آخر 10 مشاركات
القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree989Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-07-19, 05:22 PM   #821

eman hamid

? العضوٌ??? » 381937
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » eman hamid is on a distinguished road
افتراضي


فصل يعتبر هادي ماعدا اخر مشهد متشوقه اعرف الي جاي ❤️💞💕

eman hamid غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-07-19, 09:48 PM   #822

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد حبايبي .. إن شاء الله يا رب تكونوا بخير


للأسف حصل عندي ظرف عائلي طاريء اليوم وصعب أنزل الفصل الليلة بس إن شاء الله أنزله بكرة ومش هتأخر عليكم

دعواتكم


الفصل الثامن والثلاثون نزل يوم الأربعاء الماضي لو لسه حد منتبهش

أرق تحياتي للكل

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-07-19, 11:36 PM   #823

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

واخيرا قدرت اوصل معاكي بقراءه الفصول رواه رائعه وسلسله اجمل ياقلبي انقهرت ع فهد مشهده يقطع القلب تقطيع سؤوده ياترى مين هذا النذل الي اتصل فيه توفيق ولا سامر ياساتر يارب يارب عماد يلحقهم ولا شاهي جت الحزينه تفرح مالقت اله مطرح عاصي وماادراك ماعاصي ووجع قلبه وتشتته صعب عليه كل الي اكتشفه صعب مشهد فهد وهمسه خصوصا هون يبكي "اشتقت إليكِ .. كيف تفعلين بي هذا (همسة)؟ .. كيف هنت عليكِ حبيبتي؟ .. آه لو تعرفين .. لو تشعرين"
همست اسمه بضياع مماثل وهي تنفجر باكية وتتشبث به بكل قوتها بينما تسمعه يهمس مراراً دون توقف
_"أحبكِ .. أنا أحبكِ .. سامحيني .. سامحيني حبيبتي .. أنا أحبكِ .. والله أحبكِ" سديم وادم اتمنى اخر الاحزان والدموع دمتي مبدعه حبيبتي بس سوال هو سالم ورواء مافي بالجزء هذا وشهاب ماله دور بالجزء هذا


هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-07-19, 05:01 PM   #824

WEDDO

? العضوٌ??? » 198749
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,851
?  نُقآطِيْ » WEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond reputeWEDDO has a reputation beyond repute
افتراضي

شكررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررررر ررررررررررررررررررررررا

WEDDO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 12:28 AM   #825

Wejdan1385

? العضوٌ??? » 392089
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 469
?  نُقآطِيْ » Wejdan1385 is on a distinguished road
افتراضي

كيف حالك إن شاء الله بخير ؟


خذي راحتك و ترجعين بالسلامه


Wejdan1385 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 12:59 AM   #826

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الورد يا أحلى قراء .. كيفكم اليوم

هبدأ تنزيل الفصل التاسع والثلاثين .. الفصل طويل وملغم .. إن شاء الله يكون تعويض كاف عن التأخير
يا رب يعجبكم

قراءة ممتعة مقدماً

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 01:06 AM   #827

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع والثلاثون
تراجع (سامر) ليسند ظهره للوسادة وتمتم بهدوء عبر الهاتف
_"اهدأي قليلاً أمي .. أخبرتكِ أنني اهتممت بأمر (عماد) .. لا يا أمي لم أقابله لكنني سأفعل قريباً"
وصله صوتها تهتف بحدة وتوتر
_"إذن ما الذي فعلته؟ .. هل تحدثت معه وحذرته؟ .. إنّ هاتفه مغلق تماماً ولا أستطيع الوصول إليه .. إنّه يتعمد هذا أنا أعرف .. لا يريد التحدث معي"
زفر وهو ينظر للسقف بنفاذ صبر وردد
_"تعرفين عناده أمي .. عندما يهدأ سيتحدث معكِ .. اتركيه قليلاً"
سمع صوتها يتهدج بالبكاء وهي تقول بضعف أثار حنقه
_"أنت لم تره يا (سامر) .. كان كالمجنون وقد هددنا أنا وخالك .. لقد .."
أغمض عينه بملل وهو يسمعها تكرر تفاصيل ما حدث قبل أن يقاطعها قائلاً
_"أمي .. أمي .. ماذا قلنا؟ .. سأهتم أنا بالأمر .. سأقنع (عماد) وسأجعله يعود ليصالحكِ"
أجهشت بالبكاء فعاد يهتف
_"أمي .. لم أتعود رؤيتكِ ضعيفة هكذا .. هل تريدين أن تتوقفي في منتصف الطريق وتسمحين لهم بهزيمتنا"
هتفت بلوعة
_"لقد خسرت (عماد) للأبد .. لقد تخلى عني"

تأفف بحنق وهو يشتم شقيقه في سره قبل أن يقول
_"أنا معكِ أمي ولن أتخلى عنكِ أبداً .. من البداية وأنتِ تعرفين (عماد) وقلبه الضعيف .. لقد ظهر لونه الحقيقي في النهاية كما حذرتكِ .. لقد كان دائماً ابن (أحمد اليزيدي) الروحي وتربى على يديه .. ماذا كنتِ تنتظرين منه؟"
سمعها تهتف بكراهية امتزجت بصوت بكائها

_"هو السبب .. أنا متأكدة أنّه غسل مخه وقلبه عليّ .. كنت أعرف أنّه سيفسده ويجعله يكرهني .. اللعنة على من كان السبب في نجاته .. كنت سأرتاح نهائياً منه لولا ذلك اللعين ابن (توفيق)"
تمتم ببرود
_"لا تقلقي أمي .. أنا سأتكفل بأمرهم جميعاً .. أريدكِ فقط أن تعتمدي عليّ .. حتى لو أصر (عماد) على خيانتنا فأنا سأقف لهم جميعاً وسأنتصر لكِ في النهاية"
صمتت برهة وسمع أنفاسها الضعيفة ونهنهات بكائها الذي خفت قبل أن تتمتم
_"لكن .. (توفيق) .. لن يتركه وشأنه .. هل حذرته منه؟ .. هل أخبرته أن يأخذ حذره من (توفيق)"
قبض على كفه بقوة ليقول بهدوء كاذباً
_"أجل أمي .. أرسلت له تحذيراً هو و(فهد) وفي النهاية إن أصرا على السير في طريقهما فلا أملك لهما شيئاً"
هتفت باستنكار

_"ماذا يعني هذا؟ .. هل ستترك شقيقك ليموت؟"
ردد بحنق
_"لا أمي .. أخبرتكِ أنني سأفعل كل ما تريدين .. هلا هدأتِ وتوقفتِ عن القلق .. اهدأي ولا تفكري في شيء سوى أنّني خلال وقتٍ قصير سأكون قد انتقمت لكِ من كل أعدائكِ"
واسودت عينه وهو يواصل
_"كلهم دون استثناء"
وأسرع يقول قبل أن تنطق بشيء

_"حسناً أمي اتفقنا؟ .. عليّ الذهاب حالاً لأتأكد من أن الرجال قاموا بما أمرتهم به"
تمتمت بخفوت
_"حسناً بني .. سأنتظر خبراً جيداً منك"

ودعها واعداً أن يتصل بها ليخبرها قريباً ما يسرها .. ألقى الهاتف جانباً ولوى شفتيه بسخرية .. حسناً .. أول الأخبار الجيدة على وشك الحدوث خلال دقائق .. أغمض عينه وهو يسترخي في فراشه مستعيداً من جديد مكالمته قبل دقائق معدودة مع (سؤدد) وامتلأ قلبه بنشوة سوداء وهو يستعيد صوتها المرتجف وأنفاسها الضعيفة المصدومة .. ألمها وصدمتها وصلاه كليا عبر الأثير .. بحجر واحد ضرب عدة عصافير .. أحرق قلب (سؤدد) واستمتع بإبلاغها بخدعة (عماد) الذي سيتلقى الطعنة القاتلة خلال وقت قصير .. ربما دقائق .. سواء نجت (سؤدد) من الفخ الذي أعده لها أو لم تفعل .. في الحالتين وصل لما يريد .. (عماد) سيدفع ثمن خيانته لهم وما فعله بأمهما .. سيدفع ثمن بكاءها وتهديده لها .. سيحرق قلبه غالياً على حبيبة القلب .. إن نجت من الموت فلن يسلم من غضبها وكراهيتها التي ستحطمه تماماً وإن رحلت فـ(عماد) سيذوق الجحيم مجسداً على وجه الأرض .. تنفس بعمق وتمتم
_"غبي يا (عماد) .. لطالما كنت غبياً يا أخي العزيز"
شرد عقله لسنوات بعيدة يستعيد ماضيهم وذكرياتهم مع والديهما .. (عماد) كان دائماً معجباً بعمه .. لم تؤثر فيه كراهية أمه له ولأسرته .. هو حتى لم يشعر نحو والدهما بما يشعر به نحو عمه .. منحه مكانة لم يمنحها لوالدهما حتى .. هو نفسه لم يمنح والده مكانة الأب .. ربما في سنوات طفولته الباكرة قبل أن يبدأ بفهم ما يجري حوله .. قبل أن يفهم معاناة أمه وعذابها وكراهيتها لوالده الذي فضّل عليها امرأة أخرى .. والده الذي أحال حياتها جحيماً .. كان يحب والدته ومتعلقاً بها لدرجة أن يبغض أي شخص يسبب لها الألم حتى لو كان والده أو .. أو حتى شقيقه .. قبض على كفه بقوة وخيال شقيقه يرتسم أمام عينيه .. لقد سأم من أوامره وخطته الحمقاء .. سأم من الاستماع لأوامره والالتزام بكلامه منذ بدأت تلك الخطة اللعينة .. كم قاوم رغبته في التشفي به ورمي الحقيقة في وجهه تماماً كما فعل قبل قليل مع (سؤدد) .. كم مرة قاوم أن يخبره كم كان غبياً حين صدّق كل كلمة قالتها أمهما .. لقد كان دائماً نقيضاً له .. (عماد) صاحب حس العدالة المستفز .. (عماد) الذي لم يكن يترك مكاناً للكذب والخداع في حياته ليصبح من السذاجة فيعتقد أنّ والدته هي أيضاً لن تكذب أبداً أما هو .. هو كان يعرف والدته أكثر من أي شخصٍ آخر .. هو رأى ما يختبيء خلف كلامها وبكاءها الدائم ونواحها مطالبةً بالثأر ممن حطم حياتهم .. هو كان يعرف حقيقية والده البعيدة عن النزاهة ليعرف أنّ شيئاً آخراً حدث في ليلة موته .. لهذا كان أول ما فعله بعد أن شب عن الطوق أن سافر ليبحث عن الحقيقة بنفسه .. استلزم الأمر الكثير من الوقت والجهد حتى استطاع الوصول لبعض الرجال الذين كانوا يعملون مع والده وخاله ليعرف حقيقة ما جرى قبل سنوات وبالذات ما حدث في تلك الليلة .. ولم يخبر أحداً وقتها ولا حتى واجه أمه بأكاذيبها ولا حاول الانتقام من خاله بعد أن عرف أنّه هو من قتل والده ليلتلها .. كان والده يستحق .. وهو تجاهل ما عرفه وعاد مدعياً الجهل تماماً كما فعل عندما سمع حديث والده وشجاره هو وخاله بخصوص (همسة) واكتشافه وقتها حقيقة عدم انتمائها لعائلته .. الآن حان الوقت ليتوقف عن إدعاء الجهل والعمى .. حان الوقت ليتحرر من تحكم شقيقه به وينفذ خطته الخاصة التي أعدها منذ سنوات .. حان وقت إكمال انتقامه ممن آذى والدته كما يريد .. جميعم سيدفعون الثمن .. عض على شفته وهو يرفع يده يتحسس الضمادة فوق عينه الضائعة وهو يهمس داخله .. جميعهم بلا استثناء .. حتى حبيبته الخائنة نفسها .. حتى شقيقه الذي شق الصف وانقلب عليهم .. فتح عينيه ينظر للهاتف بترقب .. خلال دقائق سيصله الخبر .. همس بابتسامة سوداء
_"لا أدري ماذا يخبيء لكِ القدر يا ابنة عمي العزيزة لكن أعدكِ أنكِ وأخي لن تهنآ معاً أبداً .. أبداً"
**********************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 01:08 AM   #828

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تعلقت عينا (همسة) بالحائط المقابل وهي تجلس فوق فراش (رهف) وقد ضمت ركبتيها لصدرها وأحاطتهما بذراعيها لتشرد بعيداً بتفكيرها وقد تجمدت الدموع في عينيها بعد كل الساعات التي بكت فيها بعد ما حدث .. لا تصدق حتى الآن أنّها رأته وشعرت به قريباً لحد العذاب .. لم تصدق عينيها وهي تخطو خارج البوابة أن تراه بعد كل هذه الأيام .. أن يغادر من تفكيرها مباشرة ليتجسد أمامها الآن وهنا من بين كل الأماكن .. كانت قد غادرت عزلتها بعد إلحاح من (راندا) التي حاولت كثيراً أن تجعلها تتعود على مكانها الجديد وتزيل حواجز الغربة بينها وبين أفراد عائلتها الحقيقية .. لا تنكر أنّها مالت نحو (راندا) وهي بمرحها وحيويتها وطريقة معاملتها لها جعلت بعض مرارتها وألمها يزول .. (هشام) أيضاً فتح قلبه لها سريعاً ورحب بها كأنما لم تفرق بينهما سنوات وكان يعاملها برقة كأنّها كائن هش .. فقط (عاصي) .. من يُفترض به أن يكون شقيقها .. لا زالت تجد صعوبة في النظر إليه والتعامل معه .. ربما بسبب أسلوبه الجاف وشكه الذي لا تلومه عليه .. ترى في نظراته المختلسة نحوها وأسئلته المترددة عن حالها، كيف يشعر وهي تعذره .. هي نفسها تشعر بغربته وألمه لأنّها في نفس مكانه .. لا تتوقع أن يرحب بها ويشعر فوراً بأخوته لها .. ربما حتى بعد أن تظهر نتيجة الفحص لن يستطيع أن يغير مشاعره نحوها في الحال .. ربما هو حتى مثلها يتمنى أن ينفي الفحص أخوتهما ويكون كل هذا خدعة أو كابوساً .. لكنّها تعرف أنّه ليس كذلك .. تعرف أنّه سيضطر لتقبلها بعد حصوله على الإثبات، لكنه ليس مجبراً عن أن يمتلك نحوها تلك المشاعر .. وهي كذلك .. وهذا يؤلمها أكثر ويجعلها تنقم على أسرة (اليزيدي) على ما تشعر به الآن .. لو أنّ ذلك الرجل لم يختطفها ما كانت تعاني غربتها وسط أفراد أسرتها .. ربما .. ربما ما كانت حية الآن .. كانت سترحل مع والديها .. لم تعد تعرف حقاً إن كانت ممتنة أم ناقمة .. كل ما تريده الآن أن تغمض عينيها وتنذوي بعيداً عن كل هذا العالم .. حيث لا ألم ولا غربة ولا ذكرياتٍ حلاوتها تقتلها أكثر .. تريد أن تفعل ذلك لكن (راندا) و(هشام) لا يمنحانها الفرصة لتهرب .. يصران على اقتحام قوقعة عزلتها ويجبرانها على مواجهة واقعها .. (هشام) يخبرها كل مرة أنّها قوية وستتجاوز هذه العقبة .. هل يعرف حجم هذه العقبة؟ .. هل يعرف مقدار الألم داخلها؟ .. ذلك الألم الساحق الذي يكاد يحطمها ويزهق روحها .. ذلك الاشتياق الذي رغم كل محاولاتها لتقتله في مهده عاد ليستيقظ بعد أن تجاوزت صدمة سماعها لاعترافات (عماد) .. عادت لتشتاق لهما .. لصخرتيّ الأمان في عالمها المقفر .. لم تكن تمتلك غيرهما .. والآن هي لا تملك سوى اشتياقها لهما .. لا تستطيع أن تكرههما .. تشتاقهما ولا يمكنها أن تعود إليهما ولا حتى رؤيتهما .. لا يمكنها أن تفعل بعد كل ما حدث .. وهذا يمزقها أكثر .. هما يحملان دم عدوها .. قتلة والديها .. ورغم هذا .. هي لا تستطيع نزع حبهما من قلبها .. كانت غارقة في أفكارها وهي تجلس بالشرفة الخارجية للفيلا برفقة (راندا) و(هشام) اللذين كانا يحاولان اجتذابها لحديثهما بكل طريقة .. قاطعهم قدوم أحد رجال الأمن المكلفين بحماية الفيلا ومال يهمس في أذن (هشام) بشيءٍ جعل ملامحه تتغير بقلق لينهض سريعاً يستأذن منهما وتبعته (راندا) بعينيها والقلق يرتسم على ملامحها قبل أن تنهض قائلة بتوتر
_"خيراً يا رب"
خفق قلب (همسة) بقلق وترقب غريبين وهي تتطلع في إثرهما تنتابها الأفكار .. ماذا يمكن أن يكون قد حدث؟ .. نهضت ببطء لترى ما يحدث في الخارج .. لمحت (راندا) تقف عند البوابة بحاجبين معقودين فتحركت نحوها بضع خطوات قبل أن تتوقف .. ما الذي تفعله؟ .. ما شأنها بما يحدث؟ .. بالتأكيد أمرٌ لا يخصها .. هذا القلق الذي يضرب في قلبها لا شيء .. تنفست بقوة وهي تدور لتغادر حين تجمد جسدها مع الصرخة العالية التي انطلقت حاملة اسمها لتوقف قلبها تماماً .. تكرر النداء بصوت أعلى وحرقة أكبر لتتحرر من جمودها وتتحرك نحو البوابة .. لابد أنّها تتوهم .. لا يمكن أن يكون هو .. هو ليس هنا .. لا يناديها .. هو لم يأت لأجلها .. كانت أنفاسها تختنق مع كل خطوة تقتربها حتى توقفت عند البوابة لتتسع عيناها وهي ترى المشهد أمامها .. (فهد) هنا .. لقد أتى من أجلها .. انقبض قلبها بلوعة وهي تراه و(عاصي) مشتبكين في شجار غاضب وشعرت بروحها تتمزق لرؤيتهما هكذا .. الدموع التي غزت عينيها في لحظة شوشت أمامها صورته لكنّ قلبها اندفع عبر صدرها نحوه .. تحركت قدماها دون شعور وهي تهتف اسمه بصوتٍ خرج حاملاً كل مشاعرها واشتياقها .. اختفى العالم كله من حولها وعيناها تتعلقان بعينيه تنهلان من فيض المشاعر التي غمرتهما .. شعرت بساقيها ضعيفتان لا تقويان على خطوة أخرى لتلمحه هو يجري إليها وقلبه يسبقه وفي لحظة كانت بين ذراعيه .. شهقت باكية وهي تغمض عينيها .. شعور الألم الذي كاد يزهق روحها قبل دقائق فقط تطاير في لحظة وشعرت فجأة أنّها وصلت لموطنها بعد طول تيه وسفر .. بكت وهي تتمسك به أكثر بينما تسمع كلماته الغامرة بالألم .. اشتياقه، لومه واعترافاته .. كيف تصورت أنّها يمكنها أن تنساه إن أرادت؟ .. كيف فكرت لحظة أنّها لا تريد أن تراه مرة أخرى في حياتها؟ .. كانت تردد اسمه بضياع وقد غابت تماماً عن كل ما حولها وهو أيضاً غاب بالمثل ولم يستفيقا من شرنقتهما الوردية إلا عندما امتدت قبضة قوية لتمسك عضدها وتنتزعها انتزاعاً من أمانها فوق صدره وشهقت وهي تجد نفسها مدفوعة خلف جسد أحدهم .. رفعت عينيها لتجد (عاصي) يقف بينهما وسمعته يهتف بغضب
_"ما الذي تظن نفسك تفعله أيها الوغد؟"
نظرت من خلف ظهره نحو (فهد) الذي كان يحاول تمالك مشاعره وسالت دموعها بوجع بينما ضغط (فهد) على فكه محاولاً طرد الضعف الذي غزا ملامحه ليواجه (عاصي) بوجه منفعل وهو يردد

_"ابتعد عن طريقي .. أنا لا أريد أي مشاكل .. أريد فقط الحديث مع (همسة)"
تسارعت أنفاس (عاصي) بشدة وهو يسمعه ولم يتمالك غضبه الذي تضاعف بعد رؤيته لما حدث بينه وبين (همسة) ليرفع قبضته ويلكمه بقسوة شديدة جعلته يترنح للخلف .. صرخت (همسة) باسمه وهي تندفع نحوه بجزع ليمسك (عاصي) رسغها ويهتف
_"إياكِ"
حاولت نزع ذراعها من قبضته وهي تهتف بتوسل
_"أرجوك (عاصي) .. لا تفعل هذا .. هو لم يفعل شيئاً"
هتف فيها بغضب
_"عودي للداخل"
نقلت عينيها بينه وبين (فهد) الذي تجسد الألم والرجاء في النظرات لتهمس
_"أرجوك .. دعني أتحدث معه وسوف أ .."
ضغط على فكه بقوة وكاد يعيد صراخه فيها لولا أن قاطعه (هشام) قائلاً برفق وهو يقف بقربهما
_"عودي أنتِ للداخل عزيزتي .. لن يحدث أي شيء .. لا تخافي"
ارتعشت شفتاها وهي تنظر له بتوسل وهمست

_"أرجوك (هشام) .. دعني أتحدث معه .. أقسم لك أنّه لن يؤذيني"
صرخ (عاصي) اسمها بغضب لتنتفض بخفوت ولم يحتمل (فهد) رؤية خوفها فهتف بغضب وهو يتحرك نحوه
_"لا تتحدث معها هكذا"
التفت (عاصي) نحوه بغضب مماثل وهتف وهو يمسك بخناقه
_"حقاً؟ .. من أنت لتخبرني كيف أتحدث مع شقيقتي؟"

_"ليس من حقك أن تفعل هذا"
ارتفع صوت (همسة) الباكي فوق أصوات شجارهما
_"توقفا .. يكفي توقفا .. لا أريد هذا .. لماذا تفعلان هذا بي؟ .. توقفا"
توقف الاثنان وأيديهما لا زالت مكانها يخنق كلٌ منهما الآخر وتطلعا إليها بارتباك وعجز لتبكي أكثر وهي تندفع نحو (هشام) وأمسكت كفه هاتفة بحرقة
_"أتوسل إليك .. دعني أتحدث إليه قليلاً فقط وأعدك ألا يعود ليزعجكم .. سأحل الأمر دون مشاكل .. أرجوك ثق بي .. فقط دعني أتحدث إليه .. أرجوك (هشام) .. أرجوك"
نظر لوجه (فهد) الذي ذابت ملامحه وهو ينظر لها وكل مشاعره نحوها تجسدت في عينيه وشعر بالضيق في صدره .. إنّه عدوه .. الشفقة آخر ما يجب أن يشعر به نحوه .. عاد ينظر نحو ابنة عمه الباكية ليذوب قلبه حناناً من أجلها ووجد نفسه يتمتم بخفوت
_"حسناً (همسة) .. أخبريه بما تريدين لكن بعدها ستعودين للداخل مباشرة .. أنتِ لن تذهبي لأي مكان، حسناً؟"
هزت رأسها بسرعة بينما هتف (عاصي) باستنكار

_"(هشام) ماذا تفعل؟"
أشار له برأسه أن يبتعد فكز على أسنانه ولم يحل قبضتيه عن قميص (فهد) ليضيق (هشام) عينيه بصرامة وهو يشير له أن يتركه فهتف وهو يدفعه في صدره بحدة ليتراجع بضع خطوات للوراء
_"تباً"
تمالك (فهد) نفسه وتجاهله تماماً وهو يلتفت بلهفة نحو (همسة) التي نظرت له بألم واقتربت لتقف أمامه وذابت نظراته وهو ينظر في عينيها اللتين دارتا على وجهه ملياً كأنما تحفر ملامحه داخلها وانقبض قلبه توجساً مما ستنطق به .. همس اسمها برجاء صامت ألا تكسره أكثر لتسيل دموعها وهي تقترب الخطوة التي تفصلهما وهمست وهي تنظر في عينيه
_"لماذا أتيت (فهد)؟"
امتلأت نظراته باللوم وهمس
_"هل تسألينني حقاً؟"
ضغطت على شفتيها وهمست بالمثل
_"ألم نتفق مسبقاً (فهد)؟ .. كنت تعرف .. كنا نعرف أنّ هذا اليوم سيأتي لا محالة .. لماذا أتيت بعد أن حكم القدر بيننا أخيراً؟"
هتف وهو يهز رأسه

_"لم أستطع .. لا أستطيع تقبل هذا القدر (همس) .. كيف تريدين أن أتقبل خسارتكِ بهذه البساطة؟ .. لا يمكنني"
صمتت للحظات تنظر إليه فقط ثم ابتسمت قائلة بأسى
_"لقد انتهت قصتنا هنا (فهد) .. لم يعد بإمكاننا أن .."
قاطعها برفض
_"لا تقولي هذا .. لن أقبل به أبداً"
أغمضت عينيه تبكي بألم ثم همست وهي ترفع رأسها وتنظر له
_"اسمعني (فهد) .. أنت تعرف أنّنا وصلنا للنهاية حقاً .. ليس بيدنا ما نفعله .. أنت قلتها من قبل .. كنت تعرف الحاجز الذي يفصلنا .. كنت تعرف أكثر مني أنّ حبنا مستحيل .. منذ البداية"
حاول مقاطعتها لترفع سبابتها وتضعها على شفتيه وهمست بلوعة

_"ليتني سمعت كلامك (فهد) .. ليتني ما حاربت رغبتك في الابتعاد وقتها .. ربما كنت وفرت عليك كل هذا الألم .. لكن .. فيما يجدي الندم الآن؟ .. لقد انتهى الأمر .. ها قد وصلنا نهاية الطريق والنهاية مسدودة كما ترى .. لا يمكننا أن نتقدم ولا حتى أن نعود للخلف"
_"(همسة) .. حبيبتي .. لا تقولي هذا"
_"آسفة (فهد) .. لا أمل لنا معاً وأنت كنت تعرف هذا من البداية .. تبين أنّك كنت صادقاً .. ليس بإمكاننا أن نحطم الحواجز التي تفصلنا .. سيظل شبح الماضي بيننا"
همس بألم
_"لا ذنب لي (همسة) .. لا تعاقبيني على ذنبٍ لم يكن لي يد به"
اقتربت حتى صارت على بعد نفسٍ منه ورفعت كفها تلامس خده بحب وهمست
_"أنا لا ألومك ولا أعاقبك (فهد) .. لا يمكنني أن أفعل أبداً .. أنا .. أنا أحبك (فهد)"
أغمض عينيه متنفساً بقوة مع اعترافها الهامس بينما ارتعشت شفتاها وهي تكمل وكفها يمسح على خده بحنان زاده عذاباً فوق العذاب
_"أحبك .. لكن حبنا ولد بلا أمل منذ البداية .. نحن دخلنا به حرباً خاسرة .. آسفة حبيبي .. لو أنني عرفت كل هذا لما حاربت لأنتزع حبي المدفون بقلبك وأجعلك تعترف به لنفسك ولي .. لو انتظرت قليلاً لرحمتك من هذا العذاب"
همس برفض وهو يرفع يديه ليحتضن وجهها متجاهلاً زمجرة الغضب التي ارتفعت من حنجرة (عاصي)
_"لا تفعلي هذا بنا (همسة) .. لا تحكمي علينا بالفراق حبيبتي"
ابتسمت بأسى
_"لست أنا من فعل (فهد) .. إنّه قدرنا .. ربما لو ولدنا في ظروف مختلفة ووقتٍ آخر .. لكن هذا قدرنا وأنا .. أنا راضية"
همست وهي ترفع كفيها تزيح يديه عن وجهها وتتابع
_"أنت أيضاً سترضى (فهد) .. ستتعلم أن تتقبل الواقع .. ستنساني وتتابع حياتك و"

قاطعها هاتفاً
_"كيف؟ .. كيف تطلبين مني هذا؟ .. أنساكِ؟ .. هكذا ببساطة"
_"(فهد) لا تصعب عليّ الأمر أكثر"
هتف وهو يمسك كتفيها

_"وأنتِ (همسة) ماذا تفعلين بي؟ .. ألا تشعرين بي؟ .. تطلبين مني أن أنسى وأتابع حياتي؟ .. وأنتِ؟ .. هل ستقدرين؟ .. ستنسينني؟"
لمحت من طرف عينيها (عاصي) يتحرك نحوهما لولا أن قبض (هشام) على ذراعه وهز رأسه رفضاً ليتنفس بقوة وهو يرمي (فهد) بشرر قاتل .. أخذت نفساً قوياً والتفتت تنظر لوجه (فهد) لبرهة ثم اقتربت وهي تهمس بعينين دامعتين
_"أنسى نفسي ولا أنساك (فهد) .. ربما لا يمكنني أن أكون معك بعد الآن لكنني لن أنساك أبداً .. تلك الذكريات الملونة التي صنعناها معاً سترافقني طيلة عمري .. لقد وعدتك سابقاً (فهد) ولن أخلف وعدي .. قلبي سيظل ملكك للأبد .. لن أكون لرجلٍ غيرك حتى آخر عمري"
تحشرجت أنفاسه ولم يبال للواقفين ولا لغضب (عاصي) الذي يوشك على الانفجار ورفع كفيه يحتضن وجهها ومال يسند جبينه لجبينها هامساً
_"إذن تحكمينا علينا بالعذاب الأبدي (همس)"
احتضنت كفيه وأغمضت عينيها تهمس بوجع

_"رغماً عني (فهد) .. سامحني حبيبي"
تنفست بقوة تحتوي أنفاسه وقربه داخلها لثوان قبل أن تفتح عينيها وتبتعد للخلف خطوة وتبتسم بحب حزين
_"اذهب يا (فهد) .. ابتعد عن هنا"
حاول التشبث بها لكنّ ابتسامتها الباكية ارتجفت وهي تدفع صدره برفق وتتابع
_"لا تعد هنا مرة أخرى"
همس اسمها برجاء لتنظر في عينيه برجاء أكبر

_"لا تبحث عني مجدداً (فهد) .. ابتعد .. لا تعد .. لا أريد رؤيتك تتأذى .. أرجوك .. لن أحتمل تعرضك للأذى أكثر .. أرجوك من أجلي"
همستها وابتعدت للخلف لتتعلق كفاه في الهواء للحظات ثم سقطتا جانباً وهو ينظر لها بيأس شديد وتمزق قلبها وهي تشعر بكل الألم والتمزق بقلبه فارتجفت شفتاها وهي تتراجع أكثر
_"وداعاً (فهد)"
هتف اسمها وهي تستدير بعد أن منحته نظرة وداع أخيرة وتنطلق عائدة للفيلا تاركة إياه خلفها يناديها فبكت بحرقة وهي تصم أذنيها عن ندائه وهي تسرع بخطواتها لتقابلها (راندا) بنظراتها الحزينة وعينيها الدامعتين ولم تستطع التحمل أكثر فاندفعت تجري نحو غرفة (رهف) لتحبس نفسها فيها وتستسلم لانهيارها .. لم تعرف ماذا حدث بعدها بينه وبين (عاصي) الذي لم تكد تمر بضع دقائق حتى اندفع إلى داخل الغرفة كإعصار لتنتفض في الفراش محدقه فيه بشحوب وقد تجمدت دموعها .. سمعته يهتف بغضب
_"أريد أن أفهم ما هذا الجنون الذي جرى قبل قليل"
اختنقت الكلمات في حلقها ولم تستطع الرد وهي تنظر إليه بخوف أثار انفعاله ليهتف وهو يقترب منها
_"اللعنة (همسة) انطقي .. ما الذي .."
توقف مكانه بوجه شاحب حين انتفضت مبتعدة للخلف وهي ترفع ذراعها في حركة دفاعية ليهمس بشحوب
_"هل اعتقدتِ أنني سأضربكِ؟"
خفضت ذراعها تنظر له من بين دموعها بارتباك ليقطب هاتفاً بضيق
_"تباً (همسة) .. ماذا تظنينني؟"
رددت بارتجاف

_"آ .. أنا آسفة .. لم أقصد"
تنفس بقوة وفتح فمه يسألها حين اندفع (هشام) للغرفة وهو يهتف اسمه
_"(عاصي) .. أخبرتك ألا .."
قاطعه ملتفتاً له بغضب
_"تباً يا (هشام) .. ماذا بك أنت أيضاً؟ .. هل تعتقد أنني سأؤذيها؟ .. أردت سؤالها لا أكثر"
نظر لها (هشام) بحنان وشفقة وقال

_"لا أعتقد أنّها في حالة تسمح لها بالحديث الآن (عاصي)"
هتف بحدة

_"(هشام) .. يكفي أنّك تركت ذلك الوغد يفلت بعد كل ما حدث .. تباً .. يجب أن أفهم ماذا حدث هناك"
ابتلعت لعابها وقلبها خفق بألم وهي تسمعه يشتم (فهد) وخفضت رأسها بحزن ليمط (هشام) شفتيه قائلاً
_"دعها ترتاح الآن يا (عاصي) .. أنا كونت فكرة عما حدث وسأخبرك .. عندما تهدأ (همسة) سنتحدث معها كما تريد"
تنفس بقوة وهو ينظر إليه قبل أن يلتفت نحوها وتحرك لتتراجع قليلاً للخلف ولمحت نظراته تسود فعرفت أنّها آلمته بحركتها مجدداً بينما هو تحكم في مشاعره وهو يجلس بقربها على حافة الفراش وقال
_"(همسة) .. أعرف أنّ الوضع صعب عليكِ كما هو عليّ .. آسف لو ضغطت عليكِ الأيام الماضية لكنني أحاول .. والله أحاول التعامل مع الوضع .. أريد أن أصدق ما يقوله قلبي لكنّ الأمر مؤلم ومخيف .. أنا أكثر من يشعر بكِ الآن (همسة) .. لا أريد أن أضغط عليكِ أكثر لكنني حقاً سأُجن إن لم أعرف الحقيقة والآن"
صمت لحظة وأطرقت هي رأسها تبكي بصمت وزفر (هشام) في ضيق ليتابع (عاصي)
_"أخبريني عزيزتي .. ذلك الرجل .. من يكون؟"
نظرت له بحيرة وهمست
_"إنّه (فهد)"
قطب قائلاً
_"لقد سمعت هذا .. من يكون (فهد)؟"
نقلت بصرها بينهما بارتباك ورددت بعد برهة
_"إنّه ابن خال (عماد) و .."
صمتت لحظات وقطبت مفكرة قبل أن تنظر لـ(هشام) قائلة وهي تستعيد مقابلتهما أول مرة وهمست
_"لقد رأيتك أول مرة في مكتبه بالشركة .. وقت أن اختطف (سامر) خطيبتك ورأيتك تتشاجر معه .. لم أفهم لحظتها لماذا كنت تناديه باسم (عماد)"
أغمض عينيه زافراً بقوة بينما هتف (عاصي) بقهر وهو ينهض بعنف جعلها تنتفض مكانها
_"اللعنة عليهما .. لقد خدعانا .. كانا يتلاعبان بنا كل هذا الوقت"
همست بتوتر
_"ما الذي تتحدث عنه؟"
هتف كأنما لم يسمعها

_"تباً .. كيف؟ .. ذلك المحقق كيف لم يتأكد من تلك الـ .."
توقف عن الكلام لحظة وهو يقطب بشك قبل أن يتبادل النظر مع (هشام) الذي ردد بهدوء لم يعبر عن الغضب الذي يغلي بقلبه
_"لابد أنّه يعمل معهما وقد أوصل لنا فقط ما يريد (عماد اليزيدي) أن نعرفه بشأنهم"
وألقى نظرة نحوها وهو يتابع

_"وهذا يفسر لماذا لم نعرف شيئاً عن وجود أخت صغيرة له"
ضرب (عاصي) الحائط بقبضته وهو يهتف
_"تباً .. وأنت تركته يذهب يا (هشام) .. تماماً كما تركت ذلك الحقير الآخر يفلت أكثر من مرة .. لكن لا .. لن يحدث هذا مرة أخرى .. أنا لن أتركهم يفلتون"
نظرت له بفزع وهو يندفع نحو الخارج والشرر يتطاير من عينيه لتهتف وهي تنهض من الفراش
_"لا .. توقف يا (عاصي)"
لم يتوقف مع هتافها فاندفعت لتقطع الطريق عليه ووقفت بينه وبين الباب هاتفة
_"لا تذهب .. لا تفعل أي شيء أرجوك"

هتف فيها بغضب
_"اللعنة (همسة) ابتعدي عن طريقي"
بكت هاتفة وهي ترفع ذراعيها تسد الطريق
_"لن أفعل .. أتوسل لك لا تذهب خلفه .. لا تؤذه"
صرخ اسمها لتنهمر دموعها أكثر وهي تصرخ
_"أقبل يديك لا تفعل .. (فهد) لا ذنب له .. لا تؤذه .. هو لم يفعل شيئاً .. أرجوك .. لا تذهب خلفه .. لا تـ .."
اختنقت الكلمات مع بكائها بينما هو ركل الباب ليجعل جسدها ينتفض مجدداً بخوف لكنّها تمسكت بمكانها
_"ابتعدي (همسة) قبل أن أرتكب جريمة .. ابتعدي عن طريقي"
هتف (هشام) وهو يقترب منه
_"اهدأ يا (عاصي) .. أنت ترعب شقيقتك"
وكأنما منحها القشة التي تنجو بها فأسرعت تتمسك بها وتقترب من (عاصي) مرددة بتوسل يمزق القلب
_"أرجوك أخي .. لا تفعل"
كلمتها كان لها مفعول السحر ليتوقف مكانه وينظر لها بحاجبين معقودين بشدة فتابعت وساقاها ترتجفان بضعف مهددة بالانهيار
_"لا تؤذني أكثر أخي أتوسل إليك .. ستقتلني إن آذيته .. لا تفعل .. أقبل يديك أخي .. لا تفعل"
قالتها وهي تنحني لتمسك بكفه كأنما تنوي تقبيلها بالفعل فانتزع يده هاتفاً اسمها بغضب فبكت أكثر ولم تحتملها ساقاها لتنهار أرضاً وتمسكت بساقيه بيدين مرتجفتين وهي تواصل توسلها بهمس ضعيف .. حدق فيها بصدمة للحظة قبل أن ينحني ليمسكها من كتفيها ويرفعها لتقف على قدميها ونظر لوجهها المغمور بالدموع ورأسها التي مالت بضعف بينما تهمس بلوعة
_"سأفعل أي شيء لكن لا تؤذه .. لا تؤذهما أرجوك .. لن أغادر هنا أبداً ولن أفعل ما يغضبك .. فقط لا تؤذني بأذيتهما .. أتوسل إليك لا تفعل"
أغمض عينيه متنفساً بقوة واشتدت قبضتاه على كتفيه قبل أن يتنهد بحرارة وهمس وهو يضع كفه خلف رأسها يضمها إليه برفق ويحتويها بين ذراعيه
_"لا بأس .. أنا آسف .. لا تبكي .. هشش .. لن يحدث شيء .. لا تبكي"
حنانه ذكرها بـ(عماد) فاستسلمت باكية لتربيته الحنون على رأسها وهو يواصل هدهدتها بينما يقودها لتعود للفراش أمام أنظار (هشام) الذي تابعهما بعينيه في حنان امتزج بالأسى .. سمعت (عاصي) يردد بحنان وهو يساعدها لترقد في الفراش ويدثرها بالغطاء الرقيق
_"أنا آسف (همسة) .. لم أقصد إيلامكِ .. ارتاحي الآن وسوف .."
أمسكت كفه قبل أن يبتعد وهمست برجاء
_"عدني (عاصي) .. لن تفعل أي شيء"
تنهد بقوة وربّت على كفها قائلاً باستسلام
_"أعدكِ صغيرتي .. نامي الآن وارتاحي ولن يحدث إلا ما تريدين، حسناً؟"
نظرت من بين دموعها في عينيه تبحث عن تأكيد لوعده ثم هزت رأسها وأراحت رأسها على الوسادة لتغمض عينيها واستسلمت للتعب ليغرقها في النوم هاربة بعيداً عن الواقع القاسي الذي جعلها تقتل حبها بيدها وتلقي بنفسها راضية في سنوات قادمة من الفراق والألم.
***********************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 01:09 AM   #829

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ابتسمت (سلمى) في حنان وهي تعدل وضع الوسادة خلف (رهف) التي بادلتها ابتسامة خافتة وهي ترتاح في جلستها .. ناولتها (سلمى) أقراص الدواء ومعها كوب الماء وهي تردد في حنان
_"بالشفاء حبيبتي"
تناولت دواءها وأعادت الكوب هامسة بخفوت
_"شكراً أمي"

اتسعت ابتسامة (سلمى) وهي تتأملها في حنان مقاومة دموعها .. واصلت حمد الله في داخلها لعودتها سالمة إليها بعد تلك الساعات الطويلة المليئة بالتوتر والخوف انتظاراً لخروجها من غرفة العمليات .. تنهدت وهي تجلس على المقعد المقابل لها وقالت بحنان
_"كيف تشعرين الآن حبيبتي؟"
همست بهدوء

_"أنا بخير أمي .. توقفي عن القلق عليّ .. سأتحسن سريعاً لقد وعدتكم"
مدت يدها تمسك كفها بين يديها قائلة
_"إن شاء الله حبيبتي .. أنا أثق بإرادتكِ وأعرف أنّكِ ستعودين أقوى من السابق"
وغامت عيناها بالدموع وهي تميل لتطبع قبلة على كفها وتتابع
_"هل تعرفين كم اشتقت لرؤيتكِ حية كالسابق (رهف)؟ .. اشتقت كثيراً لأيامنا السابقة حين كانت السعادة تملأ جدران بيتنا"
غامت عيناها وقاومت رغبتها بالبكاء وأطرقت هامسة بأسف
_"أنا آسفة أمي .. لقد آلمتكم كثيراً وسببت لكم الحزن بوضعي وضعفي"
هزت (سلمى) رأسها هاتفة بسرعة
_"لا تقولي هذا حبيبتي .. لم يكن ذنبكِ .. أنتِ كنتِ قوية وواجهتِ مخاوفكِ وماضيكِ في النهاية وقررتِ المقاومة .. لقد بدأتِ تنتصرين"
أومأت وهي تقاوم الغصة التي وقفت بحلقها وقالت بعد لحظات لتغير الموضوع
_"هل اتصلتِ بالبيت أمي؟"
تلبدت ملامح أمها بطريقة جعلت القلق يتسلل لقلبها فسألتها بخوف
_"ماذا حدث؟ .. هل هناك شيء؟"
أسرعت تجيبها بهزة رأس نافية
_"لا لا حبيبتي .. لم يحدث شيء .. أنا فقط كنت قلقة .. قلبي .. لم أستطع طرد ذلك القلق من قلبي لكنني تحدثت معهم وأخبروني أنّ كل شيء على ما يرام"

قطبت بشك وهي تستعيد قلقها ومخاوفها للأيام السابقة .. أحلامها بخصوص (عاصي) وشعورها أنّه ليس بخير .. تُرى هل حدث شيء ما هناك؟ .. هل هم بخير، أم أنّهم ليسوا كذلك ويخفون ما حدث حتى لا يقلقوهما .. تنفست بتوتر وقالت بتفاؤل مصطنع
_"لا تقلقي أمي .. ما داموا أخبروكِ أن كل شيء على ما يرام فلابد أنّهم بخير"
أطرقت لبرهة مفكرة ثم رفعت رأسها لتقول
_"لقد أخبرتكِ مراراً أمي .. ما دمت تجاوزت الخطر فلا تتعبي نفسكِ أكثر .. أنا بخير الآن ويمكنكِ أن تعودي وتطمئني بنفسكِ على الجميع و"
قطبت (سلمى) تقاطعها باعتراض
_"كيف تريدين أن أترككِ وحدكِ هنا صغيرتي؟ .. هل تمزحين؟"
ابتسمت وهي تربت على يدها
_"لست وحدي حبيبتي .. (وتين) معي و(فاطيما) و(كِنان) أيضاً .. سأكون بخير وسأتابع جلسات علاجي بكل جدية وسأتحسن سريعاً"
زمت شفتيها قائلة
_"انسي الأمر (رهف) .. لن أعود إلا برفقتكِ"
زفرت (رهف) بتعب وقالت بقلة حيلة
_"حسناً كما تشائين أمي .. لا تقولي أنني لم أنصحكِ"
ران الصمت للحظات لتفرك (رهف) كفيها بتوتر وهي تحاول حسم ترددها .. تريد أن تسألها نفس السؤال الذي تخونها إرادتها كل مرة فلا تلقيه .. تريد أن تسألها عنه .. إن كانت تحدثت معه وسمعت صوته .. إن كان سأل عن حالها .. نظرت لها بتردد وارتجفت شفتاها وهي تفتح فمها لتسألها حين قاطعتها دقات مرحة على باب غرفتها لتهتف أمها
_"تفضل"
نظرت بترقب للباب الذي انفتح لتطل من خلفه باقة ورود كبيرة فابتسمت وهي تميل برأسها كأنما تحاول رؤية من يقف خلف الباقة رغم توقعها الذي لم يلبث أن تأكد حين أطلت (فاطيما) بوجهها الضاحك قائلة بمرح

_"كيف حال مريضتنا الجميلة اليوم؟"
ضحكت (سلمى) وهي تنهض نحوها
_"بخير يا (فاطيما) .. تعالي بنيتي"
اقتربت لتحتضنها مرحبة وهي تهتف
_"لقد اشتقت لها كثيراً هذه الفتاة"
قرصتها (سلمى) في خدها قائلة
_"يا مشاغبة .. لقد كنتِ هنا أمس .. لم تتركيها سوى بضع ساعات"

هتفت وهي تمنحها الباقة وتتجه لتحتضن (رهف)
_"قصدت اشتقت لوجودها معي في البيت"
ابتسمت (رهف) وهي تبادلها عناقها ورددت
_"أنا أيضاً اشتقت لكِ وللبيت .. أريد أن أخرج من هنا سريعاً"
قالت وهي تجلس جوارها
_"إن شاء الله قريباً جداً .. الطبيب طمأننا قبل قليل"
نظرت لها بدهشة لتقول مبتسمة وهي تشير للخارج
_"(كِنان) تحدث مع الطبيب قبل قليل وطمأننا على حالتكِ .. أنتِ تتقدمين بسرعة"
نظرت نحو الباب قائلة بتساؤل
_"أين هو (كِنان)؟"
أجابتها بابتسامة عابثة
_"إنّه قادم .. أصر على انتظار (وتين) بالأسفل ليعبث مع (زياد) قليلاً مستغلاً غيرته المجنونة عليها"
_"هل هما قادمان؟"
هزت رأسها

_"(زياد) سيوصل (وتين) ويذهب مباشرة للعمل .. أخبرتني أنّه مشغول اليوم وسيزوركِ لاحقاً ليطمئن عليكِ"
أومأت وأطرقت في صمت تتابع الحديث بين والدتها و(فاطيما) وعيناها معلقتان بالباب بترقب ولم تمض دقائق حتى ارتفع صوته يطلب الإذن بالدخول فاعتدلت في جلستها تحت أنظار (فاطيما) التي وترتها أكثر ودفعت الدم في خديها .. تباً .. بالتأكيد ستسيء فهمها .. تنهدت بقوة والتفتت للباب الذي انفتح ليطل من خلفه (كِنان) بوجهه الهاديء المبتسم تتبعه (وتين) التي منحتهما أرق ابتساماتها وهي تقترب لتعانق (سلمى) ثم تتجه إليها لتعانقها برفق .. تبادلت مع (وتين) الحديث لبضع دقائق وانضمت أمها و(فاطيما) إليهما واكتفى (كِنان) ببضع كلمات هنا وهناك .. فقط .. كان يتأملها بنظرات غامضة حملت في طياتها الكثير .. انتظرت بفارغ الصبر حتى نهاية الحديث لتستطيع التحدث معه أخيراً بمفردهما وكادت تتنهد بقوة عندما مالت (وتين) على أمها لتخبرها شيئاً قامتا بعدها لتقفا في شرفة الغرفة وتتحدثا على انفراد وتابعتهما بعينيها قبل أن تعود لتنظر إلى (كِنان) بتردد دون أن تنتبه لـ(فاطيما) التي نقلت عينيها بينهما لبرهة قبل أن تهتف فجأة منتزعة إياهما من أفكارهما

_"لقد تذكرت شيئاً مهماً .. سأعود خلال دقائق"
نظرا لها بدهشة وارتباك فابتسمت وهي تحمل سترتها ومالت تقبل خد (كِنان) قائلة برقة
_"حبيبي .. اعمل حسابك ستأخذني للغداء اليوم كما وعدتني"
ارتفع حاجبا (رهف) بدهشة واحمر خداها بينما لمعت عينا (كِنان) بتحذير لابنة عمه التي ابتسمت غامزة له .. تابعتها (رهف) وهي تفكر في السبب وراء تصرفها بهذه الطريقة .. رأتها تقف عند الباب تمنحها نظرة مترددة أخيرة كأنما ترجوها في صمت ألا تسمح لنفسها بجرح (كِنان) .. تنهدت بقوة والتفتت له مبتسمة بخفوت ليهرش شعره بارتباك وتمتم
_"مجنونة ولن تتغير"
ضحكت برقة ليرتفع حاجباه بطريقة أربكتها لتهمس
_"ما الأمر؟"
ابتسم بأسى قائلاً
_"ظننت أنني سأنتظر طويلاً حتى أراكِ تضحكين من القلب"
أطرقت بارتباك ورددت
_"لقد أشفقت عليك وقررت التحسن سريعاً"
مط شفتيه بابتسامة هادئة فصمتت لحظة ثم تابعت

_"(فاطيما) قلقة بشأنك"
هز رأسه قائلاً بهدوء
_"أعرف هذا"
زفرت متابعة

_"تخشى عليك مني"
_"ليس بالضبط .. هي تخشى عليّ من نفسي أنا"
قطبت تنظر له بحيرة ولم تقاوم سؤاله هذه المرة بعد أن استغرقت في التفكير لفترة طويلة فيه وفي كلام (فاطيما) السابق معها
_"هل كانت تشبهني كثيراً؟"
رفع رأسه مجفلاً وسألها بارتباك
_"من؟"
ابتسمت قائلة بأسى

_"تلك الفتاة التي أذكرك بها؟"
أطرق في صمت غارق بالأسى والغموض فتابعت برفق

_"لو أردت ألا تخبرني بشأنها لا بأس .. أتفهم"
رفع رأسه ينظر إليها قبل أن يهمس
_"لا .. ليس بينكما أي شبه في الشكل .. هي على النقيض تماماً لكن .. عندما رأيتكِ أول مرة .. تلك الليلة في زفاف شقيقكِ .. شعرت أنّها تتجسد أمامي .. لم تكن تشبهكِ لكن كل شيء بكِ كان يذكرني بها"
خفق قلبها بألم مع سماعها للوجع المكتوم في صوته
_"أخبرني عنها .. لماذا لستما معاً؟"

سألته لتعض شفتيها والندم يغمرها وهي تنظر في عينيه اللتين أظلم بحرهما فجأة .. ما شأنها بفتاته الغامضة؟ .. كادت تطلب منه ألا يخبرها بشيء حين فتح فمه ليقول بهدوء شديد
_"كانت شقيقة صديقي .. كانت لطيفة وشفافة .. كانت هشة للغاية وأنا أحببتها .. قبل سنوات طويلة .. هي .. كانت من ديانة أخرى وكنت أعرف أنّ عائلتي ستعارض الأمر وعائلتها أيضاً ستفعل .. لكنني لم أستطع التوقف عن الوقوع في حبها .. والأسوأ .. أنني لم أخبرها بمشاعري أبداً"
نظرت له بحزن بينما كان هو يتحدث بهدوء تام كأنما يتحدث عن الطقس لتسأله
_"وماذا حدث؟ .. ألهذا افترقتما؟"
هز رأسه نفياً ثم قال بصوت خانته نبرته واهتزت قليلاً
_"قررت الابتعاد ربما أتجاوز مشاعري نحوها .. عدت بعدها لأكتشف أنّها أصيب في حادث كاد يودي بحياتها"
شهقت بخفوت لتهتز شفتاه بابتسامة حزينة وهو ينظر لها قبل أن ينتقل بعينيه لساقيها المغطيتين بالغطاء الرقيق

_"لقد أصيبت بالشلل .. فقدت قدرتها على المشي تماماً وقال الأطباء أنّه لا أمل على الإطلاق لتستعيدها"
تحسست عنقها باختناق وهي تصل أخيراً لنقطة الوصل وتخيلت مشاعره لحظة عرف بما أصاب الفتاة التي يحبها وسمعته يتابع
_"لم يتقبل والداها الأمر وأصرا على إجراء عملية لها علّها تستعيد ساقيها .. عملية فاشلة بعد أخرى جعلت اليأس والألم يتملكان منها .. حين رأيتها كانت شبحاً باهتاً للفتاة التي أحببتها"
صمت لحظة متنفساً بعمق ثم أكمل
_"لم أحتمل .. شعرت بالعجز .. أردت فعل شيء .. قول أي شيء لكنني لم أستطع .. كانت نظراتها الخاوية تقتلني"
أغمض عينيه لبرهة قبل أن يفتحهما ويهمس

_"لسنوات ظلت ذكرى نظرتها الأخيرة تطاردني في كل لحظة .. في نومي ويقظتي"
عاد للصمت فهمست وقلبها ينقبض بشعور سيء
_"وماذا حدث؟ .. هل تجاوزت ما حدث؟"
نظر في عينيها لبرهة ثم همس بجمود
_"لقد انتحرت"
تراجعت شاهقة بقوة وهي تحدق فيه بهلع بينما يتابع بنظرات جامدة
_"لقد خذلتها .. لو أنني فقط أخبرتها أنّ ما حدث لم يفرق معي .. أنني أحبها وسأبقى معها مهما حدث .. أنّ ما أصابها لم يؤثر في مشاعري نحوها لم يكن ليحدث هذا .. لو أنني لم أكن عاجزاً ومجروحاً لأجل مصابها ما كانت قتلت نفسها وتخلصت من عذابها .. أنا حرمتها الأمل الذي تحتاجه .. أنا قتلتها .. أنا حرمت صديقي من شقيقته الصغيرة"
مالت لتمسك يده وضغطتها بقوة وهمست باختناق من بين دموعها
_"لم يكن ذنبك (كِنان) .. كان قدرها .. توقف عن لوم نفسك .. ربما الجميع أخطأ في حقها ولم يمنحوها الدعم الكامل وأولهم نفسها .. أنا كنت في نفس الوضع .. كنت أرفض تماماً الخروج من دوامة الماضي والذنب .. كنت أعاقب نفسي .. لولا الأيدي التي امتدت نحوي وأولهم أسرتي .. وأنت"
ابتلع لعابه بصعوبة وهو ينظر لها لتكمل
_"كنت أتخبط لوقتٍ طويل ولو كنت استسلمت لأشباحي ربما ما كنت هنا الآن .. ربما كان شيطاني استولى عليّ ودفعني لنفس النتيجة"
أخذ نفساً قوياً وقال
_"وأنا لم أستطع تكرار الأمر .. عندما قابلتكِ .. رأيتها فيكِ (رهف) .. حزنكِ ووجعكِ المطل من كل خلية منكِ جعلني أفكر فيكِ طويلاً .. لم أستطع التوقف عن التفكير في إمكانية أن أساعدكِ لتجدي القوة وتحاربي مصيركِ وتتوقفي عن الاستسلام .. أردت أن أكفر عن ذنبي نحوها وأمنع تكرار نفس المأساة"
مط شفتيه وابتسم بمرارة وهو يهز كتفيه
_"آسف .. لكن نواياي لم تكن خالصة من بعض الأنانية .. هل خيبت أملكِ فيّ؟"
لمعت عيناها بدموع امتنان وحنان شديدين وهزت رأسها بنفي
_"لا (كِنان) .. لم تخيب أملي ولا تغيرت نظرتي نحوك .. ستظل صديقي الذي مد يد النجاة لي في الوقت الذي كنت أصمم على الغرق في مأساتي حتى النهاية .. سأظل مدينة لك لآخر عمري"
بادلها ابتسامتها قبل أن يردد بمرح مفتعل مغيراً الموضوع
_"دعينا من كل هذه الأحاديث المؤلمة وأخبريني ماذا انتويت بشأن ما تحدثنا عنه"
قالها وغمز بعينه لتقطب بتساؤل فمال قائلاً بعبث

_"ماذا ستفعلين مع عاشقكِ المجنون؟ .. ألا تنوين الاتصال به ليأتي ويرى تقدمكِ المثير للإعجاب ويندم على ما فرط فيه؟"
مطت شفتيها ناظرة له بلوم ثم قالت
_"لا أنوي الاتصال به أبداً"
مال قائلاً بحسم رقيق
_"(رهف) .. الابتعاد لبعض الوقت جيد لكن لا تتمادي في القسوة والبعد .. قد تخرج الأمور عن سيطرتكِ وتندمين"
تنهدت بقوة ثم همست
_"لقد فكرت ملياً (كِنان) .. أعرف أنني مهما فعلت فلن أستطيع نسيان (عاصي) .. حبه كان داخلي منذ الصغر وبعد كل ما حدث لا زال داخلي ولم يقل ذرة رغم كل ما فعله .. رغم كل قسوته معي .. لا زلت أحبه"
همست كلمتها الأخيرة بتردد وضعف ليبتسم بحنان ويردد
_"جيد .. هذه هي البداية .. متى ستبدأين انتقامكِ العذب منه؟"
_"انتقام عذب؟"
هسمت بدهشة ليهز رأسه
_"بالتأكيد .. لقد اتفقنا أنّكِ ستجعلينه يندم على ما فرط فيه .. ستعذبينه بحبكِ وقربكِ بعيد المنال قبل أن تقرري مسامحته أخيراً"
ابتسمت بقلة حيلة ليغمز لها مرة أخرى ومال يهمس بتحريض مضحك
_"إن أردتِ مساعدتي في إثارة غيرته وجنونه أكثر بعد عودتكِ لمواجهته لا تترددي في طلبي"
احمر خداها وهي تقاوم ضحكتها
_"حسناً اتفقنا"
ارتفع رنين هاتفه بعدها لينظر للشاشة وهز رأسه مشيراً لها
_"المجنونة تتصل .. سأرى في أي ورطة أوقعت نفسها"
هزت رأسها لينهض هو ليرد على اتصال ابنة عمه بينما تابعته مبتسمة بأسى قبل أن تشيح بعينيها ناظرة نحو الشرفة حيث أمها و(وتين) تتساءل عن فحوى الحديث الذي استغرق كل هذا الوقت وعاد القلق ليتسلل لقلبها بشأن سلامة أفراد أسرتها هناك في الوطن.
************************

m!ss mryoma and Dr. Aya like this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-07-19, 01:11 AM   #830

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شبكت (سديم) كفيها معاً وهي تستمع لـ(هشام) وعقلها يجمع كل التفاصيل معاً لترسم صورة كاملة .. نقلت عينيها نحو (عاصي) الذي جلس متجهماً بقربهما وهمست
_"ألا زالت تحبس نفسها بالغرفة؟"
ردد (هشام) بضيق
_"حاولنا معها كثيراً .. من وقتها وهي ترفض مغادرة الغرفة أو الحديث مع أي شخص .. حتى الطعام بالكاد يدخل فمها"
تراجعت في مقعدها متنهدة بقوة

_"لماذا لا تدعني أحاول معها؟ .. ربما أنجح في مساعدتها في تجاوز الأمر"
قال (عاصي) بعصبية
_"كيف تثقين أنّها ستتحدث معكِ وتفتح قلبها لكِ؟"
ابتسمت بهدوء وهي تنقل بصرها بينهما وقالت

_"ربما لأنني كنت في مكانها يوماً يا (عاصي)"
نظر لها بحرج وارتباك لتتابع
_"ربما ليس تماماً .. لكنني وجدت نفسي فجأة مع عائلة أحمل دمها ولا أحمل مشاعراً تجاههم .. بل وأكثر .. كنت أحمل مشاعر نفور ورفض تام لذلك الرابط والدم الذي يربطني بهم"
نظرت نحو (هشام) قائلة بأسى

_"(هشام) يمكنه أن يخبرك كم عذبته معي حتى بدأت تقبله في حياتي ومع هذا لم أرض أن أعترف بأخوته لي .. كنت أشعر بالغربة رغم أنكم من دمي (عاصي) .. و(هشام) استطاع فرض نفسه على قلبي وانتزع مكانته بجدارة وبعدها كان كل شيء سهلاً مع الوقت"
قطب وهو يستمع لها ملياً لتكمل بعد لحظات
_"لا تضغط على (همسة) ولا تجعلها تنفر منك يا (عاصي) .. هي في حاجة للوقت .. أنتما معاً في حاجة للوقت لتبنيا علاقة قوية وتتجاوزا كل السنوات التي فرقت بينكما .. لتنتزعا تلك الغربة بينكما وتزرعا محلها ذكريات وانتماء حقيقي سيكبر مع الوقت .. لا تقسو عليها وحاول أن تجعلها تشعر بقلبك وأخوتك لتفتح قلبها لك"
تمتم باعتراض كاذب
_"لم نتأكد بعد من تلك الأخوة"
ابتسمت وهي تنظر لـ(هشام) الذي زفر بملل وقالت
_"أنت تكاد تكون متأكداً من كونها شقيقتك (عاصي) يمكنني أن أراها في عينيك .. أنت فقط تخشى أن تفكر في الاحتمالات المخيفة التي ستتبع هذا الأمر"
زفر بضيق وهو يشيح وجهه بينما التفتت هي نحو (هشام) قائلة
_"أعتذر (هشام) .. أعتقد أنني أحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية"

قطب مستفهماً لتتنهد بقوة وهي تشرد للوراء
_"لم أنتبه .. لو أنني كنت في وضعٍ متزن وقتها لانتبهت للأمر"
_"أي أمر؟"
همست بضيق

_"هوية (عماد) الحقيقية"
ضغط (عاصي) قبضتيه بحنق بينما سألها (هشام)
_"ما الذي تعنينه؟"
أجابته بهدوء وهي تشير للملف الملقى فوق المكتب
_"حين رأيت ذلك الملف الخاص بعائلة (اليزيدي) ورأيت تلك الصور لم أنتبه لحظتها .. كنت مصدومة عندما أخبرتني أنّ الرجل الذي كنت أبحث عنه لسنوات قد مات ونجى من انتقامي .. لم أنتبه وقتها لصورة (فهد) ذاك .. ولم أعرف أي لعبة تحدث .. لو عرفت بشأن (فهد) وإدارته للشركة وتخفيه وراء اسم (عماد) لشككت في الأمر لأنّ (عماد) في نفس الوقت كان مسافراً لفرنسا يبحث خلف ماضيّ"

ازدادت تقطيبة (هشام) وهو ينظر لها بقلق فابتسمت
_"لقد تكفل (بيير) بتشتيت انتباهه وبعدها اختفى (عماد) فجأة من فرنسا ولم يجد له (بيير) أثراً في سجلات الخروج"
هتف (عاصي)

_"ماذا يعني هذا؟"
قالت بهدوء
_"لقد عرفت وقتها أن ذلك الرجل ليس سهلاً .. لابد أنّه غادر البلاد بهوية مزورة"
ردد (هشام) بإيماءة
_"بالتأكيد .. أتذكر أنّه تحدث معي على الهاتف عندما اصطحبت (همسة) لتساعدني في إيجاد (راندا) .. لم أنتبه لحظتها لاختلاف الصوت فقد كنت قلقاً بشدة على حياة (راندا) .. بعد أن قابلت (فهد) مرة أخرى بعد هروب (همسة) وقراءتي لرسالتها بدأت الشكوك تنتابني والآن تأكدت من كل شكوكي"
نهض (عاصي) هاتفاً بغضب
_"لقد خُدعنا وانتهى الأمر (هشام) .. لا جدوى من التفكير فيما حدث فلن يتغير شيء .. من الآخر .. لن نرتاح حتى نتخلص منهم وأولهم ذلك الحقير (سامر)"
كزت (سديم) على أسنانها قائلة
_"أنت محق .. ذلك الوغد هو أكثرهم جنوناً وشراً .. ما دام طليقاً فلا أمان لأحد منا .. لقد حاول الإيقاع بيني وبين (آدم) .. لن أهدأ حتى يدفع الثمن مضاعفاً"
قال (هشام) وهو ينظر نحو (عاصي)
_"وماذا ستفعل مع (همسة)؟ .. لا تنسى أنّك وعدتها ألا تؤذي (فهد) و .."
هتف بغضب
_"لا تذكرني (هشام) .. لقد غلّت يدي .. لكنني لن أهدأ حتى تستيقظ من الوهم الذي هي فيه .. يجب أن تعرف أنّهم لا يستحقون سوى الموت"
أطرق (هشام) شارداً للحظات ثم ردد بأسى
_"إنّها تحب ذلك الشاب وهو أيضاً يحبها"
التفت له بذهول قبل أن ينفجر
_"هل تمزح معي (هشام)؟ .. عن أي حبٍ تتحدث؟ .. أقسم .. لو حاول ذلك الوغد الاقتراب منها مرة أخرى سأمزقه إرباً"

ابتسمت (سديم) بسخرية
_"لم تتأكد بعد من أمر أخوتكما (عاصي)"

رمقها بنظرات قاتلة وهتف
_"ارحميني من سخريتكِ (سديم)"
قاطعه (هشام) بهدوء
_"ما تقوله لن يغير من الأمر شيئاً (عاصي) .. لقد رأيت حالتها وارتباطها الشديد به .. ألا ترى كيف تتألم بسببه؟ .. وهو أيضاً .. لا أشك لحظة أنّ حبه لها صادق"
حدق فيه بذهول وضرب كفاً بكف وهو يهتف
_"هل تسمعين ما يقول أخوكِ؟ .. هل تريد إصابتي بالجنون (هشام)؟ .. ذلك الحقير الذي تتحدث عنه ابن عدونا .. ابن قتلة أبي وأمي .. لقد تسبب هو وأسرته في موت والدك بحسرته .. لقد دمروا حياة (رهف)"
تنفست (سديم) باختناق وهي تنظر لأخيها الذي أغمض عينيه بألم وهو يقبض على كفه بينما يتابع (عاصي) بحرقة
_"ذلك الوغد وأسرته دمروا حياتنا (هشام) .. النجوم أقرب إليه من الوصول لشقيقتي .. لقد قلتها كلمة .. إن حاول الظهور أمامي أو الاقتراب منها إنشاً لن أرحمه .. سأخلص ثأر أبوي وعمي منه دون رحمة .. سأقتله بيدي، هل سمعت؟"
تمتمت (سديم) وهي تقف لتقترب منه
_"اهدأ (عاصي) .. (هشام) كان يشرح الوضع لا أكثر .. لم يقصد ما تتحدث عنه .. هو فقط يرى وضع (همسة) شديد الحساسية .. هي مرتبطة بهم شئنا أم أبينا ولا يمكنها أن تتصور أن يصيبهما الأذى خصوصاً على يد شقيقها الحقيقي"

هتف وهو يضرب بقبضته على المكتب
_"تباً يا (سديم) .. ماذا تريدين مني أن أفعل؟ .. أتركهم يفلتون دون عقاب .. أترك ثأر عائلتي لمجرد أنّها متعلقة بتلك العائلة اللعينة .. غداً ستفهم الحقيقة كاملة"
تنهدت بأسى وهي تنظر نحو (هشام) الذي بادلها النظر بعجز وعقله يفكر في كل الاتجاهات بحثاً عن حل .. فتحت فمها لتنطق بشيء حين ارتفع صوت ارتطام خارج الغرفة قبل أن يرتفع صوت (راندا) بجزع
_"(همسة) .. يا الله .. ماذا حدث؟ .. (هشام) .. أسرع يا (هشام)"
تبادلوا نظرة خوف قبل أن يندفعوا للخارج بفزع وشهقت (سديم) وهي تجد (راندا) بقرب السُلم تتحسس الجسد الصغير الممدد أسفل درجاته وانتزعت نفسها من جمودها في اللحظة التي كان (هشام) يندفع نحو زوجته وهو يهتف
_"ماذا حدث؟ .. هل سقطت من أعلى السُلم؟"
رددت بارتجاف
_"لا أعرف .. كنت أغادر المطبخ عندما سمعت صوت الارتطام ووجدتها هكذا"
قلّبها بحرص يفحص جسدها وقطب وهو يلمح كدمة أعلى جبهتها بينما هتفت (سديم)
_"هل تنزف؟ .. هل أصيبت بأي أذى؟"
هز رأسه نافياً وهتف بتوتر وهو يحملها بحرص
_"لا يوجد نزيف .. لكن جسدها بارد وأنفاسها ضعيفة للغاية .. سآخذها للمشفى في الحال"
هتف بكلماته وهو يتحرك بسرعة نحو الخارج وتوقف لحظة وعيناه تقعان على وجه (عاصي) الواقف بجمود على بعد خطوات يحدق في جسد (همسة) بصدمة ليهتف فيه يفيقه من جموده
_"(عاصي) .. ماذا تفعل عندك؟ .. أسرع هيا"
انتفض محدقاً فيه بارتباك وجزع قبل أن يسرع خلفه بينما قال (هشام) بأمر لـ(راندا) و(سديم) حين حاولتا اللحاق بهما

_"أنتِ لن تذهبي لأي مكان (راندا) وأنتِ (سديم) ابقي معها حتى أعود"
قطبت باعتراض لكن نظرة منها لوجه (راندا) الشاحب وتذكرها لحالتها فتمتمت
_"حسناً .. اذهبا بسرعة وسأتصل بكما لأطمئن عليها"
وقفت هي و(راندا) عند الباب يراقبانهما بتوتر وأعماقهما ترتعش بخوف ورجاء وأعينهما معلقة بوجه (همسة) وعينيها المغمضتين بضعف وهمست كلٌ منهما برجاء ألا تكون قد تعرضت للأذى .. اقتربت (سديم) لتمسك يد (راندا) ما أن اختفت السيارة خارج الفيلا وهمست

_"ستكون بخير .. تعالي لترتاحي تبدين شاحبة جداً"
همست دامعة
_"ليتني أصررت على البقاء معها ولم أتركها وحدها"
تنهدت وأحاطت كتفيها بذراعها وقادتها للداخل

_"لا تقلقي (راندا) .. ستكون بخير أنا متأكدة .. تفاءلي"
هزت رأسها وقلبها يرتجف بقوة مواصلاً الدعاء من أجل الصغيرة المسكينة التي يبدو أنّها لم تحتمل قسوة واقعها أكثر وانهارت بشدة .. تُرى لكم من الوقت يجب أن ينتظروا حتى يتدخل القدر ويرفق بقلبها وبقلوبهم جميعاً.
************************

Dr. Aya likes this.

may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.