آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          طريقة سهلة لعمل صينية أرز معمر مصري بخطوات سهلة (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          من عقب يُتمها صرت أبوها،للكاتبة/ حروف خرساء "سعودية" (مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          [تحميل] شيءٌ من الأحزان ... ! لـلكاتبة / ضجة صمت (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          162 - نجمة الريح - ساره وود ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-18, 02:30 PM   #211

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة essonew مشاهدة المشاركة
وليد خلاص بقي هو قفا اناني قوي بجد بعد عشر سنين لما حس ان مريم هتتجوز رجع يفكر فيها ايه كميه الانانيهدي
ياسمين شكل زعلها وحش قوي قوي بس هشام يستاهل
عندي احساس ان علياء شدت سعد ليها علي انعا حاله عايز يعرف عنها ويحاول يغيرها
الفصل جميل جداا
وليد اخذ لقب قفا عن جدارة واستحقاق هههههه
هشام يستاهل ما جراله لان بنات الناس مش لعبة بيتسلى بيهم على ما تكبر حبيبته ويتزوجها..
مممم مش هقول عن سعد حاجة خليكي تكتشفي 😎😎
تسلمي لي يا قلبي على الحضور المميز والتشجيع الدائم 😘😘❤❤


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عيد مبارك وكل عام وانتي والجميع بألف خير ..معلش النت كان عندي مفصول من اسبوع ..علياء لسة مش فاهمين ايه علاقتها بسعد الي عمره فوق الاربعين ومتجوز وله عيلة وهي اتعرفت عليه بسبب رهان بينها وبين صديقتها .طب هي ايه علاقتها بيه هل انها ترتاح له لما تحكي معاه عن نفسها ومشاكلها لانه عارف موضوعها مع غزلان بس هو شايف بيها ايه صديقة ولا حاجة تانية وحمزة ده بيكون مين ..وريمتس علاقتها سآت بعلياء لما سمعتها تتكلم مع واحد هل هو سعد وعلياء مش باينة بنت مش كويسة بس هي محتاجة لحد يحبها ويحتويها ..عرفنا سبب طلاق مريم من وليد اخص عليه كان خاين ولطيفة بصراحة تستاهل واحد زيه هو خاين وهي اخذته بالمكر ..وهشام التاني الي بيرضى على نفسه يحب ويلعب وبعدين ياخذئ بنت معرفتش غيره مفرقش عن وليد ..الاحداث مشوقة جدا اتمنى لك التوفيق حبيبتي وكل عام وانتي بخير انتي وعيلتك وكل احبتك 😘😘😘
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل سنة وانت طيبة ❤❤
اعتقد سعد يمكن شايف علياء كصديقة او كحالة استفزته 😎😎
حبيتك وانتي متفهمة لشخصية علياء 😍😍
ايوا وليد وهشام يتحطو فكفة وحدة مع اختلاف درجة الوطينة 😂😂😂

تسلمي لي زهرورتي العسل ❤❤

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوزان محمد احمد مشاهدة المشاركة
وليد واطي اووي واناني ما بيحيش الا نفسه
عاوز يرجع مريم وهي ما صدقت نسيته ونسيت جرح خيانته
لها فعلا ديل الكلب عمره ما يتعدل
😂😂😂😂
ياسمين برفوااا عليكي عجبني موقفها من هشام
البيه فاكر انه عادي يصاحب وهو شبه مرتبط مع انك
مطلبتهاش رسمي لكن تلميحاتك وكلامك مع ريماس
انها تساعدك نفس اعرف موقفها منك هيبقا ايه لم تعرف
عملتك الهباب
😮😮😮😮
سعد واخير ظهر دكتور نفساني
وايه الا مستنيه من عليا
الموضوع الا كان رهان من عليا مع صحبتها
علي سعد لكن الموضوع اتحول وقت صداقة امتدت
بحس انها بتعبره اب لها وشخص الكلام معه مريح
ومش متطلب
عليا فهما غزلان صح يا تري توقعها هيصدق
ايه علاقة سعد بحمزة ممكن يكون قريب مراته
عشان كده بيهددها انها تبعد عنه
لم نشوف الحاي
😉😉😉😉😉

تسلمي لي يا سوزي القمراية 😍😍
وليد عدى مرحلة الوطينة بكثير 😂😂😂
ياسمين اطمني هتفضل عل موقفها 😎😎 اما ريماس هخليكي تكتشفي موقفها يوم الثلاثاء 😎😎
حبيت رؤيتك لعلاقة سعد وعلياء 😘😘
ممم هنشوف حمزة علاقته ايه بسعد وليه بيهددها 😎😎




Jamila Omar غير متواجد حالياً  
قديم 24-08-18, 02:35 PM   #212

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
كل عام وانتى بالف خير
ولا يهمك بانتظارك باى وقت
كل سنة وانتِ طيبة يا قمري 😘😘

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صح عيدكم وكل عام وانتم بخير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صح عيدك حبيبتي 😘😘


Jamila Omar غير متواجد حالياً  
قديم 28-08-18, 03:42 PM   #213

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-18, 12:18 AM   #214

موني جابر
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 382135
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,404
?  نُقآطِيْ » موني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنيابة عن الكاتبة الجميلة جميلة هنزل فصلين اليوم الخامس والسادس لانشغالها
قراءة ممتعة إن شاء الله


الفصل الخامس


عدَّت علياء إلى العشرة قبل أن تفتح عينيها مقفلة باب السيارة وتستند إليها قائلة بسخرية رغم الرجفة التي سرت في جسدها:
- عليَّ أن أعترف أنَّني محظوظة جدا لدرجة أنَّ "حمزة الجراح" يلاحقني!!

اقترب مبتسما بسخرية:
- لا صدقي عزيزتي!!

أجالت النظر حولها وقالت بتهكم وهي تحاول اخفاء توترها:
- احذر أن يراك أحد وأنت تحدثني!!

اتسعت ابتسامته ليقول مقتربا أكثر:
- لا تخشي عزيزتي أنا آخذ احتياطاتي جيدا!!

وصل أمامها تماما ثم تابع:
- حسنا ما الذي جاء بك الى سعد؟؟ هما أمران لا ثالث لهما اما اشتكيتِ مني له أو أخبرته أنَّ وقت الفراق قد حان!!

رفعت حاجبها بغرور لتقول:
- لا هذا و لا ذاك ثم لما أعطيت نفسك أكبر من حجمك عزيزي!! أنت أصغر من أن أفكر بك!!

ردَّ عليها بتهكم:
- اذاً متى تنوين فعل ذلك؟

لم ترد عليه علياء في الحال فقد استدارت لتفتح باب سيارتها وقالت بعدها:
- لا أنوي ذلك أبدا!!

وضع يده على يدها يمنعها دخول السيارة ليهمس لها:
- ما رأيك أن أعرض عليكِ عرضا مغريا؟؟؟

التفتت إليه رافعة حاجبها باستغراب لتقول بفضول:
- ما هو؟؟

تراجع إلى الخلف ولمعة انتصار في عينيه السوداوتان ليقول بوقاحة:
- أن أكون أنا البديل عنه... على الأقل أنا عازب وليس لديَّ مسؤولية زوجة وأولاد!!

تسندت علياء إلى السيارة منصدمة من وقاحة هذا الرجل... أول فكرة خطرت في بالها هي أن تصفعه وتجعله يبتلع كلماته... لكن لا ليس هذا هو أسلوبها... سمعته يقول بوقاحة:
- أليس العرض مغري؟

عدَّت إلى العشرة وأخذت نفسا عميقا قبل أن تقول بتهكم:
- حين تضيف إلى عمرك عشر أو عشرين سنة أخرى... عندها فقط قد أفكر فيك!!
لتضيف بنفس النبرة بعد أن سجلت نظرة الاستنكار في عينيه:
- لا يستهويني اللعب مع الأطفال!!

بعد أن أنهت جملتها استدارت لتدخل سيارتها لكنه أوقفها هامسا بغضب:
- تذكري جيدا يا علياء أنَّك أنت من أردتها حربا بيننا!! لأنَّني لم أنتهي منكِ بعد!!

ليستدير راحلا فجأة... خطواته أوضحت جليا غضبه... لن تكون علياء ان هي رفعت راية الاستسلام أمامه... نظرت إلى يديها اللتان ترجفان بعد ان سقط منها مفتاح السيارة لعدة مرات... في يومين فقط تلقت أكثر من تهديد منه...

دخلت سيارتها مسندة رأسها على المقود لتحاول التفكير بهدوء... ما مصلحته من ابتعادها عن سعد؟؟!!

*********************

استيقظت ريماس في صباح اليوم التالي مبكرا وبالها منشغل بموضوع هشام وياسمين... لاحظت بالأمس ترددا وارتباكا من ياسمين وقد نبهها والدها لذلك وحين سألتها بعد أن اختلت بها ما الأمر بينهما لكنها كانت كتومة كالعادة وقالت أنَّه فقط يزعجها كالعادة بتسميته لها ب"ياسو" وأنها كبرت على هذا اللقب... إلا أنها لا تعتقد أنَّ الأمر بهذه البساطة ... فحتى ليلى، والدتهما، أخبرت ريماس أنَّها قد لاحظت تحاشي ياسمين لهشام وأنّه كلما زارهم في غياب عبد الجليل فرت إلى غرفتها بحجة الدروس مضيفة أنها كلما حاولت التحدث مع ياسمين حتى تنفي الأخيرة وجود خطب ما...

تنهدت ريماس وهي تدفع خصلات شعرها العسلي إلى الخلف، أخذت هاتفها الأيفون من تحت وسادتها، فتحت القفل وتنقلت أصابعها بسرعة على شاشته، وضعته على أذنها ليرنَّ الهاتف عدَّة ثواني قبل أن تسمع:
- ألو...

لم تترك له الفرصة ليقول أي شيء بل بادرته بسرعة:
- اسمع هشام.... ليس لديَّ رصيد... أنتظرك في منتصف النهار في البيت أريدك في أمر هام.. لا تتأخر... إلى اللقاء...

أقفلت الخط وألقت هاتفها على السرير قبل أن تقوم لتتوجه إلى حمامها... وبعد دقائق أخذتها لتستحم سريعا، خرجت لتنبه لنور هاتفها... ابتسمت متوقعة هشام الذي لم يستطع الصبر لمعرفة ما تريده إلا أنها ما ان رفعت الهاتف حتى خاب ظنها وهي ترى اسم "المزعج" يظهر على الشاشة.. تنهدت بضيق وألقته من جديد على السرير بدون اهتمام... بعد ارتدائها لثيابها توجهت لسريرها لترتبه وتأخذ هاتفها الذي لم يتوقف الرنين باسم "المزعج"، زفرت بضيق وهي تفكر أنَّ الاسم الذي منحته اياه ينطبق عليه تماما فتنهدت هامسة 'ألم يأخذ كفايته من الشتائم ذلك اليوم؟!!'...

أخذت نفسا عميقا وهي ضغطت على الزر الأخضر لتقول ببرود:
- ألم تكفيك شتائم المرة الأخيرة ؟؟؟

سمعت صوته الغاضب يقول:
- ألا تعتقدين يا فتاة أنَّك أزعجتني بما فيه الكفاية؟ لقد ضقت ذرعا بتصرفاتك!! حركاتك أصبحت مكشوفة عزيزتي و...

قاطعته ريماس بغضب من اتهاماته التي أطلقها عليها:
- من الذي أصبحت حركاته مكشوفة؟؟ ان كان هناك من ضاق ذرعا بتصرفات الآخر فهو أنا!!

ردَّ عليها بحدَّة:
- اسمعي يا فتاة حركات المراهقات التي تقومين بها أصبحت بالية!! رسائلك التي تذكرينني فيها بماضي يجمعنا لا أتذكره حتى واتصالات..

قاطعته بدون تصديق:
- أية رسائل وأية اتصالات؟؟!! هل أنت مجنون أم ماذا!!

ضحك ساخرا ليرد عليها:
- ابحثي في سجل الرسائل والمكالمات الصادرة وبعدها اتصلي بي... "توقف قليلا قبل أن يضيف بسخرية" وآخرها اتصال هذا الصباح... عليَّ أن أعترف أنَّ صوتك رائع وأنت غاضبة!!

ثم قطع الخط تاركا إِياها و الحيرة و الغضب يعصفان بها..
- أية مكالمات وأية اتصالات يتحدث عنها هذا المجنون "هتفت بحنق وهي ترمي هاتفها على السرير" لا والحقير يتغزل!!

كانت ريماس تشعر بأوصالها ترتجف من فرط غضبها... لم يسبق لشخص أن استفزها لهذه الدرجة لكن ذلك المزعج نجح ببراعة.... جلست على سريرها وأخذت مجدَّدا هاتفها وتنقلت أصابعها المرتجفة على شاشته... فتحت الرسائل الصادرة فتشت في كل الرسائل ولكن لم تجد شيئا... لم تجد حتى رسائل تقرير الاستلام... بحثت في المكالمات الصادرة فلم تجد إلا اتصال الأسبوع الماضي و... مكالمة اليوم... اتسعت عيناها دهشة... اتصال اليوم؟؟ كيف ذلك؟؟؟ دخلت إلى تقرير المكالمة... لقد أجرتها منذ ساعة إلا ربع... جحظت عينيها لبرهة ثم ضربت جبينها وهي تهتف:
- تبا!!

فهي بدلا أن تتصل بهشام اتصلت به هو... الآن وبسبب مكالمة خاطئة بدون قصد سيصدق هذا المتباهي كذبته!!

ألقت الهاتف بعنف على السرير.. شعرت بهاتفها يهتز فحملته بملل وهي ترى رقم المزعج... فكرت أن تقطع الاتصال... لكن لا... ان فعلت فأكيد سيعتقد أنَّه أحرجها خاصة بعد تأكدها من موضوع مكالمة هذا الصباح... أخذت نفسا عميقا لتهدئ نفسها وضغطت الزر الأخضر قائلة بملل:
- ماذا هناك أيضا؟؟

جاءها صوت ذو نبرة الغرور الواضحة ساخرا وهو يقول:
- أنت من يجب أن يكون لديك شيء... هل وجدت المكالمات والرسائل؟؟

ضغطت على هاتفها بقوة وهي تقول من بين أسنانها:
- اسمع يا هذا لم أجد شيئا مما تقوله... اتصال اليوم حدث بالخطأ ودون قصد وأنا أعتذر منك يا سيد لأنَّني أزعجتك اليوم... والآن إلى اللقاء ولا تزعجني مجدَّدا!!

ردَّ عليها بسخريته المعتادة:
- ومن يخبرك أنَّ صوتك راق له ولا ينوي أن يقطع الاتصال وأنَّني سأتصل كلما اشتقت لسماع صوتك!!

أخذت نفسا عميقا وهي تعد إلى العشرة قبل أن تقول ببرود:
- اسمع يا هذا... ان أعدت الاتصال بي مرة أخرى أقسم أن...

قاطعها بنفس النبرة الساخرة:
- لا تقسمي على شيء لن تفعليه يا حلوتي... ودعينا نتعارف على بعض مادامت كانت هذه هي رغبتك في البداية...

صرخت فيه بحدَّة:
- اذهب إلى الجحيم أيها الحقير!! هذا ما ينقصني حاليا أن أتعرف عليك أنت!!

ردَّ بنبرة التباهي الباردة التي تكرهها:
- ولك الشرف ان تعرفتِ عليَّ عزيزتي... أنا وليد الادريسي الذي تتوق للتعرف عليه كل النساء ...

لم تستطع ريماس أن تكتم ضحكة ساخرة أفلتت منها وهي تسمع الغرور الذي يقطر من كل حرف نطقه... لترد عليه بغرور مماثل:
- وأنا ريماس الغزالي لا أتشرف بالتعرف عليك يا... "توقفت قليلا لتضيف باحتقار" وليد الادريسي...

أجابها باستمتاع:
- مممممم ريماس اسم جميل وغريب... الريم والألماس... جميلة وغالية!!

رفعت ريماس حاجبها للمنحنى الذي أخذه حديثه... لتقول بسخرية:
- أرى أنَّك بدأت التغزل يا سيد...
- ولما لا؟؟ يحق لي فأنا وليد الادريسي!!...

ضحكت بسخرية مجدَّدا:
- تبجحك وغرورك بنفسك لم أرى لهما مثيل!!

ليرد هو بكل غرور:
- هذا لأنَّي فريد من نوعي يا حلوة!!

بدأت ريماس تشعر بالملل من حديثه لذلك قالت:
- حسنا يا سيد فريد من نوعه... أظن أنَّ وقتك انتهى وأنا انسانة مشغولة لأتحدث مع من هب ودب في التفاهات إلى اللقاء وانسى هذا الرقم!!

أقفلت الخط عابسة وهي تهمس بازدراء "وليد الادريسي الفريد من نوعه" وتركت هاتفها فوق السرير ثم غادرت غرفتها والغضب مازال متأججا داخلها حين التقت بياسمين تهم بالخروج من غرفتها فبادرتها بحدَّة:
- ستخبرينني الآن ماذا بينك وبين هشام!! مسألة مناداته لك بياسو لم أستسغها!!

اتسعت عينا ياسمين مندهشة من غضب ريماس الظاهر فقالت بدهشة:
- أولا صباح الخير... ثانيا دعيني أتناول فطوري وبعد ذلك نتحدث...ثم ماذا بك ريما؟؟

مرَّرت ريماس يدها بتوتر على شعرها العسلي وهي تقول:
- حسنا تناولي فطورك بسرعة لنتحدث..

تجاوزتها ياسمين وعلامات الاستغراب لم تغادر محياها وهمست:
- ماذا بها هذا الصباح؟؟

التقت بوالدتها في الدرج التي بادرتها ضاحكة:
- صباح النور حبيبتي... أ تكلمين نفسك؟؟

ردَّت ياسمين بابتسامة:
- اسألي ابنتك ماذا بها هذا الصباح... لقد كانت غاضبة منذ ثواني وأفزعتني وهي تصيح بوجهي ...

طوقت ليلى ابنتها واتجهت معها إلى المطبخ حيث كان الفطور معدا وهي تقول ضاحكة:
- قد تكون غاضبة بسبب قفطان لم يضبط معها... ألا تعرفين ريما جنون غضبها يختار أوقات غريبة...

أما ريماس فقد عادت لغرفتها لتتصل بهشام وهذه المرة من الهاتف الثابت... بعد عدَّة رنات أجابها هشام بصوت ثقيل يبدو أنَّ لم يستيقظ بعد من نومه:
- مرحباً...

ردَّت ريماس:
- مرحباً أيُّها الكسول..

ردَّ هشام بينما يثتآب:
- ما هذا الازعاج ريما؟ انه الأحد عزيزتي!!

أخذت ريماس نفسا عميقا قبل أن تردَّ:
- أعلم أنَّ اليوم الأحد... لكن أريد أن أعرف ماذا بينك وبين ياسمين؟؟

استشعرت ريماس توتر وارتباك هشام حين ردَّ عليها:
- ليس هناك شيء ريماس.. هل أخبرتك أن ياسو أن هناك شيء يزعجها؟

ردَّت ريماس بحنق:
- وهذا ما يجنني... هي أيضا تقول لا شيء...

ردَّ هشام بارتياح:
- اذاً صدقي أنَّه ليس هناك شيء!! "صمت قليلا قبل أن يقول" حسنا اذا كان هذا كل شيء سأعود لأنام وحين أستيقظ سأمر عليكم في البيت...

أغلق الخط... بينما ريماس لم تزدها المكالمة إلا شكا بوجود خطب ما بين الاثنين...
سرحت بأفكارها بعيدا عن هشام وياسمين والتي أخذتها رغما عنها لذلك المغرور... كل جملة وكل حرف يقطر غرورا وتباهيا... لكم تمقت هذا النوع من الرجال!!...
ليقاطع أفكارها اتصال من إلهام تطلب منها المجيئ إليها لأمر هام...

***********************

بعد أن أغلق هاتفه ألقاه على السرير قربه وهو يزفر بضيق... للحظات تمنى لو أنَّه رفض في ذلك اليوم الذهاب وأخذ ياسمين من المدرسة، لكن الاغراء كان أقوى فلم يكن ليضيع فرصة التحدث مع ياسمين على انفراد... لقد كان طامعا في تحسين صورته أمام ياسمين لكن للأسف كل شيء انقلب.... لو فقط أنَّ نورة لم تكن في الوجود... استغفر الله كثيرا وقام من سريره ليدخل الحمام.... بعد نصف ساعة خرج وهو ينشف شعره... ارتدى ثيابه و أخذ بعد ذلك هاتفه محاولا الاتصال بياسمين مع أنَّه يعلم جيدا أنَّها ربما وضعت رقمه في قائمة المحظورين في هاتفها... لكن مع ذلك لديه أمل ألا تكون قد فعلت...

زفر بضيق عندما وجد هاتفها مغلقا كما العادة... عاد و أخذ هاتفه ليتصل بريماس.. لكنه توقف... أبدا لن يدخل ريماس في مشكلته مع ياسمين... إنها مشكلته هو ويجب عليه أن يحلها وحده...

عاد ليستند إلى ظهر سريره وهو يستعرض الخيارات المتاحة لديه ليشرح لياسمين الأمر... فالمدرسة يستحيل أن يذهب إليها مجددا فقد تفنَّنت الأسبوع الماضي في لعب دور الهاربة ليتبقى امامه حلا وحيدا... البيت... ولو أنَّ لقائها هناك صعب ولكن لن ييأس يجب على ياسمين أن تفهم أنَّه يريدها هي فقط وأنَّ من كنَّ قبلها فقط لتمضية وقت ليس إلاَّ... يجب أن تعرف أنَّها هي من تهمه حقا... يجب عليها أن تعي مسألة أنَّها له وهو لها... صحيح أنَّه في غربته قد تعرف على نساء كثيرات وأقام علاقات لكن ذلك لا يعني أنَّه لا يحب ياسو... لقد حملها بين ذراعيه منذ ولادتها ومنذ أن رآها حتى قال لهم انها ستكون ياسمينته هو... عمه لم يعارض والمرحوم والده كان سعيدا بذلك...

مرَّر يده على شعره الأسود... يجب عليها أن تفهم أنَّ نورة أيا كانت بالنسبة لها فإنها لا تهمه في شيء سوى أنَّها كانت تسلية لبعض الوقت كما كان تسلية بالنسبة لها..
شيء واحد سيجعلها تصدق حسن نواياه تجاهها ويجب أن يقوم به في أسرع وقت ممكن... عمه ربما سيرفض في البداية لكن ريماس وعدته أن تساعده وهو يثق تمام الثقة في ريماس...

**********************

ظل وليد ينظر إلى هاتفه مطولا وهو يسترجع مكالمته مع المدعوة ريماس وابتسامته لم تفارق شفتيه... في حياته لم يقابل مثلها... غريبة هي طريقتها في التعرف عليه... اتسعت ابتسامته وهو يتذكر اعتدادها بنفسها وهي تقول أنَّها لا تتشرف بالتعرف عليه، بحتها النادرة جعلته يحاول ايجاد ما يستفزها به ليطيل المكالمة اكثر... أخذته أفكاره لكلماتها الحادة والممتعة له فلم ينتبه لصديقه غازي الذي جلس أمامه في مقهى "أوزيريس" إلى أن قال هذا الأخير بمرحه المعتاد قاطعا حبل أفكاره:
- أعرف هذه الابتسامة أكيد ليس خلفها الا ضحية جديدة!!

رفع وليد عينيه إليه محتفظا بابتسامته التي كانت موجهة هذه المرة لصديقه وهو يقول:
- غازي!! ماذا تفعل هنا؟؟ ما أعرفه أنَّ يوم الأحد مقدس لديك وهو ملك لابنك!!

استند غازي إلى ظهر كرسيه واضعا نظارته الشمسية قائلا بضيق:
- هذا حين لا يكون مع هناء... اليوم لديها اجازة وطلبت رؤيته... "أضاف بابتسامة مقرونة بغمزة" حسنا أخبرني هل هذه الابتسامة التي تزين وجهك موجهة لضحية من ضحاياك؟

اتسعت ابتسامة وليد أكثر وهو يقول:
- هذه حالة خاصة... تغازل في رسائلها وبعد ذلك تنكر الأمر كليا... لم أفهمها، طريقتها في المغازلة جديدة عليَّ... أظن طرق التغزل بدأت أيضا تخضع للتطور مع العصر لتصير فوضى... لكن فوضى تنتشر وتشتهر كالموضة تماما...

نظر غازي بتفكير لصديقه و قال بهدوء:
- ألا تعتقد أنه حان الوقت لتغير حياتك؟ الآن أنت متزوج و...

قاطعه وليد بضيق:
- غازي أنت أكثر شخص يعرف ظروف زواجي بلطيفة لذا لا تبدأ مواعظك لأنها لن تفيد خاصة ان كانت نصائحك في حياة جديدة تشمل لطيفة!!

ردَّ غازي بجدية:
- عليك أن تعلم جيدا أنَّك ان بقيت على حالك فمريم لن تعود لك يوما... ان اردت من أم ابنتك العودة لك فعليك التوقف عن هذه العلاقات التي لا تجني منها سوى وجع الرأس!!

ردَّ وليد بحدَّة وضيق واضحين:
- مريم لن تعود!!

زفر وليد بضيق قبل أن يقول مغيرا الموضوع فموضوع "مريم" هو الموضوع الوحيد الذي يشعل بقلبه ألما حارقا لخسارته زوجة شريفة محترمة مثيلاتها نادرة الوجود في زماننا هذا:
- حسنا لنغير موضوعي وأخبرني آخر مستجدات زواجك بتلك المرأة... أظن أسماء هذا هو اسمها أليس كذلك؟؟

ابتسم غازي مصححا:
- اسمها ايناس وزواجنا بعد أسبوع...

قطب وليد بحيرة و قال:
- هل أنت مقتنع بطريقة زواجك هاته؟؟ ومقتنع بالمرأة؟ أقصد هل هي موافقة على كل شروطك؟؟

اتسعت ابتسامة غازي وهو يقول:
- لأنك لا تعرف ايناس سألت هذا السؤال!!

رفع وليد حاجبه باستنكار:
- عجيب أمر هذه المرأة!!

ابتسم غازي وهو يقول بغرور:
- لا غرابة في الأمر... امرأة وصلت الثلاثين من عمرها ولم تتزوج أكيد من مصلحتها أن توافق على شروطي!!

قبل أن يقول وليد أيَّ شيء رنَّ هاتفه ليبتسم معتقدا أنَّ المتصل لن يكون سوى ذات الصوت ذو البحة التي لم يستطع أن ينساها... وكيف ينساها و بحتها سلبت لبه، ذلك الصوت الذي ينم عن غرور صاحبته ... أخذ هاتفه من على الطاولة لتغيب الابتسامة حين تبيَّن المتصل الذي لم يكن سوى جوديا شقيقته نظر إلى شاشة هاتفه مطولا قبل أن يقوم بالضغط على الزر الأحمر رافضا استقبال الاتصال... لم تمر ثوان قليلة حتى ارتفع الرنين من جديد لينير الهاتف لكن المتصل الآن كانت لطيفة... شعر بسخطه يرتفع مجدَّدا ليضغط بقوة على الزر الأحمر قائلا لغازي بضيق:
- ان أردت رأيي فانس أمر الزواج فلا توجد من النساء من تستحق حرق أعصابك وتقييد حريتك لأجلها.

كانت السخرية فقط ما ارتسم على وجه غازي الذي ذكرته جملة صديقه بزواجه الفاشل كما ذكرته بحياة صديقه التي انقلبت منذ تركته مريم لتأتي لطيفة و تجذبه لفوضى أكبر إلا أنه لن يقول أكثر أن صديقه هو الجاني على نفسه فربما لا يجدر به لوم أحد...

**********************

جلست ريماس مع إلهام التي لم تترك هاتفها من يدها محاولة الاتصال بجواد الذي يغلق هاتفه منذ الأمس... الفتت نحو ريماس قائلة بصوت مخنوق:
- لم يفتح هاتفه منذ الأمس... ماذا أفعل ريما؟؟ هل أتصل بشقيقته؟؟ أم أنتظر...

نظرت إليها ريماس بقلَّة حيلة.. فهذا السؤال قد طرحته عشرات المرات منذ أن وصلت إلى منزلها منذ ساعة... وهي لم تكل أو تمل من الاتصال بجواد...

ردَّت عليها في النهاية بهدوء:
- جواد الآن غاضب من كل شيء.. غاضب من نفسه ومن ظروفه... غاضب منكِ ومن والديكِ بل هو غاضب من العالم بأسره... امنحيه مساحة من الوقت ليهدأ... وهذا ما أخبرتك به أمس... لقد أغلق هاتفه حتى لا ينفجر فيكِ أنتِ... فضَّل الابتعاد حتى يهدأ... افعلي المثل أنتِ أيضاً امنحي نفسكِ مساحة لتهدئي وتفكري في خطوتكِ القادمة... رفض والدِ ليس هو نهاية العالم... وأنتِ لن تستسلمي من أول جولة أليس كذلك؟؟!! بدل أن تضيعي طاقتك هباءاً فكري كيف ستقنعين والدكِ أنَّ جواد هو الأنسب لكِ...

أخذت إلهام بقضم أظفرها بتوتر... لتقول:
-هل هذا ما تعتقدينه؟؟...

ردَّت ريماس بثقة:
- أنا واثقة أنَّك وجواد قادران على تخطي هذا الأمر...

قاطعها رنين الهاتف وقد كان المتصل هشام... اعتذرت من إلهام وردَّت:
- أهلا هشام..

جاءها صوت هشام المرح وهو يقول:
- أهلا ريما... أنا متوجه إلى منزلكم الآن...

ردَّت مبتسمة:
- أنا مع إلهام الآن...

ردَّ هشام:
- حسنا لا مشكلة ريما... فقط أحتاج أن أعلم ان كنت ما تزالين عند كلمتك في مساعدتي في اقناع والدك؟؟

ابتسمت ريماس وهي ترد عليه موجهة غمزة لإلهام:
- مساعدتك في اقناع بابا بماذا بالضبط؟؟

ردَّ هشام بإحباط:
- ريما!! موضوع خطبتي لياسو... لقد وعدتني... لا تعبثي الآن ريماس!!

أطلقت ريماس ضحكة قصيرة وهي تقول:
- حسنا هشام لا تقلق، افتح الموضوع وستجدني بجانبك لأساعدك في اقناع والدك.. وبإذن الله يوافق...

أنهت مكالمتها مع هشام لتلتفت إلى إلهام التي قالت:
- أرى أنَّك تحاولين حل مشاكل كل من حولك... وأنتِ؟؟

رفعت ريماس حاجبها وهي تقول باستنكار:
- ماذا بي أنا؟؟ الحمد لله أعيش حياتي بهدوء تام... منشغلة بمشروعي وحياتي تسير كما أخطط لها...

وضعت إلهام يدها على ذقنها مفكرة وقالت:
- وهذه هي المشكلة... حياتك تسير حسب تخطيطات... لا تتركين للمرح والتسلية أي مكان فيها... ما أراه أنَّ حياتك باردة بدون حب...

أطلقت ريماس ضحكة وهي تقول:
- عزيزتي الحب لا يناسبني حاليا...

ابتسمت إلهام قائلة:
- الحب حبيبتي شبح يطوف بحثا عن ثغرة بك ليستقر بغفلة عنك هنا "فتشير بوجع للجهة اليسرى بقلبها وتتابع ناظرة بعيني ريماس" بتجاويف القلب فيخدعك أن أحوال قلبك بخير حتى تجدي نفسك تتصرفين عكس منطقك ومثاليتك... وفي تلك اللحظة فقط يعلن الحب عن نفسه بعدما استعمر واستقر واستوطن...

صمتت قلياً قبل أن تردف:
- تمتعي بحياتك ريما... لا تجعلي حياتك رهينة بمشاريعك فقط... اتركي للمرح مكانا فيها... اتركي للعفوية حيزا لتلون حياتك فالحياة ليست أسودا وأبيضا عزيزتي..

***********************

بعد أن أنهى مكالمته مع ريماس شعر بارتياح يغمره... لم يعد يفصله عن حلمه سوى خطوات قليلة....

ترجل من سيارته ليدخل إلى منزل عمه...شعر بالشوق يشتعل داخله عندما لمح طيف صغيرته بالحديقة.... اقترب منها بخطوات سريعة ليجلس على الكرسي المقابل لها وقال بدون مقدمات معبرا عما بداخله:
- اشتقت لك ياسو!!

أجفلت ياسمين من قربه و حضوره المفاجئ وأسقطت كتابها أرضا وقالت بحدة:
- تباً هشام!! لقد أخفتني!!

أخذت كتابها وهي تلمح بطرف عينها ابتسامة تزين شفتيه لتقول بوقاحة:- ثم من سمح لك يا سيد أن تجلس قربي؟؟!! "لتضيف بنظرة تحمل القرف" احتفظ بقربك لنورة!!

حملت كتابها لتنسحب قبل أن تفقد السيطرة على نفسها وتبكي كما حدث ذلك اليوم لأن آخر شيء تريده الآن أن يعرف هشام ما تخفيه في قلبها... لكن يد هشام أطبقت على رسغها مانعة إياها من الذهاب وهو يقول:
- ألم تتعبي من الهروب ياسو؟؟!!

ثارت ياسمين وهي تنزع يدها منه بقوة وهي تقول:
- إياك أن تدعوني بهذا الاسم مرة أخرى هشام!! ثم لما سأهرب منك يا ابن العم؟؟ "فأضافت وهي ترفع حاجبها الأيسر بغرور" أظن أنَّ كل ما يجمعنا هي علاقة أبناء العمومة فقط... أليس كذلك يا ابن عمي؟؟

زفر هشام بضيق وهو يفكر أنَّ اقناع هذه الصغيرة هو أصعب شيء قابله في حياته.. دارت ياسمين على عقبيها لكنه استوقفها قائلا بغموض:
- أليس لديك فضول لتعرفي ما الذي جاء بي اليوم؟؟

دون أن تلتفت له قالت بسخرية:
- لا يهمني يا ابن عمي... لديَّ أشياء أهم من أن أخمن سبب زيارتك...

حاولت ياسمين اخفاء الرعشة الخفيفة التي تشعر بها لتواجده قربها... لكنها لم تستطع اخفاء توترها ما ان استوقفها صوته الهامس وأنفاسه تلفح عنقها:
- حتى وان كان الأمر يتعلق بخطبة؟؟!!

*************************

كانت علياء مستلقية على سريرها وسماعة هاتفها على أذنها تستمع لسعد... أخذتها رغما عنها أفكارها لحمزة الجراح... لكم تمنت لو أنها تستطيع أن تسأل سعد عنه... تريد أن تعرف لما هو مهتم بتركها لسعد... أيكون شقيق زوجته مثلا؟... قطبت جبينها وهي تفكر أنَّهما لا يحملان نفس الاسم العائلي لأن حسب ما أخبرها به سعد فزوجته هي ابنة عمه و...
قاطع أفكارها صوت سعد الذي قال بضيق:
- علياء!! أين سرحتِ مجدَّدا؟؟

شعرت بالتوتر كأنَّها أمسكت بجرم... تنحنحت لتقول بمرح مصطنع:
- لا عزيزي لم أكن سارحة بل كنت أستمع لك... حسنا أكمل لي وماذا فعلتَ أنت؟؟

ضحك سعد ليقول:
- لقد أنهيت حكايتي... "ليردف بجدية" ما الأمر علياء؟؟ أشعر أنَّك متضايقة...

زفرت بضيق وهي تفكر في ما يجب أن تقوله له الآن... ولم تجد غير الموضوع الذي يعرفه وهو علاقتها بجدتها لتقول بضيق:
- لا شيء جديد فقط شجار عادي مع جدتي... كالعادة أسمعتني واحدا من موشحاتها التي حفظتها عن ظهر قلب...

ردَّ باهتمام:
- ما الموضوع هذه المرة؟؟ تأخرك في العودة؟؟

زفرت بضيق لتستقيم في جلستها جاذبة وسادة حضنتها وهي تقول:
- لا، هذه المرة كان كوكتيل من المواضيع...

ردَّ سعد بهدوء:
- اعذريها يا علياء... لقد فقدت أصغر أبناءها في عز شبابه... وبطريقة لم تتوقعها... ثم أنتِ...

قاطعته علياء بضيق بحدَّة:
- أنا أيضا لي مشاعر... ليس لديَّ ذنب فيما حدث... فلتحاسب من كان السبب لا أنا!!

قال سعد بهدوئه المعتاد:
- اهدئي علياء.. أعرف أنَّه لا ذنب لك... والأكيد أنَّها هي أيضا تدرك الأمر لكن...

قاطعته بصوت متهدج وقد بدا واضحا أنَّها دموعها على وشك النزول:
- ليس هناك "ولكن" سعد!! ان كانت تدرك ذلك لما لا تعاملني كغيري!!

ردَّ سعد بهدوء:
- وغيركِ هذه تعنين بها ريماس ابنة عمتك أليس كذلك؟؟

ردَّت بحدَّة وهي تمسح دمعة تسللت عبر خدها:
- أجل ومن غيرها؟؟!! أريد فقط أن أعرف فقط لما تفضلها جدتي على كل العائلة؟؟ بما هي أفضل من الكل؟؟

صمتت لبعض الوقت ودون أن تنتظر ردَّا من سعد أردفت بعصبية:
- أتعرف لماذا تفضلها علينا؟ لأنها تظنها كما تظن ريماس نفسها أنها هي الوحيدة التي على حق... وأنها تلك المثالية التي لم تخطئ في يوم...

أخذت نفسا عميقا قبل أن تضيف بصوت متهدج:
- أتعلم شيئا يا سعد لما أنا أكرهها؟؟ لأنها تمتلك كل شيء لا أملكه أنا... وتحتقر من لا يملك مميزاتها... وهي وجدتي لا يعلمان أنني لم أختر ما أنا عليه الآن... لم أختر أن أصير... أصير...

لم تستطع أن تكمل فقد خنقتها دموعها لتغلق الخط في وجه سعد...



نهاية الفصل


موني جابر غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-18, 12:21 AM   #215

موني جابر
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 382135
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,404
?  نُقآطِيْ » موني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond reputeموني جابر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس


اسندت ريماس ظهرها إلى كرسيها وسرحت بها فكرها لإلهام وقصتها من جواد... لا تعرف لما تشعر فعلاً أنَّ قصتهم التي دامت ثماني سنوات لن تكتمل كما يريدان... هي لا تشك في حبهما لبضعهما لكن ظروفهما ستحول دون اجتماعهما سوياً...

تنهدت قبل أن تتذكر أنَّها يجب أن تؤكد موعدها مع السيدة عائشة... لقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمها.. مجرد التفكير في حلمها أعطاها دفعة من النشاط فاستوت في جلستها لتسحب حقيبتها بغية أخذ هاتفها مستغلة عدم وجود زبائن لديها حتى تتمكن من اجراء مكالماتها قبل أن تنسى... عبثا بحثت في حقيبتها لكنها في النهاية لم تجده... لوت شفتيها غيظا مفكرة أنه من الواضح أنها نسيته في سيارتها..

فركت جبينها وهي تفكر أنَّه بالاضافة للاتصال بالسيدة عائشة لتأكيد موعد اليوم بينهما فيجب أن تتصل بهشام كذلك حتى يذهب للبيت ليأخذ القفاطين الجاهزة... وأخيرا ياسمين حتى تعطي القفاطين لهشام فاستقامت زافرة بتعب لتجلب هاتفها فتوجهت نحو وداد زميلتها في العمل قائلة:
- وداد سأخرج لبعض الوقت من فضلك غطي على غيابي...

دون أن ترفع رأسها نحوها قالت وداد التي كانت منشغلة:
- حسنا لا تقلقي ريما سوف أبعث المتدربة الجديدة هند لتجلس مكانك في حالة جاءك زبون... لكن لا تتأخري كثيرا...

أومأت ريماس موافقة و تمتمت بالشكر لوداد قبل أن تنصرف بسرعة نحو باب الوكالة ثم نحو سيارتها..

*******************

ترجل وليد من سيارته وهو ينقل نظره بين الورقة التي في يده وبين اسم وكالة الأسفار التي أمامه "أسفار الجوهرة"... ابتسم وهو يضع الورقة في جيب سترته قبل أن يسير باتجاه وكالة الأسفار...

بالأمس كلف صديقا له باجراء بحث عن المدعوة ريماس من خلال رقم هاتفها واسمها وصباح اليوم حصل على ما يصبو إليه... صحيح أنَّ المعلومات التي حصل عليها لم تروي عطشه للتعرف عليها لكن حاليا يكفيه هذا القدر من المعلومات...

ما ان همَّ بدخول وكالة الأسفار حتى اصطدم بفتاة تخرج مسرعة من الوكالة... لم ترفع رأسها لتنظر إليه بل تأسفت منه بسرعة قبل أن تخرج... أما هو فقد بقيت عيناه تتبعان تلك الفتاة ذات القد الممشوق والشعر ذو اللون العسلي... انه يكاد يقسم أنَّه رآها في مكان ما لكن ليس لديه وقت ليحاول تذكر أين رآها.... رائحة عطرها ما تزال عالقة بأنفه...

حرَّك رأسه عشوائيا قبل أن يكمل طريقه إلى داخل الوكالة... أجال بنظره في المكان... كانت الوكالة عبارة عن مكاتب منتشرة هنا وهناك... بعض الموظفين كان منكبا على ملفات والبعض الآخر يقوم بعرض الرحلات المنظمة من قبل الوكالة على الزبائن... بنظرة سريعة استطاع أن يحدِّد مكتب ريماس حيث كان اسمها مكتوب على لوحة صغيرة موضوعة بشكل بارز على المكتب "ريماس غزالي مستشارة تجارية"... كانت تجلس خلف المكتب شابة في مقتبل العمر ذات شعر كستنائي قصير... ملامحها المتناسقة أظهرت توترها... ابتسم وليد ابتسامة خفيفة قبل أن يتقدم منها ويلقي التحية قبل أن يجلس في الكرسي المقابل لها...

لم تكن الفتاة الجالسة أمامه تشبه في شيء ريماس التي في خياله... لقد تخيلها كغجرية بشعرها الأسود وعيونها الخضراء... حين سمع صوتها في الهاتف تخيل أمامه فتاة ذات شخصية قوية... لكن الماثلة أمامه لا تشبهها في شيء بدءا بشكلها العادي بالنسبة له وانتهاءا بتوترها...

تظاهر أنَّه ينظر إلى اسمها قبل أن يقول:
- آنسة ريماس...

ابتسمت الفتاة لتقول بهدوء مغلف بالتوتر:
- اسمي هند... أنا فقط بديلة عن ريماس لبعض الوقت...

شعر بالسخط لأنه اختار اليوم الخطأ ليحاول التعرف على صاحبة المكالمات والرسائل ذات الصوت المميز... كان عليه أن يقوم ببحث أعمق مما قام به... على الأقل لم يكن ليتكبد عناء المجيئ إلى هنا بدون فائدة...

بدأ يستمع لها بملل وهي تعطيه آخر عروض الرحالات الخاصة بوكالتهم... مما جعله يفكر جديا في الرحيل على أن يعود في وقت يكون متأكدا من تواجد المدعوة ريماس...
فجأة تنبهت حواسه حين اخترقت أنفه من جديد رائحة عطر نفاذة وصوت ذو بحة مميزة لا يمكن أن ينساها:
- أشكرك هند... سوف أتولى أمر السيد بنفسي...

********************

لمدة خمس دقائق راقبت ريماس هند التي بدت متوترة وهي تشرح للزبون الجالس أمامها عروض وكالتهم لكنَّ لاحظت أنَّ توترها جعل الملل يتسلل إلى الزبون... لذلك آثرت التدخل قبل رحيله... اقتربت من مكتبها قائلة بابتسامة:
- أشكرك هند... سوف أتولى أمر السيد بنفسي...

شعرت أنَّ هند أخيرا استطاعت أن تتنفس بشكل طبيعي وهي تقوم من المكتب وهي ترسم ابتسامة و ابتعدت عنهم... استقرت ريماس في مكتبها وهي ترسم ابتسامة جذابة على شفتيها قائلة بطريقة عملية:
- مرحبا سيدي... سوف أعرض عليك الآن مجموعة رحلات وعلى حسب ميولاتك نختار منها...

كانت تتحدث دون أن ترفع رأسها لتنظر إلى الزبون... لكن حين لم تسمع ردَّا منه رفعت رأسها ببطء وهي تبتسم... قابلتها عينان سوداوتان تنظران إليها باعجاب لم يحاول أن يخفيه جعل اللون الأحمر يتسلَّل ببطء إلى وجنتيها... كان الجالس أمامها ذو شعر أسود خطته بعض الشعيرات البيضاء زادته وسامة... ابتسامته الجذابة زادت من اظهار غمازتيه وزادت من خجلها... أحنت رأسها وهي تقول بطريقة عملية لتخفي توترها:
- حسنا ان كنت من محبي الكرنڤالات فأكيد أنَّ رحلة البرازيل تناسبك.... أما ان كنت تحب المناظر الطبيعية فرحلة إلى اسطنبول وبورصا هي ما تحتاجه... أما ان كان ما تصبو إليه هو التعرف على الحضارة فأنصحك برحلة إلى مصر..

كانت تشير إلى كتيب الرحالات أمامها واضعة في كل مرة سبابتها إلى رحلة فرفعت رأسها لتنظر إلى يده اليسرى الموضوعة على مكتبها وأضافت بصوت أرادته هادئ:
- أما ان كانت زوجتك من محبي التسوق فأكيد ستسعد قلبها برحلة إلى إيطاليا...

سمعت صوت العميق يقول بلا مبالاة:
- للأسف لست متزوجا... "صمت لبعض الوقت قبل أن يضيف بصوت أقرب إلى الهمس" لكن ان كنتِ أنتِ مرافقتي سأحب التجول معك في شوارع روما أو ڤينيسيا...

شعرت بحرارة تسري في جسدها وأغرتها نفسها بصفعه على وقاحته الغير مغفورة بالنسبة لها،لكن سياسة العمل "الزبون ملك" تحتم عليها كتم غيضها...

رفعت حاجبها وهي تنظر للزبون أمامها الذي لاحظ بالتأكيد تغير ملامح وجهها فقد اتسعت ابتسامته الوقحة وهو يقول:
- أما ان كانت تستهويك السامبا فسيسعدني أن أختار لك البرازيل...

كانت ريماس قد بدأ غضبها يتصاعد، فيكفيها صعوبة اقناع ياسمين باعطاء هشام القفاطين ليأتي هذا الوقح ليزيد من غضبها... عدَّت إلى العشرة لتهدئ من غضبها قبل تقول ببرود لا تشعر به بتاتا:
- يبدو أنَّ هناك صعوبة في تفاهمنا مع بعضنا البعض لذا أنصحك أن تذهب إلى المستشار التجاري عصام سيكون أكثر افادة مني...

ابتسامته لم تغادر شفتيه ليقول بوقاحة وهو يريح جسده على الكرسي أكثر:
- لا أنا مرتاح معكِ أنتِ!!

كان هناك خليط بين الغضب والاستغراب من وقاحة هذا الرجل، منذ بدأت عملها منذ سنتين لم يقابلها مثيل له... كان يتحدث بثقة في نفسه كأنَّه جاء خصيصا من أجلها... سمعته يقول:
- أظن أنَّ رحلة إلى جزر البهاماس تناسبنا أكثر... مارأيك ريماس؟؟

وصل ضغطها إلى أقصاه خصوصا حين نطق اسمها بحميمية فرفعت حاجبها أكثر وهي تقول بغيض محاولة عدم رفع صوتها مكورة يدها:
- ألم تلاحظ أنَّك تجاوزت حدودك معي؟؟!! أظن أنَّه من الأفضل أن ترحل يا سيد!!

ابتسم بخفة مستمتعا لغضبها فرمى بقنبلته قائلا:
- لكنَّني جئت من أجلك أنت يا... ريماس الغزالي...

********************

كانت ياسمين ما تزال منزعجة من اتصال ريماس والذي من خلاله فرضت عليها أن تقابل هشام... لقد كانت ماتزال منصدمة من كلمته بالأمس حين قال أنَّ الخطوبة تخصها هي... صحيح أنَّه لم يقابل والدها لأنَّه ببساطة لم يكن في البيت... لكن لن يمضي وقت طويل قبل أن يتقدَّم لها فعلياً...

وضعت قلمها بين شفتيها مفكرة بهدوء... يجب أن تجد وسيلة لتقنع ريماس حتى تجعل هشام ينسى أمر الخطبة... من المؤكد أنَّ والدها لن يوافق في البداية... لكنها تعرف أنَّ هشام لديه أسلوب ساحر في الاقناع وقد يستعمله مع والدها ليغير تشبته بفكرة تزويج ريماس أولا وبعدها هي...

وضعت قلمها على الطاولة أمامها لتتخلَّل شعرها بقلق وهي تفكر أنَّها ستكون مصيبة لو وافق والدها... لأنَّها ببساطة لم تعد تريد هشام... أكيد أنَّها حتى أسبوعين من قبل كانت تتمنى أن يأتي اليوم الذي يتقدم لها هشام... لكن بعد أن عرفت أنَّه كان يخرج مع نورة كرهته... لأنَّ تلك الصورة التي كانت في بالها عنه تحطمت... انتزعها من أفكارها صوت من كان يشغلها يهمس قرب أذنها:
- ما بها حلوتي متضايقة؟؟

شهقت ياسمين وهي تفتح عينيها لتنظر اليه بحدَّة وهي تسمعه يضيف بمرح:
- أكيد منزعجة لأنَّ غياب عمي أجلَّ خطبتي لك أليس كذلك ياسو؟؟

اكتفت ياسمين بشمله بنظرة غاضبة قبل أن تقوم من كرسيها بالحديقة متوجهة إلى داخل المنزل دون أن تكلف نفسها عناء الرد عليه كأنَّه لا يستحق منها ذلك...

شعر هشام بالغضب لتصرفها الطفولي ليتبعها ويمسك ذراعها قبل أن تدخل إلى المنزل... التفتت إليه وهي تقول من بين أسنانها بغضب مكبوت:
- لو سمحت هشام اترك ذراعي!!

لم يتركها هشام بل قال بغضب:
- متى سوف تعقلين ياسمين وتتوقفين عن التصرف بطفولية؟؟ أظن أنَّني اعتذرت مطولا لك ولكن أظن أنَّ اعتذاري لم يكن كافيا لكِ!!

نظرت إليه ياسمين بغضب وهي تنتظر منه ترك ذراعها قائلة:
- أنا لا يهمني اعتذارك من عدمه!!

توقفت قليلا قبل أن تجذب ذراعها منه لتتابع ببرود:
- لأنَّك لا تهمني يا... ابن عمي!!

نظر إليها هشام بدون تصديق، لقد بدت كلماتها صادقة جدا، ترك ذراعها محررا اياها لتذهب لكن قبل أن تدخل إلى المنزل قالت بجرأة:
- مممم... قبل أن أنسى يا ابن عمي.. أرجو أن تنسى أمر الخطبة...

لمحت نظرات الصدمة على وجهه قبل أن تضيف:
- لأنَّني لا أظن أنَّ أحدا في هذا البيت سيوافق، أنتَ تعرف رأي والدي، ريماس أولا وبعدها أنا.. "أضافت بابتسامة باردة" أنا فقط أنصحك لئلا تتكبد عناء التقدم بطلب يدي وبعدها تُرفض!!

ابتسم هشام بغية استفزازها بعد أن أخفى صدمته من ياسو الصارمة و التي لا تبت بصلة لياسو اللطيفة المحبة ليقول مقرنا حديثه بابتسامة:
- ما رأيك أنَّ ريماس بنفسها واقفة في صفي وقد وعدتني بالتدخل!!

لعنت ياسمين نفسها... لم تحسب أنَّ ريماس قد تكون قطعت له وعدا بأن تتدخل وتقنع والدها... يجب أن تسرع باقناع ريماس حتى ينسى هشام أمر الخطبة...
سمعت صوت هشام المستفز وهو يقول:
- أظن أنَّ عمي الليلة سيكون هنا، يجب أن أستغل الفرصة قبل أن تضيع مني... أليس كذلك ياسو؟؟!!

منحته نظرة غاضبة قبل أن تدور على عقبيها لتدخل إلى المنزل وتصعد إلى غرفة ريماس لتأخذ القفاطين... نزلت وهي تتمتم:
- مستحيل أن يكون صادقا!! هو فقط يريد اخافتي لأنَّني لا أرد عليه حين يكلمني...

سمعت الخادمة تقول لها باستغراب:
- ياسمين مابك عزيزتي؟؟
- لا شيء عزيزة... من فضلك خذي هذه القفاطين لهشام انَّه ينتظر بالخارج!!

ابتسمت عزيزة لأنها تعرف أنَّ هواية هشام المفضلة هي رفع ضغط ياسمين... خرجت لتجده ينتظر بالخارج ابتسمت له وهي تعطيه القفاطين... ابتسم هشام قبل أن يقول بصوت عالي حتى يصل لياسمين:
- موعدنا مساء اليوم يا حلوتي!!

ما ان سمعت ياسمين جملته حتى أخذت هاتفها لتتصل بريماس كي تتدخل في الموضوع قبل أن يكبر...

**********************

رنَّ هاتف ريماس وقد كانت المتصلة ياسمين... أعطتها مشغول لتلتفت للجالس أمامها وهي تقول بغيض:
- ألا تظن أنَّ لكل شيء حدود؟؟ ووقاحتك قد تعدت كل هاته الحدود؟؟

قال بهدوء وابتسامته لم تفارق شفتيه:
- بالعكس ريماس...

أغمضت عينيها وهي تعد إلى العشرة حين رنَّ هاتفها من جديد... هذه المرة أجابت باقتضاب:
- مرحبا ياسمين... ماذا هناك؟؟

سمعت صوت ياسمين وهي تقول بتوتر:
- ريماس أرجوكِ أن تجعلي هشام يعدل عما يخطط له...

زفرت ريماس الهواء بضيق قبل أن تقول بصوت هامس:
- ياسمين لما لا تؤجلين حديثك حتى أعود مساء اليوم... أظن أنَّني في العمل الآن...

سمعت ريماس تنهيدة ياسمين قبل أن تسمع صوتها المتوتر:
- حسنا... لكن فقط امنحيني وعدا ألَّا تتدخلي في شيء يطلبه منك هشام قبل أن تسمعيني...

فركت ريماس جبينها بتوتر وهي تنظر إلى الجالس أمامها ذو الابتسامة الوقحة التي لم تختفي عن وجهه منذ أن جلست أمامه... ردَّت بعد ثواني من الصمت:
- حسنا ياسو لكِ ذلك... إلى اللقاء الآن...

قبل أن تقفل الخط سمعت ياسمين تقول باصرار:
- حاولي أن تعودي مبكرا اليوم...

ردَّت عليها بالايجاب لتقفل الخط وتوجه كلامه إلى الماثل أمامها لتقول بضيق:
- يا سيد أظن أنَّ ما تبحث عنه لا يوجد في وكالتنا المحترمة!!

شدَّدت على كلمة "محترمة" حتى يفهم أنَّ ما يقوله لا يمت للاحترام بصلة... فوقف ليأخذ من جيب سترته الداخلي بطاقة ووضعها على المكتب وانحني برشاقة ليدون شيئا بها قبل أن يقدمها لريماس وهو يقول بصوت أقرب إلى الهمس:
- هذه بطاقتي بها كل أرقامي "وضع أصبعه على الرقم المدون بقلم الحبر فضي اللون ليقول بابتسامته الوقحة" وهذا رقمي الخاص جدا لا يعرفه إلَّا من له مكانة خاصة...

اعتدل في وقفته وهو يعيد قلمه الفضِّي إلى الجيب الداخلي لسترته الرمادية وريماس تنظر إليه بدون تصديق... وفكرة واحدة تجول في رأسها "ماذا يظنها هذا الرجل؟؟!!" ليضيف بوقاحة أكثر:
- لست محتاجا لبطاقتك لأنَّني أحفظ رقمك في هاتفي!!!

رحل بعدها دون أن يترك لها فرصة الردِّ عليها... تاركا إياها تغلي من غضبها وهي تتمتم بغيض:
- بحق الله ماذا يظنني هذا الوقح!! حتى أن كلمة وقح لا توفيه حقه!!

رمت البطاقة على المكتب باهمال لتلتقطها وداد التي كانت قد وصلت لتوها إلى مكتب ريماس بهدف معرفة ماذا دار بين ريماس والزبون من حديث لأنها فهمت من هند أنَّه ربما جاء خصيصا لرؤية ريماس... قرأت وداد البطاقة لتقول بصوت عالي بدون تصديق:
- لا أصدق وليد الادريسي كان هنا من أجل رحلة منظمة من وكالتنا!!

التفتت لتقول لريماس التي كانت ما تزال غاضبة من وقاحته:
- اعترفي من أين تعرفين وليد الادريسي...

منحتها ريماس نظرت أعادت الكلمات إلى حلقها فتركت البطاقة وانصرفت من أمام ريماس الغاضبة...

***********************

كانت لطيفة تسترق النظرات لوليد الذي منذ أن عاد إلى البيت وهو ينظر إلى هاتفه كأنَّه ينتظر اتصالا أو رسالة من شخص ما، والواضح بالنسبة لها أنَّ ما ينتظره هو مهم بالنسبة له... لم تعرف لما قادتها أفكارها وشكوكها إلى المجهولة صاحبة الرسائل، فشعرت بالغيظ لمجرد التفكير فما بالك إن كان الأمر حقيقيا... أكيد ستموت حينها...
تنحنحت حتى تجذب انتباهه لكنَّه لم يعرها انتباهه كالعادة... حين لم يرفع رأسه قالت بصوت متوتر:
- مممم... وليد... لم تسألني عن زيارة جوديا؟؟

رفع رأسه ونظر إليها باستغراب قائلا بسخرية:
- ومنذ متى أهتم لك يا مدام لطيفة أو أهتم لزيارات شقيقتي لكِ؟؟

اغرورقت عيناها بالدموع، لكنها لم تسمح لها بالنزول... لقد أجهدت وهي تهرول لارضاء هذا الرجل الجلف ولم تفلح، حتى بحملها لاسمه وحملها بطفله فشلت بالوصول إلى قلبه... ومن الواضح جيدا أنَّها لن تصل أبدا...

سمعته يقول بسخريته المعتادة:
- لا تقولي لي عزيزتي أنَّك تأثرتِ من كلامي؟؟!! لا أصدق أنَّه لديكِ مشاعر!!

وقفت لتقول بحدَّة بصوت مبحوح:
- كفى وليد!! لقد تعبت من اهاناتك كل يوم!! كأنَّني وحدي السبب في تكوين ذاك الطفل؟؟ "قالت وهي تشير بأصبعها لسامي الجالس بهدوء يلعب في ركن الغرفة" ألم تكن سعيدا بعلاقتنا من قبل...

قاطعها بملل:
- لكنَّك خدعتني!! وهذا ما لا أغفره لطيفة!!

صمت لبعض الوقت بينما كانت لطيفة تنتحب... ليقف متوجها إلى باب المنزل قائلا بضيق:
- رجاءا لطيفة ارحميني من دموع التماسيح... لقد بتُّ أضيق ذرعا بها!!

خرج بعدها صافقا الباب خلفه... تاركا امرأة جربت كل شيء وحاربت كل شيء لتفوز به لتكتشف أنَّها كانت تحارب طواحين هواء دون كيشوت...

*****************

وقف وليد أمام البحر ينظر لظلمته التي أصبحت رفيقته الأيام الأخيرة، أخذ نفسا عميقا وأغمض عينيه وعقله يسترجع صورة ريماس، صحيح أنها لا تشبه ولو جزءا بسيطا من الصورة التي رسمها لها في خياله لكنَّ ذلك لا يمنع كون أنَّ ما رآه قد راق له، مقارنة مع من عرفهن من النساء فريماس تعتبر عادية الجمال لكن هناك قوة خفية تجذبه إليها، لا علاقة لها بشكلها ولكن بروحها، تمنى لو أمضى اليوم بطوله يشاكسها فتلمع عينيها كما حصل صباحا ببريقها الجذاب، أكيد لم يكن ليمل وهو معها...

أعادت ذاكرته صورتها أمام عينيه بشعر يشبه العسل في لونه، عينان كانتا كقطعتين من الفولاذ بهما قوة غريبة تخبر من أمامها أنَّ صاحبتهما ليست سهلة المنال، جسمها حكاية اغراء وحده... رشيقة القوام... لم تكن طويلة ولكنَّ طولها مناسب بالنسبة له، مازال يتذكر جيدا ماذا كانت ترتدي... سروال من الحرير الأسود أظهر طولها ورشاقتها مع قميص وردي يلفَّ جسدها بنعومة ويظهر أنوثتها بشكل مغري، أما شعرها العسلي فقد كان على شكل شينيون... لم يسبق له أن كان شديد الملاحظة بالنسبة للنساء فيكفيه أن يرى جمال وجهها وقوامها... لكن مع ريماس هذه لقد راقب أدق تفاصيلها حتى لون طلاء الأظافر لم يفته...

ابتسم وهو يتذكر ردَّة فعلها على كلماته... لقد كانت عفوية لدرجة أنَّه للحظات شكَّ أن تكون هي نفسها صاحبة الرسائل... لكن تلك البراءة في عينيها وردة فعلها المستنكرة لكلامه لم تقنعه...

بابتسامة خبيثة أخذ هاتفه من جيبه ليتصل بها... لقد فهم تكتيك ريماس... تقوم بالخطوة الأولى وبعد ذلك تتراجع إلى الخلف منتظرة من الآخر القيام بكل الخطوات... همس والابتسامة لم تفارق شفتيه "حسنا فليكن لها ذلك... انها تستحق"...

تنقلت أصابعه برشاقة باحثا عن رقمها ليضغط أخيرا على الزر الأخضر... وضع الهاتف على أذنه وهو يسمع رنينه المتتالي منتظرا أن يسمع صوتها ذو البحة المغرية... لكن عبثا انتظر... قطع الاتصال ليعيده من جديد... لكن النتيجة واحدة... لا تجيب!!

ضغط على هاتفه بقوة...
"أية لعبة تلعبها؟؟"

كان سيعيد الاتصال بها من جديد لكن رنين هاتفه أوقفه...
ابتسم بسخرية قبل أن يضغط الزر الأحمر قاطعا الاتصال... زفر بضيق وهو يفكر باستنكار في المتصلة:
- ألم تيأس؟؟!!

عاد هاتفه للرنين من جديد... فابتسم ساخرا ثانية وهمس :
- يبدو أنَّ بالها طويل ولا وجود لكلمة يأس في قاموسها...

ضغط الزر الأخضر لاستقبال المكالمة قائلا ببروده المعتاد:
- لمن أدين بهذه السعادة جوديا؟؟ في غضون أسبوع عشرات مكالمات!!

سمعها تقول بعتب:
- كأنَّك أجبت عن أحد تلك الاتصالات...

زفر بضيق قبل أن يقول:
- حسنا جوديا ما سبب اتصالك؟؟

تنحنحت قبل أن تقول بتردد:
- أردت فقط دعوتك على العشاء... لقد مضى وقت طويل منذ أن اجتمعنا... وحين تعرف بزيارتي لكم تتخلف عن المجيئ...

تخلَّل شعره قبل أن يقول بضيق:
- ومن السبب في رأيكِ مدام جوديا؟

سمع نبرتها الحزينة وهي تجيبه:
- أقسم لك وليد أنا لم...

قاطعها بحدَّة:
- جوديا لن نعود إلى نفس الموضوع، لقد تحدثنا بما فيه الكفاية بالموضوع وحين تكونين مستعدة للاعتراف بخطئك سأكون موجودا... إلى اللقاء الآن!!

أنهى مكالمته وهو يتذكر صدمته حين عرف أنَّ جوديا لها يد في ما حدث... لطالما كانت جوديا شقيقته المفضلة التي كانت تعتبر بئر أسراره في وقت من الأوقات... لكنها خسرت ثقته...

تخلَّل شعره وهو يفكر بضيق... وعادت به ذكرياته إلى سنتين خلوا... كان في زيارة لجوديا عله يجد لديها حلا لمصيبته مع لطيفة... لكن ما صدمه أنَّه حين فتحت الخادمة الباب ودخل متوجها إلى غرفة الجلوس سمع حديثها في الهاتف مع لطيفة.. كانت تصرخ بوجهها:
- اعذريني يا لطيفة أنتِ غبية!! لقد أخبرتك من قبل أنَّ طريقتك هذه لن تجعل وليد خاتما في أصبعك كما تحلمين.. لقد خسرته حبيبتي...

ساد صمت قصير بعد ذلك لتقول هي:
- أجل الفكرة كانت فكرتي لكن أنا قلت لك تقربي منه لا أن تقفزي معه إلى السرير!! اسمعي سأحاول أن أضغط عليه لكن لن أعدك أن يسمع لي... وأنتِ من جهتك اضغطي عليه بكل وسيلة تملكينها!!

كان وليد قد وقف متصنما وهو يسمع كلمات شقيقته... صدمته فيها كانت قوية... أتى لتفكر معه بحل لمصيبته ليجدها طرف منها، لم ينتظر ليسمع أكثر لقد سمع ما يكفيه ليصل لاستناجاته وليتضح الغموض الذي كان يلف لطيفة... وفعلا اتصلت به جوديا فيما بعد تترجاه أن يتزوج لطيفة لتفادي الفضيحة لكليهما... كل ما فعله هو أن أقفل الخط بوجهها... لتأتيه لطيفة بعد ذلك مهدِّدة أنَّها ستفضحه... لقد استعملت معه أقذر طريقة لتهديده استغلت حرصه على سمعته لتهدِّده بها... استغلت والديه لتضغط عليه في النهاية... ليرضخ في النهاية مكرها لهذا الزواج...

زفر وليد بضيق وهو يعود إلى الحاضر ضاربا بقدمه حجرا كان أمامه، أخذ هاتفه ليعود و يتصل بريماس ثانية بغية الهروب من ذكرياته البائسة لكنه عدل عن ذلك في آخر لحظة...

***********************

استمعت ريماس بصبر لياسمين وهي تبرِّر رفضها لخطبة هشام... وضعت يدها على ذقنها مفكرة قبل أن تقول بهدوء:
- أجد أسبابك غير مقنعة ياسو!!... هشام تتمناه أية فتاة... ليس لأنَّه صديقي وابن عمي أخبرك بهذا ولكن أنا أتحدث عن شخصه... أعطني أسبابا غير ما قلته وأعدك أن أحاول معه أن يؤجل الموضوع...

وقفت ياسمين وهي تقول بحدَّة ذارعة مكان جلوسها في الحديقة جيئة و ذهابا:
- لا أريده فقط أن يؤجل الموضوع ريما... أريده أن ينسى الموضوع بأكمله... لا يشرفني أن يكون هشام زوجي "نطقت اسمه باشمئزاز"

أغمضت ريماس عينيها برهة في محاولة للتحكم بأعصابها فشقيقتها بدأت تثير حنقها... لتقول بهدوء بعد أن فتحت عينيها:
- ياسمين إما أن تقولي ماذا بينك وبين هشام وإلا أقسم أنَّه بدل أن تكون خطبة سيكون زواج!!

فتحت ياسمين عينيها بعدم تصديق... وقبل أن تقول شيئا قطعها صوت رنين هاتف ريماس الذي ما أن رن حتى وضعته على وضع الصامت ناظرة إليها بنفاذ صبر... ابتلعت ياسمين ريقها لتقول بتلعثم:
- لا أريده ريما!!

زفرت ريماس الهواء بضيق قبل أن تقف وتتوجه نحو باب المنزل قائلة ببرود:
- معك نصف ساعة لتفكري وتقرِّري ان كنت ستحكين شيئا... بعدها...

تركت كلامها معلقا ودخلت إلى المنزل... رنَّ هاتفها من جديد فنظرت إلى شاشته التي تنير باسم المزعج... وضعته على الصامت مفكرة أنَّه لا ييأس أبدا... لقد ضاقت ذرعا به... ألا يكفيها ذلك الوقح الذي أغاظها اليوم لتأتي ياسمين لتزيد الطينة بلة مترجية أن تقنع هشام بأن ينسى أمر الخطبة التي هي أمر مفروغ منه لأنَّه سواء تقدم الآن أو فيما بعد فهي قد سميت له منذ أن كانت في المهد ولن تأتي هي الآن لتغير الأمر...
صعدت ريماس إلى غرفتها رامية هاتفها على السرير لتجلس متخللة شعرها في محاولة للتخفيف من الصداع الذي بدأ يلم بها... بعد خمس دقائق دخلت ياسمين بعد أن طرقت الباب قائلة بصوت خافت وعينيها مغرورقتان بالدموع:
- لقد كان على علاقة بصديقتي نورة!!

رفعت ريماس نظرها لياسمين في محاولة لاستيعاب ما قالته... جلست ياسمين على الكرسي المقابل لها قائلة:
- لقد... لقد رأيتها معه.. ذاك اليوم حين أتى ليأخذني من الثانوية... لقد صدمت ... كان يطلب منها أن تنزل من السيارة حتى لا أراها معه... هي أساساً كانت تحكي لي عن صديقها الجديد... وأنا... أنا لم أعرف أنَّه هو...

شهقت ياسمين باكية قبل أن تقول:
- لا أريده ريما... أتوسل إليك اقنعيه أن ينسى أمر هذه الخطبة...

كانت ريماس تنظر إليها بدون تصديق... صحيح أنَّها تعرف ماضي هشام وعلاقاته لكنَّها لم تفكر في يوم أنَّه من الممكن أن يكون على علاقة بصديقة ياسمين المقربة...

وقفت ريماس بدون أن تقول أي شيء وخرجت من الغرفة متوجهة إلى مكتب والدها الذي كان يتحدث مع هشام وهذا الشيء الذي لم تكن تدركه ياسمين...

**********************

كان هشام يستمع لعمه يتحدث معه عن آخر سفر له آخذا رأيه في بعض الأمور... وقد كان شعور التوتر يطغى عليه وهو شيء جديد عليه... انتبه إلى أنَّ عمه أنهى حديثه ليتنحنح هو قائلا بصوت أراده واثقا:
- عمي... أنت تعرف أنَّني منذ زمن أود خطبة ياسمين... وبما أنها في آخر سنة لها في الثانوية...

ابتسم العم بحنان ليقول:
- هشام أنت ابني لا داعي لكل هذه المقدمة...

ابتسم هشام بارتياح... لكن عمه عاد يصدمه قائلا:
- لكن أنت تعرف أنَّ ياسمين لا تزال صغيرة... وريماس لم توافق بعد على أي شخص تقدم لها... لذا...

قاطعه هشام بسرعة قائلا:
- عمي ليس لدى ريماس أية مشكلة... بالعكس لقد شجعتني على أخذ هذه الخطوة...

ابتسم العم من توتر ابن أخيه الذي كان دوما واثقا من نفسه... لكن حين تعلق الأمر بصغيرته ياسمين يفقد هذا الواثق كل رباطة جأشه... ليقول ممازحا:
- اذا فلنستشر ريماس أولا...

لتدلف ريماس بعد جملة والدها تماما بعد طرق خفيف قائلة بحذر مقرون بابتسامة:
- عذرا... لم أكن أعلم أنكما مشغولان... سأعود لاحقا...

التفت هشام مبتسما بينما قال عبد الجليل:
- لا تعالي ريما... هشام وأنا نريد أن نأخذ رأيك في أمر ما...

تقدمت ريماس بحذر وهي شبه متأكدة من الموضوع الذي يريدانها من أجله... كان هشام يبتسم لها بثقة... فجلست على الأريكة قرب هشام ليقول عبد الجليل:
- لقد طلب هشام يد ياسمين... من جهتي أنا موافق مبدئيا... لكنني أخبرته أنَّه لا يعقل أن تخطب الصغرى قبل الكبرى... لكنَّه يقول أنَّه لا مانع لديك حتى أنَّك شجعته على هذه الخطوة...

تنحنحت ريماس و انحرفت بنظراتها عن هشام قبل أن تقول بهدوء:
- لقد ناقشت الموضوع مع ياسمين وأنا من رأيها، انها لا تزال صغيرة على الارتباط حاليا...

اتسعت عينا هشام بعدم تصديق لما قالته ريماس ليقول:
- ريماس...

نظرت إليه ريماس ببرود قبل أن تقول بقوة :
- ياسمين لا تريد الزواج حاليا وأنا أؤيدها...




نهاية الفصل



موني جابر غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-18, 01:11 AM   #216

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصلين دسمين جميلة
الوقح حمزة الجراح لازمو الضرب،لكن صراحة أعجبتني علياء بردها
فقط سؤال يتبادر إلى ذهني:ما علاقته مع سعد؟
هشام كمان عديم الاخلاق يتسلى بفتاة و يريد الزواج بأخرى،أتمنى أن تظل على رفضها
و الحقير الأكبر مسيو وليد و ما يفعله مع ريماس...لكن ما قصة الرسائل التي لا ترسلها له؟
الانتظار توضيحات في الفصول القادمة
دمتي مبدعة


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-18, 01:24 AM   #217

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين دسمين رووووعة تسلم ايدك 😘😘
عجبتني القفلة كيوووت من الاخر 😂😂تستاهل خليك تتقلى عالنار شوي وتتعلم الادب🤣🤣
علياء شو صاير معها وسعد بعرف والمززز حمزاوي بلش التحدي وبعد كلامة شكله اختة زوجه سعد ايامك سودة يختي مع المزز 😂😂


Khawla s غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-18, 03:35 AM   #218

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين رائعين ودسمين،
هويت الرواية اللي كلها مشاكسات دي
يسلموووووو


ام رمانة غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-18, 06:33 AM   #219

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

انا بستغرب ليش ما بياخدوا رأي ياسمين بالخطبة وقاعدين بياخدوا رأي ريماس بس؟؟زي كنو هديك لوح ما الها رأي!!ازعجني هاد الموضوع

علياء بتستاهل اللي حكالها ايا حمزة لانها هي اللي عاملة حالها وسخة وبتعرف رجال

ريماس ليش ما تغير رقم تلفونها وتريح راسها ولا عاجبها يضل وليد يحكي معها


affx غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-18, 08:31 AM   #220

عبير سعد ام احمد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبير سعد ام احمد

? العضوٌ??? » 351567
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,136
?  نُقآطِيْ » عبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond reputeعبير سعد ام احمد has a reputation beyond repute
افتراضي

فصلين روعة وحشتني الرواية
اخيرا ياسمين عرفت مشكلة هشام وياسمين
بس معجبنيش ضغطها علي ياسمين.
------------------
ريماس متعرفش ان الوقح والمزعج شخص واحد
بس عجبني مواقفهم مع بعض
**********************
علياء متحاملة اوى علي ريماس لسة قصتها
مع سعد وجدتها يسودها الغموص .
بس هي ذكية لانها مقلتش لسعد عن حمزة
زي توقع حمزة اللي اكيد هيجي يوم ويخرج من بروده ونتفرج
علي ااحرب المستعلة بينهم


عبير سعد ام احمد غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.