29-12-18, 03:04 AM
| #331 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء  
|  أغلقت (سؤدد) الهاتف وهي تضغط على أسنانها بقوة وهزت رأسها مرددة _"لابد أنها موجودة في مكانٍ ما .. كيف لم يجدها؟ .. لا أصدق أنها ميتة" إحساسها يخبرها أنها لا زالت على قيد الحياة .. تلك المعلومة التي أخبرها إياها (جاك) لا يمكن أن تكون مجرد شائعة .. هل يجب أن تذهب هي بنفسها إلى إيطاليا؟ .. حمقاء .. كيف ستجدها هي وسط دولة كاملة بينما من يملك النفوذ والرجال لم يستطع أن يعثر عليها .. يبدو في النهاية أنّ عليها أن تتخلى عن تلك الفكرة وتبدأ البحث عن البديل .. لكن أين تجد الفتاة التي يمكنها أن تفعل أي شيء من أجل المال .. فتاة على استعداد لتخاطر بنفسها وتدخل بقدميها عرين (منذر صفوان) .. ألقت بنفسها على حافة فراشها بقوة وهي تحاول التفكير في مخرج .. تناولت هاتفها وقلّبت فيه لتتوقف عند صورة لامرأة جميلة وقطبت بتفكير وهي تتأملها .. حركت أصابعها تُقلِب في بقية الصور التي ظهرت فيها تلك المرأة برفقة (منذر) .. همست بخفوت _"(شاهيناز الصاوي) .. هل هي صيده الجديد؟" لكنّها لا تشبه أبداً نوعه المفضل من النساء .. يبدوان على علاقة جيدة كما تظهرهما الصور .. هو لم يتورط من قبل في علاقة مع امرأة متزوجة .. ما عرفته من معلومات سطحية عن تلك المرأة تقول أنها زوجة لرجل أعمال فاز مؤخراً بصفقة مشروع خاص بمجموعة الشركات التي يديرها (منذر) كما أنّ سمعتها ليست جيدة في الوسط الاجتماعي والشائعات تقول أنّ ما وصل إليه زوجها كان عن طريق استغلال فتنتها .. لوت شفتيها باشمئزاز .. هل هي من ذلك النوع من النساء الذي يفعل أي شيء من أجل المال حتى لو باعت نفسها؟ .. أسندت ذقنها لقبضتها مفكرة بعمق وهمست _"ربما ليست هي الصيد .. ربما (منذر) هو الصيد هذه المرة .. بالتأكيد هي تقربت منه من أجل زوجها .. حمقاء .. هل تظنين (منذر) بهذه الحماقة ليصدق لعبتكِ أنتِ وزوجكِ؟ .. بالتأكيد هو يتلاعب بهما الآن وهذا يبرر تجاوزه عن بعض ثوابته" تنهدت بقوة وعقلها يعمل مفكراً لاستغلال تلك المعلومات ورددت من جديد _"تُرى هل يمكن استغلال كونكِ امرأة جشعة وتفعلين أي شيء من أجل المال؟ .. هل تكونين أنتِ البديل؟ .. لا .. لا .. كيف يمكن أن أثق بامرأة مثلها؟ .. من أدراني أنها لن تبيعني له لتحصل على مبلغ أكبر؟ .. لكن لو فكرنا ملياً ربما تكون فرصة جيدة .. لما لا؟ .. فلنجرب .. لن أخسر شيئاً .. هو يعرف مسبقاً أنني سأفعل أي شيء لأصل إليه" لكن ماذا لو رفضت تلك المرأة أو في أسوأ الأحوال باعتها له؟ .. ألا يعني هذا أنه سيعرف نيتها وضع امرأة ما في طريقه وإيقاعه بفخها .. لا .. لايجب أن تستبق الأحداث بمخاوفها .. هي يجب أن تعرف كل شيء عن هذه المرأة قبل أن تقرر مقابلتها ومحاولة إقناعها .. ربما في النهاية لن تضطر لاستغلال فتاة بريئة وتعريضها لخطر (منذر) .. (شاهيناز) سبق ودخلت عرينه بقدميها .. يبقى فقط أن تنجح في إقناعها بمساعدتها من الداخل .. يبدو أنها ستحتاج لمساعدة (راجي) من جديد ليعرف كل شيء عن تلك المرأة .. يجب أن تعرف كل تفاصيل حياتها لتعرف كيف تقنعها بما تريد .. أسرعت تتصل برقم (راجي) وانتظرت حتى سمعت صوته يرد _"مرحباً آنسة (سؤدد)" _"مرحباً سيد (راجي) .. أعتذر لو كنت أتصل بوقت غير مناسب" _"لا .. لا .. يمكنكِ الاتصال في أي وقت سيدتي .. أنتِ من عملاء مكتبي المميزين" مررت أصابعها في شعرها وهي تقول _"شكراً لك سيد (راجي) .. في الواقع أنا في حاجة لخدمات مكتبك في أمر مهم" أتاها صوته وقد اصطبغ بالاهتمام الشديد _"بالتأكيد تفضلي .. ما الأمر؟" أخذت نفساً عميقاً قبل أن تقول _"هناك شخص آخر أريدك أن تبحث بشأنه .. إنها امرأة .. أريد أن أعرف عنها كل ما تستطيع أن تعرفه .. ولن أبالغ لو قلت أنك لو بحثت من بداية طفولتها سيكون جيداً" أطلق صفيراً طويلاً ليقول بعدها _"تبدو امرأة شديدة الأهمية .. حسناً .. سأفعل ما بوسعي .. من تكون؟" أجابته بهدوء _"اسمها (شاهيناز الصاوي) زوجة رجل أعمال يدعى (مختار عوني)" ران الصمت لبرهة وخُيل إليها أنها سمعت شهقة خافتة على الجانب الآخر قبل أن يأتيها صوته يقول بارتباك _"عفواً .. ماذا قلتِ اسمها؟" قطبت في شك وهي تقول _"(شاهيناز الصاوي) .. هل تعرفها؟" سمعته يتنفس بقوة ليقول _"لا .. أشعر أن اسمها مألوف .. حسناً .. سأبحث بشأنها وأخبركِ قريباً بما عرفته" ازداد شكّها مع طريقة رده، لكنّها قررت تجاهل الأمر .. ما يهمها أن يحصل على المعلومات التي تحتاجها في أقرب وقت .. تنهدت قائلة _"حسناً .. أنا أعتمد عليك سيد (راجي) .. سأنتظر اتصالك قريباً" ودعته وأغلقت الهاتف لتضعه فوق مكتبها .. هي لن تتخلى عن فكرة إيجاد تلك الفتاة، ما دام (جاك) وعدها بالاستمرار في البحث .. لكن لا بأس من البحث عن البديل في نفس الوقت تحسباً لفشل بحثه عنها .. دلكّت عنقها لتزيل بعض التشنج الذي تشعره وتحركت لتنظر لنفسها في المرآة .. تحتاج لتحصل على الراحة وإلا ستنهار حتماً لو استمرت في عملها بهذه الوتيرة المرهقة .. تنهدت وهي ترمي نظرة أخيرة على وجهها المرهق قبل أن تتحرك لتغادر غرفتها متجهة للخارج .. كانت في طريقها لتغادر القصر لتقضي بعض الوقت في حديقته عندما استوقفها صوت شقيقها يردد بذهول _"أنت متأكد يا (طارق)؟ .. بالله عليك تأكد مرة أخرى من الاسم" قطبت وهي تتحرك متتبعة صوته الذي اختلط ذهوله بنبرة غريبة من السعادة .. لا تدري لماذا شعرت ببعض الدموع في صوته .. هزت كتفيها وهي تقترب من الشرفة التي كان يقف فيها .. لمحته يقف وإلى جانبه (هاميس) التي كانت تتطلع له بترقب وحيرة بينما كان وجهه يتألق بشراً وتوتراً غريباً .. حالته أثارت استغرابها وفضولها فاقتربت أكثر لتتوقف خطواتها وتجمد الدم في عروقها وهي تسمعه يقول بينما يتمسك بكف (هاميس) بقوة كأنما يستمد منها القوة ليصمد _"اسمه الكامل (أحمد عثمان اليزيدي) .. هذا هو؟! .. بالله عليك يا صديقي .. هل هو نفس الاسم الذي أخبرك به؟" شعرت بالعالم يدور من حولها وأنفاسها اختنقت بصدرها ورأته من بين الغيوم التي تكاثفت أمام عينيها وهو يرفع كف (هاميس) ليقبل راحتها بعمق بينما تجمعت الدموع بعينيه وهو يقول بتحشرج _"شكراً لك يا صديقي ... لا أعرف كيف أشكرك .. شكراً ... أجل .. أراك قريباً" أغلق الهاتف ليضحك بقوة والتفت ليمسك كتفيّ (هاميس) ودار بها في الشرفة وهو يقول بسعادة _"لا أصدق يا (ميسا) .. لا أصدق ما سمعت" رددت وهي تحاول التوقف _"اهدأ (سيف) .. لقد أصبتني بالدوار .. دعني أفهم أولاً ماذا حدث" استندت (سؤدد) للحائط تبحث عن الدعم وقد شعرت أنّ الأرض اختفت تحت قدميها وهي تسمعه يهتف _"(طارق) اتصل ليخبرني ما انتظرت سماعه لسنوات طويلة .. عمه يعمل في وزارة الداخلية وكنت قد أوصيته من فترة طويلة أن يطلب منه أن يعرف أي أخبار عن أبي .. لقد أخبرني لتوه أن أبي قد حصل على عفو وسيغادر سجنه قريباً جداً .. ياالله لا أصدق هذا .. أشعر أنني أحلم" احتضنت كفه في حب وهي تبتسم لسعادته الواضحة _"الحمد لله .. لم أتصور أنك ستسعد لهذه الدرجة (سيف)" هتف وهو يشدد على كفها _"أنا سعيد لأقصى درجة (هاميس) .. لا تتصوري كيف كنت أنتظر ذلك اليوم .. لقد حاولت زيارته كثيراً، لكنّه كان يرفض الزيارة دون أن يعرف حتى من يزوره .. ياالله لو تعرفين كم اشتقت لرؤيته" همست بتردد تخشى أن تفسد فرحته _"أنت لست غاضباً منه (سيف)؟" اختفت ابتسامته وتنهد بقوة وقال _"هو يبقى أبي في النهاية (هاميس) .. مهما كان ما فعله في الماضي هذا لا يغير من حقيقة أنه أبي وسيظل كذلك و.. " كان يتحدث وهو يتحرك ليستند إلى سور الشرفة عندما وقعت عيناه على (سؤدد) التي كانت تقف بالقرب مستندة للحائط ووجهها شاحب كالموتى ليقطع كلماته ويهمس اسمها بجزع ... التفتت (هاميس) مع همسته وشهقت هاتفة _"(سؤدد) .. يا إلهي" تحركت نحوها لتستفيق من ذهولها واندفعت مغادرة الشرفة وهي تهز رأسها في ذهول .. لا .. ما سمعته ليس صحيحاً .. لقد نسيت ذلك الرجل تماماً .. ما الذي يفعله (سيف)؟ .. لماذا يبحث عنه؟ .. لماذا يحاول إعادته لحياتهم؟ .. لم يعد لهم علاقة به؟ .. ازداد اختناقها وكل ذكرياتها البشعة تحررت مجدداً من عقالها لتهاجمها بقسوة .. ستموت إن بقيت لحظة بالبيت .. يجب أن تخرج .. أسرعت لغرفتها لتبدل ثيابها .. تجاهلت طرقات (سيف) وهو يهتف _"(سؤدد) .. افتحي الباب .. (سؤدد)" واصلت تبديل ملابسها كآلة جامدة والتقطت حقيبتها وهاتفها وأسرعت تفتح الباب ليقابلها وجهه الشاحب وخلفه (هاميس) التي نظرت لها بحزن .. حاولت تجاوزهما، لكنّ (سيف) سدّ عليها الباب بقامته الطويلة وهو يهتف _"أنتِ لن تذهبي لأي مكان (سؤدد) .. ليس وأنتِ بهذه الحالة .. اجلسي لنتحدث بهدوء" هتفت به بحدة وهي تدفعه بيدها _"ابتعد عن طريقي (سيف)" هتف بالمقابل _"لا (سؤدد) .. لا تعتقدي أن أسلوبكِ سيخيفني .. ليس هذه المرة" لم يمنحها الفرصة لتحاول دفعه وأحاط خصرها بذراعه ورفعها ببساطة كأنها لا تزن شيئاً أمام أنظار (هاميس) الذاهلة بينما الصدمة نالت من (سؤدد) التي لم تستوعب أن شقيقها قادر على فعل شيء كهذا .. استغل هو صدمتها ليدفعها لتجلس على حافة الفراش وقال بهدوء _"اهدأي قليلاً (سؤدد) .. ما الذي أصابكِ؟" انتفضت بغضب ووقفت هاتفة فيه _"كيف تجرؤ (سيف)؟ .. هل جُننت لتعاملني هكذا؟ .. لا تنسى أنني شقيقتك الكبيرة" قطب هاتفاً بحدة مماثلة وهو يدفعها لتجلس من جديد _"لا تنسي أنتِ أنني لم أعد صغيراً (سؤدد) .. أنا مسؤولٌ عن حمايتكِ شئتِ أم أبيتِ وأنتِ لن تغادري البيت بمفردكِ أبداً" _"لا أحد مسؤول عني (سيف) .. أنا مسؤولية نفسي فقط .. والآن لو سمحت ابتعد عن طريقي" _"(سؤدد) .. لا داعي لكل هذا الغضب .. ما سمعتِه بشأن أ .." رفعت إصبعها محذرة في وجهه وهتفت بحدة _"اصمت .. لا أريد أن أسمع ولا كلمة بهذا الشأن" _"(سؤدد) .. لا يمكنك تجاهل الأمر بهذه البساطة .. إنه" غطت أذنيها بكفيها بقوة وهتفت _"قلت لا أريد أن أسمع شيئاً .. إياك أن تنطق بكلمة عن ذلك الرجل أمامي .. سأنسى تماماً أنك أخي" قبض كفيه بقوة وهو ينظر لها وقال بضيق _"ذلك الرجل هو أبينا (سؤدد)" صرخت بغضب _"ليس أبي .. أنا لا أب لي" شهقت (هاميس) وهي تتراجع بشحوب بينما رمق (سيف) شقيقته بأسف وتمتم _"شئتِ أم أبيتِ هو أبينا (سؤدد) .. لا يمكنكِ أن تنكري هذه الحقيقة مهما حاولتِ" _"(سيف) لقد حذرتك" أمسك كتفيها يهزها بقوة وهو يهتف _"أفيقي (سؤدد) .. أفيقي وتوقفي عما تفعلينه .. لسنوات وأنتِ تقتلين روحكِ وتظنين أنكِ تفعلين الصواب .. تحاولين انكار ذلك الدم الذي يجري بعروقكِ والذي مهما فعلتِ لن تستطيعي تغييره .. تخليتِ عن اسم والدكِ وصرتِ تضعين اسم (هاشمي) خلف اسمكِ .. لقد صمتُ طويلاً (سؤدد) لكن حتى هنا ويكفي ... عليكِ أن تفيقي .. ذلك الرجل الذي تنكرينه يكون والدكِ وهو سينال حريته قريباً ولن تستطيعي الاستمرار في انكاركِ له" دفعته هاتفة بشراسة _"لا .. ليس أبي .. أبي مات منذ سنوات طويلة، هل سمعت؟ .. أبي مات ... ذلك الرجل لا أعرفه" تراجع للخلف مع دفعتها وتحركت هي لتغادر لتتوقف وعيناها تقعان على أمها التي كانت تقف عند باب غرفتها ممتقعة الوجه والتفت (سيف) و(هاميس) على صوتها تردد بارتجاف _"(سيف) .. هل .. هل ما قلته صحيح بني؟ .. هل.. " اندفع (سيف) نحوها ما أن لمحها تترنح وأسندها إليه قائلاً بحنان _"انتبهي أمي" استندت إليه وتشبثت به قائلة بتوسل وعيناها تدمعان وشعر بجسدها يرتجف بقوة _"أخبرني بني .. هل ما سمعته صحيح؟ .. هل والدك سيحصل على حريته قريباً فعلاً" أومأ برأسه وهو يضمها إليه قائلاً _"أجل أمي .. (طارق) أبلغني بقرار العفو لتوه .. أبي سيغادر السجن نهاية الشهر القادم" شهقة باكية غادرت شفتيها قبل أن تنهار باكية فوق صدره وهي تهتف _"حمداً لله .. حمداً لله .. يا إلهي .. ظننت أنني سأموت قبل أن أسمع هذا الخبر .. يا إلهي .. امنحني المزيد من الوقت حتى أراه ولو مرة واحدة .. يا الله" ضمها (سيف) وهو يتطلع نحو شقيقته بعينين دامعتين وينظر لها بلوم بينما هي كانت تعض على شفتها بقوة وهي تنظر لأمها .. كيف .. أمها لا زالت تحبه .. لا زالت تنتظره بعد كل ما فعله بها .. بعد طلاقه لها .. بعد كل ما أصاب ابنتها من خلفه هو وعائلته .. قبضت على كفها بقوة وستارة سوداء ارتسمت أمام عينيها وتحركت فوقها مشاهد اختطافها والألم والمهانة والعذاب الذي رأته بسبب والدها .. الرجل الذي كان من المفترض به أن يكون حاميها .. لا .. لن تسامحه أبداً .. لا يمكنها أن تغفر له .. دون أن تشعر كانت تهمس بصوتٍ ثلجي _"لماذا؟ .. لا زلتِ تحبينه بعد كل ما فعله .. كنتِ تنتظرينه كل هذه السنوات؟ .. كنتِ تكذبين على الجميع وتدّعين أنكِ نسيتِه .. كيف تفعلين هذا بنفسكِ؟ .. كيف؟" رفعت (صفية) رأسها عن صدر ابنها وتطلعت لابنتها التي كانت تتحدث كآلة جامدة .. بدت في حالة غير طبيعية .. ارتفعت حدة صوتها مع كل كلمة تنطقها لتصرخ في النهاية _"كيف تفعلين هذا بي؟" همست اسمها بصدمة بينما واصلت (سؤدد) ولم تعد ترى أمامها غير سواد ذكرياتها _"جميعكم تنتظرون خروجه بعد كل ما فعله، هل جُننتم؟" اقتربت (صفية) تحاول تهدئتها وقالت برفق _"(سؤدد) اهدأي .. أبيكِ لم يفعل شـ .." قاطعتها هاتفة بجنون _"لا تقولي أبي .. أنا ليس لي أب" شهقت (صفية) وهي تتراجع مصدومة بينما تواصل (سؤدد) وقد بدأت النار تلمع أسفل جليد عينيها _"ذلك الرجل ليس أبي، هل سمعتِ؟ .. ذلك الرجل ميت بالنسبة لي" انقبض قلب (صفية) ورفعت كفها تمسك به في ألم لاحظه (سيف) ليقترب منها بسرعة وأمسك بكتفها قائلاً _"هل أنتِ بخير أمي؟" لم ترد على سؤاله وهي توجه حديثها لابنتها _"كيف تكونين بهذه القسوة (سؤدد)؟ .. كيف تتحدثين عن والدكِ بهذه الطريقة؟" _"قلت ليس والدي، فتوقفي بالله عليكِ .. تسألين كيف أكون بهذه القسوة؟ .. أنا من أسألكِ .. كيف تكونين بهذه السذاجة؟ .. كيف تسامحينه بعد كل ما فعله بكِ؟" واقتربت خطوة منها تواصل دون رحمة _"كيف تسامحينه بعد كل ما نالكِ من شقيقه الحقير وزوجته .. بعد كل ما تحملتِه من أجله ماذا كان المقابل .. بعد كل السنوات التي احتملتِ فيها من أجله .. طلّقكِ ورماكِ جانباً" هتف (سيف) غاضباً _"(سؤدد) توقفي .. هل جُننتِ؟" لم تعره اهتماماً وهي تواصل _"كيف تسامحينه بعد كل ما أصابني بسببه؟ .. هل نسيتِ بهذه البساطة؟ .. هل تريدين مني أن أنسى أنا أيضاً؟ .. وماذا أنسى بالضبط؟ .. طفولتي التي تدمرت والرعب الذي اختبرته ... أنسى براءتي وجسدي الذي انتهكوه .. وكل هذا بسبب من .. بسببه هو .. ذلك الرجل الذي تدعينه .. أبي" نطقت الكلمة كأنها تبصقها بينما تجمد (سيف) و(هاميس) مصعوقين مع كلماتها التي عرّت أمامهم جراحها ولم تنتبه هي بينما تنظر لوجه أمها التي سالت دموعها بعجز _"كيف تريدين مني أن أغفر له .. شئت أم أبيت .. أبي؟! .. هه؟ .. أفضل الموت على أن اعترف به أباً" أغمضت (صفية) عينيها وتركت دموعها تسيل لتقترب (سؤدد) منها هاتفة بكراهية وحقد _"ذلك الرجل ميت بالنسبة لي ولن أعترف به ولن أغفر له أبداً .. هل تريدين أن تعرفي شيئاً آخراً .. أنا أكرهه كما لم أكره أحداً بحياتي .. أكرهه هو وعائلته كلها ولن أسامحهم أبداً .. أكرهه" فتحت عينيها تنظر لها بصدمة لتكمل هي وقد فقدت كل تعقلها _"أكرهه وأتمنى لو أنه لم يكن في حياتي .. أتمنى لو أنه مات حقاً .. أتمنى أن يموت ولا يغادر سجنه حيـ .." انقطعت كلماتها بصفعة قاسية نزلت على خدها بقوة أدارته للناحية الأخرى وترددت الصفعة ممتزجة بشهقة (هاميس) وهتاف (سيف) المصدوم _"أمي!!" تجمدت (سؤدد) في صدمة للحظات قبل أن تتحسس خدها بذهول واعتدلت تنظر لأمها بعينين متسعتين لتهتف (صفية) بغضب _"حتى هنا ويكفي .. أنا لن أسمحكِ لك بالمزيد (سؤدد يزيدي) .. لن أسامحكِ أنا لو نطقتِ بكلمة واحدة في حق والدكِ .. لن أسامحكِ أبداً" بقيت (سؤدد) تتطلع فيها بذهول قبل أن تهمس _"لقد صفعتِني" رددت ببرود _"يبدو أنني تأخرت كثيراً لأفعل" هزت رأسها في عدم تصديق وغامت عيناها بشدة وخانتها شهقة باكية وهي تندفع متجاوزة الجميع للخارج ولم تكد تفعل حتى ترنحت (صفية) لتهتف (هاميس) اسمها بينما (سيف) أسرع يسندها وحملها للفراش وهو يهتف _"أمي ... هل أنتِ بخير؟ .. أمي" هزت رأسها بضعف وهمست _"ياالله .. ماذا فعلت؟ .. الحق بها يا (سيف) .. لا تدعها تغادر بهذه الحال بني قد تؤذي نفسها" ربّت على كتفها قائلاً بتوتر _"لا تقلقي أمي" والتفت لـ(هاميس) الملتاعة وقال _"ابقي مع أمي (هاميس)" أومأت برأسها، ليندفع مغادراً واقتربت هي لتحتضن عمتها التي استسلمت لبكائها وهي تهمس _"ياالله .. كيف فعلت بها هذا؟ .. كيف لم أتفهم شعورها وكل آلامها .. كان يجب أن أحتويها .. آه (سؤدد) .. ابنتي" ربتت على كتفها بحنان _"لا تقلقي عمتي .. ستكون بخير" رفعت رأسها وقالت _"(سيف) قد لا يلحق بها .. أعطيني الهاتف يا (هاميس) .. أعرف من يمكنه أن يجدها أسرع" قطبت بتساؤل وهي تسرع لتحضر الهاتف الذي التقطته عمتها بلهفة وأسرعت تضرب أحد الأرقام وانتظرت الرنين على الجانب الآخر لتتنهد بارتياح مع صوت محدثها الذي تساءل بقلق ما أن عرف هويتها _"هل كل شيء بخير سيدة (صفية)؟" هتفت برجاء _"بني .. (سؤدد) غادرت المنزل فجأة .. كانت غاضبة بشدة وأخشى أن تؤذي نفسها و .." أتاها صوته يقول بحزم _"لا تقلقي سيدتي .. أعرف كيف أجدها .. اطمئني عليها .. أنا سأعيدها للبيت سالمة" ودعها مسرعاً لتغلق الهاتف وعادت دموعها لتسيل وهي تدعو الله أن يحفظ ابنتها ويساعدها لتتجاوز ذلك الجرح العميق في داخلها .. لتنسى .. وتغفر. ********************* | ||||||||
|  |
|
29-12-18, 03:06 AM
| #332 | ||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| تنفس (آدم) الصعداء وهو يستمع لمحدثه عبر الهاتف وقال وهو يتحرك سريعاً ليلتقط سترته _"جيد .. لا تتحرك من عندك ولا تدعها تغيب عن ناظريك حتى أصل" أغلق الهاتف وأسرع يغادر شقته التي استأجرها خلال وجود (سيلين) بالمشفى وكان ينوي أن يحضرها إليها ما أن تغادر المشفى ريثما يحسم أمر علاقتهما .. تعلقت عيناه بأرقام المصعد وهو يهبط به وتحركت قدمه بتوتر فوق الأرض وهو يتنفس بقوة يحاول السيطرة على أعصابه .. لن يسمح لها بالهرب .. قبض على كفه بقوة .. لا يريد أن يسمح لغضبه أن يجعله يرتكب حماقة جديدة فشيطانه لا يكف عن تذكيره بصدمته عندما اصطدم بهربها للمرة الثانية وتركته يتجرع مرارة ذكريات هروبها الأول .. وهذه المرة هربت مع رجل آخر .. رجل يناديها حبيبتي .. قلبه كان يتقلب فوق الجمر بينما يفكر في أنه على وشك أن يلتقيها .. سيعيدها معه إلى هنا ولن تغادر إلى أي مكان حتى ينتهيا من هذا كله .. يجب أن يعرف كل الحقيقة قبل أن يقرر ماذا يفعل بها والأهم من هذا يجب أن يعرف أين طفله .. (جاك) لم يصل لأي معلومة بخصوصه في فرنسا ولم يعثر له على أثر .. أين عساها أخفته إذن؟ .. لا بأس سيعرف قريباً .. تنهد بقوة ما أن انفتحت أبواب المصعد وأسرع نحو سيارته واستقلها لينطلق مسرعاً في طريقه لشركة (رضوان) .. من الجيد أنّه فكّر في احتمالية أن تلجأ لـ(هشام) وكّلّف بعضهم بمراقبة الشركة وفيلا عائلة (رضوان) .. بعدما تجاوز صدمته ذلك اليوم وبدأ يفكر في هدوء كيف يمكنه أن يجدها قبل أن تغادر البلاد .. كان يعرف أنها لن تستطيع أن تسافر دون جوازها الذي يحتفظ به، لكنّه كان متخوفاً من أن يساعدها ذلك الرجل بأي طريقة .. الأيام القليلة الماضية كادت أعصابه تحترق في انتظار خبر بسيط عنها .. (خالد) ساعده ليتأكد عن طريق بعض معارفه أنها لم تغادر البلاد .. كان يعرف أنه يخاطر عندما يعتمد على الحظ آملاً أن تضطر لزيارة (هشام) لكن حمداً لله كان إحساسه صائباً فها قد اتصل به الرجل الذي كلّفه بمراقبة الشركة وأخبره أنها هناك .. ضغط أكثر على دواسة الوقود يريد أن يصل سريعاً قبل أن تغادر .. حاول ألا يفكر فيما تفعله هناك وحقيقة علاقتها بـ(هشام) .. لا تنقصه الغيرة أيضاً .. يجب أن يتعقل قبل أن يصل هناك وإلا سيحطم الشركة على رأس (هشام) نفسه ... بحق الله ماذا يفعل زوج شقيقته الأحمق وما علاقته بها .. زفر بقوة وحنق .. ماذا يفعل هو؟ .. يجب أن يهدأ حقاً وإلا سيرتكب جريمة عندما تقع تحت يديه وسينسى تماماً أنها مريضة .. أخذ نفساً قوياً .. وذكّر نفسه برؤيته لها وهي تكاد تحتضر ... سيتعقل .. سيفعل بالتأكيد .. أوقف سيارته فجأة لتصدر إطاراتها صريراً مزعجاً وغادرها دون لحظة انتظار واندفع في اتجاه الشركة .. كان على وشك دخول الباب الرئيسي عندما اصطدم جسد مندفع به وتوازن بسرعة وهو يمسك بصاحبته .. رفع عينيه لتتسعا بصدمة وهو يرى شقيقته فهتف بجزع وهو يرى وجهها الشاحب وعينيها الغارقتين بالدموع _"(راندا) ... ما بكِ؟ .. لماذا تبكين؟" ارتجفت شفتاها بقوة وهي تحاول منع نفسها من البكاء وهي تنظر له وهزت رأسها قائلة باختناق _"لا شيء (آدم) .. لا شيء" رفع عينيه لأعلى نحو الشركة مفكراً .. تُرى هل لـ(إيفا) علاقة ببكائها؟ .. هل رأتها مع (هشام) وتشاجرا بسببها ربما؟ .. أم أنّ الأمر غير ما يظن؟ .. تنهد بقوة وأحاط كتفها بذراعه قائلاً بحنان _"كيف لا شيء حبيبتي؟ .. هل حدث شيء هناك؟ .. هل تشاجرتِ مع (هشام)؟ .. أخبريني وأنا سآخذ لكِ حقكِ منه في الحال" ابتلعت لعابها بصعوبة وهمست وهي تستند إليه _"لا شيء أخي .. أنا فقط أشعر بالتعب وأريد العودة للبيت .. سأكون بخير" زفر وكتم ضيقه .. يعرف كم هي عنيدة وما دامت قد قررت ألا تخبره بما يضايقها فلن تفعل .. هكذا هي منذ صغرها .. مهما حاول معها لا تخبره وبعد أن تهدأ قليلاً تأتي من نفسها وتعترف بما كان يضايقها .. ابتسم بحنان وهو يقول _"إذن بما أنكِ حزينة ولا تريدين أن تخبري شقيقكِ الحبيب فلن تعودي للبيت إلا بعد أن أرى ضحكتكِ" حاولت الاعتراض ليرفع حاجباً مهدداً وقادها نحو سيارته رغم محاولاتها الرفض _"ولا كلمة .. هذا أمر من شقيقكِ الكبير" ابتسمت بخفوت ابتسامة لم تصل لعينيها ليربت على كتفها وفتح لها باب السيارة لتجلس .. أغلق الباب والتفت لسائق سيارتها يخبره أنه سيعيدها بنفسه للبيت .. ألقى نظرة أخيرة على الشركة وقطب .. يبدو أن لقاءهما سينتظر قليلاً .. تناول هاتفه وأرسل رسالة نصية يخبر الرجل أن يستمر في مراقبتها إن غادرت الشركة ويخبره أين تذهب أولاً بأول .. واجبه تجاه (راندا) كان يتطلب وجوده جوارها في هذه اللحظات .. منذ صغرهما لم يكن يحتمل رؤيتها تبكي أو حزينة ولم يكن قلبه يرتاح إلا بعد أن يرى ابتسامتها الشقية من جديد .. نظر لها وهي تتطلع خارج النافذة بشرود وقال _"لا أريد رؤية هذا الوجه العابس إلى جانبي، مفهوم؟ .. أنا قلبي ضعيف ولا يحتمل" ابتسمت مرغمة ليربت على شعرها قائلاً بحنان _"هذه فتاتي" حانت منه نظرة للمرآة ليقطب بحيرة وهو يرى السيارة التي تتبعهما منذ تحركا من أمام الشركة _"هذه السيارة .." همست ببساطة بعد أن ألقت نظرة عابرة _"إنها حراستي الخاصة" _"حراسة خاصة؟" أومأت قائلة بشرود _"نعم .. (هشام) عيّن حراسة خاصة لي .. ولباقي الأسرة" _"غريب" تنهدت بقوة مجيبة _"ليس غريباً .. جدي فعل الشيء ذاته معنا ولا زالت (سؤدد) محاصرة بحارسها الشخصي ذاك .. لا تشغل بالك أنت .. إنه أمر غير مهم" هز رأسه ليركز معها محاولاً ألا ينساق بتفكيره نحو (إيفا) وفيما تتحدث هي و(هشام) ولا إن كان يخاطر في فرصته ليمنعها من الهرب بعيداً ... تنهد بقوة وطرد مخاوفه جانباً وعاد ينظر لشقيقته قائلاً بغمزة مرحة _"إذن .. هل أنتِ مستعدة لبعض المرح أميرتي؟" أومأت برأسها ليضغط على دواسة الوقود وهو يفكر في الأماكن التي يعرف أنها تحبها وستستمع حتماً بوجودها فيها .. لن يتركها تعود لبيتها اليوم قبل أن يرى ضحكتها من جديد وربما الوقت الذي سيقضياه معاً يجعل ذهنه أكثر صفاءً ويكون أكثر تعقلاً في مواجهتها .. استكان قلبه قليلاً ليلتفت لشقيقته التي عادت تنظر للخارج بعينين شاردتين ليقول وهو يلتقط كفها ويضغط عليه بحنان _"ارمي كل شيء خلف ظهركِ ودعينا نستمتع بيومنا معاً كالأيام الخوالي، اتفقنا؟" ابتسمت له بامتنان وضغطت على يده وهي توميء موافقة فقال وهو يبتسم بوعد أخوي _"ستكونين بخير أميرتي .. أنا معكِ وسأكون دائماً" *********************** انتهى الفصل الخامس عشر إن شاء الله ينال إعجابكم وفي انتظار آرائكم وتعليقاتكم قراءو ممتعة أرق تحياتي | ||||||||
|
| |
|
29-12-18, 03:55 AM
| #333 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
الله يسلمك يا جميل .. تسلمي كتييير  ربنا يقدرني وأكتب دايماً وتنوروني كلكم بوجودكم ودعمكم | |||||||||
|
| |
|
29-12-18, 03:58 AM
| #334 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
هههههههههههه ابننا (مراد) يعمل اللي هو عاوزه  وبعدين هو حد قال إنه عينه من همسة مثلاً .. هو مش طايقها عشان بتفكره بمراته مش أكتر  هههههههه لأ متقلقيش عليه  | |||||||||
|
| |
|
29-12-18, 04:05 AM
| #335 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
تسلمي كتير يا قلبي وألف سلامة لكِ وشفاكِ الله وعفاكِ فعلاً الأمر مرهق خصوصاً وعملي نفسه بيتطلب الجلوس لساعات .. ربنا يديم علينا نعمة الصحة ويشفي مرضانا جميعاً يا رب إن شاء الله ربنا يقدرني وأستمر في الكتابة وأقدم لكم أفضل ما لدي وتستمتعوا بكل حرف بكتبه شكراً على كلامكِ الرقيق حبيبتي ويا رب أكون دايماً على قدره بإذن الله أرق تحياتي .gif "Eh S(7)") | |||||||||
|
| |
|
29-12-18, 04:08 AM
| #336 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
الله يسمكِ يا قمر .. آمين يا رب تسلمي كتير ويا رب منوارني دايماً بوجودكِ يا جميلة  | |||||||||
|
| |
|
29-12-18, 04:12 AM
| #337 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الله يسلمكِ يا قمر إن شاء الله ربنا يقدرني وأوفق وقتي وأكتب بدون ما أرهق نفسي ومتأخرش عليكم في الفصول الجاية بإذن الله سعيدة إن الفصل عجبكِ إيقا أكيد أخطأت بهروبها بدون حل المشكلة مع آدم وممكن تعقد الأمور أكتر إن شاء الله الفصل الجديد يعجبكِ منوراني دايماً  | |||||||||
|
| |
|
29-12-18, 04:17 AM
| #338 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
مساء الفل رونتي نورتيني كتير إيقا هروبها ممكن يعقد الأمور رُبا كانت شاكة إن آدم أحب واحدة وتأكدت من ده بعد الزواج للأسف عماد صعب يسمح لهمسة تعرف الحقيقة حتى لو هو اقتنع بها هههههههههه أكيد آنجي فكرت إنها أضغاث أحلام وخلاص .. لازم تمشي ورا دماغها ربنا يستر  | |||||||||
|
| |
|
29-12-18, 04:19 AM
| #339 | |||||||||
| كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته نورتيني كتير يا جميل سعيدة جداً إن الفصل الماضي أعجبكِ وإن شاء الله تستمتعي بالفصل الجديد أكثر أرق تحياتي | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
989Likes
.png)
العرض العادي
