آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-18, 03:30 AM   #211

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


دخل (منذر) شقته كإعصار غاضب وأغلق الباب خلفه بعنف وهو يشتم قهراً
_"اللعنة عليه .. اللعنة عليك (سامر يزيدي)"
توجه مباشرة نحو البار الذي يتواجد بشقته وصب كأساً من الشراب ليتجرعه مرة واحدة قبل أن يضع الكأس بعنف واتجه بخطوات غاضبة ليلقي بجسده فوق المقعد الوثير وهو يفكر بقهر .. كان يجب أن يخنقه بيديه ذلك اللعين ... عادت كلمات (سامر) تتردد بأذنه وهو يردد بخبث
_"صدقني (منذر) .. كل ما تفعله لن يجعل والدك العزيز يرضى عنك"
أغمض عينيه وهو يتراجع ليستند لظهر المقعد وآلاف الصور والذكريات تهاجم عقله دون رحمة بينما النيران تأكل قلبه .. تباً له .. تباً لهم جميعاً .. عاد صوت (سامر) يردد من جديد
_"أنت مثلي تماماً يا عزيزي .. تضع روحك فوق كفك من أجله كما فعلت أنا لأحقق انتقام عائلتي وهأنذا أدفع الثمن وحدي .. لذا كل الحسابات ماعادت تهمني ... فقط حسابي الخاص ... ربما عليك أنت أيضاً أن تهتم لحساباتك الخاصة .. والدك العزيز وقت الاختيار الجاد لن يضعك في حسابه، صدقني"
كز على أسنانه بقوة يحاول التحكم في بركان غضبه .. لقد قاوم جنونه ومنع نفسه بصعوبة من قتله .. كان غاضباً بما فيه الكفاية بعدما عرف باعتداء رجال (سامر) على (هشام رضوان) وإصراره المجنون على الانتقام من الرجل حتى ولو كان المقابل هو إفساد كل شيء ولفت الأنظار إليهم .. لقد مارس أقصى درجات التحكم في نفسه .. لو ترك العنان لغضبه لأفسد هو كل شيء .. هو مجبرٌ على مجاراتهم حتى يصل لهدفه .. (سامر) يظن أنه يسعى لأن يتقبله والده ويرضى عنه .. هه .. كم هو واهم .. هو يسعى لشيءٍ واحد فقط وسيحصل عليه مهما طال الوقت .. لقد خطط طويلاً وانتظر لسنوات طوال حتى يقترب من هدفه ولن يسمح لأي شيء أن يفسد خطته أو يشتت تفكيره ... أخذ نفساً عميقاً ليقطب حاجبيه عندما التقط رائحة عطر مألوفة في نفس اللحظة التي التقطت أذناه تلك الحركة الخافتة خلفه وقبل أن يفتح عينيه ويلتفت شعر بيدها تلمس وجهه بينما رائحة عطرها أصبحت أقوى عندما مالت لتدفن رأسها جانب عنقه الذي أحاطته بذراعيها وهي تهمس بنعومة
_"حبيبي ... اشتقت إليك كثيراً"
زفر بحدة وهو يمسك بكفيها يفصلهما ويزيح ذراعيها عنه وهو ينهض قائلاً ببرود
_"ماذا تفعلين هنا بالضبط؟"
نظرت له بحزن وهي تقترب منه بجسدها الرشيق وثيابها المغوية
_"ما بك حبيبي؟ .. أتيت لأنني اشتقت لك"
ابتعد عن يديها اللتين لمستا صدره بحميمية وقال وهو يبتعد ويجلس على الأريكة ويتطلع لها من مكانه ببرود
_"أي كلمة من جملة "لقد انتهت علاقتنا" لم تفهميها عزيزتي؟"
اقتربت منه وجلست على ركبتيها أمامه ومدت يدها تمسك كفه وهمست بتوسل
_"(منذر) حبيبي .. أرجوك اسمعني .. أنا لا أستطيع الحياة بدونك .. أرجوك .. لقد حاولت كثيراً الأيام الماضية ولم أحتمل .. شوقي لك أحضرني في النهاية حبيبي"
رفع حاجبيه بسخرية وهو ينظر لها بغير تصديق
_"أحقاً؟"
لمع الألم في عينيها، لكنّه لم يلقي بالاً له .. ليس هو من يصدق دموع النساء .. خاصة النساء اللاتي يعرفهن .. سمعها تهمس وهي تلمس ركبته برجاء
_"صدقني حبيبي .. أنا أعرف أنك قلت أنك لا تعدني بأي شيء وأنك لا تريد الالتزام بعلاقة أبدية، وأنا وافقتك .. أنا لم أعرف وقتها أنني سأحبك (منذر)"
شعرت بتشنج جسده تحت يدها لتتابع بتوسل
_"صدقني .. لقد أحببتك حقاً (منذر) ولا أريد أي شيء سوى البقاء معك"
تطلع فيها بنظراتٍ فارغة للحظات قبل أن يقول وهو يمسك ذقنها بيده ليرفع وجهها في مواجهته
_"ومن المفترض أن أصدقكِ جميلتي؟"
هز رأسه وهو يرى دمعة تسقط فوق خدها فقال بأسف مصطنع وهو يمسحها
_"لا .. لا تبكي عزيزتي .. ما معنى هذه الدموع الآن؟ .. أنتِ تعرفين جيداً أنه لا وجود هنا لأي قلبٍ مكسور .. علاقتنا لم يكن لها علاقة بالقلوب لا من قريب ولا من بعيد .. لذا قلبكِ في أمان كما تعرفين وكما أنا متأكد ... أنتِ دخلتِ هذه العلاقة وأنتِ تعرفين جيداً أنكِ ستخرجين منها رابحة في كل الأحوال .. أنتِ لم تدخلي بقلبكِ جميلتي .. كلانا كانت له حساباته وكلانا استفاد"
_"(منذر) ... أرجوك"
نهض بحدة تاركاً إياها تتطلع إليه من مكانها بينما يهتف
_"أنا لم أخدعكِ (لانا) .. أنتِ اقتربتِ مني وأنتِ تعرفين كل شيء عني .. كنتِ تعرفين عن علاقاتي السابقة وعن كل النساء اللاتي دخلن حياتي وخرجن منها قبلكِ .. أخبرتكِ أنه سيكون عليكِ ألا تتطلعي للبعيد ولا تتوقعي أي شيء مني .. أنتِ اخترت المزايا التي تمنحكِ إياها علاقتنا وحصلتِ على المقابل .. مال ومجوهرات وشقة ثمينة باسمك"
هتفت بألم
_"أنا لا أريد أي شيء من هذا .. خذ كل شيء .. أنا أريدك أنت"
ضحك بسخرية وهو يتطلع إليها من علو وقال بتهكم
_"تريدينني أنا؟ .. حقاً؟! .. تريدين أن أتزوجكِ رسمياً صحيح؟ .. تريدين أن تصبحي زوجة (منذر صفوان)"
همست بضعف
_"أنا زوجتك (منذر)"
هتف بحدة
_"كنتِ .. كنتِ زوجتي بالسر جميلتي ولم تعودي كذلك .. لا تتطلعي للأعلى (لانا) حتى لا تنكسر رقبتكِ عزيزتي حين تسقطين"
هتفت باكية
_"لماذا تفعل هذا بي؟ .. أنا لا أريد سوى أن أبقى جانبك .. أنا أحبك"
مال يمسك بعضديها ويرفعها وهو يهتف بغضب
_"وأنا لا أملك قلباً لأعطيكِ إياه (لانا) ... أنا سواد .. ظلام .. ستضيعين إن أصررتِ على التوغل أكثر .. أنا نار .. جحيم ستحترقين فيه إن واصلتِ الاقتراب أكثر"
احتضنت وجهه واقتربت تقبل وجهه وهي تهمس باكية
_"أنا لا أهتم .. طالما سأبقى معك .. لا يهمني ماذا تكون (منذر) .. لا يهمني أبداً"
أبعدها بعنف لتشهق وهو يهتف بصرامة مخيفة
_"يكفي (لانا) .. قلت لكِ انتهينا .. إن كنتِ تخشين على حياتكِ فابتعدي عني تماماً .. أنا لا أحب أن أتحدث كثيراً .. عندما أقول شيئاً فأنا أتوقع أن يُنفذ فوراً ولا أحب أن يراجعني أحدٌ في قراري، هل تفهمين؟"
تطلعت بفزع فيه عينيه المشتعلتين كبركان وارتجف جسدها لتهمس بخوف امتزج بألمها
_"أنت شيطان"
أغمض عينيه وكز على أسنانه بقوة قبل أن يفتحهما وهو ينظر إليها بقسوة
_"جيد أنكِ فهمتِ أخيراً"
وربت على خدها برقة لا تناسب قسوة كلماته ونظراته
_"أنا شيطان بلا قلب جميلتي .. لذا وجودكِ معي لا معنى له سوى الموت، فهمتِ؟"
تطلعت فيه للحظات من بين الدموع التي غشيتهما والتي تجاهلها تماماً .. يعرف أن سلاح المرأة ضعفها ودموعها وهو لن يقع في فخ أحدهما أبداً .. مسح دمعاتها ببساطة وابتعد عنها قائلاً
_"من أجل الوقت اللطيف الذي قضيناه معاً جميلتي سأسامح تهوركِ وسأتغاضى عن كلامكِ .. لذا أرجو أن تتذكري كلامي جيداً وتمزقي الصفحة السابقة وتبدأي من جديد"
كانت تتطلع له بخواء .. من جديد؟! .. بهذه البساطة؟! .. راقبته يتحرك بهدوء نحو البار ويصب لنفسه كأساً جديداً .. لا يجب أن تلومه .. هو محق .. هي كانت تعرف كل شيء، فلماذا ظنت أنها ستكون مختلفة عمن سبقنّها؟ .. هي لم تستطع مقاومة الوقوع في فخ سحره .. كانت تعرف أنها ستحترق حتماً، لكنّها لم تستطع مقاومة الانجذاب إلى النار .. راهنت نفسها أن تصل إلى قلبه وتحصل عليه دوناً عن كل النساء .. لكنّها كانت واهمة .. لم تستفد شيئاً سوى أنها أثبتت لنفسها كم كانت حمقاء وجعلت من نفسها رقماً جديداً في قائمة نسائها الطويلة .. ابتسمت بمرارة وهي ترمقه بنظرة أخيرة لتتحرك بعدها لغرفة النوم وترتدي ثيابها ونظرت لنفسها بالمرآة نظرة مليئة بالأسف وهي تهمس باكية
_"غبية"
مسحت دموعها بقوة والتقطت حقيبتها وتحركت للخارج لتجده يجلس على الكرسي المقابل للبار يدخن سيجاراً بهدوء لم يفضح شيئاً من البركان الذي يحترق بصدره، واقتربت منه بصمت ووقفت جواره للحظات قبل أن تقول وهي تفتح حقيبتها
_"أنت محق .. دعنا نمزق هذه الصفحة تماماً (منذر) .. وللأبد"
تطلع إليها بنظرة خاوية لتبتسم وهي تخرج شيئاً من حقيبتها وقالت وهي تضعه أمامه
_"هذا مفتاح شقتك حتى تطمأن أنني لن أفاجئك هنا مرة أخرى ... وهذا مفتاح السيارة التي اشتريتها لي بعيد ميلادي .. وهذا مفتاح الشقة التي كتبتها باسمي .. سأعيدهما إليك وبالنسبة للأموال سأحولها لحسابكِ غداً والمجهورات أيضاً سأعيدها لك"
قطب حاجبيه وهو يقول
_"ما هذا بالضبط؟ .. أي لعبة جديدة هذه؟"
ابتسمت بسخرية مريرة
_"ليست لعبة عزيزي .. للأسف أنت تعتقد أن الجميع مثلك .. وأعرف أنك تظنني مثل كل النساء اللاتي سبقنني .. سأتركك لظنونك .. أنا أخبرتك أنني لا أريد أي شيء"
قال وهو يزيح المفتاحين نحوها
_"هذا حقكِ (لانا).. هذا مقابل .."
قاطعته بابتسامة مريرة
_"من أجل الوقت اللطيف الذي قضيناه معاً .. بالضبط .. ولهذا لا أريد شيئاً .. لا أريد أن أتذكر أنني كنت عشيقة رخيصة مللتها بعد بعض الوقت ومنحتها بالمقابل بعض المال والجواهر"
لم ينطق بحرف بينما تتابع
_"لا تقلق .. تعرف أن لدي من مالي الخاص ما يكفيني لأعيش بكرامة ولدي عملي أيضاً"
فتح فمه ليتكلم فوضعت سبابتها على شفتيه وقالت بسخرية
_"لا تقل شيئاً .. شكراً لك على أي حال .. على الوقت اللطيف الذي قضيناه معاً"
خفضت يدها وابتعدت خطوة واحدة تنظر له بتمعن قبل أن تقول بأسف
_"يوماً ما ستنظر خلفك (منذر) فترى أنك وحيد .. ولن تجد رفيقاً سوى خطاياك .. أتمنى ألا تندم وقتها"
قطب حاجبيه بضيق وشيء من الألم نخر قلبه بينما تتابع وهي تخطو مبتعدة
_"وداعاً (منذر)"
قالتها واتجهت نحو الباب وفتحته لتغادر وتغلقه خلفها دون أن تلقي نظرة أخرى تاركةً إياه يحدق في إثرها وكلماتها لا زالت ترن في أذنيه وتحفر نفقاً عميقاً بقلبه وهو ينظر حوله بينما صوتها يتردد يخبره أنه وحيد وسيظل وحيداً لآخر عمره، ورافق صوتها صوتٌ آخر أتى من عمق ذكرياته
_"أنت لست وحدك (منذر) .. أنا سأكون دوماً بجوارك حبيبي .. لن أتركك وحدك .. أنت لن تكون وحيداً أبداً"
صورتها تمثلت أمام عينيه وتضخمت لتحتل المكان من حوله واختنق بينما يراها تزوي أمام عينيه دون أن يملك أن يفعل لها شيئاً .. رأى نفسه وهو يحتضنها بكل قوته ويصرخ بها متوسلاً ألا ترحل وتتركه وحده، لكنّها رحلت .. رحلت وهي حزينة بسببه ومخذولة بعد أن عرفت أنه لجأ للرجل الذي تخلى عنهما .. لجأ إليه وركع تحت قدميه يتوسله أن ينقذها مقابل أي شيء .. ذهب إليه يتوسل المال لينقذ حياتها وباع روحه مقابل أن يفتدي روحها، لكنّها رحلت في النهاية بعد أن خذلها وخطى بقدميه إلى ذلك الطريق الذي حاولت حمايته منه طيلة حياتها .. رحلت بعد أن تلوثت يداه وذلّت قدماه .. خسرها وخسر روحه وقلبه .. رحلت وتركته وحيداً .. أجل .. (لانا) محقة .. هو وحيد .. وحيد تماماً .. شيطان وحيد وملعون .. لن يحصل على الخلاص أبداً .. لا مغفرة لشخص مثله .. صرخ وهو يطوح بيده بعنف ليلقي بالكؤوس والزجاجات لتتحطم فوق الأرض بدوي لينظر بخواء للشظايا التي تناثرت .. لم يعد بيده أن يغير شيئاً .. لقد رحلت وهي غاضبة منه .. لا زالت تزور أحلامه وهي حزينة غاضبة ترفض أن تتحدث معه، لكنّه ما عاد يملك أن يتراجع ... لقد أقسم فوق قبرها أن ينتقم لها ... لقد انتظر لسنواتٍ طويلة ولا زال يسير في نفس الطريق فقط من أجلها .. وقريباً ستكتمل خطته التي انتظر من أجله كل تلك السنين ... قريباً سينتهي كل شيء بانتصاره هو .. قريباً جداً
********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 03:32 AM   #212

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألقى (بيير) جسده فوق الفراش بإرهاق وتطلع أمامه بشرود وهو يفكر .. أين يمكن أن تكون قد اختفت ... لم يهدأ لحظة منذ لامست قدماه أرض المطار .. ذهب رأساً إلى شقتها وأخبره حارس البناية أنها غادرت قبل أيام وهي تحمل حقيبة سفرها وشقتها مغلقة منذ ذلك الحين ... لقد ذهب إلى كل الأماكن التي أخبرته أنها تحب زيارتها .. كان متخوفاً من الذهاب إلى أخيها .. خشي أن تكون قد قررت الاختفاء لفترة دون أن تخبره ويتسبب له بالقلق دون داعي، لكنه لم يحتمل قلقه وهاجسه الذي يخبره أنها حتماً ليست بخير .. لو أنها اختفت بإرادتها لأخبرته هو على الأقل حتى لا يقلق .. لم تكن لتبعث برسالة حمقاء وتغلق هاتفها .. بالتأكيد أصابها مكروه .. قرر أن يذهب لشركة أخيها ويسأله عنها، لكنّه لم يكد يصل إلى هناك حتى وجد الأمور هناك مقلوبة رأسا على عقب .. (هشام) لم يكن بالشركة وما فهمه أن حريقاً ما قد اندلع بأحد المخازن .. غادر عالماً أنه لن يستطيع لقاء أخيها أو ابن عمها في الوقت الحالي وعليه الاكتفاء بجهوده الذاتية حتى يتمكن من لقاء (هشام) وإخباره بالوضع ويبحثا عنها معاً .. تطلع بأسى إلى شاشة هاتفه حيث كانت صورتها التي لامسها بأصابعه في حنان وهو يهمس

_"أين اختفيتِ حبيبتي؟ .. ما كان يجب أن اسمح لكِ بالعودة إلى هنا .. ما كان يجب أن أترككِ تحلقين بعيداً عني ... كنت جباناً ومجروحاً وظننت أنكِ ستجدين سعادتكِ هنا .. سامحيني"

تنهد بحرارة وهو يتراجع ليستلقي على الفراش وأغمض عينيه على صورتها .. (سيلينا) نسمة الحياة التي هبت على عالمه القاسي فجأة لتنتزعه من تخبطه ومرارة أيامه .. كان طفلاً سيئاً لا يتوقف عن إزعاج مشرفات الدار بشراراته وشجاراته ويتلقى العقاب يومياً دون أن يبالي .. الشيطان اللقيط .. هكذا كن يلقبنه مشرفات الدار منذ ألقته والدته بيدها في ذلك المكان اللعين .. احتضنته مرة أخيرة وهي تهمس في أذنه أن يسامحها .. أن الذنب ليس ذنبها ولا ذنبه .. هو ذنب والده الذي خدعها ورحل إلى بلاده متخلياً عنها وعن طفله وتركها تواجه غضب عائلتها المتحفظة .. أخبرته أنها لم تعد تحتمل ولم يعد باستطاعتها أن تعتني به وهي فقيرة .. بكى متوسلاً ألا تتركه وأنه لن يطلب منها أي شيء مجدداً ولن يكلفها شيئاً، لكنّها أخبرته أنها ستعود بعد أن تحصل على المال لتستطيع تربيته جيداً، وغادرت بعدها دون نظرة أخرى ليقضي هو أياماً طوال يبكي منتظراً عودتها حتى أصبح عرضة لسخرية بقية الأطفال بسبب بكائه وجسده الصغير .. مع الوقت أدرك أنها لن تعود وقرر أن يتخلى عنها كما فعلت، وينساها حين سمع المشرفات يتهامسن ذات يوم ليعرف أنها قد قتلت نفسها .. عرف يومها أنها قد تركته للأبد ولن تعود لتأخذه يوماً .. لم يبك يومها .. أقسم أنه لن يفعل أبداً .. لن يكون ضعيفاً ولن يسمح لأحدهم بالسخرية منه .. لن يبكي اشتياقاً لوالدين ألقياه ككمٍ مُهمَل.. لقد تخليا عنه لأنه كان ثمرة محرمة كما سمع إحدى النساء وهي تسبه وبقية الأطفال بعد أن حطمت كرتهم ذات يوم نافذة بيتها ... عرف أنها محقة .. لو أنه لم يكن كذلك، ما كان تركاه وحيداً يقاسي هذا العذاب ... هما لم يحباه .. لأنه لا يستحق الحب .. منذ ذلك اليوم تغير تماماً .. لم يعد يبكي .. لم يعد يسمح لأي شخص أن يتنمر عليه .. كثرت شجاراته وأصبح عنيفاً سيء الخلق مع الجميع حتى أصبح جميع الأطفال يخشونه حتى من يكبروه منهم ... ومرت السنون به ليصبح في مراهقته شيطاناً لا يجيد سوى افتعال المشاكل وإثارة جنون المشرفات .. حتى أتت هي .. فتاة صغيرة ذات خصلات نارية وعينين زمردتين ... ضائعة النظرات خائفة دوماً لا تتوقف عن البكاء ... كانت تصغره بسنوات قليلة .. لم يعرف ماذا أصابه حين رآها .. هي ذكرته بنفسه حين أتى لهذا المكان .. أثارت بداخله شعوراً بالحماية لم يشعره نحو أحدهم من قبل .. ودون أن يدرك كانت عيناه تتبعانها في كل مكان .. دون أن تدرك هي، كان يمنع عنها مضايقات بقية الأيتام ... نظرة واحدة منه كانت كفيلة بإخبار الجميع أنها تخصه وأن عليهم جميعاً ألا يتخطوا حدودهم معها ... وحين تسلل للغرفة التي حبستها المشرفة بها لتعاقبها وتحدث معها لأول مرة .. حين بكت وأخبرته أنها ليست لقيطة وأن أبويها ماتا وحين ضمها لتبكي بين ذراعيه أدرك أن هذه الفتاة ستصبح جزءاً من حياته للأبد وأقسم أنه سيحميها ولن يدع أي أذى يقربها ... زفر بحرقة وهو يفتح عينيه متطلعاً للسقف ... لقد فشل في أن يبر بقسمه مراراً ... لم يستطع حمايتها حين عاقبتها المديرة بقسوة ذات يومٍ وأمرت بحبسها في غرفة مظلمة بعد أن أمرتهم بقص خصلاتها الجميلة لتتوقف بعدها (سيلينا) عن البكاء وتتحول لفتاة أخرى صامتة ومظلمة كأنما انطفأت الجذوة الأخيرة من روحها .. وفشل عندما أخذها (كارل) من الملجأ وهرب هو لاحقاً بهما ليُهرِبها من قصره، لكنّه فشل ووقع في قبضة (كارل) ليتحول بين ليلة وضحاها لأحد رجاله .. فقط ليبقى بجوارها ... فشل حين لم يستطع حمايتها من (كارل) الذي حولها لامرأة عابثة تتلاعب بقلوب الرجال وتحطم سمعتهم دون أن تهتم لروحها التي تتلوث في كل مرة تدخل إلى حياة رجل ... كان يتمزق غيرة ويحترق قلبه ألف مرة دون أن يملك أن يمنعها بعد أن أخبره (كارل) أن المقابل الوحيد ليمنعها مما تفعله هو أن يقتلها ... كان عليه أن يراها ويتعذب برؤيتها وهي تستخدم جسدها في إغواء الرجال أو يُسلمه (كارل) جثتها بعد أن يقتلها بأبشع طريقة وكان يعرف أنه عند كلمته وأنها لا تمثل لذلك الشيطان المجنون سوى ورقة رابحة يزيح بها خصومه عن الطريق ... كان يتعذب وهو يمنع نفسه كل مرة من ارتكاب جريمة قتل، يُصبر نفسه أن يعمل على خطته حتى يُمسك بعنق (كارل) بين يديه ويهرب بها بعيداً عنه، لكنّها سبقته وهربت وحدها لتخبره بعدها أنها تحرره من القيد الذي يربطه بها ليحيا كما يستحق .. أي حياة تلك التي كانت تقصدها .. حياته لم تبدأ إلا بعد أن التقاها .. هو أصبح يحيا فقط من أجلها .. توسلها كثيراً أن تعود خشية أن يعثر عليها (كارل) ويؤذيها .. لم تكن خطته قد اكتملت ولم يكن ليستطيع التخلص من تهديده لهما، لذا منحها الوقت الكامل حتى تعود بنفسها وحين عادت أخيراً، أدرك أنه قد فشل مجدداً في حمايتها حين عادت بقلبٍ محطم بعد أن وقعت بحب رجل آخر .. لماذا أغلقت قلبها عن حبه ولم تتوقف يوماً عن إخباره أنها أبداً لن تقع بحب رجل وتعيد مأساة أمها وازدادت يقيناً من نظريتها بشأن الرجال حين عرفت بحكايته هو الآخر ... كان راضياً أنها استثنته من قائمة الرجال الذين وصمتهم جميعاً بالخيانة .. ما عداه هو .. لكنّها أبقته في خانة الصديق والأخ .. كان راضياً .. واكتفى بوجوده قربها بعد أن أوضحت له أنها لا تستطيع أن تمنحه أكثر مما فعلت ولا أي رجل غيره .. لماذا فتحت قلبها إذن لرجل آخر؟ .. رجل لم يمنحها سوى طعنة غادرة وحطم قلبها وعاد لبلاده تاركاً إياها حاملاً بطفله، كما فعل والدها ووالده هو أيضاً ... لقد شعر أنها انتزعت قلبه من بين ضلوعه ومزقته إرباً وهي تبكي بين ذراعيه تشكو غدر ذلك الآخر .. لم يعرف عنه أي شيء سوى جنسيته واسمه ... كرهه دون أن يعرفه حتى ... يكفي أنه كسر قلب حبيبته وآذاها بهذه الطريقة وأعاد دموع عينيها اللتين كانت قد توقفت عن ذرفها لسنوات طويلة ... يكفي أنه ذكره بوالده العربي الذي حطم قلب والدته وتركها تعاني وحدها عاقبة ذلتها معه .. وعدها أن كل شيء سيكون بخير وأنها ستتجاوز ذلك الوغد وستعود أقوى وهو لن يتركها أبداً .. وحين علم بحملها لم يتردد لحظة وعرض عليها الزواج، لكنّها رفضت من جديد وأخبرته أنها لا يمكن أن تورطه أكثر من ذلك في حياتها .. ورحلت من جديد لتبحث عن ذلك الرجل .. أخبرته أنها ستبحث عنه وستصلح كل شيء بينهما لأن طفلتها تستحق أن تنشأ بين والديها وأنها لا يمكن أن تجعلها تعيش المأساة التي عاشتها ... وتحطم قلبها أكثر حين تأكد لها أن قصتهما انتهت للأبد وأن طفلتها ستنشأ دون أب .. عزاؤه الوحيد كان أنها قد عثرت على أسرتها الحقيقية رغم أنها لم تسامح والدها أبداً، لكنّه تأكد أن أخيها (هشام) تمكن من إذابة بعض جليد قلبها وبطريقة ما أثر فيها وجعلها ترضى بالبقاء ... كان يعرف أنها رغم كراهيتها لوالدها الذي تخلى عنها كانت تحتاجه في حياتها بأي طريقة .. كانت تريد البقاء بقربه ولو ادعت العكس، ولو لعنته في كل لحظة، لكنّها كانت تحتاجه خصوصاً بعد ما مرت به ... التقط مشاعرها في صوتها حين كانت تتحدث معه ... (سيلينا) كانت تشبهه بدرجة رهيبة .. لذا كان قادراً على الإحساس بحقيقة مشاعرها ... لقد احتمل وجودها بعيداً محاولاً إقناع نفسه أنها عادت لوطنها وعائلتها ... وها هو يكتشف من جديد أنه كان مخطئاً وأنه ما كان أن يغفل عن حمايتها مهما كان .. صحيح أنه حماها من (كارل) وساومه على حريتها وحريته هو الآخر، بعد أن اكتملت خطته التي قضى سنوات ليصل إليها ووضع يده على وثائق كافية لتضعه خلف القضبان .. ليس هو وحسب بل كل أعدائه .. تحرر أخيراً واستقل بحياته وبدأ عملاً شريفاً .. لكن كيف يمكن أن يطلق على حياته هذه حياة وهي ليست معه .. ليته يملك الشجاعة ليفرض عليها حبه ويقيدها ويجبرها على أن تنسى ذلك الوغد تماماً ويمحو أثره من داخلها .. ضرب الفراش بقبضته بحرقة ... هو متأكد أن ذلك الرجل هو السبب وراء اختفاءها ... يعرف أنها ردت له طعنته بأخرى أسوأ منها وأنها كانت تخشى أن يعثر عليها ... تباً .. كان يجب أن يجبرها على السفر من هذه البلاد والعودة لتكون تحت ناظريه .. لا .. بل كان يجب أن يترك هو كل شيء ويأتي ليكون معها ... ما كان عليه أن يستمع لها وهي تصر على أنها قادرة على العناية بنفسها وأن أخيها معها ولن تتأذى في وجوده .. وماذا كانت النتيجة؟ .. فات وقت الندم (بيير) .. فات الوقت .. عليه الآن أن يعثر عليها وسيأخذها ويبتعد عن هنا تماماً وسيكسر رأسها لو عاندت .. لن يتركها تؤذي نفسها أكثر .. عليه أولاً أن يجدها قبل أن يصيبها أي أذى .. لكن أين يمكن أن تكون .. رفع الهاتف لينظر لصورتها وقربها لفمه يقبلها وهو يهمس برجاء

_"كوني بخير من أجلي حبيبتي .. كوني بخير حتى أصل إليكِ"

******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 03:34 AM   #213

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تقلبت في الفراش وهي تتأوه بألم وقد أصبح وجع جرحها أشد ليوقظها من الغيبوبة القصيرة التي ذهبت فيها وشعرت بسخونة شديدة في موقع الجرح .. عضت على شفتها تحاول منع الدموع التي تساقطت على خديها من شدة الألم وهمست بضعف وهي تتحسس الفراش بيدها

_"(آدم) ... أين ذهبت؟ .. أرجوك .. تعال .. أنا أحتاجك .. لا تتركني هكذا أرجوك"

ارتجف جسدها وفتحت عينيها تتطلع بتشوش حولها ولمحت الظلام من حولها بينما يتسرب الهواء البارد عبر النافذة المفتوحة .. حاولت تحريك جسدها، لكنّها شعرت أنها مقيدة بسلاسل للفراش ولم تستطع تحريك عضلة واحدة لتبكي بضعف وجسدها يرتجف برداً وألماً .. أغمضت عينيها مع اشتداد الدوار من جديد وهي تهمس بألم

_"لماذا تفعل هذا بي (آدم)؟ .. أنت من خنتني أولاً .. لماذا تعاقبني على ذنبك؟ .. أنت عذبتني ومزقت قلبي .. أنت مثله تماماً .. لن أسامحكما"

كان وعيها ينزلق للظلام رويداً بينما تواصل هلوساتها حتى شعرت بيد رقيقة تمسح على شعرها وصوت دافيء يهمس بحنان

_"(سديم) صغيرتي .. لا تبكي .. أنتِ قوية حبيبتي .. قاومي"

همست بضعف وهي تحاول أن تراه

_"أبي"

احتضنها بحب وهو يهمس

_"أنا هنا صغيرتي"

هتفت وهي تحاول الابتعاد عن عناقه ليمنعها ضعفها، ولرعبها منعتها مشاعرها ورغبتها أن تحظى بحضنه الذي حرمها منه طويلاً

_"لا ... ابتعد .. لا تقترب مني .. أنت سبب كل ما حدث لي"

شعرت بدموعه تسيل فوق خدها بينما يحتضنها بقوة

_"سامحيني صغيرتي .. لم يكن بيدي .. كنت مضطراً حبيبتي"

ضربت صدره بيدها بقهر وهي تهتف

_"لم يكن بيدك؟! .. لم يكن بيدك أن تتخلى عني وترميني جانباً كخرقة بالية؟ .. كنت مضطراً أن تحطم قلب أمي وتتسبب في موتها حزناً؟ .. أنا أكرهك ولن أسامحك أبداً .. أبداً"

رغم كلماتها وجدت نفسها تنهار باكية بين ذراعيه وهي تضم نفسها لحضنه بقوة بينما تسمعه يهمس باكياً

_"أنا آسف صغيرتي ... سامحي والدكِ العجوز الذي تعذب من دونكِ كل هذه السنوات"

ضربت صدره من جديد وهي تردد بحرقة

_"لا تكذب .. لا تدعي أنك تحبني .. أنت تخليت عني أنا ووالدتي .. تخليت عنا .. لقد تركتهم يؤذونني .. لو أنك أحببتني لما تركتهم يفعلون بي كل ما فعلوه ... أنت سبب كل ما حدث .. أنت من دمرت حياتي .. لماذا فعلت هذا بي؟ .. لماذا؟"

احتضنها أكثر وقبّل رأسها هامساً بألم

_"يوماً ما ستعرفين الحقيقة صغيرتي ... ستعرفين أنني لم أقصد أن أتخلى عنكِ أبداً ... ستعرفين أنني أحببتكِ دائماً كما أحببت أمكِ من قبل ... أنا لم أنسكما أبداً ... أبداً .. سامحيني (سديمي) .. سامحيني يا صغيرتي .. أرجوكِ"

استمرت في البكاء وهي تتشبث بحضنه أكثر حتى شعرت به يبتعد عنها فهتفت تناديه

_"أين تذهب؟"

نظر لها بأسى لتهتف بغضب

_"لماذا تتركني مرة أخرى؟ .. ألم تكتف من الهرب؟ .. ألا زلت تخشى أن يعرف الناس بوجودي؟"

نظر لها بلوم للحظة قبل أن يهمس بأسى وخياله يبتعد

_"لم يعد يمكنني البقاء بجواركِ .. عليّ الذهاب .. للأسف لم يمنحني القدر الفرصة لأعوضكِ عن غيابي كل هذه السنوات"

اتسعت عيناها وهي تراقبه يبتعد مجدداً فرفعت كفها وهي لا زالت تشعر بجسدها مشلولاً عن الحركة وهتفت باكية

_"لا تتركني ... خذني معك أرجوك .. لا ترحل أبي .. لا تحرمني منك مجدداً ... أنا آسفة .. آسفة لأنني كنت سيئة وقاسية معك .. سامحني لأنني رفضت أن استمع إليك وأبعدتك عني كل هذا الوقت حتى حُرمت منك مرة أخرى ... سامحني وخذني معك ... لا أريد أن أبقى في هذا العالم القاسي .. لقد اكتفيت منه ومن عذابه .. لا أريد أي شيء منه .. لا أريد البقاء فيه لحظة أخرى .. جميعكم رحلتم وتركتموني .. خذني معك أرجوك .. لا تتركني هنا"

لمحت دموعها تسيل بعجز وهو ينظر لها من مكانه وهمس بينما خياله يبتعد

_"سأنتظر حتى تغفري لي (سديم)"

واصلت توسلها له أن يتوقف وهي ترى ابتعاده حتى اختفى تماماً لتنفجر باكية بعنف وهي تهتف

_"لماذا رحلت مرة أخرى؟ .. لماذا لم تنتظر حتى أسامحك؟ .. لماذا حرمتني منك للأبد؟"

لمحت أشباحهم تتجمع حولها فهتفت بحرقة

_"لماذا تركتموني جميعاً؟ .. لماذا؟"

كان جسدها يرتجف من البرد بينما هلاوس الحُمى التي بدأت تجتاح جسدها تسيطر على عقلها الذي اشتعل بكل ذكرياتها الأليمة كأنما الألم الرهيب الذي انتشر من جرح فخذها جعل عقلها الباطن يطلق العنان لكل مخاوفها وآلامها ... اختفت أشباحهم جميعاً ليبقى هو وحده ينظر لها بتخبطٍ واضحٍ في عينيه .. رأت بوضوح كيف يصارع نفسه ممزقٌ بين عشقه لها وبين كراهيته ورغبته في الانتقام، فرفعت يدها نحوها وهمست

_"لا تتركني أنت على الأقل (آدم) .. أنا أحتاجك حبيبي .. أرجوك أنا أتألم"

عضت على شفتها وهي تهمس لنفسها أن كراهيته ستتغلب على حبه وسيتركها في النهاية لتموت وحدها بعد أن تتعذب من الألم والحُمى ... أغمضت عينيها وتركت نفسها تستسلم للموت الذي يقترب منها حثيثاً، لينتفض جسدها بخفوت حين شعرت بجسده يندس خلفها وذراعيه تحيطان بخصرها ليشدها إلى صدره ويحتضنها باعثاً بالدفء إلى جسدها الذي كاد يتجمد من البرد وهو يهمس قرب أذنها

_"أنتِ تمرضين بسهولة (إيفا)"

بدا أن الألم كله اختفى كأنه لم يكن لتبتسم من بين دموعها هي تهز رأسها واحتضنت يداه بكفيها وشدت نفسها لأحضانه أكثر تدفن نفسها داخل دفئه وهي تهمس

_"يكفي أن تكون بقربي (آدم) لتختفي كل آلامي"

شعرت بابتسامته المدفونة بعنقها فابتسمت وهي تشعر بالظلام ينجلي من حولها وتغير المكان من حولها لتجد نفسها في غرفة نومهما .. لقد كانت تحلم إذن .. التفتت بجسدها لتصبح في مواجهة وجهه المبتسم بحب ورفعت يديها تتحسس بإحداهما وجهه وبالأخرى نبضات قلبه وهمست بهُيام

_"هل تعرف أنني لا أمانع أن أُصاب بالمرض كل يوم إن كنت سأحظى باهتمامك هذا"

ضحك وهو يميل ليتحسس جبينها بجبينه

_"عرفت الآن ... أنتِ تتعمدين المرض لأبقى جواركِ ولا أذهب لأي مكان"

ضحكت وهي تدفن وجهها في صدره ليتنهد متابعاً بقلة حيلة

_"بهذا المعدل لن أنتهي من هذه البعثة، لنسافر ونعود معاً إلى وطني حيث تنتظرنا عائلتي بشوق"

رفعت رأسها تهمس بوجل

_"عائلتك؟ .. هل ستأخذني معك لأقابل عائلتك يا (آدم)؟"

ضرب رأسها بيده بخفة لتتأوه وتزم شفتيها كالأطفال

_"هل أنتِ حمقاء؟ .. أنتِ زوجتي يا غبية .. هل تظنين أنني سأترككِ هنا وأرحل وحدي؟"

تسللت الدموع لعينيها ليهمس بلوم وهو يقترب ليمسح دموعها بشفتيه

_"لقد أصبحتِ عاطفية جداً هذه الأيام (إيف) .. لماذا البكاء حبيبتي؟"

هزت رأسها وهي تهمس

_"لا أدري .. خفت أن .."

لمحت نظرة حزينة بعينيه عندما فهم ما أرادت قوله ليقول وهو يحتضنها بتملك

_"أنتِ زوجتي (إيفا) .. ومكانكِ الطبيعي والأبدي هو معي .. في أي مكان سأذهب إليه ستكونين معي"

سالت دموعها وهي تنظر إليه بينما اعتدل قليلاً ليضع رأسها على الوسادة ومسح على شعرها برقة شديدة وقال وهو ينظر في عينيها

_"حيث يكون (آدم) تكون (إيف)، صحيح؟"

ابتسمت من بين دموعها بعشق وهي توميء برأسها ورفعت يديها تحيط عنقه بهما وتشده إليها لتهمس قرب شفتيه

_"وحيث تكون (إيف) .. يكون (آدم)"

أغمضت عينيها تستقبل قبلته بعشق مماثل واستسلمت لتيار حبه الذي جرفها بعيداً بينما تنتشلها ذكرياتها معه لبعض الوقت بعيداً عن ذلك الألم الذي ينبع من جرحها وأشعل جسدها بالحُمى بينما الهواء البارد يشتد ويعصف بالنافذة المفتوحة على مصراعيها ليتسرب للداخل ويغمرها وقد غابت تماماً عن الوعي في هلاوس ذكرياتها مع الرجل الوحيد الذي يملك قلبها في هذا العالم ...

******************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 03:37 AM   #214

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غادر (آدم) سيارته وتحرك بخطوات سريعة نحو السُلم الخارجي لقصر عائلته وصعده بخطوات سريعة وهو يتحدث في هاتفه

_"نعم يا (خالد) ... لا .. لا تقلق .. كل شيء على ما يرام فكف عن اتصالك بي .. لا تخف .. لن أذهب بقدمي لحبل المشنقة .. بالله عليك توقف يا رجل ستصيبني بالجنون وصدقني لو قتلت أحدهم فلن يكون سواك .. هيا سأغلق الهاتف فقد وصلت للقصر .. جدي يريدني في أمرٍ هام"

ودعه وزفر بحنق ... (خالد) سيصيبه بالجنون كما سيفعل (جاك) الذي لم يتوقف هو الآخر عن الاتصال به منذ عرف بعثوره على (إيفا)، ليطمأن إلى أنه لم يرتكب جريمة تودي به للإعدام ... تباً لهما .. بالتأكيد لن يقتل سواهما إن استمرا فيما يفعلانه ... لا ينقصه قلقهما ووسوساتهما الآن .. فليرى ما الأمر العاجل الذي جعل جده يأمر والده أن يتصل به ويخبره أن يترك كل شيء ويأتي ولو كانت حياته على المحك ... من صوت والده أدرك أن الأمر خطير وأن جده ربما غاضب ... ما السبب الذي يمكن أن يطلبه جده من أجله .. توقفت خطواته عند مدخل الباب الرئيسي وهو يفكر بذعر ... هل وصل الأمر لجده بطريقة ما؟ .. ابتلع لعابه بصعوبة وهو يفكر .. هو لا يستطيع أن يخدع جده .. لا أحد يستطيع أن يخدع (رفعت هاشمي) .. بنظرة واحدة يمكنه أن يدرك صدق من يقف أمامه ... بالتأكيد سيعرف أنه يخفي شيئاً ما .. أخذ نفساً عميقاً .. لا .. يجب أن يهدأ .. جده لن يجبره على الاعتراف بما لا يريد .. لقد حاول معه من قبل ولم يستطع ... غامت عيناه وهو يتذكر قبل سنوات حين عاد محطم القلب بعد خيانتها له وطعنتها التي وجهتها لقلبه ورجولته ... تذكر بأسى مواجهته مع جده الذي أقلقه عودة حفيده بوجه غير الذي غادر به وكان واضحاً للجميع أن شيئاً ما قد حدث معه في سفره ... لم يجبره وقتها على أن يبوح بما في قلبه عندما شعر أن جُرحه أكبر من أن يخبر أحداً به حتى ولو كان جده الحبيب .. وهذه المرة أيضاً لن يفعل .. لن يجبره على الاعتراف بما لا يريد .. يعرف أنه سيمنحه نصيحته كما فعل بالماضي ويخبره أنه سيكون موجوداً دائماً من أجله وقت أن يحتاج إليه ... تفكيره بعث شيئاً من الثقة بعروقه فدلف عبر الباب إلى الداخل وهو يتنفس بقوة ... لم يكد يدخل حتى اندفع نحوه الإعصار الصغير متمثلاً في صغيرته التي بالتأكيد سمعت صوت سيارته فأسرعت لتستقبله كعادتها .. ابتسم وهو يراها تهبط درجات السُلم بسرعة وهي تهتف بسعادة

_"بابا .. حبيبي .. لقد عدت"

اتسعت ابتسامته وهو يستقبل اندفاعها في حضنه وضمها إليه بقوة واشتياق وقبّل خدها في حنان وهو يقول

_"اشتقت إليكِ كثيراً يا قردتي الشقية"

قبّلت خده بقوة وهي تهتف ضاحكة

_"وأنا أيضاً اشتقت إليك بابا .. كثيراً جداً"

تحرك للداخل وهو يحملها وسألها ضاحكاً

_"أين (رامي) حبيبتي؟ .. لماذا لم يأتِ هو الآخر كعادته؟"

أشارت بيدها قائلة

_"هو و(حمادة) يرسمان مع الجدة (ثريا)"

ومالت تهمس في أذنه كأنما توحي بسر خطير

_"سأخبرك شيئاً لكن لا تخبره .. أنا أحب رسمات (حمادة) أكثر .. (رامي) لا زال سيئاً بالرسم"

قرص خدها بلوم وقال وهو يضعها أرضاً

_"هذا لأن شقيقكِ لا زال يتعلم يا شقية ويجب عليكِ كشقيقته أن تشجعيه حتى يتحسن، اتفقنا؟"

هزت رأسها ليبتسم متابعاً

_"حسناً.. وأنتِ ماذا كنتِ تفعلين؟"

أمسكت إحدى يديه وقالت بينما تتقافز بحماس

_"كنت ألعب مع دميتي الجديدة ... (سيف) أحضر لي واحدة جديدة عندما أخبرته .. انتظر سأحضرها لتراها"

وصلته ضحكة (سيف) الذي كان يقترب لحظتها وخلفه (هاميس) التي تطلعت إليه بنظرة غريبة بينما تزم شفتيها ... ما بها هذه الفتاة؟ .. منذ أيام وهي ترمقه بنفس النظرات الغريبة .. لماذا تتصرف هكذا وكأنه قتل لها عزيزاً؟ .. انتبه لصوت (سيف) يقول

_"عليك أن تنتبه لابنتك قليلاً (آدم)"

التفت له بقلق تسرب سريعاً لتحل محله ابتسامة وهو يسمعه يقول

_"ابنتك تتحول بسرعة رهيبة لتصبح نسخة من شقيقتك المجنونة ... لقد ابتزتني تقريباً لأحضر لها دُمية جديدة رغم أنني اشتريت لها اثنتين قبل فترة قصيرة"

ضحك (آدم) محاولاً تجاهل نظرات (هاميس) المدققة وعينيها اللتين ضاقتا وهي تنظر إليه بتنمر حتى كاد يفقد أعصابه ويسألها ماذا حل بها أو يضربها على رأسها بشدة، لتتوقف عن نظراتها التي يمكنها أن تصيب أي شخص بانهيار عصبي .. أوقفه عن تنفيذ أفكاره خطوات صغيرته التي سبقها هتافها المرتفع وهي تلوح بدُميتها بينما يقول (سيف)

_"لم ترضى بأي دُمية .. لقد طلبت واحدة بمواصفات خاصة .. هل تعرف كم كلفتني من وقت وجهد حتى أجدها لها؟"

هز (آدم) رأسه وهو يضحك على تعابير (سيف) العابسة، قبل أن تختفي ضحكته فجأة وتوقف قلبه وهو يرى ما تحمله (رفيف) التي توقفت أمامه ورفعت دُميتها أمام عينيه اللتين اتسعتا بألم وهو ينظر للدمية نارية الشعر بعينيها الزمرديتين والجناحين الشفافين خلف ظهرها

_"انظر بابا ... أليست جميلة؟ ... ألا تشبه حورية النار؟"

خفق قلبه بعنف وعيناه معلقتان بالدمية في ذهول واضح جعل (هاميس) تقطب في شك ازداد وهي تسمع (سيف) يقول بعد أن أطلق صفيراً مستمتعاً

_"حورية النار؟ ... فهمت الآن سبب إصرارك يا مجنونة إنها تشبهها فعلاً"

راقب ابنته تحتضن دميتها بعد أن قبّلتها بحب وهي تقول ببراءة وهي تنظر لوالدها

_"إنها صديقتي .. أنت تتذكرها بابا .. أنت قلت أنك رأيتها .. هل أخبرتك أنها ليست غاضبة مني فعلاً؟"

وجد نفسه يهز رأسه دون وعي بينما صدره يختنق بأنفاسه وعيناه لا زالتا معلقتان بخصلات الدُمية متذكراً أخرى تشبهها كاد يضيع بينها مجدداً ويستسلم لاشتياقه ورغبته ليشعر بملمسها ولازال قلبه مشتعل بتلك الرغبة وبجنون، كأنما كان ذلك الاشتياق ينتظر فقط أن يشعر بملمسها من جديد حتى يتحرر بكل قوته وجنونه .. سمع صوت (رفيف) يتردد

_"لماذا لم تحضر لزيارتنا مرة أخرى بابا؟ .. هل أخبرتها أنني أريد رؤيتها؟"

قطب (سيف) وهو يرى تغير وجه (آدم) وحالته الغريبة فقال بسرعة محدثاً الصغيرة

_"بالطبع حبيبتي ... ستأتي بالتأكيد لتراكِ ... لابد أنها مشغولة كثيراً في أرض الحوريات وما أن تتفرغ ستأتي لزيارتكِ"

ورمق (آدم) بنظرة أخرى ليقترب بعدها من (رفيف) وينحني مربتاً على شعرها ويقول بحنان

_"إذن صغيرتي .. لماذا لا تذهبي لتضعي دُميتك في الفراش؟ .. لابد أنها تشعر بالنعاس بعد أن لعبتما كل هذا الوقت"

ابتسمت وهي تهز رأسها موافقة ولوحت لهم مودعة وتحركت مسرعة نحو غرفتها دون أن ينتبه (آدم) الذي أفاق من شروده على تربيتة (سيف) على كتفه وهو يقول

_"(آدم) ... هل أنت بخير؟"

انتفض جسده بخفوت وسمعه يقول

_"أين ذهبت يا رجل؟"

تنفس بقوة وقال

_"أنا بخير .. أشعر بالتعب .. كان العمل شاقاً بالشركة اليوم .. سأذهب لأرتاح"

لم يكد يتحرك خطوة حتى أتاه صوت (هاميس) تقول ببرود

_"جدي ينتظرك في غرفته يا (آدم)"

توقف مكانه لحظة التفت بعدها ينظر لها وقد كتّفت ذراعيها وقطبت حاجبيها بتجهم فهز رأسه متجاهلاً أياً ما كان ما تفكر فيه وتحرك للاتجاه الآخر حيث غرفة جده تتبعه أعينهما في شك لم تتمالكه (هاميس) فهتفت ما أن اختفى عن ناظريهما

_"فليقطع ذراعيّ إن لم تكن شكوكي في محلها"

التفت لها متفاجئاً بهتافها وهز رأسه وهو يقترب مستغلاً انشغالها في أفكارها وهمس وهو يميل قليلاً ليوازي طولها ويقترب من وجهها

_"فيما تفكرين بالضبط حبيبتي؟"

هتفت بنزق وهي تلتفت نحوه

_"(آدم) متغير منذ أيام .. أشك أنه .."

قطعت جملتها فجأة عندما وجدت وجهها بقرب وجهه لدرجة خطيرة وعيناها تتطلعان بعينيه مباشرة لتحتبس أنفاسها بينما يتابع بهمس خطير

_"تشكين أنه .."

ضاعت في عينيه لتهمس بتهدج

_"أشك أنه .."

منع نفسه من الابتسام بصعوبة حتى لا يجعلها تفيق من شرودها فيه .. العنيدة التي يحاول معها دون جدوى أن تستسلم وتقرب موعد زفافهم .. القاسية عديمة الشفقة .. تطلع في عينيها بحب ولم يلبث أن نسى مشاكسته لها تماماً وهو يضيع مثلها في سحر المشاعر التي تدفقت بينهما والتي لم ينقذهما من أسرها سوى صوت (رجاء) الذي تردد قربهما وهي تقول بصوت هاديء

_"(هاميس)"

شهقت وهي تبتعد عن (سيف) الذي اعتدل مستقيماً وابتلع لعابه بحرج واحمر وجهاهما وهما يلتفتان بخجل نحو (رجاء) التي كانت تقف بقربهما تتطلع إليهما بوجه خالٍ من التعابير للحظات جعلتهما يتجمدان قلقاً وحرجاً وقبل أن يفتح أحدهما فمه معتذراً قالت بجمود

_"يبدو أنني سأصمم على رفض زواجكما"

بهت الاثنان وهما ينظران لها وفتح (سيف) فمه ليعترض لولا أن ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها وهي تقول مشيرة له

_"سيكون عليك أن أولاً أن تشتري شقة لتتزوجا بها بعيداً عن هنا، فبالنظر لما رأيته الآن لن يكون جيداً أن تتزوجا هنا خاصة في وجود الصغار"

وتحركت مبتعدة تحت أنظارهما الذاهلة وهي تتابع

_"لا أريد أن تُفسدا أخلاق حفيديّ"

هتفت (هاميس)باعتراض وقد استطاعت أخيراً التخلص من ذهولها

_"أمي"

هزت رأسها وهي تبتسم بخفوت لتتسع عينا (سيف) أكثر خصوصاً عندما التفتت إليه قائلة بتهكم

_"وأنت (سيف)"

هتف بسرعة

_"نعم"

رفعت سبابتها محذرة

_"تهذب قليلاً وإلا .."

ابتلع لعابه عندما قطعت جملتها فجأة تاركة تهديدها لخياله، وابتعدت أمام عينيه المتسعتين اللتين تعلقتا بابتسامتها الخفيفة التي كانت تحاول إخفاءها بصعوبة بينما قطبت (هاميس) وهي تهمس بنزق

_"أرأيت أيها الوقح؟ .. دائماً تسبب لي المشاكل وتجلب لي اللوم"

تحركت لتبتعد لولا أن أوقفتها قبضته التي أمسكت بمرفقه وهو يهمس اسمها لتلتفت نحوه مجيبة بحنق

_"نعم"

همس قائلاً بشرود

_"قبليني بسرعة"

تراجعت للخلف مصعوقة وهي تهتف

_"ما .. ماذا قلت؟ .. هل جُننت؟"

هز رأسه وهو يتطلع حيث اختفت (رجاء) وهمس بإصرار

_"(رجاء) هانم كانت تمزح معي للتو، صحيح؟ .. قبليني بسرعة لأصدق أنه ليس حُلماً"

رمقته بنظرة قاتلة لتقترب وتغرس كوعها في خصره بكل قوتها، ليتأوه بألم بينما تقول

_"تقصد .. اقرصيني لأصدق أنه ليس حُلماً"

ارتفعت على أطراف أصابعها وقرصت أذنه ليتأوه بافتعال بينما تقول

_"والصراحة مع وقاحتك هذه يجب أن تقول .. اصفعيني بقوة"

ضحك وهو يتناول يدها ويشدها قليلاً لتشهق بينما يضع كفها برقة على خده ويهمس بحب

_"هذه الكف الرقيقة التي مثل الورد في نعومته لم تٌخلق للصفع حبيبتي"

اتسعت عيناها وشهقت عندما حرك كفها ليلامس بها شفتيه وهو يتابع بغمزة وقحة

_"لقد خُلقت للغزل والقبلات جميلتي"

أطلقت شهقة أعلى وهي تسحب كفها وقد اشتعل خداها وهتفت بحنق

_"أيها الوقح ... لقد حذرتك من أن .."

تراجعت مع اقترابه وهو يميل قائلاً

_"للأسف ذاكرتي ليست جيدة حين يتعلق الأمر بتحذيراتكِ التي لا تملين منها"

كزت على أسنانها بينما تحاول التحكم في خجلها وخفقات قلبها الذي يستجيب بحماقة لغزله كالعادة وهتفت تواري مشاعرها

_"حسناً سأخبرك مرة أخيرة ... إن لم تتوقف عن وقاحتك (سيف) فاحلم أن نتمم الزاوج قبل عشر سنوات على الأقل"

قالتها وتحركت مسرعة بينما يهتف خلفها معترضاً

_"هييه .. (ميسا) .. هل جُننتِ؟ .. عشر سنوات؟ .. أنتِ تحلمين .. أمامكِ للشهر القادم وإلا سأختطفكِ وأتزوجكِ رغماً عنكِ"

توقفت أعلى السُلم وأخرجت لسانها له وهي تقول مغيظة

_"فلتجرؤ وتفعلها"

صرخت فزعاً عندما تحرك مدعياً اللحاق بها ليعاقبها، فضحك وهو يهز رأسه وتابعتها عيناه بحب حتى اختفت تماماً لتخفت ابتسامته رويداً وعاد يلتفت باتجاه غرفة جده وعقله يستعيد حالة (آدم) ويربط بينها وبين تلك الفاتنة نارية الشعر التي كانت بحفل الزفاف ... يعرف أين ذهبت (هاميس) بشكوكها، فنفس الأمر خطر بباله ... (آدم) تغير منذ حفل الزفاف ومن الواضح أنه التقى تلك المرأة وهي السبب في حالته .. ماذا حدث بينهما يا تُرى؟ .. هل للأمر علاقة بسبب استدعاء جده العاجل لـ(آدم)؟ ... تذكر وجه جده الذي تغير عندما تلقى اتصالاً ما ليطلب بعدها من خاله (أمجد) أن يتصل بابنه فوراً ويأمره أن يترك كل شيء ويأتي في الحال .. تنهد بقوة وهو يهمس

_"أياً كان السبب فلابد أن (آدم) يواجه وقتاً عصيباً مع جدي .. كان الله في عونه"

تنهد بقوة وهو يهز رأسه طارداً أفكاره ونظر في ساعة يده .. ستصل (سؤدد) من سفرها خلال ساعات وحينها سيكون بينهما حديثٌ مطول ليعرف ماذا تخفي هي و(آدم) وما ذلك الشيء الذي يخططان معاً في سرية من أجله؟ .. يعرف كم هي عنيدة وترفض أن يتدخل أحدهم في عملها، لكن مهما كان ما تحاول الوصول إليه، هو لن يسمح لها أن تخاطر بحياتها .. أبداً.

******************
دارت بعينيها تتأمل المساكن التي امتدت لمساحة واسعة أسفل منها وكتمت دموعها بصعوبة وهي تتطلع من مكانها المرتفع وعقلها يتساءل من جديد .. في أي بيتٍ من هذه البيوت الممتدة على مدى البصر؟ .. بل في أي مكانٍ تحت هذه السماء الواسعة يكونون؟ .. لا تعرف حتى إن كان لها عائلة أم لا .. لا تعرف من تكون .. ولا دليل معها لتصل إلى عائلتها إن كانت فعلاً تملك واحدة ... لقد أخبرها أن والده قتل والدها .. هل كان يكذب؟ .. لا .. تعرف أنه ما كان ليكذب عليها .. لقد كان أكثر من سعيدٍ ليلقي بالحقيقة البشعة في وجهها ... وهي فكرت كثيراً ودون توقف .. أدركت أخيراً لماذا كانت دوماً مختلفة عنهم .. لماذا لم تكن تحمل ولو شبهاً بسيطة بأخويها أو والدها المزعوم .. تساقطت دموعها دون أن تشعر وعيناها تعودان لتمسحا العمارات المرتفعة والمساكن الصغيرة وقلبها يعتصر داخل صدرها ... هل يمكن أن يكون لها عائلة في مكانٍ ما على هذه الأرض؟ .. داخل واحدٍ من هذه البيوت الكثيرة؟ .. أم قد تكون عائلتها بالخارج .. في مكانٍ بعيدٍ جداً .. هي تعرف أنها غادرت وطنها هذا في الخامسة من عمرها .. إذن لابد أن عائلتها الحقيقية هنا .. لا تعرف .. وعقلها سينفجر من كثرة تعذيب الأفكار له .. إن لم يكن لها عائلة كبيرة .. على الأقل .. ألديها أم؟! .. رفعت قبضتها تضرب قلبها المتوجع .. والدها الحقيقي ميت، لكن ماذا عن أمها؟ .. أهي الأخرى ماتت؟ .. أم .. رفعت عينيها للسماء وسمحت لآهة طويلة حملت كل آلامها أن تتحرر من صدرها المحترق ... هل تسمح لقلبها أن يأمل أن لها أماً على قيد الحياة؟ ... ربما تبحث عنها في هذه اللحظات .. تأمل هي الأخرى في رجوعها لأحضانها وتبكي اشتياقاً لها ... سقطت على ركبتيها تبكي بقوة ورفعت ذراعيها تحتضن نفسها وأغمضت عينيها تتخيل شبحاً لأمٍ لم تعرف طعم حنانها يوماً واحداً ... كان جسدها ينتفض بعنف وهي تحتضن نفسها أكثر ورغماً عنها وجدت نفسها تفكر فيه ... حبيبها الذي صار الطريق إليه مستحيلاً .. كم تحتاجه في هذه اللحظة؟ ... تحتاج إليه ليضمها بين ذراعيه ويخفيها عن كل العالم لتبكي حتى تنتهي أوجاعها .. تحتاجه ليحتضنها ويعدها أن كل شيءٍ سيكون بخير كما اعتاد أن يفعل .. تحتاجه وتشتاق إليه بجنون ... ليتها تستطيع .. ليتها تستطيع أن ترمي كل شيء وراء ظهرها وتعود إليه .. تنسى كل أحلامها بعائلةٍ تنتمي إليها وتنسى كل الحواجز بينهما .. تنسى صلة الدم التي تبحث عنها وتنتمي إليه وحده كما أخبرها ... ليصبح هو عائلتها الوحيدة وتصبح هي عائلته كما أرادها أن تكون ... يرميان كل هذا العالم القاسي خلفهما ويرحلان بعيداً جداً حيث لا ألم ولا ماضي ولا جراح .. حيث لا أحد غيرهما .. ليتها تستطيع .. لكنها تعرف أن هذا مستحيل .. سيظل الماضي والدم واقفين بينهما للأبد ... لقد سلّمت لأمر قدرها وعرفت أن لا أمل لهما معاً .. ابتعدت عنه تركت قلبها برفقته للأبد ... رفعت عينيها من جديد للأفق تنظر إليه من بين دموعها ... لقد سلّمت لأمر القدر، فهل يشفق عليها ويعيدها لأحضان أمها على الأقل.
********************

انتهى الفصل الثامن

إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم

قراءة ممتعة
أرق تحياتي

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 08:39 PM   #215

رانيا خالد

? العضوٌ??? » 381661
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 253
?  نُقآطِيْ » رانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond reputeرانيا خالد has a reputation beyond repute
افتراضي

روعة بجدتسلم ايديكى

رانيا خالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-18, 09:39 PM   #216

Emy-warda

? العضوٌ??? » 334644
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 291
?  نُقآطِيْ » Emy-warda is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل جزاك الله خيرا. وانتظار الفصل القادم. موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

Emy-warda غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-18, 03:35 PM   #217

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

هاميس لاحظت تغيير ادم وهذا اقلقها
وتغزل سيف لهاميس جميل جدا سعيدة لاجلهما
بانتظار القادم
يسلمووووو


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 11-10-18, 04:57 PM   #218

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

هتفضل كتير كده محتارين سؤدد هتختار مين
باله أيدينا قاعدين 😒بس شكلها هتوصل خلاص للبنت ايلي عاوزاها وتحطها في وش منذر
بس اقول ايه كل شويه تكرهونا في بطل زي شويه يطلع مسكين ومغلوب علي أمره 😵


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-18, 02:08 AM   #219

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك ياقلبي فصل بجنن وكشف بعض الحقائق سؤدد مصرة ادور عالحقيقة وياخوفي من منذر اهدي بقى يابنت زهقتي مراد معك 😂😂
ايفا وجعت قلبي ياترى شو مصيرها وادم رح يلحقها ويسعفها


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-18, 06:22 AM   #220

وﻻء نادر

? العضوٌ??? » 335594
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 139
?  نُقآطِيْ » وﻻء نادر is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم متى حينزل الفصل التاسع

وﻻء نادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.