آخر 10 مشاركات
لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلسلة فينسينتي... للكاتبة: Angela Bissell (الكاتـب : Gege86 - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الربيع والعالم السفلي (6) للكاتبة: P.C. Cast (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          لعبة العاطفة (147) للكاتبة:Lynn Raye Harris (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-09-18, 11:10 AM   #151

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل تحفة بس نتفق الاول ياحبيتي سؤدد لعماد وعماد لسؤدد وماتدخليش عزول بينهم ومراد شوفيله وحدة تحبه ويحبها ..ادم طلعت مش قليل خليت البنت تحمل منك مش عارفين بجواز ولا من غيره واذا كان من غير جواز وده الارجح بتقول عليها عاهرة وانت ايه ياسبع البرمبة ..عندهم بنت ياعيني مخبياها فين اكيد عند صديقها ياحرام ..الفصل اكثر من رائع متشوقين نعرف الي جاي وايه الي خلا ايفا تعمل كدة في ادم الله يستر من الي جاي ودمتي بخير

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-18, 03:07 PM   #152

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

آدم عنده بنت من سيلين والا ايڤ ياختيييي هوه احنا ناقصين اسامي ما تهمد البت ديه بقي وتخليها باسم واحد 😏
مراد المسكين ده هياخد خبطه عمره لو عرف أن عماد بسحبها وانت مفتريه مطلعاه بعضلات كده وواد ما يتفوتش بقي 😂 طب ايه هنسيبه كده 😉

Dr. Aya likes this.

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-18, 12:41 AM   #153

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك فصل بغاية روعة 😘😘والغموض ذبحني 😂😂
ايفا بتنكر انه في طفل لادم بعدين حكتلو في طفل وانا توهت مني وبيير سافر يبحث عنها شو صاير عشان ادم يخطفها ويعذبها بعد كل هالحب
سؤؤد شكله بدها اتجيب القاضية لها ومراد بحاول يقنعها تتراجع
مراد مهتم فيها كتير بس شو رأي معاذ لما يعرف
منذر ماحسيتو سيئ واكيد مخبي اسرار لكل افعاله


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-18, 09:20 PM   #154

samfida
 
الصورة الرمزية samfida

? العضوٌ??? » 208491
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,683
?  نُقآطِيْ » samfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا وجزاكم الله خيرا على هذه الرواية

samfida غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-09-18, 09:21 PM   #155

samfida
 
الصورة الرمزية samfida

? العضوٌ??? » 208491
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,683
?  نُقآطِيْ » samfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond reputesamfida has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا على هذه الرواية الرررراااااائعة والمميزة

samfida غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 02:10 AM   #156

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد على الجميع
نورتوني كلكم و إن شاء الله يا رب دايماً منورين و مستمتعين مع كل الأبطال

هبدأ تنزيل الجزء الثاني من الفصل السادس ... الجزء طويييييل جداً و هيكشف أسرار كتير من الماضي



قراءة ممتعة مقدماً

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 02:12 AM   #157

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس (الجزء الثاني)
خطت للداخل بخطوات مرتجفة وعقلها لا يتوقف عن التفكير في المصيبة التي وقعت فيها بسبب زوجها اللعين ... تتمنى لو امتلكت الجرأة على قتله والتخلص من حياتها البائسة معه .. هل ستكون حياة السجن أسوأ أو حتى الإعدام؟ .. هل ستكون العقوبة أسوأ من حياة الجحيم التي تحياها معه منذ سنوات؟ .. ستكون أرحم بكثير .. أخذت نفساً عميقاً وهي تقاوم دموعها وهي تتذكر ما فعله منذ أيام بعد انتهاء الحفل الذي أقامه بعد حصوله على تلك الصفقة اللعينة التي تسأل الله أن تفشل و يفلس بسببها علّه يتوقف عن تَجبره وتتخلص هي من تهديده اللعين لها ... دلفت للمصعد واستندت للحائط وأغمضت عينيها تتذكر ما حدث ليلتها وارتجفت بعنف وهي تتذكر رؤيتها لـ(منذر صفوان) .. ذلك الرجل الذي يمثل النقيض التام لزوجها الأحمق .. حسناً .. ليس تماماً .. إن كان زوجها وصولياً، منافقاً، و لا يملك أي مباديء و لا أخلاق، فمن قال أن (منذر) يختلف؟ .. لا .. هي تشعر داخلها أنه يختلف عنه حتى لو كان هو الآخر شيطاناً دون قلب ولا مباديء .. على الأقل هو ليس وصولياً، جباناً، ولا منافقاً .. ذلك الرجل قوي ومباشر وما يريده يحصل عليه بنفسه وليس باستخدام طرق حقيرة كالتي يمارسها زوجها والتي بسببها هي هنا الآن ... شعرت بدمعة حارة تسقط على جفنها فمسحتها بعنف وهي تتذكر عودتها لمحبسها أو ما يفترض بها أن تكون غرفتها بالفيلا الكبيرة التي يملكها لتتفاجأ باقتحامه لغرفتها بينما كانت تقف أمام المرآة تتأمل نفسها بحسرة بينما تخلع مجوهراتها الثمينة .. تساءلت بتخوف .. ما الذي أتى به؟ .. ألم يكن ينوي أن يقضي الليلة عند عشيقته؟ ... ألقت بقرطها فوق طاولة المرآة بإهمال بينما تنظر له ببرود ليقترب منها ويقف خلفها يتأملها بعينين ذئبيتين واقشعر جسدها حين رفع كفيه ووضعهما على كتفيها وقاومت ارتجاف شفتيها باشمئزاز بينما يقترب ليهمس في أذنيها بعبث
_"كنتِ جوهرة الحفل الليلة يا جميلتي"
ابتلعت لعابها بصعوبة وشعرت بأصابعه تنغرس في لحم ذراعيها بينما يهمس بفحيح
_"لقد أطحتِ بصواب الكثيرين .. تماماً كما توقعت"
قطبت حاجبيها وهي تفكر بكراهية ... لهذا جعلها ترافقه للحفل الليلة بعد كل هذه الفترة التي جعلها حبيسة البيت .. لقد كان يستغلها .. كان يجب أن تتوقع هذا .. لكن من كان يصطاد هذه المرة؟ .. اللعنة عليه .. اللعنة .. تشنج جسدها عندما شعرت بأصابعه تتحرك على جيدها المكشوف كثعبان خبيث وقاومت رغبتها في دفعه بعيداً بينما غثيانها يعاودها ككل مرة يقترب منها وشعرت بحرقة في عينيها اللتين نظرتا لعينيه الخبيثتين عبر المرآة وهو يفك السلسلة الماسية التي تزين عنقها ويرفعها عنها ليلقيها أرضاً وتحركت أصابعه فوق ظهرها تلامس بشرتها العارية بينما يشد سحاب الفستان لأسفل وهو يهمس
_"فتنتكِ لا تفشل أبداً جميلتي .. لديكِ القدرة لتفقدي أي رجل عقله يا (شاهي)، تعرفين هذا، صحيح؟"
لم تقاوم نفسها أكثر فهتفت بغضب وهي تلتفت لتدفعه في صدره بعنف وتبعده عنها ليترنح قليلاً فأدركت أنه ثمل بالفعل
_"ماذا تريد مني بالضبط (مختار)؟ ... أنا متعبة وأريد أن أنام"
قاومت خوفها مع النظرة التي لمعت في عينيه .. نظرة تعرفها جيداً واهتز لها قلبها مع اقترابه من جديد ليمسك ذقنها بقسوة ويرفع وجهها إليه قائلاً ببرود
_"هل نسيتِ نفسكِ (شاهي)؟ .. هل نسيتِ لماذا أنتِ هنا حبيبتي؟"
اللعنة عليه .. وكيف تنسى .. كل ليلة مرت عليها منذ سنوات قاربت العشر، وهي تلعن اليوم الذي رآها فيه وأعجبته ليطاردها .. لقد كرهته منذ أول لحظة وكانت محقة في نفورها منه .. لقد كرهت نفسها وجمالها الذي كانت تتباهى به قديماً .. لولاه ما كان التفت لها .. ظنت بالبداية رغم بغضها له أن إعجابه بها كان صادقاً وأنه أراد الزواج منها، لكنّها اكتشفت الحقيقة المرة فيما بعد .. اكتشفت مكانتها ولماذا أرادها .. ليتها كانت أقوى وهربت من أسرتها التي أجبرتها على الزواج .. ابتسمت داخلها بسخرية .. بل الأدق أنهم باعوها لها .. كانت مجرد بطاقة رابحة لهم نحو الثراء .. هو دفع واشتراها وهم قبضوا الثمن الذي تدفعه هي حتى اللحظة .. تألمت مع ضغط قبضته على ذقنه وهمست بألم
_"ماذا تريد؟"
مال نحوها حتى لفحتها أنفاسه فأشاحت باشمئزاز وهي تكتم أنفها عن رائحة الخمر بينما يهمس بقسوة
_"جيد .. يبدو أنكِ تذكرتِ"
و ربت على خدها قائلاً بتهديد
_"لا تنسي مرة أخرى و إلا سأذكركِ بطريقتي"
أغمضت عينيها تتوسل الصبر حتى يغادرها بينما تابع قائلاً وهو يشدها إليه غير آبهٍ لرجفة جسدها الكاره للمساته التي جرت على جسدها
_"تعرفين ما أريد جيداً جميلتي ... و أعرف أنكِ ستقومين بمهتكِ على أكمل وجه"
ابتلعت لعابها بصعوبة وغثيانها يزداد ليقول وهو يزيل خصلاتها عن عنقها فهتفت بألم وحرقة
_"من يكون هذه المرة؟"
مال على أذنها وقال وهو ينحني ليقبل عنقها
_"(منذر صفوان)"
شهقت بعنف وهي تفتح عينيها ودفعته بقوة وهي تنظر نحوه بصدمة للحظات هتفت بعدها
_"ماذا قلت؟"
ردد ببرود
_"كما سمعتِ ... (منذر صفوان) الذي التقيتِه الليلة"
هتفت بغضب
_"لقد جُننت حتماً"
اقترب يشدها من شعرها بقسوة لتتأوه بألم وسالت دموعها بعجز وهو يهتف بغضب
_"قلت لا تنسي نفسكِ (شاهي) .. لا ترفعي صوتكِ مرة أخرى .. ليس معنى أنني سمحت لكِ ببعض الحرية الليلة وعاملتكِ كزوج متفهم أمام الناس أن تنسي نفسكِ وتظني أن لكِ الحق في مواجهتي"
أغمضت عينيها وعضت على شفتيها بوجع .. ليتها تموت .. ليتها تقتله وتموت بعدها وترتاح .. كم تكره نفسها لأنها تحولت لامرأة ضعيفة مثيرة للشفقة .. لقد حولّها لمسخ ومزق روحها إرباً وهو يمارس جنونه عليها لسنوات وهي كانت وحيدة لا تملك أحداً تلجأ إليه بعد أن باعها أقرب الناس إليها .. اللعنة عليه وعليها هي الأخرى لأنها لا زالت متشبثة بحياتها البائسة ولا زالت تتمسك بكل نفس لها في هذه الدنيا القاسية ولا تملك القدرة على أن تقتل نفسها .. لا زالت حمقاء وتنتظر أن يأتي الغد ويحررها ويعطيها أملاً لتحيا بصدق .. انتبهت على كلماته وهو يفك سحابها ويترك فستانها ليسقط حول قدميها لتبقى بثيابها الداخلية وارتجف جسدها برداً وخوفاً
_"ليس لكِ خيارٌ آخر جميلتي .. وللأسف لا أحد غيركِ سيتمكن من أن يقوم بما أريدكِ أن تفعليه"
همست كارهة
_"أنا زوجتك!! .. كيف تريدني أن .."
ضحك بقوة وهو يتراجع للخلف لتترنح وتستند لطاولة المرآة بضعف وأغمضت عينيها عن نظراته الوقحة التي انتهكت جسدها وهو يقول
_"صحيح تذكرت .. أنتِ زوجتي أمام الناس جميلتي وبعقد كنت مجبراً عليه لأحصل عليكِ، لكن عليّ أن أستفيد بكل المزايا التي يمنحني إياها هذا العقد لأقصى حد، صحيح؟!"
واقترب ليلامس بشرتها بقسوة وهو يردد بمتعة سادية
_"أنتِ جوهرة جميلة يحترق الرجال لرؤيتها إلى جانبي .. قد يدفعون أعمارهم ليحصلوا عليها دون أن يستطيعوا الاقتراب"
قالت بقرف
_"وأنت تبيعها لمن يدفع أكثر، صحيح؟"
ضحك بسوقية وهو يتابع لمساته المنتهكة لها
_"لا حبيبتي .. أنا أسير بمبدأ "شوِّق و لا تُذَوّق" وأنتِ تعرفين هذا جيداً .. لذا لا تقلقي على شرفكِ المصون يا زوجتي ... أنتِ في أمان أيتها الشريفة"
وهل بقى لديها شرف؟! .. لقد انتهك شرفها واستغلها ليتسلق سُلم مجده الحقير ... هل يملك هو أي شرف وهو يجعل زوجته - كما يُفترض - عُرضة لنظرات الرجال التي تنتهكها وللمساتهم المختلسة حين يدعي أنه لا يراهم ويظنون هم أنه لا يفعل، وهي تعرف جيداً أنه يدرك ما ينالها في كل مرة يضعها في طريق أحد رجال الأعمال الذي يريد استغلاله ليرتفع درجة للأعلى أو ليحصل على صفقة تهمه، لكنّها بالنسبة له ليست إلا عشيقة تحت مُسمى زوجة .. انتزعت نفسها بعيداً عنه وهي تقول بضيق
_"و ماذا تريد منه؟ .. لقد حصلت على صفقة معه ولا أعتقد أن هناك ما يمكنني أن أفعله لك أكثر من هذا"
_"بل يمكنكِ جميلتي .. يمكنكِ فعل الكثير ... أنتِ ستتقربين منه بأي طريقة .. أوقعيه بسحركِ الذي لا يُقاوم هذا وعندها ستفتحين الطريق أمامي، فهمتِ؟"
لعنته داخلها وهي ترمقه من طرفها باحتقار وقالت
_"لا .. لم أفهم في الحقيقة ... الطريق مفتوح أمامك وهو أخبرك أن تركز في عملك ليرضى عنك"
بدا أنها قد أطلقت سراح شياطينه بكلماتها ليندفع نحوها ويشدها إليه ويقبض بقسوة على ذراعيها
_"ها أنتِ قلتِها بنفسكِ .. لقد سمعتِ ما قال .. وأنتِ أيضاً غضبتِ من كلماته و عجرفته وتصورتِ أنني جبان لأنني لم أظهر غضبي ... لا تظني أنني لم أرها في عينيكِ .. أنا فقط لست بالغباء الذي تظنين لأضيع كل شيء من يديّ في لحظة غضب حمقاء .. أنا أريد أن أرغم أنفه بالتراب وسأفعل ذلك بأي ثمن"
شهقت بهلع مع النظرة المجنونة التي لمعت بعينيه والكراهية الشديدة في صوته وهو يتابع بحقد
_"هو يظن نفسه فوق البشر .. يعتقد نفسه يتحكم برقاب الجميع .. اللعنة عليه ... سأصل لما يخفيه عن الجميع وسأعرف كيف وصل لمكانته هذه .. أنتِ ستصلين لنقطة ضعفه وتفتحين لي الطريق أمام أسراره وعندما أضع يدي عليها سأشد الخناق حوله وأحطمه تماماً وسأجد طريقة تجعلني أحتل مكانه"
همست بارتجاف
_"لابد أنك تهذي .. كيف سأفعل ما تقول؟ .. أنت بنفسك قلت أن هذا الرجل ليس سهلاً .. هل تعتقد أنه من السذاجة لتخدعه بهذه البساطة وتتوقع مني أن أساعدك؟ .. أنت تحلم"
تملصت منه وتحركت مبتعدة قد فقدت أعصابها لمجرد تخيلها فقط لدخولها فخ ذلك الرجل بقدميها .. لن تفعل ولو كان سيقتلها .. هي ترتجف منذ فارقته في الحفل وتعرف أن أي لقاء آخر بينهما لن يكون في صالحها .. ليس وهو يؤثر فيها بهذه الطريقة المرعبة ... شهقت عندما شدها بقسوة وضغط بأصابعه على ذراعيها وهو يقول
_"بل ستفعلين .. احذري من غضبي (شاهي) .. أنتِ ستنفذين ما أمرتكِ به وستنجحين ككل مرة"
هتفت رغم ألمها
_"ليس هذه المرة"
رمقها بخبث وهو يقول ببساطة جعلت عيناها تتسعان
_"لماذا؟ ... ما الذي يقلقكِ هذه المرة؟ .. ألأنه يؤثر بكِ جميلتي؟"
شهقت بارتياع ليتابع وكأن الأمر لا يخص زوجته
_"آه يا (شاهي) الساذجة ... هل تعتقدين أنني كنت غافلاً عن نظراتكِ نحوه ولا لنظراته التي كانت تلتهمك طيلة الوقت؟ ... أعرف أنكِ تأثرتِ به وانجذبتِ كأي أنثى حمقاء نحوه كما أنا واثق من أنكِ جذبتِ انتباهه بسحركِ وأنا لن أفلت هذه الفرصة من يدي .. أنتِ ستجذبينه نحوكِ أكثر وستفعلين كل شيء لتصلي لما يخفيه وراء مظهر رجل الأعمال الناجح القوي هذا، مفهوم؟"
هتفت بجنون
_"هل تريدني أن أنام معه بالمرة؟ .. من يدري ربما يخفي أسراره بغرفة نومه"
اشتعلت عيناه بالنيران ورفع كفيه يخنق رقبتها قائلاً من بين أسنانه
_"يبدو أنني أهملت تأديبكِ لفترة طويلة حتى نسيتِ وضعكِ بالفعل"
هتفت وقد فاض بها
_"افعل ما تريد .. لم أعد أهتم .. أنت مجنون، وحقير، وأنا لن أنفذ ما تريد و لو قتلتني، هل سمعت؟ .. اقتلني هيا .. أيها الجبان عديم الشرف"
ضاقت أنفاسها وهو يضغط على عنقها وهو يهمس بفحيح
_"لا حبيبتي ... حياتكِ غالية عليّ كثيراً كما تعلمين ولست أحمقاً لأفرط بدجاجتي التي تبيض ذهباً"
سالت دموعها بضعف وأغمضت عينيها تدعو الله أن ينتزع روحها ويرحمها من كل هذا العذاب .. فتحتهما بفزع مع كلماته التالية التي انتفض لها قلبها
_"ستنفذين أوامري هذه المرة أيضاً (شاهي) إن كنتِ لا زلتِ تهتمين لحياة حبيب القلب"
هزت رأسها رفضاً وهي تنظر له بعينين دامعتين، ليبتسم بشر وأزال يديه عن رقبتها لتشهق الهواء بعنف وربّت على خدها برفق وهو يقول بتهديد بينما تنظر له بعجز امتزج بكراهيتها
_"جيد .. تذكري دائماً أن حياته الغالية قد تنتهي بإشارة واحدة مني لذا توقفي عن إغضابي"
ارتجف قلبها وطيف الرجل الذي كان حبيبها يوماً والذي سرقها ذلك الوغد منه ودمر حياتيهما ... نقطة ضعفها التي لم تستطع التخلص منها أبداً .. حبيبها الذي يعتقد أنها خائنة .. يظنها باعته لأجل الثراء ولا يعلم حتى الآن أن حياته كانت القشة التي قسمت ظهر مقاومتها ... حبيبها الذي تزوج بعد فراقهما ببضع سنوات لتتأكد أنه قد تجاوزها وأن أخرى داوت جرحها له .. ورغم هذا هي لم تستطع أبداً أن تخاطر بحياته من أجل سلامتها .. تشك أن قلبها الذي مات لا زال يحمل حبه داخلها، لكنّها تعرف أنه لا زال غالياً عليها ولا تستطيع أن تتخيل أن يصيبه أذى بسببها .. نظرت لجلادها من بين الدموع التي شوشتها وهمست وهي ترفع رأسها تواجهه ببقايا كبرياء
_"حسناً .. هل تريد أي شيء آخر مني؟"
أغمضت عينيها عن نظراته التي مرت ببطء على جسدها من جديد وهي تدعو الله أن يرحل كما كان مقرراً و كادت تتنهد بارتياح عندما قال وهو يتحرك مغادراً
_"للأسف مزاجي اليوم يشتهي جمالاً من نوعٍ مختلف"
فتحت عينيها تتبعه بلعناتها وهو يغادر غرفتها ويغلق الباب خلفه لتنهار على ركبتيها وتسمح لدموعها بالانهيار وهي تضرب الأرض بقبضتيها بينما تهمس بمرارة وكراهية
_"ليتك لا تعود أبداً ... ليتك تموت وتذهب للجحيم"
فتحت عينيها فجأة مع صوت تنبيه المصعد وبابه ينفتح لتعود من ذكرياتها ونظرت لنفسها في مرآته تتأمل طلتها الفاتنة مرة أخيرة قبل أن تخطو خارج المصعد متجهة نحو مكتبه برأس مرفوعة بعد أن قضت الأيام السابقة أثناء انتظارها حتى تختفي علامات عنفه عن بشرتها بينما عقلها يفكر في خطتها القادمة .. يريدها أن توقع (منذر صفوان) في فخها وهي مجبرة لتفعلها .. انقبض قلبها بحقد وهي تفكر .. حسناً ستفعلها، لكن على طريقتها هذه المرة .. ستوقع (منذر) في فخها بأي طريقة وستقلب الطاولة على زوجها وتنتقم منه .. ستستغل (منذر) لتحطم ذلك الوغد تماماً، لدرجة لن تقوم له قائمة بعدها، وستتحرر منه، مهما كان الثمن .. خطت بترفع نحو مكتب السكرتيرة وطلبت لقاءه ولم تفتها النظرة التي رمتها بها الفتاة كأنها امرأة بلا شرف خاصةً عندما أتاها رده السريع يطلب دخولها، فرفعت رأسها بشموخ ناقض روحها التي تكاد تجثو على ركبتيها داخلها، ورمقت الفتاة بنظرة متعجرفة وهي تخطو بثقة لا تملكها، بينما داخلها لا يتوقف ذلك الصوت عن التردد يحذرها من نتيجة ما هي مقدمة عليه ... ستدفع ثمناً غالياً هذه المرة لتتخلص من أسر زوجها اللعين، لكنّها بالمقابل قد تقع في أسر شيطان أخطر منه .. هل تملك أصلاً أي خيار؟ .. هي لا تملك أن تتراجع ولا يمكنها أن تستمع لذلك الصوت الذي يتوسلها أن تخطو بالاتجاه العكسي وتهرب بعيداً عن زوجها، وعن (منذر)، وعن العالم كله .. لولا أنها تعرف أن زوجها سيصل إليها مهما ابتعدت كما فعل قديماً حين هربت منه ليعيدها وكان العقاب الذي حصلت عليه كافياً ليمحو فكرة الهرب من عقلها نهائياً .. ذكرياتها المريرة معه دفعت بخوفها جانباً وتدفقت شحنة من الحقد في عروقها دفعتها لترمي كل تخوفاتها وراء ظهرها ومدت يداً واثقة لتدير مقبض الباب وتخطو بقدميها إلى عرين الشيطان وهي تقسم أن تجعله يدفع ثمن كل المرار الذي أذاقها إياه أضعافاً مضاعفة و لو كان الثمن أن تبيع روحها لذلك الشيطان ..
***********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 02:16 AM   #158

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مر الوقت ثقيلاً على غرفة الطعام حيث كانا يتناولان الغداء بينما يختلسان النظرات الحذرة نحو بعضهما؛ كلٌ في غفلةٍ من الآخر وكلاهما غارقٌ في تفكيره .. هو يبحث عن حل ليجعلها تصرف نظراً عن خطتها الجنونية وإصرارها الأحمق ... كيف يجعلها تتراجع وهو نفسه لو كان في موقفها ما استطاع أن يفعل ... يعرف أنه مثلما قالت لم يكن ليملك التراجع عن حربه حتى وهو يعرف أن الثمن قد يكون غالياً جداً .. لكن لا .. ليس والأمر يخص حياتها .. واجبه هو حمايتها بحياته نفسها لو تطلب الأمر .. قبل أن يعدها حتى .. هو كان دائماً سيقف في ظهرها ويدعمها و إن أصرت على السير في طريقها ذاك فمهمته أن يحميها في كل خطوة حتى تصل لبر الأمان ... تنهد بحرارة لترفع عينيها عن طعامها وترمقه وهو يتناول طعامه بشرود وحاجبين معقودين .. ارتسمت عقدة مماثلة على جبينها وهي تتساءل بفضول عما يفكر فيه .. لابد أنه لا زال يفكر بخصوص كلامهما ورفضها التام لنصيحته .. هي ليس أمامها خيارٌ آخر وهو وعدها أنه سيقف جوارها .. وهي ستلزمه بوعده ما دام مصراً على الالتصاق بحياتها والتدخل فيما لا يخصه ... لماذا يفعل هذا؟ .. لماذا هو بهذا البرود رغم كل ما فعلته لتحرق أعصابه وتجبره على الهرب؟ .. لماذا فشلت في إبعاده؟ .. لم تفشل مرة في إبعاد الناس عن طريقها .. ارتسمت ابتسامة خافتة على شفتيها وهي تتذكر صديقيها الوحيدين .. حسناً .. (ريماس) سبقته وأجبرتها على قبول صداقتها هي وزوجها ... الفرق فقط أنهما لم يستفزا أعصابها بجنون هكذا .. تنهدت بحرارة .. هي ليست راضية عما يحدث معها .. أصبحت تفقد أعصابها بسهولة .. معه فقط .. برودها الشهير يتسلل مبتعداً ما أن يقترب منها و تجد نفسها تشتعل بطريقة تزعجها فلا تفكر لحظة قبل أن ترد عليه .. عليها أن تكون أكثر سيطرة وتستعيد طبيعتها .. هو ليس مختلفاً عن أي شخص .. هو فقط .. فقط .. حارت في البحث عن وصف محدد له .. لم تنتبه أن عينيها كانتا معلقتان بوجهه للحظات طويلة وهما تحملان حيرتها، حتى رفع هو عينيه لتلتقيا بعينيها وشعرت بقشعريرة خافتة انطلقت من قلبها لتغمر كل خلاياها بعنف ولم تستطع أن تقطع تواصل عينيهما .. ماذا يحدث معها؟ .. لماذا هذا الرجل من بين الجميع يجعلها تشعر بكل هذا التخبط؟ .. ما الذي يفرقه عن كل من قابلتهم من رجال؟ .. حتى لمسته لها عرضاً تثير خوفاً من نوع مختلف تماماً عن خوفها المرضي من الرجال .. عندما يلمسها تشعر بـ .. انقبض قلبها بفزع وهي تنتبه لمجرى أفكارها .. غبية .. ما الذي تفكر فيه؟ .. هل هي مجنونة؟ .. يكفي (سؤدد) .. توقفي عن هذا الجنون .. ذلك الرجل سيغادر حياتكِ تماماً خلال أيام قليلة .. لا تفقدي عقلكِ وعودي لطبيعتكِ .. أخذت نفساً عميقاً وأبعدت عينيها عنه وتمتمت وهي تمسح شفتيها بفوطة المائدة
_"حمداً لله"
لمحته ينهض مسرعاً لتقول
_"يمكنك أن تكمل طعامك سيد (مراد) .. أنا في أمان هنا لا داعي لتلصق بي طيلة الوقت"
قطب حاجبيه وهو يضع الفوطة بعد أن مسح شفتيه هو الآخر
_"لقد شبعت أنا الآخر حمداً لله"
تنهدت وهي تشيح بوجهها وتتحرك مغادرة الغرفة ليتبعها وهو يتنهد بقلة حيلة و وجدها تتحدث مع السيدة (مادلين) التي كانت تخبرها أن مضيفهما على وشك الوصول لتتحرك (سؤدد) بعد أن شكرتها مبتسمة وغادرت نحو الشرفة التي أشارت إليها السيدة .. تبعها في هدوء وتوقف عند الباب ليجدها واقفة عند سور الشرفة تنظر للسهل الأخضر البعيد وللشمس التي قاربت الغروب والنسيم الرقيق يحرك بضع خصلات شردت من تصفيفتها المتزمتة .. ابتلع لعابه بصعوبة وهو يتحرك نحوها و شعر بحرقة في أصابعه التي تحرقت لملامسة تلك الخصلات وأغمض عينيه ليبعد تلك الفكرة لكن ما ارتسم أمامه كان صورتهما وهو يحيطها بذراعيه وأصابعه تعيد خصلاتها خلف أذنها برقة بينما عيناها غارقتان في عينيه و .. فتح عينيه شاتماً نفسه وعض على شفته بقوة .. ما الذي يفكر فيه؟ .. كان يجب أن يعرف أن الأمر سيكون صعباً وأن وجودها قربه سيكون خطراً .. عليه أن يتذكر حقيقة وضعهما ويقاوم نفسه .. اقترب ببطء رغم كل تحذيراته لنفسه، لكنها كانت كالنار تجذبه إليها رغم أنه يعرف أن النهاية ستكون احتراقه .. توقف على مقربة منها ونظر للخارج هو الآخر وتنهد بقوة ولم يستطع أن يقاوم نفسه فأخرج سيجاراً يحرق فيه توتره .. لم يكد يشعل السيجار حتى التفتت هي بعينين متسعتين مع صوت الولاعة وحدقت فيه بارتياع كأنما ارتكب خطيئة لتهتف بعدها
_"هل تدخن؟"
انتبه أنه لم يدخن أمامها قبل اللحظة ووجد نفسه يهز رأسه مع شعور بالذنب مع نظرتها التي حملت بعضاً من خيبة الأمل لينفث الدخان بتوتر تحت أنظارها الحانقة فقال

_"هل يزعجكِ الأمر؟"
تمتمت بنزق
_"هل لو قلت أنه يزعجني ستتوقف؟"
رمقها بنظرة طويلة هزت قلبها من جديد قبل أن ينقبض مع ابتسامته الرقيقة وهو يقول
_"بالطبع"
شتمت نفسها لتأثرها بابتسامته فقالت بحدة لم تقصدها
_"أنا أكره التدخين"
اتسعت ابتسامته لتغمض عينيها وسمعته يقول بهدوء
_"حسناً .. لن أدخن أمامكِ"
فتحت عينيها لتجده يطفيء السيجارة ويلقيها بعيداً والتفت لها وهز كتفه مبتسماً فأشاحت بوجهها وقالت بنزق
_"لا أمامي ولا خلف ظهري .. لا يجب أن تدخن أبداً .. لا أعرف أصلاً كيف لشخص مثلك ويعمل في مثل وظيفتك الخطرة التي تتطلب لياقة عالية أن يدخن وهو يعرف آثار التدخين السيئة ... ألا تهتم لصحتك و لـ .."
انقطعت جملتها وهي تلتفت له لتجده ينظر لها مبتسماً في حنان وقال
_"شكراً لقلقكِ بشأن صحتي"
تحركت أصابعها على السور بتوتر وهي تقول مشيحة بوجهها
_"لست قلقة .. إنها حياتك و صحتك .. أنا فقط .."
صمتت لحظة تتمالك ارتباكها بسببه .. ذلك المستفز .. التفتت قائلة بحدة
_"هل نسيت أنك مكلفٌ بحمايتي؟ .. كيف يفترض بك أن تفعل إن كنت لا تهتم بجسدك؟ ... ماذا لو مرضت ولم تستطع أن .."
توقفت عن كلامها وهي تشتم نفسها بداخلها .. ما هذه الحماقات التي ترددها؟ .. ها هي مرة أخرى تتحدث دون أن تزن كلماتها .. تنبهت له وهو يضحك قائلاً
_"لا تقلقي .. أنا لا أدخن طيلة الوقت .. فقط عندما أتوتر .. و هذا لا يحدث كثيراً .. كما أنني أهتم بصحتي وبجسدي جيداً .. يمكنكِ أن تثقي بقدرتي على حمايتكِ .. يمكنكِ أن تري بنفسكِ أنني لست ضعيفاً أبداً"
انتبهت مع كلماته أن عينيها كانتا تتحركان فوق جسده دون أن تدرك .. إنه محق .. جسده الرياضي يؤكد أنه يفعل ... بالطبع شخص يمارس مثل مهنته لابد أن يهتم بلياقته البدنية أكثر من أي شخص ويبدو أنه كان لسنوات طويلة يفعل .. تعلقت عيناها للحظة بصدره القوي قبل أن تتركزا فوق عضلات ذراعيه القويتين وتذكرت كل مرة أنقذها فيها و يداها لامستا تلك العضلات وانقبضت كفاها بقوة وهي تستعيد تلك الصورة وشعرت بالحرارة تغزو وجهها، لتشهق بفزع وهي ترفع عينيها لعينيه اللتين تعلقتا بوجهها المحمر ولمعتا بغموض و شيء من الخبث كأنما أدرك أين انحرفت أفكارها ... تباً .. تباً .. لقد جُنت .. منذ متى تفكر بهذه الطريقة المنحرفة؟ .. لقد فقدت عقلها حتماً .. لوت شفتيها باستخفاف مفتعل وهي تقول
_"العضلات لا تعني القوة بالضرورة إن كنت لا تعرف .. و الأسوأ إن كان صاحبها لا يملك عقلاً"
_بالطبع أعرف .. لكن من أخبركِ أنني لا أملك عقلاً؟"
احمر وجهها مع ضحته وتمتمت من بين أسنانها بنزق .. ذلك الخبيث .. لا يملك عقلاً فقط .. بل هو ذكي وخبيث .. رمقته بنظرة جانبية .. هي متأكدة أنه يملك عقل ثعلب .. تباً له .. أخذت نفساً عميقاً وقالت وهي تتحرك تنوي مغادرة الشرفة
_"حسناً .. سنرى قريباً بشأن هذا"
تنبها الاثنان على صوت سيارة تدلف لساحة القصر فقالت وهي تسرع للداخل
_"يبدو أن مضيفنا قد وصل أخيراً"
تركته مسرعة لتقابل الرجل وتبعتها عيناه وهو يتنهد بحرارة .. فليرحمه الله مما تفعله به و ليمنحه القوة ليقاومها حتى تنتهي هذه الخطة اللعينة .. تطلع للخارج مرة أخيرة قبل أن يتحرك يتبعها ليقابل مضيفهما الغامض وهو يدعو الله ألا يستطيع أن يقدم لها المزيد من المعلومات التي ستجعلها تواصل خطتها المتهورة ... زفر بقلة حيلة وهو يدلف لداخل الردهة الواسعة باحثاً عنها، ليأتيه صوتها فتبعه ليجدها تتجه نحو الرجل الفرنسي الذي دخل لتوه وعلى شفتيه ابتسامة واسعة مرحبة وقطب حاجبيه وهو يتأمل الرجل أسود الشعر، أزرق العينين، بوسامة فرنسية مستفزة بينما يتقدم بخطوات واثقة وبهيبة تدل على أنه ليس رجلاً عادياً .. بالطبع لن يكون كذلك .. هي قالت أن (آدم) أخبرها أنه يملك نفوذاً كبيراً يمكنه من الوصول لما تحتاجه من معلومات لم يستطع (راجي) الوصول إليها .. قبض كفيه بحنق وهو يراه يقف أمامها بابتسامة تألقت في عينيه اللتين نظرتا لها بتقييم واستحسان .. أو هكذا خُيل له .. لم يحتمل أن يقف بعيداً، فاقترب مسرعاً ليقف جوارها ولم يمنحه الفرصة ليبقي كفها طويلاً بكفه وهو يمد يده نحوه مجبراً إياه على ترك يدها ومصافحته، وسمعه يقول
_"مرحباً .. لابد أنك السيد (مراد) .. أعتذر لكما عن التأخير، كان خارجاً عن إرادتي"
صافحه بقوة وهو يهز رأسه متفهماً، فأشار لهما (جاك) للداخل
_"تفضلا ... لابد أنكما لا زلتما متعبين من هذا السفر المرهق"
وابتسم و هو يوجه كلماته لـ(سؤدد)
_"هل تفضلين أن نؤجل حديثنا حتى تحصلا على بعض الراحة آنستي؟"
هزت رأسها قائلة
_"لا بأس .. لقد حصلنا على بعض الراحة سيد (جاك) و لا أعتقد أنني أملك الكثير من الوقت"
هز رأسه مبتسماً وهو يشير تجاه غرفة مكتبه
_"حسناً إذن دعينا نبدأ فوراً"
تبعته دون تردد بينما رمقهما هو بضيق شديد ... تباً .. الأمور ستفلت من يده بهذه الطريقة .. تبعهما مسرعاً وأمله يتضاءل مع الثقة التي تحدث بها (جاك) ... هل تُراه حصل على ما تريده (سؤدد) بالفعل؟ ... حسناً .. سيعرف خلال لحظات .. دلف للمكتب ليجدهما يجلسان متقابلين على الأرائك المريحة في أحد أركان الغرفة الكبيرة وتحرك ليجلس جوارها وتجاهل تشنجها اللحظي ونظرتها القاسية التي ألقتها نحوه، لينظر نحوها ببراءة مفتعلة دون أن يلمحا النظرات المتسلية التي تناقلها (جاك) بينهما قبل أن يقرر تجاهل أفكاره وينهض ليجلب حاسوبه الشخصي من فوق المكتب وهو يضغط أحد الأزرار فوق المكتب ويعود إليهما ولم تمض لحظات حتى كانت إحدى الخادمات تدلف بصينية تحمل بعض المشروبات، وضعته بهدوء وغادرت مع إشارته الهادئة ليلتفت بعدها إليهما ويقول
_"تفضلا"
انشغل عنهما وهو يفتح حاسوبه وجرت أصابعه عليه لبضع لحظات قبل ان يرفع بصره نحو (سؤدد) التي كانت تحاول التحكم في توترها وهي تنتظر ما سيخبرها به ولم تستطع السيطرة على حماسها فقالت
_"حسناً سيد (جاك) ... لقد أخبرني (آدم) أنه يمكنني أن أعتمد عليك وأنه يثق بك كثيراً ... أرجو أن تكون قد توفقت في أن تجد ما طلبته منك"
ابتسم وهو يرى تحمسها وفضولها الصحفي، ولم يفته تشنج فك حارسها الشخصي وهو يرمقها بحدة انتقلت إليه هو وهو يقول مبتسماً
_"يمكنكِ أن تثقي بي أنتِ الأخرى آنستي ... منذ أرسل لي (آدم) ذلك الملف وأخبرني عما تبحثين عنه، حتى قضيت الأيام السابقة في البحث عن كل المعلومات التي تهمكِ"
هتفت بلهفة
_"حسناً، وهل عثرت على جديد؟"
تراجع في مقعده وهو يجيبها
_"لأكون صادقاً معكِ آنستي ... ما طلبتِه كان سيكون صعباً جداً لولا أنه لحسن حظكِ، أنني كنت أعرف مسبقاً الكثير عن الأشخاص الذين تبحثين عنهم"
ارتفع حاجباهما في دهشة، ليتابع
_"منذ سنوات اضطررت للبحث في خلفية بعض الأشخاص الذين وردت أسماءهم في ملفكِ وهذا سهلّ الأمر كثيراً عندما طلب مني (آدم) البحث بخصوصهم"
وصمت لحظة مفكراً أنه تخوف كثيراً عندما طلب (آدم) منه تلك المهمة، ظناً منه أنه لا زال يبحث عن تلك المرأة التي خانته وأنه سيعود للخطر الذي أبعده عنه قديماً .. لكنّه لم يجد بُداً عندما عرف حقيقة الأمر .. نظر لقريبة صديقه مفكراً إن كان من الحكمة أن يخبرها بما لديه، لكنّ (آدم) أخبره أن عائلته في خطر ويحتاج لهذه المعلومات ليتخلصا من الخطر المحدق بعائلتهما، كما أخبره أنها عنيدة وربما تلجأ لأشخاصٍ آخرين وتعرض نفسها للخطر ... هز رأسه منتبهاً لندائها باسمه وتنهد وهو ينظر نحو حاسبه وقال
_"آنستي ... دعيني أخبركِ أن الأمر أخطر مما تظنين .. لم يكن باستطاعتي أن أتجاهل طلب (آدم)، لكن هذا لا يمنعني من أن أخبركما حقيقة ما تسعيان إليه ... الرجل الذي تبحثين خلفه ليس هو المشكلة أبداً .. المشكلة فيمن خلفه ولابد أنكِ تعرفين هذا جيداً... بوصولكِ هنا، فلابد أنكِ أدركتِ تقريباً حقيقتهم"
لمح حارسها يتنهد خُفيةً و ملامحه تسترخي في راحة كأنما كان قلقاً بشأن ما سيقوله، بينما هي هزت رأسها نفياً وقالت بسرعة
_"ليس تقريباً ... المعلومات التي جمعتها أوصلتني إلى هنا .. (منذر) ذاك تربطه علاقة برجل أعمال فرنسي هنا ... و هناك شائعة وصلتني بخصوص ذلك الرجل وعلاقتهما وأردت التأكد منها، فهي ستحسم خطتي تماماً وكل خطواتي بعد ذلك تعتمد عليها"
وأسرعت تخرج هاتفها وتقلب فيه، بينما لمح هو التوتر يعاود (مراد) الذي قطب حاجبيه وهو يطالعها تقلب في الصور بحماس قبل أن تنهض من جواره لتجلس جوار (جاك) متناسية تماماً كراهيتها للاقتراب من أي رجل ليكز على أسنانه بقوة و تأفف وهو يرمقهما بحنق بينما يسمعها تقرب هاتفها منه قائلة
_"هذه الصورة ... هذا الرجل!! .. هل له علاقة فعلاً بذلك الرجل الفرنسي الذي طلبت منك البحث عنه؟"
نهض مضطراً من مكانه ليقف خلف الأريكة التي يجلسان عليها ومال قليلاً ينظر للهاتف، لينبهه عطرها الذي تسرب لأنفاسه أنه قريب جداً من رأسها و توقفها عن الكلام فجأة جعله يلتفت لتلفحه أنفاسها المضطربة، واضطرب قلبه وهو يجد نفسه ينظر في عينيها من ذلك القرب الخطر ووجدها تتطلع إليه في حيرة للحظات ليبتعد قليلاً للخلف مما جعلها تستفيق من ذهولها وتهمس بحنق
_"ماذا تفعل بالضبط؟"
اعتدل قائلاً بتجهم وهو ينظر لجسديهما المتقاربين وتمتم
_"اتفقنا أنني شريككِ آنسة (سؤدد) وأعتقد أن من حقي أنا الآخر أن أعرف من تواجهين لأعرف كيف أحميكِ من خطرهم"
قطبت بتجهم مماثل وقالت بحنق
_"عد لمكانك إذن و سأخبرك بكل ما فاتك فيما بعد"
وأشاحت عنه نحو (جاك) الذي كان ينظر نحوهما بتسلٍ وقد التقط الشرارات المتطايرة بينهما وابتسم قائلاً وهو يتحرك قليلاً نحوها بخبث ازداد وهو يلمح النيران تتقد بعينيّ (مراد) ما أن لمحه يقترب منها أكثر بينما يشير لجواره
_"تفضل هنا سيد (مراد) .. المكان متسع للجميع"
رمقه بنظرة قاتلة قبل أن يدور حول الأريكة ووقف أمامها لترفع ناظريها له بدهشة فقال من بين أسنانه مشيراً نحو الطرف الآخر من الأريكة لتبتعد عن (جاك)
_"تحركي جانباً"
نظرة عينيه و صوته الصارم جعلاها دون وعي تطيعه وتتحرك جانباً، لتشتم نفسها ما أن استوعبت ما فعلت ولم تجد الفرصة لتعود لمكانها وهي تخبره أن يبحث عن مكان آخر وتعود لمكانها، فهو لم يمنحها ثانية أخرى ما أن ابتعدت وأسرع ليجلس بينها هي و(جاك) .. شعرت بجسدها يتجمد ما أن شعرت بجسده يلامسها، وأسرعت تبتعد قليلاً حتى التصقت بطرف الأريكة تماماً ولم تتوقف عن سبه داخلها بقهر وهي تحاول قدر الإمكان أن تبتعد عنه وتطلعت حولها وهي تتساءل بحنق عن موجة الحر التي هجمت فجأة على المكان، ليعيدها صوت (جاك) للواقع من جديد وهو يقول
_"حسناً لنعد لموضوعنا ... كنتِ تقولين؟!"
هتفت وهي ترمي حارسها بنظرة قاتلة و تحركت قليلاً و هي تمد هاتفها نحو (جاك)
_"كنت أسألك عن هذا الرجل في الصورتين .. أرجو ألا يكون (آدم) قد نسى أن يرسل لك هذه الصورة"
مال قليلاً ليتناول الهاتف، لكنّ (مراد) أسرع يأخذه بحدة من يدها، لتشهق باعتراض حانق تجاهله تماماً وهو يناول الهاتف لمضيفهما الذي تأمل الصورتين ملياً قبل أن يعيد له الهاتف والتفت نحو حاسوبه الموضوع على المائدة القصيرة أمامهم وفتح أحد الملفات، بينما مدت هي يدها لتأخذ الهاتف منه، لكنّها توقفت وهي تشعر بجسده يتشنج ورأت حاجبيه ينعقدان بشدة وهو ينظر للهاتف فمالت تنظر لتجده يحدق في الصورة القديمة للرجل، فهمست بفضول
_"هل تعرف ذلك الرجل؟"
خُيل إليها أنها لمحته يضغط على فكه بقوة دون أن يمنحها أي رد، بينما يحرك اصبعه على الشاشة لتظهر صورة (منذر) يقف إلى جوار رجل أشيب الشعر يبدو في أواخر الستينات ومضت لحظات وهو ينظر للصورتين وبدا كما لو كان يقارن بينهما بتدقيق شديد، تحت أنظارها التي امتلأت بالشك ... إنه يعرفهما .. لا شك في هذا .. هو يعرف ذلك الرجل وربما يعرف (منذر) أيضاً ... فتحت فمها لتسأله، لولا صوت (جاك) الذي جعلهما ينتبهان من أفكارهما والتفتا إليه وهو يقول بينما تظهر على الشاشة صورة نفس الرجل الأشيب
_"هذا هو (سيزار جيوفاني) .. المفترض أنه رجل أعمال فرنسي ناجح .. هذه هي الصورة التي يراها المجتمع، أما وراء الستار فهو واحد من أهم رجال الجريمة بفرنسا .. لم يكن له أي وجود على الأراضي الفرنسية قبل عقدين من الزمن، لكنّه ظهر فجأة وخلال فترة قصيرة بدأ نجمه يسطع ونفوذه يمتد بسرعة ليتولى أعمال المافيا الكورسيكية في منطقة شمال أفريقيا بعد أن أثبت كفاءته .. أعتقد من بحثكِ آنستي وبخبرتكِ الصحفية ربما تعلمين أن جزيرة كورسيكا كانت لوقتٍ طويلة مركزاً لواحدة من أهم العصابات المنظمة للجريمة في العالم وكانت تسيطر على الجزيرة وامتد نفوذها لفرنسا كلها كما امتد لمناطق مختلفة من العالم خاصةً أفريقيا وروسيا وأمريكا اللاتينية"
هزت رأسها ليتابع
_"في العقود الأخيرة حدث صراع داخلي بين العصابتين الرئيستين للمافيا الكورسيكية و اللتين سيطرت إحداهما على شمال كورسيكا والأخرى على جنوبها ووقع خلاله الكثير من القتلى قبل أن تسقط العصابتان وتتفتتا إلى العديد من العصابات الجديدة بالجزيرة"
أخذ نفساً عميقاً ليتابع وهما يستمعان له باهتمام شديد
_"تلك العصابات عملها يشمل تقريباً معظم الأعمال الغير قانوينة كتجارة السلاح، والقمار،والمخدرات،وغسيل الأموال، والقتل، وغيرها الكثير ... رغم جهود الحكومة الفرنسية لسنوات طويلة، إلا أن هذه العصابات لا زالت تشكل صداعاً في رأس فرنسا وتؤثر على نظرة العالم لكورسيكا وللسياحة بها"
كانت أعصاب (مراد) تكاد تنفجر وهو يسمعه، و تحكم في نفسه حتى لا يلتفت ليخنقها، ثم يضعها على أول طائرة ويعود بها للوطن ولأمان عائلتها، بينما كانت هي تستمع بتركيز أكبر وقالت وهي تنظر لصورة الرجل
_"إذن هل لا زال يحتل مكانة قوية بين تلك العصابات؟"
أومأ برأسه قائلاً
_"رغم كل الصراعات التي حدثت على الساحة، لكنّه أثبت للجميع قوته ويحتل مكانة كبيرة بينهم، لاسيما عندما بدأ نفوذ منافسه الأقوى يتراجع، واستولى هو على معظم أعماله"
هتف (مراد) وقد بدأ يفقد أعصابه
_"عما تتحدثان؟ .. كيف وصل الأمر إلى هنا؟ .. أنتِ حربكِ مع (منذر صفوان) .. من أين قفزت فجأة المافيا الكورسيكية؟!"
زفرت في حنق مع مقاطعته بينما قال (جاك) بهدوء وهو يضغط على أحد الأزرار لتظهر صورة أخرى لـ(منذر) مع نفس الرجل وقال
_"الآنسة (سؤدد) محقة يا سيد (مراد) ... ذلك الرجل الذي تواجهانه لديه علاقة واثقة بـ(سيزار جيوفاني) والمعلومات التي لدي تؤكد أنه يعتبره يده اليمنى في وطنكما"
هتفت بحماس تحت أنظاره الحانقة
_"كنت أعرف"
أغمض عينيه متنفساً بقوة وكاد ينفجر وهو يسمعها تتابع بحماس أكبر
_"كنت متأكدة أنه أخطر مما يبدو .. (منذر) ليس رجل عصابات عادي يتحفى وراء واجهة رجل أعمال نظيف ووطني .. إنه جزء من كيان إجرامي عالمي ... تخيل إن نجحنا في إيقاعه كم من المجرمين الدوليين سيسقطون بسببه .. إنه طرف الخيط الذي سيقود لهم جميعاً و سوف يمكننا أن .. "
لم يحتمل أكثر والتفت يصرخ في وجهها بجنون جعلها تتراجع للخلف
_"هل جننتِ؟ .. لماذا أنتِ متحمسة لهذه الدرجة؟ .. الأمر ليس مجرد عصابة صغيرة ستلعبين معها "عسكر وحرامية" آنسة (سؤدد) ... نحن نتحدث هنا عن مافيا دولية .. رباااه!! .. سأكون مجنوناً إن سمحت لكِ الاستمرار في هذا الجنون"
هتفت فيه
_"لا تتحدث معي هكذا .. من طلب رأيك أصلاً؟ .. لم يجبرك أحد على الاستمرار"
هتف بحنق
_"أنتِ مسؤوليتي"
هتفت بحنق مماثل
_"أنا لست مسؤولية أحد ولم أطلب منك هذا .. أنت من تصمم على الالتصاق بي وتصر على تحمل مسؤوليتي رغماً عني"
_"اللعنة على غبائك (سؤدد يزيدي) .. أنا هنا لحمايتكِ .. رغماً عنكِ أنتِ مسؤوليتي وأنا سأمنعكِ من أي جنون"
رفعت سبابتها في وجهه وهي تنظر له بعينين مشتعلتين ناراً
_"إياك ... إياك أن تناديني بهذا اللقب مرة أخرى، وإياك أن تتحدث معي بهذه الطريقة مجدداً، فهمت؟"


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 02:24 AM   #159

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنفس بقوة محاولاً التحلي بالمزيد من الصبر حتى لا يخنقها وتدخل (جاك) منحه الفرصة ليفعل وهو يقول
_"اعتذر لمقاطعتكما ... لا أعتقد أن الشجار سيحل شيئاً .. آنسة (سؤدد) هذا بالضبط ما أردت قوله لكِ من البداية ... أنا أردت أن أعرض أمامكِ كل الحقائق لأنني فهمت من كلام (آدم) أنكِ لن تتوقفي عن البحث وإن لم أساعدكِ أنا فستلجأين لغيري ولا أضمن سلامتكِ إن أدرك أحد هنا أنكِ تبحثين خلفهم .. لذا لم أجد بُداً من مساعدتكِ وأوضح لكِ حقيقة الأمور وأقدم لكِ النصيحة"
والتفت نحو (مراد) الذي هدأ قليلاً وهو ينظر له بامتنان وأكمل
_"السيد (مراد) محق وقال بالضبط ما أردت قوله ... الأمور أخطر مما تتخيلين ولم يدخل أحد في صراع مع هذه العصابات إلا ودفعوا الثمن من حياتهم و حياة عائلاتهم وكل من يهتمون لهم ... (آدم) ليس صديقي فقط بل هو أقرب من شقيق، لذا لا أريد له ولا لأي شخص عزيز عليه أن يتأذى"
أطرقت في صمت للحظات تحت أنظارهما قبل أن ترفع رأسها وتقول بحزم
_"أعرف أن الأمر خطير، لكن لا تقلقا ... أنا لن أخطو خطوة واحدة إلا بعد أن أدرسها جيداً .. كما أنني سأكون بعيدة عن الصورة تماماً .. سأنصب الفخ فقط وأراقبه يقع فيه"
هتف بنفاذ صبر وهو يتراجع للخلف
_"رباااه!! ... لا فائدة من الحديث معكِ"
هتفت بحنق
_"بحق الله اصمت قليلاً ... لم يجبرك أحد على الجلوس هنا ولا على الحديث معي"
والتفتت نحو (جاك) قائلة
_"أخبرني رجاءاً بكل ما جمعته بخصوص ذلك الرجل، هل هو نفسه الرجل بالصورة القديمة؟"
لمحت (مراد) ينتبه من جديد كأنما يريد التأكد من الأمر هو الآخر بينما قال (جاك) وهو يشير إلى الشاشة حيث ظهرت نفس الصورة التي على هاتفها
_"هذا (توفيق الأغا) .. هذا هو الاسم الذي تعرفينه به، صحيح؟"
أومأت مؤكدة ليقول بجدية
_"بحثت طويلاً بخصوصه عندما أرسل (آدم) صورته وطلب مني أن أبحث عن العلاقة بين الرجلين .. صدقيني كان الأمر صعباً للغاية وكدت أفقد الأمل في إيجاد رابط بينهما حتى وقعت تحت يدي معلومة صغيرة .. (توفيق) هذا اختفى كُلياً عن الوجود قبل سنة من ظهور (سيزار) بفرنسا وقيل أنهم عثروا على جثته المشوهة وأعادوها إلى وطنه .. لكنني لم أستطع تجاهل تلك الفكرة التي لمعت بعقلي و دفعتني للبحث طويلاً حتى تأكدت من فرضيتي"
لمعت عيناها بحماس تريد أن تتأكد من حدسها هي الأخرى بينما ابتلع (مراد) لعابه في ترقب شديد
_"(سيزار) هو نفسه (توفيق الأغا) ... لقد أجرى عملية تجميل في إحدى الدول الأوروبية قبل أن يهاجر منها إلى فرنسا بهوية جديدة و ماضٍ مزور لم يستطع أحدهم لسنوات أن يكشف خدعته ... ما عرفته أيضاً وأعتقد أنكِ أنتِ الأخرى تعرفينه آنستي أن (توفيق) هذا قد هرب من بلدكما قبل سنوات بعد صدور حكم غيابي ضده، صحيح؟"
هزت رأسها بتأكيد ليتابع و هو يقلب الصور
_"بعد أن هاجر إلى فرنسا واستقر في كورسيكا تحديداً وتحول إلى (سيزار جيوفاني) الذي تصاعد نجمه بسرعة كبيرة في عالم الجريمة بكورسيكا ومؤخراً أصبح من أهمهم تقريباً بعد أن تراجع نفوذ (كارل فرانسيسكو) منافسه الأقوى على الساحة ... أعتقد أنه هو أيضاً سيهمكِ بما أنكِ تبحثين عن كل أعداء ذلك الرجل وكل ضحاياه"
تغيرت الصورة لتظهر صورة لرجل فرنسي قاسي الملامح تبعتها أخرى له أكبر سناً بينما يتابع (جاك)
_"(كارل) كان من أقوى رجال المافيا الكورسيكية لوقتٍ طويل ومن أكثرهم نفوذا لفترة طويلة من الزمن حتى أنه كان يتحكم في صناع القرار بالبلاد .. لا أدري ما حدث بالضبط معه .. فجأة بدأ يخسر الكثير من صفقاته ورجاله، وبدأ نفوذه يتداعى مقابل ازدياد نفوذ (سيزار) ، لكن الضربة القاصمة أتته بخسارته لأهم عضوين بعصابته .. ابنته بالتبني التي اختفت فجأة قبل سنوات و رحل بعدها صديقها الذي كان من أذكى الرجال الذين اعتمد عليهم (كارل) لفترة كبيرة"
قطب (مراد) باهتمام و هو يسأله
_"هل ماتت؟ .. و ذراعه الأيمن ذاك هل خانه وانتقل لجانب منافسه؟"
هز رأسه وهو يجيب
_"كلا ... بالنسبة لابنته فقد اختفت فجأة كأنما انشقت الأرض وابتلعتها .. باعتقادي أنها لم تمت .. هذه المرأة كانت من أخطر من عرفتهم من النساء رغم سنها الصغير .. بالكاد كانت تقترب من الثالثة و العشرين حين اختفت آثارها .. يمكنك أن تقول أنها كانت امرأة بألف وجه وهوية .. (كارل) استفاد من ذكائها وفتنتها في التخلص من خصومه و ابتزازهم ... هذه المرأة بالذات كنت أبحث خلفها حين اختفت قبل ست سنوات تقريباً، لذا عرفت عنها الكثير .. كانت تنتحل الهوية تلو الأخرى وتوقع بالرجال الذين يقفون في طريق (كارل) .. بعضهم رجال أعمال مهمين وآخرون كانوا رجال سياسة وبعضهم رجال عصابات منافسة .. لم يستطع أحدهم الإفلات من فخها و (كارل) كان يحقق مأربه في النهاية و يتخلص من تهديداتهم له دون إراقة نقطة دم واحدة"
أطلق (مراد) صفيراً مندهشاً وبدا أنها أثارت إعجابه بشدة، لتقطب (سؤدد) حاجبيها بحنق وترمقه من طرف عينيها بنظرة قاسية، فيما واصل (جاك) وهو يعرض المزيد من الصور
_"أما عن صديقها ..(بيير مالك)، فهو كان من أهم رجالاته و أذكاهم حتى توقف عن نشاطه تماماً بعد اختفاء صديقته المفاجيء ورحل إلى باريس حيث أنشأ عملاً مستقلاً وابتعد تماماً عن الأنشطة الغير قانونية ... ولا أعرف كيف بقى على قيد الحياة حتى الآن رغم أن انفصاله عنهم لا يعني سوى موته، لكن لا يسعني إلا التفكير أن ذلك الرجل يملك في قبضته رقاب الجميع بطريقة ما تجعلهم يتورعون عن الاقتراب منه بأذى .. باختصار .. لقد أصبح رجلاً شريفاً منذ ما يقرب من السنوات الست .. رغم انفصاله عن (كارل)، لا زال يزوره كل فترة من الزمن خصوصاً بعد أن تدهورت الحال بالرجل الذي أقعده المرض تماماً بالفترة الأخيرة وأعتقد أن أيامه في الحياة صارت معدودة و تقريباً (سيزار) استولى على معظم ما كان يملكه .. لم يبق سوى القصر الذي يسكنه وبعض الأملاك القليلة و الآن (سيزار) يـ .."
كانا يتابعان الصور باهتمام أثناء استماعهما له، ليهتف (مراد) فجأة مقاطعاً حديثه
_"مهلاً ... أعد الصورة السابقة"
قطبت حاجبيها وهي تنظر له بتساؤل قبل أن تعيد النظر للشاشة فيما هتف ما أن أعاد (جاك) الصورة التي كان ذلك المدعو (بيير) يقف فيها بإحدى الحفلات برفقة امرأة فاتنة سوداء الشعر، زرقاء العينين، وقد لف ذراعه حول خصرها
_"هذه المرأة؟! أهي ..؟"
ابتسم (جاك) وهو يقول

_"لا تهتم كثيراً لصورتها فهي ليست صورتها الحقيقية على أية حال ... إنها (سيلينا) ابنة (كارل) بالتبني"
قلب بضع صور مختلفة لحفلات ظهر فيها (كارل) و (سيزار) و أشار جانباً حيث وقفت امرأة تشبهها لكنها شقراء الشعر بملامح لا تشبه سابقتها، وقطب (مراد) حاجبيه وهو يتأملها بتدقيق شديد وهو يردد
_"(سيلينا)؟!!"
قطبت (سؤدد) مع نظراته والشك يزداد داخلها .. هل يعرف هذه المرأة أيضاً؟ .. من أين؟ .. ماذا يخفي هذا الرجل بالضبط؟ .. وجدت نفسها تفكر فجأة في الوجه الآخر لحارسها الذي لا تعرف عنه أي شيء .. هي بالفعل لا تعرف عنه أي شيء .. تراجعت بذهول وهي تكتشف أنها لم تتكلف عناء البحث في خلفيته كما اعتادت أن تفعل .. ربما لأن جدها هو من اختاره ووثق به؟! .. أغمضت عينيها بندم .. كيف فاتها أن تفعل؟ .. حتى لو كانت تثق بقرارات جدها وبرأيه في الناس .. كان عليها على الأقل أن تعرف من جدها ماذا يعرف عنه .. حسناً لم يفت الأوان بعد، ما أن تعود للوطن سوف تـ .. توقفت أفكارها مع هتافه المفاجيء
_"(سيلين فرنسوا)"
التفتت نحو بحدة قبل أن تنظر للصورة التي بدت ملامح صاحبتها مألوفة لعينيها لتقطب محاولة تذكرها، لتنتبه للاسم الذي نطقه وعادت لتمعن النظر في الصورة التي بالكاد تشبه تلك المرأة التي تبغضها (راندا) وتغار من وجودها في حياة زوجها .. كيف يمكن أن تكون هي؟ .. لكنّ (سيلين فرنسوا) فرنسية هي الأخرى .. مثل تلك التي على الشاشة .. الشبه بسيط و الملامح والشعر والعينين جميعها مختلف، ولولا نطق (مراد) باسمها ما ربطت بينهما أبداً .. لم ينتبه كلاهما في غمرة أفكارهما للنظرات القلقة التي نقلها بينهما (جاك) ليهمس بتوجس
_"ماذا قلت؟! .. هذه (سيلينا كارل فرانسيسكو) .. هل تعرفانها؟"
انتبهت لقبضة (مراد) التي انقبضت فوق ساقيه وتحول شكها يقيناً مع النظرة الصارمة في عينيه وهو ينظر لصورة الفاتنة أمامه ويتمتم بصوت مكتوم
_"أعرف امرأة تشبهها تدعى (سيلين فرنسوا) .. إنها فرنسية .. تركت وطنها لتستقر في وطنٍ آخر، قبل ست سنوات"
والتفت ينظر لـ(جاك) الذي التفت للصورة بجزع وتابع
_"نفس الفترة التي اختفت فيها (سيلينا) خاصتك"
فتح فمه لينطق لولا أن قاطعه هتاف (سؤدد) المتهم
_"ومن أين تعرفها بالضبط سيد (مراد)؟"
لم تفتها ارتجافة جفنه، لتلمع عيناها بظفر لم يمنحها الفرصة لتستمتع به طويلاً وهو يلتفت لها قائلاً ببرود
_"تعودت قبل أن أتسلم أي مهمة أن أبحث جيداً عن كل ما يخص الشخص الذي سأحميه .. وهذا يشمل كل من له أي صلة من قريب أو بعيد بمن أتولى حمايته"
رمقته بشك ونظراتها تخبره أنها لا تصدق أي كلمة مما يقول وقاطعها (جاك) هذه المرة عندما حاولت استجوابه
_"هذا يعني أنكِ أيضاً تعرفينها آنسة (سؤدد)؟!"
أومأت برأسها قائلة
_"أعرفها بهذا الاسم أيضاً .. هي فرنسية فعلاً وتقريباً هي قريبة أو على علاقة ما بعائلة زوج ابنة خالي"
فتحت هاتفها وقلبت فيه قليلاً قبل أن تمنحه إحدى الصور التي كانت قد التقطتها (هاميس) بحفل الزفاف وتصادف مرور (سيلين) بنفس اللحظة ... اتسعت عيناه وهو ينظر لـ(سيلين) بشعرها الناري وقامتها المألوفة وملامحها التي تقارب تلك الفتاة في الصورة على شاشة حاسوبه .. لا .. بل هي نفسها (إيفا) .. (إيفا أنطوان) التي دمرت حياة صديقه وحطمت قلبه قديماً ... هي نفسها ابنة (كارل) .. قطبت (سؤدد) من جديد وهي تنظر لذهوله وقالت وهي تنقل بصرها بين الرجلين
_"ما الأمر؟ ... لماذا تبدو مصدوماً هكذا؟"
قال بخفوت
_"من أين حصلتِ على هذه الصورة؟"
تناولت الهاتف وهزت كتفيها قائلة
_"إنها في حفل زفاف قريبتاي ... هي كانت مدعوة لأنها كما قلت قريبة لزوج ابنة خالي .. كان زفافهما"
نهض هاتفاً
_"هل كان (آدم) حاضراً بنفس الحفل؟"
هزت رأسها بحيرة بينما اعتدل (مراد) باهتمام وقد جذب انتباهه بكلماته تلك ورددت بشبه استنكار
_"بالطبع ... لقد كان حفل زفاف شقيقته"
هتف (جاك) وهو يضع كفه على جبينه و يغمض عينيه كأنما وقعت مصيبة على رأسه
_"يا إلهي!! .. لا يمكن هذا .. لا يجب أن يحدث هذا .. إنها كارثة"
ودون أن يمنحهما فرصة كان يعتذر بسرعة ويغادر الغرفة وهو يخرج هاتفه من جيبه واختفى خارجاً تحت أنظارهما الدهشة التي غلفتها الشكوك، تبادلا النظرات قبل أن يقطع هو التواصل بينهما ويعود لينظر للصورة ... (سيلينا كارل فرانسيسكو) ... ابنة بالتبني لأحد أهم رجال المافيا الكورسيكية ... لهذا لم يصلوا لأي معلومة بخصوصها ... كانوا يمسكون طرف الخيط الخطأ منذ البداية ولابد أن ذلك المدعو (بيير) كان وراء محاولات تضليلهم .. لابد أنه عرف أن هناك من يبحث عن ماضيها .. رغم أنهم بحثوا عن الشخص الخطأ ، لكنّه لم يترك احتمالاً لأي خطأ قد يوصلهم لمعلومة تخص صديقته ... هو متأكد الآن من هذا .. لا بأس كل شيء تغير الآن ويعرف من أين يمكنهم البحث ... لكن ما الذي يجمع (هشام رضوان) وعائلته بفتاة من المافيا الكورسيكية .. فتاة بهذه الخطورة التي وصفها (جاك)؟ .. بل ماذا يجمعها بـ(آدم هاشمي) ليفزع صديقه بهذه الطريقة ما أن عرف بوجودها قربه؟ .. لا بأس لن يطول الوقت حتى ينزاح الستار تماماً عن كل الغموض الذي تختفي وراءه ... لم ينتبه في غمرة تفكيره إلى نظرات (سؤدد) التي انصبت عليه باهتمام وقد تأكد لديها أن الأمر أكبر مما قاله وأنه لم يعرف (سيلين) عن طريق بحثه بخصوص الأشخاص الذين تربطهم بها صلة .. ما تراه في عينيه يقول شيئاً آخراً .. هي واثقة من أنه يخفي الكثير ولن تهدأ حتى تعرف كل شيء .. تراجعت للخلف ولازالت عيناها معلقتان به .. يبدو أن عليها أن تغير خطتها بشأنه .. تألقت عيناها بعزم وعقلها يفكر سريعاً راسماً خطة جديدة لتصل لكل ما يخفيه أسفل قناع غموضه ذاك ..
*********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-09-18, 02:30 AM   #160

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نظرت (ماريا) بقلق نحو صديقتها التي كانت تؤدي عملها بشرود و أخطأت بالطلبات أكثر من مرة .. تركت عملها بعد أن وجدت الأمر تجاوز الحد واتجهت نحو (آنجيليكا) التي كانت تعتذر بشحوب لأحد الزبائن، وأشارت لإحدى زميلاتها أن تتولى مكانها وأسرعت تسحبها نحو غرفة العاملات بعد أن اعتذرت للرجل، وتحركت تتبعها (آنجليكا) التي بدأت الدموع تتجمع في عينيها ولم تلبث أن سالت ما أن هتفت (ماريا) وهي تغلق الباب خلفهما

_"ما الأمر (آنجي) .. ماذا أصابكِ فجأة؟ .. كنتِ بخير قبل قليل"

شهقت ما أن وجدتها تنفجر باكية وجسدها يرتجف

_"ماذا حدث؟ .. يا إلهي!! .. لا تقلقيني هكذا (آنجي)"

هتفت وهي تتحسس قلبها بألم

_"لا أعرف ماذا أصابني فجأة!! .. أشعر باختناق شديد وقلبي يؤلمني .. لقد حدث شيء ما .. أنا متأكدة"

ربتت على كتفها وقالت

_"ألم تتصلي قبل ساعة بالسيدة(ماريانو) وأخبرتكِ أن كل شيء على ما يرام؟"

هزت رأسها دون أن تتمكن من إيقاف رجفتها وهي تردد بصوت متقطع من البكاء

_"لا أدري .. لا أستطيع التحكم بشعوري هذا .. لقد نفذ شحن هاتفي .. ربما حاولت الاتصال بي ولم تستطع"

تنهدت وهي تنظر لها بشفقة .. صديقتها تتعلق بشقيقها بطريقة مرضية، وهي تعذرها فهو كل من بقى لها من أسرتها ولا تملك غيره، وزاد الطين بلة وضعه الحساس ومرضه الذي جعل خوفها من فقده أسوأ، خصوصاً وهي تحفر في الصخر لتجمع المال لعلاجه .. ليتها تستطيع أن تساعدها، لكنّ وضعها هي وخطيبها لا يقل سوءاً .. وبلدتهما الصغيرة بجنوب إيطاليا من المناطق التي تعاني من الفقر والبطالة والأوضاع تزداد من سيء لأسوأ .. ورغم سوء الوضع فصديقتها الحمقاء تخلت عن فرصة ذهبية للشهرة والثراء، كان باستطاعتها أن تقبل العرض الذي قدمه أحد زوار بلدتهم والذي حضر مصادفةً لمطعمهم وانبهر بجمالها الملائكي ليعرض عليها فوراً العمل كعارضة أزياء وكان بوسعها أن تحصل على المال بكل سهولة، لكتها رفضت بإصرار غريب ولم تُجد معها أي محاولة للإقناع .. رغم صداقتهما لسنوات لا زالت لا تعرف شيئاً عن ماضي صديقتها سوى أنها فقدت أسرتها في حادث بشع ولم يبق سواها هي و(جوليانو) الذي تضرر كثيراً بسبب الحادث كما تضررت قدماها هي الأخرى و أنهما أيضا خسرا بيتهما واضطرا للرحيل عن مدينتهما لمكان بعيد وهاديء يناسب وضعهما وتعرف أنها صرفت آخر ما تركه والدها لعلاج (جوليانو) الذي تحسن لبعض الوقت قبل أن يعاوده المرض بعد سنوات قليلة فأقعدته (آنجي) من مدرسته و من دروس الموسيقى حتى لا يسوء وضعه إلى أن تتمكن من جمع المال الذي يلزمه لإجراء العملية .. تتفهم خوف صديقتها التي تحارب الوقت وتخشى أن تسوء حالة شقيقها قبل أن تجمع المال اللازم لذا لا يمكنها أن تستوعب السبب المجنون الذي تتخلي بسببه عن عرض العمل ذاك وهي في أشد الحاجة لكل سنت .. تنهدت وهي تقترب لتحتضنها بحنان وهي تهمس

_"حبيبتي لا تقلقي أرجوكِ.. هي تحتفظ برقمي و لو كان هناك شيء لاتصلت فوراً .. كما أنها تعرف رقم هاتف المطعم ولم تتصل عليه أيضاً .. لذا لابد أن كل شيء على ما يرام"

هزت رأسها وهي تستمر في البكاء

_"قلبي يؤلمني جدا .. أشعر أن مكروهاً أصابه"

وابتعدت وهي تترنح بشحوب

_"يجب أن أذهب .. لا أستطيع أن أنتظر طويلاً .. لابد أن أراه بنفسي و أتأكد أنه بخير"

هتفت بقلق

_"(آنجي) .. انتظري قليلاً .. توقفي .. لا يجب أن .."

توقفت مع صوت رنين هاتفها لتلتقطه بقلق تحت أنظار صديقتها المرتعبة التي اقتربت تتمسك بكمها وهي ترتجف لتربت علي كفها

_"اهدأي .. إنه رقم غريب .. ليست جارتكِ بالتأكيد"

أسرعت ترد علي المكالمة واتسعت عيناها بارتياع جعل (آنجي) تزداد شحوباً وهي تسمعها تهمس بقلق

_"سيدة (ماريانو)"

انتزعت الهاتف بسرعة ووضعته علي أذنها ليأتيها صوت جارتها العجوز وهي تقول باكية

_"أين (آنجيليكا) يا ابنتي؟ .. هاتفها مغلق و .."

هتفت برعب

_"جدتي ماذا حدث؟ هـ .. هل (جوليانو)بخير؟ .. أخبريني أرجوكِ"

قالت السيدة بصوت متهدج

_"سيكون بخير حبيبتي .. لا تقلقي"

هتفت باكية وقد تأكدت شكوكها

_"أين هو؟ .. من أين تتحدثين جدتي؟"

_"من مشفى المدينة المجاورة صغيرتي"

شهقت وكادت تفقد توازنها لتسندها (ماريا) بسرعة ووصلها صوت السيدة تقول باكية

_"أقسم لكِ كان بخير عندما اتصلتِ بي، ولكنه استيقظ فجأة صارخاً بألم .. لم أستطع الاتصال بكِ وسط ارتباكي والجيران اتصلوا بالاسعاف .. حاولت الاتصال بكِ من المشفى وهاتفكِ كان مغلقاً .. لم أستطع الوصول لهاتف (ماريا) أيضاً"

قالت وهي تتحرك بارتجاف لتبدل ثيابها

_"لم لم تتصلي على المطعم؟"

هتفت بغضب

_"اتصلت بالفعل ومديركِ الوغد أخبرني أنكِ لا يمكنكِ أن تغادري عملكِ لأي سبب كان"

توقفت متجمدة بذهول ليتسلل الغضب ببطء لقلبها حتي اشتعل تماماً بالنيران فقالت بجمود رغم دموعها التي لا زالت تسيل على خدها

_"أنا قادمة جدتي"

هتفت السيدة بقلق

_"اعتني بنفسكِ صغيرتي ولا تتهوري أثناء حضوركِ لهنا .. الطبيب طمأنني علي استقرار وضعه الآن لذا لا تقلقي و تمهلي في طريقكِ، حسناً؟"

هزت رأسها كأنها تراها قبل أن تقول

_"حسناً جدتي"

أعطت الهاتف لصديقتها بجمود و بدلت ثياب عملها وهي تتنفس بغضب يكاد ينفجر بينما (ماريا) تقول وهي تبدل ملابسها هي الأخرى

_"لا تقلقي حبيبتي .. سيكون بخير"

لم تنطق بحرف و جمودها أقلقها أكثر وهي تراها تغلق سحاب فستانها وترتدي حذاءها بسرعة لتتحرك بعدها بغضب واضح فهتفت وهي تغلق أزرار بلوزتها بسرعة و ترتدي إحدى فردتي حذائها

_"(آنجي) .. انتظريني .. توقفي"

ارتدت الفردة الأخري وهي تحجل على قدمها الأخرى لتسرع خلف صديقتها متوقعة بهلع أين ستذهب ببركان غضبها الجنوني ولم يخب توقعها وهي تراها تتجه نحو مكتب مديرهما وتقتحم الباب بعنف وتغلقه بعنف أشد جذب أنظار الجميع في المكان وتبعتها وهي تردد بقلق

_"ربااه .. لن يمر اليوم علي خير"

أسرعت تفتح الباب لتنتفض على صوت (آنجيليكا) تهتف بجنون

_"عليك اللعنة أيها العجوز الحقير ... كيف تجرؤ على فعل هذا بي؟"

هتف بغضب

_"هل جننتِ أيتها الفتاة؟ .. هل نسيتِ نفسكِ؟"

ركلت الكرسي بغضب لم تره (ماريا) من قبل و لولا أنها رأتها بعينيها ما صدقت أبداً أن (آنجي) الرقيقة الملائكية يمكنها أن تغضب بهذه الطريقة وتابعتها بذهول وهي تصرخ

_"شقيقي مريض أيها الوغد وأنت تجرأت وأخفيت الأمر عني .. من تظن نفسك؟"

هتف بغضب

_"لقد فقدتِ عقلكِ حتماً ... كيف تتحدثين معي بهذه الطريقة؟ .. أنتِ تعملين معي أيتها الصغيرة التافهة ولا مكان لمشاكلكِ الشخصية في مكان عملي"

انتبهت (ماريا) لحظتها أنها كانت تحمل مريولها وزي عملها في يدها حين رفعتهما واقتربت لتلقيهما في وجهه بكل قوتها هاتفة

_"فلتذهب للجحيم أنت وعملك أيها الأحمق"

نظر لها بذهول امتزج بغضبه الذي عاد ليشتعل مع هتافها

_"اللعنة عليك أيها العجوز المتصابي عديم الشرف .. أدعو الله أن تحترق في الجحيم للأبد"

قالتها واندفعت خارجاً كالعاصفة بينما اهتز جسده من شدة الغضب ليهتف بجنون وبصوتٍ عالٍ وصل أذنيها

_"ستعودين راكعة أيتها الغبية الملعونة .. اذهبي وستعودين لتتوسلين من أجل بعض المال لتنقذي شقيقكِ اللعين و .."

توقفت كلماته تماماً مع اللكمة المفاجئة التي أصابت فكه ليرفع عينيه ينظر بذهول إلى (ماريا) التي كانت تقبض كفها بشدة وهي تهتف

_"احتفظ بكلامك القذر لنفسك يا هذا وإلا قطعت لسانك بيدي المرة القادمة"

نظر لها بعينين متسعتين ورفع يده يتحسس خيط الدم الذي انساب من أنفه ليهتف بجنون أمام أنظار العمال الذين تجمعوا عند الباب

_"أيتها اللعينة ... لقد جننتما حتماً ... لن يمر ما فعلتماه مرور الكرام .. سأجعلكما تعضان أصابعكما ندماً و ستدفعان الثمن غالياً"

نظرت للجمع عند الباب وكادت تغادر لولا أن أوقفتها كلماته فتنفست بقوة وهي تغمض عينيها قبل أن تلتفت نحوه من جديد ولم تمنع نفسها من التطويح بقبضتها في وجهه بلكمة أشد قوة أسقطته أرضاً وسط شهقات الجميع الذاهلة وهي تقول ببرود

_"تجرأ واقترب من طريقنا مجدداً أيها الأحمق وسترى بنفسكِ من سيدفع الثمن"

وغادرت بهدوء شديد تحت أنظار زملاء عملها السابقين الذين أفسحوا الطريق لتغادر المكان ولم تكد تخرج للشارع حتى رفعت هاتفها وأجرت اتصالاً هاتفياً تخبر فيه خطيبها بما حدث قبل أن تتحرك بسرعة إلى أول الشارع حيث لمحت صديقتها تسير بسرعة بعد أن فشلت في إيقاف سيارة وجرت بسرعة لتلحقها ولم تكد تصل حتى أمسكت بذراعها قائلة بلهاث

_"توقفي (آنجي) ... هل تنوين الذهاب إلى المدينة المجاورة على قدميكِ؟"

قالت باكية بيأس وقد رحل غضبها وبقي خوفها على شقيقها

_"لا أعرف ماذا أفعل (ماريا) .. أريد أن أذهب إليه بسرعة .. هو ليس بخير أنا أعرف"

وتحسست قلبها بألم

_"قلبي يخبرني بهذا .. الجدة لم تخبرني بالحقيقة"

ربتت عليها بحنان

_"حبيبتي لا تستسلمي لهذه الوساوس ... (جوليانو) قوي وسيكون بخير .. أنا اتصلت بـ(بيدرو) وهو في طريقه إلينا .. دقائق قليلة ويصل"

_"لكن"

قاطعت اعتراضها

_"تعرفين أننا لن نجد سيارة في هذا الوقت (آنجي) ... (بيدرو) ترك ما بيده وسيأتي حالاً وسنذهب جميعاً لنكون جوار (جوليانو) الحبيب .. لا تضعفي من أجله حبيبتي"

نظرت لها بعينين دامعتين ممتنتين قبل أن تنفجر باكية وهي تلقي بنفسها بين ذراعيها هاتفة

_"أنا خائفة جداً ... لا يمكنني أن أخسره .. ليس هو الآخر (ماريا) ... ليس لي غيره .. لا أريد أن أخسره أيضاً .. هو كل من تبقى لي"

سالت دمعاتها وهي تضمها إليها بقوة وهي تدعو لها أن يتجاوز شقيقها محنته ويتعافى وإلا فصديقتها ستخسر الأمل الوحيد الذي يبقيها على قيد الحياة والذي حاربت من أجله لسنوات طويلة .. همست وهي تربت عليها بينما تلمح من بعيد (بيدرو) يقترب بدراجته النارية

_"سيكون بخير (آنجي) .. أنتِ لن تخسريه وهو سيحارب ليبقى معكِ كما تفعلين أنتِ من أجله ... ثقي به حبيبتي"

رفعت رأسها للسماء وهمست بتوسل

_"يا رب .. احفظه لي أرجوك .. لا تأخذ مني آخر ما أملك في هذه الدنيا .. أرجوك يا رب .. سأتقبل كل ما تكتبه في قدري بعد ذلك لكن، فقط احفظه لي .. أرجوك"

******************

انتهى الفصل السادس

إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم وتعليقاتكم

قراءة ممتعة

أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.