آخر 10 مشاركات
القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فضيحة فتاة المجتمع الراقي (83) لـ:مورين شايلد (الجزء1 من سلسلة فضائح بارك أفينو)كاملة (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-18, 07:10 PM   #581

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
Elk


كل عام وأنتم بخير 💖💖






نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 08:42 PM   #582

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته امتى الفصل منتظرينه بشوووق:heeheeh:

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 09:41 PM   #583

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساء الورد عليكم وكل عام وأنتم بخير 🌺🌺

الفصل الثاني عشر والفصول التالية أكثر إرهاقا في مشاعرها لأن مشاعر شمس أكثر صعوبة وألما من قمر
تمعنوا في كل كلمة قالتها شمس ولتعرفوا اليوم رؤية الحاج سليمان

والأهم اليوم رؤية كامل وتفكيره

بانتظار آرائكم ورؤيتكم

الفصل على صفحتين ٥٩ و ٦٠
قراءة ممتعة 💖



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-04-18 الساعة 10:38 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 09:47 PM   #584

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل الثاني عشر

" تتزوجينني ؟ "

اتسعت عيناها قليلا لترتعش شفتاها بلمحة خفية .. وتشرد بعيدا
بدا - سؤالا - .. نعم .. ليس كلمة أو عبارة أو جملة عادية في الحوار ..
بدا سؤالا .. رغما عنه .. رغما عن نبرته الخشنة الصلفة ..
بدا سؤالا .. به .. وكأن جزء منه حيا ولا يعرف قول هذه الكلمة إلا هكذا ..
بدا سؤالا .. جمده مكانه .. فأحيا إستغرابه بذاته وهو يشعر أنها لحظة .. لحظة واحدة تبدل فيها .. ثم عاد ..
بدا سؤالا .. جميلا .. مرعشا للقلب رغما عنها .. رغما عن ثقتها وصلابتها ..
تبقى فتاة بقلبٍ أخضر نقىّ تنتظر ... سؤالا .

" ليلى "
" نعم رائد "
" تتزوجينني ؟ "
" ......... مـ .... ماذا ؟! "
" تـ .. تـ .. ز .. و..جـ .. يـ .. نـ .. نـ .. ي ؟ "
" ليلى .. ليلى هل أنتِ بخير ؟ ... أنتِ تترنحين "
" أنا بخير .. بـ ... خير "
" و ... و .... مـ ... موافقة "


لا زال يدور بها .. يشعر بجسدها الفارع ملتصقا بجسده ضاغطا عليه بذراعيه ..
فيضغط على موضع ألمه الآن وذراعاه خاليا الوفاض .

استكانت دارين وقلبها رغما عنها يطرق أضلع صدرها بخجل العذارى
يروق لها أن تضغط عليه بالكلمات .. أن تره على حافة الإنفجار
ولكنها لم تعتقد أن الإنفجار سيكون سؤالا صريحا هكذا
سؤالا مفاجئا له قبلها .. تعابير وجهه انغلقت وعيناه تشرد بذكرياته الغير منتهية ..
فتتغلف تعابير وجهها بالجدية وهى تحدق به بنظرة مختلفة .. نظرة أنثى .. لرجل سألها الزواج منذ لحظات .
نظرة لـ ملامحه الجاذبة بخشونتها وهمجية طباعه المتفردة .. بـ سمرة الشمس وسحر ليل عينيه المحددتين بالظلام ..
وتلك النظرة الشرسة في غضبها الذي تنفر له عروق رقبته بطريقة تستفز أنوثتها ..
يتورد وجهها عفويا وصدره الصلب الظاهر من قميصه الأسود المفتوحة نصف أزراره بعشوائية يتحرك صعودا وهبوطا بحدة أنفاسه فتكاد تشعر بما يعانيه هذه اللحظة .
فتعود لعينيه وهى تسأله بخفوت :

" لماذا ؟ "

يعود رائد لواقعه عابسا بشدة والمقارنة تحصل من تلقاء نفسها
- ماذا - السابقة تحولت إلي – لماذا – الآن
يدقق النظر لوجهها فيريد معرفة حدٍ فاصل بين الحقيقة والخيال
ذلك الشئ الذي يشعره بها ويُسكِن ما حوله يشعر أنه لمسه قبل اليوم .. رآه .. تخيله .. حلم به ..
ربما لأنه حلم بها مرة .. وربما لسبب آخر يجهله .. ولكن في كل الأحوال لابد أن يعترف أنها مختلفة .
أسكنته الذكرى فتحول بهمجيته لسكونٍ متألم وهو يتسائل بنبرة جامدة لرجل لم يعد شيئا يشكل فارقا له :

" لماذا ماذا ؟ "

عينا دارين ينطفئ تألقها وتطرق للأسفل فيراها متوترة للمرة الأولى
بلا إبتسامتها المستفزة .. بلا ثقتها المتحايلة .. حتى في إنطفائها هذا شئ ما غريب بها يجعله مغتاظا منها دائما ..
مالت للأمام تستند بذراعيها للطاولة وعيناها لا تزال تنظر للأسفل فتسأل بغرابة :

" لماذا غيرت رأيك ؟ "

يداه تحركت لسترته ليسحب علبة سجائره ويخرج منها واحدة يشعلها لينفث دخانها بتنهيدة يأس ..
الإجبار صعب على رجل مثله بكل ما مر به .. والعجز أصعب وأنت تواجه أقرب الناس إليك..
وأصعب أن تواجه نفسك وتسألها .. هل هى مستعدة لتضحي من أجله .. أم إنها تشبعت بالأنانية فلن تضحي بنفسها ؟!.
والأكثر صعوبة أن تسأل روحك ..
أيا روح .. ألا زال بكِ نفس لتنهضي بعد كل تلك الكبوات .. أم تريدين الإستسلام وقطع كل خيوط الحياة ؟!.
والإجابة على نفس ? نفسه .. وروح ? روحه .. مختنقة .. لا تتنفس
بنبرته الجامدة كان يرد على سؤالها بمنتهى الصراحة :

" أنا لم أغير رأيي ..... أبي مريض .. وهذه .. وصيته .. يريدني أن أتزوجكِ أنتِ تحديدا "

رفعت دارين عينيها إليه فتصدمها عيناه كحجرين أسودا اللون يبدو سوادهما ? عمق بلا قاع ..
دارت عيناها في المكان حولها فلا تستطيع تحديد شعورها الآن .. هل هذا هو طلب الزواج الذي تمنته يوما ؟!.
تنظر لرائد فتعود كلمات حمزة تتردد بداخلها ولا تعرف بماذا تجيبه ؟
صحيح أنها وافقت في المرة الأولى عندما علمت بطلب والده .. أو ربما – أدعت – الموافقة ..
ولكن على طلبه الآن .. تجمدت ..
كل حواسها فاقدة للشعور و – تخاف – قول نعم هذه المرة
إنها لم تخف هكذا من قبل سوى يوم .....
صوته كان محملا ببؤس بغيض وهو يقول بخفوت ناظرا للبحر :

" مريض ... سيموت بنفس المرض "

نظرت دارين لجانب وجهه فتكاد ترى تشققات ملامحه بجمود تعابيره
حتى خصلات شعره السوداء بها شعيرات بيضاء لا تظهر إلا لمَن يدقق النظر بها ..
غريق كما رأته .. غريق بالكامل بين كل ما عدده لها حمزة من قبل وأكثر ..
مرض .. موت .. حرمان .. سجن .. ألم .
نبرتها مُلِئت حزما وهى تتخذ قرارا لا رجعة فيه فتقول :

" والدك لا زال حيا فلا تقل هذا عنه .. ادع له بالشفاء .. لا تعلم أين الخير ؟ "

يصارع داخله ليطفو فيمسح وجهه بيده زافرا مستعيذا مستغفرا هامسا :

" اللهم طولك يا روح "

نفسا طويلا كان يأخذه من سيجارته وكأنه يريد إنهائها بنفس واحد قبل أن يقول وهو يميل للطاولة ينظر لعينيها نافثا الدخان في وجهها :

" تشبهين كثيرا السيد زهران .. ربما لهذا هو مُصِر عليكِ "

أغمضت عينيها كعادتها لتتفادى الدخان فملأته غيظا أنها لم تسعل !.
وليكتمل غيظه جاء نفس النادل وكأن اللقاء يتكرر كما المرة السابقة فيقول بإبتسامة ناظرا لدارين :

" ماذا تشربان الآن ؟ .. الآنسة قالت لي ستطلب بعد قليل حين أتت "

قالت له ! .. وكأنه كان بانتظارها منذ المرة السابقة يوم أن اعتبره قفص ليمون !.
كف رائد كانت تهبط على الطاولة بحدة أجفلت المعجب المسكين لينظر إليه ثم قال بنبرة تحاكي شراسة عينيه القاتمة :

" قهوة ... قهوة سادة "

اومأ النادل مبتعدا وهو يلقي عليها نظرة – مشفقة – وكأنه يتسائل كيف لهذا القمر أن يقع في هذه الصحراء ؟!!.
عاد رائد بعينيه إليها فيجد عيناها السوداء بإنتظاره كعادتها .. واثقة .. متحدية .. لمعانها يضوي .. كـ سماء يتألق بها البرق !.
نفس آخر أخذه من سيجارته ثم عادت نبرته الصلفة الوقحة قائلا بخشونة :

" اسمعي .. أنا مجبر على هذا الزواج ومنكِ أنتِ تحديدا كما قلت .. لكن أنتِ لستِ مجبرة ... يمكنكِ الرفض وسيجد والدي أخرى يورطني فيها ... وصدقيني هذا سيريحني كثيرا "

اطفأ سيجارته في المطفأة وهو يقول بلا إهتمام دون النظر إليها :

" ولا تدعي وصيته لكِ تثقل كاهلكِ .. فكري وأبلغيني بقراركِ "

نهض عن الطاولة بحدة فأخرج محفظته يضع ثمن القهوة التي لن يشربها وهو يتنفس الصعداء لإنتهاء اللقاء الثقيل على قلبه .
يتمنى لو يطول وقت تفكيرها حتى يصيبه الشيب فيموت ليلحق بليلته ..
ولا يسمع منها إستجابة يوما .
ولكن قلبه توقف لحظة ثم نبضة تسحب أنفاسه وصوتها ينادي اسمه :

" رائـد "

تسمر رائد مكانه وهو يوليها ظهره وحاجبيه الكثيفين ينعقدان تدريجا
منذ سنوات لم يسمع اسمه من فتاة بهذه الطريقة .. لم تناديه فتاة في عزلته التي فرضها على الجميع حوله .
نبرتها تحمل جرأتها .. ثقتها .. وشئ غامض يتألق بعينيها
ربما هذا ما رآه والده بها ليصر عليها هى لتكن زوجته
زوجته ! ... يا إلهي ... كيف سيقترن اسمها بتلك الكلمة ؟ .. كيف سيقترن باسمه ؟! .
نغزه الشق في بطنه فأخذ نفسا عميقا وصدره العضلي يرتفع يكاد أن يمزق قميصه الأسود .
أغمض عينيه المشتعلتين والنغز يتحول لكل أحشائه وهو يسمعها تقول :

" موافـقـة "

وما أشد الألم حين تأتي الإستجابة بهذه السرعة ..
هذه الفتاة ألا تملك ذرة كرامة لتوافق بعد كل ما يقوله لها ؟!
باردة الدم والإحساس .. يقتله الغيظ ليعرف لماذا توافق ؟!
وضع كفه على بطنه وشفتاه تنطبقان بقوة غضبه
ثم يفتح عينيه وإيماءة صغيرة تتحرك بها رأسه قبل أن يغادر بخطوات جامدة واسعة .
لم يهتم اليوم ليسألها ما يغيظه .. لماذا ؟!
لا يهم .. لا يريد معرفة شئ .. لا يريد من الدنيا شئ .. فليمت بغيظه ويرتاح .
ولكن كلمتها حملت أكثر من الموافقة على طلبه .. كلمتها حملت – وعدا – تلزم نفسها به !.
ويا خوفه من – وعود – قد تأتي ممَن هى .. مثلها .


....

الديجور likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 09:56 PM   #585

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

دخلت نجوى الغرفة بإبتسامتها الجميلة لتفتح الستائر البيضاء وتنير الغرفة بشمس الربيع .
فتحت باب الشرفة ووقفت تنظر للسماء قائلة بإشراقة :

" نعم هكذا .. دعي الغرفة تشرق بشمس الصباح واستمعي لتسابيح الطيور وهى تجمع أرزاقها التي كتبها لها الله سبحانه وتعالى "

جلست شمس على سريرها تمسح عينيها بتعب وهى تسمع ( أرزاقها التي كتبها لها الله سبحانه ).
فتعلم ماهية الحديث القادم قائلة :

" صباح الخير "

ردت نجوى تحيتها بنوع من المبالغة وهى تبتسم ابتسامة عريضة :

" صباح الخير يا نور عيني وشمس البيت "

نظرت شمس إليها بنصف عين وهى تتوجس من الصباح المشرق الذي انتاب والدتها !.
اقتربت منها نجوى تجلس بجوارها على السرير وتسألها بنفس الإبتسامة :

" كيف حالكِ اليوم ؟ "

رفعت شمس حاجبيها لتهتف في سرها بيأس
( إنها قادمة لي أنا )
ولكنها ترد بهدوء رغم جمود ملامحها :

" أنا لم أكن مريضة أمي لتسأليني عن حالي "

تخفت إبتسامة نجوى قليلا وهى تقول :

" " اعلم حبيبتي ... عفاكِ الله من كل سوء

تسكت لحظات يتسلل فيها الحزن لملامحها الجميلة فتخفض شمس عينيها بضيق مما قالته لوالديها ..
انفجرت بما لا يعرفه سواها على هذه الدنيا فذبحت كرامتهما وهى تؤذيهما في ابنتهما الكبرى التي أُهينت مرارا بدون أي اعتبار لهما ..
ورغما عنها لا زالت غاضبة بشدة من والدها لإجباره لها على العودة بعد الطلقة الاولى ... ثم بعد الطلقة الثانية ..
له يد بالإهانة التي لحقت بها .. يبقى سببا من الأسباب الكثيرة الأخرى.
عينا نجوى تتألم وهى تقول بنبرة مست قلب شمس :

" روحي أنتِ وقطعة من قلبي يا شمس ... أنتِ أول فرحتي وأول مَن حملت على يدىّ ... كيف أخفيتِ عني كل ما رأيتِه ... كيف ؟! "

رفعت شمس نظراتها الميتة ببطء وهى ترد بتسليم :

" وماذا كان سيفيد أمي ؟.... ما حدث قد حدث وانتهى "

تنزل دمعة من عيني نجوى وهى تقول بحزنٍ عميق :

" " على الأقل كنا وافقنا على طلاقكِ قبل أن ....

قاطعتها شمس محاولة النهوض قائلة بحزم :

" الحمد لله على كل شئ .. لا تفتحي هذه السيرة مجددا "

وضعت نجوى يدها على ذراع شمس تمنعها من النهوض وتقول بجزع :

" أباكِ مقهور منذ معرفته يا شمس ... الحزن سكن عينيه وكبر فوق عمره عمرا آخر .... أنا اعلم ... كان يُحمِّل نفسه ذنب حزنكِ بعد ما حدث والآن الذنب تضاعف وأثقل كاهله ... منذ أن عرف وهو يمشي منحنيا ولا أعرف كيف أخفف عنه .. أخاف أن يرتفع السكر أو الضغط ويضيع سندنا بعيد الشر عنه .. ترينه بنفسكِ كيف يأكل معنا بصمت ثم يصعد للغرفة ليظل بها وحده .. إنه لم يذهب للشركة وهو لم يفعلها من قبل "

تطرق شمس برأسها وكلمات والدتها تصب فوق عذابها عذابا فترتعش شفتاها برغبة بكاء تخنقها لتقول بنبرة جامدة :

" أنا سأتحدث معه أمي ... صحيح أنا غاضبة منه لأنه أجبرني أن أعود ... لكن هو لا دخل له بشئ ... لله ما أعطى ولله ما أخذ "

نهضت شمس هذه المرة تتجه للشرفة تسحب نفسا مرتعشا فتقول نجوى مسرعة :

" لا حبيبتي لا تتحدثي معه ... سيثور عليكِ لأنكِ أخفيتِ عنه ما قلتِه ... وإلا كان أدّب عبد الخالق وطلقكِ منه بنفسه "

ضحكت شمس بداخلها ساخرة فظهر أثر ابتسامة مريرة على شفتيها .
مسكينة والدتها .. لا تدرك أن عقل والدها لا يسمع كلمة تسمى – طلاق –
لم يكن ليقبل أن تعش ابنته – مطلقة –
كان سيكتفي بتقريعه وإنذاره وربما تهديده إن أهانها مجددا ولكن ابدا لن يطلب طلاقها بنفسه .
قطعت نجوى أفكارها وهى تقول بتردد :

" لكن .. إذا ... "

عقدت شمس حاجبيها واستدارت ببطء تنظر لها فتخاف مما تقرأه بعيني والدتها ..
هوى قلبها وسندها يتهاوى معه حجرا فوق حجر يسقط على قلبها يحطمه تحطيما ..
فيتقطع الكلام على شفتيها قبل أن تجمع كلماتها لتقول بنبرة مقتولة بما تتوقعه :

" قولي مباشرة أمي "

فتقول نجوى بعد لحظات بحذر :

إذا قابلتِ ذلك الشاب لربما أراح الله قلبه وقلبي وقلبكِ أنتِ أيضا " "

لا إراديا دمعت عينا شمس وهى تتسع لتحدق في والدتها وهى تكمل حديثها بأمل واه :

" أنا سألت عليه والدكِ ... قابليه ولن تخسرِ شيئا .. على الأقل حتى لا تندمِ يوما ما أنكِ لم تريه "

نفس لهجة والدها .. نفس الأفكار .. نفس المنطق بكلمات مختلفة
تندم يوما ما أنها لم تر النعمة الذي طلبها وهى أرملة ففعل لهم جميلا سيظل في رقبتهم !!!
بأي عقل يفكرون في هذا الزمن ؟!
يا الله .. كم أنت رحيم بعبادك والبشر لا يرحمون أحدا
على نفس الجدار الذي اعتاد تلقي ضربات كفيها بجوار الشرفة كانت تستند بظهرها وتسأل بتقرير جامد :

" أنتِ أيضا موافقة أليس كذلك ؟ "

تدمع عينا نجوى لتقول همسا ناضحا بألم الأمومة :

" أنتِ أرملة ... وستبلغين الثلاثين قريبا .. لم يطلبكِ أحد منذ أربع سنوات إلا منصور ووالدكِ لن يقبل به أبدا "

ونزلت دموعها الواحدة تلو الأخرى وهى تقول برجاء :

" ربما هى حقا رحمة ربكِ ... والدكِ يقول أنه ..."

يا إلهي .. ما كل هذا التوسل ؟! ... لمَ كل هذه الدموع ؟! .. ما العيب بها إن ظلت أرملة هكذا ؟! .
قلبها يتمزق نابضا بالألم فتتشرب الروح نزيفا لا يتوقف وكيانها يصرخ بها أن تثور ..
لماذا يصرون على رجمها بلا ذنب اقترفته يداها ؟!.
قاطعتها وهى تقول قبل أن تنفجر :

" اخرجي ودعيني وحدي "

ولكن نجوى قلبها يتقطع على شمسها التي توشك على المغيب فتقول توسلا :

" أنا أريد الإطمئنان عليكِ يا شمس مع رجل يصونكِ ويحمي عرضكِ ... لطالما دعوت الله أن يرزقكِ بمَن يريح بالكِ ... ربما هى استجابته سبحانه لدعوة أم من قلب صادق في حرقته على فلذة كبده "

تضغط شمس على أسنانها بقوة والدمع يكاد الإنفلات من عينيها فتستدير تخفيها ..
ستنفجر صارخة فتكرر كلمتها بخفوت وتشنج خوفا من قول أي كلمة أخرى :

" دعيني وحدي "

أطرقت نجوى وبعد لحظات كان جسدها يهتز ببكاء ضعيف تحاول كتمانه فتقول ووجهها أرضا :

" أنتِ صغيرة ونحن لن نظل لكِ دائما ... يوما ما سيخلو هذا البيت عليكِ وحدكِ ... الوحدة صعبة يا شمس "

الخوف .. الخوف يملأ صوتها ويكبل كلماتها فيخنق شمس خنقا
صغيرة !! .. هل هى صغيرة يريدونها أن تتزوج وتعيش حياة ..
أم أرملة كبيرة على وشك بلوغ سن الرعب .. الثلاثين ؟!!
يناقضون أنفسهم ويتخبطون بأفكارهم فيتيهون وسط أفكار مجتمع لا يرى ولا يفكر ..
لماذا رقم ثلاثين يصيبهم بمثل هذا الرعب ؟!
لماذا هو - نضج - الرجل .. و- يأس - الفتاة ؟!.
يعود صوت والدتها متوسلا وهى لا زالت تطرق برأسها :

" قابليه مرة فقط ... مرة واحدة عسى أن يكون فيها الخير ... أقسم لكِ لن نجبرك أنا أو والدكِ على شئ ... ولكن قابليه فقط "

أرادت أن تصرخ بها

( توقفي عن هذا التوسل .. ارفعي رأسكِ فابنتكِ حرة لا يعيبها شئ )

ولكنها تدرك حرقة قلبها عليها .. ويا لناااار قلب الأم حين تحترق ألما على أولادها .
الدموع نزلت من عينيها وهى لم تدرك بعد فتقول بإشفاق مختنق :

" " دعيني وحدي الآن أمي أرجوكِ

رفعت نجوى عينيها إليها فيعذبها منظر شمس أكثر وهى كالجمر المشتعل توليها ظهرها تخفي وجهها وهى تعلم أنها تبكي ..
تنهض بتثاقل تتجه للباب ثم تلتفت لتقول بنفس التوسل :

" حاضر .. حاضر حبيبتي ... لكن فكري في كلامي يا شمس ... أنا لم اطلب منكِ شيئا من قبل ... حققي لي رغبتي هذه المرة "

خرجت نجوى وأغلقت الباب خلفها لينزل جسد شمس ببطء على الجدار حتى جلست أرضا وضمت ركبتيها لصدرها تستند بجبهتها عليهما لتخفي وجهها وهى تحاوط ساقيها بذراعيها .
الدموع تتزايد بلا صوت .. بلا وعي .. وقلبها ? جمرة حجرية يطرق صدرها نبضا محترقا وكلها يموووت ..
إنه الموت البطئ بعد كل ما صار فيخرج من عمق كيانها تأوها مذبوحا مبحوحا
آآآه .... آآآه
لا تجد طريقا سالكا .. أمها تتوسلها لتقابل مَن تقدم لخطبتها وأبيها انحنى ظهره وزاد مرضه ..
فأين المفر ؟
اللعنة عليه .. من أين جاءها هذا النكبة التي وقعت فوق رأسها ؟!
ألم يجد سواها وسط كل بنات حواء ؟!
إنها ليست بنت حتى .. إنها امرأة .. أرملة ..
عسى أن تنقلب به السيارة مثل عبد الخالق ويموت فلا يتعرف أحد على جثته .
نزلت دموعها أكثر وهى تتألم من قسوة قلبها التي تشعبت بكيانها كله لتدعو على شخص لم تره قبلا وكل ذنبه طلب زواج .
بأيام ماضية قتلت ضعفها بيدها ليصبح كيانها جليديا قاسيا
فأصبحت قاسية .. قاسية لا ترحم .. مثل المجتمع تماما .

فجأة فُتِحَ باب غرفتها ولكنها لم تبال برفع رأسها لتر مَن
وبعد لحظات كان صوت قمر قريبا منها وهى تجلس جوارها أرضا فتقول بإصرار وهى تضع يدها على ذراع شمس :

" إياكِ أن تستسلمِ وتوافقِ "

رفعت شمس رأسها قليلا حتى ظهرت عيناها الباكيتان فتحدق بعينىّ قمر لتر نفس القسوة .

قاسيتان نحن بنات سليمان العامري .. معيبتان رغم جمالنا وأصلنا .. من أين نبعت القسوة فينا ؟!
هل هى إرثنا من والدنا أم .. ما تعرضنا له من طبع الحياة ؟.

كلمة جمدت على لسانها وهى ترد على قمر كما ردت على والدتها :

" دعيني وحدي "

أطبقت قمر شفتيها غضبا مما سمعته من حديث بين شمس ووالديها بعد أن أوصلها حمزة ليلة عقد القران .
تعذبت كثيرا شمس ولو كان عبد الخالق حيا لنشبت أظافرها في وجهه على ما فعله بأختها .
ثم يملأها الغيظ من أبيها وهو يريد تزويجها مرة أخرى لتتعذب مجددا ونارها لم تنطفئ بعد .
وغيظ آخر وهى قادمة اليوم لتكلم شمس فتسمع حديث والدتها وهى تتوسلها لتقابل – عريس الغفلة - .
ليلة عقد القران صعدت لغرفتها قبل أن ينتبه إليها أحد لأنها لم تكن تحتمل كلمة هى الأخرى .
كانت تترنح بما أثاره بها حمزة
أخيرا جربت الشعور الذي أرادت تجربته منذ مراهقتها .. إحساسها مع .. رجل ..
ذلك الشعور الذي دفعها لتلمس يد حمزة بحركة خاصة في المصيف وهى لا زالت في السابعة عشر ..
جميلة هى تلك العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة ..
جميلة دقات القلب وهو يدوي على صدر رجل يضمها وكأنه سينفجر بمشاعره ..
جميلة تلك اللمسات الجامحة التي تدفأ بها جسدها ورغبتها أن تكون تحت فستانها لا فوقه ..
الولع .. إنها مولعة شغوفة بهذه العلاقة الخاصة ..
ولولا الخوف المفاجئ الذي دب فيها لتركته يفعل كل ما يريد !..
وجميلة كانت تلك القبلات على شفتيها من شفتيه التي تشعرها هنا عليها حتى اللحظة ..
والأجمل كانت قبلته المباغتة في حديقة منزلهم قبل أن تدخل للبيت ..
وهو يسحبها خلف إحدى الأشجار الضخمة فيقتطف شفتيها بشغف مجنون لتبادله جنونه بشغف أكثر جنونا .. أكثر ولعا ..
بعد أن تلاشى الإحساس بالصفر بمذاق قبلاته .. وتلاشى الخوف بعد خروجهما من بيتهما ..
وبعدها يضرب جذع الشجرة بقبضته وهو يغمض عينيه عن وجهها ليرحل دون النظر إليها وأنفاسه حارة عالية كما لم تسمعها من قبل ..
الآن فقط عرفت فائدة الأشجار الضخمة التي كانت لا ترى مميزاتها في حديقتهم الصغيرة !!.
يرتعش قلبها للتفكير في الأمر فتتمنى لو يكلمها حمزة الآن ويطلب رؤيتها لـ .. يكرر الأمر كله مجددا .. وأكثر جموحا ..
وتعده أنها ستستجيب هذه المرة .. إن كانت لم تستجب ليلتها لإحساسها الصفري بالخسارة والقيود توضع في يديها للأبد ..
فإنها ستستجيب اليوم بعد أن ذاقت جمال هذا الشعور الذي أحيا بداخلها الرغبة ..
ستستجيب .. ليس لأجله .. بل لأجلها هى
لترضي ذلك الولع بداخلها .. وتهدأ جنونها بهذا الأمر الذي تفكر فيه منذ ليلة عقد القران .
أفاقت من أفكارها على ذراع شمس وهو ينفض يدها لتشعر بجسدها حارا ووجهها ساخنا فتدرك أن الصيف جاء مبكرا هذا العام !.
فتعاود التفكير في حال شمس والغيظ الذي يتملكها نحو والدها لتقول ما تشعره نحو شمس دائما :

" لطالما كنتِ دعمي السري يا شمس ونقطة التوازن الثابتة بحياتي ... إياكِ أن تنهارِ للحظة أو تضعفِ .. سأنهار أنا أيضا "

رفعت شمس وجهها كاملا تنظر لقمر وقد جفت دموعها واتسعت عيناها بقسوتها فتقول غير مصدقة :

" يا إلهي .. كم أنتِ أنانية ... حتى في ظل كل ما يحدث لي لا تفكرين سوى بدعمكِ وتوازنكِ أنتِ .. وبعد كل ما فعلتِه معي لا تفكرين سوى بنفسكِ .. أي جحود يمتلكه قلبكِ هذا ؟ "

تتذكر قمر أن نفس الكلمة خرجت من فم حمزة إليها أيضا فتتسائل بعمق روحها ..
هل هى حقا أنانية جحودة ؟!
ترتبك وهى تحاول التبرير الواهي :

" شمس ... أنا أحاول فقط ... "

وقفت شمس بحركة مباغتة فأجفلت قمر وهى تأمرها بحدة :

" قلت لكِ دعيني الآن "

وبدون كلام أكثر كانت تطرق برأسها وتنهض لتغادر الغرفة بإحساس بغيض عن نفسها .. الجحودة .
تاركة شمس قد نامت على سريرها متسعة العينين لدرجة مخيفة ، جامدة الملامح كما في ذلك اليوم منذ خمس سنوات ونصف وهى تنتظر حكم والدها الذي جاء إعداما .
الكل يتكلم .. الكل يشاهد من بعيد .. ولا أحد يعيش بقلب – الحدث - سواها ..
لا أحد يشهد – المعركة – بين صولات وجولات وكر وفر كما تشهدها هى بحياتها ...
كم مرة عليها أن تدخل – حرب – لتخرج بخسارة عظمى ؟
وهل هناك أفظع من خسارتها المرة السابقة ؟
لقد تحطم قلبها .. وحماها الله
لقد كادت تخسر شرفها .. وأنقذها الله
لقد كادت تخسر نفسها .. ورحمها الله
ثم خسرت أثمن ما كانت تملك .. فضل وعدل من الله
فسبحان الرحيم الرؤوف بعباده
سبحان مَن بيده ملكوت كل شئ فيمد العون الفياض لمَن يرجوه
العون .. ودعوات أمها .. وإنحناءة ظهر أبيها
ولمَ لا ؟! .


..........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 10:02 PM   #586

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

بعد ساعات في جمود تام كانت تطرق الباب ثم تدخل صلبة صامدة كعادتها .
على كرسي في زاوية الغرفة كان الحاج سليمان جالسا بيده المصحف يقرأ في خشوع وملامحه مستكينة هادئة.
وحين أبصرها أغلق المصحف يضعه جواره على طاولة صغيرة ينظر إليها وهى تقترب منه لا تشعر سوى أنه والدها .
تحبه وتحترمه .. لكن – رغما – عنها لم تعد ترى فيه - السند –
يؤلمها كثيرا هذا الشعور فتشعر أنها مريضة به لكن ماذا تفعل ومشاعرها ليست بيدها ؟.
قلبها أغلق على نفسه بمفتاح ضاع منها فلن يدخل أحد يستند عليه بعد الآن
حين تقع .. ستنهض وحدها .. حين تشعر بالحاجة إلي يد .. ستمسك يدها الأخرى .
وربما يكون سندها في طيف .. ولكن ليس والدها
طيف صغير يدور حولها كـ سرب من لوعة وأحزان تشق همس الصمت
يمدها بقوة وصمود لا نهاية لهما ولا يدركه أحد
والآن وهى تنظر إلي والدها تواجهه للمرة الثانية تدور أفكارها .. تتحرك كل جثث الأفكار الميتة .
وفي نيران عينيها التي لا تنطفئ كان برد القطب يمد كفوفه الخادشة البيضاء أكثر بداخل أعماقها لتتلون بلون الجليد.
وبين طيات الحزن الساكن بها كان الغضب يثور لتسأل بجمود :

" لماذا أعدتني إليه ؟ "

نظراته أطرقت أرضا فيتحداها شعره الأبيض أن تستطع الوقوف في وضع المحاكمة هذا كثيرا .
وصوته كان يجلدها من جديد قائلا بعمق الإحساس بالذنب :

" خفت .. خفت عليكِ كأي أب يخاف على ابنته من الطلاق "

رفع نظراته إليها فيسألها عتابا قاسيا منكسرا :

" لماذا لم تخبريني بما كان يقوله لكِ .. لماذا أخفيتِ عني .. لماذا تحملتِ كل هذا وحدكِ .. هل تحملينني ذنب عودتكِ بعد كل هذا ؟ "

بقدميها التي لم تعد تقوى على حملها اقتربت منه وهى تقول بإرتجاف جسدها :

" أنا أيضا خفت ... خفت على كرامتي أمامكم ... خفت أن يعرف أحد إهانتي "

تاهت دمعة من عينيها فاستقرت على صدر منامتها الرمادية لتتحول للون الأسود فيخفق قلبها وسط الصمت .
وسط ذلك الهدوء الخانق تشتد حلكة الليل فتشعر بالضياع وتهب عواصف مؤلمة من الذكريات تدق مواضع الوجع ..
ذكريات لم يُكتَب لها السبات يوما فتضرب بعنف المطارق أبواب الفكر .
وبين ماض وحاضر قالت بوجع البنوة :

" ذلك اليوم ... قلت لك أنك لا تعرف ما يقوله لي ... وقلت لي احفظي أسرار بيتكِ "

شفتاه انطبقتا بقوة وهو يمسك بصدره المتألم ثم يقول بوجع الأبوة :

" أنتِ لم تخبريني ... وهو ... صور لي الأمر أنها مشاجرة عادية فقد فيها أعصابه وأنت تلحين عليه بطلب الطلاق ... مشاجرة عادية لأنكما لم تعتادا على بعضكما وقد مر ستة أشهر فقط على زواجكما .. ووقتها قلت طالما ندم فلا داعي لأعرف ما سبب المشاجرة لتظل أسراركما بينكما "

استند بمرفقه على ذراع الكرسي وأسند رأسه على يده يهز رأسه وهو يقول بنفس الوجع :

" كل هذا يخرج منه ! .. كان رجلا أمامي .. خلوقا مهذبا فكيف فعل هذا بكِ ؟ ... المرة الأولى قال رغما عني وعذرته رغم خطأه في حقكِ والذي جعلني أنا أيضا أخطئ في حقكِ ولم أعتقد أنه سيفعل هذا ... كنت أعتقد أني أمسك بيدكِ لأعبر بكِ هذه الكبوة ليظل بيتكِ مفتوحا ... كنت أحافظ على بيتكِ ... لو فقط قلتِ لي .. "

الشفقة تملأ قلبها فيحن إليه .. لو كان غريبا يتكلم بهذه النبرة لتقطع قلبها عليه فما بالها بوالدها..
قلبها قاسي إلا ناحيتهم .. نجوى وسليمان .. وقمر .
حتى وإن رجمها الجميع وأحرقوها حية لن تكرههم يوما .. قد تقسو .. لكن لا تكره .
الشفقة تدفع الدموع لعينيها البنيتين الداكنتين فتسأل بوجعها :

" ماذا كنت ستفعل ؟ "

فينظر لها الحاج سليمان قائلا بقوة شيبته :

" أقسم بالذي خلقكِ وخلقه لكنت طلقتكِ منه بنفسي "

وانفجرت دموعها فأطرقت برأسها تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها
تتدمر كل حصون القوة فيدب الوهن في أطرافها وهى تقترب منه تنهار أمامه أرضا تضع رأسها على ركبته باكية ..
باكية ثلاث سنوات بثلاثين سنة شقاء .. عذاب .. وإهانة
باكية أمامه وهى التي ظنت أن صوتها لن يخرج ولن تظهر دموعها أمام أحد..
باكية سوء الظن به وهى اليوم مع والدتها ظنت أنه لم يكن ليفعلها
وضع الحاج سليمان كفه المجعد على رأسها يربت عليه فيهتز كفه بهزات الألم بداخله ..
مدينا لها بحماية فرط فيها لمَن لا يستحق .. لو فقط كان يعلم
صوت بكائها في هذا الصمت يرجه رجا فيشعر بقلبه سيتوقف في أية لحظة ..
وستوقفه بالفعل حين قالت من بين بكائها وكأنها تريد الإعتراف لترتاح :

" وإن علمت ... أن هذه المشاجرة ... لأني اكتشفت أن ... كل القضايا التي كان يأخذها .... مخدرات ودعارة ... وقتل .... كان يُخرِج مَن قتل من السجون .... ويقتلني أنا كل يوم "

رفع الحاج سليمان يده المرتعشة عن رأسها الذي يختض على ركبته وتجمدت ملامحه بألم حتى تجعدت بوضع العجز فاقدا القدرة على الكلام .
فرفعت شمس وجهها تخاف عليه مما قالته فتنظر إليه بملامحها الجميلة صاخبة الحزن وشفتاها ترتعشان بضعف نفسها ..
جميلة شمس .. لطالما كانت فخره وهى تحمل عينيه وصرامته في الغضب وشدته في القرار ..
وكأنها تربت على كل ما كان يريد زرعه بصغيره عامر بلا جهد منه
كان يربيها هى وقمر لتخرج ابنتاه بمائة رجل
وخرجت شمس حقا بمائة رجل ولم تخيب ظنه كقمر
لم يكن يريد كسرها يوما ولكنه بلا إدراك أهداها الإنهزام والضعف وذلك الإنهيار أمامه .
صوته كان مرتعشا خافتا وهو يقول لها :

" لا ... أنا سألت عليه .... أقسم بالله يا ابنتي سألت عليه جيدا "

أمسكت شمس بيده فأحنت رأسها تقبلها وتقول بضجيج العذاب :

" سامحني .. لم أرد أن أخبرك حتى لا أراك هكذا .. سامحني "

دمعت عينا سليمان وهو يمد كفه الآخر يضعه على شعرها المرفوع فرفعت شمس رأسها بإبتسامة واهنة تمزقها عيناه الدامعتان لتقول وهى تمسح وجهها ولا زالت جالسة أمامه على ركبتيها :

" هل قلت لـ ... الذي تقدم لي .... أني رفضت ؟ "

هز الحاج سليمان رأسه نفيا وهو يقول بخفوت مرتعش :

" سأخبره عندما أذهب الشركة ... نسيت تسجيل رقمه وتركت بطاقته هناك "

دمعتان نافرتان من عينيها سبحتا لتصلا لمنامتها مجددا فتقول وهى تتحامل على الألم بداخلها :

" لا ...... سأقابله "

هز الحاج سليمان رأسه قائلا وهو يرفع كفه أمامها :

" لا لن تقابليه ... ويشهد الله لن أرغمكِ على شئ بعد اليوم "

تتأمل ملامحه فترى ضعف عمره وكبر ملامحه المُجعَدة رغم صلابتها
مسحت شمس وجهها مجددا ثم نهضت وقد أرضاها وعده لها لترد عليه :

" دعني أراه أولا ثم لكل مقام مقال .. دعه يأتي لنتعارف ويقدم الله ما فيه الخير "

كلمة أخرى وكانت ستبكي فاستدارت لتغادر وعند الباب كان يناديها هامسا :

" سامحي أباكِ يا شمس "

ارتعشت شفتاها تغمض عينيها بقوة وتتفجر شرايينها بثورة إهتياج عنيف داخلها ..
ولكنها التفتت تحقق له ما أراد هامسة بإبتسامة واهنة :

" العفو يا أبي "

وبهدوئها الظاهر كانت تخرج بينما داخلها كان يغلي ويغلي ينتظر أي أحد لتفجر فيه كل ما عانته .. وتحرقه .


......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 10:08 PM   #587

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

وقفت لمياء واجمة ترتب أحد الأرفف في الصيدلية .. تقرأ علبة الدواء ثم تضعها في مكانها الصحيح بترتيب الحروف الإنجليزية ..
الكلية لا تذهب إليها كثيرا إلا في الأشياء الضرورية .. وباقي عمل رسالة الماچستير تنجزه على حاسوبها ..
قبل نزولها الصيدلية اليوم أفاقت على صوت والدتها في شجار جديد مع والدها .. شجار لبضعة أكياس من الأرز والسكر !..
والدتها تصمم أن يتصل والدها بجدها ليشكره على ما يفعل معهم .. ووالدها عزيز النفس يتألم ولا يدري أحد بهمه ..
ثلاثة أيام كاملة وهى تعتزل العالم الإفتراضي .. ذلك العالم الوهمي الذي صدق مَن سماه – الشبكة العنكبوتية –
ينسج حولك الخيوط ببطء ودقة ومهارة صانع محترف وأنت لا تدرك لماذا يدور حولك حتى تكتشف بالنهاية كمية الخيوط التي أحاطك بها دون أن تنتبه فتكاد لا ترى نفسك من سُمك الخيوط حولك ..
لتصبح مكبلا .. ضعيفا بالخوف في كل لحظة .. تخاف أن يسقط القناع عن وجهك فتظهر ملامحك المهترئة المشوهة ..
المتعطشة بنهم لتسمع كلمة واحدة تجمل التشوه البغيض .
انتهت من ترتيب الرف فاتجهت لتجلس على الكرسي خلف المكتب الخشبي الصغير في الزاوية وهى تمد يدها لجيبها يقتلها الملل لتفتح عالمها الوهمي فتنظر خلسة من خلف النافذة إن كان أحد بانتظارها ..
ولكن هناك حيث لا نوافذ .. لا اختلاس نظر .. أنت على الملأ رغما عنك .. ولكن أيضا .. بإرادتك .
انتظرت لمياء حتى أظهر الهاتف كل الإشعارات المتأخرة نظرا لبطء الشبكة لينتفض جسدها برنة مميزة باتت تخشاها

"' أين أنتِ طوال الثلاث أيام الماضية ؟ "'

حدقت لمياء بالرسالة على الشاشة وهى تستشعر غضبا من مرسلها ..
فتهز رأسها بحيرة أترد أم لا ؟
هاجس يسيطر عليها بين الخوف وذلك التعطش بداخلها لتكتب باختصار

"' مشغولة بين العمل والدراسة "'

ولو يعرف أنها كانت خائفة مترددة ومحتارة .. وكل هذا بسببه
بسبب فهمه الشديد لها وكأنه يعرفها منذ زمن .. أيعقل أن تحدث هذه الألفة والفهم بينهما من المرات القليلة التي تحدثا بها ؟!!.
بداخلها حاجز يعلو بينهما فتحاول الابتعاد عن أي شخص قد يعري ضعفها ..
وبداخلها شعور آخر يسحبها لمنطقة – محرمة – وهو يوسوس لها أن تبتعد عنه ليشتاق – للحديث - معها ..
فيغلبها الفضول الآن وهى تستمتع أخيرا بأحد يسألها أين كنتِ ؟
رسالته قفزت إليها حانقة وشعرت بحنقها ولا تعلم كيف ؟

"' دراسة !! ... أي دراسة ؟ .. ألم تنتهي منذ خمس سنوات ؟! "'

ترد لمياء وهذا الإستمتاع بداخلها يزداد بقسوة

"' نعم .. لكن هذه رسالة الماچستير "'

بعد دقيقة كاملة كانت رسائله آتية وقد شعرت بهدوئه قليلا

"' وتُحضّرين الماچستير أيضا "'
"' أنتِ رائعة في كل شئ حتى في إجتهادكِ هذا "'
"' كيف حال عملكِ في الصيدلية ؟ "'

الإهتمام .. الإفتقاد له وحش يفترسك وأنت تقضي الساعات تحاول الوصول لكلمة أو سؤال من أحد يهتم بك ..
يرتعش قلبها لفكرة أنه متذكر عملها وانتهاء دراستها .. وهى التي دخلت الجامعة وخرجت منها ولا يعرف أحد اسمها .. وإن عرفوه.. نسوه ..
إنها – هواء – بالنسبة للجميع لا تجذب النظر ولا تجذب الحديث ..
وبملء روحها – العطشى – كانت تكتب

"' بخير .. تعودت عليه .. شكرا لسؤالك "'

توقفت الرسائل لحظات قبل أن تشعر بخفوت صوته في رسائله المكتوبة

"' لمياء "'

لا تعلم من أين تنتابها هذه المشاعر السلبية بالخوف .. وفي نفس الوقت بالجوع ..
يا إلهي .. لكم هى جائعة لإهتمام .. إهتمام من أي شخص يشعرها أنها موجودة على قيد الحياة ..
تكاد تتخيل شفتيه كيف تنطق باسمها .. هذا الاسم الذي لم ينطقه رجل من قبل ..
قلبها اليتيم يئن بداخل صدرها يريد دفء عاطفة .. أي دفء قد يخفي هذا البرد .. وأي عاطفة قد تشبع هذا الجوع .
فترد همسا قبل أن تكتبها

"' نعم "'

سؤال صغير أرسله يحمل الكثير من المعاني المخيفة وهى تقرأ

"' ألم تجدِ ولو خمس دقائق لتفتحِ بها هاتفكِ في الثلاث أيام ؟ "'

تنفست لمياء بعمق ورغما عنها خرجت أنفاسها مرتعشة وهى تكتب بوجوم

"' كنت أريد أن أكون وحدي لبعض الوقت "'

وحدها .. تفكر في حياتها الكئيبة الممتلئة بالشجارات والأصوات العالية ..
يوميا .. لابد من شجار ولو بسيط .. وها هى بدأت تشعر بسوء أحوالهم المادية أيضا ..
والدتها تعاند فتمنع عن البيت المال الذي يعطيها إياه جدها .. ووالدها يجاهد ليوفر لهم ما يلزمهم ..
وبين ضيق مالي وضيق نفسي تعيش لمياء بشعور بشع - بالوحدة –
رنة الهاتف تبدو كمطرقة على رأسها تغيبها عن كل شئ سواه وهى تقرأ عدة رسائل الواحدة تلو الأخرى

"' اسمعي لمياء .. أنا أعرف أننا لم نتكلم كثيرا .. نحن مجرد صديقان جمعتهما هواية مشتركة لا أكثر .. ولكن أنتِ أيضا بلا أصدقاء "'
"' أنا أكبر منكِ سنا وأكثر خبرة في الحياة .. إذا احتجتِ شيئا لا تترددي في إخباري وسأقف معكِ في أي موضوع "'
"' أنتِ فتاة رقيقة للغاية .. وأي فتاة مهما بلغت قوتها فهى ضعيفة .. أريدكِ أن تكونِ دائما أقوى .. أريدكِ أن تكونِ حادة .. شرسة .. عنيفة إذا تطلب الأمر "'
"' العالم الذي نعيش به لا يرأف برقيقي القلوب .. لا تأخذكِ شفقة على أحد لأن لا أحد سيشفق عليكِ إذا وقعتِ "'

ما الذي يحدث لها ؟! .. لمَ تشعر أنها .. مهمة ؟!
لم ينصحها أحد من قبل .. لم يتحدث معها أحد هكذا .. والدتها كانت تعمل فتركت تربيتها لخالتها الصغرى الجميلة ..
ما أجملها من فتاة كانت خالتها .. كانت لمياء تنظر إليها بانبهار الطفلة .. تعتبرها أمها الحقيقية حتى انهار كل شئ في التاسعة من عمرها ..
تزوجت خالتها وسافرت مع زوجها تاركة لمياء لوالدتها الحقيقية ..
والتي لم تشعر نحوها لمياء كما كانت تشعر نحو خالتها ..
تداخلت مشاعرها وهى لا تعرف صحيحا من خاطئ أيهما يجب أن تحب أكثر ..
وزاد التداخل مع تلك الفتاة التي قابلتها لمياء في الثانية عشر من عمرها فأحبتها أكثر من أخت لها .. فتاة انتقلت لمدرستها من بلدة بعيدة فأجلستها لمياء جوارها ولا تعرف كيف أحبتها كل هذا الحب ..
مشاعرها كلها فقدت السيطرة عليها في سنها الصغير وهى تحب هذه الفتاة أكثر من أهلها .. تضحك لضحكها .. تبكي لبكائها ..
والغريب أن والدتها كانت تسخر من مشاعرها وتعدد لها عيوب تلك الفتاة فتحبها لمياء أكثر وتنقص مشاعرها تجاه والدتها ..
يا الله .. لكم تبدو هذه الأيام بعيدة وهى لا تعرف شيئا عن تلك الفتاة الآن .
تتوالى رسائله وهى لا ترد فتشعر بتوجسه من كلماته

"' لماذا لا تجيبِ ؟ .. أنا أعرف قد تقولين لماذا يقول لي هذا الكلام ؟ .. ولكني الآن عمري أربعة وأربعين عاما لذلك تفكيري أكثر نضجا من تفكيركِ وطريقتي مختلفة عنكِ لذلك لا تتعجبي أو تقلقي "'
"' أنا لا أطلب منكِ أن تثقِ بي تماما لأن هذا يناقض نصائحي السابقة لكِ .. ولكن دعينا نكون أصدقاء بحق .. بمعنى أن من اليوم تناديني ' آبيه ' ضياء الدين مثل أختي الصغيرة ندى .. وإذا احتجتِ لشئ أو أن تتكلمِ مع أحد تعالي إلىّ "'
"' اتفقنا صغيرتي ؟ "'

اتسعت عينا لمياء وهى تستند بظهرها للكرسي محدقة للشاشة بعجز
صغيرتي .. لم ينادها أحد يوما بصغيرته ..
لم يدرك أحد هذا الشعور بها .. إنها لا زالت طفلة في المرحلة الإعدادية رغم سنوات عمرها السبعة والعشرين ..
قليلة الخبرة .. قليلة الحياة .. تتشابه كثيرا حياتها المغلقة مع شمس ..
ولكن شمس انغلقت حياتها حمايةً من أبيها .. لكن حياتها هى انغلقت حماية .. وضيق مالي .. وعدم تفهم ... من والديها لما ينمي ذاتها المجهولة ..
نعم .. مجهولة ولا يشعر بها أحد ولا يراها أحد .. ولكنها لم تعتد الخطأ
لمياء - الشيخة - كما تلقبها أمها في الأسرة وهى تسألها عن أمور دينية لا تعرفها فتتجه للمياء ..
منذ صغرها ظهر إهتمامها بأمور دينها فارتدت الحجاب في الحادية عشرة وحدها وظهر إهتمامها بشيوخ معينة فأصبحت لا تفوت أحاديثهم حتى الآن ..
لمياء – ذات الضمير – الحي بطريقة عجيبة لا يمتلكها سوى القليل من البشر الآن ..
لمياء – المتسامحة – التي لا تغضب من أحد ولا تتكبر على أحد
وراقب الجميع تحول الفتاة إلي أنثى – عاقلة - .. عاقلة للغاية لكن وحيدة ..
أقل كلمة تجرحها وتخدش إحساسها .. مريضة برهبة البشر .. مريضة بمشاعرها الحالمة الزائدة عن الحد ..
منذ تلك الفتاة .. هى السبب أو جزء من السبب .. كل زميلاتها كانوا يتعجبون لحب لمياء الشديد لتلك الفتاة ..
حتى الفتاة نفسها كانت تتعجب .. حتى جاء يوم تخبرها ..
' الحب الزائد يولد الكراهية لمياء .. نحن مجرد صديقتان فلا تحبيني هكذا '
كم كانت صغيرة حالمة وكانت تلك الفتاة كبيرة .. كبيرة جدا وقاسية رغم عمرهما المتماثل .
كلما تذكرت صدمة ذلك اليوم تشعر وكأنه بالأمس رغم بُعد الأيام
شمس فقط هى مَن تعرفت عليها في المرحلة الابتدائية ثم تركت صحبتها حين جاءت تلك الفتاة كما تركت صحبة عالمها كله .. ثم عادت لشمس مجددا بعد رحيل تلك الفتاة في المرحلة الإعدادية .
وتوقفت هى عند تلك الأيام البعيدة .. أيام مشاعرها فيها كانت تؤذيها
توقف عمرها على كتف خالتها وهى تحملها صغيرة
نعم إنها صغيرة .. لا زالت صغيرة .. لا تشعر بعمرها الذي يمر بها
صغيرة .. ولكنها ليست صغيرة أحد .
رفعت لمياء الهاتف تكتب

"' حاضر ' آبيه ' ضياء .. شكرا لك "'

المحادثة انتهت من تلقاء نفسها وهاتفها يظلم فجأة معلنا إنقطاع شحنه ..
ووسط الظلام كانت العباءة السوداء الشريرة ترفرف فوقها .. بالشيطان .


.......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 10:18 PM   #588

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساءا .. منزل كامل العامري

بأناقتها البسيطة كابنتها جلست شاهندا بثوبها الفيروزي على الأريكة بجوار كامل وقد انتظروا حمزة بعد عودته .
ملامحها جميلة رقيقة وهى ترنو ببصرها لكامل في سؤال خفي عن سبب الإجتماع فيهز رأسه لها بالصبر وستعرف .
دارين تجلس على كرسي الصالون تطرق بنظراتها لحظات ثم ترفعها إلي والدتها المبتسمة وحمزة المُستغرب ثم تعود بها إلي والدها لتر وجومه وإنزعاجه من الأمر رغم عدم رغبته في رفض قرارها بتعنت .
إلا أن هذا لا يمنع مناقشة القرار في اجتماع عائلي طالما هو أمر يخصهم جميعا .
دارين قراراتها ? حد السيف .. تفكر وتفكر قبل أن تخرج منها كلمة وهذا ما يثق به كامل .
ولكن الأمر الآن أصبح على حافة الخوف الأبوي الطبيعي الذي قد يصل لدرجة الرعب من قرار كهذا .
يجلس حمزة على الكرسي الآخر جوار دارين منتشيا بما تبادله مع قمر منذ قليل بعد عشائهم معا ..
إنها تستجيب كما أراد .. تستجيب له بقوة وجرأة لم يتصور أنها تملكها ..
قمر صغيرة يعرف .. ولكنها - مهلكة - بشغفها واستجابتها وحيويتها في الأمر .
إنها مرنة للغاية معه ولا يعرف ماذا حدث لها فجأة ؟!
ولكن برغم سعادته بهذا الجنون الذي يعيشه معها في مرحلة عقد القران .. هناك شعور غريب يتسلل لسعادته وهو يتسائل ..
لماذا تستجيب قمر له فتتركه يعطي ويعطي لتأخذ هى ..
وعندما تعطي يشعر أن عطاءها لنفسها .. لا له ؟!.
ابتسامة داعبت ثغره الشقي وخياله يرنو لما حدث لتقطع شاهندا أفكاره بقولها :

" وها قد أتى حمزة من عشائه الرومانسي وواضح على وجهه ما يحدث معه "

ثم تدقق النظر لوجهه فتقول عابسة :

" ما هذا يا حمزة ؟! .... هناك آثار أحمر شفاه على وجهك "

صُدِمَت ملامح وجه حمزة وهو يطرق بوجهه فيمسح شفتيه بأصابعه وقلبه يطرق بعنف ليخرج هاربا إليها ..
وتنفجر شاهندا ضاحكة لتنفجر دارين بعدها في الضحك هى الأخرى ورغما عن القلق الذي يشعره كان كامل يضحك وهو يرى احمرار وجه حمزة وأذنيه وهو يقول مقطبا ناظرا لشاهندا وقد أدرك مزاحها :

" أمي "

تزداد ضحكاتهم وحمزة يزفر باشتعال الذكرى فتنظر شاهندا لكامل الضاحك جوارها لتميل عليه تهمس بشقاوة :
" علام تضحك ؟! ... أنت أيضا امسح أثار أحمر الشفاه "

قطب كامل فجأة وهو يمسح خده وشفتيه بأصابعه ثم ينظر إليها لير أي أثر ولكن .. لا شئ ..
وحينها كان دور حمزة لتعلو ضحكاته وهو ينظر لحركة والده التي فعل نفسها قبل قليل فيدرك ما همست به والدته إليه ..
قاطع ضحكاتهم صوت شاهندا قائلا برقة :

" حسنا يكفي عبث .. ما سر هذا الاجتماع العائلي الخطير الآن ؟ "

تلاشت الضحكة عن وجه كامل تماما تبعتها ابتسامة دارين وعلت الحيرة وجه حمزة .
ليقول كامل بجدية :

" رائد زهران حدثني اليوم .. يريد أن يأتِ نهاية الأسبوع مع والده ليطلب دارين رسميا "

عبست شاهندا بجدية هذه المرة وهى تتسائل :

" ماذا تقول كامل .. ألم ينتهي هذا الموضوع ؟ "

زفر كامل ببطء وهو ينقل نظره بينهم ثم يقول :

" زهران كان في المشفى ولذلك أجلوا طلبهما حتى يتعافى ... واليوم حدثني رائد ليحدد معي موعدا ليأتِ "

الحزم كان يشع من عيني شاهندا وهى تسأل ناظرة لكامل ثم لدارين :

" طلبه مرفوض بالطبع كامل .. أليس كذلك دارين ؟ "

صمتت دارين تبتلع ريقها وهى تنظر لوالدتها ثم تنظر لوالدها فتجده صامتا بانتظار إجابتها .
عينا حمزة تتابع وجه دارين وصمتها يثيره شيئا فشيئا فيقول بنبرة ذات مغزى :

" انتظري أمي .. لم يسبق لنا أن اجتمعنا لمناقشة طلب زواج لدارين .. كانت دائما ترفض بصمت وأبي أو أنا نخبرهم بالرفض "

بادلت دارين حمزة النظر فتطالبه عيناها بدعم خفي يقابله بالرفض الشديد في نظرته الصارمة .
تنقلت عينا شاهندا الخضراوين في وجوه ثلاثتهم لتسأل بشك :

" ماذا يعني هذا الكلام ؟ "

نظرة رجاء تعلقت بعينىّ دارين وهى تنظر لأبيها فأشاح كامل بوجهه غير راضٍ .
فيما قال حمزة بتقرير وهو ينظر لدارين :

" دارين موافقة .. أليس كذلك ؟ "

صمت تام يبدو أنه قد أصاب دارين في حضرة عائلتها وهى ترى نظرات الإتهام في عيون الثلاثة .
صمت طغى على الموقف بثقله فكان تأكيدا منها لهم بلا كلمات .
لتتسع عينا والدتها وهى تهتف فيها :

" أنتِ مجنونة ؟! "

أمسك كامل يدها وهو يقول بهدوء قدر الإمكان وقد لاحظ احمرار وجه حمزة غضبا :

" انتظري شاهندا ... لماذا دارين ؟ "

وجه سؤاله لدارين فلم تعرف بماذا تجيب على هذا السؤال تحديدا والإجابة معلقة منذ زمن طويل .
لماذا ؟! .. عدة أحرف صعبة .. شديدة الصعوبة .. والغريق بداخلها يناشدها الإنقاذ وهو لا يعرف .
فما كان منها إلا أن استعانت بمكانتها لديهم فقالت :

" أنتم تثقون بقراراتي أليس كذلك ؟ "

حمزة دمه بدأ يغلي وأفكاره الإجرامية تتحول لـ ' رائد زهران ' وهو يقول بلا تصديق :

" هذا معناه أنكِ موافقة حقا "

نظرت دارين له محاولة العثور على كلمات للتبرير فتتفاجأ بقول شاهندا الحانق من الجهة الأخرى :

" ليس معنى أننا نثق بقراراتكِ أن تُصيبِ كل مرة .. هذا ليس مثل كلية الهندسة التي رفضتِ دخولها ودخلتِ فنون جميلة "

تنتقل نظراتها لوالدتها وهى تتعجب هذا التشتت الذي يصيبها منذ دخل ' رائد ' حياتها ..
للمرة الأولى في حياتها تجلس صامتة أمامهم فتشعر أنها موضع إتهام ولا تجد دليل براءتها ..
تباعدت أفكارها فتتداخل كل الأحاديث ببعضها وهى تتذكر .. حديث والدها .. حديث حمزة .. أحاديث رائد .. حديث نفسها لنفسها ..
خائفة نعم .. ولأول مرة تقبل على شئ بهذا الخوف .. لأنها لم تعتد الخسارة .. تمقتها ..
ولكن التجربة تستحق أن تجتازها حتى لو خرجت منها خاسرة ..
ويا للعجب .. إنها حقا مستعدة لاحتمال .. الخسارة !!.
أفكارها تبعثرت في محاولة منها لإخفائها وكامل يسألها بتركيز وهو يلاحظ صمتها المفكِر :

" ماذا يدور برأسكِ دارين ؟ "

( لا يهم .. لا يهم أن تعرفوا ما يدور برأسي .. المهم هو قرار واحد قاطع لن أتراجع عنه ولن أتنازل )

قرار قالته بنبرة يعرفونها منها جيدا .. نبرة لا رجعة فيها :

" أبي .... أنا موافقة على الزواج من رائد "

وكان كل ما قيل في كفة .. وعبارتها الأخيرة في كفة وحدها
عبارة كالحجر في ثقلها على قلوبهم فوقعت لتحطم وتدمر ما في طريقها .
عبارة بسطوة مَن ذُكِرَ اسمه فيها فأخذت منه شراسة خفية .
لتشهق شاهندا ويعقد كامل حاجبيه بشدة ويهب حمزة بملامحه العصبية المتهورة وهو يقول بصوتٍ مرتفع :

" لن يحدث دارين .. لن يحدث "

الهجوم يزداد حولها من كل مكان وكامل يقول بجمود :

" بعد كل مَن رفضتِ تأتي وتوافقين على هذا "

كم تعرف أن والدها يثق بها .. وكلامه هذا ليس سوى مناقشة اعتادوها جميعا معا .
وكم تعرف أنه يخاف عليها وقد رفضت الكثير ووافقت على .. هذا ..
لذلك كانت تقول بكل ما تملك من إقناع وإرادة :

" من فضلكم .. ثقوا بي .. أنا اعلم ماذا أفعل "

برقت عينا كامل وهو يضيقها بتدقيق على دارين وأفكاره تأخذه هنا وهناك .
كان حمزة يدور هائجا وقد بلغت عصبيته أوجها وهو يقول بعينيه الحمراوين غضبا :

" شفقة .. تتزوجينه شفقة "

نظرت دارين إليه بقوة وقد أثارت عبارته ثقتها بنفسها فشعرت أن تحكمها عاد لتمسك بلجام الأمور في يديها .
فقالت بتلك الثقة التي طالما شعرت كم تغيظ رائد :

" لست أنا يا حمزة وأنت تعرف .. وهو أيضا لا يحتاج لشفقة "

شاهندا صارت كأي أم في موقف حازم مع ابنتها فطارت الرقة وهى تقول بتوبيخ شديد :

" هو ... مَن هو ؟ .... أرمل ورد سجون ... هل هذا ما تمنيته لكِ طوال العمر ؟ .. هذا لن يحدث "

لسبب ما كان كامل يدعم دارين بطرف خفي رغم اعتراضه التام على الأمر .
' رائد زهران ' لا يصلح زوجا لابنته الواثقة الرقيقة .
ولكنه وعد نفسه من قبل ألا يكسر قرار أولاده ليتحملوا نتيجته بالكامل .. يتناقش ويعطيهم رأيه .. ويترك لهم الحرية بإتخاذه .
الحياة صعبة للغاية .. لا تحتمل أن يرتبها والدين لأولادهم بما يظنان أنه الخير من وجهة نظرهما .
وأين وجهة نظر الأولاد وقد صاروا ناضجين كفاية لتحمل مسئولية ؟!
أين مشاعرهم وقد أضحوا كبارا عليهم الشعور بالقرار وتبعاته قبل أن يخطووا إليه ؟.
وربما الآن كان كامل يريد مشاعر دارين حية نابضة وهى توافق – بنفسها - على شخص يرفضه الجميع .
أرادها مميزة كما هى دائما فيحاول الوصول لما رأته في ' رائد ' لتوافق عليه بعد كل الرفض .
ولكنها لم تريحه ولم ترد على أي من أسئلته وهى تدور حولها
ولكن جملة واحدة قالتها دارين ربما بلا وعي ويدرك كامل صحتها بابنته جيدا .
' أنا اعلم ماذا أفعل '
ربت كامل على ذراع شاهندا قائلا :

" شاهندا اهدئي ... نحن لا نحكم على رائد .. كل ما يهمنا ابنتنا "

تثور شاهندا أكثر وهى تقف تنفض يده عن ذراعها وتشير لدارين قائلة بحدة :

" ابنتك صارت مجنونة وأنت تقول لي لا نحكم عليه .. ماذا سيقول الناس وهى تتزوج هذا ؟ "

تنظر لدارين وعيناها تقدحان لهبا أخضر فتتابع كلامها وصدرها يتحرك عنفا :

" ألم تفكرِ بمنظركِ أمام الناس وأنتِ تتزوجين هذا .. كيف سيكون إحساسكِ وأنتِ تمشين جواره أمام الناس .. هل ستشعرين بالفخر بزوجكِ أم ستختبئين من الخزي .... أنتِ التي تعودتِ الحياة في النور تتزوجين واحدا يحبسكِ في الظلام ...ألم تفكرِ إذا أنجبتِ منه كيف سيكون شعور أولادكِ ووالدهم رد سجون ؟ "

عند هذه النقطة وبدت دارين كمَن أُخِذَ على حين غرة ثم استكانت ملامحها .
لم تستعد لإجابة هذا السؤال لأنها لم تظن أنهم سيسألوه .. ولكن الحقيقة أنها فكرت في كل هذا وأكثر .
فكرت في كل حياتها معه .. فتتمنى الفوز .. وراضية بتقبل الخسارة .
راضية بكلام الناس وما سيصيبها من قذائف نميمتهم .. راضية بالظلام – المؤقت – الذي ستحياه معه .
إنه الجواب الذي لن يفهمه أحد منهم .. وبطريقة ما كان كامل يقرأ أفكار دارين من هدوء ملامحها فيدرك أنها فكرت في كلام والدتها بالفعل .
وتقبلته .. وهذا ما يثير إستغرابه وإنزعاجه .. وإعجابه .
لا زال حمزة واقفا ينظر لدارين بملامحه الإجرامية فيهتف بصوته المرتفع :

" أنا الذي أتباهى بعقل أختي الذي يزن بلدا ... أنا مصدوم في تهور تفكيركِ ... كيف لعب بعقلكِ في لقاء واحد يوم السباق ... "

خفت صوته وهو يقترب منها ببطء لتضيق عيناه وهو يسأل بشك :

" أم قابلتِه بعدها ؟ "

لمحة رفض مرت بعينىّ دارين رافضة أسلوبه في إتهامها فيرتفع وجهها بإباء تلقائيا بينما يرد كامل بنبرة قاطعة :

" نعم قابلته يا حمزة ... قابلته قبل السباق مرة وبعده مرة "

نظرت شاهندا لكامل بصدمة وهى تعاتبه بلا تصديق :

" وأنا آخر مَن يعلم يا كامل "

توحشت عينا حمزة وهو ينظر لدارين قائلا بصدمته هو الآخر :

" مرتان وأنا أخوها نائم على أذنىّ .. هل أصبحت مغفلا في هذا البيت ؟ "

يتجاوز حمزة حدود والده بلا وعي فيرتفع صوت كامل هاتفا بحدة :

" حمزة "

كانت دارين تحادث نفسها لا تعلم ما بها .. لأول مرة تتوه منها الكلمات
تتذكر سؤال رائد فتشرد بعيدا بقلب مضطرب ثم تتذكر سؤال والدتها .. هل هذا ما تتمناه ؟.
فتخبرها نفسها أنها هى أيضا سألت نفسها هذا السؤال وهى جالسة معه ..
ولم تجد له جوابا يُقال .
الجواب أكبر من أن يفهمه رائد نفسه وهى ترى سؤاله في عينيه .. لماذا توافق عليه ؟!.
الجواب واقفا على حافة يتأرجح منذ سنوات وحان الوقت لإنقاذه .
هى ' دارين العامري ' .. تتزوج أرمل ورد سجون كما قالت والدتها .
إذن الجواب حقا أكبر من أن يفهمه أحد.
ينظرون إليها جميعا بانتظار كلمتها فتوضح لهم أخيرا :

" أنا أخبرت أبي فقط لأن الموضوع لم يكن يحتاج أن يعرفه الجميع .. لكن الآن عندما يتعلق الأمر بنا جميعا تحدثت معكم .. لا تغضبي مني أمي .. أنا أعرف رأيكِ وكنت اعلم أنكِ سترفضين "

وقف حمزة أمامها تتقبض يده يسألها بشراسة عينيه :

" أي أمر ؟! .. أمر مجنون لا يُعقَل .. لماذا قابلتِه ... ماذا أردتِ أن تعرفِ ؟ "

نظرة دارين كانت تتحدى وتخفي أفكارها كعادتها وهى تقول بثقة :

" الموضوع يخصني وأنا الوحيدة المسئولة حمزة "

قبض حمزة على مرفقها ليوقفها بحدة فيتذكر ما تفعله به قمر حين يمسكها بنفس الطريقة لتثور أنفاسه أكثر فينهره كامل بصرامة وهو يقف :

" حمزة "

نظر حمزة إلي والده بتعبيره الصارم فيلين قليلا ويترك ذراعها ثم يعود بنظره إليها ليقول بصوت خافت متحير غضبا :

" كيف أقنعكِ دارين ؟ ... اعتدت عليكِ عقلكِ كبيرا فكيف تفعلين هذا ؟ "

تنهدت دارين بقوة وهى تجمع كلماتها لتحاول إقناعهم :

" لم يحتاج للعب بعقلي أو إقناع كما تصورون الأمر .. الموضوع عرض وطلب وأنا وافقت .. تقابلنا وتحدثنا قليلا ثم فكرت جيدا وأخذت قراري "

يحاول حمزة الوصول لدواخلها وهو يقول ساخرا بقسوة :

" لا تقولي أنكِ أحببتِه من ثلاث مرات قابلتِه بها "

نظرت دارين إليه بقوة وقد اتسعت عيناها قليلا فيلمح اهتزاز حدقتيها للحظة فقط قبل أن تتمالك أعصابها وتعود بواجهتها الهادئة .
بدا له أن دارين أجفلت من جملته فتابع ساخطا سؤال والدته السابق :

" هل هذا الزواج الذي تمنيتِه ... هل كنتِ ترفضين زواج الصالونات لتقبلِ بهذا ... وليس فقط زواج الصالونات .. بل كل مَن كان يعرفكِ ويعجب بكِ ويتقدم إليكِ متمنيا نظرة رضا "

وبنفس السخرية القاسية كان يلومها بسؤاله :

" هل هذا يتمنى منكِ نظرة رضا يا دارين ؟ "

لا زال محتارا وهى صامتة أمامه تعقد حاجبيها تدريجا وكامل يناظرهما منتظرا تأثير حمزة عليها بينما شاهندا تحاول أن تطمئن نفسها بأمل واه أن حمزة سيجعل دارين تتراجع .
فيكمل حمزة اسئلته بكل الحيرة التي تكتنفه :

" فقط أخبريني لماذا ... لماذا ؟ ... بعد كل حديثي معكِ توافقين .. رفضتِ رجل مثل منير منذ بضعة أسابيع لتوافقي على هذا الأحمق "

ترى دارين تناقض حمزة بوجهه الآخر .. في حديثه السابق كان هادئا لأنه ظن أنها رافضة الأمر .. ولكن الآن عصبيته تغلبه رغما عنه .
الخيوط تحاول تجميعها في يديها مجددا وهى تسأله وعيناها بعينيه :

" حمزة .. ماذا فعل أبي عندما ذهبت لتخبره أنك تريد قمر ؟ "

ما كان عليها أن تقحم اسم قمر في الأمر ..عاد وجهه لاحمراره وعيناه تتسعان ليهدر فيها :

" قمر .. هل تشبهين ... هذا بقمر ؟ "

افترقت شفتا كامل ليرد مخبرا حمزة أن هذا ليس أسلوب حوار حين ردت عليه دارين بنبرة ذات مغزى :

" كلٌ له عيوبه يا حمزة "

يخفت صوتها وهى واقفة أمامه تجابهه وجها لوجه وعيناها في عينيه وتسأل بنفس النبرة :

" وهل قمر تتمنى منك نظرة رضا ؟ "

وكأنها ضربته في منتصف صدره تماما
صُدِم حمزة تماما وهو يرى هذا الوجه من دارين لأول مرة فأطبق شفتيه لحظات سكن فيها الجميع على حافة الإنفجار .
شاهندا ترى بعينىّ أم متألمة ما يحدث لأولادها بسبب إنسان لا يستحق .
كامل ينظر لدارين بعمق فتتسارع الأفكار في عقله وهى تؤكد له فكرة ما .
وحمزة لا زال في صدمته في مروحة قلبه ليقول من بين أسنانه :

" إياكِ أن تستغلِ ما أحكيه لكِ في الأمر "

دارين نفسها تفاجئت بنفسها وهى تتبع أسلوبا ليس أسلوبها
الإبتزاز .. قد يكون قريبا للغاية من أساليب قمر .. وقمر تغار منها لأنها لا تتعامل بمثل هذا الأسلوب .
فكيف نست نفسها وهى تقول ذلك الكلام ؟! .
تنفست بعمق محاولة إصلاح أي تصدع قد يحدث فتقول بنبرة آسفة :

" حمزة .. أنا لم أقصد ... "

أوقف حمزة كلامها بإشارة يده ليستدير مبتعدا وقبل أن يخرج كان يلتفت إليها قائلا :

" هذا هو أول نتائج قراركِ ... سيفرق بيننا ... وتحملي باقي النتائج وحدكِ "

كانت الكلمة أشد وقعا على قلبها مما يظنه حمزة
يفرق بينهما .. هى وحمزة .. لا يمكن .. لن تسمح بذلك .
ظلت شاهندا واقفة حتى خرج حمزة ثم قالت بجمود :

" أنا لست موافقة دارين .. وإذا جاء لن أقابله "

استدارت شاهندا لتصعد لغرفتها بثورة تموج بداخلها قلقا على ابنتها .. بينما بقى كامل ودارين في غرفة الصالون وحدهما .
كامل لا زال واقفا يتأمل الوضع بأكمله ويشهد فشل اجتماعهم العائلي لأول مرة .
إحساس بالذنب يلوح على وجه دارين لم يره من قبل
إنها غاضبة من نفسها لما قالته لأخيها الذي يلقبها بمروحة قلبه
استدارت دارين تنظر لأبيها فيرى وجوما غريبا كسا ملامحها
يستحيل أن تكون هذه دارين ابنته
دارين حرة حيوية ملونة واثقة لا تعبأ بهموم الحياة لأنها تراها بسيطة لا تستحق حزنا.
الحياة تستمر رغم الحزن .. والموت قادم كنهاية محتومة
فلنعش أحرارا عازفين ممتلئين هواءا نقيا وأمواجا متجددة .
وبتلك النظرة في عينيها كان كامل يعي أخيرا الوضع كله ..
دارين فقدت جزءا من كيانها .. معه ..
مع .. ' رائد زهران '..
ذلك السجين المكلوم خطف جزءا من حرية دارين وألوانها فسجنها .. وإن لم يعد إليها ذلك الجزء فستعيش .. ناقصة .
وبهذه الفكرة كان يغادر هو الآخر ليتركها وحدها دون قرار نهائي .
وقد شعرت لأول مرة بحياتها أنها حقا .. وحدها .


.......


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 10:20 PM   #589

Sahar Sidawi

? العضوٌ??? » 421557
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 783
?  نُقآطِيْ » Sahar Sidawi is on a distinguished road
افتراضي

أود قراءة عشقك عاصمة ضباب....انها تبدو رواية حلوة وانا أود قراتها❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

Sahar Sidawi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-18, 10:22 PM   #590

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

دخل كامل غرفة نومه فيجد شاهندا واقفة أمام المرآة تحاول الوصول لسحاب ثوبها الفيروزي ووجهها الأحمر يشع غضبا .
اقترب منها يفتح السحاب بحركة سريعة وحين فتحه نفضت يديه عنها وجسدها يبعث شحنات هائجة إليه فيطبق شفتيه منتظرا .
ولم ينتظر كثيرا وهى تسقط الثوب تحت قدميها ثم تتجه للخزانة تفتحها لتسحب قميصا بنيا ترتديه وهى تقول بحنق ناظرة للخزانة :

" سمعتنا ستكون في الأرض إن علم أحد أنها وافقت على رائد زهران "

يراقبها كامل مستمتعا بأنوثتها البراقة رغم سنوات عمرها وحتى حركاتها الغاضبة فيستعيد ذكرياتهما سويا وهو يقول :

" هل يمكننا الحديث بهدوء ؟ "

التفتت شاهندا إليه فتشتعل عيناها الخضراوين هاتفة :

" هدوء يا كامل !! "

اقترب كامل منها عيناه تلمعان شقاوةً قديمة وهو يراها قطة بنية بعينيها الخضراوين فيحاول التركيز قائلا :

" أولا انسي أمر الناس والمجتمع .. الحسابات في هذه الحالة تختلف تماما "

عيناها تتسعان وهى تحدق به تكاد تجن وتقول :

" أي حسابات التي ستختلف ؟! ... رائد هذا أرمل ودخل السجن .. السجن يا كامل هل تسمع ؟ "

تجاوزته وهى ترتطم بكتفه قصدا فتذهب أمام المرآة مجددا تحرر شعرها القصير بينما كامل يمسد كتفه ويقول بهدوء وهو يراقبها :

" حسنا ... أنا منزعج مثلك وأكثر وأتمنى لدارين أحسن الرجال .. لكن أفكر بشكل مختلف "

نظرة غاضبة منها إليه في المرآة فتابع كلامه بثقة وهو يضع يديه في جيبيه :

" دارين مختلفة يا شاهندا وأنتِ تعلمين .. لا تُقبِل على قرار إلا إذا درسته جيدا .. إنها بقدر مسئولية أي شئ قد تدخله .. هذا أولا "

نفخت شاهندا وهى تمشط شعرها بحدة بينما يضيف كامل بتأن :

" ثانيا .. رائد زهران .. أولا لا يعيبه شئ أنه أرمل .. هذا قضاء وقدر ... أما إذا كان إمتعاضكِ من الأمر أن امرأة أخرى كانت بحياته .. فإن أي رجل قد يتقدم إليها قد يكون سبق له معرفة كثير من النساء ووصل الأمر لعلاقات مُحرَمة .. إذن هذا لا يعيب رائد أنه كان متزوجا وماتت زوجته "

أفكاره كلها ترتبت فجأة فشعر أنه يناصر دارين دون أن يدرك حقا
وربما هى التجارة .. والتجارة مهارة تُكسِب الخبرة في الحياة والقدرة على ترتيب الأمور وتوازن النقاط .
وهو تاجر ماهر منذ زمن بعيد .. يدرك ما يريد ويصل إليه
لذلك انتقل للنقطة التالية بكل سلاسة وهو يقترب منها قليلا متابعا :

" ثانيا دخوله السجن ... سبب دخوله السجن أنا عرفته .. صدم شخصا بسيارته وهو ذاهب بزوجته للمشفى ليلة وفاتها .. هل تتصورين الأمر ؟ ... امرأته بجواره ميتة وهو يقود بسرعة جنونية لينقذها ولم ينتبه .. وهذا الشخص لم يمت بل أحدث له عاهة مستديمة ولذلك حُكِم عليه بسنتين "

توقفت يدا شاهندا على شعرها ونظرت إليه مجددا في المرآة فيقترب كامل أكثر قائلا :

" لو نظرنا لكل ما حدث ستجدين أنه لم يقصد شيئا في كل ما حدث بحياته "

وضعت فرشاة الشعر على المنضدة أمامها فتقول بسكون ملامحها المفاجئ :

" ما الذي تقوله يا كامل ؟! ... هذا يعني أنك موافق "

وصل كامل إليها فوضع يديه على كتفيها ناظرا لعينيها في المرآة ثم يرد عليها :

" لا .. لست موافقا .. ولكنني أفكر معكِ ... وأنتِ تعرفينني جيدا .. أبغض أحكام المجتمع الظالمة التي كانت ستفرق بيننا يوما .. أم نسيتِ أن أهلكِ رفضوا زواجنا أول مرة تقدمت لكِ فيها لأنني ابن التاجر وأبيكِ ' باشا ' "

أخفضت شاهندا بصرها عن عينيه فتتسائل بإستكانتها :

" والناس يا كامل ؟ "

يداه تحركت على كتفيها وهو يقترب أكثر فيلامس ظهرها بصدره وهو يجيب :

" قلت لكِ انسي أمرهم لأن الحسابات مختلفة ... قد يكون كلامكِ صحيحا في عائلة بسيطة تسكن حارة شعبية وحينها لن يدعهم الناس لحالهم ... ولكن في حالة رائد .. لن يحدث "

رفعت عينيها تنظر إليه فيقول مؤكدا :

" رائد خرج منذ عامين وعاد عمله وأصبح اسمه أفضل من السابق .. أنا سألت عنه ورغم إشفاق الجميع لما أصابه إلا أنهم يحبونه .. إنه يعيش في عزلته بعد وفاة زوجته .. ليس فاسقا ماجنا ليلهو بعدها "

هزت شاهندا رأسها ودفء كفيه ينتقل لجسدها كله فتقول بخفوت :

" أنت موافق حقا "

سحب كامل نفسا عميقا فيكرر لها :

" شاهندا .. قلت لكِ أفكر معكِ "

لا زالت تهز رأسها بلا تصديق فتقول الحقيقة :

" أنت تدعي أنك تفكر معي .. وفي الحقيقة يعجبك قرار ابنتك التي لم تحسب لي حسابا وأخبرتك وحدك "

رأسه كان ينخفض لعنقها هامسا :

" شاهي "

شفتاه تتلاعب بأوتار أنوثتها الناضجة فتقول وهى تنظر لشيب شعره الذي خالط الأسود فزاده جاذبية :

" أنا فعلا غاضبة منك لأنك أخفيت الأمر عني "

عيناه فقط كانتا تنظر لها في المرآة بينما شفتاه في مكانهما لتسمع همسا جميلا على نفسها :

" ليس ضروريا أن يعرف الوطن كل ما يحدث في الدار "

قبلة أخرى على جانب رقبتها ثم قال مُفكرا :

" تعالي نامي الآن وغدا نقرر .. وسأكلم حمزة أيضا بهدوء بدلا من طبع عمه المترسخ بأفكاره هذا "



....يتبع في الصفحة التالية
https://www.rewity.com/forum/t400173...l#post13235893.....

الديجور likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 09-04-18 الساعة 10:40 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.