آخر 10 مشاركات
شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل] عيونك شوكة في القلب توجعني وأعبرها ، لـ أديم الراشد (الكاتـب : Topaz. - )           »          قــصـــة قــــســـم وهـــــرة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          كبير العائلة-شرقية-للكاتبة المبدعة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[زائرة]كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          وانفرطت حبات العُقد ( 1 ) سلسلة حبات العقد * مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: اي قصص الثنائيات نال اعجابك ؟
فراس ورهام 10 40.00%
عماد و جودي 3 12.00%
فؤاد و أزهار 5 20.00%
عصام و زهور 0 0%
نبيل و آية 4 16.00%
ليث و مها 3 12.00%
المصوتون: 25. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-19, 11:58 PM   #181

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السادس والعشرون





26
قبل ثلاث اشهر

” ليث ماذا تفعل هنا”

ماذا أفعل هنا؟
يا له من سؤال يا ابنة النعمان
وانا نفسي لا أعلم له جوابا يريح كلانا في الواقع
بل اني احتاج للإجابة اكثر منك
عندما قررت الخروج في هذا الوقت لم اتوقع رؤيتك
تمنيت نعم ولكني لم اتوقع لامنيتي ان تتحقق
ماذا فعلت بي بحق السماء
كيف سلبت مني راحة بالي هكذا
وحولت ليلي لعالم لا يعرف سواك
ترفقي بي يا ظبية فغزوك لم يكن بالحسبان


وانا الليث ابن الأسود لا اعرف كيف اصبحت تريضة للغزلان

تراجعت مذهولا من نفسي واغمضت عيني استعيد صفاء ذهني من الهذيان
يا إلهي لقد افقدتني عقلي تماما
قلت بصوت جاف اتدارك به نفسي واذكر حالي بمن اكون ومن هي
“ وماذا تفعلين انت هنا ”
مالت بوقفتها وابتسمت قائلة
“ لقد سألتك اولا”
امالت برأسها اكثر تنظر خلفي وقالت ضاحكة
“دعني اخمن، مسافر لإحدى قرى قبائلكم”
ثم أضافت تقول مبتسمة بخبث
“ الا يفترض انك اخذت الموعظة وتخاف سفر الليالي
لا تعرف أي مصيبة أخرى ستحملها إليك “
قلت في نفسي
“ لو تعلمين ما تفعله بي الليالي بعدما حملتك الي، كل المصائب تهون امام معضلتك يا غازية”
قلت وانا اخطو نحوها بتمهل وانا استشعر امر ما خاطئ في نبرة صوتها فكرت في حينها ان شيئا ما حصل في الحفل تحاول اخفاءه عني لهذي تتحدث بظرافة ليست من عادتها
“ لم أشعر انك تخفين أمراما يا مها هل حدث شيء ما في المدينة”
بدى الذهول واضحا من اتساع مقلتيها ولكنها تداركت الوضع سريعا وهي تقول مبتسمة
“ ابدا لا اخفي شيئا يا ليث كما أن الأمور سارت على ما يرام في الحفل ”
نظرت إليها بشك وابتسامتها لم ترحني في الواقع
نقلت نظري من وجهها الي هيئتها بجلباب فضفاض وخفها المنزلي تحمل شالا رمي باهمال على كتفها رفعت نظري لشعرها المرفوع للأعلى على شكل كعكة تثبته بدبوس معدني كبير
كم يدهشني هذا الشعر بسواده الذي يتمازج مع تقلبات الخصل البيضاء التي تخفيها بصبغتها وقد تحول لون الحناء الداكن سابقا الي اصفر برتقالي
قالت ترفع الشال فوق راسها تغطي شعرها
“ لم تخبرني ماذا تفعل هنا”
قلت وانا أعود بنظري لعينيها
“ كما قلت مسافر لإحدى القرى، وانت ماذا اخرجك في هذا الوقت ”
قالت ترفع كتفيها وتميل براسها
“ لم أستطع النوم فقررت الاستمتاع بضوء القمر الا يبدوا رائعا ”
رفعت راسي للقمر الشبه مكتمل وقلت بهمس
“ نعم معك حق”
قالت بصوت خافت يحمل نبرة غريبة
“ هل انت مستعجل”
هززت براسي نفيا
وقلت بابتسامة
“ لست مستعجل في الواقع فالقرية ليست بعيدة ولن يستغرق وصولي إليها وقتا ”
أشارت برأسها لجزع شجرة ميتة قائلة
“ اذا هل انت مهتم بسماع قصة اختي لأنني أرغب فعلا بالحديث عنها ”
سبقتها اجلس على الارض اتكأ بظهري على الجزع بينما جلست هي فوقها رفعت رأسها وقلت بابتسامة
“ بالتأكيد اريد ان اعرف عن تلك التي فاقتك تهورا وتزوجت منا ”
قالت ضاحكة
“ في الواقع لم تكن متهورة ابدا بل كانت فتاة هادئة قليلة الكلام طائعة
نادرا ما تسمع لها صوتا
هكذا كان يقول ابي كما انها كانت جميله جدا تشبهني على حد علمي”
“ الا ترين انك تمدحين نفسك
أليس هذا غرورا منك”
قالت بضيق ” لا تقاطعني ليث او لن أخبرك بشي ثم انا جميلة ومغرورة ايضا هذا ليس بالجديد لقد سبقك آخرون
في اخباري بهما ”
قلت رافعا حاجبي انظر إليها بخبث
“ ومن هؤلاء الآخرون”
قالت رافعة انفها
“ لن أخبرك”
ثم تابعت
“ المهم لنعد الي اختي
كان جمالها ومكانتها ونسبها يجذب الخطاب من كل حدب وصوب ولأنها كانت وحيدة والدي حينها ومدللته كان يردهم خائبين كل مرة متعذرا بصغر سنها
الا انه كان يخشى فراقها في الحقيقة
واستمر الامر حتى عاد ابن عمها من العاصمة وما ان رآها جن بها ولم يرتح له بال حتى طلبها من ابي فكان نصيبه كغيره من الخطاب رد على عقبه ولكنه لم ييأس استخدم كل وسائل الضغط على والدي
واستخدم وتر العلاقة بين ابي وعمي الذي كان متوترا من الأساس لان عمي أراد الزعامة لنفسه منذ وفاة جدي
وليتجنب ابي المزيد من الخلافات مع عمي وافق على ابن عمي الا ان اختي كان لها رأي آخر في سلوك ابن عمي واخلاقه إذ كان يشرب الخمر وصاحب علاقات كثيرة في العاصمة ولأن شقيقته كانت تكره اختي او تغار منها لا أدري قامت بفضح كل خبايا شقيقها لترفضه اختي
ابن عمي فقد الأمل من الزواج بأختي او هكذا ظنوا
غادر الي العاصمة وبقي فيها شهرين لم يأت بسيرتها
واثناء ذلك تقدم لاختي شاب من القرية والده صديق مقرب لأبي ومن شيوخ القبيلة الكبار
وليتجنب ابي المزيد من الفتن وافق عليه وكان من المفترض أن زواجها سيكون في نهاية الأسبوع مع عقد القران
ولكن الأمور لم تسر على هذا النحو
اختي في العادة ترافق أمراة كانت تعمل في منزلنا وهي من قامت بتربيتها بعد وفاة والدتها
الي الحقول لتساعدها او تؤنسها ويومها غادرت الحقل بمفردها عائدة للبيت قبل المغيب
وفي منتصف الطريق اكتشفت انها فقدت قرطها فبدات تتبع خطواتها عائدة تبحث عنه واستمرت في البحث حتى بدأ الظلام يشق طريقه عبر الافق ففقدت الأمل وقررت العودة
لم تتوقع ان يظهر لها ابن عمها فجأة من العدم ويقوم باختطافها واغتصابها ”
رفعت راسي انظر إليها بصدمة فقالت تمسح دمعة صامتة انحدرت على خدها
“لم يسمع احد صرخاتها المناجية لم يرحمها الحيوان وهي من عرضه لحمه ودمه بل وتركها فاقدة الوعي في كوخ بأحد ارضاي والده وعندما استيقظت ووجدت اي مصيبة حدث لم تفكر مرتين في الهرب
العودة الي ابي لن يجلب له إلا العار وان علم أفراد قبيلتها سيقتلونها لا محال

ولن يصدقها احد ان لا دخل لها بما حدث
وظنت انه من الأفضل. ان يظنوها ماتت بين فكي حيوان بري من ان تخبرهم ان حيوان آدمي انتهكها
وبالفعل هربت من القرية حافية بملابس ممزقة بالكاد يسترها وفي جنح الليل ايضا، وفي القرية عندما عادت مدبرة المنزل ولم ترها ظنت انها نائمة في غرفتها وعندما سالها ابي واخبرها انها ليست في غرفتها ظنا انها مرت بإحدى صديقاتها وقررن السهر كالعادة فلم يهتما بالأمر حتى تأخر الوقت كثيرا فأرسل ابي من يسأل عنها عند صديقاتها فعاد بلا خبر عنها عندها ازداد قلق ابي وخرج برفقة احد عماله يبحث عنها في الحقل وفي ارجاء القرية وعندما لم يجد لها أثر وسع بحثه في حقول أخرى حتى جاء الصباح وهو يبحث عنها، فعاد للقرية يتأكد من. عدم عودتها فوجد الكارثة
كانت القرية منقلبة راسا على عقب والجميع يتحدث عن ابنة الزعيم التي هربت برفقة حبيبها كي لا تتزوج من خطيبها
وخمن من كان وراء ذلك،
انها ابنة عمي ووالدتها وكي يغطوا على ابنهم الذي هرب هو الاخر عائدا الي المدينة قرروا ان ينشروا قصة أخرى يمكن تصديقها
بيد ان لا أحد يعلم هوية حبيبها المزعوم، اجتمع جميع كبار القرية في مجلس ابي يرون ما سيفعل وعمي يبث سمه بينهم حتى قرر ابي ان يرسل رجاله في اثرها، ولم تغرب شمس ذلك اليوم حتى أعادها وبرفقتها شابا اخبرهم انه كان قادم لقريتنا عندما وجدها مغمى عليها من أثر التعب فساعدها وعندما افاقت طلبت منه أن يهربها وكانت تهذي بأن هناك من يلاحقها ويريد قتلها لم يعرف من تكون او ماذا حدث لها واشفق على حالها فقرر مساعدتها ولكن ابي وجدوهما معا هي على حصانه بينما هو يقودها سائرا على قدميه ولم يصدقه احد واتهما بالزنا
طالب أفراد قبيلتنا ابي بمعاقبتها لأنها جلبت العار له وللقبيلة بينما تركوا الشاب لانه لم يكن من القبيلة كان أبي يعلم ببرائتها
كيف لا وهو من رباها ولكنه خاف الفتن
الجميع صدها ويتهمونه بحماية ابنته وانه ضعف امام عواطفة وهو زعيمهم وعليه ان يحترم عاداتهم، ومن تفرط في شرفها حسب العرف دمها مهدور وتجلد حتى الموت بلا رحمة وعلى يد اخوتها لتكون عبرة لبنات القبيلة،
بقيت اختي مسجونة ثلاث ايام بلا طعام و كانت مستلمة لمصيرها
ولكن ما كان يؤلمها انها ورطت معها شابا غريبا أراد مساعدتها بينما هرب الحقير بفعلته،
كان من المفترض أن تؤخذ اختى الي السوق لتعاقب هناك على الملأ صباح تلك الليلة عندما سمع ابي طرقا على نافذته فوجد رجلا ملثما كان نفسه الشاب فادخله ابي خلسة الي مكتبه فقال الشاب ” زوجني لها سيدي وساحميها بدمي ما دمت حيا”
لم يصدق ابي ما يقول ولكنه أكد له انه سيحميها وانه يريد مساعدتها فعلا فاحضر ابي شيخا كان صديق والده فعقد عليهما وقام بتهريبهما برفقة احد رجاله عبر الجبل واخبرني انه ارسل الي جدك رسالة يطلب منه نصرة ابنته وعدم تسليمها فاستقبلهما جدك في حمايته ورد جميع محاولات عمي حتى وصلوا إليها وقتلوها هي وزوجة ويريدون مني ان اتزوج ابنهم خسؤوا ولو ان ابن عمي ذاك كان حيا لقتلته بيدي هاتين وليقتلوني بعدها ”.
الحاضر
يومها رأيت في عينيها ما لم اره من قبل
كانت شرارة من الكره تشتعل فيهما بينما لفه غمامة من الحزن وفوق كل هذا كان الخوف يتجسد بداخلها
عرفت لم لجأت الي الهرب انها تخشى على نفسها تخشى ان يعيد التاريخ نفسه كيف لا والوجوه لا تزال هي نفسها رحل من يحميها ولا يحيط بها الا بيت عمها الذي يضمر لها الشر حتما
ولا نصير لها أن كانت القبيلة لا تقيم للفتاة وزنا، بل واصبحت أعلم لم هي ليست كالفتيات، عرفت لم تجيد القتال وركوب الخيل، لقد دربها والدها لتحمي نفسها،ومع ذلك هي خائفة منهم وتخشى ان يكون مصيرها مثل اختها

“ اتفكر بها”
رفعت راسي انظر للتي اخرجني من دوامة ذاكرتي تعيدني لحاضري
نظرت إليها مبتسما وقلت باستحياء


“ اسف شردت قليلا أقلت شيئا ”
قالت تبعت الكتاب من أمامها بعد اغلقته
“ ألم تتوصل لأي شيء فيما يخص مها ”
قلت بتعب بات صديقي منذ اكثر من شهرين
“ لا شيء وكأن الارض بلعتها كل ما اخشاه ان يصل إليها ابن عمها او والده قبلي واخسرها”
قالت باستغراب
“ اليست زوجتك ليث لن يستطيعوا ان يفعلوا شيئا ”
“انت لا تعرفينهم
يمكنهم ان يفعلوا الكثير
لا تأمني لهؤلاء انهم يخفون اكثر مما يبدون ”
نكست رأسها بحزن
“ انا اسفة جدا ليث كله بسببي ”
قلت بجدية
“ انت لست السبب في شيء يا رهام فتوقفي عن جلد نفسك انها مها تجيد الهرب اكثر من اي شيء آخر ”
قالت بحزن
“انا اسفة حقا”
ابتسمت وقلت
“ لا تتأسفي ساجدها بإذن الله ”
عدت بذاكرتي مجددا لذاك اليوم الذي استداعني في جدي لمكتبه يخبرني ان زعيم النعمان في طريقه ويريد ابنتهم كنت أرى في عيني جدي خيبة أمله بي وهو يسألني عن مكانها لم أكن لاكذب عليه أكثر كنت أعلم اني ساخذل جدي في الوقت الذي يعلم فيه بامرها حينها أخبرته بالقصة كاملا اردته ان يقف معي أردت واردت ولكن الحقيقة واضحة جدي لم يكن ليغامر بحرب ضد النعمان
فما كان مني إلا أن أرسلت رهام لتخبر بشير بالأمر عله يخفيها في مكان ما الا انها لم تجده لأن كان في السوق حينها وعندما علم بالامر من عصام توجه للقصر مباشرة ويبدو ان مها اقنعت رهام لتخبرها بما يجري وهي لم تكن تعلم خطورة الوضع حينها فاخبرتها ان عمها يزور جدي

لم يأت برفقة زعيمهم سوى ابن عمها ورجل اخر قيل انه صهرهم كان التوتر يسود المجلس وقد انذرني جدي عن التدخل بينما سيحاول هو الامر بقليل من الخسائر
كان عمي عصام وابي وكذلك بشير موجودين ايضا
في البداية كان عمها يتحدث بهدوء يحاول من خلالها اقناع جدي بأنه لم يمسها بسوء وانها كانت تخشى الزواج ليس إلا لكونها صغيرة ولا تفهم الكثير وكان جدي يستمع في صمت
كان الجو متوتر بينهما وكان كل منهما يذكر الاخر بالماضي الا أنهما ارتدي رداء الدبلوماسية
ولكن ابن العم كسر الهدوء الذي يلف النقاش عندما لمح الي انني ساعدتها لتهرب وان بيننا علاقة وذكر شيء عن اختها مما اغضب بشير فقام اليه يلكمه في وجهه وقال بالحرف الواحد ” اذكر شيئا عن امي وقسما لن يردعني شيء عن دفنكما هنا وخالتي لن ترى منها ظفر واحد ان كنت صامت فهذا لقدر الزعيم عندي والا لعرفت كيف اتعامل مع امثالكم،”
وقف عصام وامسك به قائلا ” أهدأ بشير حتى نصل الي حل يرضي الطرفين ”
كان الذهول واضحا على ملامحهم الثلاثة جميعا وكأنهم رؤوا الجن الأسود أدركت حينها انهم لا يعلمون بأمر بشير

ولكن زعيمهم تجهمت ملامحه قائلا حينها بغضب
“ لا حل يرضينا غير أن تعود ابنتنا معنا لقد شوهت هي وشقيقتها سمعتنا بما يكفي ولولا اننا تسترنا على هروبها لطارت الرقاب بفعلتها وان تهرب مع ابنكم يعني الحرب يا حاج أعيدوا ابنتنا وسنتكتم على ما حصل ولن يخرج من بيننا ”
اجفل بشير الجميع وهو يسحب خنجره مندفع به نحوه لولا أن تداركه جدي الذي كان قريبا وقد جرح كتفه وهو يحاول منعه للوصول لعم مها
“ قلت لك لا تذكرها على لسانك هي أطهر من ان تلوثها بنجاستك اتدعي الجهل كالغرباء وانت ادرى بما فعله ابنك بأمي ”
“ أهدأ بني واجلس مكانك ولن يتحدث احد عن والدتك بسوء ”
ثم التفت الي عم مها قائلا ببرود
“ لاا ترى ان ضيف في مجلسي وتخوض في عرض من اعتبرها ابنتي، نحن نتحدث عن اختها هنا فمن الأفضل الا نحيد عن ذلك وإلا ساعتبر حديثك استنقاصا لي ولمكانتي”
ثم اضاف ينظر نحوي
“ وكما ترى ابنتكم ضيفة لدينا في بيت ابن اختها ولا أرى في هذا ما قد يسيء إليكم ومع ذلك أن أرادت ان تغادر معكم فلكم ذلك والا فلن تغادر اراضينا الا بحريتها ورغبتها”
نظر بشير لجرح جدي
“ هل انت بخير حاج انا اسف جدا”
في الوقت الذي اقترب في عصام قائلا
“ دعني أرى جرحك ابي قد نحتاج الي طبيب”
قال جدي رافعا يده
“ انا بخير لا تقلق ”
كان الجميع متحفزا نقف وكأننا في حرب حقا وربما اكثرنا هدوءا هو ابي والرجل الاخر الذي قال بهدوء يعكس برود اعصابه
“ أرى أن نسأل الفتاة اولا فهروبها ليس إلا لرفضها ابن عمها وبم انه غير رأيه ولم يعد يرغب بها فهي ستعود لكنف عمها فلا احد له غيره وهو الوصي عليها ام انك غيرت رأيك يا قاسم ولا زلت تريدها ”

رغم انني شعرت بشيء خاطيء في حديثه الا ان هذا لم يمنع خفقان قلبي
وانا انظر لابن عمها الذي بدى عليه الصدمة اولا ثم وكأنه أدرك شيئا او تذكر امر ما فقال بهدوء وهو يجلس على الكرسي خلفه

“ لا يا سليم لا ازال على رأيي لن اتزوج أمراة ترفضني ولكن هذا لا يعني انني ساتجاوز عن تلويثها سمعتنا بهوربها ”.”
قال عمها بثقة حينها وهو ينظر في عيني ابنه
“ سأتحدث إليها اولا وانا واثق انها ستاتي معنا وستعود لقبيلتها مكرمة معززة“
لا أدري لم شعرت بشيء ما يحاك حولنا نقلت نظري بين وجوههم بشك وانتهى بي المطاف أعود لبشير
قال ملوحا بيده بهدير
“ لا حديث لك معها
اخبرتك هي لا تريد العودة وان أرادت ذلك فلن اسمح لها بذلك فعودوا من حيث اتيتم ”
انهم بالفعل يخططون لاقناعها اولا حتى تعود معهم وبعدها يسير الامر كما يريدوت تتزوجه مرغمة او ينتهي بها الامر كشقيقتها

“ساتزوجها”

لا أدري كيف خرجت الحروف من لساني إذ انني كنت مصدوم من نفسي اكثر مما كانوا مصدومين مني
“ مستحيل”
كلمة واحدة خرجت من أفواه عدة بنبرات مختلفة
ابي الذي قالها مستنكرا ناهيا
وابن عمها وعمها الذين كانا ينظران نحوي بغضب
وبشير الذي قالها هامسا
قلت بهدوء ” بعد اذنك جدي انا اطلب يد الآنسة مها من عمها”
قال ابي صارخا ” مستحيل ليث وماذا عن ابنة اخي هل جننت لن اسمح بذلك ”
قلت انظر نحو جدي اتجاهل حديث ابي الذي أعلم بما يفكر فيه
“ جدي؟”
قال جدي
“ لا ازال عند وعدي لك وانت حر بحياتك كما بقراراتك ولكن الامر سيرجع لهما اولا واخيرا فما رأيك يا حاج
ها هو ابني يطلب يد ابنتكم على سنة الله ورسوله ”
نظرت لعصام الذي كان ينظر الي بغضب وهمس قائلا
” أعلم أنك تحمل نفسك مسؤوليتها ولكن ان وافقوا ستنسى امر رهام ”
قال عمها
“ ابنة اخي لن تخرج من العائلة وابنك كما أرى مرتبط بأخرى ولن يكون لرأي اي منا فائدة لأنها لن توافق ابدا، عن اذنكم يا حاج نريد الحديث مع ابنتنا وان وافقت سناخذها معنا يجب أن نغادر لنصل باكرا”
قبل أن يقول جدي شيئا جاء صوت فراس الواقف بجانب الباب متجهما
“ أرى انكم تأخرتم كثيرا فالفتاة هربت ولا اجد لها اثرا ”
نظرنا اليه جميعا مدهوشين بينما قال بشير
“ ماذا تعني بأنها هربت لقد تركتها مع جدتي”
قال فراس بسخرية
“ يبدوا انها علمت بالأمر فقررت ان تختصر عليكم الطريق هناك من شاهدها تذهب شمالا وقد ارسلت من يلحق بها”
كنت انظر لفراس كالاحمق حتى أدركت ما يعنيه فاندفعت خارجا لالحق بها



“هل تظن انها في العاصمة فعلا”
عدت لرهام وقلت بارهاق
“ لا أعلم ولكنه الخيط الوحيد لدينا أكد الرجل الذي باعته حصانها انها صعدت للباص المتجه الي العاصمة”
قالت
“ وهل ستذهب الي العاصمة فعلا سيكون البحث عنها صعبا عليك وانت لا تعرف شيئا عن المدينة”
“ لا خيار اخر بشير لن يستطيع لمرض جدته، لذا علي ان ابحث عنها هناك بنفسي
عمي وفراس سيساعدانني هما أعلم بالعاصمة مني كما تعلمين ”
“اتمنى ان تجدها حقا”
ابتسمت وقلت بعد أن لمحت الحزن في عينيها
“ رهام زواجي بها كان لا بد أن يحدث انت تعلمين كم كان الوضع حساسا“
قالت بشرود
“ نعم أعلم فلم يتوقع احد ان تنتشر صورتك معها في قصر الماجدي وتنطلق الإشاعات عنكما، لو انك لم تتزوجها لكان الوضع سيتأزم بين القبيلتين”
“ ليس هذا فقط تعلمين ان ابي سيترشح في البرلمان والا ما كان ليتنازل عن رأيه الأول وعمها يحتاج ليستقر حكمه على قبيلته وفضيحة أخرى لاسرته سيكون فرصة كبيرة لمعارضيه كلاهما يرى مصالحه ”
“ وماذا عنك”
رفعت رأسي إليها انظر بضياع
ماذا عني
انا اتبع هواي يا ابنة عمي انا فقط مسلوب الارادة فيما يخصها ما كنت لادعهم ينهشونها بانيابهم وانا السبب وراء كل ما حصل
“ انت تحبها أليس كذلك”
نظرت إليها مصدومة احاول استيعاب ما قالته
قالت مبتسمة
“ ما بك مصدوم هكذا كنت أعلم منذ البداية ولكنني كذبت نفسي وتأكدت عندما رأيتك خارجا تلك الليلة بعد زفاف اية كنت واثقة انك ستذهب إليها وقد فعلتها أليس كذلك ”
“ رهام انا”
“ لا ألومك يا ليث وقد أقفلت الأبواب في وجهك سابقا واعلم ان ليس على القلب سلطان واقدر لك انك لا تزال ترغب بالزواج مني ولكنني لن أقف في طريقك اكثر من هذا اتمنى لك السعادة دائما واظنني افضل ان نبقى أصدقاء من ان تتزوجني شهامة منك ”
“ من قال انه يتزوجك شهامة منه صديقيني لا أحد غيره مستفيد من كل ما يجري، جميعنا خسرنا شيئا الا هو ”
التفتنا للباب حيث يقف عصام مرتديا بدلته يحمله مفاتيحه بيده واقترب منا بينما قالت رهام وقد وقفت تحتضنه من خصره
“ عمي انت هنا”
ثم ابعدت رأسها قائلة
“ ولكنه سيخسر زعامة القبيلة أليس كذلك”
نظر إليها مبتسما ثم رفع نظره نحوي قائلا
“ من قال ذلك ليث لم يرد زعامة القبيلة يوما
لذا لن يخسر شيئا لا يسعى اليه ”
قلت بهدوء
“ ما دمت تعلم لم ترفض ارتباطي بها”

قال يمسك بكتف رهام
“ اخبرتك انها كابنتي تماما لن ارضى لها سوى الأفضل ”
“ تعلم انني لن اظلمها”
“ نعم ولهذا اترك لك باب موافقتها والا لانهيت هذه المهزلة من آخرها ”
رفعت رهام رأسها مبتسمة
“ لا يمكنني أن ارفضه لانه تزوج عمي
هذا من حقه ثم لا يزال أمامي الكثير من الوقت لافكر وعندما اجد سبب مقنعا سارفضه لا تقلق ”“
قلت بضيق مصطنع ” شكرا رهام على جرح شعوري لا ازال أقف هنا بالمناسبة ”
ضحكت قائلة
“ ماذا؟؟!!! أنت من قال ان علي ان افكر واجد عذرا مقنعا لرفضي عدا زواجك من مها هل نسيت ”
قال باستنكار
“ انا؟؟!!”
“ اوبس نسيت جدي من قال هذا ، انت لا تترك لي مجالا للتفكير حتى ”
قالت ببراءة اجادت تمثيلها جيدا وعندها ما كان منا الا ان ضحكنا جميعا عليها
قالت موجهة كلامها لعصام
“ عمي أراك متأنقا هل تنوي المغادرة ”
قال عصام
“بلا موعدي مع عماد غدا وقبلها هناك ما يجب علي القيام به ”
قالت بحزن
“ ستتزوجها فعلا عمي؟ لم لا تخبر صديقك وهو سيتفهم موقفك ”
قال بابتسامة باهتة
“ ماذا أقول له؟ كنت أريد ابنتكم الأخرى وانتم فهمتم الامر خطأ ”
قلت حينها
“ الفتاة كانت مخطوبة ولم يفكروا في انك تقصدها وحسبوا انك تريد شقيقتها وبم ان خطيبها انسحب يمكنك أن توضح لهم ”
قالت رهام
“ لا تزال أمامك فرصة، فكر في الأمر عمي ليس عليك أن تتزوج شقيقتها وانت تريدها ثم زهور تناسبك أكثر الأخرى مندفعة وجامحة ومتهورة تشبه جودي ومتمردة عن العادات والتقاليد ولها حرية مطلقة في فعل ما تشاء هذا النوع لا يتناسب معك ”
قال عصام بضحكة
“ وانا اعتمد على جموحها وتمردها لترفض هي فلا نقع في الحرج، كنت ساوضح الامر لعماد لو انهم لم يخبروها اما الان لا يمكنني التراجع فلن اتزوج اختها بعد أن خطبتها ولو خطأ ولا أريد خسارة صديقي لأمر تافه وفي كلا الحالات لا نصيب لي مع زهور
على الأقل اكسب مصاهرة صديقي ”
“ ؟ انا واثق بأنه سيتفهمك، ثم الامر ليس تافها انه زواج وعشرة يجب أن يبنى من البداية على أسس صحيحة انت تحب شقيقتها كيف ستعيشان معا بحق ”
كانت منفعلة جدا وهي تتحدث ثم اخفضت صوتها
“ انت تظلمها هكذا وتظلم نفسك معها ”
قال عصام ممازحا
“ ماذا أرى يبدوا ان لصديقتك تأثير عجيب
هل تتحدث رهام عن الحب ام انني اتخيل يا ليث ”
قلت اجاريه بابتسامة
“ بلا لقد ذكرت انك تحب ابنة منير بالفعل وانت لم تنكر بالمناسبة هذا يعني ان عليك أن تفكر فيما قالته لأنها محقة ”
قال عصام بضحكة
“ ما هذا لقد هربت من امي توا لتجتمعا علي لم لا يفهم الجميع الا نصيب لي معها كانت فكرة سيئة من البداية ”
قالت رهام
“ جميعنا نريد مصلحتك ونتمنى لك السعادة مع من تحب”
قال عصام وهو يقرص خدها
“ يبدوا ان تأثير صديقتك عليك كبير جدا اكثر مما توقعت وعلى ليث ان يستعجل قبل أن تفسدك وتضيعي من بين يديه وبالمناسبة انها تبحث عنك في الخارج”
وضعت يدها على يدها بألم وقد بان عليها الحرج ثم ابتعدت قائلة
“ سأذهب إليها، وانت فكر جيدا عمي ولا تكن شهما على حساب مشاعرك”
قال عمي بابتسامة بعد مغادرتها
“ كنت امزح بالمناسبة لا ازال متحفظا على الامر فلا تتأملعلى لا شيء ”
هززت راسي مؤكدا على كلامه وانا اعلم انه لن يوافق بسهولة
قال رافعا يديه مودعا
“ يجب أن أغادر انا الاخر”
قلت بهمس يصل له
“ رافقتك السلامة عمي وارجوا لك التوفيق”
هز راسه ثم غادر بعدها وعدت انا افكر في كل ما يدور من حولي واحاول ان اجد حلولا لها

*****
ما كنت لاعود الي منزل عمي كان هذا ضرب من الجنون لا أحد يعود الي العذاب بقدميه لذا عندما أخبرتني رهام ان عمي في قصر جدها أدركت ان وقت مغادرتي قد حانت
كنت أعلم أن بشير سيفعل اي شيء ليحميني منهم ولكنه سيخسر الكثير مقابل ذلك وقد يكون حياته وجدته ثمن خسارته ولن اسمح بذلك قطعا
فلا احد يعلم عمي اكثر مني وهو في سبيل مآربه يفعل اي شيء واظن القتل أسهل ما يمكنه فعلها
“ هل انت واثقة يا مها انك تريدين المغادرة معهم”
التفت للتي تساعدني في إخراج عمود الخيمة من الحفرة
وقلت بهدوء
“ اجل انا واثقة يا خالتي لا يمكنني العودة ليس الآن على الأقل ”
قالت وهي ترفعه وترمي به بجانب الأخشاب الأخرى
“ لا افهمك يا مها لقد تخلصتي من خطر عمك وابنه فلماذا لا تعودين لزوجك وترحميه زوجي يقول انه يبحث عنك ليل نهار “
زوجي
هل حقا ليث أصبح زوجي لم أصدق الامر عندما أخبرنا زوج خالتي
انهم اضطروا لتزوجنا بعد أن انتشرت الشائعات عنا في العاصمة وبدأ الجميع ساخطون من فما كان لعمي الا ان يتنازل لينقذ سمعته ويسكت المجتمع الذي يحتاج والد ليث لاصواتهم ليحصل على مقعد في البرلمان
اذا يمكننا القول أننا أصبحنا ضحية مصالح سياسية مشتركة
بين عمي ووالده وما اكثر ما يخشون خسارة تلك المصالح
وما يدهشني ان ليث وافق على كل هذا
لست غبية لكي لا الاحظ إعجابه بي كانثى ولكن ظننت دائما أن ابنة عمه تلك تحتل الحيز الأكبر من قلبه
قلت بهمس
“ سأذهب معهم احتاج ان ابتعد عن كل هذه الفوضى”
اقدر ان ليث يحمل نفسه مسؤولية ما حدث ولكني لن اقبل ان يتزوجني شهامة منه
ولكني لا انكر انني بحاجة لهذا الزواج في الوقت الحالي لأبعد افكار عمي الخبيثة
اذا عدت الآن ساضطر للتنازل والبقاء مع ليث ولن استطيع الانفصال عنه هو لن يوافق اولا وان فعل لن انجوا من ابن عمي
“ ولكنهم سيرتحلون لأماكن بعيدة ولن يعودا الا بعد الخريف ”
عائلة امي من البدو الرحل لذا لا يستقرون في مكان واحد الا من قرر منهم الاستقرار في العاصمة او احدى القرى وكم انا محظوظة عندما لجأت لخالتي وزوجها الذين يعيشان في قرية بني عامر بعد أن تسللت من بين الركاب أثناء وقوفنا لتأدية صلاة العصر في طريقنا للعاصمة وكنت حينها افكر في الذهاب لابن خالي في العاصمة عندما تذكرت خالتي وزوجها

سأذهب مع جدتي وخالتي الصغرى لن يلحق بي عمي وسابتعد عن ليث وابنة عمه
وعندما اكون مستعدة ساعود لانفصل عنه
انا ممتنة له حقا لذا لن أكون عائقا بينه وبين حبيبته الصغيرة وان كنت اعرف ليث كما اظن فلن يتخلى عنها
وانا لست بالتي تقبل بالمشاركة ولن اكون امرأة ثانية تزوجها ليستر عليها

وضبنا امتعتنا وفككنا الخيمة المصنعة من السعف ووضعنا كل شيء فوق الدواب كانت جدتي تملك جملا واربعة من الثيران استخدمنا ثلاثة منهم لحمل متاعنا بينما نصب هودج فوق الجمل من اجل جدتي وسنسنتعمل انا وخالتي الحصان الوحيد الذي يخص ابن عمها

كنا قرابة اثنتا عشر عائلة سبقنا معظم الرجال برفقة المواشي ولتقصي الطريق منذ يومين
كنت أعلم انني لن أرى القرية لاشهر طويلة قادمة وادرك ان بشير وليث لن يتوقفا عن البحث عني لذا تركت لخالتي رسالة في حال وصلوا إليها
لوحت لخالتي سميرة وزوجها الذين اتيا لوداع جددتي ومساعدتها وهما يغادران في العربة تجرها الحصان وكان علينا أن ننطلق نحن ايضا في رحلتنا التي نجهل أين ستكون مستقرها
رفعت راسي للسماء ادعوا الله أن ييسر لنا طريقنا
كنا سنتاوب انا وخالتي في الركوب لذا اقترحت عليها ان أسير انا اولا وتبقى هي في الحصان
كنت ورغما عني انظر شمالا حيث تركت كل شيء خلفي
ساشتاق لبشير وللجدة ولليث ايضا ولكن لا بد من الرحيل
هذا أفضل للجميع
******





ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-19, 12:08 AM   #182

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي




*****
كم انا خجلة من نفسي ومن ليث مما فعلته
لا اعرف كيف كنت حاقدة الي تلك الدرجة
لقد تعمدت أخبارها ان عمها أتى ليأخذها وان جدي سيسلمها لهم تجنبا لأي مشاكل

يا إلهي كم انا شريرة كيف سمحت للغيرة ان تعمي بصيرتي هكذا لا أصدق انني رهام نفسها
فما لا يعلمه ليث انني كنت متعمدة تماما لاوصل لها خطورة الوضع مما جعلني اصور لها انه لن يضحي بعلاقته بجدي ليحميها وانه سيخذلها ولن يقف في طريق عودتها لقبيلتها اردتها ان لا تتوقع منه الكثير ولكني لم اتوقع منها الهرب
كنت بالفعل كالضرة التي تبث سمومها لتخرب بيت زوجها وتستحوز عليه لنفسها
علمت ان ليث يكن لها شيئا في قلبه ولم استطع تحمل ذلك حتى وان كنت ارفضه سابقا
كبرياء الانثى في داخلي لم تتقبل ان ينظر ليث الي أنثى اخرى وانا محيرة له ويجهر برغبته بالزواج مني
ربي كيف اكفر عن ذنبي لو حصل لها شيء ساتحمل ذنبها طوال حياتي
ماذا لو قتلها أحدهم. او وقعت في يد قطاع الطرق ماذا لو واجهت الأسوء
يا إلهي استرها واعدها سالمة ولا تؤاخذني بجهلي وغيرتي انت اعلم بما في قلبي سابتعد ولن أقف في طريقهما ليس بإرادتي على الأقل
جدي لا يترك لي فرصة لارفض الزواج من ليث وهو يحاصرني من كل جانب مع شعوره بانه خذلني
ولكن يشهد الله انني لا اعاتبه فليس للقلب سلطان وها انا ذي اكبر دليل
أسير في هوى فارس لا اعرف ان كان من الأنس ام الجن حسنا من المؤكد انه من الأنس ولكن غموضه يجعلني اجن
رغم انفي تسللت الابتسامة الي شفتي فكرت في ان ذاك الفارس يمتلك شخصية طفولية عنيدة
لقد ذهبت للبحيرة ثلاث مرات في ليلة اكتمال القمر
تفاجأة في المرة الأولى وصرخ موبخا لتصرفي الاهوج في التسلل ليلا ولكنني تجاهلته وقلت انني اتي لرؤية البحيرة ولن افوت على نفسي منظر كهذا
وتوجهت للصخرة اجلس فيه العب بالماء بينما وقف هو بعيدا يراقبني بحنق ولم يغادر حتى قررت العود فظل خلفي يتابعني حتى وصلت القصر وفي المرتين الثانيين تكرر ذات المشهد عدا انني استحوذت على حصانه الجميل العب معه واحضر له قصب السكر مما جعله يعلق حانقا
“ توقفي عن تدليل العنقاء انت تفسدينها ”
قلت حينها ببراءة مستنكرة
“ انا ؟؟!! ”
كم كنت اعشق تلك العنقاء وزاد حبي له بعد أن احضر لي جدي حصانا من ذات فصيلته هدية لبلوغي العشرين
ولكنه لم يروض بعد وصديق عمي فراس هو من يقوم بترويضه وقد وعدني انني استطيع ركوبه قريبا وساخذه معي ليلة اكتمال القمر المقبلة للبحيرة
ستكون مفاجأة رائعة

كنت أعلم اين ساجد جوري
في الجزء الخلفي من القصر حيث الاسطبل فهي متحمسة اكثر مني لانتهاء ترويض فرسي لم أعرف قبلا حبها الشديد للفروسية وقد أخبرتني انها حازت على ميداليات عدة لفوزها في سباقات عدة
ما أن أصبحت في الجزء الخلفي وقعت على بصري فسرت ناحيتها مسرعة وقلت بقلة حيلة مع ابتسامة واسعة
“ فعلتها مجددا جودي سيجن فراس ان علم”
قالت مبتسمة وهي تمسح على رقبة الفرس
“ ولم يجن انه ليس فرسه ذاك البارد الجليدي لا أفهم مشكلته معي”
هززت رأسي بلا فائدة فهذان الاثنان لا يضيقان بعضهما ولا اعرف سر ذلك فإن كانت جودي تظن فراس كتلة من الجليد ففراس يلقبها بشعلة النار الملتهبة
وهما كالنار والجليد لا يجتمعان في مكان واحد
قلت وانا اقترب من حصان السيد عماد التي تركها في عهدة فراس
وجودي لا تتوقف عن التسلل لمزرعته او رشوة عماله لتسرقه فياتي هو مندفعا حانقا كما الآن وهو يسير شبه راكضا يضرب الارض لتهتز تحت قدميه يشتمها هامسا متوعدا
ابتسمت مبتعدة عن جودي التي تحفزت للمعركة كعادتها
“ ايتها السارقة المجنونة كم مرة اخبرتك الا تقتربي من مزرعتي وتحديتني لقد تماديت كثيرا وصبري بدأ ينفذ منك ”
قالت جودي بصياح ليصل اليه
“ ما شانك انت لم اسرق لك شيئا ثم انا استعير الفرس ليس إلا ولكنك لا تصبر علي حتى اعيده فكما قلت صبرك قليل ”
قال هو الاخر
“ وانت قلتها ليس لي اي انها أمانة عندي،”
ثم اضاف بصوت خافت ولكنه وصلني لانه اقترب نحونا
“ وما الذي تعرفه هذه عن الامانة ان كانت لا تعرف شيئا عن الحشمة حقا تربية غرب فاسدة”
قالت جودي وهي تكز الحصان لتركض به
“ لقد سمعتك بالمناسبه ولا شان لك بتربيتي، ولن اتوقف عن استعارة الحصان ما دام صاحبه لا يمانع ومت انت بغيظك يا جليدي ”
كنت اكتم ضحكة غصبا لكي لا أحرج فراس الذي تمتم قائلا
“ تقصدين سرقتها يا كتلة النار
وما أفعل انا أن كان الأحمق هرب بجلده وترك لي مصيبة مثلك اعانني الله على ما ابتلاني وأعانه أن كان سيبتلى بمثلها ”
لم أستطع امساك ضحكتي اكثر فسمحت بخروجه ولكن
بصوت منخفض ولا ازال أضع يدي على فمي عندها التفت الي بضيق رافعا حاجبيه
هززت راسي بان ليس بيدي ففتح فمه يقول شيئا لولا ان صهيلا عاليا اجفل كلانا تبعه صرخة جودي مما جعلني انتفضت انظر بجزع نحو جودي التي هوت من فوق الحصان صارخة
“ جودي لاااا ”
في حين انطلق فراس راكضا ناحية الفرس الهائجة وجودي المنبطحة أرضا بلا حراك

**********

وانتهى الفصل
ليلة سعيدة
💕💕🌹🌹🌹🌹💕💕




ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-12-19, 02:34 AM   #183

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,159
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

غيرة في وقت وتسرع ومها حست بهذا واعتقدت انه عاطفه بينما هو انفعال القصه حلوه الحمد الله اني عرفتها بعد بدائها بفصول يوم ممتع في قرائتها

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-19, 09:08 PM   #184

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع والعشرون





كنت ارتدي حذائي على عجل عندما خرجت امي من المطبخ ورأتني فقالت باستغراب
“ الي اين”
قلت وانا اربط حبال حذائي الرياضي
“ ساخرج لبعض الوقت”
قالت

الي اين يا حسرتي سيأتي الرجال بعد المغرب فلا تفضحينا يا فتاة”
وقفت احمل حقيبة يدي وقلت

اين افضحكم هذه
نحن في الصباح امي
ولن اغيب اكثر من ساعة واحدة
ولن افضحكم لا تقلقي
وتوقفي عن إرهاق نفسك وخذي قسطا من الراحة انه صديق خالي وليست المرة الأولى التي يزورنا ”
انطلقت نحو الباب وانا اسمع صوتها يقول
“ يال برود أعصابك وهل هذه المرة كغيرها
لا أصدق انك ستتزوجين قريبا”
اخرجت هاتفي انظر مجددا للرسائل التي استلمتها البارحة وانا نائمة من أرقام غريبة
لم يصعب علي معرفة اصحابها
كم كانت فرحتي عارمة بنجاحي النسبي
على الأقل لن احمل معي مادة اضافية
ولكن الرساله المرفقة أثارت غيظي
“ مبارك لك النجاح والخطوبة”
احمق مغرور أهذا كل ما استطاع
يبدوا انني بالفعل اتوهم وانني في الواقع لا أعني له شيئا
والا كان اتصل بي على الأقل بم انه يملك رقمي
افف
ماذا توقعت من جلف مغرور مثل هذه الصخرة
ان يأتي إليك معترفا بحبك مثلا ويتوسلك الا توافقي على الزواج من الأحمق الاخر
ما بهم الرجال حمقى وجهال ولا يحاربون من اجل من يحبون
ماذا يا ازهار لقد اقتنعت فعلا ان الهمجي المعتوه يحبك
توقفي اولا عن شتمه بحق السماء
ماذا أفعل يثير غيظي

لا فائدة ترجى منهم
علي ان أخوض حربي بنفسي
فتحت الرسالة الأخرى والتي كانت اكثر رقيا ولباقة
“ هل تقبل زهرة الاقحوان ان نلتقي في مكان ما ،
اعتبريها رجاء اخير من رجل يحتضر”
في الواقع ساعتبرها موعدا غراميا علي اعوض به الفراغ القاتل الذي اعانيه بفضل السيد فؤاد والآخر الأحمق عصام
واروح به عن نفسي بعد الضغوط النفسية التي عانيتها
كما انني لا انكر اني اشعر بالفضول نحو هذا الفتى المدعو شهاب
والفضول نقطة ضعفي الازلي
كان علي ان اخذ سيارة أجرة لاني ببساطة لن اغامر بالخروج برفقة السائق الذي سيرفع تقريرها مفصلا لأبي
ولا تنقصني محاضرات عن حدود الحرية المطلقه التي يتغنى بها عمير هذه الأيام وبدأ ابي يقتنع بها بعد أن اكتشف انني ساتزوج من رجل بدوي الأصل لا تعجبه سوى المرأة القابعة في بيته
وكأنني سارضى بأحد يقيد حريتي التي اعتدت عليها
ابتسمت للذي لوح لي بيده ما أن رأني وكان جالسة في طاولة ركنية في المطعم الراقي الذي اختاره بعد موافقتي على لقاءه
سرت نحوه وقلت مصافحا
“ أرى انك بصحة جيدة”
ضحك وهو يشير لي بالجلوس بعد أن سحب الكرسي للخلف
“ كنت احتضر من الملل بصراحة ولا اعرف في المدينة من يروح عني سواك ”
سألته وانا اتتبع جلوسه على الكرسي المقابل
“ هل تعيش بمفردك
أليس لديك اهل”
ابتسم قائلا
“ بلى اعيش بمفردي، عائلتي لا تزال في ألمانيا ”
“اذا صدق توقعي انت كنت مغتربا”
هز راسه ثم اضافيشير للنادل
“ ماذا تشربين”
قلت للنادل
“ قهوة سادة ومعها مكعبات السكر ساضيفها بنفسي”

اضاف هو قائلا
“ مثلها من فضل”
ثم نظر ناحيتي قائلا بابتسامة خبيثة
“ مبارك لك بالمناسبة”
قلت بشك مصدومة
“ هل انت واثق انك طبيب وليس عميلا سريا “
ضحك قائلا
“لست واثقا تماما، اخبريني هل ستتزوجين ابن الزعيم لأنني لا أرى ما يشير الي انك عروسا مرتبقة“
قلت بابتسامة
“ هذا لاني لست عروسا مرتقبا بالفعل، أخبرني من اين أحضرت رقم هاتفي”
قال غامزا بعينه
“ من مصادري الخاصة ”
ثم قال بابتسامة واسعة

ماذا تعنين هل سترفضينه ”
ثم اضاف بابتسامة واسعة
“ ستكون ضربة قاضية لأمير القبيلة
تخيلي معي عناوين الصحف
ابنة الماجدي ترفض فرصتها الذهبية للزواج من رجل الأعمال الشهير وابن الزعيم عصام الليثي

ضحكت على حماسته المفاجأة
“ لقد حرت في امرك ، ما هي حقيقتك صدقا يبدو أن لك علاقة وثيقة مع الصحف أيضا ”
“طفيلي فضولي هكذا تقول امي”
ثم اضاف بعد أن ابتسم للنادل الذي وضع أمامنا كوبين من القهوة
“ اختي صحفية وكانت تجرني معها ايام دراستها وراء اي سبق صحفي يلوح لها في الافق حتى أصبحت اعشق مغامراتها تخيلي انها تريد أن تلتحق بالإعلام حربي مجنونة هي ووالدتي المسكينة ستجن ان علمت برغبتها”
قلت بابتسامة واسعة
“ تبدوا رائعة، ساسعد بالتعرف عليها “
قال مبتسما
“ انا واثق من ذلك انها تشبهك كثيرا وهذا ما يعجبني فيك ”
فتحت عيني انظر اليه بدهشة فقال رافع يديه في الهواء
“ لا ليس كما فهمتها انا والحمد لله متورط حد النخاع
مع أنثى نارية تفوقكما جنونا
ومن الجيد انها ليست كانت لتحرق المطعم بمن فيه،وهذا يقودني لسؤالك ماذا حل بفتى الزوابع اسود العينين كنت على يقين ان هناك شرارة بينكما ”
قلت بشرود وانا احرك الملعقة لاذوب قطعة السكر
“ كانت هناك شرارة وانطفئت على الأرجح”
او هكذا ظننت
بقينا نصف ساعة أخرى يحدثني فيها عن شقيقته ومغامراتها وكم هي مجنونة ومتهورة
كان علي العودة لان امي متوترة بما فيه الكفاية وتحتاج الي مساعدتي كما أن علي ان ابدأ بتنفيذ مخططي لاصلح ما افسده صديق خالي المبجل
لو أفهم فقط كيف يفكر الرجال
هل استسلم هكذا فقط لكي لا يجرح كبريائي ان رفضني
ماذا لو لم أكن أعلم بأنه أراد اختي
كنت ساوافق عليه بالتأكيد
اولا لانه فرصة لا تعوض بقول منيرة
وثانيا لاغيظ به الأحمق الاخر
ولكني أعلم علم اليقين انه يتوقع مني الرفض
لن يفوته انني اكتشفت خبايا قلبه اتجاه اختي
ومن اللقاء الأول والا فقد استهان بي كثيرا
ولكني ان رفضت ساقطع الطريق امامه مع زهور
لا جدي ولا ابي سيقبلون ان يخطبها ولا حتى زهور ستقبل هذا ان تقبلوا رفضي اولا
ولأنها والي هذه اللحظة لا تعلم أن عميل شركتها الذي لا تطيقه هو صديق خالي
ولا ادري كيف فاتها ذلك
ولكن ماذا ساتوقع من شخصية كزهور
بالتأكيد هي لم تهتم لتعرف شيئا عن من تتعامل معه
ولكن كيف فاتها انه شريك خالي في شركته على الأقل كان الاسم ليجذبها
هذا ان قادنا لشيء فهو ان زهور لم تكن منتبهة لدروس السيد أمجد
“ اسمحي لي ان اوصلك انستي”
كان هذا شهاب الذي اخرج راسه من سيارته فقلت
مبتسمة
“ هل نسيت نحن لسنا في ألمانيا او باريس”
ثم أضفت
“ ساستقل سيارة أجرة لا تقلق ولكني احتاج لاسير قليلا تفضل انت”
وضع نظراته الشمس وقال بابتسامة
“ حسنا آنسة اقحوان اتمنى لك حظا موفقا ولنا لقاء آخر ”

هززت له براسي فانطلق بسيارته مودعا تحركت انا بشرود أسير باتجاه الشارع العام افكر بطريقة اقنع بها زهور بما افكر فيه
شعرت بمن يسحبني بقوة حتى أصبحت في زقاق ضيق بين المبنيين رفعت راسي مصدومة
من الواقف أمامي يحجزني بينه وبين الجدار قائلا
“ من ما انت مصنوعة بحق السماء كيف تخرجين برفقة رجل وانت مخطوبة لآخر
هل انعدمت لديك الحياء الي هذه الدرجة ”
كنت مبهوتة انظر اليه بعدم تصديق وكأنه شبح رسمه خيالي حتى استيقظت على ضربه للجدار بقبضته
“ تكلمي بحق السماء من هذا المايع الذي يحوم حولك”
قلت اضرب بقدمي على الارض بغيظ
“ وما شأنك انت بمن يكون ثم من عينك قاضيا علي لتحاكمني بما أفعل ”
ابتعد قليلا مكتفا ذارعاه امام صدره قائلا بسخرية
“ ومن يحاكمك

والدك ام عمك؟ او ربما ابن عمك؟
ام هو خطيبك المبجل؟
وهل يعلمون حقا بمغامرتك مع شبيه العلكة هذا ”
قلت بسخرية مماثلة
“ وما مشكلتك ان علموا او لا هل يهمك الامر ”
قال بنبرة غاضبة هامسة
“ نعم يهمني ان يكسر أحدهم ساقيك لكي لا تصولي تجولي على هواك الا يكفي شعرك الذي لا يعرف كيف يستقر على أمره
ثم انظري الي نفسك ما هذا الذي ترتدينه اين تظنين نفسك
ام ان نظرات العابثين نحوك يعجبك ”
في ظرف اخر كنت لاغضب ولكنني ابعد عن ذلك بكثير في هذه اللحظة تحديدا اشعر بالانتصار
انه يغار
الجلمود الصخري يغار
لا يلومني احد ان قمت وحضنته الآن
قلت بابتسامة ساخرة
“ لم لا تفعلها انت ...
اه نسيت لا سلطة لك علي ...
كيف سنحل هذه ”

ضربته هذه مرة كانت عنيفة وبجانب راسي تمام ولكنه لم يستعد كفه بل بسطها على الجدار ومال نحوي وقال بحفيف هامس
“ لا تستفزيني ازهار انا امنع نفسي عنك بقوة
واي ضغط من جانبك ستتحملين نتائجها وصدقيني لن تعجبك ”
أهذا صوت قلبي الذي يهدر بداخلي
اغمض عيني استنشق رائحة عطره وقلت بهدوء ظاهري
يا إلهي انا احبه بجنون
“ لدي حل لكل هذا ”
حل لجنون غيرتك ولجنون قلبي
فتحت عيني انظر لملامح الاستغراب على صفحة وجهه والقيت بأول كلمة خطر ببالي
“ تزوجني”
تراجع مدهوشا فاغرا شفتيه ينظر الي يبلاه
“ ماذا قلتي ”
قلت بضيق
“ أفق من ذهولك وراعي اني أعرض عليك الزواج وهذا ليس سهلا بالمناسبة”
الا انه لم يفق وقال بذهول اكبر
“ اللعنة ازهار هل تعين ما تقولين هل هذا موضوع تمزحين فيه ”
وقفت باعتدال وقلت بثقة استرجع بها ما تبقى من كرامتي
“ لا استاذ فؤاد انا فعلا أعرض عليك الزواج،
ولكن للأسف العرض لن يكون ساري المفعول بعد مغرب اليوم لذا خذ وقتك في التفكير واذا توصلت لقرار تعرف رقمي ”
تحركت بتثاقل أسير خارج الزقاق الذي اكتشفت الآن انه شبه مكب نفايات لمخلفات المطعم
غبية متهورة يا إلهي انا احتاج فعلا لم يقطع لساني ايضا
كيف فعلتها يا حمقاء
ماذا لو رفضك
ستكون ضربة قاضية لن تقفي بعدها ابدا
ولكنك ستستيقظين من وهمك أليس كذلك وستكرهينه وتنسينه
”يا إلهي ماذا فعلت ”


*****
جنون ..... كل ما يحدث جنون مطلق
ازهار الماجدي تريد مني أن اتزوجها
الجملة بحد ذاتها تدعوا للضحك فما بالك وانا أقف هنا كالابله ارددها مرارا وتكرارا سرا وعلانية
لم أستطع ان امنع نفسي من الضحك لدرجةع اد بها راسي للخلف ولم اتوقف الا على خشخشة جاءت من خلفي فنظرت لعامل المطعم الذي ينظر الي باستغراب يحمل كيسا اسود بيديه
قلت وانا ارفع يدي امام صدري في الهواء
“ لست مجنونا اقسم لك وساغادر الآن ”
ركبت سيارتي انظر أمامي بغير تصديق
اخرجت بطاقة الأحوال المدنية من درج سيارتي انظر بجمود للصورة الحديثة فيها ثم الي الاسم وقلت بسخرية
“ ليت عرضك جاء قبل اليوم يا ازهار
كنت لاغامر بكل شيء بما فيه حياتي لاقبل به
اما الآن فالمعركة ليست معي بل ستكون اكبر من ذلك بكثير ومع ذلك يظل عرضك مغريا
مغريا للغالية ”
اعتدت البطاقة لمكانها وانا اجيب على عمي الذي وقد نسيت انني تركته في البيت لاجلب الغداء
“ دع عنك ما تفعل وتعال نعود للقرية بني ”
قلت مقطبا حاجبي
“ ماذا الن تنتظر للغد لتزور ابنتك اولا ”
“ ابنتي سازورها لاحقا علينا العودة شقيقتك وقعت من ظهر الحصان وكسر يدها ”
قلت مفزوعة
“ جودي؟كيف ومتى؟”
قال زافر
“ كيف لا اعرف اما متى حدث بالأمس”
حركت السيارة وقلت بغضب
“ منذ الأمس ولم تخبرني ماذا أفعل بهذه الفتاة بحق الله”
قال حينها عمي
“ انا في انتظارك دعنا لا نتأخر لأنني لست متأكد من الوضع أخبروني ان الحاج محمد جبر لها كسرها وهو مشهود له ببراعته ولكن لنطمئن اكثر وشقيقتك تحتاج فعلا لمن يشد عليها ”
قلت ازفر بضيق
“ انتظرني انا في الطريق”
كان علي الاتصال بها فور إغلاق الخط
الا انها لم ترد الا بعد المحاولة الثالثة وما ان فتح الخط قلت بغضب عارم
“ جودي أيتها المتهورة هل تعلمين ماذا سأفعل ان رأيتك الآن”
قالت بصوت خفيض شعرت بتعبها
“ تكسر ذراعي الاخر”
“ بل وقدميك ايضا، ماذا أفعل بك بحقك
اخبريني كم مرة حذرتك من تهورك، ثم من اين أحضرت الحصان
بل لماذا اخفيت عني الامر منذ الأمس جودي كسرت يدك ولم تخبريني ”
زفرت بضيق وقالت
“ رويدا رويدا
كيف اجيب على سيل الأسئلة هذا
كما اني انا لا أتذكر معظمها
ويا اخي هل لاحظت انك لم تسأل عن حالي،
لقد كسرت ذراعي بالمناسبه رغم انه ليس خطيرا ولكن...

هذرت بغضب وانا أشير بيدي وكانها أمامي
“ ليس خطيرا، ومتى يكون خطيرا عندما تسحقين تحت حوافر الفرس، اتعلمين انت تستحقين ما جرى لك علك تتعلمين الدرس ”
“اخي”
قلت اقاطعها
“ لنا حديث عندما اصل والان اخبريني كيف هو يدك هل تؤلمك هل تستطيعين الصبر حتى اتي واخذك الي المشفى”
قالت هاتفة بجزع
“ اخي لن اذهب للمشفى انا بخير اقسم لك والرجل الذي جبر كسري أكد انني سأكون بخير ارجوك انا احتاج إليك فقط
لا يمكنني أن احتمال رائحة المشفى

“ بل ستأتين معي ربما تحتاجين لاشعة ونحن لا نعلم خطورة إصابتك وتحملي عواقب أفعالك المتهورة ”
أقفلت الخط وانا أدرك انها ستعود للاتصال مجددا ولكني تجاهلته حتى وصلت للعمارة التي اقطن في إحدى شققا فوجدت عمي ينتظرني اسفلها ركب بجانبي قلت مباشرة
“ هل الحاج محمد بارع ”
قال
“ انه رجل كفيف امده الله بالبصيرة نحن نثق به وكل من يعرفه يشهد له ببراعته ومنهم من يأتيه من العاصمة انه يجبر الكسور فلا يترك لها أثر بعد شفائها ”
فكرت في انه يجب أن اعيد جودي الي باريس باي طريقه فلم يعد أقناعها يجدي نفعا وعلي ان استغل سلتطي الابوية الوضع اصبح أعقد مما كان وعمي معه حق عندما حذرني من إسترجاع هويتي إذ الأوضاع في البلاد كلها متوترة بشكل عام والقبيلة بشكل خاص
رغم ان عمي كان رافضا الفكرة من البداية الا انه جاء ليشهد امام المحكمة وانا اقدر له هذا
لا خير في الهرب
لقد خسرت الكثير ولا زلت اخسر
من حقي ان اعيش في وطني بأمان
كما من حقي ان انسب الي ابي وقبيلتي
وليس لاحد الحق بان يحاسبني على خطأ لم اقترف منه شيئا
لا احمل دماء احد في رقبتي وعلى الجميع أن يدرك ذلك ( لا تزر وازرة وزر أخرى)
يجب يدركو انني لست ابي

هذه المرة الثانية التي آتي فيها الي هذه القرية
اولا مرة عندما اوصلت جودي لم ابق فيه لوقت طويل بل قضيت ليلة واحدة بعد اصرار عمي
لا انكر انها نالت إعجابي ولكن لا أفهم حب جودي لها
مالذي يجعلها تتمسك بهذه القرية رافضة العودة إلى باريس ما المميز فيها
لو لم أكن اعرف جودي لقلت انها تهرب من تسلطي الأخوي
اوقفت السياره امام منزل عمي فنزل منها يسبقني للداخل بينما بقيت لبعض الوقت افكر فيها
اخرجت هاتفي لارسل لها رسالة على الأقل لتدرك انني لا أرفض عرضها السخي
ليس بإرادتي على الأقل
ترجلت انا الاخر وسرت بهدوء ناحية الباب الحديدي الذي يحيط به سور قصير كمعظم البيوت في هذه القرية قصيرة الي درجة ان اي احد يمنكه رؤية رأسي من فوق سوره
كان عمي وزوجته واقفان في الداخل وبدا ان عمي يوبخها على إخفاء الامر عنه وعند رؤيتي ألقت زوجة عمي السلام ثم أشارت قائلة
“ تفضل بني شقيقة في الداخل نعتذر على عدم اخبارك بالأمر ، جودي اخفت الهاتف لكي لا نخبرك”

قلت بابتسامة هادئة ” لا باس عمتي اعرف الاعيب جودي جيدا ”
“تفضلا ساعد لكما الشاي”
كانت هذه عمتي التي تحرك ناحية المطبخ فتحرك عمي ليلحق بها قلت بهمس عندما مر بجانبي
“ لا تقس عليها عمي”
توقف قائلا ” دعني اتصرف مع زوجتي يا فتى واذهب لشقيقتك ولن اقول لك ذات الشيء فهي تحتاج لمن يكسر رأسها ”
قلت ضاحكا
“ دع هذا لي ”
تحركت أسير ناحية الباب الاخر بيما غادر عمي هو الاخر ضاحكا
انحنيت لادخل من الباب الصغير انظر اليه بضيق وهو يشعرني انني عملاق من العصر القديم رأيت طفلة تلعب بالسعف وتحاول ان تحيكها مع بعضها كما تفعل والدتها على الأغلب رفعت رأسها باهتمام فساءلتها عن جودي فاشارت ناحية احدى البابين الآخرين وعادة لما بين يديها
رفعت الستار داخلا للغرفة لاجد جودي جالسة على السرير بتحفز بينما يدها مجبر ومعلق بحبل حول عنقها كانت ترتدي ذاك الجلباب الواسع الذي يرتدينه معظم النساء في هذا البلاد ما أن تقدمت خطوتين متجهما
حتى رفعت يدها السليمة وقالت برجاء
“ ارجوك اخي انا احتاج للجانب الابوي الحنون اترك الجانب الأخوي الحانق لوقت لاحق ”
المخادعة
“ هناك جانب اخر انت لا تعرفينه جودي ولا تريدين رؤيته”
ترقق الدموع في عينيها وزنت شفتيها قائلة برجاء
“ فؤاد”
جلست على طرف السرير ارفض النظر لعينيها لكي لا أضعف كنت غاضبا منها ليس لشيء الا من خوفي لفقدانها انها الشيء الوحيد الذي اعيش لاجله
هي أمانة ابي الذي ابيع الدنيا لأجلها.
شعرت بثقلها على جسدي تحلوط رقبتي بيد وتنشج ببكاء قائلة
“ انا آسفة اخي أعدك لن اركب حصانا بعد الآن لا تغضب غضبك يؤلمني ”
حسنا انا ضعيف فعلا امام دموع النساء وجودي ليست استثناء ولو كنت غاضبا منها
احطتها برفق وقلت
“ وهل فكرت للحظة انني ساسمح لك بركوبها ثانية ودعي ايام بطولاتكم عزيزتي ”

بقيت تبكي لوقت وانا اضمها واربت عليها بصمت حتى
جاءت زوجة عمي تحمل صينية الشاي فابعدت ها قليلا ووقفت تناولها من يدها واضعه جانبا
شرحت لي عن إصابة جودي واخبرتني ما قاله الحاج محمد عموما الوضع ليس خطيرا
بعد مغادرتها التفت لجودي
“ اذا هل ستخبريني من اين حصلت على الحصان”
برمت فمها قائلة
“ من الأفضل أن أخبرك قبل أن تسمعها من الجليدي فيتهمني بالسرقة وتصدقه ”
“ جودي بلا الغاز اريد الحكاية كاملة ”
تنهدت قائلة
“ انه حصان سافر صاحبه للمدينة وانا استعيره عادة وهو لا يمانع ”
“ من هو جودي وكيف علمت انه لا يمانع”
“ اخي لا يذهب تفكيرك بعيدا انا لا اتواصل مع احد لقد استعرته مرة بوجوده وبعد مغادرته أخبر صاحب المزرعة بان لا يمنعني من استخدام فرسه ولكن الأحمق الجليدي لا يسمح لي ”
“ لذلك تسللت وأخذته دون علمه، ألم اقل انك تستحقين ما جرى لك ”

قالت بضيق
“ اخي انت تقسو علي كثيرا ”
ضربتها علىجبهتها وقلت واقفا
“ ارتاحي سأذهب لاتحدث مع عمي ”
ما أن خرجت وقع على نظري الشابة التي تاركة الطفلة في جلستها وبدى انها تشرح لها كيفية عقد السعف مع بعضها ما أن شعرت بي حتى رفعت رأسها ثم وقفت بعدها بتوتر كانت أطول من جودي بقليل تحيط وجهها بحجاب اخفضت نظرها والقيت السلام بهمس
رددت عليها السلام
ثم استأذنت منها
سمعت صوت عمي في الخارج يتحدث مع أحدهم وبدا الصوت مألوفا عندما خرجت للحوش التفت كلاهما ليتضح لي ان الرجل لم يكن سوى فراس رئيسي في العمل ابتسم لي فابتسمت بدوري اصافحه بحرارة فقال ضاحكا
“ لا تقل لي انك شقيق المتهورة الصغيرة التي جلبت لي الشيب على صغر ”
قلت بتوتر ضاحك
“ وانت صاحب المزرعة الذي لا يجب أن أصدق عندما تقول ان شقيقتي سرقت منك الفرس أليس كذلك ”
ضحك قائلا
“ كيف هي الآن اظنها ستتوب بعدما جرى لها”
قال عمي
“ أشك في ذلك انها أكبر عنيدة رأيتها في حياتي، بالمناسبه كيف وقعت أخبروني انها كانت في القصر ”
قال فراس
“ كان الفرس مريضا وهي لم تلاحظ ذلك وعندما
وكزته تألم فهاج لتسقط هي من ظهره والحمد لله انني كنت قريبا والا لكان دهسها ”
قلت بهدوء
“ الحمد لله ان الامر توقف على كسر في زراعها ”

تمتم كلاهما بالحمد لله
استأذن فراس قائلا
“ استأذنكما يجب أن أذهب لرؤية جدتي الآن، اتمنى لجودي الشفاء العاجل واعتبر نفسك في اجازة مفتوحة حتى تطمئن عليها ”
قلت شاكرا ” شكرا لك فراس ولكني لن اتاخر تعلم نائبك سيجن ان لم يجدني حوله”

ضحك عاليا
“ لقد أعجب بك كثيرا، عد سريعا لكي لا يستبدلك بآخر ”
تحركنا باتجاه الباب بينما قال عمي
“ تفضل بني اشرب الشاي على الأقل”
“ اشكرك عمي دعها لوقت لاحق عن اذنكم”
“ سلم على جدتك واتمنى لها الشفاء العاجل ”
هز فراس راسه وغادر بعدها أقفل عمي الباب والتفت نحوي قائلا
“ هل تعمل معه فعلا”
هززت له راسي باستغراب فقال
“ اترك العمل عنده في أسرع وقت وإياك أن يعلم به هويتك الأصلية”
فتحت عيني مندهشا وقلت
“ لماذا عمي لا اظن فراس يشكل خطرا ”

هز راسه وقال
“ فراس لا يشكل خطر ولكن صديقه سيفعل ”
قلت باستغراب مشدوها
“ صديقه من ”
“ عماد الفاتح”

****


“ لا تردي”
جملة تجول في ذهني مرارا وتكرارا وانا انظر بجمود لهاتفي الذي لا يتوقف عن الوميض رغم كونه على الصامت الا انني اشعر ان رنينه يملئ الغرفة ويعلوا في كل مرة باصرار يطالبني بالرج
مالذي يريده مني
الا يكفيه الدمار الذي أحدثه في حياتي
ليته يختفي ويعود الي حيث كان
لماذا عاد من الاساس
بحق السماء لم لا يتركني في حال سبيلي
سافقد عقلي اذا استمر هذا الوضع
لم انم منذ ثلاث ايام كل مرة اغمض عيني تهاجمني الكوابيس وبت أخشى الظلام
مخافة ان يظهر لي من العدم
مدت يدي ارفع الهاتف
ضغط على زر الإجابة وانا افكر في انه يجب أن أضع حدا لهذا
“ كنت أعلم بأنك ستردين في النهاية”
اغمضت عيني بقوة وقلت
“ ماذا تريد وليد ”
جاء صوته مبتسما
“ كنت واثقا انك ستردين في النهاية

كيف حالك زهرتي اشتقت لك ”
“ بالاخير وليد مالذي تريده مني اخبرتك انك وأهم ان كنت ستظن انني ساعيد أخطاء الماضي
لذا توقف عن الاتصال
وان ظننت انني سانسى ما فعلته بي وكيف دمرت حياتي انت واهم ايضا لن ارتاح حتى اخذ بحقي منك ”

ضحك عاليا وقال بعدها
“ حقا زهور
من دمر حياة من
هل نسيت انك من تخلى عني وباعني بثمن بخس
انت ملكي يا زهور
اتذكرين ذلك قلتها لك آلاف المرات

منذ اللحظة التي جعلتني اتعلق بك
أصبحت سجين هواك
ان كنت غاضبة لان زوجك العزيز تركك ورحل
فانا أيضاً عانيت المثل
ثلاث زيجات فشلت لأنني عجزت عن انتزاعك من كياني
لذلك ساحصل عليك برضاك او بدونها
فاختصري علينا الطريق ارجوك
لأنني ما بت احتمل بعدك

شهقت رغما عني وانا اقول باستنكار بيما كان جسدي يرتجف
“ لن أكون لك أو لغيرك وليد
هل تذكر فعلتك لقد حاولت الاعتداء علي
وافقدني طفلي بعدها زوجي وبعدها نفسي
يا إلهي انت مجنون ان فكرت انه سيجمعنا شيء غير المحاكم ”
ضحكة عالية جلجلت من الجهة الأخرى جعلتني اضم نفسي بقوة مغمضا عيني
“ وماذا تنتظرين عزيزتي
دعيني اخمن لا تملكين الادلة
زهور انت أذكى من ان تقحمي نفسك في حرب تعلمين خسارته مسبقا ”
ثم صمت قائلا بعد برهة
“ هل تعلمين ما يحدث خارج جدارن غرفتك زهور؟
اكيد لا تعلمين دعيني أخبرك
والدك الحبيب على وشك اعلان افلاسه حبيبتي
وذلك لن يكون بعيدا صدقيني
لذا عندما يجد فرصة كالتي ساقدمها له لن يتردد في اقتناصها ”
“ لست حبيبتك وابي لن يبعيني أتفهم
وسترى انه سيقف على قدميه قريبا
هو فقد مشغول بما هو أهم ”
“ تقصدين حمل والدتك
هل صحيح أن والدتك مريضة بالقلب
الي اي مدى يشكل حملها خطرا على صحتها ”
قلت بغضب
“ لا شأن لك
ابتعد عن عائلتي وليد
من اي شيئ مصنوع انت

“ كوني لي وسابتعد عنهم
وقبل أن تقولي شيئا فكري جيدا
كيف سيكون موقف والدتك ان علمت بحقيقة ابنتها ”
كنت اتفس بصعوبة وانا اقول بحدة
“ لن تجرأ”
“ انت لم تعرفي ما أصبح عليه وليد الذي صنعته
قد أفعل اي شيء في سبيل تحقيق هدفي
وانت الآن هدفي
بالمناسبة لدي مفاجأة لك
واتمنى ان تعجبك وفكري جيدا حبيبتي ”
كنت ارتجف فعليا وانا اقفل الخط في وجهه
لا أدري كم من الوقت بكيت حتى نشفت دموعي وصرت انظر في الفراغ جامدة بلا حركة
افكر في انني ادفع ثمن أخطائي
لا يمكنني أن ألوم الا نفسي
انا من فرط في سمعتها وسمعة عائلته لتواعد صديق خالها في الخفاء
انا التي سعيت خلفه حتى وقع في هواي
انا التي سرقت رقمه من هاتف خالها
لتتواصل معه ثم ترسل له صورها
انا التي خرجت معه خفية من أهلها
وانا التي لم تواجه أخطائه فعالجتها بأكبر منها
كان علي ان اواجهه بالحقيقة لا ان اهرب منه متخذة زواجي حصنا اختبيء خلفه
من ماضي لوثته بنفسي
نعم انا لن ألوم غير نفسي

ذهبت للحمام اغسل وجهي وخرجت منه
عازمة على إنهاء هذه القصة
لن اسمح بأن تدفع عائلتي ثمن ما اقترفته يداي
حملت الهاتف ارسل لفريد اسأله ان كان توصل لشيء
فأرسل بعد ثوان ان كان بإمكانه الاتصال فاجبته بنعم ولم يلبث ان اهتز الهاتف في يدي
“ مساء الخير فريد هل توصلت لشيء”
كان صوتي مبحوح بسبب موجة البكاء الطويلة
“ مساء النور، هل انت بخير ما به صوتك”
“ انا بخير مجرد إرهاق ليس إلا”
“حسنا.
في الواقع لم اتوصل لشيء يخص ما حدث ولكني اكتشفت شيئا قد يكون لصالحنا ”
جلست على طرف السرير اصغي بهتان فتابع قائلا بسخرية
“ اظن ان وليد السلمي ونسيبه متورطان في تهريب الممنوعات”
شهقت واضعة يدي على صدري بينما ضحك هو قائلا
“ تواصلت مع بعض المسؤولين
وصديق قديم لي
ونحن نراقبهم وقريبا سيقعون
وأريد منك ان تكوني خارج الصورة
سامدك بالمعلمومات ولكن ان علم ان لك علاقة بالأمر فيسعى خلفك

قلت بهدوء
“ ما مدى تورطه لا اريد ان يفلت منها تعرف نفوذه”
“ ان صدق عمر فهو متورط حد النخاع ولن يخرج منها صدقيني ”
طرق على الباب جعلني اعتذر من فريد لاقفل الخط واتجه للباب
كانت أمي لقد بدى الإرهاق واضحا على ملامحها حينها فقد تذكرت ان اليوم يفترض به أن يكون خطبة ازهار
لعنت إهمال لعائلتي
“ زهور هل يمكنك تفقد ازهار ومساعدتها لم تخرج من غرفتها منذ عادت صباحا وانا مشغول في المطبخ ”
قلت بابتسامة وانا اخرج من الغرفة واقفل بابها
“ اعذريني امي لقد نسيت الامر تماما سأرى ازهار واتي لمساعدتك ”
قالت بحبور ”
ساعدي ازهار فيما سترتديه وجدي حلا للشعرها ارجوك
لقد جائت فاتنن وشريفة لتساعدنني اهتمي بشقيقتك وخففي من توترها ”
قبلت رأسها وقلت
“ اعتمدي علي ولا تقلقي”
قالت امي مضيقة عينيها
“ زهور ما بك لا يعجبني صوتك وعينيك محمرتين”
قلت أسير ناحية غرفة اختي
“ انه النوم امي ”

لم اطرق الباب بل فتحته مباشرة وانا ادخل لاقفله خلفي انظر بدهشة لازهار التي تجول ارض الزخرفة ذهابا وإيابا تفرك يديها وتتحدث بعصبية لم أفهم منه شيئا
اقتربت منها اكثر وقلت
“ ازهار ما بك”
التفتت مجفلة ثم قالت
“ زهور هذه انت”
“ ماذا يجري هنا ما بك لم كل هذا التوتر ”
انهارت جالسة على السرير قائلة
“ انا خائفة زهور ولا يمكنني فعلها”
رمشت بعيني لا أفهم شيئا جلست بجانبها اسأل
“ مما انت خائفة وماذا لا يمكنك فعلها
اخبريني ازهار وساساعدك أعدك ”
“لا يمكنني الزواج من صديق خالي
سأموت ان فعلتها ”
كانت تنظر الي بعيون دامعة لا أصدق انها تعود لازهار بينما قلت انا مصدومة من كلامها
“ مالذي تقولينه”
قالت بألم
“ انا احب رجلا اخر اختي ”
لو ان احد ما صفعني الآن لكان اهون مما سمعت
كيف ومتى
يا إلهي ازهار تبكي رجلا
هل انا حقا لا اتوهم
رفعت يدي ارفعها رأسها انظر بذهول
“ مالذي تقولينه ازهار ”
قالت ماسحة دموعها
“ ا تصدقين هذا انا أزهار أقف عاجزة امام حب رجل
واي رجل
رجل احمق همجي مغرور ومتغطرس اه لو استطيع ان انتزع عينيه المتقدة بالبرود والقوة
سحقا له الأحمق المتعجرفة عديم الذوق”
كانت تتحدث بانفعال تضرب السرير بقبضتها كنت انظر إليها وشخص واحد قفز الي ذاكرتي
يمكن أن يتسبب لازهار بهذا الجنون
“ الاستاذ فؤاد

ازهار هل تحبين استاذك هل تمزحين معي ”
قالت بأسى
“ لقد ظننت انني استطيع انتزاعه بسهولة ولكن الامر ليس سهلا انا احلم به باستمارا ولا اتوقف عن كتابة اسمه في كل مكان
لقد فقدت الهدوء في حياتي منذ دخوله حياتي
انا انا اشتاق اليه زهور لم أعد احتمل ”
“ ازهار مالذي تقولينه
وما موقفه من كل هذا
أتمنى أنك لا تعيشين مجرد وهم عزيزتي ”
قالت بضيق
“ ا تظنين انني مراهقة تنقاد نحو عواطفها دون أن تدرك ماهيتها
انا نفسي مندهشة من نفسي ولكن لا يمكنني وصف مشاعري بالوهم”
قلت بجدية
“ اجيبيني ازهار هل يعلم
وماذا عن مشاعره هو ”
“ يحبني نعم ولكنه جبان
مثل جميع الرجال لا يعرفون كيف يقاتلون من اجل من يحبون ”
افمضت عيني احاول ان اركز على ما علي قوله
“ ازهار انت لست صغيرة وتعرفين ما تريدين
وانت الآن في وضع لا يسمح لك بالتشتت
اخبريني ماذا ستفعلين بشأن خطوبتك الوشيكة ”
قالت بجدية
“ لا يمكنني أن أرفض تعلمين ذلك
ابي لن يسمح بذلك حتى وان كان هذا يعني انه سيجبرني ولأول مرة على شيء لا أريده

ولا اكذب عليك انا اريد ان امنح نفسي فرصة لا اريد ان اتظاهر بالسعادة امام رجل وانا افكر بآخر ولست واثقة ان كنت قادرة على نسيانه

ان كان لابد لي من نساينه فاريد ان افعل ذلك قبل أن ارتبط بآخر
وان كان أمامي فرصة معه ساقتنصاها ولو كانت واحدا في المية ولا يهمني حجم التضحية ”
تنهدت بضيق اقول بهمس
“ الي اي مدى تحبينه ازهار والي اي مدى يمكنك التضحية من أجله ”
ابتسمتقائلة بسخرية من نفسها
“ احبه الي المدى الذي يجعلني أعرض عليه الزواج

صدمة ما بعدها صدمة
هل هذه ازهار التي تتحدث قبالتي امم انني واهمة
هل هي تفترض انها ستفعل ذلك ام انها فعلت
اقسم انها فعلت وهذا ما يفسر السخرية في عينيها هي نفسها لا تصدق ذلك
هل انها تهورت وفعلتها

“ ماذا قلتي”
وقفت قائلة بحنق وهي تتجه لدولابها تبحث بعصبية عن شيء ما
“ لقد عرضت عليه الزواج ويمكنك القول انه رفضني بكل عجرفته ”
اخرجت فستانها أسودا ورمته بعنف على السرير قائلة
“ اتعلمين
انه لا يستحقني ولا يستحق أن اغضب والدي وجدي بسببه ساتزوج من رفيق الخالي
والي الجحيم هو والحب
واللعنة عليهما ”
تنهدت أسير ناحيتها وامسكها بكتفها
“ توقفي عن اللعن ازهار
وانتظري الي ”
رفعت نظرها لاصدم برؤية عينيها الدامعتين
انها تحبه يمكنني رؤية ذلك
ازهار تحب استاذها
يا إلهي
“ لن تستطيعي نسيانه ”
لن تستطيع أن كنت انا التي عشت قصة حب كاذبة لم أستطع نسيانه فكيف بها هي

“ ولن استطيع رفض الاخر”
”لن ترفضيه انت “

******

نهاية الفصل




ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-19, 12:37 AM   #185

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,159
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

تحمست انقلبت الدنياءفي قصتك مو بعيده تزوجين ابن الامير للصحفيه اخت الطبيب لان وضعة معها مشكوك فيه

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-19, 11:10 PM   #186

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
تحمست انقلبت الدنياءفي قصتك مو بعيده تزوجين ابن الامير للصحفيه اخت الطبيب لان وضعة معها مشكوك فيه
هههه


ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 10:54 AM   #187

انجي حمدي

? العضوٌ??? » 437172
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » انجي حمدي is on a distinguished road
افتراضي

يا سلاااااام احلي صبح هذا
لم اكن اعرف انك نزلتي جديد الا الان
جزاك الله خيرا
اهلا بك وكل اهل تشاد والسودان
والف سلامة عليك
اسال الله ان يتم شفاءك ويعافيكي
لي رجعه بالرد علي الفصول ان شاء الله
جزاكي الله خيرا


انجي حمدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 09:01 PM   #188

ظبية البان$

كنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 439964
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 503
?  نُقآطِيْ » ظبية البان$ is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون










كان صعبا علي رؤية جدتي مريضة هكذا وانا عاجز عن فعل شيء، مهما انكرنا الامر نحن ندرك ان وضعها سيء سيء للغاية، فشل كلوي حاد قد يعني ان أيامها باتت معدودة بيننا، ونحن عاجزون عن فعل شيء
قد يكون الامر اننا عجزنا عن أقناعها باخذها للمدينة الا اننا ندرك ان أطباء المدينة لن يستطيعوا فعل شيء لها قد يحتاجون لزرع كلية أخرى وسيستغرق ذلك وقتا حتى نجد زمرة مطابقة والوقت هو ما لا نملكه فعلا
في كل مرة تجول في ذهني فكرة فقدها اشعر بالخوف شعور باليتم يتسلل الي لمجرد التفكير فكيف ان غادرتنا لقد استسلم بشير لرغبتها وبقي صامتا يعتني بها دون أن يفارقها الا ما ندر لقد اعتكف عند رأسها يقرأ لها من كتاب الله تارة ويتحدث إليها تارة أخرى
كان يطعمها بنفسه ولا يسمح لأي منا بذلك
نظرت لملامح جدتي الساكنة اي شخص قد يظن انها نائمة الا انها تقارع الألم بداخلها
أمسكت بيدهاوقلت بتوسل
“ ارجوك جدتي دعيني اخذك للعاصمة سيبذل الأطباء جهدهم لعلاجك”
فتحت عينيها وقالت بصوت ضعيف
“ الموت حق بني ولكل منا اجل لن يتأخر ساعة ولن يتقدم وانا ساعتي قد قربت لن يستطيع الأطباء فعل شيء إلا أن يزيدوا من عذابي وخير لي ان اموت بين يدي اهلي من ان اموت في غرفة باردة”
قبلت يدها وقلت برجاء
“ أطال الله عمرك جدتي
لا يمكنني رؤيتك هكذا جدتي ارجوك دعينا نحاول على الأقل ”
افمضت عينيها وقالت بحزن دفين
“ انا اسف بني
سامحني بني على كل ما سببته لك من أذى ”
قلت بدهشة اضغط على يديها
“ مالذي تتحدثين عنه جدتي لا شيء اسامحك عليه واي اذا هذا الذي سببته لي انت كنت الام الثانية لي وانا ممتنة لوجودك في حياتي انا وبشير انت الام الذي فقدناه على صغر فمنحتنا حنانك المطلق ودفئك نحن من
يجب أن يطب منك السماح لانانيتنا بك دائما ما أخذنا منك دون أن نمنحك شيئا ”
اغمضت عينيها قائلة بحزن
“ انت لا تعرف الحقيقة بني إذ انني السبب وراء كل ما جرى لكما انا السبب في فقدكم حنان الأبوان ”
قلت باستنكار
“ جدتي”
نظرت الي وقالت بابتسامة متألمة
“اتعرف دعني أخبرك حقيقة جدتك “
“ عندما تزوجت جدك كنت طفلة في الخامسة عشر لم أفهم معني الزواج حينها ولكنني كنت مثل كثير من الفتيات تربينا لكي نتزوج ونخدم ازواجنا
رغم صغري الا انني لم أشعر بالرهبة
لقد كان الزواج شيئا حتميا لأي فتاة في القرية كما أن فرحتي للانتقال للمدينة كان أكبر من أن افكر بأشياء أخرى كالمسؤولية والأبناء والغربة
كان جدك رجلا بسيطا تاجر خضار في السوق القريب كان حالنا ميسورا نحصل على قوت يومنا وندخر القليل منزل شعبي بسيط من غرفة واحدة ومطبخ وحمام فقط سنوات زواجي الأولى كانت هادئة رغم حنيني لللقريةجدا كان رجلا حنونا عطوفا لم يكن له أقارب او عائلة او هذا ما ظننته خلال سنوات طويلة
كان يخصص لي وقتا بعد المغرب يعلمني فيها ما جهلت عن ديني ويعلمني القراءة والكتابة كنت اشعر به ابا اكثر من كونه زوجا
عندما توفي كانت ضربة قاضية لاستيقظ على واقع الحياة القاسية التي لم اختبرها حتى في القرية كنت حاملا من خالتك بينما كانت والدتك في الثانية وخالك لا يزال في الخامسة.
لقد فقدنا رب اسرتنا وعمادها كنت خائفة حينها لم أعرف ماذا أفعل جاءت امي من القرية لتبقى معي وكان من المقرر ان أعود معها الي القرية ما أن الد خالتك ولكنها توفيت هي الأخرى بعد اسابع عدة أثر سكتة قلبية
كان مفجعا لي ان يموت اعز إنسانين بين يدي خلال شهر واحد عدت الي القرية حيث اخي ولدت فيه ابنتي وبقيت فيه سنة كاملة ولكني أدركت انني امثل عبأ فوق عاتق زوجة اخي التي تحمل مسؤولية بيته فوق رأسها فاخي كان ضريرا منذ مولده
كما انني أردت تحقيق حلم زوجي الذي كان يرى في ابنه مستقبلا بأهرا
لطالمة تحدث عن مراحل تعليمه الذي سيشاركه فيها لحظة بلحظة لذا كان على العودة الي المدينة لأجل ابنائي ”
توقفت عن الحديث ودمعة تتسلل من عينيها فمسحتها وقلت
“ ارتاحي جدتي ولا تتحدثي هذا يرهقك”
لم تحدثنا جدتي يوما عن الماضي وكأن ما شهدنا باعيننا كان كافيا لكلانا انا وبشير عرفنا عن طريق امهاتنا عن مآسيهم بينما كانت جدتي دائما تحدثنا عما يجب أن نكون عليه، كانت تعلمنا كيف نتجاوز الماضي لنعيش حاضرا ونخطط لمستقبلنا وأتساءل ان كانت قد نجحت في ذلك
نظرت لبشير الذي جلس بجانبي أثناء حديث جدتي
كانت ملامحه هادئة جدا ينظر لجدتي التي تابعت قائلة
“ لم تكن الأمور. سهلة في العاصمة على فتاة في بداية العشرينات تحمل على عاتقها مسؤولية أسرة في مكان لا يعترف الا بالشهادات، كان على أن اجد عملا مهما كان نوعه ولكن وجود صباح بين يدي كان عائقا كبيرا عملت في المنازل وفي بيع الخضار مثل زوجي وفي أعمال أخرى قد لا تتخيلها، ولكن كان على دائما أن أعود الي نقطة البداية في لحظة ما، لسنوات كنا نتأرجح بين وضع أفضل الي اسوء ثم اسوء بكثير، كان على أن اوفر للايجار ولدراسة ابني الا ان مرض صباح كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، ركضت بها الي المشفى لاكتشاف انها مريضة بالسل استهلكت كل ما ادخرته لاشهر في علاجها ولكنها لم تتحسن وبعد شهرين نفد مني كل شيء فتوقف الطبيب عن علاجها وعدنا للبيت الذي تراكم علي إيجارها والديون باتت تحاصرني من كل جانب ، أصبحت عاجزة وانا اراقب ابنتي تموت امام عيني، كانت النهاية بالنسبة لي، لقد فشلت في تحمل مسؤولية اسرتي كنت يائسة تماما لم أدرك ما علي فعله بقينا اسبوعين ناكل الخبز اليابس الذي كنت أخذه من الدكان المجاور لبيتي بدل ان يرميها كنت اذهب كل يوم الي الطبيب اترجاه ان ينقذ ابنتي فكان يقول بجفاف ان لا أمل لها بالنجاة فلا فائدة من هدر الأموال سدا اعتكفت امام المشفى الحكومي لايام وانا احمل صباح الشبه ميتة بين يدي دون أن يلتفت اي احد الي كنت لا شيء بالنسبة لهم شيء لا وجود لهم لم يرا اي احد تلك الام التي تحمل طفلتها بين يديها حتى فقدت الأمل وعدت بها للمنزل اراقبها في صمت وقد سلمت بالأمر الواقع. ”

رغما عني رفعت راسي للستار الذي قامت خالتي صباح بوضعي فاصلا الخيمة لقسمين من اجل خصوصية الفتاة ابنة محسن التي أتت برفقتها والتي كنا نسمع صوت بكاءها المكتوم كل ليلة فيقول بشير شاتما وهو يقذف حجرا ” تبا الا تنشف دموعها ابدا”
كان حنق بشير يثير في نفسي متعة شيقة في مشاكسه وقد أدركت اي شرارة كانت تشتعل بينهما كل مرة اضطرا ليتواجها كانت منى ورغم الحزن والالم وبكاءها ليلا كانت ما أن تشرق الشمس تستيقظ لتقوم باي شيء يشغلها الا انها كانت منكسرة وحطمة فكرت ان هذه الفتاة يوما ما كانت مليئة بالحوية قبل أن تنصدم بحقيقة الحياة الغادرة فتحيلها الي حطام ربما ما يجذب بشير ناحتها انها تشبه والدته بشيء ما ليس باسمها فقط بل بروحها ايضا انه يرى والدته فيها لهذا هو غاضب منها لأنها حاولت الهرب ولم تواجه ما دمر حياتها ربما لن يقولها ولكنه أراها ان تحارب ان تثبت للعالم انها بريئة وانها لم تكن الا ضحية ليس إلا ضحية انتقام لا يد لها فيها ضحية ظلم أشخاص لا يعرفون سوى نهش لحوم غيرهم وأخيرا ضحية نبذ عائلتها
“ وماذا حدث بعدها جدتي”
نظرت لبشير الذي ابتسم يحث جدتي لاكمال قصتها


“ ما حدث ان الله ارسل لنا جارنا المحسن ذلك الرجل ما ان انتقل الي الحي تغير كل شيء
لم يتردد لحظة في اخذ صباح الي افضل مشفى ما أن أخبرته زوجته بوضعها وعين لها افضل الأطباء، لم يكتفي بذلك بل وادخل ابنائي الي المدرسة مع ابنائه كان يرسل لنا معونة كل رأس شهر، فجأة تغير كل شيء للأفضل الا ان احساس الضعف ازداد في داخلي أضعاف
كرهت فكرة مد يدي للغير حتى وان لم أفعل فجارنا لم يكن ينتظر مني ذلك كانت زوجته تخبره دائما بما نحتاج فنجده أمامنا صباحا، كرهت الفقر وكرهت الحاجة التي جعلتني مثار اشفاق عند الغير، فكرت الي متى سيستمر الامر الي متى سيبقى جارنا يصرف على بيتي، عندما كبر ابني بما يكفي شعر بذات الشيء كان يشعر بالدونية دائما امام أبناء الحي كان دائما يظن انه مدين لابناء ذاك الرجل فكانوا يستغلونه لذلك، كره المدرسة التي كان الجميع فيها من طبقة لا ينتمي لها ولن ينتمي لها،فتوقف فجأة عن الذهاب إليها، بدأ يعمل عند محل النجار الذي في نهاية الحي، ورغم ان ما يكسبه لم يساوي شيئا اما احتياجاتنا، الا ان شعوره بالمسؤولية كان يتعاظم في داخله وشعور بالعجز يتعاظم في الوقت ذاته، عندما تقدم خالد لوالدتك وجدنا فيه الخلاص من حاجتنا للبقاء تحت كنف جارنا، كان رجل غنيا وابن زعيم وماذا ان كان سيتزوج سرا من اهله انه رجل ويعرف ما يفعل، وفي النهاية هو كان سيفعل اي شيء ليحصل على سماح، فقد رآها مرة في الغابة أثناء زيارتنا السنوية لاخي وظل في اثرها حتى حصل على ما أراد، لم نخبر جارنا إذ اني كنت متيقنة ان الامر لن يعجبه، ولم يعجبه بالفعل ”
قلت بتفكير
“ جدتي من هو إذ اني لم اسمعك تتحدثين عنه يوما”
“ محسن الماجدي أليس كذلك جدتي”

نظرت لبشير ثم لجدتي التي هز رأسها بالايجاب
محسن الماجدي اذا

“ غضب كثيرا عندما علم اننا زوجنا سماح دون علمه وغضب اكثر عندما علم من يكون اما عندما علم بما فعله خالد بعدها شعرت بأنه سيدمر البلاد باكملها فوق رؤوسنا، لم يمض عام على زواج سماح، لم يقيما زفافا بالطبع ولم تغادر منزلنا، ولم يعلم احد بزواجها كان يأتي لزيارتها بين الحين والآخر وأحيانا ياخذها من المدرسة وهذا ما لم نعلم الا فيما بعد، عندما علمت زوجته جاء لبيتنا والقى عليها يمين الطلاق وغادر، وهددنا ان يعلم احد بالأمر، لم نعلم مالذي سيفعل رجل كخالد حين يهدد ولكننا خفنا، لم نعلم بحمل سماح إذ اخفت الامر عنا، لم
تشعرنا بتأثرها بالأمر، كانت تتنقل بيننا وكأن شيئا لم يحدث حتى اختفت في يوم من الأيام هكذا فجأة دون سابق إنذار، حينها بدأ الناس في نهشنا، لم يكن هناك سيرة غير الفتاة التي هربت من بيت أهلها عن الفتاة التي كانت تتهرب من الدروس لتقابل عشاقها عن وعن وعن عندما علم محسن هدد بفضح خالد وتلقينه درس واخبار والده الا انني منعته خوفا مما قد يفعله انتقاما، حينها اجبر محسن ابنه على الزواج من صباح، لم ياخذ برأي بل كأنه يخبرني ان صباح ستكون في خطر ما دامت تحت جناح امرأة مثلي أمراة تضحي بابنتها وترمي بها في الوادي لتنهش الكلاب لحمها ”
خرجت خالتي من خلف الستار تقول بانفعال والدموع ملئت عينيها
“ امي ارجوك لا تقولي هذا”
“ انها الحقيقة يا صباح وعليهم ان يدركا اي امرأة هي جدتهما المرأة التي لم تردد في إرسال ابنها الصحراء ليبحث عن اخته التي كانت هي السبب في اختفاءها، المرأة التي شكت في نسب حفيدها لان امه تعرضت للظلم من قبل وحوش لم تعرف الرحمة
هل علمت بذلك يا بشير هل علمت بانني من دفع امك للخروج من المنزل وقتها فماتت هي ووالدك الذي لحق بها ليعيدها
هل تعلم يا فراس بان والدك لم يعلم بوجودك يوما
بأنه لم يتبرأ منك ولم يمنعك من اسمه
عندما توفيت زوجته عاد ليطلب سماح ثانية، غضبت حينها وثرت في وجهه وانا أحمله موت ابني وزوجته وذنب سماح التي عانت كثيرا أثناء اختباءها في ذاك الكهف المظلم لسنوات وعندما عادت إلينا كانت عبارة عن جلد على عظم كانت جثة تسير على قدمين،علمت من صديقتها فاطمة الماجدي وانت تعرفها بالتأكيد إذ ان ابنها صديقك ايضا، كانت والدتك تذهب الي تلك الغابة كل شهر تنتظر ظهور والدك لتخبره عنك أرادت ان تعرف عن والدك ان تذهب اليه عندما تكبر ولكن عندما جاء خالد،
خفت ان يأخذك مني أخبرته بان سماح هربت بعد الفضيحة التي تسبب بها وتزوجت من رجل اخر وانجبتك منه، وحينها ظهر محسن وأكد على كلامي وهدده من الاقتراب منا، استخرج لك شهادة ميلاد باسم شقيق زوجته بمعارفه الخاصة، انا اسف بني اسف جدا سامحني ”
استكانت جدتي تماما نظرت لبشيرالذي قام بتغطيتها جيدا قائلا بهدوء
“ اظنها اجهدت نفسها كثيرا لندعها تنام ”
قلت بانفعال هامس
“ كنت تعرف”
سحبني بهدوء لنخرج من الخيمة تاركين خالتي واقفة وسط الخيمة باكية
قلت بانفعال ما أن أصبحنا في الخاج
“ كنت تعلم بان ابي لا يعلم عني”
قال بشير باستنكار
“ الآن أصبح والدك،
ونعم كنت أعلم “
“ كيف كيف لم تخبرني بذلك لماذا اخفيت الامر عني لماذا زرعتم الكره في داخلي”
قال بانفعال غاضب وهو يمسك بياقتي
“ لان هذا لا يشفع له، لا يشفع له ابدا رميه لعمتي بتلك الطريقة، كان بإمكانه ان يبحث عنها أن يسأل عنها كان لذهب لتلك الغابة اللعينة، هو لم يرجع لانه كان نادما لقد عاد لان زوجته لم تعد موجودة لتتقفى اثره وتكشف عن مغامراته، هل ظننت انه كان ليتزوجها في العلن نحن نتحدث عن خالد اتذكر، ”
نعم ما كان ليتزوجهافي العلن لو كان سيفعل ذلك لما تزوج في السر مرة ثانية ولكن ماذا كان ليفعل ان علم بانني ابنه هل كان سيدير لي ظهره هل كان سيتبرأ مني كما قالوا
“ انت تعلم أن جدتي كانت خائفة من فقدك، كانت تحمل نفسها مسؤولية ما حدث لوالدتك والداي ايضا لذا أرادت ان تكفر عن ذنب من خلالنا، لقد ابعدتني عن العالم لأنها كانت خائفة من ان يصلوا الي خائفة ان يقتلوني ان علموا بوجودي، اما انت ارادتك ان تبني نفسك أرادت ان تعيش حياتك لأنك يوما ما ستواجه والدك اردتك ان تكون قويا وقتها وتأخذ بحق والدتك ”
نظرت للكهف الذي عشت في سنوات حياة الاولي مع والدتي وعدته اليه ما أن كبرت لاتخذته ملجأ لذكرى والدتي والدتي التي كانت دائما تحدثني عن خالد الليثي الرجل الذي احبته رغم كل شيء، خالد الليثي الرجل الذي تجنبت لسنوات اللقاء به تعمدت الإبتعاد عن أي مكان قد يجعلني التقي به كنت اراقبه من بعيد دائما خوفا من ان يتعرف علي فور رؤيتي، وكم كانت صدمتي كبيرة حين لم يفعل ذلك اليوم امام منزله ذاك
المنزل الذي استمريت في الوقوف أمامه كل يوم أعود فيه من الشركة سيرا كانت نظراتنا تلتقي نظراتنا في كل مرة يحضر فيه ابنتيه من المدرسة ويغادر بعدها، لتخرج تلك الشقية فور مغادرته خلسة من والدتها لتلعب مع ابن جيرانهم، لقد تقصى عماد عنه، علم ان زوجته من أسرة فقيرة تتكون من أب ضرير وأم مسنة وهي ابنتها الوحيدة تزوجها باسمه فعلا ولكنه اشاع في الحي الذي يقطنون فيه اسم فتحي ليبعد عنه الانظار، لديه ثلاث فتيات اكبرهن تدرس في كلية الطب اي انها ستكون في حدود العشرين من عمرها اي انه متزوج قبل وفاة زوجته اذا فهو فعلا ما كان ليتزوجها في العلن اي انه ان علم بوجودي كان لربما اخذني لزوجته تلك،

هل علم محسن بذلك لهذا شارك جدتي في ابعادي عنه الا يبدوا ذلك منطقيا محسن كان يعلم بزواج خالد الثاني وكيف له الا يعلم

لم أستطع ان امنع نفسي من الضحك وانا اتذكر وجه خالد ذلك اليوم عندما رأني في المجلس والده يوم هربت مها لقد رأيت الخوف في عينيه ظننت انه ربط الأمور يومها وادرك الحقيقة الا انه كان يخشى ان أخبر عصام بأمر زوجته الأخيرة وليس لانه علم بانني ابنه،
الا انني أدركت حينها انني المسيطر بيننا لم يتحدث الي لم يحاول معرفة سبب صمتي الا انني ومنذ يومها لم احاول الاختباء منه هو من عليه أن عليه أن يخبأ رراسه في التراب وسيفعل ذلك قريبا فقد آن أوان ان يعرف العالم من هو خالد الليثي الرجل الذي سينتخبونه في مجلس النواب قريبا،

****

منير الماجدي رجل الأعمال الذي عرف دائما بهدوئه
ورزانته يفقد اعصابه
قد يبوا الامر غريبا الي انها المرة الأولى التي أرى فيها زوج اختي غاضبا هكذا وانا اعذره تماما
نقلت نظري للجهة المقابلة له انظر لزهور التي بدت ولأول مرة شبيهة والدها
بنظرة عينيها التي تحمل الكثير من الغضب وهي تقف ندا لوالدتها الغاضب هو الاخر
حقا بدأت أجهل من هي زهور هل هي الفتاة الهادئة المبتسم دائما في طفولتها ام هي الشابة الارستقراطية الاكثر غرورا وكبرياء ام هي المرأة العاشق التي تشع حيوية وجمالا ام هي م استحالت اليه بعد طلاقها من خالد امرأة قوية مستفزة امام الآخرين كما هي الآن وتسقط عنها الأقنعة فور ان تنفرد بنفسها في غرفتها .
عدت بذاكرتي قبل ساعتين تقريبا عندما دخلت علينا مجلس الرجال تحمل بين يديها صينية رصت عليها كباب العصير ليعلو الدهشة معالم الجميع وهي تسير بهدوء تنظر الي الصينية قبل أن ترفع رأسها لتعلوها الصدمة هي الأخرى فور رؤيتها لعصام الذي كان صدمته مشابه لها وهو يقف فجأة ينظر إليها لحظات من السكون الغريب لف المجلس قبل ان يقطعها عصام الذي تدارك الوضع وهو يحمل عنها الصينية التي اهتزت بين يديها تبعه منير الذي استيقظ هو الاخر من صدمة وجود ابنته الأكبر بدل عن الصغرى
“ زهور ما الذي تفعلينه هنا ”
ثانية واحدة هي التي فصلت عن تحول صدمتها الي شيء آخر، شيء لم أستطع تفسيره ولن استطيع حتى اقابل عصام
لم أصدق انها هي التي ألقت تلك الكلمات بكل سخرية ومرارة قبل أن تغادر المجلس
“ كما ترى يا أبي، اختصر الامر على الجميع”
عادت بنظرها لعصام وتابعت
“ يؤسفني ان اخبرك سيد عصام ان طلبك ليس متوفرًا عندنا، شقيقتي لا تريد الزواج قبل أن تنهي دراستها، فأتمنى ان تحترم رغبتها وتنسحب من هذه المهزلة وتبحث عن نصيبك في مكان اخر”
كانت الصدمة هذه المرة اكبر من صدمة وجودها هنا بكثير تحرك منير على اثرها غاضبا لولا ان اوقفه ضحكة محسن التي انطلقت من رأس المجلس
التفتنا ننظر اليه وهو يقول ” العادات القديمة لا تموت أليس كذلك تلك العفريتة تعرف كيف تحقق أهدافها دائما”
ثم ابتسم موجها حديثه لعصام الذي لا يزال واقفا
“ اذا ما رأيك بالعروس، ام انك ستترك جهود حفيدتي تذهب سدا ”
كنت ضائعا وانا انقل نظري بين جدي المبتسم وعصام المشتت ومنير يشاركني جهلي بما يدور من حولنا حتى أوضح جدي قائلا بتهكم
“ الن تخبرنا عن سوء الفهم الذي جرى”
سوء فهم
ربما قلتها انا في نفسي وانا انظر لعصام الذي ارتبك فجأة وهو يرفع يده يتخلل خصلات شعره بينما خرت الكلمتين من فم نبيل المستغرب وهو ينقل نظره بين عصام ووالده
“ كنت تعلم يا عمي؟”
كان هذا عصام الذي بدأ وكأنه طالب ابتدائية وهو يقف امام معلمه بعد أن نسي واجبه في المنزل بينما قال محسن رافعا حاجبه وقد بدا مستمتع جدا
“وهل تشك بذلك”
“ ابي هل لكما ان تشرحا ما يدور بينكما”
نظر محسن ناحيتنا اخير وقال مشيرا بعصاه جهة عصام
“ ما يجري ان هذا الأحمق الذي يقف بجانبك كان يقصد ابنتك زهور وكان محرجا من اخبارنا بذلك بعد ظننا انه يقصد ازهار”
زهور وعصام لماذا لا أجد الامر صادما
“ هل هذا صحيح يا عصام”
قلتها وانا انظر في عينيه فابتسم قائلا
“ لقد علمت فيما بعد أنها كانت مخطوبة من رجل اخر حينها، وانا كنت اطمح لنسبكم في المقام الأول”
“ هل هذا صحيح”
ما به السيد محسن يبدو مشاكسا اليوم وكأنه يتعمد اللعب على أعصاب عصام التي تشنجت فجأة وهو ينظر لمحسن الذي تابع ببراءة
“ اذا كان كذلك فاستمع الي نصيحتي، زهور لا تناسبك ابدا، ما رأيك بإحدى بناتي اظن ان غالية ستكون مناسبة لك، أليس كذلك منير فلا اظن ان زهور ستوافق على أي حال”
ما أن نظرت لعصام الذي انسحب الدماء من وجهه انتابتني رغبة عارمة للمشاركة في لعبة محسن وقد أدركت شيئا لم الحظ له من قبل إذ انني لم اتوقعه من قبل
“ معك حق جدي حسب معرفتي بعصام لا اظن ان شخصية كزهور ستناسبه فعلا”
قال عصام حينها
“ انتما مخطئين فزهور تناسبني تماما ، وانا اطلبها منكم ثانية ان لم يكن لديكم مانع ”
لم الحظ شرود منير وقتها ولم استطع ان رؤية الخطأ في نبرته الهادئة التي قالت
“ بالتأكيد لا مانع لدينا واهلا بك في اي وقت ما رأيك بالجمعة اظنه مناسب تماما ”
نظرت لمحسن حينها وهو يقول بهدوء متكأ على عصاه بذقنه قائلا بغموض
“ الن تأخذ برأيها يا منير”
قال منير حينها ” ستوافق يا أبي لا تقلق، ما رأيك عصام”
قال عصام حينها
“ سآتي برفقة ابي وأخي يوم الجمعة بإذن الله ”
“ على بركة الله لنقرأ الفاتحة الآن”

ولكنها لم توافق بل كانت اكثر من رافضة هذه المرة فقد كان رفضها هذه المرة ليس لفكرة الزواج بل من العريس نفسه
“ لن تجبرني بالزواج منه ابي ”
“ بل سأفعل ام تراك نسيت انني والدك يا زهور ”
“ لن اتزوج من ذلك المغرور المتعجرفة ولو كان آخر رجل على وجه الأرض”
بالنسبة لرجل كمنير اعتاد ان يدلل ابنتيه وتوفير كل ما أراد تاه يوما مع منحهما حرية مطلقة
يبدو ان زوج اختي يخطط لشيء اخر إذ انني اعرفه جيدا ما كان ليجبرها على الزواج ابدا او هذا ما ظننته ما يدهشني حقا صمت شقيقتي التي اعتادت على الدفاع عن زهور دائما امام والدها الذي لم يعجبه تقوقع زهور على نفسها بعد زواجها السابق، اختي التي اعرفها كانت لتنهار فور ان تعرف ان زهور رفضت عريس اختها نيابة عنه وهذا ما حدث فعلا فور ان أخبرها منير بعد مغادرة عصام ولكن ما أن علمت بأمر رغبته بزهور استكانت فجأة واتخذت الصمت عنوانا منذ دخول زهور وازهار المجلس بعد أن استدعاهما منير، كما أن منير لم يوجه اي حديث لازهار التي نعلم جميعا انها وراء ما حدث أشك انها قامت بذلك من اجل نفسها إذ كان واضحا انها أرادت ان تجمع بين عصام وزهور وهو ما تتمناه اختى وهي تحتفظ بصمتها امام ضغط زوجها على ابنتها نظرنا جميعا مصدومين لمنير الذي القى قنبلته ليس في وجه زهور الشاحب فحسب بل علينا جميعا
“ اما عصام الليثي او وليد السلمي يا زهور ستتزوجين أحدهما، والا لست ابنتي ولا اعرفك بعدها”
هل سمعت ما قاله منير يتبرأ منها ألم يبالغ كثيرا
“ منيير” هذه صيحة اختي التي وضعت كفها بصدمة على قلبها فتحركت غريزيا اتجاهها اتوقع سقوطها في اي لحظة لولا أن توقفت بفعل صرخة ازهار وهي تركض ناحية زهور التي تلقفها والدها بين يديه وقد اغمي عليها

******

نظرت للرساله التي وصلتني صباح اليوم وقد كان كدليل على أن ما حدث قد حدث فعلا وانني ساتزوج زهور في النهاية وليس شقيقتها
والفضل يعود لشقيقتها في ذلك وبالتأكيد لم تنسى أن تذكرني بذلك إذ كان أول ما وصلني هذا الصباح رسالتها التي تقول فيها
“ انت مدين لي بالكثير يا أمير البلاد لا تنسى ذلك وتذكر انني ساسترد هديتي ان لم تستحقها ”
نعم انا مدين لك بالكثير ولا لن تستردي شيئا زهور ستكون لي، لقد اختلف الامر الآن بعد أن كدت اخسرها
زهور الماجدي اي سحر هذا الذي ألقيته علي ليقلب كياني خلال لحظات انا عصام الليثي افقد اتزاني في مجلس لمرآك أكاد لا أصدق ما حد بالأمس فعلا كيف وقفت مذهولا اما بهائك كيف افقدتني صوابى وانا أرى الشلال الأسود الذي يحيط بك كيف جعلت قلبي يرتجف لرؤية ذاك الفستان الأسود الذي أبرز أنوثة لا قدرة لرجل عاقل على مقاومة فتنتها،اما عن رؤية وجهها خالي من الصباغ فهي حكاية أخرى ، بحق السماء لا يمكنني التفكير بتلك الأفكار التي دارت في ذهني لحظة التقت نظرتنا تمنيت في لحظة جنون ان اضمها الي اتخلل شعرها لاتاكد من ملمس الحرير بين يدي بان اقبل شفتيها المكتنزتين بلون الورد وقد خلا من احمر الشفاه الصارخ الذي اعتدت رؤيته عليها
في لحظة استيقظت من اوهامي وانا أرى نظرة عينيها القاسيتين كانتا تحملان فيهما الكثير والكثير من الكره مما اجفلني فعلا وتسائلت مالذي يجعلها تنظر الي هكذا قبل أن ترمي في وجهي رفضت شقيقتها الذي اراحني في ذلك الوقت لولا ان خروجها مندفعة من الباب وموجة التوتر الذي تركته بعدها جعلني افكر ان كان اي من الموجودين قد أدرك افكار المنحرفة نحو ابنتهم يا إلهي كنت اشعر بالخجل من نفسي امام ذلك الرجل المهيب وهو يحاصرني كالفأر وقد شعرت بأنه يعلم تماما كيف افكر نحو حفيدته.
حفيدته التي سافقد عقلي لا محال بسببها
اجبت على الهاتف الذي يرن بين يدي وقلت بابتسامة ارد على الطرف الآخر الذي قال
“ كيف حالك يا رجل لقد انتظرتك لتحدثني حتى يأست منك ”
“ بالنسبة لرجل رفضته امرأة فأنا بخير تماما”
قال ضاحكا
“ رفضتك كما توقعت اذا ”
حككت راسي وقلت بابتسامة
“ في الواقع لم ترفضني مباشرة ارسلت شقيقتها نايبة عنها”
“ شقيقتها من لا تقل لي زهور ما الذي حدث يا عصام لا تدعني احترق هنا”
قلت
“ ما حدث انني لم اتوقع مكر تلك الفتاة لقد دفعت بشقيقتها وهي تدرك انني ساقتنص الفرصة وانها أخبرت جدها ايضا ”
“ فرصة ماذا”
قلت بهدوء عاكس ضربات قلبي المجنونة وانا استشعر كل حرف دون تصديق
“ ساتزوج من زهور الجمعة القادم
صرخة ضاحكة أطلقها فراس
“ انت نفسك لا تصدق ما تقول أليس كذلك”
“ لا لا أفعل في الواقع ولن أفعل حتى ارها في بيتي”
ضحكته هذه المرة اكثر انشراحا وقال بعدها
“ اتعلم ما سيقوله لك بشير ان علم”
قلت رافعا حابي وانا اتذكر ابن خال فراس الشاب المرح الذي نادرا ما التقي به صدفة في مكان ما
“ وماذا سيقول”
“ هنيئا لك لقد وقعت تحت لعنة الماجدي”
****
كان علي رؤية عصام والتحدث اليه وافهم منه مالذي يريده من زهور قد أكون محقا في انه احبها الا انه لا يعلم شيئا عن زهور وان كان يريدها فعلا فعليه ان يعلم كل شيئ عنها إذ ان زهور ليست مستعدة بعد للوقوف ومتابعة حياتها وقد اخطئنا عندما ظننا انها تجاوزت الماضي عندما قررت قبل أشهر ان تدير املاكها، زهور لم تتجاوز بعد ما حدث لها تلك الليلة وهو ما يفسر هستيريتها البارحة فور ان افاقت وهي تنادي خالد وترفض ان يمسها احد حتى أخبرتنا ازهار عن الأقراص المهدئة التي تحتفظ بها وتساعدها على النوم.
فتح عصام الباب بعد طرقي له بلحظات وقال باستغراب
“ عماد!!”.
قلت بهدوء وانا أتجاوزه بعد أن ابتعد عن الباب
“ هل كنت تنتظر شخصا اخر ”
اقفل الباب وأشار لي للجلوس وقال متجهما ناحية المطبخ
“ لا. انما لم اتوقع رؤيتك فأنت لم تزرني منذ فترة. انتظر ساعد لك قهوة لتخبرني بما جاء بك باكرا هكذا وكان بإمكانك انتظاري في الشركة”
علاقتي بعصام تباعدت منذ علمت باخفاءه امر ابن المازني عني كانت صدمتي كبيرة بصديقي الذي وثقت به كنت غاضبا منه في البداية الا انني لم أواجه بحقيقة معرفتي بالأمر وفي المقابل لم أعد اعتمد عليه في تتبع ابن المازني كان علي ان اجد طرقا أخرى لتفادي حظر جدي محسن ووالد عصام الذين كانا يبذلان جهودا جبارة لكي لا أعلم اي شيء عن المازني فبفضل نفوذهما كان مجرد ذكر اسم ذلك الرجل يجعل اي شخص كان مهما بلغ منصبه يقفل الأبواب في وجهي لسنوات عانيت من اجل الحصول على أي معلومة عن الرجل الذي قتل والدي حتى عرض علي عصام المساعدة لربما استطعت متابعة حياتي بعيدا عنه ولكن كان علي ان أعلم أن ما حصل عليه عصام من معلومات كان ما أراد والده ان يحصل عليه كهروبه لفرنسا وحصوله على الجنسية ووفاته كلها معلومات كانت تعني انه لا أمل لي بالوصول اليه ، الا انني فعلت لقد وجدت ابنه فعلا فؤاد المازني هو ابن ذلك الرجل الذي كان قتل والدي وخالي وكان السبب في مقتل والدتي وجدي
اذا مالذي يمسكني عنه حتى الآن لم لم أثأر لعائلتي منه لم لا ازال اراقبه من بعيد
رفعت راسي لعصام الذي وضع القهوة أمامي وجلس قائلا
“ اذا عماد انا استمع إليك”
اخذت احدق فيه في صمت ثم سألته
“ مالذي تريده من زهور”
قال بابتسامة
“ اظنني كنت واضحا بالأمس أريدها زوجة لي ”
“ لماذا زهور يا عصام، لم هي بعد كل هذا الوقت الذي قضيته عازفا عن الزواج ”
قال رافعا حاجبيه
“ وما بها زهور اظنها مناسبة لي، وانا كنت أبحث عن من تناسبني وليس لأنني لا اريد الزواج والا ما اسست منزلا أليس كذلك ”
اخذت نفسا عميقا وقلت بجدية
“ أسألك مجددا عصام لماذا زهور فأنا لست مقنعا تماما بالأمر”
قال ضاحكا
“ انت لن تسهل علي الامر أليس كذلك”
قلت بابتسامة
“ بالتأكيد هل نسيت انها لؤلؤتي الغالية ”
ابتسم دون أن يعقب بشيء فقلت
“ زهور ليس كما تظنها، أعني انها ليس كما تظهره لك انها أضعف بكثير من ذلك انها رقيقة وهشة عاطفية جدا
محطمة ومجروح زهور لا تحتاج لمزيد من الضغوط في حياتها هي بحاجة لمن يقف بجانبها شخص يخرجها من الماضي ويأخذ بيدها لترى الحياة الحياة بعين جديدة زهور تحتاج لمن يوفر لها الأمان لمن ينسيها خالد وما حدث لها تلك الليلة ”
تجمدت ملامحه وهو يقول
“ مالذي حدث لزهور أعني ليس ما يقوله الناس طبعا بل ما حدث فعلا ”
“ لم يكن سارقا قادته الاقدار إليها كما قلنا ولم يكن عشيقها كما قاله الآخرون، الحقيقة اننا لم نعرف من يكون اتصدق هذا الماجدي بكل نفوذها لم تصل إلى الرجل الذي اعتدى عليها
زهور لم ترى وجهه والحارس اختفى تلك الليلة وعندما وجدناه وضغطنا عليه كان خائفا وقال انه سمح لامرأة ظنها والدتها
فسمح لها بالدخول ادركنا انه كان يكذب، استعمل خالد طرقا قاسيه ليجبره على قول ما يعرف، الا انه لم يتفوه بحرف وواحد حتى قتلوه ادركنا اللعبة اكبر مما ظنناه، خالد حمل نفسه المسؤولية وفكر انه خطر عليها ان كان احد أعدائه وراء ذلك، عندما افاقت زهور وعلمت بان خالد قد تركها وغادر، انهارت فعليا وكادت تفقد عقلها اتهمتنا بأننا ابعدناه عمدا وأننا من حملناه على طلاقها، وعندما علمت بأنها فقدت جنينها وما يتناقله الناس خارجا، انزوت على نفسها وخلقت عالمها الخاص داخل غرفتها لا تغادره ابدا ولا تقابل احد غير شقيقتها ووالدتها في البداية ولشهور طويلة من العلاج النفسي أصبحت اكثر تقبلا لمن حولها وبدأت تخرج من حين الي اخر تذهب الي السوق وتشتري اكواما من الأشياء ثم تعود الي عالمها واول خروج فعلي لها كان قبل أربع أشهر الا انها عادت لقوقعتها منذ زفاف نبيل واؤكد لك زهور لم تتجاوز الماضي ولا تزال على أمل من عودة خالد لهذا ان لم تكن واثقا تماما من رغبتك فيها فلا تقحمها في متاهات جديدة فوالدها عازم على إخراجها هذه المرة من وهم خالد ويعتقد انك قادر على ذلك فهل انت اهل لثقته ”

ساد صمت طويل بيننا قطعه هو قائلا بتصميم ظهر في عينيه ” انا قادر على ذلك فعلا”
قلت بسخرية
“ ومالذي يجعلك واثقا من قدرتك”
“ لأنني احبها ”
تظاهرت بانني لم اسمع ما قاله وانا ارفع قهوتي اخذ منه رجفة الا انني لم أستطع ان امنع نفسي من الضحك
وقد تذكرت كيف كانت زهور تجهر بكرهها لعصام وكأن بينهما ثأرا لن يكون الامر سهلا على عصام في الواقع نظر الي بضيق فقلت واقفا
“ حسنا يجب أن أغادر فقد حصلت على ما جئت لاجله ولدي مشوار طويل“
قال واقفا على اثري
“ دعني اخمن ذاهب الي القرية ”
قلت بابتسامة
“ تماما فلن افوت فرصة كهذه فأنت عالق هنا حتى تعقد على ابنة اختي على ما اظن ولا تنكر انك مدين لي باجازة طويلة ”

قال ضاحكا
“ اعترف انك ذاهب لرؤية قطتك الصغيرة وستكون لك اجازه مفتوحة ”
رفعت يدي مودعا وقلت غامزا
“لنكتفي باعترافك اليوم وسنفكر معا في جلسة مشابهة لفراس عله يعترف هو الاخر بمن اخذت قلبه ودعوا قطتي وشأنها يكفيها ما حصل لها “
ابتعدت متجهما نحو سيارتي وانا افكرانني اشتقت فعلا لتلك القطة وقد انتظرت ليومين من اجل ازهار لكي اذهب وارى ما فعله فرسي الأحمق بها


*********
وانتهى الفصل




ظبية البان$ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 12:29 PM   #189

انجي حمدي

? العضوٌ??? » 437172
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » انجي حمدي is on a distinguished road
افتراضي

تسلم يداكي
اين فراس ورهام ليس هناك تقدم معهما
وزهور وعصام مشوارهم طويل مع بعض خصوصا ان في وليد وخالد بينهما
مني وبشير
وازهار وفؤاد
ونبيل وايه
ليث ومها
الطبيب اخ الصحفية اين حبيبته وهل له قصه
نريد نعرف شعور ايه وهل الان تعرف عن ماري
روايتك رائعه
استمري


انجي حمدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-12-19, 12:32 PM   #190

انجي حمدي

? العضوٌ??? » 437172
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » انجي حمدي is on a distinguished road
افتراضي

رهام كانت مع جودي عند فراس وقت ما وقعت من علي الفرس
ولم يتحدثوا
فراس وريهام اصداقاء جدا مع عمهم عصام ممكن يكون هو السبب في جمعتهم
فراس صديق عصام ولا يكره ولكن يكره ابيه خالد
ولا يحب ليث
هو يدخل القصر ويتعامل معهم ولكن لا يظهر انه ابنهم


انجي حمدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.