آخر 10 مشاركات
الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree62Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-19, 04:17 AM   #31

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي


الحلقة الثالثة والعشرين

" علي جلال البنا " أو " كريس شالعوم "

لديه شهادتين ميلاد الأولى من السفارة المصرية بديانة مسلم ، والأخرى من السفارة اليهودية بديانة يهودية .. والغريب في الأمر أن الأخيرة هي من مضى بها سنواتهُ الطفولية وموصى بسراينها دائما من مسئول هام داخل الأراضي الامريكية لم أعلم هويته لزيادة الغموض حوله !

لديه من العمر 32 عاماً .. أب جلال البنا عالم مشهور قتل منذ واحد وعشرين عامًا في عملية مجهول مصدرها .. أم مارية شالعوم يهودية الديانة أمريكية الجنسية .. توفيت في ظروف غامضة ومن المفترض بأن كريس كان برفقتها وبهذا انتهت شهادة ميلاد كريس بوفاته ..

ظهر شهادة ميلاد " علي " بعد أن غادر ولاية واشنطن علي الفور .. منذ خمسة عشر عاماً الي أن استقر بعد عناء في ولاية كاليفورنيا بمقاطعة سان فرانسيسكو ، ألتحق فيها بتعليم مفتوح لاحدى الجامعات وتفوق بها في مجال الإلكترونيات ومن ثم الاستمرار في سنوات الدراسات العليا .. تمكن في تلك السنوات التالية من بناء أكبر صرح مهول للتجارة الإلكترونية تحت ماركتها العالمية " با " واستطاع التفوق في ذلك المجال علي الكثير من ستوطته ..

كانت تلك الكلمات التي طرحت علي أُذن / براد فيليب رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي من ذلك التقرير الذي قاما بأعداده أحد رجاله الموثوق بهم ..

انتفض من علي مقعده المريح ببدنه الضخم متوجها لنافذة مكتبه معطي اياه ظهره دون ابدأ الرأي على ما قاله ..

شرد بذهنه لسنوات مضت من العمر تكفي لاسترجاع أسراره العتية ، فما كان إلا هو ذلك المسئول ! الذي ساعد والدته علي أخراج تلك الشهادة الثانية باسم أجنبي ينسب لوالدته وبديانة يهودية .. وبنفوذه حين ذاك استطاع سراينها كوثيقة مصدقا بها في الأراضي الأمريكية ..

حيث كان يشغل منصب عضو هام وذو سلطة فعاله داخل المجلس ..

تخبطته الحيرة والاندهاش للقصوى بعد التأكد بأنه ما كان يظنه .. ولكن إذا كان هذا كريس فمن ذلك الذي دفن بصحبة والدته في ذلك اليوم …

كاد عقله يجن من كثرة التفكير ليقطع وصلة ذهنه صوت الرجل من خلفه متحشرجاً بلطف :
- هل سنأخذ الأمر بالقضاء عليه سيدي ؟!

ذلك الصوت ومضمون رسالته أخرجه بالفعل من شروده ليلتف مستديرا لوجهته قائلا بحزم خارجا من عيناه القويتان :
- كلا .. فهو الأن ليس بالشخص الهين ويجب مراقبته لوقتٍ كافي ومن ثم التخطيط علي أكمل وجه للقضاء عليه جيداً دون أن نترك أي خيط خلفنا !

-------------------------

فاق العجوز بوهن بعد مدة طال بها رقوده المخدر ..
فاق بعد أن استوعب حاضره وما حدث له .. فعلي ما يبدوا أنه دخل مرحلة الا عودة في مرضه .. تجرع ما في حنجرته ببطئ علي أثر تذكر أن الموت يطرق أبوابه بعنفوانية .. سلام داخلي مطمئن يحثه على التحمل لعل الرب يؤجره علي ذلك خيرا .. ولكن الأهم الأن الاطمئنان علي ولده الذي ليس من صلبه .. ومحاولة التقرب بينه وبين زوجته !

زوجته تلك الفتاة الصالحة .. التي لمس بها الطيبة والقلب النقي متعجبا من أحاديث الغرب وأهل عشيرته علي أمثالهم فيبدوا أنهم خدعوا بأيدي خفية تريد استمرار العدوانية للأبد لذلك الدين …

تلك الفتاة بصلاحها هي الوحيدة القادرة علي تحسن تلك الصورة في ذهنه بل وقد تجعله يتنحي عن طريق الإنتقام الأعمى الذي قد يؤدي به إلي طريق الهلاك ..

فهو يأمل حقاً في تلك الفتاة خيرًا !!

وعند استلامها زمام الأمور ستكون رسالته قد أنتهت وقارب علي الرحيل !

هما من فراشه يستعيد حيويته بنشاط مزعوم يقضي شكليا علي المرض .. يأمل بإنتهاء مشوارها .. ليبدأ معها كحال كل الأيام الماضية بشكل غير مباشر سرد طباع " علي " وصفاته الغير محموده حتي تكون علي علم بكل شئ وأيضا علي النقيد داخله الجميل الذي يعكس خارجه بتضاد قوي ومتين ..

اندهش من وجود سيارة " جاك " أمام باب القصر الداخلي فعلى ما يبدوا بأنها انتهت من مشوارها بالفعل ولكن لما لا يغادر جاك في الحال !

تسرب القلق لداخله فأسرع ينظر للأعلى مستغرباً .. إلي أن وضع قدمه علي أول الدرج لتتبعه الأخرى ببطي وهو يراقب الطابق الثاني باضطراب يعتلى جسده .. إلي أن وصل لنهايته يشاهد ممره بترقب دقيق .. فتفاجأ بصوت مشادة كلامية عالية تخرج من أحدى الغرف بين صوتين يعلم صاحبهما جيدا أحدهما يصدح بقوة والأخر باكي مضطرب .. ليتبعه خروج " علي " من غرفة ابنة عمه وزوجته عاري الصدر إلا من قلادته الفضية بمعالم وجهه مشتتة ما بين الكره والاندهاش !
متجه لغرفته مقفلا بابها خلف ظهره بقوة عنيفة لم يلاحظها عليه نهائيًا من قبل إلا نادراً..

عادت مقلتاه مرة ثانية لباب الغرفة التي بها يسمع أنينها الخافت بلغة القهر وقلة الحيلة ..

أغمض عيناه ببطئ من شعوره بالحزن علي ما يشاهده .. أملا خيرا بأن يكون ولده لم يدنس براءتها بعد بلعنة الماضي المخزي الذي يطبع في ذاكرته بتملك حتي تلك اللحظة ..

فهي ورقته الرابحة لتغير تلك الذكري القاسية بداخله .. فهي المثال الجيد للمرأة التي يحتاجها " علي " بل قد يكون في أمس الحاجة ليرتمي باكياً في أحضانها ليكي يخرج ما يعتلي صدره المكتظ بما لا يتحمله بشرٍ عادي ..

فتح عيناه مطلقا تنهيدة عميقة عقب أنهاء امنيته الوحيدة التي يرجوا تحقيقها في أخر أيامه ، متيقناً بأنه حان وقت تنفيذها بالفعل ، وأولى خطواتها معرفتها بالحقيقة !! ..

-----------------------

أطاح بجسده علي الفراش بعنف يرمق سقف غرفته بتشتت ذهني رهيب ..

فهو لم يعاهد امرأة من قبل تتعفف في ذلك الأمر بل كلهن راغبات بشدة بل وقد تصل رغبتهم للخيانة الزوجية أن لازم الأمر كما شاهد بعيناه الطفولية في الصغر !!!

والأمر الأكثر تشتت أنه طرف في تلك العلاقة .. هو الوسيم برجولته المعهودة والجاذبة لكل النساء تحت قدمه .. اللاتي يرغبن بنظره واحده لهم حتي ولو كانت صامته ..

أما هي هل كانت تجثو أمامه باكية راجية بأن يتركها ؟! .. لا وتحتمي بربها وذكري والده لديه !!

يا ألهي !!

كيف لامرأة أن تقاوم رغبتها كأنثي .. وهو كرجل !!

هل هو بين معادلة فريدة من نوعها أم بين متصنعه كاذبة راغبه في الخفاء وتقاوم لنيل شيئ تريد تحقيقه !!

أنتفض من نومته يجلس علي حافة الفراش يجثو بمرفقيه علي فخذيه يعتليه الأصرار المؤكد وهو ينظر بقوة لنقطة ما أمامه .. بأنها من المؤكد الشيئ الأخير والدليل علي ذلك عاطفة جاك بأتجاهها والظاهرة بوضوح مبين بمقلتيه العاشقة عند ذكر سيرتها !!

ولكن هي كانت متمنعه رافضة له بأصرار مع العلم بأن بيننا رابط .. أيعقل أن الرفض لأجل دينها ومحرماته أم من أجل رغبتها في جاك ..

ظلت الحيرة تلاطم أفكاره بماضيها السئ وحاضرها العجيب .. ظلت تخبط بعقله بين براءة طفل شاهد ما يجعله يقسو طوال أعوام عمره ..
وحاضر شاب بالغاً شاهد بعقله الرزين ما يعكس طفولته المبكرة المؤلمة…

إلي أن أهداه فكره بعد ساعات طويلة ظلت تسيطر عليه بضرورة أحضار جاك أمامها في أحدي الأيام وسيصدق حسه وستفضحها عيناها وشغفها به كما يفضحه عيناه العاشقة أمامه !

نعم ذات يوم سيبين لها بأنها كباقي النساء اللاتي مروا أمامه طيلة سنوات عمره .. وحينها سيكذب عفتها المزعومة تلك أمامهما جميعاً والأيام بينهما !!

---------------------------

ظل كلاهما يلازم غرفته في سابقة فريدة من نوعها ل " علي " خاصة .. وظل العجوز بقلقه المتزايد عليهما يأكله حتي نخر عقله العليل ..

إلي أن فاجئه " علي " بعد يومان بخروجه ذات صباح لعمله .. هكذا دائما ما عاهدَ منه في عز ضعفه وحزنه لا يظهره بل ويبني حصون منيعة ليقوي جبهته وتعود قوته كما سابق عهدها !!

ولكن تلك المسكينة التي ترفض الطعام والشراب فهي ليست بقوته ولا لديها نفس قسوته حتي تستمدها في محاربته …

لم يشعر إلا بأقدامه وهي تستكين بهدوء أمام باب غرفتها .. مد يداه يطرقه بعدة طرقات هادئة لم يستجيب ساكنها عليها في الحال ..

قرر فعلته بإصرار والقلق يأكله .. إلي أن أستجابت من خلف الباب بنبرة أرُهق صاحبها إلي حد الموت من كثرة بكائها..
- من ؟!

فهتف علي الفور مبتسم ببشاشة :
- مرحبا بنيتي .. كيف حالك ؟!

نظفت حنجرتها مردده بنبرة مطمئنة :
- بخير أيها العجوز ..

أندهش لعدم بوحها لما مر بينهما عند سماع صوته .. فأتسعت أبتسامته متيقنا بأن تلك الفتاة حقا تستحق الثناء والتقدير .. وأنها رحمة من الرب لذلك الطفل البريء بداخله ..

فطرح سؤاله علي الفور :
- ألن تخرجي من تلك الغرفة ؟!

أتاه الصمت لعدة ثواني ثم الرفض المؤكد من جانبها ..

فهتف دون تردد :
- هو ليس هنا .. لقد خرج في الصباح الباكر ولقد سئمت الجلوس وحدي .. كما أنني أحتاج لأن أتحدثك معك في امرٍ ضروري ..

تعجبت من حديثه بعد أن أطمئنت من مغادرة ذلك الأمريكي المريض .. فهتفت بأندهاش جلي :
- ما الأمر ؟!

- هل سأظل أسرد الامر في نفس مكاني فقد يزورني بعض الأغماءات ..

علي ذكر حالته المرضية أخفق قلبها ألمٍ ، فهتفت بعجالة :
- لا يجوز ذلك .. أمهلني بعض الدقائق وسأكون أن شاء ربي خلفك !!

ضحك باسما بدون صوت بسعادة داخلية لقدرته علي تعديل قرارها وخروجها من مخبأها أخيرا ..

بعد القليل من الوقت خطت بأقدامها المرتجفة خارج الغرفة خشيت رؤياه إلي أن أطمئنت لخلو الممر من حتي طنين الذباب .. فأستجمعت حالها وهبطت لمكان العجوز بالأسفل لتتفاجئ بجلوسه في بهو القصر فجلست بهدوء أمامه علي أحدي المقاعد ..مرددة بأضطراب :
- ما بك وجهك حزين ؟!x هل زارتك الأغماءات مرة أخري ؟!

- رؤيتكم هكذا هي ما تحزن داخلي بشدة !!

طأطأت رأسها بأستحياء هاتفه بأرتباك :
- لا تقلق أيها العجوز .. كل شئٌ علي ما يرام ..

سعادة وراحة نفس تملكته لصونها أسرارهم .. فأسترسل حديثه بجديه هادئة :
- لن أطيب خاطرك ببعض الكلمات ، ولكن حان الأن لسرد لكِ بعض التفاصيل المهمة التي ستجعلك تفهمين الأمر جيدا ..

رفعت وجهها بأتجاهه بذهول وهي تستوعب مغزى تلك الكلمات المحيرة .. فتجرعت بإرتباك حنجرتها لما سيهبط علي أذنها من أمور صادمة .. فهكذا حدثتها ملامحه الجدية ..

----------------------
----------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:17 AM   #32

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الرابعة والعشرين

- لن أطيب خاطرك ببعض الكلمات ، ولكن حان الأن لسرد لكِ بعض التفاصيل المهمة التي ستجعلك تفهمين الأمر جيدا ..

رفعت وجهها بأتجاهه بذهول وهي تستوعب مغزي تلك الكلمات المحيرة .. فتجرعت بارتباك حنجرتها لما سيهبط علي أذنها من أمور صادمة .. فهكذا حدثتها نفسها عند رؤيتها لملامحه الجدية .. لازمت الصمت تحسه علي استرسال حديثه ..

والذي استأنفه قائلاً :
- لقد لازمت السيد جلال ما يقارب العشر سنوات قبل زواجه .. كان ناجحاً في عمله وذاع صيتُه من الشرق والغرب .. كان طيب القلب ولكن كنت أشعر بتحرره الزائد وبتقليد مجتمع ليس مجتمعه .. وكان ذلك التصرف متوقعا منه حين أتي ذات يوم بتلك اليهودية لمنزله كزوجة له ..

لم أكن حينها استوعب ما حل به من كارثة .. فهو رجل في الخمس والثلاثون من العمر ويجب أن يتزوج لكي يستقر في الحياة كجميع البشر .. أما من تزوج فهي كغيرها والأهم أنه كان ظاهر عليه بوادر العشق في ذلك الحين ..

لم يمر سوي ثلاثون يوما وعلت أصوات المشاحنات والشد بينهما .. لم أهتم بالأمر فالبعض من المتزوجون يحدث معهم الكثير من ذلك .. إلي أن مر عامين علي هذا الوضع تعود هو ذلك وتعودت معه ..

إلي أن صدحا صوتهما ذات يوم في أحدي المشاجرات .. كان مضمونها الظاهري الذي وصل لي في غرفة تحضير الطعام .. بأنه هناك حمل لم يكن في حسبانها نهائيًا ويجب أجهاضهُ في أقرب وقت ممكن .. جن جنون سيدي جلال بل وهددها بصوت مسموع ، بأنها سوف تتلقي المصير نفسه علي يداه هو ، وليضيع مستقبله وحياته غير مباليا ً.. فلقد سئمَ الحياة بهذا الشكل ..

جُبنها جعلها تنصت أخيرا لأرادته وأكملت الحمل في ظل سعادة سيدي وتلبية رغباتها من حين لأخر حتي لا يتأثر الجنين .. و جأء وقت الولادة بالفعل ورزق بمولودا صبي كانت تجتاحه السعادة بغير حسبان لتفيض علي وجهه بفيضان جلي خاصة عندما تلقاه بين ذراعيه من أحدي الممرضات .. كان حينها كالطفل الذي تلقي أجمل هداياه .. سلمه لي بين راحتي يداي وهو يهتف بأنه لن يأتمن أحد عليه إلا انا .. وهما ذاهبا ينهي أجراءات المشفي حين ذاك ..

حين تلقيته كأني تلقيط قطعة من قلبي بل وملك حينها جميع حواسي باستباحيه تامة ..

تفاجئنا بعد ميلاده بنفورها منه في بداية الأمر .. الأمر الذي أذهلنا لهذا كنت أنا والسيد جلال نعوضه بحنان فائض عن حاجته .. إلي أن حدثت مشادة كلامية عنيفة بل أكثر عنفاً منذ زواجهم لم أستفسر منها شئ سوا أن الطفل ماهو إلا مسلم وسيكون مسلم تابع لسيدي جلال مدي الحياة ليكون ردها أكثر تهجما حين أخبرته بأنه ليس ب " علي " وأنما هو " كريس " يهودي الديانة .. مشادة عنيفه لم تنتهي إلا بسريان كلمتها حين أطلقت له الوعيد بأنه أذا لم ينفذ ما ترغبه ، سوف يصبح في يوم وليلة بدونها هي وطفلها وسيختفون للابد !!
كل يوما بعد تلك المشاجرة كنت أشاهد سيدي كبر خمسون عاما يكسو وجهه الحزن الدائم .. كان كثير ما يوصيني به حتي إذا سافر لمسقط رأسه لأنه كان لا يستطيع أصطحابه معه بسب رفضها وبسب رفضه هو لأخراج جواز سفر بأسم " كريس " .. ولهذا كان لا يأمنها عليه ودائما ما كان يقول لي كن أنت عيني لحمايته .. خاصة بأنها كانت تمده بطباع وافكار يهودية عنصرية في غيابه .. وكنت أنا من يقف لها بشكل غير مباشر لترويض نفس الطفل .. لهذا كانت تحمل لي الكره الدائم .. إلي أن... .

تعجبت منصدمه من حديثه المفجع ، ولكن لما تردد في الاستكمال فحثته بنظرات عينيها المراقبة له بفضول لتكملة ما كان يسرده...

فتجرع تردده بشجاعة ثم هتف باستسلام :
- إلي أن شاهدتها ذات مرة وسيدي جلال في أحدى زيارته في القاهرة و" علي " لم يتعدي الثامنة أعوام بص .. بصحبة رجل ضخم في غرفة نوم سيدي وفي داخل بيته بعد أن أرسلتني لشراء بعض الأشياء الغير مرغوبة لها في ذلك الوقت .. كنت ذهبت بالفعل ولسوء حظها بأن جميع ما تحتاجه توفر أمامي دون بذل مجهود لهذا عدت أدراجاً من حيث أتيت لأشاهدها في ذلك الموضع الحميمي .. !!

لم تدرك في وسط أنصاتها الجيد لما يتفوه به بأنها عند تلك النقطة أطلقت شهقه عالية جدا تعبر عن صدمتها الغير متوقعة ..

فاسترسل العجوز حديثه باستياء دون اهتمام لرد فعلها قائلاً بشرود :
- أبغضتني أكثر من زي قبل وتوالت تهديدتها لي بالموت أذا أفشيت سرها .. ومن ثم أتهامتها المتتالية لي بالتقصير في عملي حتي تفاجأت ذات يوم بأخرهما ب .. بأني تعديت عليها ..

علي ذلك الأمر غضب سيد جلال كثيرا وطردني من بيته .. ولكني عذرته لأنها تمكنت بتمثيلها المتمكن من تحويل الأحداث فوق رأسي ، بأتقان محكم قد أكون صدقته أنا شخصياً ..

هتفت بلجلجه مضطربة :
- و "علي " ؟!

- لم أعلم عنه شئ منذ أن غادرت إلى أن جائني الخبر المفجع بعد عامان بموت السيد جلال والذي أنتشر بكافة الصحف حين ذاك ب .. ب

- بماذا ؟!

- بمقتله علي باب بيته من مجهولين أصابوا جسده بالكثير والكثير من الطلقات الحية ..

للمرة الثانية كان رد فعلها شهقه قوية دون حسبان .. هل ما سمعته من كوارث يتحمله بشر .. هل كان يعلم الجد بما حدث لفلذة كبده ومنعته أعاقته من البحث عن الجناة .. ومن هم هؤلاء الجناة الذين يحملون كل هذا الكره لرجل كرس حياته للعلم فقط .. تصارع عقلها بأفكاره .. وخفق قلبها بدقاته الهادئة .. حين علمت ما كان يحمله الجد من آلالم مميته تقسم الظهر الممشوق في ريعان شبابه ..

أتاها صوته يستأنف حديثه بهدوء :
- توجهت لبيتهم مرة أخري بعد سماع ذلك الخبر للأطمئنان علي الطفل بين يدين تلك المرأة والذي كان بلغ حينها العشرة أعوام .. تفاجأت بمغادرتها المنزل نهائيا بصحبتهُ .. مرت الأيام ليتبعها السنوات ولم أعلم عنهما شئ حتي ظهر لي " علي " منذ عشر سنوات يخبرني بأنه بحث عني كثير وبأنه يحتاجني في حياته .. ثم أنه اشتري قصر في تلك المقاطعة ، وأنه يجب أن أتي معه في ذلك القصر .. أنا وهو فقط .. وعلمت عندما أتيت بصحبته بأنه أكمل تعليمه ومازال يلتحق بالدراسة حتي ينهل منها ما يحتاجه ..
وحين وجهت له الحديث عن والدته تملكه الغضب الموحش الذي يظهر للصورة الأولي به أمام عيني .. ومنذ ذلك الحين وأنا اشاهد شخصاً غير " علي " الذي ربيته .. شخص أكثر كرها وتهجما .. يشرب الكحوليات ويعاشر النساء بأنتقام أعمي وما خفي كان أعظم ..
شخصا حين أساله عن تلك السنوات التي غاب عن عيناي فيها تخرج منه جملة واحده غامضة دون غيرها :
" علمت بأنك برئ .. وأن أبي غُدر به .. وسيأتي اليوم الذي سأنتقم فيه حتماً "

--------------------

بعد ذلك اليوم الذي خرج فيه مكنونات العجوز بأشياء صادمه بل ومفجعة عن غموض الأجنبي لمست لأفعاله القاسية بعض العذر .. ولكن ذلك المشهد لهجومه عليها ظل كخنجر حاد في كرامتها أخفته في مكان متخفي بداخلها لكي لا تتأثر به كلياً وتعلن نفورها منه .. وبالتالي ستكون سبب أخر للقضاء نهائيا علي شاب مسلم عربي حكما عليه بأن يكون أجنبي يهودي من أم يهودية أمريكية طيلة سنوات عمره الماضية .. ويرجع ذلك لأجل العامل الأهم في الزواج وهو أن شقيق والدها لم يحسن أختيار زوجة له و أم لأولاده .. ولهذا السبب كان هو عزاءها الوحيد لأفعاله القاسية !!! ..

رافقت العجوز في تلك الأيام المتتالية أكثر عن زي قبل خاصة بعد أختفاء " علي " بشكل غير مباشر من أمام أعينها .. و من أجله هو ، الذي أشتد عليه بوادر التعب ، وزيادة عدد مرات الأغماءات في ظل تعجبها الواضح لرفضة الصارم بعدم الذهاب لأي طبيب للأطمئنان عليه .. حتي بدأ ذاتها يشك في إصراره الغامض وأنه مريض بالفعل ويعلم ويخفي عليها والكارثة التي وعت لها بأنه قد يكون يخفي هذا أيضًا عن طفله البالغ المتعلق به حد النخاع !!

في أحدي الأيام أراحت العجوز بوجهه الشاحب في الحديقة الخارجية والذي أنفي سؤالها عن مرضه حين واجهته به .. ثم أنهت تحضير الطعام كالعادة وما يتطلبه من عمل يقوم به طيلة اليوم .. وخرجت ترافقه في جلسته علي أحد المجالس في حديقة القصر ..

رسم ابتسامة هادئة علي شفتيه من قلبه عند رؤيتها مقبله عليه .. قائلة باستفسار :
- مرحباً أيها العجوز كيف حالك الأن ؟!

- مرحباً بنيتي .. في أفضل حال ..

اندهشت متعجبه من كلمته فهتفت باستفسار :
- لماذا تناديني بنيتي ؟!

هتف بإصرار في ظل محافظته علي إبتسامته الهادئة :
- لأنك و " علي " بالفعل أبنائي الذين ليسوا من صلبي ..

علي ذكر جملته .. هتفت بسؤال يراود ذهنها منذ فترة :
- لماذا ليس لديك عائلة ؟!

تسربت ابتسامته ليتملكه بوادر الحزن حين قال شارداً :
- لأن زوجتي الذي أحببتها منذ أن كنت طفل توفت بعد عام واحد من زواجي بها .. فاقصرت من حينها مشاعري عليها هي فقط دون أي إمرأة غيرها ..

وصلها حزنه العميق فاسرعت تهتف بإسف :
- أعتذر منك فلقد جعلتك تتذكر الماضي دون قصد ..

- لا عليكِ فأنتِ علي كل حال لم تكن تعلمي ..

ثم سحب شهيق يكفي لأزاحت مشاعر الحزن الشديد لفراق محبوبته في ذلك الوقت .. عائدٍ لواقعه هاتفاً بترقب :
- لقد أتصل السيد " الَي " منذ قليل .. وأخبرني بأن السيد " جاك " سيرافقه علي الغذاء اليوم و .. و يجب أن ترافقيهم في هذا الغذاء ..

تعجبت منصدمه من ذلك الخبر .. فقالت بنفور علي الفور :
- لا شأن له بي .. ولا شأن لي برفقته ..

أطلق تنهيدة قوية قائلا بعدها بنصح :
- صدقيني بنيتي عناد " الَي " ليس جيدا لكِ وأنا أخشي عليك ِ..

انتفضت من جلستها عقب جملته قائلة بقوة :
- لن أرافقهم وما يفعله يفعله .. فلا يجوز لي مرافقته ولا مرافقة ضيفه .. وسأذهب الأن أختلي بغرفتي قبل أن يأتي هو ورفقته المزعومة ..

قالتها لتستدير عائده أدراجا للقصر بتهجم واضح يجعلها تكاد تحدث ذاتها من كثرة ذهولها من ذلك الوقح .. عن أي مرافقه يتحدث .. هل هي من الأصل ترافقه لترافق غيره .. حقاً أكثر من وقح ..

لم تدرك حين تحدثت بجملتها الأخيرة بأن الباب الحديدي للقصر فتح وطلت سيارته بالفعل خلفها سيارة الحراسة الخاصة به ..

في ظل هي لم تشعر بوجودها بسب حديث ذاتها الناري من فعل ذلك المغفل وطلبه العجيب .. إلا أنها أدركتها عندما توسطت طريقها كمانع بينها وبين باب القصر الداخلي ..

حينها رفعت راسها من انخفاضها لتشاهده أمامها يترجل من مقعد السيارة الخلفي ويتبعه من الجهة الأخري الرجل المرافق له ..

يا إلهي أنه السائق بنظرته المتفحصة المريبة لها !!

انتفضت من صدمتها بتخطيها المتجاهل لهما وعلامات الاستياء الشديد تتملك من صفحة وجهها ..

إلي أن خطت بأقدامها أولي درجات القصر القليلة ليأتيها صوته القوي من خلفها يصدح عالياً بدهاء عظيم :
- ألن تصافحي رفيقي !!

تصلبت قدمها قبل ان تستكين علي المدرج التالي عندما اخترقت جملته أذنها ..

أزداد حنقها للقصوى من ذلك الأمريكي .. فحقا تود لو تستدير الأن و تصفعه علي وجهه بكل قوتها .. فليس خساره به .. وهي ستكون كريمة بسخاء علي شبيه الرجال هذا ..

إلا أنها رأت أن أفضل شيء لذلك الوقح وأفعاله المستفزة هو التجاهل بعينه ..

سحبت شهيق يكفي لراحة صدرها من كل ما تمر به ثم أكملت صعودها بلا مبالاة لجملته وبل له شخصياً..

الأمر الذي جعل الحنق يطفو علي ملامح وجهه فورا لتمحي نظرات الدهاء من عيناه والأبتسامة البارده من علي شفتاه ..

ليتحرك دون أدراك من ثباته ، يعدو خلفها بخطواته الواسعة إلي أن وصل إليها قابضاً علي معصم يدها بقوة وتملك .. مجبرها قصراً دون النظر إليها علي متابعته لداخل القصر ..

---------------------
----------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:18 AM   #33

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة الخامسة والعشرين

الأمر الذي جعل الحنق يطفو علي ملامح وجهه سريعاً لتُمحي نظرات الدهاء من عينيه والابتسامة الباردة من علي شفتيه ..

جعلته يتحرك دون أدراك من ثباته ، يعدو خلفها بخطواته الواسعة إلي أن وصل إليها قابضاً علي معصم يدها بقوة وتملك .. مجبرها قصراً دون النظر إليها علي الخضوع له ومتابعته لداخل القصر ..

في ظل نظرات " جاك " المنصدمة ووجه العجوز المشدوه !!

------------------------

- أترك يدي لا يحق لك أن تقبض عليها وتلمسها هكذا كل حين !!

صدح صوت " هنا " بتلك الجملة في وسط بهو القصر حين تسمرت بقدمها علي الأرض الصلبة اسفلها ، ترفض السير كمجبره خلفه بهذا الشكل المهين ..

فاستدار لها بوجه كاد يفتك بها فتكاً من أمامه قائلاً بهجوم حاد وهو مازال يقبض علي معصمها بقوة :
- كيف لكِ أن تعصي أمري أمام رجالي !!

هتفت باستنكار ساخر وهي تلوح باليد الأخرى في الهواء :
- وما هو ذلك الأمر سمو الأمير ؟!

أجابها علي الفور بتهجم واضح متغاضي عن سخريتها من أجل غرضه الأهم لحضور جاك :
- لماذا لم تصافحي صديقي في الخارج .. فقد كنت أظن أنكِ ستسعدين بلقاءه كثيرا !

حدثت " هنا " نفسها باندهاش بصوت خافت :
- صديقك من !! اليس سائقك !!

ثم استرسلت حديثها بنبرة عالية وهي تنظر لمقلتيه الغاضبة بلا مبالاة :
- حتي وأن كان صديقك فلماذا سأسعد بلقاءه .. مالي وشأنه ، فهو غريبًا عني ولا يجوز لي محادثته بعد أن عرفت بأنه ليس سائقك ، بل ويُحرم عليا ديني مصافحته او مصافحة أحدٍ غيره من الرجال طالما لا يحل لي كأبي وأخي وزوجي ..

ردها القوي خاب ظنهُ .. و رجرج جميع أفكاره ومعتقداته القديمة فأدي إلي أختلال عقله مما أفقده الرشد .. فهو كل ما طلبه منها فقط مصافحة لا أكثر ، ليكون ردها هذا وبتلك القوة والثبات ، كأنها علي حق متين بجذور أمتن من هوى النفس الأمارة بالسوء !!

ولكن مع شعوره هذا سيظل مُصرٍ بأن ما بداخله ويعتقده أقوى ما بداخلها بكثير .. نعم أقوى وستشاهد !!

انقلبت ملامحه في الحال للتهكم الساخر .. قائلا بضيق خلق وهو يلوح بيده علي ملابسها لإثارة حنقها :
- دينك !! دينك !! دينك !! أي دين هذا الذي يحرم أرتباطي بك .. وأجبارك علي لبس مثل هذا الشئ .. ومن ثم عدم مصافحة الرجال !!

رده الوقح نجح بالفعل في أخراج شجاعتها الداخلية لأرض الواقع ، لم تخرج من عمقها من قبل إلا عندما يمس أحد دينها الحنيف .. فإجابته بقوة من بين أسنانها :
- أنه دينك ومن قبلك دين والدك وأجداده .. أنه دينك الذي يجعل للمرأة كرامة وعزة نفس .. وللرجل نخوة وشهامة حين يرفض لزوجته بأن تلمس غيره ، حتي وان كان عن طريق شئ يراه هين كمصافحة اليد !!

بمعالم وجه مشدوها هتف في ذهول جلي :
- ماذا تتفوهين ؟!!

أنطلق من داخلها تنهيده عميقة تمحي ضيقها لتعبر عن حزنها وهي تجيبه بهدوء :
- نعم ، فأنت مسلم أبن مسلم ، ولست يهودي يؤمن بكتاب مُحرف !!

ردد باستنكار تام :
- مُحرف !! لماذا إلا تؤمنين بموسي نبياً !!

أجابته بالإيجاب علي الفور :
- كلا اؤمن به ! .. و اؤمن بجميع الرسل من قبله ومن بعده أيضا ومن فوقهم الله رب السموات والارض .. ولكن أنت ومن تتبعهم هم الذين يختصرون علي نبياً واحدًا دون غيره .. إليس هذا تحريف لما هو من عند رب الرسل والبشر أجمع .. وغير هذا أفعالك البغيضة فأنت تحلل لنفسك معاشرة نساء ، ليس من حقك أن تقترب لهم ، وتشرب الخمر وكل ما لا يرضاه أي إنسانية أو دين عظيم ..

ضغط علي أسنانه بحنق لتخرج منه الكلمات بفظاظة واضحة :
- سأجيب عليكِ كما أجبت من قبل وسأردد لكِ دائما بأني سأفعل كل ما يحلوا لي ولا دخل لكِ بما أفعله ..
ليسترسل حديثه بنبرة دهاء خفيه :
- أو أنكِ بفعلك هذا تغارين من تلك النساء وتحقدين عليهن لأنهن نالوا شرف قربي ؟!

ليجيب علي سؤاله دون أنتظار أجابتها بضيق جلي وهو ينفض يدها بقوة من قبضة يده :
- كنت أعلم .. كنت أعلم بأنه سيفضح أمرك أمامي يوما ما ، وتخرج نوياكي الخفية لتكوني كباقي النساء من حولي !!

رددها ليعطي لها ظهره مغادرا من أمامها بخطوات ثقيله في تحركاتها .. لم يعلم لما بداخله يشعر للمرة الاولي بذلك الحزن ، فقد يرجع هذا لأنه كذب يقينه هذه المرة عن مفهومة للنساء .. وقد كان يأمل بينه وبين قلبه بأنها ليست كغيرها من بنات جنسها اللعين !!

يجوز !!!

حين أخترق أذنها كلماته الجارحة أغمضت عينيها باستسلام .. فالأن علمت يأسه بأنه لن يتغير وأن الماضي الخاص بوالدته يسيطر عليه بشده .. كما هو واضح أمامها من عينيه النافرة لأي ذكرى امرأة !

طأطأت رأسها بحزن داخلي لعدم صمودها أمامه بقسوته تلك .. فتجرعت حنجرتها ببطء ثم هتفت باستياء شديد قبل أبتعاده :
- أخرجني من ذلك العقد "علي" إلي الابد .. فيبدوا لي بأنك ستظل هكذا ولم ولن تتغير كما كان جدي يعتقد ويأمل ! ..

تحجرت خطواته في مكانها ليتبعها سريان قشعريرة عنيفة في جسده حين سمع بأذنه طريقة لفظ أسمهُ كما كان يلفظه أباه من قبل ! .. أخفى ببراعه أثارها علي وجهه حين استوعب باقي جملتها الصادمة ..

استدار بجسده سريعا متجهاً إلي مكانها بضيق جلي قابضاً علي ذراعيها بتهجم .. هاتفًا بتحذير صارم وهو يشير بسبابته تجاه راسها :
- أنطقيها ثانياً .. وسأبيد حينها ذاكرتك من على وجه الكرة الأرضية وليس من عقلك فقط !..

لم يعلم لما نطقها بكل هذا العنف بل ولما تملكه الضيق من الاساس .. كل ما يشعر به بعد غضبه بأنه سوف يقضي عليها قبل أن تخطوا خطوة واحده من ذلك القصر ..

ولم يعلم حقا ًلماذا !!!

--------------------

في الخارج كان وجه جاك شاحبًا شاردًا وعينيه لم تسقط من علي الباب الداخلي للقصر ..
يهتف كل حين وأخر بقلق دون أدراك هيئته الخارجية ببعض الكلمات التي تعبر عن غيرته المشتعلة لسحب "علي " لها بهذا الشكل أو بمعني أوضح ماذا يفعلان كل هذا الوقت بالداخل ..

لم يشعر بذاته المشتعلة حين وجهت اقدامه لذلك العجوز بجلسته الهادئة المستفزة مردداً بضيق خفي :
- ألم تدخل للأطمئنان عليها فقد يعصفها " الَي " دون أن يشعر في نوبة غضبه تلك ..

نظر له العجوز ولحالته المضطربة بعدم إستيعاب وهو يجاهد لإيجاد تفسير مقنع وواضح لحالته الهائجة رغم أخفائها من جانبه بعض الشئ ..

تمعن جيداً بنظرات عينين قوية لرجل عجوز أدرك الكثير والكثير في تلك الحياة ..
إلي أن قطعت انفاسه لثواني وشحب وجهه بإضطراب حين وضح أمام مقلتيه المسنة كل شئ يريد معرفته .. فهتف بحديث ذاتي منذهل ..

يا ألهي هل ما أشاهده حب !!

هل جاك وقع فريسة في حبها !!

ولكن أين وكيف !!

تلك الصدمة أخرست لسانه ، وجمدت وجهه كتمثال الجليد .. وهو يشاهد جاك من أمامه يتحرك بذهاب وأياب بحاله أقرب إلي الجنون دون أن يدرك بحالته المغيبة هيئته و ما يفعله ..

فحقاً العشق أعمى !!

ولكن ما يطمئن قلبه كثيرًا ... بأن تلك الفتاة تلتزم بحدودها جيدًا ولن تسمح بالتجاوزات !!

--------------------

في المساء لم يعلم لما ذهب علي غير عادته بتاتًا لذلك النادي الليلي دون المستوي ، وجلب تلك المرأة الأكثر أغراءٍ به بملابسها الفاضحة تلك والتي تحتل مقعد السيارة من جانبه ..

والأكثر حيرة له الأن لما لا يتتطلع لها بنفس راغبة منتقمة كما كان ينظر لنساء العالم أجمع بلا استثناء من قبل !!

لماذا ؟! .. لماذا ؟!

ذلك الاستفسار المحير حدث به ذاته الكثير والكثير وهو يحتل المقعد الأمامي ويقود سيارته الحديثة بنفسه .. حتي أنه لم يشعر من شدة حيرته بأنه ضرب عجلة القيادة باليد الحرة بعنف شديد يكفي لانتفاض جسد تلك العاهرة بخوف من جانبه ..

لتزيد حيرته للقصوى عندما رفض في هذه الليلة بالذات عدم الشراب .. قد يكون هناك شىء خفي في نفسه يجبره برغبة قوية أن يشاهد بتركيز رد فعلها عند رؤيتها لتلك المرأة التي تفوق بمراحل كثيرة أنوثتها الخفية بل ويكاد يجزم بحزم بأنها لم تكن موجودة من الأساس لديها لتكون بينهم وجه مقارنة !!

-------------------------

أنهت صلاتها في جوف الليل ، ثم استكانت في جلستها علي سجادة الصلاة ترفع يداها لرب السماء في تضرع جهري يحوطه الخشوع الجليل لعظمة الخالق من فوق سبع سموات ..
" اللهم يا رحمن يا رحيم اهده ثم اهده ثم اهده ، اللهم اجعله هاديا مهديا ، اللهم اشرح صدره للحق ، اللهم وفقه لما تحب وترضي ، اللهم خذ بناصيته إلى البر والتقوى ، اللهم رده إليك ردا جميلا .. وكن بعوني ولا تجعل اليأس يتملكني وقوني بك يوم لا يوجد سندٍ إلا أنت .. يوم لا يوجد سندٍ إلا أنت "

ظلت تردد جملتها الأخيرة إلي أن أنهت دعائها بالصلاة علي أشرف المرسلين ، ثم أنتصبت من جلستها بهدوء وبيدها سجادة الصلاة تطويها بإتقان ، لتتركها علي أحد المقاعد بجانبها عندما أقتحم سكون القصر صوت أنذار سيارته التي تعود في ذلك الوقت كحال كل يوم ..

أرتدت غطاء وجهها واتجهت للنافذة تراقب ما يحدث بسكون شديد وهو يترجل من سيارته بصحبة إمرأة أقل ما يقال عنها فتاة ليل ..

لم تدرك في حالة غليان جسدها كرد فعل لجرمه الذي يغضب الله به كل ليله .. بأنه رفع مقلتاه الخضراء سنتيمترات بإتجاه نافذة غرفتها .. ليهبطها علي الفور بنشوة متلذذه إجتاحته عندما لمح تطلعها لهما بحالة مغيبة نافرة ..

حالتها النافرة أزادت بغضب حينما كانت تظن منذ قليل بأنه يراجع ذاته من حديثها الصباحي .. ليثبت لها العكس الأن .. بل وينفي ما تظنه بنفي يقسوا عليها بشدة ..

تلك الحالة جعلت غضبها المكمون بداخلها منذ أتت إلي هنا نتيجة أفعاله وألفاظه القاسية والجارحة يخرج ليري النور أخيرا في حالة عصيان حادة وشديدة ..

انتفضت من مكانها لتعلن بشجاعة هذا العصيان في وجهه منذ الأن وصاعد ، فهي لن تسمح طول مدة بقائها هنا بتلك المهزلة الأخلاقية بعد الأن ، و التي ستُحملها حتما بذنوبا تعادل صمتها الأبكم !! ..

لم تدرك عند أقترابها لباب الغرفة ومن خلفهُ يصلها خطواتهم الواضحة وهمهماتهم المشمئزة ، بأن صوتها غير مساره وصدح بقوة من خلف الباب بعلاجٍ أقوي من حالة عصيانها بل ومن جميع الوصفات الطبية في العالم أجمع اللا وهو أيات القرأن الكريم ..
متيقنه بقوله الكريم " لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ "

صدح صوتها بتلاوة عجز من يسمعها عن وصف جمالها العذب المتناغم .. وهي تردد دون أدراك بلغتها العربية ببداية سورة النور ..
" الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) "

حين وصلت لتلك الاية الأخيرة أتاها صوت أنغلاق باب غرفته بشدة .. فعلي ما يبدوا بأن قلبه القاسي المتحجر لم يتأثر بما رددته .. ليصاب قلبها بحزن دفين وعقلها بحالة هذيان تامة .. جعلتها ترفع يديها الأثنان تطرق بهما بعنف علي ظهر باب غرفتها وهي تردد دون توقف بحالة بكاء هستيري " فإن الله غفور رحيم "...

ظلت ترددها بأنهيار تام حتي سقطت هاوية تجثو مكانها علي أرض الغرفة بتحطم ذاتي عنيف .. جعلها تتيقن بأنه بات لا فائدة منهُ نهائيًا بعد الأن !!

------------------------
----------
-


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 04:27 PM   #34

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية رائعة و مشوقة في أحداثها المثيرة...اضن ان علي سيبدا بلين قلبه و عندما يراها سينبهر بجمالها ...المهم عليها بصبر و دعاء لكي يهديه الله لان مامر به صغيرا اثر عليه كثيرا .... نحن ننتظر بقية الرواية ...موفقة باذن الله

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-19, 07:28 PM   #35

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصول روووعة😍😍 عجبني ثبات هنا خفت عليها في الاول لكن الان اعتقد انها بفضل ايمانها القوي حتقدر عليهم كلهم ..عضو مجلس الشيوخ شكله هو الي اتحالف مع ام علي وقتل ابوه شكلها كانت حقيرة بس الغلط كان من ابوه الي سمح لنفسه يتجوز وحدة من غير ديانته . منتظرين الاحداث ااجاية بشوق ودمتي بخير 😘😘

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-04-19, 04:45 AM   #36

تالا الاموره

? العضوٌ??? » 320247
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,200
?  نُقآطِيْ » تالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي ع الرواية الجميله
عجبتني القصة والفوائد اللتي تتخللها واسلوبك الجميل
في البداية زعلت جدا على فعل جدها بتزويجها ليهودي،، تالمت لصدمتها من ديانته، ويحق لها كل الحق

في انتظار باقي القصه❤


تالا الاموره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-19, 04:12 AM   #37

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
رواية رائعة و مشوقة في أحداثها المثيرة...اضن ان علي سيبدا بلين قلبه و عندما يراها سينبهر بجمالها ...المهم عليها بصبر و دعاء لكي يهديه الله لان مامر به صغيرا اثر عليه كثيرا .... نحن ننتظر بقية الرواية ...موفقة باذن الله
شكرا لحسن تقديرك ❤
بالنسبة للتوقع تابعي معانا وهتلاقي كل مشوق ومختلف بإذن الله .. شرف لي متابعتك الكريمة ❤❤❤


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-19, 04:15 AM   #38

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تالا الاموره مشاهدة المشاركة
تسلمي ع الرواية الجميله
عجبتني القصة والفوائد اللتي تتخللها واسلوبك الجميل
في البداية زعلت جدا على فعل جدها بتزويجها ليهودي،، تالمت لصدمتها من ديانته، ويحق لها كل الحق

في انتظار باقي القصه❤
الحمدلله من فضل الله .. شرف لي تقديرك لاسلوبي ولمتابعتك الكريمة ❤


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-19, 04:19 AM   #39

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الفصول روووعة😍😍 عجبني ثبات هنا خفت عليها في الاول لكن الان اعتقد انها بفضل ايمانها القوي حتقدر عليهم كلهم ..عضو مجلس الشيوخ شكله هو الي اتحالف مع ام علي وقتل ابوه شكلها كانت حقيرة بس الغلط كان من ابوه الي سمح لنفسه يتجوز وحدة من غير ديانته . منتظرين الاحداث ااجاية بشوق ودمتي بخير 😘😘
من مع الله لا يحزن .. شكرًا لتقديرك الكريم للفصول ولي الشرف بمتابعتك ❤


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-19, 04:32 AM   #40

شيري سماحة

? العضوٌ??? » 444044
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 60
?  نُقآطِيْ » شيري سماحة is on a distinguished road
افتراضي

الحلقة السادسة والعشرين

صعد الدرج بصحبة تلك المرأة وعينيه لم تفارق باب غرفتها .. إلي أن مروا من أمامه بخطوات مثقلة .. فترك الهمس الغزلي المتصنع يأخذ حريته في أذنها مع ثبات عينيه المراقبة عليه .. وهو لا يكذب إحساسه الجليل بما خلفهُ ..

تابع سيره إلي أن صدح صوتها بقوة من خلف ذلك الباب ليصدق توقعه بالفعل !

ولكن الغريب بالأمر أن صوتًا عذبًا بلغة جمال الكون هو ما خرج عنها !!

صوت لم يفسر معني كلماته .. ولا لغة موطنه ..

ولكنه أُسقط عليه كأشد من الصاعقة الرعدية التي عرفت طريقها جيداً من جوف السماء لقلبه مباشراً !!

تجرع ما في حنجرته ببطء .. ثقلت بشدة خطواتهُ .. و أرتجل عقلهُ .. وأقشعر بدنه .. ليستكين قلبه في نهاية الأمر براحة نفس لم يشعر بها من قبل !!

راحة تملكت من حجرات قلبه المعتمة بنار الانتقام !

فأي مسكن هذا ! أم هو دواء طويل الأجل !!

اندهش متعحباً من حالته أو بمعني أدق من تلك الكلمات التي يجهل حتي هويتها .. ولكن يعلم جيدا بعد أن لمست ويتن قلبهُ ، بأنها العلاج الأمثل لذلك القلق والأضطراب والخوف وجميع الحالات النفسية التي تصيبه في أغلب الأوقات ..

أنقطع أوصال فكره المنذهل علي صوت قفل باب غرفته من خلفه ، من قبل تلك المرأة الذي أنتفض قلبها من أثر تلك الكلمات أيضا ولكنها داخلياً تعاند ذلك الشعور ..

أقتربت منه بابتسامة مصطنعة تعيد بها حالتها من قبل تلك الكلمات .. مدت يديها لتشرع في فك أزرار قميصه ببطء .. مع شروده مره أخري في تلك الكلمات بواقع لغتها العجيبة في أذنه .. ونسيم عبقها علي جسده .. فألان تذكر مثيلها جيدا ..

أنها نفس كلمات والده الذي رددها بصوت شبية لصوتها من أحدي الكتب في السنوات الأخيرة لمعاشرته ..

أنتفض قلبه بدقاته العنيفة حين تذكر تلك الذكرى ليعيشها الأن في ذلك الوقت علي يدها هي فقط !!

وعي من شروده بنشوته المريحة علي ازاحة قميصه نهائيا من علي جسده .. فجحظت عيناه المصوبة على تلك المرأة بملابسها العارية .. كأنه بدأ يفيق الأن من حالته المغيبة وبدأ بالفعل يشعر بوجودها الجسدي منذ أصطحابها من النادي الليلي ..

في أقل من الثانية مد يده بقبضة عنيفة يوقف بها يدها المتوغلة في تقاسيم صدره البارزة .. قبضة جعلت قلبها السكير بضرباته الهائجة يعلن استسلامه نهائياً من وقع كلمات " هنا " عليه من قبل ومن ثم حالته المخيفة تلك ..

لتفزع بمعالم وجهها المضطربة من قوله التهجمي :
- أغربي عن وجهي الأن .. وأتركيني وشأني ..

لم تنتظر من حالته الوحشية تلك .. أن ينتهي من جملته لتفر هاربه من أمامه في الحال عائدة من حيث أتت ..

ليسقط في الحال بجسده علي الفراش بانتفاضة قوية جعلت الفراش الوثير من حوله ينتفض من ثباته ،وهو يتذكر ذلك الحنين لأباه .. مع تلك الكلمات وذلك الصوت العذب .. كأنهم بات بتجمعهُم ذاك كمدفع حربي مصوب بذخيرته الحية بأتجاه قلبه المرتجف وعقله المتخبط في أنٍ واحدٍ !!

ظل يتقلب بجسده عن اليمين وعن الشمال ، لم يزورهُ النوم تلك الليلة نهائيا .. بل ظل من الفراش لنافذة غرفته بقلق غريب سيطر علي حواسه كليا ، ولم يعلم بأي وسيلة كيف يبعدهx !..

إلي أن أشرقت الشمس لتتسلل بأشاعتها الذهبية من نافذة غرفته المفتوحة .. لتسلط الضوء علي صدره العاري .. فأنتصب واقفا من جلسته يمحي براحة يده معالم الأرق من علي صفحة وجهه .. متوجها للحمام المرافق للغرفة ينعم باستحمام بارد ثم ارتداء ملابسه الرياضية والمغادرة للممارسة رياضته المفضلة " المشي أقرب للركض " حتي يفرغ شحنات صدره المكتظة !!

-----------------------

في ظل ثباتها الوهمي في فراش غرفتها شعرت بخروجه في الصباح الباكر كحال كل صباح باكر ، وعودته مرة أخري منه ، لتشعر بعدها بعدة دقائق بمغادرته للقصر مرة أخري ، فعلي ما يبدوا أن تلك المرة للعمل ..

نهضت بوهن وعدم تركيز من فراشها .. قد يرجح حالتها تلك لعدم نومها في هذه الليلة بتاتاً .. وكيف يزورها النوم ويأخذ أريحيته بعد تلك اللحظات العصيبة التي مرت عليها بالأمس !!

علي ذكر الأمس فهذا إلي ذلك الحد يكفي .. يكفي جيدا لتعلن عن تستسلامها وخسارتها أمام ذلك المدعوا باﻻجنبي .. فهي حقا كانت ترغب في تحقيق ما خطط له الجد دون أن يفصح لها به .. ولكن بلغة الأرواح المحبة تشعر به وبما يرغبه .. يرغب بحفيد مسلم في أراضي بلاده المصرية العربية ..

ولكن البعض منا يحلم ولا يحقق حلمهُ !!

بل أكثرنا كذلك !!

وهذا قدره وقدرها وقدر الأجنبي .. وهي غير نادمه علي ذلك القرار الذي أتخذته منذ البداية وذلك القدر الأن ..

إذا عند هذا القدر فلقد حان وقت الرحيل !!

ويجب علي العجوز مساعدتها حتي تخرج من ذلك القصر بلا رجعه !!

فهي لن تشرك جدها شاكر في ذلك الأمر وتطلب مساعدته كما أخبرها من قبل .. ف "علي " حتماً سيقتله بسطوته تلك بلا تردد .. أما العجوز فهو يحمل له ما يجعله يعفوا عنه !!

أكملت سيرها بخطوات مثقلة في باطن صاحبها الحزن والقهر .. إلي أن استبدلت ملابسها وجلبت غطاء وجهها متجهة إلي وجهتها التي باتت متيقنه بأنها الحل الأمثل والوحيد أمامها الأن …

---------------------

" معذرة الدواء الأن بات تحصيل حاصل .. فحالتك تتراجع والمرض تفحش في الرأس بشدة "

لم يعلم لما لا تغادر تلك الجملة ذهنه ُمنذ شهرٍ مضي ولكن اليوم تملكته أكثر من زي قبل .. قد يبدوا بأن حالته المرضية الواهنة الأن في الفراش هي السبب !!

تلك الجملة التي رددها الطبيب المختص في حالته علي مسامعه بنبرة أسفة ، أثناء الاستنجاد به لإعطائه دواء أكثر فاعلية عما لديه ..

تقين حينها أن موعد الرحيل قد أقترب .. وأن الموت يطرق أبوابه بعنف !!

لماذا لا يُفرض علي الطبيب قبل أن يعطي دوائه ، بأن يكون ملاك رحمة ، ويبث لمرضاه أمل للشفاء حتي لو كان كله أمل مزيف !!

ابتسم بتهكم وهو يحدث ذاته المتألمة بشدة بأنه حتي لو أعطاه ذلك الأمل ليعيش به ، فحتما سيزوره الموت فجأة دون أن يستعد ويتهيئ له ..

فكلا الحالاتين سيأتي سيأتي !!

الخوف الأن كما يعتقد ليس من الموت فهو مرحلة اللا شعور عندما تفصل عن هذا العالم لتدخل عالم أخر مجهول معالمه ..

الأهم هو " الَي" قطعة قلبه حين يعلم !!

فكل مقاومته لذلك المرض و جهوده القاتلة لعدم إظهار اعراضه المؤلمة ، بل وتلك الابتسامة التي لم تفارق ثغره رغم تفشي المرض كانت من أجل عدم معرفته وبالتالي ظهور حزنه !!

ولكن اليوم تحديداًً لن يستطيع إقتناص تلك الشخصية ..فالمرض أشتد وبلغ منه حد النخاع .. ليشعر الأن بأنه بات عليه أن يخضع ويعترف لهم بل ويوديعهم !!

--------------

تطلعت بنظراتها الحائرة تبحث عنه في كل مكان فلم تجده .. فاسرعت الخطى بإتجاة غرفة الطعام خشية أغمائته المتكررة ..

ولكنها لم تجده !!

حتي الحديقة التي تطلعت لها من أحدى النوافذ لا يوجد بها أحدٍ أيضا !!

فأين يكون لقد بلغ منها القلق حقاً !!

روض حيرتها المتصاعدة فكرها المنشغل حين أتجهت صوب أحدى الغرف و التي علمت من قبل بأنها غرفته ..

تملكها الاندهاش حين استجاب بصوته لطراقتها الهادئة علي بابها .. فولجت في الحال بأضطراب شديد من حالة صوته الواهنة ...

فشاهدت ما صدق اضطرابها حين رأته مصفر الوجه .. ضعيف البنية .. ولا يفرق بينه وبين الفراش من حوله .. منذ متي أصبح بهذا الشكل !!

نعم تلاحظ تغيرات جسده كل حين ، ولكن باتت الان تلاحظها في كل يوم عن اليوم السابق له !!

انطلقت بأتجاههُ تردد بهلع جلي :
- ما بك أيها العجوز !!

بنظرات واهنه تطلع لمن تعاني أكثر منه .. هو يعلم ويشعر بها جيدا .. حتي حالتها في الليل القريب تعبر عما تمر به .. ود لو المرض أعتقه لو لقليل ليصعد للاطمئنان عليها ..
ولكن ! .. ولكن !
تلك الكلمة كفيلة لأيقاف شروده .. ليهتف بقلق بوجه مات صاحبه من شدة الألم رغم مسكناته :
- أخبريني ما بكِ أنتِ أولاً .. صوتك الصادح بالإمس .. وحالتك المضطربة .. ليس بعادتك يا فتاة !!

سؤاله إربكها لدرجة أنه تغاضت عن سؤالها الذي سبق سؤاله .. فركت راحة يدها اللاتي يكسوهما القفزات السوداء ببعضهما في حالة توترية تسيطر عليها وقد تكون فريدة من نوعها ..

إلا أن العجوز رغم حالته المودعة ردد سؤاله مرة أخرى قائلا :
- هناك حديثاً علي طرف لسانك ! هيا أخبريني به !!

تجرعت حنجرتها بإرتباك أشد .. وبغير وعي فقدت قدرتها علي التحكم بعينها وأنسابت دموعها بالفعل من خلف غطاء الوجة وهي تردد بنفس متألمة :
- لقد أكتفيت حقاً وأريد أن أغادر ذلك القصر للأبد ، وأنت من ستساعدني !!

جحظت مقلتي العجوز الذي قضي عليهما المرض كما قضي علي باقي أعضاء جسده بالمثل .. محدثا ذاته بغير هدى…

لا ! لا ليس الأن فمن سيبقي معه لإزاحة حزن قلبه في غيابي ولهيب أنتقامة العتيق !

بل ليس الأن في ذلك الوقت الذي أحتضر فيه !!

إلا أنه رغم ألمه وسوء حالته وحزنه علي طفله البالغ ، تذكر عند سماع أنينها الخافت حقها كأي فتاة ..
فهدأ حاله في الحال معاتباً ذاته لإنجرافها وراء عاطفته ونسيها هي من بين أطراف معادلته ..

فأطلق تنهيدة عميقة يعبر بها عن كل ما يمر به في ذلك الوقت .. فخرج صوته مستسلماً قائلاً بإجهاد بالغ :
- لكِ ما تشائين ؟!

فأردفت من بين دموعها :
- أريدك أن تفتح لي بوابة ذلك القصر الخارجية ! وأن كان هذا سيسبب لك المتاعب سأترك له رساله تفيد بأنه لا شأنك لكَ فيما فعلت ..

انتفض قلبه بأخر دقات عنيفة له علي تلك الأرض .. إلا أنه تماسك بقوة مزيفة وهو يمد يده المرتجفة في الحال أسفل وسادته ليخرجها بعد أن عثرت علي غايتها بإتجاهها وهي تحمل بمفتاح ما ..قائلا بخفوت شديد :
- ذلك هو كل ما تحتاجينه لتعطيل نظام البوابة الإلكتروني .. أنه مفتاح للوحة التحكم الرئيسية بكل شئ إلكتروني في ذلك القصر ..

مدت يدها المرتبكة بإتجاة راحة يداه التي تحمل وسيلتها للخلاص من ذلك الأمريكي .. فألتقطه في الحال .. لتتفاجئ بخروج صوته المجهد مستأنفاً حديثه :
- ولكن هناك ما أحتاج قوله قبل أن ترحلين !!

رفعت وجهها بنظرات فضولية تحثه علي استكمال حديثه .. فخرج صوته بعد وقت قصير استعاد به بعض المجهود المتسرب لإستكمال حديثه :
- أاانا .. مريض بورم رأسي !!!

شهقه مفاجئة هي ما خرجت منها حين نفضت يدها الحاملة بذلك المفتاح بإرتعاش ليسقط تلقائيًا من بين أطرافها ، يصدح صوت أرتطامه بأرض الغرفة عالياً ليسيطر بذلك الصوت علي سكون الغرفة بأكملها ..

ليسترسل حديثه ثانياً بتلعثم مؤلم أطلق له العنان بعد معرفتها :
- بل و.. و .. حالتي المرضية في الحضيض منذ فترة زمنية .. رجاء لا تتركيه وحيدًا من بعدي !!

هزت رأسها بنفي والصدمة تعتليها وتتملك منها ليغزوها الحزن فوق ما بداخلها ، واضعه راحة يدها فوق فمها بعدم تصديق .. إلا أن حالتها تصاعدت للقصوى عندما غزا صوت تعلم صاحبه جيداً من خلفها يردد باندهاش جلي :
- لماذا لم تخبرني أيها العجوز !!!

--------------------
--------
--


شيري سماحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسي ديني أكشن اجتماعي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.