بحيرة ضوء القمر (1) .. سلسـلة والجروح قصاص *مكتملة *

[**منى لطيفي (نصر الدين )**]

إهداء من الكاتبة

وهذه هدية مني لكم

لانه الرواية في مجتمع مختلف عن المجتمع العربي ، حبيت اوضح لكم عادات اللبس عندهم بس انا فاشلة في الوصف ، وهذه صور للبس التقليدي .


لبس الرجال التقليدي ويسمى " كبتاني" . طبعا مو بالضرورة يكون ابيض وانما توجد منها بكل الالوان والصورة ما توضح لكم بس بها نقوش باشكال هندسية . وليست مجرد قماش سادة


لبس النساء التقليدي ويسمى" برنو برنو" اذا كان من قماش قطني واذا كان حرير او قطيفة نسميهاx
" كتف " وهو في العادة نلبسها في المناسبات وال " برنو برنو " نلبسها في البيت عادي وهي اشكال والالوان.

[تماضر عبدالله]

فصل جميل... وأخيراً السيد نبيل رجع... وجودي بدت بمخططاتها.... التي لاشك أن تهدم الحصون التي بناها عماد طوال السنوات الماضية... وشكراً على لمعلومات الجديدة..... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .... موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بانتظارك دوماً فاناملك عندما تحتك بإبهامك دائماً ماتكتب وتنتج الإبداع....

[ظبية البان$]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al-jood

فصل جميل... وأخيراً السيد نبيل رجع... وجودي بدت بمخططاتها.... التي لاشك أن تهدم الحصون التي بناها عماد طوال السنوات الماضية... وشكراً على لمعلومات الجديدة..... شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .... موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

بانتظارك دوماً فاناملك عندما تحتك بإبهامك دائماً ماتكتب وتنتج الإبداع....

تسلمي لي جود حبيبتي
كلماتتك هذه اشعل الحماس بداخلي .
اشكرك على متابعتي .. ومنحي جزء من وقتك
اوعد غدا بفصل طويل لاجل كلماتك الجميلة هذه

[ظبية البان$]

الفصل الثاني عشر

.
خرجت من المسجد بعد صلاة الفجر وبينما كنت اسير باتجاه المسجد اوقفني صوت يناديني فنظرت باتجاه فكان عصام يسير ناحيتي برفقة ليث وما ان وصل الي قلت بابتسامة ” عصام متى عدت ؟“
قال عصام وهو يصافحني ” مساء امس ،،
قلت وانا اصافح ليث واجاهد نفسي لاكون طبيعيا قدر الامكان متجنبا النظر لعينيه ” كيف حالك ليث ”
قال مبتسما ” بخير حال كما ترى ”
قلت لعصام ” ما بك تبدو غاضبا يا رجل ”
قال بغضب ” وهل تسأل اخبرني الان اين هاتفك اللعين ”
قلت ” نفد شحنه ولم اجد وقت لشحنه ”
انضم الينا عماد قائلا بمرح ” صاحب السمو هنا ، يبدو ان صباحي اليوم تاريخي على ما يبدو ”
قال عصام بغضبه الذي لم نفهمه بعد ” اصمت انت الاخر لا اعرف لم اصاحبكما ولا اجد منكما الا وجع الراس ”
قال ليث بهمس ” ماذا فعلتما لعمي لم اره غاضبا هكذا من قبل”
قلت له بهمس مشابه ” وهل تسمي هذا غاضب انت لم ترى عصام الغاضب ،،
قال عصام وهو يشير نحوي ” لقد اتصل مدير مكتبك بي مئة مرة واتصلت انا بك في المقابل الف مرة ، لا اعلم لماذا تفتح شركة وانت غير قادر على ادارته”
ثم قال لعماد ” وانت تترك الاعمال كلها فوق رأسي وتلهو هنا ، هل تعلم انه بسببك اجلنا افتتاح الفرع الجديد ، ولا اعلم فائدة الهواتف التي تحملانها ”
قال عماد يحتضنه ” حقك علي يا صاحبي ، اعذرني على تقصيري معك ”
قال وهو يدفعه عنه ” ومن قال لك اني ساكتفي باعتذارك لقد قدمت لاجازة مفتوحة وانت ستنوب عني بم انك نائبي ولا يهمني ان تديرها من هنا او تسافر ،،
قال عماد بابتسامة باهتة لم نعرف سببها ” هل تصدق ان قلت لك اني قررت قبل قليل الانتقال الي المدينة الي اجل غير مسمى ”
نظرنا جميعنا اليه بدهشة وقلت انا ” ماذا تعني ”
قال ” اعني انني سانتقل للعيش في المدينة ”
سأله عصام ” وما سبب هذا القرار هل تخليت عن هدفك ”
رد وهو يشيح بنظره بعيدا عنا ” ابدا ولكن بقائي هنا بات خطرا على مبادئي ”
اعتقد انني بدأت افهم شيئا فان قال عماد مبدئي ، فهو يعني قوله ( لن اتزوج لاترك من بعدي ايتاما وارملة يعيشون الحرمان من بعدي )
وبالتفكير في هذا تأتي صورة جودي امامي ، هل من المفترض انه شعر بخطر بتواجدها حوله ، فقرر الهرب ، ان كان هذا صحيحا فعلي استغلال الفرصة ، لاخراجه من ظلمة انتقامه ولكن علي ان اتأكد من الامر اولا.

[ظبية البان$]

. سالت عصام محاولا ابعاد الحديث عن عماد ” ماذا اراد عمر اخباري ”
قال عصام بفرح ”. اه اجل تذكرت مبارك لك لقد حصلت على صفقة حي النور ”
فقلت بدهشة ” انت تمزح ”
فهز راسه بلا فلم امنع نفسي من احتضانه فرحا , فهذا المشروع كنت اخطط له من مدة ولم اتوقع الفوز بها بوجود شركة مقاولات اخرى معروفة في البلاد، حي النور هو الحي قديم في الدائرة السابعة قامت الحكومة بتدميرها لغرض اعمارها بطريقة حديثة ، ومشروع كهذا يعد قفزة كبيرة لشركتي ،
سحبني عماد لحضنه قائلا ” الم اخبرك انك ستنجح ”
قلت وانا ابتعد ” تقصد ان عمر نجح ، صدقا لا اعرف ماذا افعل لولاه ”
قال ليث وهو يقترب مني ” لم اعلم انك منفصل عن عمي وعماد في عملك ، مبارك لك ”
قلت وانا اصافحه ” ربنا يبارك فيك ”
قلت لعصام ” وماذا عنك هل ستسافر معنا ”
قال ” سالحق بكما ربما بعد اربع او خمس ايام ، احتاج الي ترتيب افكاري واخذ قسط من الراحة ”
قال عماد ” وما تلك الافكار التي تحتاج كل هذا الوقت لترتيبها ”
قال عصام ” وما شأنك انت ، هل سالتك عن اسباب هروبك من القرية ”
رد عماد قائلا ” ومن قال لك اني هارب انا فقط اغير من اسلوب حياتي ”
قال عصام وهو يرفع احد حاجبيه ” قلها لغيري ، انا اقلبك ككتاب امامي ”
قال عماد بابتسامة مائلة ” وانا اعرفك كما اعرف نفسي ، واجزم ان افكارك هذه خلفها امرأة فكن كاذبا وانفي كلامي ”
قال عصام بتحد ” اجل خلفها امراة ، فكن شجاعا واعترف انت ايضا مما انت هارب ”
قال عماد بذات التحدي ” انا شجاع بافعالي لا باقوالي ولن تصل الي ما تسعى اليه ”
همس ليث في اذني وقال ” هل هما هكذا دائما ”
فهمست له وقلت ” صدقني انت لا ترى الا قطرة من غيث ،،
قال بابتسامة ” محظوظون انتم بصداقتكم “
قال عماد ” ليث يا رجل القبيلة ، ارجوك لا تتحدث عن حظي بمعرفة هذان الثوران ”

كانت هذه اطول حديث اخوضها مع ليث لا انكر ان لدي تحفظات اتجاهه، الا انها لم تصل حد الكره مثل والده، فليث رجل يفرض احترامه على من حوله ويبثهم اهتماما ناجم عن حس المسؤولية التي تربى عليه ، ليث رجل يعرفه جميع من في القرية كبيرا وصغيرا بافضاله عليهم ، من اجمل صفاته انه لا يرد سائلا ولا محتاجا وان كان على حساب نفسه ، لانه تربى على يدي جده ليكون زعيما .
فبات لا يرى الا تلك الصورة امامه ، ولو كنا شقيقين طبيعين لما نازعته عليها .

[ظبية البان$]

.
كان اتجاهي خيمة جدتي وانا اقطع بالرعد تلك المساحة التي تفصل بينها وبين القرية والتي تكسو التلال معظمها ما ان وصلت اليها كان الاجواء هادئة والشمس قد اشرقت الا انه لم يكن هناك اثر لبشير ترجلت من الرعد واتجهت نحو الخيمة وما رفعت ستارها لادخل وقع نظري على الفتاة الجالسة برفقة جدتي بحتسيان الشاي فتراجعت للخلف وقلت بحياء ” عذرا لم اكن اعرف ”
بعد قليل جائني صوت جدتي تدعوني للدخول
فرفعت الستار ثانية فكانت الفتاة قد تحجبت وغطت راسها فاقيت السلام وانا اقبل جبين جدتي فجائني صوت الفتاة التي رد السلام بهمس جلست بجانب جدتي فمدت لي الفتاة بكوب الشاي فاخذته منها وشكرتها.
نظرت لجدتي باستفهام فعلمت ما يدور في ذهني فقالت بحبور ” اعرفكما هذه مها خالة بشير ، وهذا فراس حفيدي ”
فابتسمت مها في صمت فسالت جدتي ” واين بشير لا اراه في الخارج ”
فدخل بشير على حديثي قائلا ” علمت بوجود الرعد ان الطف....”
قاطعته بتهديد هامس” بشيييير ”
فرفع يديه قائلا ” حسنا حسنا سكت ”
جلس بيننا وقال لمها ” ما رأيك مها بصاحب العنقاء ”
قالت مها بفرح ” هل انت حقا صاحب تلك الفرس ”
هززت راسي بنعم فقالت بحماس ” من اين جلبتها انها فريدة من نوعه ، وذكية جدا حتى الان لم تسمح لي بالاقتراب منها ، وبشير قال انه لا يقبل شخص لا يعرفه صاحبه ”
هززت لها برأسي فاردفت بحماس ” عرفني لها ارجوك اريد ركوبها ”
قلت بابتسامة ” يمكنها تقبلك ولكن ركوبها قد يستغرق منك وقتا حتى تثق بك ”
فهزت براسها قائلة ” لا باس فرس مثلها يستحق منا الصبر ”
قال بشير وهو يشير لابريق الشاي ” ما هذا يا مها الن تسكبي لي الشاي كعادتك لا ادري كلما يظهر فراس ياخذ امتيازاتي وكأنني احتياطي لا فائدة منه الا في غياب اللاعب الاساسي ”
قالت مها ” خالتي مها يا بشير لا تظن اني ساتخلى عن الفرصة الوحيدة لي لاكون خالة او عمة فلن تحرمني منها ”
قال بشير بضيق ” لن اناديك خالتي وانت تصغريني بنصف عقد ، ثم انت خالتي فلماذا أكدها لك كلما ناديتك ”
قالت مها ” هذه مشكلتك ، لا دخل لي ان لم تناديني خالتي لن تكون لك اي امتيازات ”
قالت جدتي ” ما الضير من مناداتها بخالتي يا بني ”
قال بشير ” هيبتي يا جدتي ، كيف اناديها خالتي ومن ينظر الينا يظنها ابنتي ”
قالت مها باستنكار ” ابنتك وتصغرك بخمس سنوات ”
و قالت جدتي ” ومن يراك معها في هذا المكان ”
قال بشير وهو يشير نحوي ” وهل تريدين مني ان امنح هذا البغل فرصة ليسخر مني ”
تجاهلت حديثه وانا اراقب مها الشاردة ، ولمحة من الحزن في عينيها جعلتني اشعر وكأن وراءها قصة كبيرة.
همست لها جدتي بشيء ما فستاذنت وغادرت الجلسة فنظرت لبشير باستغراب وقبل ان يتحدث سبقته جدتي قائلة ” هناك ما يجب عليك معرفته يا فراس ”
قلت بهتمام ” ماذا ”
فقال بشير ” ليث كان هنا بالامس ”
سالته بغباء ” من ليث ”

[ظبية البان$]

.
قالت جدتي بجدية ” ليث بن خالد يا فراس ”
ليث كان هنا ؟ مالذي اتى به ، قلت بفزع ” هل راى العنقاء ”
هز بشير قائلا ” كانت في السهل الغربي ”
تنهدت براحة وقلت ” الحمد لله ”
ان رأى ليث العنقاء فلن يخونه ذكاءه ليدرك ان لهذا الفرس علاقة بفرس والده ولا سيم ان له فرس مشابه له ،
سألت بشير ” مالذي اتى به ”
قال وهو ينظر لمخرج الخيمة ” لقد احضر مها ”
قلت بعد تفكير ” ما علاقته بمها يا بشير ، ان كانت خالتك في من النعمان ، فكيف يعرفها ”
“ يا الهي اي مصيبة هذه ”
هذا ما قلته بعد ان حكا لي بشير عن قصة مها ،
اعترف بشجاعة هذه الفتاة لتهرب من بين النعمان وترمي بنفسها في اراضي الجرم ، ولكن لا ننكر غباءها في عدم التفكير بعواقب فعلتها ،
فان علم الزعيم ستكون كارثة ، صحيح ان الزعيم يعلم بقصة والدا بشير ، وانه وقف بصف والدة بشير ورفض تسليمها لهم ، الا ان الامر مختلف هذه المرة ،
فوالدة بشير كانت متزوجة من خالي وقد زوجها زعيمهم بنفسه ، فاخبرهم جدي انها باتت من القبيلة بم انها زوجة لاحد ابناء قبيلته ، وانهما تحت حمايته فتوقفت قبائل النعمان عن المطالبة بوالدة بشير ولكن هذا لم يمنعهم من ان يرسلوا من يقتلهما ، ولولا ان بشير كان برفقة جدتي لقتل معهما ، ومنذ ذلك الحين وجدتي تخفيه عن العالم في هذا المكان المنعزل ، ولم تقتنع انهم لا يحاولون قتله وانه بأمان، واكدت لنا انها لن تحتمل ان تفقد احدنا ، فلبى بشير رغبتها وبقى معها في هذه الخيمة وانا اتكفل بارسال كل ما يحتاجانه برفقة صبي من القرية وفي بعض الاحيان أخذ جدتي معي للمدينة لزيارة خالتي صباح ، والتي تعيش مع ابنتها الوحيدة ، في قصر الماجدي لان محسن الماجدي رفض ان تعيش حفيدته بعدا عنه .

عندما خرجت من الخيمة كانت مها تقف على مسافة من العنقاء ترقبها فاقتربت منهما وقلت ” يمكنك الاقتراب اكثر لن تؤذيك ”
وعندما وصلت للعنقاء دفنت رأسها في حضني وهي تدفعني ببطأ فقلت بضحكة ” وانا ايضا اشتقت لك ”
اقتربت مها وقالت ” انها رائعة ، لم ارى من قبل فرسا حالك السواد هكذا ، وشعرها كيف يمكن ان يكون بهذا الطول ، انظر الي زيلها ان يلامس الارض ”
قلت وانا امسح على رقبة العنقاء ولا زال راسها في حضني ” ان اخبرتك سرها , تعدينني ان لا تخبري احدا ”
هزت رأسها بحماس وقالت ” اعدك ”
قلت ” انها فرس عربي اصيل ولا يقتنيها الا افراد الاسرة الحاكمة ، وتقول الاسطورة بانها قدمت هدية لحاكم البلاد قبل مئة عام من وفد عربي من الجزيرة العربية، قدموا للدعوة الي الاسلام ، قد تبقى ثلاث منها فقط في البلاد ”
قالت بشك ” وكيف تكون لديك وانت لست من الاسرة الحاكمة ”
قلت وانا امتطي العنقاء واتلثم بعمامتي ” وهذا الوجه الاخر من السر يا ابنة النعمان، ”


*****★*****

[ظبية البان$]

.
“ من هذا ”
“ ربما صديق عمي ”
“ لا اظن ان كان كذلك لنام في الملحق ”
“ اذا من يكون ”
“ انظري اليه اليس وسيما ”
“ بلا ، انه اكثر وسامة من حسان ”
“ يشبه ابطال التلفاز ”
“ هل نوقظه ”
“ ماذا لو كان لا يحب ان يزعجه احد مثل يوسف ”
“ يستحيل ان يكون مثله انظري اليه انه مثل الملاك ”
“ هل تظنين ان له زوجة ”
“ بالتاكيد ، انظري اليه انه في بسن عمي حليم”
“ عمير اكبر منه ولم يتزوج بعد ”
“ ربما لديه حبيبة ”
لم اعد احتمل ثرثرتهما اكثر الا يمكنني ان استمتع بالنوم بعد كل هذا التعب جلست وقلت بنفاذ صبر وانا اراقب الصدمة في عينيهما ” ايتها المزعجتين لدي زوجة وحبيبة هل ارتحتما الان دعاني اكمل نومي ارجوكما ”
قالت احدى الفتاتان بفزع ” وكيف ذلك ”
كانت فتاة قصيرة بشعر طويل يصل لخصرها وقد جمعته للامام ترتدي تنورة سوداؤ قصيرة وقمص وردي به قطة سوداء .
قلت بضجر ” لن تفهما ثم من انتما ”
قالت الفتاة الاخرى وكانت اكبر من الاخرى بقليل وشعرها قصير جدا لاذنها وترتدي ذات القمص مع بنطلون اسود ” انا سوسن وهذه جوري من انت ”
قلت بعد ان تنقلت بينهما ” من منكما عمة الاخرى ”
قالت جوري بدهشة ” كيف تعلم ”
قلت وانا ابعد البطانية وانزل من السرير ” مجرد تخمين ”
قالت سوسن ” انا عمة جوري ، هل انت صديق حسان ”
قلت بغمزة ” بل عمه ”
نظرتا لي بصدمة واشارت وري نحوي قائلة ” انت عمي نبيل ”
خرج حسان من الحمام ينقل نظره بيننا قائلا ” ماذا تفعلان في غرفتي ”
قالت جوري ” يا الهي جدي نسينا امره سيعاقبنا ”
قالت سوسن بسرعة ” ابي ينتظرك وضيفك في المجلس مع الجميع, ويقول لا تتاخرا ”
ثم سحبت جوري تقول ” لقد اخبرناه وان تاخرا لن نعاقب نحن هيا نهرب سريعا ”
نظرت خلفهما باستغراب فقال حسان ” هذان الثنائي الورد سوسن وجوري ابنة غانم وستقابل الكثير من المجانين غيرهما فاسرع قبل ان يهجموا عليك في غرفتي ”
ثم اردف قائلا ” ومعلومة صغيرة ، العائلة لم تعد كما تركتها قبل سنين يا عمي ، فمن تركتهم اطفالا باتو شبابا والشباب باتوا رجالا ، اضف الي ذلك الاطفال من ابناء والدك واحفاده وابناء احفاده ، بالمختصر هذا القصر مجتمع صغير به كل اصناف البشر الذين قد تتخيلهم ستستغرق وقتا في التعرف عليهم ”
ثم قال وهو يرتدي قميصه ” ساسهل عليك الامر ما ان ندخل ستجد جدي في راس المجلس بجانبه كبير الحاشية جدتي فريدة من اليمين وهي الزوجة الكبرى واظنك تعرفها ، اما في اليسار فتجلس الزوجة الصغرى فاتن انها والدة سوسن وتشبهها كثيرا ستجدها في قمة اناقتها ولاصدقك القول انها نقطة ضعف والدك فاستغلها هذا ان استطعت ان تضمنها في صفك طبعا ، وهناك الجدة شريفة و صباح زوجة عمي رفعت انهما صديقتين وستجدهما في احد الاركان يثرثران ، الرجال معظمهم زاروك وستتعرف عليهم ام الفتيات ، الاكثر اناقة هي سناء ، والمجنونة شهد ابنة عمي رفعت ، والمنعزلة غالية ، والثرثارة منى وهي شقيقتك بكر زوجة ابيك شريفة ، وهناك العبقرية والشاردة ”و
قاطعته وانا اقول ” توقف صدعت رأسي ”
قال وهو يضحك ” اذا لا تلمني ان ظهرت كالابله بين عائلتك ايها الغائب ”
وعلمت ما عناه حسان ما ان دخلت المجلس الذي كان الجميع في انتظاري فيه ، نظر الجميع نحوي بدهشة ثم قفزت احدى الفتيات في حضني وهي تصرخ قائلة ” اخي نبيل ”
ثم بعدها بدا الجميع في اللتفاف حولي ورأيت سوسن وهي تغمز لي ففهمت انهما لم تخبرى احد بعودتي لافاجئهم
ادركت انني كنت غبيا عندما تركت دفء عائلة كهذه لاعيش في الغربة كل هذه السنين،
كانت الايادي تتلقفني من حضن لاخر , كان الجميع سعيدا برؤيتي حتى زوجات والدي ، بعدها الاطفال بدؤا يحيطون بي من كل جانب يعرفونني بانفسهم كل واحد يذكر اسمه ثم يذكر اسم والدته ان كان من اخوتي ( فريدة ، شريفة فاتن ) زوجات والدي بالترتيب ، اما من كان من احفاد ابي فيخبرني عن والده ،

كانت جلسة رائعة فالجميع يسألني عن سنين غربتي وبعضهم يحكي لي عن الاحداث التي فاتتني ، والجيد في الامر انه لم يذكر اي منهم امر زواجي وهذا اراحني كثيرا .
****★****

[ظبية البان$]

.
نظرت لساعتي وانا اترجل من سيارتي اشتم نبيل الذي تسبب في تاخري ، لقد تاخرت ربع ساعة وانا الذي كنت اشدد على الطلاب الالتزام بمواعيدهم ،
كانت الجامعة شبه فارغة فمع بداية هذا الاسبوع معظم الكليات اخذت اجازتها ، وكلية المعمار لولا اني طلبت منهم تسليم مشاريعهم لما حضروا اليوم.
ولان الاستاذ منذر بيرجع مع ايام الامتحانات ويتسلم هو تصحيح مقرارته ولاني من بدأ معهم مراحل المشروع علي تقييمها وتسليم نتائج المشاريع له لاضافتها لدرجات الامتحان ورغم ان والعميد طلب مني ان اصبح استاذ رسمي مع بداية الفصل القادم الا اني لم اتخذت قرار البقاء بعد ،
ما ان دخلت الي المبنى الخاص بكلية المعمار كانت زهور تسير امامي بمسافة وتتمتم بكلمات لا اسمعها الا انها كانت غاضبة لا محال ، وكان ذلك واضح من مشيتها وهي تضرب الارض بحذائها الرياضي بقوة تحمل في ظهرها حقيبة سوداء جلدية وتحمل بيدها مجسم المشروع مغطى بقماش قطني ابيض وباليد الاخرى ادواتها الهندسية ومخططات الرسم ، كانت مبهدلة بالكامل ولا شك ان السبب هو تاخرها.
عندما اقتربت منها اكثر بما يسمح لي سماعها كانت تقول
“ اقسم ان لم يدخلني اليوم حطمت مجسمه الغبي فوق رأسه، بسببه سهرت الليل بطوله ”
لم استطع ان اكتم ضحكتي اكثر فاطلقت العنان لها فاجفلت بفزع وهي تنظر لي بصدمة وبعد ان تمالكت نفسي وخفت ضحكتي قالت ” قل ان ساعتي معطلة وانك هنا بالفعل ولم اتاخر ”
قلت وانا بابتسامة ” كلانا متاخران ”
ثم اردفت بخبث ” ولكني ساسمح لك بالدخول قبلي ، بم انك تاخرتي بسبب التفكير في طول الليل ”
قالت بتوتر وهي تتابع سيرها ” قلت بسبب المشروع وليس بسببك ”
تبعتها في صمت وهي تصعد الدرج قبلي تذكرت ذاك اليوم في الملعب كيف رمت الكرة في حضني وغادرت الملعب في صمت ، رغم اني توقعت ان تندلع فيها روح التحدي الا ان تصرفها ، اشعرني بالزهو ، ادرك جيدا ان نظرتها لي قد تغيرت عن ما سبق
بينما كانت في السابق ترمقني بنظرات الكره ، تحولت الي شيء جديد ، اشبه بنظرة الضياع او الخوف . وبالاضافة الي توترها كلما تقابلنا صدفة في الممر او الكفتريا .
لست خبيرا بالمشاعر ولكن يمكنني ان اعتبر هذه العلامات بداية لاعجاب وليد ، والتي لا بد من قتله قبل ان يستشعر النور،
لم يكن رباط حذاءها معقودا فسألتها بعد ان وصلنا للطابق الاول ” لم لا تربطين حذائك يا آنسة ، قد تقعين على وجهك على هذه الحالة ”
قالت بغيظ ” شكرا على الملاحظة يا استاذ ، ساعقدها عندما اجلس ”
يا لي من غبي كيف ستربطه وهي تحمل كل هذه الاشياء ،قررت تجاهلها ومتابعة السير فالقاعة لم تعد بعيدة على كل حال ولكن رباط حذائها المتطاير استفزني نظرت حولي للممر الفارغ وقلت ” انتظري ”
لا اعلم اي جنون هذا الذي قادني لانحني واعقد رباط حذائها ، وانا الذي كنت اسخر من نبيل كل ما قام بهذه الحركة لربط حذاء ماري التي تتركها عمدا لتنال شرف انحناء السيد النبيل لها كما تقول ،
وقفت وتابعت سيري دون ان انظر لوجهها وعندما وصلت لباب المرسم نظرت اليها فكانت تقف في مكانها تنظر الي بصدمة فقلت ” تعلمين اني لن اسمح لك بالدخول من بعدي ”
فتحركت راكضة وهي تدخل قبلي ، كان الهدوء يمليء المرسم مما جعلني استغرب الامر وما ان دخلت علمت السبب الجميع مشغول بوضع اللمسات الاخيرة على مشروعه تنهدت براحة وانا اراقب التي تسير بتخبط بين اصدقاءها لتجلس في الخلف

****★★★****

[ظبية البان$]

.
اوقفت سيارتي مقبل المقهى المقصود وانا اراقب زوارها الجالسين في الخارج على طاولات صغيره تسعى لثلاث افراد بالاكثر موزرعة تحت مظلات من الحصير ، ابحث عن ضالتي والذي لم اتوقع ان يواقف على مقابلتي , وبعد مضي نصف ساعة لمحته ينزل من سيارته وترجل منها يتنقل بنظره بين الطاولة ، ولا شك انه يبحث عني ، وعندما علم اني لم اكن بينهم اختار احدى الطاولا وجلس عليها ونظر الي ساعته وعندما اتى اليه النادل اشار اليه ان ينتظر قليلا ،لم يكن ليصعب علي التعرف عليه فبستثناء ملامحه التي تشبه خالد الي حد كبير ، فشهرته كرجل اعمال كنار على علم ومن لا يعلم ب فريد المعتز.
بقيت بعد الوقت ارجع خطواتي القادمة ، ولان هذه الخطوة اتت ابكر مما يجب بافضل ابي وخطيب المزعوم ، كان علي اجراء بعض التعديلات على مخططتي،
نزلت من السيارة واتجهة ناحية المقهى وما ان وصلت الي الطاولة حتى وقف الجالس قائلا ” ظننتك غيرت رأيك ”
اشرت اليه بالجلوس وجلست انا بدوري ثم نزعت نظارتي الشمسية وقلت ” لم اغير رأي كما ترى ، فالنختصر امر ولنتجاوز المقدمات ارجوك ، فلا وقت لدي ”
استند على الطاولة ضاما يديه تحت ذقنه وقال مبتسما ” قولي ما لديك اولا ، انا استمع ”
اخرجت هاتفي من حقيبتي وفتحت على الرسالة التي تم ارسالها قبل مدة ودفعت الهاتف على الطاولة باتجاهه
فاخذها وبعد ان انتهى من قرائتها اعدها قائلا ” لا ازال لا افهم ما علاقتي بكل هذا ”
اخذت هاتفي ثم ترجعت للخلف استند على الكرسي ووضعت ساقي فوق الاخرى وقلت ” والدك مهتم جدا بنصيبي من شركة ال المعتز، صحيح انه لم يتوقف عن المطالبة باملاك خالد ، الا انه بات متشددا في الاوانه الاخير على اسهم الشركة ”
قال وهو ينظر لي بشيء من الغموض ” الشركة الان تمر بمرحلة انتقالية بعد ان استقال رئيسها السابق ، وقد اجمع المالكون ان المدير الجديد سيكون من يحمل اكبر نسبة من اسهم الشركة وان اضاف ابي. اسهمك الي ما لديه سيضمن نفسه ”
قلت مباشرة ” وماذا عنك”
قال بابتسامة ” وماذا عني ؟ ”
قلت بعد ان اعتدلت ” تعلم اني بدأت بادارة اعمالي ، وقررت ان استقل بنفسي وقطع صلتي بكم، ولكن طريقة والدك في التهديد لا تعجبني فان اردت اسهمي يمكننا المساومة عليها ،،
قبل ان يرد علي وقف النادل فوق رؤسنا فطلب كوبين من القهوة ثم نظر نحوي قائلا ” حسنا لن اتظاهر بان عرضك لم يعجبني ، ولكني اتساءل عن نوع الصفقة ، فحدسي يقول انها ليست صفقة مالية ،،
قلت بابتسامة ” معك حق ، لا اريد ان ابيعك اسهمي مقابل المال بل اريد خدمة منك ”
قال وقد ظهرت عليه ملامح الجدية ” ما نوع هذه الخدمة ”
قلت بعد صمت ” اريد بعض المعلومات ”
“ عن ماذاا؟”
سحبت نفسا عميقا وقلت ” تلك الليلة اكد الحارس انه سمح لامرأة بالدخول لمنزلي ، بينما انا واثق من ان من تهجم علي كان رجلا ، هذا يعني ان المرأة اشغلت الحارس ليتمكن الرجل من التسلل من خلال السور الحجري او ان الحارس يكذب وانا واثق ان لزوجة خالد علاقة بالحادثة ”
قال بصدمة ” مالذي تخططين له ”
قلت بثقة ” اريد معرفة هوية ذلك الرجل ولا احد غير زوجة خالد قد يعلم به ”
قال بهدوء وهو ينظر للنادل الذي اتى بكوبي القهوة ” ولماذا تظنين اني قادر على مساعدتك ”
قلت بابتسامة ” لان ابنة خالد الكبرى عزيزة ستعلم بكل ما قد تعرفه والدتها، واظنها خطيبتك ان لم اكن مخطئة فلن يصعب عليك استخراج المعلومات منها ”
قال بضحكة ” هل تطلبين مني ان استغل خطيبتي ”
قلت ببراءة ” انا لم اقل ذلك، فقط يمكنك ان تختبر ثقتها فيك لا اكثر ، وقد رجعت اليك لاني واثق من اختلافك عن باقي عائلتك ”
****★★****