آخر 10 مشاركات
صفقة زواج(103) -قلوب غربية- للكاتبة الرائعة: * رووز *[حصرياً] كاملة & الروابط * (الكاتـب : رووز - )           »          قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس (الكاتـب : الحكم لله - )           »          إشارة ممنوع الحب(57) للكاتبة jemmy *متميزة* كاملة (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          انها زوجتي (3) *مميزة ومكتملة*... سلسلة قلوب منكسرة (الكاتـب : هند صابر - )           »          410 - عائد من الضباب - ساندرا فيلد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          361 - جزيرة الذهب - روايات أحلامى (كتابة فريق الروايات الرومانسية المكتوبة /كاملة*) (الكاتـب : taman - )           »          489 - ضياع في العاصفة - ديانا بالمر ( عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          رواية لن أتخلى عنك { الحصن سابقاً } ... مكتملة (الكاتـب : أم ساجد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-18, 03:04 AM   #971

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


تسجيل حضور يانور العسل وترجعى بالسلامه
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 83 ( الأعضاء 55 والزوار 28)
‏ام زياد محمود, ‏AYOYAAA, ‏Ghufrank, ‏سحرمجدي, ‏أسـتـر, ‏k_meri, ‏اويكو, ‏knan, ‏salimaf, ‏سميرة احمد, ‏الفجر الخجول, ‏بيون نانا, ‏ام غيث, ‏Mageda, ‏Mat, ‏الميزان, ‏Rasha kazem, ‏Scarlette, ‏KHALLOUDA, ‏Sohaila mohamed, ‏NH_1927, ‏bobosty2005, ‏دينا باسل, ‏mlak993, ‏لوومارا, ‏ترررررف, ‏شاكرة, ‏rowdym, ‏الذهب, ‏sira sira, ‏لمعة فكر, ‏مليكة النجوم, ‏نور نورسين, ‏الرسول قدوتى, ‏ريما الشريف, ‏طوطه, ‏aa elkordi, ‏ام رمانة, ‏Zainab Abd Alkareem+, ‏houda4, ‏veronica lodge, ‏غرام العيون, ‏مشاعل 1991, ‏mira maram, ‏hozon, ‏princess of romance, ‏hend mahmod, ‏لعبة الحياه, ‏ريتال مصطفي, ‏Time Out, ‏métallurgier, ‏noof11, ‏قلب حر, ‏ام البنات1989


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:05 AM   #972

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

واخيرا ظهرت دا انا وشى حلو بقى ومحظوظة هههههههههههه
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 84 ( الأعضاء 54 والزوار 30)
‏ام زياد محمود, ‏sandynor, ‏mlak993, ‏veronica lodge, ‏سحرمجدي, ‏AYOYAAA, ‏Ghufrank, ‏أسـتـر, ‏k_meri, ‏اويكو, ‏knan, ‏salimaf, ‏سميرة احمد, ‏الفجر الخجول, ‏بيون نانا, ‏ام غيث, ‏Mageda, ‏Mat, ‏الميزان, ‏Rasha kazem, ‏Scarlette, ‏KHALLOUDA, ‏Sohaila mohamed, ‏NH_1927, ‏bobosty2005, ‏دينا باسل, ‏لوومارا, ‏ترررررف, ‏شاكرة, ‏rowdym, ‏الذهب, ‏sira sira, ‏لمعة فكر, ‏مليكة النجوم, ‏نور نورسين, ‏الرسول قدوتى, ‏ريما الشريف, ‏طوطه, ‏aa elkordi, ‏ام رمانة, ‏Zainab Abd Alkareem+, ‏houda4, ‏غرام العيون, ‏مشاعل 1991, ‏mira maram, ‏hozon, ‏princess of romance, ‏hend mahmod, ‏لعبة الحياه, ‏ريتال مصطفي, ‏Time Out, ‏métallurgier, ‏noof11


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:10 AM   #973

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
Elk

اولا أنا اعتذر بشدة
انا اسفة جدا جدا
قلت ان الفصل سيتأخر ساعتين لا اكثر وبالفعل الساعة ١١ تماما كنت افتح لتنزيل الفصل لولا النور اتقطع لثلاث ساعات كاملة ولم استطع تنزيل الفصل من هاتفي لذلك اعتذر مرة اخرى

ثانيا .. الفصل السابق تعددت الاراء عن اكمل بشكل لم اتوقعه لكن الكل اجمع ان قمر تستحق

لذلك اليوم ارجو التركيز في كل كلمة سيقولها اكمل واهم من ذلك المشاعر الداخلية وحواره وافكاره لنفسه هو ما سيوضح لكم شخصيته الحقيقية

ثالثا .. انتظر ارائكم في حمزة وانفعاله اليوم .. ولا تنسوا ان صفة التهور والعصبية موجودة بطباع حمزة .. وبشدة

دمتم بخير .. وتقبلوا اعتذاري


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:13 AM   #974

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الفصل التاسع عشر

الفصل التاسع عشر




لا تعرف كيف أمكنها التماسك حتى أجبرت قدميها على التحرك لتعود إلي غرفة نجمة العرض وتغلقها خلفها ؟ ..
تتحرك بعشوائية تحاول جمع أغراضها الخاصة بتشتت رهيب لتهرب من هنا قبل أن تحدث فضيحة ..
تلهث بعنف غير طبيعي ولم تدرك أنها تبكي وجسدها يرتجف بحركاتها الخرقاء وهى تتمسك بحقيبتها تنظر حولها بضياع لا تعرف ماذا تفعل ؟.
تحركت خطوة قبل أن تنظر لفستان الزفاف فتسقط حقيبتها وتمد يديها بإرتعاش تحاول فتح السحاب لكن ارتجافها تحول لإختضاض شاعرة أن الدنيا كلها تدور من حولها ..
نبضات مؤلمة في جانبها الأيمن تشعرها من حين لآخر لكن لم تكن بهذا الألم من قبل ..
مرة بعد مرة تفشل في فتح السحاب وبكاؤها يتزايد وهى تتذكر وجهه
يا إلهي .. لم تره بهذه الصورة من قبل ..
بدا شيطانا وملامحه تحاكي إجرام حقيقي وهو ينظر إليها يريد قتلها .
لتحين منها نظرة لوجه شمس فتصطدم بخيبة الأمل والصدمة بعينيها
حتى تلاقت أعينهما .. عيناه الزرقاء المتوهجة وصوته في تلك المكالمة بينهما بالأمس يرن في أذنيها لتدرك مخططه

( مرحبا )
( أكمل !! .. لماذا تتصل بي ؟ )
( أذكركِ بموعد العرض ليس إلا )
( عرض ! .. أي عرض ؟!! )
( عرض الأزياء الذي سعيتِ لأجله وخدعتِ الجميع لتكونِ فيه .. العرض غدا .. ومنذ الصباح أريدكِ أن تكونِ هناك يا نجمة فستان الزفاف )
( لكن .... ألم ننهي كل هذا .. ألم تتزوج شمس لكي ينتهي كل هذا ؟! )
( لماذا أنتِ مرتعبة هكذا ؟! .. لم أعهدكِ جبانة بهذا الشكل قمر )
( جبانة ! .. أنت تريدني أن أذهب لعرض أزياء وزفافي كان منذ عدة أيام ؟! )
( ليس من شأني .. أنا معي عقد موقع منكِ وبه شرط جزائي لم يُدفَع وبالتالي عليكِ الحضور رغما عنكِ )
( أنت تزوجت شمس حتى لا ندفع الشرط الجزائي .. ماذا تريد مني الآن ؟ )
( أنتِ مخطئة .. شمس أغلى بكثير من أن أضعها في مقايضة لشرط جزائي أو أدخلها في أي لعبة حقيرة منكِ .. زواجي من شمس لا علاقة له بكِ منذ رأيتها .. وأنتِ عليكِ القدوم غدا وحضور العرض وإلا ستجدين نسخة من العقد على مكتب زوجكِ لربما دفع الشرط الجزائي بدلا من اللجوء للقضايا والفضيحة العلنية )

لم يكن صوته .. كان صوت شيطان يكتب نهاية إنتقام .. وبداية فضيحة ..
لماذا فعل ذلك ؟ .. لماذا ؟
لم تدرك أن أصابعها توقفت بإنهاك والفستان يخنقها ضاغطا على جسدها والألم في جانبها يزداد ..
وبكاؤها يزداد معه وشئ من الحسرة والقهر يتسلل إليها ..
عليها أن تعترف أن ليس تهديده فقط ما أحضرها بل .. رغبتها هى في الحضور .
اتجهت للباب تنهت لتنادي المساعدة التي ألبستها إياه لتخلعه عنها فتعود لبيتها قبل أن يأتي إليها حمزة هنا ..
لكن ما إن فتحت الباب حتى وجدته أمامها .. وتوقف الوقت.
عيناه الشيطانية تعصف برياح متوحشة تسود ملامحه فتتراجع قمر بذعر والألم يتحول لطرقات مؤلمة عنيفة ..
غضب أسود تضج به جوانح رجولته المُهانة وحرقة الفؤاد تحوله لجمرة مشتعلة تتقاذف نيرانها من عينيه الحمراوتين وشرارات جسده الخطرة وصدره المتحرك بعنف .
لا تعرف كيف خرج صوتها حين تحركت قدماه تجاهها هامسة :

" حمزة .... دعني اشرح لك "

صفعة نزلت على خدها بكامل كفه شاعرة بكل أصابعه كأسواط لسعتها أدارت الدنيا أكثر حولها ..
وضعت قمر يدها تغطي خدها المحترق وهى تبكي ناظرة للأرض وأنفاسها تلهث بعجز بغيض ..
وفجأة امتدت يد حمزة تقبض على شعرها يسحبها خلفه فتصرخ قمر متوجعة :

" آآه ... اسـ .... اسمعني "

لا يرى أمامه وجسده كله يرتجف في ظلمة حقد مميت وهو يجرها خلفه بقسوة حتى وقعت من يده أرضا فيصرخ فيها بجنون :

" انهضي "

تتوجع قمر ووجهها يتحول للون أحمر خالص وآثار أصابعه على وجنتها حارقة وبكاؤها يعلو بشهقات مخيفة وهى تحاول النهوض فتتعثر بفستان الزفاف هامسة بتشوش متألم :

" حـ.. حاضر .. انتظر .. اسمعني فقط "

جحيم من النيران يشتعل بجسده كلما سمع صوتها وازدادت دموعها ..
يشد حمزة شعرها أكثر راغبا في اقتلاعه من جذوره ليوقفها لكن الألم في جانبها تحول لسكاكين حادة تمزقها فتقول بصوتٍ مبحوح باكية :

" آآه .. لا أسـ ... آآه .. لا أستطيع .. السير "

صراخه يهدر في أذنيها يصمها وهو يجرها أرضا من شعرها بقوته :

" انهضي "

صرخت قمر بألم رهيب ومخالب تنهش بجسدها فتتلوى على نفسها باكية بقوة وصوتها يحاول الخروج :

" آآآآه ... جانبي ... جـ.. جانبي "

عيناه تتوحش أكثر وهو ينظر إليها وشمس تصل ركضا تلهث عند باب الغرفة فيهالها منظر قمر على الأرض وحمزة المشرف عليها بشيطانه ..
بلحظة ما اندفعت قدمه في ظهر قمر يركلها بعنف فتصرخ قمر بتوسل ووجهها منكفيا ملتصقا بالأرض ..
ركضت شمس إليها تتلقفها في حضنها وقدم حمزة تعاود ضرب ظهر قمر فيتلقى ذراع شمس الضربة وهى تصرخ باكية :

" اتركها يا حمزة ... أتوسل إليك اتركها "

انتفض قلب أكمل بنبضات عجيبة وعيناه تتسعان قليلا ببريق رهيب رغم ثباته الهادئ وهو يراها من عند باب الغرفة ..
تبكي شمس بحرقة وهى تشدد من إحتضان قمر أرضا تخفي وجهها المصفوع في صدرها وذراعاها يغطيان ظهرها خوفا أن يضربها حمزة مجددا فيختض جسد قمر في حضنها هاتفة بألم مهول :

" جانبي .. جانبي يا شمس "


في المشفى

يستند بظهره للجدار في الممر الطويل لا يصدق أنه انتزعها من أحضان شمس ليحملها ويأتي بها للمشفى بنفسه ..
كان يقود كالمجنون وصراخها خلفه يطلق الرصاص على رحمته فيريده أن يعلو أكثر..
رغبة شيطانية تصول في عقله تدفعه ليدخل إليها ينهال عليها ضربا ..
صدره سينفجر بأنفاسه الغاضبة وهو يلهث بعنف متذكرا كل ما رآه الليلة ..
وذراع ذلك الرجل حول خصرها .. وابتسامتها المدروسة في وجهه ..
جنون يطبق على كل أعصابه فتتوحش ملامحه وهو يضرب قبضته براحة يده الأخرى ثم يمررها في شعره بعنف .
خرج الطبيب من غرفة الطوارئ فاندفع إليه حمزة ليتراجع الطبيب خطوة متسع العينين ناظرا لوجه حمزة المخيف وشعره المشعث يسأله بجمود مفزع :

" ماذا بها ؟ "

ابتلع الطبيب ريقه قائلا بصوتٍ خافت مقدرا حالة – الخوف – التي ظنها من هذا الرجل على زوجته :

" لديها إلتهاب شديد في الزائدة الدودية ويجب إستئصالها جراحيا فورا .. إنها على وشك الإنفجار ولا نعلم ماذا كان سيحدث إن تأخرتما قليلا .. سيكون كل شئ على ما يرام بإذن الله لا تقلق "

تحرك الطبيب خطوات مبتعدا لكن أوقفته شابة تسأله بلهفة :

" من فضلك أخبرني حالتها .. أنا أختها "

نظر الطبيب إلي شمس يكرر كلامه بعملية :

" سنجري لها جراحة لاستئصال الزائدة الدودية .. ستكون بخير لا تقلقي "

تركها الطبيب تتنفس بخوف بينما اندفع حمزة نحو شمس ما إن رآها يقبض على مرفقها متسائلا بصوتٍ مخيف وعينين مجنونتين :

" كيف تخططان كل هذا من وراء ظهري ؟ "

اتسعت عينا شمس وهى ترى حمزة بهذا العنف معها لأول مرة فتهمس بتخبط :

" حمزة أنا ... "

ذراعها كان يُنتزع من قبضة حمزة ويد أكمل تدفعها خلفه مواجها حمزة بصرامة :

" اسأل زوجتك "

أمسك حمزة بياقة قميص أكمل قائلا بوحشية :

" لا تتدخل أنت "

ينزع أكمل يدي حمزة عنه يرد بقوة :

" لن أتدخل بعد الآن .. فعلت ما يجب فعله ووضعت الحقيقة بين يديك .. اسألها لكن احرص ألا تكذب عليك مجددا "

أبعده أكمل بحدة ولولا تقديره لحالته لكان حاسبه على الضربة التي تلقاها ذراع شمس فيندفع حمزة مجددا يحاول الوصول إليه هادرا :

" ما الذي تقوله ؟ "

تقدمت شمس مسرعة تقف بينهما وصوتها يرتفع :

" توقفا .. نحن في المشفى "

التفتت نحو حمزة بملامح الشر على وجهه قائلة بحزم :

" حمزة انتظر حتى تكون قمر بخير وستعرف كل شئ "

ابتعد حمزة لاهثا وهو يرمق أكمل بنظرات قاتلة فيمسك أكمل ذراعها هاتفا :

" هيا "

التفتت شمس إليه تنظر له بكره عارم تقول :

" لن أذهب قبل أن اطمئن عليها "

سحبها أكمل خطوة إليه قائلا بنبرة آمرة :

" قلت هيا .. لدينا موعد طائرة غدا صباحا "

نظرت شمس إليه بجنون مذهول قبل أن تصيح في وجهه :

" هل جننت .. تريدني أن أسافر وأختي يُجرَى لها عملية جراحية هنا ؟ "

أوقفها أكمل أمامه يهزها قائلا بقوة نبراته التي قتلتها :

" أختكِ حين تستيقظ ويسألها زوجها عما حدث أول ما ستفعله أنها ستورطكِ معها مجددا أمامه كما فعلت من قبل "

دفعته شمس بكفيها في صدره صارخة ونظراتها تزداد شراسة :

" وأنا لست مثلها .. ولن اتركها .. لن أذهب من هنا حتى اطمئن إنها بخير "

خرج أحد الأطباء من غرفته على إثر الصراخ يهتف بإيقاف هذه المهزلة فتجمعت عدة ممرضات يحاولون تهدئة الوضع .
ظل أكمل ينظر إليها متذكرا منظرها وهى تحتضن قمر أرضا يبكيان معا وإنتفاضة قلبه بتلك الرهبة لا زالت مؤثرة عليه حتى اللحظة ..
ثم استدار أمام عينيها المحترقتين بالغضب ليغادر المشفى مدركا أن أهلها سيأتون بعد قليل ولن تكون وحدها مع حمزة .

بعد ساعة

أمام غرفة العمليات يقفان بينما يجلس الحاج سليمان ونجوى على المقاعد الجانبية ..
شمس غارقة في صدمتها وعدم إستيعابها لما حدث والطعنة التي تلقتها منه .. تستند على الجدار مفكرة في الوقت القليل الذي غير كل شئ الليلة ..
وبعد ما فعله ركبت معه سيارته ليلحقا بحمزة إلي هنا بعد أن دفعها حمزة بعيدا رافضا أن تركب مع أختها .. رحلة صامتة قصيرة حتى المشفى لكنها مشحونة بالغضب والكره والاستنكار .. والاستفزاز ..
وله عين يبعد حمزة عنها ويحميها خلفه مثلما فعل من قبل مع منصور ..
دائما تجده حين يقترب رجل منها .. فمَن سيحميها منه هو بعد ما فعله ؟.
حمزة يهدأ ظاهريا وشياطينه كلها تتداخل به وغضبه يُكتَم داخله كقنابل موقوتة بانتظار أن يفجرها في وجه قمر ..
ملامحه لا تنذر بالخير أبدا لكن بطريقة ما وجود والدها في محيطه يلجم جنونه كابحا جماح ثورته مؤقتا ..
عليها فقط أن تخبر والدتها ألا تترك قمر أبدا وحدها هذه الفترة.
لا تعرف كيف ستنظر في وجه قمر وهى التي لم تستطع حمايتها من مكر زوجها .. لكن ما الذي كان يجب عليها فعله أكثر مما فعلت ؟
لقد ضحت بحياتها .. ماذا لديها أكثر ؟
أتاها صوت حمزة بنبرة لم تسمعها منه قبلا :

" لماذا لم تخبريني يا شمس .. كيف رضيتِ أن تخدعني كل هذا الوقت ؟ "

أجفلت شمس قليلا وهى تلتفت تنظر لوجهه الجامد غضبا ..
رغم كل شئ نبض كلامه في عقلها من العدم .. قمر ستورطها حين تستيقظ..
ظلت صامتة لا تعرف بماذا تجيب ؟ .. تريد أن تعرف ماذا ستقول قمر حين يسألها حمزة ؟ .. تريد أن تثبت لأكمل خطأه وأن قمر لن تورطها مجددا .. وهاتف آخر خبيث يخبرها أنه قد يكون .. محقا .
لذلك أشاحت بوجهها قائلة بفتور :

" أنا آسفة يا حمزة .. لا شئ عندي أقوله لك .. لابد أن تسمع من قمر نفسها "



........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:19 AM   #975

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

رفعت يدا مرتعشة لتحاول مرة بعد مرة فتح الباب بالمفتاح ذو الميدالية المميزة الذي أعطاها إياه قبل خروجهما اليوم لكن نفورها من دخول المكان كان أكبر من أن تفتحه بسلاسة وتدخل بإعتيادية .
مطعونة .. وما أقسى من إحساس الطعن خاصة حين يكون في الظهر .. ممَن لا تتوقع منه – خنجر – الخيانة وفي هذا التوقيت .
مُهانة .. مُلقَاة – بيده - جوار جدار غير مرئي بعدما لعب بها كما يشاء ليمزقها في النهاية - بسكين - النذالة ويرميها بعيدا .
لكنها عادت .. عادت خوفا من الاسئلة بعدما اطمأنت على إنتهاء الجراحة بسلام ونوم قمر تحت تأثير المخدر .. أو ربما خوفا من نظرة قمر إليها إذا ظلت معها حتى تستيقظ ..
أو ربما خوفا من نظرات حمزة الذي رفض النظر إليها طوال الوقت .. لقد انتهى وقت تقبيل الجبهة – إجباريا -.
انسحبت بهدوء – مخزي – تاركة أختها في المشفى كأنها تطعنها هى الأخرى حين تتركها معه وحيدة وهى تعلم ماذا يمكن أن يفعل بها ..
عزائها الوحيد التشبث – بضمير – حمزة وأنه لن يفعل لها شيئا وهى على فراش الضعف .
عادت إلي ما يسمي – إرغاما – منزلها لأن العودة إلي بيت أهلها الآن كإلقاء نفسها في - خلية نحل – كل مَن بها يزن في أذنيك حتى تنهار صارخا ملسوعا .. بالأسئلة .
وأكثر الأسئلة لسعا والذي ما صمتت عنه نجوى كل عدة دقائق .. لماذا غادر مَن يسمى – إرغاما – زوجها تاركا إياها وحدها بفستان سهرة واضحا للجميع أنها كانت تجمعهما ؟!.
لقد تمت الفضيحة وانتهى الأمر .. وما عليها سوى الإنتظار حتى يعلم الجميع .. ربما عودة قمر بورقة طلاقها ..
وعودتها هى أيضا برصاصة الرحمة إن وافق وطلقها .. وهذه المرة بعد أيام وليس عدة أشهر .
دخلت شمس المنزل وفي أنفها رائحة الدماء .. هذا المنزل الجميل أصبح وكرا بشعا لعقل أكثر بشاعة للتدبير القاتل .. الجدران ستطبق على أنفاسها بأمر منه .. تعرف أنه لن يرحمها هى الأخرى .
وبصوت الكروان البديع حانت منها وقفة .. ثم إستدارة بطيئة .. فنظرة للسماء المظلمة من خلف الباب الزجاجي وهى تدرك عمق معنى

( اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك )

قلبها يئن ودمعة بطيئة تشق صمت حزنها .. لم تستطع حماية قمر من مكره .. بعد كل ما فعلت ها هى تقف بلا حيلة في بيته .
حركة خافتة سمعتها من غرفة مكتبه ليخرج بعدها بكل هدوء إلي البهو ..
أبصرته .. أبصرت قاتلها هى وأختها .. خطواته تدهس ما تبقى في صدرها من قلب .
أتكرهه ؟ .. لا .. ما تشعره الآن يفوق أي شعور قد راودها قبلا تجاه شخص ..
شعورها نحو عبد الخالق كان صريحا .. كره .. بغض .. ورغبة موت..
لكن شعورها تجاهه .. شعورا غير آدميا على الإطلاق .. رغبة تعذيب حتى تتفجر دماؤه وتسمع صراخه بأذنيها .. ولن ترحمه ..
أعينهما تتلاقى والفكرة تكبر في رأسها .. تستلذها .. كوحش صغير يقتات على كل ما بها من قسوة ليخرج ناهشا الجميع .
أدارت وجهها نافرة والفكرة تصيبها بالغثيان متجهة لغرفتها لكنها توقفت وهى تسمع نبرة أكمل الساخرة غضبا :

" حمدا لله على السلامة ... زوجتي تعود لبيتها في الثانية بعد منتصف الليل .. رائع .. ظننتكِ ستبيتين معها أيضا ولا كأن لكِ رجل تسألينه "

استدارت شمس ببطء تنظر إليه .. واقفا شامخا بكل تبجح وصلف ..
ولك عين ؟!!
نعم له .. عينان باردتان تنظران إليها بلا ذرة ندم .. بلا ذرة إحساس بالذنب ..
بوجه صلب قاس وملامح تقصد بغضب كل كلمة نطق بها .. هل حقا هو غاضب من تأخيرها إلي الآن ؟! .. فقط ؟!!..
هل هذا هو كل ما حدث اليوم ؟! ..
لماذا ؟ .. السؤال يوخزها بأشواك لتعرف إجابته .. بعد كل ما فعلت لماذا خدعها بهذا المكر ؟.
هزت شمس رأسها وصوتها يخرج مرغما مشتدا بدرجة لم تجربها قبلا :

" لماذا فعلت ذلك ؟ "

ظل أكمل ينظر إليها طويلا وشيئا من الحزن لأجلها يمس نظراته القوية ..
في وقفتها المرهقة المخذولة بفستانها الأسود بدت لوحة مؤلمة .. ومتألمة .. وجميلة .. أجمل من أن يغدر بها ..
يشعر بصدمتها فيه .. لن تفهم .. تفكيرها الآن معطل .. مشاعرها معطلة ..
كل ما بها لا يفكر سوى بأذيته .. يعلم ..
ولو تعرف أن أكثر ما جرحه في كل هذا أنه .. أذاها ..
أن يتزوج امرأة صادقة واضحة مثلها فهذا يعني أنه كلف نفسه شقاءا فوق الشقاء .. وحمل نفسه عبء الشعور بذنب الغدر في حقها ..
لأنها حقا لم تتوقع منه غدرا .. كان يقرأها بعينيها .. برغم نظراتها القاسية لأنه أجبرها فعليا على الزواج به .. لكن عيناها أخبرته أنها لم تتوقع منه غدرا أبدا .
لكنها لن تدرك الآن أنه لم يكن يغدر .. لم يرغب بأذيتها .. لكنه الضمير ..
الضمير الذي يوخزه كلما نظر في عيني حمزة وهو يعلم .. وحمزة لا يعلم ..
ربما إن كانت قمر تهورت فقط لتصل إليه وتحقق حلمها لكان مرر الأمر .. لكن أن تسمح له أن يتمادى معها لدرجة أن تكون يوما بين أحضانه وهى مسماة لرجل آخر ..
فكيف يكون هو رجل وهو يرى آخر يُلعَب به ويُهان من فتاة صغيرة ؟
اليوم فقط أستطاع أن ينظر لنفسه في المرآة دون الرغبة في أن يكسرها .. اليوم فقط أنزل عن كاهله حِمل الخيانة .
ابتلع أكمل ريقه وهو يضع يديه بجيبيه سائلا بهدوء صلب :

" فعلت ماذا ؟ "

كانت أمامه تذبل .. يراها في مرحلة غروب غير عادية .. ترتعش شفتاها لكن الكلمات تقف عاجزة بدرجة آلمته بشدة ..
أراد أن يتجه إليها فيأخذها في أحضانه ليمح هذا البرد الذي يشعره بأطرافها .. فقط يعانقها بصدق حتى تبكي على صدره .. تبكي علها تخفف ذلك الألم داخلها .
لكنها لن تدرك أن ما تشعره من ألم غدره بها لا يتعدى جزءا ضئيلا للغاية من ألم حمزة في هذه اللحظات من غدر قمر به .
لكنه رجل يعلم جيدا شعور مَن تغدر به امرأته ..
شعور صدئ الطعم مر كالعلقم يظل عالقا في الكبرياء .. يهين الكرامة وحينها تكون الإهانة هى الزئير الوحيد الحي به حتى ينبعث الإنتقام صارخا.
كما أراد هو إنتقاما من زينة .. يعلم أن حمزة الآن يغلي للإنتقام من قمر.
حبه لزينة في ذلك الوقت منعه من أذيتها .. فإن كان حب حمزة لقمر أقوى من رغبته في الإنتقام منها فسيأخذ الأمر وقته ويمر بسلام ..
أما إن علا زئير رجولته المهانة على صراخ قلبه بالعشق فهذا يعني أنه فعل أصح شئ بحياته وهو يهدي حمزة مفتاح الحقيقة .
وبمنتهى العجز والألم كانت شمس تنهار أمامه بقولها المتألم :

" الليلة شعرت أن كل تضحيتي ضاعت هباءا "

صوت ضميره أقوى وأكثر صدقا .. لكنه لم يكن يتوقع أنه سيتألم هكذا لأجلها ..
قلبه يضج بنبضاته بطريقة نسى كيف تكون منذ زمن فائت
أن يكره رؤيتها منكسرة .. ثم يلقي على لوحها الزجاجي الحجر بيده ..
ربما حين تهدأ ستفهم .. ستعطي له عذره وتؤيده .
يراها لا زالت تريد الكلام لكن إختناقها بالعجز يخنقه هو فيستفزها بتهكم :

" تضحيتكِ ! "

ربما لو تعرفه جيدا لأدركت ما خلف القشرة السطحية الساخرة ..
كان سيكفيها نظرة لوجهه الجاد القاتم وفكه المتصلب لتعلم أي قناع يخفي خلفه ألمه .
لكنه نجح في الضغط على أعصابها لتتكلم الآن .. إنفجارها سيريحه لكن صمتها الليلة .. سيقتله ..
صوتها يعلو مع كل عبارة ، جسدها يتحرك ثائرا ، أنفاسها بدأت تحيا عالية وهى تخرج كل ما بداخلها :

" تزوجتك لأمنع الفضائح .. ضحيت براحتي وتقبلت شقاء نفسي بجوارك لكي يسير كل شئ كما كان قبل خطأ قمر ... ومع ذلك جعلتها تأتي إليك مجددا لتفضحها أمام زوجها والله اعلم ماذا سيحدث إن وصل لأبي إحدى صورها "

أغمض أكمل عينيه لحظة وشقاء نفسها .. يصب عليه كدلو ماء مثلج ..
حتى صرخت أخيرا بكل عجزها وكرهها له :

" لماذا فعلت ذلك ؟ "

صرخة دوت في صمت الليل تتخبط في كل الجدران
أراحته .. لا تعرف كم أراحته وهى تنتفض لها .. ولأختها
هكذا هى منذ عرفها .. منذ دخلت حياته طيفا شمسيا قاسيا لا يلمح في عينيها نظرة إعجاب واحدة كأنها زهدت الدنيا .. وكرهت الرجال.
قدماه تريدان الإقتراب منها لكنه يمنعهما بالقوة .. وعدها ألا يلمسها دون رضاها .. ويا ليته ما وعدها .
ينظر لوجهها الشاحب بصدمته الثائر بكرهه فيرتفع صدره بأنفاسه وهو يحرر أفكاره أمامها :

" يمكنكِ القول أني أشفقت على حمزة .. لم أحتمل رؤية رجل مثلي مخدوعا نائما على أذنيه وهى تعبث من ورائه "

ابتسامة باهتة ساخرة بذهول عقدت بها حاجبيها الجميلين بجنون ما تسمع .. تستوعب كلماته فلا تصدق عيناها البنيتان المظللتان بالوردي من أثر البكاء السابق ما يقال ..
أشفق على حمزة ! ... بأي قلب ؟!
بأي قلب دمر له حياته وهو لا زال عريسا لم يفرح بزواجه سوى عدة أيام ؟!..
ما هذا القلب ؟! ... أو .. لا قلب .. لا قلب لديه من الأساس
ابتسامتها تحولت لضحكة مريرة وهى تفرد ذراعيها ثم تنزلهما جوارها لا حول لها ولا قوة وشفتاها النديتان تتسائلان بقلة حيلتها :

" هل ارتحت الآن بعد أن نفذت إنتقامك ؟ "

هذا ما كان يتوقعه من مواجهة بينهما .. لا يعلم هو نفسه متى أصبح يفهمها بهذا الشكل .. وبهذه السرعة ؟
مواجهة باردة الواجهة فوق اتون ساخن لبركان يغلي
لكنها لا تدرك أن الوضع كله كان بركانا ينتظر الإنفجار وهو فقط أعطاه الإشارة ..
الرجولة غالية ولا يدرك هذا إلا رجل .. بدونها تُراق الأوطان ويُهدَر العرض والشرف ..
أن لا نعلم ، ليس معناه أن الإهانة والإنتقاص تم مسحهما من كرامتنا ..
وبما كان يرى في نظرات حمزة من كبرياء وكرامة واعتزاز برجولته .. يأتي الإنتقاص منه كرجل ..
لذلك كان من حق حمزة أن يعلم
أن يعلم سبب الدلال المبالغ به يوم قراءة فاتحة شمس .. سبب الحقد في عيني قمر يوم الزفاف ..
ويتركه يختار .. يختار ما يشاء لكنه فعل ما عليه ..
لا يريد حتى أن يجلس ويشاهد ما سيحدث .. لم يعد يريد شيئا بعد أن بردت ناره .. نار قمر .. ونار زينة .
خطواته خانته وهو يقترب منها قائلا بكل ثقته :

" إنتقام ! .. هل تسمين هذا إنتقام ؟! .. لو أردت أن أنتقم لكنت أخبرت حمزة كيف تعرفت عليً وأين ذهبنا حين خرجنا معا ... لكن ليس أنا مَن يفعل ذلك .. هذه قرصة أذن فقط لأختكِ .. أخذت حقي وحقكِ وحقه "

إنه الخط الفاصل بين الإنتقام .. والعقاب ... عقاب نوى عليه منذ وقت طويل ليريح ضميره.
صار أمامها يقبض يديه في جيبيه حتى لا يمسها .. الحزن يجعلها أكثر جمالا ..
أكثر إشتهاءا وأكثر جاذبية .. جسده لم يصدقه في رغبة من قبل كما يفعل الآن ، فينقبض قلبه وتتضاءل أحشاؤه ..
الليلة يحتاجها ليس فقط رغبة حسية .. بل يحتاج لأن يلقي فيها رجولة أنهكها الوجع .. والشقاء ..
يحتاج أن يضمها هى بعد أن تكالبت عليه ذكرياته مع أخرى خجلت منه وطعنته وغادرت .
ويعلم أنها تحتاجه أكثر .. تحتاج أن تفرغ فيه كل غضبها .. منه ..
تحتاج أن تؤذيه .. وتعذبه .. وتؤلمه .. لترتاح ..
لكنه يعلم أيضا أن هذا في هذه اللحظة .. مستحيل .
عيناه كانت صادقة لأبعد حد وهو يتابع بجدية :

" أنا عكسكِ تماما شمس .. أنا لا أدفن رأسي في الرمال وأتقبل خسائري في مقابل ألا تحدث خسائر أخرى .. خاصة وإن كانت تلك الخسائر الأخرى مكسبا للبعض .. قمر خسرت اليوم لكن انظري للجانب الاخر .. حمزة كسب معرفة الحقيقة "

أطرقت شمس برأسها كأنها تدفن رأسها في الرمال كما قال .. بخزي من نفسها حين تقبلت خسائرها حتى لا تحدث أخرى ..
هل سيكون من الظلم لو تذكرت ' سليمان العامري ' الآن ؟!
كلام أكمل ذكرها بكلامها مع قمر يوما ما وهى تخبرها أنها لن تخضع للأمر الواقع مثلها .. ويوم صاحت بعذابها في أحضانها أنها لا تشعر بقيمتها .. أنهما بلا شخصية .. ضعيفتان ذوا ثقة مهتزة وإنعدام للهوية .
هكذا رباهما الحاج سليمان دون أن يعي أنه سيأتي يوم ويقفان فيه وحدهما وسيكون عليهما الاختيار والقرار الذي لم يعلمهما كيف يتخذانه ..
رباهما على - القبول - .. القبول بكل ما يُقدَم إليهما بلا تعب .. ولا معرفة..
هل سيصدقها أحد إن قالت أنها لا تستطيع شراء شئٍ وحدها .. لا تستطيع أن تنجز ورقة في أي جهة وحدها ؟..
في هذا العمر ولا يعلم أحد كم شعرت بذل السؤال وهى تسأل في جامعتها التي ظلت بها أربع سنوات كيف وأين تقدم أوراقها لتكمل الماچستير ..
وغرفة خلف غرفة كان الخزي يتزايد بإحساس الجهل والموظفات يسألنها هل درست في الكلية هنا أربع سنوات حقا أم ربما منتقلة من محافظة أخرى ؟.
اليوم تقف قمر بعد قبولها – بتمرد – ما قُدِم إليها من تعليم لا تستطيع حتى أن تحلم حلما حقيقيا لبناء كيانها.
وتقف هى بعد قبولها بكل شئ تائهة لا تعرف ماذا تفعل فتذهب بكل سذاجة لتكمل دراساتها العليا لأنها لا تستطيع أن تفعل شيئا سوى أن تنكب على الأوراق ..
مكتفية بلا عمل .. ولا شخصية .. ولا ذات .. منتظرة فقط الموت لتلحق بصغيرها.
رغبة بكاء خنقتها وهى تبتلع حجرا عالقا في حلقها فتشعر بالموت أمام نظراته المدققة بها ..
بلحظة ما خانته أصابعه وهو يمدها يلمس ذقنها متذكرا مذاقه فيرفع وجهها الجميل ينظر لعينيها بحوافهما الوردية صاخبة الحزن قائلا برفق :

" ارفعي رأسكِ يا شمس "

يطمئنها بعينيه أنها لم تخن أختها ولم تتسبب في أذيتها .. يطمئنها أن العلاج يكون بالبتر أحيانا ..
لكنها لن تسامحه أبدا
تراه بعينيها ممَن لا يستطيعون التجاوز عن إساءة .. لا يسامحون .. لا يغفرون..
اليوم عرفت كم هو قاسيا قلبه .. يمحو مَن يحاول خدشه ..
هل يعد ما فعله دفاعا عن النفس أم إنتقاما ماكرا ؟
إنها حتى تائهة في هذا .. لا يمكنها سوى الشعور بحدسها الذي يخبرها كم كرهته الليلة .
وجهها ابتعد عن أصابعه وصوتها يُملأ مرارة وحزن وغضب وإستنكار :

" أنت خدعتنا جميعا .. خدعتنا وأنت توهمني وتوهمها أن كل شئ انتهى ... خدعت حمزة وأنت تتفق معه على يوم زفافه وتحدده بنفسك وفي الحقيقة أنت كنت تحدد موعد فضيحة قمر .. الآن فهمت اختيارك للخميس الثالث من الشهر تحديدا .. كنت تضبط كل المواعيد على موعد العرض والفضيحة .. حتى موعد السفر غدا ضبطته على هذا الأساس "

نعم .. كل شئ كان مضبوطا منذ البداية على موعد العقاب ، لكنه لم يتوقع أن تفهم الآن وبحالتها هذه ..
يعلم أن الأمر عليها أصبح أكثر بغضا ومكرا .
وأصبح أكثر ألما له وعيناه الوهاجتان تنطفئ بغروبها ، والصمت يقتل بتأكيده ..
وصورتها ووجهها غارقا بالدموع وهى تحتضن أختها أرضا تتوسل حمزة أن يتركها تضرب ذاكرته كل عدة دقائق ..
وصوته يخفت بالألم والحزن الساخر :

" بارعا أنا ... أليس كذلك ؟ "

اومأت شمس برأسها تهمس بنبرة مقتولة بعد فترة :

" نعم .. براڤو مجددا .. لعبتها بإمتياز .. براڤو .... لا تبرر لي فعلتك بالرجولة والشهامة .. أنت أكثر مَن رأيتهم نذالة في حياتي "

يراقبها تستدير أمامه وتتجه للغرفة بخطوات متثاقلة حتى أغلقت الباب خلفها .. الغرفة التي صارت غرفتها وحدها بلا إتفاق مسبق ..
منذ زمن بعيد لم يقف في مواجهة امرأة تهمه .. ولا يعرف تحديدا لماذا صارت تهمه بهذه الصورة ؟ .. ربما يشفق على صغر سنها هى الأخرى مما حدث لها وقد مات زوجها وبعده طفلها لتصبح بهذه الصورة الغاربة .
الأحداث الأخيرة جلبت الشفقة لقلبه عنوة .. بعد كل الأقنعة الباردة يزأر اليوم ليثأر لحمزة .. ويثأر لها ..
وما يشعر به حقا .. أن ثأره لنفسه بعد دخول شمس لحياته .. هو آخر ما يهمه .




........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:22 AM   #976

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساء اليوم التالي

جلست نجوى على حافة سريرها حين شعرت برموشها ترفرف ببطء تمسح على شعرها الناعم بحنان تسألها دامعة العينين :

" أنتِ بخير حبيبتي ؟ "

فتحت قمر عينيها تنظر لوالدتها ووالدها يجلسان جوارها وهى ترد بصوتٍ ضعيف مرهق :

" نعم أمي "

تبسمت نجوى قليلا ويدها تسرح بين شعر قمر وكتفها والحاج سليمان يقول بحنان هادئ :

" الحمد لله الطبيب طمأننا يا قمر .. ستتعافين قريبا وتخرجين غدا ... الجراحة سهلة يا ابنتي لكن جسدكِ مرهقا ويستسلم للنوم كثيرا "

إيماءة ضعيفة حركت بها وجهها الأبيض بشحوب وهى تسأل همسا :

" أين ... شمس ؟ "

ردت نجوى بهدوء :

" شمس سافرت مع زوجها اليوم صباحا .. لم تستطع تأجيل السفر لكنها اتصلت واطمأنت عليكِ كما أنها ظلت بالأمس في المشفى حتى انتهت الجراحة "

تحركت شفتا قمر بسخرية مريرة لم تلحظها نجوى .. سافرت مع زوجها !! ..
بعد كل ما حدث تخلت شمس عنها ورافقته ! ..
تعلم أنه من المؤكد أن شمس لم تكن تعلم شيئا عن حضورها أو حضور حمزة .. شمس لا تفعلها .
لكن أن تذهب معه بعد ما حدث ولا تطلب الطلاق وتعود لبيت أهلها فهذا ما لن تسامح شمس عليه .. إن ظلت شمس معه فلن تسامحها حقا .
وماذا إن كان الزواج منذ عدة أيام فقط ؟! .. وماذا إن كانت شمس تطلقت قبل أن تصبح أرملة ؟! .. ماذا سيحدث إن صارت مطلقة مجددا ؟! .. ستتألم قليلا وينتهي الأمر !.
كل هذا لا يهم ! .. المهم أن يقطعا صلتهما تماما بمَن يدعى ' أكمل الفايد '
وإلا فلتنساها شمس ولا تعتبر أن لها أختا !.
بداخلها غضب عليه غير عادي .. هى التي حذرت نفسها مرارا من خطره .. ها هى تتذوق مكره وعليها أن تتعامل مع القادم .
اشتد ألم الجرح في جانبها قليلا وهى تفكر بقوة هذا الغضب بداخلها فضغطت على شفتيها بينما تسمع نجوى تتابع بهدوء :

" عمكِ وشاهندا ودارين أيضا أتوا عصرا للاطمئنان عليكِ لكنكِ كنتِ نائمة والطبيب فضل عدم إرهاقكِ بالزيارات .. لذلك سنذهب أنا ووالدكِ أيضا "

نهض الحاج سليمان واقفا ففتح الطريق لعيني قمر لتبصر ذلك الجالس على الكرسي المقابل للسرير ونجوى تقول :

" أردت أن أظل معكِ الليلة لكن حمزة أصر أن يرافقكِ هو .. سآتي إليكِ صباحا حبيبتي وقت خروجكِ "

نهضت نجوى وهى تلتفت لحمزة قائلة برجاء :

" اهتم بها يا حمزة وإذا أردتما أي شئ اتصلا بنا "

ظل حمزة على جموده وعيناه مثبتتان عليها والحاج سليمان يضع كفه الضخم على خدها قائلا :

" اعتني بنفسكِ يا ابنتي .. تحملي الألم قليلا .. أنا أعرفكِ قوية "

رفعت قمر عينيها لوالدها فتغيم بمزيد من الإحساس بالذنب والندم وهى تومئ برأسها بإرتعاش تمنع نفسها عن البكاء بقوة .
يطالعها الحاج سليمان برفق حتى أبعد كفه ليذهب لحمزة الذي وقف له احتراما قائلا له بضع كلمات وحمزة يومئ بصمت ثم غادر الغرفة هو ونجوى تاركين قمر .. لمصيرها .

كالتمثال الرخامي يقف لا تظهر عليه أي حياة بإستثناء عينيه ..
عيناه تشتعلان بعاصفة هوجاء من الغضب والذهول والصدمة وإدراك الخداع .. والإهانة ..
إهانة لم يشعرها في حياته أصابت كبريائه بمقتل وأهدرت كرامته ..
رجولته تئن ويغلي صدره غليانا سينفجر بما يشعره من إنتقاص .
حتى سمع صوتها الضعيف الذي يرغب في خنقه للأبد :

" ألن تتكلم معي ؟ "

ينظر حمزة لوجهها شديد الشحوب وتجعد جبهتها البيضاء بالألم فلا يشفق عليها ..
هناك ما لطخ حبه لها بالسواد .. صار حبهما أسودا لابد أن يُدفَن قبل أن يأذيها أو تأذيه أكثر .
أنفاسها تلهث قليلا وشفتاها تتخذ لونا أزرق باهت فبدت أنها تتألم أكثر بنظرة عينيه المزدرية إليها ..
عيناها تُملَأ رعبا وصوتها يصرخ متوسلا وهى تهمس بإعياء :

" لم تقل شيئا منذ الصباح ... فقط اسمعني قبل أن تحكم "

تحرك حمزة فانكمشت قمر وارتجف جسدها تلقائيا وهو يتجه لكرسي جوار السرير فيجلس عليه مكتفا ذراعيه قائلا بنبرة باردة كالثلج :

" أريد أن أعرف ماذا كان يحدث من وراء ظهري ؟ "

يداه تتقبضان يمنعهما بسيطرة مهولة على الغضب بداخله من أن يؤذيها إكراما لعمه الذي كان يوصيه عليها منذ قليل .
يرغب في أذيتها بشدة حتى تتكسر عظامها ويسمع أنينها المتوجع .. صوت صراخها فقط هو ما سيريح رجولته المُهانة ..
ورغم ذلك جالسا أمامها ينتظر كلامها الذي يتوقعه كذبا لأنه لا يستطيع أن يفعل لها شيئا وهى بهذه الحال ..
أنقذتها هذه الجراحة من بين يديه وربما أنقذته هو من إرتكاب جريمة .
ارتعشت شفتا قمر والألم يزداد بجانبها حين تسارعت نبضات قلبها فتهمس بأمل واه :

" لا شئ "

أنفاسه علت فجأة وصدره يتضخم كأن أبخرة دخانية تخرج من رئتيه فازداد ارتجافها وهو يكرر بتصلب شرس :
" أريد أن أعرف ماذا كان يحدث من ورائي ؟ .. وإياكِ والكذب "

أن يكرر سؤاله مجددا فهو يعذب نفسه بألم الخداع مرة بعد مرة وطعم المرار يزداد في حلقه يجلده بسوء إختياره ..
لكنه لم يختار منذ زمن بعيد .. قلبه اختارها هى وظل متشبثا بها حتى تكون ملكه ..
وحين صارت ملكه .. ها هو يتجرح كأس الإهانة بمذاقه الحاد ولونه الدموي .
تنظر قمر إليه بعينين مذعورتين مدركة كيف يسيطر على تهوره الذي تعلمه جيدا فتقول بخفوت متقطع بإرتعاشها :

" قدمت للاشتراك .. في عرض الأزياء .. واختاروني .. وبعد التدريب .. جعلوني نجمة العرض "

كانت تعلم أنها تراهن .. هى لا تعرف ماذا قال له أكمل أو لأي مدى عرف حمزة عن الموضوع ؟..
كانت تلعب لعبة مجازفة .. إما أن تنال جولة جديدة أو .. تخسر .. وحينها ستكون الخسارة مجرد تحصيل حاصل .
لذلك تابعت بنفس النبرة وتأثير المُسكِن يزول شيئا فشيئا :

" لم أستطع الرفض .. لم أتوقع أن يختاروني من الأساس لذلك .. كان الأمر أشبه بحلم .. يتحقق "

ازداد إزدراء عينيه بدرجة بغيضة وهو يدرك أنها تكذب .. يتذكر كلام أكمل ..
أكمل قال له ( جاءتني ) .. لم يقل ( اشتركت ) .. لم يقل ( قدمت ) .. كأنه اختار كلمة محددة لتزرع الشك الأسود بداخله ..
كلمات فارقة في هذه اللحظات تبدو أنها ستقرر مصير حياة أو موت .
ظل حمزة ينظر إليها طويلا معيدا كل حساباته لكن شيئا بعيدا في قلبه يحاول جذبه لهوة مختلفة عما يريده .. هوة أصبح يرى فيها جحيمه ..
أن يحبها شئ .. وأن يفقد إعتزازه برجولته شيئا آخر .. شيئا سيفقد معه كيانه وهويته .. وقلبه الذي أحبها .
ملامحه المنحوتة بالغضب الجامد تخيفها فتبتلع ريقها بخوف وهى تواصل برغبة محمومة أن يصدقها :

" لم أخبرك لأنك كنت سترفض .. خفت .... لكن صدقني بعد زواجنا لم أكن سأحضر العرض ونسيت كل هذا .. لكنهم اتصلوا بي يذكرونني بالعقد الذي وقعته ... واضطررت رغما عني أن أذهب "

هزة بسيطة من رأسه شعرت بقلبها ينتفض معها هلعا وشفتاه تفترقان ليتحدث أخيرا :

" نعم .. تذهبين لصديقتكِ في المشفى منذ الصباح "

الألم يعاودها ببطء دون أن تدرك أن دموعها تنساب على وجهها حتى تستقر على الوسادة البيضاء فتهمس بصدق :

" أنا آسفة يا حمزة "

هزة أخرى من رأسه وهو يعيد كل ما حدث بالأمس يجمعه من جديد ليقف ناظرا بعين نفسه .. لنفسه :

" وأكمل يتصل بي يدعوني للعرض .. هاتفكِ كان مغلقا منذ خرجتِ صباحا لذلك لم تعلمِ أني سأحضر .. بالطبع لو علمتِ لما ذهبتِ .. وكنت سأظل مغفلا طوال حياتي ... ألم تفكرِ أني قد أرى صوركِ في أي مكان ؟ "

هى نفسها لا تصدق أنه – يتكلم – معها .. تحمد الله على ما حدث لها وإلا لكان جسدها ممزقا على يديه ..
لا زالت آثار صفعته على وجهها .. طبعه وتهوره حين يغضب وتعلمه جيدا ..
النسخة المصغرة لـ ' سليمان العامري '.
كيف لم تفكر أنه من الممكن أن يرها في أي قناة أو صحيفة أو موقع تواصل إجتماعي ؟!.
كيف كانت بهذا الغباء ؟! .. ما إن كلمها أكمل حتى نست كل شئ وهى تنساق مجددا خلف تلك الرغبة التي دفنتها غصبا ..
حقا لم تأتِ لأنه هددها فقط كما اعترفت لنفسها بالأمس .. بل لأن الفرصة جاءتها من جديد دون السعي إليها وكانت لتكون غبية لو تركتها ..
لم تفكر في شئ ولا في أحد وهى تقرر أن تحظى بهذه الليلة لنفسها وبعدها فليحدث ما يحدث ..
لم تخبر شمس أن أكمل هددها مجددا بالشرط الجزائي لأنها أرادت هذا بالفعل ..
لم تتصور أن يوقعها أكمل بنفسه بهذه السرعة .
وما ذنبها إن أرادت بناء كيان خاص بها ؟ .. أن يكون لها حلمها .. عملها .. ذاتها التي يقدرها الجميع ؟.
الألم يشتد حين اختض جسدها قليلا بالبكاء فتهمس متأوهة بألم :

" آآه .. سامحني يا حمزة .. أقسم لك أني قد نسيت هذا العرض منذ تزوجتك "

مال حمزة قليلا يستند بمرفقيه على ركبتيه فانتفضت قمر تغطي وجهها بذراعها وبكاءها يعلو رعبا ..
يطالع حمزة وجهها الذي أصبح شديد الاحمرار بعد شحوبه مفكرا بغضب عاجز أن هذا أقصى ما يمكنه فعله في هذه اللحظات .. أن يجعلها تموت رعبا هكذا أمامه ..
ولو استطاع لمزقها ورماها لفعل اليوم .. لم يشعر تجاهها بهذا الكره من قبل ..
كره ! .. كره .. هل هذا هو السواد الذي جرى بعروقه لحظة رؤيتها بفستان الزفاف ؟.. لحظة أحاط ذلك الرجل بخصرها أمامه .. أمامه !..
والخمس سنوات الماضية أطلقت عليها هى الرصاص بيديها لتستدير مرتدية .. فستان زفاف .
القاتلة .. قتلت كل ما بينهما في ليلة .. بل لحظات .. لحظات لن ينساها ما دام صدره يتنفس .
وحش في صدره متمثل في غضب أهوج ينهشه بصمت وهو لا يستطيع أن يمد يديه ويلمس فيها شيئا الآن حتى لا يفقد آدميته وهو يؤذيها وهى على فراش المرض بهذا الضعف .
صوته بنبرته الشرسة المتوعدة كان يفتت عظامها وهى تنزل ذراعها ببطء خوفا من صفعة جديدة :

" خمس سنوات ونحن سويا .. أحادثكِ يوميا .. كم مر علينا من مشاجرات ولحظات جميلة .. وأنتِ .. قدمتِ .. واشتركتِ .. وتدربتِ .. ولم تتذكرِ مرة واحدة أن تخبريني بتدريباتكِ العظيمة .... كم سامحتكِ وأقول صغيرة وستنضج .. والآن لم أعد أثق بكِ "

وجهه يزداد قتامة وهو يميل به نحوها أكثر فتنقبض عضلاتها بتشنج متابعا بنفس النبرة التي ترسل الرعشة لجسدها :

" كنت اعلم أنكِ تكذبين ولا تذهبين للنادي .. ومع ذلك لم أضيّق عليكِ في هذا الأمر لغباء ثقتي بكِ.. فضلت أن انتظر حتى تكونِ زوجتي رسميا ويكون لي الحق بمنعكِ من الخروج إن أردت .... وأدرك تماما أن كثيرا من كلامكِ الآن أيضا كذب .. كذب .. ولطالما تحملت كذباتكِ .. بإرادتي ... ثم اكتشف أنكِ كنتِ تفعلين كل هذا من ورائي وحدكِ "

كان يتابع جلد نفسه هو الآخر مدركا الإطار الذي وضعها به دوما .. الفتاة الصغيرة التي لا تستحق وقفة لأفعالها .. ربما تستحق عقابا على طيشها لكنها مجرد .. صغيرة ..
ها هى الصغيرة كبرت لتخطط وتدبر من ورائه .. وتهدر كرامته .
برد جسد قمر كله وبكاؤها ينضب فتشعر أنها على وشك الإغماء وكأن الجرح .. ينزف ..
لهثت أنفاسها ووجهها يعاوده الشحوب وهى تقول بإنهاك :
" شمس ... كانت معي "

كذبة أخيرة تمسكت بها وهى على وشك الضياع ..
تشعر بحمزة وقد نُزعِت الرحمة من قلبه بطريقة ما فسيظل يحاسبها هكذا الليل كله حتى يقتلها .
رغم كل عشقه لها لكنها لا تدرك أن كرامته خط أحمر .. مَن يمسه فقد لعب في عداد عمره .. حتى لو كانت هى .
ينظر حمزة لجسدها المسجى أمامه ثم شعرها الأحمر فتلمع عيناه بتوحش مخيف قائلا بفحيح أنفاسه الحادة :

" وأكمل تزوج شمس وأنا المغفل "

عجز الكلام على لسانها طويلا وهى تدير وجهها لا تطيق رؤية ملامحه المجنونة المتوحشة حتى استطاعت النطق بإرتعاش وصوتها يئن بالألم متأوها :

" لا .. كل شئ حدث فجأة .. آآه ... حين تم اختياري كنت سعيدة ... وبعدها عندما تزوجنا .... نسيت كل ذلك لكنهم أرغموني بالعقد كما قلت لك ... آآه "

أنينها يدخل متعمقا لخلاياه فيستلذه راغبا بالمزيد ..
بلحظة جنون .. بلحظة فقد لآدميته .. بكل قسوته .. بلا أدنى ذرة رحمة
كان ينهض يمد يده يضغط بأصابعه على جرحها فتصرخ قمر شاهقة وكأن روحها تُزهَق ..
تصرخ بأعلى صوتها والزمان والمكان يتلاشيان منها فتشعر أنها لحظة .. موتها ..
الألم رهيبا .. رهيبا غير محتملا .. أنفاسها تضيع .. ووجهها يتغضن بالألم فتختفي ملامحها الجميلة خلف الصرخات المدوية .. خلف الدموع السائلة ..
وصوته وسط الصراخ يهدر منفجرا يهز جدران الغرفة :

" أهدرتِ كرامتي .. كرامتي أنا ... أنا حمزة العامري "

في لحظات مر كل ما جمعهما بعقله ? شريط وثير في إحدى أركان ذاكرته ..
ابتعدت يده لاهثا بعنف أسود دامي وقمر تتلوى على نفسها تبكي بحرقة صارخة وجعا ..
كان يعلم أنه ما إن يسمح ليده أن تمتد إليها .. سيؤلمها ..
بقدر ألمه اليوم كان يجب أن تتذوق القليل منه .
فُتِحَ الباب فجأة ودخلت ممرضة على إثر الصراخ تنظر للوضع مفزوعة فتتسع عيناها رعبا وهى تنظر للمريضة المتلوية والمتوحش الذي يقف جوار سريرها بعينيه الحمراوتين وجنون ملامحه ولهاث صدره ..
المفترض أنه زوجها ! .. قبل أن تكمل تفكيرها كان حمزة يندفع خارجا بحدة من الغرفة وشياطينه كلها أمام عينيه .
تقترب الممرضة مسرعة تمسك بكتف قمر تسألها بلهفة :

" هل فعل بكِ شيئا ؟ "

ظلت قمر تبكي وتبكي بإدراك الخسارة .. لقد خسرت حمزة وانتهى الأمر ..
تعيد الممرضة سؤالها مرة بعد مرة حتى هزت قمر رأسها نفيا قائلة بصوتها الباكي الضائع :

" لا .. لكن أنا اتألم .. أعطني شيئا يهدئ .. هذا الألم .. أرجوكِ .. أتوسل إليكِ "

اومأت الممرضة وهى تسرع خارجة لتنادي الطبيب لير ماذا يحدث ؟!! .. الجراحة أسهل بكثير من كل هذا الألم .. ربما فقط زوال تأثير المُسكِنات سيؤلمها لكن ليس بكل هذا الصراخ ! ..
لا تدرك أن ألم روحها اليوم يفوق ألم جسدها ... بمراحل .





.......

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:25 AM   #977

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


تتنفس شمس من أعماق قلبها ثم تسأل والدتها على الهاتف :

" هل تحدثتِ معها أمي بنفسكِ ؟ ... هى فتحت عينيها وكلمتكِ ؟ .. هى بخير حقا ؟ "

تطمئنها نجوى بالقول :

'' نعم حبيبتي كلمتني بنفسها وهى بخير .. أنا ووالدكِ للتو دخلنا البيت من المشفى وتركنا حمزة معها "

وقفت شمس مكانها والخوف يتسلل إليها لتقول بعد فترة بنبرة غريبة :

" أمي لقد طلبت منكِ ألا تتركيها وحدها أبدا ... حتى لو مع حمزة "

تتعجب نجوى وهى ترد عليها :

" المشفى لا تسمح سوى بمرافق واحد وحمزة رفض أن يتركها يا شمس .. لماذا تقولين هذا ؟ "

تحركت شمس نحو الأريكة الكريمية في بهو الجناح فتجلس عليها هامدة تقول :

" لا شئ أمي .. فقط ربما تحتاجكِ لتساعديها في أي شئ "

ردت نجوى بصبر :

" والله حبيبتي حمزة رفض وأصر أن يبقى هو .. أنا أوصيته عليها ووالدكِ أيضا .. هو زوجها الآن وسيجيد الإعتناء بها لا تقلقي "

هذا ما يخيفها .. أنه صار زوجها ومن حقه أن يفعل بها أي شئ بعد ما رآه ..
تعلم حمزة جيدا .. متفهما كثيرا معها هى ودارين .. لم يرفع يده على دارين يوما .. لكن مع قمر ينقلب لرجل آخر عصبيا متهورا غيورا .. وبعد كذبة قمر وإهدارها لكرامته أمامها هى وأكمل لن يسامحها ..
وما تخشاه بحق أن يتهور مع قمر في المشفى .. هذا إن لم يكن تهور بالفعل .
ابتلعت شمس ريقها بتوجس وهى تؤكد على والدتها بالقول :

" حسنا أمي لكن اتصلي بهما كل فترة واطمئني أنها بخير .. واتصلي الآن أيضا بعد أن تغلقِ الخط معي ''

تبتسم نجوى وهى تقول لها بنبرة مطمئنة :

" حاضر يا شمس .. فقط أنتِ لا تقلقي عليها هكذا .. تمتعي بحياتكِ حبيبتي وقمر بخير وستخرج غدا "

تتنهد شمس بإنهاك – المتع السوداء – التي تحياها قائلة :
" حسنا أمي لكن أحضريها للبيت عندنا حتى لا تظل وحدها في منزلها هذه الفترة وحمزة في عمله "

ترد نجوى بعفوية :

" هذا ما كنت سأفعله لا تقلقي "

تغلق شمس الخط بعد تحية مودعة ثم تستند بمرفقها على ركبتها وتميل برأسها تسند جبهتها على راحة يدها ..
تغمض عينيها بإحساس مقيت بالعجز والهم .. إنها حتى لا تستطيع مكالمة قمر الآن .. لابد أن تنتظر ردة فعل قمر أولا ..
هل ستظن أن لها علاقة بالأمر ؟ .. هل ستورطها معها مجددا ؟ .. هل ستكرهها لأنها تركتها وأتت معه ؟..
كلها اسئلة ستجيبها عنها قمر حين تجيب اسئلة حمزة هو الآخر .. الجميع صار يدور في حلقة مفرغة من الكره والشك ..
الكل يكره بعضه .. الكل يشك ببعضه .. والسبب هو وحده .

خرج أكمل من إحدى غرف الجناح ينظر لجلستها المرهقة على الأريكة بصمت واجم .. كلامها مع والدتها أشعل في قلبه نقطة نار جديدة ..
كم شعلة بعد سيشعر بها تُشعَل لأجلها ؟
أتلومه على إنقاذ حمزة ! .. وإنقاذها لقمر مرة بعد مرة وهى المخطئة ماذا تسميه ؟!.
الأمر له علاقة بما يعتقده ضميرك ويشعره قلبك ويحدده عقلك صوابا ..
وإن عاد به الزمن لفعل ما فعله .
يتحرك أكمل تجاه أحد المقاعد الوثيرة أمام النافذة الزجاجية الواسعة فيجلس على ذراع المقعد العريض ناظرا للسماء المظلمة تمتد أمامه بجمال خاص ..
ينيرها أضواء بعيدة يراها من هذا العلو الشاهق لجناح الفندق في الطابق الرابع والعشرين فيبدو كل شئ أجمل من فوق .. القمم العالية .
عيناه تلمعان بتحد الصعاب لكن مَن يركز بهما يصل للظلام ..
هو والظلام .. حكاية .. لن يكتشفها أحد .. بعيدا في أعماقه الجليدية ظلاما لا يضيئه قبس نار ولا شعاع شمس ..
ولا يدخل لهذا العمق إنسان .. عمقا خفيا هو أحد أسراره المجروحة .. المنهكة حد فقد القدرة على التوجع ..
أن تتوجع فهذا يعني أنك بانتظار يدٍ تربت على كتفك .. صدر تبكي عليه آلامك .. تبكي عليه حرقة الروح والفؤاد .
والحل أن تظل صلبا كصخر اليابس .. ملامحك باردة كأعماقك .. تفعل ما تراه صائبا مواجها مرآة ضميرك دوما ..
حتى لا يكون الأمر وجع روح وقلب .. ووجع ضمير أيضا .
شيئا من الكآبة يتسلل إليه من الهدوء المريب الذي يحيط بهما منذ وصلا صباحا فيكسر الصمت بخفوت :

" أتمنى أن تعجبكِ المدينة ... لم أرغب في السفر لخارج البلد حتى نعود قبل شهر رمضان "

خارج أو داخل ! .. ها هى أتت معه مرغمة مستسلمة للبعد ..
أي ابتعاد الآن سيكون أفضل من مواجهة ما سيفعله حمزة بقمر أو ما ستفعله قمر بها ..
إذن ليس عدلا أن تقول أنها أتت مرغمة ! .. بل أتت بإرادتها رغبةً في ترك كل شئ ورائها والراحة من البشر ..
راحة لن تجدها وهو في محيطها لكنها ستحرص هذين الأسبوعين أن تكون بعيدا عنه حتى لو ظلت حبيسة أربعة جدران وحدها .
التفت أكمل برأسه ينظر لجلستها المتعبة كما هى فيتذكر تشتتها وتوهانها في المطار اليوم ..
جواز سفرها جديدا لم يخط فيه حرف ولأول مرة يراها تائهة بين إجراءات عديدة كان ينقذها منها مصطدما بنظرة – جهل – بعينيها أغضبته ..
ليس جهلا بإجراءات السفر نفسها ، لأنها تسافر للمرة الاولى والجميع يكون مرتبكا في بداية كل شئ بطبيعية ..
لكن جهلا غريبا بداخلها بكل ما كان يخط على الأوراق وكل الأوامر البسيطة التي تتلقاها فتقف – عاجزة – لا تعرف كيف تنفذها ؟!.
مزاجه صار حادا وهو يتولى كل شئ بنفسه صامتا حتى ركبا الطائرة ليربط حولها حزام الأمان بدون كلمة وهى تنظر حولها بإستغراب حاولت إخفاءه ..
وقبل نزولهما من الطائرة راقب يدها وهى تتحسس حزام أمانها كأنها تتعرف عليه أولا حتى لا تُحرَج حين تفتحه ! ..
كأن هذا الأمر شديد السهولة يبدو إليها شديد الصعوبة !..
تساؤلا مذهولا تملكه خفية وهو يقرأ معاناتها حتى خرجت من المطار أخيرا لتتنفس براحة من خرج من أحد السجون !..
لتبدأ معاناة جديدة لكن أقل حدة حين دخلا إلي الفندق ! .. بعد أن ملأ هو بياناتهما وأخذ البطاقة الممغنطة لجناحهما المحجوز باسمه يقسم أنها كانت تتبع خطواته حرفيا حتى المصعد وحتى دخلت الجناح !.
لا يعلم لمَ كل هذا التخبط والتوهان .. والخوف ؟! .
هل هذه كانت – دكتورة – شمس التي تخطط لنيل الماچستير ؟!
عيون – طفلة – كان يرى اليوم .. خائفة .. تائهة .. بلا إشعاعات نار أو صرامة .. نظرة ضربت موضعا خفيا به .. لامسته وغارت فيه ..
جعلته يتذكر .. الوجع .
عاد ينظر للنافذة حيث الليل الساكن بنجومه ينتظر سماع صوتها فيسألها بصبر متفهم :

" هل كان ضميركِ مرتاحا وأنتِ تنظرين في عيني حمزة وتدركين ما تفعله أختكِ من ورائه ؟ "

يعلم أنه خاض مجازفة أبعدتها عنه أميالا لكن دافعه كان أقوى ..
لم يستطع أن يخون كل ما تربى عليه .. لم يستطع أن يطمس الحقيقة ..
يكفيه كل أقنعته الباردة وذنوب كأسه حتى يتحمل ذنب خيانة رجل .
وحتى إن بعدت أميالا .. إنها ملكه .. في كل مكان ستظل ملكه .
انفجرت شمس بكلام صمتت عنه اليوم كله كأنها كانت تنتظر أن يلقي إليها وترا حتى ترتفع حدة نغماتها هاتفة :

" أختي أختي .. ماذا فعلت أختي لدرجة أن تفضحها أمام زوجها ؟ .. اعلم أنه كان لديها حلم تافه وسخيف واتبعت طريقة خاطئة لتحقيقه .. لكنها لا زالت صغيرة تبدأ حياتها التي تريد أنت إنهاءها "

التفت أكمل برأسه إليها هادئا ونظرتها المعتادة تعاود عينيها بلا خوف أو تشتت فيروق له الأمر ..
إنها الآن في منطقتها الآمنة .. وجها لوجه تقابله لا تهابه ..
يرى جسدها يعتدل ثائرا وهى تتابع إنفجارها بتهكم :

" على الأقل ما دامت شهامتك تؤلمك لهذه الدرجة كنت احفظ ما فعلته هى .. إن الله حليمٌ ستار "

ينهض أكمل عن ذراع الكرسي متقدما نحوها وهو يقول :

" هل أنتِ مقتنعة بما تقولين الآن وتبررين لها ما فعلت ؟ .. منذ شهر تقريبا كنتِ تقولين أنت وهى نفس العينة "

تتوتر أصابعها وهى تضمهما معا ترد عليه بنبرة حادة ترفض الاستيعاب :

" وكل هذا انتهى .. انتهى .. إذن لماذا .. ما الذي دفعك لتفعل هذا بكل نذالة ؟ "

كلمة نذالة في فمها كمنطق راسخ تعيده وتكرره حتى صدقته فينفعل أكمل داخليا رافضا إظهار غضبه ..
متحكما في إنفعالاته الحانقة يجلس جوارها يرد بنبرة بدت عادية :

" أخبرتكِ لماذا من قبل .. ثم لماذا تعتبرينها فضيحة ؟ .. اعتبريه عقاب جزاءا لما فعلته .. إن لم تُعاقَب الآن ويصبح كل شئ بينها وبين زوجها على نور فستخطئ مرة أخرى "

جنت شمس ووجهها يصارع الغيظ والغضب مع ملامحها المتوهجة بالاحمرار صائحة :

" مَن أنت من الأساس .. مَن أنت لتعاقبها أو تنصب نفسك حاكما عليها ؟ "

أمسك أكمل أعلى ذراعها فجأة يضغط عليه قليلا قائلا بتحذير جاد :

" أنا زوجكِ .. اخفضي صوتكِ وأنتِ تتحدثين معي "

يصمت قليلا وقبضته تتحسس ذراعها بشكلٍ مختلف ثم يقول :

" لن تفهمِ الآن .. انتظري حتى تستطيعِ التفكير بهدوء "

تنظر شمس لعينيه الجادتين فتهز رأسها وهى تبعد ذراعها عن يده قائلة بخفوت مخذول :

" أنت لا ضمير عندك "

تنهد أكمل وهو يرى خسارته فيها تزداد .. لكنه – فن - الخسارة ..
أن تدرك كيف ومتى وماذا ... تخسر ؟!
الخسارات – الإرادية – تعودك متعة الإحساس القادم بالفوز ..
أن يخسرها - الآن - فهذا يعني أنه لم يخسر شيئا .. لأنه لم يمتلك بها شيئا أبداً ..
لا عقل ولا قلب ولا جسد .. لكن ..
حين يمتلك أياً منهم سيصبح من الصعب الخسارة وقتها ..
لذلك كل شئ كان يجب ضبطه على موعد العرض .. في البداية .. وقبل أي بداية قد تكون بينهما .
ابتسامة جانبية صغيرة على شفتيه وهو يرد على قولها :

" قد لا تصدقين كلامي .. لكن تأكدي أنكِ لم تتزوجِ رجلا سيئا إلي هذه الدرجة "

للحظة مر بريق خاطف في عينيه وهو يتابع كلامه بنبرة غريبة ساخرة :

" أحد غيري لم يكن سيترككِ هكذا يا عروس .. بدون حتى أن يحاول لمسكِ "

لحظات مرت تنظر إليه وجنون يشع بعقلها فيتوهج جسدها محموما بالفكرة ..
تريده حقا أن يحاول .. تريده أن يقهرها أكثر .. لتكرهه أكثر ..
عيناها تغيمان بمشاعرها وهى تترجم أفكارها بغل :
" المسني إذن .. خذ ما تريد "
ينظر أكمل إلي عينيها .. مليئتين بالغضب والقهر والخذلان .. لكن ما أراحه شيئا من عتاب ..
وشيئا من قوة تظهر شيئا فشيئا حتى أدارت وجهها جانبا تغمض عينيها وصداع غير عادي يطرق رأسها .
لكنه أمسك ذقنها يدير وجهها إليه قائلا بحزم :

" انظري في عيني وأخبريني أنكِ لم تشعرِ أنكِ أخذتِ حقكِ منها ولو للحظة "

متذكرا حوارهما بالأمس القريب فيضيف ساخرا :

" حق شقاء روحكِ بجانبي يا مسكينة "

ظلت شمس تتنفس بغضب ونزال أعينهما يتقاذف شهبا حتى أخفضت عينيها لحظة ..
لحظة واجهت نفسها فيها أنها بعد كلامها معه بالأمس .. شعرت أنها ارتاحت تجاه حمزة ..
وشعورا شنيعا آخر جعلها تغمض عينيها وتنام – منتصرة – بأنها أخذت حقها .. من قمر .
إنها الدائرة التي ستخنقهم جميعا .. الكره والشك .
جمدت ملامحها بثباتٍ مفاجئ وهى تقول بوضوح ما يهمها حقا :

" لا أريد أن تصل الصور لأبي "

عيناه .. عيناه في وادٍ وملامحه الجادة في آخر .. وهى شبه متأكدة أن عينيه ابتسمت !..
وهو يرد عليها بثقة :

" لن تصل إليه "

وعدا جديدا تلمسه في صوته ويا لكثرة وعوده إلي الآن ..
تتذكر وعد أجمل أيام حياتها فتضحك داخلها ساخرة .. إما أنه لم يبدأ في تنفيذه بعد أو نساه .. أو ربما بدأ بالفعل والبداية فضيحة الأمس !..
يا لأجمل أيام حياتها !.
أفكارها باتجاه وأفكاره باتجاه آخر تماما ، يضغط أكمل بإبهامه على شفتها السفلى قائلا بخفوت عينيه المتوهجة بطبيعة زرقتهما :

" جيد أن شهر رمضان بعد أسبوعين "

حينها تذكرت أن تبعد وجهها عن يده وتنهض بحدة وبعضا من .. الاضطراب العفوي .




........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:28 AM   #978

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


جلست لمياء خلف المكتب الخشبي الصغير في الصيدلية يحتلها وجوما غريبا .. تشعر أن شيئا هاما ينقصها ..
رفعت هاتفها تنظر في شاشته المظلمة وبيدها الأخرى تعدل من حجابها الوردي المطبع بكلمات إنجليزية ، ثم ألقت الهاتف أمامها ونهضت ترتب بعض الأدوية فوق الأرفف.
دقائق انتهت فيها ثم عادت للمكتب تنفخ بملل .. يلح هاتف في رأسها بأن تمسك هاتفها تحدثه .. هاتف يزن بلا توقف وحواسها تأمرها بالاستجابة إليه فتمنع حواسها بالقوة .
حتى انصاعت ببطء فامتدت يدها تفتحه لتكتب عاتبة

"' هل تعرف منذ متى لم تحدثني ؟ .. منذ أكثر من أسبوع "'

تتحول إلي أخرى .. تتدلل .. تختال بأنوثة لا تشعرها حقيقة في مرآتها ..
طالما لا يراها فلتتصنع ما تريد .. الكلمات ليس عليها ضريبة !
المشكلة أنه يفتح صفحته الشخصية كثيرا ولم يحدثها بكلمة منذ محادثتهما الأخيرة .. والآن أيضا ها هو قرأ الرسالة ولم يرد .
انتظار طال تعدى النصف ساعة .. جرحها خادشا كرامتها وعزة نفسها ..
تشعر أنها أنقصت من نفسها كثيرا .. كثيرا .. لكن ليست بقادرة على مقاومة ملء الفراغ أخيرا .. لا يمكنها أن تقاوم شعورا بطرد الوحدة التي تقتلها ببطء.
رسالته جاءت متأخرة باردة مكتوبة

"' كنت مشغولا "'

كم تمنت أن تسمع صوته ، لقد اشتاقت لصوته حقا ، ولا تعرف لاشتياقه سببا ، وربما ليس لصوته تماما لكن لصوتٍ رخيم يسكن أذنها بهدوئه بدلا من صوت والدتها العالي الرفيع .
مالت شفتاها بمرارة وهى تكتب

"' وربما تمر بحالة حزن مؤقتة بعدما تذكرت الماضي "'

ربما شعر بأنها مجرد بديل ليملأ هو الآخر فراغ حياته بعد حبه الأول ..
حين يطبق الروتين على أنفاسنا ونرغب بإدخال أي شخص لنغير أي شئ.
كان يكتب كأنه لا يريدها أن تسمع صوته

"' لميا أنا لم أخبر زوجتي أني أحببت قبلها ولا اعلم لماذا أخبرتكِ ؟! "'
"' ذلك اليوم تحديدا كتبتِ خاطرة على صفحتكِ وبعدما قرأتها تذكرت كل ما فات لأجد نفسي أحكيه لكِ بلا سبب "'

شعور بالتميز يتسلل إليها بخبث معرفة ما لا تعرفه الأقرب إليه فتعض شفتها السفلى تكتب بترقب

"' إذن ؟؟ "'

صمت .. صمت يوقف الترقب على حافة الخطر حتى أرسل إليها

"' أنتِ بدأتِ تسحبينني لمنطقة لا أريدها "'

إختلاجة قوية ضربت قلبها وهى تستشعر بحدسها ذلك الخطر .. ظلت صامتة فاغرة فمها ثم كتبت بصدمة

"' أنا !! "'

الرسالة جاءتها سريعا كأنه ينفي عنها إتهام ألصقه بها منذ لحظات

"' لا .. أنا الذي يندفع بلا مبرر .. أنا حتى لم أركِ لكن أشعر أنكِ قريبة مني "'
"' من أين ظهرتِ لي أنتِ ؟ "'

أنفاسها ضاقت وهى تشعر بالرفض مجددا لكن هذه المرة كان أقوى .. دمعت عيناها السوداوتان تغمضهما متألمة ضاغطة على شفتيها بشدة .
كرامتها أبت أن تخرج مرفوضة فكتبت ببرود مَن ليس لديه عزيز

"' حسنا حسنا لا تتعب نفسك هكذا .. أنا تشرفت بصداقتك في هذه الفترة .. وداعا "'

هى حقا ليس لديها عزيز .. ربما والدها .. و .. والدتها .. يمكن !
مشاعرها في طور جامد منذ هجرتها خالتها بعد زواجها وسافرت ، وابتعدت عنها صديقتها .. منذ أخذتها والدتها تربيها على طريقتها ..
بعد أن كانت خالتها تعاقبها بالبعد فتذهب لمياء إليها نادمة لتبتسم خالتها في وجهها أجمل ابتساماتها ..
أصبح عقاب والدتها على أبسط الأخطاء .. الضرب والشتم بأفظع الألفاظ.
منطق عجيب أن يظنوا أن الطفل الصغير لا يؤثر فيه ضربا وأنه ما أن يكبر حتى تنمحي ذاكرته المشوهة ..
لكن لا يعلمون أن ذاكرته تخزن السئ قبل الجيد .. الكره قبل الحب ..
وذاكرتها هى لا تحمل الكثير من حنان والدتها .. لكنها تحمل الكثير والكثير من الضربات الموجعة والشتائم البذيئة .
فوجئت بضياء يكتب مسرعا

"' لميا انتظري "'
"' أنا لن أستطيع أن أترككِ "'
"' أنا قلت لكِ من قبل أنتِ بحاجة إلي حماية وحنان .. لكن أنا .. "'

كانت تتشبث بأي أمل دون وعي منها .. تتنازل عن جزء من كبريائها في سبيل عواطفها التي تتحرك معه ..
كيف يمكنها أن تتنازل عن شخص يفهمها بهذه الصورة حتى لو كان وجوده في حياتها أكبر خطأ سترتكبه ؟.
والدها أيضا لا تحمل له في ذاكرتها إلا حنان – مقيد –
مشاعر والدها داخلية مكتومة لا يظهرها لأحد .. يحضر لها ما تريد بقدر إمكانياته .. لكنه لا يأخذها في أحضانه إلا في المناسبات وحينها تشعر بالخجل منه ..
لا تقبله إلا وهى تتظاهر بالمزاح لتخفي خجلها .. لكن داخلها كان يرغب في تقبيله بقوة وعناقه بكل ما تعني – الأبوة والبنوة -.
ما ذنبها .. تريد أن تعرف ما ذنبها .. وما عيبها لكي لا ينظر إليها أحد ؟
تستحثه ليتكلم .. تريده أن يقول أنه لن يتركها أبداً

"' أنت ماذا ؟ "'

دقائق مرت قبل أن تقرأ بأسى

"' أنا لدي أربعة وأربعين عاما وأنتِ في السابعة والعشرين .. الفرق بيننا فرق أجيال وليس فرق سنوات فقط "'

وانهمرت دموعها .. انهمرت من شدة الواقعية .. حتى في العالم الافتراضي الذي تسكنه خيالا تصطدم بالواقع ..
رفعت رأسها فجأة وصوتٍ صغير يسألها بقلق :

" أنتِ بخير يا دكتورة ؟ "

طالعت لمياء وجه الصبي الصغير البرئ تتمنى لو ظلت صغيرة ولم تفهم كل هذه المشاعر المعقدة ..
تتمنى لو أن كل شئ كان أبسط فتبسمت في وجهه وهى تمسح دموعها قائلة :

" نعم بخير .. شكرا .. ماذا تريد ؟ "

اتجه الصبي إليها يناولها ورقة الوصفة الطبية فأخذتها منه تقرأها ثم نهضت تحضر الأدوية تضعها له في كيس صغير وتأخذ منه النقود وظلت واقفة فترة خلف المنضدة الزجاجية .
قلبها يقوى مستمدا صلابة من مشاعرها الباردة فأغمضت عينيها السوداء ثم فتحتها لتلتقط هاتفها تكتب بقوة

"' أنا لست بحاجة لشئ أو لأحد .. إن كنت قد قبلت صداقتك فهذا من باب أني كنت اقرأ لك خواطرك .. أي كما يحب أي قارئ أن يتعرف إلي كاتب ولم أقصد شيئا آخر "'

للحظات شعرت أنها تقسو مثل شمس .. كل ما بها يقسو لكنها أحتاجت هذه القسوة .. أحتاجتها أن تمنعها عن شئ خاطئ على وشك الحدوث .
أحتاجتها بشدة وهى تقرأ رسائله المتتابعة

"' لكن للأسف أنا الآن في هذا الشئ الآخر ولا أعرف ماذا أفعل ؟ "'
"' تعودت عليكِ .. تعودت حديثكِ وكلماتكِ .. تعودت أن تكونِ جزءا من حياتي اليومية منذ ثلاثة أشهر "'
"' لو تنظرين للأمر بعيني .. ستجدينه مليئا بالحماية والاحتواء لكن .. "'

وأظلمت شاشة الهاتف بيدها حين ضغطت بكل تلك القوة المفاجئة على زر غلق الهاتف ..
وظلت الكلمة معلقة .. تلك الـ ' لكن ' التي تخفي وراءها إستدراكا - قد - يكون كاذبا .. مخادعا .. وهما .




.........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:31 AM   #979

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


أيام طويلة تمر ولا تعرف ماذا قالت قمر لحمزة ؟.
مكالماتها دائما مع والدتها والتي تؤكد لها أن قمر بخير دون أن تجرؤ شمس على أن تكلمها .. قمر أيضا لم تكلمها مرة واحدة ..
كأن هناك حاجزا قد صُنِع بينهما هذه الفترة ..
الأفكار المختلفة تتضارب بعقل شمس متخيلة أسوأ الاحتمالات وأفضلها..
قد تكون قمر ورطتها بالفعل ولا تجرؤ على محادثتها .. وقد تكون غاضبة منها ظنا أنها اتفقت مع أكمل عليها مثل موعد الزفاف ..
أيا كان فهى ممتنة لهذه المسافة التي تبعدهما وكل منهما في مدينة مختلفة حتى لا يتواجهان الآن .
المدينة هنا جميلة ، يتوافد عليها كثيرون في بداية الصيف مما يجعلها أمام أجمل الفتيات حولها تشعر ببعض الإنهزام ..
منطفئة الروح ترتدي بنطالا عاديا فوقه بلوزة داكنة اللون كيفما اتفق وتجمع شعرها ثابتا كثبات ملامحها ..
جمالها لم تعد تراه رغم نظرات البعض إليها .. رغم نظراته هو إليها .

( جمالكِ دوما مميز .. لكنكِ الليلة ... ملكة )

همسة ترددت في عقلها فمسدت رقبتها وهى تنفخ ناظرة للبحر ..
جيد أنها خرجت اليوم .. تشعر بإختناق غير طبيعي .. كـمجازفة صغيرة أن تخرج من غرفتها الآمنة .. تجلس في مطعم الفندق وتطلب عصيرا !.
مؤكد مجازفة وهى التي لا تمتلك أصدقاءا لتخرج معهم ولمياء لن تفعل وهى تعلم حالتهم المادية المتوسطة ..
والحاج سليمان لا يمكن أن يأخذ عائلته ليخرجوا معا يوما ! ..
ووحدها فإن عجزا غريبا يكبلها رغم صرامة طباعها خشية من مواجهة الناس والحرج ! .

( نحن لم نفعل شيئا في حياتنا سوى أن ننكب على الكتب فنحفظ ما فيها )

همسة أخرى من قمر ترددت في عقلها فأسندت مرفقها على ذراع الكرسي تتلاعب بأصابعها في ذقنها

( أنا .. مستغل ... جدا )

لا .. إنها ليست طبيعية هذه الفترة .. وجودها وحدها يجعلها تفكر في كل ما فات بشكل أنقى ..
هو أيضا لم يضغط عليها تاركا لها مساحة حرية رغم وجوده الدائم ..
بشكل ما يريدها أن تعيد حساباتها لتدرك ما فعلتاه هى وقمر في حق حمزة وما فعله هو ليعيد الأمور لنصابها الصحيح ..
وبشكل ما هى الآن أهدأ لتعترف حتى لو بينها وبين نفسها أن معه حق ..
حق رجل لرجل .

قاطع أكمل أفكارها وهو يقترب منها مرتديا حذاءا رياضيا يعلوه بنطالا رمليا قصيرا وبلوزة حمراء صيفية منتصفة الأكمام أُحكِمت على عضلاته ..
جاذبا لنظر الفتيات أينما حل يبدو كارثة رجولية تمشي على الأرض .

( عسى ألا تكونِ تهورتِ أكثر من اللازم يا قمر خاصة وهو لم يكن يعلم أنكِ مخطوبة )

مالت شفتاها بخيبة أمل إثر فكرتها وهى تعيد بصرها للبحر .. إنها تثق به أكثر مما تثق بقمر ! .. تثق أنه إن كان يعلم أنها مخطوبة لم يكن لـ...
هى لا تعرف أين وصلت علاقتهما من الأساس ؟ .. ولا تعرف كيف صارت .. ولأسفها الشديد ! ... تثق به ؟!.
يسحب أكمل كرسيا ليجلس أمامها قائلا بهدوء مبتسما :

" لم تخبريني أنكِ ستخرجين .. ظننتكِ في فترة حبس إجباري "

نظراتها إليه هادئة نوعا ما فيميل رأسه متسائلا بإهتمام :
" مللتِ ؟ "

اومأت شمس برأسها وهى تنظر للبحر فتتسع ابتسامة أكمل ليسأل مجددا :

" هل تريدين العودة ؟ "

لحظات مرت قبل أن تومئ برأسها بذلك الصمت الجميل الذي يعطيه حرية التأمل الهادئ ..
أكثر هدوءا كانت الأيام الماضية ولم يتكلما في موضوع العرض ثانيةً .. نظراتها تخبره أنها ربما صارت تفهم .
وضع أكمل ساقه على الأخرى يقول وهو ينظر أمامه .. لطاولة أخرى ! :

" حسنا "

نظرت شمس إليه بطرف عينها تسأله بنبرة عادية :

" هل سنعود ؟ "

أذناه معها لكن عيناه تضيقان قليلا باتجاه آخر .. اتجاه أكثر تحررا !.. يرد أكمل بنبرة مسترخية :

" مؤكد سنعود ... بعد شهر العسل .. قررت أننا سنمد سفرنا لأسبوعين آخرين "

أن يبتعد عن كل شئ .. عن قلب الأحداث .. يريح أعصابه قليلا من ضغط العمل .. وضغط البشر .. والأقنعة الباردة .
التفتت شمس إليه برأسها تسأله بنبرة خرجت رغما عنها حادة :

" تريدنا أن نقضي أول أسبوعين من رمضان هنا ؟! "

لم يرد لكنه كان يبتسم ! .. تتبع شمس نظراته فتجد شقراءا – يبدو – أنها ترتدي ملابس لكنها في الواقع لم تكن ترتدي !..
تزداد ابتسامة أكمل وهو يشير لها أن تأتي !.
نفسا خرج منها مرتعشا والإنهزام يتزايد بروحها فسكنت خلاياها والأمواج تجذب نظرها مع برودة الهواء المفاجئة ..
إلا أنها عادت تنظر نحوه وفتاة شقراء صغيرة جميلة تركض بخفة طفولتها وشعرها القصير المتطاير حتى وصلت إليه فتقف أمامه ليميل أكمل قليلا يقبلها ويحدثها بالإنجليزية والفتاة تومئ برأسها ثم تضحك فيطلب أكمل منها أن تقبله على خده لتقبله الفتاة وتركض إلي والدتها التي لا ترتدي شيئا ..
تهز المرأة رأسها إليه بتحية مبتسمة ناعمة فيميل رأس أكمل بتحية لبقة قبل أن يعود بعينيه لشمس مجيبا بابتسامة لا زالت عالقة على شفتيه :

" وما المشكلة ؟! .. في كل الأحوال هو شهر عسل بلا قطرة عسل ! "

عيناها لا زالت على تلك الفتاة الصغيرة .. ربما لو مرت حياتها بسلام لكان عندها فتاة تشبهها .. كانت ستسميها شروق .. شروق أصغر من أخيها يوسف .
تاهت أفكارها منها مع دوار مشاعرها واسم شروق يجمد جسدها بقسوة حادة !.
ما الذي جعلها تتذكر هذا الاسم الآن ؟!.
ينتزعها أكمل عنوة من ذكرى بشعة بسؤاله :

" هل تحدثتِ مع مشرف رسالة الماچستير أنكِ ستغيبين كل هذا الوقت ؟ "

تسارعت أنفاسها قليلا وهى تنظر إليه بلا إستيعاب لحظات ثم ترمش عدة مرات طاردة صور أفكارها وترد بقوة :

" لا "

يعقد أكمل حاجبيه متسائلا عما أصابها يسألها :

" لماذا ؟ "

تتجمد عينا شمس بحلم قديم أصبح مهترئا تجيبه دون النظر إليه :

" أفكر ألا أكمله "

ينظر أكمل إلي عدة شعرات منفلتة من شعرها مفكرا أنه لو كان تزوج فتاة محجبة لكان رأى شعرها ولم يكن جالسا مكتفيا بمنظر الكعكة الرائعة إلي الآن ! .
كتف ذراعيه وهو يتسائل مجددا :

" لماذا ؟ "

زفرت شمس بحنق وهى تهتف في وجهه :

" لا دخل لك ... "

نظرته الصارمة جعلتها توقف أي كلمة أخرى قبل أن يقول بجدية :

" غدا صباحا ستتصلين به وتخبرينه بسبب غيابكِ .. وأنا لا أكرر كلامي مرتين "

أطبقت شمس شفتيها بتصلب وهى تطرق برأسها فيرتفع رأس أكمل عفويا قائلا بثقة صادقة :

" تعلمي كيف تكونِ في القمة في مجالكِ .. لا تتنازلي .. ولا تخضعي لأحد .. ولا تسمحي لأحد أن يتحكم بكِ .. كيف تحددين أهدافكِ وتسعين إليها رغم أي عائق .. أي ظروف .. أي زواج "

أنهى أكمل كلامه ساخرا فاشتدت قسوة عينيها وهى تتذكر قول قمر ذات يوم عن إهتمامه بها .. هل كان ينصح قمر هكذا ؟!.
ترفع شمس عينيها إليه بينما يتابع أكمل كلامه بنبرة شاردة لكنها حازمة ذات قوة رهيبة :

" ما دخلته أنا في البداية كان كالدوامة .. لتدخل هذا الوسط يجب أن تعرف قوانينه جيدا .. في هذا الوسط الكل يلعب على الأحبال .. لكن أنا اخترت أن أمسك هذه الأحبال بيدي .. لأني أحب القمم العالية "

جاذبية غريبة تشع منه برجولة ذات طاقة عالية وقوة صلبة .. إنه شخصية قيادية ولن تنكر هذا ..
وهى شخصية ضعيفة رغم حزمها البائس الذي تتخفى خلفه .
تناولت شمس كوب العصير تشرب منه قليلا قبل أن تتركه على الطاولة لتفاجأ بقوله :

" أنا أيضا مللت "

يزفر أكمل ناظرا للبحر ثم يعيد عينيه إليها .. متوهجتان أكثر بقوة الأمواج حوله .. كأن كل نظرة يأخذ لعينيه .. موجة ..
لو صُنِف الرجال لألوان سيكون لونه .. الأزرق ..
بزرقة عينيه وحرية طباعه وتلاعب خصلات شعره السوداء .. وقوة نظراته .
أجفلها ويده تمتد لتمسك يدها المستريحة بجوار الكوب على الطاولة متسائلا بنبرة تلونت بطريقة غريبة .. خاصة :
" ما رأيكِ إذا صعدنا غرفتنا نفعل شيئا نكسر به هذا الملل ؟ "

عيناه بنظرتهما ماكرة المعاني .. عادتا تسرقان بجرأتهما أكثر من لمسة يد ..
تدوران حولها .. تحاولان إقتحامها من جديد .. وكل مرة بعينيه جديد ..
لكنها لا تحتاج للمسة رجل .. لأنها لا تشعر بها ! .. مشاعرها باردة كالجليد ولم تعد تتأثر بحرارة نظرة كنظرته .
يدها تركتها في يده رغبة في اختبار صغير لجسدها ، رغم أن ثورة مشاعرها تأمرها أن تسحبها الآن .. لكنها حقا تريد معرفة حدودها معه .
تحدق في عينيه تسأله بهدوء مكابر :

" لماذا لم تكن تزوجت حتى الآن ؟ "

ابتسم أكمل وهو ينظر لهذه النظرة بعينيها .. متعالية بقوة تليق بها .. متذكرا نظرتها في المطار ..
ربما هو أول حوار .. أول سؤال تسأله له بهدوء ..
يده تتحرك على يدها بدفء مغوي .. وأصابعه تعرف كيف تثير حواسها من مجرد لمسة يد وهو يرد عليها :

" لم أجد مَن تنظر إليّ كما تنظرين إليّ أنتِ "

ارتفع حاجبا شمس وهى تخفض عينيها مصدرة صوتا ساخرا فتسحب يدها ثم تبتسم بإستهانة تهز رأسها بعجب ..
لا زال يريد كسر الملل !.
أسندت ظهرها للكرسي فتكتف ذراعيها وتسأله بنفس النظرة المتعالية :

" كيف رضيت أن تتزوج من أرملة حتى ولو لإنتقام سخيف ؟ "

نظر أكمل ليده الخالية على الطاولة فيسحبها واضعا ساقه فوق الأخرى مجيبا :

" لماذا تصرين أن في الأمر إنتقام ؟! .. في البداية ربما أردت أن أعاقبكما على تفكيركما لإيقاعي ... لكن بعد أن قابلتكِ .... تغير كل شئ "

تهز شمس رأسها تسأله بنبرة مستهينة :

" لكنني أرملة .. ماذا تعني بتغير كل شئ ؟! "

لم تكن تدري أتستهين من تفكيره أم من .. نفسها ؟! .
ربما لكثرة ما رأت في عيون الناس من نظرة الدرجة الثانية صارت تنظر لنفسها بنفس الطريقة .
ولم يدري هو قبل الآن أن بداخلها كل هذه السلبية .. كل السنوات السابقة خلفت في روحها جرحا غائرا .. قسوة وحزن ونظرة قديمة .
بعد لحظات رد عليها جادا :

" هل كونكِ أرملة يعيبكِ في شئ ؟! ... توقفي عن هذا التفكير المتخلف .. وربما ... ربما لو نظرتِ لنفسكِ بعينيّ ستعرفين السبب "

لأنها لا تدرك مدى جمالها .. ومدى جمال ثورتها .. وصحوة نيرانها ..

( ولا تدرك مدى جمال شفتيها .. لو تدعني فقط أخلصها من كل عقدها النفسية بقبلة واحدة ! ... لو )

يزفر أكمل نفسا حارا كأفكاره شعرت أنه لف جسدها فجأة ..
اهتزت نظرتها برعشة خفية وهى ترى عبث عينيه فتتذكر قبلته على ذقنها ثم تسأله لتغير الموضوع :

" هل حقا فعلت كل ذلك لأجل حمزة ؟ "

هز أكمل رأسه وهو ينظر للاتجاه الآخر هامسا :

" لن تفهمِ "

لكنها في هذه اللحظة رغبت في تأكيد ما فهمته بشدة فتسأل بإصرار :

" ربما أفهم أنك أردت أن يعرف حمزة الحقيقة حتى لا يظل مخدوعا .. لكن ما لا أفهمه كيف يكون شخص مثلك متفانيا هكذا لأجل شخص آخر ؟! "

مثلك !! ... رغما عنها خرج سؤالها بسخرية طبيعية بها لم تقصدها ..
أصابعه أخذت تنقر على الطاولة وصدره يرتفع وينخفض بعمق ..
يحاول .. يحاول أن يظل هادئا وهو يرد عليها :

" الأمر لا علاقة له بتفاني ... لكن كما قلت لكِ من قبل أني تربيت في منطقة شعبية وهذه الأمور هناك تطير فيها رقاب .. كان لابد أن يعلم ويختار هو .. وإذا نظرنا بعين التفاني فإن دفاعكِ عنها حتى الآن وكل ما فعلتِه لأجلها من قبل يعتبر تفانيا منكِ أيضا "

لا تضايقه نظرتها إليه بقدر ما تتحداه لأن يغيرها .. كثيرات وثقن به منذ أول لقاء بينهم تقريبا وحتى أختها ..
لكن شمس لن تثق به الآن أبدا .. ربما سيظل لوقت طويل في عينيها .. مجرد نذل .
لكنها بشكل ما صارت تتقبل الأمر وتتفهمه وتريد إجابة اسئلتها لتفهم أكثر .
لذلك قالت احتمالها الأخير بتردد :

" وربما تكون أحببت قمر وفعلت هذا ليتركها حمزة "

ضحك أكمل عاليا فجذب أنظار مَن حولهما حتى قال مبتسما بعد لحظات طويلة :

" عقلكِ ذهب بعيدا جدا يا شمس "

يضغط أكمل أعلى أنفه بإصبعيه وضحكته تتلاشى ببطء حتى نظر للبحر قائلا بشرود أظلم عينيه :

" أنا فتحت عينيّ على الدنيا وجدت نفسي يتيما ... وجدت نفسي في سن الخامسة عشر أباً لجاد وشهرزاد ... والسند الوحيد لأمي بعد ربنا .. وجدت نفسي يجب أن أعافر وأنحت الصخر من أجل حياة كريمة نحياها جميعا... لن تتخيلِ ما مررت به ... وبعد كل تجاربي في الحياة تعلمت مع الوقت كيف يأتون هم في المقام الأول قبل نفسي عندي ... لذلك لا تتعجبِ إن غلبني التفاني كما تقولين في بعض الأحيان ... لا تتعجبِ إن فعلت شيئا من أجل حمزة وأنا لا أعرفه .. أنا فعلت هذا لأجل نفسي أولا .. وهذا ما أظن أني سأدفع ثمنه طويلا "

شردت عيناها طويلا وهو يحدق بعينيها بنظرة دافئة ..
كل شخص يتصرف بطريقته وليس بالضرورة أن يتصرف كما نراه نحن ..
تتذكر والدته واخوته .. حتى شهرزاد التي تحدثت معها بشكل عابر يوم الزفاف ..
تتذكر نظرة الفخر في أعينهم إليه .. بعد كل شئ .. ربما يكون يستحق فخرهم به !.
ظلت جالسة بسكون شارد حتى انتبهت لنغزة قابضة بقلبها فقالت بنبرة غريبة وهى تنهض وتعلق حقيبتها الخفيفة بشكل عكسي :

" ادفع ثمن العصير "

يبدو أنه سيدفع ثمن أشياء كثيرة !.
ضحك أكمل بخفوت وهو ينظر لظهرها ثم ارتفع صوته متلاعبا :

" والملل ! .. متى سنكسره ؟! "

ضغطت شمس على أسنانها وبعض الأنظار تتجه إليها فترتبك وهى تهمس بغيظ :

" كُسِرَ رأسك يا بعيد ! "



انتهى 🌺🌺🌺
دمتم بخير


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-06-18, 03:34 AM   #980

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
Elk

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 87 ( الأعضاء 49 والزوار 38)
‏sandynor, ‏Noors, ‏mlak993, ‏م ام زياد, ‏salimaf, ‏meroo werfle, ‏ام البنات1989, ‏dodoalbdol, ‏ريما الشريف, ‏فرح كريم, ‏k_meri, ‏ام زياد محمود, ‏Ghufrank, ‏لعبة الحياه, ‏شاكرة, ‏طوطه, ‏زهرورة, ‏veronica lodge, ‏سحرمجدي, ‏AYOYAAA, ‏أسـتـر, ‏اويكو, ‏سميرة احمد, ‏الفجر الخجول, ‏بيون نانا, ‏ام غيث, ‏Mageda, ‏Mat, ‏الميزان, ‏Rasha kazem, ‏Scarlette, ‏KHALLOUDA, ‏Sohaila mohamed, ‏NH_1927+, ‏bobosty2005, ‏دينا باسل, ‏لوومارا, ‏ترررررف, ‏rowdym, ‏الذهب, ‏sira sira, ‏لمعة فكر, ‏مليكة النجوم, ‏نور نورسين, ‏aa elkordi, ‏ام رمانة, ‏Zainab Abd Alkareem, ‏houda


🌺💖💖💖💖


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.