آخر 10 مشاركات
رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1 - العاصفة في قلبها - مادلين كير - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-19, 04:35 AM   #1201

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


صباح الورد حبايبي ❤🌹🌹
نزل الجزء الأول من الفصل الثامن والخمسين بحمد الله
الجزء طويل يا رب يعجبكم

بحبكم في الله ❤❤❤



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 22-12-19 الساعة 10:35 PM
may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 08:51 AM   #1202

عبد جبار

? العضوٌ??? » 424248
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 440
?  نُقآطِيْ » عبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond reputeعبد جبار has a reputation beyond repute
افتراضي

يالله يالله روعه روعه رهيب الفصل وقفلتيها قفله خطيره جدا ابداعك بجد فظيع انت كاتبة مبدعه وقليل جدا كلمة عظيمه عليك تكتبي باحساس عالي ورقي مقدرش اعبر عن فعلا احساسي وانا اقراء لك ولكن بجد بقول انت عظمة على عظمة ياست واعذريني بس ده أقل شيء ينقال وبصراحه بانتظار الجزء القادم عل 🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥🔥

عبد جبار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 10:27 AM   #1203

ام يوسف مالك

? العضوٌ??? » 435365
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » ام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond repute
افتراضي

سلمت يداك فصل روعه ، و جمعتكم طيبه يارب

ام يوسف مالك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 08:52 PM   #1204

Roramory

? العضوٌ??? » 438482
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 390
?  نُقآطِيْ » Roramory is on a distinguished road
افتراضي

أحداث متشوقه مستنيه الفصول القادمه اكتر حاجه ايه الي هيحصل مع منذروملك وسديم روايه رائعه موفقه بإذن الله

Roramory غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 09:38 PM   #1205

ام يوسف مالك

? العضوٌ??? » 435365
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » ام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond reputeام يوسف مالك has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل متئ ينزل الفصل اليوم في اي ساعه

ام يوسف مالك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-19, 05:53 AM   #1206

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن والخمسون (الجزء الثاني)
رمت (سديم) أوراق فحوصاتها الجديدة جانباً وتنهدت وهي تسترخي في مقعدها أمام الشرفة تتطلع بعينين غائمتين للخارج دون أن ترى حقاً ما أمامها وعقلها يسترجع كلمات الطبيب الإنجليزي الذي راجعته لتطمئن على وضعها وحالتها .. لامست بطنها بخوف .. لم تتوقف عن الدعاء أن يكتمل حملها على خير .. تخشى أن يصيبه أي مكروه إن خضعت للعلاج بأي شكل من أشكاله .. زفرت بحرارة وهي تغمض عينيها وخانتها دمعتان أسرعت تمسحهما وهمست وهي تمسح على بطنها
"لا تخافي حبيبتي .. لن يصيبكِ أي شيء .. ماما ستحميكِ بحياتها لو لزم الأمر"
فتحت عينيها والتقطت هاتفها تقلب فيه بعينين دامعتين .. لامست بأصابع مرتجفة صورة لـ(آدم) وهمست وهي ترفعها لفمها تقبله باشتياق

"اشتقت لك .. لا تعرف كم يقتلني فراقك منذ اللحظة التي تركتك فيها .. أعرف أنّك لن تسامحني لكنني أحبك لدرجة أن أحتمل غضبك على أن تتعذب بسببي"
نظرت لصورته لبرهة ثم قلبت في باقي الصور وارتجف قلبها وعيناها تعانقان صور (رفيف) العديدة على هاتفها .. صور كثيرة معها .. تعانقها بحب .. صور أخرى متعلقة في رقبتها بسعادة تنضح من وجهها الصغير .. بعض الصور القليلة مع (رامي) الذي يتصرف بنضج غريب لولا لحظات تخونه فيها طفولته .. ابتسمت بحنان وتركت دموعها تسيل في ألم .. كم تشتاقهما .. لابد أنّهما هما الآخران غاضبان منها .. لقد خانتهما .. بكت في حرقة وهي تقبل وجهيهما
"سامحاني صغيرايّ .. أنا آسفة"
وضعت يدها على بطنها وهمست بحرارة
"انظري صغيرتي .. هذان أخواكِ .. هذه الشقية (رفيف) .. ستكون أختكِ الكبيرة وستحبكِ كثيراً وتعتني بكِ عندما تذهبين إليها .. وهذا (رامي) .. إنّه كوالدكِ تماماً حتى في غضبه وخصامه"

ضحكت من بين دموعها وعادت تكمل
"سيكون رجلاً رائعاً مثله أنا واثقة .. سيكون أخاً قوياً ومحباً .. سيحميكِ ويضعكِ في عينيه .. تماماً كخالكِ (هشام)"

اهتز قلبها مع ذكره .. لقد خانته وجرحته هو الآخر .. لابد أنّه يبحث عنها بجنون الآن .. بكت أكثر وعقلها يؤنبها للمرة الألف على تصرفها الغبي .. لماذا فعلت بهم جميعاً هذا؟ .. الذنب والندم يقتلانها كل لحظة لكن فات الأوان على إصلاح خطأها الأحمق .. خفضت الهاتف واستسلمت لدموعها لدقائق، حتى بدأ بكاؤها يهدأ وأنّبت نفسها تتذكر نصيحة الطبيب أن تحاول الابتعاد عن الضغوط النفسية حتى لا يتأثر حملها أكثر .. مسحت على بطنها برفق وهمست
"أنا آسفة يا روحي .. لن أتعبكِ معي .. سنكون بخير نحن الاثنتين"

بقيت في مقعدها لوقتٍ لم تحسبه مغمضة عينيها تحاول الشعور بسكينة تعرف أنّها لن تجدها ما دامت تركت أمان عائلتها خلفها وهربت .. أيقظها من شرودها رنين الهاتف فأسرعت تلقتطه متوقعة المتصل .. أخيراً اتصل بعد الانتظار المرير الذي عاشته منذ مكالمتها معه وإرسالها إليه كل بيانات الوغد الذي تريده مع وعده أن يعثر عليه ويجلبه عندها قريباً .. ردت على المكالمة بلهفة
"مرحباً (فيليب) .. هه .. ما الأخبار عندك؟ .. أحضرته؟"

وصلها صوته بثقة
"هل تشكين فيّ (سيلينا)؟"

ضحكت بارتجاف مترقبة
"بالتأكيد لا .. لكن أنت تعلم أهمية هذا الأمر لي"
صمت لحظة ثم قال

"أعلم عزيزتي .. لكن .. هل أنتِ متأكدة مما تريدين فعله؟"
قاطعته هاتفة
"لن أتراجع أبداً عن قراري (فيليب) .. أنت لا تعرف كم انتظرت هذه اللحظة .. كنت أحترق لسنوات وأنا أظنني خسرت فرصة انتقامي منه"
قال بعد لحظات
"ربما الانتقام لا يحقق لكِ الراحة التي تبحثين عنها صغيرتي"
قطبت دون رد قبل أن تقول بسرعة حتى لا تعطي نفسها فرصة لتؤمّن على صدق كلماته
"المهم .. هل فعل رجالك الأمر كما طلبت؟ .. لم يتأذى أي شخص وهم يختطفونه"
وصلتها ابتسامة واثقة في صوته
"بالطبع جميلتي .. أنتِ طلبتِ أن يتم الأمر دون نقطة دم وأنا تأكدت أن ينفذ الرجال ما تريدينه .. الرجل أصبح في قبضتنا لكن .. ربما هناك ما يجب أن تعرفيه بشأنهّ فقد يتغير رأيكِ و .."

قاطعته برفض
"لن أغير رأيي (فيليب) أخبرتك .. اسمع .. سنتقابل إذن في المكان الذي اتفقنا عليه، حسناً؟"
تنهد بقلة حيلة وأجابها
"حسناً صغيرتي .. كما تشائين"

تحدثا معاً قليلاً يتفقان على التفاصيل قبل أن تغلق الهاتف وتنهض من مكانها لتستعد .. بعد دقائق كانت تبدل ثيابها واتجهت للمرآة لتكمل وضع زينتها .. ما أن انتهت حتى تراجعت تنظر لصورتها في المرآة تتطلع إلى (سيلينا) التي بعثتها من جديد .. استعادت طلتها ونظراتها الجليدية .. قابلت عينيها في المرآة وتساءلت داخلها .. هل كان من الخطأ أن تتخلى عنها؟ .. هل أصبحت هكذا لأنّها خسرت كل قوتها حين دفنت (سيلين) داخلها وقالت أنّها ماتت؟ .. تنفست بقوة .. هل كانت قوية من الأساس؟ .. اتضح في نهاية الأمر أنّها كانت هشة للغاية .. رفعت رأسها تستجمع قواها .. ترفض أن تكون منكسرة في مواجهته .. تحتاج لكل غرور (سيلين) وقسوتها وقلبها الذي لا يلين .. تحتاج لهذا لتستطيع أن تقدم على تلك الفعلة التي لا تقدر عليها (سديم) .. تأملت نفسها مرة أخيرة ونزلت عينيها فوق فستانها القصير الذي عانق جسدها بأنوثة مغوية .. هذه المرة كانت تشعر أنّها خرجت من جلدها فجأة .. لم تشعر بنفسها في هذه الثياب .. بدت امرأة غريبة .. شعرت بكراهية مفاجئة وهي تنظر لصورتها .. لابد أنّ هذا كان شعور (آدم) حين انتقمت منه قبل سنوات .. كان يرى نفس المرأة التي تنظر لها عبر المرآة .. مالت تستند بكفيها لطاولة المرآة وهي تهمس لنفسها بحدة
"استجمعي نفسكِ .. يجب أن تكوني قوية وأنتِ تنظرين في عينيه .. ستراقبينه ونور الحياة يغادرهما .. تماماً كما فعل بأبويكِ"

أخذت نفساً عميقاً وهي تبادل صورتها نظرة ملأتها بالتحدي لكنّها كانت تعلم زيفها في أعماقها .. أسرعت تلتقط حقيبتها وفتحت تنظر للمسدس بداخلها وضغطت على قلبها بشدة .. إن كان هناك شخص واحد في هذا العالم يستحق أن تلوث يديها بدمه فسيكون هو وحده .. لقد انتظرت عمراً تتحرق انتقاماً وظنت أنّها خسرت فرصتها بمعرفتها بموته هو و(عزت اليزيدي) .. لم تصدق حظها حين مرت قبل أيام قليلة على (أحمد اليزيدي) وهو منفرد بابن أخيه .. كادت تتراجع لحظتها وتتركهما في جلستهما الخاصة، لولا أن سمعت اسمه يتردد في حديثهما .. كانت وقتها تشعر أنّ العالم كله يوشك أن ينتهي من حولها بعد اكتشافها لمرضها، لتصفعها في تلك اللحظة حقيقة وجوده على قيد الحياة .. كانت محظوظة لتسمع (عماد) يتحدث مع عمه بخصوصه .. كان هذا كافياً لتعود كراهيتها للاشتعال وتستيقظ رغبتها الحارقة في الانتقام منه كما أقسمت قبل سنين .. الآن وبعد أن ظنت حياتها توشك على النهاية في أي لحظة يمنحها القدر تلك الفرصة لتشفي غليلها من قاتل أمها .. همست وهي تخرج المسدس وتقبض عليه بقوة
"استمتع بلحظاتك الأخيرة في هذا العالم (شوكت سليمان) .. لن ينتهي اليوم إلا ورصاصتي مستقرة في قلبك اللعين"

قالتها بنبرة حاقدة ثم أعادت المسدس مكانه وتحركت مغادرة إلى حيث خطوتها الأخيرة للحصول على ثأرها .. لم تعلم أنّها بخطوتها تلك على وشك أن تقلب حياة الجميع بلا استثناء.
*************************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-12-19, 05:56 AM   #1207

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"(ملك) .. هل تسمعينني؟ .. أنتِ بخير؟"
حركت رأسها وهي تأن بوجع بينما عقلها يسترجع في لحظة كل ما عاشته قبل قليل .. فتحت عينيها لتجد وجه (شاهي) المائلة عليها بقلق وهي تسألها

"كنتِ تأنين في نومكِ .. هل تشعرين بأي ألم؟"
هزت رأسها نفياً دون رد وأشاحت عينيها عنها لا تريد أن تفضحاها فهي موقنة أنّ كل ألمها مطل الآن عبرهما .. تعرف هذا دون شك فقلبها الذي يتمزق بلا رحمة الآن لا منفذ له سوى عينيها اللتين تمنعهما بصعوبة من البكاء وشفتيها اللتين تضغط عليهما حتى لا تصرخ بكل القهر والوجع داخلها .. رفعت عينيها تنظر حولها بقلق ويبدو أنّ (شاهي) فهمت سؤالها المكتوم فقالت
"(منذر) غادر لأمرٍ مهم وسيعود عندما ينتهي"

قطبت دون رد وأطرقت فاقتربت منها (شاهي) ومسحت على شعرها برقة وقالت وهي تعتدل وتلتقط كوب الماء من جوار الفراش
"التقطي أنفاسكِ عزيزتي .. أنتِ بخير الآن .. هل حلمتِ بكابوس؟"

همست وهي تناولها الكوب
"اشربي هذا واهدأي قليلاً .. يا الله .. لماذا ترتجفين هكذا؟"
هزت رأسها وهي تحاول التحكم في رجفتها
"لا شيء .. ربما هو أثر الدواء"

همست وهي تلتقط منها الكوب، فابتسمت لها بحنان وقالت وهي تمسح على شعرها مرة أخرى
"ربما .. أخبريني .. هل تشعرين بأي ألم؟ .. تريدين أن أطلب لكِ الطبيب؟"
هزت رأسها بضعف وهي تتحاشى النظر لها
"أنا بخير"

جلست (شاهي) على طرف الفراش وتأملتها ملياً ثم سألتها بقلق
"ما الذي حدث؟ .. لماذا كنتِ خائفة بهذه الطريقة؟ .. هل استيقظتِ على كابوس؟"
تنفست بصعوبة وهي تستعيد تلك اللحظات .. لا تريد أن تتذكر .. كيف يمكنها أن تصدق ما سمعته؟ .. كيف يمكن أن يكون ابن (سيزار) وهو لا يحمل اسمه .. همست لنفسها بسخرية .. أنتِ نفسكِ تخفيتِ لسنوات باسم وهوية مزيفة أنتِ وشقيقكِ .. لماذا تستغربين أن يحمل هو اسماً غير اسم أبيه .. (سيزار) أصلاً هوية مزيفة وربما اسم (توفيق) ليس اسمه الحقيقي من يعرف .. ليس ذنبه .. إنّه ذنبها هي .. هي من طاردت سراباً بالفعل .. اختنقت بالدموع وهي تفكر في شقيقها .. لقد وصل الأمر أن تلقي بنفسها إلى التهلكة ولم تفكر لحظة حين رأته يتعرض للخطر .. ألم تفكر في شقيقيها الذي سيبقى وحيداً من بعدها؟ .. لهذه الدرجة انحدرت بنفسها لتخاطر به ولأجل من .. مجرم؟ .. عدوها .. لقد ارتكبت أكبر غلطة في عمرها .. سقطت ببشاعة .. لم تقع في حب مجرم وحسب .. لقد عشقت ابن قاتل أسرتها .. كيف فعلت هذا بنفسها وبهم؟ .. لكن .. لم يفت الأوان .. هي ستهرب من هنا .. ستترك كل شيء وتعود لشقيقها .. ستنتزع قلبها وتدوسه لو لزم الأمر حتى ينسى ذلك الشيطان .. تأوهت وهي تضع يدها على قلبها الذي لم يحتمل مجرد الفكرة، لتنتبه على صوت (شاهي) الذي انتزعها من شرودها

"ما الأمر؟ .. هل تتألمين؟ .. هل .."
لم تحتمل فهتفت فيها بحرقة
"يكفي .. توقفي أرجوكِ .. ارحميني"
تراجعت (شاهي) بصدمة ونظرت لها بدهشة ثم قالت
"آسفة .. لم أقصد مضايقتكِ .. أنا قلقت عليكِ فقط"
سالت دموعها على خديها وهي تغمض عينيها بعجز ثم فتحتهما ونظرت لها قائلة بتوسل

"أرجوكِ .. توقفي عن طيبتكِ هذه .. أنا لا أستحقها"
رقت نظراتها وهي تقول مبتسمة
"لماذا تظنين هذا عزيزتي؟ .. أنا أحبكِ (آنجِل) لهذا أعاملكِ هكذا"
عضت شفتها بيأس وقالت
"أتوسل إليكِ .. أنا لست كما تظنينني .. أنا لا .."

قاطعتها مرددة بهدوء
"أنتِ تشعرين بالذنب نحوي (آنجِل)، صحيح؟"
نظرت لها بارتباك دهش فاتسعت ابتسامتها وهي تكمل
"قلت لكِ أنتِ سهلة القراءة عزيزتي .. لا تستطيعين أن تخفي مشاعركِ .. عيناكِ تفضحانكِ"
أشاحت بوجهها وهمست
"أعتذر منكِ سيدة (شاهي) .. أنا فقط حزينة لأنّكِ تثقين في الناس بطريقة قد تسبب لكِ المشاكل"

ضحكت (شاهي) وهزت رأسها
"أنتِ لا تعرفينني إذن .. أنا لا أثق في أحد بسهولة .. لقد مررت بالكثير كما أخبرتكِ من قبل وهذا علمني أن أتريث قبل أن أمنح ثقتي أحدهم"

ابتسمت بمرارة وردت عليها
"ربما خانتكِ بصيرتكِ هذه المرة .. ربما لا أكون كما تعتقدين"
نظرت لها بمغزى وهي تقول دون مواربة
"لماذا؟ .. فقط لأنّكِ واقعة بحب (منذر)؟"

انتفضت بجزع وهي تنظر لها بعينين متسعتين لتقابلها نظراتها الهادئة وابتسامتها المرحة كأنّها تخبرها أنّها اكتشفت حبها لنوع من الطعام لا أكثر
"ما .. ماذا تقولين؟"

رددت بذهول فمالت (شاهي) برأسها وقالت
"ماذا قلت عزيزتي؟ .. هل أخطأت في شيء ما؟ .. ألستِ تحبين (منذر)؟"

تراجعت للخلف بشحوب وهتفت
"أنتِ تمزحين معي، صحيح؟ .. يا إلهي .. لا أصدق أنّكِ تتهمينني بهذا الهراء .. أنا .."
"أنتِ تحبين (منذر) .. تماماً كما هو واقع في حبكِ"

فغرت فاهها بصدمة مضاعفة وحدقت فيها كأنّها مجنونة ثم همست بذهول
"ما الذي تتحدثين عنه؟ .. كيف تقولين هذا بكل بساطة؟ .. كأنّكِ تتحدثين عن حالة الطقس لا عن زوجكِ"
هزت كتفيها ببساطة
"لأنني صريحة عزيزتي .. وفي الواقع .. أنا لا أملك كثيراً من الوقت لأنتظر أن تتخلصا من غبائكما أو يتجاوز هو كبرياءه الذكوري ويعترف لكِ بحبه .. يجب أن أتدخل لأضع الأمور في نصابها قبل فوات الأوان"

هزت رأسها تحاول فهم ما تسمعه ثم ارتفع حاجباها بجزع
"ماذا يعني أنّكِ لا تملكين وقتاً؟ .. هل أنتِ مريضة و .."

قاطعتها قائلة بدهشة
"ماذا؟ .. آه .. لا .. لست مريضة"

قالتها وهي تضحك
"الأمر ليس هكذا على الإطلاق"

تنهدت بارتياح
"حمداً لله .. ظننت .."

ابتسمت بمرح
"ماذا؟ .. أنني مريضة وعلى وشك الموت وأريد أن أتأكد من أنّ زوجي الحبيب وجد امرأة تؤنسه من بعدي؟"

أنهت جملتها بضحكة ثم غمزت لها وقالت
"لا حبيبتي .. لو تعرفينني جيداً لعرفتِ أنّه حتى لو كنت على وشك الموت لا يمكنني أن أسمح للرجل الذي أحبه أن يصبح لغيري"

ابتسمت هي بشحوب مع انقباض قلبها وسمعتها تواصل ضاحكة
"وربما لو مت سأتحول لشبح وأحيل حياته لجحيم إن تزوج امرأة غيري"
لم تقاوم ضحكة صغيرة بادلتها إياها قبل أن تقول بهدوء
"حكايتي أنا و(منذر) مختلفة .. إنّها قصة طويلة ولا أريد أن أرهقكِ بالتفاصيل الآن .. لكن .. اختصاراً .. أنا و(منذر) حكايتنا وحياتنا معاً أوشكت على الوصول لنهايتها .. أنا أنتظر فقط حتى يقف على قدميه وتنتهي مشاكله نهائياً وعندما أطمئن عليه سأتابع حياتي بعيداً كما خططت لها"

نظرت لها دون فهم للحظات وقاطعت (شاهي) أسئلتها الحائرة وهي تربّت على يدها
"سأخبركِ بكل شيء لاحقاً .. كل ما أريده منكِ الآن وعداً"

همست بحيرة
"أي وعد؟ .. أنا لا أفهم عما تتحدثين"

منحتها ابتسامة متفهمة وأجابتها
"ستفهمين قريباً عزيزتي .. المهم .. أريدكِ أن تعتني بـ(منذر) عندما يحين الوقت .. أنا سأتركه أمانة لديكِ"

انتزعت يدها منها وهي تهتف
"ماذا تقولين؟ .. هل أنتِ بعقلكِ سيدة (شاهي)؟ .. كيف .."
عادت تقاطعها وتمسك يدها بحزم
"لا ترهقي نفسكِ أرجوكِ .. لم أكن أنوي الكلام معكِ حالياً .. لكن ساءني أن تشعري بالخزي من نفسكِ ومشاعركِ .. وأخشى إن انتظرت أكثر أن تتعقد الأمور"

فتحت فمها لتنطق بيأس لكنّها أشارت لها بالصمت
"لا تقولي شيئاً .. كل ما أريدكِ أن تعرفيه .. أنّني أباركِ حبكِ لـ(منذر) وليس بقلبي ذرة كراهية أو حقد نحوكِ .. ليس بقلبي ذرة حب من ذلك النوع نحو (منذر) .. لذا لا تقلقي من ناحيتي و.."
قاطعتها وهي تسحب يدها ودموعها تنهمر
"لا تكملي .. أنا لا أريد أن أسمع شيئاً أرجوكِ .. أنتِ مخطئة .. أنا لا أحبه .. أنا .. أنا أحب رجلاً آخراً"

قالت وهي ترفع رأسها فتجمدت (شاهي) لحظة ثم هتفت
"أنتِ تكذبين"
هتفت بقوة آلمتها
"أنا لا أفعل .. قلت لكِ لا أحبه .. أنا لدي رجل يحبني وأحبه ينتظرني هناك في إيطاليا وسأعود إليه قريباً"

ارتخت يد (شاهي) وسقطت جانباً وهي تحدق فيها باستنكار وتكذيب
"لماذا تكذبين؟"
سألتها بحيرة فهتفت وهي تغمض عينيها
"قلت لا أكذب .. أنتِ من تتوهمين .. أرجوكِ أخرجيني من مخططاتكِ المجنونة هذه .. أنا .. لا أحب زوجكِ ولن أفعل أبداً"
همست اسمها بإصرار، فتأوهت (ملك) عندما تحركت رفضاً بطريقة آذت جرحها لكنّها واصلت رغم توجعهها
"يكفي .. اتركيني .. قلت لكِ ما عندي .. أنا لا أحب ذلك الرجل .. ولو كان آخر رجل بالعالم لن أحبه، هل سمعتِني؟ .. لن أحبه"
نهضت (شاهي) من مكانها وهي تشير لها أن تهدأ لكنّها واصلت هتافها وقد انفجر كل ألمها ولوعتها وصدمتها
"أنا لا أحبه .. لا يمكنني أن أحبه"

هتفت بحرقة وهي تنفجر باكية ودفنت وجهها بين كفيها وهي تواصل
"لا أحبه .. لا أحب ذلك الشيطان .. ذلك القاتل .. لا أحبه"

تحركت (شاهي) تهديء من روعها وهتفت
"سأذهب لأحضر الطبيب .. أنتِ لستِ بخير و .."

تردد صوتٌ أنثوي بين شهقات بكائها الحار وصاحبته تقول
"سيدتي أرجوكِ .. أنتِ ترهقين المريضة"
التفتت (شاهي) إلى الممرضة التي قاطعتهما وقالت
"هل يمكنكِ أن تري ما بها؟"

هتفت (ملك) تمنعها من الاقتراب
"اتركوني بمفردي .. أنا بخير .. فقط دعوني وحدي بحق الله"

نظرت لها (شاهي) بتردد وأسى قبل أن تلتفت للممرضة التي قالت
"لو سمحتِ سيدتي .. هل يمكن أن تأتي معي قليلاً؟"

أومأت مغادرة معها ولم ترفع (ملك) عينيها لتراهما يتركان الغرفة .. ظلت مطرقة تبكي بحرقة وصورته لا تتوقف عن الامتثال أمام عينيها .. لا يمكنها أن تبقى أكثر .. لا يمكنها أن تسمع كلام (شاهي) التي فقدت عقلها كما يبدو .. يجب أن تهرب .. لقد انتهى كل شيء .. قصة حبها خاسرة من البداية .. ستكتفي بخسارة قلبها لكنّها لن تبقى لتخسر المزيد .. لن تخاطر بنفسها وشقيقها أكثر من هذا .. نهضت ببطء من فراشها ونظرت حولها بضياع .. كيف ستهرب؟ .. التقطت الغطاء الرقيق من على الفراش وغطت جسدها به وبدأت تتحرك بخطوات بطيئة نحو الباب .. ستهرب بأي طريقة .. لن يمنعوها .. لن تنتظر ليعود ويمنعها .. توقفت تستند للحائط وتتنفس بصعوبة قبل أن ترفع عينيها بقلبٍ خافق مع شعورها بانفتاح الباب ودخول أحدهم .. لمحت المعطف الطبي وهتفت بحدة
"قلت أنا بخير .. لا أريد أحداً .. دعو .."

توقفت الكلمات على شفتيها وهي تحدق في (سؤدد) التي استدارت لتواجهها بعد أن أغلقت الباب .. ارتجفت شفتاها وهي تحدق فيها بذهول وضياع امتزج بأمل تفجر داخلها .. تماماً كأول مرة تقابلتا فيها ومدت لها يدها تحمل قلادتها .. شعرت بها تحمل الأمل الذي تحتاجه لتهرب من كل هذا .. سمعت (سؤدد) تقول بلهفة وهي تقطع نظراتهما المتبادلة وتندفع نحوها
"أنتِ بخير .. يا الله .. أنتِ بخير .. حمداً لك يا ربي"

لم تحرك ساكناً حين ضمتها (سؤدد) بين ذراعيها وهي تواصل
"الحمد لله .. كنت سأموت من شدة قلقي عليكِ"

سالت دموعها في صمت .. أرادت بشدة أن ترفع ذراعيها وتعانقها وتبكي في حضنها لكنّ جزءاً منها كان ناقماً على (سؤدد) بطفولية .. لولاها ما كانت هنا .. لولاها ما وصلت إليه ولا وقعت في حبه .. ابتعدت (سؤدد) تنظر لها بقلق ازداد ما أن رأت دموعها
"ما الأمر؟ .. لماذا تبكين؟ .. هل تؤلمكِ إصابتكِ؟ .. أخبريني"

لم تستطع النطق بكلمات لكنّها هزت رأسها نفياً .. احتضنت (سؤدد) وجهها تنظر لها بندم واعتذار شديدين ثم قالت
"أنا آسفة .. آسفة جداً يا (ملك) .. لم أظن حقاً أن تتعقد الأمور لهذا الحد .. أنا آسفة"

لم ترد وهي تنظر لها بحيرة .. كانت مختلفة تماماً عن (سؤدد) التي قابلتها في إيطاليا .. أكثر اختلافاً حتى عن (سؤدد) التي زارتها قبل أن تأتي للمزرعة وكانت قلقة بشدة من أجلها .. هذه كانت (سؤدد) مختلفة .. أكثر دفءً وحياة .. أخرجتها (سؤدد) من شرودها وهي تهتف بقلق أكبر
"لماذا لا تردين عليّ؟ .. تعالي لتجلسي .. هل إصابتكِ خطيرة لهذا الحد؟ .. هل حدثت أي مضاعفات؟"
همست كلماتها بشحوب فابتسمت هي بمرارة .. هل هناك خطر أكبر مما وقعت فيه؟ .. هل هناك مضاعفات أسوأ من وضعها الحالي؟ .. واقعة في حب ابن عدوها .. بينهما دماء أسرتها .. صمتت (سؤدد) مع رؤيتها لابتسامتها الغريبة وانقبض قلبها بشدة والتهم الندم قلبها .. قالت بسرعة وهي تنظر نحو الباب

"اسمعي (ملك) .. يكفي لحد هنا .. كان خطأً فادحاً أن أقنعكِ بتلك الخطة اللعينة .. كنت أنانية وحمقاء وأنا أرمي بكِ في هذه النار"
نظرت لها بمرارة فتابعت (سؤدد)
"لا تنظري لي هكذا أرجوكِ .. أنا أكره نفسي بشدة على ما وصلتِ له بسببي .. لا تهتمي لأمر الرائد (شريف) .. لقد انتهت هذه الخطة اللعينة .. فليبحث عن شخص آخر يصل إلى تلك الملفات .. أنتِ ستذهبي من هنا .. حسناً .. ليس عليكِ أن .."
قاطعتها هامسة بسخرية والضياع ينضح من كل كلمة
"فات الأوان"

نظرت لها بجزع فواصلت وهي تبتعد بخطوات مرتجفة وجلست على الفراش
"تأخر الوقت كثيراً يا (سؤدد)"

همست بشحوب
"ماذا تعنين؟ .. تأخر الوقت على ماذا؟"

وعادت تلتفت نحو الباب قلقاً من عودة (شاهي) في أي لحظة
"أرجوكِ (ملك) .. اسمعيني فقط و .."
رفعت لها عينين ضائعتين ورددت
"فات وقت سماعكِ يا (سؤدد) .. انتهى كل شيء"

اقتربت منها وقالت بتوتر
"أنا لا أفهمكِ .. ماذا يحدث معكِ؟"

تمتمت بضياع
"لماذا أتيتِ يا (سؤدد)؟"

ارتفع حاجباها باستغراب لكنّها أجابت سريعاً
"أتيت لأطمئن عليكِ (ملك) ولأخبركِ أن تتركي كل شيء ولا تخاطري بحياتكِ أكثر"
ابتسمت بشحوب وهي ترد
"لكنني خاطرت وانتهى الأمر .. أليس كذلك؟ .. أتيت وأنا أعرف أنني أخاطر بحياتي .. تركت أخي وكل من أحبهم خلفي .. فات أوان الندم .. وقعت الخسارة وانتهى الأمر"

تنهدت (سؤدد) وقالت
"(ملك) .. أعرف أنّ الأمر كان صعباً .. لكن .. فكري في الجانب الجيد الآن .. ستعودين لشقيقكِ .. أنتِ قمتِ بنصف مهمتكِ على الأقل .. الشرطة بالتأكيد ستعرف كيف تصل للمعلومات الباقية بخصوص (منذر) وبسهولة سيصلون لـ(توفيق) وستنتقمين لعائلتكِ لكنّكِ ستكونين في أمان وقتها بالخارج .. لم يعد هناك داع لـ .."

قاطعتها وهي تقطب حاجبيها
"انتقم لعائلتي؟"

نظرت لها باستفهام بينما حدقت (ملك) فيها ملياً قبل أن تسألها بشك
"هل كنتِ تعرفين أنّ (منذر) يكون ابن (توفيق الأغا)؟"

الشحوب الذي سرى في وجه (سؤدد) جعل قلبها ينقبض بقسوة لتحدق فيها بذهول .. كانت تنتظر منها دهشة .. انكاراً .. لكن .. ملامحها تقول .. نهضت من مكانها هاتفة بلوعة
"كنتِ تعرفين؟"

اقتربت منها هاتفة بسرعة
"لا .. كانت لدي شكوكي فقط .. لم أعرف أن .."

ابتعدت عن لمسة يدها وهي تصرخ فيها
"كنتِ تعرفين يا (سؤدد)؟ .. كنتِ تعرفين ولهذا اخترتِني أنا من بين الجميع .. بحثتِ عني أنا بالذات"

هزت رأسها نفياً
"لم يكن الأمر هكذا .. أردت فقط فتاة لديها ثأر مع ذلك الرجل حتى لا تتراجع أو تضعف .. ثأركِ سيمنحكِ القوة حتى لا تضعفي و .."
قطعت كلماتها عندما ضحكت (ملك) بمرارة

"حتى لا أضعف؟ .. سامحكِ الله يا (سؤدد) .. لماذا أنا؟ .. لم يكن هناك أحد غيري؟ .. ذلك الشيطان آذى الكثيرين .. كنتِ ستجدين غيري"
حدقت فيها بدهشة امتزجت بندمها بينما (ملك) تواصل باكية وهي تنظر لها بلوم

"لم تفكري بي وأنتِ تضعيني في طريقه؟ .. هذا الرجل بالذات .. ابن قاتل عائلتي .. لم تفكري ماذا سيحدث لي؟"
قطبت بشك وخوف وهي تسمعها لتردف (ملك) وهي تبكي بحرقة وتضرب على قلبها
"لم تفكري أبداً ماذا سيحدث لو وقعت في حبه؟"

جحظت عيناها وهي تحدق فيها بارتياع قبل أن تهتف
"ماذا؟ .. وقعتِ في حب من؟"
أجابتها بضحكة باكية ثم رددت
"لم يخطر هذا ببالكِ أبداً، صحيح؟ .. لم تفكري ماذا سيكون موقفي إن عرفت أنني وقعت في حب عدوي .. ابن الرجل الذي قتل أهلي ودمر حياتي"
ارتفع صوتها حتى قارب الصراخ وهي تضرب على قلبها
"لم تفكري كيف سأشعر .. قلبي هذا الذي يحترق الآن .. لم تفكري في هذا الاحتمال أبداً"
هزت (سؤدد) رأسها رفضاً وهتفت فيها
"أنتِ تمزحين،صحيح؟ .. قولي أنّكِ تمزحين"

نظرت لها باكية دون رد فدنت منها وأمسكت كتفيها تهزها
"تحبين من يا (ملك)؟ .. ذلك الشيطان؟ .. لا بد أنّكِ تمزحين"
صرخت وهي تدفعها للخلف

"أنا لا أمزح"
توسعت عيناها أكثر
"بل تمزحين .. لا يمكن أن تقعي في حب ذلك الشيطان أبداً .. كيف تفعلين هذا بنفسكِ؟"
ضحكت بطريقة أقلقت (سؤدد) على حالتها العقلية وهي تردد
"كيف أفعل هذا بنفسي؟ .. أجيبيني أنتِ .. لا تفسير لديكِ، صحيح؟ .. بالتأكيد فهذا كله لم يخطر بعقلكِ العبقري وأنتِ ترسمين تلك الخطة الجهنمية .. لم تعملي حساباً لقلبي"

دوت كلمات بعيدة رددها (عماد) على مسامعها ذات يوم يلومها على مخاطرتها بـ(ملك) من أجل خطتها .. هو قال نفس الكلام .. قال شيئاً عن احتمال وقوعها في حبه .. هي لم تصدق ولا زالت لا تصدق .. إنّه مجرم .. شيطان .. كيف يمكن أن تحب شخصاً مثله؟ .. هتفت فيها
"(ملك) .. توقفي .. ما تقولينه هراء .. يستحيل أن تقعي في حب ذلك الرجل .. إنّه شيطان"
صرخت فيها وهي تنتفض متناسية إصابتها
"وأنا أحببته"

الحرقة التي هتفت بها اعترافها لم يدع مجالاً للشك في قلب (سؤدد) التي حدقت فيها بصدمة بينما هي تضرب على قلبها
"أجل .. أنا أحببت شيطاناً .. هل ارتحتِ؟"

وانهارت في البكاء أكثر وهي تواصل
"لا أعرف كيف حدث هذا .. لا أعرف متى ولا لماذا .. لا أملك تفسيراً لكن قلبي يحترق يا (سؤدد) .. عندما أفكر أنني يجب أن أرحل عنه .. أكاد أموت .. إن تخيلت أن مكروهاً يمكن أن يمسه أشعر بالألم .. إن كان هذا ليس حباً يا (سؤدد) فماذا يكون أخبريني؟ .. هو شيطان .. أعرف .. مجرم وقاتل وابن عدوي .. لكن ماذا أفعل؟"
نظرت لها بيأس ولا تزال مصدومة بينما ضربت بقبضتها مرة أخرى على قلبها
"هذا الأحمق لا يريد أن يفهم .. لا يفهم إلا أنّه يحب ذلك الشيطان .. لا يريد أن يفهم"

هتفت اسمها باستنكار فأطرقت صامتة لحظة قبل أن ترفع رأسها وتنظر لها وقد ضاقت نظراتها بقسوة
"لكنني لن أنتظر ليضيعني أكثر .. لن أستمع لقلبي الأحمق .. سأقتلعه من صدري وأمزقه لو لزم الأمر .. وأنتِ ستساعدينني"

نظرت لها باستفهام فأكملت بصوتٍ لائم وحاد
"أنتِ تدينين لي بهذا (سؤدد) .. ستخرجينني من هنا .. لن يسمحوا لي بالمغادرة ولو عاد هو لن يتركني أرحل .. أعرف هذا"

نظرت (سؤدد) حولها ثم أومأت
"حسناً .. دعينا لا نضيع مزيداً من الوقت .. أعتقد أنّ (مراد) قد قام بواجبه ما دامت زوجته لم تأت لحد الآن"

توقفت عيناها عند الكرسي المتحرك الموضوع بأحد أطراف الغرفة وأسرعت تجذبه نحوها
"اجلسي هنا .. سأراقب الخارج"

أسرعت تنظر عبر الباب فلم تلمح أحداً ولا حتى رأت (مراد) فتيقنت من ظنها .. دعت الله أن يؤخرها لوقتٍ أطول .. عادت إلى (ملك) التي استقرت في المقعد وشدت عليها الغطاء تخفي ثوب المشفى الرقيق وقالت وهي تخلع القبعة الصوفية وتلبسها إياها تغطي شعرها الأشقر جيداً ثم أخرجت النظارة السوداء من جيبها
"ارتدي هذه"
نظرت لها بتساؤل

"ماذا عنكِ؟"
أشارت لمعطف الأطباء وقالت
"هذا سيكفي .. لا تفكري في شيء وأنا سأتكفل بالأمر .. لقد درست الطريق إلى غرفتكِ جيداً .. أعرف من أين سنتسلل للخارج في أمان"

أومأت في صمت قطعه رنين هاتف جعلهما تنتفضان ونظرت لها (سؤدد) بقلق وهي تبحث عن مصدر الصوت فاشارت إلى حقيبة (شاهي) الموضوعة جانباً
"لقد نسيت (شاهي) هاتفها"
قالت وهي تتحرك بها
"حسناً لنتحرك بسرعة قبل أن تعود من أجله"

وتنفست بعمق وتابعت بعد لحظة بخفوت
"أنتِ محقة .. أنا أخطأت وأوقعتكِ في كل هذا وأنا من سيخرجكِ"
رددت كلماتها بحزم وهي تدفع الكرسي نحو الخارج وكلها عزم أن تصحح خطأها .. لم يفت الأوان بعد لتفعل رددت داخلها بينما عقلها ردد ساخراً أنّه ربما كان الأوان قد فات منذ وقتٍ طويل.
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-12-19, 05:58 AM   #1208

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

زمت (شاهي) شفتيها بحنق وهي تغادر مكتب الاستقبال وهي تشتم الممرضة الحمقاء التي استدعتها من أجل بعض الأوراق والتفاصيل التي قالت أنّها تخص مريضتها وما أن قطعت كل الطريق إلى هناك حتى أخبرتها بكل براءة إن الطبيب طلب منها استدعاء والدة الفتاة التي أجريت لها علمية الزائدة الدودية وإخبارها بالمزيد من المعلومات الخاصة بوضعها بعد العملية .. لم تعرف كيف تحكمت في أعصابها حتى لا تتشاجر معها .. أخبرتها بكل هدوء أنّها ليست من تقصدها وأسرعت تغادر قبل أن تستسلم لشيطانها فتخنقها .. كانت تتمتم حانقة وهي تسرع الخطى إلى جناح (ملك) غافلة عن (مراد) الذي كان يراقب الطريق الذي ستأتي منه وعيناه تتنقلان بتوتر منه إلى حيث اختفت (سؤدد) وهو يردد بحنق
"تباً .. ما الذي تفعله بالداخل كل هذا الوقت؟ .. هل هذا وقت الثرثرة النسائية؟ .. تباً .. تباً"
ضرب الحائط بقبضته ثم قال وهو يقلد لهجتها
"سأطمئن على (ملك) بسرعة وأغادر معك"

واستعاد صوته هاتفاً بقهر
"أستحق هذا لأنني وثقت بها .. كان يجب أن أجرها قسراً من البداية"

تحرك ناوياً تنفيذ فكرته لكنّه توقف وعيناه تلمحان (شاهي) تخرج من المصعد في طريقها إليهم
"تباً (سؤدد يزيدي) .. كنت أعرف أنّكِ ستسببين لي مصيبة"

نقل بصره بين (شاهي) والجناح وزفر بحنق وهو ينظر لأعلى
"لن يسامحني (عماد) لو فسد الأمر .. أقسم سأخلص كل هذا منه عندما يعود"

تحرك وهو يرفع يده يلمس القبعة فوق رأسه وأمالها على وجهه وهو يتحرك مطرقاً .. تعمد الاقتراب منها ليصطدم كتفاهما بقوة آلمتها فتأوهت وهي تلتفت له بحنق
"آسف"
هتفت بضيق

"لا بأس .. انتبه الـ .."
قطعت جملتها وهي تحدق في وجهه بصدمة
"(مراد)"
هتفت اسمه بدهشة انقلبت لتوتر وشك وهي تردد
"ما الذي تفعله هنا؟"

رفع حاجباً ساخراً وقال
"ماذا؟ .. هل أصبحت هذه المشفى تابعة لنفوذ زوجكِ المحترم ولا يمكنني أن أخطو فيها؟"
قطبت بشدة ثم ردت
"دع زوجي المحترم جانباً لو سمحت"

ونقلت عينيها نحو الممر الذي يفصلهما عن جناح (ملك) وعادت تنظر له بشك وقد ضاقت عيناها
"أخبرني .. ماذا تفعل هنا في هذه الساعة؟ .. آخر ما أتذكره أنّك تسكن في مكان يبعد كثيراً عن هنا"

شتم داخله بحنق .. بالطبع إنّها (شاهي) كيف نسى؟ .. لن تتركه وشأنه حتى يعترف لها .. كيف يمكنه أن يخدعها الآن؟ .. عاد يشتم (عماد) و(سؤدد) في ذهنه ثم رفع رأسه باعتداد وقال ببرود
"خمني بنفسكِ ماذا كنت أفعل هنا"

كزت على أسنانها
"(مراد رافعي) .. لا تحاول التلاعب بي"
لمعت عيناه مع كلماتها بشيء من السخرية والمرارة، بينما شحب وجهها وهي تستعيد ذكرى قالت فيها نفس الكلمات بنفس النبرة .. قطبت وهي تشيح بوجهها وران الصمت لحظة قبل أن يقول وقد استشعر نيتها في التحرك
"جئت أتأكد من الخبر الذي وصلني"
التفتت له بتوتر فأكمل
"عرفت أنّ زوجكِ المبجل قد أُصيب بطلق ناري"

اشتدت تقطيبتها وواصل هو قائلاً
"لم يخب أملي حمداً لله .. لم يكن هو المصاب"
نظرت له بحنق اختلط بالشك
"لماذا؟ .. لا أعتقد أنّك تحبه لدرجة أن تحمد الله على نجاته"
ردد بسخرية
"أحبه لدرجة أنني أحتفظ له برصاصة خاصة من أجله .. جئت أطمئن أن الرصاصة لا زالت ستجد هدفها في النهاية"
شحب وجهها بشدة وهي تحدق في وجهه
"هل جننت؟ .. ما الذي تهذي به؟"

أمال رأسه جانباً وأجابها ساخراً
"أهذي؟ .. ما الذي تظنينه عزيزتي؟ .. لقد سبق وأخبرتكِ .. إن كنتِ لا تفضلين لقب أرملة فابتعدي عنه .. ماذا كنتِ تظنينني أقصد؟ .. زوجكِ سيدفع ثمن دم زوجتي غالياً"
شحب وجهها أكثر ثم همست
"أنت لن تفعلها .. لا يمكنك أن تقتله"
هتف فيها بحدة
"ولماذا؟ .. لقد قتل زوجتي بدم بارد"

صرخت فيه بغضب
"لم يفعل .. (منذر) لم يفعل شيئاً مما تقول"

ابتسم بمرارة
"من الواضح أنّكِ تثقين به كثيراً لدرجة ألا تصدقي أياً من حقاراته"

هتفت رداً عليه
"بل أعرف كل شيء عنه .. أعرف من هو .. ماضيه .. حقيقته .. ما فعله من أخطاء وما لم يكن له ذنب فيه"

ضغط على قبضتيه بعنف وهو يسمع دفاعها عنه بينما تابعت هي بحرقة
"وأنا أعرف تماماً .. أنّه بريءٌ من دم زوجتك، هل تسمع؟ .. (منذر) لم يفعلها"
ابتعد خطوة وضرب الحائط بقبضته صارخاً
"كاذبة .. تعرفين أنّكِ كاذبة يا (شاهي)"

هتف بكلماته وابتعد متنفساً بغضب شديد وعقله يعيده ليعيش من جديد تلك اللحظات القاتلة
توقف عند الشرفة المجاورة لهما وأمسك حاجزها بقبضتيه بعنف
"كاذبة .. لا زلتِ تدافعين عنه رغم كل ما تعرفيه .. تدافعين عن مجرم .. قاتل .. كما هو متوقع منكِ"
نظرت إليه بغضب ثم تحركت نحوه وقالت ببرود
"لن أستغرب أن هذه نظرتك لي .. رغم كل ما قلته لك في آخر مرة لا زلت تحمل نظرة سوداء عني .. لا بأس لا ألومك"

لم يلتفت لها وخيال (سارة) وهي تموت يمثل أمام عينيه بينما تكمل هي بتصميم ويقين شديد دفعه لينظر لها أخيراً
"أنا أثق في كلمة (منذر) .. ما دام قال أنّه لم يقتل زوجتك فأنا أصدق أنّه لم يفعل"
نظر لها صامتاً لحظات ثم انفجر ضاحكاً فقطبت هاتفة بغضب

"اضحك كما تشاء .. (منذر) أخبرني بما حدث وقتها بالتفصيل .. والده هو من أعطى أوامره باختطاف زوجتك وقتلها في النهاية وأنت معها .. هو حاول منع هذا بكل قوته"
ضغط على أسنانه وجسده يرتجف بكل القهر داخله
"كاذب لعين"

رفعت رأسها قائلة بقوة
"حقاً؟ .. من تعقتد كان يحذرك قبلها؟ .. من تعتقد كان السبب في وصولك إليها رغم أنّك تعرف أنّ الأمر بالنسبة لك كان مستحيلاً؟ .. من تظنه ساعدك برسالته التي أخبرتك بمكانها؟ .. هل تنكر أنّك استلمت رسالة من شخص مجهول؟"

التفت لها بدهشة فأردفت وعيناها تلمعان بتحد
"من أين سيعرف (منذر) إن لم يكن هو من ساعدك؟ .. من أين سيعرف بشأن الرسالة التي أوصلها لأقرب أصدقائك وأكثر من كنت تثق بهم في فريقك ليعثر عليكما .. لكن الأوان كان قد فات عندما وصلوا لك متأخراً"

قطب وهو يحدق فيها باستنكار ورفض
"ما الذي تهذين به؟ .. لا يمكن أن يكون (منذر) هو من .."
هتفت بإصرار
"بل هو .. هو وحده ساعدك في الخفاء .. حاول أن يمنع أذيتكما لكنّه لم يستطع .. لا زال يلوم نفسه ويحملها ذنب تقصيره وضعفه في مواجهة والده وقتها .. لم يكن قادراً على المخاطرة وإعلان عداوته لوالده .. كان سيخسر حربه قبل أن يبدأها"

هز رأسه برفض
"لا .. أنتِ تكذبين"

رفعت رأسها تنظر في عينيه بيقين جعل الشك ينغرس في قلبه بمخالب قوية
"أنا أقول الحقيقة .. (منذر) ليس شيطاناً كما تعتقده .. ليس هو من قتل زوجتك .. في الحقيقة .. لسنوات كان يحارب وحده .. كل خطوة يتحركها كانت تشبه سيره فوق حبلٍ مهتريء على هوة بركان .. هذا هو (منذر)"

لم يحتمل أكثر عودتها لتهز بكلماتها كل ما آمن به فهتف وهو يمسك بكتفيها ويهزها بقوة
"لن أصدق .. لقد كذب عليكِ .. لقد عرف بطريقة ما و .."

دفعته في صدره تبعده عنها بقوة
"توقف .. توقف عن التصرف بغرور كعادتك .. لماذا لا تسمع لغيرك؟ .. أوقف صوت الحقد المشتعل بقلبك واسمع وفكر .. ربما تكون الحقيقة أمامك وأنت لا تراها"
رمقها بمرارة فتابعت بمرارة مشابهة
"لم تتغير .. يومها أيضاً صدقت ما تريد أن تصدقه .. استمعت لصوت شكوك وصدقت أكاذيبي التي كانت فقاعة هشة لو ضغطت عليها قليلاً لانفجرت"

أغمض عينيه متنفساً بقوة ثم فتحهما ليرد عليها لكنّ عينيه تجمدتا خلفها واتسعتا بخوف أثار قلقها فأسرعت تلتفت .. لمحت ثلاثة من الرجال الأقوياء يتجهون نحو غرفة (ملك) .. خفق قلبها بذعر كما فعل قلب (مراد) وهو يلمح أسلحتهم الظاهرة أسفل ستراتهم
"(ملك)"

هتفت بالاسم في اللحظة التي انتفض فيها مندفعاً إلى حيث اختفى الرجال وقلبه ينبض بعنف .. (سؤدد) في خطر .. (عماد) لن يسامحه لو أصابها مكروه .. لم يسمع هتاف (شاهي) المرتعب من خلفه بينما قطع المسافة جارياً بكل قوته .. توقف مكانه عندما لمح رجلاً واحداً في الخارج بينما اختفى الاثنان داخل الجناح .. التفت له الرجل حين انتبه لوجوده وأشار له بغلظة
"غادر من هنا"

قبض على يده بقوة وهو يقترب وعيناه تلمعان بطريقة مخيفة جعلت يد الرجل تندفع لسلاحه لينتزعه فور أن ظهرت (شاهي) وهي تهتف
"(مراد) .. انتبه .."
انقطعت كلماتها بصرخة فزعة عندما لمحت المسدس موجهاً إليهما بينما لم يتأخر (مراد) ثانية واحدة وهو يدفعها جانباً ويقفز بعدها نحو خصمه .. سقطت هي أرضاً ورفعت وجهها بسرعة لتراه يلكم الرجل بقوة متسبباً في تراجعه مسافة للخلف .. نهضت على ساقين مرتجفتين وتراجعت ملتصقة بالحائط تراقب ما يحدث أمامها بذهول .. تعلقت عيناها بـ(مراد) وهو يتفادى لكمة من خصمه ثم يدور بسرعة قبل أن تحذره من الرجل الذي اندفع من الغرفة ليحاصره .. ركله في بطنه مسبباً في اصطدامه بالباب لينفتح ويسقط الرجل بالغرفة في اللحظة التي انغرس فيها مرفقه بقوة شديدة ببطن مهاجمه الأول منتزعاً منه آهة جففت الدم بعروقها .. نهض الآخر وهو يخرج مسدسه ويصرخ بغضب
"احترس يا (مراد)"

هتفت وهي تندفع بتلقائية نحوهم فصرخ فيها وهو ينحني ممسكاً بخصمه الأول ويطوحه نحو الآخر
"ابتعدي أنتِ .. اذهبي واحضري الأمن"
رفضت التحرك وهي تراه يواجه ثلاثتهم .. بحثت حولها بيأس قبل أن تلمع عيناها وهي تتذكر شيئاً فأسرعت تبتعد إلى حيث كانت هي و(مراد) الذي كانت قبضته تهشم فك أحد خصومه يزيحه من المعركة والتفت متخذاً وضعية قتالية مواجهاً الآخرين اللذين انطلقت صرخاتهما وهما يندفعان نحوه وقد أفقدهما الغضب صوابهما ليمنحه هو مزية السيطرة .. دار مسدداً ركلة ساحقة إلى أحدهما ثم تحرك جانباً متفادياً هجوم الآخر قبل أن يهوي على ظهره بضربة أسقطته أرضاً .. اعتدل واقفاً باعتداد لتواجهه فوهة المسدس التي وجهها نحوه خصمه الأخير بعد أن نهض من سقطته التي أتت مباشرة جوار السلاح
"أيها الحقير .. سوف تدفع الثمن غالياً"
صرخ بغضب وإصبعه تتحرك لتضغط على الزناد قبل أن يقطب بتوجس عندما رأى عينيّ (مراد) تلمعان بشدة وهو ينظر خلفه بينما ابتسامة متسلية ارتسمت على شفتيه وهو يقول بسخرية
"أحلاماً سعيدة"

لم يجد الوقت ليفهم معنى كلماته ولا حتى لتكتمل استدارته خلفه ليرى ما الذي خلفه .. ارتجت رأسه بقوة عندما ارتطمت بها أسطوانة معدنية حمراء لم يجد الفرصة ليعرف ما هي .. استرخى (مراد) متخلياً عن تحفزه القتالي وهز رأسه وهو يمط شفتيه بابتسامة صغيرة متأملاً بانتقاد خصمه الذي فقد وعيه بضربة واحدة وعاد يرفع عينيه لـ(شاهي) التي وقفت تلهث بقوة وهي تحمل أسطوانة مطفأة الحريق التي انتزعتها من على الحائط .. رفعت عينيها من فوق جسد ضحيتها ونظرت لـ(مراد) ثم ابتسمت وعيناها تلمعان بشدة بينما تحاول التحكم في أنفاسها المتلاحقة وقالت مشيرة للرجال المتسطحين أرضاً
"واضح أنّ مستواك تقدم كثيراً"

اتسعت ابتسامته وهو يقول ناظراً لما تحمله
"وأنتِ أسلوبكِ لم يتغير كثيراً"

خفضت عينيها إلى حيث ينظر وضحكت وهي تترك الأنبوبة من يدها أرضاً وعادت تنظر له وهي ترجع خصلاتها للخلف
"يبدو هذا"
صمتت عندما التقت نظراتهما ولمعت تلك الذكرى القديمة في عقليهما معاً وعرفت من نظرته أنّه يستعيد تلك اللحظة حين قاطع طريقها لصين بينما كان هو في طريقه ليقلها من عملها المسائي .. لقنّهما درساً قاسياً لكن في اللحظة التي تسلل أحدهما ليضربه من الخلف كانت هي تهوي على رأسه بحجر كبير التقطته من الأرض .. لم تستطع منع ابتسامتها وهي تخفض عينيها وتهز كتفيها

"لم أجد الفرصة لأطور مهاراتي القتالية مثلك"
فتح فمه ليرد مازحاً، عندما شحب وجهها فجأة وهتفت وهي تقفز من فوق الرجل
"يا إلهي .. (ملك)"
أعاده هتافها للواقع فأسرع يتبعها للغرفة متوقعاً الأسوأ ليقف جوارها محدقاً بغباء في الغرفة الخالية من مريضتها ومن (سؤدد) أيضاً .. نظرا إلى بعضهمها بقلق مشترك ثم اندفعا يغادران وهي تهتف بجزع
"(ملك) .. أين اختفيتِ؟ .. (منذر) لن يسامحني لو حدث لها أي شيء"

لم تدر أنّه كان يردد نفس الكلمات في عقله وهو يفكر في صديقه الذي استأمنه على خطيبته الحمقاء .. شتمها مرة أخرى بقهر وهو يندفع مع (شاهي) يبحثان بجنون عن ضالتيهما.
**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-12-19, 06:00 AM   #1209

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقدمت (سديم) بخطوات جامدة إلى المخزن الكبير الذي قادها إليه (فيليب) وهو يقول برفق
"لن تفكري مرة أخرى في كلامي حبيبتي؟"

نظرت إلى وجهه المليء بالتجاعيد وعينيه المليئتين بحكمة بعمر سنوات طويلة ثم أشاحت بوجهها وقالت
"لا فائدة من أي حديث (فيليب) .. قراري مؤكد"

وعادت تلتفت إليه متابعة
"بعد أن أتخلص منه لا أريد أن تتبقى منه ذرة واحدة ليعثروا عليها"

مط شفتيه بغير رضا ثم تنهد بقوة وهو يهز كتفيه
"لولا أنكِ أخبرتني بجريمته الحقيرة في حقكِ لما ساعدتكِ فيما تصرين عليه (سيلينا) .. لكن .. حسناً .. كما تريدين عزيزتي"
ولوح بيده في الهواء قائلاً
"جثته ستتبخر تماماً ولن يجدوا لها أثراً .. لا تقلقي"
هزت رأسها وقالت بجمود
"أنا أثق بك (فيليب)"

ابتسم لها، فتحركت نحو الغرفة المغلقة في نهاية المخزن بينما تبعتها عيناه بغموض ولم يلبث أن تحرك خلفها وهو يشير بكفه لأحد رجاله فأسرع ينفذ أمره الصامت .. فتحت هي الباب ودلفت للداخل وبحثت بعينيها عن عدوها اللدود حتى توقفتا عليه في ركن الغرفة .. قطبت بشدة وهي ترى الكرسي الذي يجلس فوقه واتسعت عيناها بصدمة قبل أن تنظر خلفها إلى حيث وقف (فيليب) الذي هز كتفيه ومط شفتيه قائلاً
"أخبرتكِ أنّكِ ستتفاجئين"
هتفت بحنق وهي تندفع نحو (شوكت سليمان)
"ماذا يعني هذا؟ .. ماذا به؟"
اقترب (فيليب) يرد بهدوء
"كما ترين .. إنّه مقعد"
"ماذا؟"
هتفت وهي تشعر بصفعة قاسية تسقط على وجهها وعادت تنظر لخصمها الذي لم يحرك عضلة في جسده .. فقط تحرك جفناه وهو يفتحهما ناظراً لها بتساؤل .. توقفت عيناه على عينيها ثم شعرها الناري لتتألقا وهو يتعرف عليها أو ربما يربط بينها وبين طفلة كانت تحمل نفس العينين والشعر .. اشتعل الحقد بقلبها عنيفاً مع نظرته التي تعرفت عليها بينما عادت كلمات (فيليب) تصفع ثقتها وتهدد انتقامها الوشيك
"وليس أي مقعد .. جسده كله مشلول .. لا يستطيع أن يحرك سوى عينيه"

تنفست بصعوبة وهي تنظر لقاتل أمها ومشهد ذبحه لها يتكرر أمام عينيها اللتين شوشت صورة الدماء مجال رؤيتها وتشوش صوت (فيليب) في الخلف .. تراجعت بخطوات مهتزة وهي تهتف
"مستحيل .. هذا مستحيل"
سمعته يقول
"كما رأيتِ (سيلينا) .. خصمكِ لم يعد يملك قوته السابقة .. هو هكذا منذ سنوات طويلة .. طويلة جداً"

خمسة عشر سنة ربما؟ .. فكرت بذهول .. ربما في تلك الليلة التي قُتل فيها (عزت اليزيدي) وتردد أنّه هو الآخر قد مات .. إذن فهو أصيب بتلك الطريقة التي أقعدته تماماً .. حدقت في وجهه وجسده بضياع تفكر .. ماذا تبقى من عدوها؟ .. الرجل الذي انتزع أمانها وذبح أمها دون رحمة .. عاد حقدها ليشتعل دون رحمة وهي تهتف
"وماذا إن كان مقعداً وضعيفاً؟ .. يبقى نفس الشيطان الذي قتل أمي ودمر حياتي .. هل تظنني سأتراجع لمجرد أنّه أصبح أسير هذا الكرسي اللعين؟"
قطب بشدة وهو يقول
"(سيلينا) .. لا أعتقد أنّ ما تريدين فعله صحيحاً .. لم أعرف حين أرسلت لأحضره لكِ أنّه سيكون بهذه الحالة .. أنتِ تعرفين جيداً أنّكِ لن تشفي غليلكِ عندما تقتلين رجلاً مقعداً"
نظرت له بذهول ثم ضحكت بعصبية
"هل تمزح معي؟ .. هذا ليس رجلاً مقعداً .. إنّه شيطان .. قاتل"

واقتربت من (شوكت) الذي كان يناظرها بعينين باردتين وقالت وهي تميل نحوه وتمسك بقبضتيها ذراعيّ مقعده
"سأتلذذ بكل لحظة وأنا أنتزع منه روحه .. لن تهتز عينيّ تماماً كما لم يفعل وهو يذبح أمي دون رحمة .. لم يرحم كونها امرأة وحامل .. لم يرحم طفلة صغيرة من رؤيتها لجريمته البشعة"

ونظرت في عينيه بحقد
"كيف تشعر الآن سيد (شوكت)؟ .. كيف تشعر وأنت حبيس هذا الكرسي؟ .. أرأيت كيف انقلبت الطاولة وأصبحت أنت الطرف الضعيف المسكين بيننا .. انظر لنفسك .. لا حول لك ولا قوة .. كفأر مذعور في مصيدة .. تنتظر أن أمن عليك برحمتي .. لكن خمن ماذا؟"
قطعت جملتها وابتعدت تنظر له من علياء

"أنا لن أرحمك .. تماماً كما لم ترحمني أنا وأسرتي"
لم تبعد عينيها عن عينيه وهي تخرج مسدسها من حقيبتها ثم ترميها جانباً وهي تكمل
"هنا تصل نهاية رحلتك"

ابتعدت خطوة للخلف بينما قال (فيليب) محذراً
"(سيلينا) .. لا تفعلي"
لم تلتفت له وهي ترفع ذراعها بمسدسها وعيناها تقسوان ببرود شديد
"وداعاً (شوكت سليمان) .. لا تنس أن تبلغ تحياتي لصديقك الحقير" صمت أذنيها عن صوت (فيليب) وهو يحذرها من التهور وما عاد يتردد فيهما سوى صوت أمها وهي تصرخ تتوسلها الهرب قبل أن تتوقف صراخاتها للأبد .. نظرت في العينين القاسيتين اللتين طاردتاها في كوابيسها لسنوات طويلة
"أدعو الله من قلبي أن تحترقا في الجحيم للأبد"

أخبرته بقسوة وهي تحرك إصبعها لتضغط على الزناد وتطلق الرصاص لتنهي صفحة انتقام أسود ترك وشمه على الجميع، دون أن تعرف أنّها لا تنهي صفحة بل تفتح صفحات أخرى لن تنتهي سوى بالمزيد من الدماء.
**********************
لم ينتظر (منذر) أن يصف سيارته في المكان المخصص وهو يوقفها بحركة حادة ويندفع خارجها مندفعاً نحو المشفى وقلبه يكاد يتوقف من شدة سرعته .. شعورٌ خانق تردد داخله أخبره أنّ شيئاً حدث .. لن يكون صعباً على والده أن يرسل إليها في المشفى من يختطفها ولو تسببوا في إراقة الدماء داخلها ..
"اللعنة عليك .. اللعنة .. أقسم سأقتلك بيدي .. لن أرحمك"
صرخ بكلماته وهو يجري عبر الفناء الواسع الذي يحيط المشفى ليقابله (يسري) وهو يجري نحوه
"سيدي .. الآنسة (ملك) .."
لم يسمع باقي كلماته وهو يزيحه بعنف ويندفع للداخل .. توقف فجأة على أول درجات السلم وقطب وصوت يخترق أذنه منتزعاً نبضة من قلبه .. التفت نحو الصوت الذي أتى من خلف المشفى .. أسرع وخلفه (يسري) .. لا يمكن أن يكون مخطئاً .. كانت صرختها .. جرى بكل قوته وسط السيارات المركونة بالمكان وهو يشتم بغضب .. وصل خلف المشفى واتسعت عيناه بشدة وهو يلمح الجسد الواقع على الأرض .. اندفع إليها وقلبه ينتفض .. لا .. لم يقتلوها .. لا يمكن .. توقف قلبه وهو يتوقف أمامها
"(سؤدد)"
هتف الاسم بصدمة وانحنى بسرعة ليضرب خدها
"افتحي عينيكِ"

لمح على ضوء عمود الإنارة الخافت كدمة كبيرة فوق جبينها .. هتف فيها بقوة وهو ينظر حوله
"(سؤدد) استيقظي .. أين هي؟"

شعر بـ(يسري) يتجاوزه منطلقاً نحو المنطقة المظلمة في الأمام، فهتف يأمره أن يعود ليكون مع (سؤدد) واندفع هو ليبحث عنها بنفسه .. صوتها أتى من هذه المنطقة .. لا يمكن أن يكون خاطفها قد ابتعد بها كثيراً .. لمح حركة جانبية وظل غادر الظلام فجأة ليهاجمه لولا أن تراجع برد فعل تلقائي بينما ترددت صرختها حاملة اسمه .. تفادى الخنجر الذي كاد ينغرس في صدره وارتعد قلبه وهو يرفع عينيه ليلمحها محمولة كحقيبة رثة فوق كتف رجل قوي جرى بها مبتعداً تاركاً لرفاقه مهمة تعطيله ريثما يهرب بحمله .. صرخ وهو يراه يبتعد واندفع محاولاً تفادي الرجلين اللذين لمعت في أيديهما أسلحة بيضاء ومن طرف عينيه لمح ثلاثة آخرين يخرجون من بين الظلام .. شتم بحنق وهو يهتف داخله .. أين أمن هذه المشفى اللعينة؟ .. كيف دخلوا باسلحتهم بهذه البساطة؟ .. لم يكن هناك وقت لتساؤلاته التي ركلها جانباً وهو يندفع لأقربهم ويسدد له ركلة مباشرة في وسط بطنه وهو يصرخ بكل الغضب داخله .. تفادى مطواة الثاني وهو يلكم الثالث .. حاول المرور من بينهم ليلحق بها لكنّ رابعهم هجم عليه .. مال بجسده ليتفادى هراوة خشبية قبل أن يصرخ بألم عندما هوى أحدهم بمطواته ليضربه بها فجرحت ذراعه .. كل هذا حصل في بضع ثوان استغرقها وصول (يسري) وهو يندفع حاملاً سلاحه وهو يهتف فيهم بغضب مماثل لرئيسه الذي دفع أقرب الرجال إليه وكاد يتلقى طعنة قاتلة من آخر لولا أن أطاحت بمطواته ركلة مفاجئة أتت من جانبه .. نظر بصدمة ليجد (مراد) يلكم خصمه ويسقطه أرضاً .. رمقه ذلك الأخير بدون تعبير بينما هتف (يسري) وهو يهاجم مع (مراد)
"دعهم لنا سيدي .. الحق بها"

لم ينتظر لحظة أخرى واندفع يلحق بمختطفها وهو يدفع بأقصى ما يملك من قوة إلى ساقيه .. لم يكد يدور حول الممر حتى لمحه وهو يندفع إلى سيارة قريبة .. لم يكن لديه وقت ليقطع المسافة بينهما .. رفع مسدسه وضيق عينيه المغمورتين بالغضب والحقد وصوبّها إلى الرجل الذي أطلق صرخة ألم عندما أصابت الرصاصة ساقه .. صرخت (ملك) عندما مال الرجل ليسقط وأسرعت تدفعه بكل ما تبقى من قواها لتسقط هي الأخرى أرضاً .. رفعت عينيها إلى حيث وقف (منذر) على بعد أمتار يلهث بعنف والنور والظل يمنحانه غموضاً مخيفاً وهو يقف بينهما .. رأته يرفع مسدسه مرة أخرى وهو يتحرك نحوهما بسرعة لكنّ مختطفها أسرع يلتقط مسدسه متجاهلاً جرحه النازف وساقه التي اخترقت الرصاصة عظامها .. تراجعت للخلف برعب عندما أدركت نيته وصرخت وهي ترى الفوهة في وجهها وأيقنت أن الموت يفتح ذراعيه لها على اتساعهما .. أخفت وجهها بين يديها وهي تسدير برعب تحاول الهرب فلم تسمح لها طاقتها وجرحها الذي شعرت به يحترق .. انتفض جسدها مع صوت الرصاصة التي ترددت وظنت لوهلة أنّها اخترقت جسدها لولا أن سمعت صوت خطوات مندفعة نحوها تلاها صوته يهتف بلهفة
"أنتِ بخير؟"
رفعت رأسها تحدق أمامها في الظلام بينما صوته يتردد بلغة أخرى وفي مكان آخر .. بذكرى أخرى .. تمثلت صورتها في عقلها بلحظة وهي ترى نفسها راكعة كما هي الآن .. راكعة ترتجف خوفاً بعد محاولة (ألفريدو) الاعتداء عليها حين أنقذها ذلك الرجل الغامض .. منقذها الغريب .. اتسعت عيناها وأحرقتهما الدموع بشدة بينما صوته عاد يتردد خلفها بقلق
"(ملك)"

وشعرت به يتحرك ليقابلها تماماً كما فعل منقذها تلك الليلة فأغمضت عينيها متنفسة بعمق قبل أن تقرر الالتفات لتواجهه ببطء .. لم تدر أنّها بحركتها أعادت له نفس الذكرى وضاقت عيناه بينما كل هذه الصورة تبدو مألوفة له بشدة .. سمع صوتها الباكي وهي تهمس بذهول
"كان أنت"

نظر لها بحيرة ثم أسرع يبعد أي تساؤل جانباً وهو يتجاوز الجسد الملقى أرضاً لتشهق هي بارتياع
"هل مات؟"
رد ببرود
"ربما"

نظرت له برعب تجاهله وهو ينحني إليها ودون أن يمنحها فرصة كان يحملها بين ذراعيه ويعتدل وعيناه لا تفارقان عينيها الدامعتين وتحرك بها فتشبثت به بتلقائية .. قلبها نبض بجنون وسالت دموعها بينما كان هو يقول محدثاً (يسري) الذي لحق بهما
"اهتم بذلك الوغد في الخلف"

أومأ برأسه وأسرع لينفذ الأمر وتعلقت عيناها بوجهه المقطب الذي يختفي حيناً مع الظل ويظهر مرة أخرى .. ارتجفت بشدة وهي تنظر له بعينيها اللتين شوشت الدموع رؤيتهما
"كان أنت .. أنت من أنقذني تلك الليلة في إيطاليا"

لم تنتبه لما زلت به وما يمكن أن تفضحه بلسانها .. كانت ضائعة فيما حدث .. لا تصدق أنّه أنقذها .. لا تصدق أنّها لم تكن المرة الأولى التي يفعل فيها هذا .. توقفت خطواته مع كلماتها وضربت الذكرى عقله وهو ينظر في عينيها بصدمة .. شعر بها تميل بضعف لتدفن رأسها في عنقه بحركة أضاعت المتبقي من عقله وأوقفت قلبه وهي تواصل همسها بضياع
"كان أنت"
عاد قلبه ينبض بكل عنف وانتبه في تلك اللحظة أنّ أنفاسه كانت محبوسة طيلة الوقت .. تنفس بقوة وهو ينظر لوجهها المختبيء فيه وعينيها المغمضتين بسلام وشعر بجسدها يرتخي بين ذراعيه .. تنهد بحرارة وهو يغمض عينيه بينما يضمها إليه هامساً بحرقة وهو يميل برأسه إلى وجهها
"لن تغيبي عن عيني أبداً .. لن أسمح لأحد بلمس شعرة من رأسكِ حبيبتي .. لا يهم أي شيء بعد الآن .. أنتِ الآن معي ولن تبتعدي أبداً"

عاد يتحرك بها وعيناه تنظران أمامه بحزم وإصرار وهو يواصل
"حتى لو أردتِ الهرب بعيداً لن أسمح لكِ أبداً (ملك) .. أبداً حبيبتي"

************************
انتهى الفصل الثامن والخمسون
إن شاء الله ينال إعجابكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-12-19, 12:05 PM   #1210

amira-miro

? العضوٌ??? » 446019
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 106
?  نُقآطِيْ » amira-miro is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

amira-miro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.