آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          533 - مطلوب زوجة وام - بربارة ماكماهون - قلوب عبير دار النحاس ( كتابة - كاملة ) (الكاتـب : samahss - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          عطش السنين ـ رينيه روزيل ـ 464 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          24 - سجن العمر - جيسيكا ستيل ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-19, 10:56 AM   #971

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي


صحيح ناصر غلط لانه فعلا كان عاوز ياخد من نشوي ومايديش وده ظلم لنشوي ولنفسه لكن سها بردو غلطت لأنها كانت فاكرة ان كل الخيوط في ايديها ولما حست ان مكاسبها هتتاثر اتراجعت بصراحة سها غلطانة وانانية وناصر كمان يعني فعلا الغلط واحد لكن سها بتعمق المشكلة وعاملة نفسها ضحية هي أنانية اكتر
استمتعت بالبارت جدا




Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-19, 02:37 PM   #972

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
Rewitysmile1

بعتذر منكم حبايبي عندي مشكلة في النت ومس عارفة ارد ع التعليقات

صاحبة التعليق الرائع امبرة عادل شكرا من القلب 💙


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 04:31 AM   #973

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

يخربيت الغباء سها هتدخل سامر فى اللعبة بينها وبين ناصر واحنا ماصدقنا نبعده شويه

بصراحة انا شايفاها هى السبب فى كل اللى حصل بموافقتها على الجواز من البداية صحيح ناصر ضعف ووافق على كلامها بس دا كان عشان يرضى ابوه وهى المفروض تكون عارفه ناصر اكتر واحدة وانه الكلام اللى قاله لأبوه مش حقيقى بس هى اللى غبيه وما صدقت تعاقبه وتعاقب نفسها على موافقتها انها تخليه يتجوز
نشوى برضو غبية ياعنى مش كفاية الدبش اللى بترميه على اسلام كل مرة دلوقتى دخلنا فى مرحلة الشك كان الله فى عونك ياابنى

المجنونة داليا كنت متأكدة ان مروان شافها وسمعها وهى بتكلم هيثم وزعل منها

هيثم وشهد نفسى فعلا يغفرلها ويبدأ معاها حياة جديدة منه لله ابوه

الفصل فى منتهى الجمال بكل اللى فيه تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 05-10-19, 10:54 AM   #974

DelicaTe BuTTerfLy

مصممة منتدى قلوب احلام وقصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية DelicaTe BuTTerfLy

? العضوٌ??? » 378544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 742
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » DelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond reputeDelicaTe BuTTerfLy has a reputation beyond repute
?? ??? ~
I was on a ship thinking of you.when i looked down i droped a tear in the ocean.Then i promised myself that until someone finds it.I wont forget you…
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ماشاء الله عليكيى يا نرمين كل مرة الفصل بيكون ملحمى اكتر

حالة خاصة بنعيشها مع الابطال بجد

عابد ولجين نقاء ومراضاة طيبة من رب العالمين بحبهم الاتنين جدا رائعة انت بكتابة مشاهدهم ... حبيت فرحة ثمر وعوضها بحفيد تقى محب حنون زى عابد ماشاءالله يارب منة كتير على الواقع

زين واثر ثمر المهيب علية حبييت جدا خطوات اصلاحة ال بداها بهمسة وبرد حقها المسلوب منها

ياقووتة ..عقفريتتها العابثة دى مشكلة وهيا بتقول قالها لستك قبلك هههه بحبها شخصية عاقلة ولذييذة واحلى خبررر ان اسلام هينسف الدولاب لكدة نبدء خيالاتنا بقى تتظبط بفستانها بفرح همسة

همسة بحسها بنتى بحس لها بالحمائية كل ضحكة وفرحة نقية من قلبها بالفصل دة حسيتهم بيردو بروحي انا بجد لانها تعذبت كتير من يوم ما جت الدنيا

نشووى يالله عذابى بالرواية دى يعنى صدمة شديدة عليها بعد ما تخيلت ان فى حد هيحبها اخيرا وكانت بتحاول تتمنع هيا دلوقتى حست انها بردو مش نافعة تكون حبيبة ولا حد يبص لها بنظرة اعجاب

لما روح زيها مقاتلة ومثابرة وشرسة تتحول للحال ال كانت بية بالفصل دة وميت ماشي على رجلين يبقى فعلا فقدت كل امل لها وعايشة بقمة اليأس والاحباط

مروووان اتحسدت ولا اية زودتها والله البت عمالة تعتذر وتعيد وتزيد خلاص بقى يا عاشق

خطفت قلبى داليا لما اننهارت اول مااداها ضهرة فعلا بقت مدمناه وشايفاة مصدر حياتها وامانها كلة واتمنى دة يكون قرصة ودن عشن بس تركز رغم طيبتها وحسن نيتها

ريتاال حبيت اسلوبها بالحياة وان ال راح مش لازم نبكى علية ونعتبرة نهاية المطاف

اتمنى ساامر يكون زيها ويلحق نفسة من سها ال عايزة تستخدمة اداة انتقام دلوقتى مفش فايدة فيها عندها كمية غباء وكبر مش طبيعية

ناصر متعاطفة حاليا معاه هما دمرو بعض والرجل بطبيعتة دام اديتى لة الحلول ال تريحة واقنعتية انك مرتاحة خلاص مش هيتعب نفسة انة يدور بالعمق خصوصا ان احنا كستات ماهرين بالمداراة واقناع ال قدامنا بعكس ال جوانا مهما كان قربة منا ,, بل بالعكس حاول اكتر من مرة يتراجع عن الخطوة دى وحاسس انة بيرتكب جناية بحق نفسة وحبهم ومراتة وصاحبة واخت صاحبة كنت ناقمة علية فعلا بس مينفعش يشيل الليلة كلها وسها تعيش دور المغدورة ال تحملت

حبيت الجملتين ال رماهم بوشها انة انت معملتيش دة عشانى بس لا عشانك انت تحسى ان الخيوط كلها بايدك وان كل حاجة ماشية زى مااانت عايزة

اسلااام لاول مرة هيقف مش فاهم اية بيحصل مع نشوى وكل تقلباتها دى

هيثم صعب عليا جدا جدا بس بردو شهد معذورة هو ابوة كان حقير وهيا كان بيحركها انتقامها لمقتل قريبتهم

يعنى مقصدتش تتلاعب بابوة عشان غرض مش كويس

هو بيعانى من احساس الغدر بس لما يركز شوي مع نفسة هيفوق ويحط النقط على الحروف

الصاالح ورابحة عسوولين جدا على فكرة اتمنى يكون لهما قصة بالجزء التالت ونشوف خبايا الصالح حبيب واية معاناتة ومااساتة القديمة..

التواقيع الجديدة وهمية .. تسلم ايديك الف مرة ... سامحينى ريفيوهاتى قليلة وتصاميمى اقل بحق الرواية دى رغم انها كنز اقتباسات

بس ان شاء الله متعوضة


DelicaTe BuTTerfLy غير متواجد حالياً  
التوقيع
قد يمرُّ العمرُ والأحلامُ من حولي ضَبابْ
تخنُقُ الأنفاسَ في جوفي بسُؤلٍ لا يُجابْ

أيُّ سَعْدٍ؟ وجهُ أمّي غَائِبٌ
تَحْتَ التُّرابْ ..

رد مع اقتباس
قديم 10-10-19, 11:32 PM   #975

khaddi

? العضوٌ??? » 422397
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 117
?  نُقآطِيْ » khaddi is on a distinguished road
افتراضي

هل فيه فصل اليوم لا تصدمينااااا😧😧😧😧😧 نبي فصل نيمو

khaddi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-10-19, 11:55 PM   #976

Tamaa

? العضوٌ??? » 407831
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 155
?  نُقآطِيْ » Tamaa is on a distinguished road
افتراضي

نيرمين عزيزتي
أنا قرأت كلامك على نشوى المجنونة والمنحوس إسلام
ومع نهاية الفصل الماضي المريبة بخصوص الهبلة سها والأهبل ناصر
ولأن المشحترين زين وياقوت مش راضيين يحكوا سوا ومقضيينها رسائل
وما في أي مشاهد للثنائي المفضل إلي هانيا ورامز

أُعلن من منبري هذا وبكامل قواي العقلية والروحية أنني سأقوم على تأجيل قراءة الفصول والعمل بنصيحتك ( تفويت 3 أو 4 فصول ) وأنا من عندي بعملهم 5 ههههههه، حتى ينتهي النكد من الرواية ويعم السرور والفرح وأقرأ فصول النكد سريعا هههههه وأتمعن في فصل الهناء..

ممكن مشهد صغير صغير صغير صغير صغير صغييييييييير لرامز وهانيا d:

نعود بعد شهر
هاد لو لا سمح الله توقفت أنت في النشر لفترة، فتصبح العودة بعد شهرين ههههههههههه
متشوقة للقادم :*


Tamaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 12:40 AM   #977

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
:jded:

القطعة السادسة والعشرون
=========
_كذبت عليها ليه ؟!
تسأله ياقوت بإشفاق وهي تخاطبه عبر الهاتف بعدما أخبرها بما كان ..ليرد هيثم بنبرة بائسة :
_ما قدرتش ..ما قدرتش أكسرها ..
ثم صمت لحظة ليردف بنبرة أكثر خفوتاً :
_وأخسرها!
دمعت عيناها بتفهم لحالتهما التي تدرك مدى تعقيدها ..لكنها ردت بما يمليه عليه ضميرها:
_شهد بتحبك بجد ..اللي عملته في حسين رجائي كان بره حسابات قلبها ..كانت بتاخد حق قريبتها وكل اللي زيها ..بس لما قربت منك أكتر ماقدرتش تمنع نفسها إنها تحلم بيك ..يمكن عشان كده كانت أكتر واحدة وقفت جنبك في محنتك الأيام اللي فاتت ..كانت بتقوللي إنها عايزة تلحق أي لحظة ممكن تعيشها معاك ..قبل ما ذاكرتك ترجع لك وتسيبها .

زفرته تصلها حارقة ليسودهما صمت قصير سبق هتافه الحاد :
_طبعاً هاسيبها ..إزاي ممكن أكمل معاها ؟! أقدمها لأمي وأقوللها إيه ؟! أقوللها دي البنت اللي بابا كان بيخونك معاها ؟! أبص في وشها إزاي وأنا عارف إن بابا كان ..كان ..

صوته ينقطع في أذنيها لتسمع صوت شيئ ما يتكسر جواره فتهتف به بانفعال:
_اهدا يا هيثم ..كلام التليفون ده مش هينفع ..أنا هاجيلك .
لكنه يهتف بها محاولاً التماسك :
_أنا كويس ..ما تقلقيش .
فتنهدت بحرارة لتعاود سؤاله بحذر قلق:
_ولما انت هاتسيبها قاعد عندك ليه ؟!
صمته يطول هذه المرة قبل أن يرد بنبرة مرتجفة :

_أنا حاسس إني مخبوط على دماغي ..لسه مش متوارن ..كل حاجة في عينيا متشوشة ..بس معاها هي بس بحس إني مطمن ..إني عارف نفسي ..مش عارفها بس ..لا ..ده أنا بحبها الحب اللي بشوفه في عينيها ..إزاي أسيبها بس؟! وإزاي ..إزاي ما أسيبهاش؟!

هنا كان دورها لتنحي عاطفتها الأخوية وترتدي قناع مهنيتها لتقول له بحزم :
_ده القرار اللي محدش هياخده بدالك يا هيثم ..أسوأ حاجة ممكن تعملها دلوقت إنك تفضل واقف في النص بترقص ع السلم زي ما بيقولوا ..اختار إنك تسيبها ومحدش هيلومك بس كمل حياتك بعدها ..أو اختار إنك تفضل معاها وبرضه محدش له إنه يقوللك ليه وإزاي بس تبقى انت قادر تنسى اللي فات .

_أنا محتاج وقت ..وقت أفضل فيه جنبها وأقدر أحكم كويس أنا هاقدر أكمل واللا لأ ..بس من غير ما هي تعرف إني رجعت لي ذاكرتي .
يقولها بنفس النبرة البائسة لترد هي باستحسان :
_ممتاز ..ده قرار كويس ..أوعدك إن ده يفضل سر بيننا ومحدش هيعرفه ..ماعدا إسلام ..مش هاقدر أخبي عليه صراحة خصوصاً إني عارفة الخبر ده هيفرحه أد إيه لأنه كان قلقان عليك طول الفترة اللي فاتت .
يمنحها موافقته لتبتسم وهي تغلق معه
الاتصال قبل أن تشرد ببصرها في الفراغ أمامها ..
تتمنى بحق لو يستطيع أخوها أن يتجاوز هذه العثرة في طريقه مع شهد ..أن يختار الحب ويعيش له ..
لكنها تعلم أن الأمور لا تسير بهذه
"الأفلاطونية" ..وأن الواقع المؤلم يحمل لهما شارة النهاية على قارعة الطريق ..
تماماً ..مثلها ومثل زين !!
الحب وحده هاهنا لا يكفي !!
هاهو ذا منذ عودته من القرية لم تسمع عنه خبراً ..
همسة هاتفتها لتخبرها أن موعد زفافها على رائد بعد أيام ..
وطمأنتها أن زين قد عاد للعمل وللبدء في مشروعه الخيري الخاص .وهذا كل ما استطاعت معرفته عنه ..
معقول؟!
هل يمكن أن تنتهي قصتهما هاهنا ؟!
أخته قد تعافت ..وهو قد عاد لحياته ..فما صار لأحدهما دور في حياة صاحبه ؟!
مسافران التقيا في قطاريين متوازيين ..
لوّح كل منهما للآخر عند توقف القطارين لكن لن يلبث أحدهما أن يمضي في طريقه و..ينسى الآخر !
دمعة حزينة تغشي عينها فتمد أناملها تتحسس قرطه في أذنيها ببعض الحسرة ..
لتتنهد بعدها بحرارة وهي تضغط زر
الاتصال بمساعدتها :
_لسه فيه حالات ؟!
_واحدة بس!
_خلليها تدخل .
تقولها لتأخذ نفساً عميقاً وهي تتلفت نحو الباب ..
تتمنى لو يكون هو ..
لكن آمالها تتلاشى وهي ترى الحالة امرأة !
تكتم خيبتها بابتسامة ذابلة وهي تستقبل مريضتها لتعاود ارتداء قناع مهنيتها الذي لم يخذلها يوماً ..ولن يفعل!!

وفي غرفته أغلق هيثم معها الاتصال ليطرق برأسه في يأس يفكر ..
صوت طرقاتها الذي يعرفه على الباب يلون ملامحه العابسة بابتسامة لا يملكها..
فينهض ليفتحه وقلبه يكاد يقفز منه إليها ..

_صباح الخير ..معقول نايم لحد دلوقت؟!

مرحها الممتزج ببراءة شهية يزيد من عمق ابتسامته وهو يخرج إليها ليومئ لها برأسه فتضحك وهي تزيح خصلة من شعرها للوراء قائلة :
_ماما عازماك ع الغدا معانا ..ياللا اتفضل .
يحاول الرفض بحرج لكنها تجذبه من كفه هاتفة بإصرار:
_مفيش حجج ..أنا طالع روحي م الصبح في المطبخ .
_بتعرفي تطبخي؟!
يسألها مراوغاً لتبتسم وهي تسير معه قائلة :
_على أدي يعني ..
ثم تصمت لحظة لتردف بنبرة حالمة :
_حلمت بيك امبارح ..كنت زي القمر ..
فيتنهد بأسى وكلماتها تعيده لذروة صراعه بشأنها لكنه يحاول مجاراتها :
_حلمتِ بإيه ؟!
_كنا بنعوم سوا ..والشمس ورانا ..وفرحانين ..وبعدها فجأة ..قرص الشمس بقا قدامنا ..دورت عليك جنبي مالقتكش ..
دمعت عيناها عفوياً مع كلماتها الأخيرة لتصادف دمعة شبيهة في عينيه لكنه تنحنح ليعاود سؤالها بنبرة متحشرجة :
_وبعدين ؟!
فتوقفت مكانها لتهز كتفيها قائلة :
_صحيت !
ثم لكزته في كتفه بقبضتها هاتفة بمرح مصطنع:
_سبتني ورحت فين ؟! ها ..قول!

يضحك هو الآخر بتكلف ليتنهد وهو يبسط كفيه مشيراً حوله ويرد بنفس النبرة المراوغة :
_هروح فين بس ؟! ما أنا هنا أهه !
تنظر إليه للحظات كأنها تملأ عينيها من صورته قبل أن تسأله وهي تتفحص
ملامحه بخبرتها السابقة عنه :
_مالك النهاردة ؟! حاساك متغير .
_زهقان بس ..مش لاقي حاجة أعملها !
يقولها وهو يحيد ببصره عنها ليهبط الدرج هارباً من نظراتها التي تزيد وهنه ..فتلحق به هاتفة بحماس:
_تشتغل معايا ؟! ممكن أكلم لك صاحب المحل!
_هاشتغل إيه ؟!
يسألها بعدم اكتراث وهو مستمر في هبوط الدرج لترد وهي تسبقه لتقف أمامه هاتفة بنفس الحماس:
_تقعد ع "الكاشير" ..
شغلانة سهلة ..هتشوف وشوش كتير وتغير جو ..وكمان تجرب تشتغل وتكسب ..هو المرتب مش كبير بس صدقني هتتبسط ..وكمان هنبقى مع بعض طول اليوم ..إيه رأيك ؟!

يرمقها بنظرة حائرة وهو لا يدري بماذا يرد ..
هل ينقصه المزيد من التخبط في متاهاتها ؟!
إنه -بالكاد- يتماسك في دقائق قربها القليلة ..فماذا لو زادت ؟!

_عشان خاطري وافق ..عشان خاطري يا هيثم !
ورغماً عنه يجد نفسه يشير لها برأسه موافقاً فتطلق صفيراً قصيراً قبل أن تصفق بكفيها هاتفة بصوت مرتفع:
_الله عليك ..الله عليك ..الله عليك .
فيبتسم وهو يتلفت حوله هاتفاً :
_اعقلي يا شوشو احنا ع السلم .
_شوشو!

تهمس بها بصدمة وعيناها تتسعان بارتياع بينما قدماها تتراجعان للخلف خطوة فتتعثر على السلم لكنه يمسك بها بذراعيه ليقربها منه دون قصد فترتجف نظراتها مع ملامحها الشاحبة وهي تحاول البحث في ملامحه عما يطمئنها ..
نظراته هو الآخر تتجول فوق ملامحها بمزيج من يأس وإشفاق ..وغضب!


غضب لم يملكه وهو يحررها من بين ذراعيه ليشيح بوجهه عن مرأى الدموع التي تجمعت في عينيها ..
والسؤال اللعين يفرض نفسه على تفكيره ..
هل أمسكها يوماً أبوه هكذا ؟!
ما الذي حدث بينهما بالضبط ؟!

_ما لمسنيش!

يسمعها بصوتها كما قالتها له في اعترافها ذاك اليوم بالمطعم قبل الحادث ..
تكاد حروفها تقطر صدقاً ..لكنه لا يملك أن ينفي الاحتمال الآخر !

_هيثم !
همستها التي تلاحقت بها أنفاسها تنتزعه من شروده فيغلب إشفاقه عليها كل ما عداه ..
ابتسامة مصطنعة ترتسم على شفتيه وهو يدعي البراءة بسؤاله :
_مالك اتخضيتي كده ليه ؟!
_انت ..قلتلي ..شوشو ؟!

يغمض عينيه عن مظهرها المرتعب وهذه الدموع التي تكاد تسيل من عينيها ليغتصب ضحكة مفتعلة مع رده :


_مش اسمك شهد ؟! هدلعك إيه يعني ؟! لو مش عاجبك ننقي اسم تاني ..بس ده اللي جه في بالي .

بعض الارتياح يكسو ملامحها ويزداد مع الابتسامة التي أجاد اصطناعها ..
قبل أن يشير للأسفل هاتفاً بنبرة محذرة :
_اتأخرنا ومامتك هتقلق .
فتشهق وهي تنتبه لصحة ما يقول فتركض على السلم لتسبقه نحو الأسفل تاركة إياه خلفها يتأوه بخفوت وهو يحيط رأسه بكفيه ..


عذابه مقسم بين رأسه وفي خفايا ضلوعه ..
فأين المفر؟!
======










_تمت المهمة !
يهتف بها إسلام بظفر وهو يرفع أكياس مشترياتهما من ذاك السوق التجاري الفخم أمام عينيها بينما يقف في غرفتها ببيتها في العاصمة ..
فتمصمص شفتيها لتقول بمكابرة وهي تلوح بسبابتها في وجهه :
_أنا هاودتك بس لما أشوف آخرها ..لكن لعلمك ..أنا من أشيك تلات ستات في مصر !
_بس بقا ..بس بقا !
يهتف بها بنفاد صبر وهو يخبطها على مؤخرة رأسها قبل أن يتحرك ليضع
الأكياس جانباٌ ثم يفتح خزانة ملابسها قائلاً بغيظ :
_المفروض نحتفل بيوم نسف الدولاب ده زي خط بارليف بالظبط !
_هتعمل إيه ؟!
تسأله بحذر وهي تقترب منه لتراه يستخرج كل ملابسها منه ليلقيها أرضاً واحداً تلو الآخر فتشهق بارتياع هاتفة :
_مش هارميهم ..سيبهم للذكرى طيب!
_ذكرى؟!! يا ماما دي كوابيس مش ذكريات أبداً ..
ثم انحنى يلتقط أحدها بين سبابته وإبهامه ليهتف وهو يرفعه باشمئزاز أمام عينيها :
_ده إيه ده ؟! جالك قلب تشتريه إزاي ده ؟! اسمه إيه اللون ده أصلاً ؟!
_ده بطيخي !
تقولها بفخر وهي تتناول منه الثوب تحتضنه بين ذراعيها مردفة :
_حضرت به حفل التخرج بتاعي ..كانت عينين الدفعة هتطلع عليه !!
_ما هي لازم تطلع يا ماما ..
لازم تطلع ..وده إيه اللون ده كمان ؟!
_ده مشمشي !!
تقولها من بين أسنانها مشيرة للقميص الذي ألقاه هو جانباً بنفس الاشمئزاز ..
ليلتقط سترة ما فيرفعها أمام عينيها من جديد هاتفاً :
_وده ؟!


تنفرج شفتاها تهم بالرد لكنه يكمم شفتيها براحته هاتفاً بتهكم مغتاظ :
_برتقاني! واضحة يعني ! منك لله يا شيخة مش طول عمري بحب الفاكهة ؟! كرهتها!

تضحك بانطلاق وهي تحرر وجهها منه لتهتف وهي تنحني لتجمع الملابس :
_مش للدرجة دي يعني ..
ثم ترفع رأسها مقلدة مشهداً شهيراً في فيلم عربي معروف:
_دي آراااااء ..آرااااااء!
_ده ابتلاء يا ماما ..ابتلاااااء!

يقولها وهو يخبطها من جديد على مؤخرة رأسها لتضحك وهي تضع ما بيدها جانباً فتراه يعلق لها ملابسها الجديدة بنفسه في الخزانة ..
فيختلج قلبها بهذا الشعور الذي افتقدته عمراً ..
أن يكون لها رجلٌ يهتم لأمرها هذا الحد !!
رغم قصر مدة تعارفهما لكنها قابلته بعمق احتياجها طوال هذه السنوات ..احتياجها لأخ ..سند ..تدرك أنه لن يخذلها أبداً ..
تلتمع عيناها بحنان ممتزج بالشجن وهي تقترب منه لتربت على ظهره قائلة بامتنان :
_شكراً .

فيبتسم وهو يقرأ مشاعرها في عينيها ليقول بحنان ممتزج بمرحه :
_بس يا بنت عيب ..مفيش بيننا الحاجات دي!
تبتسم وهي تسند رأسها على كتفه للحظات فيربت على ظهرها قبل أن يقول لها بهدوء:
_زين لازم يحس إنك راسك براسه ..لازم يتعب عشان يوصللك ..يشوف الناس بتبص لك إزاي ..لو كان فاكر إنه هيتعطف ويتفضل وينزل من برجه العالي عشان يكون الأمير اللي خد بنت الغفير يبقى يروح يلعب بعيد ..أنا أختي نجمة في السما تتاقل بالدهب .

ابتسامتها تتسع وهي تشعر بالمزيد من
الامتنان له ..
كلامه يضغط على عقدتها القديمة فتتنهد بعمق ليردف وهو يغلق الخزانة ليستند عليها بظهره :
_عندي ليكِ حالة لو نجحتِ معاها وربنا كتب لها الشفا على إيديكي هتبقى نقلة كبيرة قوي ..
تنظر إليه باهتمام ليستطرد وهو يحيط كتفها بذراعه ليتحرك بها خارجين من الغرفة قائلاً :
_فاكرة بنت "..." اللي اتخطفت من كام شهر والدنيا اتقلبت ساعتها وعملوها قضية رأي عام ؟! البنت دي من ساعتها فاقدة النطق وحالتها صعبة ..أبوها راجل مش قليل وقالب الدنيا ومحمل الحكومة سبب اللي حصل لبنته ..وانتِ عارفة الهاشتاجات على تويتر دلوقت بتعمل شغل ..أخو البنت صاحبي ..لما قاللي قلت له يجيبها عندنا المركز ..
ثم صمت لحظة ليردف بيقين :
_أنا واثق فيكِ ..وعارف إنك هترفعي راسي ..غير إنها حالة إنسانية لكن نجاحك معاها بالذات هيرفع اسمك فوق قوي .

كلماته تذكي طبيعتها العملية فتسأله عن التفاصيل باهتمام ولم يكد يمنحها إياها حتى هتفت بتردد :

_ممكن أحتاج سامر معايا ..أعتقد إن له خبرة سابقة في حالة زي دي.
_جميل ..كلميه وظبطوا سوا ..صاحبي هيجيلك معاها الصبح المركز .
يقولها باستحسان لتبتسم له ثم تسأله بتردد :
_عامل إيه مع نشوى؟!
فيمط شفتيه باستياء ليتنهد بضيق وهو يشيح بوجهه مع جوابه وهو يحكي لها عن تغير أحوالها المفاجئ منذ رجوعهما من القرية..
لتفكر للحظات قبل أن تقول بحذر:



_تغيير زي ده مايجيش غير بحاجة من اتنين ..إما إنك جرحتها بحاجة تخص موضوع ناصر ..وإما ..
تقطع عبارتها بتردد ليستنطقها بنظرة قلقة جعلتها تكمل استنتاجها:
_أو لسة بتتابع أخباره وشافت حاجة كسرتها أكتر من موضوع الفرح .
الغضب يكسو ملامحه للحظات قبل أن يهز رأسه ليقول بانفعال:
_لا لا ..مستحيل نشوى تعمل كده ..دي لو شافته هتكسر دماغه .
_ده اللي باين لنا .
تقولها ببعض الإشفاق لتردف :


_اوعدني تبقى متفهم عشان أقدر أكمل .
ضم قبضته بقوة يكتم غضبه من هذا الحديث الذي يجرح في رجولته ..
لكنه تحمله صابراً وهو يشير لها برأسه أن تكمل :

_انت متخيل الحب اللي يخللي ست زي نشوى تقبل تكون زوجة تانية لناصر
بالظروف اللي عرفتها ده يبقى حب شكله إيه ؟! ده هوَس مش حب ..نشوى مش هتنساه في يوم وليلة ..هتفضل مرارة إنه خذلها شايلاها لحد ما تلاقي الحب اللي ينسيها وده مش هيكون
بالساهل كده ..انت ما بتحاربش راجل في قلبها ..انت بتحارب حلم عمر كبرت بيه وزاد هوسها بيه بعد فشلها مع جوزها الأولاني ..لو شخصية منفتحة كان ممكن تتقبل ده أسهل لكن شخصية زيها انطوائية قافلة على نفسها مش شايفة غير الفكرة اللي عقلها مصدرهالها ..سامحني لو قلتلك ..نشوى لحد دلوقت مش شايفاك ..ماينفعش تشوفك ..عينيها لسة متغمية بالغشاوة القديمة ..مهما صرخت إنها خلاص كرهت ناصر بعد اللي عمله هاقوللك كذابة ..نشوى مش هتكرهه إلا لما تفهم إنها أصلاٌ ماحبتوش ..إنه كان وهم في خيالها غذته قلة ثقتها في نفسها والخذلان اللي شافته منه ومن جوزها بعده ..

_والحل؟!
يسألها بقنوط لترد وهي تربت على كتفه :
_ده امتحانكم الحقيقي ..اصبر عليها يا إسلام ..ما تستعجلهاش في أي خطوة ..واوعى مهما حصل تبعد عنها ..نشوى محتاجة إيد تمسك إيدها عشان تعدي النفق الضلمة ده ..يوم ورا يوم الغشاوة اللي على عينها هتتزاح ..ساعتها هتشوفك ..
هتشوف إيدك ماسكة إيدها ..
وقتها هتلاقي معاك حبها الحقيقي وتعرف الفرق بينه وبين الوهم اللي ضيعها سنين .
=======

_صباح الخير يا آينشتاين ..جاي في وقتك .
تقولها ياقوت بعفوية وهي تنظر إليه يدخل من باب غرفتها في المركز ليرمقها بنظرة غريبة لم تفهمها ..
قبل أن يتحرك ليجلس على الكرسي أمام مكتبها قائلاً بنبرة خاوية :
_خير ؟!
_مالك يا سامر؟!


تسأله بنبرة أكثر اهتماماً هذه المرة وهي تميز ذقنه النامية ومظهره المهمل ليعدل وضع نظارته فوق أنفه قائلاً بتهكم مرير:
_عايش اهه ..زي الفل .

ثم يرفع بصره إليها متفحصاً أناقتها الجديدة على عينيه بمظهرها المستحدث الذي أضفى عليها سحراً خاصاً ..
سترتها السماوية بلونها الفاتح مع قميص أبيض ووشاح بنفس اللون ..مظهر غريب تماماً عن ألوانها الفاقعة التي اعتادت ارتداءها ..

_شكلك حلو النهارده .

تبتسم دون خجل وهي تتقبل عبارته العفوية كمجاملة أخوية لتهتف به بحماس:
_تشكر يا ذوق ..ركز معايا بقا كده عشان الحالة الجديدة اللي وصلت محتاجة دماغ صاحي ..عن نفسي متحمسة جداً ..وحاسة إنك هتساعدني نوصل بيها بر الأمان ..مبدئياً كده التشخيص لازم نحدده الأول صح ..بس ده صعب لأن الأعراض متداخلة ..هنحط احتمالات ونمشي ورا كل واحد لوحده ..سامر ..سامر ..انت سامعني ؟!

لكنه كان غارقاً في شروده ونقشٌ في سجادة الغرفة يشبه شكل الخنجر يسحبه لذكرى تلك المكالمة الهاتفية التي تلقاها من سها ..

فرحته وهو يسمع صوتها لأول وهلة قبل أن يفاجأ بما تريده منه ..

_مش فاهم ..يعني انتِ عايزاه يطلقك ؟!
_عايزاه يحس إنه خسرني ..إني ممكن أفكر في غيره زي ما هو فكر في غيري .
_وأنا دوري إيه في القصة دي؟!
_عايزاك تساعدني نفهمه إننا قريبين من بعض ..نخرج سوا ..نتصور سوا ..هو رافض يطلقني ..فاكر إني ممكن أعديله اللي عمله ..بس لازم أدوقه نفس الجرح اللي جرحهولي ..لازم يحس إني ممكن ببساطة ألاقي بديل .


_بعد كل السنين دي يا سها ؟! مالقيتيش غيري أنا تقوليله كده ؟!

_سامر..سامر انت كويس؟!
صوت ياقوت ينتزعه من شروده ليلتفت نحوها بحدة فتنتبه لعينيه الدامعتين خلف زجاج نظارته ..
_شكلك تعبان ..نأجل كلامنا لبعدين .
تقولها مشفقة لكنه يبتسم ابتسامة منهكة وهو يعيد رأسه للوراء يسنده على ظهر الكرسي بحركته المعهودة ليتنهد بحرارة قائلاٌ:
_مالوش لازمة التأجيل ..شكلي هافضل طول عمري تعبان .

ترمقه بنظرة متفحصة للحظات قبل أن يلهمها ذكاؤها لتسأله :
_الحكاية فيها سها؟!
تلتوي شفتاه بشبه ابتسامة ومجرد الاسم يعيد إغماد الخنجر في صدره ..
بعد هذه السنوات ..
تأتيه لتجرحه بنفس الطريقة ..
تثبت له أنه ليس في حياتها أكثر من طيف غير مرئي!!
ماذا يحكي عن صدمته فيها؟!
عن مفاجأته بهذا الوجه الأسود لها تحت قناع ملائكيتها الذي طالما عشقه فيها ؟!
عن شعوره أنه بعد هذه السنوات ..لم يكن يعرفها حقاً !!
هل تغيرت إلى هذا الحد ؟!
هل يمكن أن يشوهنا الوجع حد أن يطمس ملامحنا ؟!

يتنهد بحرارة وهو يرفع إليها عينين نصف مغمضتين في جلسته هذه ليسألها :
_ممكن تعتبريني حالة لمدة خمس دقايق ..بثق في رأيك يا دكتور ؟!

تبتسم بإشفاق وهي تومئ له برأسها فيغمض عينيه ليحكي لها عما كان ..
عن صدمته بما طلبته منه هو بالذات ..
عن خيبة أمله فيها بعد كل هذه السنوات ..
عن غضبه ..خوفه منها ..وعليها ..
عن حيرته وهو يصطدم بوجهها ذاك لأول مرة ..

_عمري ما اتخيلتها كده ..طول عمري شايفها ملاك ما بتغلطش ..حتى موقفها مع ناصر ماغلّطتهاش فيه ..قلت هي دي سها ..بتضحي عشان غيرها يفرح ..لكن ..لكن فجأة لقيتني قدام واحدة تانية ..واحدة كل اللي يهمها نفسها وبس ..مش شايفة غير جرحها هي وبس ..

فترد وهي تحرك أناملها فوق المكتب :

_عندنا مثلث خطير ..سها ونشوى وناصر ..التلاتة ماحدش رضي
باللي في إيده وجري يدور ع اللي في إيد التاني ..وفي ليلة الفرح ..قلم واحد يفوقهم هم التلاتة ويخسرهم الحاجة اللي طمعوا فيها ..عندنا اتنين اعترفوا بغلطهم وندموا ..نشوى وناصر ..لكن سها لسه عايشة في دور الضحية ..رافضة تعترف إنها حتى غلطت ..عايزة تكمل المسرحية اللي بدأتها بدور التضحية ..فتنهيها بدور المنتقمة ..المنتقمة لإيه ؟! لذنب هي أصلاً كانت مشاركة فيه !!



كانت تتحدث وهي ترسم على الورقة أمامها شكلاً لمثلث تشرح عليه ما تحكي عنه ..
لتشرد نظراته في حركة أناملها مستعيداً حديثه مع أمه بالأمس :


_قلتلك وانت ما سمعتش كلامي!
_هو أنا بحكيلك عشان تبكّتيني يامّه؟!
_أنا بفوقك ياابني ..يصعب عليا تضيع اللي باقي من عمرك في وهم ..كفاية اللي فات !
_هي الحكاية سهلة كده ؟!

_مش سهلة ..بس انت اسعى ..اسمع
كلامي ياابني وريّح قلبي ..مش هتنساها غير بستّ تانية تملا قلبك وتستاهله .
_ست تانية !
_انت مشيت ورا قلبك سنين ..اختار بعقلك المرة دي ..قلت لي الدكتورة زميلتك في المركز دي اسمها إيه ؟! الحلوة أم عيون خضرا؟!
_ياقوت!!!
_اسم الله عليك ..هي ياقوت دي ..دخلت قلبي من يوم ما شفتها ..وشكلها على أدنا ومن توبنا ..قلت إيه ؟!


_هتسرح تاني ؟!
صوت ياقوت ينتزعه من شروده فيرفع إليها عينيه بنظرة متفحصة مع اعتذاره :
_آسف ..كنتِ بتقولي إيه ؟!
_كنت بقول إن ده بالظبط اللي انت كنت محتاجه ..صدمتك فيها ..جه الوقت اللي تعترف فيه إنك حبيت صورتها اللي رسمتها في خيالك ..وإنك طول السنين دي محبوس في وهم ..رفض والدها خللى عقدة نقص تكبر جواك ..وانت غذيتها أكتر برغبتك إنك تنجح بس عشان تثبت نفسك قدامها !

_مممم ..يعني الدكتور النفسي طلع عقد في الآخر ؟!
يقولها بتهكمه المعهود فتتذكر عبارة مشابهة قالتها لزين يوماً ..
هذا الذي يلون ملامحها بالحزن من جديد لتغمغم بفتور:
_كلنا بنضعف في لحظة وبنحتاج اللي ياخد بإيدنا.

_الست حلاوة بتقوللي أخطب عشان أنسى ..أنا أسمع عن اللي بيشرب عشان ينسى لكن يخطب دي ..جديدة !
يقولها متصنعاً المرح لتخرج مشبعة بمرارته فتعدل وضع نظارتها على أنفها لترد بنبرة مهنية :


_أنا مش من أنصار إن حد يدخل في تجربة ولسه في ديول من تجربة سابقة ..لكن في حالتك بقول يمكن هو ده الحل .
_اشمعنا؟!
_عشان تعرف الفرق بين الوهم والحقيقة ..بين إحساس حقيقي ملموس قدامك وخيال مريض
مالوش وجود ..بين تجربة جديدة تعيشها بمغامرتها وبين فيلم قديم ممل دماغك بيعيده كل يوم ع الفاضي ..عمرك ما هتميز الأسود إلا لو شفت جنبه لون تاني .
تقولها ناصحة بإخلاص ليبتسم وهو يعتدل برأسه قائلاً :
_يعني انتِ من رأي الست حلاوة ؟! أختار بعقلي المرة دي!
_جرب!
تقولها مشجعة ليعاود سؤالها بينما يتفحص ملامحها بنظرة غريبة عن عينيها هذه المرة :
_وذنبها إيه الغلبانة اللي هاختارها ؟!
_صارحها بكل حاجة في الأول عشان ما تغشهاش ..ولو عقلها كبير هتساعدك ..أنا واثقة إنك يوم ما تقابل الحب الحقيقي هتنسى الوهم القديم .

تقولها بحرارة شاعرة بالأسى الحقيقي من أجله خاصة وهي تراه "الصورة الرجولية" من نشوى ..
ربما لهذا نصحته بما تتمنى لو تقوله لها هي!!
لكن صدمتها كانت بالغة وهي تراه ينحني بجذعه نحوها لتلتمع عيناه بنظرة دافئة ناسبت كلماته:
_ده يشجعني أكلمك في الموضوع ..أنا عايز أتقدم لك إنتِ!
======






_شكلك تعبانة !
يقولها إسلام مشفقاً وهو يراقب ملامحها الشاحبة بعد عودتهما من المصنع ..
ولا تزال حالتها العجيبة مسيطرة عليها ببرودة تنذر بانفجار ناري وشيك :
_أنا كويسة ..شكراً .

تقولها لترتجف شفتاها بشبه ابتسامة مع استطرادها وهي تتحاشى نظراته :
_ما تخافش مش هأجل معادنا مع عمو
علاء ..عارفة إنه مهم عندك .

هل حمل برودها نكهة المرارة الساخرة ؟! أم أنه فقط يهيأ إليه ؟!
تقدم نحوها ليحتضن وجهها براحتيه لكنها كانت تهرب من لقاء عينيه باستماتة ..
فقط شفتاها كانتا ترتجفان كأنها على وشك البكاء مع كلماتها المتسارعة بلهاث بدا كالهذيان :
_ما تقلقش ..شكلي هيبقى كويس ..مش مرهق ولا حاجة ..الماكياج بيداري كل..
_نشوى!

همس بها بقلق هو للرعب أقرب وهو يشعر بأنه حقاً يفقدها !!
إنها تهرب من كل شيئ حتى نفسها !


أشرف علق له بمثل هذا صباحاً عندما اختلى به ليخبره عن قلقه بشأنها إذ أنها تكاد تهلك نفسها في العمل دون راحة ..
تقوم بثلاثة أضعاف الجهد الذي كانت تبذله من قبل ..
ولا يرى مبرراً لهذا سوى أنها حقاً تريد الهرب من نفسها ..
ولو نظر بداخلها لأيقن أنها الحقيقة ..
هي لم تعد تريد أي شيئ سوى الخلاص من هذا الألم الذي يسكنها كلما نظرت لمرآتها فلا تجد سوى "ثمرة فاسدة" زهدها الرائي فبقيت ملقاة على قارعة الطريق ..
لماذا تلوم ناصر إذا خذلها ؟!
كلهم فعلوها بعده !!
العيب لم يكن فيه ..بل فيها هي !!

_برضه مش هتقوليلي مالك؟! انتِ كنتِ بتحكيلي !
يهمس بها بما يشبه الرجاء وهو يقترب بوجهه منها أكثر بينما عناق أنامله لوجهها يزداد دفئاً ..
لكنها تغمض عينيها عن دموع تأبى أن تسقط ..
فيحاول مشاكستها بطبعه المرح لعله يستعيد طبيعتها الشوكية للحظات :
_إيه؟! خايفة أتكلم جد ؟!

شفتاه تغازلان شفتيها للحظات لكنه يصطدم ببرودتها الغريبة عنه ..
فيعاود الابتعاد عنها ليرمقها بنفس النظرة القلقة وهو يكاد يهم بسؤال جديد لولا أن صدح صوت ريما خلفه من خارج الغرفة :
_ياللا نشوف الفيلم ..أنا مستنياكم .
_حاضر .
تسبقه نشوى لقولها فيهمس لها :
_لو تعبانة نامي شوية قبل ما ننزل .
لكنها وجدت بعض القوة أخيراً لترفع إليه عينيها قائلة بنفس النبرة الميتة :
_مش قلتلك ما تقلقش ..شكلي هيبقى كويس .



تقولها وهي تفكر أن قلقه -بالتأكيد- ليس لأجلها هي ..بل لأجل أن تبدو صورتها جيدة في عيونهم ..وبالتحديد في عيني غادة ..
يريد أن تظهر هي بالمظهر المناسب للدور الذي اختاره لها ..
ولن تخذله !
أجل ..هي تدفع ثمن سعادة ابنتها ولو مؤقتة !

يراقبها بالمزيد من القلق وهو يراها تتحرك بخطوات ميتة لتتوجه نحو
الأريكة هناك حيث جلست لتحتضن ريما شاردة العينين زائغة النظرات..
فزفر بقوة ليتوجه إليهما قبل أن يفرق جلستهما ليتخذ هو مكانه في المنتصف ويبسط ذراعيه فوقهما ..
توقع منها اعتراضاً أو تشنجاً في البداية كالمرة السابقة ..
لكنها كانت مستسلمة تماماً كميتة بلا شعور ..
تعليقات ريما الضاحكة تصل لمسامعه لكنه كان يرد بضحكات مصطنعة وذهنه كله منشغلٌ بهذه التي تبدو الآن أقرب ما تكون من قلبه ..
لكنه يشعر أنها أبعد ما تكون عنه!
لقد حاول أن يخرجها من حالتها هذه بكل طريقة ..لكنها تبدو له كدمية تقطعت خيوطها فسقطت دون حراك !
الأقسى أنه يدرك أنها متعَبة ..متعبة جداً لكنها تكابر كي لا تطلب عوناً ..
ماذا عساه يصنع؟!
نزهة؟!
هل يقترح عليها السفر ؟!
سترفض ..!
من إدمانها الذي يراه حالياً للعمل هذا يوقن أنها سترفض ..لكنه ..

_مامي نامت .

تهمس بها ريما بخفوت شديد لتقطع عليه أفكاره فيحرك رأسه قليلاً ليشعر بتثاقل رأسها ..
ابتسامة حانية تطوف على شفتيه مدركاً أنها قد نامت بمجرد أن ألقت رأسها على صدره ..
ابتسامة عكرها همس ريما المشفق بعدها وكأنها هي أمها وليس العكس:
_عشان خاطري ما تصحيهاش ..هي بقالها كام يوم مش بتنام ..أنا بشوفها لما بقلق بالليل ..بتحبس نفسها في البلكونة الصغيرة وتعيط .

عقد حاجبيه بغضب فاق قلقه وهو يشعر أن هذا كان يحدث خلف ظهره ..
هل هذا هو الدعم الذي وعد نفسه أن يمنحها إياه ؟!
أين كان هو من كل هذا ؟!
لكنه ازدرد ريقه محاولاً تمالك نفسه وهو يرى ريما تتحرك ببطء حذر لتغلق التلفاز ثم تشير له بسبابتها على شفتيها كناية عن الصمت ..إشارة أخرى نحو جانب رأسها كناية عن أنها هي الأخرى ستنام ..
قبل أن تتحرك نحو غرفتها لتغلق الباب خلفها بهدوء ..
يتنهد بحرارة وهو يتحرك ليميل بها برفق للخلف كي يسند رأسها على الوسادة المجاورة ليمنحها وضعاً مريحاً أكثر محاولاً ألا يوقظها ..
عيناه تطوقان ملامحها بحنان ممتزج بعاطفته وهو ينحني فوقها بجسده ليزيح خصلات شعرها عن وجهها ..

دقيقة خلف دقيقة تمر به وهو غارق في تأمل تفاصيلها وقلبه يخفق داخله بجنون لم يعرفه لامرأة سواها ..

_لو بس تقوليلي مالك ! لو بس تسمحيلي أقرّب .

يهمس بها سراً فلا يشعر بنفسه ووجهه يقترب منها أكثر ..
يتلقف أنفاسها كالغريق فيمزجها بأنفاسه كأنه يود لو يشاركها أي شيئ ..
شفتاه تخونانه فتتمهلان بارتشاف رحيقها ..
تتوقفان قليلاً عند هذه العقدة بين جبينها حتى وهي نائمة ..!
تنحدران
لأنفها ..
وجنتيها ..ذقنها ..وأخيراً ..شفتيها ..
مرة تلو مرة تمسهما ببطء كأنه يستنطقهما البوح عن هذا الذي تخفيه ..
أنامله المرتجفة تتحرك لتداعب خصلات شعرها وهو يشعر أنه يكاد يفقد سيطرته هاهنا ..
تفتح عينيها فجأة لكنها تبدو وكأنها لم تستعد وعيها بعد ..
وأخيراً تلتقي عيناهما عبر هذا القرب الذي هربت منه طوال الوقت ..
فيرى فيهما هذه النظرة الذبيحة ..عاتبة ومذنبة !

مزيج غريب لا يدري كيف يتفق!!
لكنه لم يحرك ساكناً وقد بقي بنفس وضعه عاجزاً عن الابتعاد عنها من جديد ..
لهذا ما كادت تفتح شفتيها تهمّ بالكلام حتى أخرستها شفتاه وهو يعاود هجومه الذي لم يصطدم ببرودها هذه المرة!
أجل ..
لقد عادت تنصهر بين ذراعيه بلهفة استغربها قبل أن تثمله طرباً بعد طول جفاء الأيام السابقة ..
بضع ثوانٍ عاشها يتنعم بدفئها الفريد بين ذراعيه قبل أن يشعر بها تدفعه فجأة لتنتفض مكانها فتبسط كفها على صدرها هاتفة وسط أنفاسها اللاهثة :
_مش قادرة ..آخد.. نفسي ..

تقولها لتنهض نحو الشرفة القريبة بخطوات متعثرة فتفتحها بسرعة لتشهق شهقات متتابعة وهي تحاول سحب المزيد من الهواء لرئتها المختنقة ..بعذابها !!

تشعر بكفه على ظهرها ك"سوط" يجلدها بالمزيد من "الذنب"و"الاحتقار"..
فتفيض دموعها على وجنتيها ليطوقها بذراعيه هاتفاً بقلق:
_للدرجة دي؟! أنا آسف إني ..



لكنها تدفعه ببعض العنف لتعدو نحو الحمام القريب الذي أغلقت بابه خلفها قبل أن تنحدر بجسدها على طوله لتسقط دافنة وجهها بين ذراعيها المطوقتين لركبتيها ..
كيف تخبره ؟!


كيف تخبره أنها لم تستجب له إلا لأنها لم تكن تراه هو ؟!
كيف تخبره أنها تعشق غيره في صورته كما يعشق غيرها في صورته ؟!
كيف تخبره أنها وهي بين ذراعيه لا تشعر به هو ..بل ب"ناصر"؟!

خائنة حقيرة ..تماماً مثله ..
فكيف تلومه على ذنب سبقته إليه ؟!
أي عذاب هذا ؟!! أي عذاب!!
======
_جامدة !
تهتف بها ريما مقلدة لهجة إسلام وهي ترى نشوى قد انتهت من زينتها المتكلفة ..
ارتدت بدلة أنيقة باللون الرمادي مع قميص باللون الوردي الذي لا تحبه ووشاح من نفس اللون ..

_صح يا بابا؟!


تسأل إسلام الذي دخل غرفة ريما لتوه ليفاجأ بتبرجها المبالغ فيه ..
يعترف أنه أخفى شحوبها تماماً لكنه أضفى عليها تصنعاً لم يعجبه ..
خاصة مع حالتها الغريبة إثر ما كان ما بينهما منذ قليل ..

_انت كمان جامد .

تهتف بها ريما بنفس النبرة مشيرة لأناقته فتختلس نشوى نظرة جانبية نحوه وهي تشعر بوخزة في قلبها لم تفهم لها سبباً ..
هل هو دوماً بهذه الوسامة الأنيقة ؟! أم أنه فقط يتهيأ لمقابلة حبيبته ؟!
هي لا تعلم !
لا تكاد تذكر شيئاً عن سابق عهدها به !!
كأنها قبل اليوم لم تره ..ك"رجل"!!
رجل؟!
نعم..رجل ليس لها ..وليست له !!
طيفٌ من غيرة -غير مبررة- يجتاحها فيحيل سابق برودها لنار ..
نار تذيب أوصالها وهي تراه -بعين خيالها- يتأنق لأخرى ..
وهي ..هي تشاركه تمثيله ؟!
لكن ..ما البديل؟!
هل تملك الجرأة لإبعاده عن ابنتها التي تعلقت به حد الهوس هكذا؟!


تتأوه فجأة وهي تنتبه من شرودها عندما دخلت "الماسكارا" بيدها في عينها لتلقيها جانباً هاتفة بسبّة عصبية جعلته يشعر ببعض الراحة ..
عصبيتها أفضل من قناع برودها على أي حال .

_مابتردش عليا ليه ؟! بتطنشني؟!
تسأله ريما بعتاب لينحني فيحملها هاتفاً بحنانه المرح:
_حد يطنش الحلاوة دي كلها ؟!
_أيوة ..أجمل بنوتة كيرفي في الدنيا كلها !


تهتف بها بفخر طفولي يجعله يضحك ضحكة عالية قبل أن يرفعها بين ذراعيه ليدغدغ بطنها بشفتيه بحركتهما المعهودة لتمتزج ضحكاته بضحكات الصغيرة ..

_كفاية !
هتاف نشوى العصبي يقاطع ضحكاتهما فيلتفت كلاهما نحوها لتردف بصوت متهالك :
_دماغي مصدع مش مستحملة صوت .
يرمقها إسلام بنظرة متفحصة هربت منها كعادتها وهي تهتف بريما :
_روحي البسي الشوز الجديد بتاعك .
_تأمر يا عسل !
تهتف بها ريما كعهدها المستحدث في تقليده فيغمز الصغيرة وهو ينزلها أرضاً بابتسامة هادئة لتنطلق نحو الخارج..
فيما يتحرك هو ببطء نحو نشوى التي حاولت التماسك وهي تفرد ذراعيها حولها في وضع استعراضي وبابتسامة عصبية تهتف مع شهقة انفعال:
_هه ؟! هارفع راسك ؟! دلوقت مش مهم تعبي ..مش مهم ..آه ..

كلماتها تنقطع بآهة خافتة وهي تراه يمسك معصمها فجأة ليجرها خلفه للخارج فتهتف به بعصبية :
_سيب إيدي ..انت رايح فين ؟!

لكنها تفاجأ به يدفعها للحمام القريب الذي أغلق بابه خلفهما ليفتح لها صنبور الماء هاتفاً بحزم:
_اغسلي وشك .

ملامحها تتنمر عائدة للعهد القديم لكنه يمسك مؤخرة رأسها ببعض العنف ليوجهها للحوض مردفاً بنفس الحزم الغريب على طبيعته الهزلية :
_مش هاكرر كلامي .

ترفع إليه عينيها بنظرة عنيدة رافضة فيمد أنامله ليغسل لها وجهها بنفسه ولا يزال يكبل رأسها بكفه الآخر ..

تشعر بدفقة ماء تقذف وجهها فتصرخ هاتفة :
_انت ..انت ..بتعمل كده ليه ؟! ..سيبني ..بقوللك سيبني ..

يحرر وجهها أخيراً لكن ليمسحه بالمنشفة القريبة بنفسه ببعض العنف وهو يحاول استعادة طبيعته المشاكسة :
_لسة فيه حد بيغسل وشه بصابون ؟! عايشة في العصر الحجري؟! بيت طويل عريض مافيهوش
Face wash?



دموعها تتقافز من عينيها وهي تشعر
بالإذلال ..
الإذلال الذي محاه هو تماماً وهو يكتنف وجهها بين راحتيه ليهمس أمام عينيها بنبرة دافئة :
_مين قاللك يهمني شكلك يبقى حلو قدامهم واللا لأ ؟! اللي يهمني انك تبقي مرتاحة ..كده كده انتِ في عيني أجمل ست في الدنيا .

ابتسامة ساخرة تمتزج بخيط من الدموع سال من جانب عينيها ..
تود لو تصرخ به أنه يجيد الكذب ..
لكنها تكتم صرختها ..

كما تعودت كتم ألمها وهي تزيح كفيه عن وجهها لتنظر للمرآة فيهولها مظهرها المريع وملامحها التي امتزجت حمرة انفعالها بذبول عينيها ..
_هاكلمهم نأجل المعاد ..انتِ تعبانة النهاردة و..
_لأ ..هنروح .
تهتف بها بعصبية وهي تعدل وضع وشاحها على رأسها لتردف :
_لازم أدفع تمن اللي باخده .
_يعني إيه ؟!
يسألها بشك حائر وهو يتفحص ملامحها لتغتصب ضحكة ساخرة عصبية وهي تعود لتعدل وضع ملابسها :

_ماتشغلش بالك بتخاريفي يا باشمهندس .

_خلاص جهزت!
تهتف بها ريما خلف الباب المغلق فيكاد يصرفها بسرعة حتى يفهم من هذه الشوكية ما تفكر فيه ..
لكن نشوى فتحت الباب بسرعة لتهرول نحو الخارج هاتفة بابنتها :
_ياللا عشان ما نتأخرش ..
تقولها لتعاجل بتناول حقيبتها قبل أن تفتح باب الشقة الخارجي وتنتظره..مغلقة عليه سكة التراجع !
======

_نورتونا يا حبيبي !
تهتف بها إيناس بترحيب وهي تجلس معهم على مائدة الطعام ليرد سيف بامتنان :
_حنانك مغرقنا في كل مكان يا "أنّا" ..هنا وفي تركيا .
_انتو ولادي .
تهتف بها بصدق حار وصوتها يرتعش بعاطفته ليرد علاء بمشاكسته المعهودة :
_فتحتها ليه يا دكتور ؟! حنفية النكد دي لما بتفتح ما بتقفلش !
_أنا حنفية نكد ؟!
_العفو! ده انت البير كله !!

يهتف بها علاء مشاكساً لتتعالى ضحكاتهم فتلتفت غادة نحو نشوى الوحيدة المتجهمة بينهم لتقول لها
بانطلاق:
_ما يغركيش جو جر الشكل ده ..عمو
علاء بيموت فيها ..بس هو بس بيحب ينكشها .

تبتسم لها نشوى ابتسامة صفراء وهي تتأمل ملامحها بغيرة لا تنكرها ..
شديدة الجمال مقارنة بجمالها هي المحدود ..
هيفاء القوام ..لها هذه الروح فائضة
الأنوثة يكاد الدلال يقطر من بين حروفها حتى دون قصد ..
دمعة كبيرة تتجمع في عينيها وهي تقارنها رغماً عنها ب"سها"..
كلتاهما تستحق رجلاً يهيم بها حباً أما هي ..
فلا نصيب لها دوماً سوى الظل في خلفية الصورة ..

_انتِ جميلة قوي النهاردة ..الأحمر حلو قوي عليكِ ..

يستحضرها عقلها بصوت ناصر ..ربما هو الإطراء الوحيد الذي سمعته منه ..تراه كان صادقاً فيه ؟!
لا ..كان يكذب ..تماماً كما يفعل إسلام منذ تزوجها ..
كلاهما خدعها بطريقته كي ينال غرضه !

_ما بتاكليش ليه يا بنتي ؟!

تقولها إيناس بحنان مخاطبة إياها لتتنحنح نشوى محاولة الاندماج بابتسامة خدعتها لتكون على وجهها أقسى من ألف دمعة ..

تشعر بكف إسلام يحتضن كفها فوق المائدة فتغمض عينيها بوجع ..
تعلم لماذا يفعلها ..الآن ..
أمام غادة بالذات !!

يريد أن يبين لها إنه لم يعد يرغبها ..وأنه سيكمل طريقه مع غيرها ..
تماماً كما فعلت هي وتزوجته لأجل أن توصل نفس المعنى لناصر !
لماذا تشعر بالغضب إذن ؟!
أليس كلاهما توأم صاحبه في الجرح ؟!

_بتترعشي كده ليه ؟! بردانة ؟!

يهمس بها إسلام بخفوت قرب أذنها مستغلاً انشغال البقية بالحديث فتهز رأسها نفياً محاولة التمسك بابتسامتها شبيهة البكاء ..
ليعقد حاجبيه بقلق تنتزعه منه إيناس بسؤالها :
_ماجبتوش ريما ليه ؟!
فتصنع المرح بجوابه :
_باعتني في أول ملف ! أشرف اتصل واحنا في الطريق عايز ياخدها معاه هو ورانيا وهم بيجيبوا حاجة ال"بيبي" ..ولما جيت أعترض قاللي إنه مش عارف يتلم عليها من يوم ما اتجوزنا أنا ونشوى ..والبنت ما صدقت وشبطت فيه .
فضحكت إيناس وهي تقول بعفوية :
_الخال والد برضه !

ورغم أن عبارتها كانت عفوية تماماً لكن نشوى ب"بطحة رأسها" تحسستها كأنها تشير لانفصالها عن زوجها السابق وتخليه عنهما ..
فانكمشت مكانها أكثر وهي تتلاعب
بالشوكة بين أناملها بشرود ..

_كلي يا غادة ..انتِ خاسة قوي .

تهتف بها إيناس بحنان عفوي ليحمر وجه غادة حرجاً وهي تشعر بسيف جوارها يرمق إيناس بنظرة عاتبة ..
خاصة والعيون كلها تتمركز الآن على غادة لترى مدى صدق إيناس في قولها ..
تختلس نشوى نظرة جانبية لإسلام لكنها تراه قد أطرق برأسه احتراماً لغيرة صديقه ..
فتعود ببصرها نحو غادة تتفحصها
بالمزيد من الغيرة ..جسدها مثالي حقاً كممثلات السينما لا بارزة المنحنيات مثلها هي ..

لكن علاء ينقذ الموقف بمزاحه المعهود :
_عمالة تتحايلي على كل واحد ياكل ..يا ستي الأكل مش عاجبهم ومش عايزين يحرجوكي .
فتشهق إيناس لتهتف باستنكار :
_أنا أكلي وحش يا علاء؟! بتقولهالي بعد أكتر من خمسة وعشرين سنة ؟!!
_شفتي بقا صابر من أد إيه ؟!


يقولها مشاكساً وسط ضحكاتهم التي عادت تعلو في المكان لتختطف الطبق من أمامه هاتفة :
_لا وتصبر ليه ؟! ابقى شوف مين هيعمل لك أكل تاني ؟!
فيحاول انتزاعه منها هاتفاً :
_لا لا لا ..إلا البشاميل ..ده أنا أبوس الجدم وأبدي الندم على غلطتي في حق ..
_علااااااء!
تقاطع بها عبارته بنبرة تهديد فيتراقص حاجباه مع رده :
_بنكُشك يا جميل !

تبتسم إيناس ووجهها يحمر خجلاً
كالعادة فيرقبهما سيف و غادة بحنان قبل أن يشبك سيف أنامله في كف غادة قائلاً :
_نفسي لما نكبر أنا وغادة نبقى زيكم.
_لا لا ..انت ابن الناس الكويسين عاقل كده وراسي مش شبهي ..الواد إسلام ده اللي هيكون خليفتي في الملاعب .

يقولها علاء وهو يغرس الشوكة في طبقه مشيراً لإسلام الذي هتف بفخر وهو يعدل ياقة قميصه :
_ده شيئ يشرفني يا عمو .


_دايماً كده تحبطوني قدامه .
يقولها سيف مازحاً لتربت غادة على كتفه بإشفاق مصطنع فتضحك إيناس هاتفة :
_غلاوتكم واحدة يا قلب "أنّا" ..
انتو الاتنين ولادي .
_الملوخية حلوة قوي يا أنّا ..تسلم إيدك .
يقولها إسلام عفوياً لترد إيناس بسرعة :
_دي عمايل غادة ..الحلو ما يعملش إلا الحلو .

_تسلم إيدك يا غادة ..حلوة فعلاً .
يقولها إسلام مجاملاً لترد غادة بعفويتها المنطلقة :
_يبقى تخلص طبقك كله عشان خاطري .

لم تكد تنتهي منها حتى شعرت ببعض الندم خاصة وهي تشعر بنظرات نشوى تنضح بألم رهيب شع في ملامحها ..
ألم لم تفهمه ..
هل حدثها إسلام عن رغبته السابقة في الزواج منها مثلاً ؟!
التفتت نحو سيف بنظرة متفحصة لعله يكون قد تضايق من عبارتها لتتنهد بارتياح وهي تراه هادئ الملامح ..
نعم ..هذا ما ينبغي أن يكون عليه الأمر!
إسلام لم يحمل لها يوماٌ سوى مشاعر هوائية تلاشت مع الوقت ..
وهي خير من يمكنها إدراك هذا ..
ربما لهذا تجد سلاسة في التعامل معه
الآن ك"أخ" خاصة بعد وقوفه معها في محنتها الأخيرة ..
سيف كذلك لم يعد متحرجاً من تجمعهم سوياً كالسابق لأنه توصل لنفس الإدراك ..
لكن ..نشوى ..لماذا ترمقها بهذه النظرات المتوجعة ؟!
حسناً ..ستأخذ حذرها مستقبلاً ولن تنخرط في الحديث مع إسلام ..
هذا هو الأسلم للجميع!

_هستأذنك يا عمو آخد غادة ونروح نشوف المطبخ بتاعنا ..المفروض الورشة تخلصه النهاردة .
يقولها سيف بحماس يليق باستطراده :
_عايزين نخلص ..معاد الفرح قرب .
_أيوة يااخويا ..كل يوم تتلكك عشان تخرج
بالبنت ..مرة المطبخ ..مرة الستاير ..مرة النجف !
يهتف بها علاء باستنكار مرح لتقف غادة هاتفة بمرح:
_بلاش يا عمو ..كلامك ده بييجي على دماغي أنا ويقعد يهزقني إني أنا السبب في تأجيل الفرح .
_مين ده اللي يهزقك ؟! امشي ..امشي يا ولد ..ماعنديش بنات للجواز خلاص !
يهتف بها علاء وهو يقف بدوره ليجذب غادة من كفها الحر نحوه ..

لكن سيف يتشبث بكفها في يده ليهتف بابتسامة هادئة :
_معلش يا عمو ..بقت بتاعتي خلاص!
تبتسم له غادة بحب وهي تشعر بالدفء ينتقل من كفه الذي لم يترك كفها إلى جسدها كله ..
رغم كلماته القليلة وطبيعته الرصينة لكنها تستشعر هذا الرباط السميك الذي صار يشد كلاً منهما لصاحبه ..
هي حقاً صارت له ..
لا ملكية قهر وإذلال ..بل ملكية دعم واحتواء ..

_انتِ موافقة ع الكلام ده يا بنت ؟! أنا واللا هو ؟!
يهتف بها علاء ممازحاً لتضحك وهي تربت على كف سيف الذي يحتضن كفها مخاطبة علاء بصوتها ذي الدلال الطبيعي:
_معلش بقا يا عمو ..القلب وما يريد .

ترمقها نشوى بنظرة ضائقة طويلة وعبارتها الأخيرة تمس وتراً قاسياً بداخلها ..
تشعر بكف إسلام يشتد على كفها فلا تفهم سوى أنه يريد إكمال تمثيله أمامهم !
آه لو كان الأمر بيدها ..
لتركت كل هذا خلف ظهرها ..


لعادت لبيت والدها الذي يقيم فيه أشرف الآن وأغلقت غرفتها عليها وابنتها طوال العمر ..
لكن ماذا عساها تصنع ؟!
العودة من هذا الطريق توازي وجع ابنتها ..مرارة الفقد من جديد !

تطرق برأسها أخيراً لتنتزع كفها منه ثم تعاون إيناس وغادة في حمل الأطباق للمطبخ ..
ينفصل علاء للحديث مع سيف وإسلام
بالشرفة الخارجية ..فيما تستجيب لثرثرتهما مكتفية بالاستماع والردود المقتضبة لدقائق طالت ..

قبل أن تعتذر غادة للخروج من سيف فتبقى هي مع إيناس وحدها ..

_إسلام ده راجل بجد ..يا بختك بيه ويا بخته بيكِ .
تقولها إيناس بحرارة فتبتسم لها مجاملة لتستطرد الأولى بنفس الحرارة :
_ما سابناش لحظة بعد وفاة هاني الله يرحمه ..هو وسيف كانوا عوضنا من ربنا سبحانه وتعالى ..هو يبان هلاس ودماغه فاضية بس عقله يوزن بلد ..وصاحب صاحبه بجد ..



عبارتها الأخيرة يتلقاها عقلها هي بصبغته الخاصة فتكتسي ابتسامتها
بالمرارة وهي تتيقن من سر زواجه منها -كما تفهمه-
بينما تردف إيناس بنفس الفخر الأمومي:
_لما حصلت كارثة والده كلنا خفنا عليه ..قلنا مستحيل هايقوم منها لدرجة إننا كنا هننزل مصر عشان نقف جنبه قبل ما يحصل موضوع غادة ..بس هو طلع أدها وأدود ..وقف جنب مامته وأخوه ..وخد اخواته البنات في حضنه ..الرجالة بيبانوا في المصايب اللي زي دي ..وهو راجل قوي .


ترفع إليها غادة عينين غائرتين بالألم وحديث المرأة يخزها بشعور حسرة لا تفهمه ..
ليتها تستطيع أن تزيد على هذا فتقول أنه دعم شقيقها في مصنعه كي يكفر عن خطإ أبيه ..
تقول إنه وقف جوار ابنتها وكان لها خير
الأب طوال الأيام السابقة ..
تقول إنه حقاً مس أنوثتها المهيضة بتلك الرجولة التي لم تستشعرها في أحد قبله ..
لكن ..ما الفائدة ؟!
فليكن أفضل رجل في العالم ..لكنها لن تكون في عينيه أكثر مما يفترض بها ..

مجرد "ديكور زائف" ..أو "مسكّن مؤقت" لن يلبث أن يفقد فعاليته ..

_انتِ كمان جوهرة !
تقولها إيناس بصدق يجعلها تلتفت إليها من شرودها لتردف الأولى بنفس الحرارة :
_ماكنتش مصدقة لهفة إسلام عليكِ
وكلامه عنك غير لما شفتك ..ست تشيل وقت الزنقة ..وتدخل القلب من غير استئذان ..

إطراء المرأة يمنحها بعض الثقة فترتجف ابتسامة حائرة على شفتيها ..لتنحني إيناس فتربت على ركبتها هي قائلة :

_أنا دلوقت مطمنة على ولادي ..إسلام وسيف ..كل واحد فيهم ربنا كرمه بالست اللي تريح قلبه .

وفي الشرفة وقف إسلام مع علاء يستندان على السياج بعد مغادرة سيف ..ليبادره علاء بقوله :
_مراتك غيرانة من غادة .

يلتفت نحوه إسلام بصدمة ليبتسم بعدها قائلاً باستنكار:
_لا طبعاً ..تغير من غادة ليه ؟!
فرفع علاء أحد حاجبيه ليقول بمشاكسته المعهودة :
_غشيم! دي باينة قوي يعني .
لكن إسلام عاد يهز رأسه مستنكراً ليرد :
_نشوى ماتعرفش أي حاجة عن موضوعي مع غادة ..هتغير منها ليه ؟!
ثم زفر بحرقة ليردف:
_وكلام في سرك يعني ..أنا مش فارق معاها أساساً .
_مش بقوللك غشيم !
يقولها علاء بمكر ليلتفت نحوه إسلام بنظرة متسائلة جعلته يرفع أحد حاجبيه هاتفاً بخبث:
_تدفع كام؟!
فيضحك إسلام وهو يربت على كتف العجوز الذي ضحك للحظات قبل أن يتنهد ليقول بجدية لم تخلُ من حنان :

_قلب الست يا ابني عامل زي المراية ما بيشوفش غير صورة اللي قدامه ..خلليك انت بس قدامها ..محاوطها بحنيتك وبحبك وهي مش هتشوف غيرك .
_يا خبرة انت يا مدرسة .

يغمزه بها إسلام بمرح ليضحك الرجل للحظات قبل أن يقول له بإشفاق:
_صعبانة عليا قوي ..طول القعدة مراقبها وحاسس إنها عاملة زي الكتكوت الغرقان ..اصبر عليها يا ابني شوية ..لا ..اصبر كتير ..جرحها مش سهل .


_انت تقوللي اصبر وياقوت تقوللي اصبر ..هو أنا باين عليا غلبان كده ؟!
يقولها إسلام بمرح تسربت عبره مرارته ليشد علاء على كتفه هوبقبضته قائلاً بحزم :
_انت راجل قوي وقلبك كبير ..وأنا واثق فيك وفي اختيارك .

لم يكد ينتهي منها حتى فوجئ بإسلام يسند رأسه على كتفه هو ليعانقه بقوة ..
فدمعت عينا علاء وهو يشعر بارتجافة جسد إسلام بين ذراعيه ..
كان ..يبكي !

أغمض علاء عينيه بقوة للحظات محترماً ضعف "ابنه" كما يراه ..ليربت على ظهره هامساً :
_يااااه ! من ساعة موت والدك الله يرحمه وأنا مستني اللحظة دي وخايف منها ..كنت براقبك من بعيد وأقول لنفسي بيكابر عشان ما يقعش ..بس انت طلعت بطل ..أكبر بكتير مما اتمنيت ..معلش يا ابني ..أنا عارف إنك شلت كتير ويمكن لسه هتشيل أكتر ..بس انت أدها .

يأخذ إسلام نفساً عميقاً يتمالك به نفسه وهو لا يدري سبب هذا الوهن الذي تملكه فجأة ..

ربما هو حنان علاء الذي ذكره بفقدانه
لأبيه ..
ربما هو عظم الضغط الذي عاشه طيلة
الأيام السابقة ..
وربما هو خوفه المستحدث مما يحدث له مع نشوى ..
خوفه عليها ..وخوفه من أن يفقدها !!

يمد أنامله خفية يمسح عينيه قبل أن يرفع عينيه نحو علاء ليقبل رأسه بعمق هامساً:
_ربنا يخلليك ليا يا عمو.


فابتسم علاء دامع العينين ليعود لمزاجه المشاكس فيغمزه بقوله :
_ما تاخدنيش في الكلام وقوللي بقا ..كنت بتقول إيه على سوق الفاكهة هنا في مصر؟!

فاغتصب إسلام ضحكة مرحة ليقول بانفعال ساخر:
_والله أنا لو أعرف أقول على طول !!
حالياً أنا لسه ما دُقتش ..بتفرج بس!
_اخس!
يلكزه بها علاء في كتفه ليضحك إسلام ببعض الخجل وهو يشيح بوجهه ليضحك علاء بدوره هاتفاً :

_بكرة تدوق وتعرف إن اللي معاك صنف ممتاز مش هتلاقي زيه في الدنيا كلها .
======











تدخل معه لشقتهما لأول مرة دون ريما لكن صوتاً بداخلها يخبرها أن هذا أفضل ..
كي تبتعد عن مزاجها هي السيئ هذه الفترة ..
وكي تخفف من تعلقها الشديد به هو والذي صار هاجسها الحقيقي .

تتحرك نحو غرفة الصغيرة التي صارت تشاركها النوم فيها لكنه يجذبها من ذراعها ليواجهها بسؤاله المباشر :
_ممكن أعرف بقا فيه إيه ؟!
_عايزة أنام .
تقولها بنبرتها الميتة فيجن جنونه وهو يراها تعاود الاختباء خلف شرنقتها ليهز ذراعها هاتفاً :
_وأنا عايز أفهم إيه اللي اتغير فيكِ .
_مفيش حاجة اتغيرت ..مش أنا الست اللي اخترت تتجوزها ؟! بعقدها وماضيها .

_تاني هنرجع للكلام ده ؟! تاني هتسألي اتجوزتك ليه ؟!
يهتف بها بانفعال لتغمض عينيها بقوة هامسة بنفس النبرة الميتة :
_المرة اللي فاتت قلتلي إن المرة الجاية أنا اللي هجاوب ..وأنا خلاص ..عرفت !
_عرفتِ إيه ؟!


يهتف بها باستنكار وملامحها مع نبرتها تثير المزيد من خوفه لكنها تضغط شفتيها بقوة كأنها تقاوم ضعف نفسها أن تبوح بألمها ..
لن تخبره أنها تعلم ..لن تريق المزيد من دماء كبريائها ..
لن ..

_عرفتِ إيه يا نشوى ؟! مش هاسيبك الليلة دي غير لما أعرف !

يهتف بها بحدة أكبر فتتحرك لتحرر ذراعها منه لكنه يجذبها نحوه يقربها أكثر ليحيطها بذراعه الآخر مع هتافه الذي ازدادت حدته :
_حتى لو هربتِ من نفسك مش هتهربي مني أنا !

كلماته تصفعها ..تجلدها ..تعيدها لذروة الصراع الذي تحياه ..
فتصرخ بجنون هادر وهي تتلوى بين ذراعيه محاولة تحرير جسدها منه :
_كفاية تمثيل بقا ..كفاية !

لكنه يزيد من ضغط ذراعيه حولها حتى تشعر ببعض الألم الذي يجعلها تفقد سيطرتها فتصرخ بالمزيد من الجنون :
_مسرحيتك خلصناها هناك قدام الست اللي اتجوزتني عشانها ..عايز مني إيه تاني ؟!

الصدمة تلجمه للحظات فتستغل هذا لتتفلت من بين ذراعيه ..
تبتعد عدة خطوات لكنه يلحق بها ليعاود اكتناف كتفيها بقبضتيه هاتفاً بغضب عارم :
_مين اللي دخل الكلام الفارغ ده في دماغك ؟!
_مش مهم ..المهم إني عرفت ..وما تخافش مش زعلانة ..كده بقينا زي بعض ..محدش أحسن من حد ..انت كمان اتجوزتني عشان تنسى ..أنا ولا حاجة عندك زي ما كنت ولا حاجة عنده ..ولا حاجة ..ولا حاجة ..

هتافها يتحول لصرخات بدت كالهذيان وهي تنفض عنها ذراعيه لتحيط رأسها بكفيها وهي تشعر بأنها تحترق ..

الكتمان الذي عاشته طيلة الأيام السابقة يتحول لقنبلة تنفجر شظاياها بداخلها فتحس وكأن خلاياها كلها تتفتت ..

تصرخ ..
وتصرخ ..
وتصرخ ..
بينما تغطي أذنيها براحتيها كأنها تطلق مع صرخاتها كل هذا الوجع الذي يحشوها..

تشعر بذراعيه يطوقانها فتقاومه بعنف لتتخبط بين ذراعيه لكنه يتشبث بها بقوة عشقه ..
مقاومتها تخفت تدريجياً وصرخاتها التي بحّ بها صوتها تحتال لنحيب مرتفع ..
تشعر به يثبت رأسها على صدره بأحد كفيه بينما الآخر يمسد ظهرها صعوداً وهبوطاً فتهمس وسط شهقات بكائها :
_صعبانة عليك ؟! ليه ؟! عشان عملت فيا زي ما عملت فيك ؟! كده احنا خالصين .

لكنه يتشبث بكل لحظة من تماسكه كي لا يفقد أعصابه في هذا الموقف الرهيب ..

يرفع رأسه لأعلى ليبتلع غصة حلقه
محاولاً احتواء انتفاضتها بين ذراعيه ليسودهما صمت قصير قبل أن يصلها همسه الخفيض:
_عارفة امتى هنبقى خالصين ؟!

تشعر بجسدها يكاد يتهاوى بين ذراعيه وصوته يأتيها قريباً ..
قريباً جداً كما صوت خفقاتها ..
لكنه بعيد بعيد جداً كما السماء ..
قبل أن يرفع ذقنها نحوه ليقتنص نظراتها الزائغة أخيراً فيهمس أمام عينيها ببطء كأنه يغرس حروفه غرساً :
_لما تحبيني زي ما بحبك .
صدمة ..
ثم سخرية ..
ثم تكذيب ..
ثم مرارة ..
مرارة هائلة تفيض بروحها وتكاد تصرخ بها عيناها فيواجهها بهمسه بين شفتيها المنفرجتين مرة تلو مرة :
_بحبك ..بحبك ..بحبك ..

لم يدرِ كم مرة قالها ولا متى سيتوقف عن قولها ..
كل ما كان يعلمه أن هذه الحروف القليلة هي ما تحتاجه هي ويحتاجه هو قبلها ..

لهذا ما كاد يشعر بترنحها حتى تحرك بها ليجلس بها فوق ساقيه على الأريكة القريبة دون أن يتخلى عن ضمها بين ذراعيه ..
تغمض عينيها هرباً فيلاحقها بقبلاته الناعمة التي أشعلت أنفاسها لتحاول الهرب من جديد بالنهوض لكنه يكبلها من جديد ليبقيها مكانها ..
يرفع رأسها نحوه بعنف ليهمس بعينين مشتعلتين غضباً و..عشقاً :


_ما أعرفش جبتي كلامك عن غادة منين بس الحقيقة الوحيدة هي اللي هتسمعيها مني أنا ..أنا فعلاً غادة عجبتني ..عجبتني زي ما أي ست حلوة كانت بتعجبني ..بس تعرفي لما أمي رفضت ظروفها عملت إيه ؟! طنشت ..استسهلت ..قلت أعرض عليها جوازة في السر هناك وخلاص ..لكن انتِ ..انتِ اللي واجهت أمي بإني بحبها من غير لحظة تردد واحدة ..وقفت في وشها وقلت لها مش هاكمل غير معاكي ..ولما رفضت سبت لها البيت ..ومستعد أسيب الدنيا كلها عشان خاطرك ..

نظراتها الزائغة تهدأ رويداً رويداً لتستقر بين ضفتي حدقتيه المشعتين بعاطفته ..
إنه أجمل اعتراف بالحب سمعته في حياتها ..
الاعتراف الذي ودت لو تسمعه من ..ناصر !

ورغماً عنها وجدت طيف ناصر يجتاح ذهنها فيعزل وجه إسلام بحاجز رقيق شفاف هي فقط من تراه ..

بينما كان هو غافلاً عن كل هذا وهو يردف بنفس الحرارة :
_لما عرفت إن سيف بيحبها وعايز يتجوزها انسحبت من غير ذرة تفكير ..بس لما اتكرر الموقف معاكِ ..وحتى وأنا عارف إن ناصر عايز يتجوزك ..ماكنتش قادر أبطل تفكير فيكِ ..بتسأليني ليه اتجوزتك ليلتها ؟! لأن ده اللي كنت بحلم بيه طول الليالي اللي قبلها ..إنك تكوني ..ليّ..ليّ لوحدي .

صوت طنين رهيب يدوي في أذنيها وهي لا تكاد تميز واقعاً من خيال ..
الطيف اللعين لايزال يحجب صورته عن عينيها فلا ترى سوى صورة واحدة ..
صورة "ألبستها" هي كل أردية الحب قديماً فلم تعد ترى سواها إلا عارياً !

_مصدقاني؟!


يسألها وهو يلصقها به أكثر فلا يسمح
لأنفاسها بالخروج إلا مختلطة بأنفاسه ..

_مصدقاني؟!
صوته يخفت أكثر بينما تزداد وتيرة أنفاسه وهو يميل بها على الأريكة خلفها وأنامله تزيح عن رأسها حجابها لتغوص بين خصلات شعرها ..

_مصدقاني ؟!
صوته يخفت أكثر وأكثر حد الهمس
اللاهب وهو يكاد يعتصرها بين ذراعيه وعزف أنامله على جسدها يزداد جنوناً ..

يزأر جسدها بهذا النداء الذي لم يعرفه إلا له ..
"الطيف اللعين" يسخر منها فتكاد تصرخ به -بقلبها- أن اتركني ..
لا أريد أن أخون ..لست أنا من يخون ..أنا لا أراك أنت الآن ..
أنا ..أنا ..

نداءات قلبها تتصارع مع نداءات جسدها الخائن فتكون الغلبة للأخير ..
تتأوه بخفوت والدموع اللعينة تقف حاجزاٌ بينهما من جديد ..!
فيبتعد عنها ليرمق دموعها بعجز بينما جسده ينتفض ثائراً مطالباً بحقه فيها ..

لكنه ينتزع نفسه انتزاعاً ليبتعد أكثر هامساً بصوت متقطع:
_برضه ..بتعيطي ..أنا آسف ..

الغضب الممتزج بالأسف يخنق حروفه ليفاجأ بها ..
هي من تجذبه نحوها لتعاود وصل ما انقطع !
يشهق للحظة للمفاجأة وهو لا يفهم ما يحدث للحظات قبل أن يلقي كل شيء خلف ظهره لينصهر بكامله في هذه النار التي بدت له كجنة عذراء هو أول من يقتطف ثمارها ..


بينما كانت هي تهوي في ذاك الدرك الذي طالما كانت تخشاه رغماً عنها ..
درك الخيانة !
=====










تفتح عينيها فجأة لتشهق بعنف وأحداث الليلة الماضية تصفعها ..
تنظر جوارها فتراه لايزال نائماً وابتسامة راضية على شفتيه تجلدها هي بذنبها ..
تزيح عنها غطاءها بارتياع لتغمض عينيها بشعور هو للخزي أقرب منه للخجل ..
تكتم دموعها وهي تتحرك ببطء حذر نحو مئزرها القريب ترتديه على عجل قبل أن تعدو بخطوات مهرولة نحو الشرفة الضيقة التي صارت تتخذها منفى !!



هنا فقط تسمح للمزيد من شهقاتها
بالحرية وهي تستعيد أحداث ليلتها
بالأمس معه ..
لكن ..هل كانت معه هو حقاً ؟!!
صرخة خافتة تكتمها أناملها وهي تستعيد حجم الجرم الذي ارتكبته !!
جرم لن يحاسبها عليه قانون لكنها وحده تستشعر دناءته !!
خائنة !!
كيف فعلتها ؟!
كيف استسلمت ؟!
كيف قابلت اعترافه بالحب بهذه البشاعة ؟!

كيف استسلمت له وهي تراه في ذهنها
آخَر!!

صرختها تعلو أكثر هذه المرة وأظافرها تنهش في لحم ذراعيها بعنف تنهشه ..
كأنما الوجع قد يطهره ..
تتهاوى مكانها على ركبتيها في مواجهة الحائط لتشرع في خبط رأسها به بعنف مرة تلو مرة ..

_عملتِ في نفسك إيه ؟! عملتِ إيه ؟!



تغمغم بها بخزي والألم النابض بجسدها لا يساوي شيئاً أمام هذا الحريق الذي ينهش روحها ..

_نشوى!
يهتف بها بجزع وهو يراقب برعب ما تفعله ليندفع نحوها فينحني على ركبتيه خلفها مميزاً جروح ذراعيها الدامية فيبعدها عن الحائط لتروعه هذه الكدمة الكبيرة في جبهتها وتمتمتها التي بدت له كهذيان جنون ..!

نظرتها الغارقة بالخزي تتحول لأخرى شرسة وهي تبتعد عنه بظهرها تكاد تزحف على ركبتيها لتهتف بانفعال:
_ابعد عني ..إياك تلمسني تاني ..إياك .

ينعقد حاجباه باستنكار وهو لا يفهم سر هذا الذي أصابها ..
هو ليس غراً في شئون النساء ليفهم أنها كانت راضية معه بالأمس ..
بل إنها كانت محلقة في أعلى سماواتها !!
ما الذي دفعها لهذا الآن ؟!

يتحرك نحوها بحذر وهو يشير بكفيه لها مطمئناً فتهز رأسها رفضاً كأنها لا ترى نفسها تستحق حتى هذه الإشارة ..!


تبتعد زاحفة من جديد أمام تقدمه حتى تلتصق بالحائط من خلفها فتعاود هتافها الحاد :
_ابعد ..إياك تلمسني تاني ..
_فيه إيه يا نشوى؟! بتتكلمي كده زي ما أكون غصبتك !

يهمس بها بمزيج من خوف وغضب لتنخرط فجأة في بكاء هستيري يجعله يمد ذراعيه نحوها ليضمها نحوه لكنها تدفعه بقوة هاتفة :
_افهم بقا ..افهم ..أنا ما كنتش شايفاك انت ..أنا كنت ..كنت ..


عيناه تستعران بغضب والمعنى الذي قصدته يصله كاملاً كخنجر مسموم ينغرس في صدر رجولته ..
فيعتصر ذراعها الدامي بقبضته بقوة زادتها ألماً ليهمس من بين أسنانه :
_كنتِ إيه ..انطقي !

_كنت ..شايفاه هو ..ناصر!
همساتها تنقطع بصفعته التي هوى بها على وجهها وهو ينفض ذراعها عنه لتسقط على جانبها فتخفي وجهها بين بقايا دموعها وخزيها ..
مدركة أن هذا لن يكون السقوط الأخير !
======
انتهى الفصل السادس والعشرون



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 11-10-19 الساعة 01:45 AM
نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 01:07 AM   #978

Sofa magdy

? العضوٌ??? » 424724
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » Sofa magdy is on a distinguished road
افتراضي

الف شكر على إبداع حضرتك وتعبك معانا

Sofa magdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 01:11 AM   #979

Sofa magdy

? العضوٌ??? » 424724
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » Sofa magdy is on a distinguished road
افتراضي

حبيبتي دمتي مبدعة أن شاء الله.. رواية جميلة جدا

Sofa magdy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-19, 01:36 AM   #980

حسناء_

? العضوٌ??? » 379692
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » حسناء_ is on a distinguished road
افتراضي

يا الله فصل رائع مع القفلة المتميزة ربنا يصبرنا للأسبوع المقبل 😍😍😍😍😍

حسناء_ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.