آخر 10 مشاركات
368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          597. آثار على الرمال - قلوب عبير دار نحاس (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          245 - الصياد الأسير - ماري ليونز (الكاتـب : عنووود - )           »          236 - خطايا بريئة - آن ميثر (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree20Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-18, 02:12 PM   #31

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع



" ألسنة النار "



" بدلي ثوبك رحيق ... سأهتم بأمر الصغار "
كان هذا قراره عندما وافقت علي الزواج منه ..أن يكون الصغار ثلاثتهم معهم منذ اليوم الأول بمنزله ... " ماجد "
لا تعرف عن شخصه الكثير الا أنه رجل يتألم كثيرا لفراق زوجته .. تشعر أن قربها من زياد وحبه لها هو السبب في هذا الارتباط ..و قد يكون له أسباب أخري لم يفصح عنها بعد ..تذكرت يوم طلبها للزواج مغادرا ... ظلت ليلتها تتقلب علي نار القلق والخوف والحيرة .. ماجد .. والآن .. في هذا التوقيت العصيب من حياتها .. وليد .. وماجد .. ظل الأسمين يترددان ويزاحمان أفكارها .. وليد الماجن صاحب المشاعر الصاخبة الجريئة .. أم ماجد الذي رأته مرات معدودة ولا تعرف عنه شيئا .. عن طبعه .. ما يحب ما يكره .. اهتماماته .. أي شئ عنه .. من تفاضل اذا !.. وليد أم ماجد ..وهل وليد ضمن المعادله ألم تنتهي الي أنه لم يكن جادا منذ بادئ الأمر معها.. اذا .. ماذا عن التسجيل الذي يمتلكه .. ماذا لو علم وليد بأمر تفكيرها بالزواج من آخر وحاول أن يبتزها ... ماذا ان أرسل التسجيل لماجد ان وافقت علي الزواج منه ... ماذا ؟ .. لمعت فكرة بعقلها وهبت لتنفيذها .. التقطت هاتفها باحثة عن أسمه علي برنامج التواصل الاجتماعي .. تهم لأرسال رساله اليه
" وليد .. موجود .."
وجدت ردا سريعا لسؤالها
" نعم .. موجود .."
لم تتردد في ارسال رسالتها
" انا موافقه علي الزواج منك .. لكن بشرط .."
" ماهو ؟ .."
" يكون زواجا رسميا .. وليس زواجا عرفيا .."
تأخر كثيرا في اجابته هذه المرة ... دقيقه .. اثنان .. ثلاث ..ملت من الانتظار ولم يجب .. هو لم يجب بالرفض او الموافقه .. هو حتي لم يهددها بالتسجيلات .. لم يكتب لها شيئا .. انتظرت حتي مرت ساعة كامله الي أن حظيت برده
" أمهليني وقتا رحيق لأفكر ... "
وهكذا .. انقطع عنها لشهر كامل .. كان ماجد يتقرب منها ويقربها لزياد .. بدأ هو ايضا بالتقرب من صغارها ..تقدم لأخويها رسميا ليقطع عليها المماطله في التفكير .. طلبت أن يتقاسما كل شئ .. هو ملزم بالبيت من أوله لآخره .. منزله الذي يملكه سيكون عشا للزوجية .. يسمح لها بمتابعة الحضانه ولكن ليست ملزمة بالخروج يوميا .. فلتتابع امورها من المنزل .. ستكون والدة لثلاثة اطفال صبيان بحاجه لعناية مكثفة ومجهود مضاعف ...اشتري لها هديه ذهبية بسيطة ليعبر عن ارتباطة بها أمام الجميع بعد أن حظي بموافقتها .. خرجا سويا ..مرارا .. علمت ما يحب وما يكرة ..هو رجل كريم .. هادئ .. غيور علي ما يخصه .. وقد أصبحت منذ موافقتها تخصه...لم تكن حمقاء لتضيع شخص كماجد من أجل وليد وخوفها منه فهو جبان في كل الأحوال فقد جبن وأختفي عنها وكأنه لم يطلبها زوجة له ذات يوم ..عليها أن تمضي قدما وتترك كل شئ خلفها .

تشعر بتأنيب الضمير من تجاة ماجد .. وهي تخفي أمر وليد وما حدث بينهما والتسجيل الخفي الذي يملكه .. لا تملك القدر الكافي من الشجاعة كي تخبره.. وجدت في ماجد الشخص المناسب لتوافق عليه هو ليس طامعا كمن سبقه في التقدم اليها .. يخاف الله .. مخلص لولده وزوجته .. قوي الشكيمة ..رجل يعتمد عليه رجل تفرغ ثقلها عليه ليحميها و يحتويها .. هي حقا كانت تحتاج لرجل بهذه المواصفات ..عادت من ذكرياتها علي صوت اغلاق الباب بعد أن عاد اليها ..بدأ بتبديل ثيابه الرسمية بعد حفل زواجهم البسيط ..ثم توجه للسرير .. تناولت ملابس بيتيه بسيطة لتذهب الي الحمام لتبدلها ..
" اطفئي النور رحيق .."

كانت هذه كلماته التي انتهت لمسامعها وهي تغلق باب الغرفه خلفها .. تسربت اضاءة خافته للغرفة من الخارج .. كان مستلقيا علي سريره تنهشه الذكريات .. رحيق .. لا ينكر اعجابه بقوتها .. أن تصبح أرمله شابه في هذا العمر فهي تصغره بعامين فقط مسؤلة عن اطفال مشاغبين هكذا .. لقد أنهكوه حتي خلدوا الي النوم .. كان يتقرب منهم حتي لا تترك رحيق جهدا للتقرب من ولده بالمثل .. يود أن يستمع لصوته مجددا يشتاق لكلمة أبي من بين شفتيه بصوته الرنان .. يستبشر بوجودها ويتمني أن تكون فألا حسنا بدخولها حياته .. لا يستطيع أن يحسم ما بداخله للآن .. هو يحب حنان .. لا يستطيع أن يمس امرأة سواها .. ورحيق زوجته الآن .. وبحاجه أن تستشعر أن حياتهما معا حقيقية.. ظل مذبذبا وهو يتقدم لخطبتها .. وهو يعلمها من يكون .. وهو يزين اصبعها بخاتم خطبتهم التي لم تكد تكمل اسبوعين وانتهي الأمر بها في بيته ..لم تهتم لثورة أهل زوجها الراحل .. بل واجهتهم بكل هدوء بأنها امرأة بحاجة لمن يرعاها .. لمن تأتمنه علي نفسها وصغارها .. طالما وجدت الرجل المناسب فلم لا ..خاصة وأنهم يقبلون بأن تتزوج فقد رتبت عمة صغارها لها زواجا أقل ما يقال عنه حقيرا ..بلا تكافؤ وأساسه طمعا في مالها ..هكذا أخبرته رحيق.. هي امرأة قوية أمام الناس ضعيفة أمام نفسها ..هي امرأة لا يعلم أحدا ما بداخلها فهي لا تشكو أمامه شيئا ..تهتم بولديها وحدها ...ظل يتذكر وجهها وهي تقص عليه ما حدث بينها وبين اهل زوجها ولم يكن مر الكثير علي وفاته .. بصوت ثابت وملامح قوية .. لا ينكر أنه أعجب بها وبرجاحة عقلها وطريقة معالجتها للأمور..

عادت اليه سريعا بعد أن بدلت ثيابها ..أوقدت الضوء .. ضيق عينيه ليعتاد الضوء بعد الظلام ناظرا اليها .. وجدها تستلقي جواره علي احدي جانبيها في مواجهته .. التفت اليها وهو ممددا علي ظهره ..
" ألن تغلقي النور ؟ "
تدللت قائلة
" أخاف الظلام ... "
نظرت للعرق النابض برقبته .. ممررة عينيها علي شفتيه ومنها الي عينيه التي تشبه لون العسل .. وسيم .. ماجد وسيم .. بل زوجها وسيم .. هكذا رتبت الكلمات بعقلها .. هو زوجها من حقها .. اقتربت قليلا منه .. قليلا اكثر .. فأكثر .. وقد لاحظ ماجد أقترابها .. هو في النهاية رجل تتقرب منه امرأة أقل ما يقال عنها أنها جميلة .. والحقيقة أنها فاتنه .. كان الحجاب يخفي الكثير كانت تتحفظ دوما أمامه مرتدية حجابها فلم يرها دون حجاب الا الآن ... شعرها ناعما مثلما وصفه زياد تماما .. ظل ينظر الي وجهها الفاتن أمامه .. الآن تغويه امرأة ... ليست أي امرأة هي زوجته .. بغرفته .. وعلي سريره .. فلم يدخر جهدا ليحسم حيرته مقتربا كثيرا هو الآخر منها .
أخذت حماما دافئا مستيقظة قبل الجميع .. امرأة تشع نشاط وحيوية ..توجهت لغرفة زياد الصغير .. ينام بغرفة وحده .. و صغارها بالغرفة الأخري المجاورة له ..أقتربت منه تطبع قبله علي جبينه هامسه بأذنيه
" زيزو .. حبيبي .. أستيقظ ..أعددت لك الافطار .."
تمطي الصغير معتدلا .. لينظر اليها هكذا .. هو لم يرها هكذا منذ الصيف المنصرم .. عندما كانت تتخفف من حجابها في الحضانه طالما مغلقه في أوقات دراستهم .. نظر لعينيها مبتسما .. احتضنها مشددا يديه حول عنقها .. فحملته تغسل وجهه ثم أتجهت به لغرفة الطعام .. كان هو أول من أيقظته .. لكنها لم تنتبه لمن أستيقظ بمفرده .. ماجد
ظل ينظر اليها يراقبها منذ خرجت حامله ولده بين ذراعيها .. لا ينكر أنه شعر بالسعادة مما رأي..نظر لهم من خارج الغرفه قائلا
" صباح الخير رحيق .. مرحبا زياد ...."
لوح له زياد بيديه مبتسما .. لم يري تغير مزاج ولده الا بحضور رحيق .. ألها كل هذا التأثير عليه !.. رآها تتوجه لغرفة ولديها لتوقظهم أشار لها بأن تتوقف قائلا
" أعدي الطعام .. سأوقظهم بطريقتي "
دلف الي غرفة أحمد ومحمد التي جهزها خصيصا لهم بسريرين مميزين والعابا بسيطة تتناسب مع عمريهما ... ولم ينس ألعابا جديدة لزياد أيضا كي لا يشعر بالغيرة .. كان يدخر مالا بدل منه غرفة نومه القديمة التي جمعته بحنان ..وأعد غرفة المعيشة لأستقبال ولدي رحيق أستعدادا لقدومهم .. لم ينس وجه زياد عندما أخبره أنه سيتزوج من معلمته رحيق ويحضرها هنا بالبيت لتهتم به وترعاه ..كانت سعادة زياد وقتها حافزا ليطلب رحيق للزواج سريعا أخذ يقفز ويضحك ويعانقه بشدة .
قال بهدوء
" هيا يا صغار أستيقظا "
لم يلتفت اليه أحد .. أقترب أكثر مزيحا الغطاء عنهما مرة واحدة معا .. فلم يتأثروا ...
سمعت صوت صراخ يقترب من غرفة الطعام ... صراخ .. لالا صوت قهقهات عالية .. صغيراها يضحكان ملئ شدقيهما ... وسرعان ما بدأت هي الأخري بالضحك ...كان ماجد يحمل ولداها كلا من قدمة .. أحمد من أحدي قدمية .. ومحمد أيضا.. ورؤوسهم تجاة الأرض ... كل واحدا منهم بيد .. نظرت الي ماجد بأحتواء .. هو يهتم بصغارها ..حقا كانوا بحاجة ايضا لرجل مثله .. قادر علي مجاراة عمرهم بحب ولعب ومرح .. هي ممتنه له .. ممتنه له كثيرا لأنه أسعد صغارها هكذا ... تناولت أحمد وقلبته ليعود لوضعه الصحيح .. أجلسته في حين أجلس هو محمد ثم جلس علي رأس المائدة وهي جواره .. في اعلان صريح للصغار ... بل لأنفسهم قبلا .. أنهم اصبحوا عائلة .. بل وعائلة كبيرة .

اعتادوا علي بعضهم البعض .. يتناولوا وجباتهم سويا ... يلعبوا سويا ... ليلا يشاهدوا فيلما كارتونيا من أفلام والت ديزني .. سعد الاطفال كثيرا .. رحيق معظم وقتها معهم وهو ايضا فلم تنته عطلة زواجه بعد .. ستنتهي غدا .
مرت الأيام سريعا مليئة بالتفاؤل وتعدهم بحياة ممتعه .. عاد لعمله .. الذي انخرط به فأصبحت الحياة رتيبة .. كان يعود للمنزل ليجدها تدرس مع الصغار .. ومعهم زياد .. لم يذهب زياد الي الحضانه مرة اخري فهي أصبحت من تهتم به وبجميع أموره .. وقد نقلت الحضانه للمنزل وذلك بوجود طفليها المشاغبين الذين يجعلون الحجر ينطق .. ووجودها هي كمعلمة لزياد تستذكر معه دروسه ... عند انتهاء صغارها من أختباراتهم الشهرية المعتادة .. ونجاحهم قرر ماجد مكافئتهم بنزهة ممتعه تليق بمجهودهم ومجهود والدتهم في الفترة الماضية ...... استيقظا مبكرا جميعهم ... بدأت رحيق في تجهيز الاطفال .. تركت ولداها يعتمدون علي انفسهم واهتمت بزياد قليلا ... تعلق بها زياد أكثر فأكثر وهي تغدق عليه من حنانها وحبها وأحتوائها .. أخبرها ماجد أنه اقترب من الشفاء بناء علي ما قاله الطبيب الذي يخبره دوما بتفاصيل زياد والذي أخبره أن الأستقرار الأسري سيساعد زياد علي الخروج من الأزمة .. هو يقترب من هدفه مع ولده.. وهي بأنتظار ذلك علي أحر من الجمر ...دوما تسأله
" هل انت سعيد زياد "
ويجيب بنعم بهزة من رأسه .. دوما تخبره
" عندما تشعر أنك تود الكلام لا تمنع نفسك .. حاول أن تفتح فمك ... أن تصرخ ... أن تقهقه ... حاول يا صغيري "
أستعد الجميع للنزهه متوجهين الي الملاهي .. ظلوا يلعبوا ويمرحوا .. حتي رحيق لم يتركها ماجد الا وهي تلعب معهم وتركض وتستمتع بالالعاب الخطرة مع صغارها الثلاثة ..لم تشعر أن زياد غير ذلك .. بل هو ابنها الذي لم تنجبه ...تحبة وتخاف عليه وتتمني له الشفاء والسعادة ...
كان ماجد مع الصغار يبتاعون المثلجات في هذا الجو البارد ...لم يهتم لتحذيرها أن المثلجات قد تمرضهم في الشتاء لكنهم لم يهتموا وأولهم ماجد
" اذا لن تتناولي هذة رحيق "
أشار الي مثلجاتها التي يحملها ..
" انها .. بالشيكولاته ... "
قالتها وهي تلعق شفتيها ...هو يعلم أنها تحبها...أخذتها من يده قائلة
" لامانع من المثلجات اليوم .. لكن هذه المرة وفقط "
ثم التهمت المثلجات بنهم أكثر من صغارها
قال ماجد وهو ينظر اليها
" زياد اخبرني انك تفضلين الشيكولاته .."
وأكمل غامزا
" كنت أبتاعها لأجلك .. ألم يكن يوصلها لك .."
شعرت بالخجل من كلماته .. رغم أنه يتقرب منها وهي أيضا .. الا انها لا زالت تشعر بالخجل منه .. لم تعتد للآن وجوده في حياتها .. الا أنها تعلم بمرور الوقت سيصبح الأمر أفضل .
دثرت الصغار بالغطاء بعد أن غطوا في نوم عميق بعد يوم طويل من اللعب والركض... ثم عادت الي زياد لتجده نام أيضا ... عدلت من نومته .. تجذب الغطاء عليه فتح عينية ناظرا لها وهو يقول بحب
" أحبك أمي ...."
و أغمض عينيه بمنتهي الهدوء وكأنه لم يقل شيئا
ماذا هل تكلم ... هل تكلم زياد .. ياالهي زياد تكلم ...ظلت ترددها من بين دموعها وسعادتها ..
" زياد ... زياد "
لم يجب عليها وقد غط في نوم عميق هو الآخر بعد أن أسعد قلبها .. غادرت الغرفه متجهه الي ماجد ... وجدته يرتدي منامته ... لم يكد ينظر اليها حتي أقترب منها ... تبكي .. رحيق تبكي .. أقترب رافعا وجهها اليه
" ما الأمر ؟ ... هل الصغار بخير ؟ "
أندفعت تجاه صدره مطلقة لدموعها العنان وهي تقول
" زياد .. تك .. تكلم "
شعرت بتسارع أنفاسه .. أستمعت الي خفقات قلبه .. أبعدها قليلا يتفرس وجهها ..قد تكون تمازحه .. هو يخشي الأمل رغم انتظاره ..قال عابسا من بين انفاسه
" حقا ... حقا رحيق .."
ثم هم ذاهبا لغرفة زياد اوقفته قائلة
" لقد نام ... قال لي احبك .... أ .. أ مي "
كانت تتحدث باكية ... ألتقي حاجبية مندهشا وهو يقول
" لم تبكين رحيق ؟"
لم تجب عليه بل أقتربت من صدره ثانية .. وهو يضمها هذة المرة بقوة معبرا عن سعادته في عودة ولده كما كان ...سعادته عن أنه أختار له أما حقيقية تستحق أن يكون زياد أبنا لها ... سعادته في أنه تقرب من رحيق في وقت قليل وبدأت بأحتلال مكانه كبيرة في بيته ..لم ينس حنان .. وأيضا لا ينكر تأثره برحيق .. هي ناعمة وقوية .. واقعية وحالمة .. مجنونة و منطقية ..سعادته في أنه علي ما يبدو فاز ب .. الزوجة .. والأم .. يبدو أن كلام والدة حنان عن احتياجه لأمرأة كان صوابا .. وحمدا لله انه لم يتأخر في التنفيذ...نظرت اليه قائلة
" زياد يؤثر بي كثيرا .. افتقاد الطفل لوالدته بهذا السن أمر صعب ماجد .. فالأم هي كل شئ هي من تهتم وتعتني وتطعم وتوقظ وتبدل ملابس ..هي المشاعر والامان ... وزياد أصغر من أطفالي .. بحاجة لمن يعتني به جيدا .. أتمني ألا أقصر بحقه .. وأن أكون أما صالحة له .. انا أحبه .. أحبه كثيرا .. "
ثم أستدركت قائلة
" مبارك "
نظر لها بأمتنان ...
" ألا تريدين مكافئتك ؟ "
قالت متأثرة بعمق عينيه
" أريدها بشدة "




مر اليوم كالأمس كأول امس .. حياته ممله ليس بها ما يرقي بمزاجه ليصفي .. ظل وليد علي عهده مع زوجته .. لا يراها الا وهي نائمة .. يخرج من عمله الي مكتبه .. أهتم بالقضايا والعمل كي لا يشغل باله بأي شئ .. يعاني من حالة نكران شديدة من جبنه في مواجهة رحيق ... لقد وافقت علي الزواج به .. وكان شرطها يسيرا بالنسبة اليه .. لماذا لم يقبل به ؟ .. لا يعلم .. هو يريد رحيق التي تمني أن تغدق عليه من الحب اطنانا لتعوضه عن حاله جفاف المشاعر التي يحيا بها مع سارة ... أصبح شبحا .. رحيق لا تحادثه وهو أيضا .. زوجتة لا يراها .. ابنته تكبر ولا يستمتع بمراقبة نموها .. لقد شقت سنتان صغيرتان فمها رآهما بالصدفه عندما استيقظت صارخه في أحدي الليالي .. فذهب اليها ليهدهدها لتعود لنومها بين ذراعيه قائلا...
" آه .. اشتقت اليك صغيرتي "
ثم دثرها بالغطاء وغادر ليكمل نومه .

"رحيق .. آه يا رحيق .. أشتقت اليك .. الي الحديث معك .. كنت تحملين معي الكثير .. يبدو أنك لم تكوني لعبتي التي ظنتت أنني سآخذ منها ما أريد ثم أتركها بسهوله ...لا .. لا أستطيع تركك بهذه السهوله يبدو أنك تسربت لداخلي دون أن أشعر .."
تري أين هي الآن ؟.. مر الكثير ولم يتحدثا سويا ..يشتاقها حد الموت .. حياته مع زوجته تدق ناقوس الخطر .. علي شفا الهاوية .. لماذا لم يقبل بزواج رحيق .. هل لأنها تحدثت معه فبأمكانها أن تتحدث مع غيره فهو لا يأمنها !.. أم لأنها ستكون عبئ عليه بأطفالها !.. أم لأنه يخشاها !.. رحيق بطبيعتها القوية التي لن تنساق لرغباته أو أوامره بسهوله ...لامس مؤخرة عنقه منهكا .. يجلس علي كرسي مكتبه .. أنتهي يومه .. أنهي قضاياه ... ولا زال الوقت مبكرا ...رحيق .. رحيق ..ظل اسمها يتردد بين ثنايا عقله مشعلا فتيلا من نار لم يستطع اطفائة ..قام من مكانه مسرعا محدثا نفسه
" سأذهب اليها .. "
أغلق مكتبه وهنا أدرك أن الليل قد أسدل ستائره ... فعلم أن ذهابه للحضانه في ذلك الوقت مستحيل ..اذا فغدا لناظره قريب .. الغد يذهب اليها ويوافق علي طلبها .. هكذا مباشرة دون أن يحادثها أو يكاتبها أو أن يخبرها أحتياجه لها .. سيخبرها أنه أشتاقها كثيرا .. لم يكن للحياة طعما بدونها .. سيخبرها أنها ستكون له قريبا ورسميا كما طلبت .. هو يحبها .. سيخبرها كل شئ .. ستكون مفاجأة لها ... مفاجأة كبيرة .
في الصباح ذهب الي الحضانه لم يجدها ... وجد العاملة التي تعرفت اليه فقد جاء مع ابنته يوما.. أخبرته بهدوء
" سيدة رحيق تزوجت منذ فترة سيدي .. وتركت الحضانه للمدرسين هنا وهي تديرها من المنزل .. ان أردت شيئا .. هذا رقمها ..."
ناولته ورقه مكتوب عليها رقم رحيق ... أيخبرها أنه يملكه .. أيخبرها أنه يحفظ رقمها كما أسمه ...
كانت صدمة قوية .. تتزوج .. دون أن تخبره ..لا لا .. رحيق أصبحت لغيره ثانية .. هل سيتزوجها بعد أن ينال منها رجال بلدته جميعهم .. غبي .. كم كنت غبيا وليد .. لقد أضعتها من يدك للمرة الثانية .. نظر للعامله مندهشا..مصدوما .. علامات الحيرة والمفاجأة التي كانت من نصيبه .. لا يعلم ما يقول ..أو كيف يفكر .. تلعثم قائلا
" تزوجت.. من .. من ؟ ..."
" من والد زياد .. كان طفلا بالحضانه هنا .. هو أرمل أيضا .. توفت زوجته وتركت له طفل صغير .."
يبدو أن العاملة كثيرة الكلام بالفطرة.. استطاع أن يأخذ منها عنوانها متحججا برغبته في الزيارة للمباركة مبلغا اياها أنه صديق قديم لزوجها رحمه الله .. استطاع أن يعرف أسم زوجها كاملا بل والانكي من ذلك أنه حاز علي رقم هاتف زوجها من ملف زياد بالحضانه..بعد أن أخبرها أن عليه الأستئذان من رب المنزل لزيارته ... ثم غادر ..هكذا دون حتي أن يعطيها مالا جزاء ما حصل عليه من المعلومات .. يبدو أن كثرة كلامها هي هواية تستمتع بها دون أجر ...

ذهب الي مكتبه الذي قام بفتحه مبكرا اليوم بعد أن استأذن من عمله الصباحي ليلحق برحيق.. رحيق..لقد اصبحت دخانا .. مر به وسرعان ما تبعثر ... هي لم تخطئ بحقه أو تغدر به .. لم يجد منها الا خيرا .. وانما النيران التي تستعر بصدره الآن لا يستطيع اطفائها .. رحيق ستعود له صاغرة وسيتزوجها .. وسيفعل المستحيل ليستردها من بين براثن زوجها .. ماجد الخشيبي ..هو الآن يعرف اسمه .. يعرف بيته .. يعرف رقم هاتفه .. ظل يخطط .. أخرج من جيبه هاتفه .. نظر للفيديو المسجل لها .. نظر لشعرها .. لمقدمة صدرها .. هي تثير به مشاعر دون حتي ان يلمسها ..بينما زوجته بكامل وجودها جواره لا يهتز لها .. كيف اضاعها بتردده كيف ...لكنه أقسم أن يستردها .. أقسم بأغلظ الايمان .

مر يومان علي أفكاره المتأججة ..يومان يخطط كيف يحكم ضربته ...صف سيارته بعيدا عن منزلها الجديد .. لقد ذهب للعنوان الذي حصل عليه من العاملة .. ذهب ليري ما يزيد من حنقه .. كان الوقت متأخرا .. لمحها تقترب من بعيد وجوارها زوجها نعم هو فقد اصطدم به يوم ذهابه الي حضانتها .. ومعها ولديها وعلي ما يبدو هذا زياد ابن زوجها .. نظر اليهم بحقد شديد .. لقد فاز بها زوجها بينما هو الخاسر .. لكن لا بأس سيطلقها زوجها ويستردها هو .. لن يتردد في زواجها سريعا هذه المرة ... وكأنها لعبة يرسم خطوطها وينتقي ألوانها.. وكأنها لعبة أخذها غيره وعليه استردادها.

كان ينظر اليها وهي سعيده .. رحيق حقا سعيده .. هل تحيا مع زوجها حياة هانئة بينما حياته هو أنتهت بسببها ... لا ليكن صادقا مع نفسه بل بسبب زوجته .. وبسبب تباعده هو الآخر عنها ..فلم يفكر يوما بحل مشكلاته مع زوجته ... بل كان علاجها دوما البعد والهجر من جانبه...نحي أفكاره جانبا وهو يراقبهم .

يبدو أنهم عائدون من نزهة .. صغيراها يحملان ألعابا دقيقه في أيديهم .. استشعر السعاده علي وجه أطفالها أيضا مما زاده حنقا.. لم يستطع أن يري الكثير من تلك السعاده ... فهو يموت حقدا وألما ... أدار محرك سيارته وذهب مغادرا .. عاد لمكتبه الذي ما عاد يهتم به كثيرا .. فقد أصبح عقله مشغولا بتخطيط سيدمر به عائلة لمح سعادتها توا .. وهو يأبي ان تكتمل سعادتهم
أخرج هاتفه .. أعد الفيديو للارسال ... فتح برنامج التواصل الاجتماعي .. دون رقم ماجد .. وبمنتهي الهدوء ضغط علي زر الارسال .. بضغطة بارده .. حاسده ..حاقدة .. منتظرا وصول الرسالة وبالفعل تم.. أرسلت بنجاح ..لكن للأسف لم يرها زوجها للآن .. ظل ينظر للهاتف قائلا
" لا بأس .. قد يكون مشغولا الآن ... لكنه سيراها مؤكدا" .




جلس جوار زياد النائم بعد أن عادوا من الخارج ..اصطحبهم اليوم للعشاء امام مياة النيل اللامعة ..لم يهتم لبرودة الطقس وقد طاوعته رحيق علي جنونه .. دثرت الصغار بمعاطف ثقيلة وذهبا للنزهه الرائعة ..ركض الصغار حولهم بينما وقفا متقابلين وأعينهم لا تغفل عن الصبية.. نظر اليها قائلا
" سعيدة "
ابتسمت عابسة وهي تقول
" قليلا"
ضحك قائلا
"لماذا أشعر بالعكس اذا ..أخبرك سرا ..أنا سعيد معك رحيق .."
اتسعت ابتسامتها وانعكاس تلألأ المياة علي وجهها يزيدها بياضا وبهاء..قائلة
" وأنا ايضا سعيدة "
نظرت للشيب البسيط بلحيته لتكتمل جملتها
" جدا ".
نام أحمد ومحمد أخيرا ..فذهب لغرفة زياد ..ظل ينظر لوجه زياد النائم .. لازال سعيدا لعودته للكلام .. لم ينس اليوم التالي لأخبار رحيق له بالأمر .. عندما أستيقظ ذهب اليه .. ظل يحتضنه بقوة الي أن استيقظ زياد هو الآخر.. ثم أغدقه بالقبلات السريعة القوية التي نثرها حول وجهه الصغير بدافع الحب والسعادة لأسترداده قدرته علي الكلام.. كان يمسك بوجهه بين كفيه وهو يقول
" قل أبي زياد .."
نظر له زياد ولم يجب .. حثه ماجد علي الكلام قائلا
" اعرف بأنك تكلمت بالأمس .. كنت أرغب ان أكون أول من يسمتع لصوتك بني .. هيا .. قل أبي .. أرجوك زياد .."
أقترب زياد من وجنة والده ليقبله قائلا
" أحبك أبي .."
لا زال يذكر لسعة عينيه التي لمعت بالدموع .. لم ينس دفئ صوت زياد وهو يداعب أذنيه .. لم ينس العناق القوي الذي بادله اياه .. لقد أشتاقه حقا .. أخيرا عاد اليه ولده .. ولده كما كان ..
تهادي الي سمعه صوت استقبال رسالة من برنامج الواتس لتنتزعه عن ذكرياته .. نغمة الهاتف خاصة حنان رحمها الله .. أستغرب لذلك ..من سيراسل زوجته الراحلة الآن .. لم يتخلص من هاتفها بعد .. أحيانا يلعب به زياد وأحيانا يشاهد صور تجمعه بوالدته مسجله عليه لذلك تركه لأبنه ... أقترب من الهاتف الملقي بجوار سرير زياد .. لقد أتي ليطمئن عليه..و رحيق بالحمام تحظي بحماما دافئا بعد عودتهم من الخارج ...أمسك بالهاتف ... فتح الرسالة .. أنتفض جسده .. فيديو يحوي صورة رحيق ..من رقم لا يعرفه .. لم يفتح الفيديو بعد .. خفق قلبه بضربات سريعة .. جلس جوار زياد علي السرير .. وقام بتشغيل الفيديو.





أستدار كريم الي زوجته مني .. لقد عاد لبيته الأول حانقا علي زوجته الثانية التي تتهمه بالسرقة للمرةالثانية .. يكاد يموت غضبا منها .. الحدث يتكرر ثانية بكل تفاصيله .. وهل هذه المرة ستنتهي كسابقتها .. بأن تعلم أنه ليس السارق .. أو ربما هي لم تقتنع في المرة الأولي ايضا ... لملم نفسه سريعا ليعود للأولي التي أختارها أولا زوجه له .. أختارها عن اقتناع رغم وقوف والده ووالدته رحمها الله في وجهه معلنين رفضهم .. لولا تحكيمهم لصوت العقل بأنه في النهاية مسئول عن أختياره.. كريم منذ صغره وهو يريد دمي .. يمرح بها .. يلهو بها .. قد يكسرها ثم يرميها في القمامه .. وقد عمم هذه العاده في حياته الشخصية.. تزوج الاولي مل منها .. وتمني كثيرا لو يلقيها بالقمامه لولا صغاره.. رغم كل مساوئها الا أنها والدتهم في النهاية .. جلست قبالته تلعب مع الأطفال... ظلت تنظر له بترقب .. اذا قد عاد .. لا تعرف عاد من أين ؟.. أخبرها أنه أجازة من عمله الثاني الذي يضطرة للمبيت خارج منزله .. صباحا في عمله الحكومي ... وليلا بعمل خاص يتضمن أعمال بناء وسباكة... والغريب أنها صدقته .. رغم كذباته المتعدده التي يقصها عليها دوما الا أنها تصدقه ... رغم أنه لا يعود لها بالمال من عمله الثاني الا أنها تصدقه .. هي امرأة تفوتها التفاصيل .. أهم شئ اخيها وزوجة أخيها ..من أهتم لأمر والدها الذي يسكن في الشقة التي تسبقها بنفس البناية .تهتم بالقيل والقال من أغضب من .. من تحدث علي من .. جلسات النميمة بينها وبين زوجه أخيها لا تنتهي. هذا جل ما تهتم به ... لم يكن هناك تكافئ بينهم منذ بداية الأمر ... لكنه لم ينتبه لهذة الفوارق .. لم يستمع لكلمات والده ولا تنبيهات والدته .. فقط تمسك بلعبته الي أن مل منها ... كان مستلقيا علي ظهرة في غرفة الأطفال يشاهد التلفاز بينما هو غارق في أفكاره

" الأطفال جائعون كريم .. الن تعطيني مالا كي أطعمهم "
نظر لها قائلا
" " ليس معي مال .. تدبري امرك
كانت تتوقع اجابته فلقد أخبرها أنه أجازة هذا اليوم من عمله الذي يتقاضي أجره باليوم .. وقد أخبرها سابقا أن مرتبه من عمله الحكومي يسدد به أقساط هواتف وشاشات وأجهزة لوحية قد أبتاعهم له ولها ولبيته سابقا ... وانتهي به ضيق الحال لبيعهم لاحقا... ظل يفكر أنه لولا زواحه من الأخري لما صار به الحال الي ما هو عليه الآن .. ومشكلة القرض التي تقضي علي راتبه الذي لا يتبقي منه الا اللمم .. لم ينتبه من تزاحم افكارة الا علي صوتها يقول
هيا كريم الغذاء جاهز ""
لم يسأل من أين أو كيف فقد اعتادت علي تدبر أمرها بأقل القليل .. التف واطفاله حول الطعام وهي تجلس قبالته وتبتسم قائله
" لقد جهزت لك الفلافل التي تحبها .. ستنال أعجابك .. لقد أشتقنا لوجودك بيننا كريم "
كلماتها لم تزده الا غرورا وتنمرا عليها .. قائلا بسخرية
" أنا أعلم حقا قدري عندك .. تتركين العالم لأجلي . أخبريني مني .. هل لو كنت أجلس دوما بلا عمل معك والتف دوما معكم حول الطعام .. هل كنت ستمكثين دوما معي ... أم أبيكي وأخيك وزوجته سيكونان أهم مني ... آه .. أقول لك لا تخبريني فلقد أجبت عن السؤال سابقا عندما كنت تتركيني .. بل وتتركي أطفالك بمجرد أتصال من زوجة أخيك "
نظرت له بملل
وماذا أيضا .. ألديك شيئا آخر تسمم به طعامي ؟ " "
نظر لها بسخرية مضيفا
لا ""
ثم ترك الطعام متجها الي لمطبخ ليعد قدحا من الشاي .. ليأخذه الي غرفته مغلقا عليه الباب ... بعد لحظات فوجئ بأتصال سما التي قالت له بهدوء
"أريدك الآن كريم ببيتي"
نظر للأرض وقد فطن أن نور هاتفتها
" لا أريد الحديث الآن سما ... أمهليني الملم شتات نفسي "
بنفس الهدوء تكلمت سما
الآن كريم ... أنتظرك""
ثم أغلقت الهاتف بوجهه حدث نفسه
" يبدو أن أبواب النار فتحت كريم .. عليك المواجهه بقوة"
أستقبلته سما ببيتها حريصه علي عزل صغارها في غرفتهم .. زوجها لازال بالعمل .. عندما جلس أمامها كان وجهها مغلق لا ينم عما بداخلها ..لم تفصح عما تريده من أجله .. استهل الحوار قائلا
" كيف حالك سما .. ما الأمر أختي ؟ "
نظرت مضيقه عينيها قائلة بأختصار
" ما الذي حدث بينك وبين نور ؟"
استند بظهره علي الأريكة قائلا
"ماذا قصت عليكي ؟ "
قالت بهدوء تدعيه
أريد أن أسمع منك""
لم يجب ... ظل صامتا ... انهار جدار الهدوء الذي ظلت تبنيه لساعات منذ هاتفتها نور قائله بصوت بدأ بالارتفاع تدريجيا
" تسرق بيتك ... يدك تمتد علي أشياء لا تخصك .. أموال لا تخصك .. زينة امرأتك التي بأموالها .. أول خاتم ولم نهتم..وظننا أنه فقد أو سقط سهوا أو أي عذر... انما هذا لم تكن ترتديه هو ببيتها .. "
قاطعها قائلا
"اذا أخبرتك بأمر الخاتم .. وبأمر الخاتم الذي يسبقه"
نعم""
وهل صدقتها ؟ ""
قالت دون مواربه ...
نعم""
تجلت ملامح الصدمة علي وجهه قائلا
"هذا بديلا عن ان تصرخي بوجهها مدعيه صدق أخيك وأمانته وشرفه" ..
ثم هب واقفا قالا بقوة
انسي أن لك أخ سما""
غادر كريم بسرعة ولم ينتظر أي شئ آخر .. لن يظل يستمع الي كلمات تلهب كرامته وتهين رجولته أكثر من ذلك .. نور أحكمت الطوق حولة وهي الآن تشد بمنتهي القوة .. تهدده بعلاقته بأخته ... هو يخشي من أخته كثيرا ربما أشد خشية من نور نفسها التي ستقيم الدنيا ولن تقعدها ... لقد تسارعت الأحداث حوله .. وأظلمت أيضا .. أظلمت كثيرا .. هو الآن غير مرتاح لاهنا ولا هناك .. هو لايملك المال لا لهنا ولا لهناك ولا حتي لنفسه .. والآن سيحرم من كل شئ هناك الراحه والنظافه والعقل الرصين .. فهذه أساليب نور في تضييق الخناق عليه .. لهذا لم يعد اليها منذ اتهامها له ... لأنه يعلم ما ستخبره به من أنه عديم النخوة والرجوله وأنها من صنعته وأنها من تنفق عليه وعلي بيته وعلي ابنته .. ابنته .. ابنته هذه السبب في كل شئ منذ ولادتها وقد تغير كل شئ مع نور .. ويعني بكل شئ كل شئ... فقد أصبح كامل اهتمامها بأبنتها .. ترعاها تهدهدها تنام وقت نومها ولم يصبح له وجود .. امتنعت عن العلاقه الحميمية معه لأنشغالها بالعمل وبابنته ..

انتهت أفكارة عند وصوله للمنزل .. لم يجد اطفاله ..
وجد مني متأهبه لدخوله تنظر اليه مشتاقة .. كان عكر المزاج .. ألم يسمم بدنها منذ قليل ..ماذا تريد الآن ظلت تتقرب منه .. وتلامسه .. حتي انساق لما تريد لكن هذه المرة بعنف وقسوة عله يفرغ قليلا من غضبه .. بعد أن أنتهي قامت غاضبة لما يؤول اليه الأمر ككل مرة.. تتألم .. تتعذب .. فطرتها السليمة ترفض ما يفعله زوجها .. علاقتهم الحميمة لم تكن طبيعية بالمرة .. قد أنقلب بعد أن أنجبت ولديها .. لم يعد يهتم بصحة العلاقة أو براحتها .. يريد دوما أن يجامعها كالشواذ خرجت الي لحمام وتركته دون أن تتحدث معه ..

تركته لأفكاره .. هو يعلم جيدا ما يفعل .. يفعل كبيرة .. ولكنه يستمتع بذلك .. لا يدري هل نفسه عطبت من كثرة المشاهد الأباحية التي أدمنها أم الخلل أعمق من ذلك ... انتفض علي صوت هاتفه ليري أسم سما ...تري ماذا تريد الآن بعدما حدث بينهم منذ قليل ... أرتدي ثيابه ثم توجه للخارج .. هاتفها ليعلم ما الذي جد في الأمر .....

انتهي الفصل الرابع قراءة ممتعة



هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 20-04-18, 08:27 AM   #32

mannoulita
 
الصورة الرمزية mannoulita

? العضوٌ??? » 417498
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » mannoulita is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله
فصل جميل كالعاده و اسلوب ممتع يخلي القارئ يخلص الفصل من غير ما يحس بملل
رحيق و ماجد أخيرا مع بعض و علاقتهم حلوه جدا اجدت تصوير يومياتهم سوى لكن للأسف الحلو ما يكملش و وليد الحاقد تدخل و هتوف تصرف ماجد هيبقى ازاي
ساره غابت في الفصل ده . يا ترى ايه هيكون دورها في الي هيحصل بعد كده و لأمته هتبقى لنفسها تستمر تعيش بالسلبيه دي؟
كريم ده حالته حاله . أسرار و ديون و اتعس حاجه هي موضوع الكبيره الي بعملها و هو عارف و الأسوأ أن زوجته بتسيير عادي كده ، يعني لا خير فيه و للفيفا
أحواله ما بتسرش لا عدو ولا حبيب و حاسه أن نهايته هتكون سوده لو ما فاقش لنفسه
أخيرا شكرا عالفصل الجميل و مستنيين باقي الاحداث


mannoulita غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-18, 02:51 PM   #33

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mannoulita مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله
فصل جميل كالعاده و اسلوب ممتع يخلي القارئ يخلص الفصل من غير ما يحس بملل
رحيق و ماجد أخيرا مع بعض و علاقتهم حلوه جدا اجدت تصوير يومياتهم سوى لكن للأسف الحلو ما يكملش و وليد الحاقد تدخل و هتوف تصرف ماجد هيبقى ازاي
ساره غابت في الفصل ده . يا ترى ايه هيكون دورها في الي هيحصل بعد كده و لأمته هتبقى لنفسها تستمر تعيش بالسلبيه دي؟
كريم ده حالته حاله . أسرار و ديون و اتعس حاجه هي موضوع الكبيره الي بعملها و هو عارف و الأسوأ أن زوجته بتسيير عادي كده ، يعني لا خير فيه و للفيفا
أحواله ما بتسرش لا عدو ولا حبيب و حاسه أن نهايته هتكون سوده لو ما فاقش لنفسه
أخيرا شكرا عالفصل الجميل و مستنيين باقي الاحداث
انتي اللي جميلة .. شكرا لمتابعتك بجد منورة الرواية .. ورأيك بيمتعني ربنا يبارك فيكي
تحليلك رائع ومميز .. ان شاء الله باقي الاحداث تعجبك
شرفتيني حبيبتي ♥


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 22-04-18, 12:55 PM   #34

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس




" عدالة السماء "




جسده ينتفض بقوة .. عينيه ثابته علي شاشة الهاتف ..هل هذه رحيق ؟.. يا الهي .. رحيق تنزع حجابها .. هل هذا جسدها .. رقبتها .. مقدمة نحرها .. شعرها الأسود الطويل الناعم منسدل علي جانب وجهها .. عيناها السوداء اللامعة .. أهي حقا رحيق ؟... هل جمالها هذا شاهده غيره ؟ ... هل واحد أم أثنين .. ثلاث .. كم رجل شاهدها هكذا ...هل من صورها أكتفي برؤية التسجيل مرة واحده أم تلتها عده مرات !.. هل شاهدها وحده أم مع أصدقائه ؟.. هو يعرف الرجال هذه الايام ما ان تقع بين براثنهم امرأة الا وتناقلوها بينهم مثل الكرة ..اعتصر الهاتف بين يديه بغضب .. لم يتحرك من جوار زياد .. مر الوقت وهو كما هو علي وضعه لم يتحرك .. لم يتنفس حتي .. كان يكتم أنفاسه .. غيظا .. غضبا .. ألما ..

هذه رحيق التي وثق بها وسلمها ولده لتهتم به .. هل هذه حسنة السمعة التي سأل عنها جيرانها .. فقد كانت حسنة السمعة فعلا .. لكن ذنوب الخلوات لا يطلع عليها أحد الا الله .. كيف كان سيعلم !.. يشعر بسخونة جسده .. لقد طعنته رحيق مسببة له جرحا غائرا لا يعلم متي و كيف سيطيب .. هي لم تخبره بأمر كهذا أثناء خطبتهم أو حتي وقت تعارفهم .. لقد كانت تجلس أمامه بحجابها .. هل خدعته ؟ هل الأمر توقف لهذا الحد بينها وبين صاحب الرقم أم تطور الأمر بينهم ؟..أمسك رأسه وهو يظن أن الأفكار ستتوقف ..ربما هذا الفيديو من صديقه لها أرادت تنغيص عيشها ..لا يريد أن يتسرع أيضا.. لمحها تقف بالقرب من غرفة زياد .. لم يستطع أن ينظر اليها .. خرج أمام عينيها لغرفتهم فلحقت به ..جلس علي الأريكة القريبة من النافذة ..كانت تنظر اليه وتستشعر غضب خفي منه لا تعرف ما سببه ..رفع وجهه اليها قائلا بهدوء زائف
" هل كنت مرتبطة رحيق قبل معرفتك بي ؟ "
لمح ارتباكها وهو يكمل
" أقصد هل أحببت أحدهم .. هل تعلقت بأحد بعد وفاة زوجك ؟ "
لا تعلم بماذا تجيب لماذا يوجة لها هذه الاسئلة ؟..هل أرسل له وليد التسجيل ..شحب وجهها فقد هربت منه الدماء قائلة بسرعة وارتباك دون تفكير
" لا "
التمعت شرارات العنف بمقلتيه .. لم يستطع كتمان ثورته وتقديم حسن ظنه أكثر من ذلك وهو يري ارتباكها .. قام من مجلسه مقتربا منها ممسكا ذراعها بقسوة رافعا هاتف حنان أمام عينيها يشرع في تشغيل الفيديو ...ما ان رأته حتي انهمرت الدموع من عينيها ...واضعه يدها علي فمها تكتم شهقاتها .. اذا فالتسجيل ليس من صديقة .. والا لم البكاء ! ..بعد انتهاء الفيديو هدر قائلا
" ماهذا ؟ .. هل خدعتني رحيق ؟..."
لم تجب عليه وظلت الدموع تنهمر من عينيها ... صاح بها
" أجيبيني ...! "
قالت من بين دموعها
" اخفض صوتك.. أرجوك .. أولادي..."
دفع ذراعها عنه بقسوة ممسدا جبينه قائلا
" وهل أهتممت ان بأولادك .. هل فكرت بهم وأنت تتحدثين لأحدهم بدون رابط بينكم .. ما الذي ورطت به نفسي وولدي ... ياالهي .. هل أنت من أئتمنتك عليه...كيف سيغدو ؟ رجل تحركه شهواته .. من أنت .. أنت من علمته أن يكون شجاعا .. أن يكره الكذب .. أن يكون رجلا .."
ثم أشار اليها ليستطرد
" وقد خنت أنت نفسك .. وكذبت علي خدعتني بعفتك .. هل كنت أحمقا بنظرك ..لقد كذبت عيني وسألتك ..أنت ..كاذبة ..خائنة ..."
قالت بخوف
" لم اخدعك .. لم اخنك .. أقسم لم أفعل .. لقد .. لقد كان يعدني بالزواج .. أنا لم أفعل شيئا أكثر مما رأيت .. نزعت حجابي فقط وعندما شعرت أن جسدي يظهر له أغلقت المكالمة علي الفور .. لم أنتبه لما تكشف من جسدي أقسم لك "
أمسكها من ذراعها ثانية يعتصره قائلا وهو يضغط علي أسنانه
" تتبجحين بأنك لم تفعلي شيئا .. رجل لا يربطك به شئ .. غريب عنك .. لماذا تحادثيه وتفتحي كاميرا هاتفك له ؟.. لم تنزعين عنك حجابك أمامه ؟.. لقد كنت ترتديه أمامي حتي تزوجتك .. تدعين العفة أمامي أنا فقط ! .. ألا تعلمين أنه قد شاهد الفيديو مع أصدقاء له ؟.. أو ربما ينشره في أي مكان .. ألم تخشي علي صغارك وسمعتهم ؟.. تبا لك رحيق .. ألم تخافي أن نصل لما نحن فيه الآن .. بالله عليكي أخبريني .. ماذا علي أن أفعل الآن هل أطلقك وأثأر لكرامتي .. هل أقتلك الآن جراء فعلتك .. أم أكمل معك حياتي فاقدا رجولتي ونخوتي ؟ .. بالله عليك أجيبيني "
كانت كلماته تقطر ألما .. عروق رقبته ثائرة وعرقا نابضا أوسط جبهته بدأ في الظهور .. لقد كانت طعنة غادرة .. كانت سعيده معه تقسم علي ذلك .. قضت أجمل أيامها في كنف بيته ..في أمان وهدوء .. رجل مستقيم .. رأيه صلب في الحق .. لا يخشي شيئا أو أحدا .. لقد خسرته الآن..حقا خسرته .

جلس علي الأريكة يحاول جاهدا أن يتماسك قائلا
" الرساله اتت علي هاتف زوجتي .. لقد حصل عليه من الحضانه علي ما يبدو .. من هو ؟.."
لازالت تبكي تهورها وغبائها وكذبها.. قالت
" هو صديق زوجي .. "
أيقتلها الآن أم ماذا يفعل لتهدأ النار المشتعله داخله .. كيف يتصرف .. عليه التعامل مع الأمر ووقفه .. ستكون فضيحة له ولها وللصغار جميعهم .. هل ما عاشه من سعادة معها كان وهما .. هل حياته الهادئة معها كانت هدوءا يسبق عاصفة.. لا هي ليست عاصفة .. انما هي اعصارا سيدمر كل شئ معه.
"اتعلمين عنوانه ؟"
" لا .. "
" اذا أعطني أسمه كاملا.. اذا سمحت سيدة رحيق .."
انزعجت من سخريته كثيرا ... بل تألمت لألمه .. الآن اصبحت مخاوفها حقيقة تتجسد أمام عينيها .. وليد اختار الحرب وبدأ بشنها .. لا تعرف لماذا وانما عليها المواجهه ..حدث ما كانت تخشاة .. ما كانت تستغفر لأجله .. لقد فقدت توا رجلا كانت تهنأ بالعيش معه .. يبدو ان لحظات السعادة لا تدم طويلا..

أملته الأسم وأخبرته أنه محامي يملك مكتب محاماه كما أخبرها وليد من قبل .. وما ان أخذ منها هذه المعلومات حتي بدل ثيابه مغادرا المنزل بعنف .
دلف الي المكتب الذي علم مكانه بسهوله حيث استعلم عنه من صديق محامي يعرفه .. لم يجد أحدا بالخارج ..حتي وصل الي غرفة وليد .. كان يجلس ساندا رأسه الي الكرسي .. ما ان سمع حركة قريبة منه حتي التفت .. وجد ماجد أمامه .. زوج رحيق .. بهت قائلا
" ما الذي اتي بك الي هنا ؟ "
لم يتبادل معه ماجد كلمة واحدة .. أقترب من وليد.. أمسكه من تلابيب قميصه .. مقتربا من أنفاسه قائلا بقوة
" رحيق .. ألا تعلم أنها اصبحت بعصمة رجل الآن ؟.. "
ثم عاجله بلكمة قوية تخبره أن رحيق تزوجت رجلا .. ورجلا قويا قادرا علي حمايتها .. تلتها أخري .. وأخري .. حتي أدمت أنفه واختل توازنة .. سقط علي كرسيه مجددا .. وهذة المرة بين الصحو والغفوة .. لم يرد وليد الضربات فماجد يفوقه طولا وقوة .. لن يخوض نزالا هو الخاسر فيه بالطبع مستسلما لما سيناله من زوج رحيق ..ما أن سقط وليد حتي اصطدمت رأسه بالمكتب ... أخذ ماجد هاتف وليد الملقي أمامه .. .. وضعه بجيبه ثم انصرف تاركا اياه في دمائة وغيبوبته التي تمني من الله الا يستفقيق منها .

أمسك الهاتف بين يديه وهو في طريق العودة للمنزل .. ظل يفتح كل شئ .. مكان حفظ الصور والمقاطع .. محادثاته مع أصدقائه جميعها .. فتح كل شئ لم يجد الفيديو مرسلا سوي لرقم حنان ... أطمئن أنه لم يرسله لأحد .. فهل شاهده وحده .. أم مع احد ؟.. لا يهم الآن .. طالما الهاتف معه ذلك يضمن عدم رؤية أحد لهذا الفيديو ولا حتي المدعو وليد بعد الآن .. ماذا بعد .. عليه أن يحسم أمره معها .. هل سيجازف بحياة زياد واستقراره معها بعد أن عاد للكلام ؟.. أم يضحي بأستقرار ولده ويطردها من حياته ؟..لقد خدعته ..هو غاضب بحق ..كيف سمحت لنفسها بفعل ذلك !..هل تعرت أمام أحدا آخر وهو لا يعلم ؟..ما الذي زج نفسه به ؟ ظل يفكر طوال طريقه للعودة .. ما الذي يجب عليه فعله الآن ؟

دلف الي منزله .. توجه لغرفته .. وجدها جالسه علي السرير متدثرة بالغطاء .. وقف بعيدا عنها قائلا
" لننه الأمر الآن ... ستظلين زوجتي رحيق .. لن اتأخر خطوة في تقدم حالة ولدي .. ستظلين له الأم التي تمنحه الحنان والأمان فقط .. لا علاقة لكي بأفكاره أو تغذيته بأفعال لن اقبلها .. ولدي هو الضامن الوحيد لمكوثك ببيتي وعلي ذمتي .. وأعلمي أني لن أثق بك ما حييت .. اليك هذا .. افعلي به ما شئت"
تألمت من كلماته .. لكن ألمها قطعا لم يكن كألمه .. ليس بنفس القدر أو بنفس القوة .. يكفي أنه لن يفضحها .. لن يطلقها .. لا تهتم أنها ستمكث هنا للعناية بزياد فقط فهو ولده بالاخير .. ستهتم بقطعه منه .. من زوجها .. الشهم القوي .. تسربت اليها سعادة خفية رغم الموقف الحالك التي وقعت به الا أنه أظهر حسن اختيارها لشخص كماجد .. التفتت الي هاتف وليد ..علمت من صورته كخلفيه للهاتف وعندما فتحته تأكدت من ذلك .. تري كيف حصل عليه .. هل تهجم علي وليد؟ .. هل سرق الهاتف ؟.. هي لا تعلم ولا تجرؤ علي السؤال .. فعلت بالهاتف كما فعل ماجد تماما أخذت تفتح في المحادثات والأستوديو .. مسحت الفيديو .. مسحت كل البيانات كل المحادثات أزالت كل شئ له علاقة بها ..
وما ليس له علاقه بها .. ثم أخذت خطوط الهاتف وحطمتها بقوة .. وكأنها تنتقم منها بدلا من وليد .. ثم أمسكت بالهاتف وحطمته الي أشلاء .... كان يراقبها بصمت .. ليس هادئا فبداخله نارا لن تهدأ .. لا بلكم المدعو وليد ولا بتحطيم هاتفه .. نارا يخشي أن تلسعة قبل أن تلسع غيره




استفاق من اغمائته .. رأسه يؤلمه .. حقا يؤلمه بشده وكأنه ضرب بمطرقة علي رأسه .. دلك مؤخرة عنقه بألم وصداع شديد يهاجمه انتبه أنه لا زال بالمكتب .. لم ينتبه أحدا لتأخرة .. لم يتصل به أحد .. أتصل .. التفت يمينا ويسارا يبحث عن هاتفه .. لم يجده .. تيقن أن زوج رحيق أخذه .. ضرب مكتبه بعنف قائلا
تبا .. تبا .. رحيق .. آه .. لن أرها ثانية " "
يا الهي هل حقا لن يراها مجددا .. لن يستمتع بالفيديو البسيط الذي كانت تظهر فيه له .. له هو دون غيره .. هو يعلم أنها لم تفعل ذلك الا معه هو يعلم أخلاقها .. كانت زلتها الوحيدة معه وهو لم يكن أمينا معها .. بل كان ينتوي فضحها أكثر وأكثر ان لم يتركها زوجها بسهوله .. كان سيهددها ..سيعكر صفو حياتها وان لم تمتثل سينشر الفيديو علي صفحتها الشخصيه علي مواقع التواصل الاجتماعي خاصتها .. لا يهم من سيراها .. لكنها بالأخير ستكون له .. والآن ... لقد فقد هاتفه .. وليس معه نسخه من الفيديو ..

أغلق مكتبه عائدا لمنزله ... رغم تأخر الوقت لم يجد زوجته ولا ابنته .. لم يهتم للأمر أخذ حماما دافئا عل ورم وجهه يخف قليلا .. هل ماجد هذا يلعب الملاكمة .. تبا لقبضتيه ..
بعد خروجه من الحمام .. استلقي علي سريره .. عجبا .. أين زوجته ؟.. أين ابنته ؟.. الساعة الحادية عشر مساء .. لم تعتد زوجته التأخر لهذا الوقت .. قام ليحافظ علي ما تبقي من رجولته .. بدل ملابسه .. هبط الي الطابق الذي يسبقه ليري ان كانت ابنته عند جارتهم كالمعتاد .. رن الجرس .. مرة .. اثنان .. ثلاث .. لا أحد يجيب .. صعد لشقته مرة اخري .. ليس معه هاتف ليحدث زوجته .. مر الوقت سريعا .. أين ذهبت بأبنته ؟.. هو مقطوع الآن عن العالم .. لا هاتف ... لا ابنه ... لا حبيبة تدفئ قلبه ..لا زوجه .. ليتها تكون هجرته أخيرا وذهبت لوالدتها بعيدا ... ارتاح للفكرة .. فلتتركه ليرتاح من وجهها وتبلد مشاعرها ...
الوقت يمر وهو يراقب ساعته
لقد تأخر الوقت كثيرا .. غادر المنزل متجها لمتجر ليبتاع هاتفا جديدا .. بل ورقما جديدا .. طلب زوجته .. بادرها قائلا
"أين انت يا زوجتي العزيزة ؟.. هل مللت من الحياة معي أخيرا ... متي الخلع ؟"
قالت من بين بكائها
"ابنتي وليد ... "
ثم تلاها شهقات متقطعة .. سمعها تكمل
"تركتها عند جارتنا .. و عند عودتي من عملي لم أجدها ..أتصلت بها هاتفها مغلق .. لا اعلم كيف أصل اليها .."
كان عائدا للمنزل ... توقف عن السير عند استماعه لكلماتها ... ظنها تسخر منه فقال
ما هذا الهراء؟ ""
قالت صارخه
"كما سمعت .. لقد سألت حارس البناية أجابني أن جارتنا سافرت لقد وجدها تحمل حقائب هي وزوجها مغادرين بصحبة جودي ... أختطفت ابنتي وليد ... أنا .. أنا سأجن ..سأجن"
تماسك قليلا ..انتبه لحقيقة ما تتحدث زوجته بشأنه ..أغلق الهاتف بوجهها .. لم يسأل اين هي .. لم يسأل عن تفاصيل الأمر .. ابنته هو ... جودي .. يا الهي .. انطلق مسرعا للمنزل .. مر بطابق جارتهم أخذ يطرق بابهم بقوة .. لم يفتح أحد .. كسر الباب .. دلف الي الشقه مر بالغرف جميعها .. وجد خزانات الملابس فارغة .. لا أحد بالشقة ... فطن اخيرا الي أن سارة محقه .. وأن ابنته أختطفت ... جودي لم تعد جواره حتي ولو ليلا .. لن يرها ويسمع صراخها حتي و لو ليلا... ابنته .. فلذة كبده .. وهل كان يهتم سابقا ليهتم الآن ..
ألم يهملها ويتركها لأمها تتصرف معها كيفما تشاء ؟.. ألم يتحجج بتقصير زوجته في حقه وحق ابنته ليتركها تفعل ما تشاء .. لماذا لم يصفع زوجته لتفيق ويجعلها تترك عملها .. لماذا لم يجبرها علي الاهتمام بأبنتهما .. لماذا لم يتحدثا كأي زوجين يمروا بفتور في علاقتهم ليجدوا حلا .. عفوا فقد كان مشغول برحيق .. بحبه وشهواته التي كان يبحث عن اشباعها مع امرأة لا تحل له .. بينما التي تحل له تركها تفعل ما تشاء .. .. مشغول برحيق وتصويريها .. يهتم بفضحها وكيفية استعادتها بينما لم يفكر بأستعادة زوجته التي تحمل اسمه واما لأبنته .. لم ينتبه الا وهو بسيارته يجوب الطرقات كالمجنون .. يبحث عن جودي بين وجوه الصغار .. لا يهتم بالنظر حتي لأي امرأة كما يفعل دوما.. انشغل عقله وقلبه بالبحث عن صغيرته !...أستل هاتفه محدثا سارة
أين انت ؟ ""
أجابت باكية
" انا بمركز الشرطة .. معي حارس البناية .. جئت أحرر محضرا بالأختطاف .. لقد حادثتك كثيرا .. هاتفك كان مغلقا .. "
أغلق الهاتف مرة اخري بدون تحية متجها الي مركز الشرطة القريب من منزلهم ... وقلبه يكاد يقف من فرط التوتر والخوف .. ابنته هل ستعود .. هل هذا عقاب ربه .. قاد سيارته مسرعا متوجها لزوجته ... لا يعرف من أين يبدأ ؟.. ولا ماذا يفعل .. لا يعلم .. لا يعلم .

أوقف سيارته أمام المركز ... استقبلته سارة وهي تبكي .. وجهها شاحب .. شفتاها بيضاء .. عيناها بركتين من الدماء .. هل هذه سارة زوجته التي تزوجها عن حب ؟... هل هذه سارة وحيدة والديها .. والدها مسافر للعمل بالخارج تاركا اياها امانة بعنقه.. لم يره وليد سوي في حفل زفافه علي سارة ... بينما والدتها تعمل عمل مجتمعي يفيد الآخرين .. بينما لم تستطع افادة ابنتها او ان تجلس لتربي حفيدتها لتزيح الحمل عنهم جميعا ... ألم يكن ذلك ليفيد المجتمع أيضا ؟ .. نعم هي سارة التي تتسع بينهما فجوات بأتساع القارات ..يشعر أنه يحلم .. هل حقا اختطفت ابنته .. دلف بصحبتها الي غرفة الضابط ليحررا محضرا بالاختطاف .. وشهادة حارس البناية تؤكد علي صحة قولهم .. انه ليس اختفاء للطفلة وانما اختطاف .. أعطي وليد صورة ابنته للضابط .. وأخبره حارس البناية معلومات عن جارتهم وزوجها قائلا
" تدعي رقية العامري .. زوجها سامح عبد السلام .. شاهدتهم اليوم بصحبة جودي يحملون حقائبهم .. لمحتهم من غرفتي ..لم استطح اللحاق بهم او سؤالهم عن صحبة جودي وظننت أن والديها يعلمان "
دون الضابط البيانات ..ثم طمئنهم قائلا
" سنبحث عنها بكل مكان ... لن ندخر جهدا للعثور عليها .. أترك لنا أرقامك سيد وليد "
وبذلك انتهي اللقاء ..لم يتحدث وليد بكلمة .. هو في حالة صدمة ألجمت لسانه وعقله .. وكذلك هي لم تتوقف عن البكاء بينما الحارس يدلي بمعلوماته.. خرجت سارة بصحبة وليد منهارة الي منزلهم .. ومعهم الحارس .

صعدا الي شقتهم ... هي تبكي .. وهو نظراته زائغة .. عقله شارد بكل الاحتمالات ..هل سافرت جارتهم بأبنته حقا .. هل داخل البلد أم خارجها .. كيف وأين ومتي سيجدها .. هل ابنته تبكي .. هل هي جائعة .. هل هي آمنه .. يا الهي ومنذ متي كنت آمنه جودي .. لم تحظي بالأمان يوما... لم يتمالك نفسه الا وهو يخنقها بيد واحدة قائلا من بين اسنانه
" أين كنت يا زوجتي العزيزة عندما .. اختطفت ابنتك ؟.. أخبريني "
قالت وهي تنتفض بين يديه ..كانت تنتفض فعليا وهي بين قبضته .. تعلم ان عقابه لن يكن بالهين .. فالأمر جلل .. كانت تخشي هذه المواجهه فوليد المتباعد دوما لن يتباعد هذه المرة أبدا قالت خائفة
" بالعمل "
قال مشددا علي قبضته حتي أوشكت علي الاختناق
" أخبريني ما العائد علينا من عملك سيدتي الوزيرة .. أين المال الوفير الذي يدره علينا عملك ؟.. "
هدر وهو يزيد من عنف قبضته حول رقبتها
" أخبريني .. هل مالك الآن سيعيد الي ابنتي ... هل عملك الهام سيعيدها .. تبا لك ..ليتك أهملتيني أنا لأجلها .. بل أهملتني وأهملتها لأجل نفسك .. لأجل تحقيق ذاتك .. لأجل المال ..لأجل أي شئ عدانا أنا وهي ..."
نظر اليها بحقد .. سمعها تقول بضعف من بين دموعها
" اين كنت انت ؟..."
لم يشعر بنفسه الا ويدية الاخري تصفع وجهها بشدة تطيحها أرضا ... صارخا
" فيما قصرت .. كنت تتركيها معي وتذهبي لعملك .. كانت عملي يتعطل لأجلها ... كنت أغير حفاضها .. أصفف شعرها .. أبدل ملابسها ..كنت ألاعبها .. كنت أطعمها بيدي ..كانت تضربني .. توقظني من نومي .. أستمع لأنفاسها جواري كنت .. كنت .. ك ..ن .. ت ...."
لم ينتبه الا وهو يسقط علي ركبتيه وهو يتذكر ابنته ... كان يفعل لها كل شئ .. يشعر بالأنكسار الآن دونها .. كلماته التي ألقاها علي مسامعها أدمت قلبه هو .. ابنته ... آه جودي آه يا ابنتي .. ظل جاثيا علي ركبتيه ممسكا رأسه بكلتا يديه ينظر لأعلي وكأنه يدعو الله ..ظل يفكر وهل سيقبل الله دعاءه .. فهو منذ قليل أهدم بيتا .. أشعل نارا ببيت تملأه الغيرة والحقد الآن.. بيت رحيق .. هو عقاب .. أختطاف ابنته عقابا له .. هو يعلم ذلك جيدا .. وما أشده من عقاب..
نظرت له من بين دموعها وهي ملقاه أرضا تستمع لكلماته التي تصفع روحها .. لم تستطع أن تجادله بالكلمات فقد كان محقا في كل شئ ...اعتدلت حتي وصلت للحائط سندت جسدها عليه .. لم تقو علي القيام ثنت ركبتيها ووضعت رأسها عليها قائله
" جلست بها واهتممت لأمرها .. كم مرة .. كم مرة جلست بأبنتك وليد .. كم مرة حملتها وداعبتها .. مرة .. اثنان .. ثلاث .. أم كنت مشغول مع .. رحيق ؟ .. مشغول بمحادثتها .. بمعاشرتها ربما ..."
أرتد للخلف من صدمته .. يا الهي هي تعرف .. سارة تعرف بأمر رحيق ...رفعت رأسها تواجهه
" أنت لم تهتم بوضع رقم سري لهاتفك .. انت لم تهتم بي وبمشاعري تجاهك وليد .. نعم شاهدت محادثاتك معها..طلبك للزواج منها ..نعم رأيت شكواك لها مني .. هذة المرة رأيت بعيني وأملك الدليل .. أنتظرتك طويلا لتعود عما أنت عليه .. أنتظرت كثيرا حتي تستفيق ..نعم شاهدت حديثك معها بشأني .. أني أم مهملة .. لا تهتم سوي بنفسها .. شاهدت كلماتك عني .. عاصرت تباعدك عني .. لم يزدني ذلك الا تباعدا فوق التباعد .. هل تيقنت الآن من أنك الأب والزوج المثالي لتقذف علي كاهلي تقصيرك وتباعدك عني... هل علمت الآن لماذا كنت أذهب لعملي طوال اليوم ..؟ كنت أؤمن مستقبلي أنا وابنتي .. وأنا اعيش معك علي حافة الهاوية ..كنت أكتنز المال .. أنتظر طلاقك لي في أي وقت"
كانت تشهق من البكاء .. ابنتها .. زوجها .. الدنيا تنهار جميعها أمام عينها .. استطردت قائلة
" هل جربت شعور أنك تلعب دور البديل بحياة أحد .. هل أحسست يوما أنك غير مرغوب فيك بين عائلتك الصغيرة وفي حياة من تحب ..هل نظرت لنفسك بالمرآة وليد قبل ان تأت ..هل لكمك أحدهم لانك غررت بابنته أو زوجته... أين هاتفك أتصلت بك مرارا وهو مغلق .. أنت لم تعرف بالأمر سوي من ساعات قليله أين كنت قبلها .. أنت لم تفكر .. أين نحن ؟.. بخير أم لا ...أين كنت ؟..."
هدر بقوة
" اصمتي "
ثم اكمل بانهاك
" أنا رجل .. أتعلمين هذا .. من المنوط بالعناية بأطفاله .. مهما قصرت أنا كان عليك أنت الأهتمام بها هل أنت أم حقيقية سارة .. تسقطين علي فشلك .. ؟ "
ظلت تبكي واضعه وجهها بين يديها .. تشهق .. تصرخ ..لافائدة لن يعترف بتقصيره...التقطت أنفاسها قليلا قائلة
" ربما أنا اخطأت .. انا مخطئة حقا ..قصرت بحقها .. كفانا تبادلا للاتهامات .. أعد الي ابنتي وليد .. أعدها الي ارجوك .."
أقترب منها ..يسند راسه الي الحائط جوارها ..هل كانت تعلم حقا بأمر رحيق .. طوال هذه الفترة ولم تواجهه .. لم صبرت عليه كل هذا الوقت .. هل كانت حقا تنتظر افاقته مما هو فيه .. هل تركا البحث عن ابنتهم الضائعة ليتبادلا الاتهامات كلا يلقي بالتهمه علي عاتق الآخر ليبرئ نفسه ..تفرس احمرار خدها من أثر صفعته .. احمرار عينيها ..هو يشعر بالذنب تجاه كل شئ حوله ..فقده لجودي جعل الدنيا صغيرة بعينية.. لقد اخطأ هو بالمثل .. هما الاثنان قصرا في حق جودي وعليهم تحمل الألم برحابة صدر .. جلس جوارها .. يبدو أن كلاهما لم يفكر الا بنفسه .. بينما ابنتهم تتمزق بينهم ..قال بأنفاس متسارعه منهك القوي .. مواجهته مع زوجته قضت علي المتبقي من قوته وتماسكه
" ستعود ابنتنا .. ستعود.."
لازالت تبكي وتشهق .. لم تتخيل أن تكون المواجهه بينهم في وقت كهذا .. لم تحلم يوما بما يحدث الآن .. ابنتها جودي انتزعت من بين احضانها .. هل هذا هو الشعور بالفقد .. تكاد تموت حقا ..الألم لا يحتمل .. ابدا لا يحتمل .. نظرت اليه وهو مستند للحائط جوارها ينظر للا شئ .. مصيبتهما واحده .. فهي الأم النازفه .. وهو الأب المكلوم ..
علم وليد انه في خضم رحلته الي رحيق .. خسر زوجته وابنته وقبلهما خسر نفسه .. الي اي انسان تحول من ناجح طموح .. محب لزوجته .. الي خائن .. دميم القلب والروح يؤذي القريب .. والبعيد ..
قال لنفسه
" الي اي حفره القيت بنفسك وليد .."




لم تكن تعلم أنها تحبه لهذه الدرجة .. ماجد .. زوجها وحبيبها حتي في غضبه تحبه .. حتي في تباعده تحبه .. لم يتعمد أبدا التحدث معها منذ آخر حديث دار بينهما .. لم يقربها .. لم يتحدث اليها قاصدا الا بأمور تخص الصغار .. طلباتهم .. دروسهم .. نزولها لتوصلهم لمدارسهم كانت تأخذ اذنه قبل اي شئ .. هذا هو مجال الحديث بينهم .. ليلا يعطيها ظهره غير ملتفت اليها .. ولا منتبه اليها .. أهملها كثيرا .. حتي علاقتهم الخاصة متباعد عنها بجسده وفكره ومشاعره .. هو دوما قوي .. في قراراته .. في عمق أفكاره .. وأيضا قوي في التنفيذ .. هو لم يصفعها .. لم يؤذيها بدنيا .. وانما ما يفعله الآن من تجاهل .. آذاها نفسيا أكثر مما قد يؤذيها الضرب .. لقد أغرقها اهتماما واحتواء و هي الآن تفتقد ذلك الاحتواء .. يهتم لأمر اطفالها .. استطاع الفصل بين معاملته لها .. وبين معاملته لأبنائها .. كانت تفهم وجهة نظره دوما في الاعتناء بهم .. هم أيتام .. وهو يسعي الي تعويضهم عن الأب الذي افتقدوه باكرا .. لم تكن تشعر أنه يفعل ذلك لترد له الأمر مع زياد .. وانما كانت تستشعر ذلك من قلبه .. لقد تعلق اطفالها به ..أحبوه واحترموه ونفذوا أوامره .. حتي في الخلافات التي يحيا بها الأطفال جميعا ..في أي شجار يحدث بين ثلاثتهم .. كانوا يمتثلوا الي عقابه .. بصمت ورضا دون تذمر .. علم كيف يعلقهم به .. وكيف يحبونه .. وايضا كيف تكون كلمته نافذة عليهم...ظلت تفكر فيه .. هي تحبه من كل قلبها .. لقد عوضها الله به بعد تعب وحمل ثقيل كان علي عاتقيها ..حاولت التقرب .. حاولت أن تتغنج .. لكن هو قوي دوما .. أليس له نقطة ضعف ؟..ألا يلين قليلا ؟... تعلم أنها أهانت رجولته .. تعلم مدي صدمته فيها .. لكنها لم تكن لتخبره بأي شئ قبل الزواج لم تكن لتجرؤ علي ذلك
شردت بذهنها لذلك اليوم صباحا حين أتصلت بالعامله بالحضانه ووبختها بقوة لما فعلته .. قائلة
" كيف تعطي لأحد غريب رقم هاتف زوجي .. كيف تتساهلين بأمر كهذا .. هذا تحذير لك .. لن أتهاون بأي امر آخر "
لم تقتنع بأن وليد ضغط عليها هي تعلم ثرثرتها جيدا .. لقد هددتها بأن تطردها من الحضانه .. أخبرتها أن أي معلومات تخصها أو تخص أطفال حضانتها وأهلهم هي سرية .. لا تتصرف بها قبل الرجوع اليها ...
جذب زياد طارف بنطالها قائلا
" ماما .. أنا جائع ..."
حملته رحيق لتجلسه علي رخام مطبخها
" اذا .. ماذا يود الأمير أن يفطر "
ابتسم زياد لتدليله .. هو الوحيد معها بعد أن أوصلت صغارها لمدرستهم بعد أن عادوا للفصل الدراسي الثاني ..
" أريد جبنا بالخيار ... "
" حالا ..."
أحضرت له طعامه .. البسيط وجلست معه ليستذكر دروسه .. ولتحفظه بعضا من آيات القرأن .. هي مديرة حضانه تعلم الأطفال المواد والقرآن فليس من الصعب عليها أن تعلمه كل شئ .. انتهوا اخيرا .. قامت لتعد الغداء وتركت زياد للتلفاز يشاهد كارتونه المفضل .. وعندما مل أمسك هاتف والدته ليلهو به قليلا .. تركت الطعام لينضج ثم اقتربت منه تداعبه ... وتلعب معه ..انتبه زياد للتلفاز ثانية تاركا الهاتف امامها.. أمسكت الهاتف .. ظلت تعبث فيه .. تري الصور ..صور لحنان .. صور لها مع ماجد .. يضم خصرها اليه .. صورة لها وهي تحمل زياد ووجهها يشع حيوية وسعادة .. يبدو أن ماجد يدرك جيدا كيف يسعد امرأته .. هي لا تنكر أنها سعيده معه حتي مع غضبه منها ... انتقلت للمحادثات الكتابية بينهم .. كانت تبتسم .. عندما وجدت أن المحادثة معظمها ...
" أريد طماطم .. وأريد عدس وأرز وحمص ..."
رأت رده الكتابي علي زوجته الراحله
" لا تقولي أنك ستعدين لنا كشري .. لا حنان .. أرجوك .. سأحضره من الخارج .. زياد لن يأكل هكذا "
كان رد حنان وجوها ضاحكة
ثم ردها الكتابي
" اذا كان طعاما من الخارج .. ربما سيفضل زياد الفاهيتا .. ربما الدجاج المقرمش .. لن يعجبه الكشري علي كل حال "
ثم أرسلت له وجها يغمز بأحد عينيه
توقفت عن القراءة عند هذا الحد .. استشفت من المحادثه تفاهمهم كثيرا وحسن عشرتهم .. شعرت بالغيرة قليلا من حنان رغم أنها زوجته الراحله .. فما بال شعور ماجد الآن مما فعلت هي ..لكنها تشعر بالغيرة لأنها تحبه ..أما هو ..فهل !
ارتدت ملابسها أستعدادا للذهاب لمدرسة أولادها .. رتبت ملابس زياد قائله
" هيا بنا حبيبي ..."
كانت تتعامل مع زياد اثناء غضب ماجد منها علي أنه هو حبيبها .. تعبر عن الحب لزياد بدلا من والده .. زياد يحمل عيني ماجد العسلية الضيقه التي تحفها رموشا طويله .. يحمل أنفه المدببه قليلا .. ويحمل شفتي ماجد الصغيره التي تتسع كثيرا عندما يأكل .. قد يأكل سندويتشه في قضمتين لا أكثر... ويرتشف الشاي علي جرعتين .. هو سريع في طعامه .. يأكل كثيرا ...ابتسمت قليلا لما تفكر به ...عند ذهابهم لصغارها وجدت أحمد يجذبها قائلا
" مديرة المدرسة تريدك أمي ؟ "
عبست قائلة
" خيرا أحمد .. ماذا فعلت هذه المرة "
نظر للأرض .. فعلمت أن هناك مصيبه تنتظرها .
بعد عودته من العمل .. جهزت الطعام .. التفو حوله في جو دافئ لا يخلو من صياح الصغار ... نظرت لأحمد قائلة
" أظن أن تخجل من نفسك .. وتجلس صامتا أفضل ..ما رأيك ؟ "
قال ماجد وهو يضع ملعقة أرز بفمه
" ما الأمر أحمد ؟ "
نظر بصحنه يرد ببطئ
" لا شئ أبي ... لقد .. لقد ضربت صديقا لي بالمدسه .. حتي أدمت أنفه .. لقد ضربني أولا يا أبي .. لقد أخذت حقي فقط.. وماما أعتذرت للطفل ووالدته ولم تخبرهم أنه من بدأ "
قالت رحيق وهي تقطع اللحم وتضعه في صحن زياد
" لأنه ضربك ولم يؤذك .. لكنك أدميت أنفه أحمد .. حتي لو افترضنا أنك تأخذ حقك .. فقد أخذت الكثير .. كان عليك نهره أو الذهاب لمعلمتك .. لا بضربه بهذه الطريقه "
نظر ماجد اليهما قائلا
" لا بأس .. جيد ما فعلت ..هل يضايقك زميلك هذا كثيرا .."
قال أحمد
" كثيرا ..."
ترك ماجد الطعام .. نظر لعينين الطفل مباشرة قائلا
" لا نعيش في غابة أحمد .. عندما يتعدي أحد عليك .. هناك تسلسل منطقي لتأخذ حقك بالعقل .. أولا ابدأ بمدرستك .. ان لم تأخذ حقك .. كن رجلا وخذه بيدك .. لكن بشروط"
نظر اليه الاطفال ثلاثتهم .. ومعهم رحيق .. تنتظر الاضافة التي سيمن زوجها بها عليهم
" أن تأخذ حقك فقط لا تتجاوز فتحرج نفسك وتحرج والديك .. عليك أن تكون صبورا وتتحكم بيديك .. تعلم متي تستخدمهم .. لا يسبقان عقلك أبدا .. فهمت بني "
اومأ احمد برأسه .. وقد دخلت كلمات ماجد لعقله ليتلقي أول درس في التعامل مع الآخرين وهو أستخدام العقل ..
أكمل ماجد حديثه
" وان آذاك صديقك ثانية أخبرني أنا .. وسأضع حدا لهذا لأمر .. اتفقنا "
جاءه ردا سريعا من أحمد ..
" اتفقنا "
بعد الغذاء ذهب ماجد لغرفته ليستلقي قليلا .. أغلق أضاءة الغرفة .. شعر بقربها فأعطاها ظهره .. استلقت جواره ثم مدت يدها تداعب كتفيه في محاوله منها للتقرب وجعله يسترخي .. ما ان لامست يديها كتفه حتي أنتفض قائلا
" أبتعدي .. "
ابتعدت علي الفور .. هي تقدر نفوره منها .. أعطته ظهرها هي الأخري .. حتي انتبهت لأنتظام انفاسه .. فاقتربت منه ثانية ... تضمه من الخلف .. هو أمانها .. هو كل الدنيا .. كل الحياة بالنسبه اليها .. كانت تفعل ذلك كل ليله .. تنتظر نومه .. حتي تضم ظهره اليها .. وعندما تشعر انه سيبدل وضعية نومه .. تبتعد علي الفور .. تنظر لوجهه .. لذقنه الخفيفه .. هو دوما يهذبها لا يزيلها ابدا .. تحب رموشة الطويلة التي يزداد طولها وهو مغمضا لعينيه .. تحب حاجبيه .. هل تغزلت امرأة من قبل في حاجبي زوجها .. لقد فعلت هي .. ملتصقين ببعضهما قليلا ليعطيانه مزيجا من الغموض والهدوء .. هي تحبه .. تقسم علي حبها له .. لقد ملأ قلبها حبا..
ظلت تتذكر عندما تحدثت معه باقتضاب عن رغبة أهل زوجها رحمه الله في رؤية ولديها .. فكان جوابه
" لا تذهبي لأحد .. أخبريهم أن يأتوا اليهم هنا يوم عطلتهم .. "
رغبت في اطالة الحديث معه .. فقد اشتاقت لمحادثته .. اشتاقت لكلمة طيبة من شفتيه لها ..
" هل ستكون حاضرا .."
لم تنل ما أرادت عندما أجاب بأقتضاب
" ان شاء الله "
ظلت تتذكر كرمه في استقبال أعمام طفليها وعمتهم .. أستقبلهم بود واحترام وكرم .. كانت رحيق تعد العصائر .. وهو يقدمها .. شعرت بغيرة عمة أطفالها كثيرا لكنها لم تهتم .. بل سعدت بقربها منه ولو للحظات قليله .. ظلت تداعبه وهو لم يردها أمامهم .. ظلت تضحك وتلامس كفه في حركة تدل علي سعادتها .. وهو لم يمانع .. حتي انتهي الأمر ... غادر الجميع .. وذهب الاطفال لغرفهم و عادت الحياة بينهما باردة جافة..

عادت لواقعها مبتعدة عنه بعد أن شعرت أنه يفيق من نومه ..ها قد عاد الجفاء والبرود ثانية بعد أن ابتعدت عن جسده الذي يشع دفئا وينشره في قلبها قبل سريرها.. وكأن في القرب منه حياه .. وفي البعد عنه الموت .
جلس بغرفة زياد ليلا .. اقترب منه زياد ليرتاح علي صدرة قائلا
" أبي أتريد أن أسمع لك آية الكرسي "
انتبه له ماجد ..
" أين تعلمتها من قنواتك الكارتونية الهادفه ..؟ "
ثم ابتسم ساخرا ... قال زياد
" لا أمي رحيق حفظتني اياها وسور أخري"
أبتسم قائلا
" هيا .. أنا أنصت"
عندما انتهي من سماع ولده قبل رأسه .. نام زياد هادئا كما يراه دائما منذ أصبحت رحيق أما له ..تنهد محدثا نفسه
" يبدو أن نفسك طويل رحيق .. لنري أسلحتك حتي آخرها "


انتهي الفصل الخامس قراءة ممتعة


noor elhuda likes this.

هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 22-04-18, 04:21 PM   #35

mannoulita
 
الصورة الرمزية mannoulita

? العضوٌ??? » 417498
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » mannoulita is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع ، رائع جدا بصراحة
أسلوبك حلو جدا كالعاده و ما بحسش بأي ملل و أنا بقرى الفصل عشان كده بحس إنه قصير شويه
عجبني تصرف ماجد مع رحيق و عقابه ليها و خصوصا إنه ما مدش إيده عليها ، عجبتني العلاقه بينهم ، علاقه قائمه عالاحترام بالأساس عشان كده حتى لما اكتشف انها غلطت ما كانش في إهانات من أي نوع
ساره و وليد حاسه إن العقاب الرباني هيكون سبب في تقاربهم من جديد خصوصا انهم متجوزين عن حب
الي عجبني في روايتك انها واقعيه و مقنعه ما بحسش انك بتضحكي على القارئ و تحاولي تقنعيه بحاجات لا يمكن تحصل إلا في الخيال.
حاسه ان شخصيات تانيه هتظهر في حياة الأبطال زي مثلا زوج سما في حياة وليد
تسلمي عالفصل و بانتظار الباقي بكل شوق


mannoulita غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-18, 06:20 PM   #36

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mannoulita مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصل رائع ، رائع جدا بصراحة
أسلوبك حلو جدا كالعاده و ما بحسش بأي ملل و أنا بقرى الفصل عشان كده بحس إنه قصير شويه
عجبني تصرف ماجد مع رحيق و عقابه ليها و خصوصا إنه ما مدش إيده عليها ، عجبتني العلاقه بينهم ، علاقه قائمه عالاحترام بالأساس عشان كده حتى لما اكتشف انها غلطت ما كانش في إهانات من أي نوع
ساره و وليد حاسه إن العقاب الرباني هيكون سبب في تقاربهم من جديد خصوصا انهم متجوزين عن حب
الي عجبني في روايتك انها واقعيه و مقنعه ما بحسش انك بتضحكي على القارئ و تحاولي تقنعيه بحاجات لا يمكن تحصل إلا في الخيال.
حاسه ان شخصيات تانيه هتظهر في حياة الأبطال زي مثلا زوج سما في حياة وليد
تسلمي عالفصل و بانتظار الباقي بكل شوق
والله انا بنزل الفصول عشانك محدش بيتابع غيرك .. لو ينفع اعرف اسمك عشان بحب ادلع متابعيني

الفصل البنات ع الفيس كانوا بيشكروا في طوله .. طويل جدا في بعض فصول وصلت ل 30 صفحة ورد بس من الواضح انك حبيتي الوضوع

شكرا بجد لمتابعتك وربنا يستر متطلعيش حد اعرفه وبيجامل


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 22-04-18, 11:02 PM   #37

dalia22

? العضوٌ??? » 330969
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,183
?  نُقآطِيْ » dalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond reputedalia22 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مين قال ان متابعينك واحده بس لا اكيد اكتر وفعلا الروايه جميله جدا والفصل رائع استمرى

dalia22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-18, 11:26 PM   #38

mannoulita
 
الصورة الرمزية mannoulita

? العضوٌ??? » 417498
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » mannoulita is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هالة حمدي مشاهدة المشاركة
والله انا بنزل الفصول عشانك محدش بيتابع غيرك .. لو ينفع اعرف اسمك عشان بحب ادلع متابعيني

الفصل البنات ع الفيس كانوا بيشكروا في طوله .. طويل جدا في بعض فصول وصلت ل 30 صفحة ورد بس من الواضح انك حبيتي الوضوع

شكرا بجد لمتابعتك وربنا يستر متطلعيش حد اعرفه وبيجامل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا ربنا يجبر بخاطرك بما انك بتنزلي الفصول ليا ، تسلمي يا قمر
ثانيا الفصل دسم ماقدرش أنكر لكن أنا قصدي ان من كتر سلاسة أسلوبك بحسه قصير
ثالثا والله أنا جديده في المنتدى و ما عرفش حد فيه معرفه شخصيه فمش بجاملك و لا حاجه ، انتي بجد كاتبه جميله و روايتك حلوه و الشخصيات ظريفه و حيه
أتمنى إنك تكملي حتى مع قلة المتابعه لأنها رواية تستاهل إنها تكتمل
و اسمي منال على فكره


mannoulita غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 01:40 PM   #39

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia22 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مين قال ان متابعينك واحده بس لا اكيد اكتر وفعلا الروايه جميله جدا والفصل رائع استمرى
حبيبتي يا دودو اهو بقوا اتنين الحمد لله .. ابتدت تندع اهي .. منورة الرواية حبيبتي شكرا للدعم الرائع ده


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
قديم 23-04-18, 01:41 PM   #40

هالة حمدي

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية هالة حمدي

? العضوٌ??? » 416048
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » هالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond reputeهالة حمدي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mannoulita مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا ربنا يجبر بخاطرك بما انك بتنزلي الفصول ليا ، تسلمي يا قمر
ثانيا الفصل دسم ماقدرش أنكر لكن أنا قصدي ان من كتر سلاسة أسلوبك بحسه قصير
ثالثا والله أنا جديده في المنتدى و ما عرفش حد فيه معرفه شخصيه فمش بجاملك و لا حاجه ، انتي بجد كاتبه جميله و روايتك حلوه و الشخصيات ظريفه و حيه
أتمنى إنك تكملي حتى مع قلة المتابعه لأنها رواية تستاهل إنها تكتمل
و اسمي منال على فكره
اهلا يا منمن انا كمان جديدة ع المنتدي يعني بصرة .. ومتقلقيش هفضل انزلها انا الحمد لله مثابرة جدا غير اني مدعومة ومسنودة بيكي واتشرفت بجد من متابعتك ومعرفتك

ويسلم ذوقك وردك شكرااا من قلبي


هالة حمدي غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم جنة ♥♥
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.