آخر 10 مشاركات
انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع بلا خطايا (91) للكاتبة: لين جراهام ....كاملة.. (الكاتـب : *ايمي* - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          178 - قيد الوفاء - سارة كريفن - روايات عبير القديمة(كامله)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          1112-الإستسلام - شارلوت لامب ج6 -د.ن (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-19, 03:40 PM   #81

حفصة عزوز

نجم روايتي وقاصة في قلوب أحلام وراوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية حفصة عزوز

? العضوٌ??? » 426673
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 458
?  نُقآطِيْ » حفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond repute
افتراضي


أولا آسفة على التأخر.
شخصية قمر تزداد جمالا في عيني يوما بعد يوم، فصديقة مثلها تخاف على صديقتها وترغب في تخليصها من كل ما قد يعيق استمرارية حياتها الطبيعية لا وجود لها اليوم في زمننا.
هل حقا ابراهيم لا يحيك خطة هو وشادي؟أم أنه كان يدعي البراءة فقط؟ رغم أن إصرار شادي على فتح صفحة جديدة هو وتماضر لا يطمئنني بداية من انتظاره لها، ووصولا إلى الحفلة التي لا نعرف بعد ما سيحدث بها.
عائشة قصتها مؤلمة حقا، كما أن وجود أشخاص مثل علاء محطموا الأحلام يعد خطرا كبيرا على كل من حولهم، إضافة إلى أنه ليس ولي أمرها، إلا أنه يحشر أنفه في حياتها وحياة أخواته الأخريات باستثناء المتمردة أسماء التي أحييها جدا على شجاعتها وقوتها.
حقيقة ممتنة أن الله جعل عائشة تكتشف حقيقة خطيبها قبل أن يصبح الندم أمرا غير مقبول أبدا، فلو تزوجته لكانت قد دمرت تماما أكثر مما عليه هي الآن خاصة بعد كل ما عانته في حياتها السابقة، وحبها له الذي لا أراه أنا حبا وإنما أملا كان سيساعدها في تحقيق أكبر أحلامها.
ندى رغم معرفتها بكون قمر ابنت رجل ثري جدا ورغم كرهها الأثرياء بسبب والدها إلا أنه وكما يبدو لي لم يؤثر ذلك على علاقتها بقمر فقط غضب لحظي عند معرفتها بالأمر، كما أنه ومن الواضح أن ندى تمتلك شخصية اجتماعية بنسبة كبيرة جدا حتى تتمكن من توطيد علاقتها بمحمد سريعا.
لقاءت مالك وبطلتنا دائما تجعلها مشتتة وحوارهم يجعلني أنا أكثر تشوويقا لمعرفة كل ما حدث بينهما في الماضي بأدق التفاصيل.
فصل رائع كروعة كاتبتنا المبدعة سلمت يداك عليه.




حفصة عزوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-19, 04:21 PM   #82

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حفصة عزوز مشاهدة المشاركة
أولا آسفة على التأخر.
شخصية قمر تزداد جمالا في عيني يوما بعد يوم، فصديقة مثلها تخاف على صديقتها وترغب في تخليصها من كل ما قد يعيق استمرارية حياتها الطبيعية لا وجود لها اليوم في زمننا.
هل حقا ابراهيم لا يحيك خطة هو وشادي؟أم أنه كان يدعي البراءة فقط؟ رغم أن إصرار شادي على فتح صفحة جديدة هو وتماضر لا يطمئنني بداية من انتظاره لها، ووصولا إلى الحفلة التي لا نعرف بعد ما سيحدث بها.
عائشة قصتها مؤلمة حقا، كما أن وجود أشخاص مثل علاء محطموا الأحلام يعد خطرا كبيرا على كل من حولهم، إضافة إلى أنه ليس ولي أمرها، إلا أنه يحشر أنفه في حياتها وحياة أخواته الأخريات باستثناء المتمردة أسماء التي أحييها جدا على شجاعتها وقوتها.
حقيقة ممتنة أن الله جعل عائشة تكتشف حقيقة خطيبها قبل أن يصبح الندم أمرا غير مقبول أبدا، فلو تزوجته لكانت قد دمرت تماما أكثر مما عليه هي الآن خاصة بعد كل ما عانته في حياتها السابقة، وحبها له الذي لا أراه أنا حبا وإنما أملا كان سيساعدها في تحقيق أكبر أحلامها.
ندى رغم معرفتها بكون قمر ابنت رجل ثري جدا ورغم كرهها الأثرياء بسبب والدها إلا أنه وكما يبدو لي لم يؤثر ذلك على علاقتها بقمر فقط غضب لحظي عند معرفتها بالأمر، كما أنه ومن الواضح أن ندى تمتلك شخصية اجتماعية بنسبة كبيرة جدا حتى تتمكن من توطيد علاقتها بمحمد سريعا.
لقاءت مالك وبطلتنا دائما تجعلها مشتتة وحوارهم يجعلني أنا أكثر تشوويقا لمعرفة كل ما حدث بينهما في الماضي بأدق التفاصيل.
فصل رائع كروعة كاتبتنا المبدعة سلمت يداك عليه.

جميلتي شكرا على كلماتك الجميلة
أحببت تحليلك للأحداث و رؤيتك للأمور من جميع الجوانب...و توقعاتك و تساؤلاتك المحايدة دون الانزياح لشخصية ما
ابراهيم كان صادقا تماما و سنرى ذلك بالفصول القادمة بالتأكيد
ندى لا تمرري ما حدث مرور الكرام...فبذرة الحسد إذا زرعت في القلب سرعان ما ستنمو و تؤذي الآخرين...أظن أن عليك قراءة الفصل الثالث حتى ترين ما سيحدث مع ندى
عائشة بالفعل قصتها مؤلمة و علاء بيشبه أمهات و آباء و إخوان كثيرين يحبون ال التحكم في حياة غيرهم
سعيدة بمرورك و متابعتك
تحياتي لك غاليتي⁦❤️⁩


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-19, 04:36 PM   #83

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
الصراحه ابدعتي غاليتي فصل جميل جدا واحداث رهيبه وطويل وممتع
قمر تعجبني تصرفاتهاواثقه من نفسهاوماتسمح لمشاعرها تتحكم فيها وتخفي احاسيسهاببراعه متقنه بس اخاف عليها تندم بسبب كبرياءها الزائد ....
اماتماضر فهي تلعب بالنار بقوه واعتقد ان شادي سيحبها وبقوه لكن الانتقام سيعمي بصرهاعن رؤيةالحقائق بشكل اوضح
ندى مافعلته مع قمر قمةالحقاره وكمان محمد صدمتهم فيهاكبيره بس اتوقع ان رجعتهالابوهاله الاثرالكبيرعليها
يسلمو يداتك ياقلبي والله قمةالابداع والجمال
موفقه باذن الله
قمر لا زالت صغيرة و لا زال أمامها مشوار دراسي طويل يعني في الوقت الحالي كبرياءها بينفعها ممكن مستقبلا نشوف إذا كان هتتخلى عنه أو لا
تماضر و شادي هنشوف توقعاتك إذا كانت صحيحة أو غ مع سير الأحداث...
أيوة أبو ندى السبب في تغييرها لكن هي راشدة بما فيه الكفاية حتى توافق على شيء أو ترفضه و موافقتها عليه و تحولها بيدل إنه راضية على ها الشيء شو ما عمل باباها أو غيره
تسلميلي على رأيك يا قلبي
تحياتي وودي⁦❤️⁩


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 07:02 PM   #84

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير
سيتم تنزيل الفصل الرابع بعد لحظات
قراءة ممتعة مسبقا😍


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 07:04 PM   #85

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ا
لفصل الرابع:

(مَوقِعِي عِندَكَ لَا أعْلَمُهُ .. آه لو تَعلم عِندِي مَوقعك.

أحمد شوقي)


لا تدري ما الذي جعلها تأتي إلى هنا؟
أمام الكرسي الذي جلسا عليه منذ أكثر من عام، حيث وعدها بترك الشقاق الذي زرعته شيماء بينهما و المضي قدما من جديد، كانت تقف قمر تقرأ السلام على الوعد الذي قطعه عليها و لم يفي به...أو ربما وفى به للحظات قبل أن يتراجع من جديد و يصبح كالغريب يومئ لها برأسه عندما يلتقيا صدفة بين أروقة الكلية...
ربما هي أرادت شيئا أكثر من الصداقة، شيئا أعمق و أوفى، شئيا مليئا بالورود و الأحلام الناعمة و كلمات الغزل، شيئا اسمه الحب...لكن القدر حرمها حتى من تلك الصداقة التي كانت تعني لها الكثير...لقد كانت تطفئ جزءا من اشتياقها له...
متى حدث ذلك؟ لا تتذكر بالضبط! لكنها تتذكر آخر لقاءين بينهما تبادلا فيه حديثا: يوم عيد ميلاد محمد العام الماضي و يوم مشاركتها في مسابقة الفروسية...كم مضى من الوقت على اللقاءين؟ أكثر من عام بالتأكيد بما أن مسابقة الفروسية لهذا العام كانت قبل شهرين تقريبا...مسابقة رغم أنها حققت فيها النصر من جديد، لم تكن بجمال و طعم مسابقة العام الماضي...مسابقة كانت فيها وحيدة رغم وجود أهلها من حولها بينما اعتذر كل من محمد، عائشة و تماضر عن الحضور...و بالتأكيد اعتذر هو...
على الأقل تفهم أسباب عدم حضور أصدقائها: ابتداءً من محمد الذي يتجنب الاجتماع بندى منذ أن عرف بخطبتها و زواجها نهاية الموسم الدراسي الماضي، تماضر الغارقة في عالمها الخاص و حربها الباردة لاسترداد كرامتها التي هدرها شادي مفيد، و عائشة التائهة منذ وفاة والدها ربيع العام الماضي...تنهدت بعمق و هي تسأل نفسها نفس السؤال الذي طرحته يوم المسابقة عندما سمعت والده يعتذر من والدها على عدم حضوره لعمل مهم لم يستطع أن يؤجله: "ترى ما السبب الحقيقي الذي منعك من الحضور يا مالك؟"
تنهدت مرة أخرى و هي تنظر إلى الكرسي الفارغ: كرسي الخيبة حيث مد لها مالك غصن السلام بعد أشهر من القطيعة...حيث جلس كل من محمد و ندى بمفردهما بعد تعارفهما و اعترفت له ندى بكرهها لوالدها الذي خذلها...الكره الذي تحول إلى حب فجأة منذ زواجها...حيث جلست هي مجددا برفقة عائشة ذات يوم ربيعي تراجعان بضع النقط وقت الغذاء، فاتصلت والدة هذه الأخيرة تخبرها بانتكاسة والدها، فتركت صديقتها كل شيء من خلفها لتعود إلى مدينتها ثم تذهب إلى المشفى تظل مع والدها لأيام قبل أن يفارق الحياة...
التفتت من حولها لتنظر إلى الطلاب الذين يسيرون من حولها إما فرادى أو مثنى، فابتسمت بحزن و هي تتساءل: "أترى جلس أحدهم على هذا الكرسي ليصاب بالخيبة التي أصبنا بها نحن؟"
ريح شتوية داعبت خصلات شعرها و معطفها، فضمته إلى صدرها و هي تغلق أزاره لكنها تركت شعرها حرا تداعبه الرياح الباردة...على الأقل فليشعر شعرها بالحرية و لا يظل مقيدا كقلبها المقيد بالحب و الكبرياء...
تحركت من مكانها أخيرا، ترتقي الدرج برشاقة لم تخفي حزنها...سارت إلى المكان الذي يقع فيه مدرجها لتستند على الحائط في انتظار خروج المجموعة الأخرى...صوت كعب عال اخترق أذنيها و جعلها ترفع رأسها عن شاشة الهاتف التي كانت تطالعها باهتمام لتلمح ندى واقفة أمامها...
ظلت كل واحدة منهما للأخرى...العتاب و الحزن كلل نظرات ندى، بينما كانت نظرات قمر باردة غير مبالية تماما...و كيف تبالي بعد أن جرحتها و كسرت تلك الصداقة التي ظنتها قمر قوية لتتأكد بأنها كانت أوهن من خيوط العنكبوت...
تنازلت النظرات أخيرا لترك للشفاه حرية الكلام، كانت ندى من استهلت الحديث بسؤالها الهادئ: "كيف حالك قمر؟"
رمشت قمر بعينيها و كأنها تفاجأت من السؤال، قبل أن تقول بإيجاز: "بخير".
قالت ندى بعتاب: "ألن تسألينني عن حالي؟"
-"أظن أنني لا أحتاج إلى سؤال و أنا أراك بألف خير أمامي".
أدهشتها الإجابة، و تساءلت في نفسها عن سبب قسوة زميلتها؟ ليذكرها عقلها أنها كانت هي سبب هذه القسوة بعد الذي فعلته...قالت لها قمر فجأة: "إن كنت ستسألينني عن محمد، فسأخبرك أنه بخير ما دام بعيدا عنكِ".
كانت تلك العبارة كسكين انغرس في منتصف قلبها...أغمضت عينيها بخزي قبل أن تتساءل: "كيف عرفت أنني سأسألك عنه؟"
-"لأنك أرسلت صديقتك إلينا الشهر الماضي، و الشهر الذي قبله لتسألني عنه بعد أن حظر رقمك و حسابك على مواقع التواصل...أنت تعرفين أنه لا يريد أن يسمع أو يعرف عنك شيئا و كان هذا سبب تغييره للشعبة و الكلية".
زفرت ندى بعمق قبل أن تغمغم بحزن: "لا يملك الحق في الابتعاد هكذا دون أن يفهمني...أن يعرف الظروف الذي دفعتني لقبول ذلك الزواج".
ارتسمت على شفتي قمر ابتسامة ساخرة أثناء قولها المستنكر: "الظروف الذي دفعتك لقبول الزواج؟ بحق الله يا ندى، لا تتحدثي و كأننا لم نراك تطيرين على سحب السعادة طوال فترة خطبتك...و كأنني لم أراك يوم زفافك الذي حضرته فقط كي لا يعرف والدي -الذي هو صديق قديم لوالدك بالمناسبة- صداقتنا المنتهية منذ زمن لأنه لن يكون راضيا و كان سيدفعني لمسامحتك و أنا لن أفعل ذلك، لقد كسرت ميثاق صداقة غليظ بتصرفاتك و الشيء المكسور لا يعود إلى طبيعته أبدا...لقد كنت كالأميرة يوم الزفاف، كنت سعيدة بزواجك و زوجك الذي كنت تنظرين إليه و كأنه النجمة الوحيدة التي تنير عتمة أيامك...نسيتِ حب محمد لك ببساطة يا ندى، نسيتِ الأيام التي قضيتها تحلمين أن تتحدثي معه، و ما إن حصل ما تريدنه تخليت و تكبرتِ...أتمنى فقط أن يكون زوجك أكثر حظا و يحظى بإخلاصك له و إلا فليتوقع أن تغيريه بمن هو أفضل منه عندما تشعرين بالملل مجددا".
نظرت إليها ندى بصدمة، قبل أن تهمس و الدموع متجمعة في عينيها: "أنت لا تفهمين شيئا يا قمر؟ لا أحد منكم يفهم شيئا حتى هو الذي يظن أنه يحبني".
هرولت من أمامها لتترك قمر تغمغم بشرود: "نحن نفهم ما رأيناه و عشناه يا ندى...فقط ما رأيناه و عشناه"...
*********************************************
كان يسير بشرود بين أروقة الكلية التي انتقل إليها منذ بداية الموسم الدراسي الجديد و رغم مرور ستة أشهر على دراسته بقلبها لم يعتد عليها...ربما يبدو معتادا على تخصصه الجديد الذي كان اختياره له صدمة لأهله و أصدقائه على حد سواء، فكيف لشخص كان يعشق العلوم حتى أنه التحق بقسم البيولوجيا في الجامعة أن يقرر بعد سنته الأولى أن قسم البيولوجيا لم يرقه و يقرر دراسة القانون؟
الجواب الذي لا يعرفه معارفه و أصدقاؤه -إلا قمر- أنه فعل ذلك كي لا يرى حبه و خيبته أمامه كل يوم...
هو الآن لا يراها، لكنه لا يتوقف عن التفكير بها و التفكير بآخر مرة رآها فيها...يوم زفافها...
أمام الفندق الفخم الذي أقيم فيه الزفاف، زفاف يليق بابنة صاحب إحدى أهم المقاولات الxxxxية في المدينة و سليل إحدى العائلات العريقة في البلاد...كان يقف بعيدا عن الحشود الذين تجمعوا لتوديع العروسين قبل انصرافهم بالسيارة إلى منزلهم الجديد، فلمحته قبل ركوبها السيارة المزينة...نظرة مشتعلة محذرة رمقته بها قبل أن تشيح بوجهها و تركب السيارة ليغلق زوجها بابها قبل أن يختفيا عن الأنظار...
اعتصر الكوب البلاستيكي الذي كان مليئا بالقهوة قبل لحظات، ليستعيد هدوءه فور أن سمع همسا أنثويا باسمه: "محمد!"
التفت محمد ناحية محدثه ليبتسم تلقائيا و هو يسير نحوها...بأدب كان يلقي السلام على الأستاذة نجاة -والدة قمر- التي ساعدته كثيرا طوال الأشهر الماضية بنصائحها و لم تبخل عليه بتقديم معلومات له و شرح كل ما لم يستطع فهمه...قالت نجاة بهدوء: "كيف كانت نتائج أول أسدس؟ و كيف وجدت بداية الأسدس الثاني؟"
أجابها محمد: "كانت النتائج جيدة جدا لم أتوقعها صراحة...أما حاليا، لم نبدأ الدروس فعليا لازلنا نتعرف على المواد و الدكاترة".
أومأت برأسها بتفهم فسألها باهتمام: "هل انتقلت للتدريس هنا أستاذتي؟ كانت قمر قد أخبرتني سابقا أنك تُدَرسين بالجامعة الدولية".
-"بالفعل، لكنني سأقدم ندوة في جامعتكم بعد نصف ساعة....سأكون سعيدة بحضورك لأن الموضوع سيفيدك كثيرا".
قال محمد: "كنت أود ذلك بالتأكيد، لكن لدي حصة بعد قليل...ربما أحضر ندوة أخرى بإذن الله".
أومأت نجاة برأسها و هي تتمنى له التوفيق، فقال بهدوء قبل أن يودعها ليلحق بمحاضرته: "بلغي قمر تحياتي أستاذتي"....
*********************************************
اعتدلت في وقفتها ما إن بدأ طلاب المجموعة الأخرى يخرجون من المدرج...راقبتهم بصمت أثناء خروجهم تعلو وجوه البعض أمارات السعادة و بعضهم يبدو عليهم السخط من طول الحصة المملة...ازدادت ضربات قلبها و هي تلمحه، ظلت متجمدة في مكانها تراقبه أثناء حديثه مع أحدهم باشتياق و لهفة...التفت إليها فجأة ليهمس باسمها باندهاش: "قمر".
-"مالك لم أتوقع رؤيتك هنا".
قالتها و هي تنظر ناحية المدرج الذي ألقى فيه الأستاذ المحاضرة على طلاب المجموعة التي تخالف المجموعة التي تدرس فيها قمر...أومأ برأسه ثم قال: "إنها حكاية طويلة، ربما أحكيها لكِ في وقت ما".
ذبذبة صوته الأجش الحزين أثار قرون استشعار فضولها الأنثوي لتجد نفسها تسأله باهتمام: "ما الذي حصل؟"
و كأنه كان ينتظر سؤالها ليدلو لها بما يشغل باله...أمسك بمعصمها ثم قال و هو ينظر إلى عينيها: "تعالي معي"...
*********************************************
على نفس المقعد جلسا، ينظر إلى كوب قهوته الذي يتصاعد منه البخار بتركيز و كأنه يبحث عن كلمات الاستهلال بقلب القهوة الداكنة...انتظرت بصبر أن يبدأ الكلام و لم يدم انتظارها طويلا بعد أن غمغم: "لم أدرس سوى شهر واحد الأسدس الثاني من الموسم الجامعي المنصرم، و لم أجتز الامتحانات".
هتفت باندهاش: "ماذا؟ لكن لماذا؟ هل ذهبت للتجول في أوروبا مع زيد؟"
رغم أنها كانت تعرف أن زيد ذهب في جولته العام الماضي لوحده لكنها لم تمنع نفسها من أن تسأله، ابتسم مالك و قال بهدوء: "لست من يضيع أسدسا دراسيا بأكمله من أجل عطلة...لا أملك رفاهية هذا الاختيار كزيد، ثم إن إجازة الصيف طويلة بما يكفي لأتجول هناك".
قالت قمر باهتمام: "إذن ما الذي حصل؟"
أجابها بهدوء: "نهى كانت مريضة".
تذكرت أن نهى كانت موجودة يوم السباق، لكنها كانت كزهرة ذابلة و قد نقص وزنها كثيرا بعد أن كانت ممتلئة قليلا في آخر مرة رأتها فيها...بهلع كانت تغمغم: "لقد لاحظت أنها كانت مختلفة عندما حضرت إلى النادي، ما الذي أصابها".
غمغم بشرود و نظراته لا زالت معلقة بفنجانه الذي لم يشرب منه سوى القليل: "ذات ليلة أثناء تناولنا العشاء شعرت بالألم في قلبها و كأنه سيتوقف...عندما نقلناها إلى المشفى أخبرنا الطبيب أنها تعاني من احتشاء في عضلة القلب...التدخل الطبي السريع أنقذها من الموت ليخبرنا الطبيب أن السبب الرئيسي للأزمة كان نفسيا".
صمت قليلا يأخذ نفسا من هواء الشتاء البارد قبل أن يتابع: "أظنك قد سمعت عن ارتباط بعض الأمراض العضوية بمشاكل نفسية، نهى كانت تعاني من الاكتئاب بعد وفاة والدتنا لكن مع الأسف أنا و أبي لم نلاحظ عليها شيئا رغم تغيرها طوال الفترة التي تلت وفاة أمي، حيث أصبحت تحب العزلة، لا تخرج إلا لماما...حتى صديقاتها في الثانوية ابتعدت عنهم...بعد تجاوزها للأزمة كان عليها أن تحصل على دعم نفسي من أحد أفراد عائلتها لأنها رفضت أن نعرضها على طبيب مختص، فكانت مهمة الدعم مهمتي...كان علي أن أعوض وجود أمي الذي افتقدته خصوصا أن والدي كان مشغولا بعمله و لم يكن سيستطيع الحصول على إجازة طويلة حتى يخصص وقته من أجلها...فقضينا الأشهر التي تلت الأزمة في مزرعة خالي فقد كانت أمي رحمها الله تحبها كثيرا و نهى كذلك...و رغم أنني كنت أنوي أن أجتاز الامتحانات رغم تغيبي عن الدراسة كنت أكثر تشتتا من أن أدرس شيئا في تلك الفترة...في كل لحظة كنت أتذكر أنني كنت سأفقد أختي بعد مدة قصيرة من رحيل أمي".
كان يعرف أنه ليس من الحكمة أن يطلعها على أحد أهم أسراره...لم يكن سرا فحسب، بل كانت فترة صعبة من حياته تربع فيها شعور الضعف بقلبه، لكنه احتاج للبوح بما لم يخبر به أحدا -حتى صديقه المقرب زيد- فشعر فجأة عندما رأى اهتمامها أنها الشخص الأمثل ليخبرها بكربه هذا...أحس ببرودة فوق يده التي كانت تمسك بكوب القهوة، فتعلقت عيناه بيدها البيضاء التي كانت تربت على يده...رفع عينيه لتأسران عينيها العسليتين، فبدت و كأنها وعت لما فعلته عندما على وجنتيها احمرار طفيف قبل أن تحرك يدها بعيدا عنه...منع نفسه من التشبث بتلك الأصابع الطويلة التي كانت تتحرك قبل لحظات فقط فوق كفه عازفة لحنا من السكينة ثم انتبه لما كانت تهمس بصوت رخيم: "ألم أخبرك يوما أنك ملاك حارس؟"
ابتسم بشرود للذكرى رغم سوئها و هو يومئ برأسه، فقالت بهدوء: "أختك محظوظة لأنها تملك أخا مستعد لأن يقدم مصلحتها على مصلحته الشخصية... أظن أن نهى تجاوزت أزمتها في النهاية و أنت السبب في ذلك، عليك أن تكون سعيدا لنجاتها".
حرك رأسه إيجابا ثم قال: "معك حق".
ثم قام من مكانه ليمد لها يده و هو يقول: "لا أريد أن أخرك على دروسك...لكنني سعيد أننا سنلتقي كثيرا في الفترة المقبلة...أظن أنني قد نلت هدية بعد تضحيتي هذه".
رمشت بعينيها و همست بحيرة: "أية هدية؟"
ابتسمت عيناه و قال لها بهدوء: "أنتِ...من منا لا يرغب أن يكون صديقا للفتاة التي حصلت على الرتبة الأولى في دفعتها في كل أسدس لها في الجامعة؟"
ضحكت برقة و هي تقوم من مكانها دون أن تبالي ليده الممدودة، فقالت بمرح: "هل هذا تصريح بأنك تريد استغلالي؟"
ضحك ثم قال: "استغلال؟ ربما عليك أن تخافي يا آنسة، لأن شخصا عرف بأنه لم يتجاوز المراتب الأربعة الأولى في دفعته قدر له أن يدرس معك أسدسا كاملا...و ربما يحرمك من التربع على عرش الناجحين آنستي".
التمعت عيناها بتحد أثناء قولها الجاد: "سنرى".
كانا قد وصلا إلى المدرج الذي ستدرس فيه، التقت نظراتهما للحظتين قبل أن يقول بامتنان: "أشكركِ لأنكِ استمعتِ لي يا قمر".
ابتسمت قمر بعمق دون أن تعلق، فودعها ثم استدار إلى وجهته لتناديه: "مالك!"
التفت إليها ثم عاد ليقترب منها فقالت بهدوء: "لا تجعل ظروفا تقف عتبة أمام أحلامك، و حتى إن تأخر الحلم قليلا لا يعني الأمر أن تيأس عن تحقيقه فتتركه و تمضي".
عرف أنها تتحدث عن منشور نشره نهاية السنة الماضية على حسابه، فأراد أن يسألها كيف قرأته و هما ليسا أصدقاءً على مواقع التواصل منذ ما حدث بينهما بسبب شيماء و كيف ربطته بما حكى لها لتجيبه عن أسئلته ببساطة: " كنت قد قرأت المنشور صدفة بعد أن علق عليه صديقك زيد، و بعد أن ربطت ما حكيته لي بتاريخ المنشور استنتجت أنك كتبته بعد الذي حصل".
حرك رأسه إيجابا بعد أن تذكر أن منشوره ذاك عام لذا يمكنها أن تراه بعد تعليق من صديقه الذي يعرف أنه من ضمن أصدقائها على مواقع التواصل، ثم غمغم بالتحية ليبتعد عنها فتدلف إلى المدرج و هي تلعن نفسها ألف مرة على زلة لسانها هذه...رغم أنها أخفت الحقيقة فلم يكن تعليق زيد هو سبب رؤيتها لذلك المنشور بل كان حنينها إليه الذي يدفعها في كل مرة لفتح حسابه و رؤية كل ما يضعه من صور و منشورات جديدة، رافضة بكبرياء توسل قلبها بأن ترسل له طلب صداقة كما فعلت المرة الأولى عندما كانت مجرد مراهقة مستعدة لتفعل أي شيء لتتحدث مع الشاب الوسيم الذي تحبه...
بحثت بعينيها عن عائشة فوجدتها جالسة بمكانهما المعتاد، جلست بجوارها بصمت و هي تراقب نظراتها الحزينة للصورة التي تصدرت شاشة هاتفها قبل أن تقول بخفوت و هي تربت على كتفها: "لقد رحل إلى مكان أفضل من هنا، ادعي له بالرحمة حبيبتي".
دمعة يتيمة سالت من عينها ببطء و انكسار، لم تهتم عائشة بمسحها و هي تقول: "لا زلت لا أصدق أنني لن أراه إلى الأبد...رغم مرور كل هذه المدة لا زلت لا أصدق الأمر".
ضمتها قمر و هي تعيد جملتها السابقة ليرن هاتف عائشة فجأة...نظرت الفتاتان إلى اسم علاء الذي يتصدر الشاشة باستفزاز، فنظرت إلى قمر و هي تقول بهلع: "إنه أخي، لم يتصل في هذا الوقت و هو يعرف أنني في الكلية".
قالت قمر بقلق: "ربما حصل شيء".
توقف الهاتف على الرنين، فظلتا تنظران إليه بترقب، منتظرتان اتصالا آخر لكنه لم يرن...دلف الأستاذ المحاضر إلى المدرج و هو يلقي التحية فاستعادت قمر تركيزها مع بداية شرح الدرس، أما عائشة فلم تمنع نفسها من أن تشعر بالقلق حيال اتصال أخيها الوحيد و الذي يبدو أنه لم يكن يحمل خبرا جيدا على الإطلاق.


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 07:10 PM   #86

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

*********************************************
-"سيد كمال، السيد عبد الغفور يريد رؤيتك".
قال كمال بهدوء لمساعده عبر الهاتف: "فليتفضل بالدخول".
أغلق السماعة في الوقت الذي تعالى فيه طرق على الباب قبل أن يدخل السيد عبد الغفور ملقيا التحية بوقاره المعتاد، جلس على الكرسي المقابل للمكتب الفخم الأسود، فقال كمال ببشاشة: "أية صدفة سعيدة دفعتك للتواجد في مكتبي المتواضع سيد عبد الغفور؟"
غمغم عبد الغفور بنبرة مرحة: "أتيت لأسحب أذني عضو يغيب عن اجتماعات الحزب منذ فترة طويلة جدا".
أسبل كمال أهدابه للحظات قبل أن يتمتم: "حسن، لقد فهمت نفسي سيد عبد الغفور، لا داعي للضرب تحت الحزام...لكنني كنت منشغلا في الآونة الأخيرة بصفقات جديدة أحرص على أن أشرف عليها تماما".
أومأ الرجل برأسه بتفهم ثم سأله باهتمام: "هل سيطول غيابك؟ أنت تعرف أننا نحضر للانتخابات الجماعية القادمة و بالتأكيد يهمنا حضورك".
-"إن كانت هذه طريقة غير مباشرة لتعرض علي أن أكون ضمن لوائح المترشحين يؤسفني أن أخبرك أنني لا أود الترشح من جديد بعد الذي حصل قبل سنوات".
قال عبد الغفور بهدوء: "دعني أذكرك أن هذه مجرد انتخابات جماعية و لا تحدث فيها مثل هذه الأمور...كما أننب متأكد أن لا أحد يستطيع أن يؤذيك أو يؤذي غيرك في الانتخابات التشريعية".
ثم قام من مكانه ليسير حول مكتب كمال الواسع قبل أن يتوقف خلف كرسيه و يهمس و هو يربت على كتفه: "لست هنا لأقنعك بأن تكون ضمن لوائح اقتراع العام القادم، لأن المنصب الذي يليق بك أفضل بكثير من جميع المناصب التي سيحصلون عليها في هذه الانتخابات...أتمنى أن نراك قريبا يا كمال، لست من يتخلى عن حلم بسبب حادث لم يكتمل".
غادر الرجل المكتب بالوقار الذي دخله، تاركا صاحبه غارقا في التفكير العميق...
*********************************************
استقلت المقعد الخلفي من السيارة ليُفْتح الباب المجاور لها فيطل رأس زيد و على شفتيه ابتسامة متسلية قبل أن يقول ببراءة مفتعلة: "أحتاج إلى توصيلة".
استقل السيارة بجوارها ما إن لمح إيماءة السائق الكهل، فهتفت قمر بحنق: "ما الذي تفعله؟ من أعطاك الحق لتصعد على متن سيارتي؟"
همس ببراءة: "لقد تعطلت سيارتي فجأة...هل ستتركينني أذهب إلى البيت في هذا المطر الغزير...لا أملك مظلة حتى".
كان السائق قد انطلق بالفعل، لذا أشاحت قمر بوجهها أثناء قولها الحانق: "كان بإمكانك أن تستقل سيارة أجرة".
قال بهدوء: "مع الأسف نسيت حافظة نقودي في البيت صباح اليوم".
شخرت قمر بسخرية قبل أن تقول: "انسى نفسك المرة القادمة، حتى لا تزعجني بطلتك البهية".
ارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة ثم مال ليخبرها في همس: "اشتقت لك قمري".
كزت قمر على أسنانها حتى تمنع نفسها من التفوه بأية شتيمة أو كلمة جارحة ثم أشاحت بوجهها لتنظر بشرود إلى الطريق الذي خلا من الناس في هذا الجو العاصف...سمعته يقول فجأة: "شغل لنا المذياع يا عم صلاح، لعلنا نجد أغنية تفك عبوس القمر".
ازداد عبوس قمر و هي تسمع السائق يبحث بين قنوات المذياع حتى تتوقف على واحدة خاصة بالأغاني...بذهن شارد كانت تستمع قمر لإحدى الأغاني الاسبانية التي تحبها فسمعت دندناته للحن و الكلمات قبل أن يقول: "أحب هذه الأغنية جدا".
قالت بفتور: "أما أنا فأكره الأغاني الاسبانية، ألحانها تسبب لي الصداع...عم صلاح لم لا تغير الإذاعة لأية إذاعة أخرى...رأسي يؤلمني و لا أريد سماع الأغاني".
اضغن السائق لطلبها في الوقت الذي غمغم زيد باستنكار: "أ حقا تكرهين الأغاني الاسبانية؟"
أومأت برأسها دون أن تنظر إليه...حسنا، لقد كذبت عليه هي تعشق الأغاني الاسبانية، حتى أن المغني الذي كان يغني قبل قليل مغنيها المفضل...لكنها لا تريد أن تظهر له أن لهما نقطة مشتركة حتى لا يتمادى...
لا تدري لماذا لا تستطيع تقبله؟ ربما قبلت بقرابته لها على مضض لكنها لا تستطيع أن تعتبره صديقها...زيد يستفزها لحد لا يتصور و كم تمنت لو تقتله حتى يختفي من حياتها....
ربما يظن محيطها أن مناقرتهما هذه تدل على حبهما، لكنها أبدا لن تستطيع أن تحبه...لأن قلبها مملوك إلى الأبد من مالك...
توقفت أفكارها مع توقف السيارة، فسمعت تكة الباب الذي فتحه ليغادر بعد أن ودعها ثم يجري بسرعة ليحتمي بسقيفة باب بيته...
انطلقت السيارة من جديد، فانطلقت أفكارها من جديد حول مالك و ما أخبرها به قبل قليل...مالك المتكتم يفتح لها قلبه و يخبرها بأحد أسراره...ألا يعني هذا أنها تحتل مكانة كبيرة في عقله أو في قلبه معها؟ نهرت نفسها و هي تهمس لها في سرها : "توقفي فقط عن الأحلام يا قمر و سيكون كل شيء بخير"...
*********************************************
ارتمت على سريرها و هي تهمس بمرح: "أفضل شيء يقوم به المرء بعد تناول غذاء دسم النوم خصوصا في هذا الجو العاصف".
قالت والدتها: "أحسدك إذن بما أن لدي محاضرات علي أن ألقيها بعد قليل".
زمت قمر شفتيها و هي تقول: "لقد كنت في البيت طوال الصباح يا أمي، لم تغارين من ابنتك التي حصلت على زوال فارغ بسبب تغيب أستاذ المادة التي سأدرسها".
قالت والدتها بجدية: "لا أغار منك يا قمري، أنا فقط أشعر برغبة بأن أشاهد فيلما و أنام".
قفزت قمر من مكانها و هي تقول: "أمي ما رأيك أن تلغي محاضرات هذا اليوم و لنقض زوالا رائعا و نحن نشاهد فيلما و نتحدث، لم نفعل ذلك منذ زمن طويل".
أومأت والدتها نفيا فتشبثت قمر بعنقها و هي تهمس برجاء: "أرجوك ماما، لن يضرهم شيء إن أجلت محاضرتين ليوم آخر...أنا أحتاج إلى قضاء بعض من الوقت معك".
-"عيب أن يأتي الطلبة في هذا الجو و لا يجدون الأستاذ".
ابتعدت عنها قمر و هي تهتف بحنق: "بحق الله يا أمي، جل طلبة الجامعة الدولية يملكون سيارات، سيعودون إلى منازلهم دون أن يصيبهم أي شيء".
-"أنت قلتها جل، و ماذا عن الباقي يا قمر؟ لو كان هناك سبب قوي لعدم حضوري كنت تغيبت...لكنني لا أتدلل و أغيب وقت أشاء".
زفرت قمر بحنق ثم قالت دون أن تنظر إلى والدتها: "معك حق أمي...لقد بالغت".
ربتت والدتها على شعرها و قالت بحنان: "عندما أعود من العمل نقضي وقتا مسليا إلى حين عودة والدك...لا تنسي أن تختاري فيلما لنشاهده عزيزتي".
غادرت والدتها الغرفة فتنهدت بعمق و هي ترتمي على سريرها...تعرف والدتها جيدا أنها عندما ترغب بشيء تسعى لتحقيقه في وقته...ليس أنانية منها، لكنها تفقد الشغف في ما كانت تخطط له بعد وقت قصير...الرغبة و الإلهام عندها وجهتان لعملة واحدة، يأتيان بسرعة ثم يرحلان بغير استئذان...
حملت هاتفها لترى ثلاثون رسالة واردة من المجموعة الخاصة بتكوين يسعون لدراسته...فتحت حسابها و هي تغمغم: "أغيب عنهم لدقائق، أجد أكثر من رسالة يتطلب علي قراءتها"...قرأت الرسائل بملل، نفس الكلام يعاد منذ أن أخذ رئيس المجموعة الأوراق المطلوبة منهم إلى كلية الهندسة قبل أشهر بدون أن يطبقوا حرفا واحدا مما يقولونه هنا...ضغطت على زر تسجيل رسالة صوتية ثم قالت ببرود: "على الأقل، إن أردتم الحصول على شيء، توقفوا عن الأقوال و اعملوا لتحقيقه".
ما إن قرأت رسالتها حتى وصلت رسالة جديدة من أحد الأعضاء، بالضبط من صديق رئيس المجموعة الذي تتمنى لو تراه أمامها و تخنقه: "و ما الذي تقترحينه يا برنسيسة؟"
لجمت جموح غضبها و أجابته كتابة: "أن تتصلوا بالأستاذ و تسألوه عن سبب هذا التأخير...زميلة لي كانت ضمن مجموعة أرسلوا أوراقهم بعدنا، فحصلوا على شهاداتهم منذ شهرين".
وصلتها رسالة جديدة منه: "لم لا تتصلي به أنتِ إذن؟"
-"ليتصل به نور الدين، أليس هو المسؤول عن المجموعة".
باستفزاز أجابته، ليصلها جوابه بعد لحظات ينعتها فيه بالمدللة...تتابع تراشق الكلمات بينهما في المحادثة دون تدخل الأعضاء الآخرين رغم قراءة أغلبيتهم للرسائل...حتى أرسلت عائشة رسالة كتبت فيها: "صلوا على النبي يا جماعة".
غمغمت قمر بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في سرها، ثم رفعت عيناها لتقرأ ما كتبته صديقتها: "أرسلوا لي رقم هاتف الأستاذ و سأحدثه بنفسي".
بسرعة كان "البوص" يرسل لها رقم هاتف الأستاذ، فألقت قمر بهاتفها على السرير بإهمال و هي تغمغم في سرها: "حتى الاسم الذي أنشأ به حسابه يدل على أنه مغرور، أتمنى أن تمر هذه الدورة التعليمية على خير، رغم أنني لا أجد خيرا ضمن جماعة جلها مجانين"...
*********************************************
-"ما بكِ حبيبتي؟ منذ أن أتينا إلى هنا و أنت تتململين في جلسك، هل أنتِ بخير؟"
رفعت تماضر عينيها لتلتقي بعينيه السوداوين القلقتين...زفرت ببطء و عندما فتحت فمها لتخبره ما الذي يحزنها؟ عادت لصمتها و شرودها من جديد!
و ما الذي ستخبره؟ أنها كانت تخونه طوال أشهر مع شخص آخر كانت مرتبطة به في الوقت الذي كان بدوره مرتبطا بها و أن علاقتها مع الثاني انتهت صباح اليوم بسبب صورة...
حسنٌ، لقد كان هدفها منذ بداية ارتباطهما أن تثير حنق شادي و غيرته فتتأكد من حبه لها، لم تشعر في كل مرة تتجاوز فيها مع شاب آخر أنها تؤذيه؟ لم كانت تشعر طوال ارتباطها بالآخر أنها تخونه؟ بل تخون نفسها أيضا...
تنهدت بعمق و هي تتذكر بداية القصة في العطلة الصيفية الماضية، حيث كانت هي و قمر متواجدتان في النادي كعادتهما كل نهاية أسبوع و بقلب مقهاه التقت الفتاتان صدفة بمغن شاب مشهور تعشق أغانيه و حتى أنها من إحدى معجباته...لا تدري حتى كيف خطر الأمر ببالها لتخطط له؟ ربما مجرد رؤيتها لنظرات الفتيات الحالمات من حوله التي اجتمعن حوله كفراشات تجذبهن شرارة من نار، كل واحدة تسعى لالتقاط صورة معه أو للحصول على توقيعه...جعلها تطمح لتحقيق شيء تتمناه الكثيرات: أن تكون حبيبته...وجدت نفسها تخبر قمر بذلك فسخرت منها قمر بقولها: "و أين سيراك حتى تصبحين حبيبته؟"
لتقول وقتها بتحدٍ: "سأذهب لقضاء الشهر المقبل في المدينة التي يعيش فيها...قرأت على الفايسبوك أنه سينظم حفلين هناك...وقتها سأسعى ليراني و ليعجب بي و تذكري أنني سأعود و أنا مرتبطة به".
هتفت قمر وقتها: "ماذا عن شادي؟ هل ستنفصلين عنه؟"
ضحكت تماضر ثم قالت: "لا بالتأكيد، لكنني سأستغل علاقتي مع آدم جيدا في حرق قلب شادي إن أساء لي".
كالعادة انتهى بهما الأمر متجادلتين لأن صديقتها المثالية لا توافقها على جنونها، لكنها لم تعد تبالي لهذا الجدال، فكالعادة ينتهي بهما الأمر متصالحتين لأن قمر و رغم كل شيء لن تترك صديقتها و تنقطع عن أخبارها فيحدث لها شيء من وراء جنونها و تظل عاجزة على إنقاذها، فهي فارستها المنقدة في النهاية".
و حصل ما تمنته تماضر عندما ذهبت للمدينة الساحلية لتقضي العطلة برفقة عائلة عمها...حتى أن الأمر كان أسهل مما ظنت لأن صديق المغني الشاب المقرب يعمل مع ابنة عمها في نفس المكان و كان معجبا بها منذ زمن و يخطط أن يخطبها...فكانت هذه ورقة تماضر الرابحة أن تساعد صديقه في إقناع ابنة عمها الغبية ذات الرأس المتحجر -كما تحب أن تسميها- حتى توافق على الخطبة مقابل أن تلتقي بآدم بعيدا عن الأضواء، فقرر دعوته ذات ليلة على العشاء في الوقت الذي دعا فيه تماضر و قريبتها التي تعجبه...و بعد لقاءين متتالين استخدمت فيهما تماضر جميع أسلحة الإغواء من تحت الطاولة كانت ترتبط به و على شروطها التي قبلها برحابة صدر متعللا بعدم رغبته بأن تعرف الصحافة بعلاقتهما...لينتهي الأمر بمجرد صورة لهما معا، نشرتها على حسابها الشخصي على أحد مواقع التواصل الاجتماعي...صورة تبدو عادية جدا و كأن فتاة صورت مع مغنيها المفضل في إحدى حفلاته، لكن آدم ثارت ثائرته عندما رآها و طلب منها أن تحذفها ثم أنهى علاقتهما ببساطة لأنها أخلت بأحد الشروط التي وضعتها هي منذ البداية...
-"تماضر".
انتبهت إلى شادي من جديد، فأجابت على سؤاله الأول قائلة بهدوء: "لا، لقد أعجبني المكان...أنا فقط متعبة قليلا".
رفع شادي يده بعفوية ليضعها على جبينها يقيس حرارتها، فتسارعت نبضات قلبها للفتته التي ذكرتها بسنوات طفولتها عندما كانت مدللة والدها و كان يقلق أن يصيبها المرض لأنها كانت سريعة التأثر بتغير الجو و الفصول...منذ متى لم يتذكر والدها أن يطمئن عليها بهذه الطريقة؟ تساءلت في نفسها لتسترجع سنواتها الماضية فتجيب نفسها أنه تراجع عن فعل ذلك منذ بلوغها خمس عشرة سنة...كما تراجع عن القيام بالكثير من الأشياء ليصب كامل حبه و اهتمامه على أختها الصغرى...
سالت دمعة من عينها فتتبعت عيناه مسارها باستنكار ليمسحها بإبهامه برقة و هو يقول بتأنيب: "لم تبكين الآن؟"
لتجيبه بسؤال آخر بصوت يائس: "هل تحبني يا شادي؟"
تفاجأ للحظة من سؤالها قبل أن يقول: "بالتأكيد، لم تظنيني استمررت في هذا العلاقة بعد مرور أكثر من عام على بدايتها؟"
همست بسخرية: "هل هذا يعني أن علاقاتك السابقة لم تتجاوز السنة؟"
قال بصراحة: "أطول واحدة كانت مدتها أربعة أشهر".
ارتفع حاجبها بريبة و كأنها لا تصدقه، لتعود ملامحها إلى طبيعتها فور أن أومأ برأسه مؤكدا على كلامه...سألته فجأة: "لم لم تخبرني بذلك من قبل؟"
-"أناديك دوما حبيبتي...ما الذي تريدينه أكثر؟"
همست بضعف فتاة تستجدي الحب من المحيطين بها: "أريدك أن تقولها لي صراحة في كل مرة...أحب سماعها جدا".
ظل صامتا، فقالت له برجاء: "أرجوك شادي".
مرر نظراته حول المكان الذي يجلسون فيه، كل واحد من المتواجدين من حولهم يعيش بقلب عالمه الخاص...اقترب منها أكثر ليميل و يهمس في أذنها بصوت أجش: "أحبك...أحبك تماضر".
رفرفت بأهدابها قبل أن ترفع وجهها ناحيته فور ابتعاده عنها و تحرك شفتيها هامسة: "و أنا أيضا أحبك".
اتسعت ابتسامته فشعرت بالرضا لأنها اعترفت بها أخيرا...دون أن تعرف أن ما يدور في باله بعيد جدا عن اعترافه الكاذب و اعترافها الساذج...
*********************************************
مرت ثلاث ساعات منذ أن أرسل "البوص" رقم الأستاذ حتى تتصل به كما أخبرتهم لكنها لم تفعل ذلك حتى الآن...
جالسة على سريرها في غرفتها بدار الطالبة التي تشاركها معها ثلاث فتيات أخريات...تحدق في الأرقام العشرة المدونة على شاشة الهاتف دون أن تتصل بصاحبها...
و كيف تتصل برجل غريب بعد الذي حدث لها مع خطيبها السابق؟
لقد أصبحت تخاف الرجال، لا تراهم سوى حفنة من الخونة و الظالمين كأيمن و أخوها علاء...
أجل، حتى علاء خائن، لقد خان حب زوجته الكبير له...خان العهد الذي قطعه أمام الله و الناس بأن يحميها و يكون لها نعم السند و الشريك، خان ابنيه و هو يقرر قراره الجائر قبل أشهر بأن ينهي زواجه...و لا أحد يعرف سبب الانفصال الذي قبلت به زوجة أخيها بادغان...كل ما قالته أنه قرار مشترك بينهما...
مشترك؟ ضحكت عائشة بسخرية و هي تفكر أن علاء لا يؤمن أبدا بالمشترك...هو الآمر الناهي في كل شيء: في حياته مع زوجته، في حياتها هي، في حياة والدتهما، حتى أنه يمارس سلطته على أخواته المتزوجات أثناء زيارتهن لوالدتهن...و لا أحد يجب أن يعارض أو يتحدث أو يعلو صوته على صوته لأنه ببساطة رجل...
عفوا بل ذكر...طاووس مغرور يتباهى بين نسائه لأنه يملك ريشا جميلا، لأنه الأقوى، لأنه الفعل أما هن...
مجرد نون توكيد مبنية لا محل لها من الإعراب...
زفرت بحنق و صوت بداخلها يقول: "حسنٌ، أنت لن تربطك أية علاقة بالأستاذ حتى لا تتصلِ به...ستتحدثين مع الرجل في مصلحتكم و كفى، إذن لن يضرك الأمر يا عائشة".
أومأت موافقة صوتها الداخلي و بدون أي تردد، رفعت الهاتف و ضغطت على زر الاتصال...
*********************************************
جالس بين زملاء دراسته القدامى في المكان الذي اعتادوا الذهاب إليه نهايات الأسبوع حتى يرفهون عن أنفسهم بعد أسبوع طويل متعب...أخذ نفسا من سيجارته و هو يتساءل منذ متى لم يأتِ إلى هذا المكان؟ ليجيبه أحد أصدقائه و كأنه قرأ ما يدور في عقله من أفكار: "لم نعد نلتقي مذ أن أصبحت معيدا يا نسيم".
قال بهدوء بعد أن أخذ نفسا آخر من سيجارته: "أنت تعرف أنني بالكاد أوازن بين عملي في الجامعة و عملي الخاص".
قال أحد الجالسين و هو يلوح بيده مبعدا دخان السجائر الذي أحاط بالمكان كضباب كثيف: "و ما الذي حصل الآن حتى تشرفنا بهذه الزيارة يا صاح؟"
ما الذي حصل؟ ربما وجود قريبته و ابنتها في شقته بعد أن تشاجرت مع زوجها مساء الأمس، فلم تجد ملتجئا سواه بما أنه الشخص الوحيد من عائلتها الذي يعيش في العاصمة هو الذي يمنعه من الذهاب الآن و نيل قسط من الراحة بدلا من قضاء الوقت مع رفاقه العاطلين عن العمل رغم شهاداتهم العليا...يأخذون أنفاسا متلاحقة من أحلامهم و ينفثونها من جديد، فتظل صدورهم تحمل بين مساماتها شيئا واحدا تقتل كل ذرة أمل تملأ دواخلهم بورديتها: أن هذه الأحلام لن تتحقق أبدا...
رن هاتفه فجأة، فأخرجه من جيبه و هو ينظر بحيرة إلى الرقم غير المسجل قبل أن يقطع الاتصال دون أن يجيب...دقيقة كاملة قبل أن يتعالى الرنين من جديد بإلحاح فمال صديق له يهمس بتسلية: "من المتصل؟ هل هي حبيبتك؟"
حدجه نسيم بنظرة محذرة قبل أن يقوم من مكانه مبتعدا عن أصوات الموسيقى الصاخبة حتى يجيب على الاتصال المجهول...
*********************************************


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 07:12 PM   #87

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نظراتها معلقة بالمياه البحر الزرقاء الصافية أثناء سيرها على شاطئه...تنهدت بعمق و بسمة صغيرة تشق طريقها إلى شفتيها الناعمتين...عانقت أنظارها السماء الصافية تتوسطها الشمس الذهبية التي تمدها بالدفء هي و الرمال...وقفت فجأة تدور حول نفسها و هي تضحك بإشراق، بسعادة و خلو بال...أحست فجأة بارتطامها مع أحد، فالتفتت مجفلة للشاب الذي أمسك بها حتى لا تقع...تعلقت عيناها بعينيه الفيروزيتين الضاحكتين، فأحست أن قلبها سُلِبَ من مكانها بسبب نظراته العميقة...همست بشرود دون أن تستطيع التخلص من قيد عينيه: "عيناك ساحرتان".
ابتسم فتعالى إيقاع قلبها مع اتساع بسمته ببطء و كأنه يروض قلبها...يكتب على جدرانه مشاعر متضاربة خلاصتها كلمة "حب"...همس بصوت أجش و يده تمتد إلى إحدى خصلات شعرها البنية التي كان تحجب عنه رؤية عسل عينيها: "ما اسمكِ؟"
همست له باسمها بدون تردد، فابتسم مجددا و سرق جزءا من قلبها مجددا بابتسامته قبل أن يقول: "صدق من سماك قمر...يا قمر".
تاهت بين نبرة صوته العميقة، بين ابتسامته الرائعة، و لون عينه الخلاب...حبست أنفاسها تروي شوقا لا تدري كيف استبد بها فجأة قبل أن تسأله: "و أنت؟"
ببساطة كان يهمس لها باسمه، لتعيد همس الحروف الأربعة بصوتها الموسيقي...أسرته نبرة صوتها الغريبة و كأنها تتذوق أحرف اسمه قبل أن تقول: "صدق من سماك مالك".
كيف يخرج اسمه هكذا من بين هاتين الشفتين الناعمتين؟ كيف يغادر شفتيها بهذه النعومة، بهذا الارتعاش و الخوف؟ امتدت أصابعه الطويلة ترسم خطوطا وهمية على ملامح وجهها: عيناها، أنفها الجميل، وجنتاها الكلاسيكيتان و شفتاها...شعر بشيء يتوقد بداخله كالجمرة و هو يشعر بنعومتهما...أطلق نفسا حارا كلهيب تنين يوشك أن يحرق الأخضر و اليابس ثم قال بصبر: "لماذا صدق؟"
اقتربت منه أكثر، فازدادت وثيرة نبضه، أمسكت بكفه لتضعه فوق قلبها ثم قالت: "لأنك مَلَكْتَ قلبي منذ أن وقعت عيني على عيناك".
ابتسم ثم احتضنها ليغمغم هامسا في أذنها: "و أنا أيضا يا قمر، و أنا أيضا"...
شهقت قمر و هي تقوم من سريرها مجفلة، شغلت المصباح الذي يجاورها لتعرف أنها في غرفتها...
نظرت إلى أثاث غرفتها الأخرس بغبر تصديق لما استوعبته، أن كل ما رأته قبل لحظات كان حلما لا أكثر...
سالت دموعها و هي تضع يدها فوق قلبها ثم كتمت بيدها شهقات بكائها المتعالية و هي تفكر: "لا، من المستحيل أن يكون حلما...لقد شعرت بكل شيء...بكل شيء".
فتح باب غرفتها، لكنها كانت في حالة من عدم الاستيعاب حتى لا تلمح والدها الذي دخل إلى الغرفة، ليهتف بهلع ما إن رآها تبكي و هو يسير ناحيتها: "قمر!"
رفعت رأسها إليه ثم بدون إنذار رمت نفسها بحضنه و هي تهتف بألم: "أبي".
ازدادت وثيرة بكائها فربت كمال على ظهرها و هو يهدئها قبل أن يقول بقلق: "ما بك صغيرتي، هل رأيت حلما؟"
أومأت برأسها دون أن تبتعد عنه، فقال لها والدها برقة: "هل كان كابوسا مزعجا إلى هذا الحد؟"
لم تجبه بل استمرت بالبكاء دون أن يعرف أن قلبها كان يصرخ بإجابته باشتياق، بلوعة: "ليته كان كابوسا مزعجا...ليته كان كذلك".
استعادت هدوءها بعد دقائق فابتعدت عن حضن والدها و هي تنظر إلى خيوط الفجر الذي بدأت تشق ظلمة الليل بخجل...تساءلت بصوت خافت: "هل أذن الفجر؟"
-"قبل لحظات من استيقاظك".
أومأت برأسها مزيحة الغطاء عنها و هي تغمغم: "بما أنني استيقظت لأصليه في وقته".
تذكرت فجأة قول تماضر عن تحقق الأحلام التي تراودنا وقت الفجر...لم تكن تصدق مثل هذه الترهات، لكن يأسها دفعها لتلتفت نحو أبيها و تسأله: "أبي هل تتحقق الأحلام التي نراها وقت الفجر؟"
ارتفع حاجب والدها بريبة قبل أن يقوم من مكانه ليقف أمامها...وضع يدها على كتفها ثم قال بثقة: "لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا يا صغيرتي".
حركت رأسها بإيجاب ثم ابتعدت ناحية الحمام الملحق بغرفتها و هي تقول: "سأذهب لأتوضأ".
راقب والدها اختفاءها قبل أن يسأل نفسه بقلق: "ترى ما الذي رأيته يا صغيرتي القوية في منامها حتى تنهار باكية إلى هذا الحد؟"...
*********************************************
جلست على كرسيها الهزاز بعد انتهائها من الصلاة محتضنة مذكرتها، قلبت بشرود بين صفحاتها و هي تفكر أنها لم تكتب منذ فترة طويلة، و كأن أمنياتها استنزفت قبل أن تعود و تقتحم قلبها و عقلها من جديد بعد هذا الحلم...توقفت أمام الصفحة الخالية ثم حملت قلمها لتكتب:
"بين الواقع و الحلم تهت و احترت...أ أعترف لك بحبي و أحظى بقربك كما عشت في الخيال لأرضي القلب؟ أم أصمت و أراقبك من بعيد دون أن أجد من يطفئ نيران شوقي حتى أرضي الكبرياء؟
مفترق طرق صعب أن أختار بينهما، أو ربما اخترت منذ وقت طويل و ها أنا أدفع ضريبة اختياري: أنين قلبي الغارق في حبك و لوعة اشتياقه لك، أحلامي الوردية التي أبني بها قصور من رمل كتلك التي كنت أحب أن أبنيها عندما كنت طفلة و أستمتع ببنائها رغم أنني أعرف أنه في النهاية ستجرفها مياه الشاطئ و تتركها مجرد ركام...
ماذا إن مُنِحْتُ حرية الاختيار من جديد؟ أسأثبت على اختياري القديم؟ أم سأعطي للقلب فرصة ليكون قائدا لسفينة مشاعري؟
مهما عاد بي الزمن، مهما توالت الفرص التي سيمنحها لي يا مالك، سأظل متشبثة بكبريائي...فرغم الضريبة التي أدفعها بسبب هذا التشبث سيظل ربحي عظيما: قوتي و كرامتي التي لن تنخفض أسهمها قط في بورصة العلاقات إن صادفت منك عدم الاهتمام".

أغلقت مذكرتها و نظرت إلى الساعة لتجدها تشير إلى السابعة، قامت من مكانها لتفتح خزانتها الكبيرة و تظل تنظر إليها بحيرة و كأنها تنتظر أن تقذف لها ما تريد أن تلبسه في وجهها...التقطت ما وقع عليه الاختيار و ارتدته لتكون جاهزة بعد دقائق للنزول و مشاركة والديها الإفطار...بهدوء ألقت تحية الصباح عليهما و جلست في مكانها دون أن تخفى عليها نظرات والدها القلقة التي عبر عنها بقوله: "قمر إن كنت متعبة، لا داعي لذهابك إلى الكلية".
ابتسمت و قالت بهدوء: "أنا بألف خير يا أبي، لا تقلق".
أومأ برأسه ثم تابع الثلاثة إفطارهم بصمت قبل أن تعتذر منهما حتى تنصرف...استقلت المقعد الخلفي للسيارة فانطلق السائق إلى الجامعة و هو يردد الأبيات مع صوت أم كلثوم المنبعث من المذياع، كانت قمر شاردة عمن حولها، نظراتها معلقة بالنافذة متذكرة أن مالك يدرس في المجموعة الأخرى التي تخالف مجموعتهم...صوت متهور بقلبها ترجاها بأن تحضر محاضرات مجموعتهم...حملت هاتفها حتى تخبر عائشة بذلك فتلحق بها إلى المدرج الذي سيدرسون فيه المادة الأولى، لكنها دسته من جديد في جيب سروالها بعناد متمتمة: "لن أجعل زيد يظن أنني قمت بذلك لأتواجد في نفس المكان مع سموه".
توقف السائق أمام الجامعة، فشكرته ثم غادرت السيارة لتسير بثقة إلى المدرج الذي ستدرس فيه...جلست في مكانها المعتاد مخرجة الكتاب الذي تطالعه حاليا حتى ترتشف من صفحاته قبل حضور الأستاذ لتتفاجأ بمن ينزع حقيبة ظهرها من الكرسي المجاور الذي حجزته لعائشة...
رفعت عيناها إلى زيد الوقح، ثم قالت بين أسنانها: "المكان محجوز لعائشة".
أجابها باستفزاز: "لسنا في حافلة سفر، كما أن هناك مكان فارغ على جانبك الآخر، ضعي فيه حقيبتك من أجل صديقتك".
زفرت بحنق و هي تعد حتى الثلاثة لتهدأ ثم وضعت حقيبتها على الجهة الأخرى و تابعت قراءتها لكتابها مقررة تجاهله تماما...لكن تجاهلها لم يدم طويلا عندما غمغم صوت بجانبه: "صباح الخير".
رفعت عيناها إلى عينيه الحبيبتين شاكرة نفسها لأنها لم تنفذ قرارها الصباحي فها هو مالك قلبها أتى بقدميه ليدرس مع مجموعتها...ابتسم لها تلك الابتسامة التي حلمت بها فجر اليوم، فتوردت وجنتاها قليلا و هي تتذكر حلمها الوردي قبل أن تقول بهدوء: "صباحك نور يا مالك"...
*********************************************
كان يقف أمام بقلب الشرفة، يرتشف قهوته الصباحية و هو يحدق في الشارع الذي بدأ يدب النشاط فيه...أحس أنه لم يعد وحيدا فالتفتت ناحيتها ليهمس بهدوء: "لم تقفين هناك يا نعمة؟"
رمشت ابنة عمه بعينيها قبل أن تقول بهدوء: "آسفة لأنني أزعجت خلوتك، لكنني أردت أن أخبرك أن الإفطار جاهز".
رغم أنه لا يحب تناول شيء في الصباح غير القهوة بالتأكيد و هي تعرف ذلك، تحرك يسير أمامها و هي تتبعه بخطواتها المترددة... جلست على الكرسي المقابل له لتصب لنفسها من الشاي في الوقت الذي اكتفى فيه هو بملأ قدح قهوته من جديد ليقول لها: "ما الذي أيقضك من نومك يا نعمة؟"
قالت بهدوء: "لقد استيقظت نسيم فأرضعتها و لم أستطع العودة إلى النوم فقررت أن أحضر لك الإفطار حتى لا تذهب إلى عملك جائعا".
-"تعرفين جيدا أنني أجيد العناية بنفسي، و أستطيع تحضير فطورا لي".
شعرت بكلماته و كأنها تصفعها فاشتدت يدها على كأس الشاي الذي كانت تحمله...أسبلت أهدابها ثم وضعت الكأس بحرص على سطح الطاولة قبل أن تقوم من مكانها و هي تغمغم: "أنا آسفة، لم أقصد شيئا".
تحركت لتغادر المطبخ، لكنه أمسك برسغها قبل أن تبتعد عنه قال بصوت مكتوم: "هل ستظلين هاربة من الواقع إلى عالم أحلامك الذي لا يوجد سوى في خيالك و لن يتحقق؟"
اتسعت عيناها بصدمة و هي تسمعه يتابع بقسوة: "أفيقي يا نعمة، أفيقي، ما تمنيته لسنوات و صمتت عنه دافنة إياه في قلبك لن يتحقق أبدا، لأنني لم أعدك يوما بشيء".
همست بصوت أجش و الدموع متجمعة في عينيها: "اترك يدي يا نسيم".
ترك يدها ثم قال بجمود قبل أن يستدير و يغادر: "اتصل بي زوجك ليلة أمس و هو ينوي أن يصالحك رغم أنك السبب في شجاركما، اتفقنا أن نلتقي معا على الغذاء حتى تنهيا الخلاف، سآتي لأصطحبك منتصف اليوم...كوني جاهزة أنت و ابنتك نسيم"...
غادر الشقة و البناية بأكملها ليستقل سيارته...مرر يده على شعره الأسود ثم رفع عينيه ناحية شرفته ليجدها واقفة هناك تراقب مغادرته...
انطلق نسيم بالسيارة و هو يشتم في سره كعادته مؤخرا كلما رآها...نعمة، ابنة عمه التي تصغره بسنتين و التي عاشت معه في نفس المنزل لأن عمه كان يعيش في الشقة التي تعلو شقة عائلته كانت تحبه بصمت منذ بداية شبابها لكنها لم تبح لحبها لأحد، حتى أنها وافقت على زميلها في الدراسة الذي تقدم لخطبتها فور تخرجهما و لم تبد اعتراضا عليه و لم يعرف أحد بحبها له حتى أنجبت ابنتها و سمتها على اسمه: نسيم...
في البداية، عندما سمع الاسم الذي اختارته ابنة عمه لابنتها معارضة زوجها الذي كان يود أن يسمي طفلتهما على اسم أمه لم يعره أي اهتمام فقد كان يعرف أن الاسم من الأسماء التي يحملها الذكور و الإناث و أن قريبته اختارته ربما لجمالية معناه...لاحقا عرف أن ابنة عمه اختارت الاسم فقط لأنه يحمله هو بالذات:
-"و لو كنت أحمل ولدا كنت سميته نسيم أيضا، فقط لأجد العذر لأهمس باسمه في كل لحظة بعد أن كبته بقلبي لسنوات عارفة أن نسيم أبدا لن يراني أكثر من أخت له".
جملة سمعها صدفة، بعد شهور من ولادة الصغيرة عندما كان يزور أخته الكبرى التي كانت و لا زالت الصديقة المقربة لابنة عمه...
اشتدت يده حول مقود السيارة ثم زفر بحنق و هو يبعد هذا الموضوع عن رأسه...ليس ذنبه، هو لم يضربها على يديها حتى تحبه و هي تعرف جدا أنه لن يراها يوما سوى شقيقة صغرى له...
زفر بتعب و هو يتذكر المشكلة الثانية، التي اتصلت به مساء أمس و جعلته يترك أصدقاءه الذي لم يلتقي بهم منذ وقت طويل ليعود إلى مكتبه في الجامعة ليبحث بين جميع ملفات المجموعات الخاصة بدورة الإعلاميات -التي يقدمها لطلبة كليات العلوم و الآداب و العلوم القانونية و الاقتصادية- عن الورقة التي تضم معلوماتها فلم يجدها بين جميع الملفات مما جعل غضبه يتصاعد و هو يتساءل عن الشخص الذي دخل إلى مكتبه و عبث بأوراقه و جعل ورقة الفتاة تختفي...
*********************************************
-"هل ما سمعته صحيحا؟"
رفع السيد عبد الغفور عينيه ناحية الرجل الذي اقتحم مكتبه في مقر الحزب بدون استئذان، فقال بهدوء: "ما الذي سمعته؟"
جلس عاصم أمام مكتبه ثم قال بين أسنانه: "أنك ستجعل كمال بن سودة على رأس قائمة المرشحين للانتخابات التشريعية".
-"لا زال الوقت مبكرا على التفكير في الانتخابات التشريعية، حاليا نهتم فقط بالانتخابات الجماعية القادمة...ثم أنني لن أجد أفضل من كمال ليكون على قمة قائمة الانتخابات التشريعية إن وافق بالتأكيد".
ضرب عاصم سطح مكتبه ثم قال بغضب: "ماذا عني أنا؟"
تساءل عبد الغفور بهدوء: "ماذا عنك أنت؟"
-"طوال سنوات و أنا أقدم لهذا الحزب ما لم يقدمه كمال، لتجعله شأنه أعلى مني".
زفر عبد الغفور ثم قال بصبر: "من قال أنه سيكون أفضل منك، المقاعد الذي سيحصل عليها الحزب في البرلمان بعد الانتخابات ستكون من نصيب الأعضاء المذكورين و أنت واحد منهم".
ثم تابع متسائلا بعد لحظات: "ثم ماذا عن رغبتك بأن تكون ضمن قائمة الانتخابات الجماعية؟ هل غيرت رأيك الآن بعد أن وصلك هذا الخبر".
زاغت عينيه ثم استعاد هدوءه ليقول: "لا، لا زالت رغبتي ثابتة...مهم جدا أن أكون ضمن انتخابات العام المقبل، لكن أنت تعرف شرطي...و وقتها لا يهمني إن رشحت كمال أو غيره في الانتخابات التشريعية".
قال عبد الغفور بجمود: "فلتتعلم أولا احترام أصول الآداب كأن تطرق الباب قبل دخولك كالزوبعة و لا ترفع صوتك في حضرتي قبل أن تتصرف و كأنك الآمر الناهي في المكان يا عاصم"...
*********************************************
أثناء تناولها العشاء برفقة والديها وصلتها رسالة جديدة من أحد أعضاء المجموعة...فتحت الرسالة لتقرأ ما كتب فيها ثم قالت لوالديها: "أخيرا حدد أستاذ الإعلاميات موعد بداية الدورة، سيكون ذلك بعد أسبوع".
قالت والدتها بهدوء: "جيد جدا، من الأفضل أن تبدؤوها الآن بما أننا في بداية الأسدس و لم ينتظم حضور الأساتذة...لا تدرسين اليوم الذي اخترتموه صحيح؟"
أومأت قمر برأسها ثم قالت: "لا أدرس".
غمغم والدها باهتمام: "ستفيدك جدا هذه الدورة يا قمر، كما أن هناك دورة أخرى ستبتدئ في الربيع في المعهد الذي يجاور معهدك الألماني، إن أردت سأقوم بتسجيلك هناك أيضا".
-"سأتعرف عن البرنامج الذي سنشتغل به طوال الشهر القادم و بعدها يمكنني التسجيل في الأخرى إن كانت تملك برنامجا مغايرا".
-"كيف حالك مع تعلم اللغة الألمانية؟"
أجفلت على السؤال الذي طرحه والدها بالألمانية و كأنه يختبرها، ثم قالت بهدوء: "جيد جدا، تجاوزت الصعوبات التي كنت أواجهها بداية....لم أكن أعرف أنك تجيد الألمانية أبي".
كانت والدتها من أجابتها: "والدك تعلم الألمانية عندما كنا هناك طوال فترة علاجي...كنا نجد صعوبة في التعامل مع الأشخاص الذين لا يجيدون الانجليزية فقرر تعلمها...أحسده صراحة أنا بالكاد تعلمت نطق صباح الخير و مساء الخير".
ضحكت قمر باستمتاع قبل أن تقول: "هي صعبة قليلا، لكن مع المثابرة تصبح سهلة".
-"حسنا يا مثابرة، سأطلب من سليم أن يرسل لك عقدا بالألمانية و ترجميه بالفرنسية".
قالت بتحد: "و إن نجحت، ما الذي سأحصل عليه كجائزة؟"
قال كمال بمرح: "سأحضر لصغيرتي دمية كبيرة".
تعالت قهقهات قمر ثم قالت: "رباه يا أبي! لا بد أن تعاملني و كأنني طفلة في العاشرة...عندما كانت أمي في عمري كانت تستعد للزواج منك".
غير والدها الموضوع قائلا: "أ هذه دعوة صريحة حتى أزوجك؟ العريس موجود حتى إنه ينتظر ردك فقط".
كانت زوجته هي من نهرته قائلة: "كمال!"
-"أنا أمزح فقط...رغم أنني أعتبر زيد كابن لي إلا أنني لا أريد سوى سعادة ابنتي".
ثم تابع بجدية بعد لحظات: "كما أنه لا زال غرا و طائشا، لقد قضى ستة أشهر في يجوب أوروبا بأكملها تاركا دراسته، لن أزوج ابنتي بشخص غير مسؤول".
زفرت قمر بحنق ثم قالت: "أ يمكنكم أن تغلقا هذه السيرة قبل أن أفقد شهيتي".
عاد والدها لموضوعهما الأصلي بقوله الهادئ: "إن ترجمت العقد بدون أخطاء سأقنع أستاذك في المعهد بأن يجري لك الاختبار النهائي مبكرا...تعرفين أن شهادة تمكنك من اللغة الألمانية هي المتبقية حتى نرسل ملفك إلى إحدى الجامعة التي اخترت أن تتابعي دراستك فيها".

تنهدت قمر بحزن ثم قالت: "كلما تذكرت أنني سأعيش في بلد غريب لأربع سنوات أشعر بالحزن".
ربتت والدتها على كفها و قالت بحنان: "لا تقلقي حبيبتي سنزورك في كل عطلة...حتى أنك ستقضين الصيف في بلدك بين أحبتك".
قالت بشرود: "أنا سأذهب إلى ألمانيا، تماضر إلى كندا و عائشة ستظل هنا، ندى تزوجت و ابتعدت عنا، و لا أدري من سيرحل إلى بلد أخرى و من سيرحل عن هذا العالم بأكمله؟"
زفر والدها ثم قال: "هذه هي سنة الحياة يا ابنتي".
أحست فجأة بانقباضة في قلبها، لقد نسيت أهم شخص ستفارقه بعد نهاية هذا الموسم الدراسي...مالك قلبها و سبب عذابه؛ مالك...تنهدت بعمق و هي تتساءل: "كيف ستكون حياتي وقتها دون أن أراه؟ أ سأنساه إلى الأبد؟ أم تراني سأظل أحمل ذكراه و حبه في قلبي و عقلي؟"
تابعت أكلها و هي تهمس في سرها محدثة نفسها: "لا تستبقي الأحداث يا قمر، لا زالت هناك شهور على فراقكما و بما أن القدر جعله قريبا منك هذه المدة، استغلي هذا القرب و حافظي على كل ذكرياتك معه فهي من ستكون ونيستك في غربتك القادمة"...
*********************************************
بعد أسبوع:
أوقف السائق السيارة أمام كلية الهندسة، نظرت قمر إلى المجموعة التي وقفت في انتظار البقية ثم قالت للسائق فجأة: "ألن تفتح لي الباب يا صلاح؟"
نظر إليها صلاح باستغراب ثم قال بحيرة: "لم يسبق لك أن طلبت مني ذلك آنستي".
أومأت برأسها ثم قالت: "بالفعل لم يسبق لي، لكنني أردت تجربة الشعور هذا اليوم".
-"كما تشائين".
قالها بهدوء و هو يترجل من السيارة ليفتح لها الباب فشكرته ثم سارت بثقة ناحية الجماعة الذين كانوا ينظرون إليها باهتمام...لم تكن تعرف أحدا من المتواجدين غير نور الدين -رئيس المجموعة- صافحته و هي تعرف على نفسها قائلة: "قمر بن سودة".
أومأ برأسه ثم قال بهدوء: "تشرفنا".
-"توقعت أنك مغرورة".
التفتت قمر إلى الشاب الأسمر الطويل الذي ألقى على مسامعها تعليقه الساخر ثم قالت بهدوء مثير للدهشة: "أنت البوص صحيح؟"
قال بغطرسة: "أنا".
حركت رأسها ثم قالت بهدوء: "أما عن قولك بأنني مغرورة فأحب أن أخبرك أن الله تعالى قد قال: (إن بعض الظن اثم)".
كز الشاب على أسنانه و قبل أن يهمس بشيء كان صديقه يحذره...تراجعت قمر لتصافح البقية ثم قالت: "لا أرى هنا سوى ثمانية أشخاص أين بقية المجموعة؟"
-"مرحبا".
التفتت قمر لتعانق عائشة و هي تقول: "على الأقل وجدت شخصا أعرفه".
ابتسمت لها عائشة في نفس الوقت الذي سمعت صوتا من خلفها يهتف: "و ها قد جاء الشخص الثاني".
خفقات خائنة غادرت جدران قلبها ما إن سمعت صوته قبل أن تلتفت ناحيته و تقول باندهاش: "مالك، لم أعرف أنك معي في المجموعة".
-"و لم أعرف ذلك أيضا حتى تشاجرت مع البوص".
قالها مالك و نظراته مسلطة على الشاب الذي كان يبادله نظرات نارية بدوره قبل أن تنتهي حرب النظرات الباردة بهمس إحدى الفتيات: "لقد حان وقت الحصة، لنذهب حتى لا نتأخر فيطردنا...لقد سمعت أن الأستاذ دقيق في مواعيده...سيلحق بنا البقية عند وصولهم".
قادهم أحد رجال الأمن إلى حيث تقع قاعة دروسهم، وجدوا الباب مفتوحا فدلفوا إلى داخل القسم ليجلس كل اثنين أمام حاسوب واحد...
دلفت طالبتان جديدتان و جلستا على إحدى الطاولات الشاغرة، فمالت قمر لتهمس في أذن عائشة: "أخاف ألا يأتِ جميع أفراد المجموعة...سمعت أن الأستاذ غير متساهل أبدا رغم أن اسمه نسيم".
سمعت أحد الشباب يصيح: "الأستاذ قادم".
تأهبت حواسهم أثناء مراقبتهم للشاب الأنيق الذي دخل إلى القسم بصخب لا يمت النسيم بأية صلة...مرر عيناه السوداوان حول الوجوه قبل أن يتوقف على وجه عائشة فهتف بين أسنانه: "أنتِ".
قامت عائشة من مكانها بتوتر فقالت بارتباك: "نعم أستاذي".
ظل ينظر إليها مليا بنظرات مبهمة قبل أن يقول بجمود: "اجمعي حاجياتك و غادري حصتي حالا"...




Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 07:18 PM   #88

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نهاية الفصل الرابع
قراءة ممتعة و بانتظار آراؤكم و تعليقاتكم
تحياتي وودي⁦❤️⁩


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 08:03 PM   #89

رنا رسلان

قاصة هالوين


? العضوٌ??? » 304310
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,154
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond reputeرنا رسلان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

#ندي بعد زواجها لسه فاكره تفوق وانانيه لدرجة عايزة الكل يفهمها
#هي اللي مش فاهمه عايزة ايه مشتته وضائعه وظلمت زوجها معاه وهي لسه بتفكر في محمد
#محمد صعب عليا اوي غير شعبته علشان مش يتعذب برؤيتها ولا تذكره لنظرتها التحذيريه يوم فرحها لما كان موجود
#غياب مالك ترك فارغ كبير في قلبها وحياتها الا ان عرفت سببه وهو مرض شقيقته نهي
#ايه قصة نسيم مع عائشه وليه طردها من الحاضرة
#ولا بنت عمه اللي بتحبه من طرف واحد وسمت بنتها علي اسمه وعرف بالصدفه
بتشاجر مع زوجها عايز تتطلق يعني ونسيم اصلا يراها كاخته مش هتستفيد حاجه
#اما قمر حبها لمالك معذبها لا عارفه تعترف له او تنساه
#تماضر للاسف وقعت في فخها واعترفت بحبها بسبب جوعها للحب والاهتمام


رنا رسلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-19, 08:23 PM   #90

affx

? العضوٌ??? » 407041
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 733
?  نُقآطِيْ » affx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond reputeaffx has a reputation beyond repute
افتراضي

يقطعك يا نسيم ليش طردتها يا حيوان 😂😑
المسكينة عائشة اكيد حتزعل هلأ 😣😣
شو اسمه البوص؟؟
قمررر بحب شخصيتها عنجد شخصية حلوة وراكزة ورقيقة وراقية ومو هبلة متل تماضر اللي مدري شادي الكلب شو مخبيلها !ياريت ما يأذيها كمان مرة بكفي .
ندى مجنونة رسمي مرة تبهدلهم ومرة بدهم اياها يعذروها مجنونة معقدة .
لازم يصير في نقلة زمنية لحتى يكبروا 🤗🤗😇
مالك هل حيفتح قلبه لقمر ؟؟
زيد متى حيمل ويترك وهم حبه لقمر؟


affx غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.