا......وهو يؤكد لنفسه أنه يستحق... ما يحدث معه.
كانا قد وصلا للمطعم دون أن تنتبه وسط مشاعرها لتوقف السيارة..... دار حولها ليفتح لها الباب ..... لمحت المطعم الفخم الذي سيقصدانه.... لتعود و تجلس على المقعد
- " لا أريد الذهاب.... لا أرتدي ما يليق "
- " لن يهتم أحد لما ترتدينه.... هيا أخرجي" قال بجفاء
- " لا أريد...." قالت وهي تكتف يديها على صدرها في نوبة عناد.... تأفف ليجلس القرفصاء ينظر إليها
- " تبدين رائعة.... لن يتجرأ أحد على إنكار ذلك...." قال يحاول جعلها تخرج.... لكنها كانت تحدق في وجهه... و كأنها تتساءل.... مالذي أفعله هنا؟!.... لتقول بهدوء
- " ماذا تريد مني معاذ؟!" باغتته بالسؤال.... ليشحب وجهه فجأة.... هو يعرف كيف يتعامل مع ورد السطحية التي لا يهمها إلا ما ترتديه.... و أقصى مشاكلها هل الألوان متناسقة مع بعضها.... لا يحب ورد الآن، التي تنظر إليه و كأنها تخترق علقه.... وكأنها تعرف كل ما يجول هناك.... قال وهو يستوي واقفاً.... يريد أن ينظر إليها من علو.....عسى أن يعود المسيطر..
- " أريد أن أُعيد ما كان بيننا...." قال وهو ينظر إليها.... عيونها ازدادت لمعة لتقول بتفكه
- " وماذا كان بيننا معاذ؟!... سوى سباق أحاول اللحاق بك من خلاله دون أن أستطيع....." وقفت، لتلمح نظرة الألم في عيونه.... لتستطرد بقوة " ما الذي تغير في معاذ القديم كي أعود و أثق به؟!! لأنني تذكرت مرة أخبرتني أنك تريد إنقاذ ذلك الزواج و بشدة....لكن.... " ضربت يدا على يد " كل شئ اختفى بين ليلةٍ و ضحاها..... أخبرني كيف تقنعني أنك تغيرت... "
وقف مشدوهاً ينظر إليها... كيف يخبرها أن حياته أصبحت فراغ بعد مغادرتها.... كيف يجعلها تصدق أنه نادم عن كل لحظة لم يتنفس عبيرها مختلطا بالهواء..... كيف يقنعها أنه تغير..... وهو لم يلمسه في نفسه.... هو مازال على ظلاله القديم..... حياته العائلية منقطعة من غير مكالمات مقتضبة مع والدته..... كيف سيعيدها إليه و هو نفسه لم يجد ذاته.... انتمائه.
- " لا.... لا أدري، كيف أقنعك أنني اريدك بجانبي.... و أنك نقطة تغيري..." كان يتكلم بألم، بتشتت....دون أن يدرك فعلا إن أوصل لها بكلمات قليلة حالة الضياع التي يعيشها.... تذكر يوسف.... كيف كان قوياً و ضعيفاً في حضرتها، كيف غيرته لتصبح كبوصلة لاتجاهاته.... كيف واجه والده ذلك اليوم في المستشفى عندما اعترض على زواجه من مريضة..... وليست كأي مريضة..... امرأة بعثرت كرامتها قبل جسدها.....لكنه كان كالطود لا يتزحزح و هو يعلن على مرأى من الكل، أن حياته هي زوجته..... وهو سيستغنى عن الكل غيرها.... من لا يقبلها في حياته فلا مكان له في حياة صديقه..... ما زال يتذكر نظرته الواثقة.... الغاضبة لوالده..... مرح غيرت يوسف.... ليس فقط خارجيا.... هناك شئ غير ملموس تغير به..... لا يعرف ما هو لكن يوسف..... لم يعد كاليوسف الذي عرفك لأكثر من عقد من الزمن...
- " أنا أحتاجكِ...." قال بضعف.... دون تفكير أو تردد.... ربما حان الوقت ليسلم مقاليد حياته لشخصٍ آخر.... ربما حان الوقت ليعرف معنى ان يكونا شخصين في روحٍ واحدة...... زفر براحة وهو تعانقه بقوة..... ليستريح رأسه فوق كتفها..... غير مهتمين أنهما مازالا في موقف السيارات....


******************

إضطرب جسده و هو يحس بدخول مرح إلى الغرفة... ليسمع صوتها المتوتر ....الذي يخفي خلفه رعبا من نوع آخر... رعباً من أن يراها الجانية.... بعدما أرغمها سابقاً على التصديق أنها مجرد ضحية.... ضحية كتب عليها أن تعيش أصعب الإمتحانات التي نسجها من أجلها القدر
- " هل ابن عمتك بخير؟!" مازالت تكره أن تسمي مصطفى صديقاً..... رغم أنه كذلك ليوسف.....فهو بالنسبة إليه أكثر من إبن عمة... أجابها بصوت بعيد..... و كأنها داخل جبٍّ و طيفه يظهر لها بعيداً.... بعيداً جداً..... قال ببرود وهو يواصل إغلاق أزرار قميصه
- " نعم.... هو يطالب بزوجته.... " إستدار إليها.... لتجفل.. وهي تحاول مداراة نظرة الحب...... الإمتنان و الخوف التي تستوطن مقلتيها... تشنج جسده و هو يلمحها.... ليقول بصوت متعب و هو يتخطاها
- " خالك نقل للمستشفى منذ مدة.... سأنتظرك في السيارة، لنذهب لزيارته"
لم يسألها كالسابق، يُباحثها مخاوفها من هذه الزيارة .... كانت تنظر لهيئته الأنيقة كعادته رغم أنه لا يرتدي إلا ملابس عادية جدا..... إلا أنه يبدو وسيما..... أجفلت وهو يعود نحوها....ليضمها لجسده بقوة..... و كأنه يريد أن يدخلها لمكانها بين أضلعه....و كأنه يصارع قوة تمنعه من الإقتراب منها... وضع شفتيه يتحسس جبينها بلهفة.... يطبع قبلات متتالية، برقة الفراشة عليه.... قبلات جعلتها تحس أنها آمنة... تريد أن تبقى هنا للأبد....و تنسى كل شئ إلا أنها تنتمي إليه....تذكرت كلمات ناديا عندما زارتها.... لم تستطع أن تقاوم الإتصال بها.... هي امرأة قبل أن تكون طبيبة.... تريد أن تطمئنها أن يوسف لن يتخلى عنها
- " أنت أدخلتيه للعرين بعدما كان على الهامش فقط.... سوف يتخبط قليلا، مشاعره متضاربة بين كونه جزءا مسؤولا عما حدث لك.... و كونه مربوط اليدين وهو لا يستطيع أخذ حقك بيديه.... لقد حان الوقت لتكونِ قوية.... لأجلكما معا " لم تعلم مرح أنه بثها مخاوفه قبل حتى أن تصارحه بما حدث لها.... كان دائماً يخشى ألا يكون قد الحمل، أن يصل إلى نقطة يعتقد أنه لن يستطيع فيها الإحتمال..... أن ينهار بعد أن حاول الصمود لأشهر.... كسدٍّ صريح.... فقد هيبته فجأة إثر تشقق طفيف.... ليغرق كل ما حاول حمايته فجأة...

قبلته العميقة بين حاجبيها جعلتها تعود إلى حاضرها.... وهي تتشبث بقوة به....حتى أحست أنها ستترك آثارا على جانبي ظهره..... همس وهو يضع ذراعيه على كتفيها و يضم رأسها إلى جهة قلبه..... الذي كان يضرب بعنف و كأنه سئم سجنه و يريد الخروج...
- " إمنحيني بعض الوقت..... قليلا فقط، لأتقبل أنني كنت ألهو بينما أنت تعانين..... جزء مني يخبرني أنني السبب في ما حصل لك.... لم أكن عفيفاً لأستحقك بريئة و غير مجروحة...." توثر جسدها بين ذراعيه، ليزيد من ضمها " أنا...أنا لم... لم أكن كما تتوقعين... لن أخبركِ عن زلاتي التي أتمنى الله أن يقبل ثوبتي منها .... لكنها كانت ببشاعة ألا أفضل سماعها بنفسي فمابالك أن أُسمعها لك..."
- " أنا لا يهمني إلا زوجي يوسف.... و كأنك لم تولد إلا بعد أن عرفتك....كما جعلتني أولد من جديد يوم عرفتك... أنا لا يهمني ماضيك بقدر ما يهمني حاضرك.... " رفعت كفه لتقبل باطنها " أنت زوجي... حبيبي... و سأنتظرك أمد الدهر كما انتظرتني" وضعت شفتيها في باطنه لتتركها هناك.... رفعت عيونها باتجاهه، لترى نظرة الحب، و الرغبة في عيونه التي سرعان ما خبت..... ليعود البرود ما يستوطنهما....
كان يتنفس باضطراب وهو يبتعد عنها، ليمسك بكتفيها يبعدها على طول ذراعيه.... بمسافة آمنة لجسده المضطرب.... الذي يريدها بأعنف طريقة.
- " يجب أن نذهب لزيارة خالك.... و سنتحدث لاحقا " ثم خرج تاركاً إياها تصارع أحاسيس لأول مرة تشعر بها.... أحست أنها امرأة كاملة.... تريد أن تغرق في خشونة رجلها، لتحس أكثر بالإكتمال....بالإكتفاء من وجوده بجانبها.
منذ متى تنظر إليه بجوعٍ..... ربما منذ ذلك اليوم الذي كادت تستلم له....أو منذ أن ساعدته على أخذ حمامه بمساعدة ناديا... لتخرج هذه الأخيرة و تتكفل هي بالمرور على تضاريس صدره الصلبة بالمنشفة المبللة.... منذ أن مررت أصابعها على شعره الكثيف..... و منذ أن وضعت قبلة امتنان على جبهته المحمومة..... عرفت أنها جاهزة لتخطو آخر الخطوات باتجاه علاجها.... أن تسلم زوجها جسدها ليتملكه كما ملك قلبها...... فجعله لا ينبض إلا بوجوده..... أصبحت جاهزة أن تمحو كل مخاوفها....

- " هل أخبرتِ جميلة بخروجنا؟" أخرجها صوته من خيالاتها.... لتحمر خجلا، وهي تبعد نظراتها عنه..... منذ أن جلست بجانبه و هي تفكر بملمس يديه على بشرتها الشاحبة.... تشنج جسده و هو يلمح نظراتها باتجاهه.... حياته السابقة الحافلة.... علمته أن يتبين نظرات الأنثى الراغبة أمامه.....و زوجته كذلك، يعرف أن الفضول ما يدفعها.... فلن ينسى نظراتها ذلك اليوم باتجاهه.... ليلتفت و غريزته تخبره أنه مراقب..... غفلها ليحدق بها، لتهرب بنظراتها، لكن ليس قبل أن يقرأ الفضول فيها، الفضول لشئ أكبر من استيعابها.... و تخشى خوض غماره ..... نهض من الأريكة باتجاهها، لتسرع بتخبية الكتاب الذي كانت تقرؤه.... الفضول تملكه بدوره..... ليقترب منها و يقف يعلوها.....منكمشةً على الكرسي الهزاز المفضل لها وقت القراءة....
- " ماذا تقرئين؟!" قال بريبة
- " لا...لا شئ" قالت باضطراب، و الحمرة القانية تلون خذيها.....و عيونها تتهرب من الإلتقاء بعيونه....ما زاد أكثر من فضوله " إذهب.... المباراة على وشك البدء " قالت وهي تستوي واضعة الكتاب تحتها.....إبتسم بشيطنة، ليحملها، وهي تحاول الفكاك.... جلس ليجلسها على ركبتيه، وهو يستولي على الكتاب تحتها..... و لدهشته إنفجرت باكية.... وهي تحاول التملص من سجن ذراعيه.....
- " أرجوك.... دعه....لا تنظر إليه" و ضعت يديها على عيونه و اليأس من إفلاتها قد استوطنها.... " لا تنظر أرجوك" بقي ساكناً ينظر إليها، إحدى يديها على عيونه و الأخرى على فمها تحاول كتم شهقاته
- " إهدئي حبيبتي.... مما أنت خائفة؟!" أبعد يدها بلطف.... وهو يمرر يده على شعرها.... لتقول بغضبٍ طفولي.... كمحاولة أخيرة لثنيه من قراءة الكتاب.....
- " أنا..... أنا لا أريدك أن تنظر....الكتاب... ناديا..." كانت تتمتم بارتباك.... نظر إلى الكتاب المتوسط الحجم بيده.... ليرفع حاجبه وهو يلمح العنوان " العلاقات الحميمية: لحياةٍ زوجيةٍ سعيدة" ليقول باسماً و هو يلاحظ الخجل الذي تغرق به.... وهو يتصفحه
- " لا تتوتري مرح.... أنا زوجك، أنا زوجك وهي الأمور عادية بين الأزواج" حركت رأسها بنفي.... لتتحرك خصلات شعرها حولهل.... و تصطدم بوجهه.... تنفس بعمق ثم رفعه بمحاذاة عيونه ليقرأ بصوتٍ مسموع...
- " العلاقة الحميمية .... هو ذلك الترابط الروحي، الذي يتعدى الجسدي بمراحل....هو حيث ينسى الشريكان وجود حدود للمتعة.... هو انصهار روحين لتكون روحا واحدة.... تأبى الإنقسام.... حيث لا أنانية....و لا تعالي.... حيث الكرم و الجود.... حيث ينصهر الروح و الجسد مشكلان سمفونية من المشاعر.... تأبى إلا أن تُعيّش الحبيبان في عالم خاص... عالم خلق لهما و بهما... " كان يقرأ و ينظر باتجاهها..... إستكانت و هي تستمع بتركيز لصوته الأجش... نظراتها المرتبكة تنظر لشفتيه التي تتحرك برتابة........ و عطر أنفاسه يصلها.... عيونها غامقة وهي تتخيل نفسها كما تفعل منذ مدة.... بين يديه و يغيبها في أشواقه....تململ بعدم راحة و هو يتبع نظراتها ليبتلع لعابه....و تفاحة آدم ترتفع لتعود لمكانها.... كانت مأخوذة بها.... عرفت أنه متوثر مثلها..... و كأنها المرة الأولى لهما معاً..... ما إن وصلت عيونها لعيونه...حتى انقض عليها يقبلها بجوع، برقة و الأكثر بحب.... و كأنه لم يصدق لمحة القبول من طرفها..... و التي انتظرها منذ آلاف السنين ربما.... فلأول مرة في حياته يتوق لأنثى و لا يتحكمه الغرور و التكبر لنيلها.... و لأول مرة.... كان الإنتظار أجمل شئ حصل له في حياته.....زادت جرأة يديه.... لتشحب ملامحها و تتوقف عن مجاراته.... ليهمس لها برقة " أنا يوسف... أنظري إلي" فتحت عيونها تلبي أمره.... لتبتسم له برقة.... أعاد تقبيلها و هو يحملها باتجاه الغرفة.... لم يهتما لوجود ضيفة في الغرفة المقابلة لمجلسهما.... كاد يجن وهو يتذوق حلاوة شفتيها.... عنقها، و روعة عيونها وهي غارقة في نشوة.... وضعها على السرير لينضم إليها.... و يغيبها معه.

- " أنا آسفة..... " همهمت وهي جالسة تغطي عريها بشرشف السرير.... تحاول مواراة اهتزاز جسدها من الرعب، رغم أنها تعلم أنها بين يدي يوسف.... الذي كان حليماً مع استجابتها الضعيفة ....إلا أن نقطةً سوداء داخل عقلها تأبى إلا أن تظهر من لا مكان و تتوسع..... لتظهره كوحش يحاول نهشها....يوسف كان يواليها ظهره يحاول التحكم في ثورة جسده..... كانت ضربات قلبه عنيفة.... و قد ذاق ملمس جسدها بمحاذاة جسده.... نظر إليها بهدوء يحاول اخفاء نظرة الإحباط من عيونه.... ليقول
- " لا بأس حبيبتي.... أنا من كان مستعجلا"
ضغط على المكابح بعنف، فقد كان ساهياً في ذكرياته معها.... و كاد يصطدم بالسيارة التي توقفت في الإشارة الحمراء.... كانت شاحبة و تتمسك بالمقعد كمن حياته مرتبطة به.... همهم و هو يمسح وجهه بيده
- " آنا آسف.... لم أكن أعلم أنني مسرع جداً " لم تجبه و هي تتنفس الصعداء وهي تلمح ملامحه المسترخية.
وصلا بعد نصف ساعة..... بمجرد أن دخلت إلى الغرفة..... فتح خالها عينيه و كأنه على موعدٍ معها.... أبعد جهاز التنفس من على أنفه و فمه ليقول بتعب و هو يرفع أصابعه بضعف باتجاهها
- " و أخيراً أتيتِ..... إعتقدت......أنني س....سأموت دون أن أراك..... و أطلب منك.... السماح" إقتربت منه مرح و دموعها تشوش عليها الرؤية..... كان ضعيفا جدا.... وكأنه عضام يكسوها الجلد..... عيونه غائرة و السواد يحيط بها.... شفاهه متشققة..... و كلما مرر شفاهه عليها كان يلتصق و كأنها جافة...
- " لا بأس خالي.... أنا هنا" قالت وهي تقبل يده
- " مرح...ابنتي... " همس، لتسكته
- " إرتح خالي... سأكون هنا.... "
- " دعيني....أطلبها منك..... كي تذهب هذه الغصة..... و ترحل الروح لخالقها...... دعيني أقولها" صمتت أمام توسلاته.... كانت تبكي و كأن آخر من يربطها معه بصلة الدم قد قرر الرحيل....
- " آسف ابنتي.....أنت جوهرة نادرة كوالدتك بالضبط، لكنني من الضعف أن أحميكما....سامحيني...." كان يتكلم و دموعه تخنقه " لقد أوصيت لك بحقك و حقها.... و زوجك سيتكفل بجميع الإجراءات، يوسف إنسان رائع..... وهو يستحقك، ستجدين فيه ما لم تجديه في عائلتك.... اهتمي به... هل سامحتني؟" سأل بحرقة و دموعه لم تتوقف عن الهضول، مسحت دموع خذه لتقبل جبينه....
- " أنا أسامحك....فلتشهد الملائكة أنك كنت نعم الخال لي دوماً.... و أنني أسامحك ليوم الدين " ابتسم براحة..... ليرفع سبابته و ينطق الشهادة...... لتنطلق الأجهزة الموصولة به....... و تعلن فراقه للحياة

*************

وضعت الهاتف بعد أن يئست من أن يجيب عليه، الهاتف أصبح الصلة الوحيدة التي تربطهما في الآونة الاخيرة... أصبحت تسمع صوته أكثر مما تراه.... مسحت دمعة يتيمة و هي تُحس فعلا أنها ساهمت في تحميله ما لا طاقة له به.... هي تكره أن تكون السبب في غضبه، لكن الأمر فوق طاقتها.... هي ليست ملاك لتغفر بين ليلةٍ و ضحاها..... ما مر عليها ليس بالقليل، لولا عشقها اللامحدود له ما سمحت له أن يعود إليها.... هي تعرف أن الجرح لم يُشفى، فقط نائم في سبات الهوى.... و هذه المرة إن استيقظ... سيستقظ مرةً واحدة دون عودة.... سيضخ كل القيح و الدماء التي يخزنها ليغرقهما معاً.... هي لا تريد أن تعود إلى تلك النقطة.... إكتفت من الدموع و الوحدة.... و الألم الذي ينخر الروح بعيداً عنه.....لا تريد أن تبتعد عنه مجدداً.... هي أضعف من النسمة بدونه و مع وجود بناتها..... صارت أكثر ضعفاً و هشاشةً.... تنهدت بتعب، لتعاود رفع الهاتف تحاول الإتصال به من جديد، ليغلق الخط....أرسلت له عدة رسائل ولا يجيب..... هذه المرة كان فعلا عنيدا كالبغل.

خرجت من الغرفة، لتقف تستند على بابها، تنظر لمرح المنشغلة في المطبخ....مازالت تذكر عندما أتتها تخبرها عن تجربتها المريرة....تخرجها من حالة الكآبة التي دخلتها.....إتجهت نحوها لتجلس مقابلةً لها... فوق كرسي دوار.....ابتسمت لها مرح بهدوء ...لتسألها جميلة.... بعد صمت لا يقطعه إلا ضرباتها على العجين
-"مرح... مالذي جعلك قوية لهذه الدرجة...." نظرت إليها بارتباك لتكمل " تبدين شامخة و كأن تجربتك لم تمسس إلا بجزء منك.... والدك تخلى عنكِ..... خالك توفي منذ أيام" وقفت مرح عما تفعله لتنظر إليها، وهي تترحم على خالها... ثم قالت
- "ثقتي بالله.... أعلم أن كل شئ مقدر، لهذا أنا مطمئنة" ثم باغتتها بسؤال....
-" ألا تصلين جميلة؟" نظرت إليها بخجل لتقول
- " مرات..."
-" لا يجب أن تقطعي الصلة الوحيدة بينك و بين الله جميلة.....يجب أن تعرفي أن ما يحدث معك كاختبارٍ كتبه الله لك....إن نجحتِ في تخطيه، كتب لك أضعاف ما مررت به سعادةً...." كانت تنظر إليها بانبهار، لتسألها بفضول
- " و كيف أعرف أنني نجحتُ في الإختبار؟"
- " ما مررتِ به ليس سهلا....والله جزاكي بطفلين.... " قالت بنبرةٍ حزينة حاولت أن تخفيها " هناك من يتمنى طفل واحد.... ولم يجده....و طفلين نعمة من الله يجب أن تشكريه عليها و تحمديه.... و زوجك جميلة، لا تجعليه بين نارين، فخففي عنه لوعة نارك.. "
- " لكنه جرحني بشدة.... ووالدته زادت في نزف الجرح، يريدني الآن أن أتعامل معها و كأن شيئاً لم يكن...."
- " عاقبيه لكن ليس بالهجران.... فما أقساه من عقاب.... لا تدفعيه ثمن حقارة الآخرين.... إن كانت مشاكلك مع والدته فلا تجبريه أن يكون القاضي بينكم.... فغالباً ستكونين الخاسرة... "
- " و أنا زوجته.... "
- " لن أنكر ذلك....و إن كنتِ فعلا تحبينه فلن تكوني و الزمن عليه... في أقصى ضعفه.... يجب أن تكوني سنده.... حتى لو عاملتك والدته بسوء.... إبتسمي في وجهه"
- " كيف تعرفين كل هذا؟!"
- " لأن لدي شخص.... يحارب حتى نفسه لأكون بخير.... هذا هو الحب، أن تتمسك بالشخص و لو ألف مشاكل بينكما...." قالت بحزن و هي تنظر إليها " يا ليت مشاكلي تتمثل بالآخرين... لا تجعلي أشياء تافهة تبعدك عن زوجك "

تركت مرح لحزنها و اتجهت لغرفتها....غداً ميعاد طائرة والدته.... تريد أن تذهب لكنها خائفة من خيبة أخرى.... التي ستؤذيه أكثر مما ستؤذيها..... ما زالت تتذكر نظرته التي جعلتها تقرر أن تنسى ما قاسته على يديه.... نظرة ضياع، و ألم....إنتقلت لصدرها لتحس بنغزة و كأن السكين اخترقته لتصل إليها.... كل هذا عندما أعلنت والدته أنها تكرهها.... ولا تريد أية صلة بها.... تعرف أن حبيبها يعاني.... و قد قررت أن تقلع ثوب الأنانية و تفكر فيهم جميعاً.... رغباته تأتي قبل رغباتها و طفلتيها...أحست برفرفرة كالفراشة.... لتضحك و هي تمسد بطنها.... و هي تهمس لهما " لا أستطيع أن أحبكما أكثر منه.... هو طفلي الأول" عاودها الشعور بطفلتيها أقوى.... ما جعله توقن أنهما يساندانها....

حملت الهاتف و هي تقول " إسترخي جميلة....أنت تفعلين هذا من أجله.... فقط مصطفى من يهم... هو أهم من كرامتك و عزة نفسك...." فهي تعرف أن ضعفه تجاهها أقوى من أن يتجاهل رسالة بناته هذه المرة...


لساعة كاملة لم يتوصل بأي شئ منها.... أحس بالتوجس... و كأنها برناتها عليه تخبره أنها متمسكة به.....

كانا متكئا على مؤخرة السرير، و يستند على يده، يفكر فيها.... اصبحت فاتنة جدا ببطنها التي تكاد تخفيها، الأمومة تليق بها، اكسبتها وزنا اضافيا فجعلتها مكتملة الأنوثة....... رغم أنه لا يفصل بينهما إلا شارعاً.... إلا أنه يحس أن بينهما مجرات... رنين رسالة على هاتفه، جعلته يخرج من افكاره تجاه محبوبته..... لم يكن يتوقع أن تكون هي فيبدو أن رجاءها خاب عندما تجاهل مكالماتها....

رفع الهاتف الى مستوى عينيه....ودون ان يهتم لمعرفة من صاحبها، فتحها ليفغر فاهه....كانت ساكنة احلامه، لا ترتدي الا صدريتها واقفة امام مرآة ضخمة .... و تضع يدها فوق بطنها واليد الأخرى تمسك بها الهاتف تلتقط الصورة.... لم تظهر ملامحها في الصورة، كل ما يظهر بطنها المكورة و شعرها الناري الذي استطال ليصل لمقدمة صدرها " لقد تحركتا.... أحسست بذلك الآن " هذه كانت الرسالة المرفقة للصور..... كانت تحاول أن تشاركه لحظاتها كأم..... مازالت تذكر غضبه عندما علمت بجنس طفلتيهما في غيابه.... تريد تعويضه عما سببته له من ألم....أراد ان يضمها اليه، أن يحتويها....أن يقبلها الى أن تنسى... و ينسى .... كل الذي مر ..... أخذ الهاتف يتصل بها، و جسده محموم من شوقه اليها... كان هذا فوق احتماله
-" ألو..." قال بلوعة.... صمت اجابه، ولولا تنفسها المضطرب كان سيعتقد أنها قطعت الخط، اغلق عيونه يتخيل وجودها بجانبه، و أنفاسها العطرة تضرب بشرته.... حرك يده على جانب كتفه.... حيث بداية ندوبه.... و كأن النار تلسعها.... و كأنها تنادي عليها....
-" جميلتي...." همس بلوعة.... ليسمع شهقة بكاء.... "لا تبكي....أنا لست بجانبك لأمسح دموعك... " استطرد لتزيد شهقاتها.... و هي تفكر في اللحظات الجميلة التي فوتاها بعنادهما..... و عوض أن يعيشاها معاً.... إنغمسا في مرارة الفراق.... و كليهما يحتاج للآخر....جففت دموعها لتقول بحب...
-" إحساس رائع.... حبيبي" همست و هي تمرر يدها على بطنها " و كأنها رفرفة فراشة... " ضحكت لتستطرد " أحسست أنك جزء مني.... لم أفكر بهما بقدر ما فكرت بك.... و أن جزء من روحك يستوطن رحمي"
كان يتنفس بعنف..... هواء الغرفة لم يعد يكفيه.... أسرع للشرفة يفتح بابها.... ليتنفس بعمق و هو يلمح منزل يوسف.... حيث يسكن خافقه..... كانت همساتها تصله لتضخم قلبه أضعاف.... وكأنه سينفجر حبا بها.... أراد أن يعبر المسافة بينهما ليعانقها إلى أن يخفيها بين أضلعه.... أن يقبل كل إنشٍ منها..... أن يبحر في زمردية عيونها.... و يغرق هناك.... قال بصوت عاشق حتى النخاع.... بصوت غارقٍ بسعادة في عشقها " أنا أعشقك حمرائي.... أعشقك كما لم يعشق أحد من قبل... و كأن العشق خلق في الوجود يوم اقتحمت حمراء مكتبي..... لتقلب عالمي رأسا على عقب..... " ضحكت جميلة، ليبتسم مصطفى.... وهو يقول " أريدك أن تعودي تلك الشقية.... التي أغوتني ببراءة.... و جعلتني أقتحم عالما آخر بجرأتها.... أريدك أن تعودي تلك الشعلة التي تحرق الأخضر و اليابس من أجلي.... " سكت ليقول بلوعة " اشتقت اليك.... اشتقت لبناتي..... أنا أموت بعيدا عنك.... أرجوك جميلة.... إرحمينا " عادت إلى البكاء.... وهي تفكر في الوقت الذي قضاه وحيداً بعيداً عن عائلته....
لتهمس و هي تأخذ نفساً قويا
- " تعال و خذني...." ثم أغلقت الخط.


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.