آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          قصة من وحي القصيدة// اقتباسات من قصائد الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن (الكاتـب : أمل سفر - )           »          بين نسائم أفكاري * مكتملة * (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          98 - سجان العواطف - مارجريت روم - د.ك.ع ...حصرياً (الكاتـب : Dalyia - )           »          خفقات قلب وتمرد أنثى *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : حياتي عذاب - )           »          خادمة القصر 3 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-19, 04:36 PM   #1

علا سلطان

? العضوٌ??? » 453611
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » علا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond reputeعلا سلطان has a reputation beyond repute
افتراضي رواية بالمحراب .... عابد (1) .. سلسلة حرير عشقك عذبنى * مكتملة *




رواية بالمحراب .... عابد














الفصل الأول

مارا بسيارته المرتفعة حتى وصل الى بوابة شركته ككل يوم لا جديد يذكر حتى الان .. الا انه لاحظ فتاة واقفة بجوار البواية بمحازاة السور ..... اثارت فضوله فشركته بعيدة عن المساكن الى حد كبير و لا توجد مرافق بالقرب منها ... اذا ماذا تفعل هى عند البوابة ، ركن بالسياراة بمكانها المحدد و هبط منها بجهة افراد الامن يسألهم عنها
: انها تابعة لشركة التوزيع و واقفة هنا تنتظر مجئ رفيقيها .
حسنا هاقد علم ما يريد و لم يبعث ذلك به الفضول فانطلق على قدميه يجوب شركته و يتابع موظفيه .
*****
التمنى
هو أكثر ما قد يطيح فيه عقلك
بتمنى الكثير تحصل على القليل ربما منا من يسمعها أو يستخلصها من معاناة اخر أمامه و لكن مهما حدث و مهما نبهك غيرك يبقى هذا الشئ خارج عن يدك بل إنه يكاد أن يفتك بعقلك الصغير لا حول له و لا قوة به
لذلك فإنه يجب عليك العمل طبق النصيحة
" ابدا ابدا لا ترفع سقف التمنى فانه عند سقوطه لن يجد غيرك لاستقباله "
يجلس قاصد و قد أرسل تمنيه الى السماء العليا إن صح التعبير
قاصد طبيب جراح جيد السمعة البالغ من العمر الواحد و الثلاثين يجلس برفقة والده و والدته منتظرا متاهبا و كأنه على جمر يتمنى من تملكته بطرفة عين و اى عين و هى نفسها عين عين الطبيبة حديثة التخرج تذكر اول مرة رآها كان فى غرفة العمليات يجرى احدى عملياته و أقتحمت هى الغرفة بجرأة محببة تسال إن كان بإمكانها متابعة تفاصيل الجراحة عن قرب و بكل سهولة و سلاسة رفض، بل اخبرها بأن لا تجرؤ على المرور من أمام هذه الغرفة و بالاخص عند تواجده بها لمدة أسبوع من تلك اللحظة و هى بكل بلاهة ظلت تنتظره ..... ربما تنتظر ان يبلغها انها مزحة لا أكثر او ان يعتذر عن مزاحه الفظ ...... لكنه ناظرها بشئ من الشفقة على غبائها و كأنها ذات اعاقة عقلية لم تفهم حديثه
" اخرجى من نفس الباب قبل حدوث مكروه لا سمح الله "
" و لماذا اخرج اننى اريد التابعة "
أخرجها بنفاذ صبر " قلت اخرجى من الباب خلفك و لا غيره حتى هيا "
ظلت واقفة أمامه تحسد نفسها على الثبات حتى و إن كان ظاهريا فقط
" انه من حقى أن اشا "
قاطعها صارخا و لكنه لم يدرك ذلك و لا هى فقد انشغل بصوت جهاز النبض ينبأ عن احتمالية فقدان حياة المريض الواقع فى الصراع بينهما.. فما كان منها إلا الانسحاب .
لم يدرك بعدها بأنه كان يتابعها مرارا و لكن سرا حتى أنه كان يعد الايام لترافقه الى غرفة العمليات و ارجع ذلك إلى فقط الشعور بالذنب و الرغبة الجامحة فى التعرف عليها أكثر و بعد ما يقرب الثلاث اسابيع كان ادرك بقوة تساوى اليقين أنه ابدا ليس شعور بالذنب أو غيره بل اعجاب سيتحول الى عشق إن كان لم يتحول بالفعل .
رجع من ذكرياته بظهور حوريته الرقيقة فهو وصفها الدائم فى قلبه بينه و بين نفسه... هى بالفعل اشبه بحورية بياضها يشبه الثلج و الحمرة الساكنة دائما وجنتيها و أنفها الدقيق ثغرها المكتنز و عيناها الرمادية تارة و الزيتونية تارة اخرى و رموشها الكثيفة التى تظلل عينيها ما ان تفقد اعصابها فتصكها بصك الأميرة الغافية.... تخطو الآن أمامه بكل ثقة ليزداد صخب قلبه نبضاتاته غير الرحيمة بحال صاحبها خطت ليقفز من مكانه صوبها ممسكا بصينية المشروبات ناسيا من حوله من والديه و أسرتها المتمثلة فى والديها و أخيها .
************************************************** *********************************************
******

تستيقظ من النوم بغرفة عمتها على زقزقة العصافير أمام النافذة تطالب بفطورها بشهية يبدو انها مفتوحة و بقوة ،نهضت من فراشها بتكاسل الى حد ما لتأتيهم بطعامهم الصغير مثلهم خرجت من الغرفة من دون ان تفتح لهم النافذة فهى ان فعلت دون طعام لن يتوانو عن الدخول و البحث بانفسهم ، أخذت تبحث عن الطعام فى المطبخ لتفتح الخزائن و تغلقها بقوة دالة عن نفاذ صبرها ليقطعها عن بحثها صوت مرتفع يكاد يسمع عابرين الطريق
-: أخمن... تبحثين عن الطعام يا عنبر.
يقولها بشئ من الفكاهة اليائسة و لا تعلم كيف يجمعهما دائما فابن عمتها لا يتوارى ابدا عن الامل و الابتسامة امام الجميع مع علم الجميع ايضا بكذبهما و بحزنه المستتر عن الاعين دائما بالنسبة له فقط ... فالجميع يعلم و يصمت ايضا و يتعامل كأنه لا شئ على الاطلاق و هو يبدى راحته الظاهرية لذلك .
-: دائما ما كنت متأكدة من ذكائك الخارق و الذى لا أشك بأن ابنك قد ورثه خالصا منك متخلى عن حكمة والدته و صبرها .
-: أجل ... حكمة والدته.... فلولا حكمة والدته تلك ما كنا هنا الان .
-: لا تلقى اخطائك على شماعة الاخرين يا سالم .
صمتت لشعورها بتألمه الذى سيزيد الآن باكمالها الحقيقة له فى وجهه ...زهى دائما كانت حريصة على عدم فعل ذلك نظرا لخلقه و اسلوبه اللطيف دائما معها و لذلك تحدثت مغايرة دفة الحديث
-: بالعودة للطعام انى ابحث عنه بالفعل و لكنه لعصافير النافذة النشيطة ليس لى .
-: اه نعم بالتأكيد نست خالتى إطعامهم .. هنيئا لك يا فاعل الخير .
-: حسنا يبدو انك ستأخذنى تسليتك الان .
ضحك بقوة
-: لا ليس الان و لكن بعد الساعة تقريبا .
نظرت اليه مستفهمة ليصرف وجهه عنها و يتحرك عابثا باغراض المطبخ مخافة ان تعرف مقصده فهو يكن لها كل الحب كابنة خال جيدة فهو منذ وفاة والدته طفلا و هو يشعر بخالته فى مقام والدته الحقيقية و هو ما جعله دونا عن بقية اولاد خالته قريبا من اولاد اعمامه اكثر و لكن يبقى ذلك القرب بشروط والده .
************
بعد النصف ساعة كانت تجلس برفقة سالم و بنتى عمها على سفرة الطعام يتناولون الفطور المتأخر بغياب عمها و زوجته و حتى عمتها نظرا لتاخره عن الموعد المعقول فالساعة تتعدى الحادية عشر الان
-: سالم اترك البيض الان انها ثالث بيضة لك و انا لم احظى بواحدة حتى الان .... لقد نفذو
كان ذلك صوت نورة ابنة عمها الصغيرة فعمرها لا يتخطى العشرة اعوام .
تحدث و هو يلوك الطعام فى فمه
-: لا أحد منعك من الاحتفاظ بواحدة منذ البداية .
و أكمل طعامه و كأن شيئا لم يكن فلم تجد غير الصراخ فيه و بقوة
-: اليس لديك بيت ام ليس لديكم بيض !
- : تأدبى يا نورة و الا عاقبتك .
كان ذلك صوت العمة القادمة من بِاب المنزل غالبا كانت لدى ابراج الحمام او كانت تقضى لاحدهم خدمة ما
-: اتركيها يا خالتى الادب لا يشترى أما بالنسبة للعقاب فسأخذ رغيفها الابيض ذلك لأكل به العسل القادم من حجرتها الحصينة.
: تأدب انت الآن يا ولد و الا عاقبتك .... لا تسفزها .... العسل الشئ الوحيد الئى تملكه و لا يحق لأحد العبث به
: أجل هذا ما قاله راشد عندما أحضره لى
اتبعته بخروج لسانها لتستفزه و لكن قاطع حديثهم صراخ اخيها الصغير
-: اذهبى يا فرحة لترى اخاكى لقد استيقظ , صراخه سيملئ الشوراع .
امتثلت فرحة لامر خالتها تاركة الفطور على مضض
اكملو الفطورمع تبادل اطراف الحديث بوجود طرائف سالم و ملاعبة الصغير تارة و تعليمات العمة تارة ليقطعهم دخول نورة الاهوج مع ترديد عبارتها التى اخترقت قلب عنبر
: آتى راشد .... اتى راشد .
***
راشد الابن الاكبر من يراه قد يظنه اب لاخوته الصغار و ليس اخا فقط .... فالمحبة بينه و بينهم ظاهرة و لكن فارق السن كان العلامة و الاشارة الاكثر قوة ووضوح لينالو تعجب من حولهم كونه شقيقهم ..... فأمه لم يكتب لها الفرحة باولاد من بعده فقد مات اثنان احدهما جنين و الاخر طفل لبضع شهور مما أدى الى شعورها بان ابنها جاء ليمنع ظهور الاطفال من بعده اصابها اليأس و الحزن فكانت تقسو على الجميع بما فيهم ابنها الوحيد و لم يستطع احد ردها بسبب وجود العمة و تعاطفا معها و شفقة عليها حتى ظهرت بوادر حملها بعد عشرة سنوات من انجابها لراشد ..... اطاح بها اليأس حتى فكرت بقتل جنينها و لكن زوجها و العمة منعاها من ذلك و كانت على جمر موقد طوال فترة الحمل حتى اتى طفل انثى فايقنت بان لن يكون لها ابناء ذكور سواه مما جعلها تهمله اكثر و تزيد من توبيخها له على اتفه الاسباب و بعد ما يقارب التسع سنوات كانت قد فقدت الامل و لكنه تجدد بحملها و هو ما استاء منه الجميع ما عادا العمة و الاختان و كان استياء راشد هو الاكبر ..... فهو كان على اعتاب التخرج و ان كان الحمل ذكر فذلك سيؤخره عن احلامه و مستقبله بدخوله الخدمة العسكرية و لكنها ظلت تتورع و تدعى ربها بانجابها ذكر بل احست بكل البشائر و العلامات على انه صبى و لكنها خرجت انثى انزوت الام عنهم تبكى يأسها و عدم قدرتها فهى عند انجابها لاول اطفالها ذكر تفائلت بانجابها خمسة ذكور اخرى و لكن القدر عاندها بشدة كانت تشعر بشماتة الاخرين بها فانزوت تاركة طفلتها لا تحملها سوى لرضاعتها لا اكثر و بالرغم من تفرغها نظرا لكونها ربة منزل على عكس العمة فقد تركت تربية رضيعتها للعمة و كانت العمة خير ام لها فبعد فقدان العمة لرضيعها اثر اهمال من زوجها مما نتج عن طلاقها .... فأعلنت عدم نيتها للزواج مرة اخرى و احبت هى اى طفل تقع عينيها عليه مما جعلها تهتم بكل ابناء اشقائها وشقيقتها .
حاولت اقناع زوجها بضرورة حملها و لكنه دائما ما اخبرها انه مكتف باولاده الثلاث و راض بهم , و عندما أتم راشد التسعة و العشرين عاما زاد جنونا لنفاذ الوقت فالسنوات جرت منها تزوجت صغيرة لا تتعدى الخمسة عشر لتحظى فقط بثلاث ابناء اثنان منهم اناث ، لم تثمر محاولات اقناع زوجها بفكرة الانجاب مما اضطرها للحمل دون الرجوع اليهم لتفاجئهم بعد اربع اشهر من بلوغ راشد التاسعة و العشرين بحملها بالشهر الثانى فاسفر ذلك عن شجار شديد كاد ان يصل الى الطلاق و لكن بتدخل راشد و العمة سكن الامر .
طوال اشهر الحمل كانت عندما تتلاقى عينيها و عيني ابنها كانت تناظره بتحدى كبير ليردها نظرات تسال عن سبب لكل ذلك يسال عن فعلته التى جعلت ام تناظر ابنها بتحد كذلك ... فعلة لم يفعل منها شئ البتة و اخيرا يتبقى على بلوغه الثلاثين شهرين لا اكثر كم سالها عن نوعية الجنين ان كانت سالت الطبيب و لم تجيبه و لم تسال هى طبيبها خوفا من معرفة راشد بعد ذلك و لكنه لن يترك الامر لظروف يتبقى على ولادتها ايام قليلة تعد على الكف الواحد و قبل ولادتها بيوم تفاجئت بسفره خارج الدولة لدولة اخرى منتظرا ولادتها بعيدا .
بعد عودته و دفعه الغرامة عاد كل شئ الى اصله ظاهريا فقط على الاقل فظلت الام تعامله بود متكلف لا يلاحظه احد سوى العمة فالاب منشغل بمناظرة الاراضى و امور المزرعة و الاخوات كل فى عالمها بينما العمة وحدها من تخترق حيوات الاخرين دون انذار او استئذان و لكن الام رضخت ظاهريا ايضا فبعد ان اصبح راضد ذو نفوذ ليست بالعملاقة و لكن تبقى نفوذ و باستثمار نقود قد استعارها الاف من ابيه قبل العشر سنوات لتصبح ملايين الان كان لابد من الرضوخ له و اظهار الحب و المودة الغائبة من سنوات .
***
حسنا هاهى تستمع للحوار الدائر فى الخارج بعد ولوجها للغرفة مرتبكة بعد ان رحبت بابن عمها فقط ب " اهلا و سهلا " حتى انها لم تناديه باسمه فكوفها كان أكبر من ان تطيل الحديث أكثر .... هى لم تتوقع مجيئه الان فاصرار عمتها ان تاتى بالرغم من دراستها و امتحانات منتصف العام المقبلة على الابواب و مع مجيئها منذ يومين توقعت ان يكون هنا بالفعل او ان ياتى بنفس اليوم و لكنه لم يأتى حتى البارحة فظنت ان العمة فقط تريد رؤياها لا أكثر و أبعدت الفكرة عن رأسها بمجيئه من الاساس و لكن عند سماع عبارة نورة و مع رؤيته امام عينيها يلقى عليها التحية مادا يده لها لم تستطع سوى القاء تلك ال " أهلا و سهلا " و هروبها من امامه و هاهى الان تستمع الى حديثه مع اخواته و مع سالم و العمة .
: اين أمى ؟
: عند امها فقد مرضت و ذهبت هى و خالتك لترياها الن تسأل عن والدك !
: بالتاكيد يعلم انه بالمزرعة يا خالتى .
ناول عمرو الصغير لفرحة لتضعه بفراشه مجاوبا عمته
: اهذا ظنك يا عمة لقد ذهبت لرؤيته فور عودتى .
: حسنا كنت فقط اتأكد من تربيتى .... هيا يا نورة نحضر الطعام لاخيكى فهو بالتأكيد جائع .
فور انصراف العمة التفت راشد الى سالم غاضبا
: لماذا تفاجئت عنبر!..... لم تخبروها ؟
: لا .
: لم , الم اوصيك يا سالم .. ها قد تفاجئت و احتمت فى الغرفة ما كنت اعلم انه سيحدث .
: حسنا شعرت ان للمفاجئة وقع افضل .
: من انت لتشعر , ها انا قطعت كل تلك المسافة لاراها و ستبقى هى فى غرفتها ليلتان على الاقل و انا مغادرصباح الغد اخبرنى ماذا سافعل ؟
: لا تضعها برأسى يكفى ما انا فيه , كانت فكرة العمة .
انتفض راشد واقفا متأففا
: حسنا اخبرها اننى ذاهب الان ساذهب الى ابى اتناول الفطور لديه و ساتى معه ليلا .
وتحرك خطوتان و عاد مرة اخرى ليهمس بغضب مكبوت
: اخبرها الا تحاول محادثتى .
و ذهب تاركا سالم وسط ضحاته غير قادرا على التوقف .... لا يعلمان باذناى عنبر اللتان كادتا ان تخترق الباب مستمعة لكل حديثه مع سالم باستثناء اخر همسة القاها قبل ذهابه و قد علمت ما عليها فعله جيدا .


*******

جالسة بجواره كعادتهما بضفيرتها المجدولة على جانب وجهها تنظر اليه تارة و الى التلفاز امامهما تارة اخرى التردد يحتل نصف عقلها و النصف الاخر يمكتلكه الفضول دون منازع
: القى ما بجعبتك هيا يا فيروز..... ماذا تريدين ان تقولى ؟
صمتت تنظر اليه لبعض ثوان و هو يتابع التلفاز بنصف عقل فمنذ تناولهما الغذاء سويا و هى هكذا يشعر بشئ عالق فى حلقها تود قذفه بوجهه و لكن لا يعلم ما الذى يوقفها و رغم ذلك هاهو ينتظرها رغم تشوقه ليعلم و بما انها احتاجت لكل ذلك الوقت فهو بالتأكيد أمر جلل .
: كنت ... كنت أود ... كنت أود أن أعلم ....
انتفض من على الاريكة فاقدا اعصابه متحدثا بعصبية نادرا ما تظهر و لكن لكل امورها هى تصبح العصبية سيدة الموقف
: حسنا لن تعطفى على بكلمة كل دقيقة ، القى ما فى حلقك .... الان .
وقفت تحدق بالأرضية تبتلع ريقها بكل ما تستطيع من قوة
: على شرط أخبرنى الحقيقة رجائا ،انت تعلم من أين جئت صحيح ... على الاقل تعرف اهلى جيدا ؟.
خرج صوته بكل قوة مسمعا بقية البناية على الأغلب موسعا عينيه على اخرهما
: اخرسى .
اهتزت كل ذرة فى جسدها و هى تنتفض مشيرة بكلتا يديها بكل جنون
: لن أخرس يا فارس ليس ككل مرة ... الان ستخبرنى بكل شئ ... لا بل بالحقيقة كاملة .... لن تكذب على ثانية .... لن أكن مثل الهرة ككل مرة فاننى لن أكتفى بحديثك سابحث و ابحث بكل ما لدى لم أعد تلك الصغيرة الطاعة العمياء .
ظل ينظر لها محدقا مضيقا ما بين حاجبيه محركا رأسه بالإيجاب مما جعلها تهدأ ظنا لحصولها على ما تريد و انتظرته عدة ثوانى ليبدأ الحديث و لكنه تركها ذاهبا لغرفته صافعا الباب خلفه بقوة اجفلتها مما جعلها تهتز و تصرخ بكل قوتها آملة فى رجوعه .... هتفت بكلمات كثر لم يعى منهن شئ سوى صرختها الاخيرة و لكنها لم تكن من انهيار نفسى بل من الم جسدى حاد و عقب ادراكه كان امامها على الارضية يحاول تخفيف المها اسفل معدتها و عند فشله حملها غير عابئ بنسيانه حجابها و خروجها بمنامتها المكونة من سروال واصل لمشطها و تيشرت قطنى حامل لرسمة قطة حمد ربه انه كان كامل الاكمام و الا كانت الفضيح ان تكون اكبر قليلا مما هى عليه .

عند وصوله الى مشفى البلدة حيث صديقه متخصص الباطنة وضعها على سرير الكشف ليبدأ ماهر بكشفه و عند الانتهاء اخبره بكونها الزائدة الدودية و لا بد من استأصالها و لكن يمكنهم الانتظار بضعة ساعات اخذ ماهر من يده الى خارج الغرفة وأخبره بالمشجارة و انه غير مستريح لأمرها فاقترح ماهر ان يتحدث اليها الان بهدوء حتى ينسيها الجراحة فماهر صديق فارس منذ الدراسة و منها أصبح صديق فيروز و كاتم اسرارها
و بعد حوالى النصف ساعة كان جالسا اما مكتب صديقه متحرقا غير قادر على الجلوس الساكن
: ما الأمر ؟؟!
: حسنا ... أيمن عليك التفهم و ال
: ماهر اسألك ما الأمر ؟
انتظر لثوانى و بدأ يضرب المكتب بقبضته بخفة بدأت تزداد مع الوقت مما جعل ماهر يسرع بالقاء كلمة
: سحر.
كلمة .... كلمة كان لها القدرة على انتقاض فارس جاعلا كرسيه يسقط ارضا باحثا عن الاستقرار تاركا ماهر ينظر فى اثره المغادر بسرعة الفهد غاضبا بزمجرة اسد تاركا اياه خائفا حتى من ان يتبعه ليترك المسكينة تتلقى كل هذا .... حسنا هى كانت السبب فى كل ذلك اذن فلتتحمل .
*****
بعد أكثر من ساعة ونصف من العمل شغلته تلك الفتاة لدى البوابة ، و ابتسم لا يعلم لماذا ، هاتف مساعدته يسألها عن امور بالعمل و بنهاية حديث القى بسؤال بطريقة تبدو عابرة
:هبة .. بالمناسبة هل أتى مندوبين شركة التوزيع ؟
: ليس بعد سيدى .
: حسنا هاتفيهم لترى سبب ذلك و أعلميهم ان ذلك ليس بشير جيد .
نهض من كرسيه جهة النافذة منتظرا فتح البوابة ليتأكد من انصرافها من عدمه ..إلا ان على عكس ظنه وجدها بمكانها مازالت ، أخرج رأسه وتحدث بأصى درجة علو بصوته
: يا أنستى .... أنستى
التفتت اليه و هاله احمرار وجهها الخطير و المثير بنفس الوقت
: ارى أن رفقائك قد خذلوكى على ما يبدو !
تلأففت مرجعة وجهها الى الجهة المعاكسة له
: هل هذا من حسن السلوك .... أن تديرى وجهك و أحدهم يحدثك ...... لا أظن شركنك ستكون مسرورة بسوء معاملتك لرئيس مجلس الادارة .
ابتلعت ريقها بعينين نضطربين لا تعلم متذا يجب عليها ان تفعل .... وهو يراقبها متسليا منتظرا ... و انتصر بالنهاية لتدير وجهها عائدا اليه
: لقد تعطلت بهم السيارة و انا بانتظارهم على أمل قبول اعتذارنا من قبل رئيس مجلس الادارة
: اذا تظنين رئيس مجلس الادارة رجل حسنا وطيب ... يقبل بعذر عن اأخير اكثر من ساعة ونصف
: لا أظنه ستذمر من انتظاره بمكتبه يتناول فطوره مع قهوته يحيط به هواء مكيف بعيدا عن أشعة الشمس
: معك حق أظنه سيقبل باعتذار عن انتظاره بمكتبه .... لكن ما لن يقبل به أبدا هو انتظار شريكتهم لهم بالطريق تحت أشعة الشمس الحارقة لساعة ونصف .
اتسعت عيناها من جرأته و تدخله الفج ... ما له بها
: ظننت التزامنا بدخولنا كمجموعة سيحسن من شكلنا
: اجل و لكن تأخيرهم له تأثير اكبر ... أفسد ما سعيتى لأجله ...... هيا اذهبى الى السكرتارية و انتظرى بها .... لا أظنهم يعضو و لكنى غير متأكد من احتمالية افتراس افراد الأمن لك
اتبعها برفع كفه كتحية لأفراد الأمن .. و أثناء ذلك كانت هى فى صراع لا تعلم ما يتوجب عليها فعله .... تريد أن تصر على قرارها و لكنها تخشى أن يكون ذا منصب مهم و يؤثر على صفقتهم .... و مع زيادة الصراع بعقلها و شدة ضيقها أخرجت صرخة التقطها بصعوبة متفاجئا ليضيق عينيه
: احم .... لا شئ فقط اظنها حشرة طائرة ...... سأصعد الان .
: جيد ... لكن لم نتعرف بعد
اخذت نفسا عميقا ثم تحدثت بقوة
: أريج
ابتسم لانتصاره و حصوله على كل ما يريد و تحدث بثقة بالغة
: عابد .... رئيس مجلس الادارة
******
عائدا من المزرعة وحيد بعد ان قرر والده المبيت بالمزرعة .. محبطا من تخطيطه ليوم قد باء بالفشل .... لم يجد الا ان يعبر عما بداخله بترتيل احدى الاغانى الحزية و المحبطة راكلا حصى الأرض بقوة كلاعب جولف مستخدما قدمه بدلا من العصى ...... و عند اقترابه من المنزل توقف الترتيل و الاحباط ... توقف الزمن و كل شئ عندما وجدها جالسة على درجات البوابة شاردة فى البعيد .... و كم كانت آية فى الحسن .... عنبر و هى عنبر عطر تتشممه فيحتلك و لا يغادرك الا هالك لا محال .... ظل واقفا أمامه يجهل ما عليه فعله يخشى ان يتحدث فيفزعها فتهرب الى ملجئها مرة اخرى ظل بمكانه يبعده عنها مترين لا أكثرمسافة ضئيلة بالنسبة له هى تلك المسافة بين بلدتين بقارتين مختلفتين تنهد بقوة من شدة ما يهيج بداخله فشعرت به و شتم نفسه بابشع الالفاظ سرا ها قد أضاع فرصته بيده الا انها عكس ما توقع التفتت و ابتسمت له على استحياء متحدثة برقة و براءة .
: راشد ..... لقد تأخرت و أين عمى ؟
: عمك لدى زرعه قرر ان رفقة الزرع افضل من رفقة ابن غائب منذ شهر .
ابتسمت مجددا و هنا شتمها هو بسره الا تستطيع ان توفر ابتساماتها لوقت لاحق يكون قد جهز نفسه .... صدقا يشعر بقلبه سيتوقف
: لا تقسو عليه ... انت تعلم كم يحبك و يفضلك دوما .. حتى على نفسه .
: اتركينا من ذلك الآن .... اخبرتنى اننى تأخرت هل كنتى تنتظرينى
ترقبها متأملا يقسم ان اخبرته انها تنتظره سيخطفها الان و لن يرجعها حتى لوالدها ... وقفت مترددة متلعثمة فى كلماتها
:لا
هذا ال لا ارتدت كرصاصة بقلبه و ظهر الاحباط على وجهه فتحدثت فى سرعة
: اقصد ضجرت من المكوث بالمنزل .... ففضللت المكوث هنا بالهواء الطلق .... حتى تأتى .
قالتها على استحياء فكانة كرفرفة طائر ددغت قلبه المسكين ...... ظلا على صمتهما تنظر لقدميها و تفرك اصابعها ببعضهم و يراقبها هو بكل صبر و تمهل
: و ه قد أتيت ..... فماذا تقترحين ؟
تجولت بعينيها بعيدا عنه تحاول السيطرة على كسوفها
: افكر فى التول بالطرق ..... فانها هادئة و الآن و قد حان الليل اظها اهدى
اقترب منها لتبقى بينهما خطوة فاصلة
: اذا .... هل تمانعين فى رفقة ؟
ابتسمت و واتتها الجرئة لتنظر الى وجهه
: على الرحب و السعة .


مواعيد التنزيل الاحد والأربعاء الساعة التاسعة


روابط الفصول

الفصل الأول.... اعلاه
الفصل الثاني .... بالأسفل
الفصل الثالث .... بالأسفل

الفصول 4، 5، 6، 7 نفس الصفحة
الفصل الثامن والتاسع نفس الصفحة
الفصول العاشر والحادي عشر والثاني عشر نفس الصفحة
الفصول 13، 14، 15، 16 نفس الصفحة
الفصول 17، 18، 19 نفس الصفحة
الفصول 20، 21، 22، 23 نفس الصفحة
الفصول 24، 25، 26، 27 نفس الصفحة
الفصول 28، 29، 30، 31، 32 نفس الصفحة
الفصول 33، 34، 35، 36، 37 نفس الصفحة
الفصول 38، 39، 40، 41، 42 نفس الصفحة
الفصول 43، 44، 45، 46، 47 نفس الصفحة
الفصول 48، 49، الخاتمة نفس الصفحة







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-08-20 الساعة 12:55 AM
علا سلطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.