آخر 10 مشاركات
حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          حرمتني النوم يا جمان/بقلمي * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : esra-soso - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الوصية ـ ربيكا ونترز ـ 452 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-18, 12:07 PM   #111

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل روووعة فهمنا شوية عن حكاية ايفا وصعبانة عليا جدا اكيد خلت ادم يكرهها عشان ماضيها وحياتها بس ادم اتجوز ربى ليه بسرعة هل هو رد فعل انتقام من ايفا لانه مش معقول يحب اتنين ..مراد شكله معجب بسؤدد بس هو عارف ان صاحبه عماد بيحبها المفروض مايتورطش عشان ميخسرش صاحبه الي امنه عليها ..بس سؤدد ايه شعورها ناحية عماد اعتقد انها بتحبه بس هي ماشافتوش من زمان ..انجي المسكينة شكلها زي ماقالوا البنات حتكون الطعم لمنذر وايه حكاية شاهيندا معقول تتورط مع منذر الي هو شيطان وملاك في نفس الوقت ..بس ليه لحد دلوقتي مجبتيش هشام ورندا ..الفصل كان مشوق ومنتظرين الاحداث الجاية بشوق ..موفقة حبيبتي وبارك الله فيكي ودمتي بخير

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 01:27 PM   #112

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فثل طويل مشوق

عرفنا ان ادم غاصب من ايف لانها خانته كما فهمت

وايف غاضبة منه لانه جرحها

سؤدد وحبها لعماد صديق مراد

اظن مراد معجب بسؤؤد

انجليكا وعلاقتها الاخوية المميزة مع جوليان
سلمتى يا مايلو
وبانتظار القادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 03-09-18, 10:31 PM   #113

nemoo
alkap ~
 
الصورة الرمزية nemoo

? العضوٌ??? » 141719
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 861
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond reputenemoo has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية اسلوب سردها تحفه والابطال منتهى الروعه شدتني من اول صفحه لاخر سطر
لكن كان ليا نقد صغير ان الرواية رغم طولها انها مانصفتش ولا بطل كل النهايات مفتوحه ماحستيش ان في بطل حكايته خلصت بالعكس كان لازم نعرف حكاية سؤدد وتين كمان رغم سفرها عايشه فى قلق سديم وهمسه ورواء وسمراورهف وكتير كان نفسى يخلصوا لكن انا في انتظار الجزء التاني pdf بالتوفيق


nemoo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-18, 01:43 AM   #114

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رأئع تسلم ايدك حبي😘😘
سديم بتحزن ولية ادم خطفها
ادم وجعني قلبي


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-18, 03:30 AM   #115

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد على الجميع إن شاء الله تكونوا بخير
هبدأ تنزيل الفصل الخامس .. يا رب يعجبكم و هستنى رأيكم فيه

معلش على التأخير الخارج عن ارادتي و يا رب طول الفصل و أحداثه تعوضكم عن التأخير
أرق تحياتي



Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-18, 03:33 AM   #116

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس

لا أحد قرأ فنجاني ..
إلا و عرف أنكِ حبيبتي
لا أحد درس خطوط يدي
إلا واكتشف حروف اسمكِ الأربعة
كل شيءٍ يمكن إخفاؤه
إلا خطوات امرأة تتحرك في داخلنا
"نزار قباني"
*******************
تطلعت (سيلين) عبر النافذة بشرود نحو الحقول الخضراء للحظات و هي غارقة في ذكرياتها و تنفست بعمق و هي تحاول تجاهل آلام معدتها الجائعة و همست داخلها بحنق .. تباً لك (آدم) .. حتى متى سيتركها هنا؟ .. تعرف أنه تعمد استغلال نقاط ضعفها ، لكنّه لا يعلم كيف قضت أياماً طويلة في حالٍ مشابهة .. لا يعرف عن تلك الفترة من حياتها التي قضتها بعد فقدانها لأسرتها .. ذلك الملجأ البشع – إن جاز لها أن تُسميه ملجأً – و الذي كانت حبيسته لسنتين و تعرضت فيه لأسوأ ما يمكن أن تتعرض له طفلة في الثالثة عشر .. لا يعرف كيف مرت عليها تلك الأيام و لا كيف كانت تُعاقب إن أخطأت أو توهمت المشرفات أو مديرة الملجأ أنها أخطأت .. على أقل هفوة كانوا يتعمدون عقابها ... سنتان من الجحيم مرتا عليها .. نسمة الرحمة الوحيدة بهذا الجحيم كان (بيير) .. لولاه لاستسلمت لليأس الذي كان ينتهبها في أشد لحظاتها جوعاً و ألماً و لاستسلمت لوسواسها ووضعت حداً لحياتها ... بعد سنتين من الجحيم كانت على استعداد لفعل أي شيء لتتخلص من هذا المكان .. كانت على استعداد لتدفع روحها ثمناً مقابل خروجها منه .. و هذا ما فعلته .. حين أتي ذلك الرجل و قدمّ طلباً لتبنيها لم تقف لحظة لتفكر .. لم تهتم للخوف الذي اجتاح قلبها الصغير عندما قابلته و لا لنظرة عينيه التي كانت تشبه نظرة صياد وقع على فريسةٍ ثمينة ... لا .. بل كانت نظرة شيطان على وشك أن يقايض روحها مقابل حريتها ... أغمضت عينيها و تنهدت بقوة .. أجل .. هذا ما كان عليه الأمر وقتها ... هي تجاهلت ذلك النداء المتوسل داخلها أن تهرب بعيداً عن الملجأ و عن الرجل .. تذكرت بقشعريرة كل مرة حاولت أن تهرب من الملجأ و كيف كان ينتهي بها الأمر معاقبة بأسوأ طريقة يمكن أن يُعاقب بها طفل ... حتى (بيير) بعدما أصبح صديقها ، شاركها مصيرها حتى بالعقاب بل أحياناً كان يُغطي عليها و يُعاقب بدلاً منها .. (بيير) الحبيب هو الآخر لم يرتح للرجل حين تسلل ليراه في مكتب المديرة .. لقد أخبرها أن ذلك الرجل لا يبدو جيداً .. هي كانت تعرف هذا و لكنّه كان فرصتها للهرب من هذا الجحيم ... شعرت بخطين محرقين فوق خديها فانتبهت للدموع التي غافلتها فمسحتها بقوة ... لو أنها عرفت أنها كانت في طريقها لجحيمٍ أسوأ بكثير هل كانت طاوعت نفسها و هربت تلك الليلة التي أتى ليأخذها فيها؟ ... أغمضت عينيها تتنهد بحرقة ... كان قدرها و هي صارت في الطريق الذي كُتِب لها .. لم يكن أمامها سوى هذا ... منذ هربت من قتلة والديها تلك الليلة و كادت تموت غرقاً عندما سقطت بالنهر و حين فتحت عينيها لتجد نفسها بمشفى صغير لا تعرف بالضبط أين يقع ، لتعرف أن أحدهم أنقذها و أحضرها إليهم .. أخبرتهم أنها لا تتذكر أي شيء مما حصل و لا تتذكر سوى اسم واحد ربما كان اسمها ... كانت تموت رعباً من أن يعثروا عليها و يقتلوها هي الأخرى .. لا .. كانوا يعدون لها مصيراً أسوأ من الموت .. لقد سمعته و هو يخبر أمها بهذا و كان عليها ألا تدعهم يجدونها أبداً كما أوصتها أمها ... تذكرت بألم لحظاتهما الأخيرة معاً و هي تحتضنها مودعة و توصيها ألا تخبر أحداً بهويتها الحقيقية .. حاولت أن تعرف سبب خوف أمها و وصيتها الغريبة ، لكنّ الأوان كان قد فات حين اقتحموا بيتهم و لحظتها أخفتها أمها و أوصتها ألا تكشف عن مكان وجودها أبداً و أن تهرب بعيداً إن حدث أي شيء .. لقد أخبرتها إلى أين تذهب لتنجو بنفسها و هي هزت رأسها و دموعها تغرق عينيها بينما أمها تحتضنها بقوة و تقبلها باكية و تغادر .. تتذكر كيف احتضنت نفسها في الخزانة الصغيرة و هي تبكي في صمت بينما الأصوات المرعبة بالخارج تزداد بطريقة جعلت ارتجافها يزداد حتى أوشكت على فضح نفسها ... أرادت بشدة أن تستمع لوصية أمها و تخفي مكانها ، لكنّ صرخة أمها الملتاعة التي تلت صوت الرصاصات التي انطلقت في المكان جعلتها تنتفض و تغادر مخبأها و تندفع نحو أمها التي كانت تصرخ برعب شديد هاتفة باسم زوجها .. توقفت عند باب الغرفة متسعة العينين تتطلع لأمها التي جثت على ركبتيها تهز جسد أبيها المستلقي أرضاً هامد الحركة أسفله بركة واسعة من الدماء و قد خلت عيناه من بريق الحياة و شعرت بقلبها يتوقف و خانتها ركبتاها فسقطت فوقهما و هي تتطلع لأبويها دون أن تتوقف عن الارتجاف و الدموع تتساقط دون وعي من عينيها المتسعتين عن آخرهما و قد ذهلت عن الرجال الذين انتبهوا لها .. لم تفهم ماذا حدث فجأة و هي تنفتض بينما تشعر بذراعيّ أمها تحتضناها بقوة فتشبثت بحضنها و أمها تدفع بأحد ذراعيها الأيدي التي امتدت تنتزعها من حضنها فصرخت أكثر مع صراخ أمها و هي تهتف بهم أن يبتعدوا عنها .. لم تتغلب أمها على الرجال الذين انتزعوها من بين ذراعيّها بعنف و شعرت بأحدهم يقيدها بذراعيه القويتين لتصرخ بجنون و هي تنتفض محاولة التخلص من حصارها بينما ترى أمها تسقط للخلف إثر صفعة قاسية .. هتفت تناديها و هي تنقل عينيها الباكيتين بينها و بين جسد أبيها الهامد .. حاولت عض الرجل الذي يقيدها و هي تقاومه دون جدوى و رأت بهلع أمها و هي تندفع على ركبتيها و تركع أمام أحد الرجلين اللذين أدركت لحظتها أن بقية الرجال يأتمرون بأمرهما ... سمعتها برعب و هي تناديه بأخي و انحنت باكية تقبل قدميه تتوسله أن يرحم طفلتيها .. شقيق أمها .. ذلك الرجل القاسي عديم القلب .. كان شقيق أمها .. و مع ذلك لم يرحمها و هو يدفعها بقدمه بكل قسوة غير آبه لألمها و دموعها و توسلاتها المحرقة التي كانت قادرة على تفتيت أقسى الصخور صلابة ... سمعت كلماته القاسية التي رمى بها أمها قبل أن يغادر ببرود و هو يرميها بنظرة طويلة جمدت الدم بعروقها و صورته بعينيه القاسيتين حُفِرت بمخيلتها الصغيرة و قلبها الذي شاب في لحظات و مات تماماً في اللحظات التالية و هي تسمع الحوار الدائر بين الرجل الآخر و بين أمها التي كانت راكعة بجمود ذاهل تحدق إثر خيال أخيها الذي اختفى تماماً و بدا أنها قد فقدت كل شيء و استسلمت تماماً لمصيرها .. تلوت بجنون و هي تنادي أمها التي حركت عينيها ببطء نحو جسد زوجها الميت و بدا أنها لم تعد تميز ما حولها ، لكنّها عادت تنتفض بفزع حين انحنى الرجل ليهمس بشيءٍ ما في أذنها .. كان شيئاً بخصوصها هي لأن أمها استفاقت من جمودها و نظرت نحوها برعب شديد و هزت رأسها و هي تنهض مندفعة نحوها و هي تصرخ برفض و حرقة ... أحد الرجال أوقف اندفاع أمها و شدها بعيداً لتمد ذراعيها نحوها و هي تصرخ فيها
_"اهربي (سديم) ... اهربي .. اهربي (سديم) .. أنت لن تؤذيها (شوكت) .. لن تؤذي ابنتي أبداً .. (سديم)"
سمعته يضحك بشر و هو يقترب ليمسك بفكيّ أمها بقسوة و هو يقول
_"أهي ابنتكِ حقاً؟! .. من تخدعين بالضبط (رقية)؟ .. أتعتقدين أنني لم أعرف بعد ابنة من هي؟"
رأت عينيّ أمها تتسعان بخوف و هي تنظر نحوها بينما يتابع هو بسخرية
_"أعرف أنها ابنة ذلك الوغد (فاروق رضوان) .. أنا و (عزت) لسنا هنا من أجلكِ أنتِ و ذلك الحقير فقط ... نحن هنا من أجلها أيضاً"
توقفت (سديم) عن مقاومتها مع كلماته التي اخترقت أذنيها ، و مع التفاته نحوها و النظرة الشيطانية التي رمقها بها جف الدم بعروقها و سمعته يواصل
_"لا تخافي .. ابنة (فاروق) لن تلحق بكما ... لن أقتلها .. أنا أعد لها مصيراً أفضل بكثير .. لن يسركِ أبداً أن تعرفي ماذا سيحل بها بعد رحيلكِ حبيبتي"
صرخت أمها بشراسة و هي تقاوم الرجل الذي يقيدها
_"لا ... لا تفعل .. لا تؤذي ابنتي يا (شوكت) .. لا يمكنك .. لن أغفر لكما أبداً إن آذيتما ابنتي .. لا .. (سديم)"
تمتم ببرود شديد و هو يشير لرجاله
_"لسوء حظكِ .. حيث ستذهبين ، لن يكون باستطاعتكِ أن تفعلي شيئاً (رقية) ... وداعاً"
صرخت (سديم) بجنون و هي تراقب ما يحدث برعب
_"أمي .. لا .. ابتعدوا .. ماذا تريدون منا؟ .. لا .. توقفوا .. ابتعدوا عن أمي .. لا"
امتزجت صرخاتها بتوسلات أمها لها أن تهرب قبل أن تتوقف صرخاتهما معاً و (سديم) تتجمد بعينين متسعتين تعلقتا بأمها التي رفعت كفاً مرتجفة نحو عنقها الذي سالت منه الدماء و تعلقت عيناها الباكيتان بعينيّ (سديم) التي تجمدت للحظات و هي ترى أمها تسقط أرضاً جوار جسد أبيها و تمد يدها بضعف لتحتضن يده بآخر ما تملك من قوة و عيناها تعلقتا به بنظرة جعلت قلب (سديم) يتفتت قبل أن يبهت نور الحياة داخلهما .. ارتجفت شفتاها وهي تهمس بذهول و جسد أمها يسكن تماماً و دمها يمتزج بدم أبيها فوق الأرض
_"أمي .. أبي .. لا .. لا تذهبا .. لا تتركاني وحدي .. لا"
شعرت بأحدهم يشدها للخلف بينما الرجل المدعو (شوكت) ينظر حوله ببرود قبل أن يأمر رجاله
_"أحرقوا كل شيء"
صرخت بجنون و هي تقاومهم بعنف
_"لا ... لا .. أمي .. أبي .. لا تفعلوا ..لا"
هتف بالرجل بحدة يأمره أن يخرسها لتشعر بقبضة عنيفة تسقط على مؤخرة رأسها فشهقت بقوة و شعرت بالظلام يمتد بشراسة أمام عينيها الدامعتين اللتين تعلقتا بجسديّ والديها و مدت يدها نحوهما بضعف و هي تناديهما قبل أن تسقط أرضاً و ينتهي كل شيء ...
فتحت (سيلين) عينيها و عادت تنظر للأفق المديد أمامها من بين ستار الدموع الذي غمرهما ... لن تنسى أبداً مهما مرت بها السنون .. لأكثر من خمسة عشر سنة و ذلك المشهد يطاردها دون رحمة .. لقد سلّمت روحها لذلك الرجل و قايضت حريتها من جديد فقط لتعثر على قتلة أبويها ذات يوم .. كان عليها أن تنتظر لسنوات أخرى حتى تتمكن من أن تحصل على انتقامها .. كان يجب أن تكون أقوى و أصلب .. كان يجب أن تنتهي (سديم) للأبد و تولد (سيلين) ... ذلك الاسم الذي انتحلته حين فتحت عينيها لتجد نفسها لا زالت على قيد الحياة .. لم تعرف لحظتها أنه سيرافقها لوقتٍ طويل و سيصبح هويتها لسنوات طويلة ... لسنتين بالملجأ كانت (سيلين) فقط و حين غادرته كانت تحمل هوية جديدة حملت أوراقها خلف اسمها الجديد اسم الرجل الذي اشترى حريتها بأمواله و نفوذه ... (كارل فرانسيسكو) .. و معه بدأت صفحة جديدة من حياتها .. صفحة قلبت حياتها رأساً على عقب و صنعت منها فتاة أخرى .. حين غادرت معه إلى قصره الكبير بجزيرة (كورسيكا) كانت على موعد مع عالم آخر و حقيقة أخرى من ماضيها الذي أخفاه عنها أبويها بالتبني ... (كارل) كان يخيفها بالبداية ، لكنّها كانت تتعلم مع الوقت كيف تتحكم بمشاعرها و لم تعد تظهر خوفها أمامه بعد أن صارت تعرفه جيداً و هو كان يعاملها كدمية من البلور أحياناً و أحياناً أخرى كان يقسو عليها حتى ليظن الآخرون أنه يبغضها .. هي عرفت ماذا يريد أن يصنع منها و لم تمانع .. تخبطها و صدمتها في حقيقة هويتها و رغبتها العنيفة في الانتقام ساعدته ليحقق هدفه و ليصنع منها امرأة قوية .. خطرة .. امرأة تستحق أن تتولى أعماله من بعده .. كان يعدها لترث كل شيء ، و لكنّها لم تستطع أن تكمل ذلك الطريق الأسود لآخره .. لم تكن لتستطيع أن ترث مكانه في ذلك العالم الأسود .. داخلها كانت تتصارع (سديم) بما تربت عليه من قيم و مباديء مع (سيلين) التي صنعها (كارل) و التي لا مكان للمباديء في عالمها .. (سديم) بطهرها و قلبها الأبيض مع (سيلين) العابثة بقلبها الجليدي الغارق بسواد الانتقام و الكراهية .. فازت (سديم) في النهاية و دفعتها للتحرر من عالم (كارل) الإجرامي الملوث و الهرب بعيداً بشخصية جديدة قررت أن تحيا بها للأبد .. (إيفا أنطوان) التي أتت مزيجاً منهما و بنفس الوقت حرة من ماضي الاثنين و جراحاتهما أو هكذا ظنت ذات يوم .. تنهدت بحرقة و هزت رأسها تتوقف عن الغرق بذكرياتها .. لقد أفسد (آدم) بتدخله كل شيء في الماضي و الحاضر .. قديماً أفسد حبها له خطتها للهرب بعيداً عن (كارل) و عالمه و الآن اختطفها و منعها من السفر بعد أن توسلها (بيير) مراراً و أخبرها أن الأمر يستدعي ضرورة حضورها لتقابل (كارل) قبل فوات الأوان ... نظرت في ساعتها و زفرت بحنق .. سيفوت الأوان حتماً حين تستطيع الهرب من هنا و حتى لو فعلت ، كيف ستجد جواز سفرها الذي بحوزة (آدم) .. كيف تتخلص من هذا الوضع قبل فوات الأوان؟ .. تطلعت للسماء و زفرت بتعب .. لماذا عادت من الأصل؟ .. لماذا لم تبق هناك و ترضى بحياتها و واقعها؟ .. دمعت عيناها و هي تتذكر بحرقة السبب الذي دفعها لتترك فرنسا و تأتي هنا .. كانت يائسة و لم يكن أمامها خيارٌ آخر ، لكنّها حين أتت أدركت أن كل شيء قد انتهى حقاً و أنها لم تطارد إلا سراباً .. رغم ذلك لم تستطع أن تغادر .. ببساطة لم تستطع .. رغم كل مرة هددت فيها (هشام) و والده أنها ستغادر لو واصلا ضغطهما عليها ، هي لم تكن لتفعلها .. داخلها تدرك أنها وقتها كانت أضعف من أن تفعل و الآن تدرك أنها كانت لأول مرة بعد أن فقدت أبويها تشعر بالانتماء الحقيقي لمكانٍ ما .. انتبهت للشمس التي أوشكت على الغروب و البرد الذي بدأ يجتاح المكان فنزلت أرضاً و اتجهت بتعب لترتاح فوق فراشها .. تلوت و هي تمسك معدتها التي عاودت تذكيرها بجوعها فشتمت (آدم) داخلها من جديد و همست بحنق امتزج بالألم
_"هل تظنني سأركع أمامك بما تفعله (آدم)؟ .. أنت لم تعرفني حقاً .. لن أسامحك أيها الأحمق .. لقد أفسدت حياتي قديماً و عدت لتفسدها من جديد .. أيها الخائن .. أيها الوغد الأحمق"
تنفست بقوة محاولة التحكم بمشاعرها .. لقد أقسمت أن يجدها قوية .. ألا تجعله يعتقد أنه كسرها بحبسه لها بهذا المكان المهجور .. اعتدلت فجأة مع الصوت الذي لامس أذنيها .. أهذا صوت سيارة؟! .. هل أتى أخيراً أم أنها مجرد سيارة مارة بالجوار؟ .. أسرعت تعتلي الطاولة و تنظر للخارج و زفرت بيأس حين لم ترى شيئاً و اختفى الصوت .. نزلت بضيق و عادت لتجلس على فراشها و قد عاودها اليأس .. ذلك الأحمق .. لن تسامحه .. فليظهر أمامها فقط و تقسم أن ... توقفت أفكارها و انتبهت خلاياها بشدة و هي ترهف السمع و انتفض قلبها بأمل من جديد .. شعرت بقلبها يكاد يتوقف من عنف نبضاته و هي تدرك أنه هنا حقاً .. لقد أتى .. تحكمت بأعصابها بصعوبة لتعيد قناع القوة إلى ملامحها .. أرهفت سمعها و هي مغمضة العينين تستمع لوقع خطواته يقترب و ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة مريرة ... أخيراً .. فتحت عينيها تتطلع أمامها و ازدادت سخرية ابتسامتها و هي تفكر ... كم تشبه الآن سجيناً ينتظر إنفاذ حكم إعدامه .. تترقب قدوم جلادها ، لكنّ الفرق أنها لا تخشى الموت القادم على يديه ... لسنواتٍ طوالٍ كانت تنتظره ... قلبها الذي يهدر داخل صدرها دون رحمة الآن يعترف أنها كانت تنتظر .. و تشتاق ... تشتاق بجنون .. محت ابتسامتها و هي تسمع صوت الباب ينفتح ليتبدد القليل من الظلام حولها و رفعت رأسها باعتداد و صمتت للحظات كما فعل هو قبل أن تنهض ببطءٍ من فوق الفراش الصغير و التفتت إلى حيث وقف في صمتٍ و قد أحاله الضوء الخافت القادم من خلفه إلى كيانٍ وحشيٍ فبدا لها كقابضِ أرواحٍ أتى أخيراً لينتزع روحها و يأخذها للجحيم .. جاهدت لتمنع قلبها الذي تقافز داخل صدرها يكاد يشق ضلوعها مندفعاً نحوه ... أمالت رأسها جانباً و ابتسمت ببرودٍ مستفز جعل النيران تزداد اشتعالاً بعينيه و هي تقول
_"هل حان الوقت أخيراً؟"
لم يمُن عليها بكلمةٍ للحظاتٍ مرت عليها كأبدية قبل أن يشعل نور الغرفة الخافت .. قطبت مفكرة .. إذن هناك كهرباء بالمكان .. هل فصل عنها التيار الكهربائي متعمداً حين حبسها هنا؟ .. تباً له .. تباً .. راقبته يتحرك نحوها ببطء صيادٍ يتقدم نحو فريسته المسكينة ... لكنّها ليست بفريسة .. و ليست بمسكينة و لن تكون أبداً ... لم يرف جفنها و هي تبادله النظر بتحدٍ ليقول أخيراً بصوتٍ بدا قادماً من أعماق الجحيم
_"قلت لكِ (إيفا) ... يوماً ما سأعثر عليكِ .. و عندها ستتمنين الموت و لن تحصلي عليه ... لذا لا .. لم يحن وقتكِ بعد"
تنهدت و هي تغمض عينيها و تمط شفتيها بأسف مصطنع و قالت و هي تعود لتجلس
_"خسارة ... انتظاري الطويل كان دون جدوى إذن"
و تطلعت نحوه بابتسامة ثلجية متحدية و فتحت فمها لتكمل تحديها له ، لكنّ كلماتها ماتت على شفتيها و هي تشهق بقوة حين انتزعتها يده من مكانها لتشدها إليه و في لحظة واحدة وجدت نفسها أسيرة ذراعيه و تطلعت في عينيه المشتعلتين لوهلة بفزع سرعان ما دفنته تحت حصون جليدها بينما يهمس بفحيح
_"لا تظني أن أسلوبكِ الجديد هذا سيُجدي نفعاً معي (إيفا) ... أو ربما تظنين أن (آدم) القديم لازال موجوداً و سيصفح عنكِ بنظرة من عينيكِ المخادعتين هاتين"
نظرت في عينيه اللتين أخبرتاها بصدقه .. هي تعرف هذا .. تعرف أن ما فعلته قديماً قضى على كل أملٍ لديها لتحصل يوماً على مغفرته .. لكنّها لا تبحث عن المغفرة و حتماً لن تركع لتطلبها .. قاومت تأوهاً كاد يغادر شفتيها و أصابعه تنغرس في ذراعيها بقسوة ، لكنّها فشلت حين دفعها لتصطدم بالحائط بقوة جعلتها تتأوه بألم ، ليحاصرها من جديد و هو يميل ليهمس في أذنها
_"مرحباً بكِ في جحيمي (إيف)"
حدقت في عينيه للحظات دون أن تسمح للصراع داخلها أن ينعكس في عينيها و رفعت يديها تضع إحداها فوق قلبه برقة مغوية و الأخرى لامست بها خده و استمتعت برؤية العتمة تغزو عينيه لتميل نحو رقبته تسمح لعطرها أن يغزو أنفاسه دون رحمة و همست بإغواءٍ تعرف أنه قادرٌ على أن يطيح بأعتى الرجال عن قدميه
_"سبق و احترقت في جحيمك من قبل (آدم) .. الآن .. من يدري"
شعرت بجسده يتشنج تحت لمستها لتتسع ابتسامتها و هي تلمس تأثيرها عليه و قطعت جملتها بعبث لتحرك وجهها و ترفع نفسها قليلاً على أطراف أصابعها و تلف ذراعيها حول عنقه و تحركت شفتاها بتعذيب فوق لحيته القصيرة حتى توقفت أمام شفتيه و نظرت لعمق عينيه بتحدٍ و همست
_"من يدري .. أينا سيحترق في جحيم الآخر حبيبي؟"
لمحت ارتباكاً لحظياً بعينيه فابتسمت بعبث و هي تقترب أكثر و خفق قلبها الذي عاد يتوسلها أن تحرره من العذاب الذي تمارسه عليه و تسمح له أن يحيا قليلاً بعشق هذا الرجل و يُشبع شوقه الذي لا يرحم .. كانت ترتجف داخلها بقوة و هي تنظر في عينيه اللتين اسودتا تماماً بمشاعر مماثلة و تركت نفسها تنساق خلف اشتياقها إليه .. بالكاد مست شفتاها شفتيه حين همس بصوتٍ ثلجي
_"أين هو (إيفا)؟"
لمعت الحيرة في عينيها و هي تبتعد قليلاً ليواصل بحقد و ذراعاه تضغطان على جسدها بقسوة شديدة
_"أين هو ابني (إيفا)؟"
اتسعت عيناها بذهول و هي تتراجع شاهقة بخفوت محدقة في عينيه القاسيتين ليهز جسدها الذي ارتجف بوضوح و يهتف بقسوة
_"أين هو؟ .. أين أخفيتِه؟ .. أين ابني (إيفا)؟"
********************

noor elhuda and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-18, 03:38 AM   #117

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

قادت (سؤدد) السيارة بسلاسة عبر الشوارع الفرنسية و عقلها يحاول التركيز على المهمة التي بين يديها محاولة ألا تنساق خلف أفكارها بشأن ما حدث بينها و بين حارسها المستفز ... لقد أخبرته أنها ستعتبر أن شيئاً لم يحدث ... تباً .. من قال أن شيئاً لم يحدث .. منذ دخل حياتها و هو قد نسف سلامها النفسي تماماً و ما فعله اليوم كان القشة التي قسمت ظهر البعير .. هي لن تحتمل طويلاً وجوده بقربها .. أول ما ستفعله حين تعود ستتحدث مطولاً مع جدها و تطلب منه أن يبعد ذلك الرجل عنها و إن كان ولابد فليحضر رجلاً غيره .. هي واثقة أنه لن يكون مثل ذلك الوغد أبداً و لن يحرق أعصابها كما يفعل هذا الرجل .. لتحتمله قليلاً حتى تعود .. تنفست بقوة و اشتدت قبضتاها على المقود .. الآن كل ما عليها هو التركيز على هدفها .. (آدم) أخبرها أن صديقه سيستطيع مساعدتها في بحثها .. لتأمل أن يتمكن من مساعدتها في العثور على الفتاة التي تريد .. لا يمكنها أن تعود خالية الوفاض من سفرها .. لقد حان الوقت لتضع حداً لذلك الوغد و من خلفه .. لقد أصبحت معركتها معه شخصية منذ أدخل عائلتها و صديقيها في صراعهما .. لم تعد (سؤدد) الصحفية فقط من تحاربه .. هي لن تخسر فرداً جديداً من عائلتها .. لن تخسر أحداً ممن تحبهم كما فعلت حين .. تجمدت أصابعها و قلبها اهتز بين ضلوعها .. لا هي لم تخسرهما .. هما من تخليا عنها و خاناها و هي أقسمت أن تنساهما فلما يعودان لتعذيبها مجدداً .. يجب أن تنسى .. يجب .. كانت شاردة تماماً و قد سحبتها دوامة ذكرياتها فلم تنتبه للنظرات التي كان يختلسها نحوها في قلق و هو يلوم نفسه للمرة الألف على تسرعه .. ما كان عليه أن ينسى .. زفر بضيق و هو يحاول التفكير في طريقة يعيد بها الأمور على الأقل لما كانت عليه .. قطب حاجبيه و هو يرى كيف شردت عيناها و بدا كما لو أنها ذهبت للبعيد فعاد ينظر أمامه بقلق نحو الطريق و قد بدأ يشعر بازدياد سرعة السيارة .. هذا ليس جيداً .. ناداها بقلق
_"آنسة (سؤدد) .. هلا انتبهتِ للطريق و قللتِ من سرعتكِ؟"
لم ترد كما توقع و لم يبد أنها سمعته و تعانده فقط فعاد يهتف بحدة
_"آنسة (سؤدد) .. هل تسمعينني؟"
كانا قد غادرا المدينة منذ فترة و أصبحا في الطريق المحاط بالخضرة من الجانبين .. قطب في تفكير .. أين هو ذلك الموعد الذي يذهبان إليه؟ .. يبدو أنهما يتجهان نحو إحدى بلدات الريف الفرنسي .. أخرج هاتفه ليحدد موقعهما و زفر و هو يعود لينظر إليها .. تلك العنيدة .. ماذا تنوي بالضبط؟ .. عاد ينظر أمامه في قلق محاولاً الانتباه للطريق ، لتتسع عيناه و هو يرى السيارة القادمة في الاتجاه المعاكس و التي تفادتهما باللحظة الأخيرة التي هتف فيها بـ(سؤدد) التي انتفضت و هي تدير عجلة القيادة بسرعة و كاد الأمر يمر بسلام لولا أن ظهرت سيارة أخرى مسرعة أربكت حركتها فانحرفت بالسيارة و هي تصرخ ... شتم و هو يمد يده بسرعة يتحكم بعجلة القيادة و هو يهتف
_"تباً .. كان يجب أن أعرف أن هذا سيحدث"
ضغط على الفرامل و السيارة تنحرف عن الطريق الأسفلتي و تتحرك لمسافة كبيرة داخل الحقل حتى أوقفها بمعجزة ، لكن ليس قبل أن تصطدم بتبة ترابية .. كانت الصدمة خفيفة ، لكنّها جعلت جسد (سؤدد) ينتفض بقوة و كادت تصطدم بالزجاج لولا أنه كان مستعداً و أحاط رأسها بذراعه الحر قبل أن يحدث الاصطدام و شدها ليخفيها في صدره و لم تكد السيارة تتوقف حتى ترك المقود ليحيطها بذراعه الآخر و هو يتنهد بقوة .. مرت لحظات و صدره يتحرك بسرعة و كل خلية منه ترتجف .. أغمض عينيه بارتياح و هو يشعر أنه فقد القدرة على الحركة و أن ذراعيه خرجتا عن سيطرة عقله و هما تضمانها بحماية ، قبل أن يتمالك نفسه و هو يحرك ذراعيه ليحررها و هو يهمس بتحشرج
_"هل أنتِ بخير؟"
لم ترد و تحرك محاولاً إبعادها لكنّ قلبه انتفض عندما شعر بكفيها تتشبثان بقميصه و هي تضم نفسها إليه بقوة حتى شعر بها تكاد تختبيء في صدره .. ابتلع لعابه بصعوبة و هو يشعر بارتجافها و ناداها برفق و هو يربت على ذراعها
_"آنسة (سؤدد) .. لقد انتهى الأمر .. دعيني أرى لو سمحتِ هل أُصبتِ بأي أذى"
بدا أنها لم تسمع شيئاً و محاولته لإبعادها باءت بالفشل بينما هي تدفن نفسها أكثر في صدره فأغمض عينيه متنفساً بصعوبة بينما كانت هي غائبة عن الواقع و عقلها سافر بعيداً إلى ماضيها .. إلى تلك الليلة التي تسللت فيها خلف (عماد) عندما رأته يغادر البيت خُفية و كانت قد لمحته يفعل هذا قبلاً و رفض أن يخبرها أين يذهب حتى بعدما هددته أن تخبر عمها عن مغامراته الليلية و هو تحداها أن تفعل .. كان يعرف أن قلبها لن يطاوعها على أن تسبب له مشكلة مع والده الذي لن يتوانى عن عقابه بقسوة شديدة رغم كونه في الرابعة عشر وقتها .. كانت تموت فضولاً لتعرف أين يذهب و كانت غاضبة لتفكيرها أنه لا يريدها أن تشاركه مغامراته كما اعتاد قديماً .. تركته يظن أنها صرفت نظراً عن الموضوع و تسللت خلفه لتكتشف في النهاية أنه كشف وجودها منذ غادرت البيت و كان مستمتعاً بمحاولاتها الحمقاء لتخفي وجودها عنه أثناء تعقبها له .. و لم يستطع الاستمرار في لعبته مع قلقه عليها فكشف عن نفسه و قرر العودة بها للمنزل لكنها توسلته أن يأخذها معه و لم يستطع أن يقاوم توسلاتها كالعادة .. اكتشفت في النهاية أنه يتسلل ليقابل صديقه حيث يستغلان الطريق الخالي من السيارات في ذلك الوقت ليقودا سيارة والد صديقه الذي كان يختلسها من وراء والده في بعض الليالي .. كانت تعرف أن (عماد) مهووس بالسيارات و أنه يحلم باليوم الذي يستخرج فيه رخصة للقيادة و يصير بمقدوره أن يقود واحدة بنفسه .. توسلت له أن يسمح لها مرة واحدة بمحاولة القيادة و هو رفض بشدة و حزم لم يلبث أن ذهب أدراج الريح مع دموعها السخية التي ذرفتها و هي تتوسله أن يدربها هذه المرة و لن تطلب منه مرة أخرى أبداً و رغم اعتراض صديقه الشديد وافق أخيراً على أن تجلس خلف مقعد القيادة و جلس في المقعد المجاور و وجهها بحذر و رفق .. كانت سعيدة جداً و هي تستمع بحرص لتوجيهاته و هو ابتسم لسعادتها رغم قلقه الشديد .. مضت نصف ساعة و هي تلتزم بتعليماته حتى استسلمت لحماسها الشديد و ضغطت بسرعة على دواسة الوقود فهتف فيها بحزم أن تهديء السرعة و تتوقف و كادت تفعل لولا أن ظهرت تلك السيارة في وجهها لترتبك و لم تعرف كيف تواجه الموقف و اختلت عجلة القيادة في يدها ليسارع هو بجذب المقود بإحدى يديه و يده الأخرى شدت رأسها ليدفنه في صدره و هو يوقف السيارة التي دارت حول نفسها بضع لفات قبل أن تتوقف على جانب الطريق .. كانت ترتجف بعنف و هي تدفن نفسها في صدره و هي تعتقد أن السيارة ستنقلب بهما و يموتان .. شعرت به يهتف بخوف و هو يهزها
_"(سؤدد) .. هل أنتِ بخير؟ .. (سوو) .. افتحي عينيكِ أرجوكِ"
شعرت بيديه تبعدان رأسها عن صدره لتتحسا وجهها و رأسها بخوف بحثاً عن أي إصابة بينما يهتف بها برعب أن تجيبه ، لتفتح جفنيها بخوف و تنظر إليه بعينيها الدامعتين ليسألها بقلق
_"هل تشعرين بألم في أي مكان؟ .. هل أُصبتِ؟"
هزت رأسها نفياً ليتنهد براحة شديدة و يحتويها من جديد هاتفاً
_"حمداً لله .. حمداً لله أنتِ بخير .. ظننت أنكِ تأذيتِ"
بكت بحرقة و هي تتأسف له
_"أنا آسفة (عماد) .. سامحني .. لم أقصد أن .."
ربت عليها برفق و هو يقول
_"لا بأس .. اهدأي صغيرتي .. لا بأس .. المهم أنكِ بخير"
بكت أكثر و هي تتمسك به ليربت على ظهرها بحنان و قبّل رأسها و هو يهمس
_"اهدأي (سوو) .. أنتِ بخير الآن .. اهدأي"
انتبه لصوت صديقه الذي كان يلهث بقوة عندما وصل إليهما و نظر له باعتذار عن ما كاد يحدث للسيارة لتبتعد هي و تتأسف له بشدة و هي تبكي فتنهد بقوة و أشاح بوجهه قائلاً أنه لا داعي لاعتذارها فقد انتهى الأمر بسلام ... بالطبع لم تنتهي الليلة بسلام فزوجة عمها البغيضة ضبطتهما أثناء عودتهما للبيت و هيئتهما المذرية جعلتها تقيم الدنيا و لا تقعدها بهتافها الحاد حتى أيقظت كل من بالبيت و اتهمتها أنها السبب و أن (عماد) لم يكن ليتسلل للخارج معها إلا إن كانت فكرتها منذ البداية و أنها ستفسد ابنها حتماً بتصرفاتها المخزية و لم تهتم والدته لهتافه بالمقابل و هو يقف حائلاً بينهما مخفياً إياها خلف ظهره بينما تتشبث هي بقميصه و دمعت عيناها و هو يدافع عنها و يتلقى هو كل اللوم .. صفعة والده القاسية التي نزلت على قلبها قبل أن تلمس خده جعلتها تشهق بقوة و هي تبتعد عنه و اندفعت نحو عمها باكية و هي تخبرهم أنها السبب و أن (عماد) لا ذنب له فيما حدث بينما وقف هو ضاغطاً على فكيه و أثر الصفعة ظهر واضحاً على خده لتبكي أكثر مع صراخ (ليلى) الغاضب لتعرض ابنها للضرب و هي تحملها مسؤولية ما حدث ... اقتربت أمها في نفس اللحظة و هي تنظر لها بلوم فهتفت باكية
_"أمي .. أنا آسفة .. لم أقصد أن يحدث كل هذا .. (عماد) لم يفعل شيئاً خاطئاً .. أرجوك عمي .. لا تضربه .. أنا السبب"
تقدمت زوجة عمها دون أن تهتم لزوجها و لا للبقية و رفعت يدها لتصفعها و هي تهتف
_"كنت أعرف أنكِ السبب ... أيتها الملعونة الصغيرة"
هتفت أمها بغضب و قبل أن يتدخل أحدهم ليوقف صفعتها كان (عماد) قد اندفع ليقف بينهما لتصيبه صفعتها القاسية فتراجعت شاهقة بجزع
_"(عماد)"
و أسرعت تتحسس وجهه هاتفة بأسف
_"حبيبي .. أنا آسفة .. هل آلمتك؟ .. أريني وجهك حبيبي"
أزاح كفها بحدة و هو يرفع عينيه نحوها و هتف بغضب
_"كنتِ ستضربين (سؤدد) أمي .. كانت ستتألم أكثر مني .. كيف تفعلين هذا؟"
تراجعت للخلف بعينين متسعتين قبل أن تنقلهما نحوها و ترمقها بحقد بينما هتفت أمها و هي تحتضنها بقوة
_"(ليلى) .. لقد تجاوزتِ حدودكِ كثيراً ... تذكري أنني حذرتكِ أن تقتربي من أولادي .. في المرة القادمة لن يحدث لكِ خيراً ، هل فهمتِ؟"
و التفتت نحو شقيق زوجها هاتفة
_"هذه ليست أول مرة تتصرف زوجتك بهذه الطريقة مع أولادي (عزت) و أنا إن كنت تجاوزت عن عجرفتها و معاملتها السيئة لي طيلة السنوات الماضية لأنك شقيق زوجي فلا يعني هذا أنني سأحتمل نفس المعاملة مع أولادي و لن أسمح لها أو لك أنت أيضاً أن تعتقدا أن لكما الحق في تأديب أياً منهما"
و نقلت بصرها بينهما بغضب قبل أن تهتف و هي تشدها خلفها
_" عندما يعود (أحمد) من سفره سيكون لنا حديث آخر .. تصبحون على خير"
تحركت (سؤدد) مرغمة معها و عيناها معلقتان بـ(عماد) الذي كان ينظر نحوها بقلق و خوف كأنما أدرك ما عنته أمها خلف كلماتها تلك ... كان خائفاً من أن تنفذ أمها ما كانت تريده لفترة طويلة و تقنع عمه لينفصلا بأسرتهما عن بيت العائلة .. كان هذا يعني فراقهما دون شك .. لن يستطيعا أن يلتقيا إلا بصعوبة شديدة .. هذا الخوف كان يعتصر قلبها هي الأخرى بينما تراقب أمها تتحرك ذهاباً و إياباً في الغرفة و هي تحدث نفسها بغضب و تقسم أن تأخذهما بعيداً إن رفض زوجها أن يأخذ لهم بيتاً منفصلاً بعيداً عن شقيقه و زوجته الكريهة .. سالت دموعها و هي تسمع كلمات والدتها و قد أدركت أنها محقة في مخاوفها و أنبّت نفسها و هي تفكر أنها السبب ... لو أنها لم تتسلل خلف (عماد) ما كان كل هذا ليحدث .. كانت تعرف أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مشكلة بين أمها و زوجة عمها و أن أمها سبق و ضاقت ذرعاً بوجودها معها في مكانٍ واحد ... نهضت من فراشها و اقتربت لتحتضنها و بكت تتوسلها
_"أرجوكِ ماما سامحيني ... أنا السبب .. عاقبيني أرجوكِ .. لكن .. لا تدعينا نذهب من هنا .. أرجوكِ سأكون أكثر تهذيباً و لن أفعل أي خطأ و سأبتعد عن طريق العمة (ليلى) تماماً و لن أجعلها تجد الفرصة لتتشاجر معكِ مرة أخرى .. أرجوكِ .. دعينا نبقى هنا .. أنا لا أريد أن أذهب لبيتٍ آخر ماما .. لا أريد أن .."
كتمت كلماتها في حضن أمها .. لا تريد أن تبتعد عن (عماد) .. لا تتخيل كيف سيمر يومها عندما لا تراه .. كيف ستحتمل ابتعادها عنه؟ .. زفرت أمها بحرارة قبل أن تجلس على حافة الفراش و ضمتها إليها للحظات أبعدتها بعدها و مسحت دموعها بحنان و هي تقول
_"(سؤدد) حبيبتي .. الأمر لا علاقة له بكِ صغيرتي .. هذه الأمور بيننا نحن الكبار و نحن سنحلها .. أنا يهمني مصلحتكِ أنتِ و (سيف) .. لن أطمئن عليكما أبداً في هذا البيت .. لا أريد لكما أن تكبرا في بيتٍ مليء بالمشاكل و الشجارات حبيبتي"
كانت تعرف أنه من العبث أن تحاول إقناع أمها بعكس ما تراه .. (عماد) الوحيد من أسرة عمها الذي يحبهم و هو وحده يهمها من بين الجميع .. لو أنها ضمنت أن تأخذه معها لغادرت عن طيب خاطر .. أغمضت عينيها تدعي النوم لتغادر أمها بعد أن قبّلتها بحنان و أغلقت الباب خلفها لتفتح هي عينيها و عادت للبكاء بصوتٍ خافت و هي تفكر في (عماد) ... لابد أن عمها عاقبه بقسوة و سيحرمه من الخروج لفترة من الوقت و من مصروفه أيضاً .. كانت تعرف كيف هو عمها و كيف يكون عندما يغضب ... انتبهت على صوت طرقات خافتة على باب شرفتها فنهضت لتفتحها و اتسعت عيناها بفرح و هي تراه يقف مبتسماً أمامها و غمز بعينه و هو يرفع إصبعه أمام شفتيه يأمرها ألا تصدر صوتاً و همس و هو يرى دموعها التي رفع يده ليمسحها بحنان
_"كنت أعرف أنكِ ستستمرين في البكاء و لن تنامي"
همست بخفوت و هي تنظر للخارج عبر الضوء الشاحب
_"هل تسلقت الشجرة (عماد)؟ .. أنت مجنون"
ضحك بخفوت و هو يقول
_"كان لابد أن أفعل و إلا لن أستطيع النوم الليلة و أنا قلق عليكِ"
مسحت دمعة أخيرة و هي تهز رأسها
_"أنا بخير و ... أنا آسفة أيضاً .. لقد ضُربت بسببي"
ابتسم بحنان و هو يقول
_"فداكِ (سوو) .. ثم إنه كان خطأي من البداية .. لو لم أتسلل خارج البيت لم حدث كل هذا"
نظرت له بأسى للحظات و كانت قادرة على رؤية أثر الصفعتين رغم الضوء الخافت فاقتربت منه و همست بألم و هي تلمس خده بكفها
_"هل تؤلمك كثيراً؟"
ابتسم و هو يهز رأسه
_"لا .. لا تؤلمني"
قطبت بلوم
_"أنت تكذب (عماد)"
هز رأسه نفياً بإصرار
_"صدقيني لا تؤلمني .. ربما في لحظتها فقط و .."
قطع جملته عندما شعر بها ترتفع على أطراف أصابعها و تشده لينحني قليلاً لتطبع قبلة رقيقة فوق خده نزلت بعدها على قدميها تنظر نحوه بخجل لتجده يحدق فيها بذهول و بدا لها جامداً للحظات فهمست و هي تلوح بكفها أمام عينيه المتسعتين لينتفض بخفوت لتكتم ضحكتها الصغيرة ليبتسم و هو يتأمل وجهها للحظات بطريقة أثارت حيرتها ليقول بأسى غريب لم تفهم سببه وقتها
_"أمي كانت مخطئة .. من الواضح أنني أنا من سيفسدكِ .. يا الله ... لماذا لم تكوني أكبر و لو بعامين يا (سوو)؟"
قالت باعتراض و هي تتخصر
_"أنا لست صغيرة .. أنا سأتم الحادية عشر خلال أيام .. هل نسيت؟"
ابتسم و تراجع للخلف قائلاً
_"لا لم أنس .. لا تقلقي (سوو) .. هديتكِ في الحفظ و الصون"
ابتسمت بسعادة و لمعت عيناها بشدة قبل أن تبهت ابتسامتها و يخفت حماسها و هي تهمس
_"أنا خائفة (عماد) ... أمي تريدنا أن نغادر البيت لمكانٍ آخر .. قالت أن هذا أمر خاص بالكبار و هي مصرة على رأيها"
قطب حاجبيه بضيق و قد تأكدت مخاوفه فقال و هو يقترب ليحيط عضديها بكفيه و قال بحزم
_"لا تخافي (سوو) .. سأتحدث معها و مع عمي عندما يعود .. سأتحدث مع أمي أيضاً .. يجب أن يفهموا أن الكبار عليهم أن يراعوا رغباتنا أيضاً و ألا يسمحوا لخلافاتهم أن تؤثر علينا"
دمعت عيناها و هي تنظر له
_"و ماذا لو رفضوا و أصروا على خلافاتهم (عماد)؟ .. أنا لا أريد أن أتركك"
رقت عيناه بشدة و اقترب ليحتضنها بحنان و هو يهمس بوعد
_"لن أترككِ أبداً (سوو) ... سأبقى معكِ صغيرتي .. حتى لو ذهبت إلى آخر الدنيا ستكونين معي .. و أنا أيضاً سأكون معكِ (سوو) .. تذكري هذا دائماً"
هزت رأسها و هي تسند رأسها لصدره و تبتسم من بين دموعها و هي تعده بالمقابل أنها لن تنسى أبداً و ستكون معه حتى لو افترقا رغماً عنهما .. أنها لن تنساه أبداً مهما حدث
_"(سؤدد) ... (سؤدد) .. افتحي عينيكِ"
شعرت بيده تضرب وجهها بينما يهتف اسمها بقلق فحركت رأسها بضيق و صوته يشتت السحاب المحيط بعقلها فزمت حاجبيها و هي ترفع يدها تتحسس جبهتها بألم ليأتيها صوته من جديد
_"أخيراً ... آنسة (سؤدد) هل تسمعينني؟ .. افتحي عينيكِ .. هل أُصبتِ بأذى؟"
لم تستوعب ما يحدث حولها للحظات و هي تفتح عينيها لتجد رأسها يستند على صدره فقبضت بكفها على قميصه و هي لا زالت تسبح في ذكريات ماضيها ... هي لا زالت مع (عماد) .. لم تفرقهما الأيام .. لا زال معها كما وعدها .. هل كانت تحلم إذن؟ .. عاد الصوت المزعج يسحبها من خيالاتها و أمانها بقسوة فرفعت وجهها تنظر للعينين القلقتين المطلتين عليها و صاحبهما يربت على وجهها بقلق شديد .. همست بتشتت و ألم و طيفه يختفي من أمامها بسرعة
_"(عماد)"
شعرت بيديه تتجمدان حول وجهها و القلق اختفى من عينيه ليحتلهما الألم و الحزن مع شيء من الصدمة ، فقطبت حاجبيها و عقلها يستيقظ منتبهاً للوضع الذي هما فيه و شهقت بحدة و هي تدفع يديها في صدره تبعده عنها بقوة و هي تهتف
_"ماذا تفعل؟"
تعلقت عيناه بها للحظات و بدا لها شارداً أو مصدوماً للحظات و خُيل إليها أن عينيه حملتا بعض الألم الذي سرعان ما تلاشى و هو يشيح بوجهه و يقول ببرود
_"كما ترين .. لقد كدتِ تتسببين في حادث بقيادتكِ المتهورة آنسة (سؤدد)"
تطلعت للخارج بضيق و تنفست بقوة و هي تعود بناظريها إليه هاتفة
_"هذا لا يعطيك الحق في أن .."
هتف يقاطعها بغضب
_"تباً ... أنتِ من لا يملك الحق في الاعتراض يا آنسة ... لولا رحمة الله لكنا الآن ميتين .. ألا تتمتعين حتى ببعض اللباقة لتعتذري عن تصرفكِ؟"
_"لا تصرخ فيّ هكذا سيد (مراد) ... لم يحدث شيء و أنا لن أعتذر لك عن أي شيء .. و مرة أخرى .. لا تلمسني أبداً حتى لو كنت أموت ، هل فهمت؟"
اتسعت عيناه مع كلماتها و قبض على كفه يتحكم في نفسه قبل أن يقول بسخرية
_"بالمناسبة آنسة (سؤدد) ... أنتِ من كنتِ تتشبثين بي"
اتسعت عيناها و هي تحدق فيه بارتياع بينما يتابع
_"لقد حاولت كثيراً إبعادكِ عني دون جدوى و لكنكِ استمريتِ في احتضاني حتى كدتِ تقتلينني خنقاً ... لذا لا تلومي سوى نفسكِ عزيزتي ، مفهوم؟"
ارتجفت شفتاها و الكلمات تنتحر على شفتيها فلا تملك أي رد لتقول في النهاية بصوت مرتجف
_"أ .. أنت .. أيها الـ .. كيف تجرؤ؟"
لم يرد عليها و هو يفتح باب السيارة و يغادرها أمام أنظارها الذاهلة التي تابعته و هو يدور حول السيارة حتى وصل لبابها ففتحه بعنف و قال وهو يزيحها
_"ابتعدي .. هيا تحركي للمقعد الآخر"
ابتعدت مرغمة عندما شعرت بجسده يلامس جسدها دون أن يهتم لتحذيرها الذي لم تمض عليه لحظات و هو يدفعها جانباً
_"أيها الوغد .. ماذا تفعل؟ .. قلت لك لا تلمسني أبداً"
تجاهلها و هو يدير محرك السيارة بينما تهتف بغضب
_"اللعنة عليك .. ماذا تفعل؟ .. ابتعد .. أنت لن تقود السيارة"
واصل محاولاته مع المحرك حتى عاد للعمل و أدار مقود السيارة يعيدها للطريق و قال ببرود
_"اصمتي .. من الآن فصاعداً أنا من سيقود هذه السيارة اللعينة ، أفهمتِ؟"
_"أيها الوغد .. هل نسيت نفسك؟ .. أنت تعمل عندي و ستنفذ أوامري أنا .. توقف حالاً و إلا لن يحدث لك طيب"
التفت ليرميها بنظرة جففت الدم في عروقها ليأتي صوته و يجمدها تماماً
_"أنا لا أعمل عندكِ أيتها الآنسة المدللة .. أنا أعمل لدى السيد (رفعت هاشمي) و أنفذ أوامره وحده .. و أوامره تقتضي حمايتكِ .. حتى من عقلكِ العنيد هذا .. هل كلامي واضح؟"
حدقت فيه بذهول للحظات قبل أن تشيح بوجهها و هي تهمس بتوعد
_"لن تنجو بفعلتك هذه أقسم لك ... قريباً سأجعلك تبتلع كلماتك هذه أيها الحارس الأحمق"
قاد السيارة بهدوء و هو يقول ببرود شديد
_"جيد .. حتى ذلك الحين اصمتي و دعيني أقود ... لا نية لدي أبداً أن أموت بسبب تهورك و عنادكِ ... و من الآن و حتى أعيدكِ لعائلتكِ بسلام .. كل شيء سيسير كما أريد أنا ، فهمتِ؟"
رمقته بنظرة حارقة مليئة بالغل و القهر و عادت تنظر أمامها و هي لا تتوقف عن تمتماتها المتوعدة له ليزفر بيأس و هو يختلس النظر نحوها و يشيح بعدها بعينيه عنها و يعود ليركز على الطريق و قلبه يعتصر بين ضلوعه بقسوة شديدة
******************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-18, 03:44 AM   #118

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسمت (آنجيليكا) و هي تلوح مودعة (ماريا) و (بيدرو) آخر من تبقى من ضيوف حفل (جوليانو) و اللذين أصرا على البقاء معها و تنظيف الشقة الصغيرة من آثار الحفل .. وقفت مكانها حتى اختفيا عن ناظريها قبل أن تدخل و تصعد السلالم مسرعة نحو شقتهما الصغيرة و دخلتها و أغلقت الباب خلفها و هي تبتسم لـ(جوليانو) الذي كان يمسك بالهدايا التي أحضرها بعض جيرانهما و رفاق عملها و صديقيها المقربين .. هتفت و هي تسرع لتجلس بجواره
_"أيها الفضولي .. لم تستطع الانتظار حتى أعود لنفتحها معاً"
ضحك قائلاً
_"لم أفتحها بعد (آنجي) .. و أنتِ هي الفضولية بالمناسبة , لو كنتِ مكاني لكانت كل الهدايا فُتحت في لحظة واحدة"
وكزته بمشاكسة و هي تضحك بينما تخطف منه العلبة
_"أنت محق في هذا الأمر .. دعني أرى ماذا جلبت السيدة (ماريانو) .. ماذا تتوقع (جولي)؟"
تبادلا التخمينات بحماس بينما يفتحان هدية جارتهما المسنة الطيبة التي كانت من أول من قدمّ المساعدة لهما حين ألقت بهما الأقدار إلى هذه البلدة الصغيرة بجنوب إيطاليا قبل سنوات و رغم ضيق حالها قدمت لها المساعدة و عرضت عليها رعاية (جوليانو) الصغير أثناء بحثها المحموم عن عمل و حتى اليوم و رغم تقدمها في السن لا زالت تعتني به حتى تعود شقيقته من عملها .. هتفت (آنجيليكا) بحماس و هي ترفع السترة بيديها
_"وااو .. إنها رائعة .. لقد حاكت لك سترة جديدة (جولي) .. أليست جميلة؟"
ضحك على حماسها و قال و هي تضع السترة على صدره تقيسها
_"توقعت هذا منذ كانت تأخذ مقاساتي متحججة أنها تصنع سترة لقريب صديقتها الذي يماثلني في الجسد .. إنها لا تجيد إخفاء الأسرار أبداً"
ضحكت و هي تعبث بشعره
_"أنت هو الذكي و اللماح زيادة عن اللزوم حبيبي .. عليك أن تشكرها غداً على هذه الهدية الجميلة"
هز رأسه لتهتف بتحذير
_"آه و لا تتذاكى و تخبرها أنك كشفت خدعتها ، مفهوم؟"
ضحك و هو يتناول الهدية التالية و رفعها لأذنه و هو يهزها و يسألها عن تخمينها لما بداخل العلبة و مرت الدقائق التالية و هما غارقين بالضحك بينما يتبادلان التخمين و فتح الهدايا و شعرت (آنجيليكا) ككل مرة بالهموم تتطاير عن قلبها و هي ترى سعادة شقيقها .. شردت تنظر حولها بحنين و أغمضت عينيها تبتسم و قلبها يستحضر خيالات البقية و يخبرها أنهم يشاركونهما هذه اللحظات ... أنهم جميعاً هنا معهما .. انتبهت للمسة شقيقها لذراعها ففتحت عينيها تنظر له مبتسمة لتمحو قلقه و اقتربت تحتضنه بقوة
_"عيد ميلاد سعيد يا قلب (آنجي) ... هذا أسعد يوم بحياتي .. أتمنى لك سنة مليئة بالسعادة و الأمنيات التي ستحققها كلها"
ربت على ظهرها قائلاً
_"و أنتِ أيضاً (آنجي)"
ثم ابتعد عنها و قال رافعاً أحد حاجبيه
_"لكن هناك هدية ناقصة"
قطبت بتفكير قبل أن تنهض هاتفة
_"آه ... لقد نسيت"
ضحك على تعبيراتها وجهها الفزعة و هي تندفع نحو غرفتها و تغيب لحظات قبل أن تعود و هي تحمل شيئاً كبيراً لتتسع عيناه و حاول النهوض لمساعدتها لكنها أشارت له أن يبقى و اقتربت لتضعه على الطاولة أمامه لينظر لها بقلب خافق فابتسمت و هي تشير له برأسها أن يفتحه ... دمعت عيناه و هو يخمن الهدية التي أحضرتها له و لم يخب ظنه و هو يزيل ورق الهدايا و سالت دموعه و هو ينظر لها بامتنان و لم يتمالك مشاعره و اندفع يحتضنها بحب
_"شكراً .. شكراً (آنجي) .. أنتِ أروع شقيقة قد يحصل عليها أحدهم"
سالت دموعها و هي تحتضنه بحب مماثل و ابعدته قائلة
_"هل أعجبك؟"
هز رأسه و هو ينظر للكمان الذي كان يتمنى الحصول عليه .. لم تنس هي نظرته لكمان مشابه أثناء مرورهم بمتجر للآلات الموسيقية قبل أشهر و وعدته أن تحضر له واحداً و هو أخبرها كذباً أنه لا يريد و أنه فقط لفت نظره ... تحسس الكمان برفق ليقول
_"إنه رائع .. لابد أنه كلفكِ كثيراً (آنجي) .. أنتِ تتعبين لتحصلي على المال ما كان يجب أن .."
قاطعته و هي تضع سبابتها على شفتيه
_"أنت أغلى عندي من أي شيء (جوليانو) .. لو أردت عيني يوماً سأعطيك إياهما"
و غمزت بحرج مفتعل لتمنعه من البكاء
_"و كما ترى هو ليس جديداً .. إنه مستعمل للأسف .. صاحبه اضطر لبيعه و أنا اشتريته بسعر مناسب .. لذا لا تقلق بشأن المال"
و مسحت دموعه قائلة بحزم
_"على ماذا اتفقنا؟ ... لا دموع و لا حزن سيدخل بيتنا اليوم .. فقط سعادة ، حسناً؟"
أومأ برأسه لتصفق بحماس
_"إذن هيا ... أنا متشوقة لأسمع عزفك حبيبي"
قال بتردد
_"أنا لم أتدرب منذ فترة طويلة (آنجي) و لا أظن أن .."
_"هراء ... أنا واثقة أنك لا زلت تتذكر العزف بنفس البراعة .. أغمض عينيك و اعزف بقلبك و سترى"
نظر لها بتردد فأومأت بتشجيع و هي تحمل الكمان و تضعه بين يديه فحمله بتردد للحظات قبل أن يحسم تردده مع نظراتها اللامعة المتحمسة فأخذ نفساً عميقاً و ابتسم و هو يبدأ العزف على الكمان ليتوقف فجأة لتنظر له بتساؤل فابتسم قائلاً
_"هل يمكنني أن أطمع بهدية أخرى (آنجي)؟"
_"بالطبع حبيبي"

هتف بحماس و تشوق
_"هل يمكنكِ أن ترقصي أثناء عزفي؟"
اتسعت عيناها و بهتت ابتسامتها قبل ان تطرق و عيناها تنظران إلى قدميها بشرود ليتابع بتراجع مع اختفاء بسمتها
_"لا بأس .. أنا آسف (آنجي) اعتبري أنني لم أقل شيئاً .. أعرف أنكِ توقفتِ منذ سنوات .. ظننت أننا يمكن أن ..."
قاطعته بحماس و قد آلمها أن تحزنه في يومه السعيد
_"و لم لا؟ .. قلت لك لو طلبت عينيّ حتى سأعطيهما لك حبيبي"
حاول التحدث لكنّها نهضت مسرعة و أسرعت تزيح الطاولة بعيداً تزيد من مساحة الصالة الصغيرة لتجد فراغاً يسمح لها بالرقص و أشارت له غامزة بعينها ليبدأ العزف فبدأ بتردد لم يلبث أن اختفى و هو يرى لمعة عينيها و هي تسمع عزفه مبتسمة و هي تهز رأسها مع الأنغام قبل أن تغمض عينيها و تبدأ الحركة تاركة جسدها يسترجع ذكرياتها بينما يتحرك مع الأنغام بسلاسة كأنها لم تتوقف يوماً عن الرقص ... تحركت على أطراف قدميها و جسدها يتمايل بمرونة لم تدرك أنها لا زالت تتمتع بها و ارتفعت ذراعاها للأعلى برشاقة قبل أن تدور على إحدى قدميها و ساقها الحرة انثنت ملامسة ساقها التي استمرت في الدوران قبل أن تتغير حركتها و ذراعاها تنفردان و تنثنيان في حركات راقصة و استغرقت في رقصتها و ذكرياتها و قلبها ينتشي بشعور اشتاقته كثيراً بينما اتسعت عينا (جوليانو) و هو ينظر لها بانبهار و قد تحولت في لحظات لفراشة تتراقص بحرية مع النسيم و راقب حركات يديها في الهواء و دورانها حول نفسها و فستانها و شعرها يشاركانها الرقص برقة .. تحركت عيناه تتبعانها بانبهار انعكس على عزفه قبل أن ينتبه بقلق لحركة قدميها و عاد ينظر لها بخوف و هو يرى كيف نسيت كل ما حولها و انغمست في رقصها حتى نسيت وضع قدمها فتوقف عن العزف و وضع الكمان جانباً و هتف يناديها بقلق ازداد حين تأكد من أنها لم تكن في وعيها و أنها حتى لم تنتبه لتوقف العزف .. ناداها من جديد دون أن يدرك أنها في تلك اللحظات كانت تحارب لتعود من شرنقة الماضي الجميل التي أسرتها و هي تغمض عينيها و ترى نفسها تشارك (لوسيانا) تمارين الباليه القاسية و تحول المشهد لهما و هما ترقصان بحماس و سعادة مع ضحكات والديهما و غرقت تماماً و هي تدور على إحدى قدميها دون توقف و المشهد يختفي مع دورانها لمشهد السيارة التي يقودها والدها و هي تدور حول نفسها و قد فقد السيطرة عليها قبل أن تظلم الدنيا تماماً ... دارت حول نفسها أكثر و هي تغمض عينيها بقوة و المشهد يتغير لها و هي تحمل (جوليانو) الصغير و قد فقدا كل شيء .. نسيت وضع قدمها التي تضررت من الحادث قبل سنوات و استمرت في الدوران و هي تتذكر خوفها الشديد و هي تهرب بشقيقها تاركة كل شيء خلفها .. تتذكر مخاوفها و خشيتها من فقدانه يوماً لتخسر من بعده آخر ما تملك بهذه الدنيا .. (جوليانو) الذي حاربت لحمايته كل هذه السنوات .. (جوليانو) الذي أفاقت على هتافه المرتعب باسمها لتتوقف فجأة و تفتح عينيها .. لم تحتمل قدمها المجهود الذي بذلته فسقطت أرضاً ليندفع نحوها (جوليانو) و احتضنها بقوة
_"أنا آسف (آنجي) ... آسف لأنني طلبت منكِ هذا .. ما كان يجب أن أنسى أن قدمكِ لا زالت .."
ربتت عليه بحنان و هي تبتسم
_"لا بأس حبيبي ... أنا بخير"
لمس قدمها بقلق فدلكتها برفق و قالت
_"صدقني أنا بخير"
همس باكياً
_"لكن أنتِ .."
قاطعته بعينين لامعتين
_"أنا لم أشعر أنني أتنفس و على قيد الحياة كما شعرت قبل لحظات (جوليانو) ... كنت قد نسيت هذا الشعور تماماً"
نظر لها بشك للحظات لتضحك و هي تضمه بقوة و تهتف
_"شكراً لأنك شجعتني لأنسى خوفي و أسترجع هذا الشعور الرائع"
أبعدها بحزم و هو يقول
_"لا تحاولي ... أنتِ لن ترقصي بهذه الطريقة المتطرفة مرة أخرى"
ضحكت و هي تعده
_"حسناً لن أفعل أيها المستبد"
مدت يدها تزيح خصلة سوداء ناعمة و هي تتابع بحنان
_"هل تعرف حبيبي؟ ... أنا متفائلة كثيراً الآن و بت متأكدة من أن الأيام القادمة ستحمل لنا الخير الكثير بين يديها"
ابتسم على تفاؤلها لتتابع بتأكيد
_"سترى ... السعادة ستفتح ذراعيها لنا قريباً و الحياة ستبتسم لنا و لن تعبس مرة أخرى أبداً"
رفع أحد حاجبيه لتهتف و هي تهجم عليه مدغدغة
_"ألا تصدقني، هه؟ .. ألا تثق بي أيها الصغير المتذاكي؟"
ضحك و هو يحاول مقاومتها
_"أصدقكِ ... أنا أصدقكِ (آنجي)"
رحمته أخيراً من تعذيب أصابعها لتحتضنه و تشده لتستلقي أرضاً و تضمه إليها و تغمض عينيها قائلة
_"و (آنجي) ستفعل المستحيل لو عاندتها الحياة و ستحضر السعادة حتى عندك حبيبي .. أعدك بهذا يا روح (آنجي)"
**********************
استمع (منذر) لسكرتيرته بانتباه و هي تخبره بمواعيده لبقية اليوم قبل أن يصرفها و يعود للخلف يسترخي في مقعده و يشرد في تفكيره للحظات نهض بعدها و توجه للنافذة الكبيرة بغرفة مكتبه و تطلع خلالها للشارع البعيد عن ناظريه قبل أن ينظر لساعته بقلق ... يخشى أن يفشل ذلك الرجل في مهمته .. قطب في ضيق و هو يكتشف أن قلقه كان من أن ينجح ذلك الأحمق في الانتقام من (وتين) و يصيبها بأذى .. قبض على كفه بحنق ... اللعنة .. من المفترض أن يقلق من أن ينجح ذلك الرائد العنيد من أن يلقي القبض على رجله الأحمق الذي فقد عقله بسبب (وتين هاشمي) ... اللعنة .. إن كان سيلوم أحدهم فلن يلوم سوى نفسه لأنه ترك ذلك الوغد على قيد الحياة كل هذا الوقت و خاطر بوصول الأمور لهذه النقطة التي لم يكن يحب أن يصل إليها ... ذلك الأحمق كتب شهادة وفاته بنفسه و قد حذره بشدة من الاقتراب من طريقها و أخبره أن المقابل سيكون حياته ... انتبه على رنة هاتفه المميزة و فتح الرسالة لتلمع عيناه بقوة .. و في لحظة كانت أصابعه تجري على شاشة الهاتف في رسالة ختمها بأول حرفين من اسمه و هو يدرك أنها ستفهم حتماً أنه وراء ما حدث ... أخبرها ألا تتهور مرة أخرى و لا تتذاكى و تخبر الرائد بأي شيء .. لم يعني من تهديده شيئاً سوى منعها من التهور بأي كلمة .. و لم ينس أن يطلب منها أن تخبر (سؤدد) أنها ديونها قد ازدادت واحداً و أنهما سيتحاسبان قريباً ... سيفعلان حتماً فهو متأكد من أنها تعد له مفاجأة لن تعجبه أبداً ... لا زال واثقاً من أنها لم تترك تحقيقاتها المتهورة و لا ثأرها .. تنهد و هو يعود لمقعده .. ليتها تنشغل في سفرها لبعض الوقت حتى يهدأ الوضع قليلاً فأي محاولة منها للتدخل سيكون ثمنها حياتها حقاً هذه المرة و هو لن ينجح في حمايتها هذه المرة مهما حاول ... لقد حذرها لكنّها لا تستمع .. تلك العنيدة .. استرخى في مقعده يحركه يميناً و يساراً في شرود لبضع دقائق حتى قاطعه صوت سكرتيرته عبر جهاز الاتصال الداخلي و هي تقول
_"أعتذر سيد (منذر) .. السيدة (شاهيناز الصاوي) تطلب مقابلتك لكنّها لم تحدد موعداً و .."
قاطعها بحزم
_"دعيها تدخل"
شعر بدهشتها التي سرعان ما أخفتها و هي تقول بعملية
_"حسناً سيدي"
استرخى في مقعده بعينين لامعتين و هي ينظر للباب في انتظار قدومها بابتسامة عابثة .. كان واثقاً من أنها ستأتيه بقدميها في أقرب وقت .. حسناً .. لا بأس ببعض العبث قبل أن تعود الصحفية العنيدة من سفرها و يضطر للتفرغ لحربها معه تماماً بكل جدية ... هو واثق من أن الأيام القادمة ستحمل لهم جميعاً الكثير جداً .. إحساسه يخبره بهذا و إحساسه لم يخب يوماً .. هو ليس خائفاً من الغد .. هو متحمس و بشدة للمفاجآت التي يخفيها القدر عنهم جميعاً مهما كانت ..
**********************
انتهى الفصل الخامس
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار آرائكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-18, 03:50 AM   #119

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
كده اتأكدت أن عماد مع سؤدد
وآنچي هتتزق في وش منذر
ياله حصل خير

يعني إيه تأكدتِ إنه عماد مع سؤدد
هو أنا قلت حاجة؟؟
هههههههههههه الأول سؤدد تلاقيها و بعدين نلزقها لمنذر غصب عنه
إن شاء الله تعجبك الأحداث الجديدة يا قمر

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-18, 03:57 AM   #120

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورالخاقاني مشاهدة المشاركة
احداث روعه كلها غموض وأسرار منتضرينك ياقمر ♥♥♥♥

نورتيني كتير يا جميل و إن شاء الله تعجبك أحداث الفصل الجديد و تكون مشوقة أكتر


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.