آخر 10 مشاركات
مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أي من الشخصيات أحببتم الترابط و التفاهم بينهم؟! و استطعت إيصال مشاعرهما لكم!
يوسف و مرح 146 54.89%
مصطفى و جميلة 130 48.87%
معاذ و ورد 22 8.27%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 266. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree168Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-02-18, 07:14 PM   #391

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع والعشرون

قراءة ممتعة 💋

***************

كان ينتظرها أمام باب منزل يوسف... خرجت بهدوء لتقف تنظر إليه.... و كأنها لم تره منذ زمن.... طويل جداً و ضخم جداً.... لحيته ما زالت على كثافتها.... و كأنها طفلة صغيرة في حضرة رجل، من يراهما لن يظن أن ذلك العشق يجمع بينهما.... عشقٌ يفزعهما بنفس الدرجة التي يغرقهما.... عشق جمع بين متناقضين..... هو ضخم طويل و داكن..... هي قصيرة و البراءة ما زالت تستوطن مقلتيها.... و كأنها لا تنتظر طفلتين منه.... إرتبك و هو يلتقي بفيروزياتها.... ليبتسم بفخر و هو يلحظ الحجاب الأسود الذي تضعه على شعرها..... رغم أن بعضاً من خصلاتها أبت أن تسجن..
- " تبدين جميلة يا جميلة" قال بهمس وهو يقدم لها يده... لكنها تجاهلتها و هي تتخطاه قائلة ببرود
- " شكراً "
تسمر مكانه..... وهو متفاجئ بردة فعلها.... كانت تمر من جانبه ليوقفها فجأة
- " تعلمين أن ما أقوم به لمصلحتنا جميعاً.... فلا يعقل أن تبقي طول حياتك في جهة و أنا في جهة..... " رفعت نظراتها إليه ببرود لتقول و هي ترفع كتفيها.... دليل تعبها من الجدال المعتاد
- " حسناً "
قال بصوت متأوه وهو يحضنها برقة
- " إرحميني جميلة.... هي والدتي ولا يوجد لها غيري.... هي الفرد الوحيد المتبقي لي.... "
يعلم أن كلمة نطق " إرحميني " كانت تُسارع إلى ضمه إليها بقوة....و كأن الكلمة لها مفعولٌ سحري عليها، و كأنها تمتص كل ما يجعله متألمًا....لكن هذه المرة لم تقترب، ولم تخضن ولم تهمس له أنها هنا من أجله....توجس وهي تبتعد عنه بعنف لتقول بقوة.... و دموع الخزي و الغضب تعمي عيونها
- " يا ليتك لم تتكلم أبداً..... يا ليتك صمتت ولم تخبرني للتو أنني شخص ثانوي بحياتك....." و ضعت يدها على جبهتها الباردة لتقول بصوت مخنوق بالبكاء " بل أخبرتني للتو..... " خنقتها الغصة لتسكت تنظر إليه.... وجهه شاحب و عيونه تتساءل عما نطق به.... كان يعيد كلامه في دماغه.... فُتحت عيونه من الصدمة و هي تقول " أنت تعتبرني جزءا من حياتك..... لكن ليس فردا من عائلتك.... جزءا يمكن الاستغناء عنه في أي وقت و في أي ظرف لا يستلزم وجودي....جزء تستطيع التضحية به وقتما استلزم الأمر" إقتربت منه..... لتحرر عينيها دمعتان نزلتا ببطئ على طول خذيها.... كان يتبعهما بنظراته، و اصابعه توخزه أن يمسحهما.... لكنه لم يجرؤ، فلا يملك الحق بذلك..... رفع عيونها ينظر لمقلتيها.... أغلقتهما تعتصرهما بقوة.... لتفتحهما من جديد قائلة بهمسة.... زلزلت عالمه.... جعلت مئة و ثمانية و ثمانين سنتمترا بضخامته يحس و كأنه غرٌّ صغير جدا بجانبها....
- " حتى لو اعتبرتني كشئ فقط في حياتك.... كمزهرية منسية على رف غرفتك....سأرضى بذلك..... هل تعلم لماذا؟ لأنك بخلافي.... عائلتي الوحيدة..... و قلبي الغبي لا يدق إلا لأجلك...." كاد يقترب منها.... لكنه توقف حائراً.... ماذا يجب أن يقول.... كلام كثير يحتضنه صدره العريض... لكنه لا يعرف كيف يُخرجه.
ليقول بهدوء عكس ما يعتمل في صدره من إنفجارات....
- " هذا جيد....لأنني لا أنوي الاستغناء عنك أبداً " حاول الإقتراب لتضع يدها على صدره تحاول أن تنهيه عن ذلك.... وهي تقول بقوة لم يرها أبداً سوى مع الحمراء
- " لا تعتقد أنه ضعف مني أن أصرح للعالَميْنِ أنني أحبك.... أو أحميك بحياتي إن استلزم الأمر..... بل هو قوة لن تصل أبدا مهما فعلت لجزء ضئيل منها..... و ما أفعله لأجل والدتك هو عن طيب خاطر.... فلم يخلق أبداً من يتحكم بي.... و يفرض علي قراراته" قالت لتنطلق تعبر الشارع باتجاه سيارته المركونة
فتح لها الباب ليقول
- " اليوم سنبيت في منزل والدتي و غداً... "
قاطعته ببرود وهي تقول
- " لا يهم...."

دخلت للغرفة التي ظنت نفسها ستخرج منها منتصرة.... لتعود إليها شبه ذليلة..... وقفت في المنتصف تتذكر تلك الليلة التي لن تشابهها أخرى مهما حاولت .... لن تكون بجرأتها و لا بروعتها، تلك الليلة التي دخلت بها عرين وحشها لتطلقه من سجنه دون أن تعرف أنها سُجنت مكانه..... بسلسال غليظ من عشق فقط الموت ما سيحله.... تلمست بطنها، في تلك الليلة حصلت على ... جائرتها الثانية، بعد........ وحشها.

إهتزت أعماقها..... وهي تُحس بيديه تحتضنها من الخلف، عارٍ... إلا من منشفة صغيرة تغطي فخذيه.... لينزل برأسه و يهمس برقة بجانب أذنها... وهو يفتح أزرار بلوزتها الفضفاضة.... لتظهر بطنها التي تكاد تبتلعها.... إبتلع ريقه وهو يغلق عيونه من روعة المشهد ثم أحاطها و بطنها و كأنها لا تمثل شيئا أمام ضخامة جسده... لم تستطع أن تمنع شعور الراحة و الإطمئنان أن يتسلل إليها.... لترجع بجسدها تستند عليه، و كأنها فجأة تعبت من كل شئ و أرادت أن تستريح.

- " ستبقى أجمل ليلة في حياتي.... تلك الليلة جعلتني أحس باكتمال رجولتي.... " كان يفكر بنفس الليلة... التي غامرت بها صغيرته، لم تعرف أن بفعلها يمكن أن يكون.... عنيفاً..... همجياً.... و الأكثر أن يؤذيها.
لكنه ما زال يتذكر رقتها مقابل خشونته.... و مع كل قُبلةٍ لنذوبه كانت تخبره أنها هنا.... بجانبه و لن تتركه أبداً.... بالأحرى ذكراها ما لن تتكره أبداً..... لأنه بمجرد ما استيقظ.... كانت قد ذهبت..... فتح عيونه برهبة أن يكون طيفها ما بين يديه..... أن يكون في أحد أحلامه..... الواقعية جدا.... التي شهد الملايين منها.... بعد اختفائها..... لكن المشهد أسفله أخبره أنها هنا.... وكأنها لم تغادر أبداً...... أبعد حجابها برقة.... و كأنه يأبى وجود شئ بينهما... يبعدهما عن بعض" مصطفى ولد فقط في تلك الليلة " همس و هو ينزل بشفتيه على طول عنقها..... آهاتها جعلته يصبح أكثر عنفاً... و هو يديرها ليستولي على شفتيها بعنف.... عنفٌ تعرف أنه وسيلته ليخبرها إلا أي درجةٍ يعشقها.... تحولت قُبلته للرقة و هي تمسك بيديه لتضعهما على مقدمة بطنها......ليحس برفرقة بناته و كأنهما يرحبان به... جعلته يتوقف... ينظر إليها.... بسكون..... و عيونهما تلمع بمشاعر فقط وحدهما من يعرف حجمها.... نزل على ركبتيه.... ليصل إلى مستوى بطنها، كان يتحسسها برقة.... لتعاد تلك الرفرقة و لكن بشكل أقوى.... جعله يسبح لله و دمعة يتيمة تتسلل من عينه من هول المشهد.

********

تتشبث به حتى كادت تنغرز أظافرها في لحم مرفقه.... وكل مرة و ثانية يلتفت نحوها... يقربها إليها أكثر، يحاول دعمها و بث الطمأنينة في قلبها.....قال و هو يحاول تغطية دليل خشونته على جانب عنقها الأبيض.
-" لماذا لم تلبسي حجاباً أطول من هذا" قال بغضب
-" إهدأ مصطفى.... فعقلي به ملايين الأشياء غير الحجاب" قالت بهدوء يخفي توترها

أوقفها أمامه....يضغط على رأسها بذقنه....و يطوقها بذراعيه... يخفي ارتعاشة جسدها بجسده، يعرف أن اللقاء مع والدته سيكون صعباً عليها، و أنها تقوم به من أجله فقط.... كما همست مئات المرات له البارحة و هو يقتنص من كل ثانية غابتها بعيداً عنه..... رفعت عيونها إليه..... أراد أن يقبلها إلى أن تنسى نفسها، و هواجسها.... لا ينكر أنه متوتر أيضاً لكنه يحاول أن يظهر العكس لها...
- " هل أنتَ بخير؟!" همست... نظر إليها بحب ليقول
- " ما دمتي بجانبي فأنا بألف خير" ابتسمت له دون أن تصل لعيونها فتمحي نظرة الخوف....و الترقب
- " شكرا.... " قال يلفت إنتباهها... لتنظر إليه بتساؤل " أعرف أنك تقومين بكل هذا من أجلي فقط.... وهذا يجعلني......" قاطعته لتقول
- " أنا فقط أريد أن أرتاح للباقي من حياتي... "

نداء خاله جعله يرفع رأسه عنها.... ليقترب منهما جاراً جميلة وراءه..... وصل لوالدته ليعانقها بقوة.... دون أن يُخفي عن التي يضغط على يدها بقوة حتى يكاد يسحقها.... أنه يقوم به غصباً عنه.... أنَّت بألم، ليبتعد مصطفى عن والدته بسرعة.... و ينظر لجميلة بحزن.... و أسف، وهو يمسد كفها التي استحال لونها للأحمر.... لكنها ابتسمت بوجهه.... و كأنها تخبره أنها دائما موجودة لأجله...

لم تُخفي تلك النظرة الشغوفة بينهما عن فاطمة.... و تعرف جيداً أنها السبب في عناقه لها.... لا تعرف كيف و لكنها تعرف أن لجميلة دخلٌ بذلك العناق... مما أجج مشاعر إعتقدت أنها تخلصت منها... أخرجها من تأمل تلك الفاتنة رغما عنها، ببطنها الكبيرة صوت مصطفى وهو يخبرها عن شئ... لم تفطن إلا لاسم جميلة....
- " أمي جميلة تحدثك " أعاد مصطفى... لتبعد فاطمة نظراتها عن جميلة للحظة، باتجاه ابنها المضطرب... إذن هو يخشى أن تجرح دميته جميلة.... تفاجأت باقتراب جميلة لضمها... لكنها اسرعت بالإبتعاد و هي تقول
- " الله يسلمك " ثم تلتفت لأخيها الذي ينظر بتركيز للمشهد أمامه.... دون أن يخفى عنه انكماش جميلة و إحاطة مصطفى بها يخفي ارتعاشتها بصدره.... وهو يهمس لها بشئ بخفوت و تحرك رأسها رافضة بحزم..

*************


- " أبي.... كيف حالك؟" قال معاذ بهمس غير مسموع.... و كأنه يجاهد ذلك الصوت الذي يخبره أن يقطع الإتصال و يذهب وعده لورد إلى الجحيم.... منذ أن عانقته.... ليحس بضربة إبنه بينهما.... و كأنه يخبرهما أن هناك سببٌ كافي ليضعا طفوليتهما جانباً و يتصرفا كوالدين مستقبلين..... كناضجين خاضا قرارات رغم أنها لم تكن بملء إرادتهما.... لكنهما وافقا عليها يوم قررا الإستمرار في علاقتهما.... منذ ذلك الحضن....الذي اتبعه احتجاج ابنه و هو يرى الحياة لا تستحق أن تُهدر في تفاهات الأمور.... كصراع ديكة فاشل.... فمهما حدث و سيحدث عبد الجبار يبقى والده و هو ابنه.... و الدم لن يتحول للماء أبداً.


- " معاذ.... " قال والده بصوت كسير.... متعب و ضعيف، يخلو من تلك السحنة الغاضبة...اللكنة الأمازيغية الجبلية.... المضغوطة الحروف التي تجعل صوته الجهوري أكثر قوة و رعباً... و التي تُرهب أشد الرجال صلابة.... و التي زادت غضبا و صلابة بعدما أصبح مُقعداً.... و كأنه خشيَ أن يُؤخذ ارتباطه بالمقعد المتحرك في تنقلاته نقطةَ ضعفٍ و تستغل ضده.....
- " نعم والدي.... هذا أنا" قال معاذ بتأثر.... و هو يحاول تذكر والده في أضعف حالاته فلم يقدر.... لم يرهُ أبداً ضعيفاً.... حتى في أضعف حالاته الجسمانية و دخوله في اكتئاب حاد.... كانت عيونه تنطق بقوة و غضبٍ هادر..... و هي تتوعد الفاعل..... " ورد حامل بولد...." لم يعرف لما نطق بذلك.... ربما لكسر الصمت الذي امتد بينهما..... ليؤكد ذلك ما أخبره به عمه ذات يومٍ (أنت تُشبههُ..... تشبه أباك)....
- " مبارك ولدي.... " قال عبد الجبار بعفوية..... بفرحة أب لابنه.... رفع يده المجعدة يمسح دمعةً تسللت رغماً عنه.... تُخبره أنه بشر يحق له الفرح حد البكاء..... مسحها بسرعة و هو يسمع شهقة زوجته و رفيقة دربه.... الوحيدة التي تحملته و لم تفارقه أبداً، الحقيقة المرة التي عرفها.... عندما وجد البيت فارغ إلا منهما.... الكل ابتعد عنه.... الكل نفر منه إلا هي.... كانت تجلس فوق الوسادة العريضة أسفل سريره.... تنظر إليه بشفقة و هو منكس كتفيه يحس بالوحدة..... ليزمجر بقوة في وجهها أن تغادر.... و تتركه يموت وحيداً.... لم تتغير ملامح وجهها لتقول بهدوء، و حنية طُبِعت بها لتتشبع في خلاياها و تُصبح جزءاً لا يتجزأ منها
- " ساعدني يا حاج.... لأرفعك..... لتتوضأ و تصلي ركعتين.... عسى الله أن يجمعك بهم قريباً " لتميل عليه.... تمرر يدها على كتفيه المتيبسة.... تغللت رائحة القرنفل و الحنة خياشمه.... لا يعرف كيف تذكر والدته.... و توصياتها على طفلها الصغير.... الذي خسره الآن كما خسر ابنه من قبل.... ليشهش في بكاء مرير.... تتلقفه هي... لأول مرة يشارك ضعفه شخصا ما... لم تكن شخصا غريباً أكثر من كونها زوجته..... ظله الذي لا يغيب ليلا و لا نهارا...لم تخذله أبدا.....


- " سنأتي قريبا لزيارتك.... السلام عليكم " و أغلق الخط.... كان ينظر إلى الهاتف، بحيرة هل كلمه معاذ.... هل خاضا حوارا رغم كونه قصيرا إلا أنه أسلم حوار خاضاه أبدا....
- " أخوك بالبهو ينتظرك....هل أدعه يدخل؟!" قالت وهي تحاول إخفاء نبرة السرور من ملامحه المسترخية التي تنظر للهاتف بعيون متلألئة بالدموع....
- " دعيه يدخل... " استقام براحة و هو ينتظر دخول أخاه.... أو ابنه الأول.... الذي غاب لأيام لتغيب شمسه عن الشروق.... لم يحس بذلك الفقد عندما غادر معاذ.... كان يعرف أن أخوه الصغير موجود.... ويوم غاب عرف أنه هو السبب... الطريقة التي اعتقد بها أنه يحافظ على عائلته و قريته لم تعد مجدية.... و شخصان من لحمه و دمه يتركانه، عرف أنه المخطئ.... و سيسعى لإجبار الخواطر.

عاد إلى الطاولة في المقهى التي يجلس عليها مع ورد.... كانت تقرأ أحد المراجع فالإمتحانات النهائية على الأبواب.... أبعد الكتاب بعنف.... ليقول بلطف مصطنع وهو يحرك عيونه بالطريقة التي كانت تتبعها معه و تنجح بها.... لتحقيق مطالبها
- " ماذا هناك معاذ؟!" قالت وهي تعيد المرجع لمكانه
- " إشتقت إليك.... لم أرك منذ... " سكت قليلا و كأنه يقوم بعملية حسابية " إثنا عشر ساعة و ثلاثين دقيقة.... هذا كثير علي" لم تهتم لكلامه و هي تقول بجدية دون أن ترفع رأسها عما تفعله
- " كيف حال عمي؟"
شرد بعيدا عنها..... لترفع نظراتها باتجاهه.... و بعد صمت قليل أجاب
- " لا أعلم.... لكنه تغير كثيرا.... "
- " أو ربما أنت من تغير.... و صرت ترى الأمور متغيرة " نظر إليها بتركيز ليقول
- " ربما.... "
منذ أيامٍ و هي تلتقي به كلما سنحت لهما الفرصة.... ليس كزوجين، بل كابنا عمٍّ تعرفا مؤخرا ببعضهما.... ليغدوا صديقين.... كانا يثرثران طوال الوقت عن كل شئ غير مشاعرهما.... وكأنهما واثقان أن حبهما موجود..... لكنه مطمور تحت العديد من المشاكل و العراقيل.... تحتاج لحل كي يخرج للنور بالصورة التي يريدانها.
- " كيف حال فدوى بعد قرار تأجيل العرس..."
- " ما زال شفتاها تسبقانها أينما ذهبت بالبيت.... غاضبة أن العريس أجل العرس لأسبوعين إضافيين.... لتكون أخته متواجدة.... لا أدري لما هي مستعجلة على سجن الزواج " سكتت فجأة لتنظر إليه.... لوجهه الذي شحب، و الألم الذي ظهر في عيونه
- " ألهذه الدرجة أصبح الزواج في نظرك مجرد سجن؟؟"
- " لم يكن كذلك بالنسبة لجسدي.... بل لروحي "
نظر إليها كأنه يحاول أن يقارن بين ورد قبله و بعده... لكنه وجد نفسه لا يعرف إلا ورد بعد أن أصبحت زوجته...
- " كيف كانت مراهقتك... " تساءل و كأنه ليس ابن عمها الذي كان سيكون مثل أخاً لها لو لم يكن عنيداً و يترك مشاكله دون حل إلا أن تراكمت....استطرد و فكرة أن تعامله كأخ تثير حنقه
- " لم أكن سأعاملك كأخت...." قال بتقرير و هو يرفع البراد يسكب الشاي في الكؤوس المذهبة أمامه.... لتفوح رائحة النعناع و تملأ الجو بينهما.... كانت تنظر إلى حركته الرتيبة
- " لم تكن ستحس بأخوة تجاهي... فطبيعتي تثير في كل رجلٍ قريب حس الحماية...." قالت بثقة وهي تأخذ الكأس الذي ملأه... دون أن تهتم لسكونه و وجهه الذي استحال للأحمر من الغضب...... و الغيرة
- " أنتِ تحدثين زوجكِ.... بالمناسبة " قال يحاول أن يتمالك نفسه
- " زوجي السابق.... ما زلت أفكر في عرضك.... و لم أحسم قراري بعد"
- " لكنكِ و عدتيني...." قاطعته
- " وعدتك بالتفكير..... و ما زلت أفكر "
خطف من يدها الكأس....لتصيح برفض لكنه لم يهتم لها....


******************

-"سمعت أن جدتك كانت تدير وكراً للدعارة...." صمت ساد المكان.... حيث كانت تجلس عائلته.... و مرح التي قررت القدوم في اليوم الثالث لقدوم من العمرة.....بناءا على طلب جميلة.... رغم ثقل بطنها.... كانت تتصرف ككنة مثالية.... تهتم بطلبات الضيوف، و تقدم ماء زمزم و التمر للوافدين لزيارة والدته و التحمد لها بالسلامة..... منذ الصباح وهي واقفة في المطبخ، ووالدته تقف على رأسها.... كعسكري يراقب محكوماً بالأعمال الشاقة..... و رغم الضيوف الذي يجالسهم كان كل فترة و أخرى يتسلل للمطبخ.... ليراها و قلبه يؤلمه لمرآها.... وهي كالعادة تستقبله بابتسامة..... و تقدم له ما يجعله سببا ليراها..... دون أن يخلو ذلك من لمسات بعيداً عن عيون والدته المتربصة..... و الغاضبة طوال الوقت.
- " إذهب إليها يا غبي.... تبدو أبلهاً و أنت تتململ و كأنك تجلس على الجمر" همس يوسف في أذنه.... و كمراهق أجابه
- " أحتاج لسبب قوي هذه المرة.... لا أستطيع أن أقتحم مجلس النساء بدون سبب... " إبتسم يوسف بتهكم ليقول
- " عندي سبب قوي.... لكن بشرط" رفع مصطفى حاجبه بتوجس ليقول
- " رغم أنني غير مطمئن لشرطك لكن أقبل... "
- " غداً عصراً سنتقاتل.... أحتاج لإفراغ هذه الطاقة السلبية..... ولا من وسيلة ناجحة" كاد مصطفى يقهقه عالياً... لولا أن أمسك نفسه..... ليقول
- " كنتُ سأقدم لك نصيحة من النصائح القديمة التي كنتَ تتبجح بها أمامي........ لكنني أعلم أنك معاقب..... " ضحك دون مآربة " شعور رائع.... أن أرى الأدوار تنقلب.... أنا متزوج و أنت....." أكمل بخبث " شبه متزوج" ضربه يوسف في كتفه بقوة
- " يبدو أنني سألغي إتفاقنا مصطفى..... فأنا أحقد عليك لدرجة أتمنى أن تطلب والدتك من جميلة أن تبيت معها، في غرفتها كالأيام الخوالي" تغيرت نظرت الفكاهة في عيون مصطفى ليقول
- " يا ليت أخي.....يا ليت.... "
دفعه يوسف بقوة.... ليقول
- " إذهب لزوجتك و اخبرها أن تنادي مرح.... فحان وقت الذهاب للمنزل" نهض بلهفة....

و قف مستمرا أمام باب الصالة المفتوح
- " أمي..." صرخ
- " بالإذن..." قالت جميلة بألم.... وهي تحضن بطنها، أسرعت تتخطاه باتجاه غرفتها.... لم تكد تغلق الباب.... حتى دخل مصطفى..... و تلقفها قبل أن تسقط.....
- " أنا آسف حبيبتي.... أقسم أنني آسف"
- " فقط خذني من هنا...." قالت لتُغلق عيونها بتعب...

وضعها برفق على السرير لتفتح عيونها..... ابتسم لها بارتباك....
-"هل تستطيعين المشي للسيارة أم أحملك؟" نهضت بتثاقل
- " أستطيع المشي....شكراً " قالت برسمية، و هي تبتعد للجهة الأخرى من السرير..... وقفت لتتمايل قليلا..... أسرع مصطفى برعب ناحيتها.... لكنها أوقفته عن التقدم..... لتقول ببرود
- " أستطيع الإعتناء بنفسي..... سأرحل مع مرح..... "
- " سآخذك لمنزلك.... ولن يستطيع أحد إهانتك هناك... فقد أخبرتك في المطار بعدما حدث أنك لست مضطرة لتقبل والدتي بحياتك.... طالما هي لا تتنازل قليلا كما تنازلتِ" لم تهتم فعلا لما كان يقوله.... لكنه أكمل " أنت أصريت على الحضور....كان يكفيني أنك استقبلتيها معي" مرر يده على صفحة وجهه بتعب... آلامه تصرف والدته في المطار تجاه زوجته... و الجزء القليل الذي كان يأمل أن تكون والدته قد تغيرت مات.... همس لها أنها ليست مضطرة لتقبل والدته بعد ذلك، لكنها أصرت على القيام بواجباتها ككنة....إتجهت إلى الخارج و هو على أثرها

نزلا الدرج بهدوء.... وجدا فاطمة مازالت محاطة بالنسوة من العائلة.... يرغبن بالمزيد من أخبارٍ دسمة موضوعاً لثرثراتهن اللاحقة....

وقفا على آخر الدرجات.... تستند عليه بضعف.... و القفطان الذي تلبسه يكاد يخنقها، تركها ليتجه للصالة حيث مازالت الهمهات تعلو عن جميلة و عائلة جميلة.... ليقول بغضب مكتوم
- " أمي.... أظن أن الزيارة قد انتهت.... " التفت يرمق النسوة الفاغرات فاههن بانتظار حدث، ربما سيكون حديث المواسم القادمة.... الإبن البار يعلن أنه لم يعد كذلك..... من أجل عيون ساحرة حمراء ذات ماضٍ أسود.... " أظن أن الموضوع شخصي.... فهلا تفضلتن بدون مطرود!" قال بغضب.... و شخصية مصطفى العملية التي لا يعرفها إلا فريقه و المجرمين الذين يتعامل معهم تظهر....إحمرت وجوههن من الغضب و الإهانة.... ثم التفت بلطف باتجاه مرح المنكمشة على نفسها من الرعب....
- " مرح.... يوسف ينتظرك منذ فترة.... آسف أنني نسيت إخبارك منذ قليل" حك رأسه بحرج..... و عيونها مصدومة من تغير شخصيته السريع.... حركت رأسها بسرعة لتسرع باتجاه جميلة تعانقها بلهفة و كأنها تواسيها
- " خذيني معكِ" همست لها جميلة.... و مرح تبتعد عنها قليلا....لتنظر باتجاه يوسف الذي دخل فجأة.... لكنه أومأ لها برفض و كأنه يعلم في ما تستشيره.... كان يمنعها من التدخل
- " يجب أن تبقي.... زوجك معك.... لا تخشي شيئا"
هزت جميلة رأسها و هي تئن.....
- " أرجوكِ... لا تتركيني...." تشبثث بقوة بذراعها.... لتعاود النظر ليوسف بتحدٍ
- " حسناً حبيبتي.... هيا " ساعدتها لتنزل باقي الدرجات بمهل..... ليقف جدار يغطي عليهما الإنارة من الثرايا الذهبية المعلقة....
- " أنتِ لن تذهبي لأي مكان بدوني.... جميلة " قال بهدوء.... و هو يتجه للباب الضخم يغلقه بعد أن خرج آخر المدعوين.... و يعود يواجههما.... و يوسف واقف ينظر بإعجاب لزوجته.... التي أرجعت جميلة خلف ظهرها تحميها من مصطفى.... و تقف بتحدي بينهما
- " من فضلك مرح.... أتمنى ألا تتدخلي بيننا" لم تجبه.... و هي تصارع توتر جسدها من قرب مصطفى من أجل حماية صديقتها
- " بما أن جميلة طلبت منها التدخل..... فمن حقها ذلك يا ابن عمتي " قال يوسف ببرود.... وهو يستند على الحائط بجانبه.... و نظرات الفخر ما زالت مسلطة باتجاه زوجته.... رغم أن جسدها مرتعب...... فقط هو و هي من يعرف ذلك.... نظرت إليه مرح.... ليبتسم لها و يغمز لها بوقاحة.... جعلتها تجفل قليلا..... قبل أن تعيد رسم الجدية في ملامحها.... و تنظر لمصطفى.... الذي كانت نظراته مركزة على حمراءه التي تتشبث بقوة بعباية مرح السوداء.... و رأسها منكس للأسفل
- " جميلة... " نطق بصوت ملتاع.... لترفع نظراتها باتجاهه تنظر إليه بتأنيب..... فنفس السيناريو يعاد من جديد.... والدته تطعنها و هو يقف كالضحية

- " حسناً.... متى ستنتهي هذه المسرحية.... لأنني متعبة و أريد النوم " قالت فاطمة بملل
- " لم تكوني كذلك و أنت تطعنين في جميلة منذ لحظات.... ألا تخجلين من نفسك؟ "
إلتفتِ الأوجه بصدمة.... نحو مرح و هي تنطق بتلك الكلمات.... حتى فاطمة ارتبكت و شحب وجهها و هي تنال التقريع من مرح..... جميلة ارتخت قبضتها على جانبي مرح و مصطفى ينظر إليها بصدمة..... بينما يوسف تحول ذهوله إلى ابتسامة فخر بقطته التي بانت لها المخالب.
- " و من أنتِ لتعملين كيف أتصرف في بيتي و بين ضيوفي؟!" أجابتها فاطمة بغلٍّ
- " أقسم لو كنت في سن يخولني لأعلمك الأدب فلن أتوانَ.... لكن الظاهر أنك لا تحترمين حتى سنك أو المقام الذي عدت منه منذ أيامٍ فقط..." صاحت بغضب وهي تقترب باتجاهها لولا جميلة التي تشبثت أكثر بها.... نظر مصطفى بغضب جهة يوسف.... يأمره أن يسكت زوجته.... لكن هذا الأخير تقدم باتجاهها مستعدا لمجابهة هذا الضخم إن لزم الأمر.... فهي بالأخير تقوم بدوره هو.... هو الجبان الذي يخشى دائما الدفاع عن زوجته أمام جبروت والدته بدعوى بر الوالدين.... وماذا عن حق زوجته اليتيمة الحامل المهضوم؟!

- " ما الذي يحدث هنا؟!" صاح محمد العالمي وهو يدلف إلى البيت.... لتسرع فاطمة ترتمي في حضنه وهي تقص عليه كيف كنته عايرتها...

انكمشت مرح و هي ترى والد زوجها يرمقها بنظرات تكاد ترديها صريعة.... اقترب منها يوسف بسرعة وهو يهمس بين أسنانه " و أخيرا اكتمل السرك"
- " أراك ما زلت هنا يوسف.... كنت أعتقدك ذكيا لتتجنب مكان تواجدي طالما لم تحقق رغبتي.... " قال وهو يشير برأسه لمرح.... التي زاد انكماشها....ضحك يوسف عالياً ليقول
- " منذ متى رغباتك تكون مستجابة محمد العالمي.... مني" أكمل ببرود
- " فعلا.... الحثالة لا تتزوج إلا حثالة مثلها"
هاجت أعصاب يوسف ليقترب من والده الذي ارتبك من نظراته المرعبة..... لكن مصطفى وقف حائلا بينهما
- " أقسم بالذي خلقني، أنني سأنسى كونك والدي و أهشم وجهك....إن لم تحترمها"
- " لن تجبرني على احترام من لا يستحق.... و أنت قد اخترت....فانسى أن لك والد....و أسهمي بالمستشفى سأبيعها.... فلا يشرفني.... " نظر باتجاه مرح " أن يرتبط اسمي بهذه النوعية"
أبعد مصطفى بعنف.... ليقترب من والده يمسكه من ياقتك..... ينظر إليه بغضب....
- " يوسف " همست مرح.... ليتسمر مكانه " إهدأ....الأمر لا يستحق...." و كأن ذلك الجحيم الذي يستعر بداخله خمد فجأة..... ليفلت والده الشاحب بشئ من الحدة.... وهو يقول بعملية
- " أسهمك سأشتريها..... سأرسل غداً من يتكفل بالموضوع......الوداع "
جفل محمد العالمي من الهدوء الذي تحول إليه فجأة .... هذا ليس بابنه الذي يعرفه.... هذا الهادئ ليس يوسف أو جو... او أي كان.... هو لا يعرفه أو..... لم يتعرف عليه أبداً.

- " خذهما... " همس مصطفى ليوسف... الذي أومأ موافقا و هو يقترب من مرح....
- " هيا حبيبتي "

*******

وصلوا للمنزل منهكين.... الصمت كان سائدا في السيارة، إلا من بعض أنين جميلة
- " هل آخذك للمستشفى جميلة؟ " قال يوسف، وهو يسترق إليها النظر من المرآة الأمامية
- " لا شكراً لك.... هذا مجرد تعب، فمنذ ساعات و أنا واقفة في المطبخ...." قالت بتعب
- " لا يجب أن تهملي نفسك... فالحمل بتوأم أصعب من الحمل العادي " قال ليلود بالصمت.... دون أن يغفل عن انكماش مرح.... التي كانت النار تستعر داخلها، من البساطة التي يتحدث بها يوسف مع جميلة... متناسية ما حدث في منزل والدة مصطفى...

بعد أن ساعدت جميلة على تغيير ملابسها و الإستلقاء.. خرجت ليوسف الذي كان نائما على الأريكة داخل الغرفة...
- " يوسف.... هل أنت بخير؟ " استقام ليفسح لها المجال لتجلس بجانبه
- " ألن نتحدث عما حدث هناك؟!" قالت بهمس.... و هي منكسة رأسها للأسفل و تجلس على حافة الأريكة
- " ما حدث لا يهم.... منذ البداية كانت من شروط زواجنا أن نبتعد عن عائلتينا.... و ما حدث لا يهم" صمت ساد ليقطعه يوسف قائلا
- " مرح.... سنبتدئ العلاج معاً...."

***********************

- "لماذا أنتما هنا؟"
لأول مرة يقفد يوسف النطق فلا يعرف كيف يجيب عن سؤال بديهي.... كالذي طرحه المستشار النفسي..... عقله كطبيب و شخص مثقف توقف... ليعمل الجانب الرجولي الشرقي، كيف سيتكلم عن تجربته مع رجل آخر.... يقاسم ما عاشه و اعتبره سر من أسراره الزوجية مع رجل آخر.... رغم كونه خبير في مجاله..... فلم تكن ناديا سترشحه له لم لم يكن كذلك.... ناديا.... التي حاولت التكلم معه كطبيية....ثم كصديقة، لكنها لم تستطع اختراق القشرة التي غلف بها نفسه
- " أنا....أنا تعرضت للإغتصاب" أجابت مرح، بعدما يئست من استجابته لسؤال الطبيب..... رفع نظراته نحوها، ليقترب بعفوية يمسك يدها و يشبك أصابعهما..... وكأنه تذكر أنها من عانت و من عاشت الرعب.... وهو تعايش مع البقايا فقط..... كتب الطبيب عدة ملاحظات وهو يلمح لفتة يوسف... وكأنه بُرمج على تقديم العون لزوجته بمجرد أن ذكرت تعرضها للإغتصاب..... لم يفكر مرتين قبل أن يشبك أصابعهما.....
- " نحن هنا.... لأننا..... بالأحرى لأنني لم أستطع أن أخرج من تلك التجربة..... منذ سمعت التفاصيل و أنا لا أستطيع النوم.... و كأنني كنت شاهدا على ما فعلوه..... وكأنني كنت أحدهم.... "
جاء دور مرح لتضغط على يده برقة..... وكأنها تحاول مسح تلك الصورة البشعة من عقله، وهي التي عاشت تأنيب الضمير و الكوابيس لا تفارقه.... كان جسده يرتعش و صدره يعلو و يهبط بانفعال.... جسده متعرق وهو يناديها.... دائما ما يناديها و لا ينتظم تنفسه إلا بعد أن تهمس له أنها بخير.... و أنها معه.
- " مرح...." أفزعها نطق الطبيب لإسمها.... لتبعد نظراتها عن يوسف و تتجه بها نحوه
- " في ماذا كنت تفكرين.... و أنت تنظرين لزوجك؟"
أعادت نظراتها ليوسف لتقول بحرقة
- " كل مرة أراه ينتفض رعباً من كابوس..... أتمنى لو أن لساني قُطع قبل أن أتحدث و أخبره بالذي حدث..... " أبعدت يدها عن يده.... لتشبك يديها و سطها وهي تستطرد
- " أنا كنت سأخرج منها دون إخباره..... بدعمه كنت سأجتاز المحنة.... لم يكن يجدر بي أن أكون أنانية....." سكتت.... و كأنه السكوت بعد العاصفة..... " كل مرة أنظر في عيون شخصٍ الشفقة و المواساة.... أول فكرة تراودني هي كيف أحمل كل هذا الكم من القيح بداخلي وحدي... و كل من يدعي أنه يساندني لا يعرف حقاً ما أعانيه.... كان يجب أن يغوص في الوحل معي.... "
نظرت ليوسف الشاحب وهو يفكر في ما يعنيه كلامها.... لتقول
- " أردت أن أعرف فعلا إن كان سيظل على مساندتي.... أم....."
سكتت دون أن تُكمل..... ساد صمتٌ ثقيل لا يقطعه إلا عنف أنفاسها..... لا بل أنفاسه..... ليقول بخفوت..... و كأنه يخشى سماع الإجابة قبل حتى أن يسأل....
- " هل..... هل فقدتِ إيمانكِ في مساندتي لك..... "
نظرت إليه.... لتقول بقوة لم يعهدها في عيونها..... كانا ينظران في عيون بعضهما.....لأول مرة يحدقان بهذه الطريقة في بعضهما.... لأول مرة يرى خطوطا سوداء تزين بؤبؤيها الرماديين.....لأول مرة يفطن أن حجمهما كبير مقارنةً مع العادي..... و لأول مرة ترى أن رموشه الكثيفة لونها بني غامق..... نست أنهما ليسا بمفردهما..... بل في مكتب ضخم بلونه الأزرق الفاتح الذي يدعو للاسترخاء.... و أمام أنظار طبيب نفسي
- " لمستي تثير اشمئزازك.... فماذا تريد مني أن أعتقد؟"
و كضربة قوية وجهت له بغفلةٍ منه.... عيونه زادت اتساعاً..... و كأنها ستبتلع جميع وجهه.... و فمه فاغر باتساع.... يحاول التنفس من خلاله بصعوبة....لم يصدق أنه في ثانية..... او ربما جزء من الثانية..... دمر ما بناه لأشهر طويلة.... بكل صبر


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 07:18 PM   #392

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثلاثون

قراءة ممتعة 💋

*******************

قربها منه بعنف غير مقصود..... يريد أن يحس بها أقرب لنفسه منه..... أن تصبح جزءا لا يتجزأ من جسده كما أصبحت لروحه..... لتنزعج في نومها، لكنها بمجرد أن غرزت أنفها في جانب عنقه، حتى استكانت، و تشبثت به أكثر كقطة وديعة.... أرسل قبلاته على طول كتفها..... يريد أن يجعلها تستيقظ، يريد أن يرى نظراتها.... عسى أن تمحي تلك النظرات الكسيرة التي خرجت بها من منزل والدته في وقتٍ سابق... فتحت عيونها بصعوبة لتقول بصوتٍ أجش من النوم و العاطفة
- " حبيبي مصطفى.... أنا متعبة جداً.... فلا تنسى أنني حامل.... و بطفلتين....إضافةً أننا بمنزل يوسف.... ألا تخجل؟!" ابتسم.....كان يكفيه أن نظرات الحب ما استوطن مقلتيها.... قبَّل أرنبة أنفها و هو يقول
- " بعد الولادة.... سأتأكد أنكِ لن تحملي لوقتٍ طويييييييل جداً "
ضحكت بخفوت وهي تهمس
- " سنرى...." وهي تستسلم للنوم و رائحته تلفها.... راقبها نائمةً بوداعة و هو يتذكر ما حدث تلك الليلة....

الحادية عشر ليلا

كانت نظراته تتبعها مستندةً على مرح.... ويوسف يمسك لهما الباب...... لتعبرا من خلاله.... إلتفت إليه يوسف، ينظر إليه طويلا قبل أن يومئ و يغلق الباب... أغلق عيونه لا يريد تذكر نظرة الألم و الخذلان من عيونها.... شريط معرفته به مرَّ من أمام عيونه في ثواني...... حمراء بظفيرة طويلة تندفع باتجاهه لتحضنه..... ثم قبلته لها في شقتها.... الملاهي في عيد ميلادها..... و توسلها الدائم أن يتزوجها.... كانت تبحث عن الأمان لكنها لم تجد إلا الآلام.... اضطربت أنفاسه و هو يتذكر قبلاتها لنذوبه التي صارت لا تُحتمل بغيابها..... و كأن النار التي تسللت إليه ذات ليلةٍ باردةٍ قد عادت... لتترك جروح غائرة في روحه قبل جسده.... دارت به الغرفة و كأن xxxxب الساعة تدور بسرعة هائلة عكس المعتاد لترجعه عشرات السنين لذلك اليوم.... ذالك اليوم الذي أفلت يد والدته، تابعاً الرجل الذي يبيع ألعابا ورقية بألوان زاهية.... كطفلٍ صغير وحيد و مكبل بحب أناني من والدته، كان التخلص من إمساك والدته ليده بقوة.... كمسجون فر من أقسى السجون ليعانق الحرية.... كان يركض في كل مكان ناسياً الألعاب المعروضة أمام الحرية التي استحقها في نظره الطفولي.

اهتز جسده الضخم و رائحة اليد القذرة التي كممت فمه و أنفه.... وصلت إليه و كأن تلك اليد التي مازالت تؤرقه في كوابيسه ستمتد إليه..... أطلق نفساً حاراً و كأنه كان في صراعٍ مع الغرق، ليحن عليه القدر و يجد متنفسا.... و أخيراً.

فتح عيونه الحمراء من شدة ضغطه عليها.... مازال في منزل والدته.... بحثت عنها.... تلك الشعلة التي تجعله آدامياً، تلك الحمراء التي تمنعه من فقدان عقله.... لكنه لم يجدها، كان يتلفت يميناً و شمالاً دون أن يلمحها..... ليدرك أن ناره ستطال الواقفة أمامه.... والدته التي تضع يدها على فمها تنظر إليه برهبة..... منكمشةً في حضن خاله..... علمت أن وقت الحساب قد حان..... و لأول مرة تمنت لو أن جميلة كانت بجانبه.... لو أنها لم تهنها لدرجة أن توقض الوحش النائم في جوف إبنها.... دائما ما تحمد الله أنه قوي جداً... ليس جسمانياً فقط....قوي ليغلق عن بركان داخله لو ترك له العنان لأحرق الكل.... و مصطفى منهم.
- " ماذا جنيتي من كل ألاعيبك والدتي؟" قال بهدوء الصقيع....
- " إحترم والدتك مصطفى " قال محمد بارتباك...لكنه لم يهتم له و هو يواصل.
- " شهور و أنا أصبر في نفسي.... و فيها..... شهور و أنا أظلم زوجتي على حسابك....." ضرب الطاولة أمامه لتنقسم لنصفين و تتكسر الأواني الخزفية التي رصت فوقها بعناية
- " شهور و أنا أنتظر أن تتحلي بجزء من شعور الأمومة الذي تتغنين به دائما....و بناتي كن الثمن لذلك..... كنتُ سأفقدهن... لن أقول بسببك.... بل بسببي..... أنا من كنت أنتظر و أنتظر.... أن ترأفي علي من غلك..... " سكت ينظر إليها.... ليكمل بهدوء " هل تريدين اعترافاً؟ نعم جميلة قامت بما لم يقم به أي شخص عرفني، حتى أنتِ أمي.... جميلة الوحيدة التي لم ترى المسخ الذي جعلتني أصبحه بنظراتك.... جميلة اخترقت عالمي و ستكون الوحيدة "
- " إبني.... " همست
- " إبنك..... إبنك فقدتيه، منذ ذلك اليوم الذي عاد إليك مكدوما فلم ترحميه.... أغلقتِ عليه..... ليس خوفاً عليه.... بل خوفاً على ما سيقوله المجتمع عنكِ.... كطفل كنت أفهم كل نظرة كنت تنظرين إلي بها.... كنتِ تتمنين لو لم أعد.... لو بقيت في ذلك الجحر أتعفن.... أغلقت علي كعار أمي.... كنتُ الدليل على فشلك كأم.... فاطمة العالمي.... الأميرة الوحيدة لعمالقة الطب.... التي تفشل في الشئ الوحيد الذي وُكِّل إليها.... أن تكون أماًّ..... مجاراتك لتكونِ كإخوتك لم تكتمل.... فلم تحتملي عدم اكتمال كونك أماً مثالية أيضاً ....لتغلقي علي كمسخ مجذوب تخافين أن يعادي الآخرين..... لما كنتُ مسجوناً هناك.... حيث لا صوت إلا صوت أنين أطفال.... و لا إحساس يطغى على إحساس الجوع و البرد، الممتزج بالخوف..... لم أفكر أبداً إلا في تلك اللحظة التي ستمسحين عن جبهتي ألمها.... تعانقينني... تجعلينني أنسى.... هل تعلمين أنكِ لم تعانقينني بالمرة عندما عدتُ...."إقترب منها لتشهق....هذا ليس ابنها.... كان ينظر اليها بغضب.... لتلين فجأة و هو يقول" هل تعلمين من أعادني؟ من مسح عن جبهتي الألم؟ من عانقني و أعادني؟ من أطفأ عن جسمي بقايا النيران؟؟؟؟ " صمت قليلا ليقول و كأنه يطلق رصاصة بكل هدوء و سادية... و كأنه أصبح يتلذذ بعذاب والدته.... الذي يرسمه محياها، و كأنه يُخرج العلقوم الذي استوطن جوفه و يُغرقه بها.... نسيَ أن التي تتلقى الرصاص والدته، لكنه تعب من اعتبارها كذلك بينما هي تتناسى كونها السبب فيما آل إليه.... قال بغضب فقط اسم حمراءه من جعله ليناً، لكن ليس لدرجة أن يغفر " جميلة من فعلت لا أنتِ ...أنت لم ترحمي ضعفي و لا طفولتي.... فلماذا تريدين أن أرحمكِ" ازدياد نحيب والدته لم يجعله يتوقف.... دموعها ذكرته بدموع أخرى لم يتم الرأفة بها... حتى منه
- " هل تعلمين؟!....." ضحك بسخرية ممزوجة بمرارة " بعد كل طعنةٍ توجهينها لجميلة.... " سكت ينظر إليها.... لكنه لم يكن يراها.... كان يتذكر عناق الأخرى بعد كل شجارٍ بينهما.... ليحس و كأن الماء البارد يتغلل لروحه ليستكين غليانها " كانت تغضب، تخاصمني.... و لا تكلمني.... لكن بمجرد ما أقول " إرحميني جميلة " كانت تنسى كل شئ... تمرغ كرامتها من أجل أن ترحمني....ترحمني من جهنم أنتِ من أدخلني إليه.... في كل مرة تنظر لعيوني تعلم لأي درجةٍ أن أحتاجها لأسير باستقامة.... هي رحمتني لكنكِ لم تفعلي...."
- " لا تذكرها أمامي و كأنها قديسة...." قالت بهستيريا، تكرهها و لن تسامحها أبداً.... هي لا تستحق ابنها... صرخت و هي تتجه إليها " كنت أريد الأفضل لك.... هي لا تستحقك... أنا فقط من يعرف ما تستحق.... أنا فقط" قالت بصوت هامس يكاد لا يُسمع.... وهي تدفن رأسها بين أضلعه..... قلبه يضرب برتابة، تكاد دقاته لا تسمع.... و كأنها تحتضن جثة.... زادت من ضمه....وهي تتذكر عندما أحضروه، بعد ثلاثة أشهر من اختفائه، الدماء اليابسة تكاد تخفي ملامحه، مازال يرتدي نفس الملابس التي ألبسته، او البقايا منها.... قميص بأكمام قصيرة من اللون الأبيض، دائما ما يكرهه.... والتي استحال لونها للأسود.... منكمشة تظهر جروح على طول جدعه، استحال لونها للأحمر القاني.... نظرته فقط ما لم تتغير، كان ينظر إليها... يستجديها، لتهمس لوالده أن يعتني به.... هي لا تستطيع أن تغفر لنفسها أنها كانت السبب في ضياعه..... أبعده والده و مازال ينظر إليها... تلك النظرة التي لازمته لأيام كلما مرت على غرفته تتحقق من أنه فعلا قد عاد.... لتغيب بعد مدة و تستحيل لبرود.... لم ينقشع إلا بظهور الحمراء..... حتى يوسف الصغير الذي كان يماطلها و يذهب إليه خلسة، لم يستطع تغيير نظرته كما غيرتها طفلة....
- " أنا كنت خائفة " صرحت بضعف.... " رغم كل شئ أنت ابني.... و أنا والدتك " أبعدت رأسها، من صدره تنظر إليه بترجي.... أبعدها برفق ليقول
-" أنا لن أتخلى عنك.... فواجب علي برك.... لكني أمنعك أن تتدخلي في حياتي منذ الآن، اعتبريني غير متزوج، و عدت لشقتي كما كنت.... اعتبريني في احدى مهماتي خارج البلاد.... حياتي لم تعد تعنيكِ بأي شئ...."
بعد كلماتها.... هاجت أكثر لتصرخ و هي تضرب صدره بعنف
- " ليس من حقك أن... "
لكنه قاطع هجومها... لتقف مسمرة تنظر إليه بعدم تصديق.... مصطفى لن يصل لهذه القسوة أبداً
- "هذا..... أو فلتعتبريني لم أعد أبداً... " غير مهتم لشهقة والدته و لا لاستنكار خاله الذي وقف بعيدا....استدار خارجاً
و فاطمة تصرخ على أخيه ألا يدعه يخرج.... لكن محمد وقف مبهوتاً أمام كلام ابن أخيه....بعد الذي سمعه لم يعد يستطيع التدخل.... ليس له الحق، وهو كان شاهداً على كل الذي عاشه مصطفى الصغير.

****************

الواحدة بعد منتصف الليل

وقف بصعوبة أمام باب منزل يوسف، يحس بالإرهاق.... و سخونة تمتد على طول جدعه.... و كأنه مدمن لم يأخذ كفايته..... جسده يهتز و غشاوة تكاد تعميه... وضع أصبعه على جرس الباب دون أن يحيده.... لينفتح الباب و كأن يوسف ينتظر قدومه... إستقام مصطفى ليقول بصوت حاول أن يبدو طبيعيا، لكن يوسف يعلم أنه ليس كذلك.... هو كالبنرين يحتاج فقط لشرارة لينفجر..... و الوحش إذا انفجر لن يستطيع أحد لملمة الفوضى خلفه
- " نادي جميلة.... " اقترب منه يوسف، ليحاول اجباره على الدخول للتكلم قليلا
- " مصطفى... تعال..." دفعه مصطفى بقوة و هو يصرخ
- " اللعنة.... أخبرتك أن تنادي على زوجتي" لم يهتم مصطفى ليوسف الملقى على عتبتة الباب، او كونه قد تأذى.... دلف إلى الداخل كثور هائج... و كل ما يدور في عقله أنها ترفض رؤيته
- " جم...." صرخ بكل قوته و عروقه تكاد تنفر من خلف جلد عنقه و جبهته.... ليقاطعه صوتها الذي سرى كمهدئ في دمه
- " أنا هنا مصطفى... " قالت برقة
أغلق عيونه..... ليفتحها من جديد يحاول تبين مكانها من خلف ضبابية عيونه
- " جميلة.... تعالي" قال بهمس ضعيف.... وحدها من يسمح لها برؤيته في أضعف حالاته.... إقتربت منه لتستشعر اهتزاز جسده و السخونة التي وصلتها من لمسة يده....
- " أنا هنا حبيبي... " قالت لتقترب منه.... دون أن تهتم ليوسف الواقف خلف مصطفى.... مستعد لإسناده و هو يلاحظ حالته الغريبة
- " لا تتركيني حمرائي.... إرحميني جميلة.... و لا تتر..." لتصرخ برعب و مصطفى يسقط عليها.... لولا يوسف الذي أمسك به بصعوبة كان سيسحق جسدها الصغير و الحساس تحت جسده
- " مصطفى.... مصطفى.... " كانت تصرخ بهستيرية و هي تتشبث بقميصه بعد أن وضعه يوسف على أقرب أريكة.... و هو يقوم بفحصه.... جسده و كأن بركاناً انفجر به.... عيونه مغلقة و يهذي بكلمات مبهمة فقط جميلة و النيران ما استطاعا تبينه.


حتى بعد مرور ساعة لم تستطع تمالك نفسها.....وهي تعيد مشهد سقوطه في عقلها... من كان يعتقد أن هذا الضخم سيسقط فجأة دون سابق إنذار....
-" مصطفى لا تتركني.... أرجوك حبيبي.... لا تتركنا مصطفى.... " كانت تعيد بهستيرية و هي تتلمس جسده
- " حبيبتي... سيكون بخير.... مجرد حمى و يوسف سيعتني به.... " قالت مرح وهي تعانقها من الخلف بعد أن وضعت عصيرا بجانبها
- " لماذا لا يفتح عينيه مرح.... لماذا هو شاحب هكذا.... " أجابتها جميلة الجالسة بجانبه في الغرفة المخصصة لها عند منزل يوسف وهي تتمسك بيده المعتدلة الحرارة....
- " أقسم حبيبتي هو بخير.... هو نائم الآن يوسف أعطاه مهدئا... يجب أن يستريح" نظرت باتجاه الأدوية التي أحضرها يوسف من الصيدلية في وقت سابق... و كأنها تريد التأكد أن الأمر مجرد حمى و تعب ناتج عن الضغط الذي تعرض له... أحست بالدفئ و مرح تعانقها أكثر
- " اهدئي فأنت حامل " و كأن إشارة مرح لحملها ذكرها ببناتها.... لتحيط بطنها وهي تهمس ناظرة لزوجها
- " أجل يجب أن أهدأ.... أنا حامل.... حامل بطفلتي مصطفى.... "


الثالثة بعد منتصف الليل

فتح عيونه ببطئ.... الإضاءة الخفيفة جعلته لا يتكهن مكان وجوده.... أحس بثقل على جبينه، ليرفع عيونه و يلمح ملاكه نائم بطريقة غير مريحة، بجانب رأسه و تضع كفها على جبينه.... أنزل كفها برقة.... ليبدأ بتوزيع قبلات على باطنها، جعلتها تتأوه باستمتاع و تبتسم و هي تنادي باسمه بلوعة .... إعتقد أنها مستيقظة.... لإزاددت ابتسامته و هو يلمح جفونها المنسدلة و انتظام أنفاسها دليل استغراقها بالنوم.... استقام ليحملها برقة و يجعلها تنام بوضعية أكثر راحة.... لكنه لم يستطع إلا أن يغرق نفسه في تجويف عنقها.... يقبلها بنهمٍ.

إستيقظت عندما أحست أن ما تشعر به حقيقيا و لم يعد مرتبطا بحلمها بصلة.... لتجد مصطفى يعلوها و يقبل عيونها كأنه يريد استيقاظها
- " مصطفى!! " همست وهي تحاول فصل نفسها بين الحلم و الواقع.... ارتفع ينظر إليها يتحقق إن كانت فعلا مستيقظة.... مررت يدها على وجهه برقة.... و عيونها تنذر بعاصفة من الدموع.... لتصل إلى لحيته الكثيفة و تتشبث بها بعنف آلمه.... قالت وهي تزيد من عنف تشبثها أكثر... تريد إيلامه أكثر و أكثر
- " أبدا.... أبدا.... لا تجعلني أعيش مثل ذلك الرعب مرةً أخرى .... " قربت وجهه ناحيتها حتى امتزجت أنفاسهما، لتترك لحيته و تحيط بوجهه بكلتا يديها و عيونها في عيونه تحاول أن توصل إليه إحساسها الفضيع، الذي عاشته في الساعات الماضية وهي تستطرد بألم " أرجوك.... لا تؤلمني مرةً أخرى.... كدت أموت و أنا أتخيلك تتعذب...." كان ينظر إليها بتركيز.... عيونها البريئة الصافية....أنفها المحمر من بكائها السابق.... و فمها المغوي الذي يتحرك بطفولية و هي تؤنبه.... " أنا آسفة، سأذهب و أعتذر منها....أقصد والدتك إن كان الأمر يجعلك مريضاً.... و.... " لم يتركها تكمل تأنيبها ليغيبها في قبلةٍ عنيفة.... بعنف عشقه لها... لتهمس له بين قبلاته
- " و أنا أيضا أعشقك...."

**************

- " أنا لم أقصد....."
و لدهشته إقتربت من وجهه..... تنوي أن تمرر كفها على وجنته..... أغلق عيونه ينتظر لمستها أن تحط على بشرته الباردة..... لتعود إليها الحياة من جديد.... إنتظر..... و انتظر..... فتح عيونه يستفسر عن عدم منحه لمسة الحياة..... لتبدد مخاوفه..... بشرتها الشاحبة أنبأته أنها فهمت إغلاق عيونه خطأ...
- " مرح...." قال بلوعة
- " أنا.... أنت لم تتخطى أبدا ذلك...." لم يهتم لما تقوله.... و مازال يتخبط في الإكتشاف أنه فقد تواصله معها.... منذ متى لم يتكلما عما وقع.... منذ متى لم يحسسها أنه بجانبها.... منذ متى لم يقبلها بشغف يخبرها أنه هنا.... دائما هنا لأجلها..... إلتفت للطبيب بقوة.... و كأنه اكتشف أنه متواجد معهما في المكان....
- " أنا لم أقصد.... أقسم لم أقصد أن أجعلها تحس بذلك.... نفوري مرتبط بي و ليس بها.... مرتبط بشخصي، و هي... " نظر إليها كانت منكمشة.... صامتة تستمع له..... " أجمل شئ حدث لي في الوجود.... هي منارتي في الحياة" قال بيأسٍ من أن تنظر إليه....
- " بعض الأشخاص لا يعرفون أن يتكلموا عن حزنهم.... كالذين يدارونه خلف المزاح أو النوم.... أو الأكل... لكل شخص طريقة خاصة للتعبير عن حزنه...." صرح الطبيب.... و كأنه أشفق على يوسف من التخبط الذي يعانيه

كانت مرح تستمع و هي تتذكر توصيات ناديا حول يوسف.... " منذ صغره و هو يعيش وحيداً.... لا أحد يستطيع إختراق داخله إن لم يسمح له.... و أنتِ سمح لكِ.... فلا تجعليه يعود لعزلته"
إلتفتت تنظر للطبيب..... ما جعل احباط يوسف يزيد.... لتقول بقوة
- " كان يجب أن يتحدث إلي.... يخبرني عن ما يزعجه.... كما كنتُ أفعل.... "
صمت و عيونه تنظر إلى جانب وجهها المنحوت بروعة خاصة بمرح فقط .... ليقول بحزن و تعب و كأن رفاهية الشكوى لم تُخلق لأمثاله
- " أنا أحسدك على الطلاقة التي تتحدثين بها مرح.... أنا شخص لا يعرف كيف يحكي.... و يفرغ ما يقض مضجعه"
- " فقط حاول.... و سأساعدك " نظرت إليه أخيرا.... ليبتسم لها، و كأنه حقق إنجازا عظيما..... عندما جعلها تنظر إليه....لترد له الإبتسامة بثقة.
منذ متى أصبحتِ بهذه القوة..... منذ متى خرجت من شرنقتك لتصبحي فراشةً..... يعتقد الناظر إليها أنها من الهشاشة لتسحق من لمسة واحدة.... لكنها ليست كذلك، من تنظر إليه بقوة تبحث عن تفسير في أعماقه.... من دافعت عن صديقتها ضد الظلم ليست بتلك الهشاشة و الضعف.

أنتَ أجبرتني أن أقوى..... تخاذلك او ضعفك جعلني أدرك أن لا أعتمد إلا على نفسي.... و بأقسى طريقة

قاطع حوارهما بالعيون الطبيب وهو يقول
- " لما لا نحاول من البداية.... و كأنكما ستتعرفان جديدا.... أريدكما أن تنسيا أن أحدكما يعرف الآخر.... فهذا غاية الجلسة اليوم... التعرف عليكما عن قرب"
إبتسم يوسف.... ليميل بجسده باتجاه مرح.... و يقول بجرأة و هو يستعيد شخصية يوسف اللعوب القديمة
- " مرحبا، يا جميلة...." انطلقت ضحكات مرح و الطبيب.... ليقول يوسف
- " غالباً كنت أتعرف بالنساء بهذه الطريقة...ضربته مرح بجانب كتفه.... ليضيف " هل أستطيع دعوتكِ لفنجان قهوة... أنا يوسف أو جو.... يوسف في المغرب و جو في فرنسا .... عمري ثلاثة و ثلاثين سنة .... أنا طبيب جراح، منذ صغري و أنا أحب منظر الدماء، والداي أورثا لي هذه المحبة.... كنتُ طفلاً مشاغباً طوال حياتي.... " إستند للخلف و مرح ما زالت تنظر إليه بفضول " أتذكر مرة أنني أطلقت فئراناً في القسم... " شهقت مرح ليتفت إليها " كانا فئران...." و ليزيد من ضآلة الحدث، أشار بأصبعيه " كانا صغيران.... وغير مؤذان.... هذا ما لم تفهمه الفتيات و لا الأستاذة" ضحك بقوة لتتسمر مرح، تنظر إليه.... ضحكته جعلتها تحس بدغدغة ببطنها.... هي تحب أن تسمعه دائما يضحك..... سكت ليقول بتأنيب ضمير زائف " كنت طفلا مشاغباً " و يبتسم إلى أن ظهرت كل أسنانه...
- " أحب ركوب الدراجات البخارية.... أعشق السرعة، ليس هناك أجمل من السرعة و الرياح الباردة تضرب وجهك... في وقت الفجر..... تحس بحرية و كأنك لستَ أنت.....و كأنك ذلك الشخص الذي تتمنى أن تكونه.... خال من الهموم" نسي وجود الطبيب ليلتفت إليها " و كأنك تقرأ كتاباً عن حياة شخص لا تعرفه... رغم أن ذلك الشخص هو أنت.... لكنه ليس أنت..... في تلك اللحظة على الأقل...." أحس بربكة مما يقوله " هل تفهمين ما أعنيه؟"
أشارت برأسها بالإيجاب لتقول
- " و أنت تعرف مكامن الخطأ..... لكنك تستمر بارتكابها... مرة بعد أخرى.... و في تلك الغفوة بعيداً عن الواقع، تتخيل نفسك تتوقف عن ارتكابها.... فتعيش كما تتمنى.... خال البال.... تتمنى لو تستمر تلك اللحظة..... لكن الواقع يوقظك منها بأبشع الطرق " سكتت.... ليمتد الصمت لدقائق... ينظران إلى أعماق بعضهما....
- " من أنتِ...؟؟ " باغتها يوسف بالسؤال... بكل جدية سألها... لتعتدل و تقدم له يدها

- "أنا مرح.... عمري تسعة عشر سنة.... الروايات الرومانسية، هي ملاذي التي تجعلني أحلق بروحي بعيداً عن جسدي.... لأعيش أدوار أخرى بعيدا عن دوري أنا.... لكنها تمثل لي فرصةً للتحليق.... و أعيش حيث أريد أنا... بكل حرية و جموح...."

- " جموح؟!! " مازال ممسكا بيدها ليقربها منها بحميمية و يقول بهمس " سنرى إلى أي درجة سيصل جموحك "
تنحنح الطبيب لتحمر مرح حتى منابث شعرها....
- " ما الذي منعكما من العيش بالضبط كما تتمنيان؟!" سأل الطبيب
و كأن السؤال في غير محله.... بُهِثت ملامحهما في نفس الوقت.... ليبتعدا عن بعضهما و يستقيما جالسين و كأنهما تلميذين معاقبين
- "أنا...أنا لا أعلم" قالت مرح بتوتر.... " ربما أنني لم أومن أبداً بوجود فارس الأحلام، و تلك المشاعر الجياشة..... قبل زواجي الأول أقصى ما تمنيته أن أخرج من منزل والدي.... أعيش في كنف رجلٍ سيحميني منه..... لن أُنكر أن في مرحلةٍ ما تلك الروايات جعلتني أؤمن أن ذلك مستحيل.... لطالما أمسكت بفستاني البالي و أدور في المطبخ أمام كومة الأطباق المتراصة او غسيل متسخ.... " أغمضت عيونها... تعود لتلك الفترة من طفولتها " كنتُ أغمضُ عيوني.... أدور و أدور..... كأنني السندريلا بفستان رائع... بلونٍ زهري منفوش كالأميرات..... و جنية تتكفل بكل الأعمال الشاقة الموكولة إلي....." ضحكت بخفة و هي تفتح عيونها " و غالباً ما أستيقظ بصفعةٍ قوية على مؤخرة عنقي من خالتي او بركلة على خاصرتي من والدي...." كانا ينظران إليها بتركيز.... و كأنها فعلا تحكي إحدى الحكايات الخيالية....ابتسمت بمرارة تنظر لأصابعها المتشابكة في حجرها " المضحك أن الأمر يتكرر كل مرة.... كانت تجربةً فاشلةً للهروب من الواقع...."
- " في أي عمرٍ توقفت أحلامك تلك؟"
أجابت الطبيب بخجل
- " لم تتوقف أبداً.... فقط تحولت لشئ كان أقرب للواقعية في ذلك الوقت..... زميلة في الإعدادية أسقطت عدة أوراق متوسطة الحجم.... مددت لها يدي بآخر الصفحات على الأرض، لكنني ربما لكثرة عدم مرئيتي لها..... لم تهتم بيدي التي مدت لها، أخذتها على أمل أن أعيدها في الغد.... و بفضول قرأت السطور.... كانت صفحة من صفحات رواية رومانسية تصف القبلة الشغوفة بين رجل و امرأة.... في تلك الليلة لم أستطع أن أنام.... و أنا أعيد قراءة الصفحة مرات و مرات في عقلي و أنا أحتضنها... لدرجة أصبحت أحفضها عن ظهر قلب.... كنتُ صغيرة على اكتشاف أن ما يحدث بين رجل و امرأة أكثر من اهانات كالتي تحدث بين والدي و زوجته.... تلك العلاقة التي جعلتني لفترة أكره عالم الكبار.... بعد تلك الليلة أصبحت أخرى.... صادقت تلك الزميلة فقط من أجل رواية..... لتكون مصدر أول رواية أقرأها و لم تكن الأخيرة.... إضطررت لحل تمارين منزلية لها من أجل أن أحصل على المزيد.... رغم كل شئ كانت أيام جميلة.... لن تنسى أبداً "
أطلق زفيرا طويلا..... لم يعلم أنه يحبس أنفاسه، مأخوذا بها.... بطفوليتها و بأنوثتها..... بتلك الطريقة الأنثوية التي تعود بها إلى الطفولة التي لم تغادرها إلا منذ سنوات قليلة فقط...
و كأن عدوى الكلام إنتقلت إليه.... ليبدأ سرد حياته.... منذ فتح عيونه على والدين مشغولين، ثم المدرسة الداخلية التي بعث إليها في الإنجليز.... لحدود سن الحادية عشر.... أول سيجارة تناولها.... و أول قلادة تدلت على صدره الظاهر من الأزرار المفتوحة.... كخطوة تافهة لاستدراج الفتيات..... كان يتكلم و يتكلم و نظراتها إليه تتفاوت بين الحزن على تشتتٍ بين والدين من ثقافتين مختلفتين و الضحك من تصرفاته لإثارة انتباههما.... ليتوقف فجأة و يختار اللامبالاة....
كأول جلسة ثنائية من علاجهما كانت ناجحة جداً في نظر الطبيب... نظرتهما لبعض تغيرت و كأنهما تعرفا على نفسيهما قبل الحادث....

- " كيف كانت؟! " إلتفتت إليه باستفسار..... كان يقود بهدوء بيدٍ واحدة.... و اليد الأخرى تستريح على فخذه " كيف كانت القُبلة؟" قال وهو ينظر باتجاهها...ابتسمت لتقول و عيونها تلمع بمكر
- " كانت قبلةً فرنسية"
ضغط على المكابح بعنف، ليرتد جسدها للأمام..... لولا حزام الأمان لكان وجهها سيصطدم بقوة... إلتفت إليها بذهول
- " فعلا..... كنت جامحة جدا في خيالاتك " ضحكت من ملامح الذهول التي ما زالت تعلوه
- " كم كان عمرك بالضبط؟" سأل
- " إحدى عشر سنة " قالت و هي ترفع كتفيها ببراءة
- " يا إلهي مرح.... كنت مجرد طفلة لتتعرفي على ذلك؟ " مسح على صفحة وجهه، لينظر إليها بعيون نصف مغلقة
- " وهل تم تحقيق ما كان في خيالك؟" ضحكت بغواية و هي تفتح حزام أمانها و تقترب منه
- " كنتُ أنتظر فرنسياً ليمنحني إياها " جرها نحوه بعنف.... ليقول بأنفاس ثقيلة و هو يقربها أكثر، مأخوذا بمرح الجديدة... الأكثر جرأة و فتنة
- " يا إلهي مرح.... كان يجب فقط أن تطلبي.... " مرر يده على وجهها يتحسسه ليهمس برغبة ".... و أنا في خدمتك لأي خيالات أخرى في جعبتك"
- " هناك الكثير..... و الآن قبلني" أمرته..... لتدنو عليه.... تضغط بجسمها على جسمه.... و تسكت ضحكاته بشفتيها.... فاجأته و بقي مصدوماً.... كانت تقبله ببراءة و شفاهها مزمومة.... ليهمس وهو يرجع المقعد للوراء
- " أفكارك مغلوطة.... عن الفرنسية "

*****
إنتهى الفصل


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 10:04 PM   #393

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

واااااااااو جرعة مكثفة من الثنائيات التلاته
الفصول تحفة ابدعتي فيها بجد
جلسة الطبيب النفسي كانت رهيبة بكلامهم انطلاقهم وجعهم
طاه اية جو هيفهم مرح الافكار الصح عم الفرنسية و احنا قاعدين
مفيش اي مشاركة للافكار او الخبرات يا جو 😂😂😂😂
مصطفى و انفجار متأخر جدا بامه انفجار اتاجل من وقت ما كان طفل
الحالة اللي وصلها هي السبب فيه
من اول يوم لو اخدته بحضنها احتوته فهمته انه اهم حاجة بالدنيا مكنتش عقدة زي دي اتكونت عنده
لو اهتمت من البداية بعلاجه النفسي قبل الجسدي كان قدر على الاقل يطون فيه تواصل معاها لكن امه انانية و هي اللي محتاجة علاج نفسي
معاذ اخيرا عاد حسباته بالنسبة لابوه و لورد
طلبه الصريح بالاحتياج ليها كان كافي لورد انها تفكر و تقرر حتى لو هتطلع عينه
الفصول تحفة والاحداث ملهاش حل


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 11:17 PM   #394

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصول رهيبة ابداع في وصف العلاج ليوسف ومرح
مصطفى واخيراً فشيت غلك وحكيت لأمك الي تستحقو لو احتوتو ماحصل هيك معو معاذ خطوة كويسة ترجع فيها ورد
تسلم اناملك قمري ❤❤


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 11:18 PM   #395

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي

ثلاث فصول إبداع إبداع إبداع جد من احلى الفصول إللي قرأتها... هذا لا يعني أنه اللي قبلهم ما كانوا مبهرين... بس هاي الفصول كانت مرحلة انتقالية في حياة الأبطال
من أول الرواية كان كل بطل وبطلة غارق بهمومه واوهامه وكان مفكر انه هو الوحيد على الكرة الأرضية اللي بعاني أو ما في حدا بعاني مثله.... لكن..... بهاي الفصول بدأ يصحى من الوهم اللي هو عايشه ويدرك انه الحياة قصيرة على أنه احنا نقضيها بحزن وغم
يوسف اللي كان مخفي حزنه تحت قشرة من المرح والضحك... جرحه من إهمال أهله لأله.. ومرح وحياتها اللي عاشتها مع ابوها وكمان حادثة الاغتصاب اللي صارتلها... الإثنين بدو يفتحو قلوبهم لبعض ويتعرفوا على بعض من جديد.... خطوة الطبيب النفسي كانت جدا صائبة لأنهم بحاجة لحدا يدفعهم للكلام والتوازن
مصطفى كل فصل مشاعري بتكون مذبذبة تجاه... مرة بحزن عليه ومرة بعصب منه... لكن انا عاذره.... بغض النظر عن اللي صارله سواء كانت حادثة خطف أو اعتداء لسا ما فهمت... بس انه يعيش مع ام بغاية الأنانية من أول ما انجبته وهي بتعامله على أنه وسيلة لإثبات تفوقها ونجاحها في حياتها الزوجية.. هاد بذاته مؤلم وموجع.... بتهيألي انها تربت على الدلال الفاسد لهيك ما بتفكر الا بحالها... مصطفى لساته طفل من جواه وبحاجة للامان ولشخص يكون ثابت بحياته.. يحبه وما يتخلى عنه ولا يستغله لأي مصلحة... ومين غير جميلة اللي بتحبه وبتستحمل عشانه كثير....
معاذ بدا يصحى على حاله ويشوف أسرته بتضيع من بين أيديه وهو واقف على الأطلال بتحسر.... يمكن صح علاقة أمه وابوه غلط بس هو ما بملك يغيرها عشان يرتاح.... الإثنين تربوا بهاي الطريقة وتزوجوا وعاشوا مع بعض سنين وهما هيك... لذا عليه انه يعيش حياته ويترك الوساوس عنه... يحاول يقوي علاقته بأبوه اللي انا شايفه بحبه وبحاول يتقرب منه.... ورد رغم كل اللي عملوا فيها هي وقفت جنبه بس هالمرة كانت حريصة على أنه يكون في احترام متبادل بينهم.... لهيك اختصار الحكي لازم معاذ يفك كل التعقيدات اللي فيه واللي من دون مبرر
حاسة انه احنا بالمرحلة الأخيرة من الرواية ما بعرف صح ولا لأ
دمتي مبدعة ملوكة


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-18, 12:41 AM   #396

Libyan Voice

? العضوٌ??? » 416766
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » Libyan Voice is on a distinguished road
افتراضي

واااااو وااااااو واااااااو بفصل واحد تأسري الإنتباه و الإحساس فما بالك بثلاث فصول رائعة مبهرة قمة في الإحساس و التفهم 💐💐
مصطفي أخيرا فجر المكبوت بداخله يمكن الأن أن ينزاح الحمل المثقل كاهله و رابط إسترساله في حياة طبيعية .. مشهده و والدته رهيب و الله .. و الام حملة الغير وزر أعمالها كهروب من إحساسها بالفشل.
معاذ بدأ يتزن و يأسس حياة متوازنة مع ورد.
مرح من أنت من أين ظهرت هذه المرأة القوية ؟ اليوم إحتواء يوسف و حبه و مساندته و تفهمه لمرح ظهر و بوضوح .. و جلسة العلاج كانت آخر خطوة فاصلة بينهم و بين الحياة .
تحياتي ملوكة أنت رائعة 😚😚😚


Libyan Voice غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-18, 03:14 AM   #397

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين ولا اروع، تسامح جميلة عشان مصطفى روعة 😍،مرح ومدافعتها عن جميلة 💪وفخر يوسف بيها 💃
وااااااااااو، مصطفى كنت هتكسر ال3 بنات لولا يوسف سندك 😱، والجلسة ابدعتي في كتابتها انا حسيت اني معاهم كاني انا الدكتور مثلا😄😄 يوسف الشقي اللذيذ ومرح الرومانسية معنى انها تضحك على فترة كت بتعتبرها اليمة وعايزة تهرب منها تبقى ماشية في علاجها مظبوط بس عندها شوية مفاهيم على يوسف يغيرها 😉ازاي مش عارفة القبلة الفرنسية بعد ماقرت عنها 😜،بس حظها حلو ان چو معاها💏🙈


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-18, 04:32 AM   #398

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

صباح المرح والفرح

طبعا متأخرة كالعادة حقك عليا يا موكا
الفصل ١٥

الفصل راااااائع والحوار تحفة وخاصة حوار يوسف الفكاهي مع مصطفى وحواره المتفهم مع مرح

الشرط الاول كان عن الاصدقاء وطبعا حقها بعد اللى شافته .. لكن لم تشرط عليه ان يكون الزواج صوريا واظن ان جو حيستغل النقطة دي لصالحه 😉😉

ومهما استهزأ من جرائم الشرف التي يقرأ عنها....فإنه منهم....دماؤه من دمائهم..

عجبتني جدا الجملة دي عن معاذ ... رغم التظاهر بالتمدن لكن الشرف غالى .. وانا موافقة على هذا تماما .. التمدن والتحضر ليس معناه كان يتغاضى الرجل عن شرفه .. وبالتالي ارى ان التحضر مزيج من العادات الحديثة مع العادات القديمة ولكن بتهذيبها وتطبيقها الصحيح

لا اعرف كلمة اصف بها فاطمة وما فعلته
لكن حسبي الله ونعم الوكيل فى كل حماة تعمل كده فى مرات ابنها او جوز بنتها

الفصل كان حلو جدا بجد
تسلمى يا موكا 😘😘😘😘


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-02-18, 05:32 AM   #399

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل ١٦ و ١٧

نهاياتك رائعة يا موكا .. مشوقة جدا جدا

كنت اتمنى ان تكون جميلة اذكى فتحارب كاميليا وامه بكيد المرأة .. لكن ربما صغر سنها خلى طبعها الناري يغلب

اهانتها لمصطفى كانت فى رجولته وعشان كده مش حيعدي الامر بالساهل

وبالنسبة للسيد معاذ احب اقوله لازم تدفع ثمن الفستان اللى شقيته ... ومن مكاني هذا اعلن انى بدات اقر على معاذ وورد والرقصة دى 😭😭😭
وطبعا قري جه بفايدة ومعاذ ابتعد لما حس ان الحب حيذل كرامته 😂😂
ورد دى طيبة عشان خلصت من راجل ضعيف زى عمر

وكاميليا لازم تشوف نتيجة افعالها .. مصطفى كمان مشعارف يوفق بين امه وجميلة وبالتالي الحياة دلوقتى بقت صعبة

جو 😍😍😍
اه يانى منه .. سمعت انا عن القبلة الفرنسية بتاعت فصل النهاردة .. طب ينفع كده وانا قاعدة هنا باكل سندوتشات 😭😭😭 انا كمان عايزة اروح فرنسا 😇😊😊

مرح بالرغم من قوتها وامومتها لفرح الا ان اى كلمة تعيدها لحالتها الاولى .. لكن وجود يوسف بجوارها وتأكيده لها انها جميلة وقوية حيفرق معاها كتير

الفصلين كانوا حلوين جدا يا موكا .. كالعادة الحوار تحفة 😍😍

دمت بخير يا قمراية 🌹🌹🌹


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-02-18, 06:13 PM   #400

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد ما زالت تفكر بموضوع العودة إلى معاذ
و معاذ ينتظر قرارها
مصطفى استطاع مواجهة والدتة أخيرا
وأعتقد بعد هذة المواجهة سوف تتغير
تصرفات والدته و تدرك خطأها.
يوسف و مرح مرحلة جديدة فى حياتهم
و الجلسات النفسية سوف تساعدهم كثيرا
للبدء من جديد
شكرا على الفصول الرائعة 😍😍


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.