آخر 10 مشاركات
5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          وعد بالسعادة - قلوب النوفيلا - الكاتبة الرائعة :*سارة عادل* [زائرة]* كاملة &الروابط (الكاتـب : *سارة عادل* - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          النضـــال ( الجزء الثانى من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-20, 05:16 PM   #1301

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


انقبضت يد (ريم) على مقود سيارتها وهي تتبع السيارة السوداء من مسافة آمنة وتسارعت نبضاتها وشعرت أنّها تكاد تفقد الوعي من شدة التوتر والخوف .. هتفت والصوت ينقطع على الجهة الأخرى من الهاتف دون أن ترد (همسة)
"تباً .. أين ذهبتْ؟"
أعادت الاتصال وهي تردد بارتجاف
"أرجوكِ أجيبي .. أرجوكِ"
أحرقت الدموع عينيها مع انقطاع الاتصال
"يا رب ساعدني .. ساعدني من أجلها .. لا أعرف بمن يمكنني أن أ .."
توقفت جملتها وهي تتذكر .. ألم تحصل على رقم الشركة وهاتف منزلها من قبل؟ .. لماذا لا تتصل بأهلها؟ .. أسرعت ترن على هاتف المنزل وهي تحاول التركيز على السيارة التي تكاد تبتعد .. كادت تيأس عندما لم يرد أحد وقبل أن ينغلق الهاتف أتاه صوت يستفهم عن المتصل فأسرعت تجيب
"مرحباً .. هل يمكنني أن أتحدث مع أحد من أسرة الآنسة (رهف)؟"
فمهت من الرد أنّها الخادمة حين ردت
"أعتذر منكِ .. لا أحد بالمنزل حالياً جميعهم بالخارج وسيعودون بوقت متأخر"
زفرت بيأس قبل أن تهتف
"حسناً .. هل يمكنني أن آخذ رقم هاتف السيد (عاصي) أو السيد (هشام)؟"
صمتت الخادمة لتسرع قائلة بتوسل
"أرجوكِ .. الأمر عاجل وخطير .. ساعديني"
أجابتها بتردد
"حسناً .. لحظة واحدة"
زادت سرعتها قليلاً وهي تلحظ تغير اتجاه السيارة في طريق خارج المدينة وتسارعت أنفاسها وهي تنتظر بفارغ الصبر عودتها ولم تتأخر كثيراً وعادت لتملي عليها الرقمين .. شكرتها بسرعة وأغلقت الهاتف لتتصل برقم شقيقها .. أتاها الصوت الآلي يخبرها أنّ الهاتف مغلق فهتفت
"يا ربي .. ما هذا الحظ؟"
لم يعد أمامها سوى (عاصي) .. لا يمكنها أن تفعل هذا وحدها .. يجب أن يعرفا بالأمر ويلحقا بها .. ضربت الرقم وهي تردد بتوسل
"أرجوك يا ربي .. أجب .. سأفعل أي شيء .. ساعدني أرجوك"
همستها وهي تنتظر الرنين على الناحية الأخرى .. لن تسامح نفسها هذه المرة إن فشلت في إنقاذها .. وقع قلبها بين قدميها حين وجدت الهاتف مشغولاً .. نظرت للسيارة المبتعدة بعينين دامعتين .. لماذا يعاندها القدر هكذا حين حاولت أن تصلح ما فعلته؟.
*****************
"حسناً أنا قادم"
ردد (عاصي) عندما أخبرته السكرتيرة بطلب (هشام) وتحرك مغادراً مكتبه ليلحق به إلى الاجتماع وتوقف لحظة عند الباب يرمقها بغموض وهي تعود خلف مكتبها .. لن يمهلها أكثر من هذا .. سيطردها عاجلاً أو آجلاً .. لماذا توقفت عن الاتصال بذلك الوغد؟ .. هل تتواصل معه بطريقة آمنة خوفاً من افتضاح أمرها؟ .. لا بأس .. سيصل إليه عن طريقها أو بغيرها .. ارتفع رنين هاتفه في تلك اللحظة مقاطعاً تفكيره .. قطب بقلق مع رؤية المتصل وأجاب بقلق
"ما الأمر؟"
أتاه صوت أحد الحراس الشخصيين الذين يرافقون (رهف)
"سيد (عاصي) .. أنا آسف لكن .. الآنسة (رهف) اختفت و"
هتف بعنف جعل السكرتيرة تنتفض
"ماذا قلت؟ .. ما الذي تهذي به؟"
"آسف سيدي .. لقد كنا في انتظارها أمام العيادة .. ابتعدت لدقيقة وعدت لأجد زميليّ فاقديّ الوعي وهي مختفية والسيارة مفتوحة الأبواب"
هتف وهو يتحرك بسرعة
"تباً .. انتظر لحظة"
أسرع يخبرها
"أبلغي السيد (هشام) أنني غادرت لأمر عاجل"
لم ينتظر ردها ولم يسمعه وهو ينطلق مغادراً
"أين أنت؟"
هتف بغضب ليجيبه
"أمام العيادة سيدي .. لقد أفاق أحدهما وحاولت الفهم منه .. يقول أنّ بعض الرجال الملثمين هاجموهما واختطفوا الآنسة (رهف)"
توقف قلبه تماماً مع الكلمة .. لا .. ليس مجدداً .. صورة (سامر) قفزت لعقله .. اللعنة ليس مرة أخرى .. اللعنة عليه متى يتخلصون منه.
"اللعنة .. سأعرف حسابي معكم عندما أصل"
هتف وهو يغلق الهاتف بينما يندفع نازلاً السلالم بسرعة وخلال بضع دقائق كان ينطلق بسيارته بسرعة كبيرة .. كيف سيجدها؟ .. هل كان يجب أن يبلغ (هشام)؟ .. رن هاتفه في نفس اللحظة فأجاب دون النظر
"نعم .. ما الـ .."
توقف عندما سمع الصوت الملهوف المرتجف وصاحبته تهتف
"أخيراً .. سيد (عاصي) .. حمداً لله"
قطب هاتفاً
"عفواً .. من معي؟"
أجابت بتوتر شديد
"أنا صديقة قديمة لـ(رهف) .. اتصلت لأطلب مساعدتك لـ .."
قاطعها
"آسف آنستي .. لست متفرغاً حالياً لـ .."
أسرعت تقاطعه بتوسل
"(رهف) في خطر .. أرجوك ساعدها"
انتفض قلبه برعب
"ماذا تقولين؟ .. كيف تعرفين بـ .."
توقف عن الكلام وهي ترد باكية
"لقد اختطفوها أمامي"
"من؟"
هتف بعنف
"لا أعرف .. رجال ملثمون ضربوا حراسها واختطفوها .. أنا أتبعهم واتصلت بك لـ .."
ارتجف قلبه بأمل
"هل تعرفين أين يتجهون؟ .. أخبريني"
أسرعت تخبره عن الطريق الذي تقود فيه ليقول وهو يسرع أكثر بالسيارة
"حسناً .. أنا قادم .. سأعاود الاتصال بكِ مرة أخرى"
صوتها الباكي تردد
"حسناً .. سأرسل لك الموقع إن توقفت السيارة في أي مكان"
"جيد"
تمتم بخفوت وأغلق معها وحاول التركيز على الطريق مختلساً النظر لهاتفه بتوتر وعقله ينازعه القرار .. هل يبلغ الشرطة أم يذهب وحده ويأخذ بثأره من ذلك الملعون؟ .. هل يستطيع تجاوز أولئك الرجال؟ .. ماذا لو لم يكن (سامر)؟ .. من يمكن أن يكون غيره؟ .. لا .. لا يمكنه أن يخاطر بحياة (رهف) لرغبته في الانتقام .. انتصر عقله فأسرع يتصل بالشرطة قاطعاً على شيطان انتقامه الطريق .. حياتها أغلى من أي رغبة أخرى .. ربما (هشام) محق والعدالة هي ما يجب أن تحدث لا الانتقام الأعمى.
***********************
انطلقت الرصاصات في المكان وانتفض جسد (ليزا) وهي تدفن رأسها بقوة في صدر (ريكاردو) الذي اشتدت ذراعاه حولها بحماية وللحظات توقف كل شيء حولها وهي تظن أنّها قد ماتت .. توقف صوت الرصاص عندما انتبهت أنّها لا تشعر بأي ألم .. رفعت وجهها بذهول ونظرت لوجه زوجها المشدود وتفجرت دموعها وهي تتحسس جسده بلهفة
"أنت بخير حبيبي؟ .. لم تصب بشيء؟"
ضمها بحنان وهو يوميء لتنتبه على صوت أحدهم يهتف
"بسرعة سيد (ريكاردو) .. سينتبهون لما حدث ويجب أن نغادر"
رفعت عينيها نحو الصوت واتسعت عيناها بذعر وهي ترى الدماء التي أغرقت الأرض وأجساد الرجال الذين كانوا قبل لحظات قليلة على وشك إزهاق أرواحهم بينما أسرع (ريكاردو) ينهض رافعاً إياها عن الأرض وأحد الرجال الثلاثة الذين بقوا من المذبحة أو بالأحرى الذين ارتكبوها
"السيد (منذر) طلب منا تأمينكما حتى تغادرا القصر بأمان"

وأردف آخر وهو يسحب أحد الجثث جانباً ليفسح لهما الطريق
"لقد عرفنا مكان المخرج السري وسنذهب عبره .. يجب أن تكونا في الخارج قبل الهجوم"
سحبها معه لتهتف بخوف وهي تتحاشى النظر للدم والجثث
"ماذا يحدث (ريك)؟ .. من هؤلاء؟"
أجابها وهو يحيط خصرها بذراعه يشدها معه
"كما سمعتِ حبيبتي .. يبدو أنّهم يعملون لحساب (منذر) .. جيد أنّهم أدركونا قبل فوات الأوان"
قالها وتحرك بحذر عبر الممر تحت حماية الحراس الذين تحركوا بتحفز وأسلحتهم مشهرة .. سألت بارتعاش
"عن أي هجوم يتحدثون؟"
تحرك مع الرجال مبتعدين عن المخرج الرئيسي للقبو وهو يجيبها
"بعد قليل سيحدث هجوم كبير على القصر"
"ماذا؟"
هتفت بذعر
"لقد تحدثت مع (منذر) وأنا في طريقي لهنا .. أخبرته بما حدث وطمأنني أنّه قد اتفقا مع عدد من زعماء المافيا الكارهين لـ(سيزار) وأقنعهم بالاتحاد معه للتخلص من عدوهم المشترك"
استرجعت الكلمات التي قالها مسبقاً قبل مغادرة (سيزار) .. إذن عندما قال أنّ نهايته قريبة جداً وعلى يد آخر شخص يتوقعه .. كان يقصد هذا .. كان يعرف بالهجوم الوشيك وأنّ شقيقه على وشك أن .. توقفت أفكارها عند الكلمة .. لا .. ليس شقيقه .. (سيزار) .. أو ذلك الرجل تحديداً لم يكن والده .. هل قال الحقيقة أم أنّه كان يعاقبه بطريقة بشعة قبل موته .. أرادت بشدة أن تسأله عن حاله بعد ما سمعه لكن نظرة واحدة لملامحه التي قست بشدة وهو يسرع بها تابعاً الحراس جعلتها تؤجل أي أسئلة بخصوص الأمر حتى يخرجا بأمان .. انتفضت عندما دفعها جانباً لتصطدم بالحائط بينما يرفع السلاح الذي التقطه من أحد القتلى ودوت الرصاصات في الممر .. نظرت برعب لتجده والثلاثة يطلقون النار نحو بعض رجال (سيزار) الذين كانوا يحرسون المخرج السري وانتبهوا لهم .. خلاياها كانت ترتجف برعب شديد وصدمة
"(ليزا) .. أنتِ بخير؟"
انتبهت من صدمتها على صوته
"لا تخافي .. لقد تخلصنا منهم .. هيا بنا"
نظرت له من بين دموعها الكثيفة وهمست بتقطع
"أنا خائفة .. أشعر برعب شديد .. ساقايّ لا تتحركان"
لم ينتظر لحظة وأسرع يحملها بين ذراعيه وينطلق بها ورجلان يتأخران خلفهما ليؤمنا ظهريهما بينما تقدمهما الثالث .. انتبهت هي للدم الذي يغرق ذراعه وهتفت
"أنت مصاب (ريك)"
نظر بجمود لذراعه النازف
"لا تخافي .. إنّه جرح بسيط"
همست بارتجاف
"لكنك .."
قاطعها وهو يلهث بقوة
"قلت لا تخافي .. دعينا نغادر بسلام أولاً وبعدها سأرى إصابتي .. لن أموت بسببها"
هتف الرجل في المقدمة وهما يدوران عند أحد الأركان
"هنا يا سيدي"
قطب وهو يرى الحائط المصمت بينما أسرع الرجل يضغط على أحد الأحجار وارتفع حاجباها مع الصوت الذي ارتفع ولم تلبث أن رأت الجدار يتحرك كاشفاً عن باب حديدي خلفه .. أطلق الرجل الرصاص ثم ركل الباب بقوة .. تحرك (ريكاردو) بسرعة وهو يحملها وانحنى ليعبر الباب القصير وتبعه الآخران بعد أن ضغط آخرهما الحجر من جديد وأسرع يعبر الباب قبل أن يغلق وتحركا الاثنان وسط حمايتهم ونظراتهم المتحفزة بحثاً عن أي حرس قد يوجدون داخل النفق السري.
*******************

noor elhuda likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 05:17 PM   #1302

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنفست (سديم) بقوة وهي تتحاشى النظر لـ(فهد) الذي وقف أمامها بوجه جامد قبل أن يقول
"أردت الحديث معك بشأن ما فعلتِ بأبي سيدة (سديم)"
نظرت له بوجل فتنهد بقوة وتابع بمرارة

"لا يمكنني أن ألومكِ على ما فعلتِه .. ليس بعد ما ارتكبه في حقكِ قديماً"
ابتلعت لعابها بصعوبة وأطرقت تسمعه
"أنا لم آتِ لأواجهكِ أو لأنتقم منكِ لفعلتكِ .. أنا فقط أريد أن أسألكِ شيئاً واحداً وسأصدق إجابتكِ مهما كانت"
ارتبكت نظراتها باستفهام

"سيد (فهد) .. ما حدث كان .."
قاطعها بحزم
"قلت لا ألومكِ ولم آت بسوء .. كل ما أريد التأكد منه هو مصير أبي"
ارتفع حاجباها وتنفست بصعوبة بينما يكمل ناظراً في عينيها بحثاً عن الإجابة
"هل قتلتِه؟"
انتفض جسدها وعقلها يسترجع تلك الأحداث المؤلمة ودمعت عيناها فقطب مردداً بصوتٍ مختنق

"هل فعلتِها؟ .. هل كان محقاً؟"
همست بشحوب
"من؟"
أجابها بحنق

"(توفيق الأغا) .. قال أنّكِ قتلتِه"
هتفت كاسرة صدمتها

"اللعنة عليه .. بالطبع لم أفعل"
وانخفض صوتها مع نظرته
"حسناً .. أنا أعترف .. لقد جعلتهم يختطفونه .. عرفت مؤخراً أنّه لا يزال حياً .. لم أعرف بوضعه إلا بعد أن قابلته"
تحشرج صوتها وهي تردد باختناق
"أقسمت منذ سنوات طويلة على الانتقام منه .. لم أستطع التراجع بعد أن عثرت عليه .. كان يجب أن أنتقم لما فعله بي .. لكن .. لم أستطع"
ونظرت له بأسى
"في النهاية لم أستطع .. رغم كل شيء لم أفعلها .. يمكنك أن تتأكد من (هشام) و(آدم) .. كانا حاضرين وهما من تدخلا ليعيداني لصوابي"
تسارعت أنفاسه وهو يستمع لها بصمت ثم قال

"إذن فقد تركتِه على قيد الحياة"
أومأت برأسها ثم قالت بتردد

"اتصل بي (فيليب) .. أعني الرجل الذي طلبت مساعدته في اختطافه .. أبلغني أنّ بعض الأوغاد هاجموا رجاله وأصابوا منهم الكثير قبل أن يختطفوه"
خفق قلبه بقوة وهو يردد
"من؟ .. هل عرف من اختطفوه؟"
قالها وصوت في داخله يهمس بالاسم الوحيد الذي كان متأكداً من كونه وراء الأمر

"لا يخطر بعقلي شخص غيره"
قالت بنظرات كارهة وهي تردف من تحت أسنانها
"(توفيق الأغا) .. ربما خاف أن يصبح نقطة ضعف يصلون إليه عن طريقه فأراد التخلص منه وألصق التهمة بي"
صمتت لحظة متنفسة بعمق وأكملت
"صدقني .. أنا لا أكذب .. إن كنت قتلته لأخبرتك .. لا أدين لك بشيء وتعرف جيداً أنّ ما ارتكبه والدك في حقي حتى قتلي له سيكون قليلا عليه"
تأملها في صمت برهة قبل أن يهز رأسه مردداً بتعبير هاديء

"أصدقكِ .. شكراً لكِ .. كنت في حاجة للتأكد من شكوكي"
قالها وتحرك ليبتعد فأسرعت تهتف خلفه
"ربما لا يزال والدك على قيد الحياة"
التفت لها مقطباً فتابعت
"قد يكون ذلك الحقير يحتفظ به ككارت يستعمله في الوقت المناسب"
تنفس بقوة والفكرة تضرب عقله .. هل يمكن فعلاً؟ .. ماذا لو كانت شكوكهما صحيحة وكان يعرف بما يخططون له .. ألا يعني هذا أنّه يمكنه أن يستخدم والده بالفعل لمنعهما من إكمال خطتهما؟ .. ربما يستخدم والده في مساومتهما على التخلي عن (همسة العاصي)؟ .. عشرات الاحتمالات دارت برأسه بينما تمتمت وهي تتحرك تاركة إياه مكانه

"أعرف أنّك و(عماد) وخالي (أحمد) تخططون للقضاء على ذلك الرجل .. ربما يجب أن تضعوا هذا الاحتمال في حسابكم"
قالتها وغادرت لتدخل للشرفة وتابعها بعينيه اللتين توقفتا عند (همسة) التي كانت تنظر له بتساؤل قلق .. ابتسم لها مقاوماً مشاعره وأسرع يخرج هاتفه ليبلغ (عماد) بشكوكه .. كتب الرسالة بسرعة وأرسلها في اللحظة التي تحركت فيها نحوه .. وقفت أمامه تتأمله بنظرات حزينة متلهفة وأسرعت تسأله بقلق

"ما الأمر حبيبي؟ .. هل أنت بخير؟"
رقت عيناه مع كلماتها وهمس
"اشتقت لهذه الكلمة منكِ (همستي)"
احمر وجهها وهو يأخذها لمنحنى آخر لاغياً أي فكرة اخرى من عقلها سوى وجوده قربها .. اقترب منها ولامس خدها بكف مرتجفة
"لو تعلمين كم مرة حلمت بكِ قريبة مني تهمسين بها .. تخبرينني كم تحبينني وكم اشتقتِ لي"

كلماته أثارت دون أن يعرف تلك النقطة داخلها معيدة لها أحلامها ومخاوفها فعادت لقلقها مجدداً وهي تقاطعه
"ماذا يحدث معك (فهد)؟ .. لماذا تبدو قلقاً هكذا؟"

راوغها قائلاً
"لا أعرف ما الذي تـ .."
قاطعته بحزم رقيق وهي تمسك يده
"لا تكذب عليّ (فهد) .. أنت لست بخير .. هناك ما يقلقك .. ما الذي كنت تتحدث مع (سديم) بشأنه؟"

نظر لها دون رد فدمعت عيناها وهي تضغط على كفه بتوسل
"أخبرني أرجوك .. أنت لا تعلم كم كنت أتعذب بأفكاري ومخاوفي الفترة الماضية .. لم أعد أحتمل يا (فهد) .. قل لي ماذا يحدث معك"

وأكملت ودموعها تخونها
"وأين (عماد)؟ .. لماذا لم يعد معك؟ .. أنتما بخير، صحيح؟ .. أرجوك .. أنا أتعذب ولم أعد أحتمل ما .."

قاطع كلماتها وهو يقترب يضم رأسها لصدره مردداً
"نحن بخير حبيبتي .. وما دمتِ أنتِ بخير فنحن كذلك .. ربما لم أكن بخير وأنا بعيدٌ عنكِ لكن .. ما أن رأيتكِ وشعرت بكِ هكذا انتهى كل ألمي وحزني (همستي) .. أصبحت بخير تماماً"
بكت بصمت وهي تهمس لقلبها أن يصدق كلماته ليرتاح قليلاً على الأقل .. هو هنا الآن .. بقربها .. تراه وتلمسه .. تشعر به سالماً وحياً .. كل شيء بعد ذلك يهون
"أحبك (فهد) .. أحبك وما عاد قلبي يحتمل كل هذا الفراق والوجع"
رفع وجهها إليه واحتضنه بكفيه
"لا تيأسي حبيبتي .. أنا هنا الآن .. كل هذا سينتهي قريباً"

نظرت في عينيه بتساؤل حائر وأمل أجابه مردداً
"لقد أوشك هذا الجدار اللعين بيننا أن يسقط (همستي) .. لقد فعلت ما بوسعي وأنا واثق أنّ الله سيكافيء سعيي .. قدري سيكون رحيماً بي ويجمعنا بعد كل هذا العذاب .. انتظري قليلاً بعد .. أيام قلائل وسيسقط هذا الحاجز بيننا وللأبد"
ومسح دموعها بأصابعه بينما تتابع بارتجاف
"هل تقول هذا لتسليني فقط وتمنحني بعض الأمل (فهد)؟"

رقت نظراته بأسى وحنان لتهمس بتوسل
"لا تمنحني الأمل ثم تحرمني الأيام منه حبيبي .. سأتحطم وقتها .. أنا بالكاد أصمد .. إن انتزع القدر آخر أمل لي سأموت عندها و .."
هتف يقاطعها بحرقة ورفض وهو يغرسها فوق صدره
"لا تقولي هذا .. بعد الشر عنك .. أنتِ لي (همسة) .. لن أتنازل عن حقي فيك مهما حدث .. ما عدت أهتم بالماضي .. قلت لكِ سأفعل أي شيء لترضى عني أسرتكِ وتوافق على أن نكون معاً"
اهتز جسدها ببكاء مختنق ليكمل بألم
"سيكون الأمر صعباً بالبداية ولن يتقبلوني بسهولة لكنني سأقنعهم بكل طريقة أنني وحدي من يمكنه أن يمنحكِ السعادة التي تستحقينها"

هزت رأسها ورفعت وجهها له هامسة من قلبها
"وأنا أثق بكلمتك (فهد) .. أثق بك وأنتظرك .. سأحتمل أي عذاب من أجلك وحتى يجمعنا القدر يمكنني أن أحتمل أي شيء"

ابتسم بحب وهو يداعب خدها برقة وتنفس بعمق وهو يميل ليطبع قبلة على جبينها هامساً بخشوع
"وأنا أثق بكِ وبقدري (همسة) .. لا شيء سيفرقنا بعد الآن"

أبعدها بعد لحظات وأمسك يدها يشدها نحو الشرفة مجدداً
"سأذهب لأتحدث مع الجد (رفعت) وسأعود لنتحدث قليلاً"
ومال مبتسماً بسعادة
"لا زال هناك الكثير لأخبركِ إياه ولا زلت لم أشبع شوقي لكِ بعد يا عمري"

ابتسمت بخجل وهي ترافقه وتوقفت بحرج عندما وجدت (هاميس) تتجه نحوهما مبتسمة وقالت وهي تمد يدها بهاتفها الذي تركته مسبقاً على المائدة
"(همسة) .. هاتفكِ رنّ أكثر من مرة .. يبدو أنّها مكالمة هامة"

أخذت الهاتف منها وشكرتها بخفوت وهي تنظر للشاشة بينما أسرعت (هاميس) تبتعد بعد أن ألقت نحوه تحية هادئة .. وكاد يتحرك لولا أن ألقى نظرة نحو (همسة) لينقبض قلبه بقلق وهو يرى تعابير وجهها
"ماذا هناك (همسة)؟ .. هل كل شيء على ما يرام؟"
هزت رأسها بشحوب بينما ترى عدد المكالمات التي وصلتها من (ريم) وأسرعت ترن عليها

"أرجو هذا"
قلبها كان منقبضاً بقوة وانتابها شعور مخيف .. ما الذي حدث وجعلها تتصل كل هذه المرات؟ .. هل (رهف) بخير؟ .. انتفضت عندما أتاها صوت (ريم) تهتف بصوت مرتعد
"(همسة) .. أخيراً .. (همسة) هل تسمعينني؟"
انتبهت لتجيب بسرعة
"أسمعكِ .. ماذا حدث؟ .. هل تحدثتِ مع .."
انقطعت جملتها و(ريم) تهتف باكية
"حدثت مصيبة .. لقد اختطفوها يا (همسة) .. خطفوها"
انسحب الدم من وجهها بطريقة أرعبته وأسرع يحيطها بذراعه عندما ترنحت

"من؟ .. ماذا تقولين؟"
"لقد اختطفوا (رهف) أمامي .. اتصلت بكِ كثيراً"
هزرت بكلماتها و(همسة) تحاول استيعاب ما تسمعه و(فهد) يهتف
"ما الأمر (همسة)؟ .. أجيبي"
اخترق صوت (ريم) أذنها
"لم تردي فاتصلت بالسيد (عاصي) وأخبرته عن .."
انتفضت هاتفة برعب

"أخبرتِ (عاصي)؟ .. يا ربي .. ماذا أفعل؟"
"أنا أتبع السيارة وهو قادم في الطريق و .."
شهقت بارتياع
"لا .. لا يمكن أن يفعل ..لا"
"(همسة) .. ماذا يحدث؟"

صرخ فيها لتنظر له باكية وتردد بشهقات متقطعة
"ر .. (رهف) .. اختطفوا (رهف) خطفوها يا (فهد)"

اتسعت عيناه بشدة بينما تواصل وجسدها ينتفض بخوف
"و(عاصي) .. (عاصي) ذاهب إليهم وحده"
شتم بقهر
"(سامر)"
انتفض قلبها مع الاسم .. لا .. هل فعلها (سامر) مجدداً؟ .. أتاها صوت (ريم) عبر الهاتف
"(همسة) .. أنتِ معي؟ .. (همسة)"

التقط الهاتف ليرد
"نعم .. أنا قريب (همسة) .. أخبريني بموقعكِ رجاء"

استمع لها تخبره عن الاتجاه الذي تطارد فيه السيارة
"حسناً أنا قادم .. ابقي على اتصال معي"

هتف وهو يسرع متحركاً نحو سيارته فهتفت (همسة) وهي تمسك ذراعه
"إلى أين؟"
نظر لها بدهشة

"إليهم بالطبع"
ردد رافضاً
"لا يا (همسة) .. لا يمكنك .. (سامر) فقد عقله ولن .."
"وأنا لن أتركك تواجهه بمفردك"
قاطعته بعناد وهي تتركه مندفعة للسيارة تقطع عليه طريق الرفض
"لن أتركك أبداً (فهد)"
زفر بقوة وهو ينظر يائساً تجاه القصر .. لم يتوقع أن يضرب ذلك المجنون ضربته بهذه السرعة .. تباً له .. هتف بقهر وهو يندفع ليركب السيارة وينطلق به في اللحظة التي اندفعت فيها (راندا) خارج القصر
"(همسة) انتظري .. يا ربي .. ماذا فعلت؟"
هتفت وهي ترى السيارة تغادر بأقصى سرعة دون أن تستطيع اللحاق بها لتوقفهما من المغادرة .. خفق قلبها بجنون وهي تندفع للداخل مرددة
"(هشام) .. يجب أن يعرف .. يا الله .. ما الذي فعلتِه بي (همسة)؟ .. ماذا أقول له الآن؟"
********************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 05:17 PM   #1303

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتفض (توفيق) هاتفا بغصب
"ماذا قلت؟"
كرر رجله بتوتر
"لقد هربا سيدي .. وجدنا الرجال قتلى في الغرفة ولا أثر لهما"
تنفس بوحشية
"اللعنة .. ابحثوا في كل مكان بالقصر .. لا أريدهما أن يغادرا أحياءا .. والخونة الذين ساعدوهما أريدهما تحت قدمي في لحظة"
شد جسده قائلا بقوة
"أمرك سيدي"
صرفه بإشارة صارمة وانتظر حتى غادر فأطلق العنان لغضبه .. أقرب الحراس الذين استأمنهم اتضح أنهم خونة .. ماذا ينتظر أكثر من هذا ليتأكد من أن الأمور خرجت عن السيطرة؟ .. هل كان شديد الثقة بنفسه لدرجة أن ينخر السوس وسط رجاله لهذه الدرجة؟ .. اللعنة .. من الواضح أنه تساهل كثيرا .. حاول الاسترخاء في جلسته وهو يسترجع مع (ملك) بعد أن جلبها رجاله وحبسوها دون التعرض لها كما أمرهم .. أراد أن يتعامل مغها باللين أولا قبل اتخاذ أي إجراء قاس .. تلك الصغيرة العنيدة .. شتم وهو يستعيد مواجهتمها
تلك الحمقاء .. كيف استغرب ما فعلته أصلا؟ .. ابنة (ماجد) وتربيته؟ .. ماذا توقعت منها؟ .. كز على أسنانه مستعيدا اللحظة التي انتفضت فيها من على الأرض حسث كانت مقيدة اليدين خلف ظهرها واشتعلت النار بعينيها وهي تهتف بحقد
"أيها القاتل اللعين .. أيها الشيطان القذر"
ابتسم لحظتها وقد بدت له محاولتها كتخبط حشرة صغيرة وقعت في الفخ دون حذر وتقاوم بشراسة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة .. اقترب منها لتتوحش ملامحها وهي تنظر له وترميه بنظرات من شرر لتواصل صراخها بعنف
"لقد ارتكبت خطأ عمرك باختطافك لي أيها اللعين .. أنت لا تعرف أنك دققت آخر مسمار في نعشك .. ستدفع ثمن كل حقاراتك غاليا"
ضحك بسخرية
"حقا؟ .. ومن سيجعلني أفعل؟"
ومال نحوها قابضا على ذقنها بإيلام وهو يردف بتهكم واستحقار
"أنت يا صغيرة؟"
رمقته بكراهية وتسارعت أنفاسها قبل أن تبصق في وجهه .. لم يتأخر لحظة في رد فعله ويده تلطم خدها بقوة لتصرخ وهي تسقط أرضا .. اعتدلت بسرعة وصرخت
"ستدفع الثمن أيها الحقير"
أخرج منديله ومسح بصقتها ببرود
"يبدو أنك لا تهتمين بحياة شقيقك"
اضطربت عيناها لحظة قبل أن تردد بعناد
"أنت لا تملك أن تؤذي أخي .. أنا أعرف الآن أنك لم تصل إليه .. كانت خدعة لعينة منك لتستدرجني"
ضحك بقوة
"جيد .. فتاة ذكية .. لكن واضح أن ذكاءك عمل متأخرا وأخبرك الحقيقة بعد فوات الأوان"
كزت على أسنانها والبغضاء تشتعل في كل نظرة إليه
"لم يفت الأوان .. أنا هنا لأرى نهايتك بعيني أيها الحقير"
جاوبها بابتسامة شديدة السخرية
"ألا ترين كلماتك هذه متعالية وغير واقعية بالنظر لوضعك الحالي؟ .. من أين أتبت بالثقة أنني .."
قاطعته بحدة
"(منذر) في طريقه لإنقاذي منك وهو من سيطلتك تدفع الثمن غاليا .. سيأخذني بعيدا عن هنا بعد أن يرسلك للجحيم"
ضيق عينيه بحذر وهو يسألها
"تثقين به كثيرا، إذن"
ردت بتحد
"أكثر من نفسي"
انقطعت أفكارن عندما ارتفعت جلبة في الخارج فاعتدل بملامح جامدة ولم يلبث أن انفتح الباب بسرعة واقتحم أحدهم المكان هاتفا
"سيدي .. كارثة . إن .."
قاطعه هاتفا بغضب شديد
"ماذا تظن أنك تفعل (كارلوس)؟ .. كيف تقتحم المكان هكذا و .."
انقطعت كلماته عندما اخترق سمعه أصوات طلقات نارية غزيرة ومتلاحقة فهتف
"ماذا يحدث؟"
أسرع يجيبه بتوتر وانفعال ويده تشتد على سلاحه
"حرب سيدي"
نهض من مقعده واندفه نحو الخارج
"ما الذي تهذي به أيها الأحمق؟"
لحق به مرددا
"القصر يتعرض لهجوم من كل الاتجاهات سيد (سيزار)"
جحظت عيناه وهو يطل من شرفته العالية وتوحشت أنفاسه وهو يرى المشهد بالأسفل ومن حول القصر .. بدا أن الحرب قد اندلعت فعلا .. من يجرؤ على فعلها؟ .. من الأحمق الذي قرر ارتكاب خطأ عمره بمهاجمته في عقر داره .. لم يجرؤ أحد على مدار سنوات من الاقتراب إنشا منه مهما بلغت قوته وجرأته .. هل فقدوا عقلهم؟ .. سمع (كارلوس) خلفه يواصل
"لقد انقسم رجالنا سيدي"
التفت له بصدمة واضحة قبل أن تشتعل عيناه بجنون
"ماذا قلت؟"
"لقد انقسم الرجال سيدي .. الهجوم لا يحدث من خارج القصر فحسب .. هناك خونة وسطنا سيدي .. لقد ساعدوا المهاجمين في التسلل للداخل وانقلبوا علينا فور أن بدأ الهجوم"
تابعت عيناه من علو السيارات التي حاصرت القصر واندفع المهاجمون بملابسهم السوداء كسيل كاسح يتبادلون النار مع رجاله بالداخل الذين كانوا يحاربون على الناحيتين
"سيدي .. يجب أن تغادر قبل أن يصلوا إليك"
رمقه بعينين مشتعلتين كالجحيم فابتلع لعابه بصعوبة
"آسف سيدي .. لكن الوضع يكاد يخرج عن السيطرة .. هذا العدد من المهاجمين لن يأتي من طرف واحد .. لابد أن قادة المنظمات الصغيرة اتحدوا سويا ليهاجمونا سيدي"
قطب مفكرا بسرعة .. هذا واضح .. تلك الجرذان اللعينة التي تركها لسنوات تأكل فتات ما يتركه لهم .. اتحدوا ضده الآن ويظنون أنه أصبح لقمة سائغة لهم
"سيد (سيزار)"
هتف (كارلوس) يخرجه من تفكيره فصرخ فيه وهو يندفع نحو مكتبه
"أين الامدادات؟ .. استدعي باقي الرجال من .."
قاطعه بسرعة
"لقد فعلت لكن سيتأخر وصول الامدادات سيدي .. المدد الذي كان في طريقه إلينا تمت مهاجمته وكل الطرق للقصر مقطوعة ومحاصرة"
توقف مكانه لحظة بصدمة .. ماذا يعني هذا؟ .. هل حاصروه؟ .. متى فعلوا كل هذا وكيف يفشل جواسيسه في إبلاغه؟ .. تحرك نحو الخزانة وفتحها بقوة يخرج بعض الفلاشلات الإليكترونية التي يحتفظ فيها بأهم أوراقه .. هل يظنون أنهم سيقضون عليه بهذه البساطة؟ .. هتف محدثا (كارلوس) وهو يلتقط حاسوبه في اللحظة التي اندفع بعض الحراس الذين كان قد استدعاهم (كارلوس) ليلحقوا به
"اعدم باقي الأوراق بنفسك .. سأغادر القصر لمكان آمن .. أعتمد عليك وعلى رجالك .. أريد هذا المكان محترقا ومسوى بالأرض تماما .. بعدها الحقوا بي .. سنغادر إلى إيطاليا وعندما تهدأ الأمور سأعود لأجعل كل أولئك الخونة يدفعون ثمنا غاليا لخيانتهم"
ردد وهو يشير لرجاله
"أمرك سيدي .. هيا .. رافقوا الزعيم في طريقه وأمنوه بحياتكم، فهمتم؟"
هزوا رؤوسهم مرددين هتافا صارما واندفع بعضهم للخارج فيما لحق البقية ب(توفيق) ليؤمنوا ظهره وبقى (كارلوس) لينفذ أوامره ..
************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 05:19 PM   #1304

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقدم (سامر) من قائد الرجال الذي أشار نحو المبنى القديم شبه المتهدم وعليه آثار حريق قديم التهمه قبل سنوات
"إنها بالداخل"
لمعت عينه وهو يقول
"جيد .. هل حدثت أي مشاكل أو انتبه لكم أحد؟"
أجابه بملامح جامدة
"لا .. كل شيء على ما يرام"
"جيد"
ردد مستحسناً ثم سأله مقطباً
"أين الأوراق؟"

مد يده في جيبه وأخرج حافظة قدمها له .. تفحص الهويات وجوازي السفر وابتسامة خبيثة ترتسم على شفتيه ليقول
"هذا جيد .. أبلغ تحياتي لرئيسك وأخبره أنني سأرد له هذا الجميل قريباً"
لم ينطق بحرف لكنه أومأ ببرود ثم قال
"سنذهب إذن ما دامت مهمتنا انتهت"
قاطعه بابتسامة باردة
"لا يا عزيزي .. لم تنته بعد .. ستنتظرون هنا تحسباً لحدوث أي شيء"
وقست عينه وهو ينظر تجاه الخارج
"أريدكم هنا ربما لا تأتي من أنتظرها بمفردها ولا أحب التعرض للمفاجآت"
رمقه بجمود قبل أن يرد
"حسنا .. سننتظر بالسيارة على مقربة .. سيكون من الأفضل ألا يعرف أحد بوجودنا فيستعد مسبقاً"
قالها ودون أن ينتظر رداً تحرك مبتعداً إلى حيث انتظره رجاله بالسيارة وما أن دخلها انطلق بها يبتعد عن المكان وهو يقول
"سننتظر لنرى كيف تنتهي الأمور"
سأله أحد رفيقيه
"لم تخبره عن تلك السيارة التي تبعتنا إلى هنا؟"
ضاقت عيناه وهو ينظر في أحد الاتجاهات
"لا .. ربما تقوم بمهمتنا"
قال الآخر معترضاً
"لا أفهم لماذا يأمرنا الزعيم بمساعدته من البداية ما دام ينوي التخلص منه .. كان يمكننا قتله دون أي تأجيل"
قطب قائلاً بصرامة
"مهمتك أن تنفذ الأوامر دون أن تفكر في الأسباب .. هكذا يرى الزعيم وإراداته يجب أن تتم"
هز رفيقه كتفيه بلا مبالة
"حسناً .. لن أسأل"
رمقه بنظرة ضيقة ثم قال وهو يركن السيارة في منطقة متوراية خلف السور المحيط بالمكان
"السيارة التي تبعتنا بالتأكيد سائقها شهد ما حصل ويسعى للتدخل .. ربما يكون قد أبلغ الشرطة .. من الأفضل أن ندع الأمور تسير على هذا النحو .. الزعيم يريد التخلص منه دون أن يُشار إليه .. لذا سنراقب من بعيد"
قطب الآخر حاجبيه
"ماذا إن خاب توقعك وأفلت من هذا؟"
أشعل سيجاراً دخنّه بهدوء
"عندها لن يفلت من مصيدتنا نحن"

نظر الاثنان لبعضهما وعاد أحدهما يهز كتفيه
"فلنبقى إذن .. ماذا ينتظرنا أصلاً؟"
ابتسم الآخر وتراجع مستنداً لمقعده وأغمض عينيه منتظراً ما ستسفر عنه الدقائق القليلة القادمة تاركين (سامر) حيث وقف مقطباً بتوجس وشعور غير مريح ينتابه .. لا يثق بهؤلاء الأوغاد ويشعر أنّهم يدبرون شيئاً .. تباً .. ألم يجد (توفيق) غيرهم ليساعدوه أم أنّّه تعمد اختيارهم لشيءٍ ما في نفسه؟ .. زفر بقوة وهو يضع الأوراق في جيب سترته وقال مبتسماً بشر

"مهما يكن .. لنرى فأرة (رضوان) الصغيرة ونبعث بنداء صغير عبرها ولنرى كم ستتأخر (راندا) قبل أن تهرع لإنقاذها"
رفع رأسه يتطلع بنظرات قاسية للمكان .. هنا .. بدأ كل شيء قبل خمسة عشر عاماً وهنا سينتهي .. هذا المكان الذي خسرت فيه أمه كل شيء بسبب عمه ووالد تلك الفأرة .. تحرك فوق الرمال نحو المخزن الكبير .. أو ما تبقى من أطلاله .. كان واحداً من مخازن تابعة لعائلته .. من الجيد أنّه بحث جيداً قبل سنوات وعرف بكل شيء .. هذا أنسب مكان لصنع النهاية التي يريدها .. (رهف) ستموت هنا لكن بعد أن تجلب له حبيبته الخائنة وفور أن تصله سيغادر بها إلى حيث ينتظرهم القارب البخاري الذي سيهرب به لساحل الدولة المقابلة ومنها إلى دولة أخرى حيث يختفيان في أبعد مكان يصلهما فيه أحد .. اتسعت ابتسامته منتشية وهو يلامس أحلامه في مخيلته وتحرك مسرعاً إلى داخل المخزن الذي تقبع فيه (رهف) في انتظار آخر صفحة في حياتها البائسة.

*********
همهمت (رهف) بحنق وخرج صوتها مكتوماً من خلف الكمامة وحركت جسدها بعنف أدى لاهتزاز المقعد الذي أجلسوها فيه وقيدوا ذراعيها خلفه وساقيها مقيدتين إلى ساقيه .. دمعت عيناها بحرقة وهي تنظر حولها في المكان الذي يبدو كأطلال قديمة .. تحاول -عبر النور الخافت المتسلل من خلال الأخشاب المهشمة التي بانت فيها آثار الاحتراق- تبين مكان وجودها بالضبط .. كيف يتكرر هذا معها؟ .. كيف تقع في نفس الفخ؟ .. تحركت بقهر تهز مقعدها، تقاوم بكل طريقة تسلل اليأس إلى قلبها .. تنفست بعمق لتسترخي وأغمضت عينيها تستدعي حديثها الأخير مع طبيبتها النفسية .. لقد قالت لها أنّها قوية ومقاومة .. لا يمكنها أن تسمح لأحد أن يتحكم في مصيرها .. همست داخلها
"يا رب ساعدني .. ساعدني .. لا أحد لي غيرك"

سالت دموعها وهي تحرك يديها في محاولة لفك قيودها وهي تردد لنفسها
"أنتِ قوية يا (رهف) .. لقد تجاوزتِ ماضيكِ .. لن تدعي شيئاً يهزمكِ ويكسركِ من جديد"

لم تتوقف عن محاولاتها ولا عن دفع الثقة وطرد الخوف من عروقها وهي تشعر بكل لحظة تمر عليها بجحيم أرضي خانق .. صوت باب خشبي متهالك ينفتح دفعها لتتوقف وترفع رأسها تنظر إلى حيث النور الذي ظهر من خلفه وللخيال الطويل الذي لم تتبين وجه صاحبه والضوء من خلفه يخفيه عن عينيها لكنّ قلبها المنتفض عرفه .. كيف يمكنها أن تنساه؟ .. تسارعت نبضاتها وهو يقترب منها بخطوات واثقة ومع كل خطوة كانت أنفاسها تضيق .. استدعت كل قوتها لتقاوم انهياراً غير مسموح به في هذه اللحظة .. إنّه ذلك الشيطان .. الحقير الذي دمر حياتها وبسببه أضاعت وقتاً غالياً من عمرها .. الشيطان الذي لم يترك لها سلاماً حتى في أحلامها
"لقد تجاوزتِ خوفكِ وانكساركِ يا (رهف) .. لم يعد هناك ما تخشينه .. أنتِ أقوى من كل هذا"

آخر كلمات طبيبتها لها وهي تنهي معها جلستها .. رفعت رأسها تنظر لوجهه الذي تبينته أخيراً وضاقت عيناها وهي ترمقه بكراهية متوقفة عند عينه السليمة وقلبها احترق برغبة عارمة أن تقتلعها بأظافرها قبل أن تمزقه إرباً وتشعل فيه النيران انتقاماً .. ضحكته الساخرة أشعلت دمها أكثر بينما يقترب قائلاً بتهكم
"آه .. فأرتنا الصغيرة .. تكاد نظراتكِ تقتلني يا ابنة (رضوان)"
هزت كرسيها بعنف وهي تهمهم بغضب بشتائم مكتومة وعيناها تغمرانه بحقدها ونقمتها .. كانت تشتم نفسها هي الأخرى .. هي من أوقعت نفسها في فخه قديماً .. هي من تركت نفسها لتخبطاتها ويأسها يحركانها ووثقت بشخص لا تعرفه حين تقرب لها بأصعب أوقات حياتها .. اللعنة عليه وعلى حماقتها .. رفعت رأسها تمنعه من رؤية أي انكسار صنعه داخلها بحقارته ليبتسم بعبث

"ما هذا؟ .. لا تبدين خائفة يا ابنة (رضوان) .. تُرى ما السبب؟"
وانفجر ضاحكاً
"لا أصدق أنّ تلك الطبيبة الحمقاء تصنع المعجزات حقاً"
اقترب منها حتى لم تعد تفصلهما سوى سنتيمترات قليلة فتشنج جسدها لا إرادياً لتتألق عينه حين التقط خوفها .. رفع يده يفك كمامتها لتتنفس بقوة ثم هتفت بحقد
"اللعنة عليك .. فك قيدي أيها الحقير"

نظر لها باستخفاف ومد يده يلامس خدها فانقبضت معدتها باشمئزاز وكاد تلقي ما في بطنها .. أبعدت وجهها وهي تصرخ فيه
"دعني أذهب وإلا قتلتك"
"حقاً؟ .. وكيف تنوين فعلها؟"
تنفست بانفعال وقهر

"اللعنة عليك .. ستدفع الثمن غالياً .. هل تظن نفسك ستنجو؟ .. أنت واهم .. أخي وزوجي سيحيلان حياتك جحيماً"
قال ببرود
"أتمنى أن أرى حقاً ما يمكنهما فعله"

أخرج هاتفه من جيبه وهو يتابع
"دعينا أولاً نبلغهم الخبر"
قطبت بدهشة وشك بينما يكمل مبتسماً بخبث
"لنخبر (راندا) العزيزة بحالتكِ ونرى ما ستفعل"
اتسعت عيناها بجزع فيما رفع الهاتف وقال متابعاً
"لنرى إن كانت تحبكِ ويمكنها فعل أي شيء من أجل سلامتكِ أم لا"
"أيها الحقير"
صرخت بكراهية ورفض
"لن تؤذيها مرة أخرى .. أنت لن تؤذيني مجدداً لا أنا ولا أي فرد من عائلتي"
وتحركت فوق الكرسي بعنف مواصلة صراخها
"اللعنة عليك دعني أذهب .. اللعنة عليك أيها الحقير"

رمقها ببرود وتجاهلها وهو يرفع الهاتف إلى أذنه وانتظر حتى انقطع الرنين وأتاه صوت (راندا) تسأل مستفهمة
"مرحباً .. من معي؟"

تنفس بعمق وانتشت عروقه وصوتها يسري عبرها
"مرحباً؟"
استفهمت بعصبية ليتنهد بقوة ويجيبها
"مرحباً حبيبتي .. كيف حالكِ؟"

ران الصمت لحظة واستشعر صدمتها وأسرع يقول
"إياكِ أن تغلقي الهاتف (راندا) .. إن كان هناك أحد جواركِ ابتعدي لأنّ بيننا حديث خاص يجب أن تسمعيه"

كادت تصرخ مستنجدة بها لكنّها تراجعت بقلب منقبض .. لا يمكنها أن تخاطر بحياة (راندا) .. لا يجب أن تسمح له باستدراجها .. سمعتها تصرخ
"اللعنة عليك (سامر) .. لن تتوقف حتى أقتلك بنفسي لتتوقف عن التدخل في حياتي"
ضحك هو بشر
"حبيبتي .. كم اشتقت لعنادكِ وعصبيتكِ .. اشتقت لكِ كثيراً لكننا سنلتقي عن قريب"
"اذهب للجحيم أيها الملعون"

قاطعها قبل أن تغلق
"لن أذهب وحدي .. سأصطحب فأرة (رضوان) الصغيرة"
نظرت نحوه بكراهية فيما ران الصمت تماماً على الجهة المقابلة قبل أن تهمس (راندا)
"ما الذي تتحدث عنه؟ .. ماذا تقول أيها الحقير؟"

"آه يا (راندا) .. لم تعرفيني جيداً .. هل ظننتِ حقاً أنني سأتخلى عنكِ بعد كل شيء جمعنا؟"
هتفت بغضب
"اللعنة عليك وعلى اليوم الذي عرفتك فيه .. ابتعد عن حياتي وإلا لن يحدث لك طيب"
ردد وهو يرمق (رهف) بسخرية
"كما قلت لكِ حبيبتي .. لن يحدث هذا لي وحدي .. (رهف) العزيزة ستذهب معي"
"ماذا تقول؟"
هتفت بصدمة ليخبرها ببرود قاس
"أقول أنّ عزيزتكِ (رهف) في يدي الآن .. إياكِ أن تخبري أحداً (راندا) وإلا ستصلكم جثتها بعد دقائق"

قالت باستنكار
"أنت كاذب .. توقف عن .."

قاطعها وهو يقترب فجأة من (رهف) ليقبض على شعرها بقسوة جعلت صرخة ألم تخونها
"ربما تحتاجين دليلاً إذن .. هل سمعتِ؟"
وصل صوتها منفعلاً بعد ثوان
"أيها الملعون .. ماذا فعلت؟ .. (رهف) .. هل تسمعينني؟ .. (رهف)"
رفعت وجهها ترمقه بقهر فشد شعرها أكثر

"تحدثي .. أخبريها وإلا قتلتكِ في التو"
شهقت بألم وطرفت الدموع من عينيها

"(راندا) .. لا تستمعي له .. أنا بخير و .."
انقطعت جملتها وهو يعيد الكمامة على فمها وتحدث هو
"سمعتِها حبيبتي .. هيا .. أريدكِ عندي خلال دقائق قبل أن ترحل عزيزتكِ الصغيرة عن الدنيا وستكونين أنتِ السبب"
"سأقتلك (سامر) .. سأقتلك لو أصبتها بأذى"

هتفت بغضب شديد فقال بقسوة وجمود
"لا تتحدثي بما هو أكبر منكِ (راندا) .. سواء أتيتِ أم لا سأحصل عليكِ آجلاً أو عاجلاً .. أما فأرتنا الصغيرة فلن يمر اليوم عليها وهي على قيد الحياة إن أنتِ رفضتِ القدوم"

تنفست بقوة وهي تهتف
"لن يمر ما فعلته دون حساب (سامر)"
ابتسم قائلاً بسخرية
"أنا أنتظركِ حبيبتي .. آه بالمناسبة .. تعرفين بالتأكيد أنّكِ ستأتين بمفردكِ ودون أن يعرف أحد وإلا تعرفين الثمن .. في اللحظة التي ستصلين فيها مع أي شخص سأفرغ مسدسي في رأسها وتعرفين أنني قادر على تنفيذ تهديدي .. سيكون آخر شيء أفعله ولو كانت نهايتي بعدها .. هيا .. سأرسل الموقع .. لا تتأخري فكل لحظة تفرق معها"

سمعها تزفر بقهر ثم تهتف
"تباً لك .. انتظر عندما أ .."
أغلق الهاتف مقاطعاً تهديدها وعاد ينظر لـ(رهف) مبتسماً بعبث

"صديقتكِ الحبيبة في طريقها إلينا"
تنفست بوحشية ونظراتها تكاد تحرقه من شدة نارها وتابع وهو يشير بكفيه لما حولهما
"كنت أتمنى أن أضيفكِ حتى تصل لكن كما ترين .. لا شيء هنا .. هل تعرفين هذا المكان؟"

هز كتفيه دون انتظار إجابتها
"بالطبع لا تعرفين .. لو كان والدكِ حياً لأخبركِ عنه .. بالطبع فهو كان هنا قبل سنوات حين دمر حياتنا و .."
انقطعت جملته فجأة وجحظت عينه بينما شهقت هي بصدمة عندما سمعت صوت ارتطام قاس ليسقط جسده أمامها على الأرض دون حراك .. تماماً كما حدث تلك الليلة .. رفعت عينيها عنع وخيال (همسة) يتمثل أمامها واستغرقت لحظات حتى استوعبت أنّها ليست (همسة) .. كانت آخر شخص تتوقع وجوده في هذه اللحظة.
*********************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 05:20 PM   #1305

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أشار (منذر) بكفه لمن خلفه وهو يتقدم بحذر خلف رجاله الذين سبقوه نحو المخرج السري الذي سبق وغادر عبره (ريكاردو) الذي قبض على سلاحه بقوة وقال
"المسافة ليست بعيدة .. دقائق وسنكون بداخل القصر"
نظر (منذر) في ساعته
"لحظات ويبدأ الهجموم من خارج القصر .. علينا اللحاق بهم قبل أن يستطيع الهرب"
وتنفس بتوتر
"يجب أن أمنعه من هذا .. لو خسرنا هذه الفرصة ربما لن تعود مجدداً"
كانا على وشك الدخول عبر المدخل عندما أوقفه (ريكاردو) ممسكاً بذراعه فالتفت له بحيرة لتقابله نظراته الغريبة فقطب متمتماً

"ما الأمر؟"
هز رأسه ونظراته زادت (منذر) حيرة تضاعفت وهو يسمعه يقول
"أريد أن أخبرك شيئاً قبل أن نبدأ معركتنا بالداخل .. لا أعرف إن كنت سأخرج حياً من هنا لكن"
حاول مقاطعته لكنّه أوقفه متابعاً
"يجب أن أخبرك بهذا .. ربما لا أجد فرصة لاحقاً"
"ما الأمر (ريكاردو)؟"
سأله بقلق فأخذ نفساً عميقاً ليقول بتوتر
"شكراً لك على إنقاذنا من الموت"

"حسناً .. أعرف أنّك ممتن .. ما الغريب في .."
قاطعه قائلاً وهو ينظر له بحزن وضياع
"كنت أخي دائماً (منذر)"
ارتفع حاجباه بدهشة بينما أردف (ريكاردو) باعتذار
"آسف لأنني كنت أتصرف كوغد معك لكنني كنت أغار وكنت .. كنت غاضباً منك كثيراً لأنّك تجاهلتني .. غضبت لأنني كنت أريدك أخاً وأنت لم تتقبلني من أول يوم .. رغم كل شيء اعتبرتك أخي حتى مع رفضك لي"

ملأ الأسف عينيّ (منذر) وفتح فمه لينطق لكنّ صوت (عماد) تردد من خلفهما
"هل كل شيء على ما يرام (منذر)؟"
نظرا له وأومأ (منذر) قبل أن ينظر لأخيه ويقول
"تقدما وسنلحق بكما حالاً"

قطب (مراد) بشك وهو يقبض على سلاحه ونظر لـ(عماد) مستنكراً عندما قال
"حسناً"
هتف اسمه معترضاً ليشير له برأسه
"هيا (مراد) .. لا وقت لدينا"
تبعه بضيق بعد أن رمى الاثنين بنظرة شك كأنما يتوقع خيانة منهما وتراجعاً في آخر لحظة .. تجاهله (منذر) وعاد ينظر لـ(ريكاردو) وربّت على كتفه
"أنا آسف (ريك) .. كنت سيئاً معك .. لم أظن أبداً أنك .."

توقف لحظة عن الكلام ثم ردد بأسى
"كنت أمر بفترة سيئة من حياتي وكنت متخبطاً وكرهت كل ما حولي وما أوصلني إليه أبي .. كرهته وكرهت كل ما يتعلق به حتى أنا نفسي"

قبض (ريكاردو) على كفه واشتعلت عيناه بالكراهية وسمعه يقول
"انس الماضي (ريك) .. أنا أعتذر لك عن كل شيء مضى .. نحن أبناء اليوم"

وربّت على كتفه برفق
"أنت قلتها .. لقد اأردتني أخاً، وأنا أخوك بالفعل (ريك)"
لمعت عيناه بألم وحسرة و(منذر) يكمل
"مهما حدث بيننا كنا أخوين وسنظل كذلك"

هز رأسه وهو يتحكم في غصته بصعوبة وقال
"نعم .. نحن أخوان مهما حدث"
قالها واندفع يعانق (منذر) بأخوية ويضرب على ظهره مردداً باختناق
"شكراً أخي"
بادله (منذر) عناقه مستغرباً حالته وربت على ظهره ثم أبعده قائلاً وهو ينظر له بحيرة
"هيا لنذهب"
تأخر عنه (ريكاردو) ليتقدمه وقال
"أنا في ظهرك دائماً أخي"

ابتسم بدهشة وهز رأسه ثم تقدم نحو مدخل النفق يتبعه (ريكاردو) الذي قطب بحزم مردداً داخله
"إن كنت كاذباً أو كنت تقول الحقيقة (سيزار جيوفاني) .. لا يمكنك أن تغير ما أؤمن به داخلي أبداً"

قالها وهو يعبر النفق وخلفه بقية الرجال المسلحين ليبدأو معركتهم الأخيرة والمصيرية .. تنفس بعمق وخيال (ليزا) يمثل أمامه وهي تتوسله ألا يعود ويخاطر بنفسه لكنّه أخبرها حازماً أنّه لن يتراجع ويتخلى عن الجميع في هذه المعركة .. سيرى بعينيه نهاية الشيطان الذي دمر الجميع وتلاعب بمصائرهم .. سيراها ولو كان آخر شيء يفعله في عمره.
********************
"كيف تثق به هكذا (عماد)؟"
همس (مراد) كلماته بضيق وهو يخطو معه عبر النفق ليقول (عماد) حازماً

"(مراد) .. أعرف أنّك تكرهه لكن الرجل قدم لنا كل الضمانات .. أنا أثق به"
فتح فمه ليعترض لكنّه أكمل
"لا خيار أمامنا سوى الثقة به (مراد)"
زفر بحدة وقال
"حسناً .. أرجو ألا نكون في طريقنا لفخ قاتل في هذا القصر ويكون قد قادنا ليسلمنا لوالده"
هز رأسه
"مهما يكن .. لم يعد هناك مفر من الرجوع .. هل تسمع؟"
أصغى للأصوات التي كانت تتصاعد مع تقدمهما و(عماد) يواصل
"لقد بدأ الهجوم وسننضم إليه خلال لحظات .. هل أنت مستعد؟"
تنفس بقوة وهو يشد قامته وقد اشتعلت في عروقه ذكريات القتال بجوار رفاقه واستعاد عقله أياماً بعيدة دفنها داخله ليرحم نفسه من ألمها وتعذيبها له وعادت روح الضابط المقاتل تشتعل داخله بكل قوتها وهو يقول بحزم
"أنا مستعد كما لم أكن يوماً (عماد)"
ربّت على كتفه مبتسماً
"جيد .. أنا أعتمد عليك لكن .. احترس وحافظ على نفسك يا صديقي"
أومأ مربتاً على ظهره
"وأنت أيضاً يا صديقي .. لا تنس .. أنا في ظهرك دائماً"
نظر له عبر الضوء الخافت

"أعلم يا (مراد) وأنا دائماً في ظهرك يا صديقي"
تبادلا ابتسامة أخيرة وهما يتقدمان خلف الرجال الذين رفعوا أسلحتهم بتحفز وهم يعبرون الباب الداخلي للنفق بعد أن فتح أحدهم الباب السري .. ردد (عماد) أخيراً وهو يعبر خلفهم مشهراً سلاحه
"لقد بدأت المعركة"
ونظر له

"حظاً موفقاً (مراد) .. كن بخير"
"وأنت أيضاً (عماد)"
قالها ناظراً له بحزم ودعم وكلاهما يدعو داخله أن يلتقيا على خير في نهاية المعركة ويعودا للوطن ولأحبائهم بسلام.
********************
"(ريم)"

همست (رهف) داخلها بصدمة وهي تحدق فيها تقف أمامها تلهث بعنف وقد استنزفت كل ما تملك من قوة بجسدها الهزيل .. ألقت الحجر الكبير من يدها واندفعت خلفها لتفك رباط يديها وهي تهتف بانفعال
"حمداً لله .. أنتِ بخير .. حمداً لله"
حررت يديها لتسرع (رهف) وتزيل كمامتها بينما ركعت هي تفك الرباط عن ساقيها
"لا تخافي .. سنذهب من هنا حالاً .. لن أدعه يؤذيكِ"
همست بعد لحظات من صدمتها
"(ريم)؟ .. هذه أنتِ؟"
نظرت لها من بين دموعها

"لا تخافي (رهف) .. ستكونين بخير .. لقد اتصلت بابن عمكِ وهو في طريقه إلى هنا .. سنبتعد عن هنا ونتصل به ليقابلنا في الطريق"
كانت تهذر بانفعال وهي تزيح آخر قيودها وتساعدها على النهوض .. شدتها دون أن تقاومها (رهف)
"هيا بسرعة قبل أن يستيقظ"
كانتا على باب المخزن حين شدت يدها منها هاتفة
"دعيني .. ماذا تفعلين؟"
نظرت لها بتوسل وهتفت بسرعة
"ليس وقته (رهف) .. هيا بسرعة"

زفرت بقوة وتحركت معها تجريان هرباً وسمعتها تقول مشيرة لمكان خارج السور الحجري المحيط بمنطقة المخازن
"سيارتي هناك سنهرب بها قبل أن .."

انقطعت جملتها بصرخة ألم وشهقت (رهف) بجزع وهي تراها تسقط على وجهها .. نظرت خلفها لتجد (سامر) عند باب المخزن يقف بوجه مشتعل بالغضب ويده تحمل مسدساً أطلق رصاصته ليصيب (ريم) التي أمسكت ساقها النازفة بوجع .. صرخت وهي تركع جوراها
"هل أنتِ بخير؟"
تنفست بصعوبة وحاولت (رهف) مساعدتها لتنهض فهتفت وهي تعطيها مفتاح سيارتها
"أسرعي واهربي أنتِ"
نظرت خلفها لتجد (سامر) يسرع الخطى
"ماذا عنكِ؟"

صرخت فيها
"اهربي .. لا تضيعي الفرصة .. أرجوكِ"
نهضت بجسد مرتعش وابتعدت وعيناها على وجه (ريم) الباكي تهمس بضعف
"اذهبي أرجوكِ"

أسرعت تطلق ساقيها للرياح وقلبها يصرخ بقوة .. كيف تتخلى عنها؟ .. حتى لو كانت سيئة؟ .. مهما كانت جريمتها بحقها .. كيف تتركها لغضب (سامر)؟ .. التفتت تنوي العودة لها لتجدها تحاول النهوض بصعوبة لتمنع (سامر) الذي صفعها بقوة يسقطها على الأرض ويلحق بها هي .. جرت بكل ما تملك من قوة لكنّ جسدها الذي لم يستعد كامل لياقته بعد لم يساعدها .. سقطت أرضاً عندما اندفع يمسك بها وصرخت رفضاً .. انحنى ليشدها بقسوة فقاومت بعنف ليحملها عائداً للمخزن وهو يهتف بوحشية
"ستدفعين الثمن أنتِ وتلك الحقيرة"

"لا .. دعني .. سأقتلك"
صرخت وهي تقاوم بكل قوتها وأسرع هو وقد أعماه الغضب عن كل شيء آخر .. دعت داخلها أن يصل (عاصي) بسرعة مع النجدة .. شوشت الدموع عينيها وهي ترى (ريم) دون حراك و(سامر) يتجاوزها ببرود .. نظرت خلفها وخفق قلبها وهي تجدها تتحامل على نفسها بآخر ما تبقى من قواها وتصرخ مندفعة نحوه .. لم تكتمل التفاتته وهي تصطدم به وأخذته المفاجأة فتعثرت خطواته وساعدتها (رهف) بمقاومتها .. سقط للخلف مخلياً جسدها لتبتعد بسرعة بينما لم تنتظر (ريم) لحظة واندفعت تهاجمه .. تراجعت (رهف) بعينين متسعتين وهي تراها جاثمة على صدره ويدها تمسك بحجر صغير ضربت به رأسه بقهر وهي تصرخ
"أنت السبب .. فلتمت أيها الحقير .. أنت السبب .. لقد دمرتني"

تنفست (رهف) بارتجاف وهي تتراجع مصدومة من حالة صديقتها القديمة بينما قاوم (سامر) الاهتزاز الذي أصاب رأسه مع ضرباتها وأمسك كفيها بقوة ودفعها عنه لينهض بوجه لوثته الدماء
"أيتها الملعونة .. ستدفعين الثمن"

ارتجفت نبضات (رهف) أكثر وهي ترى (ريم) وقد بدا أنّ الانفعال والخوف منحاها قوة غريبة فعادت تندفع نحوه صارخة تمنعه من اللحاق بها
"لن تؤذيها مرة أخرى .. لن أسمح لك"

"ابتعدي أيتها اللعينة"
هتف محاولاً إبعادها وأظافرها الناشبة في عنقه تتسبب في جروح محرقة بينما تصرخ
"اهربي (رهف) .. اهربي بسرعة"

أصغت لكلماتها واندفعت هاربة، لتتوقف خطواتها، حين دوى الطلق الناري خلفها تتبعه صرخة ألم رهيبة من (ريم) .. التفتت خلفها وانتفض قلبها برعب وهي تراها تسقط ويدها تمسك صدرها.. صرخت اسمها واندفعت إليها بينما تراجع (سامر) لاهثاً بعنف محدقاً فيها بصدمة ويده ترتجف بمسدسه .. ركعت (رهف) تلتقط جسدها ودموعها تتساقط بينما كان جسد (ريم) ينتفض والدم ينزف بعنف من جرحها
"أنا آسفة"

سمعتها تهمس بضعف فهزت رأسها ودموعها تسقط على وجه (ريم) التي تابعت بشهقات ضعيفة متقطعة
"سا .. سامحيني (رهف) .. سامحيني"

وسعلت دماً من فمها منتزعة صرخة هلع من (رهف)
"أرجوكِ .. كنت مجبرة .. هددني .. أنا آسفة"
أمسكت يدها وهي تبكي بحرقة
"لا يا (ريم) .. اصمدي .. ستكونين بخير"
عادت تهمس وعيناها تغمضان وأنفاسها تضعف
"سامحيني .. أنا حقاً .. آسـ .."
لم تكتمل كلمتها ورأسها يميل جانباً فوق حجر (رهف) التي همست بذهول وهي تضرب خدها بيدها
"(ريم) .. لا تفعلي هذا (ريم) .. قومي"

صرخت منفجرة بالبكاء وضمت رأسها لها وهي تصرخ بكل حرقة ورفض وجسد صديقتها الساكن بين يديها يخبرها أنّ قصتها وصلت خاتمتها المؤلمة.
*****************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 05:21 PM   #1306

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

استيقظت (همسة العاصي) فجأة منتفضة من نومها عندما اخترقت أصوات الرصاص أذنيها واعتدلت في فراشها تنظر بفزع لتجد ممرضتها واقفة ترتعد وهي تردد
"ماذا يحدث هنا؟ .. ماذا يجري؟"
تنفست بسرعة وهي تنهض عن الفراش وقلبها يرتجف بشدة فأسرعت إليها الممرضة تهتف

"اهدأي .. لا تخافي .. لن يحدث شيء"
نظرت لها لتجدها هي نفسها خائفة مرتعبة .. انتفض جسدها عندما دوى انفجار في الخارج وشهقت بقوة وهي تسقط على الفراش بشحوب وذكرى الانفجار الآخر قبل سنين يهز روحها من الداخل .. أمسكت رأسها بكفيها وضغطت عليها بقوة
"لا .. لا .. لا .. (رؤوف) .. لا"
أمسكت الممرضة بكتفيها
"اهدأي .. أنتِ بخير"

نظرت لها بضياع بينما أسرعت الممرضة نحو الغرفة وضربت على بابها تنادي الحارس الذي يغلق الباب دائماً عليهما .. واصلت الطرق عندما لم تسمع صوتاً قبل أن تشهق وهي تلمح الدخان الذي تسلل من أسفل الباب
"يا إلهي .. هناك حريق"
وعادت تطرق
"افتحوا هذا الباب .. نحن هنا .. ساعدونا"
تلفتت (همسة) حولها .. ماذا يحدث؟ .. هل اندلعت الحرب فجأة؟ .. أسرعت تضع يدها أسفل وسادتها بحثاً عن السكين وخفق قلبها بقوة وهي تنتزعها .. أسرعت تخفيها في ثيابها جيداً قبل أن تندفع نحو الممرضة وضربت الباب معها وصرخت
"أخرجونا من هنا .. أيها الأوغاد .. أخرجونا"

نظرت لها الممرضة لوهلة بصدمة رمتها سريعاً وهي تعاود استنجادها .. توقفت عن طرقها حين سمعت صوت المزلاج ينفتح بالخارج وأمسكت كفها تسحبها للخلف عن الباب الذي انفتح بقوة جعلته يرتطم بالحائط
"آه .. شكراً لك .. كنا سـ .."

توقفت جملتها حين اندفع الرجل المسلح نحو (همسة) ليمسك بها ويحملها بعنف، فصرخت تقاومه
"ماذا تفعل؟ .. توقف"
هتفت فيه وهي تحاول منعه من إيذاء (همسة) ليلتفت لها بغضب ولطمها بقوة دفعتها لتصطدم رأسها بالحائط فجحظت عيناها بألم قبل أن تسقط أرضاً وعاد هو ليضرب (همسة) على رأسها مفقداً إياها الوعي وحملها مغادراً بسرعة تاركاً الممرضة على الأرض وسط الدخان والنار التي تكاد تلتهم المكان في الخارج لتصل إلى الغرفة.
*****************
سارت (ملك) عبر الطريق الممهد الذي ملأه النور وعلى جانبيه تناثرت الخضرة .. نظرت حولها بحيرة .. أين هي؟ .. تقدمت وهي تتنفس بعمق والنسيم العبق داعب وجهها بنعومة فابتسمت .. لم تلبث ابتسامتها أن اختفت حين نظرت أمامها لتجد خيالاً مألوفاً يتقدم عبر النور في المقدمة .. ارتفع حاجباها وهي تهمس
"أبي؟ .. هذا أنت؟"
فتح ذراعيه لها فاندفعت هاتفة تناديه بفرح ووصلت إليه في لحظات لتلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها في حضنه بقوة .. إنّه هو .. تشعر به .. هو هنا حقاً .. بكت فوق صدره وهي تضم نفسها له بقوة
"اشتقت لك أبي .. اشتقت لك"

ضمها بحنان ثم أبعدها ينظر لوجهها فابتسمت من بين دموعها بينما تهمس
"أنت حقاً هنا .. أنا لا أحلم"

مسح على وجهها بأبوة وقال
"أنتِ قوية ملاكي .. اصبري قليلاً .. هذا الكابوس أوشك أن ينتهي"
نظرت حولها بحيرة

"أيّ كابوس أبي؟ .. نحن معاً .. أنا بخير ما دمت رأيتك بخير"
هز رأسه ورقت نظراته بعاطفة أبوية شديدة
"ستكونين بخير حبيبتي .. ستكونين دائماً بخير أنتِ وشقيقكِ"

ألقت نفسها فوق صدره
"نحن بخير .. لا تقلق"
"أعرف صغيرتي .. ستكونان عندما ينتهي هذا الكابوس قريباً"
وأبعدها مردفاً
"افتحي عينيكِ صغيرتي .. كوني قوية واحتملي القادم"

نظرت له بحيرة
"أنتِ قوية وستتجاوزين ما ينتظركِ .. ستكونين قوية لتجبري الحياة أن تبتسم لكِ"
ابتعد للخلف فهتفت
"أبي .. أين تذهب؟ .. لا تتركني"

تراجع أكثر وشعرت بقدميها ثقيلتين تمنعانها من اللحاق به فهتفت بخوف
"أبي .. لا تتركني أنا أحتاجك"
هز رأسه ووصلها صوته حازماً
"استيقظي (ملك) .. كوني قوية .. إنّه يحتاجكِ"
تساقطت دموعها بعجز بينما أشار لنقطة خلفها
"اذهبي إليه صغيرتي .. إنّه يحتاجكِ .. كوني معه"

نظرت خلفها واتسعت عيناها وهي ترى (منذر) الذي وقف بعيداً يمد يديه نحوها متوسلاً عودتها ولأول مرة تجده يقف في النور وقد تبخر كل الظلام من حوله كأنّه ما كان يوماً .. عادت تنظر لوالدها الذي كان يبتعد وصوته يخفت
"اذهبي إليه قبل فوات الأوان (ملك)"

هتفت باكية
"لماذا أبي؟ .. ألم تأمرني بالابتعاد عنه؟ .. إنّه شيطان أبي"

رأت ابتسامته الواسعة الحانية
"لم يعد شيطاناً ملاكي .. لم يعد شيطاناً"

هتفت تناديه وخياله يبهت أمامها
"ملاكي"
تردد صوته خلفها قبل أن تشعر بذراعه أسفل رقبتها يضمها إليه، ورأسه انخفضت ليسندها على كتفها وسمعت همساته
"أنا معكِ"

همست اسمه بارتجاف وهي تغمض عينيها ليردف وهو يدفن وجهه في عنقها
"أحبكِ ملاكي .. سأظل أحبكِ للأبد"

سالت دموعها
"(منذر)"
هتفت اسمه وهي ترفع كفيها تمسك ذراعه التي أطرقت رأسها فوقها
"لا تتركني"
ضمها أكثر إليه وسمعته يهمس
"أبداً ملاكي .. أبداً"

تنفست بعمق وابتسمت مغمضة العينين قبل أن تشعر بدفء جسده يتبخر من حولها وفتحت عينيها لتجده قد اختفى وعاد الظلام يخيم فجأة من حولها فصرخت اسمه بكل قوتها
"(منذر)"
انتفضت من نومها فوق الأرض الحجرية الباردة ولهثت بعنف وهي تنظر حولها بخوف ولم تجد الفرصة لتستوعب ما حولها وهي تسمع أصوات الرصاص التي انهمرت كالمطر في الخارج .. نهضت من مكانها بساقين مرتجفتين
"يا ربي .. ماذا يحدث؟ .. يا ربي"

أسرعت في اتجاه باب زنزانتها وضربت عليه بكل قوتها
"افتحوا الباب .. أخرجوني من هنا .. تباً لكم .. أخرجوني"

انتفض جسدها مع صوت بدا كانفجار في الخارج .. هل هذه قنابل التي تتفجر في القصر؟ .. عادت تطرق بهلع
"اللعنة عليكم أخرجوني"
تراجعت محدقة برعب حين خفضت رأسها لتجد الدخان يتسلل من أسفل الباب .. هناك حريق .. ستموت هنا .. ستموت مختنقة .. محترقة .. سعلت بعنف قبل أن تندفع للباب وتطرقه بهيسترية
"أخرجوني .. أيها الحقراء .. النجدة .. ساعدوني"
سالت دموعها بحرقة

"(منذر) .. (منذر) .. أين أنت؟ .. أنا أحتاجك .. (منذر)"
صرخت اسمه حتى كاد يبح صوتها وواصلت طرقها للباب الذي تحرك مقبضه فجأة فتراجعت لينفتح بقوة وحدقت عبر الدخان للرجل الذي وقف أمام الباب
"(منذر)"
همست بارتجاف وأمل تبخر تماماً عندما عبر الرجل الدخان لينتزعها بالقوة .. كان أحد رجال (سيزار) .. حملها لتصرخ مقاومة
"اتركني .. دعني أيها الوغد"
لم يمنحها فرصة للصراخ وهوى على مؤخرة رأسها بمسدسه لتظلم الدنيا حولها وآخر ما شعرته حمله لها وانطلاقه بها وسط الرصاص المنهمر ومن مكان ما بعيد خُيل لها أنّها تسمع صوت حبيبها يصرخ اسمها دون توقف قبل أن يسحبها الظلام وينتهي كل شيء.

*******************
أطلق (عماد) الرصاص وهو يحتمي خلف أحد الأعمدة مصيباً أحد رجال (توفيق) واندفع متقدماً نحو القبو متتبعاً تعليمات (منذر) ومحاولاً تذكر الخريطة التي درساها مسبقاً للمكان .. هل ستكون هناك حقاً؟ .. لقد أكد (منذر) عبر جواسيسه أنّها حبيسة فعلاً في هذا المكان .. إذن لا خيار أمامه .. أطلق الرصاص متتالياً وهو يعاود الاحتماء
"اللعنة عليكم .. كم عددكم أيها الأوغاد؟"

لهث بعنف وهو ينظر حوله .. رأى (مراد) محتمياً بالمثل ويطل بين الحين والآخر ليطلق الرصاص .. أشار له أن يحمي ظهره حتى ينطلق لهدفه فأومأ .. خرج من مكانه وأسرع يقطع المسافة التي تفصله عن القبو بينما يطلق (مراد) رصاصته بسخاء وقد انضم له (ريكاردو) .. ارتمى (عماد) أرضاً متفادياً الرصاص وأسرع ينزل للأسفل بحثاًعن الزنازين بينما رسالة (فهد) التي وصلته قبل دقائق من بداية المعركة لا تتوقف عن التردد برأسه .. خاله لم يمت كما توقع .. (توفيق) كان يكذب .. لقد اختطف خاله وكذب على أمه .. ربما خاله هنا في إحدى زنازين هذا القبو اللعين .. يجب أن يجده هو الآخر ويعيده سالماً معه .. يجب أن تعرف أمه الحقيقة ربما تتوقف عن انتقامها الجنوني .. توقف مكانه عندما رأى النار تنتشر في المكان وسعل بقوة مع الدخان الكثيف لكنّه أسرع يتحرك عبره .. ركل أول باب يقابله وتراجع بسرعة عندما قابله الفراغ .. شعر فجأة بجسد يندفع بجواره ونظر ليجد (منذر) وقد لحق به وخلفه رجاله يطفئون النيران .. سمعه يهتف بغضب
"(توفيق) ليس في مكتبته أو غرفته .. لقد هرب حتماً .. الرجال لا يجدونه في أي مكان"
هتف وهو يندفع معه يقتحمان باقي الغرف التي لم تصلها النيران
"كيف؟ .. الرجال يحاصرون المخرج السري و .."
توقف عن الكلام ونظر له وقد لمعت الفكرة برأسيهما معاً ليهتفا في نفس اللحظة
"هناك مخرج آخر"

ركل (منذر) أحدا الأبواب صارخاً بقهر
"بالتأكيد يختبيء في مكان ما .. لا يمكن أن يهرب .. ليس بعد أن .."

توقف عن الكلام فجأة وهو يحدق أمامه بصدمة فهتف (عماد) وهو يتبعه للداخل
"ما الأمر؟ .. لماذا تـ .."
شهق متراجعاً للخلف وهو يحدق أمامه بصدمة مماثلة وهز رأسه رفضاً قبل أن يندفع هاتفاً بغضب ورفض
"لا .. خالي .. خالي"
ركع أمامه واحمرت عيناه بشدة وهو ينظر لرأسه المطرق على صدره بينما الدم متجمد مكان الطلق الناري بجبينه وفوق وجهه .. ضرب على كرسيه بقهر وهو يصرخ
"لا .. لا .. لا"

لقد تأخر .. لو أنّه وصل أبكر قليلاً .. سالت دموعه وهو يمد يده يخفض جفنيه على عينيه اللتين غادرهما نور الحياة أخيراً بعد كل هذا الوقت من العذاب محبوساً في جسده .. تراجع محدقاً فيه بألم
"لماذا يا خالي؟ .. ما كان الفائدة من كل هذا؟ .. هل تعجبك هذه النهاية؟ … أنت راض عما وصلنا إليه جميعاً؟ .. لماذا؟"

هتف وهو يضرب الأرض بقبضته في قهر وألم
"(عماد)"
التفت على نداء (مراد) ليجده يحمل امرأة فاقدة الوعي سلمها لأحد الرجال وأشار لآخرين أن يدخلا ليحملا جسد (شوكت سليمان) ويخرجاه .. نهض متحاملاً ليربت على كتفه
"أنا آسف يا صديقي"

هز رأسه في صمت
"هيا بنا .. يجب أن نجدها لا بد أنّها في .."

قاطعه قائلاً
"ليست هنا"
قطب وقلبه ينقبض بينما يتابع
"(همسة العاصي) ليست هنا"
"ماذا تقول؟"
أشار نحو الرجل الذي ابتعد بالمرأة
"يبدو أنّها ممرضتها .. لقد ضربوها واختطفوا السيدة (همسة)"
أسرع يندفع خارجاً
"لا .. لا بد أنّها لا زالت .."
صرخ هاتفاً من خلفه
"انتظر (عماد) .. توقف إنّ .."
أوقفتهما صرخة مليئة بالقهر انطلقت من خلفهما فالتفتا ليجدا (منذر) مندفعاً من آخر القبو
"اللعنة عليك .. سأقتلك .. سأقتلك بيدي .. لن أتركك للغد"
تجاوزهما ليهتف (عماد) وهو يسرع ممسكاً به
"ماذا حدث يا (منذر)؟"

ضرب الحائط بقبضته
"(ملك) .. ليست هنا"
نظرا لبعضهما بتوتر وأسرع (عماد)
"سنجعل الرجال يبحثون جيداً .. ربما تكون في مكان آخر و .."

كانت أصوات الرصاص قد خفتت حين اندفع أحد الرجال مقاطعاً حديثه
"سيدي .. لقد استسلم من تبقى من رجال (سيزار) .. الطريق آمن"

"هل عثرتم عليه؟"
هز رأسه

"ليس بعد سيدي .. الرجال يبحثون"
تنفس (منذر) بوحشية وأخرج هاتفه ليقطب (عماد) مستغرباً حين رآه يركز على شاشته ثم تنفس بحدة وضرب على الحائط مرة أخرى بقهر
"ماذا حدث؟"

نظر له وعيناه تشتعلان أكثر
"كنت محقاً .. هناك مخرج آخر"
"كيف عرفت؟"
سأله (مراد) فأجاب

"(ملك) ليست بالقصر .. إنّها تبتعد عن هنا .. لقد أخذها معه"
تبادل نظرة مع (عماد) الذي نظر للهاتف الذي ظهرت عليه خريطة تتحرك عليها نقطة حمراء تبتعد قليلاً عن المكان

"هل هذا .."
أومأ مجيباً سؤاله المبتور، وهو يضع الهاتف بجيبه

"جهاز تعقب صغير زرعته بقلادة (ملك) قبل أيام بعد محاولة اختطافها"
تنفس الاثنان الصعداء ثم تحركا يلحقان به وهو يردد
"هيا .. لا يجب أن نضيع لحظة .. علينا اللحاق بهم قبل فوات الأوان"

قالها بحزم وهو يتحرك بسرعة هامساً داخله
"لن أتأخر يا (ملك) .. لن أتركك بيده أبداً .. سأجدكِ وأستعيدكِ مهما كان الثمن"

وانقبضت يده وقلبه يرتجف خوفاً لم يظهره على ملامحه
"لن أسمح له بإيذاء شعرة منكِ .. أنا قادم حبيبتي .. انتظريني"

*******************

m!ss mryoma and noor elhuda like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 05:22 PM   #1307

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قاد (عاصي) سيارته بأقصى سرعة مسابقاً الزمن والمخاوف تلتهم قلبه وعقله الذي استرجع تلك الليلة التي كاد يخسرها فيها .. ليس مجدداً .. لا يمكنه أن يسمح بهذا .. ضغط على دواسة الوقود أكثر محاولاً الوصول للموقع الذي أرسلته له (ريم) وتسارعت أنفاسه بجنون وهو يهتف
"هذه المرة لن تفلت أيها الحقير"
خفق قلبه حين وقع ناظريه على السور الحجري المحيط بمباني بدت كمخازن قديمة مهجورة .. أوقف سيارته بضغطة قوية على الفرامل وغادرها بسرعة قابضاً على مسدسه بقوة واندفع نحو البوابة المعدنية المواربة واقتحمها .. تجمد قلبه عندما وقعت عيناه على المشهد الذي يجري على بعد أمتار منه .. (رهف) راكعة على ركبتيها ورأسها مرفوع لأعلى بصرخات حرقت قلبه من شدة قهرها وألمها بينما تضم لصدرها رأس فتاة سكن جسدها تماماً عن الحراك وخلفها وقف (سامر) مذهولاً ولم يلبث أن تحرك مسرعاً ليندفع نحوها وينتزعها بقسوة عن الأرض ويشدها نحو المخزن .. حركته تلك انتزعت (عاصي) من صدمته فاندفع صارخاً
"أيها الحقير"
انتبه له (سامر) وحدق فيه بصدمة تحولت في لحظة لغضب ناري وقد أدرك أنّ خطته في خطف (راندا) فشلت قبل أن تبدأ أصلاً .. صرخ بحنق وهو يشد ذراعه حول عنق (رهف)

"أين اختفى أولئك الأوغاد؟ .. كان يجب أن أعرف أنّهم يخططون لشيء"
ما داموا لم يظهروا حتى الآن فبالتأكيد رحلوا منذ وقت طويل وتركوه وحده .. الخونة .. لابد أنّهم كانوا يعرفون بقدوم الفتاة خلفهم .. اللعنة عليهم .. سيخرج من هنا وسيعثر عليهم وينتزع قلوبهم من صدورهم حتماً .. صرخة (رهف) أخرجته من شروده اللحظي
"(عاصي) .. ساعدني"
أسرع يوجه المسدس لرأسها وهتف وهو يغير اتجاهه ينوي الخروج من البوابة ليهرب بسيارته

"توقف مكانك"
تقدم (عاصي) وصدره يتحرك بأنفاس وحشية فصرخ فيه
"تقدم خطوة أخرى وسأفجر رأسها أمامك"

توقف (عاصي) ونظر لعينيها الباكيتين بقهر لترتجف شفتاها وهي تهمس اسمه ثم رفعت رأسها هاتفة
"لا تدعه يفلت هذه المرة (عاصي) .. لا تهتم لي .. اقتله"

صرخت الكلمة بكراهية ووحشية
"اخرسي"

صرخ فيها (سامر) وهو يضيق خناقه حول رقبتها ثم هتف فيه
"ابتعد عن الطريق (عاصي رضوان) وإلا سأجعلها تلحق بصديقتها الحقيرة"

اختلس (عاصي) النظر لجسد (ريم) وانقبض قلبه ثم رفع عينيه لها قائلاً برفق
"ستكونين بخيرحبيبتي لا تخافي .. لن أدعه يؤذيكِ"
قالت وهي ترفع رأسها

"أنا أثق بك (عاصي)"
ضحك (سامر) ساخراً
"يا للرومانسية .. لقد تأثرت حقاً"
وسحبها معه نحو البوابة ليتحرك (عاصي) وعيناه تتبعانه بحذر يبحث عن ثغرة .. كان (سامر) على وشك الوصول للبوابة حين ارتفعت أصوات أبواق سيارات الشرطة لتتسع عينه ونظر نحو البوابة مانحاً (عاصي) الفرصة فصرخ اسم (رهف) التي رفعت ساقها ونزلت بها على قدمه بكعبها بكل قوة في نفس اللحظة التي خفضت رأسها تغرس أسنانها في ذراعه .. صرخ متألماً لتدفعه وتلقي جسدها جانباً في اللحظة التي رفع فيها (عاصي) مسدسه وأطلق الرصاص .. قفز (سامر) في آخر لحظة لتنغرس الرصاصة في كتفه فصرخ بألم وحنق ولم ينتظر أكثر واندفع يعبر البوابة قبل أن تصل الشرطة وقد أيقن أنّه سينتهي لو بقى لحظة واحدة.
"اللعنة"
صرخ (عاصي) بقهر وهو يندفع متجاوزاً (رهف) التي هتفت اسمه بجزع
"(عاصي) .. انتظر"
قفز عبر البوابة مندفعاً خلف (سامر) لتهمس بارتجاف
"انتبه لنفسك"
غاب عن عينيها اللتين غشيتهما الدموع بينما أصوات الانذارات تقترب أكثر ودرات برأسها نحو جسد (ريم) الساكن .. نهضت من مكانها متجهة لها وركعت أرضاً ترفع رأسها .. تحسست عنقها الخالي من النبض ونظرت بألم لصدرها الخالي من الأنفاس قبل أن تمد يدها المرتجفة تغمض عينيها اللتين غادرهما نور الحياة في اللحظة التي اقتحم فيها رجال الشرطة المكان لتطرق هي رأسها ملامسة رأس صديقتها الراحلة وهي تهمس بينما جسدها ينتفض ببكاء حار
"سامحتكِ يا (ريم) .. سامحتكِ"
***********************
"أسرع قليلاً (فهد)"
هتفت (همسة) بتوتر وهي تنظر عبر الطريق فقال بتوتر مماثل
"أنا أسرع بالفعل (همسة) .. اهدأي أرجوكِ"

تنفست بعمق تحاول الهدوء بينما قطب وهو يلوم نفسه مجدداً على استماعه لها واصطحابها معه للخطر .. قال بعد لحظات عندما وجدها تفرك يديها
"لا تقلقي .. لقد اقتربنا"

رددت بخوف
"أخشى أن يفوت الأوان .. أخي لن يرحمه إن أمسك به .. لا أريده أن يضيع نفسه بسبب جنون (سامر)"
"لا تخافي حبيبتي"
قال مترفقاً وهو يدعو الله بتوسل ألا تخرج الأمور عن السيطرة أو يكون (سامر) قد آذى ابنة عمها قبل وصولهما .. انتبه على أصوات سارينات الشرطة ونظر عبر الطريق المقابل ليجد عدة سيارات تسرع في نفس الاتجاه .. ضغط أكثر على الوقود وهو يدور لاحقاً بهم
"يبدو أنّ (عاصي) أبلغ الشرطة .. لا داعي لخوفكِ"

تنفست بارتياح ثم قالت برجاء
"أرجو أن يصلوا قبل أن يحدث شيء"
لاحت المخازن أمام أعينهما فهتفت
"هذا هو المكان .. حمداً لله"

قال بسرعة
"لن تغادري السيارة (همسة) .. ستنتظرين في أمان وأنا سألحق بشقيقكِ وابنة عمكِ"

"لا .. لن تذهب وحدك قلت لك"
هتفت معترضة فانقبضت يداه على المقود

"اسمعي الكلام أرجوكِ (همسة) .. ليس وقت عنادكِ .. ماذا لو انتبه (سامر) لوجودكِ وحاول إيذائكِ؟ .. لا نعرف بعد ماذا يحدث هناك"
قطبت بضيق فتابع برجاء
"حبيبتي .. أرجوكِ .. لا أريد أن أقلق عليكِ"

أشاحت وجهها باعتراض لم يلبث أن تبخر وعيناها اتسعتا وهما تتعلقان بشيء ما ورفعت يدها تشير هاتفة
"انظر .. (سامر) هناك"

نظر بسرعة ليجده يجري موازياً للسور عكس اتجاه سيارات الشرطة
"إنّه (عاصي)"
صرخت بيد مرتجفة تشير لشقيقها الذي كان يجري لاحقاً بـ(سامر) .. أدار المقود دون انتظار كلامها الذي لم يتأخر لحظة وهي تضرب ذراعه بكفها بتوتر
"الحق بهما يا (فهد) .. بسرعة .. أخشى أن تحدث مصيبة"

خرج عن الطريق الممهد واندفع بالسيارة خلفهما وقلبه يخفق بجنون وعيناه تلاحقان الجسدان اللذان يجريان بكل قوتهما .. قطب حين اختفيا وراء منحنى السور
"أسرع يا (فهد) .. أسرع"

هتفت (همسة) والسيارة تندفع بهما وسط الرمال تهتز مع شدة حركتها بينما تهتف بتوتر
"يا رب .. يا رب أرجوك .. (عاصي) .. لا تتهور يا أخي .. أرجوك"

خوفها على شقيقها دفعه ليسرع بالسيارة إلى أقصى ما تتحمله ودار حول المنعطف لتشهق هي بقوة بينما ترى شقيقها يقفز من فوق سور حجري قصير ليسقط فوق (سامر) دافعاً به للأرض وجحظت عيناها برعب وهي تراهما من مكانها يتعاركان مثيرين عاصفة من الرمال والتراب شوشت رؤيتها
"يا ربي .. لا .. ابتعد يا أخي .. أسرع يا (فهد) .. (سامر) سيؤذيه"
أوقف السيارة على بعد أمتار واندفع خارجها ولم تنتظر هي وغادرتها خلفه فصرخ فيها
"ابقي مكانكِ"
نظرت بجزع لشقيقها الذي تغلب على خصمه في تلك اللحظة واعتلاه يلكمه بكل قوته ووصله صوته صارخاً بقهر وغضب مرعب .. لا .. سيفقد سيطرته على نفسه ويقتله حتماً .. نظرت خلفها .. أين رجال الشرطة؟ .. لم ينتبهوا لما يحدث هنا؟ .. عادت بنظرها للمتعاركين في الوقت الذي أسرع فيه (فهد) نحوهما وهو يهتف فيها
"لا تتحركي من هنا (همسة)"

تحركت خطوة واحدة ثم وقفت مكانها بعجز صراعهما الذي انقلب فجأة عندما أمسك (سامر) قبضة من الرمال رماها في وجه (عاصي) الذي تراجع مغطياً عينيه ليدفعه (سامر) بكل قوته ويزيحه عنه لينهض صارخاً بغضب ويوجه له لكمة ساحقة .. دعك (عاصي) عينيه وهو يحاول الرؤية وقد أحرقت الرمال عينيه .. صرخ (فهد) لحظتها باسم (سامر) حين تفاجأ به يندفع ليمسك مسدسه الواقع بقربه ويوجهه نحو (عاصي) الذي نهض مترنحاً .. نظر لـ(سامر) وبحث بعينيه عن مسدسه بسرعة ليجده بعيداً فأسرع يندفع نحوه ينوي التقاطه في اللحظة التي ضغط فيها (سامر) على الزناد مطلقاً الرصاص نحو (عاصي) لتصرخ (همسة)
"لا .. أخي"
صرخت وهي تندفع بتلقائية نحوه تهتف اسمه برعب اخترق قلب (فهد) الذي لم يفكر لحظة وهو يقطع الطريق بين ابن عمته وبين شقيقها لتنقطع صرختها ويتوقف العالم من حولها في لحظة .. تجمد المكان حولهم و(عاصي) يحدق مصدوماً في (فهد) الذي وقف أمامه بينما (سامر) تراجع بشحوب وهمس مرتجفاً
"(فهد) .. لا .. مستحيل .. (فهد)"

ازداد شحوبه حين هوى (فهد) على ركبتيه ممسكاً بصدره وقد احتقن وجهه وعيناه تنظران لابن خاله بألم وذهول فهز (سامر) رأسه مردداً بصدمة ورفض
"لا .. ماذا فعلت يا (فهد)؟ .. ماذا فعلت؟ .. لا"

صرخة (همسة) التي دوت لحظتها أفاقت كلاهما لينهض (عاصي) ممسكاً مسدسه ويتراجع (سامر) مدركاً نواياه بينما اندفعت صارخة بلوعة
"(فهد) .. لا يا (فهد) .. لا"

انفجرت دموعها وهي تراه ينحني على نفسه يضغط على صدره .. في ثوان كانت بجواره لتتلقى جسده الهاوي بين ذراعيها .. احتضنته بقوة وهي تصرخ بجنون ودموعها لا تتوقف
"لا .. لا .. ماذا فعلت؟ .. لا"
تمسك بذراعها بكفيه وهمس اسمها بضعف لتهز رأسها صارخة بينما اندفع (عاصي) يطارد (سامر) الذي تخلى عن ذهوله وأسرع هارباً
"أخي .. (عاصي) .. أخي"
صرخت (همسة) تتوسله ليتوقف مكانه، ونظر لها منهارة تضم (فهد) لها بقوة .. نقل بصره بعجز بينها وبين (سامر) المبتعد
"أخي"
هتفت بتوسل أحرق قلبه فشتم وهو يرمق خصمه الهارب بغضب قبل أن يسرع عائداً إليها وهي تواصل
"سا .. ساعدني أخي .. سيموت .. (فهد) يموت .. ساعدني"
تمسك بها (فهد) أكثر هامساً بتقطع
"لا .. تبكي .. أنا .. سوف .."

ركع (عاصي) جوارهما وأسرع ينتزعه منها .. تركته وقلبها يصرخ رفضاً ليرفعه عن الأرض ويسنده إليه وجرت هي تسنده من الناحية الأخرى تحمله مع شقيقها وشهقاتها الباكية لا تتوقف
"لا تخافي (همسة) .. سيكون بخير"
ردد (عاصي) وهو يقترب من السيارة فأسرعت تفتح له الباب الخلفي ليضعه فيه .. دلفت بسرعة إلى جانبه وضمت رأسه لصدرها بينما دار (عاصي) بسرعة ليحتل مقعد القيادة وينطلق بالسيارة .. توقف عند باب المخزن وغادر
"سأحضر (رهف) بسرعة"
وجدها تقف عند الباب تبحث عنه بناظريها بخوف واندفعت إليه ما أن رأته سالماً لتلقي نفسها بين ذراعيه

"حمداً لله"
ابتعدت قاطعة كلماتها حين رأت الدم يغرق قميصه فردد بسرعة وهو يسحبها
"(فهد) أصيب"

شهقت بفزع وهي تسرع معه بينما دوى صوت الرائد (شريف) خلفهما يناديه فالتفت يهتف
"آسف أيها الرائد .. لدينا مصاب .. يجب أن أذهب"

وهتف مشيراً في الاتجاه الذي هرب إليه (سامر)
"لقد هرب .. ربما يلحقه رجالك"

قالها وتحرك جرياً إلى السيارة لاحقاً بـ(رهف) التي ركبت في المقعد الأمامي ونظرت لـ(همسة) المنهارة وأشارت لكوفيتها الصوفية مرددة بتوتر
"سيكون بخير .. اخلعيها واضغطي بها على جرحه لتوقفي النزيف"
أسرعت تنفذ كلامها ويدها ترتجف بقوة بينما انطلق (عاصي) سريعاً بالسيارة
"لا .. تبكي .. (همسة)"
رفع (عاصي) عينيه للمرآة ينظر لـ(فهد) الذي همس كلماته بتقطع وتوقفت عيناه على وجه شقيقته المنهارة
"لا تتحدث .. ستكون بخير، هل تسمعني؟ .. أنت لن تتركني أبداً (فهد)"

ضغط (عاصي) على دواسة الوقود بقوة محاولاً سباق الزمن بينما يسمعه يقول وهو يغمض عينيه فوق صدرها
"لا تحزني .. (همسة) .. هذا .. أفضل .. للـ .. للجميع"

تساقطت دموعها على وجهه
"لا تقل شيئاً .. لا تقتلني هكذا"
ارتسمت ابتسامة شاحبة على وجهه وهو يتمسك بها ببقايا قوى واهنة
"على الأقل سأموت مرتاحاً لأنني مت هنا .. بقربكِ .. بين ذراعيكِ"

"لا .. يا (فهد) .. لا تفعل هذا بي .. لا تتركني"
صرخت وهي تراه يغمض عينيه بينما هتفت (رهف) بخوف
"أسرع يا (عاصي)"
"أنا أُسرِع"
هتف بتوتر شديد بينما يرمق (فهد) الذي ضعف صوته أكثر وهو يهمس بحروف متقطعة
"أحبكِ (همسة)"
ضمته لها ورأسها فوق رأسه
"وأنا أيضاً .. أنا أحبك"
همست باكية لتشحب ابتسامته وتجمدت بينما يهمس بكلمته الأخيرة
"أحبكِ"

*****************
انتهى الفصل الثالث والستون
إن شاء الله يعجبكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

m!ss mryoma likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 05:50 PM   #1308

wraith

? العضوٌ??? » 372934
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,359
?  نُقآطِيْ » wraith is on a distinguished road

بعد التحية. قصة مشوقة و اسلوب راق في الكتابة و لكن ملاحظة أرجو أن تؤخذ كنقد بناء... كثرة الأحلام و الرؤى غير منطقية، كل أبطال الرواية أصبحوا يحلمون و يرون المستقبل في الأحلام... و شكراً على مجهودك

wraith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-20, 10:54 PM   #1309

Walaa sham

? العضوٌ??? » 410159
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » Walaa sham is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة may lu مشاهدة المشاركة
قاد (عاصي) سيارته بأقصى سرعة مسابقاً الزمن والمخاوف تلتهم قلبه وعقله الذي استرجع تلك الليلة التي كاد يخسرها فيها .. ليس مجدداً .. لا يمكنه أن يسمح بهذا .. ضغط على دواسة الوقود أكثر محاولاً الوصول للموقع الذي أرسلته له (ريم) وتسارعت أنفاسه بجنون وهو يهتف
"هذه المرة لن تفلت أيها الحقير"
خفق قلبه حين وقع ناظريه على السور الحجري المحيط بمباني بدت كمخازن قديمة مهجورة .. أوقف سيارته بضغطة قوية على الفرامل وغادرها بسرعة قابضاً على مسدسه بقوة واندفع نحو البوابة المعدنية المواربة واقتحمها .. تجمد قلبه عندما وقعت عيناه على المشهد الذي يجري على بعد أمتار منه .. (رهف) راكعة على ركبتيها ورأسها مرفوع لأعلى بصرخات حرقت قلبه من شدة قهرها وألمها بينما تضم لصدرها رأس فتاة سكن جسدها تماماً عن الحراك وخلفها وقف (سامر) مذهولاً ولم يلبث أن تحرك مسرعاً ليندفع نحوها وينتزعها بقسوة عن الأرض ويشدها نحو المخزن .. حركته تلك انتزعت (عاصي) من صدمته فاندفع صارخاً
"أيها الحقير"
انتبه له (سامر) وحدق فيه بصدمة تحولت في لحظة لغضب ناري وقد أدرك أنّ خطته في خطف (راندا) فشلت قبل أن تبدأ أصلاً .. صرخ بحنق وهو يشد ذراعه حول عنق (رهف)

"أين اختفى أولئك الأوغاد؟ .. كان يجب أن أعرف أنّهم يخططون لشيء"
ما داموا لم يظهروا حتى الآن فبالتأكيد رحلوا منذ وقت طويل وتركوه وحده .. الخونة .. لابد أنّهم كانوا يعرفون بقدوم الفتاة خلفهم .. اللعنة عليهم .. سيخرج من هنا وسيعثر عليهم وينتزع قلوبهم من صدورهم حتماً .. صرخة (رهف) أخرجته من شروده اللحظي
"(عاصي) .. ساعدني"
أسرع يوجه المسدس لرأسها وهتف وهو يغير اتجاهه ينوي الخروج من البوابة ليهرب بسيارته

"توقف مكانك"
تقدم (عاصي) وصدره يتحرك بأنفاس وحشية فصرخ فيه
"تقدم خطوة أخرى وسأفجر رأسها أمامك"

توقف (عاصي) ونظر لعينيها الباكيتين بقهر لترتجف شفتاها وهي تهمس اسمه ثم رفعت رأسها هاتفة
"لا تدعه يفلت هذه المرة (عاصي) .. لا تهتم لي .. اقتله"

صرخت الكلمة بكراهية ووحشية
"اخرسي"

صرخ فيها (سامر) وهو يضيق خناقه حول رقبتها ثم هتف فيه
"ابتعد عن الطريق (عاصي رضوان) وإلا سأجعلها تلحق بصديقتها الحقيرة"

اختلس (عاصي) النظر لجسد (ريم) وانقبض قلبه ثم رفع عينيه لها قائلاً برفق
"ستكونين بخيرحبيبتي لا تخافي .. لن أدعه يؤذيكِ"
قالت وهي ترفع رأسها

"أنا أثق بك (عاصي)"
ضحك (سامر) ساخراً
"يا للرومانسية .. لقد تأثرت حقاً"
وسحبها معه نحو البوابة ليتحرك (عاصي) وعيناه تتبعانه بحذر يبحث عن ثغرة .. كان (سامر) على وشك الوصول للبوابة حين ارتفعت أصوات أبواق سيارات الشرطة لتتسع عينه ونظر نحو البوابة مانحاً (عاصي) الفرصة فصرخ اسم (رهف) التي رفعت ساقها ونزلت بها على قدمه بكعبها بكل قوة في نفس اللحظة التي خفضت رأسها تغرس أسنانها في ذراعه .. صرخ متألماً لتدفعه وتلقي جسدها جانباً في اللحظة التي رفع فيها (عاصي) مسدسه وأطلق الرصاص .. قفز (سامر) في آخر لحظة لتنغرس الرصاصة في كتفه فصرخ بألم وحنق ولم ينتظر أكثر واندفع يعبر البوابة قبل أن تصل الشرطة وقد أيقن أنّه سينتهي لو بقى لحظة واحدة.
"اللعنة"
صرخ (عاصي) بقهر وهو يندفع متجاوزاً (رهف) التي هتفت اسمه بجزع
"(عاصي) .. انتظر"
قفز عبر البوابة مندفعاً خلف (سامر) لتهمس بارتجاف
"انتبه لنفسك"
غاب عن عينيها اللتين غشيتهما الدموع بينما أصوات الانذارات تقترب أكثر ودرات برأسها نحو جسد (ريم) الساكن .. نهضت من مكانها متجهة لها وركعت أرضاً ترفع رأسها .. تحسست عنقها الخالي من النبض ونظرت بألم لصدرها الخالي من الأنفاس قبل أن تمد يدها المرتجفة تغمض عينيها اللتين غادرهما نور الحياة في اللحظة التي اقتحم فيها رجال الشرطة المكان لتطرق هي رأسها ملامسة رأس صديقتها الراحلة وهي تهمس بينما جسدها ينتفض ببكاء حار
"سامحتكِ يا (ريم) .. سامحتكِ"
***********************
"أسرع قليلاً (فهد)"
هتفت (همسة) بتوتر وهي تنظر عبر الطريق فقال بتوتر مماثل
"أنا أسرع بالفعل (همسة) .. اهدأي أرجوكِ"

تنفست بعمق تحاول الهدوء بينما قطب وهو يلوم نفسه مجدداً على استماعه لها واصطحابها معه للخطر .. قال بعد لحظات عندما وجدها تفرك يديها
"لا تقلقي .. لقد اقتربنا"

رددت بخوف
"أخشى أن يفوت الأوان .. أخي لن يرحمه إن أمسك به .. لا أريده أن يضيع نفسه بسبب جنون (سامر)"
"لا تخافي حبيبتي"
قال مترفقاً وهو يدعو الله بتوسل ألا تخرج الأمور عن السيطرة أو يكون (سامر) قد آذى ابنة عمها قبل وصولهما .. انتبه على أصوات سارينات الشرطة ونظر عبر الطريق المقابل ليجد عدة سيارات تسرع في نفس الاتجاه .. ضغط أكثر على الوقود وهو يدور لاحقاً بهم
"يبدو أنّ (عاصي) أبلغ الشرطة .. لا داعي لخوفكِ"

تنفست بارتياح ثم قالت برجاء
"أرجو أن يصلوا قبل أن يحدث شيء"
لاحت المخازن أمام أعينهما فهتفت
"هذا هو المكان .. حمداً لله"

قال بسرعة
"لن تغادري السيارة (همسة) .. ستنتظرين في أمان وأنا سألحق بشقيقكِ وابنة عمكِ"

"لا .. لن تذهب وحدك قلت لك"
هتفت معترضة فانقبضت يداه على المقود

"اسمعي الكلام أرجوكِ (همسة) .. ليس وقت عنادكِ .. ماذا لو انتبه (سامر) لوجودكِ وحاول إيذائكِ؟ .. لا نعرف بعد ماذا يحدث هناك"
قطبت بضيق فتابع برجاء
"حبيبتي .. أرجوكِ .. لا أريد أن أقلق عليكِ"

أشاحت وجهها باعتراض لم يلبث أن تبخر وعيناها اتسعتا وهما تتعلقان بشيء ما ورفعت يدها تشير هاتفة
"انظر .. (سامر) هناك"

نظر بسرعة ليجده يجري موازياً للسور عكس اتجاه سيارات الشرطة
"إنّه (عاصي)"
صرخت بيد مرتجفة تشير لشقيقها الذي كان يجري لاحقاً بـ(سامر) .. أدار المقود دون انتظار كلامها الذي لم يتأخر لحظة وهي تضرب ذراعه بكفها بتوتر
"الحق بهما يا (فهد) .. بسرعة .. أخشى أن تحدث مصيبة"

خرج عن الطريق الممهد واندفع بالسيارة خلفهما وقلبه يخفق بجنون وعيناه تلاحقان الجسدان اللذان يجريان بكل قوتهما .. قطب حين اختفيا وراء منحنى السور
"أسرع يا (فهد) .. أسرع"

هتفت (همسة) والسيارة تندفع بهما وسط الرمال تهتز مع شدة حركتها بينما تهتف بتوتر
"يا رب .. يا رب أرجوك .. (عاصي) .. لا تتهور يا أخي .. أرجوك"

خوفها على شقيقها دفعه ليسرع بالسيارة إلى أقصى ما تتحمله ودار حول المنعطف لتشهق هي بقوة بينما ترى شقيقها يقفز من فوق سور حجري قصير ليسقط فوق (سامر) دافعاً به للأرض وجحظت عيناها برعب وهي تراهما من مكانها يتعاركان مثيرين عاصفة من الرمال والتراب شوشت رؤيتها
"يا ربي .. لا .. ابتعد يا أخي .. أسرع يا (فهد) .. (سامر) سيؤذيه"
أوقف السيارة على بعد أمتار واندفع خارجها ولم تنتظر هي وغادرتها خلفه فصرخ فيها
"ابقي مكانكِ"
نظرت بجزع لشقيقها الذي تغلب على خصمه في تلك اللحظة واعتلاه يلكمه بكل قوته ووصله صوته صارخاً بقهر وغضب مرعب .. لا .. سيفقد سيطرته على نفسه ويقتله حتماً .. نظرت خلفها .. أين رجال الشرطة؟ .. لم ينتبهوا لما يحدث هنا؟ .. عادت بنظرها للمتعاركين في الوقت الذي أسرع فيه (فهد) نحوهما وهو يهتف فيها
"لا تتحركي من هنا (همسة)"

تحركت خطوة واحدة ثم وقفت مكانها بعجز صراعهما الذي انقلب فجأة عندما أمسك (سامر) قبضة من الرمال رماها في وجه (عاصي) الذي تراجع مغطياً عينيه ليدفعه (سامر) بكل قوته ويزيحه عنه لينهض صارخاً بغضب ويوجه له لكمة ساحقة .. دعك (عاصي) عينيه وهو يحاول الرؤية وقد أحرقت الرمال عينيه .. صرخ (فهد) لحظتها باسم (سامر) حين تفاجأ به يندفع ليمسك مسدسه الواقع بقربه ويوجهه نحو (عاصي) الذي نهض مترنحاً .. نظر لـ(سامر) وبحث بعينيه عن مسدسه بسرعة ليجده بعيداً فأسرع يندفع نحوه ينوي التقاطه في اللحظة التي ضغط فيها (سامر) على الزناد مطلقاً الرصاص نحو (عاصي) لتصرخ (همسة)
"لا .. أخي"
صرخت وهي تندفع بتلقائية نحوه تهتف اسمه برعب اخترق قلب (فهد) الذي لم يفكر لحظة وهو يقطع الطريق بين ابن عمته وبين شقيقها لتنقطع صرختها ويتوقف العالم من حولها في لحظة .. تجمد المكان حولهم و(عاصي) يحدق مصدوماً في (فهد) الذي وقف أمامه بينما (سامر) تراجع بشحوب وهمس مرتجفاً
"(فهد) .. لا .. مستحيل .. (فهد)"

ازداد شحوبه حين هوى (فهد) على ركبتيه ممسكاً بصدره وقد احتقن وجهه وعيناه تنظران لابن خاله بألم وذهول فهز (سامر) رأسه مردداً بصدمة ورفض
"لا .. ماذا فعلت يا (فهد)؟ .. ماذا فعلت؟ .. لا"

صرخة (همسة) التي دوت لحظتها أفاقت كلاهما لينهض (عاصي) ممسكاً مسدسه ويتراجع (سامر) مدركاً نواياه بينما اندفعت صارخة بلوعة
"(فهد) .. لا يا (فهد) .. لا"

انفجرت دموعها وهي تراه ينحني على نفسه يضغط على صدره .. في ثوان كانت بجواره لتتلقى جسده الهاوي بين ذراعيها .. احتضنته بقوة وهي تصرخ بجنون ودموعها لا تتوقف
"لا .. لا .. ماذا فعلت؟ .. لا"
تمسك بذراعها بكفيه وهمس اسمها بضعف لتهز رأسها صارخة بينما اندفع (عاصي) يطارد (سامر) الذي تخلى عن ذهوله وأسرع هارباً
"أخي .. (عاصي) .. أخي"
صرخت (همسة) تتوسله ليتوقف مكانه، ونظر لها منهارة تضم (فهد) لها بقوة .. نقل بصره بعجز بينها وبين (سامر) المبتعد
"أخي"
هتفت بتوسل أحرق قلبه فشتم وهو يرمق خصمه الهارب بغضب قبل أن يسرع عائداً إليها وهي تواصل
"سا .. ساعدني أخي .. سيموت .. (فهد) يموت .. ساعدني"
تمسك بها (فهد) أكثر هامساً بتقطع
"لا .. تبكي .. أنا .. سوف .."

ركع (عاصي) جوارهما وأسرع ينتزعه منها .. تركته وقلبها يصرخ رفضاً ليرفعه عن الأرض ويسنده إليه وجرت هي تسنده من الناحية الأخرى تحمله مع شقيقها وشهقاتها الباكية لا تتوقف
"لا تخافي (همسة) .. سيكون بخير"
ردد (عاصي) وهو يقترب من السيارة فأسرعت تفتح له الباب الخلفي ليضعه فيه .. دلفت بسرعة إلى جانبه وضمت رأسه لصدرها بينما دار (عاصي) بسرعة ليحتل مقعد القيادة وينطلق بالسيارة .. توقف عند باب المخزن وغادر
"سأحضر (رهف) بسرعة"
وجدها تقف عند الباب تبحث عنه بناظريها بخوف واندفعت إليه ما أن رأته سالماً لتلقي نفسها بين ذراعيه

"حمداً لله"
ابتعدت قاطعة كلماتها حين رأت الدم يغرق قميصه فردد بسرعة وهو يسحبها
"(فهد) أصيب"

شهقت بفزع وهي تسرع معه بينما دوى صوت الرائد (شريف) خلفهما يناديه فالتفت يهتف
"آسف أيها الرائد .. لدينا مصاب .. يجب أن أذهب"

وهتف مشيراً في الاتجاه الذي هرب إليه (سامر)
"لقد هرب .. ربما يلحقه رجالك"

قالها وتحرك جرياً إلى السيارة لاحقاً بـ(رهف) التي ركبت في المقعد الأمامي ونظرت لـ(همسة) المنهارة وأشارت لكوفيتها الصوفية مرددة بتوتر
"سيكون بخير .. اخلعيها واضغطي بها على جرحه لتوقفي النزيف"
أسرعت تنفذ كلامها ويدها ترتجف بقوة بينما انطلق (عاصي) سريعاً بالسيارة
"لا .. تبكي .. (همسة)"
رفع (عاصي) عينيه للمرآة ينظر لـ(فهد) الذي همس كلماته بتقطع وتوقفت عيناه على وجه شقيقته المنهارة
"لا تتحدث .. ستكون بخير، هل تسمعني؟ .. أنت لن تتركني أبداً (فهد)"

ضغط (عاصي) على دواسة الوقود بقوة محاولاً سباق الزمن بينما يسمعه يقول وهو يغمض عينيه فوق صدرها
"لا تحزني .. (همسة) .. هذا .. أفضل .. للـ .. للجميع"

تساقطت دموعها على وجهه
"لا تقل شيئاً .. لا تقتلني هكذا"
ارتسمت ابتسامة شاحبة على وجهه وهو يتمسك بها ببقايا قوى واهنة
"على الأقل سأموت مرتاحاً لأنني مت هنا .. بقربكِ .. بين ذراعيكِ"

"لا .. يا (فهد) .. لا تفعل هذا بي .. لا تتركني"
صرخت وهي تراه يغمض عينيه بينما هتفت (رهف) بخوف
"أسرع يا (عاصي)"
"أنا أُسرِع"
هتف بتوتر شديد بينما يرمق (فهد) الذي ضعف صوته أكثر وهو يهمس بحروف متقطعة
"أحبكِ (همسة)"
ضمته لها ورأسها فوق رأسه
"وأنا أيضاً .. أنا أحبك"
همست باكية لتشحب ابتسامته وتجمدت بينما يهمس بكلمته الأخيرة
"أحبكِ"

*****************
انتهى الفصل الثالث والستون
إن شاء الله يعجبكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي
بعد قراءة الفصل حاسة حالي طالعة من معركة .تعبت وارهقت منو عنجد🌝🌝 ماشاء الله مبدعة

بس اهم شي فهد ما يموت😭


Walaa sham غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-01-20, 12:27 AM   #1310

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

ابداااااااااااااااع
احسست باني معهم في معركتهم ضدسيزار
ومع رهف وعاصي وهمسه ضدسامر
احداث ممتعه وشيقه
ارجوان يلحق منذربتوفيق
وفهد لايموت سلمت اناملك اللي تلتف بحرير
موفقه غاليتي باذن الله

على فكرره حصل ليا شدعضلي في رقبتي من توتري مع الاحداث
هههههههههههههه


عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.