آخر 10 مشاركات
البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-12-18, 02:18 PM   #311

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


انجلينا ستعمل عند سيزار جيوفانى قاتل اهلها
منذر عرفنا كيف اصبح قاتلا
سؤدد وذكرياتها الماضية
ايف استفاقت وطلبت مساعدة الممرضة سمر لتتوصل الى بيير الذى سيهتم بكل شيء
ادم يظنها فى غيبوبة وهى ستحاول الهرب
بانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 05-12-18, 06:16 PM   #312

Sma25

? العضوٌ??? » 422324
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » Sma25 is on a distinguished road
افتراضي

قرأت الجزء الاول متابعه معاكي

Sma25 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-12-18, 02:16 PM   #313

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

بإنتظارك لا تطولي علينا

Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-18, 11:58 PM   #314

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة may lu مشاهدة المشاركة
مساء الورد عليكم جميعاً وإن شاء الله تكونوا بخير

معلش تأخرت كتير عليكم بس الحمد لله بكرة آخر يوم بالامتحانات ... دعواتكم
كنت هأجل الفصل ليوم الجمعة وأنزله مع الفصل 14 بس كده كتييير قوي وتأخرت كفاية عليكم
وحاولت أنزله أمس لكن النت كان سيء جداً

الفصل طويل ويا رب يعجبكم ... إن شاء الله الفصل الجاي يوم الجمعة

قراءة ممتعة

وينك اشتقناا كل يومين اشيك على الروايه اذا نزلتي شيء او لا


Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 08:02 PM   #315

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير عليكم جميعاً يا أحلى قراء

كيفكم ... يا رب تكونوا جميعاً بحير وسلام

قبل ما تحصل مشكلة جديدة أنزل لكم الفصل الجديد كنت أتمنى أنزلكم فصلين طوال تعويض عن غيابي لكن للأسف كده هغيب أكتر ... الفصل منتهي من يوم الخميس لكن النت كان ضعيف عندي ودخلت الجمعة كان المنتدى تحت الصيانة

أنا عارفة استحملتوا ظروفي كتير بين امتحانات وغيرها ويشهد ربنا إني فعلا كنت ناوية أعوضكم عن الفصول المتأخرة .. أنا كنت تعبت فترة الامتحانات واعتقدت للأسف إنه تعب بسيط لكن التعب زاد لدرجة مقدرتش أشتغل ولا أكتب وكان لازم أكشف والطبيب طلب أشعة والحمد لله على كل حال طلع فيه مشكلة بالفقرات العنقية وضغطت على أعصاب الذراع اليمين ومحتاجة علاج طبيعي غير الأدوية اللي مشيت عليها الفترة اللي فاتت واللي بعضها كان بيسبب النعاس وأعراض تانية

طبعا وقفت الكتابة تماماً ولسه راجعة أكتب من كم يوم .. يا دوب قدرت أخلص الفصل الرابع عشر وبصعوبة

لسه الكتابة بتتعبني وبحتاج أرتاح كل شوية لأن دراعي وعضلاتي بتوقف والألم بيرجع من تاني

طبعاً المشكلة مزمنة ولازم علاج طبيعي مستمر وألتزم بالتعليمات عشان أمنع تطور الأمر وأخفف الأعراض

الحمد لله قدر الله وما شاء فعل

ونصيحة لكم جميعاً

خدوا بالكم من طريقة الجلوس الصحيحة سواء في العمل أو المذاكرة أو القراءة وخصوصا لو بتقضوا وقت طويل على الموبايلات ... واللي عنده أطفال منكم يعلمهم الوضع الصحيح وتاخدوا بالكم منهم وبلاش تكون دايماً الرقبة محنية

المشكلة اللي عندي المفروض غالباً بتحصل في كبار السن لكن لو حصلت في سن صغير بتكون سببها الجلوس لوقت طويل زي الأشخاص اللي بيشتغلو في أعمال مكتبية أو دايما الراس محنية في المذاكرة والقراءة وضغطها بيأثر على فقرات العنق ... فياريت تاخدوا بالكم وربنا يديم علينا جميعاً نعمة الصحة والعافية
طولت عليكم ورغيت كتير معلش
بحبكم في الله وربنا يقدرني واستمر في الكتابة عشاني وعشانكم ويا ريت متزعلوش مني وتفضلوا دايماً منوريني بدعمكم وحبكم لقلمي

أرق تحياتي وخالص حبي لكم





noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 08:04 PM   #316

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع عشر
أنا أعترف
أني انكسرتُ أمام عينيكِ الجميلة
ثم عاودني الرجوع
لم أستطع أبداً مقاومةً فعُدتُ
رغم الشعور بأنني مخدوع
عمري بدونكِ لم يكن شيئاً سوى
وهمٍ،
سرابٍ،
حيرةٍ كبرى،
دموع
إني لأسألكِ الإجابة
هل كان هذا الحبُ قتلاً ..
أم شروع؟
"عبد العزيز جويدة"
********************
انتهت (سمر) من فحص معدلاتها الحيوية وابتسمت وهي تنظر لها قائلة
_"جيد .. أصبحتِ أفضل بكثير سيدة (إيفا) وستستطيعين مغادرة المشفى خلال أيام قليلة"
أرجعت رأسها تريحها على الوسادة وقالت بتعب

_"شكراً لكِ سيدتي .. لقد ساعدتِني كثيراً"
ابتسمت لها وهي تهز رأسها وجلست على الكرسي المقابل لفراشها وقالت بعد أن تأملتها للحظات
_"لا زلتِ لا تريدين مقابلة (آدم)؟!"
شحب وجهها وأشاحت به في صمت فتنهدت (سمر) بقلة حيلة وقالت

_"إنه قلقٌ بشدة عليكِ رغم أنني طمأنته على حالتكِ"
أطرقت في صمت للتابع
_"أنا لا أعرف ما يجري بينكما، لكن يحزنني حقاً ما يحدث .. إنه قلقٌ ومتعب كثيراً كأنه هو المريض هنا وينتظر السماح له بالزيارة ... أخبرته أن حالتكِ لا تسمح إرهاقكِ بالحديث لذا يراكِ وأنتِ نائمة، لكنّه حزينٌ بشدة .. أنا لم أره بهذه الحالة من قبل إلا عندما .."
قطعت جملتها فجأة لتنظر لها (سيلين) بتساؤل وفضول لترتبك وتقول
_"أعتقد أن عليّ ترككِ لترتاحي قليلاً"
أوشكت على النهوض لتسألها برجاء

_"انتظري أرجوكِ"
نظرت لها بتردد لتقول (سيلين) وهي تقبض كفيها في توجس
_"أكملي ما كنتِ تقولينه رجاءاً"
ترددت أكثر لتستحثها بنظراتها فتنهدت باستسلام وقالت وهي تطرق بأسى
_"كنت أقول المرة الوحيدة التي رأيته فيها هكذا كانت عندما ماتت (رُبا) .. زوجته"
شهقة خافتة غادرت شفتيها وهي تنظر لها بعينين ذاهلتين وهمست بارتجاف

_"ماتت؟"
ماتت؟! .. تلك الفتاة الرقيقة ماتت؟! .. غريمتها في حب (آدم) والمرأة التي امتلكته في النهاية .. ماتت؟ .. تلك الفتاة التي لم تنسها أبداً رغم أنها لم ترها سوى مرتين بالكاد .. لا زالت تتذكر نظراتها المليئة بالحب التي خصت (آدم) بها .. المرأة التي احتلت مكانتها بعد أن وعدها كذباً أنها ستكون امرأته الوحيدة .. الأولى والأخيرة .. تلك الفتاة .. ميتة الآن .. لا يمكنها أن تتخيل الأمر.
رفعت (سمر) رأسها تنظر لتعبيرها المنذهل لتتابع (سيلين) بشفتين مرتجفتين
_"هـ .. هل هي ميتة؟ .. لقد .. أنا اعتقدت .."
توقفت كلماتها لتعقد (سمر) حاجبيها في شك وهي تنظر لها وقالت

_"لم تعرفي هذا؟ .. ألم يخبرك أنه أرمل قبل زواجكما؟"
لولا الموقف لانفجرت ضحكاَ بسخرية مريرة .. لم يخبرها أنه أرمل؟! ..هو لم يكن أرملاً ولا متزوجاً حتى عندما تزوجها .. هو كان خاطباً لأخرى .. كان مقدراً لأخرى وكان يعرف أنه سيعود ليتزوجها بعد أن يغادر فرنسا .. لم يكن ينوي أخذها معه عندما يسافر ويخبر عائلته بزواجهما .. لم يكن سيجعلها تقابل عائلته كما وعدها .. كان سيتخلى عنها ويعود ليتزوج قريبته الموعودة له .. تماماً كما فعل والدها من قبل .. وهي كانت ستدفع ثمن نزوتهما العاطفية .. وحدها .. هو لم يخبرها بحقيقته أبداً.

انتبهت على صوت (سمر) لتلتفت وتقابل عينيها المتسائلتين بفضول لتطرق برأسها وقالت
_"متى توفيت؟"
استمرت في نظرتها المتشككة قبل أن تقول بحزن
_"قبل أكثر من عام .. كانت مريضة"
لمعت عيناها بأسف وهي تتذكر (رُبا) .. تلك الفتاة الرقيقة بشعرها الكستنائي وعينيها الخجولتين المليئتين بالحب .. المسكينة .. هي رغم كل شيء لم تتمنى لها الموت .. لم يكن ذنبها أبداً .. إنه ذنبها هي وذنب (آدم) .. سمعت (سمر) تتنهد وتتابع
_"لقد كانت مريضة لبضع سنوات والموت كان رحيماً بها وبمن حولها رغم قسوة الأمر"
استشعرت نبرة الألم الشديد في صوت (ٍسمر) لتهمس بخفوت

_"هل كنتما ..؟"
ابتسمت في أسى وهي ترد على سؤالها المقتطع

_"كنا صديقتين .. كانت أعز صديقاتي"
ورفعت عينيها تنظر لها بتفكير للحظات لتقول بتردد بعدها
_"لذا واعذريني إن قلت هذا .. أجد من الصعب عليّ تقبل حقيقة وجودكِ بحياة (آدم)"
أطرقت (سيلين) وغصة مؤلمة وقفت بحلقها بينما تتابع (سمر)
_"(آدم) كان حلمها وحبيبها لسنوات طويلة .. كان محور حياتها الذي رسمت عليه مستقبلها وعالمها .. كانت تحدثني عنه مطولاً وعن أحلامها بحياةٍ طويلة ترسمها لهما معاً .. كانت تنتظر تلك اللحظة التي سيتزوجان بها كما قرر جدهما"
رغم العذاب الذي شعرت به (سيلين) وهي تسمعها تتحدث عن حبها له وعن تلك الحقيقة المريرة التي تريد أن تنساها، لم توقفها .. جزءٌ منها أراد أن يعرف .. أرادت أن تعرف كل شيء عن المرأة التي كانت لسنوات طويلة جزءاً من حياة حبيبها .. امرأة لم تنتزع حلمها منها بل كانت هي من تعدت على قصتهما منذ البداية .. هي من قاطعت طريق (آدم) المرسوم مسبقاً ولم تستمع لتحذيرات قلبها .. انقبضت يداها حول الغطاء الرقيق الذي يغطيها واستمعت لها بانتباه وهي تكمل

_"كانت مغرمة به رغم أنني كنت أرى أن حبه لها لم يكن بذات القوة .. ربما كان مختلفاً في تعبيره عن مشاعره فقط ... هي لم تشتك منه أبداً طيلة سنوات زواجهما وكانت تقسم لي أنها سعيدة .. عندما رأيت حالته بعد موتها اعتقدت أنني ظلمته وأنه بالفعل أحبها وبطريقته الخاصة"
كلماتها كانت تزيد من ألم قلبها أكثر وهي ترغم نفسها على احتمال الحديث .. تحتاج لتُشفى منه .. تحتاج هذا بشدة، وربما معرفتها أنه أحب أخرى وعاش حياته سعيداً معها في الوقت الذي ذاقت هي فيه الأمرّين، وأنّ موت تلك الأخرى كسره .. ربما يساعدها هذا في تجاوزه واحتمال وجع رحيلها عنه قريباً .. سمعتها بتشوش تقول

_"الآن أتساءل إن كنت قد أخطأت في هذا الأمر ... بالنظر للسرعة التي تجاوز بها فقدها وأحب امرأة أخرى وتزوجها"
نظرت لها بعينين شاردتين لتسألها (سمر) وهي تدقق النظر في عينيها
_"بالمناسبة .. متى تزوجتما؟ ولماذا لم يعرف أحد بهذا الأمر؟"
الآن صديقة (رُبا) هي من كانت تتحدث وليس طبيبتها .. تشعر أنها تحاول التعامل معها بطريقة حيادية، لكنّ وفاءها لصديقتها يجعل الأمر صعباً عليها .. حسناً لو كانت مكانها ربما فعلت الشيء نفسه .. لمحت الشك يلمع في عينيها وهي تنتظر الرد بلهفة فتنهدت وقالت برغبة في تجاوز الموضوع
_"إنها قصة طويلة"
إجابتها لم تفعل شيئاً سوى أن زادت فضولها وشكوكها وأسرعت تقول قبل أن تفتح (سمر) فمها
_"قلتِ أنكِ اتصلتِ بصديقي، صحيح؟"
قطبت بعدم رضا لتغيير الموضوع، لكنّها هزت رأسها لتقطب (سيلين) بقلق وهي تقول

_"لقد تأخر"
رددت بهدوء وهي ترمقها بنظرات متشككة تجاهلتها وهي تسند ظهرها بتعب للوسادة
_"أنتِ طلبتِ أن أتأكد أولاً من أن (آدم) لن يكون موجوداً"
تجاهلت تلميحاتها وشردت بتفكيرها .. لقد اقترب موعد رحيلها .. (بيير) سيعرف كيف يخرجها من هنا .. تتمنى فقط ألا يلتقي بـ(آدم) فهذا ما لا يُحمد عقباه .. صوت دقاتٍ على الباب استرعى انتباهها ... اعتدلت وقد أشرق وجهها .. هي تعرف هذه الدقات جيداً .. كانت نوعاً من الاشارات السرية بينهما منذ أيام الملجأ .. إنه هو .. لقد أتى أخيراً .. ارتفع حاجبا (سمر) بدهشة وهي ترى حالتها تتغير فجأة بينما تسمح للطارق بالدخول .. التفتت للباب الذي انفتح بهدوء وللوجه الذي أطل من خلفها وارتفع حاجباها أكثر وعيناها تقعان عليه بينما تعلقت عيناه هو بـ(سيلين) فلم ير غيرها وتقدم بخطوات ماثلت قلبه ارتجافاً ولمعت عيناه بكل مشاعره وهو ينظر لوجهها لا يصدق أنها بخير .. إنها بخير .. (سيلينا) حبيبته بخير .. خفق قلبه مع ابتسامتها التي ارتسمت بشحوب على شفتيها وهي تلوح بكفها بضعف هامسة بمرح مفتعل
_"مرحباً"
تنهد بحرارة وهو يقف مكانه وهمس اسمها بلوعة وراحة شديدتين قبل أن يتحرك بسرعة نحوها وهو يهتف بلهفة
_"(سيلينا) ... يا إلهي .. ماذا أصابكِ؟ .. أنتِ بخير؟!"
جلس على حافة الفراش وهو ينظر لها بعينين لمعتا بدموع مكتومة غافلاً عن تلك التي كانت تنقل بصرها بينهما بذهول وتخبط .. ماذا يحدث هنا؟ ومن هذا بالضبط؟ .. لا يبدو أنه صديقها فقط .. تلك النظرة في عينيه تقول شيئاً آخراً .. هذا الخوف وهذه اللوعة .. يبدو كما لو كان .. كادت شهقة عالية تفلت منها عندما اكتملت جملتها بتصرفه في اللحظة التالية مباشرة حين مد ذراعيه وشد (سيلين) بقوة إلى صدره واحتضنها وهتف وهو يغمض عينيه هاتفاً بلوعة
_"أنتِ بخير .. يا إلهي .. لا أصدق أنني وجدتكِ وأنكِ بخير حبيبتي .. يا إلهي"
انقبض قلبها بضيق في صدرها .. هي لا تفهم ما يحدث .. و(آدم)؟! .. هل أخطأت في حقه بتصرفها؟ .. زوجته تعانق رجلاً آخراً يدعوها حبيبته ... يراودها شعور سيء حيال ما يحدث .. تصورت لوهلة أن (سيلينا) تلك أو (إيفا) - لم تعد تفهم شيئاً حقاً - تصورتها ستدفعه بعيداً في حرج وارتباك لتتسع عيناها وهي تراها تستسلم بتعب لعناقه .. بدت كمحارب صمد طويلاً في معركة دامية لم يبق من محاربيها سواه ولم يكد يصل لوطنه حتى ألقى بدروعه واستسلم لضعفه وألمه يبتغي فقط بعض الراحة .. لم يكن تصورها بعيداً كُلياً عما تشعر به (سيلين) لحظتها فلم تكد تشعر به يضمها إليه حتى تخلت عن كل مقاومتها واستسلمت لرغبتها في البكاء .. تعلقت به كما فعلت في صغرها ورددت من بين دموعها بينما أصابعها تتشبث به
_"لقد أتيت أخيراً .. آه يا (بيير) .. تصورت أنني لن أراك مرة أخرى"
ردد وهو يضمها إليه بحماية وتملك
_"أنا هنا حبيبتي .. لقد أتيت من أجلكِ .. لن أدع أحداً يؤذيكِ أبداً"
_"أنا أموت (بيير) ... خذني من هنا أرجوك .. أخرجني .. أريد أن أبتعد عن هنا .. سأموت لو لم أفعل .. أبعدني من هنا"
ربّت على شعرها بحب وهو يردد

_"سأفعل حبيبتي .. سنذهب من هنا .. لا تخافي أبداً .. أنا هنا معكِ ولن أسمح لأحد بلمسة شعرة منكِ"
شعرت (سمر) بالحرج منهما ولم تدر ماذا تفعل .. من المفترض بولائها نحو صديق زوجها أن تمنع ما يحدث .. هذه زوجته .. وكل ما يحدث غريب وخطأ .. رباه هي لا تفهم شيئاً .. ماذا ينبغي أن تفعله؟ .. وبقدر ما سمحت به لغتها الفرنسية أن تفهمه من حديثهما، ربما كان على (آدم) أن يعرف بما حدث قبل فوات الأوان .. وجدت نفسها تتحرك لتغادر الغرفة دون أن يشعرا بها .. (سيلين) التي تسلل الارتياح لقلبها لوجود صديق عمرها بجانبها وتعرف أنه سيفي بوعده لها كما كان يفعل دائماً .. و(بيير) الذي كان قلبه يرتجف بجنون .. لا يصدق أنه وصل إليها وأنها رغم كل ما رآه من حالتها وشحوبها .. هي بخير .. وعلى قيد الحياة .. وهو لن يتركها مجدداً تبتعد عن ناظريه .. أبداً
ابتعد يقبل جبينها وقد استسلم لمشاعره نحوها وقد قرر بعد كل هذه الأيام التي مرت عليه كالجحيم في غيابها أن يحرر قلبه من قيوده ... لا شيء سيمنعه من ذلك بعد الآن .. لن يسمح لأحد بالوقوف بينه وبين قلبها .. حتى هي نفسها .. لن يتركها هنا .. ولن يتخلى عنها لأشباح ماضيها .. لن يفعل أبداً .. أبعد وجهها واحتضنه بين كفيه ينظر بحب لعينيها الباكيتين وهمس لها من جديد
_"لا شيء .. ولا أحد .. لا أحد أبداً سيقترب منكِ في وجودي حبيبتي .. أعدكِ .. أنا هنا وكل شيء سيكون بخير"
ابتسمت من بين دموعها وهزت رأسها وهي تخبره بنظراتها أنها تثق به كما فعلت من أول مرة تقابلا فيها وكما ستفعل للباقي من عمرها.
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 08:07 PM   #317

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسم (عماد) دون أن يرفع عينيه عن أوراقه وهو يسمع (همسة) تهتف باعتراض
_"مهلاً .. أنت تغش"
هتف (راجي) مدافعاً ببراءة مصطنعة
_"لم يحدث أبداً"
هتفت وهي تعيد أحد أحجار الشطرنج فوق الرقعة لمكانه السابق
_"بل فعلت .. هذا كان هنا"
ورفعت اصبعاً محذرة في وجهه وهي تواصل بينما تضيّق عينيها
_"لا تحاول خداعي أبداً .. أنا أتذكر كل شيء وانتبه جيداً .. لا أحد يمكنه خداعي"
انفجر ضاحكاً وهو يرفع كفيه دفاعياً

_"حسناً .. حسناً .. لقد كنت أختبر تركيزكِ"
رفعت أحد حاجبيها بسخرية
_"حقاً؟"
أومأ برأسه ببراءة مفتعلة لتتنهد قائلة
_"حسناً سأصدقك"
ومالت للأمام عبر رقعة الشطرنج وقالت بمرح
_"لكنني أعترف لك بخفة اليد حقاً"
غمز لها بعينه ليحمر خدها وتراجعت في مقعدها بينما قال
_"وأنا أعترف لكِ بالذكاء والبراعة عزيزتي"
ابتسمت بخجل وعادت تركز في لعبتهما بينما عقلها يستعيد معلمها الأول في هذه اللعبة .. لقد أصابته بالجنون حتى رضخ لها وقرر تعليمها وحتى تمكنت من اتقان اللعبة لتشاركه شغفه بها .. رباه كم تشتاق له .. تشعر أن أبدية صارت تفصل بينهما منذ ودعته ذلك اليوم وهربت .. تنهدت بحرارة دون شعور، ليطلق صفيراً من بين شفتيه ويقول بخبث
_"هناك من بدأ يفقد تركيزه .. ماذا يا صغيرتي؟ .. هل مللتِ بهذه السرعة؟"
بهت وجهها مع كلماته .. نفس الكلمات .. كان يرددها (فهد) عندما يضبطها وقد شردت بعد فترة من لعبهما .. لكنّها لم تكن تشرد لشعورها بالملل ... كانت تشرد مفكرة فيه .. هل تُراه كان يدرك هذا؟ .. بالتأكيد كان يعرف وكان يدعي الجهل .. حبيبها العنيد الأحمق .. حبيبها الذي لم يعد لها .. ما عاد من حقها .. انتبهت على صوت (راجي) يسألها بقلق
_"(همسة) .. هل أنتِ بخير؟"
انتزعت نفسها من أفكارها الحزينة وابتسمت بسرعة وهتفت قائلة وهي تنهض
_"أنا بخير .. أنا فقط شعرت بالجوع"
ضحك بقوة وقال

_"بالله عليكِ .. من التهم لتوه علبة كاملة من المثلجات بالحجم العائلي؟"
تخصرت قائلة بشفتين ملتويتين
_"هل تعد عليّ طعامي يا سيد (راجي)؟"
نهض قائلاً بضحكة حاول السيطرة عليها
_"حاشا لله .. أنا فقط أنبهكِ لتحذري .. أنتِ لا تريدين أن تغادري هذا المكان وقد أصبحتِ بحجم فيل صغير"
اتسعت عيناها وهتفت وهي تنظر نحو أخيها الذي كان يجلس بقربهما يقرأ بعض الملفات وهو وصديقه الغامض ذاك ويحتسيان القهوة
_"أخي ... هل تسمع صديقك؟"
التفت نحوهما وخلع نظارة القراءة خاصته وقال

_"حبيبتي .. (راجي) محق .. أنتِ صرتِ تلتهمين الطعام والحلوى بطريقة مبالغة .. هذا سيء لصحتكِ"
لوت شفتيها باعتراض

_"هذا هراء .. أنا لا أفعل هذا .. وبالمناسبة أنا أحرق سريعاً كل ما أتناوله"
ونظرت حولها بسأم
_"هذا إلى جانب أنني أشعر بالملل هنا ومن الطبيعي أن أشعر بالميل للطعام أكثر"

نظر لها للحظات قبل أن يتنهد وقد أدرك ما تريده .. وضع الأوراق فوق الطاولة الصغيرة أمامه وقال
_"حبيبتي .. لقد وعدتكِ ما أن أشعر بالأمان سأسمح لكِ بمغادرة المكان"
اقتربت وجلست على ركبتيها بجوار مقعده وقالت برجاء
_"لقد وعدتك أنني لن أتهور أخي .. أنا أحتاج جدياً لمغادرة المكان ولو لبعض الوقت .. لدقائق قليلة فقط أريد أن أشم الهواء بالخارج أخي .. لو كنت مشغولاً يمكن للسيد (راجي) أن يرافقني"
والتفتت نحو (مراد) الذي كان يرفع فنجان قهوته ليرتشف منه بينما يتحاشى النظر نحوها ويتجنبها بوضوح كعادته منذ أنقذها ذلك اليوم .. شعرت بالضيق من بروده معها رغم أنها لم تسيء له بكلمة .. ماذا فعلت له ليكره وجودها هنا ويعاملها كما لو كانت قد قتلت له عزيزاً .. رددت محاولة استفزازه

_"أو ربما صديقك الخارق هذا .. لا بأس به"
بصق (مراد) القهوة متفاجئاً والتفت يحدق فيها مصدوماً لتقابله نظرة براءتها الخبيثة بينما انفجر (راجي) ضاحكاً بقوة .. قطب حاجبيه ومد يده يضع الفنجان مكانه وقال ببرود، وهو ينهض من مقعده

_"لدي موعد هام يا (عماد) ولا أريد أن أتأخر أكثر"
ابتسم (عماد) وهز رأسه وتابعه يتحرك معطياً إياهم ظهره، وقال بهدوء وهو يحدث (همسة) التي يعرف كم يضايقها أن تشعر أنها غير مرغوبة أو مكروهة دون ذنب
_"حسناً حبيبتي يمكن أن تخرجي وقت ما تريدين بشرط أن يرافقكِ (مراد)"
توقفت خطوات صديقه وتجمد مكانه للحظة قبل أن يلتفت له بعينين متسعتين بالذهول والرفض ليبتسم له وألقى له بنظرة تخبره ببساطة أنه قد وعده مسبقاً .. قطب (مراد) بضيق وهو ينقل بصره بين صديقه وأخته المدللة .. تباً (عماد) .. ما الذي يفعله به؟ .. هل يريده فعلاً أن يُصاب بالجنون؟ .. هو لا يحتمل تلك اللحظات التي يتواجد فيها هنا منذ أتت هي ... رباه .. منذ أنقذها ذلك اليوم وعاودته كوابيسه كلها من جديد بعد أن ظن أنه قد شُفي منها .. تلك الفتاة التي لا تشبه زوجته الراحلة في شيء وتشبهها رغم هذا .. (عماد) كان يتحدث عنها كثيراً وكان يعرف مكانتها لدى صديق عمره ولم يتردد لحظة رغم كل ما عرفه عن تهورها وجنونها وشيطنتها أن يتولى تلك المهمة، لكنّه لم يتوقع عندما وعده بحمايتها ويوم أنقذها أنها ستوقظ كل آلامه وكوابيسه .. تلك اللحظة التي كانت فيها واقعة أرضاً في مواجهة الموت .. هو لم يرها .. لقد رأى (سارة) .. صديقته وزوجته الغالية .. رآها تواجه الموت ولم يكن ليفشل هذه المرة .. لقد أطلق العنان لغضبه ولولا بقايا ذرة من عقل لسفك دماءهم جميعاً .. أوصلها لشقة (راجي) لتفاجئه بانفجارها الغاضب وشجارها لأنه استغل نومها ولم يوصلها لعائلة (رضوان) كما أرادت .. كانت تشبه (سارة) في تلك اللحظة أيضاً عندما واجهته في إحدى المرات ليرى وجهها الغاضب لأول مرة .. أغمض عينيه وهو يتذكر بوجع هروبه منها إليها .. هرب من شبحها المتمثل في (همسة) الغاضبة وأسرع إلى قبرها .. أراد أن يعيد التعقل إلى نفسه .. يذكر نفسه أنها ترقد هنا ولن تعود يوماً .. يبكيها ويطلب منها السماح .. المرأة التي أعادت له الحياة ليقتلها هو .. هو فشل في حمايتها وأطفأ نور عينيها وابتسامتها ... لم يدر أنه كان يحدق في وجه (همسة) والمشاعر التي تعاقبت على ملامحه والجرح الشديد بعينيه، جعل عينيها تتسعان وللمرة الأولى تفكر في الوجه الآخر خلف بروده ومعاملته الجافة معها .. هي تعاملت بطفولية مع الأمر ... ربما الحقيقة أكبر مما تخيلته .. انتبهت عندما أشاح بوجهه وقال باقتضاب

_"كما تريد (عماد)"
قالها وتحرك ليغادر الشقة مغلقاً الباب خلفه بقوة جعلتها تنتفض لتلتفت بعدها نحو أخيها الذي تبادل هو و(راجي) نظرة غامضة جعلت شكوكها تتأكد .. رددت بحيرة
_"ماذا أصابه؟"
لم يجبها أحدهم وتحرك (راجي) بعدها ليتناول سلسلة مفاتيحه وهو يقول

_"سأذهب للخارج لبعض الوقت (عماد) .. هل تريدان شيئاً أحضره معي؟"
هز رأسه نفياً وتابعه بعينيه حتى غادر هو الآخر وانتبه على صوتها يهمس بحزن
_"هل أخطأت في شيء أخي؟"
ربت على رأسها
_"لا صغيرتي .. لم تفعلي شيئاً .. (مراد) فقط يمر ببعض الوقت الصعب .. اعذري تصرفاته معكِ"

وقال بسرعة ما أن لمح الفضول يزداد بعينيها فعلم أنها لن تتوقف عند هذا الحد
_"حبيبتي .. هل يمكنكِ أن تعدي لي فنجاناً آخراً من القهوة؟ .. لدي صداع شديد وأحتاج للتركيز حتى أنهي هذه الأوراق"
أسرعت تحمل الصينية بما عليها وهتفت

_"بالتأكيد أخي .. وسأحضر لك مسكناً للصداع أيضاً"
ابتسم في حنان لتبهت ابتسامته فور أن اختفت في اتجاه المطبخ وتنهد بقوة وهو يفكر في كل ما يحدث معهم .. ربما يمنحها فضولها تشتيتاً جيداً عما تحاول إثباته .. هي لم تهدأ حتى نزل عند رغبتها وأخذها ليجريا ذلك الفحص اللعين .. لقد أقنع الطبيب هناك أن يخبرها أن النتيجة ستتأخر قليلاً .. حتى ذلك الوقت سيتثنى له أن يرتب كل شيء .. هي لن تحتمل النتيجة أبداً، وهو سيحميها بأي طريقة من تلك المواجهة ... فليساعده الله في القادم .. يكفي ما أخبره به (فهد) قبل أيام وقلب كل تفكيره رأساً على عقب .. كل الحقائق تبدلت برأسه .. هل كان مخدوعاً لهذه الدرجة في والديه؟ .. لم يتوقف عن التفكير في كل ما عرفه ... يجب أن يزور عمه قبل خروجه من السجن .. يجب أن يعرف الحقيقة منه هو .. هو لن يستمر في السير أعمى يحارب من أجل شيء لم يعد يؤمن بصدقه ... ما قاله (فهد) يتوافق مع ما قاله عمه .. ذلك الرجل (توفيق الأغا) الذي تبحث عنه (سؤدد) هو نفسه من سمع عمه يتوعده بالانتقام .. لقد تذكر عندما رأى صورته مع (سؤدد) أنه رآه أكثر من مرة وهو صغير برفقة والده الراحل .. لقد كان صديق والده .. هناك الكثير من التفاصيل الناقصة التي يجب أن يبحثا عنها .. هو متأكد أنّ عمه يملك الحقيقة كاملة .. قبض كفه وهو يفكر في (سؤدد) التي صار الخطر الذي يتهددها الآن مضاعفاً .. والأمرّ أن الخطر هذه المرة يتمثل في أمه ... لا .. لن يسمح لها بأذيتها أبداً .. انتفض على رنة هاتفه فالتقطه مسرعاً ونظر بقلق لاسم (فهد) فوق الشاشة وأسرع يجيبه وهو ينهض مبتعداً حتى لا تسمعه
_"مرحباً (فهد) .. كيف هي الأحوال عندك؟"
استمع له للحظات بانتباه قبل أن يعقد حاجبيه قائلاً

_"لا تخاطر يا (فهد) ... كن حذراً .. لا أنا سأتأكد من أن كل شيء على ما يرام هنا قبل أن ألحق بك .. اسمع يا (فهد) .. قلت لك مكتب أمي بالمنزل والشركة مراقب بالكاميرات .. أعرف أنه يمكنك أن تفعل .. لكن حتى هذه المحاولة قد تنبهها لوجود خطر .. لا أريدها أن تشك حالياً بأي شيء .. أنا سأذهب لزيارة عمي ولن أغادر قبل أن يخبرني بكل ما يخفيه وعندها ستكون مواجهة أمي والبحث خلفها هي وذلك الرجل أسهل وسنكون على ثقة من كل خطواتنا فيما بعد"
نظر خلفه بحذر يتأكد من أنها لا زالت بالمطبخ وأسرع يقول

_"اسمع .. سأحدثك لاحقاً .. لا أريد أن تسمع (همسة) أي شيء"
وصله صوته يسأله بلهفة دفعت بابتسامة حانية على شفتيه
_"هل هي بخير (عماد)؟ .. كيف هي؟ .. هل .."
ضحك مجيباً

_"هي بخير لا تقلق .. تلتهم المثلجات والحلوى بشراهة وتلعب الشطرنج أيضاً وتثير جنون الجميع أينما تحركت"
وصلته تنهيدة مرتجفة تبعها صوت (فهد) يهمس مترجياً

_"اهتم بها (عماد) .. أرجوك"
ابتسم مردداً

_"تعرف أنني سأفعل (فهد)"
وصمت لحظة ليقول برجاء
_"اهتم أنت بنفسك ولا تخاطر مهما كان السبب أرجوك، اتفقنا؟"
_"سأفعل بإذن الله .. لا تقلق"
ودعه وتحرك ليقف في شرفة الشقة ينظر للخارج بشرود غافلاً عن (همسة) التي تأخرت في صنع القهوة والتي كانت تقف لحظتها مستندة لجدار المطبخ الذي عادت إليه مسرعة ما أن التقطت حديثه الأخير .. سالت الدموع على خديها وهي تضع قبضتها على قلبها النابض بألم .. (فهد) كان يسأل عنها .. (فهد) يفكر فيها كما تفعل هي ... ليست وحدها من تتعذب من الاشتياق .. هزت أفكارها المراهقة الحمقاء لتستعيد كلمات (عماد) الأخيرة .. إذن إحساسها لم يخطيء ... (فهد) في خطر .. أحلامها الأخيرة بشأنه كانت حقيقية .. لا .. لن تحتمل أن يصيبه أذى .. هي ابتعدت عنه مكتفية أنه سيكون بخير .. حياً يتنفس .. الآن كيف تبقى بعيدة وحبيبها الوحيد يواجه خطراً لا تعرف ماهيته .. كيف تستطيع أن تتركه وحده؟ .. كيف ..
*******************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 08:10 PM   #318

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقلبت (آنجليكا) في فراشها وأنّت بألم وهي تحرك رأسها يميناً ويساراً برفض وتسارعت نبضاتها بينما تواجه نفس الكابوس من جديد .. السيارة تنزلق فوق الطريق اللزج ووالدها يحاول السيطرة عليها بينما صرخات شقيقيها وأمها تصم أذنيها وتلك الشاحنة الكبيرة تقطع عليهم الطريق .. أخفت وجهها بين كفيها وقد أيقنت الموت .. تشنج جسدها فوق الفراش بينما أصوات الصدام والصراخ تتسارع بعقلها قبل أن يحل الظلام تماماً لتفتح عينيها بعد لحظاتٍ حسبتها عمراً طويلاً ... تطلعت للطريق الطويل أمامها ولمحت والديها وشقيقتها يقفون بعيداً في نهاية الطريق والنور من خلفهم يناديها أن تتقدم .. حاولت التحرك لكنّ قدميها أبتا .. شعرت بيدٍ صغيرة تتشبث بها من الخلف فتطلعت لترى شقيقها الصغير بوجهه الغارق بالدماء يهمس لها باكياً ألا تذهب .. رفعت عينيها تتطلع لأسرتها التي تبتعد وسمعت والدها يهتف من بعيد
_"اعتني بشقيقكِ صغيرتي .. لا تذهبي لذلك الطريق .. إنه خطر"
هتفت باكية

_"لماذا أبي؟ ... يجب أن أذهب .. يجب عليّ فعلها من أجلكم جميعاً"
ابتعدت خيالاتهم بينما صوته يهتف فيها بحزم

_"لا تفعلي بنيتي .. لا تستسلمي لشيطانكِ .. ذلك الطريق في نهايته الهلاك .. ستخسرين كل شيء .. ستخسرين نفسكِ صغيرتي"
أغمضت عينيها واحتضنت شقيقها وراقبتهم يبتعدون تماماً عن ناظريها وهمست بألم ... كيف .. كيف يريدها أن تتراجع .. كيف يريدها أن ترى قاتلها ولا ترفع يداً نحوه .. كيف؟ .. كيف تترك قاتلهم يفلت دون عقاب؟ .. هي لا تستطيع .. شعرت بنفسها وحيدة فالتفتت تبحث عن شقيقها الذي اختفى فجأة وحدقت في الظلام .. يا إلهي .. أين ذهب؟ .. تحركت بفزع تبحث عنه لتسمع صراخها يطلب نجدتها فاندفعت نحوه بكل رعبها وهي تهتف اسمه .. توقفت خطواتها وقلبها ينبض بارتياع بينما تجد ذلك الشيطان يمسك بعنق شقيقها بين كفيه ومخالبه تنغرس عميقاً .. صرخت بكل قوتها لتجيبها ضحكاته الشيطانية وراقبت بجنون شقيقها وهو يغادر الحياة ودمه يتساقط من جرحه الغائر بينما ذلك الشيطان لا زال يضحك وسمعته يردد بفحيح وهو يرفع كفيه الملوثتين بدماء شقيقها

_"هل ظننتِ نفسكِ نداً لي يا صغيرة؟ .. أنا .. لا شيء أبداً قادرٌ على مسي بسوء فكيف تظنين نفسكِ قادرة على مواجهتي .. كان عليكِ الاستماع لوالدكِ .. لكنكِ لم تفعلي .. لذا حان الوقت لتستقبلي نهايتكِ التي تأخرت كثيراً"
شعرت بمخالبه تنغرس في صدرها واتسعت عيناها وهي تشعر بقبضة باردة تمسك بقلبها وتعتصره بقوة لتختنق بأنفاسها وشعرت بروحها تغادر جسدها ليزداد جسدها انتفاضاً ... شهقت بعنف وهي تفتح عينيها منتفضة فوق الفراش

_"كلا"
تحرك صدرها بعنف شديد وتطلعت حولها بخوف امتزج بالحيرة بينما نبضاتها الجنونية كانت تسابقها قطرات العرق التي غمرتها برغم برودة الجو بالغرفة الصغيرة التي كانت ترقد بها .. أطرقت تدفن وجهها بين كفيها وانغرست أصابعها في شعرها وأجهشت بالبكاء بانفعال لدقائق .. لقد صار ذلك الكابوس رفيقاً يومياً لها منذ قررت البقاء في هذا المكان وهي تعلم حجم الخطر المحيط بها .. ضربت على قلبها بألم وعقلها يسترجع مجدداً تلك اللحظات المريرة التي كان قاتل والديها يقف على مقربة منها ... أمام ناظريها ولا تستطيع أن تصرخ ولا أن تتقدم خطوة في اتجاهه .. لم يخرجها من ذهولها تلك اللحظة سوى لمسة من يد (ألفريدو) لكتفها جعلتها تنتفض من كابوسها البشع والتفتت لتواجه عينيه المتسائلتين لتدير عينيها مجدداً في اتجاه عدوها الذي اختفى تماماً مع رجاله وسمعت رفيقها يسألها بقلق

_"هل أنتِ بخير؟ .. ماذا أصابكِ فجأة؟"
تنفست بصعوبة وعقلها يأمرها أن تهرب سريعاً من هذا المكان .. يجب أن تغادر قبل أن يتعرف عليها أحد رجاله .. هل سيتذكرها أحدهم بعد كل هذه السنوات؟ .. هل ما زالوا يبحثون عنهما أم اقتنعوا أخيراً أنهما قد ماتا مع بقية أسرتهما؟ .. لا يمكنها أن تخاطر .. ليس وحياة شقيقها الوحيد على المحك .. لن تخاطر بوصولهم له .. يجب أن تعود للبلدة قبل فوات الأوان .. أجابت (ألفريدو) بخفوت
_"أنا بخير .. يجب أن أذهب"
_"ما زلتِ مصرة؟!"

هزت رأسها وتحركت لتغادر بينما يحاول اقناعها من جديد دون جدوى .. أخبرها أخيراً أن تنتظر للصباح فقد تأخر الوقت ولن يستطيع العودة بها واضطرت لمرافقته لذلك الفندق الصغير الذي استأجر فيه غرفتين قضت ليلتها في إحداهما برفقة أفكارها وكوابيسها .. لم تتوقف عن استعادة وجه ذلك الشيطان وقلبها يحترق بجنون .. ها هو يحيا بكل جبروته وظلمه وقد أفلت بشروره وكل آثامه .. أين العدالة؟ .. لقد دمر عالمها الصغير وقتل أسرتها بأبشع الطرق فقط لأن والدها وقف في وجهه وأصر على محاربة الظلم ولم يرضخ لمحاولاتهم شرائه وها هو عدوه يتمتع بالحياة التي سرقها منهم .. أين العدل في هذا؟ .. لماذا عليها أن تتنحى جانباً وتنتظر أن تنتقم لها الحياة منه؟ .. من قال أنه سينال عقابه في نهاية المطاف؟ .. من قال أنها ستحيا لترى انتقام القدر منه بعينيها؟ .. تعرف أن هناك حساباً ينتظره بالنهاية .. لكنّها تريد أن تراه يدفع الثمن الآن؟ .. في هذا العالم .. في هذه الدنيا التي حارب ليمسك بها بين يديه ويسيطر عليها بقوته المزعومة وشره .. هي تريد أن تحصل على عدالتها الآن .. لماذا وضعه القدر مجدداً في طريقه رغم كل سنوات هربها؟ .. ألا يعني أن هذه رسالة ما من قدرها؟ .. ألا يعني شيئاً؟.. لم تستطع طرد تلك الفكرة من عقلها .. فكرة أن القدر يمنحها الفرصة لتنتزع انتقامها بيديها .. أن تحقق العدالة التي تتشوق لها .. عندما أشرق الصباح كانت قد اتخذت قرارها .. وجودها هنا بعد كل هذه السنوات كان لسبب وهي ستسير في الطريق الذي يشير إليه قدرها وحتى النهاية .. ستكون حذرة .. هي لا يمكنها أن تغادر .. ليس بعد .. عليها أن تتوخى الحذر وتبحث عن الطريقة التي ستمكنها من بلوغ هدفها .. عبثاً حاولت تجاهل تلك الفكرة الأخرى التي يرددها عقلها وهو يخبرها أنها حمقاء لو توهمت أنها بضعفها ستحقق شيئاً وأنها تدفع بنفسها في طريق لن ينتهي سوى بهلاكها .. كادت تتراجع في النهاية لولا زيارة تلك المرأة لها .. صديقة (ألفريدو) .. لقد فوجئت بزيارتها لها في الصباح التالي قبل أن تستعد للمغادرة .. كانت تبدو مختلفة بهيئتها العادية بعد أن تخلت عن ملابس عملها وزينتها الصاخبة .. بدت لعينيها أجمل وملامحها أكثر طيبة .. ولم تخب نظرة (آنجليكا) لها بعد الدقائق القليلة التي تحدثتا فيها .. أخبرتها (دونا) أن لديها عملاً آخراً يناسبها ما دامت لا ترغب في ذلك العمل الذي أحضرها من أجله (ألفريدو) .. خفق قلبها وهي تخبرها أنه عمل شريف كما تريده، لكن بالطبع الأجر سيكون أقل بكثير من أجر العمل الأول .. هي لم تهتم .. كل ما أرادت أن تتأكد منه أن هذا العمل سيكون هنا .. عملاً سيتيح لها أن تبدأ خطتها المجنونة لتحصل على انتقامها .. لا زال عقلها يحذرها من مغبة الأمر، لكنّها لا تستطيع التوقف عن التفكير في اللحظة التي تشفي فيها غليل قلبها من ذلك القاتل .. عرض (دونا) جعلها تتأكد من أن القدر لا زال يشير إليها أن تغتنم الفرصة .. لن تعود خاوية الوفاض مهما كلّفها الأمر ... رفعت وجهها من بين كفيها تنظر للغرفة الصغيرة التي صارت مأواها في الأيام الأخيرة بعد أن تعود من عملها في ذلك المطعم الكبير الخاص بفندق (سيزار) .. (دونا) تلك المرأة الغريبة الغامضة قدمت لها المساعدة وبدت متلهفة لتفعل ... حاولت أن تبحث عن الإجابة في وجهها وفي عينيها اللتين كانت تسكنهما مسحة من الحزن وهي تخبرها أنها لا ترضى أن ترحل وتتخلى عن أملها في إنقاذ شقيقها من الموت .. رغم أن (دونا) لم تجب سؤالها لكنّها استطاعت أن تقرأ ما بين السطور .. ربما كانت تساعد نفسها أو شخصاً عزيزاً عليها لم تمنحها الحياة فرصة مساعدته لهذا هي تعوض ذلك بمساعدة تلك الفقيرة المسكينة التي ألقت بها الحياة على أعتاب بابها.
تنفست (آنجليكا) بقوة ومسحت وجهها تتخلص من بقايا الدموع والألم .. يجب أن تكون قوية من الآن فصاعداً .. ستحتاج لكل قوتها وحذرها .. التقطت هاتفها الصغير تنظر في الساعة وتنهدت بقوة وهي تنهض مسرعة .. يجب أن تستعد قبل أن تتأخر على عملها .. خلال دقائق كانت تقف أمام مرآتها تتأمل صورتها الجديدة .. لامست شعرها وتنهدت وهي تتطلع بحزن للونه الجديد .. لقد صبغته بالأسود .. كان عليها أن تبدل ولو شيئاً قليلاً من هيئتها إن أرادت أن تتخفى، كما أنها لابد وتغيرت عن تلك الفتاة الصغيرة التي كانتها قبل ست سنوات ... لقد تبدلت قليلاً بمجرد صبغها لشعرها وبقليل من الزينة استطاعت تغيير ملامحها .. لم تعد تلك الشقراء ذات النمش .. نظرت للون الأسود في خصلاتها وفكرت بأسى ... تُرى لو بقيت شقيقتها على قيد الحياة أكانت ستصبح بهذا الشكل؟ .. سارعت تطرد أفكارها جانباً وهي تنظر لساعتها من جديد .. حان وقت ذهابها للعمل .. الأيام الماضية كانت صعبة حتى استطاعت التأقلم بوضعها الجديد .. مسدت فوق بنطالها الجينز وسارعت ترتدي سترتها القديمة لتغادر بعدها الغرفة .. قطعت المسافة التي تبعدها عن الفندق على قدميها تستغل تلك الدقائق في التفكيروتأمل الشوارع التي بدأت الحياة تدب فيها .. توقفت عند محل للأدوات الموسيقية وابتسمت بحنان وهي تنظر للكمان وتذكرت ذلك الآخر الذي أحضرته لشقيقها .. يوماً ما ستحضر له واحداً جديداً غير مستعمل بعد أن يتم شفاؤه على خير .. أغمضت عينيها وهي تبتسم برقة وصورة لهما في مكانٍ هاديء يعيشان بسلام وقد انتهت كل معاناتهما .. يوماً ما ستمنحه هذه الحياة هي متأكدة .. لقد وعدت والديها ووعدته هو الآخر .. يوماً ما سيكونان سعيدين وستلتأم كل جراحهما وهي ستفعل المستحيل من أجل هذا .. أفاقت على دقات الساعة الكبيرة وسط الشارع وهي تنبهها للوقت فودعت الكمان بنظرة أخيرة وتحركت بسرعة لتلحق بعملها وهي تردد داخلها بعزم .. كل شيء سيكون بخير ..
********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 08:12 PM   #319

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

_"أنتِ تلعبين بالنار (سؤدد)"
قالتها (ريماس) وهي تنظر لصديقتها التي وقفت على الناحية المقابلة من فراش زوجها الغارق في غيبوبتها وتنهدت عندما لم ترد عليها وقالت برجاء حزين
_"أرجوكِ حبيبتي .. لا تجعليني أشعر بالخوف والقلق طيلة الوقت"
ونظرت بحزن لوجه زوجها الشاحب وعينيه المغمضتين ورددت بوجع وهي تحتضن يده بين كفيها
_"يكفيني ما أشعره و(كرم) غارق في غيبوبته لا أدري متى يغادرها .. أرجوكِ لا أريد أن أخسركِ أنتِ الأخرى"
كانت عينا (سؤدد) معلقتين بوجه رفيق عملها وقلبها يعده بإصرار أن تكمل مهمتهما وتنتقم لنفسها وله ممن آذوهما .. أصمت أذنيها عن كلمات صديقتها .. تعرف أنها محقة في مخاوفها لكنّها لم تأت هنا سوى للحصول على دفعة منه لتصمد في حربها وليست في حاجة لكلمات (ريماس) المثبطة .. تنهدت بقوة وقالت
_"لا تقلقي (ريماس) .. أنا سأكون حذرة .. ولا تنسي من الأساس أن عملنا محفوف بالمخاطر"
_"أعرف (سؤدد) .. لكن هذا لا يعني أن نذهب للخطر بأرجلنا .. لا تكوني عنيدة مثل (كرم) أرجوكِ"
لم ترد (سؤدد) فعادت هي تنظر لوجه زوجها بحبٍ وقلبٍ متوجع
_"تعرفين .. (كرم) كان مثلي الأعلى الذي تطلعت نحوه .. كانت أمنية حياتي أن أقابله وأعمل معه .. كنت شغوفة بتحقيقاته البطولية والخطرة ولم أصدق نفسي عندما منحني القدر هدية لقائه ومشاركته ذلك الشغف .. لكنّني لم أشعر بكل هذا الخوف من عمله إلا عندما أحببته وتزوجته .. كان قلبي مرتعباً من فكرة فقداني له بسبب تحقيقاته الخطرة ... ما كان سبباً في انجذابي له صار مصدر رعبي فيما بعد ولم أعرف كيف أبعده عنه .. كان شغفه وحلمه وواجبه الذي يحارب من أجله .. هل تعرفين كم تتشابهان؟"
قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر لها مبتسمة بحنان لتهز (سؤدد) رأسها وهي تنظر لوجهه بابتسامة حزينة ورددت
_"لهذا أتمنى أن تتفهميني (ريما) .. لا مهرب من القدر يا صديقتي والمكتوب على الجبين تراه العين كما يقولون .. أنا لا أستطيع أن أتخلى عن معركتي بعد أن وصلنا لهذا الحد .. إن لم يكن من أجلي فمن أجل (كرم) .. لا يمكنني أن أضيع كل ما خاطر من أجله"
وسابقتها قبل أن تفتح فمها معترضة
_"أرجوكِ (ريما) .. أنا أزور (كرم) لأحصل على الدعم لأصمد في مواجهة أعدائي .. لا تكوني سبباً في تثبيطي وكسر عزيمتي .. أنا أحتاج دعمكِ أنتِ الأخرى ودعائكِ لي"

تأملتها للحظات بعينين دامعتين وقالت وهي تضغط على كف زوجها كأنما تستمد منه الدعم لها ولصديقتها
_"أنا أدعو من أجلكِ كل لحظة حبيبتي .. لا أقصد أن أكون سبباً في خذلانكِ .. أنا فقط لا أستطيع التخلص من قلقي"
ألقت نظرة أخيرة على (كرم) وتحركت لتقترب من صديقتها التي وقفت لتحتضنها (سؤدد) وهي تقول بوعد
_"أعدكِ سأكون حذرة في كل خطواتي"

احتضنتها بقوة وتركت دموعها تسيل فربتت (سؤدد) على ظهرها قبل أن تقول مداعبة وهي تلامس بطنها بحنان
_"اعتني بنفسكِ وببطلنا الصغير المنتظر، حسناً؟"
ضحكت من بين دموعها وهزت رأسها لتبتسم (سؤدد) بخفوت وقالت وهي تمسح الدموع عن خديها
_"سأذهب الآن حبيبتي .. أراكِ بخير"
ودعتها (ريماس) وتابعتها بعينيها قبل أن تعود لتجلس وتحتضن كف زوجها وضمته لقلبها وهي تهمس
_"إنها أكثر منك عناداً حبيبي .. لا أدري ماذا أفعل معكما .. لقد أتعبتما قلبي كثيراً .. أرجوك عد حبيبي .. أنا أحتاج إليك بشدة .. أرجوك"
مالت برأسها على حافة الفراش وتركت دموعها تسيل وهي تدعو الله أن يعيده إليها ويحفظ لها صديقتها العنيدة ولا يوجع قلبها عليها هي الأخرى، بينما غادرت (سؤدد) الغرفة وأغلقت الباب بهدوء ولم تسمح لمشاعرها أن تلون وجهها متوقعة أن تراه فور مغادرتها ولم تكن لتسمح له برؤية مشاعرها .. لم تخب توقعاتها عندما رفعت وجهها لتقابل عينيه اللتين تنبهتا واعتدل في وقفته المسترخية مستنداً للحائط ولمحت الارتياح يلامس عينيه اللتين سرعان ما أعاد إليهما نظارته السوداء، فأشاحت بوجهها قائلة بجمود

_"لقد انتهيت"
هز رأسه وهو يتحرك مسرعاً ليجاورها بخطوات سريعة جادة وهي تحاول ألا تنظر إليه بينما تفكر في تصرفاته الغريبة مؤخراً .. لا تعرف ما الذي غيره منذ عودتهما من الخارج .. منذ عرفت بأمر حبيبته الغامضة تلك .. ربما .. لا .. هي لا تريد أن تعود بتفكيرها لهذا الأمر .. لا يخصها أصلاً .. قطبت وهي تختلس النظر نحوه بينما يتحرك صامتاً كعادته تلك الأيام .. فضولها يشتعل لتسأله عما يحدث معه .. لقد أصبح أكثر صمتاً وغموضاً هذه الأيام .. لم يعد يستفزها بتصرفاته معها، حتى إنه لم يمنحها الفرصة لتنتقم منه على إغلاقه الهاتف في وجهها ذلك اليوم ولم تفلح في استفزازه للشجار .. هناك طيفٌ من الحزن يتسلل بشفافية من داخله التقطته هي، لكنّها لا تجرؤ على سؤاله .. تدعي أنها لا تهتم، ولكن بحق الله .. هي تفعل .. وهذا يزيد من حنقها وغضبها من نفسها ويجعلها تمعن في تجاهل الأمر .. لم تنتبه إلى أنه بدوره كان يختلس النظر إليها أثناء سيرهما .. يقاوم بشدة ذلك الشعور الذي سيصاب بالجنون حتماً لو استمر في تجاهله .. ذلك الشعور الذي يكاد يدفعه ليجعلها تجلس ويركع هو أمامها ويضع رأسه فوق ساقيها يفضفض بكل ما يؤلمه ويتمنى لو يشعر بيدها تمسح فوق رأسه تخبره أنها معه وتشعر به .. لكنّه لا يستطيع .. هي الآن رغم قربها الشديد بعيدة عنه بعد المشرقين .. لا يستطيع أن يشاركها ذلك الهم والوجع الذي يحطم قلبه .. ليت وضعهما كان مختلفاً .. ليت.

غادرا المشفى واتجها نحو سيارتها في صمتٍ ران عليهما لفترة بينما تقود السيارة بعقلٍ مشغول ليسألها وهو ينظر في ساعته

_"هل ستعودين للمنزل؟"
هزت رأسها وقالت

_"لدي موعد هام في الصحيفة سأنتهي منه وأعود"
لمحت نظراته القلقة للساعة وسألت بتقطيبة

_"هل لديك موعد ما؟ .. أنت لم تتوقف عن النظر للساعة منذ بعض الوقت؟"

لم يقاوم الابتسام وهو يقول بخبث

_"هل لاحظتِ هذا؟ .. يسعدني اهتمامكِ حقاً"
نجح في اشعال فتيل استفزازها كالسابق لتلتفت له هاتفة بحدة ودون توقف

_"أنا لست مهتمة يا هذا .. لا تفسر الأشياء كما يحلو لك .. نظرك للساعة طيلة الوقت كان مستفزاً لأي شخص .. كما أنني بالتأكيد أرفض أن ينشغل تفكيرك بشيء خلال عملك معي"

رفع كفه قائلاً

_"مهلاً مهلاً .. الأمر لا يستدعي كل هذا الانفعال .. كانت مجرد مزحة"

رمقته بنظرة نارية وهي تضغط على دواسة البنزين

_"مزحة سخيفة"

ابتسم وهو يدير وجهه لينظر من النافذة قبل أن يتنهد بطريقة جعلتها تنظر له بتساؤل قبل أن تشيح بوجهها وتقرر ألا تتدخل ... مهما كان ما يقلقه لهذه الدرجة فهو ليس من شأنها .. لن تسأله ولو احترقت بفضولها .. سمعته يقول بعد لحظات

_"لا داعي لقلقكِ بشأن تركيزي على مهمتي .. أنا لا أخلط المسائل الشخصية بالعمل"

آه .. هاهو مربط الفرس .. مسائل شخصية .. ربما هي تلك الحبيبة .. تباً هل ستعود لهذا الأمر؟ .. ما شأنها هي؟ .. عنفت نفسها وهي تركز على القيادة وقالت بهدوء

_"هذا جيد"

رمقها بنظرة غامضة امتزجت بحنقه من رد فعلها البارد .. حسناً .. ماذا توقع منها؟ .. عاد ينظر لساعته بقلق وهو يدعو أن تكون الأمور هناك بخير .. الأيام الماضية كانت متعبة لهم جميعاً وما استجد غيّر كل شيء في حساباتهم .. هز رأسه يقاوم قلقه وأفكاره .. ليركز الآن حتى يعيدها لبيتها بأمان وبعدها ... قاطعت أفكارَه رنةُ هاتفه برسالة أسرع يفتحها بلهفة لم تخفى عليها وضاقت عيناها وهي تختلس النظر له بحذر ولمحت حاجبيه ينعقدان وكفه انقبضت بقوة ولم تمنع نفسها من سؤاله بفضول

_"ما الأمر؟ .. هل كل شيء على ما يرام؟"

انتفض على صوتها والتفت ينظر لها متفاجئاً للحظة، قبل أن يهز رأسه ... أغلق هاتفه وأعاده لسترته وقال وهو يرخي ظهره للمقعد

_"لا شيء"

كزت على أسنانها وعادت تركز على الطريق في صمتٍ ران للحظات قبل أن يقطعه سائلاً باهتمام

_"ألم يصل (جاك) لأي أمر يخص تلك الفتاة بعد؟"
تنهدت بضيق وقد أعادها لتفكيرها القلق بشأن هذا الأمر .. أخبرها أنه كلّف رجالاً أكفاءً يبحثون عنها في فرنسا وإيطاليا ولم يصلوا لشيء بعد .. تكاد تصاب بالإحباط وتمني النفس يومياً أنها قريباً ستسمع أخباراً تسرها .. تمتمت بجمود

_"ليس بعد .. لا زال يبحث"

هز رأسه وقال

_"إن شاء الله يجدها سريعاً"

التفتت له بدهشة وقالت

_"هل تعني هذا حقاً؟ .. ظننتك تتمنى ألا نجدها أبداً"
تنهد بقوة .. حسناً .. لا ينكر أنه لا يريدها أن تجدها، لكنّه يعرف أنها لن تتراجع مهما كانت نتيجة البحث .. هي في كل الأحوال مستمرة في تلك المعركة الخطرة وهو أقسم على حمايتها .. خاصةً بعد ما استجد مؤخراً .. لم يعد يفرق معه ماهية خطتها هي في كل الأحوال تحتاج حمايته .. ليس من تلك العصابة فقط .. بل من ذلك الخطر الآخر .. الخطر الذي يتسلل إليها من آخر مكان تخيله .. عائلتها.

التفت لينظر نحوها مطوّلاً بطريقة أقلقتها وتمنت لو رأت عينيه من خلف تلك النظارة السوداء لتقرأ ما يخفيه وسمعته يقول بجدية

_"أعرف أنكِ لن تتراجعي في كل الأحوال .. ربما إيجاد تلك الفتاة وتنفيذ خطتكِ المجنونة ليس بالسوء الذي أخشاه .. كما أنني وعدتكِ أنني سأكون معكِ دائماً"

شعرت بالحرارة تتسلل لخديها وشعرت بقلبها يرتجف فأشاحت بوجهها وقالت

_"جيد .. وأنا لدي شعور جيد بخصوص الأمر .. ربما يتصل ليخبرني أنه وجدها قريباً .. أنا لن أيأس"
هز رأسه وهو يتأملها لبرهة مفكراً .. لم يعد ممكناً إبعادها عن الخطر، فهو بنفسه يتجه نحوها من كل اتجاه ومهمته الآن هي حمايتها حتى لو تكلف الأمر حياته.

تصاعدت نغمة هاتفه من جديد ليلتقطه ونظر لشاشته ليضغط رافضاً المكالمة فرددت بشك

_"لماذا لا ترد؟ .. من الواضح أن هناك من يريدك في أمرٍ هام .. يمكنك أن تعتبرني غير موجودة إن كنت محرجاً من الرد أمامي"

تنهد بقوة وقال

_"لا بأس .. ليس أمراً عاجلاً"

ازداد الشك داخلها، لكنّها قررت تجاهل الأمر كما يريد وضغطت دواسة الوقود لتسرع في طريقها للصحيفة .. هي المخطئة لأنها انشغلت الأيام الماضية بعملها ولم تنفذ قرارها البحث في خلفيته لتعرف ما يخفي .. لا بأس .. لم يفت الأوان بعد .. ستنتهي من ذلك العمل العاجل وتركز بعدها في مهمة كشف ذلك الغموض الذي يتخفى وراءه

**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-12-18, 08:16 PM   #320

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقدم (آدم) من غرفتها بقلبٍ مثقل .. حتى متى ستستمر في هربها منه .. تلجأ للنوم في كل مرة يدخل ليراها وهو لم يحاول إجبارها على مواجهته متفهماً رغبتها في البقاء مع نفسها لبعض الوقت .. وهو أيضاً لم يرغب في مواجهتها وهي في هذه الحالة من الضعف كأنما خشى من ضعفه أمامها بالمقابل .. هو حتى جبُن عن مواجهة جده .. لم يستطع إخباره الحقيقة بعد كل هذا الوقت .. لقد ادعى سفره لأمرٍ طاريء حتى لا يضطر للانهيار أمامه معترفاً بكل ما ارتكبه في حق ... (رُبا) .. في حق (إيفا) ... وفي حق نفسه قبلهما .. وفي حق عائلته .. رباه .. لقد أجرم في حق الجميع ... يحتاج ليصلح كل شيء معها أولاً ويعرف الحقيقة قبل أن يقرر مواجهة عائلته .. لا يعرف ماذا تخفي لهما الأيام القادمة لكنّه لا يستطيع أن يحررها أبداً .. لا يمكنه أبداً ولو كان المقابل أن يتعذبا بقرب بعضهما للأبد .. هذا العذاب سيكون أرحم بكثير من عذاب افتراقهما .. وقف أمام الباب بتردد وزفر بقوة وهو يمد يده لمقبض الباب يفتحه بحذر متوقعاً نومها كالعادة ... دلف للغرفة ليتجمد مكانه وشعور بالبرد اخترق قلبه ليجمده وانتشر منه لباقي خلاياه ليغمر جسده كله وهو يحدق بذهول في فراشها الخالي ... هز رأسه بقوة .. لا .. ما يفكر فيه ليس صحيحاً أبداً ... هي بالتأكيد ستكون في مكانٍ ما هنا .. أسرع لدورة المياة الملحقة بالغرفة واقتحمها ليزداد رعبه ومضت لحظة وهو متجمدٌ في صدمته ليندفع بعدها مغادراً الغرفة وأوقف أول ممرضة في طريقه ليصرخ فيها بغضب وهو يمسك كتفها بقسوة شديدة
_"أين هي؟"
هتفت برعب

_"من؟"
هزها بعنف وهو يصرخ مشيراً باتجاه غرفتها

_"أين هي المريضة التي تقيم بالغرفة بآخر الممر؟"
رددت بخوف

_"لا أعرف .. كانت هناك منذ قليل .. ر .. ربما هي في دورة المياه أو .."
هتف بعنف

_"ليست هناك .. أين هي؟"
رددت بارتباك

_"اهدأ سيدي .. هي لم تغادر .. لم يصرح الطبيب بخروجها بعد و .."
لم ينتظرها لتكمل كلامها واندفع في اتجاه مكتب الاستعلامات بينما ينتزع هاتفه وأسرع يضرب أحد الأرقام ليهتف فور أن سمع الصوت المقابل

_"(سمر) .. هل تم السماح لزوجتي بمغادرة المشفى؟"
هتفت بارتباك
_"ما ... ماذا تقول؟ .. لا لم يحدث"
قطب بشك مع نبرة صوتها المرتبكة وقدماه تتوقفان بمنتصف المكان وقال بصرامة
_"(سمر) .. هل تخفين شيئاً؟ .. هل غادرت (إيفا)؟"
هتفت بسرعة
_"أقسم لك لم يُسمح لها بالمغادرة .. لقد رأيتها هذا الصباح و .."
قاطعها ببرود

_"أين أنتِ؟"
_"أنا بالقرب من المشفى وسأكون عندك في دقائق .. سأتصل بالمشفى ليبحثوا عنها .. ربما تجري فحصاً ما .. لا تقلق"
كاد يصرخ فيها كيف تريده أن يهدأ، لكنّه أغلق الهاتف في وجهها وأسرع يسأل عنها في كل مكان ومع كل ثانية تمر كان إحساسه يتأكد .. هي ليست في أي مكان بالمشفى ... لقد رحلت .. لكنّهم يقولون أنهم لم يروها تغادر المدخل الرئيسي وما كان ليتم السماح لها دون أن توقع بمسؤليتها عن سلامتها وخروجها بإرادتها بل وأخبرته الموظفة أن هناك رجلاً كان يزورها يومياً وربما غادرت معه دون أن تخبر أحداً .. طلبت منه أن ينتظر حتى يُسمح لهم بفحص تسجيلات المراقبة وسيعرفوا ما حدث .. ضرب سطح مكتب الاستقبال بعنف وهو يصرخ بجنون
_"زوجتي تختفي من المكان فجأة ولا أحد يعرف أين ذهبت .. كما أن هناك زوار غرباء ولم أعرف بالأمر .. هل أي شخص يدعي معرفتها تسمحون له بالزيارة ... تباً .. أريد أن أعرف أين هي ... ما حدث من تقصير لن يمر مرور الكرام .. و .."
سمع صوت صديقه يهتف
_"(آدم) .. اهدأ قليلاً .. لا يصح ما تفعل"
التفت بذهول نحو (خالد) الذي كان يتقدم وخلفه زوجته شاحبة الوجه بوضوح وعيناها زائغتان لا تنظر له مباشرة ليقطب في شك .. سمع صديقه يقول

_"لا تقلق .. سيجدونها .. لن تذهب بعيداً"
ردد بذهول

_"تذهب بعيداً؟!"
ونفض رأسه ليهتف بقوة
_"لا .. هي لن تذهب ... هي لا يمكنها أن تفعل هذا .. لن تهرب مجدداً بهذه البساطة"
ورفع ذراعه يلوح به في وجوههم

_"سأساحبكم جميعاً على ما حدث .. لو أصابها مكروه سـ "
هتفت إحدى الممرضات بغضب
_"وما شأننا نحن؟ .. ربما تكون قد هربت مع ذلك الرجل بالفعل"
اشتعلت النيران بعينيه وكاد يتقدم نحوها ليقف (خالد) بينهما يمنعه من ارتكاب المزيد من الحماقات بينما تراجعت هي في خوف وهتفت وهي تشير بيدها نحو (سمر) التي اتسعت عيناها بارتباك
_"دكتورة (سمر) تعرفه ... هي من سمحت له بزيارة زوجتك"
التفت نحوها (آدم) و(خالد) بذهول لتتراجع بشحوب واضح ولم يستغرق (آدم) لحظة في صدمته ليندفع نحوها وأمسك ذراعها بحدة هاتفاً بغضب
_"ما هذا الذي تقوله يا (سمر)؟ .. هل سمحتِ لرجل آخر بزيارة زوجتي؟ .. انطقي .. من كان؟ .. أين هي؟"
أسرع زوجها لينتزع ذراعها من قبضته وهو يهتف
_"(آدم) ماذا تفعل؟ .. هل جُننت؟"
صرخ بجنون
_"أين هي (سمر)؟ .. هل ساعدتِها في الهرب؟ .. لماذا فعلتِ؟"
لمعت عيناها بالدموع ورددت بتخبط
_"أ .. أنا لم أفعل .. أقسم لك .. هي فقط كانت ..."
رماها بنظرات محرقة وهتف

_"من هو؟ .. وأين ذهبا؟"
ارتجفت شفتاها وهمست

_"لا أعرف .. هي لم .."
صرخ فيها بقوة جعلتها تنتفض

_"من هو؟"
نظرت لزوجها الذي نظر لها بلوم شديد وخذلان لتهتف منتفضة مع سؤاله الصارخ من جديد

_"اللعنة انطقي .. من هو؟"
_"(بيير مالك)"
اتسعت عيناه وهو يتراجع للخلف في حدة وطعنة قاسية اخترقت قلبه بينما يهمس
_"(بيير مالك)؟!"
أومأت برأسها وقالت بخفوت
_"هذا كل ما أعرفه عنه .. قالت أنه صديقها وأنها تحتاج مساعدته و.."
رمقها باشمئزاز جعل قلبها ينقبض
_"وأنتِ ساعدتِه ليصل لها وليهربها .. لابد أنكِ من سهلتِ لهما أمر الخروج من هنا"
هزت رأسها نفياً وهي تنظر له من بين دموعها

_"لم أفعل .. لم أعرف أنها ستهرب .. حسناً .. عرفت أنها تريد المغادرة وتوسلتني لأساعدها .. أنا طلبت منها الانتظار لأن حالتها لا تسمح وستكون في خطر لو غادرت قبل أن نصرح لها .. أقسم لك حاولت ثنيها عن الأمر .. كـ .. كنت سأخبرك .. هي كانت بائسة وبدت كغريق يتعلق بقشة وأنا .."
ردد ببرود مرير وهو يرمقها بلوم
_"وأنتِ قدمتِ لها تلك القشة"
أطرقت بألم وهي تلوم نفسها مجدداً لأنها لم تستمع لتحذيرات عقلها ذلك اليوم الذي أتى فيه (بيير) أول مرة ولم تخبر (آدم) بما عرفته .. لا تعرف ما منعها لحظتها .. حاولت إقناع (إيفا) بعدها لكنّ تلك الأخيرة أخبرتها بمرارة أن هذه فرصتها الوحيدة هي و(آدم) لينقذا نفسيهما من الدمار الذي سيلحق بهما لو استمرت علاقتهما .. أخبرتها أن ما تفعله في صالح (آدم) وطفليه وقبلهما صديقتها الراحلة .. كيف كان يمكنها ألا تعدها إذن؟ .. كيف؟ .. رفعت رأسها بوجل مع صوته يقول بسخرية مريرة
_"هل هذا هو انتقامكِ مني (سمر)؟"
نظرت له بارتياع واستنكار ليتابع وهو يهز رأسه

_"أنتِ غضبتِ وكرهتِني لأجل صديقتكِ .. تصورتِ أنني خنت ذكراها وتزوجت غيرها سريعاً بعد أن تعذبت هي في زواجها مني ... كيف أجرؤ أنا الأناني بعد كل هذا أن أفكر في عيش حياتي .. أهنئكِ .. لقد انتقمتِ مني ببراعة"
هزت رأسها وعضت على شفتها تهتف بألم باكية

_"(آدم) .. أرجوك صدقني لم أقصد ما .."
ردد بمرارة

_"لم يعد هناك أي فائدة مما ستقولينه (سمر) .. لقد انتهى كل شيء .. شكراً لكِ"
قالها وتحرك بخطوات ميتة تتبعه عيناها بارتياع قبل أن تلتفت لزوجها الذي هز رأسه وهو ينظر لها بلوم شديد ليقول
_"لقد ارتكبتِ خطأً فادحاً (سمر) ... كان يجب على الأقل أن تخبريني قبل أن تتصرفي من نفسك"
بكت بمرارة وهي تمسك ذراعه

_"صدقني (خالد) .. أنا لم أقصد كل ما حدث .. لم أكن أنتقم منه كما يقول"
تنهد بقوة وقال وهو ينظر للموظفين من حولهما والهمسات المتبادلة
_"لم يعد هناك فائدة من الكلام .. هيا .. يكفي المشهد الذي صنعناه حتى الآن .. تعالي لنلحق بذلك المسكين قبل أن يرتكب مصيبة"
تبعته مرغمة للخارج ليلحقا بـ(آدم) الذي غادر المشفى بخطواته الميتة وقلبه يردد بذهول .. لقد تركته .. لقد رحلت مجدداً .. لقد هربت منه .. مرة أخرى .. فقدها .. لماذا (إيف)؟ .. لماذا؟ .. لماذا تواصلين طعناتكِ عديمة الرحمة .. لماذا كلما اعتقدت أنكِ تستحقين فرصة جديدة للغفران تغافليني بطعنة أشد قسوة .. كان يشعر بانتفاضة قلبه الذبيح وطعنتها تُعاد حية وتنغرس بعمق أكبر من العمق الذي انغرسته قبل سنوات .. لقد رحلت مع حبيبها الفرنسي .. لقد تخلت عنه من جديد .. وهذه المرة ربما لن يمنحه القدر فرصة جديدة ليجدها .. لقد حصل على الفرصة وضيّعها .. ربما للأبد هذه المرة.
*********************

انتهى الفصل الرابع عشر
إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم وتعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.